وبركاته الحمد لله الذي جعل العلم للخير اساس والصلاة والسلام على عبده ورسوله المهداة رحمة للناس المهدى رحمة للناس وعلى اله وصحبه الصفوة الاكياس. اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الثاني من برنامج اساس العلم في سنته الاولى بمدينته الاولى مدينة الدمام وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر شيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة في السن رحمه الله المتوفى سنة في السن بعد المائتين والالف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين امين قال الامام المجدد رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم رحمة الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل. الاولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالادلة الثانية العمل به الدعوة اليه رابعة الصبو على يقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان دين الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر قال الامام الشافعي قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا لكبتهم وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل. ودليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر ذنبي فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. من اكثر المصنف رحمه الله تعالى انه يجب على العبد تعلم اربع مسائل المسألة الاولى العلم وهو شرعا ادراك خطاب الشرع ومرده الى المعارف الثلاث معرفة العبد ربه ودينه ونبيه والمسألة الثانية العمل به اي العمل بالعلم والعمل شرعا هو ظهور صورة خطاب الشرع هو ظهور خطاب الشرع على العبد وخطاب الشرع نوعان احدهما الخطاب الشرعي الخبري وظهور صورته بامتثال التصديق والاخر الخطاب الشرعي الطلبي وظهور صورته امتثال الامر والنبي فمن الاول قوله تعالى الله خالق كل شيء وقوله وما ربك بظلام للعبيد هاتان الايتان من الخطاب الشرعي الخبري او ظهور صورتهما بامتثال التصديق لما فيهما ومن الثاني قوله تعالى في الامر يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقوله واقيموا الصلاة واتوا الزكاة وفي النهي ولا تقربوا الزنا وقوله ولا تأكلوا الربا ورهوف صورتها بالايات الاربع بامتثال الامر الوارد في الايتين الاوليين بفعله وامتثال النهي الوارد في الايتين الاخيرتين بتركه والمسألة الثالثة الدعوة اليه اي دعوة الى العلم والمراد بها الدعوة الى الله لانه لا يوصل الى الله الا بالعلم فمن دعا الى الله وفق المنهج النبوي فانما يدعو الى العلم والدعوة الى الله شرعا هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة ومسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه والصبر شرعا حبس النفس على حكم الله حبس النفس على حكم الله وحكم الله معاني احدهما حكم الله القدري والاخر حكم الله الشرعي والمذكور من الصبر في كلام المصنف هو الصبر على الاذى فيه اي في العلم تعلما وعملا ودعوة والاذى من القدر المؤلم فيكون الصبر المذكور من جنس الصبر على حكم الله القدري ولما كان العلم مأمورا به شرعا طار الصبر عليه ايضا صبرا شرعيا فعبارة المصنف رحمه الله تعالى تتضمن الامر بنوعي الصبر فاما دلالتها على الصبر على الحكم القدري فمن منطوق اللفظ لان الاذى قدر مؤلم واما دلالتها على الصبر على حكم الله الشرعي فمن دلالة المفهوم لان الصبر على العلم يتعلق به صبر على مأمور به شرعا وهو العلم فان الله امرنا بالتماسه وطالب به والدليل على وجوب تعلم هذه المسائل الاربع هو سورة العصر. لان الله سبحانه وتعالى اقسم بالعصر ان جنس الانسان كن له في خسر فالانسان واقع على ارادة الاستغراق لجميع الافراد ومن دلائل عموم لفظ ما ورود الاستثناء بعده فقوله بعد الا الذين امنوا على ان ما قبله عام لان الاستثناء لا يقع وضعا ولا شرعا الا بعد ورود عامين فالاية دالة على ان جميع جنس الانسان في خسر واكد هذا بوجوه اعلاها اقسامه سبحانه وتعالى بالعصر من فاتحتها والعفو المقسم به هو الوقت المعروف اخر النهار لان ارادة هذا المعنى هي المعبودة بالخطاب الشرعي فان اسم العصر اذا اطلق في عرف الاحاديث النبوية وكلام الصحابة والتابعين واتباعهم كان المراد به هو الوقت المعروف ولا يراد به ما هو غيره من المعاني؟ ولو عم كالدهر فلا تجدوا في حديث نبوي ولا اثر عتيق سلفي عن الصحابة والتابعين واتباعهم الا وفيه ارادة الوقت المعروف اخر النهار اذا اطلق العصر ومن قواعد فهم الخطاب الشرعي ان المعهود فيه هو المقدم في فهمه. فما علم انه معهود الخطاب الشرعي كان هو المقدم في تفسير كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ومن هذا الجنس قوله تعالى فلولا نفر من كل سرقة منهم طائفة فان الفرقة النافرة فيها قولان احدهما انها المجاهدة فتكون نافرة والتي تلتمس العلم قاعدة والاخر ان النافرة هي التي تلتمس العلم مرتحلة فيه وان القاعدة هي التي تخلفها وراءها من المجاهدين في دار الاقامة قبل خروجهم الى الجهاد واصح القولين ان النافرة هي المجاهدة لان اسم النفير في خطاب الشرع لا يقع في القرآن والسنة الا على الجهاد. فعلم ان معنى قوله فلولا نفر منهم فلولا فخرج الى الجهاد منهم رجال بعد ان يفقههم القاعدون من اهل العلم. اختاره بناء على هذا الاصل الذي ذكرته لكم ابو العباس ابن تيمية الحفيد وتلميذه ابن القيم في مفتاح دار السعادة وقد استثنى الله عز وجل من الخاسرين نوعا هم المتصفون بصفات اربع فقال الا الذين امنوا وهذا دليل العلم اذ لا ايمان الا بعلم ولا يدرك اصل الايمان وكماله الا بالعلم وقوله وعملوا الصالحات دليل العمل ووصف الاعمال بالصالحات دال على ان المطلوب من العمل ليس جنسه بل المراد منه نوع مخصوص وهو العمل الصالح الذي يكتنفه امران عظيم ان هما الاخلاص لله والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال وتواصوا بالحق وهذا دليل الدعوة فالحق اسم لما وجب ولزم فالحق اسم لما وجب ولزم واعلاه ما كان واجبا بطريق الشرع والتواصي تفاعل بين اثنين فاكثر وهذه هي حقيقة الدعوة ثم قال وتواصوا بالصبر وهذا دليل الصبر ولذلك قال الشافعي منوها عظمة هذه السورة قال هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلق الا هي لكفتهم اي لكفتهم في قيام الحجة عليهم في وجوب امتثال حكم الله الشرعي خبرا وطلبا لكفتهم في اقامة الحجة عليهم بوجوب امتثال حكم الله الشرعي خبرا وطلبا. نص عليه جماعة من العلماء منهم ابو العباس ابن تيمية الحفيد وعبد اللطيف ابن عبدالرحمن ال الشيخ وعبد العزيز ابن باز رحمهم الله فليس معنى كلامه ان السورة كافية في القيام بالديانة بجميع احكامها فان هذا لا يمكن قطعا وانما يراد به المعنى الذي تقدم من اقامة الحجة على الخلق في امتثال امر الله وترك ما سواه والمقدم بين هذه المسائل هو العلم فهو اصلها الذي تتفرع عنه وتخرج منه واورد المصنف رحمه الله تعالى في تأييد ذلك كلام الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العلم من صحيحه ذاكرا اياه بمعناه لا حكاية لفظه. فان هذا ليس ليس لفظ البخاري رحمه الله تعالى. وانما معناه ان البخاري قال باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله فبدأ بالعلم انتهى كلامه واورده المصنف رحمه الله تعالى على حكاية المعنى ودلالته على مقصوده تقديم الامر بالعلم ثم اتباعه بالامر بالعمل لقوله سبحانه وتعالى بعد الامر بالعلم واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات فقدم العلم ثم اتبع العمل به فاستنبط هذا المعنى قبل البخاري شيخ شيوخه سفيان بن عيينة الهلالي من علماء اتباع التابعين رواه عنه ابو نعيم الاصبهاني في كتاب كلية الاولياء ثم اختفى البخاري الغافطي في مسند فانه بوب فيه باب العلم قبل القول العمل نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى اعلم رحمة الله انه يجب على كل على كل مسلم ومسلمة تعلم تنافس هذه المسائل والعمل بهن الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يرزقنا عملا بل ارسل الينا رسولا ما اطاعه ودخل الجنة ومن عصاه دخل النار قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون رسولا بل اخذناه مخدوم مبيلا. الثانية ان الله لا يرضى ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته. لا نبي مرسل ولا ملك ولا غيرهما والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. الثالثة ان من اطاع الرسول وحد الله لا يجوز له موالاة الله ورسوله ولو كان اقرب قريب. ودليل قوله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك ما في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. ويدخلهم جنات لا تجري من تحتهم الانهار. جنات من من تحتها الانهار خائبين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه. اولئك حزب الله الا ان حزب الله فمن المفلحون ذكر المصنف رحمه الله هنا ثلاث مسائل عظيمة يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمهن والعمل بهن فاما المسألة الاولى فمقصودها بيان وجوب طاعة الرسول وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى بل ارسل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم ليأمرنا بعبادة الله فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه وجحد عبادة الله دخل النار كما قال تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم ارسلنا الى تدعون رسولا. فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا. اي شديدا وتعقيب خبر ارسال الرسول صلى الله عليه وسلم الينا بذكر ارسال موسى عليه الصلاة والسلام الى فرعون تحذير لهذه الامة ببيان سوء عاقبتي رد دعوة الانبياء. وان من لم يجب دعوة الانبياء حل به عقاب الله واليم عذابه في الدنيا والاخرة اخرة. واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك في العبادة فمقصودها ابطال الشرك في العبادة ووجوب التوحيد وان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته كائنا من كان لان العبادة حق الله وحقه لا يقبل الشرك فلما كانت العبادة حقا له لم يرظى سبحانه ان يشاركه فيه احد والنهو والنهي عن دعوة غير الله دليل على ان العبادة قل لها لله وحده فمعنى الاية المذكورة فلا تعبدوا مع الله احدا بل اعبدوا الله وحده وسيأتي مزيد بيان في هذا المعنى واما المسألة الثالثة فمقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين لان طاعة الرسول ووجوب التوحيد وهما الامران المذكوران في المسألتين السابقتين الاولى والثانية لا يتحققان الا بالبراءة من المشركين المسألة الثالثة بمنزلة التابع اللازم للمسألتين السابقتين. وهي ان من اطاع الله وهي ان من اطاع الرسول ووحد الله لا يتم له ذلك الا بالبراءة من المشركين فلا يجتمع الايمان الناشئ من طاعة الرسول وتوحيد الله مع محبة المشركين اعداء الله واعداء رسوله. بل المؤمن محادون من حاد الله ورسوله ومعاذون من عادى الله ورسوله ومعنى قوله تعالى من حاد الله ورسوله اي كان في حد غير حد الله وحد رسوله صلى الله عليه وسلم وهو حد الكفر واذا تميزت الحدود لم يكن بين هؤلاء وهؤلاء الا العداوة والبغضاء كما امر الله سبحانه وتعالى به فالبراءة من المشركين اصل من اصول الدين يرحمك الله فالبراءة من المشركين اصل من اصول الدين. لا تنحل عقده ولا ينقض اساسه حتى يرث الله الارض ومن عليها وما بلي الناس باضعاف هذا الاصل الا من تقابل طائفتي غالية ومقصرة ومن الناس من اجرى البراءة من المشركين في وجوه لم تأذن بها الشريعة ولا جاءت بها وقابلهم اناس هونوا امر البراءة من المشركين تحت شعارات خلابة المعنى خداعة المبنى كالتعايش والانفتاح والتواصل الثقافي وتلاقح الافكار وغيرها من الدعاوى التي لا تروج الا على من غشي بصره وضعف فعقله وقل دينه. لكن لا يميز هؤلاء وهؤلاء الا صاحب الدين المتين ذي البصيرة النافذة في معرفة دين الله سبحانه وتعالى. ومن لم يكن كذلك فانه صرعان ما يجتاله الغلاة المتطرفين او المقصرون المحسرون فتجده تارة يولد اشياء الاخرة لها بالولاء والبراء ويقابله مرة اخرى حال له بعد مدة يغير فيها اطروحاته السابقة تحت دعاوى كاذبة. واما الذين امتلأ قلوبهم بالايمان وكمل توحيدهم وعرفوا دين الله عز وجل فانهم يرون الولاء والبراء اصلا من اصول الشرع ما توجبه الشريعة لا وفق ما تحتمله الاهواء والاراء وجبالات الاذهان وحثالات الافكار. ومن تكن له مكنة من العلم ولا خبث من الهدى يفرق فيه بين الحاج والداج والحصان والحمار فعليه ان يقتدي بائمة الهدى من الاعلام الاكابر الراسخين الذين يميزون بين الحق والباطل والذهب والنحاس حتى لا يكون دينه العوبة تأخذ بها الاراء والاهواء فتارة يعامل في البراء بما لم يأذن به ربنا عز وجل بالقاء اشياء اذنت بها الشريعة وراءه ظهريا وتارة ينقلب نحوها فيفتح ذراعيه لكي يحتضن ما القاه من قبل مدعيا امورا لم تأتي بها الشريعة وانما يحدث مثل هذا بالالتباس الحق بالباطل في هذه الابواب في ازمنة الجاهلية التي يضعف فيها العلم وتقل فيها السنة فتجتال الاهواء حينئذ الناس فيشرقون ويغربون والعاقل البصير لا يجعل دينه عرظة للشبهات والتحولات والتغيرات فان نفسك واحدة وينبغي ان يكون دينك واحدا. واما الدين المرقع فان قبحه عند الله وعند اهل الفراسة من خلقه كقبح الثوب المرقع. وكما تستنكف ان تلبس ثوبا مرقعا فيه رقعة حمراء اخرى سوداء وثالثة زرقاء ورابعة لها لون رابع فاستحي من الله عز وجل ان يكون دينك مرقعا تارة توالي بما لم يأذن به الله وتارة تعادي بما لم يأذن به الله وتخادع نفسك انك قائم بدين الله ولا يكون القيام بدين الله الا بالعلم والسنة فاذا عرف الانسان منازل الامور ومقاماتها الواردة في الكتاب والسنة عرف منازل والبراء كما اذن الله سبحانه وتعالى به. فينبغي للانسان ان يحذر على دينه. ان تجتاله الحوادث والمتغيرات لانك تلقى الله سبحانه وتعالى وحدك. ولن يسألك الله سبحانه وتعالى الا عن نفسك اذا سألك الله عز وجل عما كنت عليه تارة كذا وتارة كذا فما جوابك فان الله سبحانه تعالى يعاملك بحالك. قال مطرف ابن علاء ابن الشخير من صف صفي له ومن كدر قدر عليه. فقال ابو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى في صدر فصل له في صيد خاطئ تصفية الاحوال على قدر تصفية الاعمال. انتهى كلامه. فمن صفت لله حاله فمن صفت لله اعماله صف الله وتعالى له احواله. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعاملنا بفضله. وان يلهمنا رشدنا. ويقينا شر انفسنا. وان يري ان الحق حقه ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه نعم الله اليكم قال رحمه الله اعلم رشدك الله بطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين. وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومعنى يعبدون يوحدون. واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه. ودليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة؟ ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها؟ فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. الحنيفية في الشرع لها معنيان احدهما عام وهو الاسلام والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد ولازمه الميل عن كل ما سواه وهي دين الانبياء جميعا ولا تختص بابراهيم عليه الصلاة والسلام الا ان اضافتها اليه في كلام المصنف وقع تبعا لاضافتها اليه في القرآن. فان الله اذا ذكر الملة الحنيفية نسبها الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام ثم شاع في عوف اهل العلم نسبة الملة الحنيفية الى ابراهيم مع كونها ملة جميع الانبياء والموجب لذلك ما الجواب الاخ يقول اعد فنعيد علشانه لكن ينبغي ينتبه الانسان نقول نحن قلنا ان الحنيفية وقع في كلام المصنف مضافة الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام. وهو تابع في ذلك الخطاب الشرعي فانها جاءت في القرآن مرارا مضافة الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام مع كونها بالاتفاق بين الانبياء جميعا. لانها تتضمن الاقبال على الله بالتوحيد والميل عن كل ما سواه فلاي شيء وقع هذا في الخطاب القرآني هذا وجه حسن لكن في وجه احسن منه الانبياء كلهم الامام هذا بس الكلام صحيح لكن نقول لماذا اضيفت الى ابراهيم؟ مع ان دين الانبياء جميعا من الانبياء مشرفون به ومحمد صلى الله عليه وسلم هو الخليفة الجواب ان يقال لان العرب الذين انزل عليهم القرآن كانوا يدعون النسبة الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام ويزعمون انهم على دينه ان العرب الذين انزل فيهم القرآن كانوا يدعون النسبة الى ابراهيم ويزعمون انهم على دينه فاجدروا بهم ان يتبعوه حنفاء لله غير مشركين به فحسنت الاظافة اليه دون غيره من الانبياء والناس جميعا مخلوقون لاجلها ومأمورون بها والدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فانما خلق الجن والانس لاجل عبادة الله عز وجل واذا كانوا مخلوقين لها فهم مأمورون بها. فالاية دالة على ان الجن والانس مخلوقون مخلوقين على ان الجن والانس مخلوقون للعبادة بلفظها ودالة على انهم مأمورون بها بمفهومها فانهم اذا كانوا خلقوا لها فانهم مأمورون بما خلقوا لاجله فالامر لازم لفظها والخلق صريحه وتفسير المصنف رحمه الله تعالى يعبدون بقوله يوحدون له وجهان احدهما انه من تفسير اللفظ باخص انه من تفسير اللفظ باخص افراده تعظيما له انه من تفسير اللفظ باخص افراده تعظيما له. فافد العبادة واعظمها هو توحيد الله عز وجل والاخر انه تفسير للفظ بما وضع له انه تفسير للفظ للفظ بما وضع له. فان العبادة اذا اطلقت في في القرآن اريد بها التوحيد ومنه قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم اي وحدوا ربكم ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى حقيقة التوحيد والشرك لانه لما كانت الحنيفية كما سبق مركبة مركبة من الاقبال على الله بالتوحيد والميل عن كل ما سواه بالبراءة من الشرك نتيجة الى معرفة معنى التوحيد والشرك فذكر المصنف رحمه الله تعالى حقيقتهما والتوحيد له في الشرع معنيان احدهما عام وهو افراد الله بحقه افراد الله بحقه وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والطلب حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والطلب وينشأ من هذين النوعين ان الانسان مأمور بتوحيد ربه في ثلاثة اصول الربوبية والالوهية والاسماء والصفات والثاني خاص وهو اخراج الله بالعبادة والمعنى الثاني هو المعهود شرعا فاذا اطلق لفظ التوحيد وما تصرف منه على اختلاف انواع اشتقاقه فالمراد به توحيد العبادة وعلى هذا اختصر المصنف فان قوله التوحيد وهو افراد الله بالعبادة. تفسير للتوحيد بالمعنى الخاص. متابعة للعرف الشرعي فان العرف الشرعي اذا اطلق فيه التوحيد اريد به توحيد العبادة. مثل ايش ما الجواب والتوحيد اذا اطلق في العرف الشرعي فالمراد به افراد الله بالعبادة ما الدليل واعبدوا الله نريد شيء فيه وحدوا الله حتى يكون دليل للعرف الشرعي كانت وفي الرواية الثانية احسنت من ذلك حديث ابن حديث ابن عباس في الصحيحين لما بعث معاذا وفيه فليكن اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله هذا لفظ مسلم ولفظ الصحيحين ان يعبدوا الله. فعلم ان التوحيد يراد به افراد الله بالعبادة. ومنه حديث جابر في صحيح مسلم مسلم في صفة الحج وفيه قوله رضي الله عنه فاهل بالتوحيد يعني بقول ايش بقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك والتلبية تتضمن توحيد ايش توحيد العبادة فهذا معنى قولنا ان التوحيد اذا اطلق في عرف الشرع فالمراد به توحيد العبادة والشرك يطلق في الشرع على معنيه احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره يعلو شيء من حق الله لغيره والثاني خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله وهو جعل شيء من العبادة لغير الله وانما عدل عن لفظ الصرف الشائع ذكره الى لفظ الجعل فلم يقل ظرف شيء من حق الله الى غيره وقيل جعل شيء من حق الله لغيره لامرين احدهما اقتفاء الخطاب الشرعي فان الشرك اذا ذكر في الكتاب والسنة ذكر بالجعل ولم يذكر بالصرف ومنه قوله تعالى فلا تجعلوا اندادا ومنه حديث ابن مسعود في الصحيحين لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم اي الذنب اعظم؟ فقال ان تجعل لله ندا فالمختار شرعا هو لفظ الجعل دون الصرف والاخر ان لفظ الجعل يتضمن الاقبال والتأليه القلبي بخلاف لفظ الصرف فان لفظ الصرف يقصد منه تحويل شيء من محل الى اخر دون الملاحظة المقصود من التحويل فلا يكون وافيا بحقيقة الشيء فالمختار شرعا ان يعبر من جعل دون الصرف والمعهود في الخطاب الشرعي اذا اطلق الشرك انه الشرك المتعلق ماشي بالعبادة كما انه اذا اطلق التوحيد فالمراد بها التوحيد المتعلق من عبادتي فكيف ما دار لفظ الشرك في القرآن والسنة؟ فانه يطلق على ارادة شرك العبادة. ولاجل هذا فسره المصنط بذلك فقال والشرك هو دعوة غيره معه. لان الدعوة اسم للعبادة في خطاب الشرع ومنه حديث النعمان عند اصحاب السنن الاربعة بسند صحيح الدعاء هو العبادة ويعلم مما سلف ان المصنف فسر التوحيد والشرك باعتبار المعنى المعهود في خطاب الشرع وهو بالتوحيد افراد الله بالعبادة وفي الشرك جعل شيء من من عبادة الله عز وجل لغيره واعظم ما امر الله عز وجل به هو التوحيد واعظم ما نهى الله عز وجل عنه هو الشرك والدليل كما ذكر المصنف هو قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والاعظمية مستفادة من ان هذا القدر هو مطلع اية عظيمة تسمى باية الحقوق العشرة امر الله عز وجل عباده فيها بامور عظيمة وابتدأها بقوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. فلما قدم الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك على ما بعده علم ان اعظم ما امر الله عز وجل به هو التوحيد وان اعظم ما نهى الله عز وجل عنه هو الشرك فما يكون بعده اقل منه درجة لانه لا يبدأ الا بالاهم ذكره ابن قاسم العاصمي في حاشيته على ثلاثة الاصول. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى مسألة مترتبة على ما تقدم فقال فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة الى اخره؟ لانك علمت فيما سبق ان الله عز وجل خلق الجن والانس لاجل عبادة وامرهم بها ولا يمكن القيام بالعبادة الا بمعرفة ثلاثة امور احدها معرفة المعبود وهو الله عز وجل وثانيها معرفة المبلغ عن المعبود وهو الرسول صلى الله عليه وسلم وثالثها معرفة كيفية العبادة وهي الدين معرفة كيفية العبادة وهي الدين. وهذه هي الاصول الثلاثة اذ لا يمكن للعبد امتثال ما امر به من عبادة الله الا بمعرفة المعبود الذي يجعل له عبادته ولا طريق الى معرفة تلك العبادة الا بمبلغ عنه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ولا سبيل الى القيام بها الا بالكيفية التي نعتها النبي صلى الله عليه وسلم وبينها فتكون الاصول الثلاثة مندرجة في الامر في عبادة الله عز وجل فاذا سئلت ما دليل الاصول الثلاثة وهي معرفة العبد ربه ونبيه ودينه؟ فالجواب كل اية وحديث فيه كل اية وحديث فيهما الامر بالعبادة واضح واضح دليل الاصول الثلاثة؟ كل اية او حفيد فيها الامر بالعبادة. كيف يعني مثلا قول الله عز وجل واعبدوا الله او قوله يا ايها الناس اعبدوا يا ايها الناس اعبدوا ربكم. كيف تكون الاية دالة على الاصول الثلاثة ما الجواب فقط اخذلني الكلام الاخوان للجهة هذي الكلام اللي قلته قبل فهمتموه ام لا ترى مهوب احنا ما جينا نشخص لنتعلم دين الله عز وجل هذه مسائل القبر يا اخوان هذه الاسئلة الثلاثة بالقول وان كلا مقعد مسؤول ما الدين وما الرب؟ وما الرسول فانتم الان تفتحون الانترنت وتجد يقول هذه الاصول الثلاثة من بدع الوهابية لابد تعرف ديني هل انت على خطأ ام على صواب؟ الدين لا يؤخذ بالاباء والعادات والبلاد الدين يؤخذ بقال الله وقال رسوله قال الصحابة هم اولي عرفان الدين تعرف انك مشيد ما تقوم به ببرهان من الله عز وجل. لا يتغير ولا يتبدل سواء كنت هنا او هناك او هناك في اي بلد الجواب ها يا محمد معبود الذي يعبد قال لا ان الله عز وجل امرنا في هؤلاء الايات العبادة والقيام بهذه العبادة لا يمكن الا بمعرفة معبود تجعل له العبادة ولا سبيل الى معرفة مال المعبود الا بمبلغ عنه. هو الرسول صلى الله عليه وسلم وما يبلغه عنه صلى الله عليه وسلم هي الكيفية التي نعبد بها ربنا سبحانه وتعالى نعم اذا قيل لك من ربك رضي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبود ليس بمعبود سواه ودليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم شرع المصنف رحمه الله يبين الاصل الاول وهو معرفة العبد ربه. فقال فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني الى اخره ومعرفة الله عز وجل على وجه الكمال متعذرة لان عقول الخلق ومداركهم تقصر عن الاحاطة بالكمال الالهي فمعرفة الله عز وجل لا تنتهي الى حد بل كلما ازدادت بل كلما ازداد ايمان العبد وقوي ازدادت معرفته بربه سبحانه وتعالى ومن معرفة الله عز وجل قدر يتعين على كل احد لا يصح دينه الا به وما زاد على هذا القدر فان الناس يتفاضلون فيه بحسب احوالهم واصول القدر الواجب من معرفة الله هي اربعة اولها معرفة وجوده فيؤمن العبد معرفة وجوده فيؤمن العبد بانه موجود وثانيها معرفة اطلبوا بيته فيؤمن العبد بانه رب كل شيء وثالثها معرفة الوهيته فيؤمن العبد بان الله هو الذي يعبد بحق وحده فيؤمن العبد بان الله هو الذي يعبد بحق وحده ورابعها معرفة اسمائه وصفاته معرفة اسمائه وصفاته فيؤمن العبد بان لله اثناء الحسنى وصفات علا والدليل على وجوب هذه الاصول في معرفة الله هو كما ذكر المصنف قوله تعالى الحمد لله رب العالمين كيف تدل هذه الاية على هذه الاصول الاربعة الجواب يلا استنبطوا الاصل الاول معرفة وجوده. كيف دلت قوله تعالى الحمد لله رب العالمين على وجود الله عز وجل لان العدم لا يحمد وانما يكون الحمد بموجودة لان العدم لا يحمد وانما يكون الحمد لموجود الان واحد لو قال ونحن في المسجد قال والله جوا المسجد حلو وممطر حمده لجو المسجد بالمطر صحيح ام غير صحيح صحيح لان المطر موجود ام عدم عدن فان خرج خارج المسجد وكانت السماء ممطرة فقال جو الدمام اليوم موجود اليوم آآ طيب لانه ممطر حمده لعدم امن موجود اللي موجود فيكون صحيحا طيب الاصل الثاني دلالته على ربوبية الله رب العالمين اذ في ذلك التصريح بربوبيته طيب دلالته على استحقاق الله عز وجل للعبادة ايش كيف علم هذا بس الجواب الصحيح لكن مأخذة من اين عرفت هذا لا قال للاخباس اصلا هو عبادته منين عرفت ان الحمد لله لله عز وجل هذي مثل ما قال الاخ وانت نقول ان موجب استحقاق الله الحمد كائن لالوهيته الم يقل له الحمد لمن لله يعني للمألوف فهو حمد لكونه مألوها معبودا. فلاجل كون الحمد مستحقا لاجل عبادته. علم ان هذه الاية دالة على الوهية الله سبحانه وتعالى. واما الاصل الرابع وهو معرفة اسمائه وصفاته. ففي ذكر الربوبية والالوهية لانهما يتظمنان اثبات اسم الله ورب العالمين ويتظمنان اثبات صفة الربوبية وصفة الالوهية لله عز وجل وقول المصنف رحمه الله وكل ما سوى الله عالم هي مقالة تبع فيها غيره من المتأخرين وحقيقتها كاصطلاح شاع فداء وهو مبني على مقدمات منطقية منتجة ذلك مأخوذة عن قدماء الفلاسفة فان فلاسفة قالوا في المقدمة الاولى العالم قديم وقالوا في المقدمة قالوا في مقدمة الاولى الله قديم. وقالوا في المقدمة الثانية العالم العالم حادث ثم انتجت هاتان المقدمتان ان كل ما سوى الله عالم والمراد بالمحدث يعني المخلوق فهم ارادوا ان يبينوا ان كل ما سوى الله مخلوق فقالوا فكل ما سوى الله حادث فانتشر اسم العالم على ان المراد به هو كل ما سوى الله عز وجل. وهذا معنى لا تعرفه العرب في لسانها فان اسم العالم عند العرب مختص بالافراد المتجانسة من المخلوقات مثل الملائكة والانس والجن فيقال عالم الملائكة وعالم الجن وعالم الانس فان قيل اذا كان الامر كذلك فان العالم مع العالم مع العالم يجمع على عالمين او عوالم لكن المقصود الاية على عالمين قيل هذا الجمع صحيح لكن نتيجته غير صحيحة لانه ليست كل مخلوقات الله افرادا متجانسة بل من مخلوقات الله فرض لا جنس له مثل مثل العرش والكرسي الالهي والجنة والنار هذه افراد ليس لها نظير من جنسها وان شاركها في الاثم فحينئذ مخلوقات الله نوعان النوع الاول افراد متجانسة كالملائكة والجن والانس والثاني افراد غير متجانسة بل منفردة كالعرش والكرسي الالهيان الالهيين والجنة والنار. واسم العالم انما يختص بالاول دون الثاني قسم العالم انما يختص بالاول دون الثاني. استفيد هذا من كلام الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير فانه اشار اشارة لطيفة الى هذا المعنى الذي بيناه من ان تفسير بكل ما سوى الله انه من كلام اهل الفلسفة ثم انتشر على انه منسوب الى العربية والعرب لا تطلق اسم العالم الا على افراد متجانسة دون بقية المخلوقات. وحينئذ فان قوله تعالى الحمد لله رب العالمين لا يستدل به على عموم ربوبية الله. لانه تبقى افراد اخرى وراء ذلك لا تندرج في العالم وانما يستدل على ربوبية الله عز وجل بقوله تعالى وهو رب كل شيء فانها عامة لكل المخلوقات المتجانسة وغير المتجانسة نعم قال رحمه الله اذا قيل لك بما عرفت ربك باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والاعراضون السبع ومن فيهن وما بينهما والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس. فقوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تدعو للشمس القمر يصدور الله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون فقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشى الليل والنهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوع سخرات لامره الا له الخلق والامر. تبارك الله رب العالمين. لما ذكر المصنف رحمه الله ان الله هو الرب بين دليله كشف عن الدليل المرشد الى معرفة الله عز وجل والدليل المرشد الى معرفة الرب شيئان احدهما التفكر في اياته الكونية والاخر التدبر في اياته الشرعية وهما مذكوران في قول المصنف باياته بان الايات شرعا لها معنيان احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات والاخر الايات ايش شرعية وهي ما انزله الله عز وجل على الانبياء من الكتب فيكون قول المصنف رحمه الله تعالى ومخلوقاته بعد قوله باياته من عطف الخاص على العام لان المخلوقات بعض الايات فالايات مخلوقات وغير مخلوقات وذكر المخلوقات بعد الايات مع كونها مندرجة فيها من ذكر الخاص بعد العام. وموجب التنويه به الاهتمام فمن اعظم ايات الله عز وجل الظاهرة التي يقع الاجماع على التسليم بها الايات الكونية. فيقل المنازع فيها اما الايات الشرعية فان المنازع فيها كثير والليل والنهار والشمس والقمر والسماوات والارض وما بينهما كلها تدخل في اسم الايات ومع ذلك فان المصنف رحمه الله تعالى فرق بينها. فجعل بعضها ايات وجعل وجعل بعضها مخلوقات فلما ذكر المخلوقات قال ومن مخلوقاته الشمس ومن ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر. ولما ذكر المخلوقات قال سماوات السبع والاراضون السبع وما بينهما اوليست المخلوقات من جملة الايات الكونية الجواب بلى فلاي شيء فرق المصنف بينها؟ لماذا ما قال المصنف من اياته؟ الليل والنهار والشمس والقمر والسماوات والارض وما بينهم. او قال ومن مخلوق الشمس والقمر والليل والنهار والنجوم والسماوات والارض لماذا فاوت بينها مم يعني الجواب الاخ يقول اتباعا للوارد في الخطاب القرآني هذا هو الجواب طيب لماذا وقعت في القرآن بالقرآن اذا ذكر السماوات والارض ذكرت باسم الخلق. واذا ذكر الليل والنهار الشمس والقمر ذكرت بالايات انت الان وصلت نص الطريق من يكملك فيناسبهما اثم العلامة لان الاية هي العلامة لان الشمس والقمر والليل والنهار يتجددن فيناسبهن اسم الاية لان الاية هي العلامة فالمتجدد يصلح علامة لتغيره والسماوات والارض مقدرات على هذه الصورة لا تتغير فالسماء التي في الليل هي السماء التي بالنهار. والارض التي في الليل هي الارض التي في النهار فلما كانت هكذا دل عليها باسم الخلق لان الخلق في لسان العرب موظوع للتقدير فهن مقدرات على هذه الخلقة واضح هذا موجب وقوع ذلك في القرآن الكريم ولاجل انه وقع في القرآن الكريم كذلك اقتفاه المصنف رحمه الله تعالى فعبر بمثل ما ذكرنا نعم قال رحمه الله وربه هو المعبود قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به فاخرج به من التمرة رزقا لكم فلا تدعوا لله اندادا وان انتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء والمستحق للعبادة لما بين المصنف رحمه الله الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل ذكر ان الرب هو المستحق للعبادة فمعنى قوله والرب هو المعبود اي المستحق ان يكون معبودا فليس كلامه تفسيرا للفظ الرب فان الرب لا يعرف في لسان العرب على ارادة معنى المعبود في اصح قولي اهل اللغة ولكن تفسير الكلام والرب هو المستحق ان يكون معبودا للامر في العبادة في قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم مع ذكر موجبها وهو ربوبيته المذكورة في قوله تعالى الذي خلقكم والذين من قبلكم الى تمام الايات من من سورة البقرة فان الاقرار بالربوبية يستلزم الاقرار بالالوهية كما بينه ابن كثير في كلامه الذي نقله المصنف عنه بمعناه لا بلفظه. فصار مراد المصنف من قوله والرب هو المعبود اي المستحق ان يكون معبود نعم قال رحمه الله تعالى وانوار العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل ورغبة الغفلة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستعانة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من انواع العبادة التي امر الله بها كل لله قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا عبادة الله لها معنيان شرعا احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن وهو امتزال الخطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع والثاني خاص وهو التوحيد وعبر بالخضوع في المعنى العام دون الذل وهو المشهور الذي يذكر العبادة يقول عبادة الله امتثالا لخطاب الشرع المقترن بالحب ايش؟ والذل ولكننا قلنا بالحب والخضوع لماذا قلنا بالحب لكن ما قلنا بالذل قلنا بالخضوع لماذا ادلنا عنه الذل الى الخضوع هذا هذا السؤال طيب وغيره اذا قال ابن القيم وعبادة الله غاية حبه مع ذل عابده فهما خطبان تقول نقول اثبت على كلامك كلامك هو الصواب ليست الحجة في الرجال الحجة في دلائل الشرع مع تعظيم الائمة واجلالهم رحمهم الله سبحانه وتعالى. الا ان ما ذكره الاخ من فراغ قلب الدليل من الاختيار وهو معنى قول ما ذكره الاخ راشد هو الصحيح. لذلك نقول وانما عدل عن الذل الى الخضوع لامرين طين احدهما اقتفاء الخطاب الشرعي لان الخضوع مما يعبد الله به بخلاف الذل لان الخضوع مما يعبد الله به بخلاف الذل فالذل كوني قدري لا ديني ترعي ولهذا يقال للخلق اخضعوا لله ولا يقال لهم ذل لله لان التعبد يقع بالخضوع دون الذل فالخضوع عبادة يتقرب بها الى الله بخلاف الذل فانه لا يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى ونذكر دليله بعد الاذان باذن الله تعالى الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله عين الصلاة الصلاة حي على الله اكبر اكبر لا اله الا الله تقدم القول بان الخضوع عبادة دينية شرعية يتقرب بها الى الله دون الذل اشاهده حديث ابي هريرة عند البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قضى الله بالامر من السماء ضربت الملائكة ضربت الملائكة باجنحتها قطعانا لقوله اي خضوعا لقوله وضرب الملائكة باجنحتها هو عبادة لان افعال الملائكة كلها عبادات بان افعال الملائكة كلها عبادات يتقربون بها الى الله عز وجل ومنه ايضا ما رواه البيهقي في السنن الكبرى باسناد صحيح في قنوت عمر رضي الله عنه انه كان يقول ونؤمن بك ونخضع لك واسناده صحيح ولم يأتي قط في دلائل الشرع اطلاق الذل على ارادة عبادة الله عز وجل به والوجه الاخر ان الذل ينطوي على القهر والاجبار ان الذل ينطوي على القهر والاجبار فقلب الذليل فارغ من التعظيم الذي هو مقصود العبادة كما انه يتضمن نقصا لا يليق بمقام العبادة كما انه يتضمن نقصا لا يليق بمقام العبادة المورثة كما لا الحال ومنه قوله تعالى خاشعين من الذل وقوله تعالى ترهقهم ذلة فان الذل ملازم للنقص والوهن فالعبادة تجمع الحب والخضوع لا الحب والذل وفي ذلك قلت وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما قضباني وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما هما خطبان والقاصد يعني المتوجه الى الله عز وجل واضح واضحة المسألة؟ هذي مسألة عظيمة ترى طيب لو قال قائل ذكرتم ان الذل لا يكون الا نقصا فكيف قال الله سبحانه وتعالى في مدح عباده اذلة على ماشي المؤمنين فمدحهم بذلك ما الجواب يعني خلاف العبارات لاختلاف الاعتبارات ان يكون المعنى صحيح لكن لابد ان يدخل الانسان العبارة المعبرة. ولهذا العلم له لغة لابد ان تعرفها في علمك ولا يكون علمك كما قال الصحفيين ما الجواب راحمين فيما بينهم طالبين متعاطفين هذا جيد ما تجي به امات اليد لازم تجيب لنا الدليل على ذلك انت الان تصور معنى تجده في نفسك وهذا المعنى حق ولكن من اين جئت به في الان انا اذكر لكم الاخ من اين جاء به جاء به من ان الله قال اذلة على المؤمنين ولم يقل اذلة مع المؤمنين فان خفضهم الجناح وتوطئتهم النفوس وقع مع الاستعلاء. فليس ذلة صغار وحقار ولكن قلة اختيار حمل عليها التراحم والمحبة فليست هي الذلة المتضمنة للجبر والقهر وانما هي ذلة مع علو فانه لا يهين نفسه بما يخالف الشرع لاجل مؤمن بل لابد له ان يقيم الشرع وهذا وجه قوله تعالى على المؤمنين ولم يقل مع المؤمنين. والثاني ان الذلة المذكورة في الاية لم يذكر لم يظهر كمالها الا بمقابلها وهو اعزة على الكافرين واضح؟ الجواب عن هذه الاية؟ طيب قال قائل سلمنا لك لكن في واحد من الاخوان من الجهة هذيك ما يسلم لك قلت لماذا؟ قال يقول قول الله عز وجل واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال فالذل هنا مأمور به ممدوح لانه مع الوالدين واضح واضح الاشكال طيب الاخوان اللي من الجهة هذي يمكن في نفوس الاخوان الجهة الاخرى ما الجواب صحيح بس فيه معنى في الاية ينفر به ذلك تم اذا الذل هذا ما هو احسنت. اذا جناح الذل غير الذل جناح الذل غير الظلم. والعرب تجعل من الكلام مفردا ما لا يكون بمعناه مركبا هذي من قواعد العرب تكون الكلمة المفردة لها معنى والكلمة مركبة لها معنى فالذل مفردا له معنى لكن جناح الذل على التركيب له معنى وهو توطئة النفس رحمة وشفقة لمن وطئت لهم وهم الوالدان في الاية فلا يكون بمعنى الذل الذي تعلق به الكلام ونظير هذا ان الله سبحانه وتعالى ذكر الله في ايات عدة ومنها قوله تعالى في اخر سورة الجمعة واذا رأوا تجارة او لهوا انفضوا اليه واللهو هنا ايش حرم ولا مأذون به والدليل اقترانه تجارة له يعني اللعب اللعب تسمى يعني تمضية الوقت فيما غيره انفع منه يسمى لهوا فاللعب يسمى لهوا لكن ومن الناس من يشتري لهو الحديث يعني ايش الغناء فلهو الحديث غير اللهو فلهو الحديث هو ازجاء الوقت فيما غيره انفع منه ولكن لهو الحديث هو الغناء ومن لا يعقل مواقع الكلام في الخطاب الشرعي بين الافراد والتركيب يقع في الغلط على الشريعة ويتوالى عليه الاشكالات وانواع العبادة التي امر الله عز وجل بها كلها له والدليل قوله تعالى وان المساجد لله الاية وهي متظمنة للنهي عن دعوة غيره لقوله فلا تدعو مع الله احد واحد نكرة في سياق النهي فتعم كل احد والدعاء يراد به العبادة فمعنى الاية ولا تعبدوا مع الله احد. والدليل على ان الدعاء يراد به العبادة حديث النعمان المتقدم وهو الدعاء هو العبادة. نعم صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى فمن صام فيه فمن صام منها شيئا يضيع الله فهو مشرك كافر قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يحب الكافرون بالهجرة ذكر المصنف رحمه الله ان من صرف شيئا من العبادات لغير الله فهو مشرك كافر واستدل باية المؤمنون ووجه الدلالة منها في قوله تعالى انه لا يفلح الكافرون مع قوله في اولها ومن يدعو مع الله الها اخر فيدل ذلك على ان المذكور في اولها من افعال الكافرين وهو موجب عدم الفلاح ونفي الفلاح بالكلية يراد به الحرمان من الجنة ودخول النار نعوذ بالله من ذلك ثم ان الله عز وجل توعده بالحساب تهديدا له وموجب تهديده ان ما اقترفه امر عظيم وهو الكفر بالله سبحانه وتعالى ومعنى قوله لا برهان له يعني لا حجة له بينة على ما يدعيه وهذا وصف لكل ما دعي من دون الله سبحانه وتعالى. فكل ما عظم مألوها فان داعي وعابده من دون الله عز وجل لا برهان له على صحة دعواه وهذا نظير قوله تعالى وقتلهم الانبياء بغير حق فان قوله بغير حق لا يدل على ان من قتل الانبياء ما يكون بحق بل اشارة الى الوصف الملازم ان قتل الانبياء لا يكون الا بغير حق. وكذلك دعاء غير الله عز وجل لا الا مع فقدان مع التقدان البرهان على دعاء غير الله سبحانه وتعالى نعم. قال رحمه الله في الحديث الدعاء بلفظ عبادة. قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستغفرون عن عبادي سيدخلون جهنم ودليل الخوف قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين وديروا غدا قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. اقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ودليل رغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعون رغب ورهب وكانوا لنا خاشعين ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني وليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له ودليل ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله. ودليل قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقوله تعالى قل اعوذ برب الناس ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم استجاب لكم ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. ومن السنة صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله. ودليل النبي قوله تعالى يوفون بالكبر ويخافون يوما كان شرهم صغيرا شرع المصنف رحمه الله يورد انواعا من العبادة فذكر اربع عشرة عبادة يتقرب بها الى الله بدأها بالدعاء وجعل الحديث في الترجمة له فليس قوله وبالحديث الدعاء مخ العبادة دليلا اخر للمسألة السابقة بل هو استئناف كلام ببيان العبادات التي يتقرب بها الى الله عز وجل. فكأنه قال ومن العبادات الدعاء اختار الدلالة على هذه العبادة لجلالتها بحديث نبوي وان كان ضعيفا اللفظ رواه رواه الترمذي من حديث انس بسند ضعيف وهذه طريقة البخاري رحمه الله فانه ربما ترجم بحديث ضعيف لارادة معنى صحيح يعني في تراجم في تراجم ابوابه فمقصود المصنف في قوله وفي الحديث الدعاء يعني ومن انواع العبادات دعاء الله عز وجل وقدمه لجلالته. ودعاء الله شرعا يطلق على معنيين احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع وهو الذي تقدم تسميته بالعبادة فالعبادة تسمى ايضا دعاء والاخر معنى قاص وهو طلب العبد من ربه فصول ما ينفعه ودوامه. طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه او دفع ما يضره ورفعه او دفع ما يضره ورفعه ويسمى الاول بدعاء العبادة ويسمى الثاني بدعاء المسألة وهذه هي العبادة الاولى. واما العبادة الثانية فهي خوف وخوف الله شرعا هو فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا والعبادة الثالثة هي الرجاء والرجاء شرعا هو امل العبد بربه امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل مع بذل الجهد وحسن التوكل والعبادة الرابعة هي التوكل والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه هو اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه والعبادة الخامسة هي الرغبة والعبادة السادسة هي الرهبة والعبادة السابعة هي الخشوع وقرن بينها المصنف باشتراكها الدليل ونبين مقاصد معانيها ومغاني مرابعها بعد الصلاة باذن الله. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين