السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين يسرا بلا حرج. والصلاة والسلام على محمد المبعوث بالحنيفية السمحة دون عوج. وعلى اله وصحبهم ومن على سبيلهم درج. اما بعد هذا شرح الكتاب الثاني من المرحلة الاولى من برنامج تيسير العلم في سنته الثانية. وهو كتاب ثلاثة اصول وادلتها لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله توفى سنة ست بعد المائتين والالف. وهو الكتاب الثاني في التعداد العام لكتب البرنامج نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اما بعد فقال شيخ الاسلام الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب ارسل الله له الثواب وادخله الجنة بغير حساب ولا عذاب بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل. الاولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالادلة الثانية العمل به الثالثة الدعوة اليه. الرابعة الصبر على الاذى فيه. والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. والعصر ان الانسان لفي خسر. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا الصبر قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي نكفتهم وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل. والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنوبك. فبدأ بالعلم قبل القول والعمل ذكر المصنف رحمه الله انه يجب على العبد تعدد اربع مسائل. المسألة هنا العلم وهو شرعا ادراك خطاب الشرع. ومرده الى المعارك الثلاث معرفة العبد ربه الله ودينه الاسلام ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم المراد بالادراك معناه اللغوي. وهو البلوغ. يقال ادركت الثمرة اذا بلغ قد اوان نضجها. فقولنا في تعريف العلم هو ادراك خطاب الشرع اي بلوغه للعبد والمسألة الثانية اول جاه والمجرور في قوله رحمه الله بالادلة متعلق باخر مذكور وهو معرفة دين الاسلام كما يدل عليه كلام المصنف فيما يستقبل الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة وهذا لا يختص به بل معرفة الادلة الثلاثة لابد من اقترانها بالادلة وظاهر كلام المصنف في تعليق الجاد والمجرور. بمعرفة دين الاسلام لا يراد حصره فيه. لكن لما كانت معرفة دين الاسلام اكثرها ناسب ذكر الادلة معه وتعليق الجاد والمجرور به. ومعنى قوله رحمه الله وبالادلة اي ادراك ان لهذه المعارف الثلاث ادلة شرعية تثبت بها وهذه المعرفة الاجمالية هي معرفة عامة الخلق وهي واجبة كل احد فالعامة يكفيهم معرفة ان الدين الذي امنوا به له ادلة ثابتة ولا يلزمهم الاطلاع على الادلة. فضلا عن الاستنباط وبقاء ما الحكم ومنزع الفهم في نفوسهم. فليس مقصود المصنف رحمه الله تعالى في ذكر معرفة الادلة ايجاب معرفة كل مسألة بدليلها. بل مقصوده وجوب اعتقاد العبد ان الدين الذي امن به وهو الاسلام ثابت بالادلة الاجمالية. فاذا اعتقد احاد المسلمين ان الدين الذي يدينون به ثابت بادلة مقطوع بها كفاهم ذلك في كون معرفتهم عن دليل. ولا يلزمهم معرفة افراد الادلة. وهذه هي المعرفة الاجمالية الواجبة على كل احد. اما المعرفة التفصيلية ففرض كفاية ما يجب منها على الخلق مناط بحسب احوالهم. فالواجب على الحاكم والعالم والمؤدب يختلف عما يجب على من سواه من الخلق. والمسألة الثانية العمل والعمل شرعا هو ظهور صورة خطاب الشرع. هو ظهور سورة خطاب الشرع على العبد. وخطاب الشرع نوعان. الاول خطاب الشرع الخبري. وظهور صورته بامتثال التصديق والثاني خطاب الشرع الطلبي وظهور صورته بامتثال الامر والنهي. فقول الله تعالى مثلا ان الساعة اتية فلا ريب فيها من خطاب الشرع الخبري. وظهور صورته يكون بامتثاله بالتصديق باعتقاد ان الساعة متحققة الوقوع اتية لا ريب فيها. وقوله اقيموا الصلاة وقوله ولا تقربوا الزنا من خطاب الشرع الطلبي. فيكون ظهور صورته بامتثال الفعل في الاول والترك في الثاني. والمسألة الثالثة الدعوة اليه اي الى العلم. والمراد بها الدعوة الى الله لانه لا يوصل الى الله الا العلم. والدعوة الى الله شرعا هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله الجامعة خير على بصيرة. هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله الجامعة للخير على بصيرة والمسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه. والصبر شرعا حبس النفس على امر الله وامر الله نوعان احدهما قدري والاخر شرعي والمذكور من الصبر هنا هو الصبر على الاذى فيه. اي في العلم تعلما وعملا ودعوة. والاذى من القدر المؤلم فيكون الصبر على الاذى فيه من الصبر على حكم الله القدري وامره الكوني ولما كان العلم والعمل والدعوة مما امر به عن فان الصبر عليهن حينئذ يكون صبرا على حكم الله الشرعي وامره الديني فيجتمع في قول المصنف رحمه الله تعالى الصبر على الاذى فيه الصبر على الحكم الشرعي والقدري. فاما الصبر على الحكم الشرعي فلان المذكور مأمور به شرعا واما الصبر على الحكم القدري فلان ما يلحق العبد فيه من الاذى هو من قدر الله وامره والدليل على وجوب تعلم هذه المسائل الاربع هو سورة العصر. لان الله اقسم العصر ان جنس الانسان كله في خسر. والعصر هو الوقت المعروف اخر النهار قبل غروب الشمس. لانه هو المعهود في لفظ الخطاب الشرعي فان العصر حيث دار في الخطاب الشرعي لم يرد به الا هذا الوقت المبرور فحمل الالفاظ المشكلة منه على ما عرف من حقيقته في خطاب الشرع حول احرى فتفسير القسم في هذه الاية والعصر بان المراد به الوقت المعروف في اخر النهار اصح واولى من تفسيره بالدهر. لان الدهر لا يطلق عليه في خطاب الشرع العصر. وان خص العصر في خطاب الشرع فيما جاء في القرآن والسنة وهو في السنة اكثر واشهر انما يراد به الوقت المعروف اخر النهار. ثم استجدى الله عز وجل من الخاسرين قوما اتصفوا ثلاث اربع فقال ان الذين امنوا وهذا دليل العلم لان الايمان لا يقع الا بعلم. فانما يدرك اصل الايمان وكماله بالعلم. ثم قال وعملوا الصالحات. وهذا دليل العمل. ثم قال وتواصوا بالحق وهذا دليل الدعوة. ثم قال وتواصوا بالصبر وهذا دليل الصبر لذلك قال الشافعي رحمه الله هذه السورة لو ما انزل الله على خلقه لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي نكبتهم. اي نكفتهم في قيام الحجة عليهم في وجوب امتثال حكم الله الشرعي خبرا وطلبا كما ذكره ابو العباس ابن تيمية وعبد اللطيف ال الشيخ وعبدالعزيز ابن باز رحمهم الله فليس معنى كلام الشافعي ان السورة كافية في جميع ابواب الديانة وانما المراد كافية وانما المراد انها كافية في قيام الحجة على الخلق في وجوب امتثال خطاب الشرع والمقدم بين هذه المسائل هو العلم. فهو وعصرها الذي تتفرع منه وتنشأ عنه. واورد المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق هذا كلام البخاري في صحيحه بمعناه حكاية لا بلفظه. اذ بوب باب العلم قبل القول والعمل. واستنبطه من قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. فبدأ بالعلم قبل القول هو العمل واستنبط هذا المعنى من الآية المذكورة قبل البخاري سفيان ابن عيينة. كما رواه ابو معين الاصبهاني في كتاب الكلية. ثم تبعه البخاري وقفاه الجوهري فبوب في مسند الموطأ باب العلم قبل القول والعمل. نعم. احسن الله اليكم اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن. الاولى ان الله خلقنا ولم يتركنا عملا بل ارسل الينا رسولا. ومن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. والدليل قوله تعالى ما ارسلنا اليكم رسولا فعصى فرعون شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا والى الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته الى نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا غيرهما ودليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. الثالثة ان من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب. والدليل قوله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر من حاج الله ورسوله ولو كانوا او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وعنهم ورضوعا اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. ذكر هنا ثلاث مسائل عظيمة. يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمهن والعمل بهن فاما المسألة الاولى فمقصودها بيان ان العبادة لله. فهي تتضمن الامر بعبادة الله عز وجل. وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى. بل ارسل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم الى القيام بعبادة الله. فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. كما قال تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم. كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا. اي اخذا شديدا. واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك في العبادة. وان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته كائنا من كان. لان العبادة حقه. وحقه وعز وجل لا يقبل الشرك. فلما كانت العبادة حقه وحده لم يروى سبحانه ان يشاركه في هذا احد. واما المسألة الثالثة فمقصود بيان وجوب البراءة من المشركين. لان القيام بالعبادة واجتناب الشرك لا يتحققان الا باقامة هذا الاصل. فالمسألة الثالثة منزلة التابع اللازم للمسألتين الاولى والثانية. وهي ان من عبد الله ولم يشرك به شيئا لن تتم له عبادته الا بالبراءة من المشركين. وكثير من من الناس في هذا الاصل بين غلو وجفاء. والوسط الوسيط هو اتباع ما توجبه براء من الاهواء والاراء. فان الشريعة كفيلة بتقرير هذا الاصل كما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فمن وعى دلائل الوحيين وجرى على السنن السابقين من الراسخين اقام هذا الاصل مقامه من الدين. ومن خرج عن هذا خبط وفيه خطر عشواء بين غلو وجفاء. ومعنى قوله عز وجل من حاد الله ورسوله اي كان في حد متميز عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو حد الكفر فان المؤمنين يكونون في حد ويكون المشركون في حد واذا تميز كل حزب بحد لم يكن بين الفريقين الا المعاداة وهاتان المقدمتان المستفتحتان بقول المصنف اعلم رحمك الله هما رسالتان مستقلتان للمصنف. جعلهما بعض تلاميذه بين يدي رسالة في ثلاثة الاصول وادلتها وتتابع النقلة على اثباتها بين يديها. لحسن بمناسبة بين معانيهما ومقصود ثلاثة الاصول وادلتها. كما افاد هذا العلامة ابن قاسم العاصمي في شرح ثلاثة الاصول وادلتها. فرسالة ثلاثة الاصول كتاب من قول المصنف اعلم ارشدك الله لطاعته. وما تقدمها هو من كلام المصنف في رسالتين مستقلتين ضمتا على يد بعض تلاميذه الى ثلاثة الاصول لحسن المناسبة والموافقة في المقصود ثم اشتهر هذا المجموع باسم ثلاثة الاصول وادلتها نعم احسن الله اليكم. اه لم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها. كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ومعنى يعبدون يوحدون واعن حنيفية لها في الشرع معنيان. احدهما عام وهو الاسلام والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد والميل عن كل ما سواه. وهي دين الانبياء جميعا وخصت بالاضافة الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام لانه اكمل الخلق تحقيقا لها وهو متقدم في وجوده على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المشارك له في كمال تحقيق الحنيفية. فهو اب من ابائه المذكورين في عمود نسبه فلما كان ابراهيم هو الاب مع مشاركة الابن له حسن ان تكون الاضافة اليه واذا قيل الحنيفية دين ابراهيم فلا يراد اختصاصه بها. بل هي دين الانبياء جميعا لكن لما كان هو اعلاهم تحقيقا لها مع تقدمه بالابوة على محمد صلى الله عليه المشارك له في تحقيقها اختصت بالاضافة اليه. والناس جميعا مأمورون بها ومخلوقون لاجلها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فهذا دليل كون الخلق مخلوقين لاجلها مأمورين بها فانما خلق الجن هو الانس لاجل العبادة كما في هذه الاية. واذا كانوا مخلوقين لاجلها فهم مأمورون بها. فظهر بهذا الايضاح وجه دلالة الاية على الامرين جميعا. الخلق والامر فاما الخلق فهو صريح لفظها اذ قال الله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون واما الامر فيستنبط من علة الخلق فانهم اذا كانوا مخلوقين لهذا فانه يكونون مأمورين به. وتفسير المصنف رحمه الله تعالى يعبدون بقوله يوحدون من تفسير اللفظ باخص افراده تعظيما له. من تفسير له باخص افراده تعظيما له. فان التوحيد اكد انواع العبادة او هو من تفسير اللفظ بما وضع له. او هو من تفسير اللفظ لما وضع له فان العبادة تطلق في الشرع ويراد بها التوحيد. كما قال تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم اي وحدوه. فحينئذ يكون قول تصنف وتفسير يعبدون يوحدون محمولا على احد الوجهين والعبادة والتوحيد يجتمعان ويفترقان فاما اجتماعهما فهو اذا لوحظت ارادة التقرب اي قصد القلب الى العمل تقربا الى الله تكونان حينئذ مترادفين. فكل عبادة ذو قرب بها الى الله هي توحيد له. ويفترقان اذا لوحظت الافراد المتقرب بها اي الاعمال التي تعمل تقربا الى الله عز عز وجل فيكون التوحيد حينئذ فردا من اعمال القرب التي يتقرب بها العبد الى الله سبحانه وتعالى فمن القرب المقربة الى الله توحيده وهو مختص للحق المتعلق به تعالى. فهذه هي الصلة بين العبادة والتوحيد اجتماعا وافتراقا. ويأتي تقرير هذا المعنى باذن الله عند قول المصنف في كتاب القواعد الاربع فاعلم ان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد نعم. احسن الله اليك. واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة. واعظم ما نهى عنه الشرك وهو ودعوة غيره معه والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. واذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. لما كانت الحنيفية مركبة من الاقبال على الله بالتوحيد. والميل عن كل ما سواه بالبراءة من الشرك المصنف التوحيد والشرك. والتوحيد له معنيان شرعا. احدهما عام وهو افراد الله بحقوقه والثاني خاص وهو افراد الله بالعبادة وهذا المعنى الثاني هو المعبود شرعا ولاجل هذا اقتصر وعليه المصنف. فخصه بالذكر دون بقية انواعه. فيكون التوحيد وهو افراد الله بالعبادة. اقتصار عن المعهود شرعا ان التوحيد اذا اطلق في خطاب الشرع اريد به توحيد الالهية بافراد العبادة لله. والشرك يطلق في الشرع على معنيين. احدهم ثم عام وهو جعل شيء من حقوق الله لغيره والثاني خاص وهو جعل شيء من افعال العباد المتقرب بها لغير الله وهو جعل شيء من افعال العباد المتقرب بها لغير الله ولا نطلق افعال العباد دون تقييد. لان افعال العباد المطلقة يندرج فيها افعالهم التي ترجع الى الاحكام القدرية كالاكل والشرب. بل تقيد المفعولة على وجه القربى فتختص بالافعال التي يراد بها التقرب الى الله. وانما عن تعبير بعضهم في حد الشرك بالصرف الى الجعل لامرين. احدهما ان الجعل هو المعبر به شرعا. كما قال تعالى فلا اجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وسئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الذنب اعظم فقال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. متفق عليه. والاخر ان جعل فيه معنى الاقبال القلبي والتأله. ان الجعل فيه معنى الاقبال قلبي والتأله. وهذا غير موجود في كلمة صرف. لان انها موضوعة لتحويل الشيء عن وجهه دون التزام به. لانها موضوعة لتحويل الشيء عن وجهه دون التزام به. فصار هناك فرق بين قولنا جعل شيء من حقوق الله لغيره. وصرف شيء من حقوق الله لغيره ام لا؟ بينهم فرق او لا؟ ما الجواب؟ والجواب الاخير ها اجب يا اخي بينهم فرق ولا ما بينهم فرق؟ ما هو الفرق الذي يعني جاء ان الجعل هو المعبر به كما قال تعالى فلا تجعلوا لله اندابا. طيب طيب الوجه الثاني ايش ان الجعل فيه معنى الاقبال القلبي والتألم. اما الصرف فانما يراد به تحويل الشيء عن وجهه والمعنى الثاني للشرك وهو جعل شيء من افعال العباد المتقرب بها لغير الله هو المعبود شرعا ولذلك اقتصر عليه المصنف فقال واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره نعم لان الشرك يطلق في خطاب الشرع ويراد به الشرك المتعلق بالعبادة والعبادة يعبر عنها بالدعاء. فقوله وهو دعوة غيره معه بمنزلة لقولنا هو عبادة غير الله. فهذا المعنى هو المعهود شرعا كما سبق وهذان اللفظان التوحيد والشرك كما عرفت يقع كل واحد منهما على معنى واسع لكنهما خصا شرعا بمعنى معهود فصار التوحيد موضوعا في الشرع لافراد الله بالعبادة. وصار الشرك موضوعا في الشرع لجعل شيء من افعال العباد المتقربين بها لغير الله. فما ذكره المصنف رحمه الله تعالى لا يكون قاصرا عن بيان حقيقة التوحيد والشرك بل يكون موافقا للمعبود في خطاب الشرع. فالتعريفان المذكوران هنا صحيح ان باعتبار المعهود شرعا والاية التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى فيها الامر بالتوحيد نهي عن الشرك كما قال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وهو اوردها رحمه الله دليلا على ان اعظم ما امر الله به هو التوحيد. وان اعظم ما نهى الله عنه هو الشرك. فكيف تكون الاية دالة على الاعظمية؟ مع كون ما فيها ها هو الامر المجرد اذ قال واعبدوا الله وقال ولا تشركوا به شيئا. ما الجواب احسنت دلالة هذه الاية على الاعظمية ان الله سبحانه وتعالى ابتدأ بها في ذكر حقوق عشرة. فقدم اولا الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك فقال واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ثم عطف عليه تسعة الباقية وابتدائه تعالى اية الحقوق العشرة بالامر بالتوحيد والنهي عن الشرك ادل دليل على انهما اهم الحقوق امرا ونهيا. فلا يبدأ الا بالاهم كما ذكر ذلك ابن قاسم العاصمي رحمه الله في حاشيته على ثلاثة الاصول. ثم بين المصنف مسألة اخرى مرتبة على ما تقدم فقال فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة الى اخره قد علمت فيما سلف ان الله عز وجل خلقنا لاجل العباد. وامرنا بها ولا يمكن القيام العبادة الا بمعرفة ثلاثة امور. احدها معرفة المعبود هو الله عز وجل. والثاني معرفة المبلغ عن المعبود. وهو محمد صلى الله عليه وسلم والثالث معرفة كيفية العبادة وهي وهذه هي الاصول الثلاثة. معرفة العبد ربه ونبيه ودينه فالامر بها مندرج في الامر بالعبادة. وكل امر بالعبادة هو امر بها ان العبادة لا يمكن القيام بها الا بمعرفتها. فالعبادة تتعلق بمعبود هو الله ولا يمكن معرفة ما يجب له الا الا بمبلغ عنه. هو الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يمكن ايقاع العبادة الا بكيفية هي الدين. فاذا سئلت عن دليل الاصول الثلاثة المذكورة في كلام امام الدعوة؟ فالجواب ايش؟ من القرآن الكريم كيف تدل؟ كيف تدل على ذلك هات اية. قول الله عز وجل مثلا واعبدوا الله هذا امر بالاصول الثلاثة ام لا؟ كيف وهو نعم. الجواب كما ذكر الاخ ان قوله تعالى واعبدوا الله يتضمن الامر بالعباد والامر تتعلق بمعبود وهو من؟ الله وهذا هو الاصل الاول. ولا يمكن العلم بها الا بمبلغ عنه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا هو الاصل الثاني ولا يمكن ايقاع عبادته الا بكيفية وهذا هو ايش الكيفية؟ الدين وهذا هو الاصل الثالث فكل امر في القرآن الكريم بالعبادة هو امر بالاصول الثلاثة. نعم. احسن الله اليكم. فاذا لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين. وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم. فاذا قيل لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع من فيهن والاراضون السبع من فيهن ان وما بينهما شرع المصنف رحمه الله تعالى يبين الاصل الاول فقال فاذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني الى اخر كلامي. ومعرفة الرب لا تنتهي الى حد بل كلما زاد ايمان العبد وعلمه ازدادت معرفته بربه. ولما كان كمال ربنا عز وجل مما يعجز المخلوقون عن الاحاطة به صارت معرفة الله على وجه الكمال من كل جهة لكن متعذرة في حقهم. لكن هناك قدر من معرفة الله يتعين على كل احد وما زاد عن هذا القدر فالناس يتفاضلون فيه بحسب ما يفتح الله له من رحمة اصول معرفة الله المتعينة على كل احد اربعة. اولها معرفة به فيؤمن العبد انه موجود. والثاني معرفة ربوبيته. فيؤمن العبد انه رب كل شيء. والثالث معرفة الوهيته فيؤمن العبد انه هو الذي يعبد بحق وحده والرابع معرفة اسمائه وصفاته. فيؤمن العبد بان لله اسماء حسنى وصفات علا. والدليل كما ذكر المصنف رحمه الله قوله تعالى الحمد لله رب العالمين. فهي دالة على وجود الله لان المعدوم لا يحمد. وهي دالة على ربوبيته فيها التصريح بقوله رب العالمين. ودالة على الوهيته لقوله تعالى الحمد لله وذكر الربوبية والالهية فيها يتضمنان مات اسماء الله وصفاته. ففي الاية منها اسمانهما الله ورب العالمين وصفتان هما الربوبية والالوهية. فهذا وجه دلالة في هذه الاية على اصول معرفة الله الاربعة. وقوله رحمه الله وكل ما سوى الله عالم تبع فيه غيره من المتأخرين. فانه اصطلاح جرى على لسانه علماء الكلام ولا يوجد في لسان العرب اطلاق عالم على ارادة ما سوى الله سبحانه وتعالى. لكن علماء المنطق جعلوا من مثلهم المشهورة قولهم الله قديم والعالم حال. فكل ما سوى الله عالم. ثم فاشتهرت هذه النتيجة المنطقية حدا للعالم. ولا يعرف هذا في عن العرب وانما تطلق العرب العالم على الافراد المتجانسة فيقولون عالم الجن. وعالم الملائكة وعالم الانس وهلم جرا ومجموعها يسمى العالمين القرآن لا يفسر بالمصطلح الحادث. فلا يقال حينئذ ان العالمين في قوله عز وجل رب العالمين كل ما سوى الله لان هذا اصطلاح حادث على لسان علماء العقليات. فان قال قائل ان جمع هذه الافراد المتجانسة يؤول الى ما قالوا. فاذا كان عالم الجن علما على افراد متجانسة وعالم الانس علما على افراد متجانسة وعالم الملائكة علما على افراد متجانسة فحينئذ يكون المجموع ايش؟ العالمون عالم وعالم وعالم ما المجموع؟ عالمون بالرفع وعالمين بالنصب او الجر فما الجواب؟ فهمتم الايراد؟ الايراد قد يقول اذا قلنا العالم الافراد المتجانسة. فعالم الملائكة وعالم الجن وعالم الانس وعالم الحيوان. فعالم وعالم الم وعالم يطلق عليهم العالمون ويقال حينئذ رب العالمين. فمن الجواب دي مثل ايش؟ يقال ليس كل خلق الله مندرجا في الافراد المتجانسة العرش ليس له افراد من جنسه. والكرسي ليس له افراد من جنسه والجنة ليس لها افراد من جنسها. والنار ليس لها افراد من جنسها. وهلم جر فحينئذ يكون هذا ناقصا عن بيان الحقيقة اللغوية. نعم. فاذا قيل لك فاذا قيل لك بم عرفت ربك؟ فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السماء السبعون فيهن والارضون السبع من فيهن وما بينهما والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق وقوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش بغش ليلا النهار يطلبه حديثا والشمس والقمر والنجوم مسخرة بامره الا له الخلق تبارك الله رب العالمين. لما ذكر المصنف رحمه الله ان الله هو الرب. ان الله هو الرب وبين دليله كشف عن الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل. والدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل شيئان احدهما التفكر في اياته الكونية والثاني التدبر في اياته الشرعية وهما مذكوران في قول المصنف باياته. لان الايات شرعا لها معنيان احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات والاخر الايات الشرعية وهي ما انزله الله من الكتب فيكون قول المصنف بعد ذلك ومخلوقاته من عطف الخاص على العام لان المخلوقات هي بعض الايات. وهي مختصة بالايات الكونية. ثم المصنف ان من ايات الله الليل والنهار والشمس والقمر وان من مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبعة ومن فيهن وما بينهما. والليل والنهار والشمس والقمر والسماوات والارض وما بينهما. كل تدخل في جملة الايات الكونية وتسمى مخلوقات. ومع ذلك فرق المصنف بينها فجعل الليل والنهار والشمس والقمر مخصوصة باسم الايات. وجعل السماوات والارض وما بينهما مخصوصة باسم المخلوقات. والموجب لهذا هو موافقة غالب السياق القرآني. فان الغالب في القرآن انه اذا ذكر الليل والنهار والشمس والقمر اوصفن بكونهن ايات. واذا ذكر السماوات والارض فاكثر ما يطلق عليهما صفة الخلق. فيكون كلام امام الدعوة غير مضطرب ان جما توهمه بعض الشراح. بل يرجع الى متابعة السياق القرآني كما ذكرت له والسر في كون السياق القرآني واقعا على هذه السورة هو ملاحظة المعنى اللغوي فان الاية موضوعة في لسان العرب للعلامة والليل والنهار والشمس والقمر علامات. لانها تتغير. فان ارى يذهب والليل يأتي والشمس تطلع والقمر يغيب لاجل دورانهن بالظهور والخفاء صرن علامات فناسبهن اسم الاية. واما السماوات والارض فيناسبهن لغة اسم الخلق لان الخلق في اللسان العربي بمعنى التقدير. فالسماوات والارض وضعتا على صورة مقدرة لا تتغير. فانك في الليل والنهار وعلى اي حال تكون ترى الارض تحتك والسماء فوقك فهي مقدرة على هذه الصورة فناسبها حينئذ اسم الخلق. فلما لوحظ هذا باللسان العربي. واستعمل في السياق القرآني عبر به الدعوة رحمه الله تعالى فجعل الليل والنهار والشمس والقمر ايات وجعل الارض والسماوات وما مخلوقات وان كانت من جملة الايات كما سلف. ومع يغشي في الاية يغطي ومعنى سريع حديثا سريعا ومعنى مسخرات مذللات نعم. احسن الله اليكم. والرب هو المعبود والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ما ان فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة. لما بين المصنف الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل ذكر ان الرب هو المستحق للعبادة. فمعنى قوله والرب هو المعبود اي هو المستحق ان يكون معبودا. فليس هذا تفسيرا للفظ الرب فان لفظ الرب لا يطلق في لسان العرب على ارادة المعبود في اصح قولي اهل اللغة ولكن تقدير الكلام والرب هو المستحق ان يكون معبودا. للامر بالعبادة في قوله تعالى اعبدوا ربكم. مع ذكر الموجب للاستحقاق. وهو التفرد بالربوبية المذكور في قوله تعالى الذي خلقكم والذين من قبلكم الاية. فان الاقرار ارى بالربوبية يستلزم الاقرار بالالوهية. كما بينه ابن كثير في تفسيره نقله المصنف عنه بمعناه. فصار مقصود المصنف هنا بيان استحقاق الله للعبادة وان موجب استحقاقه العبادة كونه ربا. فاذا كان هو الرب وجب ان يكون هو المعبود. نعم. احسن الله اليكم. وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان ومنها الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستغاثة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من انواع العبادة التي امر الله بها كلها لله تعالى والدليل قوله تعالى ان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. فمن صرف منها شيئا لغيره عبادة الله لها معنيان في الشرع احدهما عام وهو امتثال خطاب المقترن بالحب والخضوع. امتثال خطاب الشرع المقترن الحب والخضوع والتاني خاص. وهو التوحيد وعبر بالخضوع في بيان المعنى العام للعبادة دون الذل لامرين احدهما اقتفاء الخطاب الشرعي. لان ان الخضوع مما يعبد الله به. بخلاف الذل فهو كوني قدري لا ديني شرعي. فلا قالوا حينئذ ذلوا لله. وانما يقال اخضعوا لله واضح هذا؟ العبادة قلنا امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب ايش والخضوع ولى والذل؟ والخضوع لماذا؟ لامرين الاول اقتفاء الخطاب الشرعي فالخضوع يتعبد الله به. واما الذل فهو امر قدري كوني كما قال الله سبحانه وتعالى ان نشأ ننزل عليهم من السماء اية ظلت اعناقهم لها ايش؟ خاضعين هذا خضوع كوني ام عبادة شرعية ايش كون طيب اذا كان هذا خضوعا كونيا فاين الخضوع الشرعي؟ هذا كما قلتم خضوع كوني لكن اين الخضوع الشرعي؟ حتى يكون الخضوع عبادة ايش؟ خاشعين ما الدليل في الحديث والقرآن نعم الحديث كما قال الاخ الدليل من الحديث هو اذا قضى الله الامر من السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله وهو في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة. فان قال قائل ولا الجهاد اوردت الاية. ان الخضوع المذكور في الحديث خضوع كوني وليس عبادة شرعية. بل هو من جنس الاية فظلت اعناقهم لها خاضعين وهذا هو المذكور في الحديث فما الجواب؟ الجواب ان افعال الملائكة دينية شرعية وليست كونية قدرية. كما قال تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته. ويسبحونه وله يسجدون فافعال الملائكة التي تجعل لله عز وجل هي عبادة منهم بهم وحينئذ يكون الخضوع شرعيا وكونيا. بخلاف الذل فانه لا الا ايش؟ كونيا قدريا. فان قال قائل هذا الحديث في الملائكة. فاين كون الخضوع عبادة للمخاطبين بالامر والنهي المسمين بالمكلفين الجواب هو ما صح عند البيهقي في السنن بسند صحيح في قنوت عمر رضي الله عنه اذ كان يدعو فيقول ونؤمن بك ونخضع لك. فهذا خبر عن عبادة يتقرب بها الى الله عز وجل. فالخضوع عبادة تقرب الى الله بخلاف الذل فانه امر قدري كوني الاخر ان الذل ينطوي على الاجبار دون اختيار. ان الذل ينطوي على اجبار دون اختيار. فقلب الذليل فارغ من الاقبال الذي هو حقيقة العبادة. كما انه يتضمن تحذيرا لا يناسب مقام كما قال تعالى ان الذين يحاذون الله ورسوله ايش؟ اولئك في الاذلين. فما جرى في قول جماعة من اهل العلم ان العبادة تجمع الذل والمحبة فيه نظر وانما تجمع الخضوع والمحبة لاجل ما ذكرت لك وانواع العبادة كلها لله عز وجل كما قال تعالى وان المساجد لله. الاية النهي عن دعوة غير الله معه دليل على ان العبادة كلها لله وحده. والله عز وجل نهى عن عبادة غيره فقال فلا تدعوا مع الله احدا. واشير الى في هذه الاية بقوله فلا تدعوا. لان الدعاء يقع اسما لجميع العباد فنسخوا الاية في في سياقها فلا تعبدوا مع الله احدا. ولكن لما كان الدعاء عمود العبادة كما صح في حديث النعمان في حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما عند اصحاب السنن الدعاء هو العبادة عبر كثيرا في خطاب الشرع في القرآن والسنة عن العبادة بانها الدعاء. نعم فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر والدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. ذكر المصنف الله ان من صرف شيئا من العبادات لغير الله فهو مشرك كافر والاليق كما سلف ان يذكر ذلك باسم جعن. واستدل باية المؤمنون. وو الدلالة منها في قوله انه لا يفلح الكافرون. مع قوله في اولها ومن يدعو مع الله الها اخر. فانه يدل على ان المذكور من افعال الكافرين والمذكور هنا هو عبادة غير الله. واشير اليها بالدعاء ونفي فلاحهم دال على ان كفرهم هو الكفر الاكبر لان الفلاح اذا نفي فالاصل كونه خروج العبد من الملة فمعنى قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر اي ومن يعبد مع الله الها اخر فان له من افعال الكافرين. فجعل شيء من العبادة لغير الله شرك. والكفر يكون بالشرك وغيره. هو المذكور هنا هو الكفر بالشرك. نعم. ومعنى قوله لا برهان له به اي لا حجة له به ولا بينة عنده على الوهيته وهذا قيد ملازم لكل من دعا غير الله. فدعوى الاله مع غير الله تكون دائما خالية من البرهان. نعم. احسن الله اليكم. وفي الحديث الدعاء هو العبادة والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ودليل الخوف قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوا ان كنتم مؤمنين ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغدا وكانوا لنا خاشعين. ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني. وجليل الانابة قوله تعالى الى ربكم واسلموا له ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقوله تعالى قل اعوذ برب الناس ودليل الاستغاثة قوله جعل اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم الاية ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شرهم مستقيرا شرع المصنف رحمه الله يذكر انواعا من انواع العبادة فذكر اربعة عشرة عبادة يتقرب الى الله. يتقرب الى الله بها وابتدأ هذا الدعاء وجعل الحديث في الترجمة له. فليس قوله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة دليلا اخرا للمسألة السابقة. كما توهمه بعضهم بل هو شروع في جملة جديدة من الكلام. فالتقدير قياسا على نظائره الاتية. ودليل دعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني. ولما للدعاء من منزلة عظيمة في العبادة عبر عنه المصنف بحديث رواه الترمذي وفيه ضعف. وهذا يفعله البخاري الله فانه ربما ترجم بحديث نبوي للدلالة على مقصوده. فقول المصنف رحمه الله تعالى وفي الحديث الدعاء مخ العبادة ايذان بالشروع في تعديد انواع من العبادات رأسها الدعاء فكأنه قال ومن انواع العبادة الدعاء والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم الاية. فيكون سياق الكلام المقدر هو ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني الى اخر الاية. ودعاء الله شرعا له معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. فيشمل جميع افراد العبادة لان العبادة تطلق بهذا المعنى. ويسمى دعاء العبادة والاخر خاص وهو طلب عبدي من ربه حصول ما ينفعه ودوامه او دفع ما يضره ورفعه هو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه او رفع ما يضره ودفعه ويسمى دعاء المسألة. ومعنى داخلين في الاية المستدلة بها على الدعاء صاغرين اذلين. وهذه هي العبادة الاولى. والعبادة الثانية هي الخوف. وخوف الله شرعا. هو هروب قلب العبد الى الله ذعرا وفزع وفزعا. هو هروب قلب العبد الى الله ذعرا وفزع والعبادة الثالثة هي الرجاء. ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل. والعبادة الرابعة هي التوكل والتوكل على الله شرعا هو واظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه. هو اظهار العبد عجزه لله اعتماده عليه. ومعنى حسبه في الاية المستدل بها على التوكل اي كافيه والعبادة الخامسة هي الرغبة والعبادة السادسة هي الرهبة. والعبادة السابعة هي الخشوع وقرن المصنف رحمه الله بينها لاشتراكها في الدليل. والرغبة الى الله شرعا هي ارادة العبد مرضاة الله. هي ارادة العبد ارضاك الله بالوصول الى المقصود محبة له ورجاء للوصول الى المقصود محبة له ورجاء. والرهبة من الله شرعا هي قلب العبد الى الله زعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه. هي غروب قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه. فالرهبة حينئذ خوف وزيادة والخشوع لله شرعا هو هروب قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له. والعبادة الثامنة هي الخشية والخشية لله شرعا هي غروب قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع العلم بالله وبامره وبهذا ترون ان الرهبة والخضوع والخشية ترجع الى عبادة الخوف. لكن لما تميزت عنها بشيء خرجت الى معنى اخر. فمثل الخشية زادت عن مجرد الخوف بكون العبد عالما بالله وبامره فصاد هذه حقيقة الخشية. والعبادة التاسعة هي الانابة. والانابة الى الله طبعا هي رجوع قلب العبد الى الله محبة وخوفا ورجاء. هي رجوع قلب العبد الى الله محبة وخوفا ورجاء. والعبادة العاشرة هي الاستعانة والاستعانة بالله شرعا هي طلب العبد العون من الله في الوصول الى المقصود هي طلب العبد العون من الله للوصول الى المقصود. والعون المساعدة وذكر المصنف رحمه الله في ادلتها حديث اذا استعنت فاستعن بالله. وهو حديث عند الترمذي عن ابن عباس بسند جيد. والعبادة الحادية عشرة هي الاستعاذة والاستعاذة بالله شرعا هي طلب العبد العودة من الله عند ورود المخوف. هي طلب العبد العوذ من الله عند ورود المخوف والعود هو الالتجاء. ومعنى الفلق في الاية المستدل بها عن الاستعاذة الصبح والعبادة الثانية عشرة هي الاستغاثة. والاستغاثة بالله شرعا هي طلب العبد الغوث من الله عند ورود الضرر. هي طلب عبد الغوث من الله عند ورود الضرر. والغوث المساعدة في الشدة والعبادة الثالثة عشرة هي الذبح. والذبح لله شرعا هو قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام هو قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة معلومة وقولنا على صفة معلومة اي بالشروط الشرعية المذكورة في كلام الفقهاء رحمهم الله وذكر المصنف رحمه الله في ادلتها من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله رواه مسلم من حديث علي رضي الله عنه وعلى هذا تكون عبادة الذبح عبادة مختصة ببهيمة الانعام فلو ذبح الانسان دجاجة هل يكون متقربا بعبادة الذبح ما الجواب؟ واحد ذبح دجاجة تقرب الى الله هذا يكون تقرب للذبح ام لا؟ ما الدليل قطع الحلقوم والمريء فعلى ما ذكر الاخ تكون عبادة الذبح هي قطع الحلقوم والبريء من بهيمة على صفة معلومة. صح كلامي لكن ما الدليل على تخصيص الذبح ببهيمة الانعام طيب وغيره ومن ضمنها اي بهيمة تذبح ما الجواب؟ الجواب ان العبادات التي جاء فيها الذبح علقت ببهيمة الانعام ومن عبادات الذبح الاضحية والمذبوح فيها ايش؟ بهيمة الانعام. ومن عبادات الذبح كذلك الهدي والمذبوح الذي ذكر فيها هو ايش؟ بهيمة بهيمة الانعام ومن العبادات ايضا العقيقة والذي ذكر فيها هو الشاة وهي من بهيمة الانعام. ولن يأتي عبادة خارجة عن هذا تتعلق بالذبح في بما ذكره الله في كتابه في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم الا بذكر بهيمة الانعام. وعلى هذا ينبغي ان تكون هذه العبادة والقول فيها نظير القول في الايات الامرة بالسجود. كقوله تعالى لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن. وقال انا اسجد لله واعبدوه. فلو اراد انسان ان يقوم من بيننا الان ويسجد سجدة لله عز وجل. فهل تقع هذه عبادة ام لا تقع؟ ما الجواب لماذا طيب حتى تتضح لكم الامر بالركوع في قوله تعالى اركعوا لله واسجدوا. وافعلوا الخير. فلو قام وركع بدون صلاة هل يكون متقربا لله بعبادة الركوع؟ الجواب لا لانها لم تأتي في الشرع قربة على هذا النحو. فلا يتقرب الى الله بركوع دون صلاة. ولا بسجود دون صلاة الا ما جاء مقيدا بسجود تلاوة او سجود شكر فما خرج عن ذلك فلا يتقرب به. وحينئذ ان الذبح لا يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى الا ببهيمة الانعام. فان قال قائل وفي الصحيحين ومن جاء الساعة الرابعة كان كمن قرب دجاجة. فالجواب ان التقرب هنا ليس بالذبح وانما بالصدقة بها. ويدل على هذا لفظ مسلم فمن جاء في الساعة الرابعة فكالمهدي دجاجة. ومن جاء في الساعة الخامسة فكان مهدي بيضة. ولا يقال انهما يجريان بالهدي فلو ان انسانا جعل هديه بيضة فهو باتفاق العلماء لم يصبه. واذا ذبح دجاجة فهو في قول جمهورهم يكاد يكون اجماعا الا شدودا لا يكون متقربا الى الله بما امره من الهدي. فيكون المذكور في الحديث هو مطلق الصدقة. فالذي يذبح دجاجة لا يتقرب الى الله بذبحها. وانما يتقرب الى الله بالصدقة بلحمها. بخلاف من يذبح بهما الانعام فانه تقع منه عبادة الذبح. والعبادة الرابعة عشرة هي الندر. والنذر لله شرعا يقع على معنيين احدهما عام وهو هو الزام العبد نفسه لله امتثال خطاب الشرع اي الالتزام بدين الاسلام كله. والاخر خاص. وهو الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق. وقولنا نفلا خرج من واجب لانه لازم للعبد اصالة. وقولنا معينا خرج به المبهم لان الابهام لا يترتب عليه فعل نفل. وانما فيه الكفارة وقولنا غير معلق خرج به ما كان على وجه العوض والمقابلة المتعلقة بحصول المقصود. كان يقول لله علي ان شفى مريضي ان افعل كذا وكذا. واذا قرغ من هذا فليعلم ان اعظم ما ينبغي ان يعتنى به فيما تقدم ثلاثة امور احدها بيان حقائق هذه العبادات. وهو الذي اقتصرنا عليه في الحدود الشرعية. لان الوقوف على حقائقها يهيئ الطريق للقيام بها. ومن لم يعرف حقيقة العبادة لا تكون له قدرة كاملة على امتثالها والثاني معرفة ما دل على كونها عبادات فكل واحدة من مذكورات قرنت بدليل يدل على انها عبادة. والثالث ان ما يجعل من منها تقربا لغير الله فهو شرك وتنديد. فهذه الامور الثلاثة هي التي ينبغي ان تعقلها فيما سلف. فمثلا اذا ذكر لك دليل الخوف عرفت معنى الخوف عند كونه عبادة شرعية وهو هرب قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا. ثم عرفت دليله وانه دل على كونه عبادة هو قوله تعالى كذا وكذا. لانه اذا لم يقم دليل على كون الشيء من العبادات فانه لا يتعبد الله به. كما ذكرنا في مثال الركوع والسجود وذبح الدجاجة تقربا بدمها لا بلحمها. والقاعدة الكلية فيما سبق ان تعلم ان العبادات المذكورة في كلام المصنف رحمه الله قد اقترنت كل واحدة منها بدليل يدل على كونها عبادة بوجه من الوجوه. فمن ذلك الامر بها كما في قوله صلى الله عليه وسلم اذا استعنت فاستعن بالله فانه علم من الامر ان ما ذكر عبادة لانه لا يؤمر الا بمن تعبد الله عز وجل به. ومنها تعليق الايمان عليها في قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. فتعليق الايمان بالتوكل وتوقيفه عليه وتوقيفه عليه دال على انه عبادة. ومنها مدح فاعله كما في قوله تعالى يوفون بالنذر فهو دال على ان النذر عبادة على ان النذر عبادة لمدح الله الموفي به المتضمن مدح فعله ابتداء بعقده وانتهاء بالوفاء به. ومنها الوعيد لمن جعله لغير الله كما في حديث لعن الله من ذبح لغير الله. فان لعن الذابح لغير الله عز وجل يدل على ان الذبح هو لله وحده دون غيره. فهذا هو اهم ما ينبغي ان تتفهمه بهذه الجملة المذكورة من كلام المصنف رحمه الله نعم. الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله. وهو ثلاث مراتب الاسلام والايمان والاحسان كل مرتبة ذكر المصنف هنا الاصل الثاني وهو معرفة دين الاسلام بالادلة. والدين يطلق للشرع على اثنين احدهما عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته والاخر خاص وهو التوحيد والاسلام الشرعي له اطلاقان. احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة. والبراءة والخلوص من الشرك واهله. وهذا هو دين الانبياء جميعا والاخر خاص وله معنيان ايضا اول الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم. ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين بني الاسلام على خمس. المراد بالاسلام هنا الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته استسلام الباطن والظاهر بالله هدى له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة استسلام الباطن والظاهر لله. تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. والثاني الاعمال الظاهرة. فانها تسمى امن وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان. فيكون المراد بالاسلام الاعمال الظاهرة والاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم له ثلاث مراتب كما ذكر المصنف الاولى مرتبة الاعمال الظاهرة. وتسمى ايش الاسلام والثانية مرتبة الاعتقادات الباطنة. وتسمى الايمان والثالثة مرتبة اتقانهما. وحقيقتها عبادة الله على مقام المشاهدة او المراقبة وتسمى الاحسان. والواجب من هذه المراتب يرجع الى ثلاثة اصول ومن اهم مهمات الديانة معرفة الواجب عليك في ايمانك واسلام واحسانك فالاصل الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه مطابقا للحق في نفسه. الاصل الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه مطابقا للحق في نفسه. وجماعه اصول الايمان الستة كما سيأتي والحق من الاعتقاد ما جاء في الشرع. ومطابقته هي موافقته والثاني الفعل. والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية ظاهرا وباطنا للشرع امر امرا وحلا موافقة حركات العبد الاختيارية ظاهرا وباطنا للشرع امر وحلا وقولنا الحركات الاختيارية اي ما صدر عن ارادة وقصد من العبد ظاهرا او باطنا. والامر الفرض والنفي. والحل الحلال المأذون فيه فينبغي ان تكون افعال العبد دائرة بين الامر والحلال. وفعل العبد قسمان احدهما فعله مع ربه. وجماعه شرائع اسلامي اللازمة له. كالطهارة والصلاة صيام والزكاة والحج وما يتبعها. من شروطها وقروضها واركانها ومبطلاتها. والاخر فعله مع الخلق. وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة معهم كافة. والثالث الترك والواجب فيه موافقة الكف والامتناع الله عز وجل موافقة الكف والامتناع عن الفعل لمرضاة الله عز وجل وجماعه المحرمات الخمس التي اتفقت عليها الانبياء. وهي الفواحش والاثم والبغي والشرك والقول على الله بلا علم. وما يرجع اليها ويتصل بها. وتفصيل ما يجب من هذه الاصول الثلاثة عليك اعتقادا فعلا وتركا لا يمكن ضبطه لاختلاف الناس باسباب العلم الواجب كما ذكره ابن القيم في مفتاح دار السعادة. وهذه المسألة مسألة جليلة وهي اهم ما ينبغي التنويه به عند شرح هذا الموضع لتعرف الواجب عليك في كل شيء مما ذكر وسيأتي نظائر هذا وهي مع جلالتها لم يحققها كما ينبغي سوى ابن القيم في مفتاح دار السعادة. وبسطت في محل مناسب لها. في على شرح ثلاثة الاصول للعلامة ابن باز رحمه الله وقد تقدم اقراءه في احدى سنوات برنامج اليوم الواحد. نعم. وكل مرتبة لها اركان فاركان الاسلام خمسة والدليل من السنة حديث ابن عمر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والدليل قوله تعالى كل مرتبة من مراتب الدين الثلاث لها اركان فاركان الاسلام خمسة هي المذكورة في حديث ابن عمر المتفق عليه الذي ارده المصنف الايمان ستة وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وستأتي في كلام المصنف واركان الاحسان اثنان. احدهما ان تعبد الله. والثاني ان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة. نعم. والدليل قوله تعالى وقوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ودليل الشهادة قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. ومعنى هذا لا معبود بحق الا الله. لا اله جميع ما يعبد من دون الله الا الله مثبت مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته. كما انه لا شريك له في وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني الاية وقوله قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ان نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون ودليل شهادة ان محمدا رسول الله قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليهما حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر عن منهى وزجر والا يعبد الله الا بما شرع. ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى وما امروا الا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. ودليل الصيام قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ودليل الحج قوله تعالى ولله على حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني عن العالمين. لما بين المصنف رحمه الله حقيقة الاسلام ومراتبه واركانه قال والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. اي الدليل على ان الدين الذي يجب اتباعه هو الاسلام قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ثم سرد اركان الاسلام مقرونة بادلتها. والشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام ام هي الشهادة لله بالتوحيد؟ ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي صلاة اليوم والليلة. وهي الصلوات الخمس. لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث طلحة بن عبيد الله خمس صلوات في اليوم والليلة. ولو قيل بوجوب ادم سواهن في كسوف او عيد عند القائل به. فلا تندرج هذه الصلاة في الصلاة التي هي ركن من اركان والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المفروضة المعينة على الاموال وحين اذ لا يكون سواها ولو كان واجبا من جملة الركن. فزكاة الفطر ليست من جملة الزكاة التي هي ركن والصوم الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم رمضان. والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج الفرض الى بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة. وقول المصنف رحمه الله في معنى شهادة ان محمدا رسول الله والا يعبد الله الا بما شرعت. الضمير المستتر المتعلق بالفعل شرع عائد الى الاسم الاحسن الله. لا الى الرسول صلى الله عليه وسلم. فتقدير الكلام والا ان يعبد الله الا بما شرعه الله للنبي صلى الله عليه وسلم. لان الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له حق الشرع وانما الشرع حق خاص بالله ليس للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لغيره ولذلك لا يقال قال الشارع على ارادة غير الله ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم ولا المشرع ولا يطلق قولهم المجلس التشريعي لان الشرع حق لله عز وجل وحده فلا يكون لغيره. والدليل على اختصاص نسبة الشرع الى الله ان فعل الشرع لم يأتي مضافا في القرآن او السنة الا الى الله سبحانه وتعالى انا فلما طرد هذا في خطاب الشرع علم ان طرده لنكتة وهي اختصاص اضافته بالله عز وجل ولم يوجد في كلام احد من الصحابة انه قال شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم بل قالوا فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفرق بين الامرين فان التشريع هو وضع ما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى. وهذا حق متمحض لله وانما النبي صلى الله عليه وسلم مبلغ فمما يبلغه من شرع الله ان الله عز وجل سن للخلق كذا او فرض عليهم كذا. واشرت الى هذا بقولي الشرع حق الله دون رسوله بالنص اثبتنا بقول فلان اوما رأيت الله حين اشاده ما جاء في الايات ذكر الثاني. وجميع صحف محمد لم يخبروا. شرع الرسول وشاهدي برهان وقول المصنف رحمه الله ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد ذاكرا تفسيرا التوحيد فيه هو استطراد اهتماما بمقامه. والا فان الاستدلال في صياغ اركان الاسلام. ومعنى قوله عزيز عليه ما عنتم اي يعزوا عليه ما يشق عليكم بلعنته والمشقة. ومعنى قوله تعالى ذلك دين قيمة اي الدين المستقيم. نعم. احسن الله اليكم. المرتبة الثانية الايمان وهو بضع شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان واركانه ستة ان تؤمن وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره كله من الله. والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر ومن امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب النبيين ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. الايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته التصديق الجازم بالله ظاهرا وباطنا تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. والاخر خاص. وهو الاعتقادات الباطلة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان والايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق شعبة من الايمان كما ثبت ذلك في الصحيحين. واختلف لفظ الصحيحين في عد شعب الايمان. فوقع عدها عند البخاري بضع وستون شعبة. وعند مسلم بضع وسبعون شعبة. والمحفوظ هو لفظ البخاري بضع وستون شعبة. وشعب الايمان هي خصاله واجزاء الجامعة له. ومنها قولي كقول لا اله الا الله وعملي كاماطة الاذى عن الطريق وقلبي كالحياء وقد جمعت انواع شعب الايمان في الحديث المذكور. والايتان المذكورتان في كلام صنف دالتان على اركان الايمان الستة. ولم يأتي الايمان بالقدر في القرآن قط مقرونا من اركان الخمسة الباقية. بل جاء مفردا تعظيما لشأنه. وكأن فيه اشارة الى وقوع الفتن فيه فاول بلاء دخل على الامة الاسلامية في اركان الايمان كان من جهة القدر. ففتنته اول التي وقعت فيما يتعلق بحقيقة الايمان والافراد والجمع في السياق القرآني له حكم شريفة نكت لطيفة ومن جملتها مما يتعلق بهذا المحل ما ذكرت لك. فان الايمان بالقدر حيث ذكر في القرآن افرد عن بقية الاركان ورس ما ينبغي تعلمه بما يتعلق باركان الايمان الستة هو معرفة القدر الواجب المجزئ من الايمان بكل ركن مما هو واجب على العبد ابتداء لا يسعه جهله وهذه المسألة مع جلالتها قل من ينبه اليها. فهناك قدر من الايمان بالله واجب عليك لتصحح ايمانك بالله وقل مثل هذا في بقية الاركان. فلا بد ان تعتني بمعرفة بالقدر الواجب المجزئ من كل ركن من اركان الايمان الستة. وحينئذ فنحن نأتي عليها على ما يناسب المقام فنقول القدر الواجب المجزئ من الايمان بالله هو ايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له اسماء الحسنى والصفات العلى متنزها عن العيوب والنقائص. والقدر الواجب المنجز من الايمان بالملائكة هو الايمان بانهم عباد مكرمون من خلق الله وان منهم من ينزل بالوحي عن الانبياء. والقدر الواجب المجزئ من الايمان كتب هو الايمان بان الله انزل على من شاء من الرسل كتبا هي كلامه عز وجل ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه. وكلها منسوخة بالقرآن والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالرسل هو الايمان بان الله ارسل للناس رسلا منهم ليأمروهم بعبادة الله وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم. والقدر الواجب المجزئ من الايمان باليوم الاخر هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو يوم القيامة. لمجازاة الخلق. فمن احسن فاله الحسنى وهي الجنة ومن اساء فله ما عمل ومآله الى النار. والقدر المجزئ من الايمان بالقدر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر ازلا ولا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه. فهذه الجملة هي عمود الاقدار الواجبة المجزئة من الايمان بكل ركن من اركانه ابتداء. وما زاد عنه فاما ان يكون واجبا باعتبار بلوغ الدليل الى العبد اليه او يكون مستحبا غير واجب. فلو سئل عامي عن الملائكة فقال ليس هناك فشيء يسمى الملائكة فهذا كافر لانه لم يأت بالقدر الواجب المجزئ من الايمان بالملائكة. وفيه يتحقق ناقض العاشر من نواقض الاسلام الاعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به. فانه معرض عن اصل دينه الذي لا يكون مسلما الا به. وان قيل له اتعرف الملائكة؟ فقال نعم. فقيل له اجبريل منهم؟ فقال لا ادري فانه لا يكون كافرا. واذا اخبر بالدليل الدال على جبريل من القرآن او وجب عليه الايمان به. واذا سئل بعد ذلك الملائكة يموتون ام لا يموتون. ومن اخره موتا فقال لا ادري. فاذا ذكر له خلاف اهل العلم فقال هذا شيء لا اعلم فيه شيئا فان ذلك لا يكون قادحا في ايمانه ولا منقصا له لانه ليس واجبا عليه ولا على غيره وفي مثل هذا قل في كل باب من ابواب الايمان الستة المذكورة. وهذه المسألة مسألة عظيمة ينبغي ان يحفظها طه طالب العلم ينبغي ان يحفظها طالب العلم ويفهمها. حتى اذا بين الايمان للناس بين له اقدار الواجبة عليهم التي تجزئهم في تصحيح ايمانهم اذا عرفوها. وبين لهم ان ما بعدها يعلق وجوبه بحسب دليله المقتضي لايجابه. وما فوقهما فهو من نفل العلم ومن الناس من يشتغل بغير ما يصحح الايمان. ويغفل عن القدر الواجب مع ان هذا من اهم الاصول التي ينبغي ان تعرفها بما يتعلق بايمانك. وفي مثل هذا يقول ابو عبيد القاصر سلام رحمه الله تعالى عجبت لمن يشتغل بالفضول ويترك الاصول. فتجد احدهم يشتغل بفضول تتعلق بمسائل الايمان فاذا باحثته في الاقدار الواجبة ابتداء وما يزيد عنها مما علق بدليله وما وراء ذلك لم يحط بذلك علما. والمقصود من العلم ما ينفعك ويقربك الى الله عز وجل ويكمل لك دينك. فينبغي ان تستكمل علمك به. والى هنا بيان هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته باذن الله بعد صلاة المغرب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده وانصر محمد واله وصحبه اجمعين