وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو ابن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله ابن عمرو عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقية احكام الدين وترقيتهم في ازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الثاني من برنامج مهمات العلم في سنته الاولى وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها لشيخ الاسلام امام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى نعم بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات. قال الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالادلة الثانية العمل به الثالثة الدعوة اليه الرابعة الصبر على الاذى فيه. والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله على خلقه الا هي لكفتهم. وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدأ بالعلم قبل القول والعمل؟ ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه يجب على العبد تعلم اربع مسائل المسألة الاولى العلم وهو شرعا ادراك خطاب الشرع ومرده الى المعارف الثلاث معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم والمراد بالادراك هنا هو معناه اللغوي وهو البلوغ لا المعنى المصطلح عليه في علم العقليات والجار والمجرور في قوله رحمه الله ومعرفة دين الاسلام بالادلة متعلق باخر مذكور وهو معرفة الاسلام كما يدل عليه قول المصنف رحمه الله فيما يستقبل الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة وهذا لا يختص به بل معرفة الاصول الثلاثة لا بد من اقترانها بالادلة وظاهر كلام المصنف في تعليق الجار والمجرور بمعرفة دين الاسلام لا يراد به حصره فيها ولكنه اكثرها فروعا فناسب ذكر الادلة معه وتعليق الجاد والمجرور به ومعنى قوله رحمه الله تعالى بالادلة اي ادراك ان لهذه المعارف ادلة شرعية تثبت بها وهذه المعرفة هي المعرفة الاجمالية التي هي معرفة العامة وهو وهي واجبة على كل احد من المسلمين فالعوام يكفيهم ان يعرفوا ان هذه الامور ثابتة بادلة من قبل الشرع ولا يلزمهم الاطلاع على كل دليل مفرد متعلق بفرع مستقل مع معرفة وجه الاستنباط منه بل هذا حظ من انيطت به المعرفة التفصيلية وهذه المعرفة التفصيلية تختلف باختلاف الخلق فما يجب على الحاكم والعالم والمفتي والقاضي ليس كالواجب على من دونه والمقصود ان تعلم ان هذه المعارف الثلاث ترد اليها اصول الاسلام كله لكن حظ الخلق من المعرفة الواجبة فيها يختلف باختلافهم فالعامي يجب عليه ان يعرف ان هذه المعارف مبنية على اصول شرعية صحيحة وان لم علما بها اما من كان له حظ من الولاية كالحكم او العلم او القضاء او الافتاء فان الواجب عليه مناسب لحاله والمسألة الثانية العمل به والعمل شرعا هو ظهور صورة خطاب الشرع هو ظهور صورة خطاب الشرع وخطاب الشرع نوعان الاول خطام الشرع الخبري وظهور صورته بامتثال التصديق والثاني خطاب الشرع الطلبي وظهور صورته بامتثال الامر والنهي فقول الله تعالى ان الساعة اتية لا ريب فيها من خطاب الشرع الخبري وامتثاله يكون بالتصديق بان يؤمن العبد بان الساعة وهي يوم القيامة اتية محققة الوقوع لا ريب فيها وقوله تعالى واقيموا الصلاة وقوله ولا تقربوا الزنا من خطاب الشرع الطلبي فالامتثال في الاول بالفعل وفي الثاني بالترك والاجتناب والمسألة الثالثة الدعوة اليه والمراد بها الدعوة الى الله والدعوة الى الله شرعا هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله الجامعة للخير على بصيرة هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله الجامعة للخير على بصيرة والمسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه والصبر شرعا هو حبس النفس على حكم الله هو حبس النفس على حكم الله وحكم الله نوعان احدهما قدري والاخر شرعي والمذكور من الصبر هنا هو الصبر على الاذى فيه اي في العلم تعلما وعملا ودعوة والاذى من القدر المؤلم فيكون الصبر فيه من الصبر على حكم الله عز وجل القدر ويكون قول المصنف رحمه الله الصبر على الاذى فيه راجع الى الصبر على امر الله القدري لان الاذى قدر لكن لما كان العلم مأمورا به شرعا صار الصبر عليه شرعيا ايضا فيصير قول المصنف رحمه الله تعالى الصبر على الاذى فيه باعتبار المعنى المتبادل منه من باب الصبر على الحكم القدري. لان الاذى قدر مؤلم لكن بالرجوع الى اصل المطالبة الشرعية بالعلم يكون الصبر عليه ايضا صبرا على حكم الله الشرعي والدليل على وجوب تعلم هذه المسائل الاربع هو سورة العصر لان الله عز وجل اقسم بالعصر وهو اخر النهار قبل غروب الشمس ان جنس الانسان في خسر ثم استثنى المتصفين بصفات اربع فقال الا الذين امنوا وهذا دليل العلم اذ لا ايمانا الا بعلم وانما يدرك اصل الايمان وكماله بالعلم ثم قال وعملوا الصالحات وهذا دليل العمل ثم قال وتواصوا بالحق وهذا دليل الدعوة ثم قال وتواصوا بالصبر وهذا دليل الصبر والاجتماع هذه الامور الاربعة في سورة العصر قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا لا هي لكفتهم اي في قيام الحجة عليهم في وجوب امتثال ما امر الله به وترك ما نهى عنه كما ذكره ابن تيمية وابن باز رحمهما الله فليس معنى كلام الشافعي رحمه الله انها كافية في ابواب الديانة كلها. وانما المراد كافية في اقامة حجة على الخلق في وجوب امتثال امر الله واجتناب ما نهى عنه والمقدم بين هذه المسائل الاربع هو العلم فهو اصلها الذي تتفرع عنه وتنشأ منه فاورد المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق هذا كلام البخاري في صحيحه. بمعناه حكاية لا بلفظه اذ بوب. باب العلم قبل قول والعمل واستنبطه من قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات فبدأ بالعلم قبل القول والعمل واستنبط هذا المعنى قبله سفيان ابن عيينة كما رواه ابو نعيم الاصبهاني في كتاب الحلية ثم ذكره بعده الغافقي في مسند الموطأ وبوب به باب العلم قبل القول والعمل نعم الله اليكم. اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن ولا ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل ارسل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى عون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذه بالا. الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك مع احد في عبادته لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا غيرهما والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. الثالثة ان من اطاع رسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من الله ورسوله ولو كان اقرب قريب. والدليل قوله تعالى لا تجد قوم يؤمنون بالله واليوم الاخر من الله ورسوله ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها اختي هل انهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. ذكر المصنف رحمه الله ثلاث مسائل عظيمة يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمها والعمل بها فاما المسألة الاولى فمقصودها بيان الامر بعبادة الله. وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى بل ارسل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم. ليرشدنا الى القيام بعبادة الله فمن دخل الجنة ومن عصاه وجحد عبادة الله دخل النار كما قال عز وجل انا اوصلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى في عون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا اي اخذا شديدا. واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك في العبادة. وان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته كائنا ان كان لان العبادة حقه والله عز وجل لا يقبل الشركة في حقه. فلما كانت العبادة حقا له عز وجل لم يرضى ان يشاركه في هذا الحق لاحد واما المسألة الثالثة فمقصودها بيان وجوب موالاة المؤمنين والبراءة من المشركين لان القيام بالعبادة واجتناب الشرك وهما الامران المذكوران في المسألتين السابقتين الاولى والثانية لا يتحققان الا باقامة هذا الاصل. الولاء للمؤمنين والبراءة من المشركين فالمسألة الثالثة في منزلة التابع اللازم للمسألتين الاوليين وهي ان من عبد الله ولم يشرك به شيئا لم تتم له عبادته الا بموالاة المؤمنين والبراءة من المشركين والناس في هذا الاصل بين غلو وجفاء والوسط الوسيط فيه هو اقامته على ما توجبه الشريعة منزهة من الاهواء والاراء ومعنى قوله عز وجل من حاد الله ورسوله اي كان في حد متميز عن الله ورسوله وهو حد الكفر فان المؤمنين يكونون في حد والمشركين يكونون في حد واذا تميزت كل طائفة في حد مختص بها لم يكن بين الطائفتين الا المعاداة نعم احسن الله اليك اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى. وما خلقت الجن والانس الا اعبدون ومعنى يعبدوني يوحدون. والحنيفية لها في الشرع معنيان احدهما عام وهو الاسلام والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد والميل عن كل ما سواه وهي دين الانبياء جميعا وخصت بالاضافة الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام لانه اكمل الخلق تحقيقا لها مع تقدمه ابوة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المشاركين له في كمال التحقيق للحنيفية فاكمل الخلق رتبة واعلاهم درجة في الحنيفية هما الخليلان عليهما الصلاة والسلام لكن لما كان ابراهيم عليه الصلاة والسلام ابا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في عمود نسبه ناسب اختصاص الاضافة اليه فنسبت الحنيفية اليه وقيل هي ملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام والناس جميعا مخلوقون ومأمورون بها والدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فانما خلق الجن والانس لاجل العبادة كما في هذه الاية واذا كانوا مخلوقين لاجلها فانهم مأمورون بها وظهر بهذا دلالة الاية على الامرين جميعا فان نص الاية المتبادل من لفظها في قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون دال على ان الحكمة من خلق الثقلين هي عبادة الله عز وجل. واذا كانت هذه هي حكمة خلقهم. ففي ضمن ذلك الدلالة على انهم مأمورون بها فالاية دالة على المعنيين الذين ذكرهما المصنف في قوله وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها وتفسير يعبدون يوحدون كما ذكره المصنف رحمه الله تعالى اذ قال ومعنى يعبدون يوحدون من تفسير اللفظ باخص افراده فان التوحيد اكد انواع العبادة واذا قصر اللفظ باخص افراده واعلاها كان ذلك صحيحا يراد به الاعلام بعلو قدر هذا الفرد المذكور او هو من تفسير اللفظ بما وضع له فان العبادة تطلق في الشرع ويراد بها التوحيد لقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم اي يوحدوه فيصح ان يكون تفسير المصنف للعبادة بالتوحيد مردودا الى تفسير اللفظ العامي بفرد من افراده كما في المعنى الاول او تفسير لللفظ بما وضع له شرعا. نعم. احسن الله اليكم واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة. واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه. والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على معرفتها فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لما كانت الحنيفية مركبة من الاقبال على الله بالتوحيد والميل عن كل ما سواه بالبراءة من الشرك عرف المصنف رحمه الله تعالى التوحيد والشرك والتوحيد له معنيان شرعا احدهما عام وهو افراد الله بحقوقه والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة وهذا المعنى الثاني هو المعهود شرعا ولاجل هذا اقتصر عليه المصنف فخصه بالذكر دون بقية حقوق الله فقول المصنف رحمه الله التوحيد وهو افراد الله بالعبادة اقتصار على المعهود فيه شرعا فاذا اطلق التوحيد في خطاب الشرع اريد به توحيد الالهية المتعلق بافراد العبادة لله والشرك يطلق في الشرع على معنيين اثنين احدهما جعل شيء من حقوق الله لغيره جعلوا شيء من حقوق الله لغيره لماذا قلنا جعل شيء من حقوق الله؟ ولم نقل صرف شيء من حقوق الله لغيره ما الجواب ارفع صوتك احسنت طيب يقول الاخ اولا لانه الوالد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن مسعود المتفق عليه اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو والثاني ها السعيد احسنت ان فعل الجعل يتضمن معنى الاقبال القلبي وقصد القربة فتعريفه بالجعل اصح من تعريفه بمجرد الصرف والثاني خاص وهو جعل شيء من افعال العباد المتقرب بها لغير الله وهو جعل شيء من افعال العباد المتقرب بها لغير الله ولا نطلق افعال العباد دون تقييد لان افعال العباد المطلقة يدخل فيها افعالهم التي هي من جنس الاحكام القدرية كالاكل والشرب فتختص الافعال هنا بالافعال التي يراد بها التقرب دون غيرها والمعنى الثاني للشرك هو المعهود شرعا ولذلك اقتصر عليه المصنف فقال واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه لان الشرك يطلق في خطاب الشرع ويراد به الشرك المتعلق بالعبادة والعبادة يعبر عنها فيه بالدعاء. فقوله رحمه الله وهو دعوة غيره معه بمنزلة قولنا هو عبادة غير الله فهذا المعنى هو المعهود شرعا فالتعريفان المذكوران ها هنا للتوحيد والشرك صحيحان باعتبار المقصود شرعا فان التوحيد اذا اطلق في الشرع اريد به افراد الله بالعبادة وان الشرك اذا اطلق في الشرع اريد به دعوة غير الله سبحانه وتعالى معه وهذان اللفظان يقعان على معنى اوسع هو المعنى العام الذي ذكرت لك لكن اقتصار بعض المصنفين على فرد من الافراد متابعة لخطاب الشرع فيه اعلام بجلالة قدر هذا الفرض المذكور دون سائر الافراد فتفسير المصنف رحمه الله تعالى للتوحيد بانه افراد الله بالعبادة وللشرك بانه دعوة غيره معه تفسير لهذين اللفظين باعظمهما وهما الفردان المذكوران في خطاب الشرع فليس تعريفه تعريفا ناقصا كما توهمه بعض الشراع بل هو تعريف صحيح جار على وفق الخطاب الشرعي ثم بين المصنف رحمه الله تعالى مسألة اخرى مرتبة على ما تقدم فقال فاذا قيل لك من اصول الثلاثة الى اخره وقد عرفت فيما سلف ان الله سبحانه وتعالى خلقنا للعبادة وامرنا بها ولا يمكن القيام بحق هذه العبادة الا بمعرفة ثلاثة اصول الاول المعبود وهو الله سبحانه وتعالى فلا بد من معرفته والتاني المبلغ عن المعبود وهو الرسول صلى الله عليه وسلم فلا بد من معرفته. والثالث معرفة كيفية العبادة وهي الدين وهذه هي الاصول الثلاثة فالامر بها مندرج في كل امر بالعبادة فحيثما رأيت شيئا من الاية او الاحاديث متظمنا للامر بالعبادة فاعلم انه متظمن الامر بالاصول الثلاثة فليس ترتيب هذه الرسالة على هذه المطالب بدعا من القول بل هو ترتيب لمقتضى خطاب الشرع الامر بالعبادة. فقول الله سبحانه تعالى مثلا يا ايها الناس اعبدوا الله يتضمن امر بمعرفة المعبود. لانك ان لم تعرفه لم تعبده ويتضمن ثانيا الامر بمعرفة المبلغ عنه لان العقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله من حق. فتفتقر الى مبلغ عنه هو الرسول. ولا يمكنها بعد ان تتعبد له الا بكيفية لتلك العبادة هي الدين. فصارت هذه الاصول الثلاثة مندرجة في كل امر شرعي فيه الامر الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم فاذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه والدليل قوله تعالى وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم شرع المصنف هنا يبين الاصل الاول وهو معرفة الله عز وجل فقال فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني الى اخره ومعرفة الرب عز وجل لا تنتهي الى حد بل كلما ازداد ايمان العبد وعلمه ازدادت معرفته بربه عز وجل ولما كان كمال الله عز وجل مما يعجز يعجز المخلوقون عن الاحاطة به طارت معرفة الله على وجه الاحاطة متعذرة في حقهم لكن هناك قدر من تلك المعرفة يتعين على كل احد وما زاد عن هذا القدر فان الناس فيه بحسب ما يفتح الله لهم من رحمة واصول معرفة الله المتعينة على كل احد اربعة اولها معرفة وجوده وانه موجود وثانيها معرفة وانه رب كل شيء وثالثها معرفة الوهيته وانه هو الذي يعبد بحقه ورابعها معرفة اسمائه وصفاته فيؤمن العبد بما له من الاسماء الحسنى والصفات العلى والدليل على هذه الاصول الاربعة المتعينة في معرفة الله على كل احد من الخلق هو كما ذكر المصنف رحمه الله قول الله عز وجل الحمد لله رب العالمين فهي دالة على وجود الله لان المعدوم لا يحمد ففيها اثبات وجوده عز وجل كما انها دالة على ربوبية الله اذ فيها التصريح بذلك في قوله رب العالمين وهي دالة ايضا على الوهيته لقوله عز وجل الحمد لله وذكر الربوبية والالوهية فيها متضمن لاثبات اسمائه الحسنى وصفاته العلا التي ينبغي ان يؤمن بها العبد وفي الاية فرض من افرادها وهو طردان من افرادها وهما اسم الله واسم رب العالمين المتضمنان لصفة الالوهية وصفة الربوبية. فهذا وجه دلالة الاية على الاصول الاربعة التي انطوى عليها كلام امام الدعوة فيما يتعين على كل احد من معرفة الله سبحانه وتعالى واعظم ما ينبغي ان تعتني به في تفهم هذا الكتاب هو معرفتك بما يجب عليك من هذه المعارف الثلاث ومما يشق على نفوس المؤمنين ان يخوض المتعلم في العلم غير ابهم بتبين هذه الاصول اللازمة عليه فلو اردت ان ترد علمه بالله عز وجل الى اصول جامعة لم يمكنه ذلك لان عامة الناس صار علمهم مؤسس طار علمهم مؤسسا على الانشاء لا على بيان الحقائق الشرعية واذا تصفحت دلائل الشرع وجدت ان كل معرفة تتعلق بهذه الاصول الثلاثة معرفة الله ومعرفة دينه ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم تشتمل على اصول تتعين على كل احد اولى الناس بالعلم بها هم المشتغلون بطلب العلم. وقد بينا الاصول الاربعة اللازمة اللازمة لكل احد في معرفة الله وسنذكر في كل مما يستقبل الاقدار الواجبة على كل احد في للرسول صلى الله عليه وسلم ولدين الاسلام وقول المصنف رحمه الله تعالى وكل ما سوى الله عالم مما تبع فيه غيره من المتأخرين اذ لا يوجد في كلام العرب اطلاق عالم على مجموع ما سوى الله وانما جرى به لسان علماء الكلام ثم ترى الى المتكلمين في العلوم فانهم رتبوا مقدمات منطقية تتعلق بالمحدث والمحدث فقالوا الخالق قديم والعالم والعالم حادث فكل ما سوى الله عالم ثم راجت هذه النتيجة المنطقية في كتب اهل العلم فادخلوها في تفسير معنى العالم العالم والا فهي لا توجد في كلام العرب افاد هذا المعنى العلامة الطاهر ابن عاشور رحمه الله تعالى في التحرير والتنوير والقرآن الكريم لا يفسر بالمصطلح الحادث فليس اسم العالم عالمي واقعا في كلام العرب على ارادة ما سوى الله بل هو مطلق عندهم على الافراد المؤتلفة من جنس ما فيقولون عالم الملائكة وعالم الجن وعالم النمل وهلم جرا ولا يطلقون اسم العالم على ارادة ما سوى الله عز وجل نعم الله عليكم فاذا قيل لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والارضون السبع ومن فيهن وما بينهما والدليل قوله تعالى فخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس. وقوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون فقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يوشل ليلا النهار يطلبه حثيثا. والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره. الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين لما ذكر المصنف رحمه الله ان الله هو الرب وبين دليله كشف عن الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل والدليل المرشد الى معرفة الرب شيئان اثنان احدهما التفكر في اياته الكونية والاخر التدبر في اياته الشرعية وهما مذكوران في قول المصنف باياته لان الايات شرعا لها معنيان اثنان احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات والثاني الايات الشرعية وهي ما انزله الله من الكتب فيكون قول المصنف بعد ذلك ومخلوقاته من عطف الخاص على العام لان المخلوقات هي بعض الايات وهي مختصة بالايات الكونية فكأن المصنف جاء بلفظين دالين على معنى متحد هما لفظ الايات والمخلوقات فان المخلوقات يراد بها الايات الكونية فتكون مندرجة في قوله رحمه الله باياته ثم ذكر المصنف ان من ايات الله الليل والنهار والشمس والقمر وان من مخلوقاته السماوات السبعة والاراضين السبعة ومن فيهن وما بينهما والليل والنهار والشمس والقمر والسماوات والارض وما بينهما كلها تدخل في جملة الايات الكونية وتسمى مخلوقات ومع ذلك فرق المصنف بينهما فجعل الليل والنهار والشمس والقمر مخصوصة باسم الايات وجعل والارض وما بينهما مخصوصة باسم المخلوقات والموجب لهذا هو موافقة غالب السياق الوارد في القرآن فان الغالب في القرآن اذا ذكر الليل والنهار والشمس والقمر وصفت بالاية واذا ذكرتا السماوات والارض اطلق عليهما صفة الخلق فيكون كلام المصنف رحمه الله تعالى غير مضطرب بل هو جار على متابعة السياق القرآني الذي فرق فيه بالتصرف اللفظي عند ذكر الليل والنهار والشمس والقمر والسماوات والارض فجعلت الاربع الاولى مخصوصة باسم الاية وجعلت السماوات والارض مخصوصة باسم الخلق والسر في كون السياق القرآني جرى على هذا الغالب هو موافقة الوضع اللغوي للاية والخلق فان الاية اصدق في الوقوع على الليل والنهار والشمس والقمر لانها في لسان العرب العلامة والليل والنهار والشمس والقمر تتغير وتتحول فهي علامات ظاهرة اما الخلق فانه موظوع في لسان العرب على معنى التقدير الذي لا يطرأ عليه تغيير والسماوات والارض لا تتغير. بل هي مصورة على هذه الصورة الثابتة علينا دون تغيير او تبديل فناسبها اسم الخلق فعبر عنها باسم المخلوقات وان كانت من جملة الايات وهذا من المواضع التي غمض فهمها في كلام بعض الشراح وظنوا ان ذلك اضطرابا بالتفريق بين ما لا يفرق بينه بجعل الشمس والقمر والليل والنهار ايات وجعل السماوات والارض مخلوقات لكن الوظع اللغوي مساعد على ذلك وهو الواقع في القرآن الكريم كما ذكرت لك. نعم الله اليكم فالرب هو المعبود والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناءا وانزل من السماء ما ان فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء اي هو المستحق للعبادة؟ لما بين المصنف رحمه الله الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل ذكر ان الرب هو المستحق للعبادة ما معنى قوله والرب هو المعبود؟ اي هو المستحق ان يكون معبودا فليس هذا تفسيرا للفظ الرب فان لفظ الرب لا يطلق في لسان العرب على ارادة المعبود في اصح قولي اهل العلم من اللغويين رحمهم الله ولكن تقدير الكلام والرب هو المستحق ان يكون معبودا للامر بالعبادة في قوله تعالى اعبدوا ربكم مع ذكر الموجب الاستحقاق وهو التفرد بالربوبية المذكور في قوله تعالى الذي خلقكم والذين من قبلكم الى اخر الاية فان الاقرار بالربوبية يستلزم الاقرار بالالوهية كما بينه المصنف فيما نقله عن ابن كثير بمعنى كلامه في التفسير فصار مقصود المصنف هنا بيان استحقاق الله للعبادة وان موجب هذا الاستحقاق كونه ربا فمن كان ربا وجب ان يكون معبودا فالمراد من قوله والرب هو المعبود اي المستحق للعبادة لكونه ربا نعم احسن الله اليكم وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان. ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من انواع العبادة التي امر الله بها كلها لله تعالى. والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا عبادة الله لها معنيان في الشرع احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع والثاني قاص وهو التوحيد وجميع انواع العبادة كلها لله عز وجل كما قال تعالى وان المساجد لله الاية فالنهي عن دعوة غير الله معه دليل على ان العبادة كلها لله وحده والله عز وجل قد نهى عن دعوة غيره فقال فلا تدعو مع الله احدا واشير الى العبادة في هذه الاية بقوله تدعو لان الدعاء يقع اسما لجميع انواع العبادة فكان نسق الاية فلا تعبدوا مع الله احدا ولكن لما كان الدعاء هو عمود العبادة كما صح في حديث النعمان عند الاربعة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة عبر كثيرا في خطاب الشرع في القرآن والسنة عن العبادة بالدعاء نعم فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر. والدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون ذكر المصنف رحمه الله ان من صرف شيئا من العبادات لغير الله فهو مشرك كافر واستدل باية المؤمنون ووجه الدلالة منها في قوله تعالى انه لا يفلح الكافرون مع قوله في اولها ومن يدعو مع الله الها اخر فانه يدل على ان المذكور من افعال الكافرين والمذكور هنا هو عبادة غير الله واشير اليها بالدعاء فكأن معنى قوله ومن يدعو مع الله الها اخر اي ومن يعبد الها اخر فان فعله من افعال الكافرين. ولهذا قال في اخر الاية انه لا يفلح الكافرون اشارة الى ان هذا هو فعل الكافرين وصرف العبادات لغير الله شرك وكفر نعم الله اليكم وفي الحديث الدعاء مخ العبادة والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين تكبيرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ودليل الخوف قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم خافوني ان كنتم مؤمنين ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا لا يشرك بعبادة ربه احدا. ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم ام مؤمنين وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى خاشعين ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له. الاية ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقوله تعالى قل اعوذ برب ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. الاية ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين امين لا شريك له ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله النذر قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا شرع المصنف رحمه الله يذكر انواعا من انواع العبادة فذكر اربع عشرة عبادة يتقرب بها الى الله ابتدأها بالدعاء وجعل الحديث كالترجمة له فليس قوله رحمه الله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة دليلا اخرا للمسألة السابقة كما توهمه بعضهم بل هو شروع في جملة جديدة من الكلام فتقدير القول ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني الاية ولما للدعاء من منزلة عظيمة في العبادة عبر عنه بحديث رواه الترمذي وفيه ضعف وهذا يفعله البخاري رحمه الله كثيرا فانه ربما ترجم بحديث نبوي للدلالة على مقصوده فيكون شوق الكلام المقدر هو ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ولدعاء الله شرعا معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع فيشمل جميع افراد العبادة لان العبادة تطلق بهذا المعنى كما عرفت سابقا والاخر خاص وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه او دفع ما يضره ورفعه طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه او دفع ما يضره ورفعه ثم ذكر المصنف العبادة الثانية وهي الخوف وخوف الله شرعا هو هروب القلب الى الله ذعرا وفزعا هو هروب القلب الى الله ذعرا وفزعا ثم ذكر العبادة الثالثة وهي الرجاء ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل هو امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل ثم ذكر العبادة الرابعة وهي التوكل والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عجزه واعتماده على الله هو اظهار العبد عجزه واعتماده على الله ثم ذكر العبادة الخامسة وهي الرغبة والرغبة الى الله شرعا هي ارادة مرضاة الله بالوصول الى المقصود محبة له ورجاء هي ارادة مرضات الله بالوصول الى المقصود محبة له ورجاء ثم ذكر العبادة السادسة وهي الرهبة والرهبة من الله شرعا هي هروب القلب الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه هي هروب القلب الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه ثم ذكر العبادة السابعة وهي الخشوع والخشوع لله شرعا هو هروب القلب الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له هو هروب القلب الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له ثم ذكر العبادة الثامنة وهي الخشية والخشية لله شرعا هي هروب القلب الى الله ذعرا وفزعا مع العلم به وبامره هي هروب القلب الى الله ذعرا وفزعا مع العلم به وبامره ثم ذكر العبادة التاسعة وهي الانابة والانابة الى الله شرعا هي رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء هي رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء ثم ذكر العبادة العاشرة وهي الاستعانة والاستعانة بالله شرعا هي طلب العون من الله بالوصول الى المقصود هي طلب العون من الله في الوصول الى المقصود ثم ذكر العبادة الحادية عشرة وهي الاستعاذة والاستعاذة بالله شرعا هي طلب العوذ من الله عند ورود المخوف هي طلب العوذ من الله عند ورود المخوف ثم ذكر العبادة الثانية عشرة وهي الاستغاثة والاستغاثة بالله شرعا هي طلب الغوث من الله عند ورود الضرر هي طلب الغوث من الله عند ورود الضاد ثم ذكر العبادة الثالثة عشرة وهي الذبح والذبح لله شرعا هو سفك دم بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة مخصوصة هو سفك دم بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة مخصوصة والمراد بقولنا على صفة مخصوصة اي بالشروط الشرعية المذكورة في كلام الفقهاء رحمهم الله ثم ذكر العبادة الرابعة عشرة وهي النذر والنذر لله شرعا يقع على معنيين احدهما عام وهو الزام العبد نفسه امتثال خطاب الشرع الزام العبد نفسه امتثال خطاب الشرع اي الالتزام بدين الاسلام كله والاخر خاص وهو الزام العبد نفسه لله نفلا معينا غير معلق الزام العبد نفسه لله نفلا معينا غير معلق وقولنا نفلا خرج به الواجب لانه لازم للعبد اصالة بحق الاسلام وقولنا معينا خرج به المبهم لان الابهام لا يترتب عليه فعل المندوب وانما فيه الكفارة وقولنا غير معلق خرج به ما كان على وجه العوظ والمقابلة المتعلقة بحصول مقصود العبد كأن يقول لله علي ان شفى مريضي ان افعل كذا وكذا واذا فرغ من هذا البيان فليعلم ان اعظم ما ينبغي ان يعتني به طالب العلم في الجملة المتقدمة شيئان اثنان احدهما بيان حقائق هذه العبادات وهو الذي اقتصرنا عليه من الحدود الشرعية لان الوقوف على حقائق العبادات يهيئ الطريق للقيام بها فمن لم يعرف حقيقة العبادة لم تكن له قدرة على ادائها ولعلكم رمقتم تقاربا واشتراكا في الرهبة والخضوع والخشوع وانها ترجع الى اصل هروب القلب الى الله ذعرا وفزعا لكن كل واحدة منها تقترن بمعنى تان تستوجب به اسما جديدا فالخشية مثلا اقترن فيها هروب القلب الى الله ذعرا وفزعا بالعلم به وبامره فصارت عبادة جديدة ومن لم يعي حقائق هذه العبادات لا مكنة له من القيام بها. والثاني معرفة ما دل على كونها عبادات فكل واحد من هذه العبادات المذكورة في كلام المصنف مقرونة مقرونة بدليل يدل على انها عبادة فمراده رحمه الله من قوله في كل ودليل الدعاء قوله تعالى ودليل الرجاء قوله تعالى ودليل الخوف قوله تعالى بيان ان السبيل الذي عرف به ان هذا الامر عبادة هو دليل قائم عليها من كلام الله او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ووجوه دلائل تلك الادلة على ان المذكورات عبادات مختلفة فتارة تتضمن الامر بها كحديث اذا استعنت فاستعن بالله الذي اورده المصنف فانه يدل على ان الاستعانة عبادة للامر بها ومنها تعليق الايمان عليه كما قال تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين فالاية تدل على ان التوكل عبادة لتعليق الايمان عليه فاهم ما ينبغي ان تتفهمه في هذا الموضع هو معرفتك لهذين الامرين العظيمين واولهما معرفتك بحقائق هذه العبادات المذكورة وثانيهما معرفة وجه دلالة الادلة على كون المذكورات عبادات يتقرب بها الى الله عز وجل. نعم احسن الله اليكم الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله وهو ثلاث مراتب الاسلام والايمان والاحسان. وكل مرتبة ذكر المصنف هنا الاصل الثاني من الاصول الثلاثة وهو معرفة دين الاسلام بالادلة والدين يطلق في الشرع على معنيين اثنين احدهما عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته والاخر خاص وهو التوحيد والاسلام الشرعي له اطلاقان احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله والاخر خاص وله معنيان ايضا اولهما الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فانه يسمى اسلاما ومنه حديث بني الاسلام على خمس فالمراد الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته الشرعية هي استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والثاني الاعمال الظاهرة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاسلام والايمان والاحسان والاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم له ثلاث مراتب كما ذكر المصنف فالاولى مرتبة الاعمال الظاهرة وتسمى الاسلام والثانية مرتبة الاعتقادات الباطنة وتسمى الايمان والثالثة مرتبة اتقانهما وتسمى الاحسان وحقيقتها عبادة الله على مقام المشاهدة او المراقبة والواجب من هذه المراتب يرجع الى ثلاثة اصول وفي طيهن بيان القدر الواجب عليك فيها ومن اهم مهمات الديانة معرفة الواجب عليك في ايمانك واسلامك واحسانك فالاصل الاول هو الاعتقاد والواجب فيه معرفة كونه مطابقا للحق في نفسه والواجب فيه معرفة كونه مطابقا للحق في نفسه وجماعه اصول الايمان الستة التي ستأتي والثاني الفعل والواجب فيه معرفة موافقة حركات العبد الاختيارية ظاهرا وباطنا للشرع امرا واباحة والواجب فيه معرفة موافقة حركات العبد الاختيارية ظاهرا وباطنا للشرع امرا واباحة وفعل العبد قسمان احدهما فعله مع ربه وجماعه علم الشرائع اللازمة كالطهارة والصلاة والصيام والزكاة والحج وتوابعها وشروطها ومبطلاتها والاخر فعله مع الخلق وجماعه علم احكام المعاشرة والمعاملة معهم كافة وجماعه علم احكام المعاشرة والمعاملة معهم كافة والثالث الترك والواجب فيه معرفة موافقة الكف والسكون لمرضاة الله معرفة موافقة الكف والسكون لمرضاة الله وجماعه علم المحرمات الخمس التي اتفق عليها دين الانبياء وهي الفواحش والاثم والبغي والشرك والقول على الله بلا علم وما يرجع الى هذه ويتصل بها وتفصيل ما يجب من هذه الاصول الثلاثة اعتقادا وفعلا وتركا لا يمكن ضبطه لاختلاف الناس في اسباب العلم الواجب كما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى بمفتاح دار السعادة لكن المتعين عليك ان تعرف ان معرفتك للدين تتعلق بها ثلاثة اصول لازمة لك هي الاعتقاد والفعل والترك وجوامع القول فيها هي المذكورة انفا وهذه المسألة الجليلة هي من اهم ما ينبغي التنويه به عند شرح ثلاثة الاصول لتعرف الواجب عليك منها فيما ذكر وسيأتي لها نظائر وهي مع جلالتها لم يحققها كما ينبغي الا ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب مفتاح من دار السعادة وكلامه من احسن مآخذ العلم في فهم مدارك الشريعة المبينة لما ينبغي الاعتناء به دون تطويل الكلام فيما لا يحتاج اليه العبد. نعم الله عليكم وكل مرتبة لها اركان فاركان الاسلام خمسة والدليل من السنة حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. كل مرتبة من مراتب الدين الثلاث لها اركان واركان الاسلام خمسة هي المذكورة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما المتفق عليه الذي اورده المصنف واركان الايمان ستة وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وستأتي كلام المصنف فيما يستقبل واركان الاحسان اثنان احدهما ان تعبد الله والثاني ان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة نعم الله اليكم والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. فقوله تعالى ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. ودليل الشهادة قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم ومعناها لا معبود بحق الا الله. لا اله نافيا جميع ما يعبد من دون الله. الا الله مثبتا لله وحده لا شريك له في عبادته كما انه لا شريك له في ملكه وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني الاية فقوله قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله مسلمون ودليل شهادة ان محمدا رسول الله قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر واجتناب ما عنه نهى ترى وان لا يعبد الله الا بما شرع ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ودليل صيام قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ودليل الحج قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين. لما بين المصنف رحمه الله حقيقة الاسلام ومراتبه واركانه قال والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام اي الدليل على ان الدين الذي يجب اتباعه هو الاسلام قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقوله الا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. ثم سرد اركان الاسلام مقرونة بادلته فيها والشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي صلاة اليوم والليلة وهي الصلوات الخمس لان النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح قال خمس صلوات في اليوم والليلة ولو قيل بوجوب صلاة سواهن ككسوف او عيد فلا تندرج في الصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المفروضة المعينة في الاموال لا الانفس والصوم الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صيام رمضان والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج الفرض في العمر مرة واحدة فما زاد عن ذلك مما يرجع الى واحد من هذه الاركان الخمسة فانه لا يكون داخلا في حقيقة الركن بل يكون خارجا عنه فمثلا من الشهادات المأمور بها شرعا الشهادة في اداء الحقوق كبيع ونكاح ونحوها الا ان هذه الشهادة ليست مندرجة في حقيقة الركن المعدود من اركان الاسلام من الشهادة بل الركن مختص بالشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة وكذلكم الصلاة فان للصلاة افرادا اما قد قال بعض الفقهاء بوجوبها كالكسوف والعيد او هي زائدة عليها. فلا يكون ما زاد عن الصلوات الخمس داخلا في حقيقة الركن المذكور في اركان الاسلام مما يتعلق بالصلاة وقول المصنف رحمه الله تعالى في معنى شهادة ان محمدا رسول الله والا يعبد الله الا بما شرع الضمير المستتر المتعلق بالفعل شرع عائد الى الاسم الاحسن الله لا الى الرسول صلى الله عليه وسلم فتقدير الكلام والا يعبد الله الا بما شرعه الله لا بما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم لان الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له حق الشرع وانما الشرع حق خاص بالله لا للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لغيره. وانما كان النبي صلى الله عليه وسلم مبلغا عن شرع الله الذي شرعه فلا يقال حينئذ قال الشارع على ارادة غير الله ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يقال المشرع كما لا يطلق المجلس التشريعي لان هذا مشاحة لله عز وجل في حق متمحض له وهو حق الشرع والدليل على اختصاص نسبة الشرع الى الله ان فعل الشريعة لم يأتي مضافا بالقرآن والسنة الا الى الله عز وجل فلما طرد هذا في خطاب الشرع علم ان الطرد لنكتة اقتضت لذلك وهو تحقيق ان الشرع انما يكون وضعه لله عز وجل لا لغيره فلا يكون لاحد سواه ولم يوجد في كلام اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انهم قالوا شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم بل قالوا فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا سن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذان دليلان منبأن على ان الشرع لا يكون الا لله فالضمير في قول المصنف والا يعبد الله الا بما شرع اي بما شرعه الله سبحانه وتعالى. وقد اشرت الى هذه المسألة بقول الشرع حق الله دون رسوله بالنص اثبت لا بقول فلان اوما رأيت الله حين اشاده ما جاء في الايات ذكر الثاني وجميع صحب محمد لم يخبروا شرع الرسول وشاهدي برهان وقول المصنف رحمه الله ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد استطراد اهتماما بمقام التوحيد والا فان الاستدلال في سياق اركان الاسلام ولا مدخل لتفسير التوحيد ها هنا نعم احسن الله اليكم المرتبة الثانية الايمان وهو بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن للطريق والحياء شعبة من الايمان. واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره كله من الله والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن ان البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. الايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان والايمان بضع وستون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان كما ثبت ذلك في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم واختلف لفظ الصحيحين في عد شعب الايمان فوقع عدها عند البخاري بضع وستون شعبة وعند مسلم بضع وسبعون شعبة والمحفوظ لفظ البخاري بضع وستون شعبة وشعب الايمان هي خصاله واجزاؤه الجامعة له ومنها قولي كقول لا اله الا الله وعملي كاماطة الاذى عن الطريق وقلبي كالحياء وقد جمعت انواع شعب الايمان القولية والعملية والقلبية في الحديث المذكور المشار اليه والايتان المذكورتان في كلام المصنف دالتان على اركان الايمان الستة ولم يأتي الايمان بالقدر في القرآن قط مقرونا بالاركان الخمسة بل جاء مفردا تعظيما لشأنه وكأن فيه اشارة الى فتنته فاول بلاء دخل على الامة الاسلامية في اركان الايمان كان من جهة القدر فكانت فتنته اول الفتن التي وقعت فيما يتعلق بحقيقة الايمان والسياق القرآني جمعا وافرادا له حكم شريفة ونكت لطيفة ومن جملتها مما يتعلق بهذا المحل ماذا ذكرته لك من افراد ذكر الايمان بالقدر عن بقية الاركان وراس ما ينبغي تعلمه فيما يتعلق باركان الايمان الستة معرفة القدر الواجب المجزئ من الايمان بكل ركن منها مما هو واجب على العبد ابتداء فلا يسعه الجهل به وهذه المسألة مع جلالتها قل من ينبه عليها ممن يتكلم على اصول الايمان فهناك قدر من الايمان بالله يجب تعلمه لتصحح ايمانك به. وقل مثل هذا في الايمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الاخر والقدر ونحن نأتي على ذكرها بما يناسب المحل فالقدر الواجب اللازم من الايمان بالله هو الايمان بوجوده ربا معبودا هو الايمان بوجوده ربا معبودا له الاسماء الحسنى والصفات العلى متنزها عن العيوب والنقائص هو الايمان بوجوده ربا معبودا له الاسماء الحسنى والصفات العلى متنزها عن العيوب والنقائص والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالملائكة هو الايمان بانهم عباد مكرمون من خلق الله هو الايمان بان منهم بان هو الايمان بانهم عباد مكرمون من خلق الله وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالكتب هو الايمان لان الله انزل على من شاء من الرسل كتبا هي كلامه عز وجل هو الايمان بان الله انزل على من شاء من الرسل كتبا هي كلامه عز وجل ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه وانها جميعا منسوخة بالقرآن والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالرسل هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم. هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم ليأمروهم بعبادة الله وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم والقدر الواجب المجزئ من الايمان باليوم الاخر هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو يوم القيامة هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو يوم القيامة لمجازاة الخلق فمن احسن فله الحسنى ومن اساء فله ما عمل والقدر المجزئ الواجب المجزئ من الايمان بالقدر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر ازلا هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر ازلا ولا يكون شيء الا بمشيئة الله وخلقه ولا يكون شيء الا بمشيئة الله وخلقه فهذه الجملة هي عمود الاقدار الواجبة المجزئة من الايمان بكل ركن من اركان الايمان وما زاد عنها فاما ان يكون واجبا باعتبار بلوغ الدليل الى العبد ووصول اليه ووصوله اليه او يكون مستحبا غير واجب فلو سئل عامي عن الملائكة فقال ليس هناك شيء اسمه الملائكة فهذا كافر لانه لم يأتي بالقدر الذي يصحح به ايمانه بالملائكة وفيه الناقض العاشر من نواقض الاسلام المذكور عند اهل العلم بقولهم الاعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به وان قيل له تعرف الملائكة؟ فقال نعم خلق من خلق الله ثم سئل عن جبريل عليه الصلاة والسلام فقيل له اجبريل منهم فقال لا ادري فانه لا يكون كافرا بجهله بمعرفة واحد منهم هو جبريل عليه عليه السلام فاذا ذكر له الدليل على كونه من الملائكة من سورة البقرة او من غيرها ثم ابى الايمان به فانه يكون كافرا بإبائه وهذا الثاني علم واجب بعد بلوغ الدليل وليس من الواجب ابتداء فلا يجب على كل احد من المسلمين ان يعرف ان من الملائكة ملك اسمه جبريل لكن يجب على كل احد منهم ان يعرف ان الملائكة خلق من خلق الله وان منهم من بالوحي على الانبياء واذا سئل ذلك العامي فقيل له هل الملائكة يموتون او لا يموتون ومن اخرهم موتا؟ فقال لا اعلم فذلك لا يضر في ايمانه. واذا ذكر له خلاف اهل العلم وادلتهم فقال هذا شيء لا ادريه لم يكن هذا قادحا في ايمانه. لان هذا ليس من القدر الواجب من معرفة الملائكة لا ابتداء ولا بعد بلوغ الدليل لان الادلة غير ظاهرة بالقطع في هذه المسألة وقل مثل هذا في كل باب من ابواب الايمان الستة المذكورة وهذه المسألة مسألة عظيمة ينبغي ان يحفظها طالب العلم ويتفهمها حتى اذا بين للناس الايمان بين لهم القدر الذي تصحح ايمانه ابتداء ثم ما يكون بعد ذلك معلقا بالدليل وما وراء ذلك فهو مستحب اب في حقه وحقهم وبالناس من يشتغل ببيان غير هذا مما لا يحتاج اليه جمهور الخلق في الايمان كما ال اليه كلام كثير من المتكلمين في الغرائب والعجائب مما يذكر اشياء تتعلق بالاعجاز المظمن في الخبر عن الله او ملائكته او رسله او كتبه او قدره او اليوم الاخر. ويغفل عن بيان هذه الاقدار التي يصحح بها الايمان وهذا ينبئك ان هذا الكتاب مع وجازة لفظه وصغر حجمه متضمن لاصول عظيمة ينبغي ان تعمل نفسك في تفهمها وحاجة الناس الى فقه هذا الكتاب واستخراج الاصول اللازمة لهم في كل معرفة من المعارف الثلاث اولى من اضاعة الوقت في بيان معنى كلمة منه او تفسير اية واكثر المتأخرين في بيان المتون صاروا يشتغلون ببيان ظواهر الالفاظ لا حقائق المعاني واعتبر صدق ما اقول بملاحظتك لهذا الاصل العظيم وهو معرفة الاقدار الواجبة من اركان الايمان على كل احد اذا تطلبتها متصفحا للشروح المقيدة على هذا الكتاب وهذا ينبئك ان العلم في الشرع انما يحمد اذا كان للنفع والانتفاع لا للبسط الاتساع واعمال الذهن حفظا وفهما فيما يلزمك عبادة لله عز وجل اولى من جعله في غيره وهذا اخر شرح هذه الجملة من كتاب ثلاثة الاصول على نحو مختصر يوقف على مقاصده ويبين معانيه الاجمالية. اللهم انا نسألك علما في المهمات ومهما في المعلومات. وبالله التوفيق ونكمل ان شاء الله تتمة الكتاب بعد الصلاة والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين