السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمد غدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منه هم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دلال عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى. ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ينتهون الى تحقيق مسائل العلم. ومن افة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلاقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الثاني من برنامج مهمات العلم في سنته الاولى وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها لشيخ الاسلام امام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله المرتبة الثالثة الاحسان. نعم. فانه يراك. بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات. قال شيخ الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى واجزل له الاجر والثواب المرتبة الثالثة الاحسان ركن واحد وهو ان تعبد الله وحده كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك والدليل قوله تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك الوثقى وقوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون قولوا تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. فقوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم فانه هو السميع العليم. وقوله تعالى وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تبيضون فيه ذكر المصنف رحمه الله المرتبة الثالثة من مراتب الدين وهي الاحسان والاحسان شرعا له معنيان الاول ايصال النفع ومحله المخلوق دون الخالق والثاني الاتقان واجادة الشيء ومحله الخالق والمخلوق في كيف هو الاحسان مع الخالق وله اطلاقان الاول عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته اتقان الباطن والظاهر تعبدا لله بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم في مقام المشاهدة او المراقبة والثاني خاص في الباطنة والاعمال الظاهرة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاحسان بالاسلام والايمان وقد عرفت فيما سبق ان من الايمان والاسلام قدرا واجبا مجزئا يتعين على كل احد والقول في الاحسان كالقول فيهما اذ هو صنوا لهما وقسيم تتم به مراتب الدين الثلاثة والقدر الواجب المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين اثنين احسان معه عز وجل في حكمه القدري بالتجمل بالصبر على الاقدار بلا جزع ولا تسخط احسان معه عز وجل في حكمه القدري بالتجمل بالصبر على الاقدار بلا جزع ولا تسخط والثاني احسان معه عز وجل في حكمه القدري في حكمه الشرعي احسان معه عز وجل في حكمه الشرعي بفعل المأمورات وترك المحرمات بفعل المأمورات وترك المحرمات وقول المصنف رحمه الله تعالى الاحسان ركن واحد اي شيء واحد كما نص عليه ابن قاسم العاصمي في حاشية ثلاثة الاصول وهو متعين لتوجيه كلامه اذ حقيقة الركن لا تصدق عليه وقد ذكرنا فيما سبق ركني الاحسان فوجب حمل كلامه على معنى مناسب للصواب بان يقال ان قوله الاحسان ركن واحد اي شيء واحد والادلة على مرتبة الاحسان التي اوردها المصنف مصرحة بمدح الاوليين في قوله وهو محسن وقوله والذين هم محسنون ومصرحة بمقام المراقبة في الايتين الاخيرتين في قوله الذي يراك حين تقوم وقوله الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه ومعنى تفيضون فيه شرعتم تعملون فيه ودخلتم به اما قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه فوجه الدلالة فيها على مرتبة الاحسان هو ذكر التوكل على تفويض الامر الى الله وانما يفوض الامر الى الله من عبده مشاهدا او مراقبا فانه ان لم يكن عابدا لله على مقام المشاهدة او المراقبة لم يكن مفوضا امره اليه عز وجل وهذه هي حقيقة الاحسان فبان وجه دلالة الايات على هذه المرتبة نعم احسن الله اليكم. والدليل من السنة حديث جبرائيل عليه السلام المشهور عن عمر رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد فجلس فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه فقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. فقال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. قال صدقت؟ قال اخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك قال صدقت. قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال اخبرني اماراتها قال ان تلد الامة ربتاها وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشائي يتطاولون في البنيان قال فمضى فلبثنا مليا. فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل؟ قلنا ورسوله اعلم. قال هذا جبريل اتاكم يعلمكم امر دينكم. هذا حديث عظيم مخرج في المسند الصحيح لمسلم من حديث عمر رضي الله عنه ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم مراتب الدين الاسلام والايمان والاحسان ثم سماهن صلى الله عليه وسلم دينا بقوله في اخره يعلمكم امر دينكم هن الثلاث المذكورات وقوله اماراتها بفتح اوله جمع امارة وهي العلامة وقوله رعاء بكسر اوله جمع راع وقوله فلبثنا مليا اي زمنا طويلا وصح انهم لبثوا ثلاثا نعم احسن الله اليكم الاصل الثالث معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وهو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام النبي في الشرع يطلق على معنيين اثنين احدهما عام وهو رجل حر انسي اوحي اليه وبعث الى قوم فيندرج فيه الرسول على هذا المعنى والاخر خاص وهو رجل انسي حر وبعث الى قوم موافقين فلا يندرج فيه الرسول على هذا المعنى وقد سبق ان عرفت ان الاصل الاول وهو معرفة الرب منه قدر واجب يرجع الى اربعة اصول وان معرفة الدين منها قدر واجب يرجع في الاسلام الى ثلاثة اصول ويرجع في الايمان الى مبينة في كل ركن منها ويرجع في الاحسان الى اصلين وكذلك معرفة النبي صلى الله عليه وسلم منها قدر متعين على كل احد لا يصح دينه الا به والواجب في معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم على الاعيان اربعة امور معرفة اسمه محمد دون جرب بقية نسبه فالواجب على كل احد من المسلمين معرفة ان الذي ارسل الينا اسمه محمد لان جهله باسمه مؤذن بجهله بحقيقة بعثته فمن لم يعرف اسمه لم يعرف من هو والاسماء انما جعلت للاعلام للدلالة عليها ومن هنا ذكر اهل العلم ان تسمية الولد واجبة بالاجماع كما نقله ابن حزم في كتاب مراتب الاجماع فلا يجوز لعبد او انثى ان يسيبه طليقا دون اسم بل يجب عليه ان يسميه باجماع اهل العلم والاجماع المنقول في هذه المسألة معلن بان الاعلام الموضوعة للذوات تدل عليها وتعرف بها ومن لم يعرف اسم الرسول صلى الله عليه وسلم الاول لم يعرف كونه رسولا واوقف الواجب من معرفة اسمه صلى الله عليه وسلم على الاول لانه كاف في هذا فلا يتوقف ايمان احد من الخلق على معرفة بقية نسبه فلو جهل عبد اسم ابيه او جده قبيلتي التي ينسب اليها من العرب لم يكن ذلك قادحا في صحة ايمانه وقد ذكر المصنف هنا نسبه صلى الله عليه وسلم مسلسلا بالاباء الى جد ابيه هاشم ثم اقتصر على معاقده فقال وهاشم من قريش وقريش من العرب ووقع له في رسالة الاصول الثلاثة زيادة بيان فقال وقريش من كنانة وكنانة من ولد اسماعيل ورسالة الاصول الثلاثة غير رسالة ثلاثة الاصول وادلتها فالمشهورة التي بايديكم هي رسالة ثلاثة الاصول وادلتها اما الاصول الثلاثة فهي رسالة مختصرة اوجز من هذه تحوي مقاصدها الكلية كن في مجموعة التوحيد وفيها الفاظ يسيرة زائدة عن هذا الكتاب والغالب عليها الاختصار وكانها وضعت للعامة بخلاف كتاب ثلاثة الاصول وادلتها فانه ابسط عبارة واكثر ادلة من رسالة الاصول الثلاثة تفرق يا طالب العلم بين كتابين من كتب امام الدعوة محمد بن عبدالوهاب رحمه الله هما ثلاثة الاصول وادلتها هو كتاب الاصول الثلاثة فان هذا كتاب وذاك كتاب اخر. وان كان بينهما اشتراك كبير في مسائلهما. لكن احدهما وهو الاصول الثلاثة مختصر جدا. بخلاف رسالة ثلاثة الاصول فانها ابسط في العبارة واكثر في الادلة والثاني من الاصول الواجبة في معرفة النبي صلى الله عليه وسلم على كل احد معرفة انه عبد الله ورسوله لم يكن ملكا من ملائكة السماء ولا ملكا من ملوك الارض بل كان بشرا اختاره الله واصطفاه وفضله بالرسالة والثالث معرفة انه جائنا بالبينات والهدى ودين الحق والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله عز وجل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله عز وجل فهذه الامور الاربعة لابد منها في معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم وجوبا على كل احد من المسلمين ويعرض لك كثيرا فيما تقرأه او تسمعه قول اهل العلم رحمهم الله تعالى اصل الدين ومرادهم باصل الدين المسائل اللازمة المتأكدة المتعينة منه التي تجب على كل احد ابتداء فلا يكون مسلما الا بها ومردها الى الاقدار المعينة على كل احد في المعارف الثلاث معرفة الله ومعرفة دين الاسلام ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم نعم الله اليكم وله من العمر ثلاث وستون سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا. نبئ باقرأ وارسل المدثر وبلده مكة. رحمه الله نبئ باقرأ وارسل بالمدثر اي ثبتت له النبوة بانزال سورة العلق عليه واولها قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق لانه لما ابتدأ صلى الله عليه وسلم بها كان اذا وحي البعث اليه ووحي البعث منه وحي نبوة ومنه وحي رسالة فلما انزلت عليه سورة العلق ثبت له صلى الله عليه وسلم وحي البعث في اقل مراتبه وهو النبوة ثم لما انزلت عليه سورة مدثر صارت بعثته صلى الله عليه وسلم بعثة رسالة فانه ارسل فيها الى قوم مخالفين فارتقى صلى الله عليه وسلم من رتبة النبوة الى رتبة الرسالة وهذا معنى قول المصنف نبئ باقرأ وارسل بالمدثر اي صار نبيا بانزال العلق عليه فانها لما انزلت عليه علم انه صلى الله عليه وسلم مبعوث من ربه ثم لما انزلت عليه سورة المدثر المتضمنة لامره صلى الله عليه وسلم بالدعوة الى التوحيد والنهي عن الشرك علم انه صلى الله عليه وسلم صار رسولا فثبت له اولا وحي النبوة ثم ارتقى ثانيا فثبت له صلى الله عليه وسلم وحيوا الرسالة نعم احسن الله اليكم بعثه الله بالنذارة عن الشرك ويدعوا الى ويدعو الى التوحيد. والدليل قوله تعالى يا ايها كسروا قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر لربك فاصبر ينذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد. فربك فكبر اي عظمه بالتوحيد. وثيابك نطهر اي طهر اعمالك عن الشرك والرجز فاهجر الرجز الاصنام وهجرها تركها واهلها والبراءة منها اهلها وعداوتها واهلها وفراقها واهلها. المقصود من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم امران الاول النذارة عن الشرك ولفظ الانذار يشتمل على التحذير والترهيب والثاني الدعوة الى التوحيد ولفظ الدعوة يشتمل على الطلب والترغيب والدليل قوله تعالى قم فانزل وربك فكبر فقوله قم فانزل دال على الاول وقوله وربك فكبر دال على الثاني والنذارة هي بالكسر كالبشارة والعامة تفتحها فيقولون النذارة عن الشرك وهو لحن وهذا واقع في كثير من النسخ المطبوعة من هذا الكتاب اذ يجعلون على النون فتحة وانما هي بالكسر وتحفظ بمقابلها البشارة فالنذارة كالبشارة وزنا وتقابلها معنى وفسر المصنف رحمه الله تعالى طهر بقوله اي طهر اعمالك عن الشرك وعلى هذا التفسير اكثر السلف كما حكاه ابن جرير الطبري في تفسيره والاية تعم الاعمال واللباس فيصلح ان يكون معنى قوله تعالى وثيابك فطهر اي طهر اعمالك من كل ما ينجسها ويصح ان يكون المعنى وطهر ثيابك التي تلبسها من كل نجاسة واي القولين اولى مع الدليل ما الجواب اه كيف سياق؟ كيف دلالة السياق احسنت احسنت واصح القولين هو ان المأمور بتطهيره قوى الاعمال الملابسات لا الثياب الملبوسات بدلالة السياق فان الله قال وربك فكبر وثيابك فطهر والرز فاهجر والمناسب بين الايتين ان يكون معنى قوله سبحانه وتعالى وثيابك فطهر اي طهر اعمالك من الشرك فانه قدم بتعظيمه فقال وربك فكبر ثم قال وثيابك فطهر ثم قال بعد في الاية الثالثة والرز فاهجر اي الشرك فدع واحذر منه والسياق يعين على بيان المجملات وتعيين المحتملات وتقرير ابن عبد السلام في كتاب الامام وهو انفع شيء من مآخذ الادلة في تفسير كلام الله عز وجل فان رعاية سياق الاي يبين معانيها اما باعتبار السورة نفسها واما باعتبار سنن الكلام في القرآن الكريم فهذه الاية مثلا اطلع على تحقيق القول في تفسيرها بان الثياب المأمورة بتطهيرها هي الاعمال بملاحظة سياق للسورة بتتابع اياتها وتارة يكون المرجح بين القولين المذكورين في تفسير اية هو ملاحظة سياق القرآن لتلك الكلمة فيه فقول الله عز وجل مثلا فلولا نفر من فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين اختلف اهل العلم في تعيين النافرة اهي الطائفة المجاهدة ام الطائفة المشتغلة بالعلم واصح القولين ان الطائفة النافرة هي المجاهدة لان لفظ النفير لم يذكر في القرآن الا على ارادة الجهاد فينبغي حمله في هذا الموضع المشكل الذي اختلف فيه اهل العلم بين كون هذه الاية مذكورة بما يتعلق النفير في العلم فتكون دليلا على الرحلة فيه او هو دليل على الطائفة المجاهدة فتكون دليلا في فهي المجاهدة وان القاعدة هي المبتغية للعلم ابو العباس ابن تيمية الحفيد وتلميذه ابن القيم في مفتاح دار السعادة والمقصود من ضرب المثال اعلامك بان رعاية السياق هي من اعظم مآخذ الاستدلال في الترجيح بين اقوال المفسرين رحمهم الله تعالى ثم ذكر المصنف رحمه الله اصول هجر الاصنام وهي تعم ما يتخذ من الالهة دون الله فهجر المعبودات من دون الله من الاصنام وغيرها يقوم على اربعة اصول الاول تركها وترك اهلها والثاني فراقها وفراق اهلها ما الفرق بينهما نعم فهو احسنت وفي الفراق قدر زائد على الترك لان المفارق مباعد بخلاف التارك فانه قد يترك لكنه لا يفارق والثالث البراءة منها ومن اهلها والرابع عداوتها وعداوة اهلها وفيه زيادة على سابقه باظهار العداوة لان المتبرأ قد يعادي وقد لا يعادي معنى زائد ليس في سابقه احسن الله اليكم اخذ على هذا عشر سنين يدعو الى التوحيد وبعد العشر عرج به الى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس صلى في مكة ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة. قوله رحمه الله عرج به الى السماء اي صعد به ورفع اليها وكان معراجه صلى الله عليه وسلم بعد الاسراء به الى بيت المقدس نعم احسن الله اليكم والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي باقية الى ان تقوم الساعة. والدليل قوله توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنت مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها. فاولئك اولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. فاولئك عسى الله ان اعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا. فقوله تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون. قال البغوي رحمه الله تعالى سبب نزول هذه الله ويأباه في نبي مكة لم يهاجروا. ناداهم الله باسم الايمان والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها. الهجرة شرعا هي ترك ما يكره الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه هي ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه وهي ثلاثة انواع احدها ترك المعاصي والسيئات والثاني والتحول عنها الى غيرها والثالث مجانبة من يؤمر بهجره من المبتدعة والفساق فالاول هجر عمل السوء والثاني هجر داره والثالث هجر اصحابه اي هجرة فاعل السوء والهجرة من بلد الشرك الى بلد الاسلام فريضة على هذه الامة في حق من كان قادرا عليه فهي عليه واجبة اذا اجتمع الشرطان واولهما عدم القدرة على اظهار الدين والثاني القدرة على الخروج من بلد الكفر ومن لا يكون قادرا فانه يعذر لعجزه ومن كان متمكنا من اظهار دينه في بلد الكفر فالهجرة في حقه مستحبة ما معنى اظهار الدين يا سلطان ايش احسنت واظهار الدين هو اعلان شعائره وابطال دين المشركين نص على هذا جماعة من اهل العلم منهم اسحاق بن عبدالرحمن بن حسن ومحمد ابن ابراهيم ال الشيخ وعبدالرحمن بن سعدي رحمهم الله فالذي يسكت عن دين المشركين وهو مقيم بين اظهرهم لا يبين بطلانه لا يكون قادرا على اظهار دينه فان اظهار الدين لا ينحصر في اداء شعائره الظاهرة كالاذان والصلاة والصيام والحجاب وغيرها بل لابد فيصرح ببطلان دينهم فمن كان كذلك فانه مظهر لدينه واما الساكت عن بيان بطلان دينهم فظلا عن من يقبل باطلهم او يخرج له وجها من وجوه التعلل والاعذار فانه لا يكون قادرا على اظهار من دينه وحصر اظهار الدين في اقامة الشعائر واعلانها هو تخصيص لهذا المعنى ببعض افراده دون اقامة له جميعا والحديث الذي دخله المصنف في الهجرة رواه ابو داوود وغيره وهو حديث حسن وفيه شاهد لقوله باقية الى ان تقوم الساعة لان انقطاع الهجرة علق بانقطاع التوبة ولا تنقطع التوبة الا بطلوع الشمس من مغربها اذا قامت الساعة نعم. احسن الله اليكم فلما استقر بالمدينة امر فيها ببقية شرائع الاسلام. مثل الزكاة والصوم والحج والاذان والجهاد والامر المعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من شرائع الاسلام اخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باق. وهذا دينه لا خير لا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها عنه. والخير الذي دل عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه الشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه. التوحيد من جملة ما يحب من جملة ما يكرهه الله ويأباه وانما خص بالذكر تنبيها الى عظم شأنهما في الخير والشر فاعظم الخير توحيد الله واعظم الشر الشرك بالله فقول المصنف رحمه الله تعالى والخير الذي دل عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه من رد العام على الخاص. لان جميع ما يحبه الله ويرضاه من جملته التوحيد وقل مثل هذا فيما بعده لكن افرد ذكر التوحيد والشرك تعظيما لشأنهما في الخير والشر نعم احسن الله اليكم بعثه الله الى الناس كافة وافترضوا طاعته على جميع الثقلين الجن والانس والدليل قوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا واكمل الله له الدين والدليل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. بعثه الله الى الناس كافة اي من الجن والانس لان اسم الناس يشمل هؤلاء وهؤلاء فهو مأخوذ من النوص الذي هو الحركة والاضطراب فيدخل في جملة الناس الجن والانس معا وقد بينه المصنف رحمه الله تعالى بقوله وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس فاسم الناس يشمل الانس والجن جميعا نعم احسن الله اليكم والدليل تعالى انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تصمون والناس اذا ماتوا يبعثون. والدليل قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة وقوله تعالى والله انبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراج وبعد البعث محاسبون ومجزيون باعمالهم والدليل قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى. ومن كذب كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير. البعث في الشرع هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة هو عد اعمال العبد يوم القيامة احسن الله اليكم وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين والدليل قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين بعد الرسل واولهم نوح واخرهم محمد عليهم نص عليهم الصلاة والسلام. وهو خاتم النبيين لا نبي بعده والدليل قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن الله وخاتم النبيين. والدليل على ان نوحا اول الرسل قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. دلالة الاية المذكورة على ما ذكره المصنف من اولية نوح بالرسالة هو ان ابتداء الايحاء كان الى نوح بتقديمه على غيره بالذكر. اذ قال الله كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده فقدم نوح على غيره من لتقرير انه مقدم في الايحاء اليه والايحاء الذي قدم فيه نوح عليه الصلاة والسلام هو ايحاء الرسالة اما ايحاء النبوة فقد تقدمه فيه ادم عليه الصلاة والسلام بلا خلاف فيكون الدليل مطابقا لما ذكر على الوجه الذي بيناه وان المقصود بالايحاء في هذه الاية هو ايحاء الارسال اما ايحاء البعث بالنبوة فقد تقدمه فيه ادم عليه الصلاة والسلام فيكون الايحاء نوعان اثنان احدهما ايحاء نبوة واول الخلق حظوة به هو ادم عليه الصلاة والسلام والثاني ايحاء الرسالة به هو نوح عليه الصلاة والسلام ويكون قول الله عز وجل كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده متعلقا بوحي الارسال ولا يشكل على ذلك ذكر النبيين لان النبي يطلق في الشرع على معنى يشمل الرسول كما تقدم وهو انه رجل انسي حر اوحي اليه وارسل الى قوم فيجتمع في هذا النبي والرسول معا واصلح من هذه الاية دلالة على المقصود حديث انس بن مالك الطويل في الشفاعة المتفق عليه وفيه ان ادم عليه الصلاة والسلام يقول اذا جاءه الناس اتوا نوحا اول رسول بعثه الله الى اهل نعم احسن الله اليكم فكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد عليهما الصلاة والسلام. يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت. والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله اجتنبوا الطاغوت وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان بالله. قال ابن القيم رحمه الله تعالى ومعنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة ابليس لعنه الله. ومن عبد وهو راض ومن ادعى شيئا من علم الغيب ومن دعا اسى الى عبادة نفسه ومن حكم بغير ما انزل الله والدليل قوله تعالى لا الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع فهذا هو معنى لا اله الا الله وفي الحديث رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله والله اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم دعوة الانبياء والرسل تجتمع في اصلين عظيمين احدهما الامر بعبادة الله وحده المتضمن للنهي عن الشرك وهذا مذكور في قوله ان اعبدوا الله والاخر النهي الطاغوت المتضمن للامر بالكفر به وهذا مذكور في قوله واجتنبوا الطاغوت والطاغوت له معنيان احدهما خاص وهو الشيطان وهو المراد في القرآن عند الاطلاق والاخر عام وهو المراد في القرآن اذا جمع فعله كقوله تعالى والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت اده ما نقله المصنف عن ابن القيم في اعلام الموقعين كما صرح به عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد فانه رأى ان هذا الحد المذكورة في كلام ابن القيم هو احسن ما قيل في حد الطاغوت انه ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع وجماع انواع الطواغيت ثلاثة فاولها طاغوت عبادة وثانيها طاغوت اتباع وثالثها طاغوت طاعة ذكره سليمان ابن سحمان في بعض سائله والغيب الذي يعد مدعيه طاغوتا هو الغيب المطلق الذي لا يعلمه الا الله اما الغيب النسبي الذي يعلمه احد من الخلق دون اخر فليس هذا مقصودا في قول المصنف ومن ادعى شيئا من علم الغيب بل الغيب المراد هنا الغيب المطلق ومعنى قوله لا انفصام لها اي لانقطاع لها ومعنى ذروة سنامه اي اعلاه وارفعه وهي بكسر الذال وضمها وذكر فتحها فصارت الكلمة مثلثة يقال فيها ذروة وذروة وذروة ومعناها على ما تقدم هو اعلى الشيء وارفعه وبهذا ينتهي شرح الكتاب على نحو مختصر يوقف على مقاصده الكلية ويبين معانيه الاجمالية اللهم انا نسألك علما في المهمات ومهما في المعلومات وبالله التوفيق نبتدئ ان شاء الله تعالى بعد الاذان في العقيدة الواسطية فمن كان عنده نسخ يريد توزيعها يوزعها الان ثم اذا فرغنا من ذكر الاذان مع المؤذن نشرع ان شاء الله تعالى في الواسطية