السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للخير مفاتيح والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث بالدين الصحيح وعلى اله وصحبه اولي الفضل الرجيع اما بعد فهذا المجلس الثاني بشرح الكتاب الثاني من برنامج مفاتيح العلم في سنته الثانية اثنتين وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف بمدينته الرابعة مكة المكرمة وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها لامام الدعوة لاصلاحية بجزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله في الحديث الدعاء مخ العبادة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المؤلف رحمه الله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون ان مداخلين ودليل الخوف قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه به فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلون ان كنتم مؤمنين. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له. ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين وفي الحديث اذا اذا استعنت فاستعن بالله. ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ قل اعوذ برب الفلق وقوله تعالى قل اعوذ برب الناس. ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ اذ تغيثون ربكم فاستجاب لكم. ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شر مستطيرا شرع المصنف رحمه الله تعالى يورد انواعا من العبادة فذكر اربع عشرة عبادة يتقرب بها الى الله وابتدأها بالدعاء وجعل الحديث دليلا عليه فتقدير الكلام في قوله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة اي والدعاء عبادة من العبادات التي يتقرب بها فالكلام استئناف لمعنى جديد وليس متعلقا بالجملة السابقة واختار المصنف للدلالة على مقصوده من الارشاد الى كون الدعاء عبادة حديثا مرويا وان كان اسناده ضعيفا. اذ رواه الترمذي من حديث انس باسناد ضعيف وهذه جادة معروفة عند اهل العلم فربما المح الى مقصودهم بحديث لا يثبت ومن اولئك الامام البخاري رحمه الله فانه ربما بوب في صحيحه بحديث ضعيف للاشارة الى المعنى المراد لا على ارادة كون ذلك على شرطه الذي يعتد به وتقدير الكلام عند المصنف والدعاء عبادة والدليل قوله تعالى فهو مبتدأ عد العبادات الاربع عشرة بذكر الدعاء ودعاء الله شرعا له معنيان ودعاء الله شرعا له معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع فيشمل جميع افراد العبادة لان العبادة تطلق بهذا المعنى ويسمى دعاء العبادة والثاني قاص وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه ودفع ما يضره او رفعه ودفع ما يضره او رفعه ويسمى دعاء المسألة هذه هي العبادة الاولى والعبادة الثانية هي الخوف وخوف الله شرعا هو فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا والعبادة الثالثة هي الرجاء ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل مع بذل الجهد وحسن التوكل والعبادة الرابعة هي التوكل والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه والعبادة الخامسة هي الرغبة والعبادة السادسة هي الرهبة والعبادة السابعة هي الخشوع وقرن المصنف بينها باشتراكها في الدليل فعد ثلاث عبادات نسقا لكون الدليل المذكور لهن هو دليل واحد فالرغبة الى الله شرعا هي ارادة العبد مرضاة الله بالوصول الى المقصود ارادة العبد مرضاة الله بالوصول الى المقصود محبة له ورجاء محبة له ورجاء والرهبة الى الله شرعا هي فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه والخشوع لله شرعا هو فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له والعبادة الثامنة هي الخشية وخشية الله شرعا هي فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع العلم بالله وبامره فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع العلم بالله وبامره والعبادة التاسعة هي الانابة والانابة الى الله شرعا هي رجوع قلب العبد الى الله محبة وخوفا ورجاء رجوع قلب العبد الى الله محبة وخوفا ورجاء والعبادة العاشرة هي الاستعانة والاستعانة بالله شرعا هي طلب العبد هي طلب العبد العون من الله في الوصول الى المقصود طلب العبد العون من الله في الوصول الى المقصود والعون المساعدة والعبادة الحادية عشرة هي الاستعاذة والاستعاذة بالله شرعا هي طلب العبد العوذ من الله هي طلب العبد العوذ من الله عند ورود المخوف عند ورود المخوف والعوذ هو الالتجاء والاعتصام والعبادة الثانية عشرة هي الاستغاثة والاستغاثة بالله شرعا هي طلب العبد الغوث من الله عند ورود الضرر طلب العبد الغوث من الله عند ورود الضرر والغوث المساعدة في الشدة فهو اخص من العون لان العون عام في المرادات واما الغوث فيتعلق بحال الشدة التي تعتري العبد والعبادة الثالثة عشرة هي الذبح والذبح لله شرعا هو قطع الحلقوم والمريء هي قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة معلومة تقربا الى الله على صفة معلومة وقول من يفسره بانه سفك الدماء تفسير باللازم لا تفسير بما وضع له اللفظ في كلام العرب فانه يلزم من قطع الحلقوم والمريء ان يسفك الدم وليس كل ضرب لبهيمة الانعام يسمى ذبحا فربما ضربها ضارب بالة حادة في جنبها فماتت وليس هذا ذبحا شرعيا فالذبح الشرعي الذي وقع على الموضوع لغة للذبح عند العرب يتضمن قطع الحلقوم والمريء وهذا الذبح المتقرب به الى الله عز وجل ليس متعلقه كل مذبوح وانما يتعلق ببهيمة الانعام دون غيرها علم ذلك من ملاحظة ما رتبه الشرع من الذبائح المتقرب بها الى الله عز وجل كالهدي العقيقة والفدية والاضحية فان العبادات الشرعية المتعلقة بالذبح جاءت محصورة في بهيمة الانعام فعلم منه انه لا يتقرب الى الله فيما يذبح الا ببهيمة الانعام ولو تقرب متقرب الى الله عز وجل بمذبوح غير بمذبوح غيرها لم يقع التقرب بالذبح وانما وقع التقرب بمقصوده كأن يذبح دجاجة او بطة او ارنبا فيتصدق بها او يهديها الى احد يتمتع بها او بجلدها او بريشها او بغير ذلك ونظير هذا ان الركوع ليس عبادة مستقلة يتقرب بها الى الله عز وجل بل لو قام انسان فركع ركوعا واحدا منفصلا عن صلاة لم يكن هذا الركوع عبادة يتقرب بها الى الله فالركوع لا يقع عبادة متقربا بها الى الله الا في حال الصلاة فكذلك الذبح لا يقع عبادة يتقرب بها الى الله الا اذا كان ببهيمة الانعام واضح فان قيل لو ان احدا اخذ بطة او دجاجة او ارنبا فعمد الى صنم فذبحها له فهل يكون كافرا ام لا الجواب نعم لماذا تقرب طيب التقرب عندنا لا يكون الا ببهيمة الانعام وهذه ليست من بهيمة الانعام انه لا يقع تقربا الى الله الا ببهيمة الانعام اما غيره وان كانت عبادة باطلة عندنا فانه يكفر بها. لانه كفر بارادة التقرب ووجود هذه الارادة في تقربه بما ذبح ولو كان يسيرا حقيرا يوجب له وقوعه في الشرك والكفر والعبادة الرابعة عشرة عبادة النذر والنذر لله شرعا يقع على معنيين احدهما عام وهو الزام العبد نفسه لله تعالى امتثال خطاب الشرع الزام العبد نفسه لله تعالى امتثال خطاب الشرع اي الالتزام بالدين كله والاخر خاص وهو الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق وهذا الحد الشرعي للنذر هو الذي يتحقق به كون النذر عبادة فان ادراج النذر في العبادات من المسائل التي تنوزع فيها بين قائل بتحريم عقد النذر او كراهته او اباحته والمختار ان النذر الذي يكون عبادة بالمعنى الخاص هو ما جمع هذه الاوصاف الثلاثة فاولها ان يكون نفلا لان الواجب لازم للعبد اصالة فلو نذر احد ان يصلي صلاة الظهر اربعا لم يكن في نذره زيادة عمل متقرب به الى الله لان صلاة الظهر تلزمه اصلا بحق الاسلام والشرط الثاني كون ذلك النفل المنذور معينا فلو كان مبهما غير مسمى لم يقع التقرب به لان النذر لان النذر المبهم فيه الكفارة اذ لا يتحدد جنسه فلو قال انسان لله علي نذر كان نذره شيئا مبهما فلا يقع التقرب به وانما يقع التقرب بالنذر المعين المبين كأن يقول لله علي ان اصلي ركعتين نفلا او ان اصوم يوما نفلا والشرط الثالث ان يكون غير معلق اي غير مقترن بمقابل فانه اذا كان مقترنا بمقابل كان على وجه العوض والجزاء ولم يكن تبررا يتقرب به العبد ابتداء فاذا قال القائل ان شفى الله مريضي او رد غائب صليت كذا وكذا او صمت كذا وكذا كان نذرا على وجه المقابلة في عوض وجزاء وهو الذي يتعلق به حكم الكراهية او التحريم عند الفقهاء فان خلا من التعليق بان كان نفلا معينا يتبرر به العبد تقربا الى الله عز وجل فقد اجتمع فيه ما يوجب حقيقة شرعية فالنذر المطلوب شرعا على وجه خاص وما جمع هذه الشروط الثلاثة فان خرج عنها بشرط او اكثر لم يكن عبادة مطلوبة من العبد ان يحصلها والعبادة التي يؤمر العبد بها ان يحصلها فيما يتعلق بالنذر وما كان نفلا معينا غير معلق وهذه العبادات الاربعة عشر وما جرى مجراها اس ما ينبغي معرفته والعلم به فيما يتعلق بها ثلاثة امور احدها معرفة حقائقها الشرعية لان معرفة الحقيقة الشرعية للعبادة تعين على القيام بها فمن لم يعرف حقيقة التوكل كيف يتوكل على الله ومن لم يعرف حقيقة الخوف كيف يخاف الله ومن لم يعرف حقيقة الاستعانة كيف يستعين بالله وهذا هو الذي اقتصرنا عليه في بيان ما يتعلق بمعانيها. فانا ذكرنا الحقائق الشرعية لكل عبادة من عبادات والامر الثاني معرفة ما يكون منها عبادة ولا يقع غير عبادة للذبح والنذر ومعرفة ما يقع عبادة وغير عبادة كالخوف والاستعانة معرفة ما لا يقع الا عبادة كالذبح والنذر ومعرفة ما يقع عبادة وغير عبادة كالخوف والاستعانة فان النذر والذبح كيفما كان لا يقعان الا عبادة يتقرب بها واما الخوف فانه يكون تارة عبادة اذا انضم على المعنى الذي ذكرناه من فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا تقربا الى الله بذلك فان كان خوفا حملت عليه الطبيعة كفرار الانسان من السبع وما جرى بهذا المعنى لم يكن خوف عبادة وقل مثل ذلك بالاستعانة والامر الثالث معرفة الدليل الذي دل على انهن عبادات معرفة الدليل الذي دل على انهن عبادات فان ما يتقرب به الى الله عز وجل لا يثبت كونه عبادة الا بدليل يدل عليه وهذا هو الذي حمل المصنف على قرن كل عبادة بدليلها فانه قال مثلا ودليل الخوف قوله تعالى كذا وكذا وقال ودليل الاستعانة قوله تعالى كذا وكذا. فقرن كل ما جعله عبادة بدليل يفصح عنها فلا يعد شيء من الامور المتقرب بها عبادة الا بدليله وهذا معنى قول الفقهاء العبادات مبناها على التوقيف اي على ورود الدليل المرشد الى كون ذلك الامر عبادة من العبادات التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى على قال المؤلف رحمه الله الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة وهو استسلام وهو استسلام لله بالتوحيد والانقياد والانقياد له بالطاعة. والبراءة والخلوص من الشرك واهله وهو ثلاث مراتب الاسلام والايمان والاحسان. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الاول اتبعه ببيان الاصل الثاني وهو معرفة العبد دين الاسلام بالادلة والدين يطلق في الشرع على معنيين والدين يطلق في الشرع على معنيين احدهما عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته والاخر خاص وهو التوحيد والاخر خاص وهو التوحيد والاسلام الشرعي له اطلاقان احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله والامران الاخير ان من الانقياد لله بالطاعة والخلوص والبراءة من الشرك واهله هما من جملة الاستسلام لله بالتوحيد لكنهما افردا بالذكر بعطفهما على العام لشدة الحاجة الى ابرازهما بالذكر تعظيما لهما وتنبيها الى علو شأنهما والاخر خاص وله معنيان ايضا احدهما الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فانه يسمى ايمانا فانه يسمى اسلاما فانه يسمى اسلاما وحقيقته الشرعية استسلام الباطن والظاهر لله استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة اسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة فانه بهذا المعنى يقع شاملا لجميع احكام الدين فيسمى الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم ايمانا والثاني يسمى الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم اسلاما والثاني الاعمال الظاهرة فانها تسمى اسلاما وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان فاذا وجدت الاسلام مذكورا مع صنويه الايمان والاحسان فاعلم ان معنى الاسلام حينئذ في هذا المقام هو الاعمال الظاهرة والاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم له ثلاث مراتب كما ذكر له ثلاث مراتب كما ذكر المصنف رحمه الله فالمرتبة الاولى مرتبة الاعمال الظاهرة وتسمى الاسلام والمرتبة الثانية مرتبة الاعتقادات الباطنة وتسمى الايمان والمرتبة الثالثة مرتبة اتقانهما وتسمى الاحسان ومن اهم مهمات الديانة معرفة معرفة الواجب عليك في اسلامك وايمانك واحسانك والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول فالاصل الاول الاعتقاد فالاصل الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه وجماعه اصول الايمان الستة وسيأتي بيانها والحق من الاعتقاد هو ما جاء في الشرع والاصل الثاني الفعل والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية باطنا وظاهرا للشرع امرا وحلا موافقة حركات العبد الاختيارية باطنا وظاهرا للشرع امرا وحل والحركات الاختيارية هي ما صدر من العبد عن قصد وارادة ظاهرا او باطنا والامر هو الفرض والنفل والامر هو الفرض والنفل والحل هو الحلال المأذون فيه فينبغي ان تكون حركات العبد في فعله الاختياري ظاهرا او باطنا مما امر به الشرع اما امر طرد او امر نفل او تكون مما اذن الله عز وجل به حلالا في شرعه وفعل العبد نوعان وفعل العبد نوعان احدهما فعله مع ربه فعله مع ربه وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له كالصلاة والزكاة والصيام والحج واركانها شروطها ومبطلاتها وتوابع ذلك والثاني فعله مع الخلق والثاني فعله مع الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة بينه وبين الخلق كافة داموا المعاشرة والمعاملة بينه وبين الخلق كافة والاصل الثالث الترك والاصل الثالث الترك والواجب فيه موافقة الكف والامتناع عن الفعل لمرضاة الله والواجب فيه موافقة الكف والامتناع عن الفعل لمرضاة الله وجماعه علم المحرمات الخمس التي اتفقت عليها الانبياء وهي الفواحش والاثم والبغي والقول على الله بغير علم وهي الاثم والبغي والفواحش والشرك والقول على الله بغير علم وما يرجع الى هذه ويتصل بها والمراد بالكف الترك والاجتناب وتفصيل ما يجب من هذه الاصول الثلاثة اعتقادا فعلا وتركا لا يمكن ضبطه لاختلاف الخلق باسباب وجوب العلم قاله ابو عبد الله ابن القيم في مفتاح دار السعادة وهذه المسألة الجليلة وهي معرفة ما يجب عليك في اسلامك وايمانك واحسانك من اهم ما ينبغي ان ينوه به في العلم عامة وعند ايضاح معاني هذا الكتاب خاصة لانه لما جعل الاصل الثاني معرفة دين الاسلام كان الواجب عليك هو ان تعرف ما يجب عليك منه مما يتعلق بمراتبه الثلاث الاسلامي والايمان والاحسان وهذه المسألة قل من نوه بها وبين ما يتعلق بها ومن احسن ما له بيان فيها ابو عبد الله ابن القيم في كتابه انف الذكر مفتاح دار السعادة نعم قال المؤلف رحمه الله وكل مرتبة لها اركان فاركان الاسلام خمسة والدليل من السنة حديث ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت كل مرتبة من مراتب الدين الثلاث لها اركان فاركان الاسلام طمسة وهي شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان واركان الايمان ستة وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره واركان الاحسان اثنان هما ان تعبد الله وان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة والمراقبة نعم والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. وقوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. والدليل ودليل الشهادة قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا الله الا هو. والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. لا لا اله الا هو العزيز الحكيم ومعناها لا معبود بحق الا الله. لا اله نافيا جميع ما يعبد من دون الله. ابدا اما نافيا جميع ما يعبد من دون الله الا الله مثبتا مثبتا العبادة اذا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته. كما انه لا شريك له في ملكه وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه ان لي براء منك ما تعبدون الا الذي فطرني الاية. وقوله تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا. ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا انا مسلمون ودليل شهادة ان محمدا رسول الله محمدا رسول الله. قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه. ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ومعنى ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعته فيما امر وتصديقه وفيما اخبر واجتناب ما نهى عنه ما نهى وزجر. والا يعبد والا يعبد الله الا بما شاء الا يعبد والا يعبد الله الا بما شرع. ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد. وتفسير التوحيد قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ودليل الصيام قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم صيامك ما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ودليل الحج قوله تعالى بالله على الناس ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني ينعم العالمين. لما بين المصنف رحمه الله حقيقة دين الاسلام ومراتبه واركانه. قال والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام اي الدليل على ان الدين الذي يجب اتباعه هو الاسلام قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ثم سرد المصنف اركان الاسلام مقرونة بادلتها والشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة وما عدا ذلك من الشهادة المرتبة في الشرع لا تتعلق بالركن مثل ايش ما هي الشهادة المرتبة في الشرع غير ما ذكرنا شهادة على على حق من الحقوق. الشهادة على حق من الحقوق. كشهادة احد لاخر بان له حقا في كيت وكيت من مال او ارض او غير ذلك فهذه شهادة شرعية لها احكامها لكن الشهادة التي تكون ركنا من اركان الاسلام تختص بالشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي صلاة اليوم والليلة وهي الصلوات الخمس المفروضة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المفروضة المعينة في الاموال هي الزكاة المفروضة المعينة في الاموال فعلم ان ما عداها وان كان زكاة واجبة ليس مما يرجع الى الركن مثل ايش مثل زكاة الفطر مثل زكاة الفطر فزكاة الفطر زكاة نفس وهي واجبة لكنها لا ترجع الى الزكاة التي هي ركن فالزكاة التي هي ركن هي الزكاة المتعلقة بالاموال. والصوم الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم قضانا في كل سنة هو صوم رمضان في كل سنة والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج الفرض الى بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة هو حج الفرض الى بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة فما خرج عما ذكر ولو قيل بوجوبه فانه لا يرجع الى الركن كما مثلنا فيما يتعلق بالشهادة او بالزكاة فمثلا لو قال احد لله علي ان احج حجة وسبق ان ادى حجة الاسلام فهذه الحجة فهذه الحجة التي نذرها حكمها ايش حكمها الوجوب فهي واجبة عليه لكنها ليست مما يرجع الى ركن الحج المعدود من اركان الاسلام الخمسة. بل ركن الحج المعدود في الاركان الخمسة هو حج الى بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة وبين المصنف معنى الشهادتين اعتناء بهما ولشدة الحاجة الى ذلك فبين ان معنى لا اله الا الله جامع بين النفي والاثبات فالنفي فيها نفي جميع ما يعبد من دون الله عز وجل والاثبات فيها اثبات العبادة لله وحده ويبين نفيها قوله تعالى واذا قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما اعبدوه ويبين اثباتها قوله تعالى الا الذي فطرني فاثبت العبادة لله وحده وقول المصنف في معنى شهادة ان محمدا رسول الله والا يعبد الله الا بما شرع الضمير المستتر في الجملة عائد الى الله فتقدير الكلام والا يعبد الله الا بما شرعه. اي بما شرعه الله لا بما شرعه النبي صلى الله الله عليه وسلم فان الشرع لا يضاف الا الى الله عز وجل فلا يطلق على غيره اسم الشارع بتمحض حق التشريع له وحده دون غيره فيمتنع اطلاق الخبر بالشارع عن الرسول صلى الله عليه وسلم واذا كان ذلك منفيا عن الجناب المحمدي فان نفيه عن غيره من الخلق اولى واحرى فما جاء عليه الناس اليوم من قولهم السلطة التشريعية او قولهم المجلس التشريعي لا يجوز اطلاقه لاختصاص الشرع لاختصاص الشرع بالله وحده والدليل على اختصاص الشرع بالله وحده امران احدهما اضطراب نسبة الشرع في الخطاب الشرعي من القرآن والسنة الى الله وحده فلم يأت قط بالكتاب ولا السنة اضافة الشرع الى سواه. لا الى النبي صلى الله عليه وسلم. ولا الى غيره واضطرار الخطاب على هذا النحو يدل على موجب له ونكتة اقتضت ذلك وهي افراد الله بالتشريع فلا ينازعه احد فيه والاخر انه لم يوجد في كلام احد من الصحابة رضي الله عنهم اضافة الشرع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقل احد منهم قط شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما كانوا يقولون فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم او سن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المقامين فرق فان الشرع وضع للدين الذي يتقرب به الى الله فان الشرع وضع للدين الذي يتقرب به الى الله واما الفرض والسن منه صلى الله عليه وسلم فهو بيان لذلك الدين. والنبي صلى الله عليه وسلم بعث مبلغا عن ربه سبحانه وتعالى رسالته ولم يبعث صلى الله عليه وسلم مشرعا وانما الشرع حق الله عز وجل وحده والى ذلك اشرت بقول والشرع حق الله دون رسوله بالنص اثبت لا بقول فلان اوما رأيت الله حين اشاده ما جاء في الايات ذكر الثاني يعني ذكر نسبة الشرع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اوما رأيت الله حين اشاده ما جاء في الايات ذكر الثاني وجميع صحب محمد لم يخبروا ترعى الرسول وشاهدي برهان اي ان جميع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبروا عن بيانه الاحكام لم يقل احدكم منهم شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما قالوا فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال المؤلف رحمه الله المرتبة الثانية الايمان وهو بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره كله من الله والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر. والملائكة والكتاب والنبيين ودليل القدر قدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. الايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم احدهما عام وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة فبهذا المعنى يقع الايمان اسما للدين كله فجميع احكام الشرع تسمى ايمانا والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان هذا المعنى والمقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان فاذا وقع ذكر هذه الالفاظ الثلاثة في نسق واحد فقيل الايمان والاسلام والاحسان كان المراد بالايمان الاعتقادات الباطنة والايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها بضع وستون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان ثبت ذلك في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه الا ان لفظ الصحيحين اختلف في تقدير العدد فلفظ البخاري بضع وستون ولفظ مسلم بضع وسبعون وله ايضا بضع وستون او وسبعون على الشك والراجح من هذه الالفاظ الثلاثة هو رواية البخاري بضع وستون شعبة فالايمان بضع وستون شعبة وشعب الايمان هي خصاله واجزاؤه الجامعة له هي خصاله واجزاؤه الجامعة له فمنها قولي فلا اله الا الله ومنها فعلي كاماطة الاذى عن الطريق ومنها قلبي كالحياء وقد جمعت هذه الانواع الثلاثة في حديث ابي هريرة رضي الله عنه الان في الذكر فحديث ابي هريرة اشتمل على فائدتين عظيمتين الفائدة الاولى بيان عدد الشعب الايمانية بيان عدد شعب الايمانية وانها تم بضع وستون شعبة والثانية بيان انواع تلك الشعب بيان انواع تلك الشعب وان منها تعبة قولية ومنها ثعبة فعلية ومنها شعبة قلبية والايتان المذكورتان في كلام المصنف دالتان على اركان الايمان الستة ولم يأتي الايمان بالقدر في القرآن مقرونا ببقية اركان الايمان وانما جاء مفردا تعظيما له واعتناء بشأنه ورأس ما ينبغي تعلمه من اركان الايمان هو معرفة القدر الواجب المجزئ من كل ركن منها فان كل ركن من الاركان منه ركن واجب على كل عبد لا يصحح ايمانه الا به واستقراء ادلة الشرع دل على تقدير تلك الاقدار المتعلقة بكل ركن من اركان الايمان فمن الايمان بالله قدر يجب على كل احد ووراء هذا القدر القدر ما يزيد عليه مما سيأتي بيانه وكل ركن من اركان الايمان يقال فيه مثل ذلك ففي ايمانك بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره من كل واحد منها قدر واجب عليك لازم لك. لا يصح ايمانك الا به فالقدر الواجب المجزئ من الايمان بالله هو الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى هو الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالملائكة هو الايمان بانهم عباد من خلق الله هو الايمان بانهم عباد من خلق الله وان منهم من ينزل بالوحي على انبيائه وان منهم من ينزل بالوحي على انبيائه بامر الله والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالكتب هو الايمان بان الله انزل على من شاء من رسله كتبا هي كلامه عز وجل هو الايمان بان الله انزل على من شاء من رسله كتبا هي كلامه عز وجل ليحكموا بين الخلق فيما اختلفوا فيه ليحكموا بين الخلق فيما اختلفوا فيه وكلها منسوخة بالقرآن وكلها منسوخة بالقرآن والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالرسل هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم والايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم ليأمروهم بعبادة الله وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم والقدر الواجب المجزئ من الايمان باليوم الاخر هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو يوم القيامة هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو يوم القيامة لمجازاة الخلق فمن احسن فله الحسنى وهي الجنة فمن احسن فله الحسنى وهي الجنة ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالقدر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر ازلا والايمان بان الله قدر كل شيء من الخير والشر ازلا وانه لا يكون شيء الا بمشيئة الله وخلقه وانه لا يكون شيء الا بمشيئة الله وخلقه فهذه الاقدار المذكورة هي عمود ما يجب من الايمان بكل ركن من هذه الاركان على العبد ابتداء فمثلا ما ذكرناه في الايمان بالله يجزئ العبد فيه كافيا له ويجب عليه ابتداء ان يؤمن بوجود الله ربا مستحقا العبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى فاذا وجد هذا المعنى من الايمان بالله عند العبد كان محققا لما يجب عليه ابتداء مما لا يصح ايمانه الا به مما يتعلق بالايمان بالله وقل نظير ذلك في كل ركن من اركان الايمان واذا فقد هذا القدر الواجب المجزئ من الايمان بكل ركن فقدت حقيقة الايمان فان العبد لا يكون مسلما الا بوجود هذه الاقدار الواجبة المجزئة من الايمان لكل ركن من هذه الاركان وما وراء ذلك من المسائل المتعلقة بكل ركن فهو نوعان احدهما ان يكون واجبا بعد بلوغ الدليل ان يكون واجبا بعد بلوغ الدليل لا ابتداء فيجب على العبد الايمان به اذا بلغه دليله والتاني ما لا يجب ابتداء ولا بعد بلوغ الدليل ما لا يجب ابتداء ولا بعد بلوغ الدليل بل يكون العلم به مستحبا بل يكون العلم به مستحبا فمثلا لو قدر ان عاميا سئل هل تعرف الملائكة فقال لا فانه يكون فاقدا القدر الواجب المجزئ له من الايمان بالملائكة وحينئذ فانه يكون مسلما او كافرا انه يكون كافرا بفقده الايمان بركن من اركانه العظام وهو الايمان بالملائكة فمثله يتحقق فيه الناقض العاشر من نواقض الاسلام التي ذكرها المصنف في رسالته المشهورة اذ قال الاعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به ودين الله الذي يتحقق به نقض الاسلام اذا لم يتعلمه الانسان ولم يعمل به هو اصله الذي لا يكون العبد مسلما الا به ومن لا يعلم ان لله ملائكة هذا لم يتحقق بعلم ما يجب عليه من الايمان بالملائكة الاقرار بالملائكة بالعلم بهم على الوجه المجمل الذي ذكرناه واجب على العبد ابتداء ويطلب ذلك منه ولا يصح دينه الا به ولو قيل لعامي اتعرف الملائكة؟ فقال نعم هم خلق من خلق الله فانه حينئذ يكون قد حقق القدر الواجب المجزئ من ايمانه بالملائكة فاذا قيل له هل منهم احد اسمه جبريل فقال لا اعرف فانه بانتفاء معرفته بجبريل لا يكون كافرا فان تعيين معرفة اسماء الملائكة ليس مما يجب ابتداء على الخلق فلا يجب على العبد ان يعرف ان منهم جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت فان بين لهذا العامي ما جاء في القرآن والسنة من ذكر اسم ملك اسمه جبريل صار ايمانه بجبريل بعد بلوغ الدليل ايش؟ واجبا عليه صار ايمانه باسم جبريل انه ملك انه ملك من الملائكة واجب عليه لقيام الدليل بذلك فلو قيل لهذا العامي هل جبريل يموت ام لا يموت فقال انا اؤمن بالملائكة واؤمن ان جبريل ملك منه واما هل يموت ام لا يموت فلا اعرف ذلك فان جهله بموت جبريل لا يكون عائدا على ايمانه لا بالنقض ولا بالنقص بان مسألة اختلاف الملائكة مما يغمض دليلها ووقع الخلف فيها. وعقد السيوط في اخر كتاب التحذير في اصول التفسير ترجمة في موت جبريل. وذكر الادلة وما وقع من الخلاف فحينئذ يكون علمه بهذه المسألة ليس واجبا ابتداء ولا واجبا بعد بلوغ الدليل وانما هو من مستحبات العلم والقطع بشيء فيها مما لا يجب على العبد لغموض المسألة وخفاء وجوه الادلة على جمهور الخلق وكل ركن من اركان الايمان يقال فيه نظير ما قلنا في الايمان بالملائكة. فيكون منها قدر واجب ابتداء ويكون منها قدر واجب بعد بلوغ ويكون منها قدر لا يجب لا ابتداء ولا ببلوغ الدليل لخفائه حينئذ في الدلالة على المقصود بل يكون من المسائل احبتي في مسائل الايمان وما ذكرته لك من معرفة الاقدار الواجبة المجزئة من الايمان ابتداء هو اس المسائل العظام في الايمان وهو القدر الذي يجب بيانه للناس وان ينشره اهل العلم بينهم. لا ان يكون تعليمهم لاركان الايمان مجملا بمطالبتهم بالايمان بالله وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. بل لابد ان يكون ذلك مصحوبا ببيان الاقدار الواجبة المجزئة منها فلو علم عامي بان من اركان الايمان الايمان بالكتب وقيل له الكتب هي الكتب التي انزلها الله عز وجل على ملائكته. لم يكن ذلك كافيا في حصول ايمانه بل لا بد ان يكون منضما الى ذلك اعتقاده بان جميع الكتب التي انزلها الله عز وجل على رسله قد نسخت بالقرآن الكريم وانه بعد نزول القرآن الكريم لا كتاب لله يعتد به وتؤخذ الاحكام منه سواه فلو قيل لعامي اتعرف التوراة والانجيل؟ فقال نعم فقيل له هل هي كتب صحيحة يؤخذ منها الدين اليوم فقال نعم انزلت التوراة على موسى وانزلت انزل الانجيل على عيسى عليهما الصلاة والسلام كان فاقدا لقدر واجب من الايمان بالكتب اذ لا يعلم ان تلك الكتب التي يجب الايمان بها قد نسخت بالقرآن وانه لم يعد منها شيء صحيح بل هي باطلة لحقها التحريف والتأويل فاذا نظرت الى ما ذكرت لك من المسائل العظام المتعلقة بالاقدار الواجبة من الايمان بكل ركن ثم اعتبرت ذلك في الخلق معرفة بالعلم والعمل والدعوة رأيت فقدان الاحاطة بذلك عند كثير ممن ينتسب الى الشرع وليس المراد فقدان تلك الاقدار الواجبة المجزئة. وانما المراد فقدان العناية بها تعليما وتفقيها للناس فتجد ان من المتسرعة من المنتسبين الى طلب العلم ممن يعتني بمسائل من المسائل الايمانية هي بالنسبة الى هذه المسائل فروع وهو حينئذ مشتغل بالفضول تارك للاصول وكان ابو عبيد القاسم ابن سلام رحمه الله يقول عجبت لمن اشتغل بالفضول وترك الاصول اجبت لمن اشتغل بالفضول وترك الاصول فلا ينبغي ان يكون طالب العلم مشغوفا بتطلب فروع المسائل غافلا عن امهاتها العظمى مما ذكرنا جنسه مما يتعلق باركان الايمان الستة نعم قال المؤلف رحمه الله المرتبة الثالثة الاحسان وهو ركن الاحسان ركن واحد وهو ان تعبد الله وحده كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك والدليل قوله تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وقوله تعالى وقوله تعالى على الله فهو حسبه. وقوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم. الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. انه هو السميع العليم وقوله تعالى وما تكونوا في شأنه وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل. ولا تعملوا هنا من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. ذكر المصنف رحمه الله المرتبة الثالثة من مراتب الدين وهي الاحسان والاحسان له معنيان في اللغة تتوقف عليهما حقيقته الشرعية فالاول ايصال النفع ايصال النفع ومحله المخلوق دون الخالق والاخر الاتقان واجادة الشيء الاتقان واجادة الشيء ومحله الخالق والمخلوق وهذا المعنى هو المراد في كلام المصنف والمذكور منه الاحسان مع الخالق والاحسان مع الخالق له اطلاقان شرعيان والاحسان مع الخالق له اطلاقان شرعيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فان الدين كله يسمى احسانا وحقيقته شرعا اتقان الباطن والظاهر لله اتقان الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة اتقان الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة والمراقبة وبتمام هذا تعرف كيف يكون الايمان دالا على الدين كله؟ وكيف يكون الاسلام دالا على الدين كله وكيف يكون الاحسان دالا على الدين كله فان العلماء يقولون في ارجح الاقوال ان الاسلام اذا اطلق شمل جميع احكام الدين وكذلك الايمان والاحسان اذا اطلق شمل جميع احكام الدين ووجه هذا الشمول هو ما ذكرناه في المعنى العام لكل فانا قد قلنا ان الاسلام في معناه العام الشرعي هو استسلام العبد لله باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة والمرء او المراقبة. وقلنا في الايمان والتصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. وقلنا في الاحسان هو اتقان الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة وهذه المعاني العامة كل واحد منها يدل على الدين كله لكن لما كان متعلق الاسلام هو الاستسلام بين به. ولما كان متعلق الايمان هو التصديق الجازم بين به ولما كان متعلق الاحسان هو اتقان الباطن والظاهر بين به واما المعنى الاخر للاحسان فهو معنى خاص وهو اتقان الباطن اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة اتقان الاعتقادات باطنة والاعمال الظاهرة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاحسان بالاسلام والايمان فاذا وجد الاحسان مذكورا في نسق واحد مع الايمان والاسلام كان المراد بالاحسان حينئذ في حال الاقتران هو اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة والقدر المجزئ الواجب من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين والقدر الواجب المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين احدهما الاحسان معه في حكمه القدري الاحسان معه في حكمه القدري بالصبر على الاقدار الاحسان معه في حكمه القدري بالصبر على الاقدار والاخر الاحسان معه في حكمه الشرعي الاحسان معه في حكمه الشرعي بامتثال خبره بالتصديق اثباتا ونفيا بامتثال قبره بالتصديق اثباتا ونفيا وامتثال طلبه بفعل الواجبات ترك المحرمات واعتقاد حل الحلال وامتثال طلبه بفعل الواجبات وترك المحرمات واعتقاد حل الحلال وقول المصنف الاحسان ركن واحد اي شيء واحد نص عليه ابن قاسم العاصمي في حاشية ثلاثة الاصول وموجبه ان الشيء اذا كان واحدا لم يكن له ركن الا نفسه فان الركن لا يتعدد فان الركن لا ينفرد وانما يتعدد فيكون للشيء ركنان فاكثر فان لم يكن الا شيء واحد فهو الشيء نفسه. فيصح ان تقول لكذا وكذا ركنان او ثلاثة اركان او اربعة اركان لكن لا يقال للشيء ركن واحد لانه اذا كان ركنا واحدا فهو الشيء نفسه فيتعين حمل كلام المصنف على ان يكون معنى قوله والاحسان ركن واحد اي شيء واحد واما اركان الاحسان التي هي اركانه فهي ركنان كما تقدم احدهما عبادة الله والاخر ان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة ان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة وذكر المصنف رحمه الله تعالى الادلة القرآنية على مرتبة الاحسان وهي تارة مصرحة بمدح المتصف بها كقوله في الاية الاولى وهو محسن. وفي الثانية والذين هم محسنون وتارة بالتصريح بمقام المراقبة في قوله تعالى الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين وقوله الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه ومعنى تفيضون فيه اي شرعتم تعملون فيه ودخلتم به وبقيت الاية الخامسة من ادلة الاحسان وهي قوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه فكيف تكون هذه الاية دالة على مرتبة الاحسان ما الجواب الكفاية وهذا الشهود لا يقع الا ممن ممن يفوض امره الى الله سبحانه وتعالى وجه دلالة هذه الاية على الاحسان هو ان التوكل يتضمن تفويض العبد امره الى الله ومن فوظ امره الى الله كان عابدا له على مقام المشاهدة او المراقبة واذا انتفى تفويض الامر الى الله انتبه شهود العبادة مشاهدة او مراقبة نعم قال المؤلف رحمه الله والدليل من السنة حديث جبريل عليه السلام المشهور عن عمر رضي الله تعالى عنه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب تديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد. فجلس الى النبي صلى الله عليه سلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه فقال يا محمد اخبرني اخبرني عن الاسلام فقال فقال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم قال وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا فقال صدقت فاعجبنا له يسأله يسأله ويصدقه. قال اخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه به ورسله واليوم الاخر وبالقدر وبالقدر خيره وشره. قال صدقت قال اخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال صدقت قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال اخبرني عن عن اماراتها قال ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء. يتطاولون في البنيان. قال فلبث مليا فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل؟ قلنا الله ورسوله اعلم قال هذا جبريل اتاكم يعلمكم امر دينكم هذا حديث عظيم مخرج في المسند الصحيح لمسلم ابن الحجاج من حديث عمر رضي الله عنه ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم مراتب الدين الاسلام والايمان والاحسان ثم سماهن دينا لقوله صلى الله عليه وسلم في اخره يعلمكم امر دينكم ففيه بيان المراتب الثلاث للدين وله امر دينكم ليس عند مسلم وانما عند النسائي من الستة واما لفظ مسلم يعلمكم دينكم وختم المصنف رحمه الله بهذا الحديث لاشتماله على جميع المسائل المتقدمة المتعلقة بمعرفة الدين الاصل الثالث معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وهو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام ولما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الثاني اتبعه ببيان الاصل التالت وهو معرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم والنبي في الشرع له معنيان احدهما عام وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم فيندرج فيه الرسول فيندرج فيه الرسول والاخر خاص وهو رجل حر وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم موافقين وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم موافقين فلا يندرج فيه الرسول فلا يندرج فيه الرسول وسبق ان عرفت ان من معرفة ربنا عز وجل قدرا واجبا على كل احد يرجع الى اربعة اصول وان من معرفة دين الاسلام قدرا واجبا يرجع الى ثلاثة اصول وكذلك من معرفته صلى الله عليه وسلم قدر واجب على كل احد يرجع الى اربعة اصول فالاصل الاول مما يجب على الخلق ابتداء من معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم معرفة اسمه محمد معرفة اسمه محمد دون بقية نسبه فالواجب على كل احد من المسلمين معرفة ان الذي ارسل الينا اسمه محمد بان الجهل باسمه صلى الله عليه وسلم مؤذن بالجهل بوصفه صلى الله عليه وسلم من كونه رسولا فمن لم يعرف ان هذا الذي بعث الينا اسمه محمد كيف يعرف انه مبعوث الينا من الله سبحانه وتعالى واسمه الاول كاف في تحقيق هذا المقصود ولا يلزم العبد معرفة بقية نسبه. ولهذا لم يأتي في القرآن ذكر جر نسبه صلى الله عليه وسلم وانما ذكر اسمه الاول لانه هو الذي يتحقق به هذا المقصود وكانت صفته وحليته والاشارة اليه كافية في الصدر الاول ممن شهد النبي صلى الله عليه وسلم فانه اذا ذكر بوصفه او اشير اليه تميز عن غيره بانه هو الذي بعثه الله عز وجل الينا وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم لا يقع هذا التمييز الا بمعرفة ان الذي بعث الينا رسولا من الله سبحانه وتعالى هو محمد صلى الله عليه وسلم وقد ذكر المصنف هنا نسبه صلى الله عليه وسلم مسلسلا بالاباء الى هاشم ثم قال هاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة واتم التسليم والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله معرفة انه عبد الله ورسوله اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة وانه خاتم الانبياء والمرسلين وانه خاتم الانبياء والمرسلين والثالث معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق فتجب طاعته والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله فهذا القدر واجب على كل احد لا يجزئه دينه الا بمعرفة هذه الاصول الاربعة فلو قيل لاحد ينتسب الى الاسلام بما بعث الينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال لا ادري فهذا لا يعلم حقيقة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم واذا ذكر بعضا مما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم من البينات والهدى كان ذلك كافيا في تصحيح دينه. فلو قيل لعامي بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فقال بالدين فقيل له ما الدين؟ قال التوحيد والصلاة والصيام والزكاة كان ذلك كافيا في معرفة انه جاءنا صلى الله عليه وسلم والهدى نعم وله من العمر ثلاث وستون سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا نبئ باقرأ وارسل بالمدثر وبلده مكة. عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا وستين سنة وقسمت هذه السنون شطرين فمنها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا اوحي اليه صلى الله عليه وسلم وبعث وهو ابن اربعين تنة ووحي البعث الذي اصطفى الله عز وجل به من شاء من خلقه نوعان ووحي البعث الذي اصطفى الله به من شاء من خلقه نوعان احدهما وحي نبوة والاخر وحي رسالة احدهما وحي نبوة والاخر وحي رسالة وكان اول الموحى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صدر سورة العلق فهي سورة اقرأ فلما انزل عليه هذا القدر من سورة اقرأ ثبت للنبي صلى الله عليه وسلم وحي البعث في اقل مراتبه وهي مرتبة النبوة فبانزال صدر سورة العلق عليه صار صلى الله عليه وسلم نبيا ولما انزل عليه صلى الله عليه وسلم ولما انزلت عليه صلى الله عليه وسلم سورة المدثر المدثر التقى صلى الله عليه وسلم من رتبة النبوة الى رتبة الرسالة لانه بعث الى قوم مخالفين والرسول في معناه في معناه الخاص يكون متعلقه القوم المخالفون له بخلاف النبي في متعلقه الخاص كما تقدم فانه يبعث الى قوم موافقين اي موافقين له مطيعين فيما دعاهم اليه وهذا معنى قول المصنف نبئ باقرأ وارسل بالمدثر اي ثبتت له مرتبة النبوة بانزال سورة اقرأ عليه وثبتت له مرتبة الرسالة بانزال سورة المدثر عليه صلى الله عليه وسلم نعم بعثه الله بالنذارة عن الشرم دارت بالنذارة عن الشرك ويدعو الى التوحيد والدليل قوله تعالى يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهره والرجز فاهجر. ولا تمنوا تستكثر. ولربك فاصبر. ومعنى قم فانذر ينذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد وربك فكبر اي عظمه بالتوحيد وثيابك فطهر اي طهروا اي طهر اعمالك عن الشرك والرجز فاهجر اي الرجز الاصنام وهجرها تركها واهلها والبراءة منها واهلها وعداوتها واهلها وفراقها واهلها المقصود من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم امران المقصود من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم امران الاول النذارة عن الشرك الاول الندارة عن الشرك ولفظ الانذار مشتمل على التحذير والترهيب ولفظ الانذار مشتمل على التحذير والترهيب والثاني الدعوة الى التوحيد والثاني الدعوة الى التوحيد ولفظ الدعوة مشتمل على الطلب والترغيب ولفظ الدعوة مشتمل على الطلب والترغيب والدليل قوله تعالى قم فانذر وربك فكبر فقوله قم فانذر دال على الاول لانه امر بالندارة من كل ما يحذر واعظم ما يحذر الشرك وقوله وربك فكبر دال على التاني لانه امر للنبي صلى الله عليه وسلم بتكبير ربه واعظم ما يكبر به الله سبحانه وتعالى هو توحيده والنذارة تكون بكسر اولها كالبشارة فالنذارة توافق البشارة وزنا وتقابلها معنى واما فتحها في قول العامة ان داره فهو لحن شائع وفسر المصنف رحمه الله تعالى قوله وثيابك فطهر بقوله طهر اعمالك عن الشرك وعليه اكثر السلف حكاه ابن جرير في تفسيره والثياب تعم الاعمال واللباس لكن تفسيرها في هذا المقام بالاعمال الملابسات اصح من تفسيرها بالثياب الملبوسات وموجب هذا الترجيح هو رعاية السياق فان المناسب الاستياق القرآني في سورة المدثر ان يكون المراد بالاعمال هو ان يكون المراد بالثياب هو الاعمال الملابسة لا الثياب الملبوسة وسبق ان ذكرت لكم ان رعاية السياق مما يعين على بيان المجملات وترجيح المحتملات المحتملات وحل الاشكالات ذكر هذا ابو محمد ابن عبد السلام في كتاب الامام فهو من اعظم المآخذ في فهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر المصنف اصول هجر عبادة الاصنام وهي اربعة اصول الاول تركها وترك اهلها والثاني قراءها وفراق اهلها وفيه زيادة على سابقه لان التارك قد يكون مفارقا وقد لا يكون كذلك اما المفارق فهو مباعد والثالث البراءة منها ومن اهلها والرابع عداوتها وعداوة اهلها وفيه زيادة على سابقه بذكر اظهار العداوة لان المتبرأ قد يكون معاديا وقد لا يكون معاديا وهذه الاصول الاربعة لا تختص بعبادة الاصنام بل تتعلق بعبادة قل لي شيء سوى الله سبحانه وتعالى فكل معبود اتخذ سوى الله عز وجل سواء كان صنما او غيره فان اصول هجره ترجع الى الاربعة المذكورة نعم اخذ على هذا عشر سنين يدعو الى التوحيد وبعد العشر عرج به الى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس وصلى في مكة ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي باقية الى قيام الساعة والدليل قوله تعالى فهي باقية الى وهي باقية الى ان تقوم الساعة والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمين انفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض. قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجر فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت نصيرا الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان. لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون السبيلا. فاولئك اولئك عسى الله ان يعفو عنهم. وكان الله عفوا غفورا. وقوله تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون قال البغوي رحمه الله تعالى سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين بمكة لم يهاجروا. ناداهم الله وباسم الايمان والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها. لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يدعو الى التوحيد وبعد العشر عرج به الى السماء اي صعد به صلى الله عليه وسلم الى السماء ورفع اليها وكان معراجه الى السماء بعد الاسراء به صلى الله عليه وسلم الى بيت المقدس وفرضت عليه الصلوات الخمس في تلك الليلة فصلى بمكة ثلاث سنين وامر بعدها بالهجرة الى المدينة النبوية وكانت تسمى قبل يثرب والهجرة شرعا ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه وهي ثلاثة انواع اولها هجرة عمل السوء هجرة عمل السوء بترك الكفر والفسوق والعصيان وثانيها هجرة بلد السوء بمفارقته والتحول عنه الى غيره هجرة بلد السوء بمفارقته والتحول عنه الى غيره والثالث هجرة اصحاب السوء هجرة اصحاب السوء بمجانبة من يؤمر بهجره من الكفرة والمبتدعة والفساق هجرة اصحاب السوء بمجانبة من يؤمر بهجره من الكفرة والمبتدعة والفساق ومن هجرة البلد المأمور بها الهجرة من بلد الشرك الى بلد الاسلام فان اعظم السوء هو الشرك والكفر بالله عز وجل فمن كان في بلد شرك وكفر امر بان يهاجر الى بلد الاسلام اذا كان قادرا على الهجرة غير متمكن من اظهار دينه فالهجرة انما تكون واجبة بشرطين فالهجرة انما تكون واجبة بشرطين احدهما عدم القدرة على اظهار الدين في بلد الشرك عدم القدرة على اظهار الدين في بلد الشرك والاخر القدرة على الخروج من بلد الكفر القدرة على الخروج من بلدي الكفر فمن كان قادرا على اظهار دينه في بلد الكفر الهجرة في حقه مستحبة فان لم يمكن اظهار الدين في بلد كفر صارت الهجرة واجبة الا انها تسقط كسائر المأمورات مع عدم القدرة عليها. لان الواجب مناط في الشرع بالقدرة عليه قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم فمن كانت الهجرة واجبة عليه لعدم قدرته على اظهار دينه ولكنه عجز عنها حقيقة او حكما فانه حينئذ يعذر لعجزه اما من كان قادرا على الهجرة غير متمكن من اظهار دينه فان الهجرة من بلده بلد الشرك الى بلد الاسلام تكون واجبة عليه واضح طيب ما معنى اظهار الدين ما معنى اظهار الدين نعم انت ماذا الاخ القريب الاخ القريب نعم اظهار شعائره الظاهرة مثل ايش مثل الاذان صلاة المفروظة وصلاة العيد وصيام رمظان طيب غيره كيف يكون متميز يعني ما يصير بيته بين بيت كافرين يعني لو واحد ذهب الى بلاد الكفر ثم استأجر بيتا هذا البيت في شقة في الدور العلوي فيها كافر والدور السفلي فيها كافر يخشى عليه هذا امر اخر لكن ما معنى اظهار الدين عبد القادر و هو اعلان شعائره مع عيب دين المشركين هو اظهار شعائره مع عيب دين المشركين نص على هذا جماعة من العلماء منهم عبد اللطيف واسحاق ابن عبد الرحمن ابن حسن حمد بن عتيق ومحمد بن ابراهيم ال الشيخ وعبدالرحمن بن سعدي رحمهم الله فليس اظهار الدين هو اعلان الشعائر فقط بل اعلان الشعائر بعض اظهار الدين ولا يتم اظهار الدين الا بان يجتمع الى اعلان الشعائر عيب دين المشركين بان يعلن بان ما هم عليه من الدين باطل مرذول غير مقبول عند الله سبحانه وتعالى فاذا وجد هذا الاعلان كان كافيا في استكمال اظهار شعائر الدين اما من يظن ان اظهار الدين هو الاذان وصلاة العيد جماعة او في العيد واجتماع المسلمين في المراكز الاسلامية عند في صيام رمظان فهذا معنى ناقص باظهار الدين لا يتم الا بعيب دين المشركين فاذا كان المسلمون في خطبهم ومجامعهم في بلاد الكفر لا يعيبون دين المشركين ولا يبينون بطلانه فان اظهارهم الدين ناقص تجب الهجرة عليهم ممن قدر على ذلك فان وجد عيب دين المشركين مع اعلان شعائره الظاهرة يكون العبد حين ذاك قد استوفى اظهار الدين المأمور به وذكر المصنف رحمه الله تعالى ادلة الهجرة من القرآن الكريم ثم ذكر كلاما للبغوي في تفسيره ليس موجودا بنص لفظه وانما هو معنى ما نقله البغوي في تفسيره عن جماعة ولم يثبت كون المذكور سببا ولم يثبت قول المذكور سببا لنزول الاية وانما يعني المصنف فيما عبر به عن كلام البغوي رحمه الله تعالى انه تفسير الاية فان سبب النزول قد يطلق ويراد به تفسير الاية. وهذا حق فانما ذكر من معنى كلام البغوي هو تفسير هذه الاية لا انه سبب نزولها الخاص وسبب النزول يطلق احيانا في كلام اهل العلم يراد به تفسير الاية. ثم ذكر المصنف دليلا على الهجرة من السنة وهو حديث معاوية عند ابي داوود وهو حديث حسن يتضمن بقاء الامر بها وانها لم تنقطع طع وفيه شاهد لقوله وهي باقية الى ان تقوم الساعة. لان انقطاع الهجرة لا يكون الا بانقطاع التوبة والتوبة لا تنقطع الا اذا قامت القيامة فتكون الهجرة باقية الى قيام الساعة نعم قال رحمه الله فلما استقر بالمدينة امر فيها ببقية شرائع الاسلام مثل الزكاة والصوم مثل الزكاة الصوم والحج والاذان والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من الشرائع الاسلام اخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلى الله صلوات الله وسلامه عليه. ودينه باق وهذا دينه لا خير الا الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها عنه والخير الذي دل عليه التوحيد وجميع التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما ما يكرهه الله ويأبه. بعثه الله الى الناس كافة. وافترض على وافترض استقر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد هجرته اليها وامر فيها ببقية شرائع الاسلام وكانت مدة بقائه فيها عشر سنين ثم توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باق بعده فانه دعا الناس الى دين الاسلام ومات النبي صلى الله عليه وسلم وبقي دينه الذي دعاهم اليه وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة وادى الامانة ونصح الامة فلا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها منه والخير الذي دلها عليه جميع ما يحبه الله ويرضاه والشر الذي حذرها منه جميع ما يكرهه الله ويأباه وقول المصنف والخير الذي دل الامة عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه والشر الذي حذرها منه الشرك وجميع ما يكرهه الله الله ويرضاه من افراد بعض من ذكر بعض افراد العام تنويها بمقامهما فان الخير مما فان التوحيد من جملة ما يحبه الله ويرضاه. وان الشرك من جملة ما يكرهه الله ويأباه. وافرد بالذكر لعظم مقامهما في الخير والشر فاعظم الخير توحيد الله واعظم الشر هو الشرك بالله نعم بعثه الله الى الناس كافة وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس والدليل قوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. واكمل الله له الدين. والدليل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا والدليل على موته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى انك ميت وانهم ميتون. ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون والناس اذا ماتوا يبعثون والدليل قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم اخرى وقوله تعالى والله انبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها اخراجا وبعد البعث محاسبون ومجزيون باعمالهم والدليل قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزون الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى ومن كذب بالبعث كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا الذي يبعثوا قل بلى وربي لتب ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير. ذكر المصنف رحمه الله ان الله بعث النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة اي من الجن والانس لان اسم الناس يشمل هؤلاء وهؤلاء فان اسم الناس مأخوذ من النوس والنوس الحركة والاضطراب والحركة والاضطراب وصف للانس والجن جميعا فيكون النبي صلى الله عليه وسلم مبعوثا الى الناس كلهم انسهم وجنهم وهو الذي بينه المصنف بقوله وافترض الله طاعته على جميع الثقلين الانس والجن واكمل الله للنبي صلى الله عليه وسلم الدين كما اخبر الله عن ذلك فقال اليوم اكملت لكم دينكم ثم مات صلى الله عليه وسلم تصديقا لخبر الله في قوله انك ميت وانهم ميتون والناس اذا ماتوا يبعثون والبعث في الشرع هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية ومن ادلته قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى وقال تعالى ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا فذكر الاخراج من الارض فيهما اشارة الى البعث وبعد البعث يحاسب الناس ويجزون باعمالهم والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة والحساب بالشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة والجزاء في الشرع هو الثواب على الاعمال بالنعيم المقيم وداره الجنة او العذاب او العذاب الاليم وداره النار والجزاء في الشرع هو الثواب على الاعمال بالنعيم المقيم وداره الجنة او العذاب الاليم وداره النار وذكر المصنف دليلا على ذلك وهو قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى فالاية تدل صراحة على الجزاء وتدل باللزوم على الحساب لتوقف الجزاء عليه فانه لا يكون جزاء الا بحساب ومن كذب بالبعث كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا الاية فمن المقالات التي اوجبت كفر الكافرين انكارهم البعث فمن انكر البعث فانه يكون كافرا بهذه المقالة لاكثار الله اهلها نعم قال رحمه الله وارسل الله جميع الرسل مبشرين وموترين والدليل قوله تعالى رسلا مبشرين مذنين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل واولهم نوح واخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام وهو خاتم النبيين لا نبي بعده والدليل قوله تعالى النبيين والدليل على ان نوحا اول الرسل قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان ما يتعلق ببعثة رسولنا صلى الله عليه وسلم انما ذكر قاعدة كلية في بعث الرسل فقال وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين وقرنها بدليلها المصرح بها من كتاب الله تابعت الانبياء والرسل يتضمن امرين فبعثوا الانبياء والرسل يتضمن امرين احدهما البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة والاخر اني دارت لمن عصاهم من الخسران في الدنيا والاخرة النذارة لمن عصاهم من الخسران في الدنيا والاخرة. ثم ذكر المصنف مسألتين الاولى ان اول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام والثانية ان اخرهم هو محمد صلى الله عليه وسلم فهو خاتم النبيين ولا نبي بعده وقدم دليل المسألة الثانية لجلالتها وقدم دليل المسألة الثانية لجلالتها وهو قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ثم ذكر دليل المسألة الاولى وهو قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده ودلالته على ما ذكره من اولية نوح عليه الصلاة والسلام بالرسالة هو في تقديمه في الايحاء اليه فابتداء الايحاء اليه في الاية قدم على سائر النبيين والوحي الذي تقدم به نوح عليه الصلاة والسلام على من بعده هو وحي الرسالة لان وحي البعث كما عرفت انفا نوعان احدهما وحي النبوة والاخر وحي الرسالة فاما وحي النبوة فالسابق فيه هو ادم عليه الصلاة والسلام واما وحي الرسالة فالسابق فيه هو نوح عليه الصلاة والسلام واصلح في الدلالة على اولية نوح عليه الصلاة والسلام ما في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه في حديث الشفاعة الطويل وفيه ان ادم عليه الصلاة والسلام يقول للخلق اذا جاءوا اليه ائتوا نوحا اول رسول ارسل بعثه اول رسول بعثه الله الى اهل الارض فقول ادم اول رسول في وصفه نوح عليه الصلاة والسلام يدل على تقدمه في وحي الرسالة فمن كان قبل نوح كان نبيا واما بعده ففي المبعوثين بالوحي من يكون نبيا وفيهم من يكون رسولا. فتقدم ادم على سائر بوحي النبوة وتقدم نوح عليه الصلاة والسلام على من بعده بوحي الرسالة فاذا سئلت من اول الانبياء فان اولهم ادم عليه الصلاة والسلام واذا سئلت من اول الرسل؟ الجواب من قال نوح فقد اخطأ لان الرسول يقع على معنى عام وعلى معنى خاص فلا بد ان تنظر المسؤول عنه هل هو المعنى العام الذي يجتمع فيه النبي والرسول؟ ام المعنى الخاص فان كان المعنى العام الجامع لهما فان ادم قبله وان كان المعنى الخاص فحين اذ فاول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام فان قيل من خاتم النبيين؟ فالجواب محمد صلى الله عليه وسلم فاذا قيل ان عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل في اخر الزمان كما ثبت في الاحاديث الصحاح ويموت بعد النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يكون خاتم النبيين هو محمد صلى الله عليه وسلم فما الجواب لان نزول عيسى عليه الصلاة والسلام لا يكون بنزول وحي رسالة وانما يكون تابعا للنبي صلى الله عليه وسلم فلا يأتي للناس بشيء لم يكن من شرع النبي صلى الله عليه وسلم اي من دين النبي صلى الله عليه وسلم الذي شرعه الله عز وجل له بل يكون تابعا للنبي صلى الله عليه وسلم فخاتم نبيين في الدين الذي بعث به هو محمد صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله وكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد عليهما الصلاة والسلام يأمرهم بعبادة لله وحده وينهاهم عن عبادة عن عبادة الطاغوت. والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان والايمان بالله قال ابن قيم رحمه الله قال ابن قيم رحمه الله ابن القيم اذا حذف المضاف عوض عنه بال اذا قلت قال ابن القيم لا بد من الاتيان بال فاذا قلت قال ابن قيم الجوزية جئت بالمضاف اليه اغنى عن ال والجوزية اسم مدرسة والقيم هو القائم على اعمالها. مما يسمى اليوم مديرا فهو ابن مدير مدرسة الجوزية نعم قال ابن القيم رحمه الله ومعنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع. والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة ابليس لعنه الله ومن ومن عبد وهو راض ومن ادعى شيئا من علم الغيب ومن دعا الناس الى عبادة نفسه ومن كما بغير ما انزل الله والدليل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لانفصام لها والله السميع العليم. وهذا هو معنى لا اله الا الله. وفي الحديث رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم كل امة بعث الله اليها رسولا كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فدعوات الانبياء والرسل تجتمع في امرين عظيمين احدهما الامر بعبادة الله المتضمن النهي عن الشرك احدهما الامر بعبادة الله المتضمن النهي عن الشرك وهو المذكور في قوله ان اعبدوا الله والاخر النهي عن عبادة الطاغوت المتضمن الامر بالكفر به والاخر النهي عن عبادة الطاغوت المتضمن الامر بالكفر به وهو المذكور في قوله واجتنبوا الطاغوت وافترض الله على جميع عباده الكفر بالطاغوت والايمان بالله قال الله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والعروة هي ما يتعلق ويستمسك به هي ما يتعلق ويستمسك به والوثقى مؤنث الاوثق اي الاقوى ومعنى لا انفصام لها لا انقطاع لها والطاغوت له معنيان احدهما خاص وهو الشيطان فاذا اطلق الطاغوت في القرآن فالمراد به الشيطان والاخر عام وهو المراد في القرآن اذا كان فعله المذكور معه للجمع وهو المراد في القرآن اذا كان فعله المذكور معه للجمع كقوله تعالى والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من الظلمات الى النور. فوقع الفعل مجموعا فيكون المراد به المعنى العام وهو المقصود بقول ابن القيم في اعلام الموقعين الذي ذكره المصنف هنا وهو ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او ومطاع وهذا احسن ما قيل في حده بالمعنى العام ذكره عبدالرحمن بن حزن في فتح المجيد فاحسن ما قيل في المعنى العام للطاغوت هو قول ابن القيم في اعلام الموقعين ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او وجماع انواع الطواغيت ثلاثة احدها طاغوت عبادة وثانيها طاغوت طاعة وثالثها طاغوت اتباع ذكره سليمان بن سحمان رحمه الله واشار المصنف رحمه الله تعالى الى معنى الطاغوت الخاص مع ذكر بعض افراد معناه العام فقال ورؤوسهم خمسة الشيطان الى اخر كلامه والمراد بالرؤوس اعظمهم خطرا واشدهم شرا والمراد بالرؤوس اعظمهم خطرا واشدهم تراء والغيب الذي يعد مدعيه طاغوتا هو الغيب المطلق الذي لا يعلمه الا الله اما الغيب النسبي الذي قد يعلمه بعض المخلوقين دون بعض فليس هذا مقصودا في قول المصنف والكفر بالطاغوت والايمان بالله هو حقيقة لا اله الا الله فان لا اله الا الله تتضمن النفي والاثبات كما سبق فالنفي يكون بالكفر بالطاغوت والاثبات يكون بالايمان بالله وحده وشاهده في الحديث رأس الامر الاسلام فالامر هو الدين والمراد بالاسلام هنا الاسلام بمعناه العام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله فرس الاستسلام لله هو التمسك بدين الاسلام والحديث المذكور قطعة من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عند الترمذي وابن ماجة واسناده منقطع ويروى من وجوه يشد بعضها بعضا فيكون حديثا حسنا ومعنى ذروة السنام اي اعلاه فذروة الشيء اعلاه فاعلى الاسلام هو الجهاد في سبيل الله والذروة بكسر الدال باللغة المشهورة الصحيحة وذكر ايضا الضم والفتح ولغة الفتح لغة رديئة اقتصر على ذكرها بعض المتأخرين فالمشهور في ضبط الحديث وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله وبتمام هذا نكون قد فرغنا بحمد الله عز وجل من الكتاب الثاني وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها