السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل العلم للخير اساس والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد سيد الناس وعلى اله وصحبه البررة الاكياس اما بعد هانتوما ما بعد فهذا الدرس الثاني من برنامج اساس العلم في سنته الثانية ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف بمدينته الثانية في مدينة البكيرية والكتاب المقروء فيه وثلاثة الاصول وادلتها شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل الاولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام لله. الثانية العمل به الثالثة الدعوة اليه الرابعة الصبر على الاداء فيه. والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر قبل قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم. وقال البخاري رحمه الله الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل. والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك. فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. ذكر المصنف رحمه الله انه يجب على العبد تعلم اربع مسائل والمسألة الاولى العلم وهو شرعا ادراك خطاب الشرع وهو شرعا ادراك خطاب الشرع ومرده الى المعارف الثلاث معرفة الله ومعرفة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الاسلام والمراد بالادراك هنا معناه اللغوي وهو الوصول اليه والحصول عليه فقولنا في حد العلم شرعا ادراك خطاب الشرع اي وصول العبد اليه وحصوله عليه وقوله رحمه الله بالأدلة الجاب والمجور متعلق بالمعارف الثلاث فالادلة مطلوبة فيها وقوله فيما يستقبل الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة دون ذكر نظير ذلك في الاصلين الاخرين لا يراد به انحصار المطالبة بالمعرفة بالادلة فيه دون الاخرين لكنه لما كان اكثرهما طلوع اوسعهما متعلقة نبه على الحاجة الى الادلة فيه واضح يعني الشيخ هنا قال لما ذكر المعالي الثالث قال بالأدلة يعني كل المعاني في الثلاث مطلوبة فيها الادلة لكن عندما تكلم على كل اصل بحدة لم يذكر هذه المطالبة الا في الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة فتخصيصها بالذكر هناك له نكتة لا يراد ان الاصلين الاخرين لا تراد فيهما الادلة. وانما للتنبيه بان معرفة دين الاسلام اكثر من الاصلين الاخرين في سعة فروعهما وتعدد مسائلهما فنبه الى الحاجة فيهما الى الحاجة فيه الى الادلة واضحة والمقصود من المطالبة بالأدلة ليس اقتران قل لمسألة بمعرفة دليلها فان ذلك مما يعجز عنه اكثر الخلق عادة لكن المراد في ذكر الادلة هو معرفة العبد تبوت تلك الاصول الثلاثة بادلة تدل على صحتها ولو لم يستحضر ادلتها ولا احاط بها علما بل تكفي المعرفة الاجمالية عموم الخلق والمراد بهذه المعرفة الاجمالية اعتقاد صحة تاء تلك الاصول اعتقاد صحة تلك الاصول اما المعرفة التفصيلية القدر الواجب منها متفاوت في الخلق باعتبار منازلهم الواجب منها على الحاكم والقاضي والمفتي والمعلم فوق ما يجب على بقية الخلق والمسألة الثانية العمل به اي العمل بالعلم والعمل شرعا هو ظهور صورة خطاب الشرع وظهور خطاب الشرع على العبد وخطاب الشرع نوعان احدهما الخطاب الشرعي الخبري وظهور صورته بالتصديق اثباتا ونسيا والاخر الخطاب الشرعي الطلبي وظهور طورته بامتثال الامر والنهي واعتقادي حل الحلال فقول الله تعالى ان الساعة اتية لا ريب فيها وقوله وقوله وما ربك بظلام للعبيد الهما من الخطاب الشرعي الخبري وظهور صورته في الاول بالتصديق بالاثبات ان الساعة اتية وظهور صورته في الثانية بالتصديق في النفي ان الله لا يظلم احدا وما ربك بظلام للعبيد وقوله تعالى واقيموا الصلاة ولا تأكلوا الربا الاول يتعلق بالامر وظهور صورته بامتثال الامر بفعله والثاني يتعلق بالنهي وظهور صورته بالكف عنه وقوله تعالى وكلوا واشربوا يتعلق بالحل وذلك باعتقادي ولو لم يخطئ الانسان بافراد المأكولات والمطعومات التي تؤكل او تشرب والمسألة الثالثة هي الدعوة اليه اي الى العلم والمراد بها دعوته الى الله لانه لا يوصل اليه الا بعلم لانه لا يوصل اليه الا بعلم فمن دعا الى العلم وفق المنهج النبوي فانما يدعو الى الله فمن دعا الى العلم وفق المنهج النبوي فانما يدعو الى الله والدعوة الى الله شرعا هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله والمسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه والصبر شرعا هو حبس النفس على حكم الله وحكم الله نوعان احدهما حكم قدري والاخر حكم شرعي والمذكور في كلام المصنف هو الصبر على الاذى فيه فيكون من قبيل الصبر المتعلق بالحكم القدري لان الاذى قدر مؤلم لان الاذى قدر مؤلم فباعتبار ما يعرض للعبد في طلبه من الاذى كونوا مأمورا بالصبر على الحكم القدري وباعتبار الامر الامر الشرعي بطلب العلم يكون الصبر عليه من الصبر على حكم الله الشرعي فيجتمعوا نوعا الصبر على حكم الله بالصبر على الاذى في العلم فاما الصبر على الحكم القدري فلاجل جريان الاذى فيه واما الصبر على الحكم الشرعي فبالنظر الى كون العلم مأمورا بطلبه والدليل على وجوب هذه المسائل الاربع هو سورة العصر التي ذكرها المصنف لان الله اقسم بالعصر ان جنس الانسان في خسر والعصر هو الوقت المعروف في اخر النهار اذ انه المراد عند الاطلاق شرعا اذ انه المراد عند الاطلاق شرعا وما اشكل معناه من الفاظ الكتاب والسنة حمل على المعهود فيه وما اشكل معناه من الفاظ الكتاب والسنة حمد على المعهود فيهما فلفظ العصر اذا ذكر في الخطاب الشرعي لم يكن مرادا به الدهر انما المراد به الوقت الذي يكون اخر النهار واضيفت اليه الصلاة التي تكون فيه نسبة الى ذلك الوقت فمثل هذا التفسير مقدم على غيره رعاية للمعهود في الخطاب الشرعي ومثاله المجلي له ايضا قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح فتدنو الشمس من الناس حتى تكونوا حتى تكون قدر ميل قال الراوي لا ادري ميل المكحلة ام ميلوا المسافة المكحلة هو العود الذي يجعل فيها ثم يجعل في العين وهو قصير او ميلوا المسافة الميل الذي تقاس به الارض في المسافات والمعهود في خطاب الشرع ايهما انما هو المسافة انما هو المسافة فهي مراد الشرع ودلالة السياق من اعظم الدلالات التي تعين على الحكم بين المشكلات وتبيين المجملات ومن هذا ايضا مثلا قوله تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل سرغة منهم طائفة يتفقهوا في الدين فالنافرة في هذه الاية هل هي التي تخرج في طلب العلم ام التي تخرج في طلب الجهاد ماذا ليش ان الطائفة النافرة هي الطائفة المجاهدة لان النسير في الخطاب الشرعي لا يراد به الا ما تعلق بامر الجهاد ابو العباس ابن تيمية تلميذه ابن القيم فهي قاعدة نافعة فالمذكور في الاية هو وقت العصر دون غيره. ملاحظة للمقصود في دلائل الوحي ثم استثني الله عز وجل نوعا من ذلك الجنس هم المتصفون باربع صفات والصفة الاولى في قوله تعالى الا الذين امنوا وهذا دليل العلم لان الايمان لا يكون الا بعلم والصفة الثانية هي في قوله تعالى وعملوا الصالحات وهذا دليل العمل ووصف بالصالح تنبيها الى ان المطلوب من العبد ليس جنس العمل وانما عملا خاصا هو الصالح المتصف بالاخلاص والمتابعة والصفة الثالثة في قوله وتواصوا بالحق وهذا دليل الدعوة لان التواصي بالحق يتضمن امر بعضهم بعضا به وحث بعضهم بعضا عليه وهذه هي حقيقة الدعوة كما تقدمت والصفة الرابعة بقوله وتواصوا بالصبر وهذا دليل الصبر ولوفاء سورة العصر بالمقاصد المذكورة قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة هذه السورة لو ما انزل الله على خلقه حجة على خلقه الا هي لكفتهم ما معنى لكفتهم يعني ناخذ منها الصلاة ناخذ منها الصيام ناخذ منها الحج ناخذ منها الزكاة تفاهم في اقامة الحجة فكافتهم في اقامة الحجة عليهم من ذكره في روعك يعني ها بعد الذهن الاخوان يقولون يشبهنا عن ذهننا يقول نص على هذا الجماعة من اهل العلم منه ابو العباس ابن تيمية الحفيد وعبد اللطيف ابن عبد الرحمن ابن حسن ال الشيخ وعبد العزيز ابن باز رحمهم الله تعالى فليس معنى كلامه ان السورة كافية في جميع ابواب الديانة وانما المراد انها كافية في اقامة الحجة على الخلق في وجوب امتثال امر الله وترك ما نهى عنه والمقدم من هذه المسائل الاربع هو العلم فهو اصلها الذي تتفرع منه وتنشأ عنه واورد المصنف رحمه الله بتحقيق هذا كلام البخاري المتعلق بهذا المحل في صحيحه ولفظه فيه باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله فبدا بالعلم انتهى ووجه استدلاله بتقديم العلم على العمل هو ما في الاية من الامر بالعلم ثم عطف الامر بنوع من العمل عليه وهو في قوله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات واستنبط هذا المعنى قبل البخاري شيخ شيوخه سفيان بن عيينة رواه ابو نعيم الاصبهاني في كتاب الحلية وبوب عليه بعده الجوهري في مسند الموطأ فقال باب العلم قبل القول والعمل ومقدمة مسند الموطى مقدمة نافعة ينبغي ان تكون من المقاصد التي تقرأ في باستبانة طريق العلم وسبيله فانه قبل شروعه فيما رامه من اسانيد الموطى مرتبة على الصحابة قدم من مقدمة تتعلق بالعلم والعمل وهي مقدمة نافعة جدا نعم قال المصنف رحمه الله تعالى اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا. بل ارسل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. والدليل قوله وتعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصاهرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا. الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته لا نبي مرسل ولا مقرب ولا غيرهما. والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا الثالثة ان من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز لهم موالاة من حاج الله ورسوله ولو كان اقرب قريب. والدليل قوله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من الله ورسوله ولو كانوا اباءهم ولو كانوا آباءهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم. اولئك كتب في قلوبهم الإيمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. ذكر المصنف رحمه الله مسائل عظيمة يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمهن والعمل بهن فالمسألة الاولى مقصودها بيان وجوب طاعة الرسول وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا املا اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى بل ارسل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم فمن اطاع امره دخل الجنة ومن عصاه وجحد عبادة الله دخل النار كما قال تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى في عون رسولا ايش فعصاه فاخذناه اخذا وبيل اي شديدا وذكر الله عز وجل ما اصاب فرعون لما عصى موسى عليه الصلاة والسلام تحذير لهذه الامة من لحوق العذاب بها ان عصت الرسول الذي بعث اليها وهو محمد صلى الله عليه وسلم. فيحل بهم عقاب الله واليم عذابه في الدنيا والاخرة واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك في العبادة فمقصودها ابطال الشرك في العبادة ووجوب توحيد الله وان الله لا يرضى ان يشرك معه احد كائنا من كان لان العبادة حقه والله لا يقبل الشركة في حقه والنهي عن دعوة غير الله دليل على ان العبادة كلها لله وحده فمعنى الاية المذكورة فلا تعبدوا مع الله احدا ان العبادة لله وحده وسيأتي مزيد بيان لهذا واما المسألة الثالثة فمقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين لان طاعة الرسول وتوحيد الله وهما المذكوران في المسألتين الاوليين لا يتحققان الا باقامة هذا الاصل فالمسألة الثالثة بمنزلة التابع اللازم للمسألتين الاوليين فمن اطاع الرسول ووحد الله لن تتم عبادته الا الا بالبراءة من المشركين فلا يجتمع الايمان الناشئ من محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته طاعة الله وتوحيده مع محبة المشركين اعداء الله ورسوله من المؤمنون محازون من حاد الله ورسوله معادون من عادى الله ورسوله ومعنى قوله في الاية من حاد الله ورسوله اي من كان في حد متميز عن الله ورسوله وهو حد الكفر فان المؤمنين يكونون في حد ويكون الكافرون في حد واذا تميز الفريقان لم يكن بينهما الا المعاداة وهاتان مقدمتان مستفتحتان بقول المصنف اعلم رحمك الله هما رسالتان له منفصلتان عن ثلاثة الاصول وادلتها فان ثلاثة الاصول وادلتها مبدأها قوله اعلم وفقك الله الى طاعته واستحسن بعض اصحابه ان يعمدوا الى ان يقصدوا الى تلك الرسالتين المختصرتين في المسائل الاربع والثلاث فيجعلونها فيجعلونهما بمنزلة الديباجة بين يدي ثلاثة الاصول ثم غلب على هذا المجموع كله اسم ثلاثة الاصول وادلتها واضح يعني قوله اعلم رحمك الله انه يجب عليه ان تعلم اربع مساجد ثم ثلاث مسائل هذا من كلام الشيخ ام ليس من كلامه من كلامه لكنهما في الاصل رسالتان مستقلتان ثم قصد بعض اصحابه الى هاتين الرسالتين وجعلهما بين يدي ثلاثة الاصول وادلتها ثم غلب على هذا المجموع اسم ثلاثة الاصول وادلتها ذكر هذا ابن قاسم العاصمي بحاشيته على ثلاثة الاصول وهو امر معلوم عند من تسلسل علمه الاخذ لهذه الرسالة عن الشيوخ المجتهدين الى مصنفها رحمه الله تعالى فاول رسالة ثلاثة اصول هو قوله اعلم وفقك الله اعلم ارسلك الله لطاعته قال المصنف رحمه الله تعالى اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وبذلك ذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومعنى اتفضل ومعنى يعبدون يوحدون الحنيفية في الشرع لها معنيان احدهما عام وهو الاسلام والاخر خاص وهو ماشي الميل عن ايش عن الشرك والكفر الى الاسلام والتوحيد. طيب الى القول من الاسلام البعد عن الباطل طيب الحنيفية هي الاقبال على الله والميل عما سواه هي الاقبال على الله والميل عما سواه فاصل الحنف موضوع للاقبال ام للميل الاقبال وليس للميت يقال للرجل احنث اذا اقبلت كل رجل لرجليه الى الاخرى هذه حقيقة الاقبال في الوضع اللغوي الاقبال هو فالحنيفية هي الاقبال والميل لازمها وفرق بين تفسير اللفظ فيما وضع له وبين تفسيره بلازمه فمثلا من الالفاظ الموضوعة على معان في كلام العرب كلمة الرب كلمة الرب عند العرب وضعوها لثلاثة معان يا السيد والمالك والمصلح للشيء القائم عليه فاذا قال قائل الرب هو المعبود قيل هذا تفسير باللازم لانه يلزم من كان سيدا مالكا قائما ان يكون هو المعبود واللفظ في كلام العرب لا يفسر باللازم لان لازم اللفظ ينحصر في واحد ام يتعدد تعدد لازم اللفظ يتعدد اذا قلنا ان هذه الطاولة انها قوية القوة الا تلازمها صفات اخرى لازمها مثلا المتانة الشدة الغلط هذه كلها تقترن للقوة في الطاولة فاللفظ يفسر بموضع له لا بلازم لان اللازم لا ينحصر ومثل هذا الحنيفية هي الاقبال على الله عز وجل والميل عما سواه ولازمه الميل عما لازمها الميل عما سواه وهي دين الانبياء جميعا فلا تختص بابراهيم عليه الصلاة والسلام واضيفت اليه تبعا لوقوعها في القرآن كذلك ووقعت في القرآن كذلك لامرين احدهما ان الذين بعث اليهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يظهرون الانتساب الى ابراهيم ويزعمون انهم على ارث من ميراثه فاجدر بهم ان يتبعوه حنفاء لله غير مشركين فأجدر بهم ان يتبعوه حنفاء لله غير مشركين والاخر ان الله جعله اماما لمن بعده خلافا في سابقيه من الانبياء فلم يجعل احد منهم اماما بمن بعده يقتدى به ذكره ابن جرير في تفسيره فاضيفت الحنيفية الى ابراهيم لوقوعها كذلك في القرآن ووقعت كذلك في القرآن لاجل هذين الامرين والناس جميعا مأمورون بها ومخلوقون لاجلها. قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فالاية تدل صراحة عن الحكمة من خلقهم وهي عبادة الله واذا كانوا مخلوقين لها فهم مأمورون بها لان الغاية التي خلقوا لها لا تتحقق الا بان يكونوا مأمورين بامتثالها فالامر لازم لفظ الاية والخلق صريحه فالامر لازم لفظ الاية والخلق صريحه يعني كيف دلت هذه الاية وما خلقت الجن والانس الا الا ان يعبدون على ان الخلق مخلوقين لاجلها وانهم مأمورون بها ما الجواب لا هذا فيه يعني التكلف لايصاله ان قلنا انه يدل على ذلك لان اللفظ في صريحه يدل على اي المسألتين الخلق ام الامر على الخلق وفي لازمه يدل على الامر لانهم اذا كانوا مخلوقين لها فهم مأمورون بها والا كان خلقهم عبثا لا منفعة منه واضح الاستدلال يعني اذا قيل لك هذي ترى مشكلة طلاب العلم يعني في طريقة التعليم وهذا تفسير مني ومن امثالي تجد ان المسألة لا يتصل عنده دليلها بتقريرها فاذا قيل له كيف يدل قوله عز وجل على ان الخلق مأمورين بالعبادة قال لا الاية تدل على على الخلق ما تدل على الامر بينما الصواب ان الاية تدل على الخلق والامر معا فتدل على الخلق بصريح لفظه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وتدل على الامر بلازمه بان خلقهم لها لا يتحقق مقصوده الا بامرهم بها والا كان خلقهم عبثا. وتفسير المصنف رحمه الله يعبدون لقوله يوحدون له وجهان احدهما انه من تفسير اللفظ باخص افراده تعظيما له انه من تفسير اللفظ باخص افراده تعظيما له فان التوحيد اكد انواع العباد فان التوحيد اكد انواع العباد يعني فسر قوله تعالى يعبدون بيوحدون لان التوحيد فرد من افراد العبادة وهو اعظمها فبصر اللفظ كله بواحد من الافراد تعظيما لذلك الفضل نظيره مر معنا في قوله تعالى ولا تتبعوا السبل. قال مجاهد البدع والشبهات وهل تنحصر السبل المفارقة لسبيل الله في البدع والشهوات الجواب لا تنحصر بل الكفر اعظم اذا لماذا فسر مجاهد السبل بالبدع والشهوات تعظيما لها لماذا تعظيما لها؟ لانها اكثرها في المسلمين شيوعا واشدها بقلوبهم اللي ينتشر في المؤمنين ليس للمسلمين ما ينتشر في الامور المكفرة. لانها تباين دينهم هذا الاصل وانما تنتشر البدع والشبه ثم المسلم بطبعه ينفر من الكفر لانه مناقض لدينه لكن نفوره من البدع والشبهات اقل لانها تخرج في ثوب التعبد لله عز وجل والتدين له والاخر انه من تفسير اللفظ بما وضع له انه تفسير اللفظ بما وضع له فالعبادة تطلق في الشرع ويراد بها التوحيد فالعبادة تطلق في الشرع ويراد بها التوحيد ومنه قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم اي وحدوه والعبادة والتوحيد اصلان عظيمان يجتمعان ويفترقان بحسب المعنى المنظور اليه تأمل اجتماعهما فيكون اذا نظر الى ارادة التقرب فاما اجتماعهما فيكون اذا نظر الى ارادة التقرب اي قصد القلب العمل تقربا الى الله عز وجل فيكونان حينئذ مترادفين فكل عبادة يتقرب بها الى الله هي توحيد وهذا معنى قول المصنف رحمه الله في القواعد الاربع فاعلم ان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد واما سراقهما فيكون اذا نظر الى الاعمال المتقرب بها فيكون اذا نظر الى الاعمال المتقرب بها اي افراد العمل فكل ما يتقرب به الى الله عبادة فكل ما يتقرب به الى الله عباد ومن تلك العبادات التوحيد وهو مختص بحق الله عز وجل وهو مختص بحق الله عز وجل فاذا سئلت هل العبادة والتوحيد بمعنى واحد ام متباينان الجواب انهما يقعان في مقام بمعنى واحد ويقعان في مقام اخر متباينان فاما المقام الذي يقعان فيه بمعنى واحد فهو مقام ارادة التقرب الى الله عز وجل فكل قصد قلبي الى العمل هو عبادة وهو توحيد لله عز وجل ويفترقان بالنظر الى الافراد المتقربين بها فان التوحيد واحد من تلك الافراد وهو يختص بتلك وهو يختص بحق الله سبحانه وتعالى فمثلا اذا قال الانسان والله الذي لا اله الا هو واقسم يمينا صادقا على شيء هذا توحيد لانه تعظيم لله بالحلف به واذا اهدى الانسان الى جاره هدية هذا من الاحسان الى الجار فهذا عمل وهذا عمل اخر واضحة قال امام الدعوة رحمه الله تعالى واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة. واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه الدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها؟ فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فاذا كانت الحنيفية مركبة من الاقبال على التوحيد والميل عن كل ما سواه بالبراءة من الشرك عرف المصنف التوحيد والشرك والتوحيد له معنيان شرعا احدهما عام وهو افراد الله بحقه احدهما عام وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان حق بالمعرفة والاثبات وحق في القصد والطلب وينشأ من هذين النوعين ان التوحيد الواجب على العبد لله ثلاثة انواع توحيد ربوبية وتوحيد الوهية وتوحيد اسماء وصفات والثاني خاص وهو افراد الله بالعبادة ثاني خاص وهو أفراد الله بالعبادة والمعنى الثاني هو المعهود شرعا اي المراد عند ذكر التوحيد في الايات والاحاديث ولاجل هذا اختصر عليه المصنف دون بقية انواعه فقال والتوحيد افراد الله هو هو افراد الله للعبادة اقتصارا على المعهود شرعا اذا اطلق التوحيد في خطاب الشرع فانه يتعلق بافراد العبادة لله عز وجل واضح المعنى الخاص هو افراد الله بالعبادة والمعنى العام هو افراد الله بحق والمعنى الخاص مندرج في المعنى العام لكن جرى اهل العلم على تفسير التوحيد بالمعنى الخاص كالمصنف. لماذا لانه هو المعهود بخطاب الشرع فمثلا قوله تعالى قل هو الله احد المراد به قل هو الله احد بي عبادته فهذا اصل وضعها الشرعي والربوبية والاسماء والصفات متضمنة او لاجل سائل اخر قول جابر في صفة الحج في مسلم فاهل صلى الله عليه وسلم بالتوحيد اي توحيد الالوهية لقوله لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك الى تمام التلبية فاللفظ يفسر بمعناه الخاص بالمعهود الشرعية والشرك له معنيان شرعا الشرك له معنيان شرعا احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره يعلو شيء من حق الله لغيره والثاني قاسوا وهو جعل شيء من العبادة لغير الله يعني شيء من العبادة لغير الله وهذا المعنى الثاني هو المعهود شرعا ولهذا اختصر عليه المصنف لما قال وهو دعوة غيره معه فان الدعوة تطلق بمعنى العبادة كما سيأتي فتقدير الكلام وهو عبادة غيره معه فتفسيره الشرك تفسير صحيح بالنظر الى المعنى الخاص وعدل في تعريف الشرك عن قولهم صرف شيء الى قولنا جعل شيء لماذا لامرين احدهما موافقة للخطاب الشرعي قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله جدا وهو قال فعبر بالجعل ذا نسخة طيب والثاني ايديك كتقرا الصرف افضل طيب كيف الجعل وكيف الصرف هنا؟ ما الصلة بينهم قد يجعل لغير الله يكون شركا ايضا ان الجعل يدل على الاقبال القلبي والتأله ان الجعل فيه معنى الاقبال القلبي والتأله وهذا غير موجود في كلمة صرف لانها موضوعة لتحويل الشيء عن وجهه دون التزام مقصود في المحول اليه لانها موضوعة لغة لتحويل الشيء عن وجهه دون التزام مقصود في المحول اليه واعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما نهى الله عنه الشرك والدليل كما ذكر المصنف قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا كيف تدل هذه الاية على الاعظمية نعم المعنى الاعظمي فيستنكر شيئا وقال اعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك. لابد ان تجعل الاعظميتين على واحدة منهم ان قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا تقدم اية الحقوق العشرة فيقول تعالى واعبدوا الله لا تشقوا به شيئا وبالوالدين احسانا وذو القربى واليتامى الى تمام الاية فلما قدم الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك على غيره على غيرهما من المأمورات والمنهيات دل ذلك على اعظمية المقدم. لان الذي يقدم هو الاهم ذكره ابن قاسم العاصم رحمه الله تعالى في حاشية ثلاثة اصول ثم بين المصنف مسألة اخرى مرتبة على ما تقدم فقال فاذا قيل لك من اصول الثلاثة الى اخره وقد علمت فيما سلف ان الله عز وجل خلقنا للعبادة وامرنا بها ولا نتمكن من القيام بما امرنا به الا بمعرفة ثلاثة اصول احدها معرفة المعبود وهو الله عز وجل والثاني معرفة المبلغ عن المعبود وهو الرسول صلى الله عليه وسلم والثالث معرفة كيفية العبادة وهي الدين وهذه هي الاصول الثلاثة معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم فالامر بها مندرج في الامر بالعبادة وكل امن بالعبادة امر بها لان المرء لا يتمكن من القيام بالعبادة الا بمعرفة معبود يجعل له تلك العبادة معرفة مبلغ عن ذلك المعبود يخبره بما يراد منه من العبادة وكيفية لتلك العبادة فالاول هو معرفة الله الثاني هو معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم والثالث هو معرفة الدين فاذا سئلت ما دليل وجوب الاصول الثلاثة الجواب واحد سألكم دخل هنا انتم جالسون تدرسون كتب بس لان عندكم مشهورة ليس عليها ادلة فما الجواب هذه مسألة عظيمة يا اخوان لازم تتبينون دين الان لضعفي تبين الدين كثرت الشيخ شبهات المشبهين فتجد صراعان ما يقع شيء صرعان ما يقع في عجالة ما يقع في شبهته اناس كثير بفراغ القلوب من معرفة الدين او في تجدد معرفة الدين به بها بعد الفتنة وكلا الحالين تفسد الدين ولا تنفع فاما ان يكون المرء قدوة بالكلية لا يتبين فهذا شرط واما ان تكون الفتنة قد وقعت ثم يذهب ليتبين. فمثل هذا ليس بمنأى عن الخطأ لان تبينه يكون مقرونا بما يضره وهو الفتنة التي تستعر نارها فلا يتبين الحق فيه وليس المقصود بالعلم ان تكثر معلوماتك. المقصود بالعلم ان تتبين دينك هذه المسألة مسألة عظيمة ما دليل وجوب هذه الاصول الثلاثة؟ لان رجلا اسمه محمد بن عبد الوهاب صنف كتابا اسمه ثلاثة الاصول صار معظما ومأخوذا بالملاحظة لا لان الارض المقدسة لا تقدس احدا والدين لا يعرف الرجال ولكن لان ما تضمنه تصدقه دلائل الكتاب والسنة فدليل وجوب ثلاثة الاصول هو جميع امر بعبادة الله عز وجل وكيف يكون ذلك؟ مثل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم لقوله تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين هذي تدل على وجوه ثالثة الاصول. كيف لان العبادة المأمورة بها تفتقر الى معبود هو الله. والى مبلغ عن ذلك المعبود كيف يعبد وهو الرسول صلى الله عليه وسلم. والى كيفية لتلك العبادة. ما هي حتى تتحقق من العبد وهذا هو الدين ودين الاسلام دين دين واضح سهل يسير ولكن الناس جعلوا بينهم وبين معرفته حجابا بالاشتغال بغير المهم وترك المهم. ومن اشتغل بغير المهم اضر بالمهم فتجد احدهم في مسائل الدين العظمى لا يكاد يفقه حقيقتها حتى اذا القي اليه شبهة بان مثل هذا الكتاب لا دليل عليه هات لي اية او حديث فيها الاصول الثلاثة قال اي والله صحيح كيف غافلين كل هالمدة هذي في اية هذا من قلة علمه وقلة علمه قد يكون حظر فاتى الاصول لكن غرد فيها خارج السرب كما يقول الادباء. فاعتني بما ليس هو الاولى من تبين مقاصد الكتاب والاحاطة بما يلزم علمه هذا هو الذي ينفعك وما وراء ذلك يتفاضل فيه الناس لكنهم لابد ان يتساووا في معرفة ما يحتاجونه من الدين واذا ظن الانسان انه اذا وقعت الفتنة له قدرة على تبين ذلك لانه تعلم مهارات البحث في الجامعة هذا لا يكون ابدا لان استخراج العلم واستنباطه يحتاج الى سكون القلب وطمأنينته. وهذا لا يكاد يكون في الفتن فتجد المرض ترعانا ما يسمع شيئا ويعلق بقلبه انا اضرب لكم مثال انه لما حدثت زاد الحادي عشر من سبتمبر عز من عزى فيما عزي من هلك الكفار فيها جاءني احد الاخوان فقال ان هذا من دلائل كفرهم من دلائل كفر من عز قلت له لماذا قال لان هذا من الموالاة بالكافرين ومن والى الكافرين كافر ويذكر من يأثر عنه هذا الكلام فمثل هذا المسكين علق به القول لفراغ قلبه وظن انه بعد الفتنة اذا اخذ كلاما مبنيا في الظاهر على ايات واحاديث يصيب الحق فلما سلمت له بان هؤلاء كافرين وان من عزى كافر قلت له صح عن الامام احمد جواز التعزير في الكافر في احدى الروايتين فهل تقول ان الامام احمد كافر فما لازم جوابه لازم الجواب لابد ان يكون كافرا والا صار متلاعب بالدين ما في فرق الدين ما يحكم على اسود العينين بشيء وازرق العينين بشيء وابن حنبل بشيء وابن فلان بشيء واحد حكمه جار على كل احد فاما ان تلتزم بان الامام احمد كافر كهؤلاء واما ان تطلب ما تدفع به عن نفسك الغلط في فهم المسألة وان من الفقهاء من اجاز تعزية الكافر بكافر لا لا بالدعاء بالرحمة له فاذا وردت الشبهات بضعف تبين الدين ومعرفة احكامه سرعان ما تعلق بالقلوب والشبه الطائفة والقلوب ضعيفة وهذه منفعة بالعالم اللياذ بالعالم الذي صار الناس يفرطون فيه من منافعه حفظ الانسان دينه اذا لاذ الانسان بالعالم واخذ بقوله واقبل عليه عند استيعاب لا للفتن حمى دينه لا يحني ظهره من صوت السلطان يحمي قلبه من غضب الرحمن اعظم ترى يا اخوان انك تحمي قلبك من غضب الرحمن اما ان يكون دينك عرضة للتلون والتحيض والخصومات وتخرج في اخر امرك خالي الوفاض من الدين. فلا تشهد جمعة ولا جماعة فهذا من اعظم الحرمان المستبين. والختم على القلوب هذا امر مشاهد واذكر في احدى الفتن ان شابا جاء الى الشيخ صالح الاطرم رحمه الله عضو هيئة كبار العلماء فقال له يا شيخ الناس بعد الفجر قال يا شيخ الناس مختلفون وفي من يقول كذا وفي من يقول كذا واول مرة قال لي يا ولدي انت عليك بنفسك الناس قل هم لمن يفصل بينهم من حكام او علماء انت قرأت كتاب التوحيد قال لا قال خلاص هات كتاب التوحيد وتعال بكرة فلازم الشيخ حتى مات صار من بركة اللياذ بالعالم عند حدوث الفتنة حمله على ما ينفعه نحن كلنا نحفظ حديث معصوم ابن يسار في صحيح مسلم العبادة في الهرج كهجرة اليه معناها ان العبادة عند تحرك الفتن بمنزلة الهجرة الى النبي صلى الله عليه وسلم شبهت بها لان المهاجر اليه صلى الله عليه وسلم ينزع نفسه وقلبه من محابه بين اهله وولده وعشيرته وماله فيخرج الى النبي صلى الله عليه وسلم منفردا المقبل على العبادة في الفتن ينزع نفسه وقلبه من كلام الناس واختلافهم ومرجهم وخطهم الى الاقبال على الله عز وجل فيكون بمنزلة المهاجر باجر واذا رأيت هذا في حالنا وجدت انه قل احد منا يدخل المسجد اذا سمع الفتنة يصلي ركعتين ويدعو للمسلمين ان الله يزول الفتنة او ان يرفع يديه ويدعو الله عز وجل بلا صلاة ركعتين ويدعو الله ان يرفع الفتن عن المسلمين. لماذا لان صلة القلوب بالله ضعيفة ومعاني التوحيد والايمان فيها واهية فالدين المزوق غير الدين الراسخ والدين الذي يتولد من معرفة اجمالية ليس كالدين الذي يتولد بمعرفة تفصيلية وليس المراد بالمعنى بالتفصيلية كثرة المعلومات المراد موافقة علمك لما يراد منك ان تعرف ماذا يراد منك هذا قليل الدين ليس بحر الدين النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا الدين يسر كيف يكون الدين صعب؟ لا يمكن ولكن طريقة تناول الناس في الدين هي التي وعرة فلا بد ان تعرف ما ينبغي ان تعتني منه ومنه جمل القول التي ذكرناها في مسألة نعم احسن الله اليكم قال امام الدعوة رحمه الله فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين وكل وكل من سوى الله وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم شرع المصنف رحمه الله يبين الاصل الاول وهو معرفة العبد ربه فقال فاذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الى اخره. ومعرفة الله على وجه الكمال متعذرة في حق الخلق لان كمال الله عز وجل مما يعجز عن الاحاطة به المخلوقون فمعرفة الله لا تنتهي الى حد بل كلما زاد ايمان العبد وعلمه بالله ازدادت معرفته بربه ومن معرفة الله عز وجل قد رني يتعين على كل احد وما وراءه فالناس يتفاضلون فيه المؤذن موجود واصول معرفة الله الواجبة اربعة احدهما معرفة وجوده فيؤمن العبد بانه موجود والثاني معرفة ربوبيته فيؤمن العبد بانه رب كل شيء والثالث معرفة الوهيته فيؤمن العبد بانه هو الذي يعبد بحق وحده فيؤمن العبد بانه هو الذي يعبد بحق وحده والرابع معرفة اسمائه وصفاته فيؤمن العبد بان لله اسماء حسنى وصفات علا هذا القدر هو الواجب على الخلق في معرفة الله عز وجل وذكر المصنف رحمه الله تعالى دليله فقال والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين كيف تدل هذه الاية على هذه الاصول الاربعة لله الله الله اكبر الله اكبر اشهد اشهد ان لا اله الا اشهد ان محمدا رسول الله. اشهد ان محمدا حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح اه الله اكبر الله قال المصنف رحمه الله تعالى والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين هذه الاية مع وجازتها دالة على الامور الاربعة المتقدم المتقدم بيان وجوبها فاما دلالتها على وجود الله فلان المعدوم لا يحمد وانما الذي يحمد هو الموجود واما دلالتها على ربوبية الله ففي قوله رب العالمين الدال على ربوبيته سبحانه واما دلالتها على الوهيته ففي قوله الحمد لله ببيان ان موجب تحقاق ربنا عز وجل الحمد والوهيته واما دلالته على الاسماء والصفات فقوله لله وقوله رب العالمين اسمان من اسماء الله الاول من الاسماء المفردة والثاني من الاسماء المضافة وهما دالان على صفتين من الصفات الالهية فاسم الله دال على صفة الالوهية واسم رب العالمين دال على صفة الربوبية فهذا وجه دلالة فاتحة الفاتحة على اصول معرفة الله وقول المصنف رحمه الله تفسيرا للعالمين وكل من سوى الله عالم مقالة تبع فيها غيره من المتأخرين وحقيقتها اصطلاح جرى به لسان علماء الكلام فشاع لا انه معروف في الوضع اللغوي وانما اخذ من قول المنطقيين الله قديم والعالم حادث فنتج من هاتين المقدمتين قولهم كل ما سوى الله عالم ثم اشتهر جعل هذه النتيجة تفسيرا للعالمين وليس كذلك لان العرب لا تعرف كلمة العالمين للدلالة على غير الله وانما العالم عند العرب اسم للافراد المتجانسة من المخلوقات العالم عند العرب اسم للافراد المتجانسة من المخلوقات مثل عالم الجن وعالم الانس وعالم الطير وعالم الملائكة فان قال قائل وكل المخلوقات افراد متجانسة فيكون بمعنى ما ذكروه ما الجواب ها وش رايكم كل العالم جالسة ام لا يلزم ذلك اخوان اللي في الخلف اوصلوا صوتكم بالحق ترتفع بين الخلق هذا الذي ينبغي للانسان يوصل صوته فيه معرفة الدين المنافسة فيه فما الجواب عبد الله مثل ايش الشمس من الكواكب ها لا ابحث عن غيرها هذه لا تسلم لك انها تقع من الكواكب عندهم فيها بحث في سورة يوسف مثل العرش والكرسي فانه ليس لهما نظير من جنسهما بالعرش الالهي والخمس الالهي ليس لهما نظير من جنسهما والجنة والنار ليس لهما نظير من جنسهما فمخلوقات الله عز وجل نوعان احدهما افراد متجانسة وهي التي تختص باسم العالم في عالم الانس وعالم الجنس وعالم كعالم الانس وعالم الجن والاخر الافراد التي لا نظير لها من جنسها الافراد التي لا نظير لها من جنسها فلا يشاركها احد في حقيقتها للعرش والكرسي والجنة والنار فلا يصح تفسير العالمين بانه كل ما سوى الله عالم لانه ليس وضعا لغويا وانما مصطلح ايش طرح حادث والقرآن لا يفسر من مصطلح الحال لقاعدة التفسير القرآن لا يفسر بمصطلح الحاجة اضرب لكم مثال اثني عشر نقيبا وقال قائل النقيب هو الذي عليه الثلاث نجوم اليس هذا اصطلاح الان ما يفسر القرآن باصلاح حاجة مثله تفسير العالمين بانه ما سوى الله هذا اصطلاح حادث القرآن ما يفسر بالاصطلاح ما يفسر بازتاح بحاجة نعم احسن الله اليكم قال امام الدعوة رحمه الله تعالى فاذا قيل لك بما عرفت ربك؟ فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر من مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والاراضون السبع ومن فيهن وما بينهما والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس. وقوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر. لا تسجدوا للشمس ولا للقمر لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار قلوبه حثيثة والشمس والقمر والنجوم مسخراتها بامره. الا له الخلق والامر. تبارك الله رب العالمين. لما ذكر المصنف رحمه الله ان الله هو الرب وبين دليله كشف عن الدليل المرشد الى معرفة الله والدليل المرشد الى معرفة الرب شيئان احدهما التفكر في اياته الكونية التفكر في اياته الكونية والاخر التدبر في اياته الشرعية وهما مذكوران في قول المصنف بآياته لان الايات شرعا لها معنيان احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات والاخر الايات الشرعية وهي ما انزله الله من الكتب فيكون قول المصنف بعد ذلك ومخلوقاته من عطف الخاص على العام لان المخلوقات بعض الايات وهي الايات الكونية فكأن الايات فكان الايات فكأن الايات دائرة كبرى هذه الدائرة تشتمل على نصفين ايات كونية وايات شرعية فالكونية تسمى المخلوقات فيكون قوله باياته ومخلوقاته من عطف خاص اي فرض من تلك الافراد الى المعنى العام والشمس والقمر والليل والنهار والسماوات والارض كلها ايات وكلها مخلوقات فلماذا خص المصنف رحمه الله تعالى الشمس والقمر والليل والنهار باسم الايات وخص السماوات والارض باسم المخلوقات واضح الاشكال ما الجواب طيب لماذا وقع في القرآن هكذا تقدير هذا الاول في الليل والنهار الشمس والقمر اظهر وذاك في السماوات والارض اظهر نقول ان المصنف رحمه الله تعالى جعل اسم الايات مخصوصا بالليل والنهار والشمس والقمر. وجعل اسم السماوات والارض مخصوصة وجعل اسم المخلوقات مخصوصا للسموات والارض موافقة لاسياق القرآن فانه اكثر ما تذكر السماوات والارض للمخلوقات واكثر ما تذكر الليل والنهار والشمس والقمر بالايات فهو متابع السياق القرآن ووقع السياق القرآني كذلك ملاحظة للوضع اللغوي فان الايات فان الايات في لسان العرب يراد بها العلامات والشمس والقمر والليل والنهار اظهر في كونهن علامات لانهن يتغيرن ويتتابعن فهن علامات واما السماوات والارض فهن مقدرات على صورة معينة لا تتغير فالسماوات في الليل هي السماوات في النهار والارض في الليل هي الارض في النهار فناسب معنى التقدير ان تذكر السماوات والارض باسم المخلوقات احسن الله اليكم قال امام الدعوة والرب هو المعبود والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبل لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة. لما بين المصنف رحمه الله الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل ذكر ان الرب هو المستحق للعبادة فمعنى قوله والرب هو المعبود اي المستحق ان يكون معبودا فليس كلامه تفسيرا للفظ الرب لان لفظ الرب في اللسان العربي ينحصر بالسيد والمالكي والمصلح للشيء القائم عليه. ذكره ابن الانباري وغيره ولا يقع اسم الرب بمعنى المعبود في اصح قولي اهل العلم فيكون تقدير الكلام والرب هو المعبود اي والرب والمستحق ان يكون معبودا. والدليل على ان المصنف اراد هذا الاية التي ساقها. لان فيها تعليل الامر بالعبادة بكون الله عز وجل هو الرب الذي له افعال الربوبية الكاملة. فالاقرار بالربوبية يستلزم الاقرار ها بالالوهية الاقرار بالربوبية يستلزم الاقرار بالالوهية وهذا معنى قول ابن كثير الخالق لهذه الاشياء هو المستحق قل العبادة اي الكائن ربا بخلقه هذه الاشياء هو المستحق ان يكون معبودا احسن الله اليكم قال امام الدعوة رحمه الله تعالى وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان ومنه الدعاء والخوف والرجاء التوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من انواع العبادة التي امر الله بها كلها لله تعالى والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر والدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه وعند ربه انه لا يفلح الكافرون. عبادة الله لها معنيان في الشرع احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع والثاني خاص وهو التوحيد وعبر بالخضوع في بيان المعنى العام للعبادة دون الذل لامرين ما هما اولهما موافقة الخطاب الشرعي بان الخضوع لله عبادة شرعية والذل له قدري كوني فلا يقال للخلق ذلوا لله لان ذلك متحقق كونا وقدرا وانما يقال اخضعوا لله لانه هو المطلوب كونه عبادة يتقرب بها وبه جاءت النصوص ففي حديث ابي هريرة عند البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قضى الله بالامر من السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله اي خضوعا لقوله سبحانه وتعالى وخضوع وخضوع الملائكة من عبادتهم وروى البيهقي باسناد صحيح في قنوت عمر رضي الله عنه ونؤمن بك ونخضع لك ونؤمن بك ونخضع لك وليس في شيء من القرآن والسنة الامر بالذل عبادة يتقرب بها الى الله عز وجل والاخر ان الذل ينطوي على الاجبار والقهر ان الذل ينطوي على الاجبار والقهر فقلب الذليل فارغ من الاقبال والتعظيم الذي هو حقيقة العبادة كما انه يتضمن قدحا في مقام العبادة لانه يورث هذه الحالة الرديئة التي قال الله عز وجل في بيان سوءها خاشعين من الذل وقال ترهقهم ذلة العبادة تجمع الحب والخضوع لا الحب والذل فالعبادة تجمع الحب والخضوع لا الحب والذل وفي ذلك قلت وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما خطبان والقاصد هو المقبل على الله سبحانه وتعالى وانواع العبادة كلها لله عز وجل كما قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا فالنهي عن دعوة غير الله عز وجل امر بافراده سبحانه وتعالى بالعبادة والعبادة اشير اليها في الاية بقوله فلا تدعو لان الشرع يوقع الدعاء موقع العبادة فعند السنن من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو هو العبادة فمعنى الاية فلا تعبدوا مع الله احدا كائنا من كان ومن صرف شيئا من العبادات لغير الله فهو مشرك كافر واستدل المصنف بقوله تعالى انه لا يفلح الكافرون مع قوله في اولها ولا تدعو مع الله الها اخر فما استحق عليه الكافرون الذم وعدم الفلاح هو فعلهم المذكور في صدر الاية فكل من وافقهم في فعلهم رافقهم في مآلهم فكل من وافقهم في فعلهم رافقهم في مآلهم. فاذا اشرك بالله عز وجل ادخله الله عز وجل النار وجعل شيء من العبادة لغير الله عز وجل شرك والكفر يكون بالشرك ويكون بغيره. فالكفر اعم من الشرك وقول الله عز وجل لا برهان له به صفة كاشفة عن كل ما يدعى دون الله عز وجل فكل مدعو يدعى ومعبود يعبد غير الله عز وجل فهو على هذه الحال ليس لعابده برهان ولا حجة وليس معنى الآية ان من المعبودات ما يكون لصاحبه حجة عليه ومنها ما لا يكون كذلك. بل كل المعبودات على هذه الحال كقوله تعالى وقتلهم الانبياء وقتلهم الانبياء بغير حق فقوله بغير حق صفة كاشفة او صفة تقليدية صفة كاشفة ان كل قتل للانبياء يكون بدون حق لا ان هناك ما يكون بحق وهناك ما لا يكون بحق وهذا اخر التقرير على هذا قديم الكتاب واستكمل بقيته بعد صلاة العشاء باذن الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين