السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن بنار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الارض. يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الارض. يرحمكم من في السماء ومن افد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتي بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الثاني من برنامج مهمات العلم في سنته الثالثة ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهي وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف فقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله المرتبة الثانية الايمان. نعم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بثلاثة الاصول وادلتها المرتبة الثانية الايمان وهو بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله ادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. كله من الله. والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. ودليل القدر قوله تعالى قال ان كل شيء خلقناه بقدر. الايمان في الشرع له معنيان. احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا التصديق الجازم باطنا وظاهرا التصديق الجازم باطنا وظاهرا تعبدا لله بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة فانها تسمى ايمانا وهذا المعنى هو المقصود اذا قورن الايمان بالاسلام والاحسان والايمان بضع وستون شعبة. اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان ثبت ذلك في الصحيحين واختلفا في عد تعب الايمان فلفظ البخاري بضع وستون ولفظ مسلم بضع وسبعون وعنده ايضا بضع وستون او وسبعون على الشك والمقدم من هذه الالفاظ رواية هي رواية البخاري فانها اصح اسنادا واوثق رجالا فالمحفوظ في عد شعب الايمان انها بضع وستون شعبة وشعب الايمان هي خصاله واجزاؤه الجامعة له ومنها قولي كقول لا اله الا الله وعملي كاماطة الاذى عن الطريق وقلبي كالحياء وقد جمعت انواع شعب الايمان الثلاثة في حديث ابي هريرة المشار اليه والايتان المذكورتان في كلام المصنف دالتان على اركان الايمان الستة ولم يأتي الايمان بالقدر مقرونا في القرآن بالاركان الخمسة تعظيما لشأنه فانه وقع في القرآن اعدوا اركان الايمان خمسة متتابعة وافرد القدر بالذكر تعظيما لشأنه وراس ما ينبغي تعلمه من اركان الايمان الستة هو معرفة القدر الواجب المجزئ من الايمان بكل ركن مما هو واجب على العبد ابتداء لا يسعه جهله ولا يصح دينه الا به وهذه المسألة مع جلالتها قل من ينبه اليها واستقراء ادلة الشرع يدل على ان كل على ان كل ركن من اركان الايمان منه قدر واجب لازم كل عبد ابتداء لا يسعه جهله ولا يصحح دينه الا به وسيأتي ذكر كل في محله فالقدر الواجب المجزئ من الايمان بالله هو الايمان بوجوده ربا مستحقا العبادة الايمان بوجوده ربا مستحقا العبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالملائكة هو الايمان بانهم عباد من خلق الله هو الايمان بانهم عباد من خلق الله وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالملائكة هو الايمان بان الله انزل على من شاء من الرسل كتبا هي كلامه عز وجل هو الايمان بان الله انزل على من شاء من الرسل كتبا هي كلامه عز وجل ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه وكلها منسوخة بالقرآن والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالرسل هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم. هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم مروهم بعبادة الله وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم والقدر الواجب المجزئ من الايمان باليوم الاخر هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو يوم القيامة والايمان بالبعث في يوم عظيم هو يوم القيامة لمجازاة الخلق فمن احسن فله الحسنى وهي الجنة ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالقدر هو ان هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر ازلا ولا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه ولا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه فهذه الجملة هي عمود الاقدار الواجبة المجزئة من كل من الايمان بكل ركن من اركان الايمان ابتداء وما وراء ذلك فاما ان يكون واجبا على العبد بالدليل اذا وصل اليه او يكون مستحبا غير واجب واذا اردت ان تعرف منازل هذا القول تعقل هذا المثال فان العامية اذا سئل عن الايمان بالملائكة فقال لا نعرف شيئا اسمه الملائكة فانه خارج من الملة لجهله ما لا يسع جهله به مما لا يصح دينه به الا ابتداء فان من شرط الايمان فان من اصل الايمان الايمان بالملائكة والذي لا يعرف الملائكة ولا يؤمن بهم قد وقع في الناقض العاشر من نواقض الاسلام وهو الاعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به والمراد بالاعراض عن دين الله عن اصله الذي لا يصح ايمانه الا به. ومن لا يعرف الملائكة لا يعرف ركنا عظيما من اركان الايمان فليس مسلما واذا سئل هذا العامي عن الملائكة فقال هم خلق من خلق الله عز وجل صح ايمانه فان سئل عن جبريل هل هو منهم؟ قال لا ادري فاذا اعلم بالدليل الوارد من القرآن والاحاديث المتواترة ان منهم جبريل ان منهم جبريل فان انكر ذلك بعد بلوغه الدليل صار كافرا لانكاره ما هو معلوم من الدين بالضرورة بدليله المتواتر القطعي فان امن بذلك بعد بلوغه الدليل كمل ايمانه بالملائكة اعظم من مجرد اثباته انهم من خلق الله فان قيل للعامية اتعرف الملائكة؟ فقال نعم خلق من خلق الله فقيل له اتعرف جبريل؟ فقال نعم كان ينزل بالوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم فقيل له هل يموت ام لا يموت؟ فقال لا ادري عن هذا. فاذا ذكرت له الادلة واختلاف اهل العلم في موت جبريل عليه الصلاة والسلام مما ختم به السيوطي كتابه التحذير في علوم التفسير قال لا افهم هذا ولا ادري عنه فان ذلك لا يكون مؤثرا في ايمانه لا نقضا ولا نقصا. لان العلم بهذه المسألة والاطلاع على الراجح فيها ليس واجبا على العبد ابتداء في ايمانه بالملائكة. ولا واجبا عليه بعد بلوغه الدليل لان الادلة في هذه المسألة تتنازعها الانظار وليس منها شيء قطعي. فلابد ان تعرف مراتب ما يتعلق بالايمان بكل ركن حتى حتى تعرف ما يجب عليك ابتداء في تصحيح ايمانك بكل واحد منها. وان ما وراء ذلك مما يزيد ايمانك بذلك الركن فالذي يطلع على احوال الملائكة ويتسع علمه بهم بقراءة ما جاء في كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ومعرفة معاني ذلك يكون اعظم في صدق ايمانه واثبت في الايمان بهم من رجل لا يعرف الا انهم خلق من خلق الله سبحانه وتعالى. ويقال في كل ركن من اركان الاسلام نظير القول في هذه المسألة فهي مسألة عظيمة ينبغي ان يعتني طالب العلم بالتفقه بها وهي من اكد مسائل الايمان والشغل عنها بمسائل دونها تتعلق بالايمان من الاشتغال بالفظول وترك الاصول. وتقدم ما قلت لكم صبيحة هذا اليوم من قول ابي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى عجبت لمن ترك الاصول وطلب ابى الفضول فطالب العلم خاصة ومريد النجاة من الخلق عامة ينبغي ان يشتغل بما ينفعه ويلزمه. وان يعزف عن عن الفضول التي تهدر قوته وتبدد نشاطه ولا يصل اليه منها كبير منفعة في الدنيا والاخرة. نعم قال رحمه الله المرتبة الثالثة الاحسان ركن واحد وهو ان تعبد الله وحده كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك منك يا عبد العزيز والدليل قوله تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وقوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو هو حسبه وقوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين انه هو السميع العليم وقوله وما تكون في شأنه وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل ان الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه ذكر المصنف رحمه الله المرتبة الثالثة من مراتب الدين وهي الاحسان والاحسان له معنيان في اللغة توقفوا عليهما حقيقته الشرعية الاول ايصال النفع ومحله المخلوق دون الخالق الاول ايصال النفع ومحله المخلوق دون الخالق والثاني الاتقان واجادة الشيء الاتقان واجادة الشيء ومحله الخالق والمخلوق وهذا المعنى هو المراد في كلام المصنف والمذكور منه الاحسان مع الخالق وله اطلاقان شرعيان الاول عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا اتقان الباطن والظاهر تعبدا لله اتقان الباطن والظاهر تعبدا لله بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة والمراقبة اتقان الباطن والظاهر تعبدا لله بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة والمراقبة والاخر خاص وهو اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة على مقام المشاهدة او المراقبة اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة على مقام المشاهدة او المراقبة. وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاحسان ايماني والاسلام والقدر المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين احدهما احسان معه في حكمه القدري للصبر على الاقدار. احسان معه في حكمه القدري بالصبر على الاقدار والاخر احسان معه في حكمه الشرعي بامتثال خبره بالتصديق نفيا واثباتا بامتثال خبره بالتصديق نفيا واثباتا وامتثال طلبه بفعل الواجبات وترك المحرمات واعتقاد حل الحل الحلال وامتثال طلبه بفعل الواجبات وترك المحرمات واعتقاد حل الحلال وقول المصنف الاحسان ركن واحد اي شيء واحد نص عليه ابن قاسم العاصمي في حاشية ثلاثة الاصول لان حقيقة الركن لا تصدق عليه فلا بد من حمله على معنى يصح به لان ركن الشيء اذا كان واحدا فهو الشيء نفسه والركن لا يكون الا متعددا فيكون اثنان فيكون اثنين او ثلاثة او اربعة فان كان واحدا فهو الشيء نفسه وسبق ان الاحسان له ركنان احدهما عبادة الله والاخر ايقاع تلك العبادة اي فعلها يرحمك الله اي فعلها على مقام المشاهدة او المراقبة والادلة التي ذكرها المصنف على مرتبة الاحسان منها ما هو مصرح بمدح من هو متصف به وذلك في الايتين في قوله تعالى وهو محسن وقوله تعالى والذين هم محسنون ومنها ما هو مصرح بمقام المراقبة. وذلك في الايتين الاخيرتين في قوله الذي يراك حين تقوم في الساجدين وقوله تعالى الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه ومعنى تفيضون فيه شرعتم تعملون فيه ودخلتم به اما قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ووجه دلالتها على الاحسان اشتمالها على تفويض العبد امره الى الله بالتوكل عليه وانما يفوض امره الى الله من كان عابدا له على مقام المشاهدة او المراقبة فالتوكل يتضمن عبادة الله مشاهدة او مراقبة فتصير الاية دالة على الاحسان نعم قال رحمه الله والدليل من السنة حديث جبرائيل عليه السلام المشهور عن عمر رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه ان احد فجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه فقال يا محمد اخبرني عن الاسلام فقال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. فقال صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. قال صدقت. قال اخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال صدقت. قال فاخبرني عن الساعة. قال المسؤول عنها باعلم من السائل قال اخبرني عن اماراتها قال ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان. قال فمضى فلبثنا من يا. فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل؟ قلنا الله ورسوله اعلم. قال هذا جبريل اتاكم يعلمكم امر دينكم هذا حديث عظيم مخرج في المسند الصحيح لمسلم من حديث عمر رضي الله عنه ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم مراتب الدين الاسلام والايمان والاحسان ثم سماهن صلى الله عليه وسلم دينا بقوله في اخره يعلمكم امر دينكم. ففيه بيان مراتب الدين وهن الثلاث المذكورات ولفظ امر ليس في صحيح مسلم بل رواه من الستة النسائي في سننه وختم المصنف بهذا الحديث لاشتماله على جميع المسائل المتقدمة المتعلقة بمعرفة الدين ولجلالته سمي هذا الحديث بام السنة وقول جبريل عليه السلام اماراتها بفتح اوله جمع امارة وهي العلامة والحديث يروى بالافراد امارتها وبالجمع اماراتها والذي في الصحيح يعني صحيح مسلم الافراد. واما الجمع فعند ابي داوود والنسائي وقول النبي صلى الله عليه وسلم رعاء بكسر اوله جمع راع وهو الذي يحفظ البهائم في مراعيها وقول عمر رضي الله عنه مليا بفتح الميم وكسر اللام وتشديد الياء اي زمنا طويلا ووقع تقديره في السنن بثلاث ليال نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الاصل الثالث معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وهو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية إسماعيل ابن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الثاني اتبعه ببيان الاصل الثالث وهو معرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم والنبي في الشرع يطلق على معنيين احدهما عام وهو رجل انسي حر رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم اوحي اليه وبعث الى قوم فيندرج فيه الرسول والاخر قاص وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم موافقين اوحي اليه وبعث الى قوم موافقين فلا يندرج فيه الرسول طيب هل نحتاج الى قيد الانس؟ الا يكفي ان نقول رجل ام لابد من قيد الانس ما الجواب لماذا لان الجن فيهم رجال لقول الله تعالى وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فكما يوجد في الانس رجال ففي الجن رجال فلا بد من قيد مفرق بينهما وهو تقييده بقول انسي لان الجن لا رسل فيهم في اصح قول اهل العلم رحمهم الله وسبق ان عرفت ان الاصل الاول وهو معرفة العبد ربه منه قدر واجب يرجع الى اربعة اصول. وان الاصل الثاني وهو معرفة دين الاسلام منه قدر واجب يرجع الى ثلاثة اصول. وكذلك يقال في معرفة النبي صلى الله عليه وسلم ان منها قدرا واجبا على كل احد يرجع الى اربعة اصول الاول معرفة اسمه محمد دون بقية نسبه معرفة اسمه محمد دون بقية نسبه فالواجب على قل لاحد من المسلمين معرفة ان النبي الذي ارسل الينا اسمه محمد لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بشخصه ووصفه والمقصود من بعثته فمن لم يعرف اسمه كيف يعرف كونه رسولا واسمه الاول كاف في تحقيق المقصود وهو الواقع في القرآن فلو جهل العبد بقية نسبه صلى الله عليه وسلم لم يضره ذلك وكانت الاشارة اليه صلى الله عليه وسلم وذكره بوصفه كافية في زمنه لانها تدل على معرفة الرجل الذي بعث اليهم اما بعد موته فلا سبيل الى تمييزه عن غيره الا بمعرفة اسمه الاول وهو محمد صلى الله عليه وسلم فقد ذكر المصنف هنا نسب النبي صلى الله عليه وسلم مسلسلا بالاباء الى جد ابيه هاشم ثم اقتصر على جوامعه فقال وهاشم من قريش وقريش من العرب ووقع في رسالة الاصول الثلاثة للمصنف زيادة بيان فقال وقريش من كنانة وكنانة من ولد اسماعيل ورسالة الاصول الثلاثة غير رسالة ثلاثة الاصول وادلتها فان رسالة ثلاثة الاصول ودلتها هي الرسالة التي بين ايديكم واما رسالة الاصول الثلاثة فانها اوجز منها كلاما هو اقل حجما وهي مطبوعة في مجموعة التوحيد فبينهما فرق ولم يزل الامر كذلك حتى دخلت بالعلم من ليس من اهله ممن ينشر الكتب فصاروا يطبعون هذه الرسالة التي بايديكم باسم الاصول الثلاثة وانما اسمها المعروف عن مصنفها ثلاثة الاصول وادلتها اما رسالة الاصول الثلاثة فهي رسالة اخرى للمصنف رحمه الله تعالى تلتقي مع هذه الرسالة في مقاصدها وتفارقها في وجازة لفظها مع زيادات لطيفة فيها والاصل الثاني معرفة انه عبد الله ورسوله معرفة انه عبد الله ورسوله. اختاره الله واصطفاه وفضله بالرسالة اختصه الله اصطفاه الله من البشر وفضله بالرسالة وهو خاتم الانبياء والمرسلين وخاتم الانبياء والمرسلين والاصل الثالث معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله فهذه اصول اربعة لابد من معرفة حتى يصح اسلام العبد بها فيما يتعلق بمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله وله من العمر ثلاث وستون سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا نبئ بقرة وارسل بالمدثر وبلده مكة. عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا وستين سنة قسمت شطرين فمنها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا اوحي اليه وبعث وهو ابن اربعين سنة ووحي البعث الذي يصطفي به الله من شاء من عباده نوعان ووحي البعث الذي يصطفي به الله من شاء من عباده نوعان احدهما وحي نبوة والاخر وحي رسالة وهي درجة اعلى من النبوة وكان اول الموحى الى نبينا صلى الله عليه وسلم صدر سورة العلق واولها اقرأ وهو ابتداء وحي البعث اليه وثبتت به اقل مراتبه وهي النبوة ثم لما انزلت عليه سورة المدثر المتضمنة لامره صلى الله عليه وسلم بنذارة قوم مخالفين له ثبتت له صلى الله عليه وسلم مرتبة الرسالة فارتقى من درجة النبوة الى درجة الرسالة فصار نبيا رسولا. وهذا معنى قول المصنف نبئ باقرأ وارسل بالمدثر اي ثبتت له مرتبة النبوة بانزال اقرأ عليه وثبتت له مرتبة الرسالة بانزال صورة المدثر عليه نعم قال رحمه الله بعثه الله بالنداوة عن الشرك ويدعو الى التوحيد والدليل قوله تعالى يا ايها المدثر قم فانذر اذ وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر. ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر. وما ناق فانذر ان ينذروا عن الشرك ويدعوا الى التوحيد. وربك فكبر اي عظمه بالتوحيد وثيابك فطهر. اي طهر اعمالك عن والرجز فاهجر الرجز الاصنام وهجرها تركها واهلها والبراءة منها واهلها وعداوتها واهل وفراقها واهلها المقصود من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم امران الاول النذارة عن الشرك ولفظ الانذار مشتمل على التحذير والترهيب ولفظ الانذار مشتمل على التحذير والترهيب والثاني الدعوة الى التوحيد ولفظ الدعوة مشتمل على الطلب والترغيب والدليل قوله تعالى قم فانذر وربك فكبر فقوله تعالى قم فأنزل دال على الاول لانه امر بالانذار من كل ما يحذر واعظم ما يحذر هو الشرك وقوله تعالى وربك فكبر دال على الثاني لانه امر بتكبير الله وتعظيمه واعظم ما يكبر الله به ويعظم هو التوحيد والنذارة بالكسر كالبشارة والعامة تفتحها فيقولون النذارة وهو لحن فهي موافقة للبشارة والزن مقابلة لها معنى وفسر المصنف رحمه الله تعالى قوله تعالى وثيابك فطهر لقوله اي طهر اعمالك عن الشرك وعليه اكثر السلف حكاه ابن جرير الطبري في تفسيره والسياق يدل عليه كما سبق بيانه صبيحة هذا اليوم فتفسير الاية في الاعمال الملابسات اولى من تفسيرها بثياب الملبوسة وذكرت لكم ان من القواعد النافعة في تفسير الكلام ولا سيما كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم هو رعاية السياق ومن بدائع ابي محمد ابن عبد السلام ما ذكره بكتاب الامام ان رعاية السياق ترجح المحتملات وتحل المشكلات وتبين الواضحات. ومن جملة ما ينتفع به من جملة ما ينتفع فيه بها هذا الموضع الذي تنازعه العلماء في تفسيره ومن رعى السياق رجح ان المقصود بذلك هو تطهير الاعمال وهو الصحيح ثم ذكر المصنف رحمه الله اصول هجر عبادة الاصنام وهي اربعة. الاول تركها وترك اهلها تركها وترك اهلها والثاني فراقها وفراق اهلها فراقها وفراق اهلها وهذا قدر زائد عن الترك لان المفارق مباعد وهذا قدر زائد عن الترك لان المفارق مباعد والثالث البراءة منها ومن اهلها والرابع عداوتها وعداوة اهلها وفيه زيادة على سابقه باظهار العداوة لان المتبرأ قد يعادي وقد لا يعادي وهذه الاصول الاربعة لا تختص بعبادة الاصنام بل تعم كل ما يتخذ من الالهة دون الله نعم قال رحمه الله اخذ على هذا عشر سنين يدعو الى التوحيد وبعد العشر عرج به الى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس وصلى في مكة ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة نعم. والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي باقية الى ان تقوم الساعة. والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض تكن ارض الله واسعة فتهاجر فيها. فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. فاولئك عسى الله ان يعفو وكان الله عفوا غفورا. وقوله تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي تعبدون. قال البغوي رحمه الله تعالى سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين بمكة لم يهاجروا ناداهم الله باسم الايمان والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها. لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يدعو الخلق الى التوحيد وبعد مضي العرش وبعد وبعد مضي العشر عرج به الى السماء اي صعد به صلى الله عليه وسلم اليها وكان ذلك بعد الاسراء به الى بيت المقدس وفرضت عليه الصلوات الخمس فصلى صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة النبوية وكانت تسمى يثرب والهجرة شرعا ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه وهي ثلاثة انواع احدها هجرة عمل السوء هجرة عمل السوء بترك الكفر والفسوق والعصيان والثاني هجرة بلد السوء بمفارقته والتحول عنه الى غيره هجرة بلد السوء بمفارقته والتحول عنه الى غيره والثالث هجرة اصحاب السوء هجرة اصحاب السوء بمجانبة من يؤمر بهجره من الكفرة والمبتدعة والفساق ومن هجرة البلد المأمور بها الهجرة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي فريضة على هذه الامة في حق من كان قادرا عليها غير متمكن من اظهار دينه فهي واجبة على من جمع امرين احدهما قدرته على الهجرة والخروج من البلد الذي هو فيه والاخر عدم تمكنه من اظهار دينه. ومن لا يكون قادرا على الهجرة بعجزه تسقط عنه او كان متمكنا من اظهار دينه في بلد الشرك فان الهجرة تكون في حقه مستحبة واضح متى تكون الهجرة واجبة من بلد الشرك بشرطين احدهما ان يكونا قادرا عليها والثاني ان يكون غير متمكن من اظهار في ما المراد باظهار الدين اظهار شعائر الدين يعني مثل نبذ الشرك والبدعة طيب يعني مع عيب هذه تقدير الجر المزمور مع ايش اي احسنت هو اظهار دينه مع عيب دين المشركين. اظهار دينه مع عيب دين المشركين. ذكر هذا من المحققين منهم عبد اللطيف واسحاق ابن عبد الرحمن ابن حسن وحمد ابن عتيق ومحمد ابن ابراهيم ال الشيخ وعبدالرحمن ابن سعدي رحمهم الله وهذه المسألة عظم الجهل بها فظن الناس ان المراد باظهار الدين هو الاذان واقامة الصلاة والاجتماع في الميادين العامة لاداء العيد وهذا بعض اظهار الدين فلا يكون الدين مظهرا الا مع عيب دين المشركين والبراءة منهم. فمن كان قادرا على ذلك صارت هجرة في حقه مستحبة اما من لا يقدر على ذلك فانه تجب عليه الهجرة من بلاد الشرك الى بلد الاسلام والايتان اللتان ذكرهما المصنف دالتان على وجوب الهجرة فاما الاية الاولى وهي قوله تعالى قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فدلالتها على وجوب الهجرة ما فيها من الانكار عليهم بالاستفهام الدال على ذم حالهم واما الاية الثانية وهي قوله تعالى ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون فدلالتها على وجوب الهجرة ما فيها من ذكر سعة الارض مع الامر بالعبادة فتقدير الكلام اذا لم تقدروا على عبادة الله في الارض التي انتم فيها فان ارضه واسعة فاخرجوا من ارضكم اعبدوه سبحانه وتعالى في ارض اخرى فارض الله واسعة والمعبود واحد وما ذكره المصنف عن البغوي رحمه الله في الاية الثانية هو معنى ما نقله في تفسيره عن جماعة لا نص لفظه فقال هنا بمعنى ذكر ولم يثبت كون المذكور سببا لنزولها الا ان يكون مراد المصنف بسبب النزول ما يجري تفسيرا فيكون تقدير الكلام تفسير الاية يتعلق بالمسلمين الذين بمكة لم يهاجروا ناداهم الله باسم الايمان وهذا هو الظاهر فان المصنف انما اراد كون ذلك تفسيرا لها. لا كونه سببا لنزولها. ثم ذكر المصنف دليلا من السنة على الهجرة وهو حديث حسن رواه ابو داوود وغيره من حديث معاوية رضي الله عنه يتضمن بقاء الامر بها وانها لم تنقطع وفيه شاهد لقوله صلى الله عليه وسلم وهي فيها شاهد لقوله رحمه الله يعني مصنف وهي باقية الى ان تقوم الساعة لان زوالها علق بانقطاع التوبة وانقطاع التوبة لا يكون الا بطلوع الشمس من مغربها اذا قامت اذا قامت الساعة فما يظنه بعظ الناس ان الهجرة من بلد المشركين انقطعت غلط بل لا تزول بل لا تزال جارية واجبة على من يسلم في بلاده الشرك ثم لا يستطيع ان يظهر دينه. وانعكست حال الناس اليوم فالقوا رحالهم بين المشركين وهذا من الضعف في الدين والطمع في الدنيا عند عامة اهله الا من لم يجد له مأوى في بلاد المسلمين فهذا حاله حال المضطر واما الذي يقدر لاجل شهادته ومرتبته ان يجد له محلا في بلاد المسلمين فانه لا تجوز له الاقامة في في بلاد المشركين ولما صار العالم قرية واحدة كما يقول اهل السياسة ظن بعض الناس ان احكام الشريعة لا تجري وهذا من الجهل بدين الله. فان دين الله عز وجل باق لا تغيره. الاحوال السياسية ولا التقلبات الكونية فما ذكره الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم في كتابه من احكام الهجرة باق الى قيام الساعة. واذا اراد طالب العلم ان يعرف دين الله فانه يقبل على كتابه وعلى كلام رسوله صلى الله عليه الا ولا يغتر بما صار عليه حال الناس من التهوين في مواصلة المشركين والنزول في بلدانهم والاقامة بين ظهرانيهم فان الايمان لا يكمل ولا يصح الا اذا تبرأ الانسان من المشركين. ومن نزل بين ظفرانيهم ظعفت برائته منهم. وربما انحل عقد كما صحت بذلك الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم وستأتي في كتاب التوحيد بان من امته ستلحق بالمشركين. يعني ستتحول الى بلادهم فتكون منهم. نعم الله اكبر قال رحمه الله فلما استقر بالمدينة امر فيها ببقية شرائع الاسلام مثل الزكاة والصوم والحج والاذان والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من شرائع الاسلام. اخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلوات الله وسلامه هو عليه ودينه باق وهذا دينه لا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها عنه. والخير الذي دلها عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه. هو الشر الذي حذرها عنه. الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأبى استقر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد هجرته اليها وامر فيها ببقية شرائع الاسلام وكانت مدة بقائه فيها عشر سنين ثم توفي صلوات الله وسلامه عليه وبقي دينه الذي دعا اليه وهو دين الاسلام بعده. وقد بلغ صلى الله عليه وسلم الرسالة. وادى الامانة ونصح الامة فلا خير الا دلها عليه ولا شر الا حذرها منه والخير الذي دلها عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه. والشر الذي حذرها منه الشرك وجميع ما يحبه الله وجميع ما يكرهه الله ويرضاه والتوحيد من جملة ما يحبه الله ويرضاه. وافرد بالذكر تعظيما له. كما ان الشرك من جملة ما يكرهه الله اباه وافرز بالذكر تعظيما له فكان قوام العبارة والخير الذي دلها عليه جميع ما يحبه الله ويرضاه والشر الذي نهاها عنه جميع ما يكرهه الله ويأباه وافرز من كل واحد نوعا بالذكر وهما التوحيد والشرك تعظيما لشأنهما وبيانا ان اعظم الخير هو التوحيد وان اعظم الشر هو الشرك نعم قال رحمه الله بعثه الله الى الناس كافة وافترض طاعته على جميع الثقلين والجن والانس والدليل قوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا واكمل الله له الدين والدليل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا والدليل على موته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى انك ميت وانهم ميتون. ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون. والناس اذا ماتوا يباعثون والدليل قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى وقوله تعالى والله انبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراج وبعد البعث محاسبون ومجزيون باعمالهم. والدليل قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجدن الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى. ومن كذب بالبعث كفر. والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا الذي يبعث قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الله بعث النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة اي من الجن والانس لان اسم الناس يشمل هؤلاء وهؤلاء فاشتقاقه من النوس وهو الحركة والاضطراب وقد بينه المصنف بقوله وافترض طاعته على جميع الثقلين الجني والانس فاسم فاسم الناس يشمل الجن والانس معا واكمل الله للنبي صلى الله عليه وسلم الدين كما اخبر عن ذلك في قوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ثم مات صلى الله عليه وسلم تصديقا لخبر الله انك ميت وانهم ميتون والناس اذا ماتوا يبعثون والبعث في الشرع هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية هو قيام الخلق اذا اعيذت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية ومن ادلته قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى. وقوله تعالى والله ان لكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا. لذكر الاخراج من الارض فيهما وهو البعث كما سلام وبعد البعث يحاسب الناس ويجزون باعمالهم والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة هو عد اعمال العبد يوم القيامة والجزاء هو الثواب بالنعيم المقيم وداره الجنة هو الثواب من نعيم المقيم وداره الجنة او العذاب الاليم وداره النار والدليل قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض يجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا حسن فالآية تدل صراحة على الجزاء وتدل باللزوم على الحساب بتوقفه عليه فان الجزاء يكون بعد الحساب ومن كذب بالبعث كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا الاية ووجه دلالة الاية على ذلك ان الله عز وجل جعله من مقالات الكافرين التي اكفرهم بها فمن قال بقولهم صار كافرا مثلهم. نعم قال رحمه الله وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين والدليل قوله تعالى الناس على الله حجته بعد الرسل. واولهم نوح واخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام وهو خاتم النبيين ان لا نبي بعده والدليل قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتمة النبيين والدليل على ان نوحا اول الرسل قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح النبيين من بعده لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان ما يتعلق ببعثة رسولنا صلى الله عليه وسلم ذكر قاعدة كلية في بعد الرسل فقال وارسل الله جميع مبشرين ومنذرين وقرنها بدليلها المصرح بها من كتاب الله فبعثهم يتضمن امرين الاول البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة. والثاني النذارة النذارة ام النذارة النذارة لمن عصاهم من الخسران في الدنيا والاخرة. النذارة لمن عصاهم من من الخسران في الدنيا الاخرة ثم ذكر المصنف مسألتين الاولى ان اول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام والثانية ان اخرهم هو محمد صلى الله عليه وسلم فهو خاتم النبيين لا نبي بعده وقدم دليل المسألة الثانية لجلالتها وهو قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله هو خاتم النبيين ثم ذكر دليل المسألة الاولى وهو قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبي من بعده ودلالته على ما ذكره من اولية نوح عليه الصلاة والسلام هو في ابتداء تقديمه على الانبياء عند ذكر الايحاء اليه فلما ذكر الايحاء قدم فيه نوح عليه الصلاة والسلام على بقية الانبياء والايحاء الذي قدم فيه نوح عليه الصلاة والسلام هو ايحاء الرسالة اما ايحاء النبوة فتقدمه فيه ادم عليه الصلاة والسلام اتفاقا فيكون اول الرسل قاطبة هو نوح عليه الصلاة والسلام واول الانبياء قاطبة هو ادم عليه صلاة والسلام واصلح من هذه الاية في الدلالة على اولية نوح عليه الصلاة والسلام حديث انس الطويل في الصحيحين وهو حديث الشفاعة وبه قول ادم فاتوا نوحا اول رسول ارسله الله الى اول رسول بعثه الله الى اهل الارض فهو صريح في ذكر اوليته نعم الله اكبر قال رحمه الله وكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد عليهما الصلاة والسلام يأمرهم بعبادة الله وحده نهاهم عن عبادة الطاغوت والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان بالله. قال ابن القيم رحمه الله تعالى ومعنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع والطواغيت كثيرون ورؤسهم خمسة ابليس لعنه الله. ومن عبد وهو راض ومن ادعى شيئا من علم الغيب ومن دعا الناس الى عبادة نفسه ومن حكم بغير ما انزل الله. والدليل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لها والله سميع عليم. وهذا هو معنى لا اله الا الله. وفي الحديث رأس الامر الاسلام وعموده وذروة سلامه الجهاد في سبيل الله. والله اعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم كل امة بعث الله اليها رسولا كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ودعوات الانبياء تجتمع في اصلين عظيمين الاول الامر بعبادة الله وحده المتضمن للنهي عن الشرك الامر بعبادة الله وحده المتضمن للنهي عن الشرك وهذا مذكور في قوله ان اعبدوا الله والثاني النهي عن عبادة الطاغوت المتضمن الامر بالكفر به وهذا مذكور في قوله واجتنبوا الطاغوت وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان به. قال تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والعروة ما يتعلق ويستمسك به والوثقى مؤنث الاوثق اي الاقوى ومعنى لا انفصاما لها لا انقطاع لها والطاغوت له معنيان احدهما خاص وهو الشيطان فاذا اطلق الطاغوت في القرآن كان هو المراد والاخر عام وهو المراد اذا كان فعله الذي معه للجمع وهو المراد اذا كان فعله الذي معه للجمع كقوله تعالى الذين كفروا والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات وهو المقصود بقول ابن القيم في اعلام الموقعين الذي نقله المصنف وهذا احسن ما قيل في حجه بمعناه العام ذكره عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد وجماع انواع الطواغيت سوى الشيطان ثلاثة احدها طاغوت عبادة وثانيها طاغوت اتباع وثالثها طاغوت طاعة ذكره سليمان بن سحمان رحمه الله واشار المصنف الى معنى الطاغوت الخاص مع بعض افراد المعنى العام في قوله والطواغيت كثيرون ورؤسهم خمسة ابن ابليس لعنه الله ومن عبد وهو راض الى اخر كلامه والمراد بالروس والمراد بالرؤوس اعظمهم شرا واشدهم خطرا والغيب الذي يعد مدعيه طاغوتا هو الغيب المطلق الذي لا يعلمه الا الله اما الغيب النسبي الذي يعلمه احد من الخلق دون احد فليس مقصودا في قول المصنف ومن ادعى علم الغيب والكفر بالطاغوت والايمان بالله هو حقيقة لا اله الا الله المتضمنة للنفي والاثبات كما تقدم فنفيها هو الكفر بالطاغوت واثباتها هو الايمان بالله. وشاهده في الحديث رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة. وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله فالامر هو الدين والمراد بالاسلام معناه العام المتقدم المتضمن الكفر بالطاغوت والايمان بالله والحديث المذكور قطعة من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه الطويل الذي رواه الترمذي وابن ماجه باسناد منقطع وله طرق يحسن بها وسيأتي في الاربعين النووية فهو احد احاديثها وذروة الشيء اعلاه وارفعه وهي بكسر الذال وضمها وذكر بعض المتأخرين ايضا فتحها. فالكلمة مثلثة ذروة وذروة وذروة فمعنى وذروة سنامه الجهاد اعلى الاسلام وارفعه الجهاد في سبيل الله وبهذا ينتهي شرح الكتاب على نحو مختصر يبين معانيه الاجمالية ومقاصده الكلية. اللهم انا نسألك علما وفي المهمات ومهما في المعلومات وبالله التوفيق