بركاته. الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات. وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من المسندين وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو ابن بنار عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين للمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين من طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا شرح الكتاب الثاني من المرحلة الاولى من برنامج مهمات العلم وهو هو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها بامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبد وهذا التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم. قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه ثلاثة اصول وادلتها بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل. الاولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بلاد الله. الثانية العمل به الثالثة الدعوة اليه الرابعة الصبر على الاذى فيه. والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. والعصر الانسان لفي خسر. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل. والدليل قوله تعالى الم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك. فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. ذكرا المصنف رحمه الله انه يجب على العبد تعلم اربع مسائل المسألة الاولى العلم وهو شرعا ادراك خطاب الشرع ومرده الى المعارف الثلاث معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم والجار والمجرور في قول المصنف بالادلة متعلق باخر مذكور وهو معرفة دين الاسلام ويدل عليه قوله فيما يستقبل الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة وظاهر كلام المصنف حصرها فيه وهو غير مراد عنده لكن لما كانت معرفة الاسلام اكثرها فروعا ناسب ذكر معرفة الادلة معها والا فالاصول الثلاثة لابد من اقترانها بالادلة وليس مقصود المصنف بذكر الادلة ايجاب اقتران معرفة كل مسألة بدليلها ولكن مقصوده وجوب اعتقاد العبد ان ما امن به ربا ورسولا ودينا ثابت بادلة صحيحة فالمعرفة المطلوبة هي معرفة العبد ان هذه المعارف الثلاث لها ادلة معتد بها شرعا دلت على ثبوتها فمتى وجد هذا المعنى عند العبد؟ كان كافيا في كون تلك المعرفة عن دليل وهذه هي المعرفة الاجمالية التي يطالب بها الخلق جميعا فالمعرفة الاجمالية للدين التي يطالب بها جميع المسلمين هو معرفة ان اصول دينهم الكلية ثابتة عن دليل وما زاد عن ذلك فهو بحسب حال الخلق فالواجب على العالم والقاضي والمفتي والمعلم فوق ما يجب على غيرهم والمسألة الثانية العمل به اي العمل بالعلم والعمل شرعا قوى ظهور صورة خطاب الشرع هو ظهور صورة خطاب الشرع على العبد وخطاب الشرع نوعان احدهما خطاب الشرع الخبري وظهور صورته بامتثاله بالتصديق نفيا واثباتا وظهور صورته بامتثاله بالتصديق نفيا واثباتا والثاني خطاب الشرع الطلبي خطاب الشرع الطلبي وظهور صورته بامتثال الامر والنهي فقول الله تعالى ان الساعة اتية لا ريب فيها وقوله تعالى وما ربك بظلام للعبيد هما من خطاب الشرع الخبري فظهور صورته في الاول يكون بامتثال التصديق بالاثبات وظهور صورته في الثاني يكون بامتثال بامتثال التصديق في النفي فان الاول دال على وجوب تصديق العبد باثبات ساعة اتية يفصل فيها بين العباد والثاني يتعلق به امتثال التصديق بالنفي ان الله عز وجل لا يظلم احدا من العبيد وقوله تعالى واقيموا الصلاة وقوله ولا تقربوا الزنا من خطاب الشرع الطلبي ويكون امتثاله في الاول بامتثال الامر بالفعل وظهور صورته في الثاني بامتثال النهي في الكف والمسألة الثالثة الدعوة اليه اي الى العمل والمراد بها الدعوة الى الله. لانه لا يوصل اليه الا بعلم فمن دعا الى الله وفق المنهج النبوي فانما يدعو الى العلم والدعوة الى الله شرعا هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة والمسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه والصبر شرعا حبس النفس على حكم الله حبس النفس على حكم الله وحكم الله نوعان احدهما قدري والاخر شرعي والمذكور من الصبر في كلام المصنف هو الصبر على الاذى فيه اي في العلم تعلما وعملا ودعوة والاذى من القدر المؤلم فيكون الصبر عليه من الصبر على حكم الله القدري ولما كان العلم مأمورا به شرعا كان الصبر عليه ايضا من الصبر على حكم الله الشرعي فيكون الصبر على الاذى في العلم شرعيا قدريا فهو باعتبار كون العلم مأمورا به شرعا صار صبرا على حكم الله الشرعي وباعتبار كون الاذى متعلقا بالقدر المؤلم صار صبرا على حكم الله القدري والدليل على وجوب تعلم هذه المسائل الاربع هو سورة العصر لان الله اقسم بالعصر ان جنس الانسان في خسر والعصر هو الوقت المعروف في اخر النهار لان هذا اللفظ اذا جرى ذكره في دلائل الوحيين اريد به هذا المعنى لا سواه وحمل خطاب الشرع على المعنى المعهود فيه مقدم على حمله على معنى اجنبي عنه فمثلا من المعاني المذكورة في لسان العرب للعصر الدهر الا اننا لا نجد في الخطاب الشرعي اطلاق العصر على هذا المعنى وانما يوجد في خطاب الشرع اطلاق لفظ العصر على ارادة الوقت المعروف اخر النهار وما كان جاريا معروفا في خطاب الشرع فحمل الكلام عليه متعين دون سواه وهذه قاعدة نافعة في حل كثير من الاشكالات والفصل بين جملة من الاقوال المتنازع فيها في بيان معاني القرآن والسنة فمثلا الميل المذكور في الحديث المروي في الصحيح اذا قربت الشمس من الخلق يوم الحشر حتى تكون منهم قدر ميل تنازع فيه العلماء هل المراد ميل المسافة ام ميل المكحلة ومن عرف خطاب الشرع رأى انه لا محيص من ان يكون المراد فيه ميل المسافة بان ميل المكحلة لم يأت استعماله في الاحاديث النبوية ولا في عرف خطاب الصحابة والتابعين فحينئذ يحمل هذا الموضع على المعهود في خطاب الشرع والجاري بين كلام الائمة من الصحابة والتابعين تابعي التابعين ومن ادرك هذه القاعدة وعرف معهود الخطاب الشرعي انحلت عنه كثير من من الجمل المشكلة ومن جملتها هذا الموضع في تفسير سورة العصر الذي تنازع الناس فيه على اقوال عدة الصحيح منها ان العصر هو الوقت المعروف في اخر النهار لانه معهود الخطاب الشرعي ثمان الله سبحانه وتعالى لما ذكر هذه الكلية في خسران جميع جنس الانسان استثنى من الخاسرين نوعا هم المتصفون باربع صفات. فقال الا الذين امنوا وهذا دليل العلم لانه لا ايمان الا بعلم ولا يدرك اصل الايمان وكماله الا بالعلم ثم قال وعملوا الصالحات وهذا دليل العمل ووصف الاعمال بالصالحات يبين ان المطلوب من العبد لله عز وجل عمل مخصوص لا مطلق العمل فالمطلوب هو العمل الصالح المبني على الاخلاص للنبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال وتواصوا بالحق هذا دليل الدعوة فالحق اسم لما وجب ولزم واعلاه ما كان واجبا بطريق الشرع والتواصي به تفاعل بين اثنين فاكثر وهذه هي حقيقة الدعوة ثم ثم قال وتواصوا بالصبر وهذا دليل الصبر ولذلك قال الشافعي رحمه الله هذه السورة يوم انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم اي كفته في قيام الحجة عليهم بوجوب امتثال حكم الله الشرعي خبرا وطلبا اي كفتهم في قيام الحجة عليهم بوجوب امتثال حكم الله الشرعي خبرا وطلبا ذكره ابو العباس ابن تيمية الحفيد وعبد اللطيف ابن عبدالرحمن ال الشيخ وابن باز رحمهم الله. فليس معنى كلام الشافعي ان السورة كافية في جميع ابواب الديانة. وانما المراد انها كافية في قيام الحجة على في وجوب امتثال خطاب الشرع والمقدم بين هذه المسائل هو العلم. فهو اصلها الذي تتفرع منه وتنشأ عنه. واورد المصنف لتحقيق هذا كلام في صحيحه بمعناه حكاية لا بلفظه فان البخاري قال باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله فبدأ بالعلم انتهى ففي الاية ذكر الامر بالعلم ثم عطف العمل عليه بعده بذكر فرد من افراده. اذ قال الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. واستنبط هذا المعنى قبل البخاري شيوخه ابو محمد سفيان ابن عيينة الهلالي رواه عنه ابو نعيم الاصبهاني في كتاب الحلية ثم تبعه الغافقي فبوب عليه في مسند الموطأ بقوله باب العلم قبل القول والعمل نعم احسن الله اليكم اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهم الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل ارسل الينا رسولا. فمن اطاعه دخل الجنة من عصاه دخل النار والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا. فعصى فرعون الرسول فاخذناه الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته لا نبي مرسل ولا تكن مقرب ولا غيرهما. والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. الثالثة ان من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب. والدليل قوله تعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابنائهم او اخوانهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. ويدخلهم جنات ان تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. رضي الله عنهم ورضوا عنه. اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. ذكر المصنف رحمه الله هنا ثلاث مسائل عظيمة يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمهن والعمل بهن. فاما المسألة الاولى فمقصودها بيان وجوب طاعة الرسول فمقصودها بيان وجوب طاعة الرسول. وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى. بل ارسل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم ليأمرنا بعبادة الله فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. كما قال تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا. اي اخذا شديدا. وتعقيم خبر ارسال الرسول الينا بذكر موسى عليه الصلاة والسلام وارساله الى فرعون وعاقبة عصيانه تحذير لهذه الامة من عصيان النبي المرسل اليها. فيحل بها عقاب عظيم في والاخرة كما حل بفرعون وجنوده واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك في العبادة. ووجوب توحيد الله فمقصودها ابطال الشرك في العبادة ووجوب توحيد الله وان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته كائنا من كان ان لان العبادة حقه وحق الله لا يقبل الشرك فلما كانت العبادة حقا لله لم يرضى ان يشاركه في هذا احد والنهي عن دعوة غير الله معه دليل على ان العبادة كلها لله وحده فمعنى الاية فلا تعبدوا مع الله احدا بل اعبدوا الله وحده وسيأتي مزيد بيان لهذا المعنى واما المسألة الثالثة فمقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين لان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وتوحيد الله وهما الامران المذكوران في المسألتين السابقتين الاولى والثانية لا يتحققان الا باقامة هذا الاصل فالمسألة الثالثة بمنزلة التابع اللازم للمسألتين الاوليين وهي ان من اطاع الرسول ووحد الله لن تتم له عبادته الا بالبراءة من المشركين. فلا يجتمع الايمان الناشئ من طاعة الرسول وتوحيد الله مع محبة المشركين اعداء الله بل المؤمنون محادون من حاد الله ورسوله معادون من عادى الله ورسوله. ومعنى قوله عز وجل في الاية ان حاد الله ورسوله اي من كان في حد متميز عن الله ورسوله وهو حد الكفر فان المؤمنين يكونون في حد ويكون المشركون في حد واذا تميز كل حزب في حد لم يكن بينهم الا المعاداة وهاتان المقدمتان المستفتحتان بقول المصنف اعلم رحمك الله هما رسالتان له ضمهما بعض تلاميذه الى ثلاثة الاصول وادلتها وتتابع النقلة على اثباتها بين يديها لحسن المناسبة بينها وبين مقصود ثلاثة باصول ثم اشتهر مجموعها باسم ثلاثة الاصول ذكر هذا ابن قاسم العاصمي في حاشية ثلاثة الاصول وعلمه من تتلقى وعلمه من تلقى علمه عن الشيوخ الى المصنف رحمه الله تعالى. فهذه الرسالة التي بايدينا المشتهرة باسم ثلاثة الاصول وادلتها هي مجموع مؤلف من ثلاث رسائل فالرسالتان الاوليان هما المبدوئتان بقوله اعلم رحمك الله فبعد فراغه من هاتين المقدمتين يكون ما بعدهما هو كتاب ثلاثة الاصول اصالة لكن اعتمد بعض تلاميذ المصنف الى جعل هاتين الرسالتين بين يدي كتاب ثلاثة الاصول وادلتها ثم اشتهر الكتاب على هذا وضع احسن الله اليكم اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومعنى يعبدون يوحدون. الحنيفية في الشرع لها معنيان احدهما عام وهو الاسلام والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد وهو الاقبال على الله بالتوحيد ولازمه الميل عن كل ما سواه وهي دين الانبياء جميعا فلا تختص بابراهيم عليه الصلاة والسلام واضيفت اليه تبعا لوقوعها كذلك في القرآن فان الحنيفية اضيفت في القرآن الى ابراهيم وموجبه ان الذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يعرفون ابراهيم عليه الصلاة والسلام وينتسبون اليه ويزعمون انهم على اذ من دين ابراهيم عليه الصلاة والسلام. فخوطبوا بذلك بانهم اجدر بهم ان يتبعوا ابراهيم حنفاء غير مشركين بالله فحسنت اضافة الحنيفية الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام لاجل هذا المعنى واضح واضح لماذا اضيفت الحنيفية الى ابراهيم ما الجواب ها هي اخاي اظيفت في القرآن كذلك احنيفية لكن ماذا اضيفت يا ابراهيم؟ سم احسنت لان هذا النبي الذي بعث بعث في قوم ينتسبون الى ابراهيم طيب اعطيكم فائدة لا تجدونها في كتاب. ودائما اقول للاخوان ينبغي للانسان ان يتدبر في القرآن والسنة الايات التي فيها ذكر حنيف هل جاءت مرفوعة حنيف ام منصوبة حنيفا او مجرورة حنيف ما الجواب ها منصوبة فيها شيء مرفوع لا فيها شي مجرور لا لماذا نعم حال هذا علم اهل النحو ها ما اسمعك ارفع صوتي يعني في نوع من المعنى قريب منه ها غيره لا الحنيف بمعنى الاقبال على الشيء والميل لازمه ليس الحنيف هو الميت غلط هذا التفسير الحنيف هو الميت. الحنيف الاقبال على الشيء. لازمه الميت لكن لماذا وقعت منصوبة سم يا اخي بس ارفع صوتك حتى لان عظم باب النصب عند النحاة هو المفعولية اكثر المنصوبات ايش مفعولات والمفعول يطلب منه ايقاع الفعل من من الفاعل ليس ثم فعل وفاعل ومفعول به الفعل هو حركة العبد والفاعل هو العبد هو المفعول به هو ايقاع الفعل. فالعبادة المأمور بايقاعها هي ان تكون على وجه ايش الحنيفية يعني لاجل هذه الغاية للتنبيه الى ان العبادة المطلوب ايقاعها من العبد هي العبادة التي تكون حنيفية اتباعا لابراهيم عليه الصلاة والسلام والناس جميعا مأمورون بها ومخلوقون لاجلها كما ذكر المصنف والدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا الا ليعبدون فانما خلق الجن والانس لاجل العبادة وبرهانه هذه الاية واذا كانوا مخلوقين لها فانهم مأمورون بما خلقوا به فظهر بذلك ان قول الله سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون دال على مسألتين احداهما ان الخلق مخلوقون لاجل العبادة والاخرى ان الخلق مأمورون بها فالخلق صريح لفظ الاية والامر لازم لفظها. وتفسير المصنف رحمه الله يعبدون بقوله يوحدون له وجهان احدهما ان يكون من تفسير اللفظ باخص الفاظه ان يكون من تفسير اللفظ باخص افراده تعظيما له فالتوحيد هو اكد انواع العبادة والاخر ان يكون من تفسير اللفظ بما وضع له في الشرع ان يكون من تفسير اللفظ بما وضع له في الشرع فان التوحيد موضوع في معهود خطابي فان العبادة موضوعة في معهود الخطاب الشرع للدلالة على التوحيد. فقول الله مثلا يا ايها الناس اعبدوا ربكم اي وحدوا ربكم. والعبادة والتوحيد اصلان عظيم ان يجتمعان ويفترقان بحسب المعنى الملاحظ فيهما فاما اجتماعهما فيكون اذا لوحظت ارادة التقرب فيكون اذا لوحظت ارادة التقرب اي قصد العمل اي قصد القلب الى العمل تقربا الى الله فيكونان حينئذ مترادفين. فكل عبادة يتقرب بها الى الله هي توحيد له وهذا معنى قول المصنف في القواعد الاربع فاعلم ان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد واما افتراقهما فيكون اذا لوحظت الاعمال المتقرب بها واما افتراقهما فيكون اذا لوحظت الاعمال المتقرب بها فالعبادة اعم فكل ما يتقرب به الى الله عز وجل فهو عبادة. ومن تلك القرب التوحيد وهو مختص بحق الله سبحانه وتعالى. وهذه هي الصلة بين العبادة والتوحيد اجتماعا وافتراقا فمتى يجتمعان اذا كان المقصود هو ارادة التقرب الى الله. فيكونان مترادفين. ومتى يفترقان؟ اذا كان المقصود هو افراد الاعمال المتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. فالتوحيد من بين افراد الاعمال يتعلق بحق الله سبحانه وتعالى فمثلا اذا قال الانسان عند ذكر النبي قال صلى الله عليه وسلم فعبادة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم تسمى توحيدا اذا كان المراد هو ارادة التقرب الى الله بها فانها توحيد لان العبد يتقرب بها للامر بها ولا تكون مسماة باسم التوحيد اذا اريد بها افراد العمل المتقرب به فان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ هي من حقه صلوات الله وسلامه عليه الذي امر به الله عز وجل نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة. واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة كغيره معه. والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها. فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فاذا قيل لك فاذا قيل كمن ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع الحنيفية مركبة من الاقبال على الله بالتوحيد والميل عن كل ما سواه بالبراءة من الشرك عرف المصنف رحمه الله التوحيد والشرك والتوحيد له معنيان شرعا احدهما عام وهو افراد الله بحقه وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في القصد والطلب حق في المعرفة والاثبات وحق في القصد والطلب. وينشأ من هذين النوعين ان الواجب على العبد في توحيد الله ثلاثة انواع توحيد ربوبية وتوحيد الوهية وتوحيد اسماء وصفات والثاني خاص وهو افراد الله بالعبادة وهو افراد الله بالعبادة والمعنى الثاني هو المعهود شرعا اي المراد عند ذكر التوحيد في الايات والاحاديث ولاجل هذا اقتصر عليه المصنف فخصه بالذكر دون بقية انواعه فقال التوحيد وهو افراد الله بالعبادة جاريا على الاقتصار على المعهود شرعا فان التوحيد اذا اطلق في خطاب الشرع اريد به توحيد الالهية بافراد العبادة يعني مثلا حديث جابر في صحيح مسلم في صفة الحج وفيه قوله فاهل بالتوحيد يعني ايش اي توحيد توحيد العبادة لانه قال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ومثلا في حديث ابن عباس في الصحيحين هو اللفظ لمسلم فليكن اول ما تأمرهم به ان يوحدوا الله اي توحيد العبادة ما الدليل الرواية الاخرى في في الصحيحين فاذا اطلق التوحيد في الخطاب الشرعي فالمراد به توحيد ايش يعني المعنى الخاص فحين اذ يكون قول الشيخ وغيره التوحيد افراد الله بالعبادة يعني في المعهود الشرعي ومن فسر حقائق الامور بالمرادات الشرعية لم يعد من فسر حقائق الاشياء بالمقاصد الشرعية لم يعد. فاذا فسر الانسان التوحيد فقال هو افراد الله بالعبادة يكون تعريفه ناقص ام غير ناقص غير ناقص لكنه اراد معنى خاصا وهو المعهود في الشرع لكن وراء ذلك معنى اخر عام وهو افراد الله بحقوقه طيب ما دليل افراد الله بحقوقه انه يسمى توحيدا ها يا محمد حق العباد قال ان يعبدوه بصرعان ها في اين النص اين النص؟ هل نريد النص الدليل قوله تعالى قل هو الله احد فان حذف المتعلق عند علماء البيان دال على العموم احد في ماذا بربوبيته احد في الوهيته احد في اسمائه وصفاته. فصح وجود معنى التوحيد على الاطلاق العام ولهذا ما نذكره من المعاني ناشئ من استقراء في ادلة شرعية وليس تشقيقا للكلام لكن مثل هذه المقامات لا تتسع ولها مقامات اخرى في دروس في غير هذا الموضع او البرنامج نبين فيها مثل هذه المسائل المشكلات لكن من لا يعي مثل هذه المسائل يضيق عطنه عن ادراك مقاصد ما يلقى اليه من العلم فيظن انه يسمع شيئا ليس له ودليل يسند اليه وقد لقيت شابا سألني فيما مضى في هذا المسجد عن تعريف العمل وهو ظهور صورة خطاب الشرع فذكر لي ان احدا ذكر له ان هذا ليس عليه دليل فقلت له اختصارا هذا كلام ابن القيم في بحث له في بدائع الفوائد. ثم شاهده تصرف الشرع والوضع اللغوي في العمل فان اسم العمل وتصريفه في الشرع انما يوضع للدلالة على ما كان مشتملا على الظهور. ومنه تسمية القائمين على الزكاة ايش العاملين عليها لماذا لان فعلهم فيه ظهور فهم يجمعون الصدقة يرجعونها الى اهلها ومنه في عند الفقهاء في كتاب الزكاة البقر العوامل يعني التي تعمل فلها احكام تتعلق بها وهلم جرا. فالمقصود ان مثل هذه المسائل اذا سمعتها ينبغي ان تحملك على العلم واستظهاره والبحث فيه والا يكون منتهى ادراكك هو ما تعرفه فانه ربما يكون مما تعرفه علم مزيف. فان العلم المزيف من القرن الرابع فما بعد فشى في الامة وانتشر وكثر حتى غيرت كثير من المعاني الشرعية في ابواب الخبر والطلب عن ما هي موضوعة له في الشرع او في العربي وسيأتي بهذا نظائر في محالة باذن الله والشرك يطلق في الشرع على معنيين احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره والثاني خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله والثاني خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. وانما عدل في حد الشرك عن الصرف الى الجعل لامر ما هما هذا من المسائل اللي نقول فيها لان بعض الاخوان قالوا الصرف يا اخي كلام اهل العلم الصرف منين الجعل هذا ما الجواب تم ان الجعل هو الوارد الخطاب الشرعي ما الدليل احسنت احدهما ان الجعل هو المعبر به في الخطاب الشرعي. قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا في الصحيحين في حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال اي الذنب اعظم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ايش ان تجعل لله ندا وهو خلقك فايهم نقدم الخطاب الشرعي او ما افترعه بعض المتأخرين ما الجواب خطاب الشرع والاخر ان الجعل فيه معنى الاقبال والتأله القلبي ان الجعل فيه معنى الاقبال والتأله القلبي وهذا غير موجود في كلمة صرف لانها موضوعة في لسان العرب بتحويل الشيء عن وجهه دون التزام مقصود في المحول اليه واضح واضح ام غير واظح الصرف اذا قالوا العرب صرف الشيء يريدون تحويله عن وجهه الى اي جهة كانت واضحة المسألة طيب في اشكال حتى نشوف واظحة ولا ما هي بواظحة في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح اللهم مصرف القلوب الابصار. صرف قلوبنا على طاعتك يشكلون ولا ما يشكل معنى هذا يكون مراد به معنى التأله والاقبال القلبي ما الجواب النبي صلى الله عليه وسلم على طاعتك ليس التصريف المطلق وانما على الطاعة احسنت اولا ان الفعل الذي عدي به فعل التصريف المذكور في هذا الحديث هو على فان النبي صلى الله عليه وسلم قال صرف قلوبنا فيشعلا طاعتك هو حرف الجر المعدة في فعل الصرف عند ذكر الشرك هو اللام. لانهم يقولون صرف شيء من حقوق الله لغيره وكل منهما له معنى منفرد على عن الاخر. فلا يصلح هذا في محل هذا لان الفعل الذي عدي به تصريف في قول النبي صلى الله عليه وسلم صرف قلوبنا على طاعتك هو علا وليس اللام التي تذكر في قولهم صرف شيء من حقوق الله لغيره والثاني ان متعلق التصريف في حديث صرف قلوبنا على طاعتك هو قلب العبد لانه صلح به الم يقل صرف قلوبنا ما قال صرفنا على طاعتك وانما قال صرف قلوبنا فالمذكور فيه يتعلق بالعبد المتعبد بتلك العبادة واما في قولهم صرف شيء من حق الله لغيره فمتعلق الفعل العبادة المصروفة وليس العبد القائم بها فبين الحديث النبوي وبينما ذكره جماعة من المتأخرين فرق من الوجهين المذكورين فلا يصلح اظن مبطلا لما سبق تقريره. والمعنى الثاني من معنيي الشرك هو المعهود شرعا ولذلك اقتصر عليه المصنف فقال واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه لان الشرك يطلق في خطاب الشرع ويراد به الشرك المتعلق في العبادة والعبادة يعبر عنها بالدعاء فقول المصنف وهو دعوة غيره معه بمنزلة قولنا هو عبادة غير الله فهدان اللفظان التوحيد والشرك يقع كل واحد منهما على معنى عام وخاص اص وايقاع بعض اهل العلم تفسير احدهما بالمعنى الخاص موافق للمعهود شرعا فلا يعاب قائله واضح؟ لان بعض المتأخرين عابوا كلام من تكلم بهذه المعاني وقالوا ان التوحيد عام يقع على افراد حقوق الله له والشرك عام يقع على جعل شيء من حقوق الله لغيره. فيكون ما ذكره المصنف وغيره قاصرا وفي هذا نظر لان كلام المصنف وغيره لان كلام المصنف وغيره هو جار على المعهود الشرعي وحقائق الشرع انما تفسر بالمعهود فيه لا بما هو خارج عن معهود خطاب الشرع واعظم ما امر الله به هو التوحيد واعظم ما نهى عنه هو الشرك. والدليل كما ذكر المصنف هو قوله تعالى واعبدوا الله ولا لا تشركوا به شيئا والاعظمية مستفادة من كون هذه الجملة هي الصدر اية الحقوق العشرة التي قال الله فيها اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى. الى تمام الاية فانه لما ذكرت هذه الحقوق وقدمت توحيد عليها وعطف ما بعده على التوحيد دال على ان ان المقدم اعظم. صرح بذلك ابن قاسم العاصمي في حاشيته على ثلاثة الاصول لانه لا يبدأ الا بالاهم فتقديم ذكر الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك دال على انه اعظم ما امر الله سبحانه وتعالى به ثم بين المصنف مسألة اخرى مرتبة على ما تقدم فقال فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة الى اخره وقد علمت فيما سبق ان الله سبحانه وتعالى خلقنا لاجل العبادة. وامرنا بها ولا تمكن عبادة الله الا بمعرفة ثلاثة امور احدها معرفة المعبود وهو الله عز وجل وثانيها معرفة المبلغ عن المعبود وهو الرسول صلى الله عليه وسلم وثالثها معرفة كيفية العبادة وهي الدين وهذه هي الاصول الثلاثة معرفة العبد ربه ونبيه ودينه. فالامر بها مندرج في الامر بالعبادة وكل امر بالعبادة هو امر بها لان العبادة لا يمكن القيام بها الا بمعرفة المعبود وهو الله ومعرفة المعبود لا تمكن الا بمبلغ عنه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم. وايقاع العبادة التي تبرأ بها الذمة الطلب لا يمكن الا بمعرفة كيفيتها وهي الدين فاذا سئلت ما دليل الاصول الثلاثة معرفة العبد ربه ونبيه ودينه فقل كل اية او حديث فيه الامر بالعبادة فمثلا قول الله تعالى في سورة البقرة وهو اول امر في القرآن يا ايها الناس اعبدوا ربكم كيف تستنبط منه الامر بالاصول الثلاثة ما الجواب نعم المبلغ نعم كيفية مقدرة هي العباد. يعني قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم فيها معرفة العبد ربه. لانه امر بان يعبد العبد الها معبودا هو الرب. وفيها معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم لان القيام بما امر به العبد من العبادة لا يمكن الا بمبلغ عن هذا الرب المعبود ثم ان تلك العبادة المأمورة بها بمبلغ عن الله عز وجل لا تمكن الا بكيفية معينة مقدرة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. نعم فاذا قيل لك احسن الله اليكم فاذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه. والدليل قوله تعالى العالمين وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم. شرع المصنف رحمه الله يبين الاول وهو معرفة العبد ربه. فقال فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني الى اخره ومعرفة الله على وجه الكمال من كل جهة متعذرة في حق الخلق لان كماله مما يعجز المخلوقون عن الاحاطة به فمعرفة الرب لا تنتهي الى حد بل كلما زادت معرفة العبد به وعظم ايمانه به زادت معرفته بالله عز وجل. ومن معرفة الله قدر يتعين على كل لاحد وما زاد على هذا القدر فالناس يتفاضلون فيه واصول معرفة الله الواجبة على كل احد اربعة احدها معرفة وجودة فيؤمن العبد بانه موجود وثانيها معرفة ربوبيته فيؤمن العبد بانه رب كل شيء وثالثها معرفة الوهيته فيؤمن العبد بانه هو الذي يعبد بحق وحده فيؤمن العبد بانه هو الذي يعبد بحق وحده. ورابعها معرفة اسمائه وصفاته فيؤمن العبد بان لله اسماء حسنى وصفات علا والدليل على وجوب هذه الاصول في معرفة الله هو كما ذكر المصنف قوله تعالى الحمد لله رب العالمين فالاية دالة على وجود الله لان المعدوم لا يحمد الاية دالة على وجود الله. لان المعدوم لا يحمد ودالة على الوهية دالة على ربوبية الله للتصريح بها في قوله رب العالمين ودالة على الوهية الله في قوله الحمد لله فاستحقاق الحمد كائن لاجل الالوهية وذكر الربوبية والالوهية فيها يتضمن اثبات اسماء الله وصفاته ففي الاية منها اسمان هما الله ورب العالمين وصفتان هما الالوهية والربوبية فهذا وجه دلالة فاتحة الفاتحة على اصول معرفة الله عز وجل وقول المصنف رحمه الله تفسيرا للعالمين وكل من سوى الله عالم هي مقالة تبع فيها غيره من المتأخرين وحقيقتها اصطلاح جرى به لسان علماء الكلام فشاع وذاع ولا اصل له في الوضع اللغوي فلا يوجد في كلام العرب اطلاق عالم على مجموع ما سوى الله عز وجل افاده عاشور في التحرير والتنوير ومنشأه ان علماء الكلام رتبوا مقدمتين شهيرتين فقالوا الله قديم والعالم حادث وانتجت هاتان المقدمتان قولهم ما سوى الله عالم فهي نتيجة عقلية لقاعدة منطقية لا مدخل فيها للسان العربي فاسم العالم في اللسان العربي يطلق على الافراد المتجانسة اي المشتركة في جنس كقولهم عالم الجن وعالم الانس وعالم الملائكة وهلم جراء ومجموعها يسمى العالمين وما لا جنس له لا يكون داخلا في اسم العالمين مثل ايش ما لا جنس له مثل العرش عرش ربنا سبحانه وتعالى ومثل الكرسي ومثل الجنة ومثل النار. فان هذه مخلوقات لا جنس لها فلا تكون داخلة في اسمي العالمين فالموجودات سوى الله نوعان احدهما الافراد المتجانسة ويسمى مجموعها عالمين كعالم الانس وعالم الجن وعالم الملائكة والاخر الافراد التي لا نظير لها من جنسها فلا يشاركها غيرها في حقيقتها وان وافقها اسما لا يشاركها غيرها في حقيقتها وان وافقها اسما كالعرش والكرسي والجنة والنار. فلا يصح تفسير قوله تعالى رب العالمين بانه كل ما سوى الله. لانه اصطلاح والقرآن لا يفسر بالاصطلاح الحادث هذي من قواعد التفسير القرآن لا يفسر بالمصطلح الحادث لماذا لماذا القرآن ما يفسر بالمصطلح الحادث لان القرآن نازل على لغة العرب الواسعة والمصطلحات الحادثة ضيقة فتفسير القرآن الواسع بما هو ضيق يذهب حقيقة تبيانه وكماله ووفائه بالمعاني عظيمة المطلوبة شرعا. وحينئذ لا يستدل على عموم ربوبية الله بقوله تعالى الحمد لله رب لانها تتعلق بربوبية الله للافراد المتجانسة وانما يستدل على عموم ربوبية الله للخلق جميعا بقوله تعالى وهو رب كل شيء فانه يعم كل شيء نعم احسن الله اليكم فاذا قيل لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والارضون السبع ومن فيهن وما بينهما والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس. وقوله تعالى ومن اياته والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة لايام ثم استوى على العرش يغش الليل النهار يطلبه حثيثا. والشمس والقمر روى النجوم مسخرة بامره. الا له الخلق والامر. تبارك الله رب العالمين لما ذكر المصنف رحمه الله ان الله هو الرب وبين دليله كشف عن الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل والدليل المرشد الى معرفة الرب شيئان احدهما التفكر في اياته الكونية والاخر التدبر في اياته الشرعية وهما مذكوران في قول المصنف باياته لان الايات شرعا لها معنيان احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات والاخر الايات الشرعية وهي ما انزله الله من الكتب فيكون قول المصنف بعد ذلك ومخلوقاته من عطف الخاص على العام لان المخلوقات هي بعض الايات وهي مختصة بالايات الكونية. ثم ذكر المصنف ان من ايات الله الليل والنهار والشمس والقمر وان من مخلوقاته السماوات تبع ومن فيهن والاراضين السبع ومن فيهن وما بينهما والليل والنهار والشمس والقمر والسماوات والارض وما بينهما كلها تدخل في الايات الكونية وتسمى مخلوقات ومع ذلك فرق المصنف بينها. فجعل الليل والنهار والشمس والقمر مخصوصة باسم الايات. وجعل السماوات والارض وما بينهما مخصوصة باسم المخلوقات وموجب هذا هو موافقة غالب السياق الوارد في القرآن فان الغالب في القرآن اذا ذكر الليل والنهار والشمس والقمر وصفن بكونهن ايات واذا ذكرت السماوات والارض فاكثر ما يطلق عليها صفة الخلق فيكون كلام المصنف غير مضطرب كما توهمه بعض الشراح بل مبني على متابعة السياق والسر في كون السياق القرآني جاء واقعا على هذه الصورة هي ملاحظة المعنى اللغوي فان الاية اصدق في الدلالة على الشمس والقمر والليل والنهار. فان الاية في اللسان العربي هي ايش العلامة وهؤلاء الليل والنهار والشمس والقمر علامات ظاهرات لبروزهن وتعاقبهن فالليل يذهب ويخلفه النهار والشمس تغيب ويطلع القمر. فلاجل كونهن واقعات على وجه الظهور والبيان وهن علامات محققات ذكرنا في القرآن باسم الاية واما السماوات والاراضين فانهن ذكرن باسم الخلق لان الخلق في الوضع العربي هو التقدير فصورتهن مقدرة على ما وضعن عليه لا يتغيرن ابدا فالارض في النهار هي الارض في الليل والسماء في النهار هي السماء في الليل. فلاجل وقوع هذا الاصل في تصرف اللسان العربي للدلالة على المخلوق الظاهر سميت السماوات والارض مخلوقات مع كونهن مخلوقات ايات وكون الليل والنهار والشمس والقمر ايات مخلوقات لكن لملاحظة الوضع اللغوي لمعنى الاية في الاول ومعنى الخلق في السماوات اتفق السياق القرآني على هذا النسق. وجرى المصنف رحمه الله تعالى وفق السياق القرآني نعم احسن الله اليكم والرب هو المعبود والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا انتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة. لما المصنف رحمه الله الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل ذكر ان الرب هو المستحق للعبادة فمعنى قوله والرب هو المعبود اي المستحق ان يكون معبودا فليس كلامه تفسيرا للفظ الرب فان الرب لا يطلق في لسان العرب على ارادة المعبود في اصح قولي اهل اللغة. ولكن تقدير الكلام هو المستحق ان يكون معبودا للامر بعبادته في قوله تعالى اعبدوا ربكم مع ذكر الموجب للاستحقاق وهو التفرد بالربوبية المذكور في قوله الذي خلقكم والذين من قبلكم الى تمام الاية فان الاقرار بالربوبية يستلزم الاقرار بالالوهية كما بينه ابن كثير في تفسيره. ونقله عنه المصنف بمعناه فصار مقصود المصنف بيان كون الله سبحانه وتعالى ربا مستحقا للعبادة وانه يجب ان يكون معبودا وحده لا سواه. نعم احسن الله اليكم وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة. والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من انواع عبادتي التي امر الله بها كلها لله تعالى والدليل قوله تعالى واما المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. عبادة الله لها معنيان في الشرع احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. والثاني خاص وهو التوحيد وعبر بالخضوع في بيان معنى العبادة دون الذل لامرين ما هما يعني ما قلنا العبادة هي امتثال مقترن بالحب والذل. وانما قلنا بالحب والخضوع لماذا؟ لامرين ذكرناهما في غير مقام. الاول لا دعنا دعنا من اللازم لماذا اخترنا التعبير بالخضوع دون الذل نعم احسنت احدهما اقتفاء الخطاب الشرعي اقتفاء الخطاب الشرعي. لان الخضوع مما يعبد الله به بخلاف الذل فالذل كوني قدري. وليس شرعيا فيقال للخلق اخضعوا لله ولا يقال لهم ذلوا لله لان الخضوع يكون شرعيا وكونيا. اما الذل فانه يكون كونيا فقط. فيتقرب الى الله بالخضوع موعدنا الذل وفي صحيح البخاري من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله وخضوع الملائكة من عبادتهم وروى البيهقي بسند صحيح في السنن الكبرى في قنوت عمر رضي الله عنه انه كان يقول ونؤمن بك ونخضع لك والاخر ما الجواب تم اجبار احسنت احسنت والاخر ان الذل ينطوي على الاجبار والقهر ان الذل ينطوي على الاجبار والقهر فقلب الذليل فارغ من الاقبال والتعظيم الذي هو حقيقة العبادة كما انه يتضمن نقصا لا يناسب مقام العبادة المورثة كمال الحال. ومنه قوله تعالى خاشعين من الذل وقوله تعالى ترهقهم ذلة فالعبادة تجمع الحب والخضوع لا الحب والذل وفيها قال منشدكم وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما قضبان وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما قطبان والقاصد هو المتوجه الى الله في طلبه واضح هذا المعنى طيب قال قائل فان الله سبحانه وتعالى قال واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وهذا يخالف ما قررناه من معنى الذل واشتماله على القهر والجبر ما الجواب تاني احسنت ان تركيب الكلمة مع غيرها افاد معنى اخر. وهذا من دقائق الوضع اللغوي فقوله تعالى واخفض لهما جناح الذل ليس معناه واخفض لهما الذل وكن ذليلا لا وانما يكون معنى جناح الذل هو التواضع لهما والرحمة بهما. واما الذل هو المشتمل على واما الذل فهو المشتمل على القهر و الجبر. والذي يجهل الخطاب الشرعي يقع في غلط في تعدي على كلام السلف رحمهم الله في هذا الباب وهذا انتشر عند المتأخرين لكثرة جهلهم باللسان العرب فمثلا اللهو غير لهو الحديث اللهو غير نحو الحديث تلهو هو ايش هو اللعب والتشاغل بما غيره اولى منه سواء كان جائزا او محرما كله يسمى له. ولذلك هنالك لهو جائز وهنالك لهو محرم ولكن لهو الحديث هو هو الغناء هو الغناء فسره به ابن مسعود رضي الله عنه فيما صح عنه فلهو الحديث مع التركيب غير اللهو فالكلمة اذا ركبت مع غيرها حدث لها معنى جديد في الوضع اللغوي ومن هذا الجنس جناح الذل فانه صار له معنى لغوي غير المعنى المتقدم ولذلك الذي يجهل مثل هذه المقاصد في الوضع اللغوي يقول ان تفسير ابن مسعود لهو الحديث بانه الغناء فيه نظر قال لان اللهو في اللسان العربي معنى موضوع الدلالة على التشاغل بما غيره اولى منه سواء كان حقا او باطلا وهذا حق باعتبار له لكن ليس حقا باعتبار لهو حديث طيب اعترض اخر بقول الله تعالى اذلة على المؤمنين فقال هذا مدح للذل ما الجواب لا يا اخي بل في الاخير تم احسنت ان الاستدلال بهذه الاية في ابطال المعنى الذي قرر فيه نظر من وجهين احدهما ان الذل هنا لم يظهر كماله الا بمقابله فان الله قال ايضا اعزة على الكافرين والشيء يظهر كماله اذا كان ناقصا بقرنه بما يقابله. وهذا من دقائق الوضع اللغوي التي وجدت في القرآن والسنة يكون الشيء في اصل وضعه فيه نقص لكن يقرن بما يقابله في ظهر كمالا والوجه الثاني ان الله قال اذلة على المؤمنين ولم يقل اذلة مع المؤمنين فجيء بحرف على الدال على بقاء الظهور والاستعلاء. فانهم يعاملون المؤمنين بكسر انفسهم تقربا الى الله لا لكسب انفسهم للمؤمنين الذين يعاملونهم. ولذلك قيل ادلة على المؤمنين وكيفما قلب الخطاب لدلالة معنى الذل لم يخرج عما ذكرناه انفا. وانواع العبادة كلها لله عز وجل. قال الله تعالى وان المساجد لله الاية فالنهي عن دعوة غير الله دليل على ان العبادة كلها لله. فان الله نهى عن دعوة غيره فقال فلا تدعوا مع الله احدا واشير الى العبادة بقوله تدعو لان الدعاء يقع اسما لجميع انواع العبادة تعظيما له فهو لب وفي حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما عند اصحاب السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو عبادة ولاجل هذا يقع كثيرا التعبير عن العبادة باسم الدعاء نعم احسن الله اليكم فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر. والدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. ذكر المصنف رحمه الله ان من صرف شيئا من العبادات لغير الله فهو مشرك كافل واستدل باية المؤمنون ووجه الدلالة منها في قوله انه لا يفلح الكافرون مع قوله في اولها ومن يدعو مع الله الها اخر فانه يدل على ان الفعل المذكور من افعال الكافرين والمذكور فيها هو عبادة غير الله واشير اليها بالدعاء فمعنى قوله ومن يدعو مع الله الها اخر اي ومن يعبد مع الله الها ومن يعبد مع الله الها اخر وتوعده بالحساب تهديد له وما اقترفه هو كفر لانه اشير الى مصيره بعد حسابه في الاخرة بقوله تعالى انه لا يفلح الكافرون ونفي الفلاح عنهم دال على خسرانهم الخسران المبين. وهو جزاء الكافرين. وجعل شيء من العبادة لغير الله شرك والكفر يكون بالشرك وغيره. والمذكور منه هنا الكفر بالشرك ومعنى قوله تعالى لا برهان له به لا حجة له به ولا بينة عنده على الوهيته وهذا قيد ملازم لكل من دعا غير الله فدعوى اله مع الله سواه لا تكونوا الا خالية من البرهان والدليل. فان البرهان قائم على عبادة الله وحده. وابطال عبادة سواه نعم احسن الله اليكم. وفي الحديث الدعاء مخ العبادة. والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. ودليل الخوف قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا لا يشرك بعبادة ربه احدا. ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلون ان كنت انتم مؤمنين وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ودليل الرغبة والرحمة توعي قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني ودليل الانابة قوله تعالى وانيب الى ربكم واسلموا له. الاية ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله. ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقوله تعالى قل اعوذ برب الناس ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله. ودليل النذر قوله تعالى قال يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا. شرع المصنف رحمه الله الله يورد انواعا من العبادة فذكر اربع عشر فذكر اربع عشرة عبادة يتقرب بها الى الله ابتدأها بالدعاء وجعل الحديث كالترجمة له فليس قوله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة دليلا اخر للمسألة السابقة بل شروع في جملة من الكلام فالتقدير قياسا على نظائره الاتية ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني ولما للدعاء من منزلة عظيمة في العبادة عبر عنه المصنف بحديث رواه الترمذي وفيه ضعف مقتديا بغيره من الائمة فهذا يفعله البخاري رحمه الله في صحيحه فانه ربما ترجم للدلالة على مقصوده بحديث نبوي ضعيف والكلام الذي شرع المصنف يذكره هو بيان جملة من العبادات رأسها الدعاء فاولها على ما تقدم هو ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ودعاء الله شرعا له معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع فيشمل جميع افراد العبادة لان العبادة كما تقدم تطلق بهذا المعنى ويسمى دعاء العبادة والاخر خاص وهو طلب العبد من ربه وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه او دفع ما يضره ورفعه او دفع ما يضره ورفعه ويسمى دعاء المسألة هذه هي العبادة الاولى والعبادة الثانية هي الخوف وخوف الله شرعا هو هروب قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا هروب قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا والعبادة الثالثة هي الرجاء ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل والعبادة الرابعة هي التوكل والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه والعبادة الخامسة هي الرغبة والعبادة السادسة هي الرهبة والعبادة السابعة هي الخشوع وقرن المصنف بينها لاشتراكها في الدليل والرغبة الى الله شرعا هي ارادة العبد مرضاة الله بالوصول الى المقصود هي ارادة العبد مرضاة الله بالوصول الى المقصود محبة له ورجاء والرهبة من الله شرعا هي غروب قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه هي هروب قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه والخشوع لله شرعا هو هروب قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له هو هروب قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له والعبادة الثامنة هي الخشية وخشية الله شرعا هي هروب قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع العلم بالله وبامره هي هروب قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع العلم بالله وبامره والعبادة التاسعة هي الانابة والانابة الى الله شرعا هي رجوع قلب العبد الى الله محبة وخوفا ورجاء هي رجوع قلب العبد الى الله محبة وخوفا ورجاء والعبادة العاشرة هي الاستعانة بالله والاستعانة بالله شرعا هي طلب العبد العون من الله في الوصول الى المقصود هي طلب العبد العون من الله في الوصول الى المقصود والعون المساعدة والعبادة الحادية عشرة هي الاستعاذة والاستعاذة بالله شرعا هي طلب العبد العوذ من الله عند ورود المخوف هي طلب العبد من الله العوذ عند ورود المخوف والعوذ الالتجاء والعبادة الثانية عشرة هي الاستغاثة والاستغاثة بالله شرعا هي طلب العبد الغوث من الله عند ورود الضرر هي طلب العبد الغوث من الله عند ورود الضرر والغوث المساعدة في الشدة والعبادة الثالثة عشرة هي الذبح والذبح لله شرعا هو قطع العبد الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة معلومة قطع العبد الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة معلومة وتفسيره بسفك الدم من تفسير اللفظ بلازمه واللفظ يفسر بما وضع له في لسان العرب لا بلازمه وبهيمة الانعام هي الابل والبقر والغنم. وبها اختصت الذبائح الشرعية كالهدي والاضحية والعقيقة وما عداها لا يتقرب بذبحها بل بلحمها وريشها صدقة او هدية واظح المسألة هذه يعني التقرب الى الله بعبادة الذبح يكون فقط مختصا ببهيمة الانعام فلو ان انسانا ذبح دجاجة او ذبح بطة فانه لم يتقرب بعبادة الذبح وانما يتقرب باهداء لحمها او بالصدقة به او بريشها هذه هي عبادة الذبح وعليها الادلة وما سوى ذلك اجيب عنه في غير هذا الموضع لكن لا يعني هذا انه لو عمد انسان الى بطة او دجاجة فذبحها تقربا الى صنم لا يكون مشركا بذلك. بل يكون مشركا لانه تقرب بما فعل فلو تقرب المرء بوظع التراب عند صنم فانه يكفر بذلك لارادة التقرب وقيام معنى العبودية عنده لذلك المعظم من صنم او وثن او ولي او غير ذلك لكن العبادة الشرعية للذبح مخصوصة بهذا ونظير هذا الذي يبينه لكم ان من عبادات الانسان في صلاته الركوع صحيح ام غير صحيح الركوع من العبادات اللي في الصلاة ام لا نعم طيب لو ان انسانا قام الان واتجه الى القبلة فركع ركعة تقربا الى الله هل تصح منه عبادة لا تصح منه عبادة لانه لم يأتي في الشرع ما يدل على التقرب بالركوع استقلالا. فكذلك لم يأتي في الشرع التقرب بالذبح لغير الله في سوى بهيمة الانعام وقولنا على صفة معلومة اي مبينة شرعا بالشروط المذكورة في كلام الفقهاء والعبادة الرابعة عشرة هي النذر والنذر لله شرعا يقع على معنيين احدهما عام وهو الزام العبد نفسه لله تعالى امتثال خطاب الشرع الزام العبد نفسه لله تعالى امتثال خطاب الشرع اي الالتزام بالدين كله والاخر خاص وهو الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا نفلا معينا غير معلق. وقولنا نفلا خرج به الواجب. لانه لازم للعبد اصالة وقولنا معينا خرج به المبهم لان الابهام لا يترتب عليه فعل نفل وانما فيه كفارة. فاذا قال الانسان لله علي نذر فهذا مبهم وقولنا غير معلق خرج به ما كان على وجه العوض والمقابلة المتعلقة بحصول المقصود كأن يقول لله علي ان شفى مريضي كذا وكذا واعظم ما ينبغي ان يعتنى به فيما تقدم ثلاثة امور. احدها معرفة حقائق هذه العبادات. وهو الذي انتصرنا عليه من الحدود الشرعية. لان الوقوف على حقائقها يهيئ الطريق للقيام بها. فمن لم يعرف حقيقة العبادة لا قدرة له على امتثالها. والثاني معرفة ان منها ما يقع عبادة فقط. كالنذر والذبح ومنها ما يقع عبادة وغير عبادة كالخوف والاستعانة فما يجعل منها عبادة لغير الله فهو شرك وتنديد. هذه مسألة مهمة من هذه الاشياء ما يقع عبادة ويقع غير عبادة فالذبح والنذر مثلا عبادة لا يقع في غير داء. لكن الاستعانة والخوف قد تكون عبادة وقد تكون عادة هذه مسألة من دقائق الفهم لانك اذا عرفت هذا الاصل حينئذ عرفت هل التوكل يكون لله ولغيره ام لا يكون الا الجواب لا يكون الا عبادة. وكذلك الانابة لا تكون الا عبادة لله وحده. ولا تكون عادة ابدا. والثالثة صفة ما دل على كونها عبادات. فقول المصنف ودليل الخوف كذا وكذا ودليل الرجاء كذا وكذا. المقصود منه بيان الدليل الذي عرف به ان الرجاء والخوف وغيرهما عبادات يتقرب بها الى الله لانه اذا لم يقم دليل عليها لم يتعبد الله عز وجل بها ومجموع الادلة التي ذكرها المصنف ستة عشر دليلا اربعة عشرة اية وحديثان ومعنى داخلين في الاية الاولى المستدل بها على الدعاء صاغرين اذلين ومعنى حسبه في الاية السادسة المستدل بها على التوكل كافيه ومعنى الفلق في الاية الحادية عشرة المستدل بها عن الاستعاذة الصبح وحديث اذا استعنت فاستعن بالله هو عند الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بسند جيد. وحديث لعن الله من ذبح لغير الله رواه مسلم من حديث علي رضي الله عنه فكل عبادة مذكورة في كلام المصنف اقترن بها ما يدل على كونها عبادة بوجه من وجماع المتعلق منها بما ساقه ستة وجوه احدها الامر بها كحديث اذا استعنت فاستعن بالله فانه يدل على ان الاستعانة عبادة للامر بها فانه لا يؤمر الا بما به الله. الوجه الثاني تعليق الايمان عليها كقوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين فالاية تدل على ان التوكل عبادة لتعليق الايمان به وتوقيفه عليه الوجه الثالث مدح فاعلها كقوله تعالى يوفون بالنذر فهو دال على ان النذر عبادة. لمدح الموفي به المتضمن مدح فعله. ابتداء بعقده وامتهان بالوفاء به. والوجه الرابع بيان اجره كقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه فهو دال على ان التوكل عبادة والاجر يقع عن عبادة مأمومة بها فما رتب عليه اجر فهو عبادة. والوجه الخامس نسبة التقرب بها الى المؤمنين من الانبياء وغيرهم نسبة التقرب بها الى المؤمنين من الانبياء وغيرهم كقوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين وافعال المؤمنين من القرب عبادات وافعال المؤمنين من القرب عبادات. والوجه السادس وعيد من جعلها لغير الله وعيدوا من جعلها لغير الله كقوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله فهو دال على ان الذبح عبادة لتضمنه لعن فاعله على جعله قربة لغير الله. وما كان من افعال القرب فهو عبادة من العبادات فمن هذه الوجوه الستة يعرف كون الشيء عبادة او ليس بعبادة. ولها تتمة لكنها غير متعلقة بما جاء في كلام المصنف لكن ما ورد في كلام المصنف يكون منسوجا على احد هذه الوجوه الستة. وهذا اخر بيان هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته باذن الله بعد صلاة المغرب مباشرة. وبالله التوفيق