تكاده علما للخير اساس والصلاة والسلام على محمد عبده ورسوله المبعوث رحمة للناس. وعلى اله وصحبه الاكياس اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الثاني من برنامج اساس علم في سنته الثالثة اربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. بمدينته الثالثة مدينة جدة وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ووالديه وما لشيخنا ووالديه ومشائخه وللمسلمين والحاضرين. امين. قال امام الدعوة الامام محمد بن عبد الوهاب في كتابه الاصول وادلتها بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل اولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالادلة. الثانية العمل به الثالثة الدعوة اليه الرابعة الصبر على الاذى فيه والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم. وقال البخاري الله تعالى باب للعلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدا بالعلم قبل القول والعمل. ذكر المصنف رحمه الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل. المسألة الاولى العلم. وهو شرعا ادراك خطاب الشرع وهو شرعا ادراك خطاب الشرع ومرده المعارف الثلاث معرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الاسلام والمراد بالادراك معناه اللغوي وهو وصول النفس اليه وحصول عليه والمراد بالادراك معناه اللغوي وهو وصول النفس اليه وحصولها عليه. فمتى آآ وصلت النفس الى خطاب الشرع وحصالته سمي هذا ادراكا باعتبار هذا فان هذا المعنى هو المعنى الذي تعرفه العرب. ومن الغلط الجاري حمل هذا المعنى في هذا على المعنى المذكور عند علماء العقليات. فان لذاك شأن اخر. واما باعتبار دلالة الشرع على حقيقة العلم فان المعنى بالادراك ما تعرفه العرب فان العرب تقول ادركت الثمرة اذا نضجت وادرك اذا احتلم. والمسألة الثانية العمل به. والمسألة الثانية العمل به وهو شرعا ظهور صورة خطاب الشرع ظهور صورة خطاب الشرع على العبد ظهور صورة خطاب الشرع على العبد وخطاب شرعي نوعان وخطاب الشرع نوعان الاول خطاب الشرع الخبري. خطاب الشرع الخبر وظهور صورته بامتثاله بالتصديق نفيا واثباتا. وظهور بامتثال التصديق نفيا واثبات. والثاني خطاب الشرع الطلبي خطاب الشرع الطلبي وظهور صورته بامتثال الامر والنهي. بامتثال الامر والنهي واعتقاد حل الحلال واعتقاد حل الحلال. فمثل قال الله تعالى ان الساعة اتية لا ريب فيها. وقال تعالى وما ربك بظلام للعبيد وهاتان الايتان من خطاب الشرع الخبري اي المتظمن خبرا فيكون امتثال هاتين الايتين بالعمل ظهور سورة الاول بالتصديق اثباتا ظهور سورة الاول بالتصديق اثباتا بان الساعة اتية رغب فيها وظهور الصورة الثاني بالتصديق ايش نفيا ان الله لا يظلم احدا. وقال تعالى واقيموا الصلاة. وقال تعالى ولا اقربوا الزنا وهاتان الايتان من خطاب الشرع ايش؟ الطلب فامتثاله في الاول تصديقه فظهور صورته في الاول بامتثال الامر بفعله. وفي الثاني تظهر صورته بامتثال النهي بتركه ويبقى معهما من خطاب الشرع الخبري ما ذكرناه بقولنا واعتقاد حل الحلال لان اه المباحات لا يطلب فيها الامتثال. لان المباحات لا يطلب فيها الامتثال. كقوله تعالى وسخر لكم البحر لتأكلوا كلوا منه لحما ايش؟ طريا. لتأكلوا منه لحما طريا. فهذا الخبر عند علماء الاصول ومن جملة الشرعي الطلبي لكن المطلوب فيه هو اعتقاد حله. لكن المطلوب فيه هو اعتقاد حله وليس من جملة الخطاب الشرعي الخبري لعدم تضمنه خبرا فانه يتعلق به حكم شرعي وهو الحلال الذي يسميه الاصوليون الاباحة. والمسألة الثالثة الدعوة اليه اي الى العلم الدعوة اليه اي الى العلم. والمراد بها الدعوة الى الله. والمراد بها الدعوة الى الله واخبر عنها بهذه الحقيقة لانه لا يدعى الى الله شرعا الا بعلم. واخبر عنها بهذه الحقيقة لانه لا يدعى الى الله الا بعلم فالدعوة الى الله المنعوتة شرعا هي الدعوة التي يقارنها العلم الدعوة الى الله المنعوتة شرعا هي الدعوة التي يقارنها العلم. قال الله تعالى قل هذه ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني الاية. والدعوة الى الله شرعا هي طلب كافة الى اتباع سبيل الله. طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله المسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه. المسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه. والصبر وعن هو حبس النفس على حكم الله هو حبس النفس على حكم الله. وحكم الله نوعان. احدهما حكم قدري. وحكم الله بنوعان احدهما حكم قدري والاخر حكم شرعي. والاخر حكم شرعي. والمذكور من الصبر في كلام المصنف هو الصبر على الاذى فيه. والمذكور من الصبر في كلام المصنف هو الصبر على الاذى فيه والاذى في العلم قدر واقع. والاذى في العلم قدر واقع فيكون صبرا على حكم الله القدر فيكون صبرا على حكم الله القدر. غير ان العلم مأمور به. فيكون من جهة اخرى لم يذكرها المصنف مأمورا به صبرا على حكم الله الشرعي. صبرا على حكم الله الشرعي فيكون المذكور من الامر بالعلم يتناوله النوعان معا فهو صبر على حكم الله باعتبار وقوع الاذية فيه وصبر على حكم الله الشرع باعتبار طلبه من الشرع. فان العلم به شرعا. والدليل على وجوب تعلم هذه المسائل الاربع هو سورة العصر. لان الله سبحانه الا اقسم بالعصر ان جنس الانسان في خسر والعصر هو اخر وقت من النهار قبل غروب الشمس شمس هو اخر وقت من النهار قبل غروب الشمس لانه المعروف في خطاب الشرع. لانه المعروف في خطاب الشرع فان العصر اذا اطلق في خطاب الشرع اريد به هذا الوقف. فحمل على معهود خطاب الشرع التي سماها ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في اخرين لغة الكتاب والسنة او لغة الشرع اي المعروف في الشرع فالمعروف بالشرع عند ذكر العصر انه الوقت الذي يكون اخر النهار وسميت الصلاة التي فيه صلاة العصر لكونها في ذلك الوقت. فاقسم الله سبحانه وتعالى ان جميع جنس الانسان من الخاسرين. الا من اتصف بصفات اربع ان جميع جنس الانسان من الخاسرين الا ما انتصر لصفات اربع. احدها العلم واشير اليه بقوله تعالى الا الذين امنوا احدها العلم واشير اليه بقوله تعالى الا الذين امنوا اين هذه الاشارة نعم لانهم امنوا عن علم صالح لان ادراك الايمان اصلا او كمالا لا يكون الا بعلم. لان ادراك الايمان اصلا او كمالا لا يكون الا بعلم وثانيها العمل في قوله تعالى وعملوا الصالحات وثانيها العمل في قوله تعالى وعملوا الصالحات وتقييد العمل بالصالحات اعلام بان المطلوب عمل مخصوص. وتقييد العمل بالصالحين اعلام بان المطلوب هو عمل مخصوص وهو ما كان صالحا. والعمل الصالح المبني على الاخلاص والاتباع والعمل الصالح هو المبني على الاخلاص والاتباع. فلا يراد منك ان تعمل. بل مراد الشرع منك ان تعمل صالحا وكون عملك صالحا يتوقف على دورانه مع اخلاصه لله واتباعه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والصفة الثالثة الدعوة. واشير اليها لقوله تعالى تواصوا بالحق واشير اليها بقوله تعالى وتواصوا بالحق لان الحق اسم لما ثبت ولزم لان الحق اسم لما ثبت ولزم. ومن اعلى ما ثبت ولزم شرعا الدعوة الى الله سبحانه وتعالى والتواصي بها تفاعل بين اثنين فاكثر والتواصل بها تفاعل بين اثنين فاكثر فلا تتحقق الدعوة الا ببذلها ونشرها. والصفة الرابعة الصبر اليه يشير بقوله تعالى وتواصوا بالصبر وهو ظاهر. وهذه السورة قال فيها الشافعي رحمه الله هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم. اي كفتهم في قيام الحجة على وجوب امتثال امر الله. اي كفتهم في قيام الحجة عليهم في امتثال امر الله ذكر هذا المعنى ابو العباس ابن تيمية وعبد اللطيف ابن عبدالرحمن ابن حسن ابن محمد ابن عبد الوهاب وشيخنا ابن باز رحمهم الله. فعلم ان المقصود بالكفاية ليس الاغناء عن جميع ادلة الشرع فان هذه السورة لا ينتظم فيها جميع المراد من العبد في باب الخبر والطلب. ولكن المراد هو كفايتها في اقامة الحجة على الخلق بامتثال خطاب الشرع فتكون واقعة موقعا صحيحا به من الشرع. والمقدم بين هذه المسائل هو العلم. والمقدم بين هذه المسائل هو العلم فهو رأسها واساسها ومفتاح بابها. وعنه تتفرع واشار الى ذلك البخاري المذكورة باب العلم قبل القول والعمل. لقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله فبدأ بالعلم. وسبق البخاري الى هذا المعنى شيخ شيوخه سفيان ابن عيينة. ذكره رواه عنه ابو نعيمنا الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء. وتبع البخاري على هذا الغافقي في مسند فبوب باب العلم قبل القول والعمل فلا سبيل الى بلوغ العبد العمل والدعوة الى الله والصبر عليها الا بان يكون له علم فاذا كان للعبد علم عمل فكان ان عمله صالحا لوقوعه موقعه المراد شرعا. واذا كان للانسان علم حمله علمه على بذل الدعوة فان العلم الصحيح يسوق العبد الى ندارة الناس وبشارتهم والقيام في هدايتهم فصاحبوا العلم الصحيح لا ينفك عن دعوة الناس وارشادهم وهدايتهم ولو لم تنصب له المنابر ولا دارت حوله اشارات ومقامات ومناصب فهو يرى ان من واجب الشرع عليه ان يكون قائما لله عز وجل باظهار حجته على الخلق. واذا كان للمرء علم اعانه ذلك على الصبر. فان نفس تتفلت عليه تارة فيما يقابله من الحكم القدري وتارة فيما يقابله من الحكم الشرعي. فلا يلجمها لجامها ولا يلزمها ما يلزمها من فطامها الا العلم الشرعي. ولهذا فان طلب العلم ضرورة في اصلاح النفوس. فليس هو شيئا من الرسوم التي يتزيى بها الخلق فيتميز به من ادركه عن غيره لكن العلم تتوقف عليه هدايتك نفسك ثم هدايتك غيرك. ولا سبيل الى اقامة شرائع الاسلام من جهاد او حكم بما انزل الله او امر بالمعروف ونهي عن المنكر او غير ذلك الا بعلم. فاذا خلى العلم بالنفوس الناس لم يقيموا هذه الشرائع على وجهها لان الصراط المستقيم مرده الى العلم فلا بصرى للانسان بافراده الا بعلم بما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله الله عليه وسلم فليس طلب العلم لونا من الوان ممارسة الحياة ولا طلب العلم لونا من الوان الخوظ في ميادين من ميادينها. ولا طلب العلم نتيجة فكر بل طلب العلم هو امتثال لامر الله سبحانه وتعالى. فلا انفكاك لك عن هذه الضرورة. واذا تركت العلم فاعلم انك تركت الهدى فصرت اما ضعيف السير واما كسيحا زمنا لا تستطيع ان تسير الى الله سبحانه وتعالى مما ينبه اليه المرء ان سوق النفس في هذه السبيل يشق عليها لان نزع النفس عن ما الفته من احوال وعوائد شاق عليها فاذا جاهد الانسان في هذا الامر فان الله عز وجل ييسر له ما اراد واعلموا ايها الاخوان ان حيازة المرء العلم الى قلبه لا يكون بجودة فهمه ولا بقوة حفظه. ولكن ذلك يكون بتوفيق الله له بما يعلمه في قلبه. فاذا صدق الله في طلب مراده وسعى في رفع الجهل عن نفسه وعن غيره فان الله عز وجل ييسر له سبل العلم ويوفقه الى ابواب الخير. وهذا يوجب على العبد ان يحمل على نفسه وان يجاهدها وان يرغمها وان يذكرها مرة بعد مرة ان طلب العلم عبادة. وان القائم به قائم في ميراث النبوة. وان من اعظم النيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم النيابة في العلم تعلما وتعليما. نسأل الله العلي العظيم ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل صالح نعم. احسن الله اليك. قال المصنف رحمه الله اعلم مرشدك الله لطاعته ان الحنيف ملة ابراهيم ان تعبد الله قبل لسان يوسف. قبلها الله اليكم احسن الله عملكم اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهم اولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل ارسل الينا رسولا. فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا. فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا غيرهما والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا الثالثة ان من اطاع ان من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب والدليل قوله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر من حاد الله ورسوله ولو كانوا اذان او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم. اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري تحتها الانهار خالد تجري من تحتها الانهار ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنه ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله من المفلحون. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ثلاث مسائل عظيمة يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمهن والعمل بهن. فالمسألة الاولى مقصودها بيان وجوب طاعة الرسول فالمسألة الاولى مقصودها بيان وجوب طاعة الرسول. وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى. اي مهملين لا نؤمر ولا ها من ارسل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم ليأمرنا بعبادة الله. فمن اطاعه ودخل الجنة ومن عصاه دخل النار. قال الله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى ادعون رسولا فعصى فرعون رسولا فاخذناه اخذا وبيلا. اي شديدا. وذكر ما اتفق لفرعون من العذاب وعيد لمن اعرض عن اجابة محمد صلى الله عليه وسلم وذكر ما وقع لفرعون من العذاب وعيد لمن اعرض عن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم ان مآله يكون مآل فرعون. واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك ووجوب توحيد الله واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك ووجوب توحيد الله. وان الله لا يرضى ان يشرك معه احد كائنا من كان لان العبادة حقه والله لا يرضى الشرك في حقه. واما المسألة الثالثة مقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين. واما المسألة الثالثة فمقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين لان طاعة الرسول وابطال الشرك وتوحيد الله المذكورة في المسألتين الاولى والثانية لا تتحقق الا بالبراءة من الشرك. فالبراءة من الشرك بمنزلة التابع اللازم للمسألتين الاوليين. فلا يكون العبد موحدا الله مبطلا الشرك. مطيعا النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتبرأ من المشركين. ومعنى قوله عز وجل من حاد الله ورسوله اي من كان في حد غير حد الله ورسوله اي من كان في حد غير حد الله ورسوله وحد الله ورسوله هو الايمان وحد الله ورسوله هو الايمان. وحج غيرهما هو الكفر وحد غيرهما هو الكفر فمن كان في حد الله وحد رسوله كان ممتثلا امرهما. ومن كان في حد غيره كان عاصيا واذا تباين الحداد لم يكن بينهما الا المصارمة والمعاداة. واذا تباين الحدان لم يكن بينهما الا المصارمة والمعاداة. وهاتان المقدمتان المستفتحتان بقول المصنف اعلم رحمك الله هما من جملة كلامه لكنهما رسالتان مستقلتان وكتاب ثلاثة الاصول وادلتها مبتدأه من الجملة القادمة. اعلم ارشدك الله لطاعته. لكن بعض الآخرين عن جمع هاتين الرسالتين الى ثلاثة اصول وادلتها ثم اطلق على المجموع كله ثلاثة الاصول وادلتها فصار باعتبار اغلبه بهذا الاسم والا فهما رسالتان مستقلتان وهذا امر معلوم عند من تسلسل علمه بالاخذ الى المصنف رحمه الله تعالى. وهو وغيره من اهل العلم وقع الغلط وعليهم للجهل بمعرفة احوالهم. فتجد هذه الرسالة بعض الناس يسميها رسالة الاصول الثلاثة وهذا غلط فان رسالة الاصول الثلاثة رسالة اخرى هي اوجز منها مذكورة في مجموعة التوحيد وفي الدرر السنية بهذا الاسم كانت تجعل لعامة الناس. واما هذه الرسالة بهذا السياق فاسمها عندهم ثلاثة الاصول وادلتها نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله لعل مرشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده له مخلصا له الدين وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها. كما قال تعالى وما خلقت ان والانس الا ليعبدون. ومعنى يعبدون يوحدون. الحنيفية في الشرع لها معنيان الحنيفية في الشرع لها معنيان. احدها احدهما عام وهو الاسلام. احدهم ما عام وهو الاسلام. والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد. والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد. ولازمه الميل عن كل ما سواه. ولازمه الميل عن كل ما سواه. ما الفرق بين قولنا الحنيفية بالمعنى الخاص هي الاقبال على الله بالتوحيد ولازمه عن كل ما سواه وبين قول بعضهم الحنيفية هي الاقبال على الله والميل عن كل ما سواه. ما الفرق بين الجملتين نعم طيب اي احسنت الفرق بينهما انك اذا قلت الحنيفية هي الاقبال على الله بالتوحيد والميل عن كل ما سواه جعلت الميل من جملة حقيقتها. واذا قلت الحنيفية هي الاقبال على الله ولازمه الميل عن كل ما سواه كانت حقيقة الحنيفية انها الاقبال ولازمها علمين. ومن قواعد العربية ان الكلمة تفسر بما وضعت له لا بلازمها ان الكلمة تفسر بما وضعت له لا بلازمها. فذكر الميل يكون لازما لا من حقيقة الحنيفية فذكر الميل يكون لازما لا من حقيقة الحنفية. ذكر هذا المعنى ابو عبد الله ابن القيم في مفتاح دار السعادة عند قوله تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا. والحنيفية دين الانبياء جميعا الحنيفية دين الانبياء جميعا. ووقع في كلام المصنف نسبتها الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام لماذا؟ لماذا وقعت في كلامه نسبتها الى ابراهيم؟ نعم لا لماذا وقعت في كلامه هو؟ لماذا اي تبعا لوقوعها كذلك في القرآن. تبعا لورودها كذلك في القرآن الكريم. وجعلت الحنيفية دين ابراهيم عليه الصلاة والسلام دون غيره في نسبتها لامرين دون غيره في نسبتها لامرين احدهما ان الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا ينتسبون الى ابراهيم ان الذين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا ينتسبون الى ابراهيم ويذكرون انهم من ذريته ويذكرون ان من ذريته فاحرى بهم ان يكونوا حنفاء لله غير مشركين به كابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام فاحظى بهم ان يكونوا حلفاء لله غير مشركين به كابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام اخر ان ابراهيم جعل اماما لمن بعده من الانبياء. ان ابراهيم جعل اماما لمن بعده من الانبياء فامر الانبياء الذين خالفوه ان يأتموا به. فامر الانبياء الذين خلفوه ان يأتموا به ولم يؤمروا بالائتمام بمن تقدمه. ولم يؤمروا بالائتمام بمن تقدمه. ومن ذلك قول الله الله تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا الاية. ذكر هذا المعنى ابو جعفر ابن في تفسيره ذكر هذا المعنى ابو جعفر ابن جرير في تفسيره. والناس جميعا مأمورون بالحنيفية ومخلوقون لها والناس جميعا مأمورون بالحنيفية ومخلوقون لها فانها عبادة الله عز وجل. قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فالاية دالة على امرين فالاية دالة على امرين ما هما على ماذا تدل الاية احدهما ان الجن والانس مخلوقون للعبادة وهذا صريح لفظها ان الجن والانس مخلوقون للعباد وهذا صريح لفظها والاخر انهم مأمورون بها. وهذا لازم لفظها. انهم مأمورون بها وهذا لازم لفظها لانهم اذا كانوا مخلوقين لها فانهم يكونون مأمورون فانهم يكونون مأمورين بها يسير المصنف رحمه الله تعالى لقوله تعالى الا ليعبدون. بقوله يوحدون له وجهان. وتفسير المصنف قوله الا ليعبدون الا ليوحدون له وجهان. احدهما ان يكون من تفسير اللفظ باخص افراده ان يكون من تفسير اللفظ باخص افراده فاعظم العبادة توحيد الله فاعظم العبادة توحيد الله. والاخر ان يكون من تفسير اللفظ بما وضع له شرعا ان يكون من تفسير اللفظ بما وضع له شرعا. فاطلاق العبادة في القرآن به التوحيد فاطلاق العبادة في القرآن يراد به التوحيد. وقد ذكر البغوي عن ابن عباس انه قال كل امر في القرآن بالعبادة فهو امر بالتوحيد. كل امر في القرآن بالعبادة فهو امر في التوحيد فيكون الاية في قوله الا ليعبدون الا ليوحدون يعني بالعرف القرآني ويكون كل اية تتضمن هذا معناها توحيد الله عز وجل وقد جاء عن ابن عباس في قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم قال وحدوه وهذا هو حق حقيقة العبادة الشرعية. والعبادة والتوحيد والعبادة والتوحيد اصلان عظيمان يستمعان ويفترقان والعبادة والتوحيد اصلان عظيمان يجتمعان ويفترقان بحسب المعنى الملاحظ فلهما مقامان فلهما مقامان. المقام الاول مقام الاجتماع مقام الاجتماع اذا لوحظت ارادة التقرب. المقام الاول مقام الاجتماع اذا لوحظت ارادة التقرب فكل عبادة يتقرب بها الى الله عز وجل فهي توحيد له فكل عبادة نتقرب بها الى الله عز وجل هي توحيد له. وهذا معنى قول المصنف في رسالة القواعد اربع فان العبادة لا تسمى فعبادة الا مع التوحيد فاذا جعل النظر الى ارادة التقرب فتكون العبادة والتوحيد ايش مجتمعان يقولون في العرف اللغوي ايش ايش لا يكونون في العرف اللغوي اذا كان الدالين على معنى واحد يقولون مترادفان فيكون العبادة والتوحيد مترادفان لكن في هذه العبارة نظر عند محقق اهل العربية وانما يقال متحدان في المسمى متحدان في المسمى مع افتراقهما في الدلالة عليه على ما يعرف في فقه اللغة مما ليس هذا مقامه. والمقام الثاني مقام الافتراق. والمقام الثاني مقام الافتراء. اذا كان المعنى المنظور اليه هو ما يتقرب به الى الله عز وجل. اذا كان المعنى المنظور اليه وما يتقرب به الى الله عز وجل. فتكون فيكون التوحيد واحدا من تلك القرى. فيكون التوحيد واحدا من تلك القرب. مثل ايش؟ جاء حديث يبين افتراق التوحيد عن غيره اذا كان قربة مثل حديث بني الاسلام على خمس فجعل الاولى ايش؟ شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله جعل الثانية اقام الصلاة. وشهادة ان لا اله الا الله وهي التوحيد لله عز وجل فعند تعداد القرب جعل التوحيد مذكورا واحدا برأسه. فاذا نظر الى انواع التي يتقرب بها الى الله عز وجل من الاعمال فان التوحيد شيء من تلك العبادة التي يتقرب بها الى الله عز وجل وهذه هي الصلة بين التوحيد والعبادة افتراقا واجتماعا. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة. واعظم ما نهى عنه الشرك وهو ودعوة غيره معه والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لما كانت الحنيفية مركبة من الاقبال على الله بالتوحيد ولازمها الميل عن كل ما سواه من الشرك عرف المصنف رحمه الله التوحيد والشرك. والتوحيد له معنيان شرعا والتوحيد له معنيان شرعا احدهما عام وهو افراد الله بحقه احدهما عام وهو افراد الله بحقه. وله حقان هما حق المعرفة وحق الارادة والقصد والطلب اولهما عام وهو افراد الله بحقه. وحق الله نوعان هما حق المعرفة والاثبات وحق والقصد والطلب. وينشأ من هذين الحقين ان الواجب لله من التوحيد ثلاثة انواع وينشأ من هذين الحقين ان الواجب لله بالتوحيد ثلاثة انواع هي توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات. والثاني خاص وهو افراد الله بالعبادة. خاص وهو افراد الله بالعبادة. فان التوحيد يطلق في عرف خطاب الشرع على معنى العبادة فان التوحيد يطلق في عرف خطاب الشرع على معنى العبادة مثل ايش تذكرون في حديث اطلق فيه التوحيد على هالعرف هذا احسنت ان يوحد الله. احسنت. من هذه الاحاديث ما عند مسلم في صحيحه من حديث جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر رضي الله عنهما رضي الله عنه وعن ابيه وفيه قوله فاهل بالتوحيد. يعني لبى بالتوحيد وكانت تلبيته لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك. فيكون المراد بالتوحيد هو العبادة الاصل في عرف الشرع اذا ذكر التوحيد هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. وهذا معنى قولنا معنى خاص في المعهود الشرعي اي في المعهود الشرعي بل لا تكاد الادلة على خلافه لولا حذف المتعلق في قوله تعالى قل هو الله واحد. فحدب المتعلق في قوله قل هو الله احد وقع صريحا في عموم التوحيد لهذه الانواع. لان قوله قل هو الله احد يعني في كل ما يوحد فيه في كل ما يوحد فيه وذلك في ربوبيته في الوهيته وفي اسمائه وصفاته. وما عداها فيكاد يكون على ارادة العبادة والشرك يطلق شرعا على معنيين. والشرك يطلق شرعا على معنيين احدهما جعل شيء من حق الله لغيره جعل شيء من حق الله لغيره. والاخر الاول هما عام وهو جعل جعلوا شيء من حق الله لغيره والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله جعل شيء من العبادة لغير الله عز وجل. والمعنى الثاني هو المعهود شرعا والمعنى الثاني هو المعهود شرعا فلا يكاد يذكر الشرك الا اريد به شرك العبادة. فلا يكاد يذكر الشرك الا اريد به شرك العبادة. ما الفرق بين قولنا جعل شيء من العبادة لغير الله؟ وقول بعضهم جعل شيء من افعال العباد لغير الله جعل شيء من افعال العباد لغير الله. ما الفرق بين العبارتين ها يا صالح احسنت ان اطلاق افعال العباد يعم ما لا يتقرب به فان من افعالهم الاكل والشرب والنوم وهذه لا يصح ادخالها في حقيقة الشرك فاذا قيل الشرك هو صرف شيء من افعال العباد او جعل شيء من افعال العباد او قيل توحيد العبادة هو افراد الله بافعال العباد تناولوا افرادا لا يتعلق بها التوحيد والشرك فتحتاج الى تقييد بان يقال افعال العباد المتقرب بها مستغنى عنه بالبيان بان يقال ان التوحيد الالوهية هو افراد الله بالعبادة وان الشرك يكون جعل شيء ان من افعال الله جعل شيء من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى. وعدل في بيان حقيقة الشرك عن كلمة الصرف وعدل في بيان حقيقة الشرك عن لفظ الصرف فلم يقل صرف شيء من حق الله لغيره لامرين احدهما مواطئة خطاب الشرع مواطأة خطاب الشرع فان الوارد فيه عند ذكر هو الجعل دون الصرف. قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا. وفي الصحيح من حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم اي الذنب اعظم؟ فقال ان تجعل لله ندا وهو خلقك وليس في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ الصرف في هذا المقام. فلفظ قدمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالخبر احق من لفظ غيرهما كائنا من كان. واما الامر الثاني فان الجعل يتضمن الاقبال القلبية والتأله فان الجعل يتضمن الاقبال القلبي والتأله بخلاف لفظ الصرف فانه يشتمل على تحويل الشيء عن وجهه بخلاف لفظ الصرف فانه يشتمل على تحويل الشيء عن وجهه دون ملاحظة الوجه المصروف اليه دون ملاحظة الوجه المصروف اليه واعظم ما امر الله عز وجل به هو التوحيد واعظم ما نهى عنه هو الشرك. والدليل كما ذكره المصنف قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. كيف تكون هذه الاية دالة كيف كونوا هذه الاية دالة على اعظمية الامر بالتوحيد واعظمية النهي عن الشرك نعم اين ما يحسد احسنت وجه الاعظمية هو ان الله عز وجل صدر بها اية الحقوق العشرة. ان الله عز وجل صدر بها اية الحقوق العشرة وانما يقدم الاهم وانما يقدم الاهم فاعظم المأمورات هو الامر بالتوحيد واعظم المنهيات هو النهي عن الشرك. فالتقديم للاعظم ذكر هذا المعنى ابن قاسم العاصمي في على ثلاثة الاصول. والمصنف رحمه الله تعالى في مسألة من مسائل كتاب التوحيد ايضا على وجه فهو في تلك المسألة اشار الى ان تقديمها دال على العناية بها وحفاوة بذكرها قبل غيرها من مراتب المأمورات والمنهيات. وهذه المعاني التي تقدمت غير مرة ربما يعترض عليها من اعترض ممن لا يعرف العلم عن الحقيقة. كقول بعض شراح هذا الكتاب ان الاية ليس فيها الا الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك بها الاعظمية وهو من جهة النظر الظاهر صادق لكنه من جهة الحقيقة الواقعة قد اخطأ لان الاعظمية استفادوا من امر خارجي وهو نسخوا الاية. فنسقوا الاية دال على ذلك. وهذا الكتاب وغيره من كتب اهل العلم. لكن هذا الكتاب لما صار كل واحد يتصدر للتعليم يبدأ بشرحه وقع جماعة من الغلط على المصنف لان عقولهم لا تدرك هذه الحقائق ممن تلقى العلم عن الكتب لا عن العلماء كاعتراظ بعظهم على ايراد الشيخ رحمه الله اية كلام الشافعي رحمه الله تعالى في هذا الموضع وان كلام الشافعي فيه نظر لماذا فيه نظر كلام الشافعي الذي تقدم هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم لماذا فيه نظر ما قالوا هذا بعض الناس العلماء ما قالوا. قال بعضهم لان بيان احكام الشرع طلبا وخبرا يفتقر الى ادلة اخرى. والمعنى الذي اراده الشافعي غير ما ذهبت اليه اوال هؤلاء مدارك هؤلاء وافهامهم فان الشافعي اراد معنى خاصا وهو ايش اقامة الحجة من جدال الخلق لكن من لا يقوى اخذه للعلم يعترض بمثل هذه الاعتراضات الباردة كقول احدهم ان قول بكر بن عبد الله المزني ما سبقهم ابو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقر في القلب وصدقه العمل يقول ان هذا الاثر انكر متنا لماذا من كرمتنا ها لجلالة عبادة ابي بكر رضي الله عنه لجلالة عبادة ابي بكر رضي الله عنه فان المقطوع به بدلالة السنة ان ابا بكر كان اكثرهم عمله لكن هذا المعنى لم يقصد بكر النفيه ولكنه اراد الاشارة الى معنى اعظم من صورة العمل الظاهر فكان يقود ما سبقهم ابو بكر بما كان عليه من كثرة الصلاة والصيام والصدقة. ولكن سبقهم بامر زائد وهو الايمان الصادق الثابت الذي كان في قلبه ويدل على هذا انه قال ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل فهو يشير الى العمل لكن عدم شغوف النظر في هذه المدارك هو الذي يجعل الناس يتجرأون على العلم واهله وفي هذا ارشاد الى ان المرأة ينبغي ان يتواضع للعلم واهله. واذا اوتي فهما وذكاء فلا يزدلف به بين ايديهم ان فهمه وذكاءه الذي انتهى اليه لا يكون في مقابل جم غفير تواطؤوا على تقرير معنى ما من المعاني. فاذا ظن المرء انه يكون ابن بلدة الامر والناهظ به بين الناس وانه ينتهي اليه من العلم ما لم يكن عندهم فهذا جاهل. قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب بر الوالدين قال سفيان ابن عيينة من لا يعلم ويعلم انه لا يعلم فهو عالم من لا يعلم ويعلم انه لا يعلم فهو عالم انتهى. ونظيره من يجهل ولا يجهل انه لا يجهل فهذا كحال اعتراضات وردت على هذا الكتاب لان عامة من يتصدر للتعليم صار يجعله مفتتح درسه فيتكلم فيه باقوال باطلة حتى نسب بعضهم بعض جمله الى عقائد المعتزلة وهو الذي اقرب الى عقائد المعتزلة من المصنف رحمه الله تعالى لكن الذي لا يتلقى عن العلم العلم عن اهله ولا يكن متواضعا له يتجرأ بمثل هذه القباحات. واذا جعل الانسان نفسه معدودا في ديوان اهل العلم في الظاهر فهو اعرف بباطنه. فانك اذا كنت منسوبا الى الحفظ والفهم في الصورة الظاهرة فانظر الى حالك وحالهم في الصورة وفي الباطنة وما كانوا عليه من الصلاح وما كانت الدين وكمال العبادة لله عز وجل واعدل نفسك بهم حينئذ ترى ما انت فيه وما كانوا عليه فيتضح لك البول الشاسع والفرق الواسع بينك وبينهم. فمن صار عليه الناس من قولهم ان فلانا من اعلم الناس او فلانا هو حافظ كذا او كذا او كذا هذا باعتبار الصورة الظاهرة اما باعتبار الحقيقة الباطنة هم لا يعلمون وهو بنفسه اعلم واذا خلا بنفسه فرأى في اخبار احمد بن حنبل انه كان يصلي في الضحى ثلاث مئة ركعة ومثل هذا في ترجمة عبد الغني بن مقدسي المقدسي عرف قدره مع قدرهم وقد كان عبد الله بن مبارك ينشد فيقول لا تأتين بذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح اذا مشى كالمقعد. فيا طالب العلم اذا فرحت بتحقيق تحقيق في مسألة بجمع ادلتها والاقوال فيها فلا تظن انك اذا وضعت اسمك ازاء هؤلاء في ترجيح شيء وتزيين في غيره انك صرت بمقامهم فانك بمنأى بعيد عن مقامهم فتحتاج الى كثير من الصدق والاحسان والاقبال على الله عز وجل وكثرة تلاوة القرآن والعبادة والاكثار من مساعدة الناس والنهضة معهم وحملهم على الخير والصبر على هدايتهم حتى تلحق بنسبة الى اولئك اما مع التجرد من من هذه الصفات او من كثير منها فحنانيك لا تقتل نفسك بنفسك. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى مسألة اخرى فقال فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة الى اخره وهي مرتبة على ما فتقريره من الامر بالعبادة. فان القيام بالعبادة متوقف على ثلاثة اصول. فان القيام بالعبادة التي متوقف على ثلاثة اصول احدها معرفة المعبود احدها معرفة المعبود وهو الله سبحانه وتعالى وثانيها معرفة المبلغ عنه. وهو الرسول صلى الله عليه وسلم. معرفة المبلغ عنه وهو والرسول صلى الله عليه وسلم وثالثها معرفة كيفية العبادة وهي الدين. معرفة كيفية العبادة وهي الدين وهذه هي الاصول الثلاثة وهذه هي الاصول الثلاثة معرفة العبد ربه ونبيه ودينه محمدا صلى الله عليه وسلم فلا يتمكن المرء من امتثال العبادة الا بمعرفتها. فلا يتمكن العبد بمعرفة العبادة الا بالقيام بالعبادة الا بمعرفتها. وكل دليل جاء فيه الامر بالعبادة فهو دليل عليها. وكل دليل جاء فيه الامر بالعبادة فهو دليل عليها فمثلا اول امر في القرآن وهو قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم دليل على وجوب الاصول الثلاثة بدأ لان المعبود المأمور بان تجعل له العبادة هو من؟ هو الله وهذا متعلق الاصل الاول. والذي تبلغ عن المعبود هو الرسول صلى الله عليه وسلم. فان العقول لا تستقل بمعرفة مال المعبود من عبادة. وتحتاج الى هاد يهديها وهو الرسول صلى الله عليه وسلم وهي مفتقرة الى كيفية تعرف بها العبادة وهي الدين. فصارت الاية دالة على وجوب هذه الاصول الثلاثة وبها يتعلق الاجر والثواب وبها يتعلق الثواب والاجر وعنها يقع السؤال في القبر وبها يتعلق الثواب والاجر وعنها يقع السؤال في القبر. ولاجل هذا عظم قدر هذه الرسالة. فهذه الرسالة ولو لم يكن مصنفها هذا الرجل لكانت حقيقة بالعناية لان مدار العبادة عليها فلا يمكن للعبد ان يمتثل العبادة الا بهذه الاصول الثلاثة فليست شيئا خارجا عن معاني القرآن والسنة بل هي دائرة مع معاني القرآن والسنة ولكن الله عز وجل يفتح لمن شاء من خلقه ما شاء. فيهيء له من نفع الناس ما لا يهيئ لغيره. فان قري رحمه الله تعالى كان بين جماعة من ائمة الحديث مثله او اعلى منه كما كان يقول ما استصغرت نفسي عند احد الا عند علي ابن المدين وسمع شيخه اسحاق ابن يقول لو ان احدا جمع للناس ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فاهتبل البخاري رحمه الله تعالى ما ذكره اسحاق وحمل على نفسه فصنف الصحيح. فجعل الله عز وجل له من الخير فتحي ما لم يجعله لمن كان في زمانه من اقرانه او كان من شيوخه. واذا كانت العلوم منحا الهية فليس بمستكثر على الله ان يجعل للمتأخر ما لم يجعل للمتقدم. ذكره ابن مالك في مقدمة تسهيل الفوائد. فالله عز وجل يفتح على من شاء من خلقه بما شاء من المعارف والعلوم ولهذا فان من اعظم الالة التي توصلك الى العلم الفتح من الله فاذا فتح لك من الله سبحانه وتعالى جرى على لسانك من انواع الفهم والبيان ما حبس عن غيرك وهذا محض فضل الله سبحانه وتعالى عليك. وان احدنا يبذل اسبابا ظاهرة للعلم. كحرصه على مجالسه وقراءته في كتبه وحفظه متونه وتفهمه معانيه. ولكنه يغفل ان يسأل الله سبحانه وتعالى الفتح من عنده فتجده يمسي ويصبح ويصلي راكعا ساجدا لا يقول في سجدة اللهم افتح لي فتحا من عندك في العلم ولا يدعو ربه عز وجل ان يرزقه حفظ شيء من العلم او فهمه. لان اكثر المشتغلين بالعلم صاروا واقفين مع صورته لا مع حقيقته؟ قال ابو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى رأيت اكثر الناس واقفين مع صورة العلم لا حقيقته. انتهى كلامه مشغولون بالصورة الظاهرة كحالنا نحن الا من رحم الله عز وجل منا. اما الحقيقة الباطنة التي يكون فيها العبد مكثرا من سؤال الله عز وجل ملتمسا له سائلا له ان يفتح له في العلم فهذا يقل في احوالنا ان نرعى هذا الاصل فينبغي ان احرص ملتمس العلم على سؤال الله سبحانه وتعالى العلم والفتح فيه فانه اذا فتح الله سبحانه وتعالى لك هذا باب لم يكن في زمانك احد يعدلك. لا تقارن بهم في حفظهم ولا في فهمهم لا بقوة ذهنك وسيلانه وفصاحة لسانك ولكنه بالفتح من الله عز وجل. وهذا المعنى كثير في كلام ابي العباس ابن تيمية وتلميذه ابي عبد الله ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابو ابن رجب رحمهم الله تعالى. نعم. احسن الله اليكم اذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني ورب جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه. والدليل نجعل نجعل هذا مفتتح الدرس غدا حتى ما نطيل عليكم بالوقت فنقتصر على هذا القدر وغدا ان شاء الله تعالى نكمل هذا الكتاب بعد الفجر ثم نأخذ حصة ثانية في كتاب الاربعين النووية اكتب هنا نهاية المجلس الاول عند الموضع الذي انتهينا اليه في المقطع السابق يكتب الانسان نهاية المجلس الاول وغدا ان شاء الله تعالى تنامون جيدا ونكمل ان شاء الله تعالى ثلاثة الاصول في المجلس الاول وفي المجلس الثاني نبدأ في الاربعين النووية. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين ايوه ارجوك وهيطلع كده في التصدير