الذي صير الدين مراتب ودرجات. وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ باسانيدهم وهو اول حديث سمعتهم منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين. في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية. يستفتح بذلك المبتدئون ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم. ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الثاني من برنامج مهمات العلم في سنته الرابعة اربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف نعم فالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين يا رب العالمين باسنادكم حفظكم الله تعالى الى الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى انه قال في كتابه ثلاثة اصول وادلتها بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل. الاولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالادلة. الثانية العمل به الثالثة الدعوة اليه الرابعة الصبر على الاذى فيه. والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم. وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل دليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك. فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. ذكر المصنف ورحمه الله انه يجب على العبد تعلم اربع مسائل المسألة الاولى العلم وهو شرعا ادراك خطاب الشرع ومرده الى المعارف الثلاث معرفة الله والدين والرسول صلى الله عليه وسلم والمراد بالادراك هنا معناه اللغوي وهو الوصول الى الشيء والحصول عليه فقولنا في تعريف العلم شرعا هو ادراك خطاب الشرع اي وصول العبد اليه وحصوله عليه والجار والمجرور في قول المصنف بالادلة متعلق بالمعارف الثلاث جميعا فمرده الى معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دينه ان تكون مصحوبة بالادلة فهو متعلق بالتلات كلها ولا يعكر على هذا ان المصنف رحمه الله تعالى قال فيما يستقبل الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة فانه لم يرد بتلك الترجمة تخصيص معرفة الاسلام بطلب الادلة فيها بل معرفة الادلة ينبغي ان تكون مقارنة لمعرفة الله ومعرفة دينه ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم الا ان المصنف اعاد ذكرى فرد من افراد العام تنبيها على الاهتمام به لان اكثر المسائل الدينية ترجع الى معرفة الدين. فلما كانت معرفة دين الاسلام اكثرها فروعا واشدها توزعا في المسائل اعاد المصنف رحمه الله تعالى التنبيه الى ان تكون تلك المعرفة مقرونة بالادلة فلا يكون بينما ذكره في صدر كتابه هذا وبينما اعاده عند ذكر الاصل الثاني اختلال ولا اضطراب بل هو تخصيص لفرد من افراد العامي بما يحتاج الى الانباه اليه. وليس المقصود بذكر المصنف لمعرفة الادلة ايجاب اقتران معرفة كل مسألة بدليلها بل مقصوده وجوب اعتقاد العبد ان ما امن به من رب ودين ورسول دلت عليه ادلة شرعية صحيحة وهذه المعرفة الاجمالية كافية في تصحيح دين العبد فاذا اعتقد العبد انما امن به من رب ودين ورسول ثابت بادلة شرعية صحيحة كان اسلامه وايمانه صحيحا ولا يحتاج الى معرفة تفاصيل الادلة فضلا عن ادراك وجوه الاستنباط منها فان المعرفة التفصيلية لا تتعلق بعموم الخلق وانما تتعلق باحاد منهم اقترن بهم ما يستدعي معرفة الاحكام بالادلة كالقضاء او التعليم او الحكم فالمعرفة المتعلقة بالدين كله نوعان احدهما المعرفة الاجمالية المعرفة الاجمالية وهي معرفة اصول الشرع الكلية وهي معرفة اصول الشرع الكلية ويتعلق وجوبها بجميع الخلق ويتعلق وجوبها بجميع الخلق والاخر المعرفة التفصيلية وهي معرفة تفاصيل الشرع وهي معرفة تفاصيل الشرع ويتعلق وجوبها باحاد من الخلق ويتعلق وجوبها باحاد من الخلق لمعنى استدعاها كالحكم او القضاء او الافتاء والمسألة الثانية العمل به اي العمل بالعلم والعمل شرعا هو ظهور صورة خطاب الشرع على العبد هو ظهور صورة خطاب الشرع على العبد وخطاب الشرع نوعان احدهما خطاب الشرع الخبري خطاب الشرع الخبري وظهور صورته بامتثال التصديق اثباتا ونفيا وظهور صورته بامتثال التصديق اثباتا ونفيا والاخر خطاب الشرع الطلبي وظهور صورته بامتثال الامر والنهي واعتقاد حل الحلال وظهور صورته بامتثال الامر والنهي واعتقاد حل الحلال فقوله تعالى ان الساعة اتية لا ريب فيها. وقوله وقوله وما ربك بظلام للعبيد كلاهما من خطاب الشرع الخبري فيكون ظهور صورتهما بامتثال التصديق في الاول اثباتا ان الساعة اتية لا ريب فيها ويكون في الثاني بامتثال التصديق فيه نفيا ان الله لا يظلم احدا من الخلق وقوله اقيموا الصلاة وقوله وقوله ولا تقربوا الزنا وقوله وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا كلها من خطاب الشرع الطلبي فيكون ظهور صورته في الاول بامتثال الامر بفعله باقامة الصلاة وظهور صورته في الثاني بامتثال النهي في تركه باجتناب الزنا ويكون صورته في التالت باعتقادي حل الحلال ان الله اباح للخلق ان ان يتمتعوا بلحم البحر الطري الذي جعله الله عز وجل لهم واضحة المسألة هذه طيب التوكل عمل او ليس بعمل عمل محله القلب فهو من الاعمال القلبية طيب طبق عليه التعريف العمل شرعا ظهور صورة خطاب الشرع على العبد اين يكون هذا الظهور يكون على القلب يكون على القلب. فليس من المقصود بالظهور ادراكه بالرؤية لكن وجود معناه فالاعمال القلبية اذا وجدت معانيها صار ظهورا لصورتها فالتوكل مثلا هو تفويض العبد امره الى الله سبحانه وتعالى واظهار ضعفه وعجزه. فاذا وجد هذا معنى في القلب فقد ظهرت صورة هذا العمل عليه. والاعمال التي تشترك في المحل الواحد لا في صورتها الا بما يقترن بها من حقائقها. فالاعمال القلبية مثلا اذا اردت ان تفرق فيها بين المحبة والتوكل والخوف او في والرجاء لم ينكر ذلك بما يتوهمه المرء من انه كفصل الشيء عن الشيء الظاهر وانما باعتبار ما يوجد في القلب من معانيها وحقائقها والمسألة الثالثة الدعوة اليه اي الى العلم والمراد بها الدعوة الى الله لان العلم يتضمن معرفة الله ودينه ورسوله تدعي الى العلم يدعو الى معرفة الله اصالة ومعرفة نبيه ودينه تبعا والدعوة الى الله شرعا هي طلب الخلق كافة الى اتباع سبيل الله طلب الخلق كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة والمسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه والصبر شرعا هو حبس النفس على حكم الله وحبس النفس على حكم الله وحكم الله نوعان احدهما حكم شرعي والاخر حكم قدري والمذكور من الصبر في كلام المصنف هو الصبر على الاذى فيه اي في العلم والاذى من القدر المؤلم فيكون الصبر على الاذى في العلم من الصبر على حكم الله ايش القدر فيكون الصبر على الاذى في العلم من الصبر على حكم الله القدر ولما كان العلم مأمورا به شرعا فان الصبر عليه يكون ايضا صبرا على امر الله الشرعي فيجتمع في الصبر على العلم الصبر على حكم الله الشرعي باعتبار كونه مأمورا به والصبر على حكم الله القدري باعتبار ما يعرض للعبد من العوائق والعلائق فانه لا ينزعها ها ويمحوها الا بالصبر على حكم الله الذي قدره عليه. والدليل على وجوب تعلم هذه المسائل الاربع هو سورة العصر لان الله اقسم بالعصر ان جميع جنس الانسان في خسر الا من اتصف بصفات اربع سيأتي ذكرها والعصر هو الوقت الكائن اخر النهار هو الوقت الكائن اخر النهار فان اسم العصر اذا ورد في خطاب الشرع وكلام الصحابة كان المراد به هذا الوقت اما المعاني الاخرى التي يذكرها اهل العربية فانها وان صحت من جهة المواظعة اللسانية العربية الا انها لم تكن في العرف الخاص في خطاب الشرع ومن المسالك النافعة في تبين الخطاب الشرعي ملاحظة لغة الشرع كما عبر انهى ابو العباس ابن تيمية والشاطبي فللشرع لغة تجعل بعض المعاني المشتركة مخصوصة بواحد منها فالعصر يطلق على الدهر وعلى الوقت الكائن اخر النهار. لكن الواقع في خطاب الشرع اذا وردت كلمة العصر ارادة هذا الوقت وهو اخر النهار. فتحمل هذه الاية على المعروف في خطاب الشرع ان الله اقسم بالوقت الكائن في اخر النهار واقسم الله عز وجل به على ان جميع جنس الانسان في خسر الا من اتصف بصفات اربع فقال الله عز وجل في الصفة الاولى الا الذين امنوا وهذا دليل العلم كيف يكون دليل العلم اه لان اصل الايمان وكماله لا يدرك الا بعلم لان اصل الايمان وكماله لا يدرك الا بعلم. ثم قال في الصفة الثانية وعملوا الصالحات وهذا دليل ايش العمل وهذا دليل العمل ووصف الاعمال بالصالحات يدل ان المطلوب من العبد عمل مخصوص لا مطلق العمل فالمطلوب منه من العمل هو العمل الصالح المبني على الاخلاص لله والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم ثم قال في الصفة الثالثة وتواصوا بالحق وهذا دليل الدعوة فالحق اسم لما لزم ووجب تلحق اسم لما لزم ووجب واعلاه ما كان واجبا بطريق الشرع واعلاه ما كان واجبا بطريق الشرع والتواصي به تفاعل بين اثنين فاكثر والتواصي به تفاعل بين اثنين فاكثر وهذه حقيقة الدعوة الى الله ثم قال في الصفة الرابعة وتواصوا بالصبر وهذا دليل الصبر فاجتمعت هذه المسائل الاربع كلها في سورة العصر ولجلالتها قال الشافعي ما قال هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم اي لكفتهم في قيام الحجة عليهم بوجوب امتثال خطاب الشرع اي لكفتهم في قيام الحجة عليهم بوجوب امتثال خطاب الشرع ذكره ابو العباس ابن تيمية وعبد اللطيف بن عبدالرحمن وعبدالعزيز بن باز رحمهم الله فليس مراد الشافعي ان الاية كافية في بيان جميع احكام الشرع فان هذا لا يصدر عن عارف بالشرع كالشافعي وانما اراد معنى خاصا وهو كون الصورة كافية في اقامة الحجة على الخلق بامتثال خطاب الشرع ومما ينبغي الانباه اليه في مثل هذه المقالات التي تخفى على بعض الناس عدم المبادرة الى انكارها فان من الناس من يظن ان قول الشافعي لو انزل الله لو ما انزل الله هذه السورة الا هذه الصورة على خلقه لكفتهم انه معنى مستنكر لافتقار الخلق الى ايات كثيرة فيها بيان احكام شرعي في ابواب الخبر والطلب فان مثل هذا المعنى لا يعزب عن علم الشافعي. ولا يمكن ان يصدر منه وانما اراد الارشاد الى معنى خاص. هو الذي افصح عنه العارفون بمواقع كلام اهل العلم. كابي العباس ابن تيمية عبد اللطيف ابن عبد الرحمن ابن حسن وعبدالعزيز ابن باز اكثر ما يكون هذا مع وهج الشباب فان وهج الشباب يحمل الاغترار به صاحبه على ان يبادر الى انكار المقالات. لقلة علمه وضيق عطنه عن ادراك المعاني البعيدة والمقاصد العظيمة التي يشير اليها ائمة الهدى بكلام قليل. فكن على حذر ان من المبادرة الى تزييف اقوال الاكابر من العلماء من السلف لتوهمك انها تحمل على معنى لم يريدوه واذا وقع في خلدك شيء من ذلك فالقي ما في خلدك جانبا واستعصم بالتوقف من الجراءة على تزييف كلامهم فان المتجرأ على ذلك متجرأ على كلام ائمة في العلم والايمان ومثل هذا لا يمكن ان يصدر ممن عرف العلم وحقيقته. وكمل في الايمان وكمل في القلب ايمانه. فينبغي ان يحترز الانسان من مثل هذه المقالات ويسترشدوا بمن له باع طويل في فهم العلم ليحل له ما يشكل عليه من كلام العلماء رحمهم الله تعالى وهذه المسائل الاربع بينها مسألة مقدمة هي اصلها الذي تتفرع عنه وتنشأ منه وهي مسألة العلم فان العلم اصل كل هذه المسائل المرتبة عليه من العمل والدعوة والصبر واورد المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق هذا المعنى كلام البخاري في صحيحه بمعناه ولفظه فيه باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله فبدأ بالعلم. انتهى كلامه اي قدم الامر بالعلم في قوله فاعلم ثم ذكر العمل بعده في قوله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات اتى واستنبط هذا المعنى قبل البخاري سفيان بن عيينة رواه عنه ابو نعيم الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء واخذه عن البخاري رحمه الله تعالى الغافقي فبوب في مسند الموطأ باب العلم قبل القول والعمل نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن. الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل ارسل الينا رسولا. فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا. فعصى فرعون الرسول فاخذناه له اخذا وبيلا الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته لا نبي مرسل ولا ما يكون مقرب ولا غيرهما. والدليل قوله تعالى اليه فلا تدعوا مع الله احدا. الثالثة ان من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ورسوله ولو كان اقرب قريب. والدليل قوله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من رسوله ولو كانوا ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. ويدخلهم جنات تجري من من تحتها الانهار خالدين فيها. رضي الله عنهم ورضوا عنه. اولئك حزب الله. الا ان حزب الله هم المفلحون ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا ثلاث مسائل عظيمة يجب على العبد تعلمها والعمل بها من مسلم ومسلمة فالمسألة الاولى مقصودها بيان وجوب وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فالمسألة الاولى مقصودها بيان وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. وذلك ان الله خلقنا ورزقنا قناة ولم يتركنا هملا اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى بل ارسل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم ليأمرنا بعبادة الله فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه وجحد عبادة الله دخل النار كما قال الله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم. كما ارسلنا الى فرعون رسولا. فعصى فرعون رسولا فاخذناه اخذا وبيلا واتباع خبر ارسال الرسول صلى الله عليه وسلم الينا بذكر عاقبة فرعون لما كذب موسى عليه الصلاة والسلام تهديد ووعيد لنا ان لم نؤمن بما الينا فان المآل يكون كمآل فرعون فيعذب من كذب الله ورسوله وجحد عبادته بما عذب به فرعون في الدنيا والاخرة واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك في العبادة ووجوب توحيد الله عز وجل فمقصودها ابطال الشرك في العبادة ووجوب توحيد الله عز وجل وان الله لا يرضى ان يشرك معه وفي عبادته احد لان العبادة حقه وحق الله لا يقبل الشرك فالعبادة له وحده لا شريك له والنهي عن دعوة غير الله دليل على ان العبادة كلها لله لان الدعاء يقع في خطاب الشرع ويراد به العبادة فمعنى الاية المذكورة فلا تعبدوا مع الله احدا واما المسألة الثالثة فمقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين فمقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين لان طاعة الرسول وتوحيد الله وهما الامران المذكوران في المسألتين الاولى والثانية لا يتحققان الا باقامة هذا الاصل فالمسألة الثالثة بمنزلة التابع اللازم للمسألتين الاوليين فمن وحد الله واطاع الرسول لا تتم عبادته الا بالبراءة من المشركين فلا يجتمع الايمان الناشئ من توحيد الله وطاعة الرسول مع محبة المشركين اعداء الله بل المؤمنون محادون من حاد الله ورسوله معادون من عادى الله ورسوله ومعنى قوله عز وجل في الاية من الله ورسوله اي من كان في حد متميز عن الله ورسوله اي من كان في حد متميز عن الله ورسوله. وهو حد الكفر ومقابله حد الايمان ومقابله حد الايمان فيكون المؤمنون في حد والمشركون في حد واذا كان كل فريق متميزا عن الاخر فليس بين الفريقين الا البراءة والمعاداة وهاتان الرسالتان اللطيفتان المستفتحتان بقول المصنف اعلم رحمك الله هما من كلامه ضمهما بعض النقلة الى رسالة ثلاثة الاصول ثم اشتهر المجموع كله باسم ثلاثة في الاصول والا فمبتدأ كتاب ثلاثة الاصول هو من قوله رحمه الله اعلم ارشدك الله لطاعته وما قبله فهو من كلام المصنف في رسالتين مفردتين ضمتا قديما الى ثلاثة الاصول ثم شهر الكتاب كله باسم ثلاثة الاصول. ذكره ابن قاسم العاصمي في حاشيته على ثلاثة الاصول وهو امر معلوم لمن تسلسل اخذوه هذا الكتاب عن الشيوخ المشتهرين بالعناية من اهل قطره اليه رحمه الله تعالى نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم عليه السلام ان تعبد الله وحده مخلصا صلوا الدين وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومعنى يعبدون يوحدون الحنيفية في الشرع لها معنيان الحنيفية في الشرع لها معنيان احدهما عام وهو الاسلام والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد وهو الاقبال على الله بالتوحيد ولازمه الميل عن كل ما سواه ولازمه الميل عن كل ما سواه وهي دين الانبياء جميعا فلا تختص بابراهيم عليه الصلاة والسلام واضيفت اليه في كلام المصنف تبعا لوقوعها كذلك في القرآن الكريم فان الحنيفية نسبت في مواضع عدة من القرآن الكريم الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام وموجب نسبتها الى ابراهيم دون غيره امران احدهما ان الذين بعث اليهم نبينا صلى الله عليه وسلم يعرفون ابراهيم عليه الصلاة والسلام ان الذين بعث اليهم رسولنا صلى الله عليه وسلم يعرفون ابراهيم عليه الصلاة والسلام. وينتسبون اليه ويزعمون انهم من ذريته وعلى الته فجدير بهم ان كانوا كذلك ان يتبعوه حنفاء لله غير مشركين به والاخر ان الله جعل ابراهيم عليه الصلاة والسلام اماما لمن بعده ان الله جعل ابراهيم عليه الصلاة والسلام اماما لمن بعده بخلاف سابقيه من الانبياء بخلاف سابقيه من الانبياء فلم يجعل الله احدا منهم اماما لمن بعده فلم يجعل الله احدا منهم اماما لمن بعده ذكره ابن جرير في تفسيره والناس جميعا مأمورون بها ومخلوقون لاجلها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فما خلق الجن والانس الا لعبادة ربنا عز وجل فالاية دالة صراحة على ان خلق الجن والانس هو للعبادة وهي دالة بوجه الاشارة على انهم مأمورون بها. فاذا كانت الغاية من خلقهم هو ايقاع العبادة كان مقطوعا به انهم مأمورون بها وتفسير المصنف رحمه الله تعالى يعبدون بقوله يوحدون له وجهان احدهما انه من تفسير اللفظ باخص افراده تعظيما له انه من تفسير اللفظ باخص افراده تعظيما له والتوحيد اكد انواع العبادة واعظمها والاخر انه من تفسير اللفظ بما وضع له انه من تفسير اللفظ بما وضع له فالعبادة تطلق في الشرع ويراد بها التوحيد فالعبادة تطلق في الشرع ويراد بها التوحيد كقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم ان يوحدوه قال ابن عباس رحمه الله كل عبادة قال كل ما ورد في القرآن من العبادة فهو التوحيد كل ما ورد في القرآن من العبادة فهو فهو التوحيد ذكره البغوي في تفسيره ولم اجده موصولا عنه مع كثرة البحث والعبادة والتوحيد اصلان عظيمان تتحقق صلتهما اتفاقا وافتراقا بحسب المعنى المنظور اليه فلهما حالان الحال الاولى اتفاقهما اذا نظر الى ارادة التقرب اتفاقهما اذا نظر الى ارادة التقرب اي قصد القلب العمل الى الله تقربا اي قصد القلب العمل الى الله تقربا فتكون العبادة هي التوحيد والتوحيد هو العبادة. فكل عبادة يتقرب بها الى الله عز وجل فهي توحيد له. وهذا معنى قول المصنف في القواعد الاربع فاعلم ان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد. انتهى كلامه والحال الثانية افتراقهما افتراقهما اذا نظر الى الافراد اذا نظر الى الاعمال المتقرب بها افتراقهما اذا نظر الى الاعمال المتقرب بها اي افراد العمل التي يقصد بها التقرب اي افراد العمل التي يقصد بها التقرب فكل ما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى فهو عبادة ومن تلك العبادات توحيد الله عز وجل وهذه هي الصلة بين العبادة والتوحيد اتفاقا وافتراقا نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة. واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها؟ فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لما كانت الحنيفية مركبة من الاقبال على الله بالتوحيد والميل عن كل ما سواه بالبراءة من الشرك عرف المصنف التوحيد والشرك والتوحيد شرعا له معنيان والتوحيد شرعا له معنيان احدهما عام وهو افراد الله بحقه افراد الله بحقه وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق بالارادة والقصد والطلب حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والقصد والطلب وينشأ من هذين النوعين ان التوحيد الواجب على العبد ثلاثة انواع وينشأ من هذين النوعين ان التوحيد الواجب على العبد ثلاثة انواع توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات والثاني خاص وهو أفراد الله بالعبادة والثاني خاص وهو افراد الله بالعبادة والمعنى التاني هو المعهود شرعا اي المراد عند ذكر التوحيد في الايات والاحاديث فاذا ذكر التوحيد في الايات والاحاديث فالمراد به افراد الله بالعبادة ولاجل هذا اقتصر عليه المصنف فخصه بالذكر دون بقية انواعه فيكون قوله التوحيد وهو افراد الله بالعبادة من باب تعريف التوحيد بالمعهود شرعا انه اذا اطلق في خطاب الشرع فالمراد به ما يتعلق بافراد العبادة لله عز وجل والشرك يطلق في الشرع على معنيين احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره جعل شيء من حق الله لغيره والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله وهو جعل شيء من العبادة لغير الله وعدل في حد الشرك عن الصرف الى الجعل لامرين وعدل في حد الشرك عن الصرف الى الجعل لامرين. احدهما ان الجعل هو المعبر به في خطاب الشرع ان الجعل هو المعبر به في خطاب الشرع قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وسئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الذنب اعظم؟ فقال ان تجعل لله ندا وهو خلقك متفق عليه من حديث شقيق ابن سلمة عن عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود رضي الله عنه والاخر ان الجعل فيه معنى الاقبال القلبي والتأله ان الجعل فيه معنى الاقبال القلبي والتأله بخلاف الصرف فانه موضوع بكلام العرب للدلالة على تحويل الشيء عن وجهه الى غيره للدلالة على تحويل الشيء عن وجهه الى غيره دون ملاحظة المقصود في المحول اليه والمعنى الثاني للشرك هو المعهود شرعا فاذا اطلق الشرع فاذا تطلق الشرك في خطاب الشرع فالمراد به جعل شيء من العبادة لغير الله ولاجل هذا اقتصر عليه المصنف رحمه الله تعالى في قوله واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه بحسب ما هو معهود في خطاب الشرع. وتقدم ان الدعاء يذكر بخطاب الشرع ويراد به العبادة. فقوله وهو دعوة غيره معه بمنزلة قولنا وهو عبادة غيره مع فهداني اللفظان التوحيد والشرك يقعان على معنيين يتسعان تارة ويضيقان اخرى. فيتسعان باعتبار المعنى العام ويضيقان باعتبار المعنى والحامل على رعاية المعنى الخاص هو ملاحظة المعهود في خطاب الشرع فالمعهود في خطاب الشرع اذا ذكر التوحيد انه افراد الله بالعبادة. واذا ذكر الشرك انه جعل شيء من العبادة لغير الله عز وجل فلا يكون كلام المصنف مستدركا عليه من جهة ان الشرك ان التوحيد والشرك يقعان على معنيين واسعين لانه اراد تقديم المعهود في الخطاب الشرعي على غيره. وهذا من اعظم مدارك العلم فان معرفة المراد الشرعي مقدمة على معرفة غير ذلك. واذا حقق العبد المعاني التي انيطت بها احكام الشرعية سهل عليه تصور الدين ومعرفة احكامه. واما اذا لم يتبين ما جعل في الشرع لمعنى دون اخر من الالفاظ التي عبر بها عن تلك المقاصد والغايات فانه تختلط عليه مسائل الدين واعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه هو الشرك والدليل كما قال المصنف قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وهذه الاية باعتبار المتبادل منها لا تدل على الاعظمية. وانما تدل على الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك. فالامر بالتوحيد في قوله واعبدوا الله لان العبادة اذا اطلقت فالمراد بها ايش؟ التوحيد وفيها النهي عن الشرك لقوله ولا تشركوا بالله شيئا فاين وجه الاعظمية الذي استنبطه المصنف من هذه الاية احسنت وجه الاعظمية في ان الله عز وجل ابتدى اية الحقوق العشرة لقوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا. الى تمام الاية والمقدم من المأمور والمنهي عنه هو الاعظم ذكره ابن قاسم العاصمي في حاشيته على ثلاثة الاصول ثم بين المصنف رحمه الله مسألة اخرى مرتبة على ما تقدم فقال فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة الى اخره قد علمت فيما سلف ان الله خلقنا لاجل العبادة وامرنا بها. ولا يمكن القيام بحق العبادة الا بمعرفة ثلاثة امور ولا يمكن القيام بحق العبادة الا بمعرفة ثلاثة امور. الاول معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة. والثاني معرفة المبلغ عن ذلك المعبود والثاني معرفة المبلغ عن ذلك المعبود والتالت معرفة كيفية العبادة التي يراد جعلها للمعبود معرفة كيفية العبادة التي يراد جعلها للمعبود. وهذه هي الاصول الثلاثة. معرفة الله معرفة نبيه ومعرفة دينه فكل امر بالعبادة هي هو امر بهذه الاصول الثلاثة. فان المراد بمعرفة المعبود معرفة الله عز وجل. والمراد بمعرفة المبلغ معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم والمراد بمعرفة كيفية العبادة هي معرفة الاسلام. فاذا سئلت عن دليل الاصول الثلاثة المذكورة في هذه الرسالة فجوابه كل امر بالعبادة فمثلا قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم هو دليل على هذه الاصول الثلاثة. فاما دلالته على معرفة الله فلان في الاية امر بوجوب عبادة الله. وهذه هي معرفة المعبود التي هي معرفة الله. واما دلالته على معرفة الرسول فلان العبادة التي تراد منا لا تستقل العقول بمعرفتها لتعذر الاحاطة بربنا عز وجل فهي مفتقرة الى مبلغ يدل عليه ويرشد اليه وهو الرسول المبعوث الى كل امة ومنهم رسولنا صلى الله عليه وسلم. وجلالتها على معرفة الدين ان امتثال الامر بالعبادة يكون بايقاعها بكيفية مبينة محدودة وهذه المعرفة المبينة المحدودة هي معرفة دين الاسلام ومما ينبغي ان يعرفه العبد ان المقاصد العظيمة والاصول الجليلة في العلم ثابتة بادلة عظيمة. لكن سوء الفهم لكلام اهل العلم ربما ولد في قلوب الناس الشك فيها كتوهم بعض الناس ان هذه الاصول الثلاثة انما هي وضع اصطلاحي اختاره المصنف فسماه الاصول الثلاثة ثم تتابع الناس عليه طبقة دون طبقة بلا تمييز منه وتوهم انه بكلامه يرفع الحجاب عن الافهام. وما علم الجهول بانه من قلة علمه اوتي فان هذه الاصول الثلاثة هي الاصول والمسائل العظام التي يسأل عنها العبد في قبره ويتعلق بها الثواب والعقاب. فدلائل الشرع بينة نيرة في الافصاح عن ثبوت هذه الاصول الثلاثة. وانها ليست من كلام المصنف الا على وجه التقريب. والا فهي بينة في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا هو فرق بين الراسخ في علمه والمتذوق له. فان الراسخ اذا عقل مدارك الشريعة لم تغيره الشبهات واما المتذوق له فبمجرد ان يقول له قائل انكم قوم تصيحون بالتقليد وانتم مقلدون فهذه الاصول الثلاثة التي فيها هذا الكتاب ائت لي بدليل فيه عدها في الكتاب والسنة. فيفغر فاه لانه لم يتلقى العلم على الذي يحصل به الرسوخ وانما تلقاه تذوقا. فيعزب عن علمه ان كل امر في القرآن الكريم او في السنة النبوية بالعبادة هو امر بهذه الاصول الثلاثة التي على الوجه الذي ذكرناه انفا. نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى فاذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبود ليس لي معبود سواه. والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين. وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم. شرع المصنف رحمه الله يبين الاصل الاول وهو معرفة العبد ربه. فقال فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني الى اخره ومعرفة الله على وجه الكمال متعذرة في حق الخلق لان كماله مما يعجز المخلوقون عن الاحاطة به فمعرفة الرب لا تنتهي الى حد. بل كلما زاد ايمان العبد وعلمه ازدادت معرفته بربه ومن معرفة الله سبحانه وتعالى قدر يتعين على كل احد وما وراء ذلك فهو امر يتفاضل فيه الناس واصول معرفة الله الواجبة الواجبة على كل احد اربعة واصول معرفة الله الواجبة على كل احد اربعة اولها معرفة وجوده معرفة وجودة فيؤمن العبد بانه موجود والثاني معرفة ربوبيته فيؤمن العبد بانه رب كل شيء والثالث معرفة الوهيته فيؤمن العبد بانه وحده هو الذي يعبد بحق فيؤمن العبد بانه وحده هو الذي يعبد بحق والرابع معرفة اسمائه وصفاته فيؤمن العبد بان لله اسماء حسنى وصفات علا والدليل على وجوب هذه الاصول في معرفة الله هو كما ذكر المصنف قوله الحمد لله رب العالمين فالاية دالة على وجود الله لان المعدوم لا يحمد فالاية دالة على وجود الله لان المعدوم لا يحمد فلما صدر حمده قطع بوجوده وهي دالة على ربوبية الله بالتصريح بها في قوله رب العالمين ودالة ايضا على الوهية الله لقوله الحمدلله ببيان موجب استحقاق الله عز وجل للحمد وهو كونه سبحانه وتعالى مألوها تعظمه القلوب وتخضع له وذكر الربوبية والالوهية يتضمن اثبات الاسماء والصفات ففيه من الاسماء اسم الله واسم رب العالمين. وفيه من الصفات الالوهية والربوبية فهذا وجه دلالة فاتحة الفاتحة على اصول معرفة الله الاربعة وقول المصنف رحمه الله تفسيرا للعالمين وكل ما سوى الله عالم هي مقالة تبع فيها غيره من المتأخرين وحقيقتها اصطلاح جرى على لسان علماء الكلام فشاع وذاع ولا اصل له في الوضع العربي فلا يوجد في كلام العرب اطلاق عالم على ما سوى الله افاده ابن عاشور في التحرير والتنوير ومنشأه ان علماء الكلام ذكروا مقدمتين مشهورتين رتبوا عليهما نتيجة فقالوا في المقدمة الاولى الله قديم. وقالوا في المقدمة التانية العالم حادث فانتجت المقدمتان كل ما سوى الله عالم. ثم شهرت هذه الجملة حتى توهم انها المعنى المراد في كلام العرب للعالم. وليس الامر كذلك بل هي نتيجة عقلية منطقية لا مدخل للسان العربي فيها فاسم العالم في كلام العرب موضوع للدلالة على الافراد المتجانسة فاسم العالم في كلام العرب موضوع للافراد المتجانسة. فيقال عالم الانس وعالم الجن وعالم الملائكة لما بينها من اتحاد الجنس ومجموعها يسمى العالمين ومجموعها يسمى العالمون ومجموعها يسمى العالمون وليست كل افراد المخلوقات ذات جنس مضطرد بل فيها افراد لا جنس لها مثل عبدالرحمن احسنت منها عرش ربنا سبحانه وتعالى فانه لا نظر له في جنسه وكذلك كرسيه. وكذا الجنة والنار المجعولتان دارا للنعيم او دارا العقاب فالموجودات سوى الله نوعان فالموجودات سوى الله نوعان احدهما الافراد التي لا نظير لها من جنسها الافراد التي لا نظير لها من جنسها فلا يشاركها غيرها في حقيقتها فلا يشاركها غيرها في حقيقتها. وان وافقها اسما كالعرش والكرسي الالهيين كالعرش والكرسي الالهيين والجنة والنار والاخر الافراد المتجانسة الافراد المتجانسة كعالم الجن وعالم الانس وعلى عالم الملائكة فلا يصح تفسير قوله تعالى رب العالمين بان رب كل ما سوى الله بان العالمين كل ما سوى الله عز وجل. لان هذا مصطلح حادث والخطاب الشرعي لا يفسر بالمصطلح الحادث ولا يستدل على عموم ربوبية الله عز وجل لكل شيء بهذه الاية وانما يستدل بمثل قوله تعالى وهو رب كل شيء فانه يشمل الافراد المتجانسة وغير المتجانسة نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى فاذا قيل لك بما عرفت ربك؟ فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس القمر ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والاراضون السبع ومن فيهن وما بينهما. والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض من خلق الناس وقوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغش الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره. الا له الخلق والامر الله رب العالمين. لما ذكر المصنف رحمه الله ان الله هو الرب وبين دليله كشف عن الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل والدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل شيئا احدهما التفكر في اياته الكونية التفكر في اياته الكونية والاخر التدبر في اياته الشرعية وهما مذكوران في قول المصنف باياته لان الايات شرعا لها معنيان احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات والاخر الايات الشرعية وهي ما انزله الله من الكتب لتحقيق عبادته فيكون قول المصنف ومخلوقاته من عطف الخاص على العام لان المخلوقات بعض الايات فهي تختص بالايات الكونية. فالايات الكونية تسمى مخلوقات ثم ذكر المصنف ان من ايات الله الليل والنهار والشمس والقمر وان من مخلوقاته السماوات السبع ومن منا والاراضين السبع والاراضون السبع ومن فيهن وما بينهما والليل والنهار والشمس والقمر والسماوات والارض وما بينهما كلها تدخل في الايات الكونية وتسمى مخلوقات الا ان المصنف رحمه الله تعالى خص بعض هذه الافراد باسم الايات وخص بعض تلك الافراد باسم المخلوقات وموجب هذا هو متابعة الخطاب الوارد في القرآن الكريم فان ذكر الليل والنهار والشمس والقمر يرد غالبا في القرآن الكريم بالاشارة الى كونهن ايات وذكر السماوات والارض يأتي غالبا في القرآن بالاشارة الى انهن مخلوقات ومتابعة للخطاب الشرعي ذكر المصنف رحمه الله تعالى بعض الافراد باسم الايات وذكر بعض الافراد باسم المخلوقات فانتفى الاستدراك عليه الذي توهمه بعض الشراح من انه فرق بين ما لا يفرق بينهم فان خطأ المستدرك ظاهر من ان الامر واقع في القرآن كذلك فان اسم الايات يأتي تارة للدلالة على الشمس والقمر والليل والنهار واسم المخلوقات ياتي تارة في القرآن للدلالة على السماوات والارض واضح طيب لماذا وقع هذا في القرآن يعني لوحظ فيها ايش؟ كلامك صحيح بس مبني على ملاحظة المعنى اللغوي لكل ومأخذ هذا هو رعاية المأخذ اللغوي والمورد اللساني لكل فان الاية في لسان العرب هي ايش العلامة والليل والنهار والشمس والقمر تتعاقب وتتغير. فالنهار يطلع ثم يتبعه الليل. والشمس تبزغ ثم تغيب فيطلع القمر فهن باسم العلامة احق فجعل لهن اسم الاية واما السماوات والارض فانهن احق بلفظ الخلق لان الخلق في لسان العرب التقدير والسماوات والارض موظوعتان على صورة مقدرة لا تتغير في الليل والنهار. فلاجل هذا عبر عن بعظ الافراد في القرآن بالاية وعبر عن بعضها بالخلق مع اشتراكهما جميعا في كونهما من الايات الكونية التي هي من خلق الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى والرب هو المعبود والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم الذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشه والسماء بناء انزل من السماء ماء فاخرج به. فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا وانتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة. لما بين المصنف رحمه الله الدليل المرشد الى معرفة الله عز وجل ذكر ان الرب هو المستحق للعبادة فقوله والرب هو المعبود اي هو المستحق ان يكون معبودا اليس كلامه تفسيرا للفظ الرب فان الرب لا يقع بمعنى المعبود في اصح قولي اهل اللغة فتقدير الكلام والرب هو المستحق ان يكون معبودا للامر بالعبادة في قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم ثم اتباع ذلك بذكر موجب استحقاق العبادة. وهو ربوبيته سبحانه وتعالى بذكر بعض افرادها في قوله تعالى الذي خلقكم والذين من قبلكم الى تمام الاية والتي بعدها فالاقرار بالربوبية يستلزم الاقرار باللألوهية وهذا معنى كلامي ابن كثير الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى عنه بمعناه فمقصود المصنف هو الابانة عن موجب استحقاق الله عز وجل العبادة وهو كونه الرب نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل كن والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من وغير ذلك من انواع العبادة التي الله بها كلها لله تعالى والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. عبادة الله لها معنيان في الشرع احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع والثاني خاص وهو التوحيد والثاني خاص وهو التوحيد وعبر بالخضوع في بيان المعنى العام للعبادة دون الذل لامرين وعبر بالخضوع في بيان المعنى العام للعبادة دون الذل لامرين. احدهما اقتفاء الخطاب الشرعي اقتفاء الخطاب الشرعي لان الخضوع مما يعبد به الله بخلاف الذل لان الخضوع مما يعبد به الله بخلاف الذل فيقال للخلق اخضعوا لله ولا يقال ذلوا لله فالخضوع يكون كونيا قدريا ودينيا شرعيا فالخضوع يكون كونيا قدريا ودينيا شرعيا بخلاف الذل فانه يكون كونيا قدريا فقط فلا يتقرب الى الله عز وجل به اما الخضوع فانه يتقرب الى الله عز وجل به ويكون عبادة وفي صحيح البخاري من حديث سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله وعليه وسلم قال اذا قضى الله الامر من السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله وخضوع الملائكة عبادة من عباداتهم وروى البيهقي باسناد صحيح في قنوت عمر رضي الله عنه انه كان يقول ونؤمن بك ونخضع لك والاخر ان الذل ينطوي على الاجبار والقهر ان الذل ينطوي على الاجبار والقهر وفي ذلك محظوران وفي ذلك محظوران اولهما ان قلب الدليل فارغ من الاقبال بالتعظيم الذي هو حقيقة العبادة ان قلب الذليل فارغ من الاقبال الذي هو حقيقة العبادة وتانيهما ان الذل يتضمن نقصا لا يناسب مقام العبادة ان الذل يتضمن نقصا لا يناسب كمال العبادة المورك كما لا الحال ومنه قوله تعالى خاشعين من الذل وقوله ترهقهم ذلة فالعبادة تجمع الحب والخضوع لا الحب والذل والى ذلك اشرت بقولي وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما قضبان وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما خطبان والقاصد هو المتوجه اليه في طلبه ويوجد في كلام جماعة من المحققين كابيلعباس ابن تيمية وابي عبدالله ابن القيم وابي الفداء ابن كثير. الاشارة الى ان العبادة تجمع الحب والخضوع وانواع العبادة كلها لله عز وجل كما قال تعالى وان المساجد لله الاية فالنهي عن عبادة غير الله عز وجل دليل على ان العبادة له عز وجل فانه نهى عن دعوة غيره فقال فلا تدعوا مع الله احدا اي لا تعبدوا مع الله احدا وتقدم ان الدعاء يرد في خطاب الشرع ويراد به العبادة ومنه ما ثبت عند اصحاب السنن من حديث ابن معدان عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر والدليل قوله تعالى اله باخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. ذكر المصنف رحمه الله ان من صرف شيئا من العبادات لغير الله فهو مشرك كافر واستدل باية المؤمنون ووجه الدلالة منها في قوله انه لا يفلح الكافرون مع قوله في اولها ومن يدعو مع الله الها اخر فانه يدل على ان المذكور من افعال الكافرين والمذكور فيها هو عبادة غير الله سبحانه وتعالى واشير اليها بالدعاء على ما تقدم بيانه وتوعده بالحساب تهديد له وتخويف لشناعة ما اقترفه فانما اقترفه هو وكفر اذ اشير الى مصيره في الاخرة انه لا يفلح ومعنى انه لا يفلح نفي جميع الفوز عنه والذي ينفى عنه جميع الفوز في الاخرة هو الكافر فنفي الفلاح عنهم دال على الخسران المبين وهو جزاء الكافرين فمن وافقهم في حالهم رافقهم في مآلهم فمن وقع في الشرك صار كافرا ومآله الى النار وجعل شيء من العبادة لغير الله عز وجل هو شرك والشرك من افراد الكفر فان الكفر اعم من الشرك. اذ فيه الشرك وغيره فاصل الكفر في خطاب الشرع هو ستر الايمان فاصل الكفر في خطاب الشرع هو ستر الايمان اما سترا لاصله او كماله والشرك فرض من تلك الافراد المندرجة في الكفر. ومعنى قوله لا برهان له به اي لا حجة له به ولا بينة على اتخاذه الها من دون الله سبحانه وتعالى وهذا قيد ملازم لكل من اتخذ معبودا سوى الله فان كل ما عبد من دون الله ليس لمتخذه برهان صحيح على صحة جعل العبادة له نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى وفي الحديث الدعاء مخ عبادة. والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. ودليل الخوف قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياء فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوا ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له. ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك اياك نستعين وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله. ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق. وقوله تعالى قل اعوذ برب الناس ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ودليل الذبح قوله تعالى ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله. ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شر مستطيرا. شرع المصنف رحمه الله يورد انواعا من العبادة. فذكر اربع عشرة عبادة يتقرب بها الى الله ابتدأها بالدعاء وجعل الحديث الترجمة له فليس قوله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة دليلا اخر للمسألة السابقة بل شروع في مقصد جديد وجملة مستقبلة من الكلام فتقدير الكلام ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني ووجه عدول المصنف عن الاشارة الى الدعاء عن جادته في نظائره المذكورة بعده هو رعاية مقامه. فما فلما للدعاء من مقام عظيم عبر المصنف عن ارادته بايراد حديث وهو حديث الدعاء مخ العبادة. رواه الترمذي من انس رضي الله عنه واسناده ضعيف وهو رحمه الله مقتد بغيره ممن تقدمه في الاشارة الى مثل هذا المعنى فان البخاري ربما ترجم بحديث ضعيف في اصل الباب للاعلام بارادة المعنى الذي تضمنه والكلام الذي شرع يذكره هو بيان جملة من العبادات رأسها الدعاء فاولها على ما تقدم هو ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ودعاء الله شرعا له معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع فيشمل جميع افراد العبادة لان العبادة تطلق بهذا المعنى ويسمى دعاء العبادة والاخر خاص وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه او دفع ما يضره ورفعه او دفع ما يضره ورفعه ويسمى دعاء المسألة هذه هي العبادة الاولى والعبادة الثانية هي الخوف وخوف الله شرعا هو فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا هو فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا والعبادة الثالثة هي الرجاء ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل مع بذل الجهد وحسن التوكل والعبادة الرابعة هي التوكل والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه والعبادة الخامسة هي الرغبة والسادسة هي الرهبة والسابعة هي الخشوع وقرن المصنف بينها لاشتراكها في الدليل والرغبة الى الله شرعا هي ارادة العبد مرضاة الله بالوصول الى المقصود ارادة العبد مرضاة الله بالوصول الى المقصود محبة له ورجاء محبة له ورجاء والرهبة من الله شرعا هي فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه والخشوع لله شرعا هو فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له مرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له والعبادة الثامنة هي الخشية وخشية الله شرعا هي فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع العلم بالله وامره فرار القلب الى الله ذعرا وفزع مع العلم بالله وبامره والعبادة التاسعة هي الانابة والانابة الى الله شرعا هي رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء والعبادة العاشرة هي الاستعانة والاستعانة بالله شرعا هي طلب العبد العون من الله في الوصول الى المقصود طلب العبد العون من الله في الوصول الى المقصود والعون هو المساعدة والعبادة الحادية عشرة هي الاستعاذة بالله والاستعاذة بالله شرعا هي طلب العبد هي طلب العبد العودة من الله عند ورود المخوف طلب العبد العوذ من الله عند ورود المخوف والعوز هو الالتجاء والعبادة الثانية عشرة هي الاستغاثة والاستغاثة بالله شرعا هي طلب العبد الغوث من الله عند ورود الضرر طلب العبد الغوث من الله عند ورود الضرر والغوث هو المساعدة في الشدة والعبادة الثالثة عشرة هي الذبح والذبح لله شرعا هو قطع العبد الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام قطع العبد الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة معلومة تقربا الى الله على صفة معلومة وتفسيره بسفك الدم من تفسير الشيء بلازمه فانه اذا قطع الحلقوم والمريء خرج الدم مسكوكا من البهيمة واللفظ يفسر بما وضع له في لسان العرب لا بلازمه وبهيمة الانعام هي الابل والبقر والغنم وبها خصت الذبائح الشرعية كالهدي والاضحية والعقيقة وما عداها لا يتقرب الى الله بذبحها وانما يتقرب بريشها وجلدها ولحمها صدقة او هدية اما نفس عبادة الذبح فلا تكون الا ببهيمة الانعام واضح نفس عبادة الذبح انسان يريد ان يؤدي عبادة الذبح لله يذبح بهيمة انعام هذا يكون متقربا بهذه العبادة فلو ذبح غيرها لم يكن متقربا عبادة الذبح وانما يتقرب بما ينتج عنها من لحم او ريش او جلد اذا اهداه او تصدق به ولا يقع التعبد لله بالذبح الا ببهيمة الانعام ومما يبينه ان من الافراد المأمور بها الركوع فان الله قال يا ايها الذين امنوا اركعوا ولو قام احد ليركع بدون صلاة لم تكن تلك الفعلة التي فعلها عبادة يتقرب بها الى الله بل هو عمل باطل وليس قربة. فلو قام احد فركع في المجلس ثم جلس لم يكن متقربا لله بالركوع. فالركوع لا يكون قربة الا في ضمن الصلاة كالسعي لا يكون قربة الا بان يتقدمه الطواف وكذا الذبح لا يكون قربة الا ببهيمة الانعام لكن لو ذبح الانسان لغير الله ولو ذبابا فانه يكون قد وقع في شرك الذبح لان المقصود هنا ارادة التقرب وهو قد وقع في ارادة التقرب. ولو ذبح ذبابا لله لم يكن متعبدا لله بالذبح لان الله لا يقبله وانما يتقبل بهيمة الانعام التي جاءت الاوامر الشرعية كونها الذبائح المقدرة في الهدي والاضحية والعقيقة وغيرها والعبادة الرابعة عشرة هي النذر والنذر لله شرعا يقع على معنيين والنذر لله شرعا يقع على معنيين احدهما عام وهو الزام العبد نفسه لله تعالى امتثال خطاب الشرع الزام العبد نفسه لله تعالى امتثال خطاب الشرع اي الالتزام بدين الاسلام كله اي الالتزام بدين الاسلام كله. والاخر خاص وهو الزام العبد نفسه لله تعالى الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق نفلا معينا غير معلق فقولنا نفلا خرج به الواجب لانه لازم للعبد اصالة وقولنا معينا خرج به المبهم فانما يجب فيه كفارة ولا يحصل به قربة وقولنا غير معلق خرج به ما كان واقعا على وجه المعاوضة والمقابلة كقول المرء ان شفى الله مريضي صمت له ثلاثة ايام فالنذر لا يكون قربة الا اذا خلا من المقابلة بالمعاوضة والجزاء فاذا خلا من ذلك وكان نفلا معينا صار قربة يتقرب بها الى الله عز وجل وهذا فصل الكلام في النزاع هل النذر عبادة مطلوبة ام ليس عبادة مطلوبة؟ والصحيح ان النذر عبادة مطلوبة على النعت متقدم من كونه نفلا معينا غير معلق بمقابل ومما ينبغي ان يعتني به العبد فيما سلف من العبادات الاجتهاد في تبين حقائقها الشرعية لانه اذا عزب عن علمه معرفة حقيقة التوكل او حقيقة الانابة او حقيقة الخوف لم يكن ممكنا له ان يؤدي تلك العبادة. بخلاف من وعى حقيقة كل فانه بعلمه حقائقها يستعين بها على القيام بها وما ذكرناه من حقائق هذه العبادات هو مأخوذ من دلائل الوحيين ومجموع من شتات المتفرق من كلام ابي العباس ابن تيمية وتلميذه ابي عبدالله ابن القيم رحمهم الله تعالى وبيانه ان شاء الله تعالى في شرح مطول في غير هذا المقام. وانما تغيب هذه المعاني عن العبد اذا ظن انه يدركها بمجرد وقوعها في سمعه فان كثيرا من المنتسبين الى العلم فضلا عن غيرهم يزعم انه يفهم معنى التوكل او معنى الخوف او معنى المحبة فاذا في حقيقته وجدته عاجزا عن الافصاح عنها. فكيف يمكن للمرء ان يعبد الله بتوكل او خوف او رجاء او رغبة او رهبة او خشوع او خشية وهو لا يعرف حقائقها. وهذه العلوم هي العلوم التي افرغ السلف فيها قوتهم. فكملت علومهم. واما المتأخرون فافرغوا قدرهم في شذور مذهلة وفروع لا يعود على العبد بها كبير شيء وثقل على اكثر الناس الحرص على العلم الصافي الاصيل الذي يقلب المرء نفسه فيه من الصباح الى المساء. ويظنه انه شيء يدرك بمجرد كون الانسان في بلده مسلم او بكونه منسوبا الى اب وام مسلمين فيتلقى المعارف الدينية دون تبين لحقائقها فيذهب من علمه المهمات العظام كحقائق هذه العبادات فان العبد يأسف على فوات شيء من زمنه في عدم معرفته حقيقة شيء منها ليعبد الله عز وجل بها نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة. كم يؤذن المغرب باقي ربع ساعة ثمان وخمسون. نعم اكمل وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله. وهو ثلاث مراتب الاسلام والايمان والاحسان. وكل مرتبة لها اركان كان فاركان الاسلام خمسة والدليل من السنة حديث ابن حديث ابن عمر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. والدليل فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الاول اتبعه ببيان الاصل الثاني. وهو معرفة العبد دين الاسلام بالادلة والدين يطلق في الشرع على معنيين والدين يطلق في الشرع على معنيين احدهما عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته والاخر خاص وهو التوحيد والاسلام الشرعي له اطلاقان والاسلام الشرعي له اطلاقان. احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله وهذا هو دين الانبياء جميعا وحقيقته الاستسلام لله بالتوحيد فالامران الاخيران والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله هما من جملة الاستسلام لله بالتوحيد لكنهما افردتا بالذكر اعتناء بهما والاخر خاص وله معنيان ايضا والاخر خاص وله معنيان ايضا الاول الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم ومنه ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس متفق عليه من حديث حنظلة ابن ابي سفيان عن عكرمة ابن خالد عن ابن عمر رضي الله عنهما. فالمراد بالاسلام في هذا الحديث الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا استسلام الباطن والظاهر لله استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والثاني الاعمال الظاهرة فانها تسمى اسلاما والثاني الاعمال الظاهرة فانها تسمى اسلاما. وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان. فيكون المراد به الاعمال الظاهرة والاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم له ثلاث مراتب كما ذكر المصنف الاولى مرتبة الاعمال الظاهرة الاولى مرتبة الاعمال الظاهرة وتسمى الاسلام والثانية مرتبة الاعمال مرتبة الاعتقادات الباطنة مرتبة الاعتقادات الباطنة وتسمى ايش الايمان والثالثة مرتبة اتقانهما مرتبة اتقانهما وتسمى الاحسان ومن اهم مهمات الديانة معرفة الواجب عليك في هذه المراتب في اسلامك وايمانك واحسانك والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول. فالاصل الاول الاعتقاد فالاصل الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه وجماعه اصول الايمان الستة التي ستأتي والحق من الاعتقاد ما جاء في الشرع والحق من الاعتقاد ما جاء في الشرع. والاصل الثاني الفعل والاصل الثاني الفعل والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية ظاهرا وباطنا موافقة حركات العبد الاختيارية ظاهرا وباطنا للشرع امرا وحلا باطنا وظاهرا للشرع امرا وحلا والمراد بالحركات الاختيارية ما صدر عن ارادة وقصد من العبد ظاهرا او باطنا والامر الفرض والنفل والحل المأذون فيه من الحلال. فينبغي ان تكون افعال العبد دائرة بين المأمور به او المأذون فيه من الحلال وفعل العبد نوعان احدهما فعله مع ربه احدهما فعله مع ربه وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له كالصلاة والزكاة والصيام كالصلاة والزكاة والصيام والحج وتوابعها وشروطها ومبطلاتها والاخر فعله مع الخلق فعله مع الخلق وجماعه احكام المعاملة والمعاشرة معهم كافة احكام المعاملة والمعاشرة معهم كافة والاصل الثالث الترك والاصل الثالث الترك والواجب فيه موافقة الكف والامتناع عن الفعل لمرضاة الله موافقة الكف والامتناع عن الفعل لمرضات الله وجماعه علم المحرمات الخمس التي اتفقت عليها الانبياء وهي الفواحش والاثم والبغي والشرك والقول على الله بغير علم وما يرجع الى هذه ويتصل بها وتفصيل ما يجب من هذه الاصول الثلاثة الاعتقاد والترك والفعل لا يمكن ضبطه لاختلاف الناس في اسباب العلم الواجب ذكره ابو عبد الله ابن القيم في مفتاح دار السعادة وهذه المسألة مسألة جليلة وهي من اهم ما ينبغي التنويه به عند شرح ثلاثة الاصول لتعرف الواجب عليك في اسلامك وايمانك واحسانك مما ذكر ها هنا وهي مع جلالتها لم يحققها كما ينبغي فيما علمت سوى ابي عبدالله ابن القيم في مفتاح ان دار السعادة وذكر في الاملاء الموصول على شرح ثلاثة الاصول تبين مناسب لذلك المقام نعم ثم ذكر رحمه الله ان كل مرتبة لها اركان اركان الاسلام خمسة هي المذكورة في حديث ابن عمر المتفق عليه واركان الايمان ستة وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره وستأتي واركان الاحسان اثنان ان احدهما ان تعبد الله والاخر ان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة احدهما ان تعبد الله والاخر ان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. وقوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. ودليل الشهادة قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. لا اله الا هو من الحكيم ومعناها لا معبود بحق الا الله. لا اله نافيا جميع ما يعبد من دون الله. الا الله مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في كما انه لا شريك له في ملكه. وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى. واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء من ما تعبدون الا الذي فطرني الاية. وقوله تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. ودليل شهادة ان محمدا رسول الله قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر واجتنابها عنه نهى وزجر والا يعبد الله الا بما شرع. ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ودليل الصيام قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ودليل الحج قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني عن العالمين. ونرجئ بيان هذه الجملة صلاة المغرب وهذا اخر البيان على ما تقدم من الكتاب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين