بركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي في قابوس مولى عبدالله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحيمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة من اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم فيما منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجدوا فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه ينتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا المجلس الثاني في قراءة الكتاب الثاني من برنامج مهمات العلم في سنته الرابعة اربع وثلاثين بعد الاربعمائة وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها لامام دعوة الاصلاحية في جزيرة العرب الشيخ محمد ابن عبدالوهاب ابن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف. وقد انتهى بنا قراءته الى قوله رحمه الله تعالى ودليل الحج قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني عن العالمين وارجأنا بيان ذلك بعد الصلاة وفاتحته ان نقول مستعينين بالله لما بين المصنف رحمه الله تعالى ان لكل مرتبة من مراتب الدين اركانا قال والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام اي الدليل على ان الدين الذي يجب اتباعه هو الاسلام هو قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه هو في الاخرة من الخاسرين. فالايتان مذكورتان. للدلالة على وجوب اتباع دين الاسلام وهما يتعلقان بالاسلام بمعناه العام وهما يتعلقان بالاسلام بمعناه العام. ويستدل بهما على ارادة الخاص. وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم لاندراج الخاص في العام وكونه فردا من افراده ثم سرد المصنف اركان الاسلام مقرونة بادلتها والشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة والشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي صلاة اليوم والليلة هي صلاة اليوم والليلة وهي الصلوات الخمس لقول النبي صلى الله عليه وسلم معينا الصلاة المكتوبة خمس صلوات في اليوم والليلة اخرجاه في الصحيحين من حديث ما لك ابن انس عن عمه ابي سهيل ابن مالك عن ابيه عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المفروضة المعينة في الاموال هي الزكاة المفروضة المعينة في الاموال والصوم الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم رمضان في كل سنة هو صوم رمضان في كل سنة والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج الفرض الى بيت الله الحرام مرة في العمر هو حج الفوض الى بيت الله الحرام مرة واحدة في العمر فمن خرج عن ذلك مما يرجع الى هذه الافراد فانه ولو قيل بوجوبه ليس من جملة الركن منه فمثلا من الافراد الواجبة في الزكاة زكاة الفطر. الا انها ليست من جملة الزكاة التي هي ركن الزكاة التي هي ركن انما هي الزكاة المعينة في الاموال ونظيره ايظا الشهادة فان الشهادة الواجبة لا تنحصر في الشهادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم بل الشهادة في اقامة حق او حد هي من جملة الشهادة الواجبة. لكنها ليست من جملة الشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام. وانما الشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة فمما ينبغي العبد ويلزمه ان يدرك المعاني الشرعية لاركان الاسلام الخمسة. وانها منحصرة فيما تقدم ذكره وانه لو قدر وجود فرد من الافراد يرجع الى شيء منها ويكون واجبا كما مثلنا فانه لا يدخل في جملة الركن الاختصاص الركن بما سبق بيانه. واقتصر المصنف رحمه الله على بيان حقيقة الركنين الاولين ببيان معناهما لشدة الحاجة اليهما وكثرة وقوع الناس فيما يخالفهما لشدة الحاجة اليهما وكثرة وقوع الناس فيما يخالفهما ومعنى لا اله الا الله جامع بين النفي والاثبات نفي جميع ما يعبد من دون الله واثبات العبادة لله وحده ويبين نفيها قوله تعالى واذا قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون. ويبين اثباتها قوله تعالى الا الذي فطرني وهما معا في قوله تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا الاية وقول المصنف في معنى شهادة ان محمدا رسول الله والا يعبد الله الا بما شرع يعود الضمير المستتر فيه الى الاسم الاحسن الله لا الى الرسول صلى الله عليه وسلم فتقدير الكلام والا يعبد الله الا بما شرعه الله. لا النبي صلى الله عليه وسلم. لان الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له حق الشرع. وانما الشرع حق خاص بالله كالعبادة فلا يكون للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لغيره فلا يقال قال الشارع على ارادة غير الله ولو كان الرسول صلى الله عليه ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يقال ايضا المشرع ولا يوصف شيء من المجالس بنحو قولهم المجلس التشريعي على ارادة المجلس النيابي او مجلس الشورى لاختصاص التشريع بالله سبحانه وتعالى دون غيره والدليل على اختصاص الشرع بالله وحده امران والدليل على اختصاص الشرع بالله وحده امران احدهما ان فعل الشرع لم يأتي مضافا في القرآن والسنة الا الى الله ان فعل الشرع لم يأتي بالقرآن والسنة الا مضافا الا الى الله فلما شاع هذا في خطاب الشرع واضطرد جريانه علم انه لمعنى اقتضاه. وهو تحقيق ان جعل الشرع لا يكون الا لله ولا يكون لاحد سواه والاخر انه لم يوجد في كلام احد من الصحابة انه قال شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم بل قالوا فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهما فرق فان التشريع وضع ما يتقرب به الى الله فان التشريع وضع ما يتقرب به الى الله وفرضه صلى الله عليه وسلم وسنه هو بيان يبلغ به الشرع وفرضه صلى الله عليه وسلم وسنه هو بيان يبلغ به الشرع وانما كانت وظيفته صلى الله عليه وسلم انه لغ عن الله عز وجل واشرت الى هذا بقولي الشرع حق الله دون رسوله بالنص اثبت لا بقول فلان اوما رأيت الله حين اشاده ما جاء في الايات ذكر الثاني وجميع صحب محمد لم يخبروا شرع الرسول وشاهد برهاني فلا ينسب الشرع الا الى الله سبحانه تعالى وهذا من جنس ما سبقت الاشارة اليه في كلام ابي العباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ايضا في مفتاح دار السعادة الشاطبي انه ينبغي مراعاة عرف الشرع المسمى بلغته فان الشرع له لغة خاصة تختص به فما جرى فيه ينبغي ان يلزمه الانسان. لان الخروج عنه يوقع في المشكلات. ولا مخرج منها الا ان يستعمل عن الحقائق الشرعية ما استعمله الشرع في ذلك. وان يترك ما تركه الشرع فما استعمله الشرع فاستعمله. وما تركه الشرع فاتركه نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى المرتبة الثانية الايمان. وهو بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى اعني الطريق والحياء شعبة من الايمان واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره من الله والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر فالايمان في الشرع له معنيان الايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا التصديق الجازم بالله التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان والايمان له شعب كثيرة ثبت ذلك في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه واختلف لفظهما في عد شعب الايمان فوقع عند البخاري بضع وستون شعبة وعند مسلم بضع وسبعون شعبة وفي رواية له بضع وستون او وسبعون على الشك والمحفوظ هو لفظ البخاري فالمحفوظ في حديث ابي هريرة الايمان بضع وسبعون بضع وستون شعبة واما ذكر السبعين فغير محفوظ واعلى شعب الايمان هو قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان وهي مذكورة في رواية مسلم دون البخاري في الحديث المتقدم وشعب الايمان هي خصاله واجزاؤه الجامعة هي خصاله واجزاؤه الجامعة ومنها قولي كقول لا اله الا الله وعملي كاماطة الاذى عن الطريق وقلبي كالحياء وجمعت هذه الانواع الثلاثة في حديث ابي هريرة المتقدم والايتان المذكورتان في كلام المصنف دالتان على اركان الايمان الستة ولم يأتي الايمان بالقدر في القرآن مقرونا باركان الايمان الخمسة بل جاء ذكر الايمان بالاركان الخمسة مقرونا في غير اية اما القدر فافرد بالذكر تعظيما واجلالا له ورأس ما ينبغي تعلمه من اركان الايمان الستة هو معرفة القدر الواجب المجزئ من الايمان في كل ركن منها مما يجب على العبد ابتداء ولا يسعه جهله وكل ركن من هذه الاركان منها قدر يجب على العبد ان يتحقق به واستقراء ادلة الشرع يفيد ان من الايمان بالله قدرا لا يصح ايمانك الا به وكذا من كل ركن من هذه الاركان فالقدر الواجب المجزئ من الايمان بالله هو الايمان بوجوده فالقدر الواجب المجزئ من الايمان بالله هو الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى له الاسماء الحسنى والصفات العلى والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالملائكة هو الايمان بانهم من خلق الله هو الايمان بانهم من خلق الله وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله وان منهم من ينزل بالوحي على على الانبياء بامر الله والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالكتب هو الايمان بان الله انزل على من شاء من الرسل كتبا هو الايمان بان الله انزل على من شاء من الرسل كتبا هي كلامه عز وجل هي كلامه عز وجل يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه وكلها منسوخة بالقرآن وكلها منسوخة بالقرآن والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالرسل هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم ليأمروهم بعبادة الله ليأمروهم بعبادة الله وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم والقدر الواجب المجزئ من الايمان باليوم الاخر هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو يوم القيامة لمجازاة الخلق لمجازاة الخلق فمن احسن فله الحسنى وهي الجنة ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالقدر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر ازلا ولا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه ولا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه فهذه الجملة هي عمود الاقدار الواجبة المجزئة من الايمان باركان الايمان الستة مما لا يسع العبد جهله ولا يصح ايمانه الا بها فلا بد من شهود هذه المعاني والعلم بها في تصحيح الايمان وان فقدت العبارات المؤدية اليها. فمتى وجد عقلها والعلم بها كان كافيا في تصحيح الايمان ولكن الشأن في الجهل بها ممن ينتسب الى الاسلام فلو قدر ان احدا ينتسب الى الاسلام سئل عن الملائكة فقال لا اعرف شيئا اسمه الملائكة فان هذا كافر لانه لم يأتي باصل الايمان الذي يكون به مسلما واهل العلم رحمهم الله ذكروا من نواقض الاسلام الاعراض عن دين الاسلام لا يتعلمه ولا يعمل به والمراد بالاعراض عن دين الاسلام الاعراض عن اصل الدين الذي لا يكون مسلما الا به ذكره سليمان ابن سحمان في تنبيه الطالب فالذي يدعي انه من اهل الاسلام ولا يعرف الملائكة فهو كاذب في دعواه. فان هذه من الاصول العظيمة التي كي لا يصح اسلام العبد الا بها وهذه المقادير المذكورة في كل ركن من الاركان هي التي تجب على العبد ابتداء اما باعتبار ما يصل اليه من العلم فاذا قام عنده الدليل الدال على ذلك مما يرجع الى شيء من هذه الاركان صار واجبا باعتبار وصول العلم اليه لا باعتبار الابتداء فلو قدر ان المسؤول عن الملائكة لما قيل له هل تعرف الملائكة؟ قال نعم. هم خلق من خلق الله عز وجل فقيل له هل تعرف جبريل فقال لا فانه بعدم معرفته لا يكون كافرا لانه جاء بمعرفة تتعلق باصل الايمان بالملائكة تكفي في ذلك. لكن اذا قرأت عليه الايات والاحاديث التي فيها ذكر جبريل وجب عليه ان يؤمن بان من الملائكة من اسمه جبريل فان انكره مع ظهور دلائل اسمه في القرآن والسنة فانه يكفر بذلك. لكن الفرق بين المقامين ان المسائل الاولى من الايمان بالملائكة تجب ابتداء. واما مثل هذه المسائل فانما تجب تبعا باعتبار بلوغ والدليل ووراء هذين القدرين ما لا يكون واجبا على العبد. كما لو قدر ان المسؤول عن الملائكة قال نعم ثم سئل عن جبريل فقال نعم هو من الملائكة ثم سئل هل يموت جبريل فقال لا اعلم فانه لا يكون بذلك كافرا ولا ناقصا الايمان. ولو بين له كلام اهل العلم في هذه المسألة فقال هذا كلام ما سمعته ولا افهمه فانه لا يكون بذلك ناقص الايمان لان هذه من المسائل التي لا تجب على العبد لا ابتداء ولا باعتبار بلوغ الدليل لعدم ظهور الدليل في هذا القول او ذاك وهذه الاقدار المذكورة من ما يجب على العبد ابتداء في اركان الايمان هي من اصل العلم الذي ينبغي ان يعتني به العبد في تعلمه وتعليمه فان من علم هذه الاقدار في نفسه واشهدها قلبه كان حقيقا به اذا اراد تعليم الناس او خطبتهم او في اركان الايمان ان يبين لهم ما يلزمهم ابتداء من هذه الاركان واما ان يترك هذا الاصل العظيم ثم ينشغل بشذور لا نفع فيها فهذا من قلة عقل الدين. وولد اذا في الناس جهلهم بالاصول العظام في الاسلام. فلو قرر في نفوس الناس ان من الايمان بالرسل اعتقاد ان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم. وان دينه هو الدين الذي الله وان الكتاب الذي انزل عليه وهو القرآن ناسخ لجميع ما قبله فما قبله من الانبياء هم تبع له وما قبله من الكتب ذهب الحكم به بعد ما انزله الله عز وجل عليه. وانه يجب على العبد ان يتبعه ولو كان يهوديا او نصرانيا فلو قررت هذه المعاني في قلوب الناس وحققت واعيدت عليهم صباح مساء كما اراد الشرع ما صار اليوم في المسلمين من ينتسب الى الاسلام ويعتقد صحة دين اليهود او النصارى. وان هؤلاء على دين صحيح وانه هم من اهل الجنة كما اننا اهل الاسلام من اهل الجنة. فمثل هذه الجهالات انما فشت بالعزوف عن العلم الاصيل قيل وقلة نشره في الناس وولع الناس بالعناية ببعض ابواب الشريعة دون اصولها التي قامت شريعة اعادتها وابدائها وتكرارها صباح مساء فتجد من الناس من يخطب الناس وعظا عشر سنين بالجنة والنار. ولا يذكر لهم في توحيد الله ولا معرفة ملائكته على رسله شيئا فمثل هذا اخذ ببعض الدين وتارك بعضه. والعبد يجب عليه ان يأخذ بالدين كله. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة. اي التزموا باحكام الاسلام جميعا. واذا كمل ادراك العبد لكمال الاسلام اخذ به جميعا. فاعتنى ببيانه كله. سواء ما يتعلق منه بباب الخبر او باب الطلب. ثم اشاع في الناس علمه واحياه بينهم وبثهم وحرضهم عليه فيحصل في الناس ثبات على الدين وانتهاض الدنيا بذلك واما الغفلة عن هذه الاصول والازراء عليها ورميها بانها من البديهيات التي لا يحتاجها الناس كل ذلك جهل بالدين الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم روى الدارمي بالجامع المعروف بالسنن بسند صحيح عن الزهري انه قال كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا. فنعش العلم ثبات الدين والدنيا. وذهاب علمي ذهاب ذلك كله وهذا الذي يذكره الزهري يذكره عن علماء ادركهم من الصحابة وكبار اتباع التابعين. واعتبر هذا في حالنا في نعش العلم وبثه فكثير مما يحرص على بثه ونشره بين الناس هو من المسائل التي لا يحتاجها جمهوره وانظروا الى التغريدات التي ملأت فضاء الكون مما يسمى بتويتر. من منهم يوما تكلم عن الايمان بالملائكة اكاد اقول انك لن تجد في الالف بعد الالف الا واحدا. وكل هذا من الجهل بدين الله عز وجل. واذا سرى هذا الى الطغاة والعوام فلا ينبغي ان يكون عباءة يلبسها الدين وينسب اليها اهله بل العارف بدين الله عز وجل هو الذي يعظم هذه الاصول وينبه الى المكرر فيه. وان الشريعة ما اعادت هذه المعاني واكدتها الا تعظيما لها فبثها واشاعتها واحياؤها في الناس احياء للعلم الذي يثبت به دينهم فتبقى لهم الدنيا واما الجهل بذلك والغفلة عنه فانه ينشأ في الناس الجهل بهذه الاصول العظام فيموت العلم والدين فاذا مات العلم والدين ماتت الدنيا وذهب عن الناس ما يرفلون فيه من حياة يتبحبحون برغدها لم يصبوها الا بفضل الله عليهم لما نعش العلم والدين بينهم. والمقصود ان يعتني طالب العلم بمهمات المسائل الذي ذكرناه في الاقدار الواجبة المجزئة في الايمان. تكرارا على نفسه وتذكيرا لها وتعليما لاهل بيته. واهل مسجده ومن يلوذ به من احبابه واصحابه والمستفيدين منه فان هذا من اعظم الخير الذي يوصله اليهم. نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى المرتبة الثالثة الاحسان ركن واحد وهو ان تعبد الله وحده كأنك تراه فان لم تكن تراه والدليل قوله تعالى وقوله ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى قوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه قوله تعالى اضربوا على الثانية وقوله هذه خطأ والدليل قوله تعالى بعدها الاية مباشرة نعم احسن الله اليكم وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه وقوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين انه هو السميع العليم. وقوله وما تكونوا في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل ان الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. والدليل من السنة حديث جبرائيل المشهور عن عمر رضي الله عنه انه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد فجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذه فقال يا محمد اخبرني عن الاسلام فقال انت ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيتين استطعت اليه سبيلا. فقال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. قال صدقت قال اخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك قال صدقت. قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال اخبرني عن اماراتها. قال ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة عراة وعاء اشياء يتطاولون في البنيان. قال فمضى فلبثنا من يا. فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل؟ قلنا الله ورسوله اعلم. قال جبريل اتاكم يعلمكم امر دينكم. ذكر المصنف رحمه الله المرتبة الثالثة من مراتب الدين. وهي الاحسان والاحسان له معنيان في اللغة تتوقف عليهما حقيقته الشرعية الاول ايصال النفع الاول ايصال النفع ومحله المخلوق دون الخالق والاخر الاتقان واجادة الشيء الاتقان واجادة الشيء ومحله الخالق والمخلوق وهذا المعنى هو المراد في كلام المصنف والمذكور منه الاحسان مع الخالق وله اطلاقان شرعيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا اتقان الباطن والظاهر لله اتقان الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة اتقان الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو اتقان الاعتقادات الباطنة وهو اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة فانه يسمى احسانا وهذا المعنى هو المقصود اذا قنن الاحسان بالاسلام والايمان والقدر المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين. والقدر الواجب المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين احدهما احسان معه في حكمه القدري بالصبر على الاقدار احسان معه في حكمه القدري بالصبر على الاقدار والاخر احسان معه في حكمه الشرعي بامتثال خبره بالتصديق اثباتا ونفيا بامتثال خبره بالتصديق اثباتا ونفيا وامتثال طلبه بفعل الواجبات وترك المحرمات وامتثال طلبه بفعل الواجبات وترك المحرمات واعتقاد حل الحلال واعتقادي حل الحلال وقول المصنف الاحسان ركن واحد اي شيء واحد نص عليه ابن قاسم العاصمي في حاشيته ولا محيد عنه لان حقيقة الركنية لا تصدق عليه فان اسم ركني لا يطلق الا على ما تعدد فان اسم الركن لا يطلق الا على ما تعدد مثنى او مثلثا او رباعا او غير ذلك واما اذا صار شيئا واحدا فانه هو هو. ولا يكون له اركان وسبق ان الاحسان له ركنان احدهما عبادة الله والاخر ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة والادلة على مرتبة الاحسان التي اوردها المصنف منها ما هو مصرح بمدح المتصف به وذلك في الايتين الاوليين ومنها ما هو مصرح بمقام المراقبة وذلك في الايتين الاخيرتين اما قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ووجه دلالتها على الاحسان في كون التوكل مشتملا على تفويض الامر الى الله سبحانه وتعالى ومن فوض امره الى الله عز وجل فانه يعبده مشاهدا او مراقبا فصارت دالة على الاحسان بهذا الاعتبار فبلوغ الاحسان ملازم للتوكل فمن توكل على الله حق توكله كان محسنا ضرورة ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى حديث جبرائيل المشهور وهو حديث عظيم مخرج في صحيح مسلم من حديث عبدالله ابن بريدة عن يحيى ابن يعمر عن عبد الله ابن عمر عن ابيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ومراتب الدين الاسلامي والايمان والاحسان ثم سماهن دينا بقوله في اخره يعلمكم امر دينكم ولفظ امر ليس عند مسلم فلفظه يعلمكم دينكم وانما وقعت هذه الرواية عند الترمذي والنسائي من الستة وختم المصنف رحمه الله بهذا الحديث لاشتماله على جميع المسائل المتعلقة بمعرفة الدين لاشتماله على جميع المسائل المتعلقة بمعرفة الدين ولهذا جعل لهذا الحديث لقب عند العلماء فيسمى اه فيسمى ام السنة لان السنة كلها ترجع اليه كما ان الفاتحة ام القرآن لانها لان القرآن كله يرجع اليها. نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى الاصل الثالث معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم. وهو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب. والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. وله من العمر ثلاث وستون حسنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا نبيا رسولا. نبئ باقراء لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الثاني اتبعه ببيان الاصل الثالث وهو معرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم والنبي في الشرع يقع على معنيين احدهما عام وهو رجل انسي حر وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم اوحي اليه وبعث الى قوم فيندرج فيه الرسول فيندرج فيه الرسول والاخر خاص وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم موافقين اوحي اليه وبعث الى قوم موافقين فلا يندرج فيه الرسول وسبق ان عرفت ان معرفة الله سبحانه وتعالى منها قدر واجب يرجع الى اربعة اصول وان معرفة الدين منها قدر واجب يرجع الى ثلاثة اصول ومعرفة الرسول صلى الله عليه وسلم منها قدر واجب على كل احد يرجع الى اربعة اصول الاول معرفة اسمه محمد معرفة اسمه محمد دون بقية نسبه فالواجب على كل احد من المسلمين معرفة ان الذي ارسل الينا اسمه محمد لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بشخصه ووصفه وما بعث به فمن لم يعرف اسمه كيف له ان يعرف ما جاء به هذا النبي واسمه الاول كاف في تحصيل هذا الغرض وهو الواقع في القرآن فانه لم يذكر من عمود نسبه فيه سوى اسمه الاول صلى الله عليه وسلم وكان يقوم مقام هذا في عهده صلى الله عليه وسلم وصفه او الاشارة اليه. لانه كان معروفا بينهم واما بعد موته فلا يدل عليه الا اسمه. لان الاسماء انما طلبت شرعا لدلالتها على اعيان المسماة بها ولاجل هذا فان المولود اذا وفد على احدنا فانه يجب ان لا يستحب ان لا يباح الاسم. هم يجب ما الدليل؟ من نقله يجب تسمية المولود بالاجماع نقله ابن حزم. لان ما له من حق او عليه لا يمكن معرفته الا بوضع اسم له يتميز به عن غيره وقد ذكر المصنف هنا نسب النبي صلى الله عليه وسلم مسلسلا بالاباء الى جد ابيه هاشم. ثم اقتصر على جوامعه فقال وهاشم من قريش وقريش من العرب. والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله معرفة انه عبد الله ورسوله اختاره الله واصطفاه من البشر اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة وهو خاتم الانبياء والمرسلين وهو خاتم الانبياء والمرسلين والثالث معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق فتجب طاعته والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو القرآن كتاب الله معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو القرآن كتاب الله وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا وستين سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا اوحي اليه وبعث وهو على رأس الاربعين ووحي البعث الذي يصطفي به الله من يشاء من عباده نوعان ووحي البعث الذي يصطفي به الله من يشاء من عباده نوعان احدهما وحي نبوة والاخر وحي رسالة احدهما وحي نبوة والاخر وحي رسالة وكان اول الموحى الى نبينا صلى الله عليه وسلم هو صدر سورة العلق واولها اقرأ وذلك ابتداء وحي البعث اليه فثبتت له بانزال تلك الايات عليه رتبة النبوة ثم لما انزلت عليه سورة المدثر المتظمنة بعثه الى قوم مخالفين ارتفع صلى الله عليه وسلم الى مرتبة الرسالة وهذا معنى قول المصنف نبئ باقرأ وارسل بالمدثر اي ثبتت له رتبة النبوة بانزال سورة العلق عليه وثبتت له مرتبة الرسالة بانزال سورة المدثر عليه نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى نبئ باقرأ وارسل بالمدثر. وبلده مكة بعثه الله بالنذارة عن الشرك ويدعو الى التوحيد والدليل قوله تعالى يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر. وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر. ومعنى قم فانذر ينذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد. وربك فكبر اي عظمه بالتوحيد. وثيابك فطهر اي طهر ما لك عن الشرك والرجز فاهجر الرز الاصنام وهجرها تركها واهنئها والبراءة منها واهلها وعداوتها واهلها وفراقها واهلها المقصود من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم امران الاول النذارة عن الشرك ولفظ الانذار مشتمل على التحذير والترهيب ولفظ الانذار مشتمل على التحذير والترهيب والاخر الدعوة الى التوحيد الدعوة الى التوحيد ولفظ الدعوة مشتمل على الطلب والترغيب ولفظ الدعوة مشتمل على الترغيب على الطلب والترغيب والدليل على بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بالنجارة عن الشرك والدعوة الى التوحيد قوله تعالى قم فانذر وربك فكبر فقوله قم فانذر دال على الاول لانه امر بالنجارة من كل ما يحذر واعظم ما يحذر الشرك وقوله تعالى وربك فكبر اي عظمه واعظم ما يكبر به الله ويعظم هو الدعوة الى توحيد الله سبحانه وتعالى وتقدم ان تفسير قوله تعالى وثيابك فطهر بالاعمال كما ذكره المصنف انه هو القول المنصور الموافق لدلالة السياق وهو قول اكثر السلف ذكره ابو جعفر ابن جرير ثم ذكر المصنف اصول هجر عبادة الاصنام وهي اربعة اصول ثم ذكر المصنف اصول هجر عبادة الاصنام وهي اربعة اصول. الاول تركها وترك اهلها تركها وترك اهلها والثاني فراقها وفراق اهلها والثاني فراقها وفراق اهلها. وهذا قدر زائد عن الترك لان المفارق مباعد وهذا قدر زائد عن الترك لان المفارق مباعد والثالث البراءة منها ومن اهلها والرابع عداوتها وعداوة اهلها وهذا زائد على البراءة لان المتبرأ قد يعادي وقد لا يعادي وهذه الاصول لا تختص بعبادة الاصنام بل تعم كل بل تعم كل ما يتخذ من الالهة دون الله فما اتخذ الها دون الله عز وجل فان اصول هجره ترجع الى الاربعة المذكورة نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى اخذ على هذا عشر سنين يدعو الى التوحيد وبعد العشر عرج به الى السماء. وفرضت عليه الصلوات الخمس ثم صلى في مكة ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي باقية الى ان تقوم الساعة. والدليل قوله تعالى كتظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض. قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا سبيلا فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا. وقوله تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون. قال البغوي رحمه الله سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين بمكة لم يهاجروا ناداهم الله باسم الايمان. والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطعوا الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها فلما استقر بالمدينة امر امر فيها ببقية شرائع الاسلام مثل الزكاة والصوم والحج والاذان والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من شرائع الاسلام اخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باق. وهذا دينه لا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها منه. ولا شر الا حذرها عنه والخير الذي دل عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه. والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه. لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يدعو الى التوحيد وبعد مضي العشر عرج به الى السماء. اي رفع به وصعد اليها وكان ذلك بعد الاسراء به الى بيت المقدس وفرضت عليه حينئذ الصلوات الخمس فصلى بمكة ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة وكان اسمها يثرب والهجرة الى الله شرعا هي ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه. وهي ثلاثة انواع الاول هجرة عمل السوء هجرة عمل السوء بترك الكفر والفسوق والعصيان والثاني هجرة بلد السوء بمفارقته والتحول عنه هجرة بلد السوء بمفارقته والتحول عنه. والثالث هجرة عامل السوء بمجانبة من يؤمر بهجره بمجانبة من يؤمر بهجره من الكفار والمبتدعة والفساق ومن هجرة البلد المأمور بها الهجرة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي فريضة في هذه الامة في حق من كان قادرا عليها غير متمكن من اظهار دينه فهي واجبة بشرطين فهي واجبة بشرطين احدهما عدم القدرة على اظهار الدين عدم القدرة على اظهار الدين والاخر القدرة على الخروج من بلد الكفر القدرة على الخروج من بلد الكفر ومن لا يكون قادرا لعجزه فانه يعذر ومن كان قادرا على اظهار دينه في بلد الكفر فان الهجرة في حقه مستحبة واظهار الدين هو اعلان شعائره وابطال دين المشركين هو اظهار شعائره وابطال دين المشركين نص على هذا جماعة من المحققين منهم عبد لطيف واسحاق ابن عبد الرحمن ابن حسن ال الشيخ وحمد بن عتيق ومحمد بن ابراهيم ال الشيخ وعبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمهم الله فاظهار الدين مركب من امرين احدهما اقامة شعائره كالصلاة والاذان والصيام وغيرها والاخر ابطال دين المشركين فلابد فلا بد من اعلان بطلان دينهم دون سكوت عنه مما يعلمك بخطر الاقامة بين ظهراني المشركين وهذا امر عظيم في توحيد الله. فلما ضعف التوحيد في الناس ركن الناس الى مساكنتهم وملاينتهم. حتى صرت تسمع من ينتسب الى الاسلام يصحح دينه ويقول انما انتم عليه دين سماوي كما اننا نحن على دين سماوي وهذا من الهراء الذي لا يرضاه الله عز وجل. فدين الله واحد لا يتغير. والله عز وجل رضي لنا الاسلام دينا وما سواه من الاديان التي في الناس اليوم هي اديان باطلة. لا يقبل الله عز وجل من اهلها شيئا ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى دليلين على الهجرة ثم اتبعهما بذكر كلام للبغوي رحمه الله تعالى هو معنى ما نقله في تفسيره عن جماعة من السلف لا بنصه فليس هذا لفظ كلام البغوي وانما معنى كلام مجموع ذكره وهذه من عادة المصنف رحمه الله فانه ربما عبر بقالة على ارادة ذكر لا يريد ذلك اللفظ بعينه وانما يريد ايراد ايراد معنى عام بينه ذلك المصنف ثم ذكر رحمه الله تعالى دليلا من السنة على الهجرة وهو حديث حسن رواه ابو داوود وغيره من حديث عبدالرحمن ابن ابي عوف عن ابي هند البجلي عن معاوية رضي الله عنه يتضمن الامر من الهجرة بالهجرة وانها لم تنقطع ثم ذكر المصنف ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة استقر بالمدينة وامر فيها ببقية شرائع الدين ثم توفي صلى الله عليه وسلم وبقي دينه بعده وقد بلغ الرسالة ونصح الامة ودلها على الخير والخير جميع ما يحبه الله ويرضاه واعظمه التوحيد ولاجل عظمته اقتصر المصنف على ذكره ونهاها عن كل شر واعظمه الشرك. ولجلالته صرح به المصنف رحمه الله تعالى نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى بعثه الله الى الناس كافة وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس. والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. واكمل الله له الدين والدليل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا والدليل على موته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم والناس اذا ماتوا يبعثون والدليل قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى وقوله تعالى والله من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا. وبعد البعث محاسبون مجزيون باعمالهم والدليل قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا واجزي الذين احسنوا بالحسنى ومن كذب بالبعث كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا الا يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير ذكر المصنف رحمه الله ان الله دعك النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة وافترض طاعته على جميع واكمل له الدين ثم مات صلى الله عليه وسلم تصديقا لخبر الله انك ميت وانهم ميتون والناس اذا ماتوا يبعثون والبعث شرعا هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية ومن ادلته ما ذكره المصنف رحمه الله وبعد البعث يحاسب الناس ويجزون باعمالهم والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة هو عد اعمال العبد يوم القيامة ثم يجزى الناس على اعمالهم ثوابا بالنعيم المقيم وداره الجنة او عقابا بالعذاب الاليم وداره وداره النار ثم ذكر المصنف ان من كذب بالبعث كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا فجعل من مقالات الكافرين انكار البعث فمن انكر البعث فهو موافق لهم في مقالة من مقالاتهم. فيكون كافرا مثلهم نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين والدليل قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل واولهم نوح واخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام. وهو خاتم النبيين لا نبي بعده. والدليل قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. والدليل على ان نوحا اول الرسل قوله تعالى انا اوحينا اليك ما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. وكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد عليهما الصلاة والسلام. يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت ان الايمان بالله قال ابن القيم رحمه الله تعالى ومعنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع. والطواغيت كثيرون ورؤسهم خمسة ابليس لعنه الله بدوا وهو راض ومن ادعى شيئا من علم الغيب ومن دعا الناس الى عبادة نفسه ومن حكم بغير ما انزل الله. والدليل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة والله سميع عليم. وهذا هو معنى لا اله الا الله. وفي الحديث رأس الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. والله اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم. لما فرغ يصنف رحمه الله ببيان ما يتعلق ببعثة رسولنا صلى الله عليه وسلم ذكر قاعدة كلية في بعثة الرسل فقال وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين. فبعثتهم تتضمن امرين الاول البشارة لمن اطاعهم للفلاح في الدنيا والاخرة البشارة لمن اطاعهم للفلاح في الدنيا والاخرة والثاني النذارة لمن عصاهم بالخسران في الدنيا والاخرة النذارة لمن عصاهم بالخسران في الدنيا والاخرة ثم ذكر المصنف مسألتين الاولى ان اول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام والثانية ان اخرهم هو محمد صلى الله عليه وسلم وقدم دليل المسألة الثانية لجلالتها وهو انتهى بنا القول الى بيان ان المصنف ذكر مسألتين الاولى ان اول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام والثانية ان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم ثم قدم دليل المسألة الثانية لجلالتها وهي قوله وهو قوله تعالى ولكن رسول الله وخاتم النبيين ثم ذكر ودليل المسألة الاولى وهو قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده ودلالته على ما ذكر من اولية نوح بالرسالة هو في تقديمه على غيره في ابتداء الوحي فلما قدم في ابتداء الوحي اليه علم انه اول الرسل. والوحي الذي ابتدى به نوح قبل غيره ووحي الرسالة. اما وحي النبوة فتقدمه فيه ابوه ادم عليه الصلاة والسلام اتفاقا وادريس عليه الصلاة والسلام في اصح القولين ويتحرر منه اول ايحاء للنبوة كان لادم. وان اول ايحاء بالرسالة كان لنوح عليه الصلاة والسلام واصلح من هذه الاية دلالة على المقصود حديث انس الطويل وهو حديث الشفاعة المتفق عليه عند البخاري ومسلم من حديث ابي عوانة الوظاح ابن عبد الله اليشكري عن قتادة بن دعامة عن انس رضي الله عنه وفيه ان ادم يقول ائتوا نوحا اول رسول اول رسول ارسله الله الى اهل الارض ففيه التصريح بان نوحا اول الرسل. ثم ذكر المصنف ان كل امة بعث الله اليها رسولا ودعوات الرسل تجتمع في اصلين عظيمين احدهما الامر بعبادة الله وحده المتضمن النهي عن الشرك وهذا مذكور في قوله تعالى ان اعبدوا الله والاخر النهي عن عبادة الطاغوت المتضمن الامر بالكفر به. وهذا مذكور في قوله تعالى واجتنبوا الطاغوت. وافترض الله عز وجل على جميع عباده الكفر وبالطاغوت والايمان به سبحانه كما قال لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والعروة اسم لما يتعلق ويستمسك به والوثقى مؤنث الاوثق اي الاقوى والطاغوت له معنيان احدهما خاص وهو الشيطان فاذا اطلق الطاغوت في القرآن فالمراد به الشيطان غالبا والاخر عام وهو المراد في القرآن اذا كان الفعل المذكور معه وهو المراد في القرآن اذا كان الفعل المذكور معه مجموعة. كقوله تعالى والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من نور الى الظلمات وهو المقصود بقول ابن القيم في اعلام الموقعين الذي نقله المصنف انه بمعناه العام ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع وهذا احسن ما قيل في حده ذكره عبدالرحمن بن حزن في فتح المجيد وانواع الطواغيت ثلاثة احدها طاغوت عبادة والاخر طاغوت طاعة والثاني طاغوت طاعة والثالث طاغوت اتباع ذكره سليمان ابن سحمان ثم اشار المصنف رحمه الله الى بعض افراد المعنى العامي فقال والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة الى اخره. والمراد بالرؤوس اعظمهم شرا واشدهم قطر والمراد بالرؤوس اعظمهم شرا واشدهم خطرا والغيب الذي يعد مدعيه طاغوتا هو الغيب المطلق الذي لا يعلمه الا الله والغيب الذي يعد مدعيه طاغوتا والعيب المطلق هو الغيب المطلق الذي لا يعلمه الا الله. واما الغيب النسبي الذي يعلمه بعض الخلق دون اخر فليس مقصودا في كلام المصنف والكفر بالطاغوت والايمان بالله هو حقيقة لا اله الا الله. لتضمنه النفي والاثبات كما تضمنت هي النفي والاثبات وشاهده في الحديث رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة. الحديث فالامر هو الدين والمراد بالاسلام معناه العام المتقدم المتضمن الكفر بالطاغوت والايمان بالله فرس الدين هو الاسلام لله بالايمان به والكفر بالطاغوت والحديث المذكور قطعة من حديث معاذ ابن جبل الطويل الذي رواه الترمذي وابن ماجة من حديث عاصم ابن ابي النجود عن ابي وائل شقيق ابن سلمة عن معاذ بن جبل واجناده ضعيف ويروى من وجوه يتقوى بها ويأتي معنا باذن الله في الاربعين النووية وقوله وذروة سنامه بكسر الذال وتضم ايضا فيقال ذروة وذروة وذكر الفتح فيها وهو لغة رديئة ومعناه اعلى الشيء وارفعه فاعلى الاسلام وارفعه هو الجهاد في سبيل الله هو بتمامه نكون قد فرغنا من بيان ما يحتاج اليه من ايضاح مقاصد الكتاب الكلية ومعانيه الاجمالية اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع ثلاثة الاصول وادلتها بقراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان فتم له ذلك في مجلسين بالميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين يعني اجازة خاصة بالكتاب اما الاجازة العامة هذي تطلب من العلماء الكبار لا من الشباب من امثالنا بالسند المذكور باسناد مذكور في منح المكرمات لاجازة طلاب المهمات والحمد لله رب العالمين. صحيح ذلك وكتبه صالح ابن عبد الله ابن حمد العصي ليلة اضربوا على كلمة يوم ليلة الجمعة السادس من ربيع الاول سنة اربع وثلاثين بعد اربع مئة والالف في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد العشاء نبدأ ان شاء الله تعالى في الكتاب الثالث منظومة القواعد الفقهية والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين