السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حق واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى على ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم. باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو ابن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله ابن عوف عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الثاني من برنامج مهمات العلم في سنته السادسة ست وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب ثلاثة اصول وادلتها. لامام الدعوة الاصلاحية السلفية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المئتين والالف نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه واجزه عنا خير خير الجزاء. قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في ثلاثة اصول وادلتها. بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل الاولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفته دين الاسلام بالادلة الثانية العمل به الثالثة الدعوة اليه الرابعة الصبر على الاذى فيه. والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم. وقال البخاري رحمه الله وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل بالقول والعمل والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. ابتدأ المصنف رحمه الله رسالته بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للسنة. فيما استفتح به النبي صلى الله عليه وسلم رسائله له ومكاتباته الى الملوك والتصانيف تجري مجراها. ثم ذكر انه يجب علينا تعلم اربع مسائل المسألة الاولى العلم وهو شرعا ادراك خطاب الشرع. ادراك خطاب الشرع ومرده الى المعارف الثلاث معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم فالعلم المطلوب شرعا له وصفان وفق ما ذكره المصنف. فالعلم المطلوب شرعا له وصفان وفق ما ذكره المصنف احدهما ما يطلب منه ما يطلب منه وهو ما تعلق بمعرفة الله ومعرفة دينه ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا هو علم الشرع والاخر ما يطلب فيه والاخر ما يطلب فيه وهو اقترانه بالادلة. وهو اقترانه بالادلة فتكون تلك المعرفة علما حال اقترانها بالادلة. فتكون تلك المعرفة علما حال اقترانها الادلة والجار والمجرور في قول المصنف بالادلة متعلق بالمعارف الثلاث كلها فمعرفة الاصول الثلاثة لابد من اقترانها بالادلة ومقصوده من اقتران تلك المعرفة بالادلة اعتقاد العبد اعتقادا جازما ومقصوده من اقتران تلك المعرفة بالادلة اعتقاد العبد اعتقادا جازما ان ما امن به ربا ودينا ورسولا ثابت بالادلة الشرعية ان ما امن به ربا ودينا ورسولا ثابت بالادلة الشرعية. فاذا اعتقد احاد ان ما امنوا به شهدت بصحته ادلة شرعية مقطوع بها كفاهم في كون معرفتهم عن دليل كفاهم في كون معرفتهم عن دليل فلا يلزمهم معرفة افراد الادلة فضلا عن الاستنباط وثبوت مأخذ الحكم ومنزع الفهم في نفوسهم هذا معنى كون تلك المعرفة حاصلة بالادلة. وليس مقصوده بذكر الادلة ايجاب اقتران كل مسألة بدليلها فان هذا مما يعسر على عموم الخلق ويتعذر حصوله منهم وهذه المعرفة المبينة هي المعرفة الاجمالية. وهي معرفة عامة الخلق التي تجب على كل احد فالعوام يكفيهم معرفة ان ما امنوا به من رسول معرفة ان ما امنوا به من رب ودين ورسول ثابت بادلة وبراهين شرعية فمتى اعتقدوا ذلك اعتقادا جازما؟ كانت تلك المعرفة مصححة دينهم واقعة عن دليل. اما المعرفة التفصيلية بما فوق ذلك ففرض كفاية وقدر ما يجب منها يختلف باختلاف اعيان الخلق واحوالهم. فالواجب على الحاكم والعالم والمفتي والقاضي والمعلم غير ما يجب على غيرهم لما اقترن آآ بهم من حال تستدعي من المعرفة التفصيلية في حقهم ما لا يستدعى في غيرهم فمعرفة الشرع المأمور بها نوعان. فمعرفة الشرع المأمور بها نوعان احدهما المعرفة الاجمالية احدهما المعرفة الاجمالية وهي معرفة اصول الشرع وهي معرفة اصول الشرع وكلياته ويتعلق وجوبها بالخلق كافة. ويتعلق وجوبها بالخلق كافة فهي فرض عين على كل لاحد والاخر المعرفة التفصيلية وهي معرفة تفاصيل الشرع وهي معرفة تفاصيل الشرع ويتعلق وجوبها باحاد من الخلق لمعنى اقترن بهم ويتعلق وجوبها باحاد من الخلق لمعنى اقترن بهم كالحكم او القضاء او الافتاء والمسألة الثانية العمل العمل به اي بالعلم والعمل شرعا هو ظهور صورة خطاب الشرع هو ظهور صورة خطاب على العبد هو ظهور صورة خطاب الشرع على العبد. وخطاب الشرع نوعان احدهما خطاب الشرع الخبري وظهور صورته بامتثاله بالتصديق اثباتا ونفيا. وظهور صورته بامتثاله بالتصديق اثباتا ونفيا والثاني خطاب الشرع الطلبي خطاب الشرع الطلبي وظهور صورته بامتثال الامر والنهي. وظهور صورته بامتثال الامر نهي واعتقاد حل الحلال فمن خطاب الشرع الخبري قول الله تعالى ان الساعة اتية لا ريب فيها وقوله وما ربك بظلام للعبيد فالعمل بهما يكون بظهور الامتثال بالتصديق اثباتا في الاول ونفيا في الثاني. فيثبت العبد وفود الساعة وقدومها وينفي ما نفاه الله عن نفسه من ظلم الخلق ومن خطاب الشرع الطلبي قول الله تعالى اقيموا الصلاة وقوله ولا تقربوا الزنا. وقوله وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وظهور صورته بالعمل يكون بامتثال الامر في الاول فعلا باقامة الصلاة وامتثال النهي في الثاني بالكف عن الزنا وفي الثالث باعتقاد حل لحم البحر ان يؤكل والمسألة الثالثة الدعوة اليه اي الدعوة الى العلم والمراد بها الدعوة الى الله لان العلم ينطوي على المعارف الثلاث والمراد بها الدعوة الى الله لان العلم ينطوي على المعارف الثلاث. معرفة الله ومعرفة دينه ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم فمن دعا الى العلم فانه يدعو الى معرفة الله اصلا ويدعو الى معرفة دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم تبعا فمن دعا الى العلم المتعلق بالمعارف الثلاث وفق المنهج النبوي فهو يدعو الى الله كما اراد الله اه والدعوة الى الله شرعا هي ظلم الناس كافة. هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة. والمسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه. اي في العلم تعلما وعملا ودعوة والصبر شرعا حبس النفس على حكم الله والصبر شرعا حبس النفس على حكم الله. وحكم الله نوعان احدهما حكم قدري والاخر حكم شرعي والمذكور من الصبر في كلام المصنف هو الصبر على الاذى في العلم والاذى من القدر المؤلم فيكون الصبر على العلم من هذه الجهة من الصبر على حكم الله القدري. فيكون الصبر على العلم من هذه الجهة من الصبر على حكم الله القدري ولما كان العلم مأمورا به صار الصبر عليه ايضا من الصبر على حكم الله الشرعي ولما كان العلم مأمورا به صار الصبر عليه من الصبر على حكم الله الشرعي فيكون الصبر على الاذى في العلم. باعتبار الوصف العارض صبرا على حكم الله القدري. وباعتبار اصل المأمور به صبرا على حكم الله الشرعي فاجتمع فيه نوعا الصبر والدليل على وجوب تعلم هذه المسائل الاربع هو سورة العصر. لان الله اقسم بالعصر ان جنس الانسان في خسر ولا ينجو العبد منه الا بالمذكور بعد اداة الاستثناء الا فيكون واجبا لتوقف النجاة المأمور بها عليه والمنجي من الخسر هو العلم والعمل والدعوة والصبر. فتعلم هذه المسائل الاربع واجب لان نجاة العبد متوقفة عليها فتعلم هذه المسائل الاربع واجب لان نجاة العبد وربحه متوقف عليها بيان هذه الجملة ان الله اقسم بالعصر. وهو الوقت الكائن اخر النهار فان اسم العصر اذا اطلق في خطاب الشرع وعرف الصحابة رضي الله عنهم كان المراد به الوقت المعروف اخر النهار وحمل خطاب الشرع على ما هو فيه اولى من حمله على الاجنبي عنه. فان الكلمة الواحدة من كلام العرب تتجاذبها معان عدة لاتساع لغتهم. فاذا اردت ان تبين شيئا من كلام الله او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم فارقب ما جرى اعتداد الشرع به من تلك المعاني فاحمله عليه. فاذا تتبعت الخطاب الشرعي اي وعرف الصحابة في اسم العصر وجدت ان المراد فيه هو الوقت الكائن اخر النهار فالمقسم به في هذه الاية هو معهود خطاب الشرع من اسم العصر. وهو هذا الوقت لا الدهر ولا غيره من المعاني التي ذكرها من ذكرها من اهل العلم. فالمقسم به في الاية هو وقت العصر دون غيره. ووقع القسم به على ان جنس الانسان في خسر ثم استثنى الله من الخاسرين نوعا هم المتصفون باربع صفات فقال في الصفة الاولى الا الذين امنوا وهذا دليل العلم فقال في الصفة الاولى الا الذين امنوا وهذا دليل العلم لان الايمان في اصله وكماله لا يحصل الا بالعلم. لان الايمان في اصله وكماله لا يحصل الا بالعلم. وقال في الثانية وعملوا الصالحات. وهذا دليل العمل ووصف العمل بالصالحات يبين ان المطلوب من العبد ليس مطلق العمل بل عمل مخصوص وهو العمل الصالح الواقع خالصا لله وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال في الصفة الثالثة وتواصوا بالحق وهذا دليل الدعوة فالحق اسم لما وجب ولزم الحق اسم لما وجب ولزم. واعلاه ما كان وجوبه ولزومه بطريق الشرع. واعلاه ما كان لزومه ووجوبه بطريق الشرع. والتواصي به تفاعل من الوصية به تفاعل من الوصية بين اثنين فاكثر. وهذه حقيقة الدعوة الى الله ثم قال في الصفة الرابعة وتواصوا بالصبر وهذا دليل الصبر. فصورة العصر مع قصرها دلت على المسائل الاربع وهي وافية في بيان ما يؤبر ما يؤمر به الناس لينجوا افلحوا ولوفائها بالمقاصد المذكورة قال الشافعي رحمه الله هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي كفتهم اي كفتهم في قيام الحجة عليهم. اي كفتهم في قيام الحجة عليهم بوجوب امتثال حكم الله بوجوب امتثال حكم الله الشرعي خبرا وطلبا اي كفتهم في قيام الحجة عليهم بوجوب امتثال حكم الله الشرعي خبرا وطلبا ذكره ابن تيمية وعبد اللطيف ال الشيخ وابن باز رحمهم الله فهي كافية في اقامة الحجة على الخلق بان يمتثلوا حكم الله وهذا هو مراد الشافعي وليس مراده ان سورة العصر كافية في جميع ابواب الديانة مغرية عن تفاصيل ادلتها فانه لم يرد التفاصيل الشرعية وانما اراد اصلا كليا وهو قيام على الخلق بوجوب امتثالهم حكم الله. فسورة العصر كافية في الدلالة على هذا الاصل الكلي والمقدم من هذه المسائل الاربع هو العلم فهو اصلها الذي تتفرع منه وتنشأ عنه ورد المصنف لتحقيق هذا كلام البخاري المتعلق بهذا المحل. من صحيحه بمعناه ولفظ باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله فبدأ بالعلم انتهى كلامه. وقول المصنف قبل القول والعمل زيادة تفسر معنى البدء المذكور في كلام البخاري. فان البخاري قال فبدأ بالعلم. واستغنى عن تتميم جملته باصل ترجمته فانه قال باب العلم قبل القول والعمل. فتقدير الكلام الذي اراده هو الذي افصح عنه المصنف بزيادته فقال فبدأ بالعلم قبل والعمل ووجه استدلاله بالاية في الامر بالعلم اولا في قوله فاعلم انه لا اله الا الله ثم عطف الامر بالقول والعمل عليه. فقال واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. فالاستغفار اشارة الى القول والعمل. فالاستغفار اشارة الى القول والعمل. فحقيقته التوبة مع الدعاء بالمغفرة. فحقيقته التوبة مع الدعاء بالمغفرة التوبة اذا اطلقت دخل فيها القول والعمل كله فحقيقته التوبة مع الدعاء بطلب المغفرة. والتوبة اذا اطلقت دخل فيها القول والعمل كله. فقول المصنف في زيادته قبل القول والعمل اراد بالقول والعمل ما استكنا منه في الاستغفار. فان الاستغفار يستكن فيه القول والعمل. فاما القول ففي دعاء المغفرة فان العبد اذا قال استغفر الله فهو ويقول بلسانه داعيا ربه المغفرة. واما العمل فلان الاستغفار اذا اطلق ان درجت فيه التوبة والتوبة تشمل القول والعمل كله. واستنبط هذا المعنى انا قبل البخاري شيخ شيوخه سفيان ابن عيينة رواه عنه ابو نعيم الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء ثم اخذه عن البخاري بعده الغافقي فقال في مسند الموطأ باب والقول باب العلم قبل القول والعمل. نعم. قال المصنف رحمه الله تعالى اعلم رحمك الله انه يجب عليك مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهم. الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركناها الا بل ارسل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. والدليل قوله تعالى رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا. فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبينا الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا غيرهما. والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. الثالثة ان من اطاع الرسول وحد الله لا يجوز لهم موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب. والدليل قوله تعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان ايده بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله. الا ان حزب الله هو المفلحون. ذكر المصنف رحمه الله هنا ثلاث مسائل عظيمة يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمهن والعمل بهن فاما المسألة الاولى فمقصودها بيان وجوب طاعة الرسول. فاما المسألة الاولى بيان وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركن هملا اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى بل ارسل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم فمن اضاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار كما قال تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا. اي اخذا شديدا. واتبع خبر انسان الرسول الينا بذكر ارسال موسى عليه الصلاة والسلام الى فرعون وعاقبة عصيانه تحذيرا لهذه الامة من عصيان النبي المرسل اليها فيحل بهم عذاب الله في الدنيا والاخرة اخرة وانهم ان اطاعوه نجوا من العذاب ودخلوا ودخلوا الجنة. واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك في العبادة. واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك في العبادة واحقاق توحيد الله. واحقاق توحيد الله ببيان ان الله لا يرضى ان يشرك معه في احد كائنا من كان. لان العبادة حقه. وحق الله لا يقبل فلا يرضى ان يشاركه في هذا احد. والنهي عن دعوة غير الله دليل على ان العبادة لله وحده. فالدعاء يطلق في خطاب الشرع اسما للعبادة كلها. فالدعاء يطلق في خطاب الشرع اسما للعبادة كلها. تعظيما له. كما صح عند اصحاب السنن من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو عبادة ولاجل هذا عبر كثيرا في خطاب الشرع عن العبادة بالدعاء. فمعنى قوله تعالى فلا تدعو مع الله احدا فلا تعبدوا مع الله احدا. فمعنى قوله تعالى فلا تدعوا مع الله احدا فلا تعبدوا مع الله احدا. وابطال عبادة غيره يتضمن اثبات العبادة لله وحده وسيأتي مزيد بيان لهذا. واما المسألة الثالثة فمقصودها بيان وجوب من المشركين فمقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين. لان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وابطال الشرك. وهما الامران المذكوران في المسألتين الاولى والثانية لا يتحققان الا باقامة هذا الاصل فالمسألة الثالثة بمنزلة التابع اللازم للمسألتين الاوليين. فالمسألة الثالثة بمنزلة التابع اللازم للمسألة التين الاوليين وهي ان من اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم وابطل الشرك فوحد الله ان تتم عبادته لله الا بالبراءة من المشركين. ومعنى قوله عز وجل من حاد الله ورسوله اي من كان في حد متميز عن الله ورسوله اي من كان في حد متميز عن الله ورسوله وهو حد الكفر. فان المؤمنين يكونون في حد والكافرين يكونون في بحد واذا تميز كل حزب في حد لم يكن بينهم الا العداوة والبغضاء. ومن ينبه اليه ان هاتين المقدمتين المستفتحتين بقول المصنف اعلم رحمك الله هما رسالتان خارجتان عن رسالة ثلاثة الاصول وادلتها. ثم ضمهما بعض تلاميذه اليها تابع النقلة على اثباتهما بين يديها لحسن المناسبة بين معانيهما ومقاصدها ثم اشتهر مجموع تلك الرسائل الثلاث باسم ثلاثة الاصول وادلتها. والا كمبتدأ ثلاثة الاصول قوله فيما يستقبل اعلم ارشدك الله لطاعته. افاده ابن قاسم العاصمي في حاشية ثلاثة قل وهو امر معلوم لمن تسلسل اخذه العلم الى مصنفها بالتلقي عن الشيوخ بالعناية بتصانيفه رحمهم الله. نعم قال رحمه الله اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومعنى يوحدون واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. ذكر المصنف رحمه الله ان الحنيفية ملة ابراهيم مبينا حقيقتها بقول جامع يندرج فيه ما يراد بها وعن فان الحنيفية في الشرع لها معنيان. فان الحنيفية في الشرع لها معنيان احدهما عام وهو الاسلام والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد ولازمه الميل عما سواه بالبراءة من الشرك. ولازمه الميل عما سواه بالبراءة من الشرك فاصل الحنيفية وضعا هو الاقبال. فاصل الحنيفية وضعا هو الاقبال والميل لازمها. والكلمة لا تفسر باللازم ابتداء. والكلمة لا تفسر باللازم ابتداء فتفسر بما وضعت له في كلام العرب. ثم يكون اللازم تابعا له فاصل الحنيفية هي الاقبال. واذا اقبل العبد على شيء مال عن غيره. والمذكور وفي قول المصنف ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين هو مقصود الحنيفية. ولبها المحقق وصفها الجامع للمعنيين معا. وهي دين الانبياء جميعا. فلا تختص بابراهيم عليه الصلاة والسلام واضيفت اليه في كلام المصنف تبعا لاضافتها له في القرآن الكريم. فان الملة المذكورة في القرآن الكريم من التوحيد والاقبال على الله سبحانه وتعالى وقع في مواضع منه اضافتها الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام دون غيره من الانبياء. فاقتفاه المصنف وغيره ممن يخبر عن الحقائق الشرعية مقدما ما جاء في خطاب الشرع واضيفت الملة التوحيدية الى ابراهيم دون غيره من الانبياء لامرين. واضيفت الملة التوحيدية والى ابراهيم دون غيره من الانبياء لامرين. احدهما ان الذين بعث فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم ان الذين بعث فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم يعرفون ابراهيم ويذكرون انهم من ذريته يعرفون ابراهيم ويذكرون انهم من ذريته ويزعمون انهم على دينه ويزعمون انهم على دينه فحقيق بهم ان يكونوا مثله حنفاء لله غير مشركين به. فحقيق بهم ان يكونوا مثل حنفاء لله غير مشركين به. والاخر ان الله جعل ابراهيم عليه الصلاة والسلام اماما لمن بعده من الانبياء. ان الله جعل ابراهيم عليه الصلاة والسلام اماما لمن بعده من الانبياء بخلاف سابقيه. بخلاف سابقيه فلم يجعل احدا منهم امام من بعده فلم يجعل احدا منهم اماما لمن بعده. ذكره ابو جعفر ابن جرير في تفسيره وعبادة الله لها معنيان في الشرع وعبادة الله لها معنيان في الشرع احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. امتثال خطاب الشرع بالحب والخضوع. والثاني خاص وهو التوحيد. والثاني خاص وهو التوحيد وعبر بالخضوع في بيان المعنى العام للعبادة دون الذل لامرين. وعبر بالخضوع في بيان المعنى العام دون الذل لامرين احدهما موافقة الخطاب الشرعي موافقة الخطاب الشرعي لان الخضوع مما يعبد الله به بخلاف الذل. لان الخضوع مما يعبد الله به بخلاف الذل. فالخضوع يكون دينيا شرعيا كونيا فالخضوع يكون دينيا شرعيا وكونيا قدريا. اما الذل فهو كونه قدري لا ديني شرعي. واما الذل فانه كوني قدري لا ديني شرعي يتقرب الى الله بالخضوع ويكون عبادة له. ولا يتقرب الى الله بالذل ولا يكون عبادة له وفي صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قضى الله الامر وفي السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله. وخضوع الملائكة بضربها اجنحتها من عبادتهم. وروى البيهقي في السنن الكبرى باسناد صحيح في قنوت عمر رضي الله الله عنه انه كان يقول ونؤمن بك ونخضع لك والاخر ان الذل ينطوي على الاجبار والقهر جامعا محذورين. والاخر ان الذل انطوي على الاجبار والقهر جامعا محذورين. الاول ان قلب الدليل فارغ من الاقبال بالتعظيم ان قلب الذليل فارغ من الاقبال بالتعظيم الذي هو حقيقة العبادة والثاني انه يتضمن نقصا لا يناسب مقام عبادة الله. انه يتضمن نقصا لا يناسب مقام عبادة الله المورثة كمال الحال. قال الله تعالى خاشعين من الذل وقال تعالى ترهقهم بلة. فالعبادة تجمع الحب والخضوع لا الحب والذل وفي ضبطها نظما انشدت وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما قطبان وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما قضبان كل قيد ما اتى في وحينا والذل قيد ما اتى في وحينا. والوحي قطعا اكمل والوحي قطعا اكمل التبيان. ويوجد في كلام جماعة من المحققين كابن تيمية الحفيد وتلميذيه ابن القيم وابن كثير التصريح بان العبادة تجمع الحب والخضوع وهو اولى بالتقديم في الخبر عن العبادة لما سبق. فتأله القلب بالعبادة اخبر عنه عند وغيرهم بجملتين فتأله القلب بالعبادة اخبر عنه عند هؤلاء وغيرهم بجملتين احداهما الحب والخضوع والاخرى الحب والذل. والمقدم منهما بالدليل الشرعي وخطاب اللسان العربي هو الحب والخضوع. ثم ذكر المصنف ان الناس جميعا مأمورون بعبادة الله التي هي مقصود الحنيفية ومخلوقون لاجلها والدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ودلالة اية على المسألتين من جهتين. ودلالة الاية على المسألتين من جهتين. احداهما صريح نصها المبين انهم مخلوقون للعبادة. احداهما صريح نصها المبين انهم مخلوقون للعبادة والاخرى لازم لفظها لازم لفظها المبين ان الناس مأمورون بها المبين ان الناس مأمورون بها لانهم مخلوقون لاجلها وعالم الجن وعالم الانس يجمعهما اسم الناس في اصح القولين. وعالم الجن وعالم والانس يجمعهما اسم الناس في اصح القولين فيندرجان في قول المصنف وبذلك امر الله جميع الناس لها فظهر بهذا الايضاح وجه دلالة الاية على المسألتين جميعا الامر بها والخلق لها الامر صريح نصها. والخلق فالخلق صريح نصها. والامر لازم لفظها وكون الناس مخلوقين للعبادة ومأمورين بها شيء مجمع عليه لا ينكره احد من اهل القبلة فالمسلمون مجمعون على ان الله عز وجل خلق الانس والجن لعبادته وامرهم بها. وفسر المصنف رحمه الله يعبدون بقوله يوحدون. وله وجهان وفسر المصنف قوله يعبدون بقوله يوحدون وله وجهان. احدهما انه من تفسير اللفظ باخص افراده تعظيما له انه من تفسير اللفظ باخص افراده تعظيما له. فاكد انواع العبادة واعظمها هو التوحيد. فاكد انواع العبادة واعظمها هو التوحيد. والاخر انه من تفسير اللفظ بما وضع له في خطاب الشر انه من تفسير اللفظ بما وضع له في خطاب الشرع. فالعبادة تطلق وفي الشرع ويراد بها التوحيد. فالعبادة تطلق في الشرع ويراد بها التوحيد كقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا اي وحدوه. قال ابن عباس رضي الله عنهما كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناها التوحيد قال ابن عباس رضي الله عنهما كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناها التوحيد ذكره البغوي في تفسيره والعبادة والتوحيد اصلان عظيمان. تتحقق صلتهما افتراقا واتفاقا بحسب المعنى المنظور اليه فلهما حالان الحال الاولى اتفاقهما اذا نظر الى ارادة التقرب. فالحال الاولى اتفاقهما اذا نظر والى ارادة التقرب اي قصد القلب الى العمل تقربا الى الله. اي قصد القلب الى العمل تقربا الى الله فيكونان حينئذ متحدين في المسمى. فيكونان حينئذ متحدين في المسمى. فكل عبادة يتقرب بها الى الله هي توحيد له. فكل عبادة يتقرب بها الى الله فهي توحيد له وهذا معنى قول المصنف في القواعد الاربع فاعلم ان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد. ومراده بذلك العبادة المأمور بها شرعا فانها لا تكون عبادة امر الله بها الا اذا كان صاحبها موحدا. والحال الثانية افتراقهما اذا نظر الى الاعمال المتقرب بها افتراقهما اذا نظر الى الاعمال المتقرب بها اي احاد العمل فالعبادة اعم فان كل ما يتقرب به الى الله عبادة. ومن جملة ما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى التوحيد وهو مختص بحقه سبحانه. فهذه هي الصلة بين التوحيد والعبادة يتفقان تارة ويفترقان تارة اخرى. فاتفاقهما في ارادة تقرب فان توجه القلب الى شيء ما يجمع العبادة والتوحيد. فيكونان حينئذ متحدين في مسماهما ولا يقال مترادفين. بل الصواب اسم الاتحاد في مسمى لانه ما من كلمة في لسان العرب الا وهي تنزع الى معنى تفارق بها غيرها وان شاركها في اصلها على ما هو معلوم عند فقهاء اللغة المتقنين لها ويفترقان تارة اخرى اذا نظر الى ما يتقرب به الى الله عز وجل. فالعبد يتقرب يتقرب الى ربه سبحانه وتعالى بتوحيده ويتقرب له بالصلاة ويتقرب له بالصلاة بالصيام. يتميز هذا المعنى اذا ذكرت حديث ابن عباس في الصحيحين في قصة بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ ابن جبل الى اليمن فانه قال له انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله. ثم قال فانهم اجابوك الى ذلك فاعلموا ان الله افترض عليهم خمس صلوات الحديث فانه ذكر انواع القرب مفرقة ومن جملتها توحيد الله عز وجل وذكره مقدما على غيره لانه المعظم من تلك القرب. ثم ذكر المصنف ان اعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك مع بيان حد التوحيد والشرك. لانه لما كانت الحنيفية مركبة من الاقبال على الله بالتوحيد ولازمه الميل عن ما سواه بالبراءة من الشرك احتيج الى معرفة حقيقة التوحيد والشرك والتوحيد له معنيان شرعا. والتوحيد له معنيان شرعا. احدهما عام وهو افراد الله بحقه. احدهما عام وهو افراد الله بحقه. وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والطلب وينشأ من هذين الحقين ان الواجب لله من التوحيد ثلاثة انواع وينشأ منها هذين الحقين ان الواجب لله من التوحيد ثلاثة انواع هي توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة. والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة. والمعنى الثاني هو معهود شرعا اي المراد عند ذكر التوحيد في الايات والاحاديث. ومن هنا اقتصر عليه المصنف وخصه بالذكر دون بقية انواعه. فقال التوحيد وهو افراد الله بالعبادة. اقتصارا على المعهود الشرعي فان التوحيد اذا اطلق في القرآن والسنة اريد به توحيد العبادة دون غيره. والشرك يطلق في الشرع على معنيين والشرك يطلق في الشرع على معنيين. احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره والثاني خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله والمعنى الثاني هو المعهود شرعا اي المراد اذا اطلق اسم الشرك في الايات والاحاديث. ولذلك اقتصر عليه المصنف فقال واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه. لان الشرك يطلق في خطاب الشرع ويراد به الشرك المتعلق بالعبادة. والعبادة اداة يعبر عنها كما تقدم بالدعاء. فقوله وهو دعوة غيره معه بمنزلة قولنا وهو عبادة غير الله معه وعدل عن حد وعدل في حد الشرك عن الصرف الى الجعل لامرين وعدل في حد الشرك عن الصرف الى الجعل لامرين احدهما موافقة الخطاب الشرعي. موافقة الخطاب الشرعي. فالجعل هو المستعمل في خطاب الشرع لبيان الشرك قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وفي حديث ابن مسعود المتفق عليه ان تجعل لله ندا وهو خلقك. فما اختير في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم هو اولى مما وقع في كلام الناس. والاخر ان الجعل يتضمن تأله القلب واقباله ان الجعل يتضمن تأله القلب واقباله. وهذا المعنى غير موجود في كلمة صرف فانها موضوعة لتحويل الشيء عن وجهه. فانها موضوعة لتحويل الشيء عن وجهه. دون ملاحظة تحول اليه دون ملاحظة المحول اليه ثم ذكر المصنف الدليل على ان اعظم ما امر الله به التوحيد وان اعظم ما نهى عنه الشرك وهو قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والاعظمية مستفادة من كون هذه الجملة هي صدر اية الحقوق العشرة. والاعظمية مستفادة من كون هذه الجملة هي صدر اية الحقوق العشرة وهي قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا واليتامى الى تمام الاية ودلالتها على اعظميتهما امرا ونهيا من وجهين ودلالتها على اعظميتهما امرا ونهيا من وجهين. احدهما ابتداء تلك الحقوق المعظمة بالامر بالعبادة ابتداء تلك الحقوق المعظمة بالامر بالعبادة. وحقيقتها التوحيد وبالنهي عن الشرك والاخر عطف ما بعدهما عليهما عطف ما بعدهما عليهما. لانه لا يبدأ الا بالاهم. لانه لا يبدأ الا بالاهم صرح به ابن قاسم العاصمي في حاشية ثلاثة الاصول والمح اليه المصنف في مسائل الترجمة الاولى من كتاب التوحيد. والمح اليه المصنف في للترجمة الاولى من كتاب التوحيد فانه قال فيه الحادية عشرة اية سورة النساء التي تسمى اية الحقوق العشرة. بدأها بقوله واعبدوا الله ولا تشركوا به انتهى كلامه فاقتصاره على المبدوء به عند ذكر اية الحقوق العشرة يراد به الاستدلال بهذا الوجه على اعظمية الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك. وهذا مما غمض على بعض هذا الكتاب فذهبوا الى ان هذه الاية ليس فيها الا الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك اذ قال الله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وان الاعظمية في الامر والنهي مستفادة من ادلة خارجية. وهذا غلط فالاية دالة على الامرين معا. فهي تدل على الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك. كما تدل على اعظمية الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك على الوجه الذي ذكرناه. نعم. قال المصنف رحمه الله فاذا قيل ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها؟ فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لما بين المصنف رحمه الله ان جميع الناس مخلوقون للعبادة ومأمورون بها ذكر انه يجب على الانسان معرفة اصول ثلاثة. هي معرفته ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم لانه لا يمكن القيام بالعبادة الا بمعرفة ثلاثة امور. نكملها بعد الاذان باذن الله لما بين المصنف رحمه الله ان جميع الناس مخلوقون للعبادة ومأمورون بها وانه يجب على الانسان معرفة اصول ثلاثة هي معرفته ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لانه لا يمكن القيام بالعبادة الا بمعرفة ثلاثة امور. لانه لا يمكن القيام بالعبادة الا بمعرفة ثلاثة امور. اولها معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة وهو الله عز وجل والثاني معرفة المبلغ عن المعبود. معرفة المبلغ عن المعبود. وهو والرسول صلى الله عليه وسلم والثالث معرفة كيفية العبادة. معرفة كيفية العبادة وهي الدين وهذه هي الاصول الثلاثة معرفة العبد ربه ونبيه ودينه. فالامر بها مندرج في امر بالعبادة فكل امر بالعبادة هو امر بها. لانه لا يمكن القيام بالعبادة المأمور بها الا بمعرفة من تجعل له العبادة وهذه هي معرفة الله وبمعرفة من يبلغ عن ذلك المعبود ما له من العبادة. وهذه هي معرفة النبي صلى الله عليه وسلم. ومعرفة العبادة التي اجعلوا لذلك المعبود وهي معرفة الدين. فاذا سئلت عن دليل الاصول الثلاثة الواردة في المصنف فقل كل الايات القرآنية والاحاديث النبوية الامرة بالعبادة هي مشتملة على الامر بالاصول الثلاثة. فمثلا اول امر في القرآن وهو قوله تعالى يا ايها الناس اسق اعبدوا ربكم هو دليل على الاصول الثلاثة. لان العبادة التي امرنا بها في هذه الاية لا يمكن امتثالها الا بان نعرف المعبود الذي تجعل له وهذه هي معرفة الله مع معرفة من يبلغنا عن المعبود ما له من العبادة اذ لا تستقل عقولنا بمعرفة ما له وهذه هي معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم مع معرفة الوضع الذي تكون عليه تلك العبادة وهذه هي معرفة فالاصول الثلاثة منتظمة في كل امر بعبادة الله عز وجل. وهذا اخر هذا المجلس استكملوا بقية الكتاب بعد صلاة العشاء باذن الله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين