السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائف رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلاقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى مسائل العلم وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الثاني من برنامج مهمات العلم في سنته ست وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها. لامام الدعوة الاصلاحية السلفية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله. المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف. وقد انتهى من البيان الى قوله رحمه الله فاذا قيل لك من ربك؟ نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في ثلاثة الاصول وادلتها. فاذا قيل لك ربك فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبودا سواه. والدليل قوله تعالى الحمد لرب العالمين وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم. فاذا قيل لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن ولا يراضون السبع ومن فيهن وما بينهما والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس وقوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن من كنتم اياه تعبدون وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشى الليل الى النار يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرة بامره. الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. والرب هو المعبود والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله وانتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة شرع المصنف رحمه الله يبين الاصل الاول من الاصول الثلاثة. وهو معرفة العبد ربه فقال فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته فالرب هو الله وربوبيته من تربيته الخلقا وربوبيته من وربوبيته من تربيته الخلق بنعمه الظاهرة والباطنة واذا كان الله مربيهم وله الربوبية عليهم فهو المستحق ان يكون معبود ولهذا قال المصنف بعد ذكر ربوبية الله الخلق وهو معبودي ليس لي معبود سواه ثم ذكر دليل الربوبية والالوهية فقال والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين. فالربوبية في قوله تعالى رب العالمين والالوهية في قوله تعالى الحمد لله فالحمد كائن له لانه المألوه المستحق للعبادة. فالحمد كائن له لانه المألوف المستحق للعبادة. ومن معرفة الله قدر يتعين على كل احد وما زاد على هذا القدر فالناس يتفاضلون فيه واصول معرفة الله الواجبة على كل احد اربعة. واصول معرفة الله واجبة على كل احد اربعة. اولها معرفة وجوده فيؤمن العبد بانه موجود. معرفة وجوده فيؤمن العبد بانه موجود تانيها معرفة ربوبيته. معرفة ربوبيته. فيؤمن العبد بانه رب كل شيء. فيؤمن العبد بانه رب كل شيء. وثالثها معرفة الوهيته معرفة الوهيته. فيؤمن العبد بانه هو الذي يعبد بحق وحده فيؤمن العبد بانه هو الذي يعبد بحق وحده. ورابعها معرفة اسمائه وصفاته معرفة اسمائه وصفاته. فيؤمن العبد بان لله اسماء حسنى. فيؤمن العبد بان لله اسماء حسنى وصفات علا وقول المصنف رحمه الله تفسيرا للعالمين. وكل ما سوى الله عالم هي مقالة تبعة فيها غيره من المتأخرين وحقيقتها اصطلاح جرى به لسان علماء الكلام فشاع وذاع ولا له في كلام العرب. فلا يوجد في كلام العرب اطلاق اسم العالمين على مجموع ما سوى الله سبحانه وتعالى. ومنشأه ان علماء الكلام رتبوا مقدمتين احداهما الله قديم والاخرى العالم حادث فانتجت المقدمتان ان كل ما سوى الله عالم تهيأ نتيجة عقلية لقاعدة منطقية لا مدخل لها في اللسان العربي فاسم العالم بلغة العرب يستعمل للدلالة على الافراد المتجانسة. فاسم العالم في لسان العرب تعمل للدلالة على الافراد المتجانسة. فيقال عالم الانس وعالم الجن وعالم الملائكة هلم جرا ومجموعها يسمى العالمين وما لا جنس له لا يندرج في هذا. وما لا جنس له لا يندرج في هذا كالعرش والكرسي الالهيين. كالعرش والكرسي الالهيين. والجنة والنار فالموجودات سوى الله نوعان. فالموجودات سوى الله نوعان. احدهما الافراد التي لا انظير لها من جنسها الافراد التي لا نظير لها من جنسها. فلا يشاركها غيرها في حقيقتها فلا يشاركها غيرها في حقيقتها. كالكرسي والعرش والجنة والنار والاخر الافراد المتجالسة اي المشتركة في جنس واحد. والاخر الافراد المتجانسة اي المشتركة في جنس واحد ويسمى مجموعها بالعالمين. ويسمى مجموعها بالعالمين كعالم الجن وعالم انسي وعالم الملائكة فلا يصح تفسير قوله تعالى رب العالمين بان كل ما سوى الله عالم لانه اصطلاح حادث والقرآن لا يفسر بالمصطلح الحادث. واحسن من عبر بعبارة وافية من متأخر المفسرين احد علماء الحنابلة في تفسير طبع باخرة فانه لما جاء الى ذكر العالمين قال اصناف الخلائق اي الخلائق ذوات الاصناف مما له جنس يجمعه. كالذي مثلنا من الملائكة والانس والجن وما الا صنف له فلا يدخل في العالمين. لانه مستقل بنفسه. كالاعيان المذكورة انفا من العرش والكرسي والجنة والنار فهي افراد فذة من المخلوقات. ثم كسب المصنف عن الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل وهو شيئان. ثم كشف المصنف عن الدليل المرشد الى معرفة الله عز وجل وهو شيئان. احدهما التفكر في اياته الكونية التفكر في اياته الكونية. والاخر التدبر في اياته الشرعية. والاخر التدبر في اياته الشرعية وهما مذكوران في قول المصنف باياته وهما مذكوران في قول المصنف باياته لان الايات في خطاب الشرع لها معنيان ان لان الايات في خطاب الشرع لها معنيان احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات. احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات. والاخر الايات الشرعية والاخر الايات الشرعية وهو ما انزله الله من الوحي على رسله. وهي ما انزله الله من الوحي على انصره فيكون العطف في قول المصنف باياته ومخلوقاته من عطف الخاص على العام لان المخلوقات بعض الايات. فالايات الكونية تسمى مخلوقات والامثلة التي ساقها المصنف للايات تقوي ارادته قصر الايات التي يحصل بها معرفة الرب على الايات الكونية. والامثلة التي ساقها المصنف تقوي ارادته فصل الايات التي تحصل بها معرفة الرب في الايات الكونية. ووجه تخصيصها بالذكر امران ووجه تخصيصها اي تخصيص الايات الكونية بالذكر امران. احدهما ان الايات الكونية على الله عز وجل اظهروا اجلى. احدهما ان دلالة الايات الكونية على الله اظهر واجلى. وهي المقصود اثباته في هذه الجملة فان الربوبية طريق الالوهية والاخر عموم معرفة الايات الكونية. عموم معرفة الايات الكونية. فيشترك في معرفة المؤمن والكافر عموم معرفة الايات الكونية فيشترك في معرفتها المؤمن والكافر. لانها ظاهرة قاهرة. لان انها ظاهرة طاهرة. وقد ذكر المصنف ان من ايات الله الليل والنهار والشمس والقمر وان من مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبعة ومن فيهن وما والليل والنهار والشمس والقمر والسماوات السبع والاراضون السبع وما فيهن وما كلها تدخل في جملة الايات الكونية. وتسمى مخلوقات. كلها تدخل في جملة الايات الكونية وتسمى مخلوقات لكن المصنف جعل الايات اسما لبعضها وجعل المخلوقات اسما لبعضها. فجعل الايات اسما لليل والنهار والشمس والقمر. وجعل المخلوقات اسما للسماوات السبع والاراضين السبع وما بينهما وما فيهن ومنشأ هذا موافقة اكثر استياق القرآن. ومنشأ هذا موافقة اكثر السياق القرآني فان جل ما يخبر به في القرآن عن الشمس والقمر والليل والنهار هو وصفهن بالايات. واما السماوات السبع والاراضون السبع وما فيهن وما بينهما فان جل ما يخبر عنه في القرآن وصفهن بالمخلوقات فالمصنف رحمه الله مكتف في الوصف الذي اختاره في التفريق ما ورد في القرآن الكريم والداعي اليه في القرآن الكريم هو متابعة الوضع اللغوي في لسان العرب. والداعي له في القرآن الكريم هو متابعة الوضع اللغوي في اللسان العرب فان الاية في كلامهم اسم للعلامة. فان الاية في كلامهم اسم علامة والليل والنهار والشمس والقمر علامات ظاهرة. فان الليل فان النهار يشرق بانفجار الفجر ثم اشراق الشمس ثم يتقاصر حتى يذهب فيتبعه الليل والشمس تبدو في النهار والقمر يبدو في الليل. فهن علامات بارزات قلنا اسم الاية فوصفنا في خطاب الشرع بالايات. واما السماوات السبع ارادونا السبع وما فيهن وما بينهما فان مردها في الوضع اللغوي الى الخلق ومعناه التقدير وهن مقدرات على هذه الصورة وهن مقدرات على هذه السورة لا يتغيرن بحال فان السماء التي نراها هنا هي السماء التي نراها في مكان اخر. والارض التي نمشي عليها هي الارض التي نمشي عليها في بمقام اخر وما تعلق بهما من المخلوقات هو كائن على تلك الصفة. ففرق وبينهما في القرآن الكريم بملاحظة الوضع اللغوي لاسم الاية والخلق. فاسم الاية في الوضع انسب لليل والنهار والشمس والقمر واسم الخلق في الوضع اللغوي انسب للسماوات والارض وذكر المصنف الدليل من القرآن على الايات والمخلوقات وهو ثلاث ايات. اولاها قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس. وثانيتها قوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر الاية. وثالثتها قوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا الاية. ومعنى يغشي يغطي ومعنى يغشي يغطي وحثيثا سريعا ومسخرات مدللات ثم بين المصنف رحمه الله ان الرب هو المستحق للعبادة بعد ذكره الدليل المرشد الى معرفة الله معنى قوله والرب هو المعبود والرب هو المستحق ان يكون معبودا. فمعنى قوله والرب هو المعبود والرب هو المستحق ان يكون معبودا. للامر بالعبادة في قوله تعالى اعبدوا ربكم مع ذكر موجب الاستحقاق وهو التفرد بالربوبية. في قوله الذي خلقكم الذين من قبل الى تمام الاية والتي تليها. فالاقرار بالربوبية يستلزم الاقرار بالالوهية بينه ابن كثير في تفسيره عند هذه الاية وذكره عنه المصنف بمعناه. فمقصود المصنف هنا بيان استحقاق الله للعبادة. فبيان فمقصود المصنف هنا بيان استحقاق الله للعبادة. وان موجب الاستحقاق كونه ربا. ومن كان ربا وجب ان يكون معبودا. وليس كلامه تيسيرا للرب فلا يريد بقوله والرب هو المعبود اي ان معنى الرب هو المعبود فليس المعبود مما الرب في الوضع اللغوي في اصح قولي اهل اللغة. نعم. قال المصنف رحمه الله وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية الانابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من انواع العبادة التي امر الله بها كلها لله تعالى والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر. والدليل قوله تعالى ومن يدع مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. لما قرر المصنف رحمه الله وجوب عبادة الله علينا واستحقاقه لها بما له من الالوهية شرع يبين حقيقة العبادة بالارشاد الى انواعها شرع يبين حقيقة العبادة بالارشاد الى انواعها. لان الافراد المندرجة تحت اصل كلي تبينه وتدل عليه. لان الافراد المندرجة تحت اصل تبينه وتدل عليه. فذكر انواعا من العبادة المأمور بها اجمالا وتفصيلا. فاجمالها في الايمان والاسلام والاحسان. وتفصيلها في الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة الى اخر ذكر وبين ان تلك الانواع كلها لله عز وجل. والدليل قوله تعالى وان مساجد لله الاية. ودلالة الاية على ذلك من وجهين ودلالة الاية على ذلك من وجهين احدهما في قوله وان المساجد لله احدهما في قوله وان المساجد لله فمدار المنقول فيها على اختلافه فما دار المنقول فيها على اختلافه يرجع الى العبادة والخضوع والاجلال. يرجع الى الخضوع والعبادة والاجلال. انها كلها لله وحده اخر في قوله فلا تدعوا مع الله احد. والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا. وهو نهي عن عبادة غير الله. فالدعاء يقع اسما للعبادة كما تقدم فمعنى الاية اعبدوا الله ولا تعبدوا معه احدا فمعنى الاية اعبدوا الله ولا تعبدوا معه احدا والجمع بين الاثبات والنفي ابلغ الحصر لما يذكر معه فهو من ابلغ ما يفيد ان العبادة كلها لله وحده لانها اثبتها له في قوله وان المساجد لله ثم نفاها عن غيره فقال فلا تدعوا مع الله احدا وصارت العبادة كلها لله وحده. ثم ذكر المصنف ان من صرف شيئا من العباد ذات من غير الله فهو مشرك كافر استدل باية سورة المؤمنون ووجه دلالة الاية على ما ذكر مركب من امرين ووجه دلالة الاية على ما ذكر مركب من امرين احدهما ذكر فعل متوعد عليه ذكر فعل متوعد عليه في قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر ترى لا برهان له به في قوله ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به. والفعل المذكور فيها هو عبادة غير الله والفعل المذكور فيها هو عبادة غير الله. واشير اليه بالدعاء. فتقدير الكلام ومن يعبد مع الله الها اخر. فتقدير الكلام ومن يعبد مع الله الها اخر. ومعنى قوله لا برهان له به لا حجة له به ولا بينة عنده على الوهيته ومعنى لا برهان له به لا حجة له به ولا بينة عنده على الوهيته. وهذا قيد ملازم كل من دعا غير الله. وهذا قيد ملازم كل من دعا غير الله. فانه يدعو الها خاليا عن برهان يدل على الوهيته. فانه يدعو الها خاليا عن برهان يدل على الوهيته. والاخر توعده بالحساب مع بيان المآل توعده بالحساب مع بيان المآل في قوله فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون فتوعده بالحساب تهديد له. فتوعده بالحساب تهديد له هو كفر لانه اشير الى مصيره بعد حسابه لقوله تعالى انه ايفلح الكافرون؟ فالفعل المذكور من الشرك اوجب لصاحبه الكفر. فالفعل من الشرك اوجب لصاحبه الكفر. فجعل شيء من العبادة لغير الله شرك وهو كائن كفرا لان الكفر يكون بالشرك وبغيره. نعم قال المصنف رحمه الله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان في ناس تكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. ودليل الخوف قوله تعالى اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. ودليل الرجاء قوله تعالى فمن من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعباده ربه احدا ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقوله الا ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى سارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوا واخشوني ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له. الاية ودليل الاستعانة قول تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله. ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقوله تعالى قل اعوذ برب الناس ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم ربكم فاستجاب لكم ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله. ودليل النذر قوله تعالى نبي النذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا. شرع المصنف رحمه الله يورد انواع من العبادة فذكر اربع عشرة عبادة يتقرب بها الى الله. وقرنها لما يدل عليها فكل عبادة مذكورة في كلام المصنف اقترن بها ما يدل على كونها عبادة بوجه من الوجوه. لانه اذا لم يقم دليل على كون الشيء عبادة فانه لا يتعبد الله عز وجل به. ومجموع الادلة ستة عشر دليلا. اربع عشرة اية وحديثان حديث اذا استعنت فاستعن بالله وهو عند الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنه هما باسناد حسن وحديث لعن الله من ذبح لغير الله. رواه مسلم من حديث علي رضي الله عنه وابتدأ المصنف العبادات الاربع عشرة بالدعاء. وجعل الحديث الذي ذكره كالترجمة له فقوله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة شروع في جملة جديدة من فقوله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة فروع في جملة جديدة من الكلام. وليس دليلا اخر للمسألة السابقة. فالتقدير قياسا على نظائره المتقدمة نظائره الاتية. ودليل دعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني الاية ووجه عدول المصنف في الاشارة من الدعاء عن جادته في نظائره من العبادات المذكورة معه هو رعاية مقامه فلما للدعاء من مقام عظيم ومنزلة جليلة في العبادة عبر عنه المصنف بحديث كن فيه مضاعف رواه الترمذي. مقتديا بغيره من الائمة. فان البخاري رحمه الله يفعل هذا فربما ترجم على مقصوده بحديث نبوي ضعيف. والكلام الذي ترعى فيه المصنف يبينه هو في بيان جملة من العبادات رأسها الدعاء فتقدير الكلام عنده على ما سبق ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. ودعاء الله شرعا له معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والذل. احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والذل. فيشمل جميع افراد العبادة فيشمل جميع افراد العبادة. لان العبادة تطلق ويراد لان ايطلق ويراد به العبادة كلها. ويسمى هذا دعاء العبادة. ويسمى اداء دعاء العبادة. والصلاة مثلا دعاء والزكاة مثلا دعاء والحج مثلا دعاء لان مما يرجع الى اسم العبادة فيشمله الدعاء على هذا المعنى. والاخر خاص وهو طلب العبد من ربه وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه. طلب العبد من وبه حصول ما ينفعه ودوامه. او دفع ما يضره ورفعه. او دفع ما يضر ورفعه ويسمى دعاء المسألة. ويسمى دعاء المسألة ومعنى داخلين في الاية صاغرين اذلين. ومعنى داخلين في الاية صاغرين فذلين والعبادة الثانية هي الخوف والدليل قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين وخوف الله شرعا هو فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا. فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا والعبادة الثالثة هي الرجاء. والدليل قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا الاية ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل مع بذل الجهد وحسن التوكل والعبادة الرابعة هي التوكل والدليل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه. هو اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه ومعنى حسبه في الاية الثانية كافيه ومعنى حسبه في الاية الثانية كافيه طيب لو قيل في حقيقة التوكل اين بذل الاسباب؟ لماذا لم نقل اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه ما الجواب؟ ها احمد لان بذل الاسباب شرط للتوكل وشرط الشيء خارج عن حقيقته. بمنزلة ما من شروط الصلاة وحقيقتها. فانكم تعقلون ان الصلاة اقوال وافعال مبدوءة بالتكبير ومختتمة بالتسليم والصلاة لها شروط لكن تلك الشروط من رفع الحدث وازالة النجاسة وغيرها لا تدخل في الحقيقة فهي خارجة عنه ومن هذا الجنس تعلق اتخاذ الاسباب وبذلها بالتوكل فانها شرط له وليست من جملة حقيقته. والعبادة الخامسة هي الرغبة. والعبادة السادسة هي الرهبة والعبادة هي الخشوع والدليل قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين وقرن المصنف بينهن لاشتراكهن في الدليل. وقرن المصنف بينهن اشتراكهن في الدليل والرغبة الى الله شرعا هي ارادة مرضات الله هي ارادة مرضاة الله في الوصول الى المقصود ارادة مرضات الله في الوصول الى المقصود محبة له ورجاء. محبة له ورجاء والرهبة من الله شرعا هي فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه هي فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه. والخشوع لله شرعا هو فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له هو فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له. والعبادة الثامنة هي الخشية والدليل قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني وخشية الله شرعا هي فرار الى الله ذعرا وفزعا مع العلم به وبامره الله هي فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع العلم به وبامره. والعبادة التاسعة هي الانابة والدليل قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له. والانابة الى الله شرعا هي رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء. هي رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء والعبادة العاشرة هي الاستعانة. والدليل قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي الحديث اذا استعنت فاستعن والاستعانة بالله شرعا هي طلب العون من الله في الوصول الى المقصود. طلب العون من في الوصول الى المقصود والعون هو المساعدة والعون هو المساعدة والعبادة الحادية عشرة هي الاستعاذة والدليل قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقوله قل اعوذ برب الناس والاستعاذة بالله شرعا هي طلب العوذ من الله عند ورود المخوف طلب العوذ من الله عند ورود المخوف. والعوذ الالتجاء والعوذ هو الالتجاء ومعنى الفلق في الاية الاولى الصبح ومعنى الفلق في الاية الاولى الصبح. والعبادة الثانية عشرة هي الاستغاثة والدليل قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. والاستغاثة بالله شرعا هي طلب الغوث من الله هي طلب الغوث من الله عند ورود الضار. طلب الغوث من الله عند ورود الضرر والغوث هو المساعدة في الشدة. والغوث هو المساعدة في الشدة. والعبادة الثالثة عشرة هي الذبح والدليل قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ومن السنة قوله الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله والذبح لله شرعا هو ايش ها يا عبد الله طيب ليش ما هو بسفك الدم نعم والذبح لله شرعا هو قطع الحلقوم والمريء. قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة معلومة. قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام تقربا لله على صفة معلومة وتفسيره بسفك الدم من تفسير اللفظ بلازمه وتفسيره بسفك الدم من تفسير اللفظ بلازمه. واللفظ يفسر بما وضع له لا باللازم. لان سفك الدم قد يكون من غير جهة الذبح. فان احدكم لو ضرب بسكين معدة الذبح جانب بهيمة الانعام لخرج منها دم كثير. ولا تسمي العرب هذا ذبحا ولا يعد كذلك في الشرع فاسم الذبح في كلام العرب يختص بمباشرة الة الذبح للحلقوم والمريء. ثم جاء في الشرع ببهيمة الانعام. فان المذبوح المتقرب به في الشرع في مواضع قرابين الذبائح هو بهيمة الانعام من الابل والبقر والغنم. وبها اختصت الذبائح الشرعية كالهدي والاضحية والعقيقة. وما عداها لا يتقرب بذبحها. بل بلحمها وريشها صدقة او هدية فاذا ذبح العبد بطة او دجاجة او غيرهما لم يكن موقعا الذبح لله لاختصاص عبادة الذبح لله ببهيمة الانعام وهذا من جنس ما يكون من فعل الركوع منفردا عن الصلاة او السعي منفردا عن الطواف فان المرء لو قام فتنفل بركوعه دون صلاة لم تكن هذه عبادة لله. وكذا لو اوسع بين الصفا والمروة في غير عمرة ولا حج فانه لا يكون عبادة لله فلا يتقرب بها ومن هذا الجنس انه لا يتقرب في الذبح بغير بهيمة الانعام. فمن اراد ان يتقرب الى الله بهذه العبادة فيوقعها على الوجه المرضي عند الله اختار قربانه من بهيمة الانعام. ومن ذبح لغير الله شيئا لا يتقرب الى الله بذبحه فقد كفروا لارادته التقرب لغير الله فلو قدر ان احدا ذبح بطة او دجاجة لقبر او صنم تقربا اليه فهذا كفر وان كانت هذه لا تقبل عبادة لله. لما اراده من التقرب الى ذلك المعظم عنده بالذبح وجعل ذبيحته هذه. اما في الشرع فاذا اراد ان يتقرب الى الله بذبح تقرب اليه ببهيمة الانعام وقولنا على صفة معلومة اي مبينة شرعا بالشروط المذكورة عند الفقهاء العبادة الرابعة عشرة هي النذر والدليل قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا والنذر لله شرعا يقع على معنيين والنذر لله شرعا يقع على معنيين احدهما عام وهو الزام العبد نفسه امتثال خطاب الشر الزام العبد نفسه امتثال خطاب الشرع اي الالتزام بدين الاسلام اي الالتزام بدين الاسلام. والاخر خاص وهو الزام العبد نفسه لله وهو الزام العبد نفسه لله نفلة ان معينا غير معلق. الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق وهذا الحد الشرعي للنذر في معناه الخاص يتحقق معه كونه عبادة وفق القيود المذكورة فقولنا نفلا خرج به الفرض. لانه لازم للعبد اصالة فقولنا نفلا خرج به الفرض لانه لازم للعبد اصالة وقولنا معينا خرج المبهم لان الابهام لا يتحقق فيه النذر بل تلزم فيه الكفار. فلو قال امرئ لله علي نذر ولم يعينه لم تقع به قربة. وعليه كفارة الندم وقولنا غير معلق خرج به ما كان على وجه العوظ والمقابلة. وقولنا غير معلق خرج به ما كان على وجه العوظ والمقابلة مما ينذره العبد في مقابلة ما ايريده من الله مما ينذره العبد في مقابلة ما يريده من الله. كأن يقول لله علي ان شفا مريضا ان اصوم ثلاثة ايام. كأن يقول لله علي ان شفى مريضي ان اصوم ثلاثة ايام. فهذا لا قربة لانه وقع على وجه العوض والمقابلة. وهذا فصل الخطاب في عقد النذر. هل هو مطلوبة ام لا؟ فيتحقق كونه عبادة اذا وكان واقعا عن النعت الذي ذكرناه من نفلا معينا غير معلق. فاذا اجتمعت فيه هذه الاوصاف الثلاثة صار عبادة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. نعم. قال المصنف رحمه الله الاصل الثاني معرفة دين الاسلام الادلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله. وهو ثلاث مراتب الاسلام هو الايمان والاحسان لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الاول اتبعه ببيان الاصل الثاني من الاصول الثلاثة ومعرفة العبد دين الاسلام بالادلة وتعليقها بالادلة لا يخالف عموم طلب الادلة المعارف الثلاثة فهو من ذكر الحكم العام مع بعض افراده. فهو من ذكر الحكم العام مع بعض افرادك لامر اقتضى. فانه لما كانت معرفة الاسلام اكثرها مسائل ناس اعادة ذكر الادلة معها. والدين يطلق في الشرع على معنيين الدين يطلق في الشرع على معنيين احدهما عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته. احدهما عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته والاخر خاص وهو التوحيد. والاخر خاص وهو التوحيد والاسلام الشرعي له اطلاقان والاسلام الشرعي له اطلاقان. احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة هو البراءة والخلوص من الشرك واهله وهو استسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة. والبراءة والخلوص من الشرك واهله. وحقيقته هي الاستسلام لله بالتوحيد. فالجملتان الآتيتان بعده من الانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله هما من جملة الاستسلام لله. فان العبد اذا استسلم لله له بالطاعة وبرئ من الشرك واهله. لكن صرحا بهما اعتناء بهما والاخر خاص وله معنيان ايضا والاخر خاص وله معنيان ايضا. الاول دين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم. الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما بني الاسلام على خمس فالمراد به الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. وحقيقته شرعا استسلام الباطن والظاهر لله. استسلام الباطن والظاهر لله هدى له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. تعبدا له بالشر المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. على ما المشاهدة او المراقبة. استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. والثاني الاعمال الظاهرة الاعمال الظاهرة فانها تسمى اسلاما. فانها تسمى اسلاما. وهذا هو المقصود اذا الاسلام بالايمان والاحسان. وهذا هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان والاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم له ثلاث مراتب كما ذكر المصنف والاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم له ثلاث مراتب كما ذكر المصنف اولها مرتبة الاعمال الظاهرة وتسمى الاسلام الاولى مرتبة الاعمال الظاهرة وتسمى الاسلام. والثانية مرتبة الاعتقادات الباطنة وتسمى الايمان مرتبة الاعتقادات الباطنة وتسمى الايمان وثالثها مرتبة اتقانهما وتسمى الاحسان. مرتبة اتقانهما وتسمى الاحسان ومن اهم مهمات الديانة معرفة الواجب عليك في هذه المراتب في ايمانك واسلامك احسانك والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول. فالاصل الاول الاعتقاد فالاصل الاول الاعتقاد. والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه. وجماعه اركان الايمان الستة التي ستأتي وجماعه اركان الايمان الستة التي ستأتي والحق من اعتقاد ما جاء في الشرع. والحق من الاعتقاد ما جاء في الشرع والاصل الثاني الفعل والاصل الثاني الفعل. والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية باطنا وظاهرا للشرع امرا وحلا باطنا وظاهرا للشرع امرا وحلا. والحركات الاختيارية ما صدر عن ارادة وقصد والحركات الاختيارية ما صدر عن ارادة وقصد من العبد ظاهرا او باطنا والامر الفرض والنفل والامر الفظ والنفل والحل الحلال المأذون فيه. والحل الحلال المادون فيه. فينبغي ان تكون افعال العبد الظاهرة والباطنة دائرة بين الامر والحي فاما ان تكون من جنس المأمور به من فرض او ونافل او من جنس الحل المأذون فيه شرعا. وفعل العبد نوعان وفعل العبد نوعان احدهما فعله مع ربه احدهما فعله مع ربه. وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له. كالصلاة والزكاة والصيام والحج كالصلاة والصيام والزكاة والحج وتوابعها من الشروط والاركان والواجبات والمبطلات والاخر فعله مع الخلق فعله مع الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة معهم كافة. وجماعه احكام احكام المعاشرة والمعاملة معهم كافة. والاصل الثالث الترك والاصل الثالث الترك. والواجب فيه موافقة ترك العبد واجتنابه مرضاة الله. والواجب فيه موافقة ترك العبد واجتنابه مرضاة الله وجماعه علم المحرمات الخمس التي اتفقت عليها الانبياء. وجماعه علم المحرمات الخمس التي اتفقت عليها الانبياء وهي الفواحش والاثم والبغي والشرك. وهي الفواحش والاثم والبغي والشير. والقول على الله بغير علم والقول على الله بغير علم وما يرجع الى هذه ويتصل بها وما يرجع الى هذه ويتصل بها فهذه الاصول الثلاثة من الاعتقاد والفعل والترك تبين ما يجب عليك من الاسلام والايمان والاحسان. وتفصيل ما يجب من هذه الاصول الثلاثة الاعتقاد والفعل والترك لا ضبطه لاختلاف الناس في اسباب العلم الواجب ذكره ابن القيم في مفتاح دار السعادة. واحسن ما قيل في بيان العلم الواجب هو ان كل ما وجب عليك من العمل وجب عليك تعلمه قبل ادائه. ان ما وجب عليك من العمل وجب عليك تعلمه قبل ادائه. ذكره الاجري بي طلب العلم وابن القيم في مفتاح دار السعادة والقرافي في الفروق. وهذه المسألة التي ذكرناها مما يجب على العبد في الاسلام والايمان والاحسان مسألة جليلة ومع جلالتها لم يحققها كما ينبغي فيمن علمت سوى ابن القيم في مفتاح دار السعادة. وهي تفتح ابواب مشرعة للبيب الفطن في فهم ما يراد من الخلق في اسلامهم وايمانهم واحسانهم. فتبين له مواقع الخطاب الشرعي خبرا وطلبا. نعم قال المصنف رحمه الله تعالى وكل مرتبة لها اركان فاركان الاسلام خمسة والدليل من السنة حديث ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادات ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. وقوله تعالى ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. ودليل الشهادة قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. ومعناها لا معبود بحق الا الله. لا اله نافيا جميع ما يعبد من دون الله الا الله مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته. كما انه لا شريك له في ملكه وتفسير الذي يوضحها قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني الاية وقوله قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. ودليل الشهادة ان محمدا رسول الله قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف الرحيم ومعنا شهادة ان محمدا رسول الله طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر واجتناب ما عنه نهى وزجر لا يعبد الله الا بما شرع. ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين ان له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. وذلك دين القيمة. ودليل الصيام قوله تعالى يا ايها الذين الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ودليل الحج قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني عن العالمين لما بين المصنف رحمه الله مراتب الدين الثلاث ذكر ان كل مرتبة لها اركان. وابتدأ بذكر اركان اركان الاسلام فقال فاركان الاسلام خمسة. وهي المذكورة في حديث ابن عمر المتفق عليه الذي اورده ثم قال المصنف بعد بيانه حقيقة دين الاسلام ومراتبه واركانه والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام اي الدليل على ان الدين الذي يجب اتباعه هو الاسلام قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام اي الدليل على ان الدين الذي يجب اتباعه هو دين الاسلام قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين والايتان تتعلقان بالاسلام بمعناه العام والايتان تتعلقان بالاسلام بمعناه العام. ويصح الاستدلال بهما على ارادة الخاص كما فعل المصنف ويصح الاستدلال بهما على ارادة المعنى الخاص كما فعل المصنف لاندراجه فيه وكونه فضلا من افراده اندراجه فيه وكونه فردا من افراده. فالاسلام بالمعنى الخاص هو الدين الذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم وهو مندرج في جملة المعنى العام للاسلام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له الطاعة والبراءة والخروج من الشرك واهله فان من دان بالدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حقق الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله. ثم سرد المصنف اركان الاسلام مقرونة بادلتها فالركن الاول شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فالشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. فالشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. ودليل شهادة ان لا اله الا الله وقوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو. الاية ودليل شهادة ان محمدا رسول الله هو قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم الاية. ومعنى قوله عزيز عليه ما عنتم ان يعز عليه ما يشق عليكم اي يعز عليه ما يشق عليكم. فالعنة هو المشقة والركن الثاني الصلاة والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي صلاة اليوم والليلة. وهي الصلوات الخمس. والصلاة التي هي ركن من اركان اركان الاسلام هي صلاة اليوم والليلة وهي الصلوات الخمس. والركن الثالث الزكاة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام في ايش اي زكاة ما الجواب ها يا عبدالرحمن احسنت هي الزكاة المفروضة المعينة في اموال هي الزكاة المفروظة المعينة في الاموال تندرج في هذا زكاة الفطر ام لا تندرج لا لان الزكاة الفطر وان كانت واجبة فليست من جملة الزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام. ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الاية. ومعنى قوله فيها وذلك دين القيم اي دين الكتب القيمة. اي دين الكتب القيمة. وهي المستقيمة المنزلة على وهي المستقيمة المنزلة على الانبياء وهو دين الاسلام وذكر المصنف تفسير التوحيد استطرادا اعتناء بمقامه والا كالاستدلال في سياق اركان الاسلام والركن الرابع الصوم. والصوم الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم رمضان فقط ولا فيه زيادة ها تاني صوم رمضان في كل سنة صوم رمضان في كل سنة. والدليل قوله ودليل الصيام قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب الصيام الاية والركن الخامس الحج والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج الفرض الى بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة. هو حج بيت الله الحرام بالعمر مرة واحدة. ودليل الحج قوله تعالى ولله على الناس حج البيت الاية. فما خرج عما ذكر مما يرجع الى احد من الاركان فانه ليس من جملة الركن وان كان واجبا. كزكاة فطر او نذر الصيام او نذر الحج فان هؤلاء وان كنا محكوما عليهن بالوجوب لكنهن لا يدخلن في جملة ما يتعلق بهن من الاركان. واقتصر المصنف على بيانه حقيقة الركنين الاول ببيان معناهما لشدة الحاجة اليهما وكثرة المخالف فيهما فبين ان قول لا اله الا الله جامع بين النفي والاثبات. نفي جميع ما يعبد من دون الله. واثبات العبادة لله وحده. ويبين نفيها قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدوا ويبينوا اثباتها قوله تعالى في الاية الا الذي فطرني وهما معا في قوله قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الاية. وقول المصنف في معنى شهادة ان محمد رسول الله والا يعبد الله الا بما شرع. يعود الضمير المستتر فيه الى الاسم الاحسن الله فتقدير الكلام والا يعبد الله الا بما شرعه الله. والا يعبد الله الا بما شرع الله لان الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له حق الشرع. فهو حق خاص لا يكون للنبي ولا لغيره. فلا يقال قال الشارع على ارادة غير الله. ولا يقال للنبي صلى الله عليه وسلم انه المشرع. ولا يجوز اطلاق اسم المجلس التشريعي على مجلس او المجلس النيابي لان هذا مشاحة لله في حق متمحض له وهو التشريع والدليل على اختصاص نسبة الشرع بالله امران. والدليل على اختصاص نسبة الشرع بالله امران احدهما ان فعل الشرع لم يأتي مضافا في القرآن والسنة الا الى الله ان فعل الشرع لم يأتي مضافا في القرآن والسنة الى الله. فلما شاع اضطراده فيهما على هذا النحو تحقق ان المقصود جعل هذا الحق لله وحده. والاخر انه لم يوجد في كلام احد من الصحابة رضي الله عنهم انه قال شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم بل قالوا فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهما فرق فان التشريع وضع ما يتقرب به الى الله وبينهما فرق فان التشريع وضع ما يتقرب به الى الله. واما فرضه وسنه صلى الله عليه وسلم فهو بيان ما يبلغ به الشرع فهو بيان لما يبلغ به الشرع فان صلى الله عليه وسلم البلاغ. وكان مما ارتأه من بعض اولي الامر في هذه البلاد تشكيل لجنة في مجلس الوزراء باسم اللجنة التشريعية فكتب شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى اليهم بان هذه التسمية لا تجوز لان التشريع لله وحده اعود الى بحمد الله عن هذا الاسم وهو مهجور في هذه البلاد غير مستعمل فيها الا في حق الله سبحانه وتعالى واشرت الى هذا المقام بقول والشرع حق الله دون رسوله بالنص اثبت لا بقول فلان اوما رأيت الله حين اشاده ما جاء في الايات ذكر الثاني. وجميع صحب محمد لم يخبروا شرع وشاهدي برهان. نعم. قال المصنف رحمه الله المرتبة الثانية الايمان وهو بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. والحياء شعبة من الايمان واركانه ستة. ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره كله من الله. والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس للمرأة تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان اركان الاسلام وهو المرتبة الاولى من مراتب الدين ذكر اركان الايمان وهو المرتبة الثانية منها والايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم. احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فانه يسمى ايمانا. وحقيقته شرعا التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله تعبدا له بالشرع المنزل التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله تعبدا له بالشرع المنزل. على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة فانها تسمى ايمانا. والاخر خاص وهو الاعتقادات باطنة فانها تسمى ايمانا. وهذا هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان وهذا هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان وللايمان شعب كثيرة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. واختلف في عدد شعب الايمان لاختلاف لفظ الصحيحين في الحديث الوارد فوقع عند البخاري الايمان بضع وستون ووقع عند مسلم الايمان بضع وسبعون. وفي رواية اخرى له الايمان بضع وستون او وسبعون شعبة. والمحفوظ فيه لفظ البخاري. الايمان بضع وستون شعبة وشعب الايمان هي هي اجزاؤه وخصاله الجامعة له. وشعب الايمان هي خصاله واجزاؤه الجامعة له. ومنها قولي كقول لا اله الا الله وعملي كاماطة الاذى عن الطريق وقلبي كالحياء. وجمعت هذه الانواع الثلاثة في الحديث المذكور. واركان الايمان مكة وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر شره وقدره الايتان المذكورتان في كلام المصنف دالتان بمجموعهما على اركان الايمان الستة ما ينبغي تعلمه في اركان الايمان الستة ومعرفة القدر الواجب المجزئ من الايمان بكل ركن منها مما هو واجب على العبد ابتداء ولا يسعه جهله وهذه قالت مع جلالتها يقل من ينبه اليها. واستقراء ادلة الشرع يبين ان من الايمان قدرا واجبا لا يصح دين العبد الا به في الايمان بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. وسيأتي بيان كل في محله فالقدر الواجب المجزئ من الايمان بالله الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة فالقدر واجب المجزئ من الايمان بالله هو الايمان بوجوده ربا موجودا مستحقا للعبادة هو الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى. الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى صفات العلا والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالملائكة هو الايمان بانهم خلق من خلق الله هو الايمان بانهم خلق من خلق الله وان منهم من ينزل وحي على الانبياء بامر الله هو الايمان بانهم خلق من خلق الله وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالكتب هو الايمان بان الله انزل على من شاء من الرسل هو الايمان بان الله انزل على من شاء من الرسل كتبا هي كلامه عز وجل. الايمان بان الله انزل على من شاء من الرسل كتبا هي كلامه عز وجل. ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه. وكلها منسوخة بالقرآن. وكل منسوخة بالقرآن والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالرسل قوى الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم ليأمروهم بعبادة الله هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم ليأمروهم بعبادة الله وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه ان لم وان ختمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم. والقدر الواجب المجزئ من الايمان باليوم الاخر هو الايمان بان الله هو الايمان بالبعث في يوم عظيم. والايمان بالبعث في يوم عظيم هو ويوم القيامة هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو يوم القيامة لمجازاة الخلق لمجازاة الخلق فمن احسن فله الحسنى وهي الجنة فمن احسن فله الحسنى وهي الجنة جعلنا الله واياكم من اهلها. ومن اساء فله ما عمل وجزاءه او في النار ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار. والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالقدر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر ازلا. ولا يكون شيء الا بمشيئة مشيئته وخلقه ولا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه فهذه الجملة هي عمود الاقدار المجزئة من الايمان في كل ركن من هذه الاركان ابتداء مما لا يسع العبد جهله ولا يصح ايمانه الا به. فلابد من شهود هذه المعاني والعلم بها وان فقدت العبارات المؤدية عنها. فمتى وجد العلم بها واعتقادها؟ كان كافيا في صحة ايمان العبد. وما وراء ذلك من مسائل الايمان. فاما ان يكون واجبا بالنظر الى بلوغ الدليل والعلم به. واما واما ان يكون من نفل العلم الذي لا يجب فلو سئل عامي عن الملائكة ممن ينتسب الى الاسلام فقال لا اعرف الملائكة وليس هناك شيء اسمه الملائكة فهذا لا يكون مسلما. اذ لم يثبت له اصل الايمان لفقده القدر الواجب المجزئ من الايمان بالملائكة فلا بد ان يؤمن بانهم خلق من خلق الله وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله. ولو سئل اخر عنهم فاجاب بكونهم خلق من خلق الله وان منهم من يرسله الله لتبليغ الانبياء كان هذا كافيا في صحة ايمانه فاذا قيل له هذا النازل بالوحي ما اسمه؟ فقال لا اعرفه. فان عدم معرفته اسم الملك ازلي بالوحي لا يبطل ايمانه. بل ايمانه ثابت بتحصيله القدر الواجب عليه مما يصيح به ايمانه المتعلق بالملائكة. فاذا عرف به وقيل انه جبريل وتليت عليه الايات الاحاديث التي فيها ذكر جبريل كان ايمانه باسم جبريل انه من الملائكة واجبا عليه باعتبار بلوغه الدليل بلوغ الدليل له وعلمه به واما قبل ذلك فلا يتعلق به الوجوب. ولو قدر ان عاميا سئل عن الملائكة فاخبر بما تقدم من القدر المجزئ في الايمان بهم ثم سئل عن جبريل اخبر بان هذا الملك الذي ينزل على الانبياء اسمه جبريل ثم سئل بعد ذلك عن مسألة هي من دقائق العلم هل يموت جبريل ام لا يموت؟ واذا كان يموت فمتى يكون موته؟ هل هو وقبل استرافيل ام بعده. فاذا قال لا اعرف هذه المسألة لم يكن ذلك مما يبطل ايمانه ولا ينقصه اذ هذه المسألة من نفذ العلم في مسائل الايمان. واذا عرض عليه اختلاف اهل العلم وتنازعهم في هذه المسألة والادلة التي ذكرت فيها ثم قال لا اعرف هذا الكلام ولا افهمه فان جهله بهذه المسألة لا يقدح في ايمانه ولا يكون منقصا له. فالواجب على العبد من مسائل نوعان فالواجب على العبد من مسائل الايمان نوعان احدهما الواجب ابتداء مما لا يصح دين العبد الا به. الواجب ابتداء مما لا يصح دين العبد الا به. والاخر الواجب تبعا بالنظر الى علم العبد بالدليل الواجب تبعا بالنظر الى علم العبد بالدليل ووصوله اليه وراء هذين النوعين ما ليس واجبا على العبد كما ذكرنا. وهذه المسألة مسألة عظيمة ينبغي ان يعتني بها العلم في تعلمه وتعليمه فيصحح ايمانه ويقويه في نفسه واذا بين الايمان للناس بين لهم القدر الذي يصح به ايمانه ابتداء وبين لهم ان ما بعده يعلق وجوبه بالدليل المقتضي ايجابه وما زاد عنه فهو من نفل العلم. نعم. احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله المرتبة الاحسان ركن واحد وهو ان تعبد الله وحده كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك. والدليل قوله تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى. وقوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا الذين هم محسنون وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه وقوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. انه هو السميع العليم. وقوله وما تكونوا في شأنه وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. والدليل من السنة حديث جبرائيل عليه السلام المشهور عن عمر رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا فجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه فقال يا محمد اخبرني الاسلام فقال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال اخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. قال صدق. قال اخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال صدقت. قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسئول عنها باعلم من السائل قال اخبرني عن اماراتها قال ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء في البنيان. قال فمضى فلبثنا مليا. فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل؟ قل الله ورسوله اعلم. قال هذا جبريل اتاكم يعلمكم امر دينكم. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان اركان الايمان وهو المرتبة الثانية من مراتب الدين ذكر اركان الاحسان وهو المرتبة الثالثة منها والاحسان منه ما يكون مع الخالق ومنه ما يكون مع الخلق والمراد منهما عند المصنف ما كان مع الخالق ومتعلقه اتقان الشيء واجادته. والمراد منهما عند المصنف ما كان مع الخالق ومتعلقه اتقان الشيء واجادته. وله اطلاقان في الشرع وله اطلاقان في الشرع احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فانه يسمى احسانا وحقيقته شرعا اتقان الباطن والظاهر لله اتقان الباطن والظاهر لله. تعبدا له بالشرع المنزل تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او والمراقبة على مقام المشاهدة او المراقبة. والثاني خاص وهو اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة والثاني خاص وهو اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة فانه يسمى احسانا وهذا المعنى هو المقصود اذا قورن الاحسان بالاسلام والايمان وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاحسان بالاسلام والايمان ويتلخص مما سبق ذكره في حقيقة الاسلام والايمان والاحسان ان كل واحد من هذه الالفاظ الثلاثة اذا اطلق بمفرده دل على الاخرين. فاذا ذكر الايمان اندرج فيه الاسلام والاحسان. واذا ذكر والاسلام اندرج فيه الايمان والاحسان. واذا ذكر الاحسان ان درج فيه الاسلام والايمان. واذا ذكرت هذه الالفاظ نسقا فقيل الاسلام والايمان والاحسان. او ذكر واحد منهما مع غيره فقيل الاسلام والايمان او الاسلام والاحسان او الايمان والاحسان. استقل كل لفظ بمعناه. فمعنى الانفرادي يكون كل واحد منها دالا على الدين كله. ومع الاقتران يكون الايمان للاعتقادات الباطنة والاسلام للاعمال الظاهرة والاحسان لاتقانهما والقدر المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين. والقدر المجزئ الواجب من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين. احدهما احسان معه في حكمه القدري احسان معه في حكمه القدر بالصبر على الاقدار احسان معه في حكمه القدري بالصبر على الاقدار. والاخر احسان معه في بحكمه الشرعي احسان معه في حكمه الشرعي بامتثال خبره بالتصديق احسان معه في حكمه الشرعي بامتثال خبره بالتصديق اثباتا ونفيا وامتثال طلبه بفعل الفرائض وامتثال طلبه بفعل الفرائض واجتناب المحرمات واعتقاد حل الحلال وامتثال طلبه بفعل الفرائض واجتناب المحرمات واعتقاد حل الحلال. واركان الاحسان اثنان واركان الاحسان اثنان احدهما ان تعبد الله والاخر ان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة. ان يكون ايقاع تلك العبادة يعني فعلها على مقام المشاهدة او المراقبة. وقول المصنف الاحسان ركن واحد. اي شيء واحد وقول المصنف الاحسان ركن واحد اي شيء واحد. نص عليه ابن قاسم العاصمي في حاشية الاصول نص عليه المقاسم للعاصم في حاشية ثلاثة الاصول وهو متعين بحمل كلامه عليه لماذا يتعين هذا المعنى الذي ذكره ليش قال ابن قاسم معنى ركن واحد اي شيء واحد لان الركن لا يكون الا متعددا فيكون للشيء ركنان او ثلاثة او اربعة او ما فوق ذلك. فان ذكر ان له ركنا واحدا فهو الشيء نفسه فلا يصح فيه اسم الركن وانما يراد اثبات حقيقته. والادلة على مرتبة الاحسان التي اوردها المصنف نوعان احدهما ادلة القرآن والاخر ادلة السنة. فاما ادلة القرآن فمنها ما هو مصرح بمدح المتصف وذلك في الايتين الاوليين في قوله تعالى وهو محسن وفي قوله والذين هم محسنون. ومنها ما ومصرح بمقام المراقبة وذلك في الايتين الاخيرتين في قوله تعالى الذي يراك حين تقوم وقوله تعالى الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. ومعنى تفيضون فيه شرعتم تعملون فيه ودخلتم به شرعتم تعملون فيه ودخلتم به. اما قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه فوجه دلالته على الاحسان في مدح التوكل فوجه دلالته على الاحسان في مدح التوكل المشتمل على تفويض الامر الى الله فدلالته على الاحسان في مدح التوكل. المشتمل على تفويض الامر الى الله. ولا يكون العبد مفوضا امره الى الله الا مع عبادته على مقام المشاهدة او المراقبة. ولا يكون العبد مفوضا امره الى الله الا اذا الا مع عبادته على مقام المشاهدة او المراقبة وهذه هي حقيقة واما ادلة السنة فهي حديث واحد. وفيه التصريح بحقيقة الاحسان في قوله صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. في قصة مجيء جبريل عليه السلام وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم عنه حقائق الدين وهو حديث عظيم مخرج في المسند الصحيح لمسلم من حديث عمر رضي الله عنه ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم مراتب الدين الاسلامي والايمان والاحسان ثم سماهن صلى الله عليه وسلم دينا لقوله في اخره يعلمكم امر دينكم ففيه بيان مراتب الدين وهن الثلاث المذكورات ولفظ امر ليس في مسلم ولا عند من اصحاب الكتب الستة سوى النسائي. فلفظه في مسلم يعلمكم دينكم. وختم المصنف بهذا الحديث زيادة على ما قصده من كونه دليلا على الاحسان اشتماله على جميع المسائل المتقدمة من مراتب الدين المتعلقة بمعرفته. نعم قال رحمه الله الاصل الثالث معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم. وهو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الثاني من الاصول الثلاثة اتبعه ببيان الاصل الثالث وهو معرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم وسبق ان عرفت ان الاصل الاول وهو معرفة الرب منه قدر واجب يرجع الى اربعة اصول وان الاصل الثاني وهو معرفة الدين منه قدر واجب يرجع الى ثلاثة اصول. وكذلك معرفة النبي صلى الله عليه وسلم منها قدر على كل احد لا يصح دينه الا به. والواجب في معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم على الاعيان ارجعوا الى اربعة اصول. والواجب بمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم على الاعيان يرجع الى اربعة اصول. الاول معرفة اسمه الاول محمد دون بقية نسبه معرفة اسمه الاول محمد دون بقية نسبه. فالواجب على كل احد من المسلمين معرفة ان الذي اوسل الينا اسمه محمد. لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بشخصه ووصفه وما بعث به الينا. فمن لم يعرف اسمه كيف يعرف انه رسول ارسله الله عز وجل اليه وذكر المصنف هنا نسب النبي صلى الله عليه وسلم مسلسلا بالاباء الى جد ابيه هاشم ثم اقتصر على جوامعه وقال وهاشم من قريش وقريش من العرب. والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله معرفة انه عبد الله ورسوله اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة معرفة انه عبد الله ورسوله اختاره الله واصطفاه من البشر وفظله باللسان وهو خاتم الانبياء والمرسلين وهو خاتم الانبياء والمرسلين. والثالث معرفة انه جاء الا بالبينات والهدى ودين الحق. والثالث معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو القرآن كتاب الله معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو القرآن كلام الله. نعم قال رحمه الله وله من العمر ثلاث وستون سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا. نبأ وارسل بالمدثر وبلده مكة. ذكر المصنف رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم عمر ثلاثا وستين انا قسمت شطرين فمنها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا فاوحي اليه وبعث وهو وابن اربعين سنة ثم اتم بقية عمره نبيا رسولا. ووحي البعث الذي به الله من يشاء من عباده نوعان ووحي البعث الذي يصطفي به الله من يشاء من عباده نوعان احدهما وحي نبوة احدهما وحي نبوة. والاخر وحي رسالة والاخر وحي رسالة وهي درجة اعلى من النبوة وكان اول الموحى الى نبينا صلى الله عليه وسلم هو صدو صورة العلق. واولها اقرأ وهو ابتداء الوحي اليه وثبتت له بانزالها عليه اقل مراتب وحي البعث وهي النبوة ثم لما انزلت عليه سورة المدثر المتضمنة امره صلى الله عليه وسلم بنذارة قوم مخالفين له صارت بعثته بعثة رسالته. فارتقى من مرتبة النبوة الى مرتبة الرسالة وهذا معنى قول المصنف نبأ باقرأ وارسل بالمدثر اي ثبتت له النبوة بانزال فواتح صورة العلق عليه التي اولها اقرأ. ثم ثبتت له الرسالة بانزال سورة مدته عليه فكمل مقامه صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا. وكان بلده اي الذي ولد فيه وبعث نبيا رسولا ثم ابتدأ دعوته في مكة ثم تحول عنها الى المدينة. نعم. قال رحمه الله بعده الله بالنداء عن الشرك ويدعو الى التوحيد والدليل قوله تعالى يا ايها المدثر قم فانجز وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنعوا تستكثروا ولربك فاصبر. ومعنى قم فانذر وانذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد ربك فكبر اي عظمه بالتوحيد وثيابك فطهر اي طهر اعمالك عن الشرك. والرجز فاهجر الرجز الاصنام وهجرها تركها واهلها والبراءة منها واهلها وعداوتها واهلها وفراقها واهلها. ذكر المصنف رحمه الله ان المقصود من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم امران. ذكر المصنف رحمه الله ان من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم امران الاول الندارة عن الشرك النذارة عن الشرك ولفظ الانذار مشتمل على التحذير والترهيب. ولفظ الانذار على التحذير والترهيب والثاني الدعوة الى التوحيد الدعوة الى التوحيد ولفظ الدعوة مشتمل على الطلب والترغيب ولفظ الدعوة مشتمل على الطلب والترغيب. والدليل قوله تعالى قم فانذر وربك فكبر قوله قم فانذر دال على الاول. لانه امر بالندارة من كل ما يحذر. واعظم ما يحذر الشرك وقوله وربك فكبر دال على الثاني. لانه امر بتكبير الله وتعظيمه واعظم ما الله به التوحيد. ومن المهمات في ضبط الكلمات ان تعلم ان النذارة بالكسر اشارة فتحفظها بمقابلها. فالندارة كالبشارة وزنا بكسر اولها وتقابلها معنى ومن الغلط الجاري واللحن الفاشي قولهم ان داره ثم فسر المصنف رحمه الله قوله وثيابك فطهر بقوله اي طهر اعمالك من الشرك عن الشرك وعليه اكثر السلف. حكاه ابن جرير الطبري وتقدم ان المختار هو تفسير الثياب في الاية بالاعمال الملابسات لا بالاكسية الملبوسة ملاحظة للسياق الذي وقعت فيه على ما تقدم عندما بيانه في شرح كتاب تعظيم العلم ثم ذكر المصنف اصول هجر عبادة الاصنام وهي اربعة. ثم ذكر المصنف اصول عبادة الاصنام وهي اربعة الاول تركها وترك اهلها تركها وترك اهلها والثاني فراقها وفراق اهلها فراقها وفراق اهلها وهذا قدر زائد على الترك لان المفارق مباعد وهذا قدر زائد على الترك لان المفارق مباعد. والثالث البراءة منها ومن اهلها والثالث البراءة منها ومن اهلها والرابع عداوتها وعداوة اهلها والرابع عداوتها وعداوة اهلها. وفيه زيادة على سابقه. باظهار العداوة. لان متبرأ قد يظهر المعاداة وقد لا يظهرها. وهذه الاصول الاربعة لا تختص بعبادة الاصنام بل تعم كل ما يتخذ من الالهة دون الله. فما اتخذ الها من دون الله يتحقق هجره باعمال هذه الاصول الاربعة. نعم قال المصنف رحمه الله اخذ على هذا عشر سنين يدعو الى التوحيد وبعد العشر عرج به الى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس وصلى في مكة ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي الى ان تقوم الساعة والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنت قالوا كنا مستضعفين في الارض. قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها؟ فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم. وكان الله وعفوا غفورا. وقوله تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون. قال البغوي رحمه الله تعالى سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين لمكة لم يهاجروا ناداهم الله باسم الايمان. والدليل على الهجرة من السنة صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ذكر المصنف رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث لبث عشر سنين يدعو الخلق الى التوحيد وبعد مضي العشر عرج به الى السماء. اي صعد به ورفع اليها وكان اخراجه اليها بعد الاسراء به الى بيت المقدس. وفرضت عليه الصلوات الخمس في تلك الليلة صلى بمكة ثلاثة سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة. وكانت تسمى يثرب. والهجرة وعن ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه. والهجرة شرعا هي ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه. وهي ثلاثة انواع احدها هجرة عمل السوء هجرة عمل السوء بترك الكفر والفسوق والعصيان بترك الكفر والفسوق والعصيان. والثاني هجرة بلد السوء هجرة بلد السوء بمفارقته والتحول عنه الى غيره بمفارقته والتحول عنه الى غيره. والثالث هجرة اصحاب السوء هجرة اصحاب السوء. بمجانبة من يؤمر بهجره. من الكفرة والمبتدعة والفساق بمجانبة من يؤمر بهجره من الكفرة والمبتدعة والفساق. ومن هجرة البلد المأمور بها الهجرة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي فريضة على هذه الامة في حق من كان قادرا عليها غير متمكن من اظهار دينه فالهجرة واجبة اذا اجتمع شرطان فالهجرة واجبة اذا اجتمع شرطان اولهما عدم القدرة على اظهار الدين عدم القدرة على اظهار الدين ومن كان متمكنا من اظهار دينه فالهجرة في حقه مستحبة والثاني القدرة على الخروج من بلد الكفر القدرة على الخروج من بلد الكفر. فان عجز عنها عذر لعجزه. فان عجز عنها عذر لعجزه واظهار الدين هو اعلان شعائره وابطال دين المشركين واظهار الدين هو اعلان شعائره وابطال دين المشركين. نص على هذا جماعة من المحقق منهم عبداللطيف واسحاق ابن عبد الرحمن ابن حسن منهم عبداللطيف واسحاق بن عبدالرحمن بن حسن وحمد بن عتيق ومحمد بن ابراهيم ال الشيخ وعبدالرحمن بن سعدي في اخرين. فاظهار الدين شرعا تحققوا بشيئين فاظهار الدين شرعا يتحقق بشيئين. احدهما اعلان شعائره وهو الجهر بشرائعه الظاهرة اعلان شعائره وهو الجهر بشرائعه الظاهرة كالاذان والصلاة والصيام والاخر ابطال دين المشركين ببيان ضلاله والتصريح بعداوته والبراءة منه ببيان ضلاله والتصريح بعداوته والبراءة منه. واكده ما كان سبب واكده ما كان سبب كفرهم فالذي يكون في بلاد وثنية لا يكفيه ان يعيب دين النصارى المعظمين حتى اللهو فان هذا ليس دين القوم الذين اقام بين اظهرهم لكن يعيبوا عبادتهم الاوثان ثم ذكر المصنف الادلة الدالة على الهجرة ونقل كلاما عن البغوي في معنى الاية الثانية هو معنى ما نقله البغوي في تفسيره عن جماعة لا نص لفظه فقال هنا بمعنى ذكر ومن عادة المصنف التعبير بقالة في مقام ذكر فلا يريد اللفظ بعينه في من ينقل عنه. فتقدير كلام ذكر البغوي في تفسيره سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين لم يهاجروا ناداهم الله باسم الايمان ولم يثبت كون المذكور سبب نزولها الا ان يكون اراد بسبب النزول ما يجري مجرى التفسير. فكان مراده تفسير الاية يتعلق بالمسلمين الذين لم يهاجروا ناداهم الله باسم الايمان. وهذا حق. ثم ذكر المصنف دليل من السنة وهو حديث حسن رواه ابو داوود وغيره من حديث معاوية رضي الله عنه وعن ابيه يتضمن بقاء حكم الهجرة مأمورا بها فلا تنقطع الا عند قيام الساعة. نعم. قال المصنف رحمه الله فلما استقر بالمدينة وفيها لبقية شرائع الاسلام مثل الزكاة والصوم والحج والاذان والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من شرائع الاسلام. اخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه. ودينه باق وهذا دينه لا خير الا دل الامة عليه لا شر الا حذرها عنه. والخير الذي دل عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه. والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميعه ما يكرهه الله ويأبى. ذكر المصنف رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم استقر في المدينة بعد هجرته اليه وامر فيها ببقية شرائع الاسلام وكانت مدة بقائه فيها عشر سنين. ثم توفي صلوات الله وسلامه عليه وبقي دينه الذي دعا اليه وهو دين الاسلام وقد بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح امتى فلا خير الا دلها عليه ولا شر الا حذرها منه. واعظم الخير الذي دل عليه هو التوحيد. واعظم تدري الذي حذر منه هو الشرك. والتوحيد من جملة الخير والشرك من جملة الشر. لكن المصنف بالذكر تعظيما لمقامهما. نعم قال رحمه الله بعثه الله الى الناس كافة وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس والدليل قوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. واكمل الله له الدين. والدليل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممتم عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. والدليل على موته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى انك ميت انهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون. والناس اذا ماتوا يبعثون والدليل قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى. وقوله تعالى والله انبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا. وبعد البعث محاسبون ومجزيون باعمالهم. والدليل قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا الحسنى ومن كذب بالبعث كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى ورب تبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير. ذكر المصنف رحمه الله ان الله بعث النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة اي من الجن والانس لان اسم الناس يشمل هؤلاء هؤلاء في اصح قولين اهل اللغة فهو مأخوذ من النوس. وهو الحركة والاضطراب. وقد بينه المصنف بقوله واكثر وطاعته على جميع الثقلين الجن والانس. فهو تفسير للاجمال الواقع في قوله بعثه الله الى الناس واكمل الله للنبي صلى الله عليه وسلم الدين ثم مات صلى الله عليه وسلم تصديقا لخبر الله انك ميت وانهم ميتون. والناس اذا ماتوا يبعثون. والبعث في الشرع هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية قيام الخلق اذا اعيدت ارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية. وبعد البعث يحاسب الناس ويدجون باعمالهم والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة. والحساب في الشرع هو عد اعمال عبدي يوم القيامة والجزاء هو الثواب عليها بالنعيم المقيم وداره الجنة. والجزاء هو الثواب عليها بالنعيم المقيم وداره الجنة او العذاب الاليم وداره النار ومن كذب بالبعث كفر. والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا الاية. فهو من دعاواهم سيرتهم كفارا. فمن ادعى ما ادعوه فانكر البعث صار كافرا مثلهم. نعم. قال رحمه الله ارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين والدليل قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل واولهم نوح واخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام وهو خاتم النبيين لا نبي بعد والدليل قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين والدليل على ان نوحا اول الرسل قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعد لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان ما يتعلق ببعثة رسولنا صلى الله عليه وسلم ذكر قاعدة كلية في بعث الرسل فقال وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين. وقرأ وقرنها بالدليل المصرح بها من كتاب الله. فبعثهم يتضمن امرين فبعثهم يتضمن امرين. الاول البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة. البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة. والاخر النذارة لمن عصاهم من بشران النذارة لمن عصاهم من الخسران في الدنيا والاخرة. ثم ذكر المصنف مسألتين الاولى ان اول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام والثانية ان اخرهم هو محمد صلى الله عليه وسلم وهو خاتم النبيين ان لا نبي بعده. وقدم دليل المسألة الثانية لجلالتها. وهو قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم الاية ثم ذكر دليل المسألة الاولى وهو قوله انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده ودلالته على ما ذكره من اولية نوح في تقديم ذكره بابتداء الوحي اليه في تقديم ذكره بابتداء الوحي اليه. والايحاء الذي قدم فيه نوح هو ايحاء الرسالة والايحاء الذي قدم فيه نوح هو ايحاء الرسالة. اما ايحاء النبوة فتقدمه فيه ادم عليه السلام اتفاقا واصلح من هذه الاية حديث انس بن مالك المتفق عليه وفيه ان ادم عليه السلام يقول ائتوا نوحا اول رسول بعثه الله الى اهل الارض ويتحرر من هذا ان اول الانبياء هو ادم عليه الصلاة والسلام واول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام. نعم. قال المصنف رحمه الله وكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد عليهما الصلاة والسلام. يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت. والدليل قوله تعالى قال ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان بالله. قال ابن القيم رحمه الله تعالى ومعنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او والطواغيت كثيرون. ورؤوسهم خمسة ابليس لعنه الله. ومن عبد وهو راض ومن ادعى شيئا من علم الغيب ومن دعا الناس الى عبادة نفسه ومن حكم بغير ما انزل الله. والدليل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم. وهذا هو معنى لا اله الا الله. وفي الحديث رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. والله اعلم. وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم لما قرر المصنف رحمه الله ان الرسل مبشرون ومنذرون بين هنا عموم بعثهم في الامم وان كل امة بعث الله اليها رسولا مع بيان ما دعوا اليه. ودعوات الانبياء والرسل تجتمع في اصلين عظيمين ودعوات الانبياء والرسل تجتمع في اصلين عظيمين احدهما الامر بعبادة الله الامر بعبادة الله المتضمن النهي عن الشرك المتضمن النهي عن الشرك وهذا مذكور في قوله ان اعبدوا الله والاخر الامر باجتناب الطاغوت كفرا به. الامر باجتناب الطاغوت كفرا به تضمنوا النهي عن عبادته المتضمن النهي عن عبادته وهذا مذكور في قوله واجتنبوا الطاغوت وقوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. دال على امرين ذكرهما المصنف احدهما بيان عموم بعث الرسل في الامم. فما من امة الا خلا فيها نذير. بيان عموم بعث الرسل في الامم والاخر بيان ما دعت اليه الانبياء. بيان ما دعت اليه الانبياء من لاجتناب الطاغوت وعبادة الله. ثم ذكر المصنف ان الله افترض على جميع العباد كفر بالطاغوت والايمان بالله. قال تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي الاية. وقوله فيها فقد استمسك بالعروة الوثقى العروة هي ما يتعلق ويستمسك به العروة هي ما يتعلق ويستمسك به. والوثقى مؤنث الاوثق والوثقى مؤنث الاوثق اي الاقوى ومعنى لا انفصام لها لا انقطاع لها ومعنى لا انفصام لها لا انقطاع لها وفصل الشيء كسره من غير ان يزول عن موضعه. وفصل الشيء كسره من غير ان يزول عن موضعه فيصير مكسورا مع بقائه في محله. ولا يكون العبد مستمسكا بالعروة حتى يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله. والطاغوت له معنيان احدهما خاص وهو الشيطان. احدهما خاص وهو الشيطان فاذا اطلق الطاغوت في القرآن كان هو المراد فاذا اطلق الطاغوت في القرآن كان هو المراد. والاخر عام وهو المقصود بقول ابن القيم في اعلام الموقعين الذي نقله المصنف ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع. وهذا احسن ما قيل في حده قاله عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد وتلميذه سليمان ابن سحمان وهو المراد في القرآن اذا كان فعله المذكور معه للجمع وهو المراد في القرآن اذا كان فعله المذكور معه للجمع كقوله تعالى والذين كفروا اولياء الطاغوت يخرجونه من النور الى الظلمة فان الطاغوت هنا بالمعنى العام لا بالمعنى الخاص واشار المصنف الى معنى الطاغوت الخاص وبعض افراد المعنى العام في قوله والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة الى اخره المراد بالرؤوس اعظمهم شرا واشدهم خطرا والمراد بالرؤوس اعظمهم شرا واشدهم خطرا وهؤلاء خمسة فيما عده المصنف هنا اولهم ابليس والثاني من عبد وهو راض ولو لم يدعو الى عبادة نفسه والثالث من ادعى شيئا من علم الغيب. والمراد به الغيب المطلق الذي لا يعلمه الا الله. والمراد به الغيب المطلق الذي لا يعلمه الا الله. فهو الذي يعد مدعيه طاغوتا. اما الغيب النسبي الذي يعلمه احد دون احد من الخلق فليس مقصودا للمصنف. والرابع من دعا الناس الى عبادة نفسه. اي ولو لم يعرض فاذا دعاهم ولم يعبدوه فهو طاغوت. والخامس من حكم بغير ما انزل الله. والكفر بالطاغوت والايمان بالله هو حقيقة لا اله الا الله لما فيه من النفي والاثبات الموافق لما فيها من النفي والاثبات وشاهده في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم رأس الامر الاسلام الحديث فالامر هو الدين والمراد بالاسلام هنا معناه العام المتقدم من الاستسلام لله. فرأس الدين اسلام عبدي نفسه لله ايمانا به وكفرا بالطاغوت. وراس الدين اسلام العبد نفسه لله ايمانا به وكفرا بالطاغوت. والحديث المذكور قطعة من حديث معاذ ابن جبل الطويل الذي رواه الترمذي وابن ماجة باسناد منقطع وله طرق يحسن بها وهو من احاديث الاربعين النووية وسيأتي في مقامه باذن الله تعالى وهذا اخر البيان على هذا الكتاب النفاع لما يناسب المقام. اكتبوا السماع سمع علي جميعا لمن سمع الجميع ومن عليه فوت يضبطه سمع علي جميع الاصول وادلتها بقراءة غيره. بقراءة غيره في البياض الثاني. صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان فتم له ذلك في مجلسين بالميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين باسناد مذكور في منح المكرمات الى الطلاب المهمات والحمد لله رب العالمين. صحيح ذلك وكتبه الصالح بن عبدالله العصيمي ليلة. اضرب على كلمة يوم ليلة السبت السادس والعشرين من شهر ربيع الاول سنة ست وثلاثين بعد الاربع مئة والالف في المسجد النبوي بمدينة رسوله صلى الله عليه وسلم وبتمام هذا المجلس يكون قد فرغنا نكون قد فرغنا من هذا الكتاب الثاني وانبه الى امور احدها ان احضر معكم غدا المجلد الثاني عسى ان نقرأ شيئا من الملحقات به بعد فراغنا من درس الفجر وثانيها من لم ينل نسخة من الكتاب فانه يمكنه ان يدرك ذلك بالذهاب الى مركز توزيع الكتاب وهو مكتبة دار النصيحة المقابلة للبوابة الجنوبية من الجامعة الاسلامية. الاخوان الذين قاموا ما انتهيت منه لماذا اجلس انا هنا انا اجلس لكم يا اخي يا اخوان لا تظنوا انفسكم فقط تجلسون لي انتم تجلسون في عبادة ولو كنت عندك في البيت يا اخي هل يمكنك ان تقوم وتتركني لا يمكن عند متأدب عاقل يعرف اخلاق الناس فظلا عن ملتمس للعلم يتعلم العلم. اذا انتهى شيخه فقام فليقم هو والامر يسير انما هي كليمات. اعزوا العلم يعزكم الله. لا تذلوا العلم يا اخوان. لا تهينوا العلم امام الناس متفرقين اناس يقفون واناس جلوس ورجل يتكلم وقوم يولونه ظهره ظهورهم وقد كانوا بين يديه قبل اي عز هذا للعلم والدين؟ احفظوا حرمة شرعكم يا اخوان ما تسلط علينا الدهماء والغوغاء والمنافقون ودعاة الشرك الا لما اذللنا دعوة التوحيد والسنة. صار الانسان لا يبالي اذا حضر مجلس العلم والخير لا يبالي بناموسه قانونه وادبه هو لا يجل به الشخص فان العارف بالله لا يطلب لنفسه شيئا وانما يطلب لدين الله فهو يطلب دين الله بان يكون صاحب العلم وملتمسه على الحال الكملى. ليعز دين الله عز وجل ويظهره. فهي كليمات يسيرة لا اتكلم بها الى احد بعيد اتكلم بها الى جميع من يدور في هذه الحلقة. فارجعوا الى التنبيه بان درس الفجر باذن الله يكون بعد الفجر ونستكمل فيه قراءة شيء من الصلة فاحذروا المجلد الثاني والتنبيه الثاني توجد نسخ لمن لم نحصل على نسخة من الكتاب في مركز توسيعه في مكتبة دار النصيحة المقابلة لبوابة الجنوبية من الجامعة الاسلامية وهم يبقون مشرع الابواب حتى الساعة الثانية عشرة ليلا واذا لم تدركهم الليلة فيمكنك ان تدركهم غدا في او في المساء وفق الله الجميع لما يحبه ورضاه والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين