السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جمع من الشيوخ وهو اول حديث ان سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم منازل من اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وبيان مقاصدها الكلية ومعانيها اجمالية يستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون على تحقيق مسائل العلم وهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الثاني من برنامج مهمات العلم في السنة السابعة سبع وثلاثين اربعمئة والف وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها لامام الدعوة الاصلاحية في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست ومئتين والف. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. وبارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلومه يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في ثلاثة الاصول وادلتها بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل. الاولى العلم هو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالادلة. الثانية العمل به الثالثة الدعوة اليه الرابعة الصبر وعلى الاذى فيه والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم. وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدأ بالعلم قبل القول والعمل ابتدأ المصنف رحمه الله رسالته بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية. في مكاتباته ورسائله صلى الله عليه وسلم الى الملوك تجري مجراها. ثم ذكر انه يجب علينا تعلم اربع مسائل فالمسألة الاولى العلم والعلم شرعا ادراك خطاب الشرع ادراك خطاب الشرع ومرده الى المعارف الثلاث معرفة الله ربا والاسلام دينا ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيا رسولا فالعلم المطلوب المأمور به شرعا له وصفان وفق ما ذكره المصنف احدهما ما يطلب منه وهي المعارف الثلاث معرفة العبد ربه ودينه ونبيه فهذه هي علوم الشرع وثانيها ما يطلب فيه وهو اقترانه بالادلة وهو اقترانه بالادلة. فتكون تلك المعرفة علما حال اقترانها بالادلة والجار والمجنون في قوله بالادلة متعلق بالمعارف الثلاث فكل معرفة من تلك المعارف يطلب فيها اقترانها بالادلة حتى تكون علما ومقصوده من اقتران تلك المعاني في بالادلة ان يكون اعتقاد العبد فيها اعتقادا جازما ان يكون اعتقاد العبد فيها اعتقادا جازما ان ما امر به من معرفة الله ومعرفة دينه ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم ثابت بادلة شرعية ولا يقصد به طلب اقتران كل مسألة من تلك المعارف بدليلها فان هذا مما يعجز عنه عموم الخلق لكن المراد من طلب اقتران هذه المعارف بالادلة ان يكون العبد معتقدا اعتقادا جازما ان ما دارت عليه هذه المعارف في اصولها مبني على ادلة شرعية وهذه هي المعرفة الاجمالية التي يؤمر بها الخلق كافة ووراءها معرفة تفصيلية وهو معرفة وهي معرفة ما زاد على الاصول من تفاصيلها وجزئياتها وتتعلق ببعض افراد الخلق ممن قام به معنا يستدعي وجوبها عليه فالواجب على الحاكم او القاضي او العالم او المفتي او المعلم من معرفة تفاصيل الشرع فوق ما يجب عليه من عموم الخلق فالمعرفة المأمور بها شرعا نوعان فالمعرفة المأمور بها شرعا نوعان. احدهما المعرفة الاجمالية وهي معرفة اصول الشرع وكلياته وهي معرفة اصول الشرع وكلياته وهذه واجبة على الخلق كافة والاخر المعرفة التفصيلية وهي معرفة تفاصيل الشرع وجزئياته. وهي معرفة تفاصيل الشرع وجزئياته وهي تتعلق ببعض الخلق لا بهم جميعا وهي تتعلق ببعض الخلق لا بهم جميعا ممن قام به معنا استدعى وجوبها عليه. ممن قام به معنا استدعى وجوبها عليه. كالحكم او القضاء او الافتاء او التدريس والمسألة الثانية العمل به اي بالعلم والعمل شرعا هو ظهور صورة خطاب الشرع على العبد ظهور صورة خطاب الشرع على العبد وخطاب الشرع نوعان احدهما خطاب الشرع الخبري وظهور صورته بامتثال التصديق اثباتا ونفيا وظهور صورته بامتثال التصديق اثباتا ونفيا. والاخر خطاب الشرع الطلبي وظهور صورته بامتثال الامر والنهي واعتقاد حل الحلال وظهور صورته بامتثال الامر والنهي واعتقادي حل الحلال فمن خطاب الشرع الخبر قوله تعالى ان الساعة اتية ومنه قوله تعالى وما ربك بظلام للعبيد فالعمل بهما ظهور ظهور صورة خطاب الشرع بامتثال التصديق فيهما اثباتا في الاول بان الساعة اتية ونفيا في الثاني بان الله لا يظلم احدا ومن خطاب الشرع الطلبي قوله تعالى واقيموا الصلاة وقوله تعالى ولا تقربوا الزنا. وقوله تعالى احل لكم صيد البحر وطعامه فالعمل بها ظهور صورة خطاب الشرع في الامر في الاية الاولى فعلا باقامة الصلاة وفي الاية الثانية تركا باجتناب الزنا وفي الاية الثالثة باعتقاد حل صيد البحر وطعامه. والمسألة الثالثة الدعوة اليه اي الى العلم والمراد بها الدعوة الى الله لان العلم شرعا مشتمل على المعارف الثلاث التي تقدمت فالداعي الى العلم يدعو الى الله اصالة والى النبي صلى الله عليه وسلم ودين الاسلام تبعا فمن دعا الى العلم المتعلق بالمعارف الثلاث وفق منهاج النبوة فانه يدعو الى الله. والدعوة الى الله شرعا هي طلب الناس كافة طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة. طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة المسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه اي في العلم تعلما وعملا ودعوة والصبر شرعا حبس النفس على حكم الله حبس النفس على حكم الله. وحكم الله نوعان احدهما حكم الله القدري والاخر حكم الله الشرعي والمذكور في كلام المصنف من الصبر على الاذى هو من الصبر على حكم الله القدري لان الاذى من المؤلم الذي يجري به القدر فالعبد مأمور بان يصبر على ما يلقاه من الاذى القدري في طلب العلم والعلم نفسه مأمور به شرعا فيكون الصبر عليه ايضا من الصبر على حكم الله الشرعي فيجتمع في الصبر على العلم النوعان مع فانك تصبر فيه على حكم الله الشرعي لانه مأمور بطلبه وتصبر فيه على حكم الله القدر لما تلاقيه من اذى في طلبه. والدليل على وجوب تعلم هذه المسائل الاربع هو سورة العصر. لان الله اقسم بالعصر ان جنس الانسان كله في خسارة ولا ينجو العبد من الخسارة الا بما ذكر بعد اداة الاستثناء الا في قوله تعالى الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالصبر وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. فالنجاة متوقفة على اجتماع هذه الخصال الاربع ولتوقف النجاة عليها صارت واجبة فمنشأ وجوب هذه المسائل علينا ان النجاة في الدنيا والاخرة موقوفة عليها فلا ينجو العبد من الخسارة الا بها والمقسم به في الاية هو العصر وهو الوقت الكائن اخر النهار فان اسم العصر في القرآن والسنة عند الاطلاق يراد به هذا ومنه سميت صلاة العصر بصلاة العصر لانها واقفة في هذا الوقت. ويقع اسم العصر في كلام العرب على معان اخرى. ومن قواعد فهم خطاب الشرع مراعاة لغته. ذكره ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابو عبد الله ابن القيم في الموافقات فمن لغتي الشرع ما يخصص عموم معان منتشرة لكلمة ما فالعصر عند العرب يقع وعلى وجوه من المعاني المراد منها هنا الوقت الكائن اخر النهار اذ هو المراد في لغة الشرع فاقسم الله بالعصر ان جنس الانسان في خسار الا اولئك المتصفون بالصفات الاربع المذكورة في الايات فقال الله في الصفة الاولى الا الذين امنوا وهذا دليل العلم. اذ لا ايمان الا بعلم فان تحصيل اصل الايمان وكماله لا يكون الا بالعلم وقال في الصفة الثانية وعملوا الصالحات. وهذا دليل العمل وفيه بيان المطلوب من العبد منه. فانه لا يراد منا جنس العمل بل يراد عمل مخصوص وهو العمل الصالح الواقع خالصا لله متابعا فيه هدي النبي صلى الله عليه وسلم وقال في الصفة الثالثة تواصوا وتواصوا بالحق وهذا دليل الدعوة الى الله لان الحق اسم لما وجب اسم لما وجب ولزم لان الحق اسم لما وجب ولزم. واعلاه ما لزم بطريق الشرع واعلاه ما لزم بطريق الشرع والتواصي تفاعل بالوصية بين اثنين فاكثر والتواصي تفاعل بالوصية بين اثنين فاكثر. بان يأمر بعضهم بعضا بالخير وينهى بعضهم بعضا عن الشر. وهذه هي حقيقة الدعوة الى الله وقال في الصفة الرابعة وتواصوا بالصبر وهذا دليل الصبر. فسورة العصر مع قصرها على وجوب هذه المسائل الاربع. ولوفائها بالمقاصد المذكورة. قال الشافعي هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم اي لكفتهم في قيام الحجة عليهم. اي لكبتهم في قيام الحجة عليهم بوجوب امتثال لحكم الله بوجوب امتثال حكم الله. ذكره جماعة منهم ابن تيمية الحفيد وعبد لطيف ابن عبدالرحمن ال الشيخ وعبدالعزيز ابن باز رحمهم الله فالكلمة التي خرجت من الشافعي اراد بها هذا المعنى في وفاء سورة العصر في قيام الحجة بوجوب الامتثال ولم يرد بها وفاء سورة العصر في بيان جميع احكام الديانة. فان هذا لا يقوله من هو ادنى من الشافعي علما فكيف يظن ان الشافعي اراد هذا المعنى والمقدم من هذه المسائل هو العلم فهو اصلها الذي تتفرع عنه وتنشأ منه. وذكر في تأييد ذلك قول البخاري رحمه الله تعالى بمعناه وهو في صحيحه بلفظه باب القول باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدأ بالعلم انتهى كلامه وزاد المصنف قبل القول والعمل تفسيرا لمراد البخاري. بانه يريد بتقديم العلم ان يكون بين يدي القول والعمل فالامر بالعلم في قوله فاعلم انه لا اله الا الله والامر بالقول والعمل في قوله ايش؟ كيف؟ اين القول؟ واين العمل فيها ودليل القول والعمل قوله فاستغفر فان الاستغفار طلب التوبة مع سؤال المغفرة فان الاستغفار طلب التوبة مع دعاء المغفرة والتوبة يندرج فيها كل القول والعمل. والتوبة يندرج فيها كل القول والعمل. افاده ابو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى. واستنبط هذا المعنى قبل البخاري شيخ شيوخه سفيان بن عيين رواه ابو نعيم الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء. وذكره بعد البخاري الغافقي في مسند الموطأ فبوب باب القول قبل باب العلم قبل القول والعمل. نعم قال رحمه الله تعالى اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هم لا. بل ارسل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون رسولا فاخذناه اخذا وبيلا. الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. الثالثة ان من اطاع الرسول الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب. والدليل قوله تعالى لا تجدوا من يؤمنون بالله واليوم الاخر الله ورسوله ولو كانوا ولو كانوا وابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم ايمان وايده بروح منه. ويدخلهم جنة تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. ذكر المصنف رحمه الله هنا ثلاث مسائل عظيمة يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمهن والعمل بهن فاما المسألة الاولى فمقصودها وجوب طاعة الرسول فاما المسألة الاولى فمقصودها وجوب طاعة الرسول. وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى. بل اوصل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا. اي اخذا شديدا. والمسألة الثانية مقصودها ابطال الشرك في العبادة. واحقاق التوحيد. والمسألة الثانية مقصودها ابطال الشرك في العبادة واحقاق التوحيد لله. ببيان ان الله لا يرضى ان يشرك معه في عبادته احد اذا من كان بان العبادة حقه. والله لا يرضى الشركة في حقه. والنهي عن دعوة غير الله دليل على وجوب عبادة الله. والنهي عن دعوة غير الله دليل على وجوب عبادة الله فان اسم الدعاء يطلق في خطاب الشرع ويراد به العبادة كلها. فان اسم الدعاء يطلق وفي خطاب الشرع ويراد به العبادة كلها وشاهده حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة. رواه اصحاب السنن واسناده صحيح. فقوله تعالى فلا ادعو مع الله احدا اي لا تعبدوا مع الله احدا. واذا نهينا عن عبادة غير الله فاننا مأمورون بان نعبد الله وحده. واما المسألة الثالثة فمقصدها فمقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين واما المسألة الثالثة ومقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين. لان طاعة الرسول وابطال الشرك بتوحيد الله وهما الامران المذكوران في المسألتين الاوليين لا يتحققان الا بالبراءة من المشركين لان الامرين المذكورين في المسألتين الاوليين وهما طاعة الرسول وابطال الشرك بتوحيد الله وحده لا يتحققان الا بالبراءة من المشركين. فالمسألة الثالثة بمنزلة اللازم للمسألتين الاوليين. فالمسألة الثالثة بمنزلة التابع اللازم للمسألتين اوليين فمن اطاع الرسول وابطل الشرك موحدا لله لا تتم عبادته. حتى يبرأ من المشركين فلا يجتمع الايمان الناشو من طاعة الرسول وتوحيد الله مع محبة المشركين اعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فهم محادون لله ورسوله. وليس بينهم وبين المؤمنين الا المعاداة والبراءة منهم ومعنى قوله من حاد الله ورسوله اي من كان في حد غير حد الله ورسوله فالمؤمنون في حد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمشركون بائنون عن حد الله وحد رسوله صلى الله عليه وسلم ولما امتازوا عن المؤمنين في حدهم لم يكن بينهم وبين المؤمنين الا البراءة من دينهم هم عليه. نعم قال رحمه الله اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين ذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها. كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ومعنى يعبدون يوحدوني واعظم ما امر الله به التوحيد. وهو افراد الله بالعبادة. واعظم ما نهى عنه الشرك هو دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. ذكر المصنف رحمه الله ان الحنيفية ملة ابراهيم عليه السلام مبينا حقيقتها بقول جامع يندرج فيه ما يراد بها شرعا فان للحنيفية في الشرع معنيين فان للحنيفية في الشرع معنيين احدهما عام وهو الاسلام والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد. ولازمه الميل عن الشرك بالبراءة منه الميل عن الشرك بالبراءة منه. والمذكور في قول المصنف ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين هو مقصود الحنيفية ولبها المحقق للمعنيين المذكورين بالمعنيان المذكوران عموما وخصوصا يندرجان فيما ذكره المصنف من من حقيقة الحنيفية وهي دين الانبياء جميعا. ولا تختص بابراهيم عليه الصلاة والسلام. وشاع في كلام اهل العلم. نسبتها الى ابراهيم تبعا لوقوعه في القرآن فان الملة الحنيفية تنسب في القرآن الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام. واتفق وقوع نسبتها في القرآن اليه لامور ثلاثة اولها ان الذين بعث فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم يذكرون انهم من ذرية ابراهيم يذكرون انهم من ذرية ابراهيم ويزعمون انهم على انث من دينه ويزعمون انهم على ارك من دينه فاجدر بهم ان يكونوا حنفاء لله غير مشركين به كابيهم فاجدر بهم ان يكونوا حنفاء لله غير مشركين به كابيهم وثانيها ان الله جعل ابراهيم عليه الصلاة والسلام اماما لمن بعده من الانبياء ان الله جعل ابراهيم عليه الصلاة والسلام اماما لمن بعده من الانبياء. بخلاف سابقيه منهم فان الله لم يجعل احدا منهم اماما لمن بعده ذكره ابو جعفر ابن جرير في تفسيره وثالثها ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام هو اكمل الخلق في تحقيق التوحيد حتى رقى الى مرتبة الخلة وشاركه نبينا صلى الله عليه وسلم فيها وابراهيم والد ونبينا ولد النسبة الى الوالد اكمل من النسبة الى الولد فان ابراهيم عليه الصلاة والسلام جد لنبينا عليه الصلاة والسلام. وهما يشتركان في بلوغهما الغاية في تحقيق التوحيد الذي هو حقيقة الحنيفية. وسبق ابراهيم بكونه اذى فالنسبة الى الاب اولى من النسبة الى الابن وعبادة الله لها معنيان في الشرع احدهما معنى عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع والاخر خاص وهو التوحيد والاخر خاص وهو التوحيد. ثم ذكر المصنف ان الناس جميعا مأمورون بعبادة الله التي هي الحنيفية ومخلوقون لاجلها. والدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ودلالة الاية على المسألتين من جهتين. ودلالة الاية على المسألتين من جهتين. الاولى صريح نصها صريح نصها المبين اننا مخلوقون للعبادة. المبين اننا مخلوقون للعبادة والاخرى لازم لفظها المبين اننا مأمورون بالعبادة فانما خلقنا لاجله لا يتحقق الا بامرنا به فانما خلقنا لاجله لا يتحقق الا بامرنا به وكون الناس مخلوقون مخلوقين للعبادة ومأمورين بها مما اتفق عليه اهل القبلة فلا ينكره احد من المسلمين ان الجن والانس مخلوقون لعبادة الله ومأمورون بها. وفسر المصنف يعبدون بقوله يوحدون وله وجهان احدهما انه من تفسير اللفظ باخص افراده انه من تفصيل اللفظ باخص افراده فان التوحيد اعظم العبادة والاخر انه من تفسير اللفظ بما وضع له شرعا انه من تفسير اللفظ بما وضع له شرع فان العبادة في لغة الشرع يراد بها التوحيد فان العبادة في لغة الشرع يراد بها التوحيد قال ابن عباس رضي الله عنهما كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد ذكره البغوي في تفسيره ثم ذكر المصنف ان اعظم ما امر الله به هو التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرع مع بيان واعظم ما نهى عنه شرك مع بيان حد التوحيد والشرك. لانه لما كانت الحنيفية مركبة من الاقبال على الله بالتوحيد والميل عن الشرك جمل ان يذكر حقيقة كل واحد منهما. والتوحيد له معنيان شرعا عن احدهما عام وهو افراد الله بحقه احدهما عام وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والقصد والطلب حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والقصد والطلب وينشأ من هذين الحقين توحيد الله في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته. وينشأ من هذين الحقين توحيد الله في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته والاخر معنى خاص وهو افراد الله بالعبادة والاخر معنى خاص وهو افراد الله بالعباد وهذا المعنى هو المعهود شرعا فان اسم التوحيد اذا اطلق في خطاب الشرع يراد به توحيد العبادة كقول جابر رضي الله عنه في نعتي حجت النبي صلى الله عليه وسلم فاهل بالتوحيد رواه مسلم. فمرده الاهلال بتوحيد العبادة. في قوله لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك الى تمام تلبيته التوحيدية. والشرك يطلق في الشرع على معنيين احدهما جعل شيء من حق الله لغيره. احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله وهذا المعنى هو المراد شرعا عند اطلاق الشرك فان اسماء الشرك شرعا يراد به الشرك بالعبادة الشرك في العبادة. وتقدم ان العبادة يعبر بها في الخطاب الشرعي باسم الدعاء فقول المصنف رحمه الله وهو دعوة غيره معه اي وهو عبادة غيره معه وهذا هو المعنى الخاص للشرك كما تقدم. ثم ذكر المصنف الدليل على ان اعظم ما امر الله به هو التوحيد. واعظم ما نهى عنه الشرك وهو قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. والاعظمية مستفادة من كون هذه الجملة صدر اية الحقوق العشرة. في قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين وبذو القربى واليتامى الى تمام الاية فان تصدير الاية بقوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا دال على ان اعظم مأمور به هو التوحيد واعظم منهي عنه هو الشرك وهذه الاعظمية مستهادة من وجهين وهذه الاعظمية مستفادة من وجهين. احدهما ابتداء تلك الحقوق المعظمة ابتداء تلك الحقوق المعظمة بالامر بالتوحيد والنهي عن الشرك والاخر عطف ما بعدها عليها عطف ما بعدها عليها. ولا يبدأ الا بالاهم نعم قال رحمه الله فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها؟ فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. لما بين المصنف رحمه الله ان جميع الناس مخلوقون للعبادة مأمورون بها ذكر انه يجب على الانسان معرفة ثلاثة اصول هي معرفته ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لانه لا يمكن القيام بالعبادة الا بمعرفة ثلاثة امور لانه لا يمكن القيام بالعبادة الا بمعرفة ثلاثة امور احدها معرفة المعبود الذي تجعل له العباد. معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة وثانيها معرفة المبلغ عنه معرفة المبلغ عنه وثالثها معرفة صفة هذه العبادة التي تجعل له معرفة صفة هذه العبادة التي تجعل له فالامر الاول يتعلق به معرفة الله والامر الثاني يتعلق به معرفة ايش الرسول صلى الله عليه وسلم والامر الثالث يتعلق به معرفة الدين. فلا يمكن امتثال العبادة الا بمعرفة هذه الاصول الثلاثة. فكل اية او حديث فيهما الامر بالعبادة ففي ضمنهما الامر بالاصول الثلاثة. فالعبادة التي امرنا بها في القرآن والسنة لا تتحقق فينا امتثالا الا بان نعرف المعبود الذي نجعل له العبادة وهو الله ثم نعرف المبلغ عنه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم نعرف صفة العبادة التي نجعل له. وهي دينه فمنشأ الاصول الثلاثة علما وعملا وتحققا ودعوة مرده الى الامر بالعبادة. فمن الكلام العاطل باطل ادعاء من يدعي بان هذه الاصول الثلاثة هي من المصنف وضعا. وانه لا ينتظم في دلائل الوحي ما يدل على مطالبتنا بها. فانها جهالة بالغة تنادي على صاحبها بالفضيحة في العلم اذ العبادة التي امرنا بها في القرآن والسنة لا تتحقق الا بمعرفة هذه الاصول الثلاثة فهي منتظمة في الامر بالعبادة نعم قال رحمه الله فاذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي الذي معبود سواه والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك فاذا قيل لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر من مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والارضون السبع ومن فيهن وما بينهما. والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس. وقوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر. لا اسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش ثم استوى على العرش يغش الليل النهار يقلبه حثيثا. والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الاله الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. والرب هو المعبود والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض والسماء بناء وانزل وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة. شرع المصنف رحمه الله يبين الاصل الاول من الاصول الثلاثة وهو معرفة العبد رباه. فقال فاذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني فالرب هو الله. وربوبويته من تربيته الخلق بنعمه الظاهرة والباطنة. وربوبية من تربيته الخلق بنعمه الظاهرة والباطنة. واذا كان الله هو مربيهم وله الربوبية عليهم فانه سبحانه هو المستحق للعبادة وحده. ولهذا قال المصنف بعد ذكر الربوبية وهو ليس لي معبود سواه. ثم ذكر دليل الربوبية والالوهية فقال والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين فالربوبية في قوله رب العالمين والالوهية في قوله الحمد لله. فهو المستحق الحمد لالوهيته. ومن معرفة الله قدر يتعين على كل احد. وما زاد على هذا فالناس يتفاضلون فيه واصول معرفة الله الواجبة اربعة. واصول معرفة الله الواجبة اربعة. اولها معرفة وجودة بان يؤمن العبد بانه موجود وثانيها معرفة ربوبيته بان يؤمن العبد بانه رب كل شيء وثالثها معرفة الوهيته بان يؤمن العبد بان الله هو المستحق للعبادة وحده. بان يؤمن العبد بان الله هو المستحق للعبادة وحده ورابعها معرفة اسمائه وصفاته بان يؤمن العبد بان لله اسماء حسنى وصفات علا وقول المصنف رحمه الله في تفسير العالمين وكل من سوى الله عالم هي مقالة تبع فيها غيره من المتأخرين وحقيقتها اصطلاح جرى به لسان علماء الكلام ثم شاع وذاع حتى ظن انه مواضعة لغوية فان علماء الكلام رتبوا مقدمتين فقالوا الله قديم ثم قالوا العالم محادث فانتجت المقدمتان ان العالم كل ما سوى الله فهي نتيجة عقلية لمقدمتين منطقيتين ولا تعرف العرب اسم العالم على هذا المعنى ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير. فان العرب يطلقون اسم العالم على الافراد متجانسة من المخلوقات عن الافراد المتجانسة من المخلوقات. فالمخلوقات المشتركة في جنس واحد تسمى عالما. فالمخلوقات المشتركة في جنس واحد تسمى عالما كعالم الجن وعالم الانس وعالم الملائكة ومجموع نوعها يسمى بالعالمين وما لا جنس له كالعرش والكرسي والجنة والنار فانه خارج عن اسم العالمين فالموجودات سوى الله من المخلوقات نوعان. فالموجودات سوى الله من المخلوقات نوعان. احدهما الافراد متجانسة اي المشتركة بجنس واحد وتسمى عالما والاخر الافراد التي لا نظير لها من جنسها الافراد التي لا نظير لها من جنسها كالعرش والكرسي الالهيين والجنة والنار اللتين هما ان دار الثواب بالحسنى او الجزاء بالسوء فاسم العالمين يراد به اصناف الخلائق قاله العلمي في تفسيره فاسم العالمين يراد به اصناف الخلائق قاله العليمي في تفسيره اي المخلوقات المصنفة اجناسا اي المخلوقات المصنفة اجناسا ولا يصح تفسير قوله تعالى رب العالمين بان كل ما سوى الله عال لانه اصطلاح حادث والقرآن لا يفسر بالمصطلح الحادث. ذكره ابن تيمية الحفيد والشاطبي رحمهما الله. ثم كشف المصنف عن الدليل المرشد الى معرفة الله وهو شيئان. احدهما التفكر في اياته الكونية والاخر التدبر في اياته الشرعية وهما مذكوران في قوله باياته فان الايات نوعان احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات والاخر الايات الشرعية. وهي ما انجاه الله من الكتب. الايات الشرعية وهي ما انزله الله من الكتب فيكون العطف في قول المصنف باياته ومخلوقاته من عطف ايش؟ الخاص على العام فيكون العطف في قوله في اياته ومخلوقاته من عطف الخاص على العام. لان المخلوقات بعض الايات فان المخلوقات اسم للايات ايش؟ اسم للايات الكونية. والادلة التي ساقها المصنف تقوي ارادته الايات الكونية انها هي التي يحصل بها معرفة الرب. ووجه بالذكر امران ووجه تخصيصها بالذكر امران احدهما ان دلالة الايات الكونية على الربوبية اظهر واجلى. ان دلالة الايات الكونية على الربوبية اظهر واجلى وهي المقصود اثباته في الجملة لانها طريق الاقرار بالالوهية. فان العبد اذا اقر بالله ربا اقر به ايش؟ معبودا مألوها. والاخر عموم معرفة الايات الكونية عموم معرفة الايات الكونية. فيشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر. فيشترك فيها المؤمن والكافر والبر والكافر المؤمن والكافر والبر والفاجر وذكر المصنف ان من ايات الله الليل والنهار والشمس والقمر وان من مخلوقاته السماوات السبع والاراضين السبعة وما فيهن وما بينهما والليل والنهار والشمس والقمر والسماوات السبع والارض السبع وما بينهن يسمينا ايات ومخلوقات وفرق المصنف بينها فخص باسم الايات الليل والنهار والشمس والقمر وخص باسم المخلوقات السماوات السبع والاراضين السبع والحامل له على التفريغ موافقة غالب السياق القرآني فان الليل والنهار والشمس والقمر اذا ذكرنا فاكثروا ما يذكرن به هو اسم الايات والسماوات السبع والاراضين السبعة اذا ذكرنا فاكثروا ما يذكرن به اسم المخلوقات والداعي الى هذا في السياق القرآني ملاحظة الاصل اللغوي للكلمتين فان اصل الاية في كلام العرب العلامة والليل والنهار والشمس والقمر يصدق عليهن اسم العلامة. فانهن علامات فان انهن علامات يتناوبن ويظهرن بجلاء واسم المخلوقات اصدق على السماوات السبع والاراضين السبع لان اصل الخلق في كلام العرب التقدير والسماوات والارض مقدرات والسماوات والارض مقدرات على هذه الصورة. لا تتغير بحال تفرق المصنف بينهما في الوصف اتباعا لسياق القرآن واتفق كذلك في السياق القرآني لاجل البناء اللغوي للكلمتين المذكورتين. وذكر المصنف الدليل من القرآن على الايات والمخلوقات في ثلاث ايات منه ثم بين ان الرب هو المستحق للعبادة فقال بعد ذكره الدليل المرشد الى معرفة الله والرب هو المعبود اي الرب هو المستحق للعبادة ناقلا اياه عن ابن كثير. فليس المراد بقوله والرب هو المعبود ان من معاني الرب المعبود لكن مقصوده بيان ان من ثبت الاقرار والتصديق بكونه ربا وجب على العبد الاقرار والتصديق بكونه معبودا مألوها. نعم قال رحمه الله وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان. ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل الرغبة والرهبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من انواع العبادات التي امر الله بها كلها لله تعالى. والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا ومع الله احدا. فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافذ. والدليل قوله تعالى ومن يدع مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. لما قرر المصنف رحمه الله وجوب العبادة علينا واستحقاق الله له بما له من الربوبية شرع يبين حقيقة العبادة. بذكر الافراد المندرجة فيها فان افراد الكلي ترشد اليه وتدل عليه. فاذا عرفت افرادا من افراد العبادة كالمذكور في كلام المصنف عرفت فذكر المصنف انواعا من العبادة المأمور بها اجمالا وتفصيلا. فاجمالها في الاسلام والايمان والاحسان في الدعاء والخوف والرجاء والتوكل الى اخر ما عده. ثم بين ان تلك الانواع جميعا هي لله وحده والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا ودلالة الاية على ذلك من وجهين احدهما في قوله وان المساجد لله وعظم المذكور في معنى هذه الاية ان الاجلال والاكبار والاعظام كائن لله وحده لا شريك له وعظم المذكور في تفسير هذه الاية ان الاكبار والاجلال والاعظام كائن لله وحده لا شريك له والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا اي لا تعبدوا مع الله احدا والنهي عن عبادته يقتضي الامر والنهي عن عبادة غيره يقتضي الامر بعبادته وحده. فمعنى الاية اعبدوا الله ولا تعبدوا معه احدا ثم ذكر المصنف ان من صرف شيئا من هذه العبادات لغير الله فهو مشرك كافر واستدل بقوله تعالى ومن يدعو مع الله اهم الاية ووجه الدلالة منها مركب من امرين احدهما ذكر فعل متوعد عليه. ذكر فعل متوعد عليه في قوله ومن يدعو مع الله الها اخر. ووجه دلالة الاية مركب من امرين. احدهما ذكر فعل متوعد عليه في قوله ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به والاخر تهديده بالحساب مع بيان المآل تهديده بالحساب مع بيان المآل في قوله فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون فجعله كافرا بما اقترف من دعاء الله عز وجل وهو الوقوع في الشرك. فان الكفر يكون بالشرك وبغيره نعم قال رحمه الله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. ودليل الخوف قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوا لان كنتم مؤمنين. ودليل الرجاء قوله قال فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى سارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا. وكانوا لنا خاشعين. ودليل الخشية قوله تعالى اتخشوهم واخشوني ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له. ودليل الاستعانة قوله وتعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله. ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقوله تعالى قل اعوذ برب الناس. ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا هذه الجملة بعد صلاة العشاء باذن الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين