السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل الدين مراتب ودرجات. وسير للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له حقا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد ما بعده فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين في منازل اليقين. ومن طرائق ذلك ايقافهم على مهمات العلم. باقراء اصول المتون تبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية. ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم. ويجد فيه متوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا شرح الكتاب الثالث من برنامج مهمات العلم في سنته الخامسة خمس وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبد الوهاب ابن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في ثلاثة الاصول ادلتها بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل. الاولى وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالادلة. الثانية العمل به. الثالثة الدعوة اليه الرابعة الصبر على الاذى فيه. والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. والعصر ان الانسان انا لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. قال الشافعي رحمه الله هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم. وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدأ بالعلم قبل القول والعمل ذكر المصنف رحمه الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل ايوة المسألة الاولى العلم وهو شرعا ادراك خطاب الشرع ادراك خطاب الشرع ومرده الى المعارف الثلاث معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم والمراد بالادراك هنا معناه اللغوي وهو الوصول الى الشيء وتحصيله والمراد بالادراك هنا هو معناه اللغوي. وهو الوصول الى الشيء وتحصيله. فقولنا ادراك خطاب الشرع اي وصول العبد اليه وتحصيله له اي وصول العبد اليه وتحصيله له وقول المصنف بالادلة متعلق بالمعارف الثلاث وقول المصنف بالادلة متعلق بالمعارف الثلاث. فمعرفة الادلة مطلوبة في معرفة العبد ربه ونبيه ودينه وليس المراد من هذه المعرفة ايجاب اقتران معرفة كل مسألة بدليل وليس المراد من هذه المعرفة ايجاب معرفة كل مسألة بدليلها بل المراد معرفة العبد بان ما امن به ربا ودينا ونبيا بادلة شرعية بل المراد معرفة ان ما امن به العبد ربا ونبيا ودينا ثابت بادلة شرعية وهذه المعرفة هي المعرفة الاجمالية وهذه المعرفة هي المعرفة الاجمالية التي يؤمر بها الخلق كافة التي يؤمر بها الخلق كافة فمتى اعتقد العبد ان ما امن به ربا ونبيا ودينا ثابت بادلة شرعية صحيحة كان ذلك في صحة ايمانه اما المعرفة التفصيلية فتتعلق باحاد من الخلق لمعنى استدعى ذلك في التعليم او الحكم او القضاء او الافتاء فيتلخص من هذا ان المعرفة المأمور بها شرعا نوعان فيتلخص من هذا ان المعرفة المأمور بها شرعا نوعان احدهما المعرفة الاجمالية وتتعلق بعموم الخلق وهي معرفة اصول الشرع الكلية وهي معرفة اصول الشرع الكلية والاخر المعرفة التفصيلية وتتعلق باحاد من الخلق وتتعلق باحاد من الخلق اي افراد منهم وهي معرفة تفاصيل الشرع وهي معرفة تفاصيل الشرع والمعرفة الاولى واجبة على جميع الخلق والمعرفة الاولى واجبة على جميع الخلق. اما المعرفة الثانية فتجب على من قام به سبب يستدعيها. واما المعرفة الثانية وهي التفصيلية فتجب على من قام به معنى يستدعيها كالحكم والقضاء والتعليم والافتاء فان الواجب من معرفة الشرع على الحكام والقضاة والمفتين والمعلمين واشباههم فوق ما يجب على سائر الناس والمسألة الثانية العمل به. اي بالعلم. والعمل شرعا هو ظهور اسورة خطاب الشرع والعمل شرعا هو ظهور صورة خطاب الشرع على العبد وخطاب الشرع نوعان. احدهما خطاب الشرع الخبري. خطاب الشرع بريء وظهور صورته بامتثاله بالتصديق اثباتا ونفيا وظهور صورته بامتثاله بالتصديق اثباتا ونفيا. والثاني خطاب الشرع طلب وظهور صورته بامتثال الامر والنهي واعتقاد حل الحلال وظهور صورته من امتثال الامر والنهي واعتقاد حل الحلال فمتى بصرت بشيء من خطاب الشرع؟ لم تجده خارجا عن ان يكون خطابا شرعيا خبريا او ان يكون خطابا شرعيا طلبيا. فان كان من الاول كان امتثاله بالتصديق. بما من نفي او اثبات. وان كان خطابا شرعيا طلبيا كان العمل به امتثال امره فعلا ونهيه تركا واعتقاد حل الحلال فيما لم يكن مشتملا على الامر او النهي. فمثلا قول الله تعالى ان الساعة اتية لا ريب فيها. هو من خطاب الشرع الخبر فيكون امتثاله بالتصديق باثبات ان الساعة اتية لا ريب فيها. وقوله تعالى وما ربك بظلام للعبيد هو ايضا من الشرع الخبري. وامتثاله بالتصديق فيما تضمنه من النفي. من ان الله عز وجل لا يظلم احدا من الخلق. وقوله تعالى اقم الصلاة لدلوك شمس الاية هو من خطاب الشرع ايش؟ الطلبي فيكون امتثاله بامتثال ما بفعل ما فيه من الامر وهو اقامة الصلاة. وقول الله تعالى ولا تقربوا الزنا ومن خطاب الشرع الطلبي. فيكون امتثاله بترك ما ذكر فيه من الزنا ومتى كان الخطاب غير مشتمل على امر ولا نهي كان امتثاله باعتقاد ما افيه من حل الحلال المذكور فيه. والمسألة الثالثة الدعوة اليه اي الى العلم والمراد بها الدعوة الى الله هو في الله. والمراد بها الدعوة الى الله. لان العلم كما تقدم يشتمل على معرفة للعبد ربه ودينه ونبيه. لان العلم كما تقدم يتضمن معرفة العبد ربه ودينه ونبيه. فالدعوة الى العلم دعوة الى الله اصالة والدعوة الى دينه ونبيه تابعة للدعوة اليه سبحانه وتعالى. فمن دعا الى العلم فانما يدعو الى الله عز وجل. والدعوة الى الله شرعا هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة. والمسألة الرابعة الصبر على الاداء فيه اي في العلم. والصبر شرعا حبس النفس على حكم الله. حبس النفس على حكم الله وحكم الله نوعان. وحكم الله نوعان احدهما حكم الله القدر والاخر حكم الله الشرعي والمذكور في كلام المصنف هو الصبر على الاذى في العلم وهذا من جنس الصبر على حكم الله القدري لان الاذى الذي يلحق العبد في امر ما هو مما قدره الله عز وجل عليه فيكون الصبر على الاذى في العلم من باب الصبر على حكم الله القدري ولما كان العلم مأمورا به في اصله فانه يتضمن ايضا الامر بالصبر على حكم الله الشرعي. لان العبد مأمور التماس العلم الذي يعبد به الله عز وجل فصار الصبر على الاذى في العلم متعلقا بالصبر على حكم الله القدري باعتبار هل الواقع فيه ومتعلقا بالصبر على حكم الله الشرعي باعتبار اصله وهو ان العلم مأمور به شرعا. والدليل على وجوب تعلم هذه المسائل الاربع هو سورة العصر لان الله اقسم بالعصر ان جنس الانسان في خسر الا من استثناهم والعصر هو الوقت المعروف اخر النهار هو الوقت المعروف اخر النهار. لان المعهود في خطاب الشرع وعرف من نزل عليهم اطلاق العصر على هذا المعنى. لان المعهود في خطاب الشرع وعرف من نزل عليهم العصر على هذا المعنى. فالعصر يقع في لسان العرب على معان. لكن اشهرها هو ارادة الوقت المعروف اخر النهار. فمتى ورد في خطاب الشرع حمل على هذا المعهود وهو الشائع في عرفهم. فان اطلاق العصر في كلام الصحابة رضي الله عنهم هم يريدون به الوقت الواقع في اخر النهار. فاقسم الله عز وجل بالعصر وهو الوقت المعروف في اخر النهار على ان جنس الانسان في خسر الا من استثناهم الله عز وجل وصفهم بصفات اربع فالصفة الاولى في قوله الا الذين امنوا. فالصفة الاولى في قوله الا الذين امنوا وهذا دليل العلم وهذا دليل العلم لان الايمان لا يحصل اصله ولا كماله الا بالعلم لان الايمان لا يحصل اصله ولا كماله الا بالعلم. والصفة الثانية في قوله وعملوا الصالحات وهذا دليل العمل ووصف الاعمال بالصالحات يبين ان المطلوب من العبد عمل مخصوص ووصوا الاعمال بالصالحات يبين ان المطلوب من العبد عمل مخصوص فلا يراد منه مطلق العمل بل يراد منه عمل صالح. وهو الجامع للاخلاص. والاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم بل يراد منه عمل صالح وهو الجامع للاخلاص ولاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم والصفة الثالثة في قوله وتواصوا بالحق. وهذا دليل الدعوة فالحق اسم لما وجب ولزم فالحق اسم لما وجب ولزم. واعلاه ما وجب بطريق الشرع واعلاه ما وجب بطريق الشرع والتواصي به تفاعل بالوصية بين اثنين فاكثر والتواصي به تفاعل بالوصية بين اثنين فاكثر وهذه هي حقيقة الدعوة الى الله. والصفة الرابعة في قوله وتواصوا بالصبر وهذا دليل الصبر وسورة العصر وافية في بيان سبيل الهدى والنجاة فان الله ذكر خسر الانسان ثم اخبر عن نبأ الناجين بوصفهم بصفات اربع ولاجل هذا قال الشافعي هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه لكفتهم. اي حجة في بيان طريق النجاة. اي حجة في بيان طريق النجاة. وهي كافية في قيام الحجة عليهم بامتثال حكم الله. وهي كافية في قيام الحجة عليهم بامتثال حكم الله. فمعنى قول الشافعي لكفتهم اي كفتهم في قيام الحجة عليهم بوجوب امتثال حكم الله اي كفتهم في قيام الحجة عليهم بوجوب امتثال حكم الله خبرا وطلبا ذكره ابن تيمية الحفيد وعبد اللطيف ابن عبدالرحمن وعبد العزيز ابن باز رحمهم الله تعالى فليس مراد الشافعي انها كافية في بيان احكام الشرع كلها خبرا وطلبا وانما مراده معنى خاص وهو قيام الحجة عليهم في وجوب امتثال حكم الله الشرعية والمقدم بين هذه المسائل الاربع هو العلم فهو اصلها الذي تتفرع منه وينبوعها الذي ترجع اليه. وذكر المصنف لتحقيق هذا كلام البخاري بمعناه وهو قوله باب العلم قبل القول والعمل قول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله. فبدأ بالعلم. انتهى كلامه. فالاية مذكورة بدأ الامر فيها بالامر بالعلم في قوله فاعلم انه لا اله الا الله ثم عطي فعليها الامر بالعمل في قوله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات فبدأ الله عز وجل بالعلم قبل القول والعمل. فهو اصل هذه المسائل الذي ترجع اليه فلا يمكن عمل صالح ولا دعوة صحيحة ولا ثبات على الصبر الا بالعلم الذي يهدوا العبد لامتثال ذلك ويتيسر معه عليه ما امره الله به خبرا ابى وهذا المعنى الذي استنبطه البخاري رحمه الله تعالى من الاية المذكورة سبقه فيه شيخ شيوخه سفيان بن عيينة رواه عنه ابو نعيم الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء. فانه ذكر بدأت بالعلم قبل العمل من قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمن والمؤمنات ثم اتم بالبخاري بعده الغافقي صاحب كتاب مسند الموطأ. فبوب باب العلم قبل القول والعمل. نعم. قال رحمه الله اعلم رحمك الله انه يجب على كل لمسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهم. الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركناها بل ارسل الينا رسولا. فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. والدليل قوله تعالى ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا. فعصى في عون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا. الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته. لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا غيرهما والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. الثالثة ان من اطاع الرسول وحد الله لا يجوز لهم موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب. والدليل قوله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر من الله ورسوله ولو كانوا ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرة اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. ويدخلهم جنات من تحتها الانهار خالدين فيها. رضي الله عنهم ورضوا عنه. اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. ذكر المصنف رحمه الله ثلاث مسائل عظيمة يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمهن والعمل بهن. فاما المسألة الاولى فمقصودها بيان وجوب طاعة الرسول. فاما المسألة الاولى فمقصود وبيان وجوب طاعة الرسول. وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا اما لا اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى. اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى بل ارسل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم. ليأمرنا بعبادة الله فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. قال الله تعالى انا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون رسولا فاخذناه اخذا وبيلا اي اخذا شديدا واتبع خبر ارسال الرسول الينا بذكر ارسال موسى عليه الصلاة والسلام الى عون وعاقبة عصيانه تحذيرا لهذه الامة من معصية الرسول الذي جاءهم تحذيرا لهذه الامة من معصية الرسول الذي جاءهم وخبرا ان من ان من عصى هذا الرسول فمآله مآل فرعون. وخبرا عن ان من عصى هذا الرسول فمآله مآل فرعون. فيحل به عقاب الله ونكاله في الدنيا والاخرة واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك في العبادة. واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك في العبادة ووجوب توحيد الله وان الله لا يرضى ان يشرك معه احد كائنا من كان. لان العبادة حقه لان العبادة حقه. والله لا يرضى الشركة في حقه والنهي عن دعوة غير الله معه دليل على ان العبادة كلها لله. والنهي عن دعوة غير الله معه دليل على ان العبادة كلها لله وحده فالدعاء يطلق في خطاب الشرع اسما للعبادة كلها. فمعنى الاية المذكورة فلا اعبدوا مع الله احدا. فلا تعبدوا مع الله احدا. واما المسألة الثالثة فمقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين. فمقصودها بيان وجوب بالبراءة من المشركين. لان طاعة الرسول وتوحيد الله وهما الامران المذكوران في المسألتين السابقتين لان طاعة الرسول وتوحيد الله وهما الامران المذكوران في المسألتين السابقتين لا يتحقق اغاني الا باقامة هذا العصر. لا يتحققان الا باقامة هذا الاصل فالمسألة الثالثة بالنسبة للمسألتين الاوليين بمنزلة التابع اللازم المسألة الثالثة بالنسبة للمسألتين الاولتين بمنزلة التابع اللازم. فمن اطاع الله فمن اطاع الرسول ووحد الله لا تتم له عبادة الله ولا يكون صادق الاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم الا بالبراءة من المشركين. فلا يجتمع الايمان الناشئ من طاعة الرسول وتوحيد الله مع محبة المشركين اعداء الله واعداء رسوله صلى الله عليه عليه وسلم بل المؤمنون محادون لمن حاد الله ورسوله. فهم في حد والمشركون في حد اخر مباين لهم. ومعنى قوله عز وجل في الاية من حاد الله ورسوله اي من كان في حد متميز عن الله ورسوله وهو حد الكفر. وهو حد الكفر فان المؤمنين يكونون في حد ويكون المشركون في حد. واذا تمايزت الطائفتان لم يكن بينهما الا العداوة والبغضاء. وهاتان المقدمتان بقوله المصنف اعلم رحمك الله هما رسالتان له من كلامه منفصلتان عن ثلاثة الاصول وادلتها. فان ثلاثة الاصول مبدأها قوله الاتي اعلم ارشدك الله لطاعته ثم عمد بعض الاخرين عن المصنف الى هاتين الرسالتين في المسائل الاربع والثلاث فجعلهما بين يدي رسالة ثلاثة الاصول. فاشتهر مجموع هذه الرسائل الثلاث باسم اخرها وهو ثلاثة الاصول وادلتها من هذا ان اسم ثلاثة الاصول وادلتها صار علما على مجموع لامام الدعوة يضم المسائل الاربعة فالثلاث فثلاثة الاصول وكلها من كلامه رحمه الله على وكأن فاعل ذلك استحسن جعل هاتين المقدمتين مدخلا بين يدي ثلاث الاصول ليترشح الطالب بعد عقل هذه المقاصد العظيمة لمعرفة ما تضمنته رسالة ثلاثة الاصول وادلتها وهذا امر معروف عند من اخذ علمه عن من تلقى علمه الى المصنف رحمه الله تعالى واشار الى هذا ابن قاسم العاصمي في حاشية ثلاثة الاصول وادلتها. نعم. قال رحمه الله اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين. وبذلك امر الله الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومعنى يعبدون يوحدون. ذكر المصنف رحمه الله ان الحنيفية ملة ان الحنيفية ملة ابراهيم مبينا حقيقتها بقول جامع يندرج فيه ما يراد بها شرعا. فان الحنيفية في الشرع لها معنيان احدهما عام. وهو الاسلام احدهما عام وهو الاسلام. والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد ولازمه الميل عما سواه وهي دين الانبياء جميعا فلا تختص بابراهيم عليه الصلاة والسلام ووقعت اضافتها اليه في كلام المصنف تبعا لما جاء في القرآن ووقعت اضافتها اليه في كلام المصنف تبعا لما جاء في القرآن. فان الحنيفية تذكر في القرآن مضافة الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام وموجبه امران احدهما ان الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعرفون ابراهيم كانوا يعرفون ابراهيم عليه الصلاة والسلام. فيزعمون انهم من ذريته وانهم على دينه فيزعمون انهم من ذريته وانهم على دينه. فاجدر بهم ان يكونوا مثله حنفاء لله غير مشركين به. فاجدر بهم ان يكونوا مثله حنفاء الله غير مشركين به. فحسنت اضافتها اليه لانهم يعرفونه فحسنت اضافتها اليه لانهم يعرفونه. والاخر ان الله جعل ابراهيم اماما لمن بعده ان الله جعل ابراهيم اماما لمن بعده. بخلاف سابقيه من الانبياء بخلاف سابقيه من الانبياء. فلم يجعل الله احدا منهم اماما لمن بعده فلم يجعل الله احدا منهم اماما لمن بعده. ذكر هذا ابو جعفر ابن جرير في تفسيره ذكر هذا ابو جعفر ابن جرير في تفسيره ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الناس مخلوقون للعبادة ومأمورون بها والدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فالاية المذكورة تدل على امرين فالاية المذكورة تدل على امرين احدهما ان الله خلق الجن والانس للعبادة ان الله خلق الجن والانس للعبادة. وهذا صريح لفظها. وهذا صريح لفظها والاخر انهم مأمورون بها انهم مأمورون بها. وهذا لازم لفظها وهذا لازم لفظها. فانهم اذا كانوا مخلوقين لاجلها فهم مأمورون بها انهم اذا كانوا مخلوقين لاجلها فهم مأمورون بها. فصارت الاية دالة على امرين معا الخلق لها والامر بها. فصارت الاية دالة على الامرين معا الخلق لها والامر بها. وتفسير المصنف رحمه الله يعبدون بقوله يوحدون له وجهان وتفسير المصنف قوله يعبدون بقوله يوحدون له وجهان احدهما انه من تفسير اللفظ باخص افراده انه من تفسير اللفظ باخص افراده فالتوحيد اعظم افراد العبادة واكدها. فالتوحيد اعظم افراد العبادة واكدها والاخر انه من تفسير اللفظ بما وضع له في خطاب الشرع. انه من تفسير اللفظ بما وضع له في خطاب الشرع فالعبادة تطلق في الشرع ويراد بها التوحيد فالعبادة تطلق في الشرع ويراد بها التوحيد. كقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم اي وحدوه. كقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم اي وحدوه والعبادة والتوحيد اصلان عظيم ان تتحقق صلتهما اتفاقا وافتراقا بحسب المعنى المنظور اليه تتحقق صلتهما اتفاقا وافتراقا بحسب المعنى المنظور اليه فلهما ان فالحال الاولى اتفاقهما اذا نظر الى ارادة التقرب اتفاقهما اذا نظر الى ارادة التقرب اي قصد القلب الى العمل تقربا الى الله. ايقظت القلب الى العمل تقربا الى الله. فيكونان حينئذ متحدين في المسمى. فيكونان حينئذ متحدين في المسمى فكل عبادة هي توحيد لله. فكل عبادة هي توحيد لله. والحال الاخرى افتراقهما اذا نظر الى الاعمال المتقرب بها والحال الاخرى افتراقهما اذا نظر الى الاعمال المتقرب بها اي احدها فالعبادة اعم اي احادها فالعبادة اعم. فكل ما يتقرب به الى الله هو عبادة. فكل ما يتقرب به الى الله فهو عبادة. ومن انواع تلك العبادات التوحيد. ومن انواع اي تلك العبادات التوحيد. وهو مختص بالحق المتعلق بالله عز وجل وهذه هي الصلة بين العبادة والتوحيد وخلاصتها انهم انهما يتفقان في ارادة التقرب. انهما يتفقان في ارادة التقرب ويفترقان فيما به الى الله يتقرب. ويفترقان فيما به الى الله يتقرب. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة واعظم ما نهى عنه هو الشيخ وهو دعوة غيره معه. والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها؟ فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم لما كانت الحنيفية مركبة من الاقبال على الله بالتوحيد والميل عن كل ما سواه بالبراءة من الشرك عرف المصنف التوحيد والشرك. والتوحيد له شرعا والتوحيد له معنيان شرعا احدهما عام وهو افراد الله بحقه احدهما عام وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والقصد والطلب. حق في المعرفة والاثبات. وحق في الارادة والقصد والطلب وينشأ من هذين الحقين ان الواجب لله في توحيده ثلاثة انواع. وينشأ من هذين الحقين ان الواجب لا هي في توحيده ثلاثة انواع توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية هو توحيد الاسماء والصفات والثاني خاص وهو افراد الله بالعبادة. والثاني خاص وهو افراد الله في العبادة والمعنى الثاني هو المعهود شرعا. والمعنى الثاني هو المعهود شرعا. فان التوحيد اذا اطلق في خطاب الشرع اريد به افراد الله بالعبادة. فان التوحيد اذا في الشرع اريد به افراد الله في العبادة فيكون قول المصنف التوحيد وهو افراد الله بالعبادة اقتصارا على المعهود الشرعي. اي على المعروف في خطاب الشرع عند الاطلاق والشرك يطلق في الشرع على معنيين احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره. والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغيره لله والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله والمعنى الثاني للشرك هو المعهود شرعا والمعنى الثاني للشرك هو المعهود شرعا ولذلك اقتصر عليه المصنف فقال واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه. لان الشرك يطلق في خطاب الشرع ويراد به الشرك المتعلق بالعبادة وتقدم ان الدعاء يقع أسماء للعبادة كلها. فقوله وهو دعوة غيه معه اي عبادة غير الله الله وعدل عن لفظ الصرف الى الشرك في بيان حده لامرين وعدل عن لفظ الصرف الى الشرك في بيان حده لامرين احدهما موافقة خطاب الشرع فان الجعل هو المعبر به في خطاب الشرع. قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم اي الذنب اعظم؟ فقال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. والاخر ان الجعل فيه معنى بالقلبي والتأله ان الجعل فيه معنى الاقبال القلبي والتأله. وهذا غير موجود في كلمة صرف وهذا غير موجود في كلمة صرف. لانها موضوعة لغة لتحويل الشيء عن وجهه. لانها موضوعة لغة لتحويل الشيء عن وجهه دون ملاحظة الجهة المحول اليها دون ملاحظة الجهة المحول اليها. واعظم ما امر الله به هو التوحيد واعظم ما نهى عنه هو الشرك. والدليل كما قال المصنف قوله تعالى واعبدوا الله ولا به شيئا. والاعظمية مستفادة من كون هذه الجملة صدر اية الحقوق العشرة. والاعظمية مستفادة من كون هذه الجملة صدر اية الحقوق العشرة وهي قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا الى تمام الاية. التي ذكر الله عز وجل فيها عشرة حقوق ثم قدم اولها الامر بالعبادة والنهي عن الشرك. ثم قدم اولها الامر بالعبادة والنهي عن الشرك والتقديم دال على الاهمية والتقديم دال على الاهمية اياه في علم منه ان الاعظمية التي ذكرها المصنف في الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك ليست مستفادة من اللفظ فحسب. فان اللفظ فيه الامر بالعبادة والنهي عن الشرك فان الله قال واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. فتدل هذه الجملة على الامر بعبادة الله والنهي عن الشرك به. ولكن الاعظمية مستفادة من السياق. ولكن الاعظمية مستفادة من السياق وهو ان الله قدمهما على بقية الحقوق المذكورة بعدهما وهي ان الله قدمهما على بقية الحقوق المذكورة بعدهما. فتستفاد حينئذ الاعظمية ويقال قالوا اعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك لقوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا على الوجه الذي تقدم ذكره افاده العلامة ابن قاسم العاصم في حاشيته على ثلاثة في الاصول وادلتها. واشار اليه المصنف تلميحا في احدى مسائل كتاب التوحيد. واشار اليه المصنف تلميحا في احدى مسائل كتاب التوحيد. وبهذا التقرير يعلم خطأ ومن زعم من شراح هذه الرسالة ان الاية لا تدل على الاعظمية. وانما تدل على الامر والنهي. لانه تبادر الى وهمه ان اللفظ بظاهره يدل على ذلك دون الدلالة على الاعظمية. وفاته ملاحظة سياق الاية المفيد ان الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك هو اعظم ما امر الله به ونهى عن نهى عنه لتقديمهما بين يدي سائر الحقوق العشرة العظيمة التي ذكرها الله عز وجل في تلك الاية ثم بين المصنف رحمه الله مسألة اخرى مرتبة على ما تقدم فقال فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة؟ الى اخره وقد علمت فيما سلف ان الله خلقنا للعبادة. وامرنا بها. ولا يمكن القيام بالعبادة الا بمعرفة ثلاثة اصول. ولا يمكن القيام بالعبادة الا بمعرفة ثلاثة اصول احدها معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة. معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة وثانيها معرفة كيفية ايقاع العبادة له. معرفة كيفية ايقاع العبادة وفعلها له وثالثها معرفة المبلغ عن المعبود. وثالثها معرفة المبلغ عن المعبود فلا يتأتى امتثال العبادة التي امرنا بها الا بمعرفة هذه الاصول الثلاثة. وهي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه. فالاصل الاول وهو معرفة المعبود يراد به معرفة الله والاصل الثاني وهو معرفة كيفية ايقاع العبادة وفعلها يراد به معرفة دين الاسلام والاصل الثالث وهو معرفة المبلغ عن المعبود يراد بها معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم ويعلم منه حينئذ ان كل امر بالعبادة هو امر بهذه الاصول الثلاثة. ويعلم منه ان كل امر بالعبادة هو امر بهذه الاصول الثلاثة. فاذا قيل لك ما دليل الاصول الثلاثة فقل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم. فان العبادة المأمور بها يتعذر امتثال الا بمعرفة معبود تجعل له العبادة وهو الله. ومعرفة كيفية لتلك العبادة وهي الدين. ومعرفة في المبلغ عن ذلك المعبود وهو الرسول صلى الله عليه وسلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فقيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبوده ليس لي معبود والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين. وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك عالم شرع المصنف رحمه الله يبين الاصل الاول وهو معرفة العبد ربه. فقال فاذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني الى اخره. ومعرفة الله على وجه الكمال. متعذرة في حق الخلق ومعرفة الله على وجه الكمال متعذرة في حق الخلق. لان كمال الله من ما يعجز المخلوقون عن الاحاطة به. لان كمال الله مما يعجز المخلوقون عن الاحاطة به فمعرفة الله عز وجل لا تنتهي الى حد. وكلما زاد ايمان العبد وعلمه معرفته بربه. ومن معرفة الله قدر يتعين على كل احد. وما زاد على هذا فالناس يتفاضلون فيه. واصول معرفة الله الواجبة على كل احد اربعة. واصول معرفة الله الواجبة على كل احد اربعة. اولها معرفة وجوده معرفة وجوده. فيؤمن العبد بانه موجود. وثانيها معرفة ربوبيته فيؤمن العبد بانه رب كل شيء وثالثها معرفة الوهيته معرفة الوهيته فيؤمن العبد بانه هو الذي يعبد بحق وحده فيؤمن العبد بانه هو الذي يعبد بحق وحده. ورابعها معرفة اسمائه وصفاته هاته معرفة اسمائه وصفاته. فيؤمن العبد بان لله اسماء حسنى وصفات علا. والدليل على وجوب هذه الاصول الاربعة في معرفة الله هو كما ذكر المصنف قوله تعالى الحمد لله رب العالمين فاما دلالتها على وجود الله فلان المعدوم لا يحمد. فاما دلالتها على وجود الله فلان المعدوم لا يحمد فلما ذكر حمده علم انه موجود. واما دلالتها على ربوبية الله ففي رب العالمين. واما دلالتها على ربوبية الله ففي قوله رب العالمين. ففيها اثبات الربوبية له. واما دلالتها على الوهيته ففي قوله الحمد لله اي مستحق لله ففي قوله الحمدلله اي مستحق لله فهو مستحق فهو مستحق لحمده سبحانه وتعالى على الوهيته واما دلالتها على اسمائه وصفاته ففيها اسمان هما الله ورب العالمين. واما دلالتها على اسمائه وصفاته ففيها اسمان هما الله ورب العالمين. وصفة تاني وهما الربوبية والالوهية. وصفتان هما الربوبية والالوهية فصارت فاتحة الفاتحة دالة على الاصول الاربعة في معرفة الله الواجبة على كل احد من خلقا. وقول المصنف رحمه الله تفسيرا للعالمين. وكل من سوى الله عالم هي مقالة تبع فيها غيره من المتأخرين. وحقيقتها اصطلاح جرى به لسان علماء الكلام فشاع وذاع وحقيقتها اصطلاح جرى به لسان علماء الكلام فشاع وذاع لا اصل له في الوضع اللغوي. ولا اصل له في الوضع اللغوي. فان العرب لم تضع اسم العالمين على ما سوى الله. فان العرب لم تضع اسم العالمين على ما سوى الله افاده الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير. افاده الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير وبيان ذلك ان علماء المنطق رتبوا مقدمة مشهورة فقالوا الله قديم. ثم قالوا في مقدمة اخرى العالم فانتجت هاتان المقدمتان ان كل ما سوى الله عالم وشهرت هذه النتيجة المنطقية التي بنى عليها علماء الكلام اصولا لهم شهرت حتى انها حقيقة لغوية وليس الامر كذلك. فان اسم العالمين في وضع العرب هو للاجناس المشتركة المتشابهة من المخلوقات. فالجنس الذي يقع الاشتراك فيه من المخلوقات يسمى عالما. فيقال عالم الملائكة ويقال عالم ويقال عالم الجن فيما كان متجانسا متشابها من المخلوقات وليست كل مخلوقات الله عز وجل جنسا متشابها مشتركا. بل يكون منها احاد منفردة لا جنس لها كالعرش والكرسي الالهي كالعرش والكرسي الالهي. فانهما فردان لا جنس وهما من مخلوقات الله سبحانه وتعالى. ولا يشملها اسم العالمين عند العرب لان اسم العالمين عند العرب يختص بالجنس المتشابه المشترك بين المخلوقات وجريان هذه القاعدة المنطقية كل ما سوى الله عالم اوهم ان ذلك هو موضوعها اللغوي وليس الامر كذلك على ما سبق بيانه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا قيل لك بما عرفت ربك؟ فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر من مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والارضون السبع ومن فيهن وما بينهما. والدليل قوله تعالى لخلق والارض اكبر من خلق الناس. وقوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش الليل النهار يطلبه حديثا. والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره. الا له الخلق قوى الامر تبارك الله رب العالمين. لما ذكر المصنف رحمه الله ان الله هو الرب بين دليله كشف عن الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل. والدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل شيئا والدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل شيئا. احدهما التفكر في اياته الكونية احدهما التفكر في اياته الكونية والاخر التدبر في اياته الشرعية والاخر التدبر في اياته الشرعية وهما مذكوران في قول المصنف باياته. وهما مذكوران في قول المصنف اياته لان ايات الله شرعا لها معنيان. لان ايات الله شرعا لها احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات. احدهما الايات نية وهي المخلوقات والاخر الايات الشرعية وهي ما انزله الله من الكتب والاخر الايات الشرعية وهي ما انزله الله من الكتب. فيكون قول المصنف بعد ومخلوقاته من عطف الخاص على العام. فيكون قول المصنف بعد ومخلوقاته من عطف الخاص على العام لان المخلوقات بعض الايات. لان المخلوقات بعض الايات. وهي تختص بالايات الكونية وهي تختص بالايات الكونية. ثم ذكر المصنف ان من ايات الله الليل والنهار او الشمس والقمر وان من مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبع ومن فيهن وما بينهما والليل والنهار والشمس والقمر والسماوات والارض ومن فيهن وما بينهما كلها تدخل في جملة الايات الكونية وتسمى مخلوقات. ومع ذلك فرق المصنف بينهما فجعل الليل والنهار والشمس والقمر ايات. وجعل السماوات والارض مخلوقات. وموجب هذا التفريق هو ملاحظة السياق القرآني وموجب هذا التفريق هو ملاحظة السياق القرآني. فان اكثر ما يكون في القرآن اذا ذكر الليل والنهار والشمس والقمر ذكرهن باسم الاية واذا ذكرت السماوات والارض ذكرتا باسم الخلق. فما جرى به كلام المصنف هو موافق للاغلب الشائع في القرآن. واتفق وقوع ذلك في القرآن ملاحظة للمعنى اللغوي. ووقع اتفاق ذلك في القرآن ملاحظة للمعنى لغوي فان معنى الاية في كلام العرب العلامة. فان معنى الاية في كلام العرب العلامة ووجود هذا المعنى في الليل والنهار والشمس والقمر اظهر ووجود هذا المعنى في الليل والنهار والشمس والقمر اظهر فانهن علامات يظهرن ويغبن فان النهار يطلع ثم يتبعه الليل والشمس تبزغ ثم تغيب فيطلع القمر. واما والارض فجعلت مخصوصتين باسم المخلوقات لان اصل الخلق في كلام العرب قدير لان اصل الخلق في كلام العرب التقدير. وهما مقدرتان على هذه الصورة لا يتغيران وهما مقدرتان على هذه الصورة فهما لا يتغيران فصورة الارض والسماء التي تبدو لنا ثابتة ثابتة غير متغيرة. فيكون كلام المصنف موافقا للسياق القرآني. ويكون موجب السياق القرآني هو ملاحظة المعنى اللغوي فلما كان معنى الاية وهي العلامة اظهر في الليل والنهار والشمس والقمر جعل اسما لهن. ولما كان معنى الخلق اظهروا في اظهر في السماوات والارض جعل اسما لهما وهذا الموضع من المواضع التي اشكلت على بعض شراح ثلاثة الاصول فزعم انه لا وجه للتفريق بينها والامر في حقيقة الحال باعتبار انهما انها جميعا باعتبار انها جميعا ايات مخلوقات نعم لكن باعتبار ملاحظة السياق القرآني فلا فان السياق القرآني فرق بينها على الوجه الذي تقدم اما ذكره وقول المصنف رحمه الله تعالى باياته يتناول كما تقدم الايات الشرعية ايات الكونية لعموم لفظة ايات لكن الظاهر انه اراد الكونية وهي المخلوقات للامثلة التي ساقها. لكن الظاهر انه اراد الايات الكونية للامثلة التي ساقها لان الايات الكونية ابين في الدلالة على ربوبية الله عز وجل ان الايات الكونية ابين في الدلالة على ربوبية الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله والرب هو المعبود والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء نزل من السماء ماء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزق قال لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة. لما بين المصنف رحمه الله الدليل المرشد الى معرفة الله عز وجل ذكر ان الرب هو المستحق للعبادة. فمعنى قوله والرب هو المعبود اي والرب هو المستحق ان يكون معبودا. اي والرب هو المستحق ان يكون معبودا. فليس ما ذكره تفسيرا لمعنى الرب فان الرب في اصح قولي اهل اللغة لا يقع على معنى المعبود بل مراده بيان استحقاق الرب للعبادة. اي لاجل ربوبيته فهو يستحق ان يكون معبودا. وذكر الدليل الدالة على ذلك وهو الامر بالعبادة في قوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم مع ذكر موجبها وهو وقوله الذي خلقكم والذين من قبلكم الى تمام الاية والتي بعدها. ففيها ذكر موجب استحقاق فالاقرار بالربوبية يستلزم الاقرار بالالوهية. فالاقرار بالربوبية الاقرار بالالوهية. فمن اذعن لله عز وجل بربوبيته. واعتقد ان الله عز وجل هو الخالق المدبر لهذا الكون وجب عليه ان يجعل عبادته لله وحده. فالربوبية مرقاة الهية فالربوبية مرقاة الالوهية. فمقصود المصنف هنا بيان استحقاق الله للعبادة لانه هو الرب سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وانواع العبادة التي الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان. ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة. والخشوع والخشية الانابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر. وغير ذلك من انواع العبادة التي امر الله بها كل لله تعالى والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا عبادة الله لها معنيان في الشرع احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. احدهما عام وهو امتثال خطاب شرع المقترن المقترن بالحب والخضوع. والثاني خاص. وهو التوحيد والثاني خاص وهو التوحيد. وعبر بالخضوع في بيان المعنى العام للعبادة دون الذل احدهما موافقة الخطاب الشرعي احدهما موافقة الخطاب الشرعي. لان الخضوع مما يعبد به الله. لان الخضوع مما ما يعبد به الله بخلاف الذل فيكون الخضوع شرعيا دينيا وكونيا قدريا. فيكون الخضوع شرعيا دينية وكونيا قدريا اما الذل فهو كوني قدري اما الذل فهو كوني قدري. وليس دينيا شرعيا فيتقرب الى الله بالخضوع ويكون عبادة له ولا يتقرب الى الله بالذل ولا يكون عبادة له وفي صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قظى الله الامر من السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله. وخضوع الملائكة عبادة لربهم وروى البيهقي باسناد صحيح في قنوت عمر انه كان يقول ونؤمن بك ونخضع لك والاخر ان الذل ينطوي على الاجبار والقهر ان الذل ينطوي على الاجبار والقهر وفي ذلك محظوران وفي ذلك محظوران احدهما ان قلب الدليل فارغ من الاقبال بالتعظيم ان قلب الذليل فارغ من الاقبال بالتعظيم الذي هو حقيقة العبادة والاخر انه يتضمن نقصا لا يناسب مقام عبادة الله. انه يتضمن نقصا لا يناسب مقام عبادة الله المورثة كمال الحال ومنه قوله تعالى خاشعين من الذل. وقوله ترهقهم ذلة. فالعبادة تجمع الحب والخضوع لا الحب والذل. وفي ضبط ذلك نظما قلت وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما قطبان. وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما قطبان والذل قيد ما اتاه في وحينا. والذل قيد ما اتى في وحي والوحي قطعا اكمل التبيان. والوحي قطعا اكمل التبيان. ويوجد في كلام جماعة من المحققين كابن تيمية وتلميذيه ابن القيم وابن كثير ان العبادة تجمع الحب والخضوع. وهو الموافق لما سبق فما وقع في كلامهم وكلام غيرهم يعدل عنه لما سبق تقريره ويحمل ما ذكروه على ارادة ذل خاص. وهو ذل الاختيار. لا ذل الاجبار. وذل الاختيار هو المعبر عنه شرعا باسم الخضوع. ودل الاختيار هو المعبر عنه شرعا بالخضوع. وما به شرعا مقدم على غيره. وما في كلام بعض علماء اللغة من تفسير الخضوع بالتذلل فهو على ارادة التقريب. فهو على ارادة التقريب لا انه يفي بالافصاح عن معناه كمال الافصاح. فان بينهما فرقا عند محقق لغويين وممن نص على الفرق بينهما ابو هلال العسكري في كتاب الفروق اللغوية. فجعل الذل مختصا بالاكراه. فلا يقع اسم الذل الا فلا يقع اسم الذل الا مع وجود القهر والاكراه وانواع العبادة كلها لله تعالى. قال الله تعالى وان المساجد لله لا تدعو مع الله احدا ودلالة الاية على الاصل المذكور من وجهين ودلالة الاية على الاصل للمذكور من وجهين احدهما في قوله وان المساجد لله احدهما في قوله وان المساجد لله ومدار المذكور في تفسيرها على اختلافه ومدار المذكور في تفسيرها على اختلافه ارجعوا الى ان العبادة والاجلال والخضوع كله لله. يرجع الى ان العبادة والاجلال والخضوع كله لله والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا وهو نهي عن دعوة غيره وهو نهي عن دعوة غيره. والدعاء يقع في خطاب الشرع اسما للعبادة كلها. والدعاء يقع في خطاب الشرع اسما للعبادة كلها. ومنه حديث النعمان رضي الله عنه الدعاء هو ومنه حديث النعمان رضي الله عنه مرفوعا الدعاء هو العبادة. رواه اصحاب السنن باسناد صحيح فمعنى الاية اعبدوا الله وحده. ولا تعبدوا معه احدا. اعبدوا الله ولا تعبدوا معه احدا والجمع بين الاثبات والنفي ابلغ الحصر للعبادة. والجمع بين الاثبات والنفي ابلغ اصل للعبادة انها حق متمحض لله عز وجل لا تكون لاحد سواه نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر. والدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. ذكر المصنف رحمه الله ان من صرف شيئا من العبادات لغير الله فهو مشرك واستدل باية المؤمنون ووجه الدلالة منها في قوله انه لا يفلح الكافرون وجه الدلالة منها في قوله انه لا يفلح الكافرون. مع قوله في اولها ومن يدعو مع الله الها اخر فانه يدل على ان المذكور من افعال الكافرين. فانه يدل على ان المذكور من افعال والمذكور فيها هو عبادة غير الله. والمذكور فيها هو عبادة غير الله واشير اليها بالدعاء فمعنى قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر ومن يعبد مع الله الها ومن يعبد مع الله الها الاخر وتوعده بالحساب تهديد له. وتوعده بالحساب تهديد له اقترفه من دعوة غير الله كفر به وما اقترفه من دعوة غير الله كفر به ولذلك قال الله عز وجل خبرا عن حاله انه لا يفلح الكافرون. فهو بما فعل كافر بالله سبحانه وتعالى ونفي الفلاح عنه دال على خسرانه الخسران المبين. ومعنى قوله لا برهان له به. اي لا حجة له عليه ومعنى قوله لا برهان له به اي لا حجة له عليه. وهذا قيد ملازم لكل من دعا غير الله عز وجل فمن دعا غير الله عز وجل فانه لا برهان له على ان ذلك المعبود من دون الله له حق من العبادة والدعوة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي الحديث الدعاء العبادة والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عباده سيدخلون جهنم داخرين. ودليل الخوف قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه جاءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له. ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقوله تعالى قل اعوذ برب الناس ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله ودليل النذر قوله تعالى يوفوا بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا شرع المصنف رحمه الله يورد انواعا من العبادة. فذكر اربع عشرة عبادة يتقرب بها الى الله. وابتدأها بالدعاء. وجعل الحديث المذكور الترجمة له فقوله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة شروع في جملة جديدة من الكلام فتقدير سياقه قياسا على نظائره الاتية بعده. ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. فليس ذكر الحديث متعلقا بالمسألة السابقة. بل هو ابتداء لجملة جديدة. واختار رحمه الله تعالى الاشارة الى ذلك بالترجمة له تبعا لطريقة غيره من الائمة كابي عبدالله البخاري فانه ربما ترجم في صحيحه بباب ذكر فيه حديثا ضعيفا. فيقول باب كذا ويذكر في الترجمة حديثا ضعيفا. بدلالته على ما يريد ان يسوق حديث الباب لاجله. فقول المصنف وفي الحديث الدعاء مخ العباد اراد به الانباه الى الشروع في جملة جديدة وهي عد العبادات. مبتدأة بالدعاء واختار للدلالة على هذا المقصد الترجمة بالحديث المذكور وهو حديث ضعيف رواه الترمذي وغيره ودعاء الله شرعا له معنيان احدهما عام ودعاء الله شرعا له معنيان احدهما عام وهو امتثال وبالشرع المقترن بالحب والخضوع. وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع فيقع أسماء للعبادة كلها. فيقع أسماء للعبادة كلها. لأن العبادة تطلق في العام على هذا لان العبادة تطلق في معناها العام على هذا كما سبق ذكره ويسمى اهذا دعاء العبادة ويسمى هذا دعاء العبادة. والاخر خاص وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه. او دفع ما يضره ورفعه او دفع ما يضره ورفعه ويسمى دعاء المسألة. ويسمى دعاء المسألة هذه هي العبادة الاولى والعبادة الثانية هي الخوف وخوف الله شرعا وفرار القلب الى الله ذعرا وفزعا فخوف الله شرعا هو فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا والعبادة الثالثة هي الرجاء ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل. مع بذل جهدي وحسن التوكل والعبادة الرابعة هي التوكل والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه هو اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه والعبادة الخامسة هي الرغبة والعبادة السادسة هي الرهبة. والعبادة السابعة هي الخشوع وقرن المصنف بينها الاشتراكها في الدليل. وقرن المصنف بينها باشتراكها في دليل والرغبة الى الله شرعا هي ارادة مرضات الله في الوصول الى المقصود ارادة مرضات الله في الوصول الى المقصود. محبة له ورجاء محبة له ورجاء والرهبة من الله شرعا هي فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا هي فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا. مع عمل ما يرضيه. مع عمل ما يرضيه والخشوع لله شرعا هو فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له هي فرار القلب هو فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له والعبادة الثامنة هي الخشية وخشية الله شرعا هي فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع العلم بالله وبامره والخشية لله شرعا هي فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع العلم بالله وبامره وهؤلاء العبادات اللواتي سبقن قريبا وهن الرهبة والخشوع والخشية مشتركات في اصلهن الذي يرجع الى الخوف. ثم يفترقن بما يقترن بهن من المعاني التي اوجبت تغايرهن فان فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا ان اذا اقترن بالعلم بالله وبامره صار خشية واذا اقترن بالخضوع له صار خشوعا. واذا اقترن بعمل ما يرضيه صار رهبة. والعبادة التاسعة هي الانابة والانابة الى الله شرعا هي رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء. رجوع القلب الى والله محبة وخوفا ورجاء هو العبادة العاشرة هي الاستعانة. والاستعانة بالله شرعا هي طلب العون من الله في للوصول الى المقصود طلب العون من الله في الوصول الى المقصود. والعون هو المساعدة والعبادة الحادية عشرة هي الاستعاذة والاستعاذة بالله شرعا هي طلب العوذ من الله عند ورود المخوف هي طلب العوذ من الله عند ورود المخوف والعوذ هو الالتجاء والاعتصام والعبادة الثانية عشرة هي الاستغاثة والاستغاثة بالله شرعا هي طلب الغوث من الله عند ورود الضرر. هي طلب الغوث من الله عند ورود الضرر والغوث هو المساعدة في الشدة والغوث هو المساعدة في الشدة. والعبادة الثالثة عشرة هي الذبح والذبح لله شرعا هو قطع العبد الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام. هو قطع العبد المريء والحلقوم من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة معلومة. تقربا الى الله على صفة معلومة وتفسيره بسفك الدم من تفسيره باللازم وتفسيره بسفك الدم من تفسيره باللازم. واللفظ يفسر بما وضع له في لغة العرب بلازمه واللفظ يفسر بما وظع له في كلام العرب لا بلازمه. وهذا انباه الى ان المذكور في كلام بعض اهل العلم من تفسير الذبح بسفك الدم ليس تفسيرا لحقيقته لان حقيقته هي قطع الحلقوم والمريء. واذا قطع الحلقوم والمريء انهر الدم فخرج الدم من المذبوح. وليس مطلق خروج الدم يسمى ذبحا. فلو قدر ان احد ضرب دابة في جنبها فخرج الدم منها وصار سفكا فان هذا لا يسمى عند العرب ذبحا لاختصاص حقيقة الذبح عندهم بقطع الحلقوم والمريء. ومن قواعد العلم ان اللفظ يفسر بما لا بلازمه. فلا يقال حينئذ ان الذبح لله شرعا هو سفك الدم من بهيمة الانعام الى اخر ذلك لان هذا تفسير للذبح بلازمه. بل يصرح بحقيقته المعروفة في كلام العرب التي جاءت الشريعة بها وهي قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة معلومة بهيمة الانعام هي الابل والبقر والغنم. وبها اختصت الذبائح الشرعية. كالاضحية والهدي والعقيقة وما عداها لا يتقرب بذبحها. وما عداها لا يتقرب بذبحها اه بل يتقرب بما يلحق ذلك. فمن اراد ان يتقرب الى الله بعبادة الذبح لزمه ان المذبوح واحدا من بهيمة الانعام. فاذا ذبح المرء دجاجة فانه لا مقيما لهذه العبادة. فان ذبح الدجاجة ليس قربة الى الله عز وجل بفعل العبد لان الادلة قامت على تخصيص الذبائح الشرعية ببهائم الانعام. فلا يكون التقرب بغيرها من جملة في عبادة الذبح ومن مشاهد ذلك في الشرع ان الركوع من الافعال التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. لكن التقرب بالركوع لا يكون الا في حال واحدة. وهي الصلاة. فلو قدر ان عبدا قام ثم اتجه الى القبلة ثم ركع في غير صلاة فانه لا يكون متقربا بالركوع. لان الشرع لم يأتي بالتقرب والركوع الا على كونه واقعا في الصلاة وكذا لم يأتي في الشرع التقرب بالذبائح الا على بهيمة الانعام. فمن اراد ان يتقرب الى الله بذبيحة يريد بها ان يكون ممن سفك الدم من بهيمة الانعام تقربا الى الله ان يكون ذلك المذبوح من بهيمة الانعام. ولو قدر ان احدا ذبح لغير الله جاجة فانه يكون مشركا وشركه ليس من جهة انه ذبح دجاجة والذبيحة هذه لا يتقرب بها عندنا ولكن لانه اراد التقرب الى ذلك المعبود من دون الله سبحانه وتعالى. فلما وجدت ارادة التقرب صار كافرا. واما عندنا فانها لا تكون عبادة شرعية كما ان الركوع عندنا الذي لا يكون في صلاة ليس عبادة شرعية يتقرب بها الى الله عز وجل والعبادة الرابعة عشرة هي النذر والنذر لله شرعا يقع على معنيين. والنذر لله شرعا يقع على معنيين احدهما عام وهو الزام العبد نفسه لله تعالى امتثال خطاب الشرع وهو الزام العبد نفسه لله تعالى امتثال خطاب الشرع اي الالتزام بدين الاسلام كله. اي الالتزام بدين الاسلام كله اخر خاص وهو الزام العبد نفسه لله تعالى وهو الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق. نفلا معينا غير معلق. وهذا الحد الشرعي للنذر في معناه الخاص يتحقق معه كون النذر عبادة وفق قيوده المذكورة فقولنا نفلا خرج به الواجب لانه لازم للعبد اصالة. فقولنا نفلا خرج به الواجب لانه لازم للعبد اصالة. فلو ان احدا نذر ان يصلي لله الظهر كان نذره لغوا. لانه مأمور بصلاة الظهر اصلا. وقولنا معينا خرج به المبهم. لان المبهم لا يترتب عليه فعل نفل. بل فيه الكفارة لان المبهم لا يترتب عليه فعل نافلين بل فيه الكفارة فلو ان انسانا قال لله علي نذر ثم لم يعين ذلك النذر فانه لم ان تقع له قربة بنفل. وقولنا غير معلق خرج به ما كان على وجه العوظ والمقابلة خرج به ما كان على وجه العوض والمقابلة المتعلقة بحصول المقصود. المتعلقة بحصول المقصود كقول العبد لله علي ان رد غائب او شفا مريضي ان اصوم ثلاثة ايام. فهذا نذر وقع على وجه المقابلة والعوظ فلا يكون مما يطلب التقرب به الى الله عز وجل مع وجوب الوفاء به نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله اي اصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله. وهو ثلاث مراتب. الاسلام والايمان الاحسان لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الاول اتبعه ببيان الاصل الثاني. وهو معرفة العبد دين الاسلام بالادلة والدين يطلق بالشرع على معنيين والدين يطلق في الشرع على معنيين احدهما عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته احدهما عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته والاخر خاص وهو التوحيد والاخر خاص وهو التوحيد. والاسلام الشرعي له اطلاقا قال والاسلام الشرعي له اطلاقان احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله وهذا دين الانبياء جميعا وحقيقته الاستسلام لله بالتوحيد وحقيقته الاستسلام لله بالتوحيد. والامران المذكوران بعده وهما الانقياد لله بالطاعة والبراءة من الشرك واهله هما من جملة الاستسلام لله بالتوحيد وافردا بالذكر اعتناء بهما ووفد بالذكر اعتناء بهما. فاذا قيل الاسلام في معناه العام هو الاستسلام لله كان كافيا في بيان حقيقته. وزيادة الجملتين المذكورتين بعده بهما لمنزلتهما من الاستسلام لله بالتوحيد والاخر خاص وله معنيان ايضا والاخر خاص وله معنيان ايضا الاول الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم الاول الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فانه يسمى اسلاما ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين بني الاسلام على خمس الحديث اي بني الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم على خمس. وحقيقته شرعا استسلام الباطن والظاهر لله استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. على مقام المشاهدة او المراقبة والثاني الاعمال الظاهرة. والثاني الاعمال الظاهرة فانها تسمى اسلام من فانها تسمى اسلاما. وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان احسان وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان الاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم له ثلاث مراتب كما ذكره المصنف الاولى مرتبة الاعمال الظاهرة وتسمى الاسلام. الاولى مرتبة الاعمال الظاهرة وتسمى الاسلام والثانية مرتبة الاعتقادات الباطنة والثانية مرتبة الاعتقادات الباطنة وتسمى الايمان والثالثة مرتبة اتقانهما مرتبة اتقانهما وتسمى الاحسان ومن اهم مهمات الديانة معرفة الواجب عليك في هذه المراتب في اسلامك وايمانك واحسانك والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول. والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول فالاصل الاول الاعتقاد فالاصل الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه. وجماعه اصول الايمان الستة التي ستأتي وجماعه اصول الايمان الستة التي ستأتي. والحق من الاعتقاد ما جاء به الشرع والحق من الاعتقاد ما جاء به الشرع. والاصل الثاني الفعل. والاصل الثاني الفعل والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية ظاهرا وباطنا للشرع موافقة حركات العبد الاختيارية باطنا وظاهرا للشرع امرا امرا وحلا للشرع امرا وحلا والحركات الاختيارية هي ما صدر عن ارادة وقصد. والحركات الاختيارية هي ما صدر عن ارادة وقصد والامر هو الفرض والامر هو الفرض والنفل. والامر هو الفرض والنفل. والحل هو الحلال. فينبغي ان تكون افعال العبد الاختيارية باطنا وظاهرا دائرة بين الامر والحلال وفعل العبد نوعان وفعل العبد نوعان احدهما فعله مع ربه احدهما فعله مع ربه وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له. كالصلاة والزكاة والصيام والحج وتوابعها وتوابعها من الشروط والمبطلات والاركان وغيرها. والاخر فعله مع الخلق والاخر فعله مع الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة مع الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة مع الخلق كافة. والاصل الثالث الترك والاصل الثالث الترك. والواجب فيه موافقة ترك الفعل. واجتنابه مرضاة الله عز وجل موافقة ترك الفعل واجتنابه مرضاة الله عز وجل وجماعه علم المحرمات الخمس وجماعه علم المحرمات الخمس التي اتفقت عليها الانبياء وهي الفواحش والاثم والبغي والشرك والقول على الله بغير علم. وهي الفواحش والبغي والاثم والشرك والقول على الله بغير لعلم وما يرجع اليها ويتصل بها من توابعها. وتفصيل ما يجب من هذه الاصول الثلاثة اعتقاد والفعل والترك لا يمكن ضبطه لاختلاف الناس في اسباب العلم الواجب ذكره ابو عبد الله ابن القيم في مفتاح دار السعادة وهذه المسألة مع جلالتها في معرفة ما يجب على العبد في دينه اسلاما وايمانا واحسانا لم حققها كما ينبغي فيما علمت سوى ابن القيم في مفتاح دار السعادة فانه شيد هذا الاصل اقام بما ذكر محصله في الكلمات السابقات. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وكل مرتبة لها اركان فاركان الاسلام خمسة. والدليل من السنة حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله اقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. كل مرتبة من مراتب الدين الثلاث. اللواتي تقدمن لهن اركان فاركان الاسلام خمسة هي المذكورة في حديث ابن عمر المتفق عليه الذي ذكره المصنف واركان الايمان ستة. وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله. واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره وسيأتي ذكرها فيما يستقبل. واركان الاحسان اثنان واركان الاحسان اثنان احدهما ان تعبد الله احدهما ان تعبد الله والاخر ان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام شاهدتي او المراقبة ان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة احسن الله اليكم قال رحمه الله والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. وقوله الا ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. ودليل الشهادة في قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو الملائكة واولو العلم قائما لا اله الا هو العزيز الحكيم. ومعناها لا معبود بحق الا الله. لا اله نافيا ما يعبد من دون الله الا الله مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته. كما انه لا شريك له في ملكه وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني. الاية وقوله قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله. الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا او ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا يا مسلمون ودليل شهادة ان محمدا رسول الله قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر واجتناب ما عنهنا وزجر والا يعبد الله الا بما شرع. ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد. قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك فدين القيمة ودليل الصيام قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ودليل الحج قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني عن العالمين. لما بين صنفوا رحمه الله حقيقة دين الاسلام ومراتبه واركانه قال والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام اي الدليل على ان الدين الذي يجب اتباعه هو الاسلام قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. ثم سرد المصنف اركان الاسلام مقرونة بادلتها والشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله الله عليه وسلم بالرسالة والشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي صلاة اليوم والليلة وهي الصلوات الخمس والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المعينة في الاموال. والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المعينة في الاموال والصيام الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صيام رمضان في كل سنة والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج بيت الله الحرام مرة في العمر. هو حج بيت الله الحرام مرة في العمر. فما زاد عن هذه الاقدار مما يرجع الى شيء من من اركان الاسلام فانه لا يكون من جملة الركن وان كان واجبا. ومن مثل زكاة الفطر. فان زكاة الفطر مما يرجع الى اصل الزكاة. لكنها لا تدخل في الزكاة التي هي ركن الاسلام. باختصاص الزكاة التي هي ركن الاسلام بالزكاة المعينة في الاموال فما قيل بوجوبه مما يرجع في اصله الى شيء من هذه الاركان لا يلزم ان يكون من جملة الركن صيام النذر او حج النذر فانهما واجبان لاجل النذر لكنهما ليسا من جملة ذلك الركن. فلو قدر ان احدا حج بيت الله الحرام ثم عن ان له ان ينذر لله حجا في عام قابل. ثم ترك هذا الحج. فانه ترك ندرا واجبا لكنه لم يترك الحج الذي هو ركن الاسلام. فانه اسقطه عنه بما تقدم من فعله في حجه السابق الى بيت الله الحرام. وذكر المصنف رحمه الله تعالى معنى الركنين الاولين دون بقية الاركان لشدة الحاجة اليهما. وقول لا اله الا الله جامع بين والاثبات نفي جميع ما يعبد من دون الله واثبات العبادة لله وحده. ويبين فيها قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون. ويبين اثبات قوله تعالى في الاية الا الذي فطرني. فالاية المذكورة مبينة للنفي والاثبات الكائن في كلمة التوحيد لا اله الا الله وان نفيها يراد به نفي جميع بما يعبد من دون الله وان اثباتها يراد به اثبات العبادة لله وحده. وقول المصنف في معنى ان محمدا رسول الله والا يعبد الله الا بما شرع يعود فيه الضمير المستتر في الفعل لشرع الى الاسم الاحسن الله. فتقدير الكلام والا يعبد الله الا بما شرع اهو الله ولا يرجع الى الرسول صلى الله عليه وسلم. لان الرسول ليس له حق الشرع. فالشرع حق خاص بالله لا يكون للرسول صلى الله عليه وسلم ولا لغيره. والرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ عن ربه فلا يقال قال الشارع على ارادة غير الله ولو كان الرسول صلى الله عليه ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم. ومثله الزجر عن التعبير بقولهم المجلس تشريعي او المشرع فان هذه لا تكون الا لله سبحانه وتعالى. وكان من خبر شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى انه اريد احداث مجلس تشريعي في هيئة حكومية في هذه البلاد باسم المجلس التشريعي فكتب رحمه الله الى ولي الامر بان ذلك لا يجوز وانه لا ينبغي ان تسمى فالمجالس بهذا الاسم فلم يسمى ذلك المجلس بهذا الاسم ولله الحمد. ويعلم ان الشرع كن خاص لله عز وجل لا يضاف الى النبي صلى الله عليه وسلم من وجهين عظيمين. احدهما انه لم يقع في خطاب الشرع اضافة الشرع الى غير الله. احدهما انه لم يقع في خطاب الشرع اضافة الشرع الى غير الله فلم يأتي مضافا في القرآن والسنة الا الى الله واضطراد ذلك يدل على اختصاصه به سبحانه وتعالى. والاخر انه لم يوجد في كلام احد من الصحابة انه لم يوجد في كلام احد من الصحابة انه قال شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم بل قالوا فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهما فرق فان التشريع وضع ما يتقرب به الى الله. فان التشريع وضع ما يتقرب وبه الى الله واما الفضل والسن فهو بيان لشرع الله بتبليغه. واما الفرض والسن فهو بيان لشرع الله بتبليغه. واشرت الى هذا بقول شعرا الشرع حق الله دون رسوله بالنص اثبت لا بقول فلان الشرع حق الله دون رسوله بالنص اثبت دون قول فلان. اوما رأيت الله حين اشاده ما في الايات ذكر الثاني او ما رأيت الله حين اشاده ما جاء في الايات ذكر تاني وجميع صحب محمد لم يخبروا شرع الرسول وشاهدي برهان وجميع صحب محمد لم يخبروا شرع الرسول وشاهدي برهان. وفي الرسالة التي ذكرتها لكم ان لشيخنا ابن باز اطلاق بان الشارع لا يجوز اطلاقه على النبي صلى الله عليه وسلم. وانه لا يذكر فعلا الا لله عز وجل فما وقع في كلامه هو وغيره وهل عن هذا التحقيق الذي ذكره في كلامه اليه وهو الموافق لادلة القرآن والسنة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله المرتبة الثانية الايمان وهو بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء او شعبة من الايمان واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خير وشره كله من الله. والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم انقذ المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. الايمان في الشرع له الايمان في الشرع له معنيان. احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. على مقام المشاهدة او المراقبة وهذا الحد جامع لمراتب الدين بمعانيها الخاصة. وهذا الحد جامع لمراتب دين بمعانيها الخاصة فيقع أسماء للدين كله فيقع اثما للدين كله. مع ملاحظة جميع متعلقاته وموارده مع ملاحظة جميع متعلقاته وموارده. فهو موافق لما ذكره السلف ان الايمان قول وعمل. فهو موافق لما ذكره السلف ان الايمان قول عمل والثاني او الاخر خاص. وهو الاعتقادات الباطنة. والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة فانها تسمى ايمانا. فانها تسمى ايمانا. وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان. وهذا المعنى هو المقصود ما قرن الايمان بالاسلام والاحسان. وللايمان شعب كثيرة اعلاها قول لا اله الا الله ادناها اماطة الاذى عن الطريق. اي ازاحته ونقله. والحياء شعبة من الايمان. ثبت ذلك في في الصحيحين من حديث ابي هريرة واختلف لفظهما في عدد شعب الايمان. فلفظ البخاري بضع وستون شعبة فلفظ البخاري بضع وستون شعبة. ولفظ مسلم بضع وسبعون شعبة وعنده ايضا على الشك بضع وستون او وسبعون شعبة. والمحفوظ منها هو لفظ البخاري ان الايمان بضع وستون شعبة. والمحفوظ منها هو لفظ البخاري ان الايمان بضع وستون شعبة. وشعب الايمان هي خصاله واجزاؤه الجامعة له الايمان هي اجزاؤه وخصاله الجامعة له. ومنها قولي كقول لا اله الا الله وعملي كاماطة الاذى عن الطريق وقلبي كالحياء. وجمعت شعب الايمان بانواعها ثلاثة في حديث ابي هريرة المشار اليه والايتان اللتان ذكرهما المصنف دالتان على اركان الايمان الستة ورأس ما ينبغي تعلمه من اركان الايمان الستة معرفة القدر الواجب من الايمان بكل ركن. مما هو واجب على العبد ابتداء لا يسعه جهله. فكل ركن من اركان الايمان من معرفته قدر متعينة على كل احد. دل عليها استقراء ادلة الشرع ليصحح بها ايمان العبد. فاذا عدم ذلك القدر لم يصحح ايمانه قدر الواجب المجزئ من الايمان بالله هو الايمان بوجوده. فالقدر الواجب من الايمان بالله هو الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة هو الايمان بوجود ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى. له الاسماء الحسنى والصفات علا والقدر الواجب المجزئ من معرفة من الايمان بالملائكة هو الايمان بانهم خلق من خلق الله هو الايمان بانهم خلق من خلق الله وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالكتب هو الايمان بان الله انزل على من شاء من الرسل كتبا. هو الايمان بان الله انزل على من شاء من الرسل كتبا هي كلامه عز وجل. هي كلامه عز وجل ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه. ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه. وكلها منسوخة بالقرآن وكلها منسوخة بالقرآن والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالرسل هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم ليأمروهم بعبادة الله ليأمروهم بعبادة الله وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم. وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم والقدر الواجب المجزئ من الايمان باليوم الاخر هو الايمان بالبعث في يوم من عظيم هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو يوم القيامة لمجازاة الخلق لمجازاة الخلق فمن احسن فله الحسنى وهي الجنة ومن اساء فله ما عمل جزاؤه النار فمن احسن فله الحسنى وهي الجنة ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار. والقدر الواجب المجزي من الايمان بالقدر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر ازلا. ولا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه ولا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه. فهذه الجملة هي عمود الاقدار المجزئة من الايمان بكل ركن من اركان الايمان. مما لا العبد جهله ابتداء ولا يصحح ايمانه الا به. وما وراء ذلك فاما ان يكون واجبا عليه ببلوغ الدليل له او لا يكون واجبا عليه اصلا فلو قدر ان عاميا سئل عن الايمان بالملائكة وهو يزعم انه مسلم فانه كاذب في دعواه اذا قال ليس هناك شيء اسمه الملائكة. لانه جهل من الايمان بالملائكة القدر الذي لا يسعه جهله وهو معرفة الملائكة وانهم خلق من من خلق الله عز وجل. ولو قدر انه سئل عن الملائكة فقال نعم هم خلق من خلق الله صار ايمانه صحيحا. فاذا قيل له هل منهم جبريل؟ فقال لا ادري لم كن ذلك مبطلا ايمانه واذا بين له الدليل من القرآن والسنة على تسمية جبريل فيهم صار ايمانه بجبريل واجبا عليه. ولو سئل عن ما وراء ذلك من دقائق المسائل المتعلقة بالايمان بالملائكة مما يتنازعه النظار فخفي عليه كسؤاله هل يموت جبريل او لا يموت؟ فقال لا ادري ثم غفر له الخلاف والادلة المذكورة فيه فقال لا افهم شيئا من هذا فان هذا لا يبطل ايمانه ولا يضعفه لان هذه مسألة ليست مما لا يسع العبد جهله من الايمان بالملائكة اصالة ولا تجب على العبد بعد بلوغ دليل لانعدام الدليل القاطع الوارد فيها بتعيين جبريل على ما ذكره السيوطي في اخر الاكليل من الخلاف في هذه المسألة. فالعناية بهذا الاصل وهو معرفة الاقدار الواجبة. من الايمان لازمة على الخلق ومن اكد ما ينبغي ان يعتني به المبلغون دين الله من طلاب العلم شيوخه وخطباء المساجد وائمتها ان يعتنوا ببيان هذا. فانا صرنا الى حال خفيت على كثير من المنتسبين الى الاسلام الاصول اللازمة لهم من الدين التي يصحح بها ايمانهم تصارى ممن ينتسب الى الاسلام من يزعم ان التوراة والانجيل اللتين بايدي الناس كتابا اني سماويان صحيحان وانه لا عتب على من دان بهما من اليهود والنصارى. فمثل هذا القول مما يخالف اصل الايمان مما يتعلق بالايمان بالكتب والايمان بالرسل. فان في ضمن الايمان بالكتب ان يكون العبد مؤمنا بان جميع تلك الكتب منسوخة بالقرآن وهذا ابطال لما في ايدي الناس من التوراة والانجيل وفي الايمان بالرسل الايمان بان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا مبطل دين من يدين باحد من الانبياء غيره بعد بعثته صلى الله عليه وسلم كمن يدين بدين موسى او دين عيسى عليهما الصلاة والسلام. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله المرتبة الثالثة الاحسان ركن واحد وهو ان تعبد الله وحده كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. والدليل قوله تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى. وقوله تعالى الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وقوله وتعالى وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. انه هو السميع العليم وقوله وما تكون في شأني وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل لكنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. ذكر المصنف رحمه الله المرتبة الثالثة من مراتب تبي الدين وهي الاحسان. والمراد منه ما كان مع الخالق لا المخلوق. والمراد من ما كان مع الخالق لا المخلوق ومتعلقه اتقان الشيء واجادته ومتعلقه اتقان الشيء واجادته وهذا المعنى هو مقصود المصنف وهذا المعنى هو مقصود المصنف وله اطلاقان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم. احد عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته اتقان الباطن والظاهر لله وحقيقته اتقان الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. على مقام شاهدتي او المراقبة على مقام المشاهدة او المراقبة. والثاني خاص وهو اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة. والاخر خاص وهو اتقان اعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة. وهذا المعنى هو المقصود. اذا قرن بالاسلام والايمان. وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاحسان بالاسلام والايمان والقدر الواجب المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين. والقدر الواجب المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين. احدهما احسان معه في حكمه القدري احسان معه في حكمه القدري. بالصبر على الاقدار بالصبر على الاقدار. والاخر احسان معه في حكمه الشرعي. احسان معه في حكمه الشرعي بامتثال خبره بالتصديق اثباتا ونفيا. بامتثال خبره بالتصديق اثباتا ونفيا. وامتثال طلبه. وامتثال طلبه بفعل واجبات وترك المحرمات واعتقاد حل الحلال. وامتثال طلبه بفعل وترك المحرمات واعتقاد حل الحلال. وقول المصنف الاحسان ركن واحد اي شيء واحد وقول المصنف والاحسان ركن واحد اي شيء واحد نص عليه ابن قاسم العاصمي في حاشية ثلاثة الاصول. وهو متعين بتوجيه كلامه. اذ حقيقة الركن لا تصدق عليه لان الركن لا يذكر لا يذكر الا اذا كان متعددا. فيكون للشيء ركنان او ثلاثة او اربعة فما فوق فان لم يكن الا واحدا لم يقل له ركن بل يكون هو الشيء نفسه ولهذا ذكر ابن قاسم ان معنى قوله والاحسان ركن واحد اي شيء واحد. وسبق ان للاحسان ثاني ركنين احدهما عبادة الله والثاني ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة. والادلة على مرتبة الاحسان التي اوردها المصنف منها ما هو مصرح بمدح المتصل به وذلك في الايتين الاوليين في قوله تعالى وهو محسن وقوله الذين هم محسنون ومنها ما هو مصرح بمقام المراقبة. وذلك في الايتين الاخيرتين في قوله تعالى الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين وقوله الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه لا تفيضون فيه شرعتم تعملون فيه ودخلتم به. شرعتم تعملون فيه ودخلتم به. اما قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. فوجه دلالتها على الاحسان ما في التوكل من التفويض الى الله فوجه دلالتها على الاحسان ما في ما في التوكل من التفويض الى الله ولا يكون العبد مفوضا امره لله الا مع عبادته على مقام المشاهدة او المراقبة. ولا يكون العبد مفوضا امر لله الا مع عبادته على مقام المشاهدة او المراقبة. فتكون دليلا على الاحسان على هذا المعنى الذي نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله والدليل من السنة حديث جبرائيل عليه السلام المشهور عن عمر رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد الشعب لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد. فجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه فقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. فقال صدقت فعجبت له يسأله ويصدقه قال اخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر بخيره وشره. قال صدقت. قال اخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال الا صدقت؟ قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسئول عنها باعلى من السائل؟ قال اخبرني عن اماراتها. قال ان تلد الامة وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان. قال فمضى فلبثنا مليا. فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل؟ قل الله ورسوله اعلم. قال هذا جبريل اتاكم يعلم امر دينكم هذا حديث عظيم مخرج في المسند الصحيح لمسلم ابن الحجاج عن عمر رضي الله عنه وذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم مراتب الدين. الاسلام والايمان والاحسان ثم سماهن صلى الله عليه وسلم دينا بقوله في اخره يعلمكم دينكم. ففيه بيان مراتب الدين وهن الثلاث المذكورات وليس عند مسلم يعلمكم امر دينكم بل لفظه يعلمكم دينكم ووقع ذكر امر عند النسائي وغيره. وختم المصنف بهذا الحديث لاشتماله على المسائل المتعلقة بمراتب الدين الثلاث. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله اي اصل الثالث معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم. وهو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم. وهاشم ام قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الثاني اتبعه ببيان الاصل الثالث وهو معرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم. والنبي في الشرع يطلق على معنيين والنبي في الشرع يطلق على معنيين احدهما عام وهو رجل انسي حر اوحي اليه وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم وبعث الى قوم فيندرج فيه الرسول. فيندرج فيه الرسول والاخر خاص وهو رجل انسي حر اوحي اليه وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم موافقين وبعث الى قوم موافقين فلا يندرج فيه الرسول وسبق ان عرفت ان الاصل الاول وهو معرفة الرب منه قدر واجب يرجع الى اربعة اصول وان الاصل الثاني وهو معرفة الدين منه قدر واجب يرجع الى ثلاثة اصول وكذلك معرفة النبي صلى الله عليه وسلم منها قدر متعين على كل احد لا يصح دينه الا به. والواجب من معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم على الاعيان ارجعوا الى اربعة اصول والواجب من معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم على الاعيان يرجع الى اربعة اصول الاول معرفة اسمه محمد. معرفة اسمه محمد. دون بقية به فالواجب على كل احد من من المسلمين معرفة ان الذي اوصل الينا اسمه محمد. لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بشخصه ووصفه وما بعث به لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بشخصه ووصفه وما بعث به. فمن لم الف اسمه كيف يعرف كونه رسولا. واسمه الاول كاف في تحصيل هذا الغرض وهو الواقع في القرآن واسمه الاول كاف في تحصيل هذا الغاب وهو الواقع في القرآن فلا يضره الجهل حمودي نسبه من ابيه فما فوقه. وكان يقوم مقام هذا في زمنه صلى الله عليه وسلم رؤيته ووصفه والاشارة اليه. فكانت الاشارة اليه او رؤيته او وصفه بانه ذلك الرجل ذي الحيلة التي يعرفونها كافية في معرفته. اما بعد موته صلى الله عليه وسلم فلا بد من معرفة اسمه لان الاسم هو الذي تتمايز به اعيان الخلق وتتغاير ما لكل احد من الحق. ولهذا صار حكم تسمية المولود واجبا. نقل ابن حزم الاجماع عليه لان المولود اذا لم يسمى ضاع ما له وما عليه من حق. فلو قدر ان احدا ولد له ولد فتركه سبهللا الا اسم له فانه لا يثبت له شيء من الحقوق التي تكون له عادة من ميراث او غير ذلك. وذكر المصنف هنا نسب النبي صلى الله عليه وسلم مسلسلا بالاباء الى جده لابيه هاشم ثم اقتصر على جوامعه فقال وهاشم من قريش وقريش من العرب. والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله. اختاره الله واصطفاه من البشر اختاره الله واصطفاه من البشر. وفضله بالرسالة وهو خاتم الانبياء والمرسلين وهو خاتم الانبياء والمرسلين والثالث معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق. معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق فتجب طاعته والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو القرآن كتاب الله معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو القرآن كتاب الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وله من العمر ثلاث وستون سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث عشرون نبيا رسولا نبئ بيقرأ وارسل بالمدثر وبلده مكة. نعم. بعده الله بالنداء ويدعو الى التوحيد والدليل قوله تعالى يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك بك فطه والرجز فاهجر. ولا تمنع تستكثر. ولربك فاصبر. ومعنى قم فانذر. ينذر عن يبكي ويدعو الى التوحيد وربك فكبر اي عظمه بالتوحيد وثيابك فطهر اي طهر اعمالك عن الشرك والرجز فاهجر. الرجز الاصنام وهجرها تركها واهلها والبراءة منها واهلها وعداوتها واهلها وفراقها واهلها اخذ على هذا عشر سنين يدعو الى التوحيد وبعد العشر عرج به الى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس وصلى في مكة ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي باقية الى ان تقوم الساعة والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا في ما كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها. فاولئك مأواهم جهنم جاءت مصيرا الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا دون سبيلا فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا. وقوله تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون. قال البغوي رحمه الله تعالى سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين بمكة لم يهاجروا ناداهم الله باسم الايمان. والدليل على الهجرة من السنة قوله الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة. ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها فلما استقر بالمدينة امر فيها ببقية شرائع الاسلام مثل الزكاة والصوم والحج والاذان والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من شرائع الاسلام اخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه دينه باق وهذا دينه لا خير الا دل الامة عليه. ولا شر الا حذرها عنه. والخير الذي دلها عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضى. والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه. ذكر المصنف رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم عمر ثلاثا وستين سنة. قسمت قطرين فمنها اربعون قبل النبوة ومنها ثلاث وعشرون نبيا رسولا. اوحي اليه وبعث وهو ابن سنة ووحي البعث الذي يصطفي به الله من يشاء من عباده نوعان ووحيث الذي يصطفي به الله من يشاء من عباده نوعان احدهما وحي نبوة احدهما وحي نبوة والاخر وحي رسالة. وهي درجة اعلى من النبوة. وكان ولا الموحى الى نبينا صلى الله عليه وسلم هو صدر سورة العلق وهو ابتداء الوحي اليه فلما ابتدأ الوحي اليه صلى الله عليه وسلم ثبتت له اقل المرتبتين منه وهي مرتبة النبوة. ثم لما انزلت عليه سورة المدثر وفيها بعثه الى قوم مخالفين ثبتت له الرسالة. وهذا معنى قول المصنف نبأ باقرأ وارسل بالمدثر. اي صار نبيا بانزال صدر سورة العلق عليه وصار رسولا بانزال سورة المدثر عليه فكان بنزول فواتح العلق نبيا وصار بانزال سورة المدثر رسولا. ثم ذكر رحمه الله تعالى المقصود من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وانه امران الاول النذارة عن الشرك ولفظ الانذار مشتمل على التحذير والترهيب. الاول النذارة عن الشرك ولفظ الانذار مشتمل على التحرير والترهيب. والثاني الدعوة الى التوحيد والثاني الدعوة الى التوحيد. ولفظ الدعوة مشتمل على الطلب والترغيب. ولفظ دعوة مشتمل على الطلب والترغيب. والدليل قوله تعالى قم فانذر وربك فكبر. فقوله فانذر دال على الاول فقوله قم فانذر دال على الاول لانه امر بالندارة من كل ما يحذر. لانه امر بالنذارة من كل ما يحذر. واعظم ما يحذر ويتخوف الشرك. وقوله وربك فكبر دال على الثاني لانه امر بتكبير الله وتعظيمه. واعظم ما يكبر به الله عز وجل هو وفسر المصنف قوله تعالى وثيابك فطهر بقوله اي طهر اعمالك عن الشرك. وعليه اكثر او السلف حكاه ابن جرير الطبري في تفسيره. والثياب كما تقدم تعم الاعمال واللباس وملاحظة السياق في الايات تدل على ان الاولى هو تفسيرها بالاعمال الملابسات لا بالثياب الملبوسات ثم ذكر المصنف اصول هجر عبادة الاصنام وهي اربعة. ثم ذكر المصنف اولى هجر عبادة الاصنام وهي اربعة. الاول تركها وترك اهلها فالاول تركها وترك اهلها والثاني فراقها وفراق اهلها. والثاني فراقها وفراق اهلها وهذا قدر زائد على الترك وهذا قدر زائد على الترك. لان المفارق مباعد لان المفارق مباعد. والثالث البراءة منها ومن اهلها. البراءة منها من اهلها والرابع عداوتها وعداوة اهلها. والرابع عداوة وعداوة اهلها وفيه زيادة على سابقه باظهار العداوة. وفيه زيادة على سابقه باظهار العداوة. لان متبرئة قد يظهر المعاداة وقد لا يظهرها. وهذه الاصول لا تختص بعبادة الاصنام بل تعم كل ما يتخذ دون الله من الالهة فاصول هجر ما يتخذ من الالهة من الاصنام وغيرها هي الاربعة المذكورة. ثم ذكر المصنف ان الله عز وجل لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين. يدعو الخلق الى التوحيد وبعد العشر عرج به الى كما اي صعد به ورفع اليها اي صعد به ورفع اليها. وكان معراجه اليها بعد الاشراء الى بيت المقدس وفرضت عليه الصلوات الخمس في تلك الليلة فصلى بمكة ثلاث سنين. ثم امر بالهجرة الى المدينة وكانت ما يثرب والهجرة شرعا ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه اه ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه. وهي ثلاثة انواع احدها هجرة عمل السوء هجرة عمل السوء بترك الكفر والفسوق والعصيان. بترك الكفر والفسوق والعصيان. والثاني هجرة بلد السوء هجرة بلد السوء بمفارقته والتحول عنه الى غيره بمفارقته والتحول عنه الى غيره. وثالثها هجرة اصحاب السوء. هجرة اصحاب بالسوء بمجانبة من يؤمر بهجره بمجانبة من يؤمر بهجره من الكفرة المبتدعة والفساق ومن الهجرة المتعلقة بالبلد المأمور بها الهجرة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي فريضة على هذه الامة على من اجتمع فيه شرطان وهي واجبة على هذه الامة على ما اجتمع فيه شرطان اولهما عدم القدرة على اظهار الدين. عدم القدرة على اظهار الدين والثاني وجود القدرة على الخروج من بلد الكفر وجود القدرة على الخروج من بلد الكفر فان عجز العبد سقط عنه الوجوب فان عجز العبد سقط عنه الوجوب. وكذلك اذا كان متمكنا من اظهار دينه فالهجرة في حقه مستحبة وكذلك اذا كان متمكنا من اظهار دينه فالهجرة في حقه مستحبة اظهار الدين هو اعلان شعائره وابطال دين المشركين. واظهار الدين هو اعلان شعائره وابطال دين المشركين. نص على هذا جماعة من المحققين منهم عبداللطيف واسحاق ابن عبدالرحمن ابن حسن وحمد بن علي بن عتيق ومحمد بن ابراهيم ال الشيخ. وعبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمهم الله فمن الغلط توهم ان اظهار الدين هو اعلان الشعائر فقط كالاذان والصلاة والاجتماع في صلاة العيد وغيرها من المشاهد العامة. فان هذا بعض اظهار الدين. فاظهار الدين مؤلف من شيئين فاظهار الدين مؤلف من شيئين احدهما اعلان شعائر الدين. احدهما اعلان شعائر الدين. والاخر ابطال المشركين ابطال دين المشركين بمخالفتهم بما هم عليه من الشرك. بمخالفتهم بما هم عليه من الشرك وبيان ضلال دينهم وبوان سعيهم وبيان ضلال دينهم وبواري سعيهم وذكر المصنف رحمه الله تعالى ايتين دالتين على وجوب الهجرة. فاما الاية الاولى وهي قوله تعالى قالوا الم تكن الله واسعة الاية فدلالتها على وجوب الهجرة ما فيها من الانكار بالاستفهام ما فيها من الانكار بالاستفهام مع الوعيد على تركها. ما فيها من الانكار بالاستفهام مع الوعيد على تركها. فالمراد من الاستفهام فيها الانكار عليهم. واما الاية التانية فدلال على وجوب الهجرة ما فيها من ذكر سعة الارض وتعقيبها بالامر بعبادة لله ما فيها من ذكر ساعة الارض وتعقيبها بالامر بعبادة الله فمن لم يقدر على العبادة في بلد فليخرج الى غيره. فارض الله واسعة والمعبود واحد وهو الله سبحانه وتعالى وما ذكره المصنف رحمه الله في الاية الثانية عن البغوي هو معنى ما نقله في تفسيره عن جماعة لا نص كلامه. فتقدير المذكور هنا ذكر البغوي. وهذه من عادة المصنف رحمه الله تعالى فانه اذا ذكر شيئا بمعناه عبر بمثل هذا فيكون مراده الذكر ايماني لا القول المفصل. اذ ليس هذا نصا في كلام البغوي. ولكنه معنى ما ذكره عن جماعة من السلف ثم ذكر المصنف دليلا من السنة على الهجرة وهو حديث حسن رواه ابو داود وغيره من حديث معاوية رضي الله عنه يتضمن بقاء حكمها مأمورا به. وانها لا تنقطع الا عند قيام الساعة. وفيه شاهد لقوله وهي باقية الى ان تقوم الساعة. لان الهجرة علقت بانقطاع التوبة. ولا تنقطع التوبة حتى تقوم الساعة فعلم ان الهجرة باقية الى ان تقوم الساعة. ثم ذكر المصنف ان النبي صلى الله عليه وسلم استقر بالمدينة بعد هجرته اليها وامر فيها ببقية شرائع الاسلام. وقد بلغ صلى الله عليه وسلم الرسالة وادى امانة ونصح الامة فلا خير الا دلها عليه ولا شر الا حذرها عنه. والخير هو كل ما يحبه الله ويرضاه والشر هو كل ما يكرهه الله ويأباه. واعظم الخير التوحيد. واعظم الشر الشرك ولهذا افردهما المصنف بالذكر فان التوحيد من جملة ما امر الله به واحبه ورضيه. والشرك من جملة ما كرهه الله واباه. وافرد بالذكر عن بقية افراد المحبوب والمكروه تعظيما لشأنهما. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله بعثه الله الى الناس كافة. وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس والدليل قوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا واكمل الله له الدين والدليل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا والدليل على موته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون. والناس اذا ماتوا يبعثون. والدليل قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى. وقوله تعالى انبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا. وبعد البعث محاسبون باعمالهم والدليل قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى ومن كذب بالبعث كفر. والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا وان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين. والدليل قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين ان يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. واولهم نوح واخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام. وهو خاتم النبيين اذ لا نبي بعده والدليل قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. والدليل على ان نوحا اول الرسل قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا نحو النبيين من بعده. وكل امة بعت الله اليها رسولا من نوح الى محمد عليهما الصلاة والسلام يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت. والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان بالله. قال ابن القيم رحمه الله تعالى ومعنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع. والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة ابليس لعنه الله. ومن عبد وهو راض ومن ادعى شيئا من علم الغيب. ومن دعا الناس الى عبادة نفسه ومن حكم بغير ما انزل الله. والدليل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ان يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا فصام لها. والله سميع عليم وهذا هو معنى لا اله الا الله. وفي الحديث رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذدوة سنامه الجهاد في سبيل الله والله اعلم. وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم. ذكر المصنف رحمه الله ان الله بعث النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة من الجن والانس انس لان اسم الناس يشمل هؤلاء وهؤلاء. فاصله من النوس وهو الحركة والاضطراب وبه صرح المصنف في قوله وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس واكمل الله للنبي صلى الله عليه وسلم الدين ثم مات صلى الله عليه وسلم تصديقا لخبر الله انك ميت وانهم ميتون. والناس اذا ماتوا يبعثون. والبعث في الشرع هو قيام اذا اعيدت الارواح الى الابدان قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور التانية بعد نفخة الصور الثانية ومن ادلته قوله تعالى ومنها نخرجكم تارة اخرى وقوله ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراج لذكر الاخراج من الارض فيهما وهو البعث. وبعد البعث يحاسب الناس ويجزون باعمالهم والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة. والجزاء هو الثواب بالنعيم المقيم وداره الجنة هو الثواب بالنعيم المقيم وداره الجنة او العذاب الاليم وداره النار والدليل قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض يجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى فالاية تدل بالمطابقة على الجزاء وتدل باللزوم على الحساب لتوقف الجزاء عليه فان جزاء العبد بالنعيم او العذاب الاليم متوقف على حسابه. ومن كذب بالبعث كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا الاية. فذكر ان هذه من مقالات الكافرين ومن وافقهم في مقالتهم صار كافرا مثلهم. ثم لما فرغ من بيان ما يتعلق ببعثة رسولنا صلى الله عليه وسلم ذكر قاعدة كلية تتعلق ببعثة الانبياء والرسل فقال وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين. فبعثهم يتضمن امرين فبعثهم يتضمن امرين. الاول البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة قراء البشارة لمن اطاعهم. بالفلاح في الدنيا والاخرة. والاخر ان النذارة لمن عصاهم من الخسران في الدنيا والاخرة. النذارة لمن عصاهم من الخسران في الدنيا الاخرة ثم ذكر المصنف مسألتين الاولى ان اول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام. والثانية ان اخرهم هو محمد صلى الله عليه وسلم وهو خاتم النبيين لا نبي بعده. وذكر كل مسألة وذكر دليلا على اولية نوح قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. ودلالته على اولية نوح تقديمه في ذكر الايحاء اليه تقديمه في ذكر الايحاء اليه وان الله اوحى اليه ثم اوحى الى النبيين من بعده والايحاء الذي تقدم فيه نوح على من بعده هو ايحاء الرسالة. هو ايحاء الرسالة. فان ادم ما سبقه بايحاء النبوة. فان ادم سبقه بايحاء النبوة. فيكون ادم اول الانبياء فيكون ادم اول الانبياء. ويكون نوح اول الرسل. فيكون نوح اولا الرسل ووقع التصريح باوليته عليه الصلاة والسلام في حديث انس في الصحيحين وفيه ان ادم قولوا في يوم القيامة اذا طلبت منه الشفاعة ائتوا نوحا اول رسول ارسله الله الى اهل الارض ثم ذكر المصنف ان كل امة بعث الله اليها رسولا قال تعالى ولقد بعثنا في كل رسولا. ودعوات الانبياء والرسل تجمع اصلين عظيمين. ودعوات الانبياء والرسل تجمع اصلين عظيمين احدهما الامر بعبادة الله احدهما الامر بعبادة الله. المتضمن النهي عن الشرك. المتضمن النهي عن الشرك وهذا مذكور في قوله ان اعبدوا الله. وهذا مذكور في قوله ان اعبدوا الله. والاخر النهي عن عبادة الطاغوت النهي عن عبادة الطاغوت. المتضمن الامر بالكفر به تضمنوا الامر بالكفر به. وهذا مذكور في قوله واجتنبوا الطاغوت وهذا مذكور في قوله واجتنبوا الطاغوت. وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان بالله. قال تعالى لا طه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى الاية والعروة وما يتعلق به ويستمسك. والعروة ما يتعلق به ويستمسك. والوثقى مؤنث الاوثق اي الاقوى. والوثقى مؤنث الاوثق اي الاقوى. ومعنى لا انفصام لا انقطاع لها. ومعنى لا انفصام لها لا انقطاع لها والطاغوت له معنيان. والطاغوت له معنيان. احدهما خاص وهو الشيطان احدهما خاص وهو الشيطان. فاذا اطلق الطاغوت في القرآن كان هو المراد. فاذا اطلق الطاووس اوتوا في القرآن كان هو المراد والاخر عام. والاخر عام. وهو المقصود قول ابن القيم في اعلام الموقعين وهو المقصود بقول ابن القيم في اعلام الموقعين الذي نقله المصنف انه ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع. وهذا احسن ما قيل في حده عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد وهو المراد في القرآن اذا كان الفعل الذي معه مذكورا للجمع وهو مراده في القرآن اذا كان الفعل الذي معه مرادا بالجمع كقوله تعالى والذين كفروا اولياء هم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات. فان جمع الفعل مؤذن بجمع جنسه وانه يراد به ما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى. وجماع انواع الطواغيت سوى الشيطان ثلاثة وجماع انواع الطواغيت سوى الشيطان ثلاثة. احدها طاغوت عبادة احدها طاغوت عبادة. وثانيها طاغوت اتباع وتانيها طاغوت اتباع وثالثها طاغوت طاعة. وثالثها طاغوت طاعة ذكره سليمان ابن سحمان رحمه الله تعالى. واشار المصنف رحمه الله الى معنى الطاغوت الخاص. وبعض افراد المعنى العام في قوله والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة. ابليس لعنه الله الى اخر ما ذكر. والمراد بالرؤوس شرا واشدهم خطرا. والمراد بالرؤوس اعظمهم شرا واشدهم خطرا والغيب الذي يعد مدعيه طاغوتا هو الغيب المطلق الذي لا يعلمه الا الله. والغيب الذي يعد مدعيه طاغوت هو الغيب المطلق الذي لا يعلمه الا الله. اما الغيب النسبي الذي يعلمه بعض الخلق دون اخر فليس هذا مقصود له والكفر بالطاغوت والايمان بالله هو حقيقة لا اله الا الله لما تقدم من ان لا اله الا الله جامعة بين النفي والاثبات. ففيها نفي جميع ما يعبد دون الله. وهذه هي حقيقة الكفر الطاغوت وفيها افراد الله عز وجل بالعبادة. وهذه هي حقيقة الايمان بالله. وشاهده في الحديث رأس الامر الاسلام فالامر هو الدين. فالامر هو الدين. والمراد بالاسلام معناه ام فالامر هو الدين والمراد بالاسلام معناه العام. المتضمن الكفر بالطاغوت والايمان بالله وضمنوا الكفر بالطاغوت والايمان بالله. فرأس الدين هو اسلام العبد نفسه لله. فرأس الدين هو اسلام العبد نفسه لله بالكفر بالطاغوت والايمان بالله وحده. بالكفر بالطاغوت والايمان بالله وحده والحديث المذكور قطعة من حديث معاذ بن جبل الطويل الذي رواه الترمذي وابن ماجة باسناد فيه انقطاع وله شواهد يحسن بها. وقوله في الحديث وذروة سنامه بكسر ذلك وتضم. فيقال ذروة وذروة وذكر الفتح لغة رديئة وذروة الشيء وذروة الشيء هي اعلاه. وذروة الشيء هي اعلاه. فاعلى الدين هو الجهاد في في سبيل الله وبتمام هذا نكون قد فرغنا بحمد الله من كتاب ثلاثة الاصول وادلتها بيانا لمقاصده الكلية ومعانيه الاجمالية على ما يناسب المقام