السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد حدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم. باسناد كل الى سفيان بن عن عمر ابن مازن عن ابي قابوس مولى عبد الله ابن عوض عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طوائق رحمتهم ايقافهم على في العلم باقراء اصول المتون وبيان مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون على تحقيق مسائل العلم. وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الثاني من برنامج مهمات العلم في سنته السابعة سبع وثلاثين واربع مئة والف. وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها امام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر شيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست ومئتين والف. وقد انتهى بنا البيان الى ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى من انواع العبادة مما ما اورده في الاصل الاول وهو معرفة العبد ربه فانه شرع يورد انواعا من العبادة فذكر اربع عشرة عبادة يتقرب بها الى الله. وقرنها بما يدل على كونها عبادات فكل وعبادة مذكورة فيهن قرنت بدليلها من الكتاب والسنة او من احدهما. ومجموع التي ستة عشر دليلا اربع عشرة اية وحديثان هما حديث اذا انت فاستعن بالله. رواه الترمذي من حديث ابن عباس واسناده جيد. وحديث لعن الله من نذر لغير الله رواه مسلم من حديث علي رضي الله عنه. وابتدأ المصنف العبادات الاربعة عشر بالدعاء وجعل الحديث الذي ذكره الترجمة له فقوله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة شروع في جملة جديدة من الكلام ولا تعلق له بالمسألة السابقة فانه اراد ان يشرع في ذكر العبادات التي تجعل لله وقدم منهن الدعاء وذكره بدليل من الحديث يدل عليه وان كان ضعيفا فان اهل العلم ربما ترجموا على المعاني الصحيحة بما يضاعف من الروايات كالذي يفعله البخاري في تراجم من صحيحه من عقده اياها بحديث ضعيف ثم يذكر تحت الترجمة مسندا حديث او حديثين من الصحاح فالمصنف بقوله والدليل قوله صلى الله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة يريد ان يقول ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم الاية فالعبادة الاولى الدعاء والدعاء في الشرع له معنيان احدهما معنى عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع ويندرج فيه جميع انواعها ويسمى دعاء العبادة والاخر خاص وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه ودفع ما يضره ورفعه ودفع ما يضره ورفعه ويسمى دعاء المسألة والعبادة الثانية هي الخوف والخوف من الله شرعا هو فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا قرار القلب الى الله ذعرا وفزعا والعبادة الثالثة هي الرجاء ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل مع بذل الجهد وحسن التوكل والعبادة الرابعة هي التوكل والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه هو اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه طيب اين فعل الاسباب لماذا نقول مع فعل الاسباب الشرط ليس من الحقيقة وجوابه كما قال الاخ لان فعل الاسباب شرط للتوكل وشرط الشيء ليس من حقيقته كالقول في حقيقة الصلاة وشروطها فان شروط الصلاة ليست من جملتها فهي خارجة عنها كذلك فعل الاسباب خارج عن حقيقة التوكل فحقيقة التوكل عمل قلبي. ينضم على هذا المعنى من اظهار العبد عجزه واعتماده على الله عز وجل والعبادة الخامسة هي الرغبة والعبادة السادسة هي الرهبة. والعبادة السابعة هي الخشوع. وقرن بينهن المصنف لورودهن في دليل واحد من اهل القرآن الكريم. والرغبة الى الله شرعا هي ارادة الوصول هي ارادة مرضات الله هي ارادة مرضات الله في الوصول الى المقصود ارادة مرضاة الله في الوصول الى المقصود محبة له ورجاء محبة له ورجاء والرهبة من الله شرعا هي فرار قلب العبد الى الله فزعا وذعرا مع عمل ما يرضيه. فرار قلب العبد الى الله فزعا وذعرا مع مع عمل ما يرضيه والخشوع لله شرعا هو فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له. فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له والعبادة الثامنة هي الخشية والخشية لله شرعا هي فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع العلم به وبامره مرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع العلم به وبامره والعبادة التاسعة هي الانابة والانابة شرعا هي رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء والعبادة العاشرة هي الاستعانة والاستعانة بالله شرعا هي طلب العبد العون من الله في الوصول الى المقصود طلب العون من الله في الوصول الى المقصود والعون هو المساعدة والعبادة الحادية عشرة هي الاستعاذة والاستعاذة بالله شرعا هي طلب العوذ من الله عند ورود المخوف طلب العوذ من الله عند ورود المخوف والعوذ هو الالتجاء والاعتصام. والعوذ هو الالتجاء والاعتصام والعبادة الثانية عشرة هي الاستغاثة والاستغاثة بالله شرعا هي طلب الغوث من الله عند ورود الضرر طلب الغوث من الله عند ورود الضاد. والغوث المساعدة في الشدة والغوث المساعدة في الشدة. والعبادة الثالثة عشرة هي الذبح والذبح لله شرعا هو قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام هو قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام. تقربا الى الله على صفة معلومة تقربا الى الله على صفة معلومة هذا تفسير الذبح. واما تفسيره بسفك الدم فهو من تفسير اللفظ بلازمه واما تفسيره بسفك الدم فهو من تفسير اللفظ بلازمه اذ الدم قد يسفك مسترسلا من بهيمة الانعام وغيرها بلا ذبح كمن يضرب بسكين في جنب بهيمة الانعام فان الدم يخرج مسترسلا مسفوكا ولا تسميه العرب ذبحا فالعرب تخص اسم الذبح بقطع الحلقوم والمريء ويختص كونه عبادة ببهيمة الانعام وهي الابل والبقر والغنم. لاختصاص الذبائح الشرعية بها الاختصاص الذبائح الشرعية بها كالهدي وهو العقيقة والفدية وغيرها فان المأمور به شرعا فيهن ذبح بهيمة الانعام فمن اراد ان يتقرب الى الله بالذبح جعل مذبوحه مختصا ببهيمة الانعام ومن ذبح لغير الله شيئا لا يتقرب الى الله بذبحه كفر ولو تقرب بذبح دجاجة لارادته الكفر بالتقرب الى غير الله سبحانه وتعالى وقد نتعبد لله بعبادة لا يصح ان نتعبد بافراد منها مثل ايش نعم مثل الركوع في غير صلاة فالركوع في غير صلاة يتقرب لله به ام لا يتقرب لله به ها لا يتقرب لله به وانما يتقرب به في الصلاة ومثله ايضا السعي بين الصفا والمروة. فانه لا يتقرب يتقرب لله به الا في ايش نسك كعمرة او حج. وكذلك الذبح لا يتقرب الى الله بجميع افراده باي مذبوح منه بل يختص التقرب ببهيمة الانعام من ابل او بقر او غنم فلو تقرب الى والله بذبح دجاجة لم تقع هذه العبادة لانها ليست هي المرادة شرعا. فيكون ذبحه لله مثابا عليه من جهة اخرى وهي الانتفاع بلحم الدجاج او غيره. اما نفس عبادة الذبح فتختص بالمذبوحات اتي من بهيمة الانعام ولو قدر انه جعل مذبوحه من غير بهيمة الانعام لغير الله كفر لارادته التقرب الى غير الله بما لا يصح عندنا ان يتقرب به الى الله والعبادة الرابعة عشرة هي النذر والنذر لله شرعا له معنيان احدهما عام وهو الزام العبد نفسه لله امتثال خطاب الشرع الزام العبد نفسه لله امتثال خطاب الشرع اي التزام بدين الاسلام كله اي الالتزام بدين الاسلام كله. والاخر خاص وهو الزام العبد نفسه لله تعالى الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق فتتحقق عبادة النذر باجتماع ثلاثة اوصاف احدها ان يكون المنذور نفلا لان الفرض لازم بنفسه لان الفرض لازم بنفسه فنذر صلاة العشاء عبث فالعشاء لازمة بلا نادرين وثانيها كونه معينا اي مبينا فلو اطلق لم يكن فيه وفاء بل فيه كفارة النذر فلو قال لله علي نذر ولم يبينه لم يلزمه الا كفارة النذر وثالثها كونه غير معلق اي على غير وجه المجازاة في الاستحقاق اي على غير وجه المجازاة في استحقاق بالا يجعله في مقابل نعمة بالا يجعله في مقابل نعمة فيقول مثلا لله علي صيام ثلاثة ايام فمتى قيدها بالمقابلة فقال لله علي صيام ثلاثة ايام ان شفى مريظي خرج عن هذا الوصف النذر الممدوح شرعا من المعنى الخاص هو النذر الجامع هذه الاوصاف الثلاثة. وهذا هو والحد الفارق بين النذر الذي يكون عبادة وبين غيره من النذر الذي لا يكون عبادة ممدوحة فمثلا قول العبد لله علي صيام ثلاثة ايام غير قوله لله علي صيام ثلاثة ايام شفى مريضي فالاول محبوب ممدوح والثاني هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال انه لا يأتي بخير وانما يستخرج به من البخيل. متفق عليه. اي لا يغير شيئا من قدر الله وانما يستخرج به من المخيل ايستنهض به عمل البخيل الذي لا يعمل لله تضررا وتطوعا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله. وهو ثلاث مراتب الاسلام والايمان والاحسان لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الاول اتبعه ببيان الاصل الثاني من الاصول الثلاثة وهو معرفة دين الاسلام بالادلة وتعليقها بالادلة لا يخالف عموم طلبها في المعارف الثلاث كما تقدم. فان الادلة مطلوبة فيها الوجه الذي ذكرناه انفا واعيد ذكرها في معرفة الاسلام لان معرفة الاسلام اكثرها هذه المعارف فروعا فذكر المصنف معه بالادلة. والدين يطلق في الشرع على معنيين احدهما معنى عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته. ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته والاخر معنى خاص وهو التوحيد معنى خاص وهو التوحيد والاسلام الشرعي له اطلاقان والاسلام الشرعي له اطلاقان احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله والجملتان الاخيرتان بمنزلة التابع اللازم للجملة الاولى فان حقيقة الاسلام هي الاستسلام لله بالتوحيد ومن استسلم لله بالتوحيد انقاد له بالطاعة. وبدأ من الشرك واهله وافصح عن الجملتين الاخيرتين لشدة الحاجة اليهما وكثرة الجهل بهما اذا قيل الاسلام في المعنى العامي شرعا هو الاستسلام لله بالتوحيد كان هذا هو الموافق لحقيقته الشرعية وما بعد هذا في كلام المصنف وغيره كابن تيمية الحفيد يراد منه الامعان في تجلية هذا اصل بذكر الانقياد لله بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. والمعنى الاخر خاص وله معنيان ايضا احدهما الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فانه يسمى اسلاما ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا بني الاسلام على خمس اي بني الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم على خمس وحقيقة الاسلام هنا شرعا استسلام العبد باطنا وظاهرا لله اسلام العبد باطنا وظاهرا لله تعبدا له بالشرع المنزل تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة وهذا الحد جامع مراتب الدين كلها فيندرج فيه المعاني الخاصة للاسلام والايمان والاحسان. وبه يقع الاسلام اسما لجميع الدين والثاني الاعمال الظاهرة فانها تسمى اسلاما الاعمال الظاهرة فانها تسمى اسلاما. وهذا المعنى هو المراد عند ذكر الاسلام مع الايمان والاحسان وهذا المعنى هو المراد عند ذكر الاسلام مع الايمان والاحسان. فاذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان فالمراد به الاعمال الظاهرة والاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم له ثلاث مراتب كما ذكر المصنف اولها مرتبة الاعمال الظاهرة اولها مرتبة الاعمال الظاهرة وتسمى اسلاما والثانية مرتبة الاعتقادات الباطنة مرتبة الاعتقادات الباطنة وتسمى ايمانا والثالثة مرتبة اتقانهما مرتبة اتقانهما وتسمى احسانا ومن اهم مهمات الديانة معرفة ما يجب عليك في اسلامك وايمانك واحسانك والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول الاصل الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه وجماعه اصول الايمان الستة التي ستأتي وجماعه اصول الايمان الستة التي ستأتي والصحيح من الاعتقاد ما كان في القرآن والسنة والاصل الثاني الفعل والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية الباطنة باطنا وظاهرا موافقة حركات العبد الاختيارية باطنا وظاهرا للشرع امرا وحلا والمراد بالحركات الاختيارية ما يصدر عنه بارادة واختيار. والمراد بالحركات الاختيارية ما يصدر منه بحركة بارادة واختيار فانه مأمور ان يكون موافقا للشرع امرا اي في الفرض والنفل وحلا اي في الحلال وفعل العبد نوعان احدهما فعله مع ربه وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له كالصلاة والصيام والزكاة والحج وتوابعها من الاركان والشروط والواجبات والمبطلات والاخر فعله مع غيره من الخلق فعله مع غيره من الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة معهم كافة مما ورد به الشرع والاصل الثالث الترك والواجب فيه موافقة ترك العبد واجتنابه مرضاة الله. موافقة ترك العبد واجتنابه مرضاة الله وجماعه المحرمات الخمس التي اتفقت عليها الانبياء وهي الفواحش والاثم والبغي بغير الحق والشرك والقول على الله بغير علم وما اتصل بهن ورجع اليهن وتفصيل ما يجب من هذه الاصول الثلاثة الاعتقاد والفعل والترك لا يمكن ضبطه لاختلاف الناس في اسباب العلم الواجب. ذكره ابو عبد الله ابن القيم في مفتاح دار السعادة وهذه المسألة من اجل ما ينبه به عند بيان الدين بان تعرف ما يجب عليك منه اسلاما وايمانا واحسانا واوفى المتكلمين في العلم لها بيانا ابو عبد الله ابن القيم في مفتاح دار السعادة فانه اجال فيها خيله ورجله. فاحسن ايما احسان في تجلية هذه المسألة العظيمة التي اشتد الحاجة اليها. وفي مثلها ينبغي ان ينفق الزمن فان العلم لا يطلب منه الاحاطة بكل مسائله فان هذا متعذر لكن يراد من العبد احاطته بمهماته. فانه اذا حواها حوى العلم النافع. واذا ضيعها ضيع العلم النافع. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكل مرتبة لها اركان فاركان الاسلام خمسة والدليل من السنة حديث ابن عمر رضي الله عنه ما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والدليل قوله تعالى وقوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ودليل الشهادة قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. ومعناها لا معبود بحق الا الله لا لا اله نافيا جميع ما يعبد من دون الله الا الله مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته كما انه لا شريك له في ملكه. وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه ان لي براء مما تعبدون الا الذي فطرني. الاية وقوله قل يا اهل الكتاب الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله بان مسلمون. ودليل شهادة ان محمدا رسول الله قوله تعالى من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريصا عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. ومعنى شهادة ان محمدا الله طاعة فيما امر وتصديقه فيما اخبر واجتناب ما عنه نهى وزجر. والا يعبد الله الا بما شرع ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. ودليل الصيام قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ودليل الحج قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني عن عن العالمين. لما بين المصنف رحمه الله مراتب الدين وذكر ان كل مرتبة لها اركان شرع يبين اركان الاسلام فقال فاركان الاسلام خمسة وهي المذكورة في حديث ابن عمر المتفق عليه الذي اورده. ثم قال المصنف بعد بيانه حقيقة اسلامي واركانه ومراتبه والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. اي الدليل على ان الدين الذي يجب اتباعه هو الاسلام قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام فقوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن بل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. ثم سرد المصنف اركان الاسلام مقرونة بادلتها فالركن الاول شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فالشهادة التي تكون ركنا من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم اما بالرسالة والركن الثاني الصلاة والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الصلاة المكتوبة في اليوم والليلة وهي الصلوات الخمس والركن الثالث الزكاة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي ايش؟ نعم زكاة طيب وزكاة الفطر استنى هي الزكاة المعينة في الاموال هي الزكاة المعينة في الاموال والركن الرابع الصوم والصوم الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم شهر رمضان في كل سنة هو صوم شهر رمضان في كل سنة. والركن الخامس الحج والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج الفرض الى بيت الله الحرام مرة في العمر هو حج الفرض الى بيت الله الحرام مرة في العمر. فما خرج عما ذكر مما يرجع الى واحد من المعاني المتقدمة فانه ليس من حقيقة الركن وان كان واجبا هذا منفعة معرفة حدود الاركان وهذه من المسائل التي ذكر بعض السلف انه كان يترفع عن السؤال عنها فلما مات اهل العلم ظهر جهله بها فان من الناس اذا قلت له ما هي الزكاة التي هي ركن الاسلام؟ قال الزكاة معروفة. لكن اذا حققته في افرادها وقلت زكاة الفطر من الركن؟ قال نعم اغترارا بشمول اسم الزكاة لها وهذا من الغلط. فاركان الاسلام تنتهي الى معان ما زاد عنها ليس واجبا. فمثلا الشهادة منها ما هو واجب. كالشهادة في حق لا يقوم الا بتلك الشهادة فان شهادة العبد في ذلك الحق تكون ايش حكمها واجبة عليه لكنها ليست من جملة ركن الشهادة فركن الشهادة مختص بشهادتين احداهما لله بالتوحيد والاخرى لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. مثال اخر من نذر ان يحج لله عز عز وجل بعد قضائه حجة الفرض. فان نذر الحج الذي اتاه حكمه واجب عليه لكن هل هو من جملة الركن؟ لا ليس من جملة الحج الذي هو ركن الاسلام فالحج الذي هو ركن الاسلام هو حج فرضي الى بيت الله الحرام مرة في العمر. واقتصر المصنف على بيان حقيقة الركن الاول ببيان معنى الشهادتين لشدة الحاجة اليهما. وكثرة وقوع الناس فيما يخالفهما وقول لا اله الا الله جامع بين النفي والاثبات ففيه نفي جميع ما يعبد من دون الله. وفيه اثبات العبادة لله وحده ويبين نفيها قوله قوله تعالى انني براء مما تعبدون ويبين اثباتها قوله تعالى الا الذي فطرني فما فيها من النفي والاثبات هو في هذه الاية. وقول المصنف في معنى شهادة ان محمدا رسول الله الا يعبد الله الا بما شرع يعود الضمير المستتر فيه الى الله فلا يعبد الله الا بما رعه الله ولا يعود الضمير المستتر الى الرسول صلى الله عليه وسلم. فلا يقال لا يعبد الله الا ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم. لان الشرع حق لله وحده. ولم تأتي نسبته وفي خطاب الشرع كتابا او سنة الى غير الله. واضطرار ذلك فيه دليل على ارادة معنى وهو تخصيص نسبة الشرع الى الله سبحانه وتعالى. ولم يجري في كلام السلف من الصحابة والتابعين واتباع التابعين نسبتهم الشرع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا يقولون فرظ رسول صلى الله عليه وسلم وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقولوا شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم شرع وضع الدين والفرض والسن بيان ذلك الوضع. فالشرع وضع الدين. والفرظ والسن بيان ذلك الشرع. فوضع شرع مختص بالله وللنبي صلى الله عليه وسلم البلاغ والبيان. ببيان ما هو فرض منه وما هو سنة منه. فالشرع لا ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم لامرين احدهما اضطراب نسبته في خطاب الشرع الى الله عز وجل وحده اضطراد اي تتابع نسبته في الخطاب الشرعي في القرآن والسنة الى الله وحده والاخر فقد هذا التعبير من كلام الصحابة والتابعين واتباع التابعين والعلم الذي كان عليه الاولون لا يعدل به علم احد من المتأخرين وكون ذلك اصلا عندهم يدل على استبانته بينهم وان لم يعبروا عنه. فان مما ينبه اليه ان العلم منه بيان ومنه سكوت. وهو الذي يسميه الفقهاء بالتلقي. وكما يكون في باب الطلب فانه يكون في باب الخبر ولبيان هذا مقام اخر. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله المرتبة الثانية الايمان وهو بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله الاخر وبالقدر خيره وشره كله من الله. والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر وان تريوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ودليل القدر قوله تعالى ان خلقناه بقدر. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان اركان الاسلام وهو المرتبة الاولى من مراتب الدين ذكر اركان الايمان وهو المرتبة الثانية منها. فاركان الايمان ستة كما سيأتي هو الايمان له بالشرع معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فانه يسمى ايمانا وحقيقته شرعا التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة ويندرج فيه الاسلام والاحسان ويندرج فيه الاسلام والاحسان فيقع أسماء للدين كله والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة. والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة فانها تسمى وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان وللايمان شعب كثيرة وشعب الايمان هي خصاله واجزاؤه الجامعة له وشعب الايمان هي اجزاؤه وخصاله الجامعة له واختلف في عدد شعب الايمان لاختلاف لفظ الحديث الوارد في الصحيحين فيها فلفظ البخاري بضع وستون شعبة ولفظ مسلم بضع وسبعون شعبة وعند مسلم لفظ اخر على الشك بضع وستون او وسبعون شعبة واصح هذه الالفاظ رواية البخاري بضع وسبعون شعبة بضع وستون شعبة لفظ البخاري بضع وستون شعبة واعلى شعب الايمان قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. اي تلحيته وتحويله عنه والحياء شعبة من الايمان. ثبت هذا في حديث ابي هريرة عند عند مسلم واصله عند البخاري في تسمية هؤلاء الثلاث من شعب الايمان واركان الايمان ستة وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره والايتان المذكورتان في كلام المصنف دالتان بمجموعهما على اركان الايمان الستة واستقراء ادلة الشرع يفيد ان من اركان الايمان قدرا يجب على العبد تعلمه فلا يصح ايمانه الا به فالقدر الواجب المجزئ من الايمان بالله فالقدر الواجب المجزئ من الايمان بالله هو الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة هو الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى له الاسماء الحسنى واصطفات العلى والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالملائكة هو الايمان بانهم خلق من خلق الله والايمان بانهم خلق من خلق الله وان منهم من ينزل بالوحي على رسل الله وان منهم من ينزل بالوحي على رسل الله والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالكتب هو الايمان بان الله انزل على من شاء من انبيائه كتبا هي كلامه هو الايمان بان الله انزل على من شاء من انبيائه كتبا هي كلامه يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه. وانها كلها منسوخة بالقرآن وانها كلها منسوخة بالقرآن والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالرسل هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم والايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم ليأمروهم بعبادة الله وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم والقدر الواجب المجزئ من الايمان باليوم الاخر هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو يوم القيامة لمجازاة الخلق فمن احسن فله الحسنى وهي الجنة ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالقدر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر. هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر وانه لا يكون شيء الا بخلقه ومشيئته وانه لا يكون شيء الا بخلقه ومشيئته فهذه الجملة هي عمود الاقدار المجزئة من اركان الايمان مما لا يصح ايمان العبد الا به ويتعلق وجوبها بالعبد ابتداء ووراء هذه الجملة ما يتعلق وجوبها بالعبد انتهاء بعد بلوغ الدليل ووراء هاتين الجملتين ما لا يكون واجبا ابتداء ولا انتهاء بل يكون من جملة المستحبات وهو ما جرى فيه الخلف بين اهل العلم من فروع مسائله ولم تتبين ادلته للناظر فيه فمثلا لو سئل عامي هل تؤمن بالملائكة؟ فقال لا اعرف الملائكة ولا اؤمن بها. فانه وان انتسب الى اسلامي ليس ماشي من اهله لفقده ما يقوم به ايمانه مما يلزمه في تصحيحه. وهو الايمان بالملائكة واياه عن المصنف رحمه الله بقوله في نواقض الاسلام الناقض العاشر الاعراض عن دين الاسلام لا ولا يعمل به. فالمراد الاعراض عن اصل الدين مما لا يكون مسلما الا به. ومن لا يدري عن الملائكة لا يؤمن بهم ويزعم انه من اهل الاسلام فهو ليس منهم. ولو قدر ان عاميا سئل عن الملائكة؟ فقال نعم نؤمن بهم هم خلق من خلق الله فقيل له هل فيهم من اسمه جبريل؟ فقال لا اعلم فان اسلامه ايش صحيح لاجتماع قلبه على ما يلزمه من تصحيح ايمانه بالملائكة وهو اقراره ومعرفته بهم فاذا قيل له بعد هو منهم. لقول الله تعالى كذا وكذا وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا. وذكر له الايات والاحاديث التي فيها ذكر جبريل عليه الصلاة والسلام. فان ايمانه بكون احد الملائكة يسمى جبريل يكون واجبا لبلوغ الدليل عليه ولو سئل عامي عن الملائكة فقال نعم هم خلق من خلق الله فقيل له امنهم جبريل؟ فقال نعم هو منهم في القرآن والحديث الذي نسمعه ولا نحفظه. فقيل له بعد هل جبريل يموت ام لا يموت؟ فقال لا ادري فقرأ عليه كلام اهل العلم في المنازعة في هذه المسألة ودين لكل قول فقال هذا شيء لا اعرفه ولا اعلم حقيقته فان ايمانه حينئذ يكون صحيحا غير ناقص فانما يلزمه ابتداء وانتهاء قد تحقق به وما وراء ذلك من المسائل المستغلقة التي يجري فيها النزاع في فروع من مسائل الايمان فانه لا يرجع على ايمانه بالنقص وقل مثل هذا في سائر اركان الاسلام اركان الايمان. وعقل هذه المسألة يبين لك قدر الخلق بما ينفعهم في المسائل اللازمة لهم وحالهم ما ذكره ابو عبيدة معمر ابن متنى اذ قال من اشتغل بغير المهم اضر بايش بالمهم وكان يقول عجبت لمن يشتغل بالفضول ويترك الاصول. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله المرتبة الثالثة الاحسان ركن واحد وهو ان تعبد الله وحده كأنك تراه ان لم تكن تراه فانه يراك. والدليل قوله تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك فبالعروة الوثقى وقوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وقوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين وتقلبك في الساجدين. انه هو السميع العليم. وقوله وما تكون في شأنه وما تتلو من من القرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. والدليل من السنة حديث جبرائيل عليه السلام المشهور عن عمر رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد. فجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه. فقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال ان اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيتين استطعت اليه سبيلا فقال صدقت فعجبنا له واسأله ويصدقه. قال اخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته كتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. قال صدق. قال اخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال صدقت. قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسئول عنها بعدم قال اخبرني عن اماراتها قال ان تلد الامة ربتها وانت ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاي يتطاولون في البنيان قال فمضى فلبثنا مليها. فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل؟ قل ورسوله اعلم. قال هذا جبريل اتاكم يعلمكم امر دينكم لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان اركان الايمان وهو المرتبة الثانية من مراتب الدين شرع يذكر اركان الاحسان وهو المرتبة الثالثة من مراتب الدين. والاحسان ما يكون مع الخالق ومنه ما يكون مع المخلوق والمراد منهما هنا الاحسان مع الخالق ومتعلقه اتقان الشيء واجادته وله في الشرع معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا اتقان الباطن والظاهر لله اتقان الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة وهو بهذا المعنى يجمع مراتب الدين كلها. الايمان والاسلام والاحسان. فيقع الاحسان اسما للدين كله والاخر معنى خاص وهو اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة. وهو اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال ظاهرة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاحسان بالاسلام والايمان ويتلخص مما مضى ان هذه الالفاظ الثلاثة الاسلام والايمان والاحسان يقع كل واحد منها موقع الاخرين فيجمع متعلقاتهما ويقع تارة اخرى على معنى مباين لهم فالاسلام تارة يجمع الايمان والاحسان وتارة اخرى ينفرد باسم الاعمال الظاهرة والايمان تارة يجمع الاسلام والاحسان وينفرد تارة بالاعتقادات الباطنة والاحسان تارة يجمع الاسلام والايمان. وينفرد تارة باتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة والمعاني التي تجمع تلك الالفاظ وتفرقها هي التي سبق ذكرها فاننا لما ذكرنا الايمان بمعناه العام قلنا هو التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع الى اخره ولما ذكرنا المعنى العام للاسلام قلنا واستسلام العبد لله باطنا وظاهرا تعبدا له الى اخره. ولما ذكرنا معنى العامة للاحسان قلنا هو اتقان العبد باطنا وظاهرا باطنه وظاهره لله تعبدا بالشرع الى اخر ما ذكرناه. فكل واحد من هذه المعاني يكون عاما يندرج فيه غيره. وذكرنا مقابل كل معنى عام ما يكون به خاصا لا يدخل فيه غيره. والقدر المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين والقدر المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين. احدهما احسان معه في حكمه القدري احسان معه في حكمه القدري بالصبر على الاقدار. بالصبر على الاقدار والاخر احسان معه في حكمه الشرعي احسان معه في حكمه الشرعي. بامتثال خبره بالتصديق اثباتا ونفيا بامتثال خبره بالتصديق اثباتا ونفيا. وامتثال طلبه بفعل الامر وترك النهي واعتقاد حل الحلال وامتثال طلبه بفعل الامر وترك النهي واعتقاد حل الحلال. واركان الاحسان اثنان واركان الاحسان اثنان احدهما عبادة الله والاخر فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة والمراقبة فان قال قائل انهما متلازمان فعبادة الله تكون بالمشاهدة او المراقبة فما جوابه فجوابه ان يقال ان من الاعمال ما يفقد فيه المشاهدة او المراقبة وهو عمل المرائي وغيره على الله من تلك الحال فان العامل يعمل لله لكن على غير على غير ومن مشاهدته والمراقبة فهو يدعي انه عامل عبادة لله لكن حقيقة الامر فوت تلك العبادة حقيقتها بفقد الاحسان فيها الا مراقبة ولا مشاهدة له عند عملها. وقول المصنف الاحسان ركن واحد اي شيء واحد اي شيء واحد نص عليه ابن قاسم العاصمي لان اسم الركن لا يصدق على الشيء اذا كان واحدا لان اسم الركن لا يصدق على الشيء اذا كان واحدا فوجب حمل كلامه على هذا المعنى فانه لا يقال ركن الا مع التعداد بان يكون اثنين او ثلاثة فيقال له ركنان او له ثلاثة اركان او اكثر. ولا يقال له ركن واحد. لانه اذا كان واحدا فان الركن الشيء هو الشيء نفسه وهذا هو الذي دعا ابن قاسم رحمه الله في حاشيته الى ان يجعل معنى المصنف والاحسان ركن واحد اي شيء واحد. وذكر المصنف ادلة الاحسان من الكتاب و السنة وسرد دليل السنة وهو حديث جبريل عليه الصلاة والسلام تاما وهو حديث مخرج في صحيح مسلم وفيه بيان مراتب الاسلام الثلاث الاسلامي والايمان والاحسان. وقد سماهن النبي صلى الله عليه دينا لقوله في اخره يعلمكم امر دينكم احسن الله اليكم قال رحمه الله الاصل الثالث معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم. وهو محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الثاني وهو معرفة الاسلام بالادلة اتبعه بالاصل الثالث وهو معرفة النبي صلى الله عليه وسلم. والنبي في الشرع يطلق على معنيين احدهما معنى عام وهو رجل انسي حر وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم فيندرج فيه الرسول فيندرج فيه الرسول والاخر معنى خاص وهو رجل انسي حر اوحي اليه رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم موافقين وبعث الى قوم موافقين فلا يندرج فيه الرسول وسبق ان عرفت ان الاصل الاول منه قدر واجب على كل احد يرجع الى اربعة اصول وان الاصل الثاني منه قدر واجب على كل احد يرجع الى ثلاثة اصول. ومن معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم قدر واجب يرجع الى اربعة اصول. فاصول ما يجب من معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم اربعة اولها معرفة اسمه محمد دون بقية نسبه. معرفة باسمه الاول محمد دون بقية نسبه. فالواجب على كل احد من المسلمين معرفة ان الذي ارسل الينا اسمه لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بوصفه وبما بعث به لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بوصفه وهو الرسالة وبما بعث به وهو الدين وكان يقوم مقامه في حياته معرفة صفة خلقته والاشارة اليه. فلما فقد بموته صلى الله عليه وسلم بقي دليلا عليه اسمه الذي سمي به وهو محمد لان معرفة ما يتعلق باحد من الاحكام تتصل بالتسمية ولهذا فان تسمية المولود حكمها ايش واجبة والدليل من نقله واجبة للاجماع على ذلك نقله ابو محمد ابن حزم الحقوق التي للعبد والواجبات التي عليه لا تتميز الا بمعرفة اسمه. والثاني معرفة انه عابد الله ورسوله معرفة انه عبد الله ورسوله. اختاره الله واصطفاه من البشر. اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة فهو خاتم المرسلين وثالثها معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق ورابعها معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وله من العمر ثلاث وستون سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا نبيا رسولا نبئ باقرأ وارسل بالمدثر وبلده مكة. ذكر المصنف رحمه الله ان النبي صلى الله عليه الا ما عمر ثلاثا وستين سنة قسمت شطرين فمنها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا فاوحي اليه وبعث وهو ابن اربعين سنة ثم اتم بقية عمره نبيا رسولا اولى ووحي البعث الذي يصطفي به الله من شاء من عباده نوعان ووحي البعث الذي يصطفي به الله من يشاء من عباده نوعان احدهما وحي نبوة والاخر وحي رسالة احدهما وحي نبوة والاخر وحي رسالة. وهي درجة اعلى من النبوة ولما ابتدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي ثبتت له مرتبة النبوة وهي الاقل. فثبت كونه نبيا بايحاء الله اليه بما ما انزل عليه من صدر سورة اقرأ ثم لما انزلت عليه سورة المدثر وفيها بعثه صلى الله عليه وسلم الى قوم مخالفين من المشركين علم كونه صلى الله عليه وسلم رسولا. وهذا معنى قول المصنف نبأ باقرأ وارسل بالمدثر. اي ثبتت له مرتبة النبوة بما انزل من الايات في سورة اقرأ. وهي سورة العلام وثبتت له مرتبة الرسالة بما انزل عليه من من سورة المدثر. نعم. احسن الله اليكم والدليل قوله تعالى يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر. ومعنى قم فانذر ينذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد بكى فكبر اي عظمه بالتوحيد وثيابك فطهر اي طهر اعمالك عن الشرك والرجز فاهجر الرجس اي اصنام وهجرها تركها واهلها والبراءة منها واهلها. وعداوتها واهلها وفراقها واهلي ذكر المصنف رحمه الله ان المقصود من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم امران الاول النذارة عن الشرك ولفظ الانذار مشتمل على التحذير والترهيب ولفظ الانذار مشتمل على التحذير والترهيب. والاخر الدعوة الى التوحيد ولفظ الدعوة مشتمل على الطلب والترغيب ولفظ الدعوة مشتمل على الطلب والترغيب فقوله قم فانذر دال على الاول لانه امر بالنذارة من كل ما يحذر لانه امر بالنذارة من كل ما يحذر. واعظم ما يحذر ويتخوف على العبد منه. هو الشرك وقوله وربك فكبر دال على الثاني فان التكبير هو التعظيم والاجلال وابلغ ما عظم الله به هو توحيده والنذارة في قول المصنف بعثه الله بالنذارة عن الشرك هي بكسر النون لا بفتحها. ففتحها من اللحن في كلام العرب وتحفظ بمقابلها. فمقابل النذارة البشارة. وكلاهما بكسر اوله. وفسر اصنفوا قوله وثيابك فطهر بقوله اي طهر اعمالك من الشرك وهذا قول اكثر السلف حكاه ابن جرير والطبري وتقدم بيان صحة مأخذه لما فيه من ملاحظة السياق الوارد. فالمناسب بين الامن بالتوحيد في قوله وربك فكبر. والنهي عن الشرك في قوله ورزا فاهجر ان يكون التطهير مأمور به هو تطهير الاعمال. فتفسير الثياب بالاعمال الملابسات اصح من تفسيرها بالارضية الملبوسات رعاية لما دل عليه سياق الايات. ثم ذكر المصنف اصول هجر عبادة الاصنام وهي اربعة الاول تركها وترك اهلها والثاني فراقها وفراق اهلها والفراق قدر زائد عن الترك قدر زائد على الترك لان المفارق مباعد والثالث البراءة منها ومن اهلها والرابع عداوتها وعداوة اهلها وفيه زيادة عن سابقه فان العبد قد يتبرأ لكن لا يظهر العداوة. فاظهار العداوة فعل خارجي زائد عن البراءة التي هي من عمل الباطن. وهذه الاصول لا تختص بعبادة الاصنام بل هي اصول هجر كل معبود يعبد من دون الله عز وجل. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله اخذ على هذا عشر سنين يدعو الى التوحيد وبعد العشر عرج به الى السماء. وفرضت عليه الصلوات الخمس. وصلى في مكة ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام يا باقية الى ان تقوم الساعة والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالميهم انفسهم قالوا فيما كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض. قالوا الم تكن نرض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا المستضعفين من الرجال والنساء والوجدان لا يستطيعون حيلة لا يستطيعون حيلة لا يهتدون سبيلا فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم. وكان الله عفوا غفورا قوله تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون. قال البغوي رحمه الله تعالى سبب نزول هذه الاية بالمسلمين الذين بمكة لم يهاجروا هداهم الله باسم الايمان. والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع من مغربها. ذكر المصنف رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث لبث عشرا وسنين يدعو الخلق الى التوحيد. وبعد مضي عشر عرج به الى السماء اي صعد به اليه وكان معراجه الى السماء بعد الاسراء به صلى الله عليه وسلم الى بيت المقدس. وفرضت عليه الصلوات الخمس في تلك الليلة وصلى صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث سنين وامر بعدها بالهجرة الى المدينة. وكانت تسمى يكذب والهجرة شرعا ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه. وهي ثلاثة انواع احدها هجرة عمل السوء هجرة عمل السوء بترك الكفر والفسوق والعصيان بترك الكفر والفسوق والعصيان وثانيها هجرة بلد السوء بمفارقته والتحول عنه هجرة بلد السوء بمفارقته والتحول عنه وثالثها هجرة اصحاب السوء هجرة اصحاب السوء بمجانبة من يؤمر بهجره بمجانبة من يؤمر بهجره من الكفار والمبتدعة والفساق بمجانبة من يؤمر بهجره من الكفار والمبتدعة والفساق ومن هجرة البلد المأمور بها الهجرة من بلد الشرك الى بلد الاسلام. وهي فريضة على هذه الامة في حق من كان قادرا عليها غير متمكن من اظهار دينه فهي واجبة على من اجتمع فيه امران فهي واجبة على من اجتمع فيه امران احدهما عدم القدرة على اظهار الدين عدم القدرة على اظهار الدين فمن كان قادرا على اظهار دينه فالهجرة في حقه مستحب فمن كان قادرا على اظهار دينه فالهجرة في حقه مستحبة والاخر القدرة على الخروج من بلد الكفر القدرة على الخروج من بلد الكفر فمن عجز عنها عذر لعجزه واظهار الدين هو اعلان شعائره وابطال دين المشركين واظهار الدين هو اعلان شعائره وابطال دين المشركين نصوا على هذا جماعة من المحققين منهم عبد اللطيف واسحاق ابن عبد الرحمن ابن حسن ابن محمد ابن عبدالوهاب وحمد بن عتيق ومحمد ابن ابراهيم ال الشيخ وعبدالرحمن بن سعدي في اخرين فاظهار الدين لا يقتصر على اعلان الشعائر بل يقترن بابطال دين المشركين بعيبه وبيان بطلانه وضلاله فاظهار الديني لا يتحقق الا بهذا وذكر المصنف رحمه الله الادلة الدالة على وجوب الهجرة ثم ذكر كلاما عن البغوي هو معنى ما نقله في تفسيره عن جماعة لا نص لفظه فقال هنا بمعنى ذكر فقال هنا بمعنى ذكر ومن عادة المصنف التعبير بقال في مقام ذكر ومن عادة المصنف التعبير بقالة في مقام ذكر. فلا يريد اللفظ بعينه بل يريد معناه وكأنه يفعل هذا فيما يكتبه من حفظه وكأنه يفعل هذا فيما يكتبه من حفظه فاذا لم يقدر على الاتيان باللفظ وعبر بالمعنى ثم قال في ارتداء ذلك وقال فلان فانه يريد ذكر فلان كالواقع هنا فالعبارة المذكورة ليست نص كلام البغوي بل معنى ما نقله عن جماعة من السلف في تفسيرها. ولم يثبت كون المذكور سببا لنزولها. ولم يثبت كون المذكور سببا لنزولها الا ان يكون المراد بالسبب ما يجري مجرى التفسير. الا ان يكون المراد بالسبب ما يجري مجرى التفسير ان من اهل العلم من يعبر بهذا ويكون مراده وتفسير الاية يتعلق بالمشركين الذين مكة لم يهاجروا ناداهم الله باسم الايمان ثم ذكر المصنف دليل الهجرة من السنة وهو حديث حسن رواه ابو داوود من حديث معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فلما بالمدينة امر فيها ببقية شرائع الاسلام. مثل الزكاة والصوم والحج والاذان والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من شرائع الاسلام اخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باق وهذا دينه لا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها عنه. والخير الذي دل عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله واباه ذكر المصنف رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم استقر في المدينة بعد هجرته اليها. وامر فيها ببقية طرائع الاسلام وكانت مدة بقائه فيها عشر سنين ثم توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باق وهو دين الاسلام فقد بلغ صلى الله عليه وسلم الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد بالله حق جهاده فدلها على كل خير وحذرها من كل شر. قال المصنف وهذا دينه ولا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها عنه. ثم بين الخير والشر فقال والخير الذي دل عليه وحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه. والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه. والتوحيد من جملة محبوبات الله ومراضيه والشرك من جملة مكروهات الله ومباغضه. وافرد بالذكر تعظيما لمن لهما احسن الله اليكم قال رحمه الله بعثه الله الى الناس كافة وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس والدليل قوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا واكمل الله له الدين والدليل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا والدليل على موته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى انك ميت وانهم ميتون. ثم ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون. والناس اذا ماتوا يبعثون. والدليل قوله تعالى خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى. وقوله تعالى والله انبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا. وبعد البعث محاسبون ومجزيون باعمالهم والدليل قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى ومن كذب بالبعث كفر. والدليل قوله تعالى زعم الذين ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم تنبؤن بما عملتم. وذلك على والله يسير. ذكر المصنف رحمه الله ان الله بعث النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة الى اي الى الجن والانس فان اسم الناس يشمل الجن والانس فانا اصله مأخوذ من النوس وهو الحركة والاضطراب وهو وصف موجود فيهما. وبينه المصنف بقوله ضاعته على جميع الثقلين. الجني والانس. ثم ذكر ان الله اكمل له الدين كما الله عن ذلك في قوله اليوم اكملت لكم دينكم الاية. ثم مات صلى الله عليه وسلم تصديقا لخبر الله في قوله انك ميت وانهم ميتون. والناس اذا ماتوا يبعثون. والبعث في الشرع هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية. قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية ثم ذكر المصنف ادلته والناس بعد البعث محاسبون ومجازون باعمالهم والحساب في الشرع عدوا اعمال العبد يوم القيامة والحساب بالشرع عد اعمال العبد يوم القيامة. والجزاء هو الثواب عليها بالنعيم المقيم وداره الجنة جعلنا الله واياكم من اهلها. او بالعذاب الاليم وداره النار اعاذ الله واياكم منها ثم ذكر المصنف الدليل وهو قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض الاية وهي تدل على الامرين من وجهين احدهما دلالتها على الجزاء بالمطابقة دلالتها على الجزاء بالمطابقة في قوله ليجزي والاخر دلالتها على الحساب باللزوم دلالتها على الحساب باللزوم. فان العبد يحاسب ثم يجزى. فان العبد يحاسب ثم يجزى سوى من استثناه الله عز وجل ممن يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين. والدليل قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لان لا اكون للناس على الله حجة بعد الرسل. واولهم نوح واخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام وهو خاتم النبيين لا نبي بعده. والدليل قوله تعالى ما كان ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. والدليل على ان نوحا اول رسل قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان ما يتعلق ببعثة نبينا صلى الله عليه وسلم ذكر قاعدة كلية في بعث الانبياء فقال وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين. فبعثهم يتضمن امرين احدهما البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة. البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا الاخرة والاخر النذارة لمن عصاهم من الخسران في الدنيا والاخرة. النذارة لمن عصاهم بالخسران في الدنيا والاخرة ثم ذكر المصنف مسألتين الاولى ان اول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام والثانية ان اخرهم هو محمد صلى الله عليه وسلم وقدم دليل المسألة الثانية لجلالتها فقال والدليل قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم. الاية ثم ذكر دليل المسألة الاولى قال والدليل على ان نوحا اول الرسل قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده واولية نوح مستفادة من الاية بتقديم ذكره في الايحاء الى النبيين. واولية نوح مستفادة من الاية بتقديم ذكره في الايحاء على النبيين والايحاء الذي قدم فيه نوح على من بعده هو ايحاء الرسالة هو ايحاء الرسالة. واما ايحاء النبوة فتقدمه ابوه ادم اتفاقا هو ادريس في اصح القولين عند اهل العلم. وابين من هذه الاية حديث انس في الصحيحين وهو حديث الشفاعة الطويل وفيه قوله صلى الله عليه وسلم ائتوا نوحا فانه وفيه قوله صلى الله عليه وسلم لما ذكر ادم انه قال ائتوا نوحا فانه اول رسول ارسله الله الى اهل الارض. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد عليهما الصلاة والسلام يأمرون بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان بالله. قال ابن القيم رحمه الله تعالى ومعنى الطاغوت ما تجاوز به العبد تحده من معبود او متبوع او مطاع. والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة ابليس لعنه الله. ومن عبد وهو راض ومن ادعى شيئا من علم الغيب. ومن دعا الناس الى عبادة نفسه. ومن حكم بغير ما انزل الله. والدليل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقال من فصام لها. والله سميع عليم. وهذا هو معنى لا اله الا الله. وفي الحديث رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذوة سلامه الجهاد في سبيل الله والله اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم لما قرر المصنف رحمه الله ان الرسل مبشرون ومنذرون بين عموم بعثهم الى الامم وان كل امة بعث اليها رسول مع بيان ما دعوا اليه. ودعوات الانبياء والرسل تجتمع في اصلين ودعوات الانبياء في والرسل تجتمع في اصلين احدهما الامر بعبادة الله المتضمن النهي عن الشرك الامر بعبادة الله المتضمن النهي عن الشرك وهذا مذكور في قوله ان اعبدوا الله وهذا مذكور في قوله ان اعبدوا الله. والاخر الامر باجتناب الطاغوت. الامر باجتناب الطاغوت المتضمن النهي عن عبادته وهذا مذكور في قوله واجتنبوا الطاغوت واجتنابه يتحقق بالكفر به وذكر المصنف قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت دليلا على عموم الرسالة بيانا لما دعت اليه الامم. فالاية تدل لما دعت اليه الانبياء. فالاية تدل على امرين احدهما عموم بعث الرسل في الامم عموم بعث الرسل في الامم. فما من امة الا خلى فيها نذيذ والاخر بيان ما دعت اليه الانبياء بيان ما دعت اليه الانبياء من الامر بعبادة الله واجتناب الطاغوت. ثم ذكر ان الله افترض على جميع العباد فهو بالطاغوت والايمان بالله والدليل قوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة مثقلا فصام لها. الاية والعروة ما يتعلق ويستمسك به والعروة ما يتعلق ويستمسك به والوثقى مؤنث الاوثق اي الاقوى والوثقى مؤنث الاوثق اي الاقوى ومعنى لا انفصام لها لا انقطاع لها وفصل الشيء كسره من غير ان يبين من محله. وفصل الشيء كسره من غير ان يبين من محله فينكسر ولا ينقطع فاذا انقطع سمي قصما فالفرق بين الفصل والقصم ان الفصم كسر بلا انقطاع. ان الفصم كسر بلا انقطاع. والقصم كسر بانقطاع ولا يكون العبد مستمسكا بالعروة الوثقى حتى يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله. والطاغوت له معنيان احدهما معنى خاص وهو الشيطان معنى خاص وهو الشيطان وهو المراد عند الاطلاق في القرآن. وهو المراد عند الاطلاق في القرآن. والاخر معنى عام وهو الذي اراده ابن القيم بقوله كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع وهذا احسن ما قيل في حده العام ذكره عبدالرحمن بن حسن فيفتح المجيد وصاحبه سليمان ابن سحمان في بعض مقيداته وهو المراد في القرآن اذا ذكر معه الفعل على وجه الجمع وهو المراد في القرآن اذا ذكر معه الفعل على وجه الجمع كقوله تعالى والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونه من الظلمات الى النور. فقوله يخرجونهم يراد به المعنى العام مما يشمل هذه الانواع وجماع انواع الطواغيت ثلاثة وجماع انواع الطواغيت ثلاثة اولها طاغوت عبادة وثانيها طاغوت طاعة وثالثها طاغوت اتباع ذكره سليمان ابن سحمان وهو مستفاد من كلام ابن القيم في معنى الطاغوت واشار المصنف الى معنى الطاغوت الخاص وبعض افراد المعنى العام في قوله والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة ابليس لعنه الله الى اخره. والمراد بالرؤوس اعظمهم شرا واشدهم خطرا والمراد بالروس اعظمهم خطأ واشدهم اعظمهم شرا واشدهم خطرا وهؤلاء خمسة فيما عده المصنف اولهم ابليس والثاني من عبد وهو راض وان لم يدعو الى عبادة نفسه والثالث من ادعى شيئا من علم الغيب. والمراد به الغيب المطلق. الذي لا يعلمه الا الله والرابع من دعا الى عبادة نفسه ولو لم يعبد من دعا الى عبادة نفسه ولو لم يعبد والخامس من حكم بغير ما انزل الله والكفر بالطاغوت والايمان بالله هو حقيقة لا اله الا الله المتضمنة النفي والاثبات كما تقدم نفيها هو الكفر بالطاغوت واثباتها هو الايمان بالله وهذه هي حقيقة الاسلام فان حقيقة الاسلام استسلام العبد لربه سبحانه وتعالى. ولا يتحقق استسلام حتى يكفر بالطاغوت وذكر المصنف قوله صلى الله عليه وسلم رأس الامر الاسلام الحديث رواه الترمذي وغيره من حديث معاذ بن جبل ويأتي في الاربعين نبوية النووية ومعناه ان رأس اخلاص الدين لله هو استسلام لله بالتوحيد المتضمن الكفر بالطاغوت وهذا اخر البيان على معاني هذا الكتاب بما يناسب المقام والحمد لله رب العالمين على عونه ورفته بعض الناس يظن انه يدلس ويستطيع ان يقول يوما من الدهر سمعت جميعا فمن الذي ينكره؟ ينكره الذي لا فعليه شيء في الارض ولا في السماء قال ابن المبارك لو ان رجلا بات يحدث نفسه انه يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم لاصبح والناس يقولون كذاب فالعلم محفوظ بحفظ الله. ولذلك لا يوبه بالمقيدات التي توضع عليها الاختام. فكم من مقيد عليه ختم بالسماع او غيره لا صحة له. والله عز وجل يبين لحفظة الدين ما يطلعون به على الصدق والكذب. فاياك ان ان تعد في ديوان الكاذبين فان من حفظ دين الله حفظه دين فحفظه الله. وبهذا نكون بحمد الله قد فرغنا من هذا الكتاب وانبه على امرين احدهما ان الذي اردته من النهي عن حمل الشروح التي للمفرغات التي عمد الى نفع غيره بها بعض الاخوان. واما مقيدات احدكم في نسخته فان الانفع له ان يحضر بها وليست من جملة محظور لكن المحظور ان يحضر شرحا لي مما قيد بتفريغ احدهم او شرحا لغير مما يتعلق بالمتن فانه يمنع الفهم والاخر من لم يصب حظه من نسخ الكتاب فانه يمكنه ان يدرك نسخة في مكتبة النصيحة فانهم يبقون منتظرين الى الساعة الحادية الحادية عشرة ليلا والاخوات يمكنهن ان يحظين بنسخة من وحدة الكتب وهي للداخل من الباب الخامس والعشرين ثم يدرك الى الباب الثالث والعشرين فيجد توزيع النسخ هناك والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين