السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل الدين مراتب ودرجات وسير للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم. باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عمر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن ذي الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم. ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا شرح الكتاب الثاني من برنامج مهمات العلم في سنته الثامنة ثمان وثلاثين واربعمائة والف. وهو كتاب ثلاث الاصول وادلتها لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد ابن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست ومائتين والف. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وباسنادكم حفظكم الله تعالى يا شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى انه قال في ثلاثة الاصول وادلتها بسم الله الرحمن الرحيم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل الاولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالادلة الثانية العمل به الثالثة الدعوة اليه الرابعة الصبر على الاذى فيه. والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والعصيان لفي خسر. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل. والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك. فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. ابتدأ المصنف رحمه الله رسالته بالبسملة مقتصرا عليها. اتباعا للوارد في السنة النبوية في مكاتبات ومراسلاته صلى الله عليه وسلم الى الملوك. والتصانيف تجري مجراها. ثم ذكر انه يجب علينا التعلم اربع مسائل. فالمسألة الاولى العلم وهو شرعا ادراك خطاب الشرع ومرده الى المعارف الثلاث. معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم والعلم المطلوب شرعا وفق ما ذكره المصنف له وصفان. والعلم المأمور به شرعا له وفق ما ذكره المصنف وصفان احدهما ما يطلب منه وهو معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم وحقيقتها علم الشرع والاخر ما يطلب فيه وهو كونه مقترنا بالادلة ما يطلب فيه وهو كونه مقترنا بالادلة. فتلك المعرفة لا تكون علما الا مع الادلة. فتلك معرفة لا تكون علما الا مع الادلة وقول المصنف بالادلة الجار والمجور متعلقان بالمعارف الثلاث كلها. الجار والمجرور متعلقان بالمعاني عارف الثلاث كلها فتطلب الادلة في معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم والمقصود من اقتران تلك المعرفة بالادلة. والمقصود من اقتران تلك المعرفة بالادلة. اعتقاد العبد ان ما امن به ربا ودينا ونبيا ثابت بادلة شرعية صحيحة والمراد من اقتران تلك المعرفة بالادلة اعتقاد العبد ان ما امن به ربا ودينا ونبيا ثابت بادلة شرعية صحيحة. فاذا وجد هذا الاعتقاد كانت تلك المعرفة ناشئة عن ادلة فلا يلزم العبد في تصحيح دينه ان يعرف افراد تلك الادلة فظلا عن معرفة وجوه الاستنباط منها. وهذه المعرفة هي معرفة الاجمالية المتعلق بوجوبها المتعلق وجوبها بالخلق كافة. فالخلق كافة مأمورون بان تكون معرفتهم واقعة على وجه الاعتقاد الراسخ بان ما امنوا به من رب ودين ورسول ثبت كون ذلك كذلك بادلة ثابتة. ومن زاد قدره عن جمهور الخلق لامر اقترن به كان الواجب عليه من المعرفة ازيد على غيره. فما يجب من معرفة الادلة على الحاكم والقاضي والمفتي والمعلم والمؤدب وفوق ما يجب على غيرهم لاجل تلك المعاني التي تستدعي معرفة بالادلة فوق معرفة خلقي كافة فالمعرفة المأمور بها شرعا نوعان. فالمعرفة المأمور بها شرعا نوعان احدهما صفة الاجمالية وهي معرفة اصول الشرع وكلياته. وهي معرفة اصول الشرع وكلياته. ويتعلق وجوبها بالخلق كافة ويتعلق وجوبها بالخلق كافة. والاخر المعرفة التفصيلية وهي معرفة تفاصيل الشرع وجزئياته. وهي معرفة تفاصيل الشرع وجزئياته. ويتعلم وجوبها بمن قام به سبب استدعى الزيادة على المعرفة الاجمالية. بمن قام به سبب استدعى الزيادة على المعرفة الاجمالية. كالحكم او القضاء او او التعليم او غيرها من تلك الاسباب والمسألة الثانية العمل به. اي العمل بالعلم والعمل شرعا هو ظهور صورة خطاب الشرع. هو ظهور صورة خطاب الشرع وخطاب الشرع نوعان احدهما خطاب الشرع الخبري وظهور صورته بامتثال التصديق اثباتا ونفيا. وظهور صورته بامتثال التصديق اثباتا ونفيا. والاخر خطاب الشرع الطلبي وظهور صورته بامتثال الامر بالفعل والنهي بالترك بامتثال الامر بالفعل بالترك واعتقاد حل الحلال. واعتقاد حل الحلال فالعمل بخطاب الشرع يكون بظهور صورته. وظهور هذه الصورة مختلف باعتبار نوع خطاب الشرع وخطاب الشرع كيفما قلب لا يخرج عن هذين النوعين. فتارة يكون خطابا شرعيا خبريا اي مشتملا على الخبر كقوله تعالى ان الساعة اتية لا ريب فيها. وقوله تعالى وما ربك بظلام للعبيد. فهاتان ايتان من خطاب الشرع الخبري. وتارة يكون خطاب الشرع طلبيا. اي مشتملا على الطلب والنهي او التسوية بينهما مما يسمى حلالا ومباحا. فمتى كان الشرع خبريا كان العمل به بامتثال التصديق اثباتا ونفيا. ومتى كان طلبيا كان ظهور سورة الخطاب بالعمل به بامتثال الفعل الامر بالفعل والنهي بالترك واعتقاد حل الحلال ايتان اللتان تقدمتا هما من خطاب الشرع الخبري كما سبق. فيكون ظهور صورة خطاب الشرع في قوله تعالى ان الساعة اتية لا ريب فيها بامتثال التصديق اثباتا بان تثبت كون الساعة اتية ويكون ظهور صورة خطاب الشرع في الاية الثانية وما ربك بظلام للعبيد بامتثال التصديق نفيا بان الله لا احدا واذا كانت تلك الايات او الاحاديث من جنس خطاب الشرع الطلبي فان العمل بها يكون بظهور صورة الامتثال على ما قدمنا امرا ونهيا واعتقادا لحل الحلال. فقوله تعالى واقيموا الصلاة وقوله تعالى اولا تقربوا الزنا وقوله تعالى احل لكم صيد البحر وطعامه كل هؤلاء الايات من خطاب الشرع الطلبي يكون العمل بهن بظهور صورة خطاب الشرع بامتثال الامر بالفعل باقامة الصلاة في الاية الاولى وظهور صورة خطاب الشرع بامتثال النهي بالترك في الاية الثانية بان يترك الزنا. ويكون ظهوره في اية التالتة باعتقاد حل الحلال بان يعتقد حل صيد البحر وطعامه. فمرد العمل هو الى ظهور صورة خطاب الشرع على الصفة التي ذكرناها حال كونه تارة خطابا شرعيا خبريا او كونه تارة اخرى شرعيا طلبيا. والمسألة الثالثة الدعوة اليه. اي الدعوة الى العلم وحقيقتها الدعوة الى الله. لان مرد العلم كما تقدم الى المعارف الثلاث. معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم. فمن دعا الى العلم فانه يدعو الى الله اصالة. والى ورسوله صلى الله عليه وسلم تبعا. والدعوة الى الله شرعا هي طلب الخلق كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة. طلب الخلق كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة والمسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه اي الصبر على الاذى في العلم تعلما وعملا ودعوة والصبر الاذى في العلم من الصبر على حكم الله القدر فان الاذى في العلم من القدر المؤلم وبالنظر الى كون العلم مأمورا به شرعا فانه يكون فيه ايضا صبر على حكم الله الشرعي الصبر على الاذى في العلم يجتمع فيه نوعا الصبر من الصبر على حكم الله القدر باعتبار ان الاذى من القدر المؤلم وبالصبر على حكم الله الشرعي باعتبار ان العلم مما امر به شرعا وهؤلاء المسائل الاربع هن واجبات كما ذكر المصنف. والدليل على وجوبهن هو سورة العصر في قوله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فان الله اقسم بالعصر وهو الوقت الكائن اخر النهار ان جنس الانسان في خسر ولا انجو الا من ذكر بالاستثناء بعد اداته وهي الا. فكل الناس خاسرون. سوى المتصفين بالصفات الاربع المذكورة في سورة العصر. فهذه المسائل الاربع واجبة لتوقف النجاة من الخسارة عليها فهذه المسائل الاربع واجبة لتوقف النجاة من الخسارة عليها ودلائل في قوله تعالى الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. فقوله تعالى ان الذين امنوا دليل العلم. فان الايمان اصلا وكمالا لا يتحقق الا بالعلم ووجود اصله وحصول كماله مرهون بوجود العلم. وقوله تعالى وعملوا الصالحات دليل مليء وقيد الصالحات يبين ان المطلوب منا ليس جنس العمل. بل يطلب منا عمل مخصوص وهو العمل الصالح الجامع للاخلاص لله والاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى وتواصوا بالحق دليل الدعوة الى الله. فان الحق اسم لما وجب ولزم واعلاه ما لزم بطريق الشرع ووجب به. والتواصي تفاعل بالوصية بين اثنين فاكثر وهذه هي حقيقة الدعوة الى الله سبحانه وتعالى. وقوله وتواصوا بالصبر دليل اولو الصبر فهذه الصورة جمعت هذه المسائل الاربع التي تكون بها نجاة العبد. فلا من الخسارة الا من حصلها. ويتفاوت الناس في حظوظهم من النجاة على قدر حظوظهم من العمل من العلم والعمل والدعوة الى الله والصبر على الاذى في ذلك كله. ولجلالة سورة العصر في الدلالة على هذه المسائل الاربع قال الشافعي هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي هي لجبتهم اي لوسعتهم. والمراد بكونها حجة عليهم اي حجة عليهم في بوجوب امتثال حكم الله الشرعي. اي حجة عليهم في امتثال حكم الله الشرعي. فلم يرد الشافعي ان سورة العصر تغني في ابواب الديانة كلها خبرا وطلبا. وانما اراد معنى خاصا. وهو ان سورة العصر كافية في اقامة الحجة على الخلق بوجوب امتثال حكم الله الشرعي اشار الى ذلك جماعة منهم ابن تيمية الحفيد وعبد اللطيف ابن عبدالرحمن وعبدالعزيز ابن باز رحمهم الله واصل هذه المسائل الاربع هو العلم. فانها فانه اصلها الذي تنشأ منه. وتتفرع عنه ولهذا اتبع المصنف رحمه الله تعالى كلام الشافعي بكلام البخاري بمعناه فان البخاري قال باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله العلم انتهى كلامه وزاد المصنف فقال قبل القول والعمل تعريفا من المقصود بالبداءة بالعلم في قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. فالبداءة بالعلم في قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله فهو امر بتعلم العلم المتعلق بتوحيد الله. واما القول عمل ففي قوله تعالى واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. فحقيقة هذا الامر الامر التوبة مع طلب المغفرة بالدعاء. الامر بالتوبة مع طلب المغفرة بالدعاء والتوبة يجتمع فيها الدين كله. ذكر هذا المعنى ابو الفرج ابن رجب رحمه الله في رسائله سبق البخاري في استنباط هذا المعنى من الاية شيخ شيوخه سفيان ابن عيينة رواه عنه ابو نعيم الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا. بل ارسل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه انه دخل النار والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا. الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عباده لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا غيرهما. والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو ومع الله احدا. الثالثة ان من اطاع الرسول وحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله. ولو كان اقرب قريب. والدليل قوله تعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر وادون من الله ورسوله ولو كانوا ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان الله هم المفلحون. ذكر المصنف رحمه الله هنا ثلاثة مسائل عظيمة يجب على كل مسلم تعلمهن والعمل بهن. فاما المسألة الاولى فمقصودها بيان وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا اي مهملين لا نؤمر ولا ننهى بل ارسل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم. فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسول فعصى فرعون رسولا فاخذناه اخذا وبيلا. اي اخذا شديدا. واتباع خبر الرسول صلى الله عليه الينا بخبر اخذ فرعون اخذا شديدا للتحذير من عاقبة تكذيب الرسل. وان من ادب هذا الرسول الذي بعث اليه كانت عاقبته عاقبة فرعون. الذي كذب موسى عليه الصلاة والسلام فاخذه الله اخذا وبيلا. واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك واحقاق التوحيد. واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشرك واحقاق التوحيد. فان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته كائنا من كان. فان العبادة حقه. والله لا يرضى الشركة في حقه والنهي عن دعوة غير الله معه دليل على النهي عن عبادة غيره. فان الدعاء يطلق في خطاب الشرع ويراد به العبادة ومنه قوله صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة. رواه اصحاب السنن واسناده صحيح قوله تعالى في الاية فلا تدعوا مع الله احدا اي فلا تعبدوا مع الله احدا. كائنا من كان سواء كان ملكا مقربا او نبيا مرسلا. واما المسألة الثالثة فمقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين بيان وجوب البراءة من المشركين. لان طاعة الرسول وتوحيد الله بابطال الشيك وهما الامران المذكوران في المسألتين الاوليين لا يتحققان الا بالبراءة من المشركين. فالمسألة الثالثة بمنزلة التابع اللازم للمسألتين الاوليين فان من اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم وابطل الشرك موحدا لله لا تتحقق عبادته الا بالبراءة من المشركين اعداء الله واعداء رسوله صلى الله عليه وسلم. ومعنى قوله من حاد الله ورسوله اي من كان في حد متميز عن الله ورسوله وهو حد الكفر. فاذا كان الكافرون في حد فاذا كان الكافرون متميزين في حد عن الله ورسوله وجب ان يتميز المؤمنون في حد الله ورسوله مباعدين اولئك فيكون المؤمنون في حد ويكون الكافرون في حد واذا كانوا متفرقين لم يكن بين الطائفتين الا العداوة والبغضاء. براءة من المشركين اعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهاتان المقدمتان المبدوئتان بقول المصنف اعلم رحمك الله هما من كلامه الا انهما رسالتان منفردتان عن ثلاثة الاصول. ثم عمد بعض اصحابه الى ضم هاتين الرسالتين الى رسالة ثلاثة الاصول. وشهر المجموع الضام هذه المسائل الثلاث باسم ثلاثة الاصول ادلتها والا فاصل رسالة ثلاثة الاصول مبدأها اعلم ارشدك الله لطاعته. الى اخر كلامه الاتي. وما قبله هما رسالتان له جعلهما بعض اصحابه في صدر رسالة ثلاثة الاصول للمناسبة بينها ثم شهر هذا المجموع باسم الكتاب الثالث وهو ثلاثة الاصول وادلتها. اشار الى هذا ابن قاسم العاصم في حاشيته وهو امر معلوم لمن تسلسل اخذه العلم عن اهله الى المصنف رحمه الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله يا من ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين. وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومعنى يعبدون يوحدون واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة. واعظم ما نهى عنه الشرك وهو غيره معه والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. ذكر المصنف رحمه الله ان الحنيفية ملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام. مبينا حقيقتها بقول جامع تندرج فيه ما يراد يندرج فيه ما يراد بها شرعا. فالحنيفية لها في الشرع معنيان احدهما عام وهو الاسلام والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد. وهو الاقبال على الله بالتوحيد ولازمه الميل عما سواه بالبراءة من الشرك. ولازمه الميل عما سواه بالبراءة من شرك وهي دين الانبياء جميعا فلا تختص بابراهيم عليه الصلاة والسلام ووقعت نسبتها في كلام المصنف وغيره الى ابراهيم متابعة لما وقع في القرآن الكريم. فان ذكر الحنيفية في القرآن جاء بنسبتها الى إبراهيم عليه الصلاة والسلام. مع كونها دين الانبياء جميعا واتفق وقوع ذلك لامور ثلاثة. واتفق وقوع ذلك بامور ثلاثة اولها ان القوم الذين بعت اليهم محمد صلى الله عليه وسلم من العرب كانوا ينتسبون الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام. ان القوم الذين بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا ينتسبون الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام. فيذكرون انهم من ذريتهم. وانهم على دينه فأجدر بهم ان يكونوا كابيهم حنفاء لله غير مشركين به. فاجدروا بهم ان يكونوا كابيهم حنفاء لله غير مشركين به وثانيها ان الله جعل ابراهيم اماما لمن بعده من الانبياء. ان الله جعل ابراهيم اماما لمن بعده من الانبياء. ولم يجعل ذلك لغيره. ذكره ابو جعفر ابن جرير في تفسيره وثالثها ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام بلغ الغاية في تحقيق عبادة الله. ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام بلغ غاية في تحقيق عبادة الله حتى صار خليلا له. حتى صار خليلا له ولم يشاركه هذه الرتبة سوى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو من ذريته. فابراهيم عليه الصلاة والسلام اب من ابائه في عبود في عمود نسبه والنسبة الى الجد اولى من النسبة الى احد من ذريته. والنسبة الى الجد اولى من النسبة الى احد من ذريته. فلاجل هذه الامور الثلاثة شهرت نسبة الحنيفية الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام. مع كونها دين الانبياء جميعا. وهي مشتملة على عبادة الله. وعبادة الله شرعا لها معنيان وعبادة الله شرعا لها معنيان. احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب الخضوع والاخر خاص وهو التوحيد. والاخر خاص وهو التوحيد. ثم ذكر المصنف ان الناس جميعا مأمورون بعبادة الله ومخلوقون لاجلها والدليل قوله تعالى خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ودلالة الاية على المسألتين من جهتين. ودلالة الاية على المسألتين من جهتين احداهما صريح نصها صريح نصها المبين ان الجن والانس خلقوا لاجل العبادة. المبين ان الجن والانس خلقوا الجن والانس خلقوا لاجل العبادة والاخرى لازم لفظها. لازم لفظها. المبين انهم مأمورون بها. المبين وانهم مأمورون بها فاذا كان الجن والانس مخلوقون مخلوقين للعبادة فانهم مأمورون بما خلقوا لاجله وكون الناس مخلوقين للعبادة ومأمورين بها شيء مجمع عليه لا ينكره احد من اهل القبلة ثم فسر المصنف قوله يعبدون بقوله يوحدون وله وجهان اني احدهما انه من تفسير اللفظ باخص افراده. انه من تفسير اللفظ باخص افراده فاعظم العبادة توحيد الله. فاعظم العبادة توحيد الله. والاخر انه من تفسير اللفظ بما وضع له شرعا انه من تفسير اللفظ بما وضع له شرعا. فالعبادة اذا اطلقت في خطاب الشرع بها التوحيد فالعبادة اذا اطلقت في الخطاب الشرعي اي في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم يراد بها اعيد قال ابن عباس رضي الله عنهما كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد. كل ما وورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد. ذكره البغوي في تفسيره والعبادة والتوحيد اصلان عظيم ان تتحقق صلتهما اتفاقا وافتراقا باعتبار المعنى المنظور اليه فلهما حالان. فلهما حال ان الحال الاولى اتفاقه وما اذا نظر الى ارادة التقرب اتفاقهما اذا نظر الى ارادة التقرب اي قصد القلب العمل تقربا الى الله. اي قصد القلب العمل الى الله فالتوحيد عبادة والعبادة توحيد والحال الاخرى افتراقهما. اذا نظر الى افراد ما به الى الله يتقرب. افتراقهما اذا نظر الى ما به الى الله يتقرب اي الى احاد القرب التي تجعل لله عز وجل فالعبادة حينئذ اعم. فانما فانما يتقرب به الى الله من انواع العبادات كثير ومن اعظم تلك العبادات توحيد الله سبحانه وتعالى. فهذه هي الصلة بين العبادة والتوحيد اتفاقا وافتراقا فهما يتفقان بالنظر الى ارادة التقرب. ويفترقان بالنظر الى ما به الى الله يتقرب ثم ذكر المصنف ان اعظم ما امر الله به التوحيد وان اعظم ما نهى عنه الشرك اعيد له معنيان شرعا. والتوحيد له معنيان شرعا. احدهما افراغ عام وهو الله بحقه احدهما عام وهو افراد الله بحقه. وحق الله نوعان حق في والاثبات وحق في الارادة والطلب. وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات. وحق في والطلب وينشأ من هذين النوعين ان التوحيد الواجب علينا ثلاثة انواع وينشأ من هذين الحقين ان التوحيد الواجب علينا ثلاثة انواع توحيد في الربوبية وتوحيد في الالوهية وتوحيد في الاسماء والصفات والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة. والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة وهذا المعنى هو المراد في خطاب الشرع عند الاطلاق. وهذا المعنى هو المراد في خطاب شرعي عند الاطلاق. ولهذا اقتصر عليه المصنف. فذكر ان التوحيد هو افراد العبادة. اي ان الذي يراد عند الاطلاق في خطاب الشرع هو توحيد الله بافراده في عبادته. واما الشرك فانه يطلق في الشرع على معنيين. واما الشرك فانه يطلق في الشرع على معنيين. احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره. احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله غيره والاخر خاص. وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. وهو جعل شيء من العبادة لغير الله وهذا المعنى هو المعهود عند الاطلاق في خطاب الشرع. فاذا اطلق اسم الشرك فيراد به شرعا شرك في العبادة. ثم ذكر المصنف الدليل على ان اعظم ما امر الله به هو التوحيد وان اعظم ما نهى عنه هو الشرك وهو قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وهذه الاية دلت على الاعظمية لوقوعها صدرا في اية الحقوق العشر. لوقوعها صدرا في اية الحقوق العشرة في قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى اذا تمام الاية. فدلالة الاية على اعظمية التوحيد والشرك في الامر والنهي من جهتين فدلالة الاية على اعظمية التوحيد والشرك في الامر والنهي من جهتين. احداهما ابتداء تلك الحقوق المعظمة بالامر بالتوحيد والنهي عن الشرك. ابتداء تلك الحقوق المعظمة بالامر بالتوحيد والنهي عن الشرك والاخرى عطف ما بعدهما عليهما. بجعله تابعا لهما. عطف ما بعدهما عليهما تابعا لهما فاعظم المأمورات التوحيد وغيره تابع له. واعظم المنهيات الشرك. وغيره تابع اشار الى هذا المعنى ابن قاسم العاصم في حاشيته على ثلاثة الاصول والمح اليه المصنف لطيفة في المسألة الحادية عشرة من مسائل الباب الاول من كتاب التوحيد. وهذا المعنى الذي ذكرناه مما غمض على بعض الشراح فانهم رأوا ان الاية تدل على الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك. باعتبار لفظها واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ولا تدلوا على الاعظمية. وهذا غلط فان الاية دلت على هذا الذي ذكروه ودلت ايضا على الاعظمية التي قصدها المصنف على الوجه الذي ذكرناه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا قيل لك الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله وعليه وسلم. لما بين المصنف رحمه الله ان جميع الناس مأمورون بالعبادة ومخلوقون لها ذكر انه يجب على الانسان معرفة اصول ثلاثة هي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم. لانه ولا يمكن امتثال العبادة الا بمعرفة ثلاثة امور. لانه لا يمكن امتثال العبادة الا بمعرفة ثلاثة امور اولها معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة. معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة وثانيها معرفة المبلغ عن المعبود. معرفة المبلغ عن المعبود. وثالثها معرفة صفة عبادة المعبود. معرفة صفة عبادة المعبود. وهذه الامور الثلاثة هي الاصول الثلاثة المذكورة فان معرفة المعبود هي معرفة العبد ربه. ومعرفة المبلغ عن المعبود هي معرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم فان العقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله من حق. وهي مفتقرة الى هاد فيها ومرشد يرشدها الى ما تعبد به الله سبحانه وتعالى. ومعرفة صفة العبادة هي معرفة العبد دينه بالاطلاع على الكيفية التي متى اتى بها العبد تحقق كونه عابدا لله سبحانه وتعالى فكل امر بالعبادة مشتمل على هذه الاصول الثلاثة. فاذا سئلت ما دليل هذه الاصول الثلاثة فقل كل اية وحديث فيه الامر بعبادة الله. فمثلا قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم هو دليل على هذه الاصول الثلاثة. لان العبادة التي امرنا بها لا تتحقق الا بمعرفة المعبود ومعرفة المبلغ عنه معرفة صفة عبادته وهذه الامور الثلاثة هي وعاء هذه الاصول الثلاثة. فمعرفة المعبود هي معرفة من الله ومعرفة المبلغ هي معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومعرفة صفة عبادته هي معرفة دين الاسلام نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني ورباني جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه. والدليل قوله تعالى الحمدلله رب العالمين وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم. فاذا قيل لك بم عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والارضون السبع ومن فيهن وما بينهما والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس وقوله تعالى ومن اياته والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم تعبدون. وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى العرش يغش الليل النهار ويقلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره. الا الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. والرب هو المعبود والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء ابناء وانزل من السماء ماء فاخرج به فاخرج به من الثمرات رزقا لكم الا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه هو المستحق للعبادة شرع المصنف رحمه الله يبين الاصول الثلاثة واحدا واحدا. وابتدأ باعظمها وهو معرفة العبد ربهم فقال فاذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني. فالرب هو الله من تربيته سبحانه خلقه بنعمه الباطنة والظاهرة. واذا كانت له سبحانه الربوبية عليهم فهو المستحق للعبادة والالوهية. ولهذا قال المصنف بعد ذكره ربوبية الله قال وهو معبودي ليس لي معبود سواه. ثم ذكر دليل الربوبية والالوهية فقال والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين. فقوله رب العالمين دليل الربوبية. وقوله لله دليل فالحمد له سبحانه وتعالى موجبه كونه مألوها مستحقا للعبادة. فالحمد له سبحانه وتعالى موجبه كونه مألوها مستحقا للعبادة. ومن معرفة الله قدر يتعين على لاحد من الناس فاصول معرفة الله الواجبة على الخلق اربعة. فاصول معرفة الله واجبة على الخلق اربعة. فالاصل الاول معرفة وجوده. فيؤمن العبد انه موجود. معرفة جوده فيؤمن العبد انه موجود. والاصل الثاني معرفة ربوبيته. فيؤمن العبد انه رب كل شيء ويؤمن العبد انه رب كل شيء. والاصل الثالث معرفة الوهيته. فيؤمن العبد بانه هو الذي يعبد بحق وحده. فيؤمن العبد بانه هو الذي يعبد بحق وحده والاصل الرابع معرفة اسمائه وصفاته. فيؤمن العبد بان لله اسماء حسنى صفات علا فهذه الاصول الاربعة هي اصول معرفة الله الواجبة على كل احد من الناس وما زاد على ذلك فانه يتفاوت فيه الخلق بتفاوتهم في الاسباب المستدعية وجوب الزيادة على تلك الاصول الاربعة ثم قال المصنف رحمه الله فاذا قيل لك بما عرفت ربك فقل بايات ومخلوقاته. والايات نوعان. احدهما ايات كونية وهي المخلوقات والاخر ايات شرعية. وهي ما انزله الله من وحيه على انبيائه. ايات شرعية وهي ما انزله الله ومن وحيه على انبيائه فيكون قول المصنف فقل باياته ومخلوقاته من عطف الخاص على العام. لان المخلوقات بعض الايات فالمخلوقات تختص بالايات الكونية. ثم قال المصنف ومن ايات الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقات السماوات السبع ومن فيهن والاراضون السبع ومن فيهن وما بينهما. وهذه الافراد المذكورة كلها وايات وكلها مخلوقات. ومع ذلك فرق المصنف بينها. فجعل اسم الايات لليل والنهار والشمس والقمر وجعل اسم المخلوقات للسماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبع ومن فيهن وما بينهما وموجب تفريقه بينهن هو متابعة الواقع في القرآن الكريم. وموجب تفريقه بينهن ومتابعة الواقع في القرآن الكريم فان الليل والنهار والشمس والقمر تذكر غالبا في القرآن باسم الايات. واما السبع والاراضون السبع ومن فيهن وما بينهما بينهما فانها تذكر غالبا في القرآن باسم المخلوق قاتل وموجب وقوعه كذلك في القرآن هو ملاحظة الاصل اللغوي. وموجب وقوعه كذلك في القرآن هو ملاحظة الاصل اللغوي. فالاصل اللغوي للاية العلامة. والاصل اللغوي للخلق التقدير. ومعنى موجود في الليل والنهار والشمس والقمر. فهن علامات يختلفن فيظهرن تارة ويغبن ومعنى التقدير ظاهر في السماوات والارض. فانهما مخلوقتان على هذه الصورة لا تتغيران وكذلك ما بينهما وما فيهن. فوقع هذا في كلام المصنف اتباعا للقرآن. ووقع في القرآن ملاحظة الاصل اللغوي على ما سبق بيانه. ثم ذكر المصنف ادلة من القرآن على ما ذكره من الايات والمخلوقات ثم قال والرب هو المعبود. اي هو المستحق للعبادة. فلا يريد تفسير الرب بانه معناه المعبود وانما يريد بيان معنى استحقاق الله العبادة بكونه ربا. ولذلك قال والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الاية والتي بعدها من سورة البقرة ثم قال قال ابن كثير الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة. فما ذكر في الايتين من الربوبية هو موجب الالوهية. فامرنا بان نعبد الله سبحانه وتعالى ثم علل امرنا بقوله الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا الى تمام الاية. فاعظم شواهد استحقاق الله الالوهية هو كون الربوبية له. فاذا كان هو الرب وجب ان يكون هو ايش؟ المعبود الذي تجعل له العبادة. نعم. احسن الله اليكم قال فوالله وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان. ومنه الدعاء والخوف والرجاء والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير وذلك من انواع العبادة التي امر الله بها كلها لله تعالى. والدليل قوله تعالى وان مساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر. والدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. لما قرر المصنف رحمه الله وجوب العبادة علينا شرع يبين حقيقة العبادة بالارشاد الى انواعها. لان الافراد المندرجة تحت اصل كلي تبينه وتعين معناه. فاذا عرفت ان من افراد العبادة ما ذكره من انواعها عرفت حقيقة العبادة المأمور بها. وقد ذكر انواعا من العبادة المأمور بها اجمالا وتفصيلا. فذكر اجمالها في الاسلام والايمان والاحسان وذكر تفصيلها في الدعاء والخوف والرجاء والتوكل الى غير ذلك مما امر الله به. وبين ان تلك الانواع كلها لله سبحانه وتعالى والدليل قوله تعالى وان المساجد لله الاية ودلالة الاية على ذلك من وجهين ودلالة الاية على ذلك من وجهين. احدهما في قوله وان المساجد لله فمدار المنقول فيها على اختلافه ان الاعظام والاجلال يكون لله. فمدار المنقول فيها على ان الاعظام والاجلال يكون لله. ومن اعظم اعظامه واجلاله عبادته. ومن اعظم اجلاله واعظامه عبادته. والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا فهو نهي عن عبادة غير الله. يستلزم الامر بافراده سبحانه وتعالى بالعبادة. فهو نهي عن عبادة غير الله يستلزم الامر بافراده سبحانه وتعالى بالعبادة. ثم ذكر المصنف ان من صرف شيئا من العبادات لغير الله فهو مشرك كافر. واستدل باية المؤمنون. ووجه الدلالة منها مركب من امرين احدهما في ذكر فعل متوعد عليه. في ذكر فعل متوعد عليه في قوله ومن يدعو مع الله الها اخر اي ومن يعبد مع الله الها اخر والاخر تهديده بالحساب مع بيان المآل. تهديده بالحساب مع بيان المآل. في قوله فانما حساب عند ربه انه لا يفلح الكافرون. فتوعده بالحساب تهديدا له. واخبر عن كفره بقوله انه لا يفلح الكافرون. فمن وقع في الشرك فانه كافر بالله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. ودليل الخوف قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. ودليل خشع قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا الاية ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي الحديث لاستعنت فاستعن بالله ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقوله تعالى قل اعوذ برب الناس الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. ودليل الذبح قوله تعالى قل ان ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له. ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله. ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوم من كان شره مستطيرا. شرع المصنف رحمه الله يورد انواعا من العبادة. فذكر اربع عشرة عبادة مقرونة بادلتها. فكل عبادة مذكورة قرنت بدليل يدل على كونها عبادة يتقرب بها الى الله. وابتدأ المصنف العبادات الاربعة الاربعة عشر بالدعاء قوله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة رواه الترمذي ومقصوده جعل هذا الحديث كالترجمة الدالة على ذكره عبادة الدعاء تعظيما له. ثم ذكر دليله وشرع يذكر بعده العبادات مقرونة بادلة فالعبادة الاولى الدعاء. ودعاء الله شرعا له معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع ويسمى دعاء العبادة والاخر خاص وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه. وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه او دفع ما يضره ورفعه. او دفع ما يضره ورفعه. ويسمى دعاء المسألة. والعبادة الثانية هي الخوف. والخوف من الله شرعا هو فرار القلب الى الله فزعا وذعرا. فرار القلب الى الله فزعا وذعرا. والعبادة الثالثة هي الرجاء. ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود. امل العبد بربه في حصول المقصود. مع بذل الجهد وحسن قل والعبادة الرابعة هي التوكل. والتوكل على الله شرعا واظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه هو اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه. والعبادة الخامسة الرغبة والرغبة الى الله شرعا هي ارادة مرضات الله في الوصول الى المقصود هي ارادة مرضاة الله في الوصول الى المقصود. محبة له ورجاء والعبادة السادسة هي الرهبة والرهبة من الله شرعا هي فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع عمل ما يرضيه. فرار القلب الى فزعا وذعرا مع عمل ما يرضيه. والعبادة السابعة هي الخشوع والخشوع لله شرعا هو فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع الخضوع له. فرار القلب الى الله فزع وذعرا مع الخضوع له. والعبادة الثامنة هي الخشية وخشية الله شرعا هي فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع العلم به وبامره. فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع العلم به وبامره. والعبادة التاسعة هي الانابة والانابة الى الله شرعا هي رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء. رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء. والعبادة العاشرة هي والاستعانة بالله شرعا هي طلب العون من الله في الوصول الى المقصود. طلب العون من الله في الوصول الى المقصود. والعبادة الحادية عشرة هي الاستعاذة والاستعاذة بالله شرعا هي طلب العوذ من الله عند ورود المخوف. هي طلب العوذ من الله عند ورود المخوف والعود هو الالتجاء والاعتصام. والعبادة الثانية عشرة هي الاستغاثة والاستغاثة بالله شرعا هي طلب الغوث من الله عند ورود الضرر. طلب الغوث من الله عند قرود الضاد والغوث هو المساعدة في الشدة والعبادة الثالثة عشرة هي الذبح والذبح لله شرعا هو قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام. قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة معلومة. تقربا الى الله على صفة معلومة فتختص عبادة الذبح بكون المذبوح من بهيمة الانعام. فتختص عبادة الذبح بكون المذبوح من بهيمة الانعام اذ علقت بها الذبائح الشرعية كالعقيقة والاضحية والهدي والفدية. وبهائم الانعام هي الابل والبقر والغنم. والعبادة الرابعة عشرة هي النذر والنذر لله شرعا له معنيان احدهما عام وهو الزام العبد نفسه لله تعالى امتثال خطاب الشرع. الزام العبد نفسه لله تعالى امتثال خطاب الشرع اي الالتزام بدين الاسلام كله. اي الالتزام بدين الاسلام كله. والاخر خاص وهو الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق. الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق. وهذا الحد الشرعي في المعنى الخاص يتحقق به كون النذر عبادة فهو يجمع ثلاثة شروط فهو يجمع ثلاثة شروط اولها انه نفل فليس واجبا وثانيها انه معين اي مبين فليس مبهبا. فاذا قال العبد لله علي ندر فليس فيه الا كفارة وهي كفارة اليمين وثالثها انه غير معلق اي ليس على وجه المقابلة في العوض ان يقول لله علي صيام ثلاثة ايام اذا شفى مريضي. فاذا وجدت هذه الشروط الثلاثة صار نذو عبادة ممدوحة. فاذا قال العبد لله علي ان اصوم ثلاثة ايام صارت عبادة ممدوحة مأمورا بها واما اذا اخل بشيء من هذه الشروط فان النذر حينئذ لا يكون عبادة مطلوبة. وهذا فصل القول في خلاف اهل العلم في كون الندر عبادة مطلوبة او غير مطلوبة. والصحيح انه عبادة مطلوبة. ما الدليل والدليل على ان النذر عبادة مطلوبة هذا الوفاء بالنذر يوفون بالنذر هذا الوفاء بالنذر يا وائل قوله تعالى وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلم. فالاية نص في كون النذر عبادة يتقرب بها الى الله وذلك من وجهين. احدهما ان الله قرنه بالنفقة وهي عبادة اتفاقا. والاخر في قوله فان الله اعلموا اي يعلمه علم جزاء عليه وثواب لمحبته له. فليس المراد هنا بالعلم عيب الاطلاع. اذ يشاركه غيره يراد علم مخصوص وهو علم الجزاء بالثواب عليه. فيكون النذر عبادة بهذه الشروط الثلاثة. واما حديث نهى عن عن النذر وحديث لا يأتي بخير فالمقصود به النذر الذي تفقد منه الشروط الشرعية الثلاثة. وهذا اخر البيان على هذه من الكتاب ونستكمل بقيته بعد صلاة العشاء باذن الله تعالى والحمد لله اولا واخرا. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته بعد صلاة العشاء باذن الله تعالى والحمد لله اولا واخرا