وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين مراتب ودرجات. وسير للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم. باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين. في تلقينهم احكام الدين ترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم. باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية. ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم. ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الثاني من برنامج مهمات العلم في سنته العاشرة اربعين واربع مئة والف وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها. امام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في في القرن الثاني عشر الشيخ محمد ابن بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست ومائتين والف. وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى وفي الحديث الدعاء مخ عبادة والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. ودليل الخوف قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحه ولا يشرك بعبادة ربه احدا. ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ودليل الرغبة والرغبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا وكانوا لنا خاشعين ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له الاية ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقوله تعالى قل اعوذ برب الناس. ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من لغير الله ودليل الذي قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا شرعا المصنف رحمه الله يورد انواعا من العبادة. فذكر اربع عشرة عبادة تقربوا بها الى الله وقرنها مما يدل على كون كل واحد مما ذكر عبادة تجعل لله سبحانه وتعالى ومجموع الادلة التي ذكرها ستة عشر دليلا اربع عشرة اية وحديثان حديث اذا استعنت فاستعن بالله وهو عند الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما واسناده حسن وحديث لعن الله من ذبح لغير الله وهو عند مسلم من حديث علي رضي الله عنه وابتدأ المصنف العبادات الاربعة عشرة بالدعاء تعظيما له فقدمه على غيره وجعل الحديث الذي ذكره كالترجمة له فقوله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة شروع في جملة جديدة من القول وليس دليلا للمسألة السابقة فانه شرع هنا يذكر انواعا من انواع العبادة مقرونة بادلتها وابتدأها بالدعاء فتقدير الكلام هنا ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ودعاء الله شرعا له معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع فيشمل جميع العبادة فيشمل جميع العبادة ويسمى هذا دعاء العبادة ويسمى هذا دعاء العبادة وبهذا الاعتبار فالصلاة دعاء والزكاة دعاء والحج دعاء الى غير ذلك من انواع العبادات. وهي دعاء العبادة والاخر خاص وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه او دفع ما يضره او دفع ما يضره ورفعه او دفع ما يضره ورفعه. ويسمى دعاء المسألة ويسمى دعاء المسألة. والعبادة الثانية هي الخوف وخوف الله شرعا هو فرار القلب الى الله فزعا وذعرا هو فرار القلب الى الله فزعا وذعرا فهي حال تعتري القلب بان يفزع ثم يذعن فارا الى الله سبحانه وتعالى. والعبادة الثالثة هي الرجاء ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل مع بذل الجهد وحسن التوكل. والعبادة الرابعة هي التوكل والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه هو اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه والعبادة الخامسة هي الرغبة والعبادة السادسة هي الرهبة والعبادة السابعة هي الخشوع وقرن المصنف بينهن لاشتراكهن في الدليل وقرن المصنف بينهن باشتراكهن في الدليل والرغبة الى الله شرعا هي ارادة الوصول الى مرضاة الله هي ارادة مرضات الله في الوصول الى المقصود. هي ارادة مرضاة الله في الوصول الى المقصود محبة له ورجاء. محبة له ورجاء. والرهبة من الله شرعا هي فرار القلب الى الله فزعا وذعرا هي فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع عمل ما يرضيه مع عمل ما يرضيه والخشوع لله شرعا هو فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع الخضوع له. فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع الخضوع له. والعبادة الثامنة هي الخشية والعبادة الثامنة هي الخشية وخشية الله شرعا هي فرار القلب الى الله فزعا وذعرا هي فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع العلم به وبامره مع العلم به وبامره وهؤلاء العبادات الاربع التي تقدمت الخوف والرهبة والخشوع والخشية يشتركن في اصل كلي هو فرار القلب فزعا وذعرا ثم يقترن بكل واحدة منها معنى تصير بها لها حقيقة مفردة عن غيرها وكما يتحقق المرء انواع الطهارة بمعرفة حقيقة الوضوء والتيمم والغسل وان بينهن فرقا فانه يلزمه ان يعرف حقائق العبادات القلبية فانها ليست بمعنى واحد فالخوف شيء والخشوع شيء والخشية شيء والرهبة شيء ولا يتحقق العلم بحقائقها الا بمعرفة حد كل واحد كل واحدة من هذه العبادات على الوجه الذي ذكرناه مختصرا بما يناسب المقام. والعبادة التاسعة هي الانابة والانابة الى الله شرعا هي رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء. هي رجوع القلب الى الله محبة خوفا ورجاء والعبادة العاشرة هي الاستعانة والاستعانة بالله شرعا هي طلب العون من الله في الوصول الى المقصود طلب العون من الله في الوصول الى المقصود والعون هو المساعدة. والعبادة الحادية عشرة هي الاستعاذة والاستعاذة بالله شرعا هي طلب العود من الله عند ورود المخوف طلب العوذ من الله عند ورود المخوف والعوذ هو الالتجاء والحماية والعوذ هو الالتجاء والحماية. والعبادة الثانية عشرة هي الاستغاثة. والاستغاثة بالله شرعا هي طلب الغوث من الله عند ورود الظرر. هي طلب الغوث من الله عند ورود الضرر والغوث هو المساعدة في الشدة والغوث هو المساعدة في الشدة. والعبادة الثالثة عشرة هي الذبح والذبح لله شرعا هو قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام. قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة معلومة تقربا الى الله على صفة معلومة فعبادة الذبح مقيدة شرعا ببهيمة الانعام فعبادة الذبح مقيدة شرعا ببهيمة الانعام فمن اراد ان يتقرب الى الله بهذه العبادة قصد الى ذبح شيء من بهائم الانعام وهي الابل والبقر والغنم واما الوقوع في الشرك فيقع بذبح اي شيء فلو ذبح ذبابة مريدا التقرب الى صنم فقد اشرك بالله سبحانه وتعالى ومنشأ الشرك من ارادته التقرب الى غير الله سبحانه وتعالى ولو كان ما ذبحه لا يتقرب به شرعا فذبح البط او الحمام او الاوز لا يتقرب به الى الله لاختصاص التقرب بذبح بهيمة الانعام ونظير هذا اختصاص التقرب لله سبحانه وتعالى بالركوع فيما يكون في الصلاة فقط وبالسعي فيما يكون في عمرة او حج فلو قصد احد ان يتقرب الى الله بان يركع ركوعا بلا صلاة فان هذه لا تقع عبادة لله ولا يتقبلها الله منه واذا سعى العبد في غير حج ولا عمرة فان سعيه لا يكون عبادة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. ونظيره هما ان الذبح يختص ببهيمة الانعام فقط فمن اراد التقرب الى الله بعبادة الذبح ذبح منها اما ان ذبح لغير الله شيئا ولو كان من غير بهيمة الانعام فقد وقع في شرك الذبح والعبادة الرابعة عشرة هي النذر والنذر لله شرعا له معنيان والنذر الالهي شرعا له معنيان احدهما عام وهو الزام العبد نفسه امتثال خطاب الشرع وهو الزام العبد نفسه امتثال خطاب الشرع اي الالتزام بدين الاسلام اي الالتزام بدين الاسلام والاخر وهو الزام العبد نفسه لله نفلا معينا غير معلق وهو الزام العبد نفسه لله نفلا معينا غير معلق وهذا الحد الشرعي للنذر في معناه الخاص يكون به عبادة وقولنا نفلا يخرج به الفرض لانه واجب على العبد اصالة وقولنا معينا يخرج به المبهم كقول العبد لله علي نذر ثم لا يسمه. فهذا لا يقع فيه تقرب بالندر ويجب على العبد كفارة يمين فيه وقولنا غير معلق اي غير واقع على وجه المقابلة والعوظ. وقولنا غير معلق اي واقع اي غير واقع على وجه المقابلة والعوض كقول القائل لله علي ان شفى مريضي ان اصوم ثلاثة ايام فهذا النذر تحقق كونه نفلا وكونه معينا وتخلف كونه غير معلق فان العبد علق فعله به على شفاء مريضه فلا يكون هذا النذر حينئذ عبادة وان وجب عليه ان يفي به فالنذر الممدوح الذي يكون عبادة هو الجامع ثلاثة شروط فالنذر الممدوح الذي يكون عبادة هو الجامع ثلاثة شروط اولها ان يكون نفلا اولها ان يكون نفلا وثانيها ان يكون معينا اي مبينا ان يكون معينا اي مبينا. وثالثها ان يكون لا على وجه العوظ والمقابلة ان يكون متطوعا به لا على وجه العوض والمقابلة فمتى جمع النذر هذه الشروط الثلاثة فهو عبادة يتقرب بها. وهذا فصل المقال في الاختلاف الواقع بين اهل العلم في كون النذر عبادة مطلوبة ام غير عبادة مع اتفاقهم على وجوب الوفاء بالنذر فيكون عبادة اذا جمع هذه الشروط الثلاثة فان خلا من واحد منها لم يكن عبادة يتقرب بها وان كان واجبا على العبد ان يفي به واضح طيب من يذكر مثال على هذا النفل الذي يكون عبادة؟ نعم. لا نريد مثال. مثال عليه. نعم. ايش نذر علي ان اقوم ليلة لله فهذا الشرط الاول انه ايش نفل فقيام الليل نفل والشرط الثاني انه معين اي مبين لانه قال قيام الليلة والثالث انه متطوع به لا على وجه العوظ فيكون من النذر الذي هو عبادة لله سبحانه وتعالى ودليل النذر الظاهر في القرآن هو قوله تعالى ايش؟ من يذكره؟ يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره تطيرا يوفون هذي فيها ايش؟ الوفاء بالندم وليس فيها عقد النذر وليس فيها عقد نذر نحن نتكلم عن عقد النذر ابتداء ها احسنت وقوله تعالى وما انفقتم من نفقته او نذرتم من نذره فان الله يعلمه يعلمه يعني يعلم جزاءه مما يدل على كونه محبوبا له فان جزاء الله يكون على الاعمال المحبوبة له. فهذه الاية اصل في كون النذر عبادة وما وقع في حديث ان النذر لا يستخرج به آآ ان النذر يستخرج به من البخيل وانه لا يأتي بخير المراد به النذر الذي فقد شرطا من الشروط الثلاثة المتقدم ذكرها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله. وهو ثلاث مراتب الاسلام والايمان والاحسان لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الاول اتبعه ببيان الاصل الثاني من الاصول الثلاثة وهو معرفة دين الاسلام بالادلة. وتعليقه بالادلة لا يراد كون هذه المعرفة مختصة بها بل عرفت فيما تقدم ان الجار والمجرور في قول المصنف اولا بالادلة متعلق بالمعارف الثلاث. معرفة العبد ربه ونبيه صلى الله عليه وسلم ودينه دين الاسلام والحامل على اعادة ذكر الادلة في هذا الاصل الثاني هو كثرة فروع احكام دين الاسلام وانواعها. فناسب اعادة ذكر الادلة معها. والدين في الشرع له معنيان والدين في الشرع له معنيان. احدهما عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته. ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته والاخر خاص وهو التوحيد والاخر خاص وهو التوحيد والاسلام الشرعي له اطلاقان والاسلام الشرعي له اطلاقان احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص والبراءة من الشرك واهله وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله ومداره على الاستسلام لله ومداره على الاستسلام لله فالجملتان المذكورتان بعده تابعتان له. فالجملتان المذكورتان بعده. تابعتان له وقع الحاقهما به في كلام اهل العلم رغبة في زيادة البيان والافصاح عن حقيقته. ووقع زيادة ذكرهما معه في كلام اهل العلم رغبة في الايضاح والبيان عن حقيقته والاخر خاص وله معنيان ايضا والاخر خاص وله معنيان ايضا. الاول الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فانه يسمى اسلاما. والاخر خاص وهو الاعمال الظاهرة فانها تسمى اسلاما وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان فاذا وقع ذكر هذه الاسماء الثلاثة فان المراد بالاسلام هنا شرائع الاسلام الظاهرة من الاعمال. والاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم له والثلاث مراتب كما ذكر المصنف. الاولى مرتبة الاعمال الظاهرة وتسمى الاسلام مرتبة الاعمال الظاهرة وتسمى الاسلام والثانية مرتبة الاعتقادات الباطنة وتسمى الايمان والثالثة مرتبة اتقانهما. وتسمى الاحسان. ومن اهم مهمات الديانة معرفة الواجب عليك في هذه المراتب في ايمانك واسلامك واحسانك. والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول فالاصل الاول الاعتقاد. فالاصل الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه. والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه والاعتقاد الحق هو ما جاء في القرآن والسنة. والاعتقاد الحق هو ما جاء في القرآن والسنة وجماعه اركان الايمان الستة. وجماعه اركان الايمان الستة وما يتبعها والاصل التاني الفعل الفعل والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية باطنا وظاهرا للشرع امرا وحلا والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية باطنا وظاهرا للشرع امرا وحلا اي بان يكون ما يصدر من العبد من حركة اختيارية اي عن ارادة وقصد موافقا للشرع اما برجوعه الى دائرة الامر فرضا ونفنا واما برجوعه الى دائرة الاباحة المأذون بها. وفعل العبد نوعان احدهما فعله مع ربه فعله مع ربه وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له شرائع الاسلام اللازمة له كالصلاة والصيام والزكاة والحج وشروطها واركانها وواجباتها ونواقضيها والاخر فعله مع الخلق والاخر فعله مع الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة معهم. وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة معهم اي فيما يكون بينه وبين الخلق. والاصل الثالث الترك الترك والواجب فيه موافقة ترك العبد واجتنابه مرضاة الله. والواجب فيه موافقة ترك العبد واجتنابه مرضاة الله. وجماعه علم المحرمات الخمس التي اتفقت عليها الانبياء وجماعه علم المحرمات الخمس التي اتفقت عليها الانبياء وهي الفواحش والاثم والبغي والشرك والقول على الله بغير علم فهذه الاصول الثلاثة الاعتقاد والفعل والترك تجمع الواجب عليك في اسلامك وايمانك واحسانك فمدار ما يجب على العبد في دينه اسلاما وايمانا واحسانا يرجع اليها وتفصيل ما يحتاج اليه من هذه الوصول الثلاثة. ويتعلق به الوجوب يختلف باختلاف الناس وتباينهم في اسباب العلم الواجب عليهم واحسنوا ما قيل في بيان حد العلم الواجب على العبد انه ما وجب عليه عمله. واحسن الاقوال في علم الواجب على العبد انه ما وجب عليه عمله. فكل عمل وجب عليك وجب عليك تقدم العلم عليه فكل عمل وجب عليك وجب تقدم وجب عليك تقدم العلم به وهو قول ابي ابي بكر الاجر وابي عبدالله ابن القيم والقرافي في جماعة اخرين وبيان ما يجب على العبد في دينه وفق هذه الاصول الثلاثة التي ذكرناها من ذخائر العلم التي ابداها ابو عبد الله ابن القيم في مفتاح دار السعادة ولا اعلم احدا حام حول حماها ولا جاء بمثل كلامه وبها يتبدى الواجب علينا في ديننا مما يتصل بالاسلام او بالايمان او بالاحسان وفق تلك الاصول الثلاثة المذكورة اعتقادا وفعلا وتركا. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وكل مرتبة لها اركان اركان الاسلام خمسة والدليل من السنة حديث ابن عمر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. والدليل قوله تعالى عند الله الاسلام وقوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ودليل قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. ومعناها لا معبود بحق الا الله. لا اله نافع جميع ما يعبد من دون الله. الا الله مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادة كما انه لا شريك له في ملكه. وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني الاية وقوله قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. ودليل الشهادة ان محمدا رسول الله قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر واجتناب ما عنه نهى والزجر وان لا يعبد الله الا بما شرع. ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى وما امروا الا فليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ودليل الصيام قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ودليل الحج قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فان الله غني عن العالمين. لما بين المصنف رحمه الله مراتب الدين الثلاث ذكر ان كل مرتبة لها اركان وابتدأ بذكر اركان الاسلام فقال فاركان الاسلام خمسة وهي المذكورة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما المخرج في صحيح البخاري ومسلم. ثم قال بعد بيانه حقيقة دين الاسلام ومراتبه واركانه والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. اي الدليل الذي يدل على ان الدين الذي يجب اتباعه هو الاسلام هو قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام الدليل على ان الدين الذي يجب اتباعه هو دين الاسلام هو قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا ان يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. والايتان تتعلقان بالاسلام العام. الذي هو كما تقدم الاسلام لله بالتوحيد والايتان تتعلقان بالاسلام العام الذي هو كما تقدم الاستسلام لله بالتوحيد وجعلهما المصنف دليلا على الاسلام بمعناه الخاص لانه مندرج في المعنى العام. وجعلهم المصنف دليلا على الاسلام بمعناه الخاص لانه مندرج في المعنى العام فهو فرد من افراده فيصلح ان تكون الايتان دليلا على الاسلام بالمعنى الخاص تبعا لاندراجه في المعنى العام للاسلام وهو الاستسلام لله بالتوحيد. فان الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم واسمه الاسلام ام هو من جملة ما يندرج في دين الله بمعناه العام وهو الاستسلام لله بالتوحيد. ثم سرد اصنف اركان الاسلام مقرونة بادلتها فالركن الاول شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فالشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة فالشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالاسلام والركن بالرسالة والركن الثاني اقامة الصلاة والصلاة التي اقامتها ركن من اركان الاسلام هي الصلوات الخمس المكتوبة في اليوم والليلة والركن الثالث ايتاء الزكاة والزكاة التي ايتاؤها ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المفروضة في الاموال المعينة هي الزكاة المفروضة في الايام في الاموال المعينة والركن الرابع صيام رمضان فالصوم الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم رمضان في كل سنة هو صوم رمضان في كل سنة والركن الخامس هو الحج والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج بيت الله الحرام مرة في العمر هو حج بيت الله الحرام مرة في العمر فهذه الاقدار المذكورة هي حدود اركان الاسلام وما خرج عن هذا الحد وان اتصل بواحد منها فانه لا يكون من جملة الركن فمثلا من انواع الزكاة زكاة الفطر وهي زكاة واجبة لكنها ليست من جملة الزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام لكنها ليست من جملة الزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام. لماذا؟ لماذا زكاة الفطر ليست من الزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام. هذه واجبة ايضا فطر واجب. وانما زكاة نفث. نعم. والجواب انها ليست من جملة زكاة الزكاة التي هي ركن لاختصاص الزكاة التي هي ركن بالاموال واما زكاة الفطر فهي زكاة نفس وبدن فلا تدخلوا في جملة الركن وهذا يبين لك شدة الحاجة الى تمييز حقائق العلم وان المرء قد يذكر انه يدرك اركان الاسلام لكن اذا حققته في معانيها لم يعي حدود ما ذكرناه منها. فاي شيء يرجع الى هذه المعاني من الشهادة او الصلاة او الصيام او الزكاة او النذر فانه ولو قيل لا يكون من جملة الركن منها. واقتصر المصنف على بيان حقيقة الركن الاول. ببيان معنى ادتين لشدة الحاجة اليهما وكثرة المخالف فيهما. فبين ان قول لا اله الا الله جامع بين النفي والاثبات نفي جميع ما يعبد من دون الله واثبات العبادة لله وحده وقول المصنف في معنى شهادة ان محمدا رسول الله والا يعبد الله الا بما شرع يعود الضمير المستتر فيه الى الاسم الاحسن الله. فتقدير الكلام والا يعبد الله الا بما شرع الله. فتقدير الكلام والا يعبد الله الا بما شرع الله. فان اسم الشرع تقتصر اضافته على الله سبحانه وتعالى ولا يضاف الى احد غيره ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم والدليل على اختصاص نسبة الشرع الى الله امران والدليل على اختصاص نسبة الشرع الى الله امران. احدهما ان فعل الشرع لم يأت مضافا في كلام بالله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم الا الى الله. ان فعل الشرع لم يأتي مضافا في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم الى الى الا الى الله. فاضطراد ذلك في كلامهما وترك غيره يدل على كونه مقصودا في الشرع والاخر انه لم يوجد في كلام الصحابة ولا التابعين ولا اتباع التابعين انهم اضافوا فعل الشرع الى غير الله سبحانه وتعالى فلم يقل احد منهم محمد صلى الله عليه وسلم فان وضع الشرع هو حكم الله عز وجل. والنبي صلى الله عليه وسلم مبلغ حكم الله مبين له احسن الله اليكم قال رحمه الله المرتبة الثانية الايمان وهو بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة اذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره كله من الله. والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر من فرغ المصنف رحمه الله من بيان اركان الاسلام وهو المرتبة الاولى من مراتب الدين الثلاث اتبعه بذكر اركان الايمان وهو المرتبة الثانية من مراتب الدين والايمان في الشرع له معنيان والايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة خاص وهو الاعتقادات الباطلة. وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان. وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان فاذا وردت هذه الكلمات في سياق واحد فالمراد بالايمان حينئذ الاعتقادات باطنة وللايمان شعب كثيرة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق اي تنحيته تحويله عن الطريق والحياء شعبة من الايمان ثبت جعل ذلك كله من الايمان في حديث ابي هريرة عند مسلم واصله عند البخاري واختلف في عدد شعب الايمان لاختلاف الرواة في لفظ الحديث الوارد. فوقع عند البخاري الايمان بضع وستون شعبة ووقع عند مسلم الايمان بضع وسبعون تعبة ووقع عنده ايضا رواية على الشك الايمان بضع وستون او قال وسبعون شعبة والمحفوظ من هذه الروايات رواية البخاري. والمحفوظ من هذه الروايات رواية البخاري وهي الايمان بضع وستون شعبة وشعب الايمان هي خصاله واجزاؤه الجامعة له وشعب الايمان هي خصاله واجزاؤه الجامعة له وجمعت انواعها في الحديث المتقدم فشعب الايمان ثلاثة انواع وجمعت انواعها في الحديث المتقدم فشعب الايمان ثلاثة انواع احدها قولي كقول لا اله الا الله وثانيها عملي كاماطة الاذى عن الطريق وثالثها قلبي كالحياء وثالثها قلبي كالحياء. واركان الايمان ستة. وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره ورأس ما ينبغي تعلمه في اركان الايمان الستة هو معرفة القدر الواجب على العبد المجزي له في كل واحد من هذه الاركان فكل ركن من اركان الايمان منه قدر واجب على العبد فهو رأس ما ينبغي تعلمه. فتتبع دلائل الشرع يبين ان من الايمان قدرا واجبا في كل ركن من هذه الاركان الستة. فالقدر الواجب المجزئ من الايمان بالله هو الايمان بوجوده فالقدر الواجب المجزئ من الايمان بالله هو الايمان بوجوده. ربا مستحقا للعبادة. هو الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى. له الاسماء الحسنى والصفات العلى. والقدر الواجب المجزئ من الايمان هو الايمان بانهم خلق من خلق الله هو الايمان بانهم خلق من خلق الله وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالكتب والايمان بان الله انزل على من شاء من رسله كتبا هي كلامه هو الايمان بان الله انزل على من شاء من رسله كتبا هي كلامه. يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه. وانها كلها منسوخة بالقرآن وانها كلها منسوخة بالقرآن. فهو مزيل لاحكامها مذهب لهيمنتها. والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالرسل هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم. هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم ليأمروهم بعبادة الله ليأمروهم بعبادة الله وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم. وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم والقدر الواجب المجزئ من الايمان باليوم الاخر هو الايمان بان الله يبعث الخلق في يوم عظيم والايمان بان الله يبعث الخلق في يوم عظيم هو يوم القيامة لمجازاة لمجازاتهم فمن احسن فله الحسنى وجزاؤه الجنة ومن اساء فلهما عملا وجزاؤه النار والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالقدر هو الايمان بان الله قدر كل شيء ازل هو الايمان بان الله قدر كل شيء ازلا وانه لا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه. وانه لا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه فهذه الاقدار هي عمود الواجب المجزئ في كل ركن من اركان الايمان وهي واجبة على كل احد من المسلمين. فلا يصححه ايمانه الا بوجودها ووراء هذه الاقدار قدر يجب ببلوغ الدليل. ووراء هذه الاقدار قدر يجب ببلوغ الدليل. فاذا ابلغ العبد دليله وجب عليه ان يؤمن به. فاذا بلغ العبد دليله وجب عليه ان يؤمن به فمتى اشتمل قلب العبد على معرفة الاقدار الواجبة المجزئة صح ايمانه ولو جاهد ما يجب عليه مع بلوغ الدليل. اما ان جاهد ما يجب عليه من الاقدار المذكورة لم يصحح ايمانه فلو قدر ان احدا ينتسب الى الاسلام سئل عن الايمان بالملائكة فقال لا يوجد شيء اسمه الملائكة فهذا مسلم ام كافر ما الجواب فهذا كافر لانه لم يأتي بما يجب عليه مما يصحح به ايمانه من الايمان بالملائكة ولو قدر انه سئل عن الملائكة فقال هم خلق من خلق الله كان ايمانه صحيحا فاذا سئل عن جبريل فلم يعرفه لم يكن ذلك موجبا نفي الايمان عنه لكن لو قدر انه بعد عدم معرفته بجبريل ذكرت له الايات والاحاديث التي فيها ذكر جبريل عليه الصلاة والسلام صار ايمانه بجبريل ايش؟ واجبا صار ايمانه بجبريل واجبا. فالواجب على العبد من مسائل الايمان نوعان فالواجب على العبد من مسائل الايمان نوعان احدهما الواجب ابتداء مما لا يصح دينه الا به الواجب ابتداء مما لا يصح دينه الا به والاخر الواجب بالنظر الى بلوغ الدليل له الواجب بالنظر الى بلوغ الدليل له وعلمه به فاذا بلغه الدليل وجب عليه الايمان به ووراء هذين النوعين ما ليس واجبا على العبد كما لو سئل ذلك المثبت للملائكة المقر بنبوة جبريل المقر بكون جبريل منهم. هل جبريل يموت ام لا يموت؟ فقال لا ادري ثم ذكر له ما وقع من الاختلاف في هذه المسألة مع ادلة القولين فاقر بانه لم يفهم شيئا من هذا وانه جاهل به فجهله بهذه المسألة وعدم علمه بها لا يكون قادحا في ايمانه لا غير مصحح له ولا منقصا له لان هذه من فروع الايمان التي تنازع فيها اهل العلم فلا تجب على احد من المسلمين. وهذه المسألة التي ذكرناها فيما يجب من الايمان مع معرفة الاقدار الواجبة المجزئة من كل ركن هي من رأس ما ينبغي ان ان يتعلمه العبد عند تعلمه اركان الايمان فمن المشين المعيب الدال على ضعف حقيقة العلم في نفوس الناس ان تسأل العبد عن القدر الذي يجب عليه في بالله او بملائكته او بقدره ثم لا يفصح عن ذلك بل قد يقع من احاد من الناس شيء مما يخل بهذه اقدار ثم يزعم من يزعم ان هؤلاء مسلمون كما لو سئل احد هل يكون بعث وقيامة في اخر الزمان وهو ينتسب الى الاسلام؟ فقال انه لا بعث ولا قيامة فان هذا القائد يكون حينئذ ايش كافرا وهذا موجود في المسلمين في من ينتسب الى الاسلام منذ القرن العاشر وقد ذكره ابن حجر الهيثمي في بعض فتاويه ثم ذكره امام الدعوة في بعض رسائل فمثل هؤلاء لا يصحح اسلامهم واتوا هؤلاء من التفريط فيما يجب عليهم من معرفة الايمان فينبغي ان يشتغل طالب العلم في تعليم نفسه بفهم القدر الواجب عليه من اركان الايمان. ثم اذا علم الناس فاجتهد في تعليمهم هذه الاقدار الواجبة. فاننا سمعنا اليوم من يرى ان التوراة انجيل كتابان الهيان صحيحان يعني مما في ايدي اليهود والنصارى. وهذا القول يباين القدر الواجب المجزئ من الايمان ماشي؟ بالكتب لان من الايمان بها الايمان بانها جميعا منسوخة بالقرآن الكريم وقد يوجد في هؤلاء من ينسب الى العلم والثقافة. ولكنهم اتوا من تفريطهم بما يجب عليهم من معرفة اركان الاسلام اركان الايمان وجعل هذا فاشيا في الامة لان كثيرا من المنتسبين الى العلم ارادوا ان يعرفوا الناس الدين لم يعرفوا اي شيء يعرفون. فتجد احدهم يتكلم عن مسائل لا يحتاجها الناس ويترك الكلام في هذه المسائل وربما ذكر للناس اركان الايمان لكن لا يبين ما يجب عليهم فتجد الجاهل فيهم الذي يدعي صحة نبوة من نبوة نبي من الانبياء لو خرج في اخر الزمان كما وقع في بعض قرون الامة وهذا يخالف القدر الواجب من الايمان بالرسل. وفيهم من يصحح كتب اهل الكتاب التي بايديهم وهذا يخالف القدر الواجب من الايمان بالكتب. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله المرتبة الثالثة الاحسان ركن واحد وهو ان تعبد الله وحده كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك والدليل قوله تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك من عروة وثقى وقوله تعالى ان اتقوا الذين هم محسنون. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وقوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم الذي حين تقوم وتقلبك في الساجدين انه هو السميع العليم. وقوله تعالى وما تكونوا في شأن وما تتلوا منه من القرآن لا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. والدليل من السنة حديث جبرائيل عليه السلام المشهور عن عمر رضي الله عنه انه قال بينما جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد فجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه. فقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. فقال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال اخبرني عن الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره قال صدقت. قال اخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك قال صدقت قال فاخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال اخبرني عن اماراتها قال ان تجد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة في البنيان. قال فمضى فلبثنا مليا فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل قلنا الله ورسوله اعلم. قال هذا جبريل اتاكم يعلمه امر دينكم لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان اركان الايمان وهو المرتبة الثانية من مراتب الدين الثلاث ذكر كان الاحسان وهو المرتبة الثالثة منها والاحسان منه ما يكون مع الخالق ومنه ما يكون مع الخلق والمراد منهما عند المصنف الاحسان مع الخالق ومتعلقه اتقان الشيء ومتعلقه اتقان الشيء بان يكون متقنا مجودا والاحسان له في الشرع معنيان والاحسان له في الشرع معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فانه يسمى احسانا والاخر خاص وهو اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة فانه يسمى احسانا وهذا المعنى هو المراد بالاحسان اذا قرن بالاسلام والايمان. فاذا وقعت هذه الاسماء في سياق واحد بذكر الاسلام والايمان والاحسان. فالمراد بالاحسان هنا اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة ويعلم مما تقدم ان هذه الكلمات الثلاث الاسلام والايمان والاحسان اذا ذكرت واحدة منها دلت على بقيتها لان كل كلمة منهن تقع بمعنى الدين كله واذا جمعنا في سياق واحد صار لكل كلمة معنى فمع الاقتران يكون الاسلام الاعمال الظاهرة ويكون الايمان الاعتقادات الباطنة ويكون الاحسان اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة والقدر الواجب المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين والقدر الواجب المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين احدهما احسان معه في حكمه القدري. بالصبر على الاقدار. احسان معه في حكمه القدري بالصبر على الاقدار والاخر احسان معه في حكمه الشرعي احسان معه في حكمه الشرعي. بامتثال خبره بالتصديق بامتثال خبره بالتصديق وامتثال طلبه بفعل الامر وترك النهي واعتقاد حل الحلال. وامتثال طلبه بفعل الامر وترك النهي واعتقاد الحلال واركان الاحسان اثنان واركان الاحسان اثنان احدهما عبادة الله احدهما عبادة الله والاخر فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة. وهما المذكوران في قوله صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فقوله ان تعبد الله كأنك تراه دليل مقام المشاهدة وقوله فان لم تكن تراه فانه يراك دليل مقام المراقبة فالمشاهدة ان يعبد العبد الله مستحظرا مشاهدته له فمقام المشاهدة ان يعبد المرء ربه مستحظرا مشاهدته له ومقام المراقبة ان يعبد المرء ربه مستحضرا اطلاعه عليه ان يعبد المرء ربه مستحضرا عبادته اطلاع ان يعبد المرء ربه مستحظرا اطلاعه عليه ذكرهما او الفرج ابن رجب في فتح الباري. وقول المصنف الاحسان ركن واحد اي شيء واحد وقول المصنف الاحسان ركن واحد اي شيء واحد نص عليه ابن قاسم العاصمي في حاشية ثلاثة الاصول وهو متعين لحمل الكلام عليه فان الركن لا يصح اطلاقه الا مع التعدد فان الركن لا يصح اطلاقه الا مع التعدد فالاركان تكون اثنين فصاعدا فالاركان تكون اثنين فصاعدا. فاذا قيل ان كذا وكذا ركن واحد اي شيء واحد اي شيء واحد وتقدم ان تحرير المقال ان الاحسان له ركنان. وذكر الادلة من القرآن والسنة على مقام الاحسان. وذكر من السنة حديث جبريل في سؤاله صلى الله عليه وسلم عن حقائق الدين. ففسر له النبي صلى الله عليه وسلم مراتب الدين الاسلامي هو الاسلام والايمان والاحسان وسماهن النبي صلى الله عليه وسلم دينا في قوله فانه جبريل اتاكم يعلمكم امرا دينكم ففيه بيان مراتب الدين وانهن الثلاث المذكورات ولفظ امر ليس في مسلم ولا عند غيره من اصحاب الكتب الستة سوى النسائي ولفظ امر ليس عند مسلم ولا غيره من اصحاب الكتب الستة سوى النسائي فلفظ مسلم يعلمكم دينكم فلفظ مسلم يعلمكم دينكم وختم المصنف بهذا الحديث مع كونه دليلا على مع كونه ذكره دليلا على الاحسان لما فيه من بيان مراتب الدين الثلاث. وختم المصنف بهذا الحديث مع ارادة كونه دليلا على الاحسان لما فيه من ذكر بالدين الثلاث. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الاصل الثالث معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وهو محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. نعم. وله من العمر بثلاث وستون سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا. نبئ باقرأ وارسل بالمدثر وبلده مكة ففرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الثاني من الاصول الثلاثة اتبعه ببيان الاصل التالت. وهو معرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. والنبي في الشرع له معنيان. والنبي في الشرع له معنيان احدهما عام وهو رجل انسي حر اوحي اليه وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم اوحي اليه وبعث الى قوم فيندرج فيه الرسول فيندرج فيه الرسول والاخر خاص وهو رجل انسي حر وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم موافقين وبعث الى قوم موافقين فلا يندرج فيه الرسو فلا يندرج فيه الرسول. فاسم النبي يقع تارة عاما يندرج فيه كل مبعوث بوحي ومنهم الرسل ويقع تارة اخرى خاصة لا يندرج فيه الرسل. وسبق ان عرفت ان الاصل الاول وهو معرفة الرب منه قدر واجب يرجع الى اربعة اصول وان الاصل الثاني وهو معرفة دين الاسلام منه قدر واجب يرجع الى ثلاثة اصول وكذلك معرفة النبي صلى الله عليه وسلم منها قدر واجب متعين على كل احد يرجع الى اربعة اصول الاصل الاول معرفة اسمه الاول محمد الاصل الاول معرفة اسمه الاول محمد دون بقية نسبه فالواجب على كل احد من المسلمين معرفة ان الرسول الذي بعث الينا اسمه محمد لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بوصفه وما بعث به لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بوصفه وما بعث به. فاذا جهل ان اسمه محمد جهل كونه رسولا وجهل كونه مبعوثا الينا بدين الاسلام وجعلت الاسماء لبيان ما تعلق بها من الحقوق والواجبات وجعلت الاسماء لبيان ما تعلق بها من الحقوق والواجبات. وذكر المصنف زيادة على القدر الواجب في سوق نسب النبي صلى الله عليه وسلم مسلسلا بالاباء الى جد ابيه هاشم ثم اقتصر على جوامعه فقال وهاشم من قريش وقريش من العرب. والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله. معرفة انه عبد الله ورسوله اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة. اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة وجعله خاتم الانبياء والمرسلين والثالث معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت برسالته هو القرآن كلام الله. معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو القرآن كلام الله فلا بد ان يعرف العبد هذه الاصول الاربعة المتعلقة بالنبي صلى الله عليه سلم فانها واجبة على كل احد من المسلمين. ثم ذكر المصنف ان النبي صلى الله عليه وسلم عمر ثلاثا ستين سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا. فاوحي اليه وبعث وهو ابن اربعين سنة. ثم اتم فبقية عمره نبيا رسولا ووحي البعث الذي يصطفي به الله من يشاء من عباده نوعان ووحي البعث الذي يصطفي به الله من يشاء من عباده نوعان. احدهما وحي نبوة احدهما وحي نبوة والاخر وحي رسالة والاخر وحي رسالة وهي درجة اعلى من درجة النبوة. وهي درجة اعلى من درجة النبوة وكان اول ما اوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم هو صدر السورة العلق. وهي قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق ثم انزلت عليه سورة المدثر المتضمنة امره صلى الله عليه وسلم بدعوة قومه فبانزال سورة العلق عليه ثبت كونه نبيا وبانزال سورة المدثر عليه ثبت كونه رسولا فبانزال سورة العلق عليه ثبت كونه نبيا. وبانزال سورة المدثر عليه ثبت كونه رسولا. وهذا معنى قول المصنف نبأ ابي اقرأ وارسل بالمدته. اي ثبت كونه نبيا بانزال صدر سورة العلق عليه وهي اقرأ. وثبت كونه ورسولا بانزال سورة المدثر عليه لان سورة العلق متظمنة اثبات نزول وحي النبوة عليه. فثبت كونه نبي ياء وزادت سورة المدثر امره صلى الله عليه وسلم بدعوة قومه المخالفين له فصار صلى الله عليه وسلم رسولا وكان بلده مكة اي الذي اي البلد الذي ولد فيه وبعث نبيا رسولا هو ومنه ابتدى دعوته ثم تحول عنها الى المدينة بالهجرة اليها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله بعثه الله بالنذارة عن الشرك ويدعو الى التوحيد. والدليل قوله تعالى يا ايها المدثر قم فانزل وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر. ومعنى قم فانذر ينذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد. وربك فكبر اي عظمه بالتوحيد وثيابك فطهر اي طهر اعمالك عن الشرك. والرز فاهجر. الرز الاصنام وهجرها وتركها واهلها والبراءة منها واهلها. وعداوتها وفراقها واهلها اخذ على هذا عشر سنين يدعو الى التوحيد وبعد العشر عرج به الى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس وصلى في مكة ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي باقية الى ان تقوم الساعة. والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض. قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. الا المستضعفين من الرجال والنساء والبلدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا. وقوله تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياه فاعبدوا قال البغوي رحمه الله تعالى سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين بمكة لم يهاجروا ناداهم الله باسم الايمان والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة. ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها فلما استقر بالمدينة امر فيها ببقية شرائع الاسلام مثل الزكاة والصوم والحج والاذان والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من شرائع الاسلام. اخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باق. وهذا دينه لا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها عنه. والخير الذي دل عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضى والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأبه. ذكر المصنف رحمه الله ان المقصود من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم امران احدهما النذارة عن الشرك النذارة عن الشرك ولفظ الانذار مشتمل على التحذير والترهيب ولفظ الانذار مشتمل على التحذير والترهيب والاخر الدعوة الى التوحيد الدعوة الى التوحيد ولفظ الدعوة مشتمل على الطلب والترغيب ولفظ الدعوة مشتمل على الطلب والترغيب. والدليل قوله تعالى قم فانذر وربك فكبر فقوله قم فانذر دليل الاول. لانه امر له بالنذارة من كل ما يحذر. واعظم ما يحذر هو الشرك قوله وربك فكبر دليل الثاني بانه امر بتكبير الله وتعظيمه واعظم ما يكبر به الله هو الدعوة الى توحيده. ثم فسر المصنف قوله تعالى وثيابك فطهر بقوله اي طهر اعمالك عن الشرك وعليه اكثر السلف حكاه ابن جرير في تفسيره فالمراد بالثياب في الاية الاعمال الملابسات فالمراد بالثياب في الاية الاعمال الملابسات. لا الاكسية الملبوسات لا الاكسية الملبوسة ملاحظة لسياقها. فان هذه الاية وقعت بين الامر بالتوحيد في قوله وربك فكبر وبين النهي عن الشرك والرز فاهجر فالمناسب بين الايتين ان يكون المراد ان يكون المراد تطهير الاعمال من الشرك. ثم ذكر المصنف اصول هجر عبادة الاصنام وهي اربعة اولها تركها وترك اهلها تركها وترك اهلها وثانيها فراقها وفراق اهلها فراقها وفراق اهلها وهذا قدر زائد على الترك فان المفارقة ترك وزيادة فالتارك قد لا يكون مفارقا اما المفارق فهو تارك ومباعد. والثالث البراءة منها ومن اهلها والثالث البراءة منها ومن اهلها. والرابع عداوتها وعداوة اهلها وهذا قدر زائد على البراءة لان المتبرأ قد يكون مظهرا العداوة وقد لا يكون مظهرا العداوة. وهذه الاصول الاربعة لا تختص بعبادة الاصل اصنام فتعم كل ما يتخذ معبودا من دون الله سبحانه وتعالى ويتحقق هجره باعمال هذه الاصول الاربعة. ثم ذكر المصنف ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث لبث عشر سنين يدعو الخلق الى التوحيد وبعد مضي العشر عرج به الى السماء اي صعد به ورفع اليها وكان معراجه صلى الله عليه وسلم الاسراء به الى بيت المقدس وفرضت عليه الصلوات الخمس في تلك الليلة فصلى بمكة ثلاث انو بعدها امر بالهجرة الى المدينة وكانت تسمى يترب والهجرة شرعا ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه والهجرة شرعا ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه. وهي ثلاثة انواع وهي ثلاثة انواع احدها هجرة عمل السوء هجرة عمل السوء بترك الكفر والفسوق والعصيان. بترك الكفر والفسوق والعصيان والثاني هجرة بلد السوء هجرة بلد السوء بمفارقته والتحول عنه الى غيره. بمفارقته والتحول عنه الى غيره. والثالث هجرة اصحاب السوء هجرة اصحاب السوء بمجانبة من يؤمر بهجره من الكفرة والمبتدعة والفساق مجانبة من يؤمر بهجره من الكفرة والمبتدعة والفساق ومن هجرة البلد المأمور بها الهجرة من بلد الشرك ومن هجرة البلد المأمور بها الهجرة من بلد الشرك. فان اعظم السوء هو الشرك. فمن هجرة بلد السوء ان يترك العبد بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي واجبة اذا اجتمع في العبد شيئان وهي واجبة اذا اجتمع في العبد شيئان احدهما عدم قدرته على اظهار دينه عدم قدرته على اظهار دينه فمن كان متمكنا من اظهار دينه بل هي هجرة مستحبة في حقه فمن كان متمكنا من اظهار دينه فالهجرة مستحبة في حقه. والثاني القدرة على الخروج من بلد الكفر القدرة على الخروج من بلد الكفر بين عجز عنها سقط الوجوب للعجز فان عجز عنها سقط الوجوب للعجز وذكر المصنف الادلة الدالة على الهجرة من القرآن والسنة ثم ذكر المصنف ان النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر استقر في المدينة وامر فيها ببقية شرائع الاسلام مثل الزكاة والصوم والحج والاذان وغير ذلك من شرائع الاسلام وكانت مدة بقائه فيها عشر سنين. ثم توفي صلوات الله وسلامه عليه وبقي دينه من بعده وهو دين الاسلام فقد بلغ صلى الله عليه وسلم الرسالة وادى الامانة ونصح الامة فلا خير الا دلها عليه. ولا شر الا حذرها منه واعظم الخير الذي دلها عليه هو التوحيد واعظم الشر الذي حذرها منه هو الشرك والتوحيد من جملة الخير والشرك من جملة ايش؟ الشر وافرد عن بقية المذكور فيهما لجلالة قدرهما فاعظم الخير التوحيد واعظم الشر الشرك نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى بعثه الله الى الناس كافة وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس. والدليل قوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. واكمل الله له الدين والدليل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. والدليل على موته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون. والناس اذا ماتوا يبعثون والدليل قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى وقوله تعالى والله انبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا وبعد البعث محاسبون ومجزيون باعمال والدليل قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى كفر والدليل قوله تعالى على الله يسير. وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين. والدليل قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين والله حجة بعد الرسل واولهم نوح واخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام. وهو خاتم النبيين لا نبي بعده. والدليل قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. والدليل على ان نوحا اول الرسل قوله تعالى انا اوحينا اليك كما الى نوح والنبيين من بعده. وكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد عليهما الصلاة والسلام يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وافترض الله على جميع عباده الكفر بالطاغوت والايمان بالله. قال ابن القيم رحمه الله تعالى ومعنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع. الطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة ابليس لعنه الله ومن عبد وهو راض ومن ادعى شيئا من علم الغيب ومن دعا الناس الى عبادة نفسه ومن حكم بغير ما انزل الله. والدليل قوله تعالى لا في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعرة المثقلا فصام لها والله سميع عليم وهذا معنى لا اله الا الله وفي الحديث رأس الامر واعبدوا الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله والله اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم. ذكر المصنف رحمه الله ان الله بعث النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة اي من الجن والانس فان اسم الناس يشمل هؤلاء وهؤلاء في اصح قولي اهل العلم. وقد بينه المصنف بقوله وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس فهو تفسير للاجمال الواقع في قوله الله الى الناس واكمل الله للنبي صلى الله عليه وسلم الدين. فلم يمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى صار الدين كاملا فلما اكتمل الدين مات النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا لخبر الله انك ميت وانه هم ميتون. ثم ذكر ان الناس اذا ماتوا يبعثون. والبعث في الشرع قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور التانية قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية. وذكر المصنف ما ذكر من ادلته ثم ذكر ان الناس بعد البعث يحاسبون ويجزون باعمالهم والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة والجزاء هو الثواب عليها بالنعيم المقيم وداره الجنة هو الثواب عليها بالنعيم المقيم وداره الجنة او العذاب الاليم وداره النار. او العذاب الاليم وداره النار وذكر المصنف دليلا عليها وهو قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى فالاية تدل على الامرين من وجهين فالاية تدل على الامرين من وجهين. احدهما دلالتها على الجزاء بالمطابقة دلالتها على الجزاء بالمطابقة في قوله ليجزي في قوله ليجزي والاخر دلالتها على الحساب باللزوم دلالتها على الحساب باللزوم لتوقف الجزاء عليه. دلالتها على الحساب باللزوم لتوقف الجزاء عليه فان الناس يحاسبون ثم يجزون على اعمالهم الا من استثناهم الله سبحانه وتعالى فادخلهم الجنة بلا حساب ولا عذاب الله واياكم منهم. ثم ذكر المصنف ان من كذب ببعثه كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا الاية فانكار البعث من مقالات الكافرين. فمن وافقهم في مقالهم رافقهم في مآلهم فمن وافقهم في مآله في مقالهم رافقهم في مآلهم اي صار كافرا مثلهم من اهل النار. ثم ذكر ان الله سبحانه وتعالى ارسل جميع الرسل مبشرين ومنذرين فانه لما فرغ مما يتعلق ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم الينا ذكر اصلا كليا وقاعدة عامة في بعث الرسل وانهم جميعا الينا مبشرين ومنذرين فقال وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين فبعثهم يتضمن امرين فبعثه فبعثهم يتضمن امرين احدهما البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة. البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة. والاخر النذارة لمن عصاهم بالخسارة. في الدنيا والاخرة ادارة لمن عصاهم بالخسارة في الدنيا والاخرة. ثم ذكر المصنف مسألتين الاولى ان اول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام والثانية ان اخرهم هو محمد صلى الله عليه وسلم وقدم دليل المسألة الثانية لجلالتها وعلو مقامها. وهو قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. ثم ذكر دليل المسألة الاولى وهو قوله انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده ودلالتها على كون نوح اول الرسل هو تقديمه بالذكر على غيره ممن بعده من الانبياء. هو تقديمه بالذكر على غيره ممن بعده من الانبياء والوحي الذي قدم فيه نوح على غيره ممن بعده هو وحي الرسالة هو الوحي الذي قدم فيه نوح على من بعده ووحي الرسالة. اما وحي النبوة فتقدمه فيه ادم اتفاق قن واما وحي النبوة فتقدمه فيه ادم اتفاقا وذكر غيره على خلاف بين اهل العلم ممن جاء بعد ادم فيكون اول الانبياء هو من ادم عليه الصلاة والسلام ويكون اول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام. واما اخر الانبياء والرسل فهو محمد صلى الله عليه وسلم فجمع له صلى الله عليه وسلم في الاخرية ما تفرق لغيره في الاولية فجمع له صلى الله عليه وسلم في الاخرية ما تفرق لغيره في الاولية. فان اولية النبوة والرسالة لم تقع لواحد بل كانت في اثنين وهما ادم ونوح عليهما الصلاة والسلام. واما الاخرية في النبوة والرسالة فجمعت لمحمد صلى الله عليه وسلم فله الحظ المعلى من قوله صلى الله عليه وسلم نحن الاخرون الاولون. متفق عليه. فكان اخر الانبياء والرسل بعثة وهو اعظمهم واعلاهم مقاما ووقع التصريح باولية نوح في الرسالة في حديث انس في الصحيحين وفيه ان ادم عليه الصلاة والسلام يقول ائتوا ونوحا اول رسول ارسله الله ثم ذكر المصنف ان كل امة قد بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد عليهما عليهم الصلاة والسلام. ودعوات الانبياء والرسل تجتمع في اصلين عظيمين ودعوات الانبياء والرسل تجتمع في اصلين عظيمين. احدهما الامر بعبادة الله احدهما الامر بعبادة الله المتضمن النهي عن الشرك المتضمن النهي عن الشرك وهذا مذكور في قوله ان اعبدوا الله والاخر الامر باجتناب الطاغوت والاخر الامر باجتناب الطاغوت المتظمن النهي عن عبادته. المتضمن النهي عن عبادته وهذا مذكور في قوله واجتنبوا الطاغوت وصفة الكفر بالطاغوت ان تعتقد بطلان عبادة غير الله وصفة الكفر بالطاغوت ان تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتتركها وتبغضها وتكفر اهلها وتعاديهم. وتكفر اهلها وتعاديهم. ذكره المصنف في رسالته المفردة في حقيقة الطاغوت وقوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت دال على امرين ذكرهما المصنف احدهما بيان عموم بعث الرسل في الامم. بيان عموم بعث الرسل في الامم. فما من امة الا خلا فيها نذير والاخر بيان ما دعت اليه الانبياء من الامر باجتناب الطاغوت وعبادة الله. ثم ذكر المصنف ان الله افترض على جميع العباد الكفر بالطاغوت اوتي والايمان بالله. قال تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك فبالعروة الوثقى والعروة اسم لما يتعلق به. والعروة اسم لما يتعلق به والوثقى اي القوية والوثقى اي القوية ومعنى لا انفصام لها اي لا انقطاع لها ومعنى لا انفصام لها اي لا انقطاع لها والطاغوت له معنيان والطاغوت له معنيان احدهما خاص وهو الشيطان احدهما خاص وهو الشيطان. فاذا اطلق ذكر الطاغوت في القرآن فالمراد به الشيطان والاخر عام وهو المقصود بقول ابن القيم في اعلام الموقعين الذي ذكره المصنف ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع وهذا احسن ما قيل في حد الطاغوت بالمعنى العام ذكره عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد وتلميذه سليمان ابن سحمان في بعض اجوبته والمعنى العام فيه بيان انواع الطواغيت وانها ثلاث والمعنى العام فيه بيان انواع الطواغيت وانها ثلاثة الاول طاغوت عبادة الاول طاغوت عبادة والثاني طاغوت طاعة طاغوت طاعة والثالث طاغوت اتباع والثالث طاغوت اتباع ذكره سليمان ابن سحمان. واشار المصنف الى معنى الطاغوت الخاص وبعض افراد المعنى العام في قوله والطواغيت كثيرون ورؤسهم خمسة الى اخره. والمراد بالرؤوس اعظمهم شرا واشدهم خطرا والمراد بالرؤوس اعظمهم شرا واشدهم خطرا وهم خمسة فيما عدهم المصنف فيما عده المصنف هنا فاولهم ابليس والثاني من عبد وهو راض ولو لم يدعوا الى عبادة نفسه من عبد وهو راض ولو لم يدعو الى عبادة نفسه والثالث من ادعى شيئا من علم الغيب والثالث من ادعى شيئا من علم الغيب والرابع من دعا الناس الى عبادة نفسه من دعا الناس الى عبادة نفسه اي ولو لم يعبد اي ولو لم يعبد فاذا دعاهم ولم يعبدوه فهو طاغوت والخامس من حكم بغير ما انزل الله والخامس من حكم بغير ما انزل الله والكفر بالطاغوت والايمان بالله هو حقيقة لا اله الا الله والكفر بالطاغوت والايمان بالله هو حقيقة لا اله الا الله. لما تقدم ان لا اله الا الله تجمع نفيا واثباتا لما تقدم من ان لا اله الا الله تجمع نفيا واثباتا فالايمان بالله هو الاثبات المذكور فيها فالايمان بالله هو الاثبات المذكور فيها. والكفر بالطاغوت هو النفي المذكور فيها. والكفر بالطاغوت هو النفي المذكور فيها وشاهده في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم رأس الامر الاسلام فالامر هو الدين فالامر هو الدين والمراد بالاسلام هنا معناه العام والمراد بالاسلام هنا معناه العام وهو الاستسلام لله فرأس الدين اسلام العبد نفسه لله فرأس الدين اسلام العبد نفسه لله ايمانا به وكفرا بالطاغوت ايمانا به وكفرا بالطاغوت. والحديث المذكور قطعة من حديث معاذ بن جبل الطويل الذي رواه الترمذي وابن ماجه باسناد منقطع ويأتي بتمامه في الاربعين النووية ان شاء الله وهذا اخر شرح هذا الكتاب بما يناسب المقام والحمد لله رب العالمين. اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع ثلاثة الاصول وادلتها. جميع يعني لمن سمع ايش الجميع والذي عليه فوت يجتهد ان يقضيه فان لم يمكنه يكتب كثيرا من ثلاثة الاصول وادلتها بقراءة غيره في البياض الثاني. صاحبنا ويكتب اسمه تاما فتم له ذلك بمجلسين بالميعاد المثبت في محله من نسخته. الميعاد اسم لقدر المجلس والعادة الجارية عند اهل العلم اذا ابتدأ في قراءة كتاب يكتب بداية المجلس الاول ويعين وقته وتاريخه. فمثلا هذا الكتاب بداية المجلس الاول بعد صلاة ايش المغرب بعد صلاة المغرب ليلة ايش؟ السبت ويكتب تاريخه تاما فاذا وقفنا عند قول المصنف ايش وفي الحديث الدعاء مخ العبادة. يكتب قبله في الموضع الذي قبله نهاية المجلس الاول وكانت مدته كذا وكذا. يكتب المدة. هذا يسمى ميعادا. ثم يفعل هذا في الثاني. فيكون قد قرأ كتاب ثلاثة الاصول في ميعادين يعني في مجلسين ولهذا تجدون في تراجم من سبق قرأ البخاري في ستين ميعادا يعني ايش؟ فينا مجلس فقط نقيده ايش؟ مقيدة بتواريخها قرأ البخاري في ستين مجلسا مضبوطة التاريخ لان بعض الناس قد يقرأ في الستين يكتب بداية المجلس الاول والاخر لكن لا يكون ميعاد لانه غير مظبوط لكن اذا قيل ميعاد يعني مضبوطا بالتاريخ. الذي كان له. فطالب العلم يحرص على جريان ذلك في نفسه فتم له ذلك في مجلسين من في محل نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين يعني المتكلم لمعين يعني ايش احدكم في معين يعني كتاب ثلاثة الاصول باسناد مذكور في كتاب منح المكرمات لاجازة طلاب المهمات والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه طالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة السبت الثاني والعشرين من شهر ربيع الاخر سنة اربعين واربع مئة والف في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وتقدم ان هذه اجازة خاصة بمن بمن حضر المجلس لانه اصل التلقي واما التوسع بالتلقي عبر هذه الوسائل فالمراد به ايصال العلم اما ظرورة واما حاجة فما زاد عن ذلك لا يكون الا لمن بذل في العلم نفسه فهذا اضبط في العلم. لان نقل الدروس عبر الصوتيات ونحوها ربما اعتراه انقطاع او خلل فيفضي ذلك الى عدم التحقق من سماع العلم. فالذي يكتب سمع مع كونه اشياء الم يسمعها وتركها وتقطعت فهذا كذب وهذا امر فشى في المتأخرين. ولذلك صارت القراءة عبر هذه الوسائل الا من تحققها وقام بحقها. والا فان كثيرا من الناس يفعل هذا ويقع في الكذب ولا يزال الله سبحانه وتعالى يطلع من يطلع من خلقه على افعال اهل الكذب وقد رأيت هذا من غير اتفاق في في احوال رحلاته فاتفق اني كنت بحضرة شيخ من اشياخي في الهند زائرا له للسلام. فوجدت من يقرأ عنده ويتابعه اناس في مجلس اخر يقرأون صحيح مسلم في قطر. فهم يسمعون في ذلك البلد. صحيح مسلم يسمعون بالاذن الثانية جامع الترمذي الذي يقرأ على الشيخ ومثل هذا كذب لانه لا يمكن للانسان ان يسمع واتفق اني رأيت احدا يقرأ عليه ويخرج الى قضاء حوائجه ويبقى القارئ عبر الهاتف قارئا عليه. واتفق ان اخبرني انه دخل على شيخ يقرأ عليه فكان يضع سماعة هاتفه جانبا ويتحدث مع من حوله. فهذه الاحوال جعلت التلقي بهذه الوسائل مدخولة وان كان الاصل امكان ذلك. وهو من القراءة عن عن حجاب وهي صحيحة عند اهل العلم لكن الواقع في الناس اليوم خلاف ما ينبغي من الصدق. وكل من كذب في العلم فضحه الله. فلا يظن الانسان ان انه يكذب في العلم بانه تلقى عن فلان وفلان وهو ليس كذلك ثم يترك ولا يعرف احد من الخلق ان هذا الرجل كاذبا فان الله يطلع من شاء من خلقه على ما يعرف به الصادق من الكاذب ولو بعد اربعين سنة او خمسين سنة فالانسان ينبغي ان يحفظ العلم وان يعتني ولهذا اقول للاخوان الذين يتابعونا عبر البث لهم ان يعلقوا ما شاءوا من الفوائد ويستفيدون قراءة الكتاب لكن لهم ليس لهم اجازة به الا اذا مجالسه مباشرة فليس القاعدون خلف شاشات الانترنت مستوون مع القاعدين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم نسأل الله ان يرزقنا بركة هذه المجالس وان ينفعنا بها في الدنيا والاخرة والحمد لله رب العالمين