السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا الحمد لله الذي سير للعلم مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا. واشهد ان محمد محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد تحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار ابي قابوس مولى عبد الله بن عمر عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين تعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات باقراء اصول المتون وبيان معانيها اجمالية ومقاصدها الكلية. ليستفتح بذلك تجدون تلقيهم فيجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الثاني من برنامج مهمات العلم في السنة الحادية عشرة احدى واربعين واربعمائة والف. هو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها بامام دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست ومائتين والف. وقد انتهى بنا البيان الى ما ذكره رحمه الله من انواع العبادات الاربعة عشرة. فانه ذكر في كلامه المقروء قبل صلاة العشاء اربعة عشرة عبادة. وابتدأ تلك العبادات بالدعاء. تعظيما له وتعريفا بمقامه وجعل الحديث الذي ذكره كالترجمة له فقوله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة شروع في جملة جديدة من الكلام. وليس دليلا اخر للمسألة السابقة فتقدير الكلام هنا قياسا على نظائره الاتية بعده ودليل الدعاء قول تعالى وقال ربكم ادعوني الاية وعدل المصنف عن موافقة ذكر الدعاء كالنظائل الاتية بعده بايراد حديث دال عليه لما تقدم من علو رتبة الدعاء ومن طرائق اهل العلم انهم قد يذكرون ما يترجمون به على مبتغاهم كحديث ضعيف كحديث ضعيف. وهذا فعله البخاري في مواضع من صحيحه يعقد ترجمة يذكر في لفظ الترجمة حديثا ضعيفا. فتقدير الكلام هنا ودليل الدعاء قوله تعالى قال ربكم ادعوني الاية. ودعاء الله شرعا له معنيان. احدهما عام وهو اتباع خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. اتباع خطاب الشرع المقترن بالحب فيشمل جميع افراد العبادة. لان الدعاء يطلق كما تقدم ويراد به العبادة ويسمى هذا دعاء العبادة. ويسمى هذا دعاء العبادة. والاخر خاص وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه. طلب العبد من ربه حصول لا ينفعه ودوامه او دفع ما يضره ورفعه او دفع ما يضره ورفعه. ويسمى هذا دعاء المسألة ويسمى هذا دعاء المسألة. والعبادة الثانية هي الخوف وخوف الله شرعا هو فرار القلب الى الله فزعا وذعرا. فرار القلب الى الله فزعا وذعرا. والعبادة الثالثة هي الرجاء ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود. امل العبد بربه امل العبد بربه في حصول المقصود. مع بذل الجهد وحسن التوكل. مع بذل الجهد التوكل والمقصود هو المراد المطلوب الوصول اليه. والمقصود هو المطلوب المراد الوصول اليه. والعبادة الرابعة هي التوكل والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه اظهار ابدي عزه لله واعتماده عليه. والعبادة الخامسة هي الرغبة. والعبادة السادسة هي الرهبة والعبادة السابعة هي الخشوع. وقرن المصنف بينهن لاجتماعهن في دليل واحد وقرن المصنف بينهن لاجتماعهن في دليل واحد. والرغبة الى الله شرعا هي ارادة مرضات الله في الوصول الى المقصود. هي ارادة مرضات الله في الوصول الى المقصود محبة له ورجاء. محبة له ورجاء. والرغبة والرهبة من الله شرعا هي فرار القلب الى الله فزعا وذعرا. فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع عمل ما يرضيه مع عملي ما يرضيه. والخشوع لله شرعا هو فرار القلب الى الله. فزعا وذعرا مع الخضوع له. فرار القلب الى الله. فزعا وذعرا مع الخظوع له والعبادة الثامنة هي الخشية وخشية الله شرعا هي فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع العلم به وبامره احترام القلب الى الله فزعا وذعرا مع العلم به وبامره. وهؤلاء العبادات الاربع اللاتي تقدمت الخوف والرهبة والخشوع والخشية في اصل كلي ثم يفترقن بما يقترن بفرار القلب من معنى يسير به الفرار عبادة اخرى غير عبادة الخوف. فالخوف والخشية هو الرهبة والخشوع يجمعها ان القلب يفر الى الله فزعا وذعرا ثم يحصل في الخشية والرهبة والخشوع من زيادة معنى تكون به عبادة اخرى. فاذا اقترن بالفرار مثلا العلم بالله وبامره صارت هذه هي عبادة الخشية. ومنفعة هذه الحق التي نذكرها انها توقف العبد على تلك العبادات التي امر بها. فاذا عرف حقيقة الخوف والتوكل رجائي والرغبة والرهبة امكنه ان يتعبد الله بها. واذا لم يتبين حقائقها لم يتمكن من عبادة الله عز وجل بها. والعبادة التاسعة هي الانابة. والانابة الى الله شرعا هي رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء. رجوع القلب الى الله محبة وخوفا رجاء والعبادة العاشرة هي الاستعانة والاستعانة بالله شرعا هي طلب العون من الله في الوصول الى المقصود. طلب العون من الله في الوصول الى المقصود والعون هو المساعدة. والعبادة الحادية عشرة هي استعاذة والاستعاذة بالله شرعا هي طلب العوذ من الله عند ورود المخوف طلب العوذ من الله عند ورود المخوف. والعوذ هو الالتجاء والحماية والذئب هو الالتجاء والحماية. والعبادة الثانية عشرة هي الاستغاثة. والاستغاثة وبالله شرعا هي طلب الغوث من الله عند ورود الضرر. طلب الغوث من الله عند ورود الضرر والغوث المساعدة في الشدة. والغوث المساعدة في الشدة. والعبادة الثالثة عشرة هي الذبح والذبح لله شرعا هو قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام. هو قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة معلومة. تقربا الى الله على صفة معلومة. فالذبح عبادة مخصوصة ببهيمة الانعام. فالذبح عبادة مخصوصة ببهيمة الانعام وهي الابل والبقر والغنم. فالذبائح الشرعية الاضحية والعقيقة والهدي والفدية كلها جاءت محصورة في الانعام فمن اراد ان يتقرب الى الله بعبادة الذبح يكون مذبوحه واحد من هذه الانواع الثلاثة. فاذا قرب احد الى الله غيرها لم يكن متعبدا الله بعبادة الذبح كما لو ذبح دجاجة او بطة ونحوهما. كالواقع في الصلاة فان من اركانها ما لا يكون عبادة اذا استقل. اي لله سبحانه وتعالى فلو قدر ان احدا انحنى راكعا مريدا الركوع لله فهذا لا يقع عبادة لان لم نتعبد بالركوع الا في ضمن الصلاة. وكذلك لو سعى بين الصفا والمروة مريدا التقرب الى الله في غير نسك فان سعيه لا يكون عبادة لاختصاص السعي بينهما بالنسك. عمرة او حجا فكذلك التقرب الى الله بمذبوح يكون بالتقرب له بشيء من بهيمة الانعام. اما ان ذبح غير الله ولو ذبابا نريد ان التقرب اليه فان هذا يكون واقعا في الشرك. وقولنا على صفة مخصوصة اي مبينة او قولنا على صفة معلومة اي مبينة شرعا بالشروط المذكورة عند الفقهاء والعبادة الرابعة عشرة النذر. والنذر لله شرعا له معنيان احدهما عام وهو الزام العبد نفسه اتباع خطاب الشرع. وهو الزام العبد نفسه اتباع خطاب الشرع اي الالتزام بدين الاسلام اي الالتزام بدين الاسلام والاخر خاص وهو الزام العبد نفسه لله نفلا معينا وهو الزام العبد نفسه لله نفلا معينا غير معلق. نفلا معينا غير معلق. وهذا الحد الشرعي للنذر في معناه الخاص يكون معه النذر عبادة من العبادات. فيكون النذر عبادة بشروط ثلاثة فيكون النذر عبادة بشروط ثلاثة. اولها ان يكون المنذور نفلا ان يكون المنذور نفلا. فانه لو كان فرضا لم يصلح فانه لو كان نذرا لم يصلح. لانه واجب على العبد اصالة وابتدال. لانه واجب على العبد اصالة وابتداء. فاذا قال العبد لله علي ان اصلي العشاء فهذا لغو من القول لا منفعة وراءه اذ صلاة العشاء واجبة عليه لازمة له ولو لم ينذر فعلها وثانيها ان يكون معينا اي مبينا ان يكون معينا اي مبينا فلو جعله مبهما كقوله لله علي نذر فهذا فيه كفارة اليمين فلو جعله مبهما فقال لله علي نذر فهذا فيه كفارة اليمين. ولا تقع به عبادة ولا تقع به عبادة النذر وثالثها ان يكون غير معلق اي غير واقع على وجه المقابلة في الجزاء. اي غير واقع على وجه المقابلة في الجزاء فلا يقول العبد لله علي ان شفى مريظي ان اصوم ثلاثة ايام فلا يقول العبد لله علي ان شفى مريضي ان اصوم ثلاثة ايام. فهذا لا يكون به عبادة لانه وقع على وجه المجازاة. فاذا قال لله علي ان اصوم ثلاثة ايام. ولم يعلقها بشيء كان نذرا يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به. اما النذر المعلق على وجه المجازاة فهذا يجب على العبد اذا حصل له ان يفي بنذره. لكن لا يكون مأجورا في عقد النذر. وانما ما اجره في ايش؟ الوفاء به. اما النذر الجامع للشروط الثلاثة فانه نذرا متعبدا به من جهتين. من جهة عقده ابتداء ومن جهة الوفاء به. انتهاء احسن الله اليكم قال رحمه الله الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله. وهو ثلاث مراتب الاسلام والايمان والاحسان. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاول اتبعه ببيان الاصل الثاني. من الاصول الثلاثة وهو معرفة دين الاسلام وتعليقه بالادلة في قوله معرفة دين الاسلام بالادلة لا يخالف ما تقدم ذكره من طلب ادلة في المعارف الثلاث فان الادلة مطلوبة في معرفة العبد ربه ونبيه صلى الله عليه وسلم ودين الاسلام عيد ذكر الادلة هنا في معرفة دين الاسلام. لان هذه المعرفة هي اوسع المعارف الثلاث فروعا واكثرها واكثرها شذورا فالافتقار فيها الى الادلة اكثر من الاصلين الاخرين والدين يطلق في الشرع على معنيين. والدين يطلق في الشرع على معنيين احدهما عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته. ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته والاخر خاص وهو التوحيد والاسلام الشرعي له اطلاقان. والاسلام الشرعي له اطلاقان احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واصله الاستسلام لله بالتوحيد واصله الاستسلام لله بالتوحيد والجملتان المذكورتان بعده بمنزلة التابع اللازم للاستسلام. والجملتان المذكورتان بعده منزلة التابع اللازم للاستسلام. فان العبد اذا استسلم لله انقاد له بالطاعة وبرئ وخلص من الشرك واهله. وزيد ذكر هاتين الجملتين مبالغة في ايضاح حقيقة الاسلام. فلو اقتصر المتكلم في بيان حقيقة الاسلام بهذا الاطلاق العام على قوله هو الاستسلام لله بالتوحيد كان كافيا في بتعيين تلك الحقيقة وتمييزها. وزيد ما بعدها في كلام بعض اهل العلم ومنهم المصنف مبالغة في الايضاح وزيادة في البيان. والاخر خاص وله معنيان والاخر خاص وله معنيان الاول الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم. فانه يسمى اسلاما وحقيقته شرعا استسلام الباطن والظاهر لله. وحقيقته شرعا استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل تعبدا له بالشرع المنزل. على محمد صلى الله عليه وسلم على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. على مقام المشاهدة او والثاني الاعمال الظاهرة فانها تسمى اسلاما وهذا هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان. وهذا هو المقصود اذا قرن اسلام بالايمان والاحسان. والاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم له ثلاث مراتب كما ذكر مصنع الاولى مرتبة الاعمال الظاهرة وتسمى الاسلام الاولى مرتبة الاعمال الظاهرة وتسمى الاسلام. والثانية مرتبة الاعتقادات الباطنة وتسمى الايمان مرتبة الاعتقادات الباطنة وتسمى الايمان. والثالثة مرتبة اتقانهما اي اتقان الاعمال الظاهرة والاعتقادات الباطنة وتسمى الاحسان ومن اهم مهمات الديانة معرفة الواجب على العبد في هذه المراتب الثلاث في اسلامه وايمانه واحسانه. والواجب عليه منها يرجع الى ثلاثة اصول. والواجب عليه منها يرجع الى ثلاثة اصول فالاصل الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه والحق من الاعتقاد ما جاء به الشرع. والحق من الاعتقاد ما جاء به الشرع. وجماعه اركان الايمان الستة التي ستأتي. وجماعه اركان الايمان الستة التي ستأتي. والاصل الثاني الفعل والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية موافقة حركات العبد الاختيارية باطنا وظاهرا للشرع امرا وحلا. باطنا وظاهرا للشرع امرا وحلا. والحركات الاختيارية ما صدر عن اختيار وارادة. والحركات الاختيارية ما صدر عن اختيار وارادة من العبد باطنا او ظاهرا. والامر الفرض والنفي. والامر الفرض والنفل والحل الحلال المأذون به. فيطلب من العبد ان تكون حركاته كلها باطنا وظاهرا موافقة للشرع امرا اي فيما يتعلق بالفرظ والنفل وحلا اي فيما يتعلق بالحلال وفعل العبد نوعان احدهما فعله مع ربه فعله مع ربه وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له كالصلاة والزكاة والصيام والحج وتوابعها من الاركان والشروط والواجبات والمبطلات والاخر فعله مع الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة معهم كافة. وجماعه احكام المعاشرة معاملتي معهم كافة والاصل الثالث الترك والواجب فيه موافقة ترك العبد واجتنابه. والواجب فيه موافقة ترك العبد واجتنابه مرضاة الله موافقة ترك العبد واجتنابه مرضاة الله وجماعه المحرمات الخمس. التي عليها الانبياء وهي الفواحش والاثم والبغي بغير الحق والشرك والقول على الله بغير علم وهي الفواحش والاثم والبغي بغير الحق والشرك هو القول على الله بغير علم وما يرجع اليها ويتصل بها. فهذه الاصول الثلاثة من الاعتقاد والفعل والترك هي الواجبة على العبد في اسلامه وايمانه واحسانه. فاذا عرفت ان النبي صلى الله عليه وسلم جاءنا بدين الاسلام وان هذا الدين له ثلاث مراتب هي الاسلام الايمان والاحسان فاعلم ان من هذه المراتب قدرا يجب عليك فيجب عليك ما يجب من الاسلام والايمان والاحسان مما يرجع الى الاصول الثلاثة المذكورة. الاعتقاد والفعل والترك فمثلا اركان الايمان الستة واجبة على العبد. لتعلقها باي اصل من الاصول الثلاثة تعلقها بتعلقها بالاعتقاد. الذي جاء به الشرع. مثال اخر احكام المعاشرة مع الخلق مما هي واجبة شرعا كالاستئذان يكون تعلمها واجبا على العبد ابتداء لانها ترجع الى اصل الفعل. وهذه المسألة مع جلالتها قل من اشاد بها ونبه اليها. وممن جلاها واشار اليها بعبارة شريفة العلامة ابن القيم في مفتاح دار السعادة. والمذكور من هنا هو جملة القول فيما يجب في الاعتقاد والفعل والترك. واما تفاصيل ذلك فتختلف باختلاف الناس باعتبار ما يقوم بهم من الاوصاف التي توجب عليهم قدرا يزيد على غيرهم من الاعتقاد او الفعل او الترك. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وكل مرطبة لها فاركان الاسلام خمسة والدليل من السنة حديث ابن عمر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ودليل الشهادة قوله تعالى العزيز الحكيم ومعناها لا معبود بحق الا الله لا اله ناف جميع ما يعبد من دون الله الا الله مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادة كما انه لا شريك له في ملكه. وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى الا الذي فطرني الاية فقوله قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعود الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. ودليل شهادة ان محمدا رسول الله قوله تعالى جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله طاعته في ما امر وتصديقه فيما اخبر عنه وزجر والا يعبد الله الا بما شرع. ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. ودليل الصيام قوله يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ودليل الحج قوله تعالى ولله على حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين. لما بين المصنف رحمه الله الله مراتب الدين الثلاث ذكر ان كل مرتبة لها اركان وابتدأ بذكر اركان الاسلام فقال فاركان خمسة وهي المذكورة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما المتفق عليه الذي اورده. ثم قال المصنف بعد بيانه حقيقة دين الاسلام ومراتبه واركانه. والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. اي الدليل على ان الدين الذي يجب اتباعه هو الاسلام وقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه هو في الاخرة من الخاسرين. فالايتان المذكورتان تدلان على وجوب اتباع دين الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. واصل الايتين في معنى الاسلام العام. واصل الايتين في معنى الاسلام العام وهو الاستسلام لله بالتوحيد. واستدل بهما المصنف على المعنى خاص لانه فرد من افراد العام مندرج فيه. واستدل بهما المصنف عن الاسلام بمعناه الخاص لانه فرد من الافراد المندرجة في المعنى العام. فالاسلام بمعناه الخاص هو كما قد تقدم الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا من جملة الاستسلام لله بالتوحيد. فلا ايات التي فيها ذكر الامر بالاسلام بالمعنى العام تصلح ان تكون دليلا على وجوب الاسلام بالمعنى الخاص لانه فرد من افراد العام. ثم سرد المصنف اركان الاسلام مقرونة بادلتها. فالركن الاول شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فالشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة فالشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد والشهادة لمحمد صلى الله عليه سلم بالرسالة والركن الثاني الصلاة. والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي صلاة اليوم والليلة هي صلاة اليوم والليلة وهي الصلوات الخمس. والركن الثالث الزكاة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المفروضة في في الاموال المعينة. هي الزكاة في اموال معينة. والركن الرابع الصيام. والصيام الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صيام شهر في كل سنة هو صيام شهر رمضان في كل سنة. والركن الخامس الحج. والحج الذي هو ركن ركن من اركان الاسلام هو حج بيت الله الحرام مرة في العمر. هو حج بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة فالاقدار المذكورة هي المتعلقة بحقائق اركان الاسلام. وما زاد عليها ولو كان واجبا فانه لا يكون من جملة الركن. فمن جملة الصلاة الواجبة مثلا صلاة النذر ومن جملة الزكاة الواجبة زكاة الفطر. وهما وغيرهما مما هو واجب ويرجع الى شيء من هذه الخمس لا يكون من جملة الركن فهو خارج عنه وان كان واجبا. فاركان الاسلام تتعلق بالاقدار المذكورة دون ما زاد عنها. فاركان الاسلام تتعلق بالاقدار المذكورة دون ما زاد عليها واقتصر المصنف على بيان حقيقة الركن الاول. وهو الشهادتان. فبين معناهما لشدة الحاجة اليهما. وكثرة الغلط فيهما. فلم يعتني ببقية اركان الاسلام معانيها واقتصر على الشهادتين للامر الذي ذكرناه. فبين ان قول لا اله الا الله جامع بين النفي والاثبات ففيه نفي جميع ما يعبد من دون الله واثبات العبادة لله وحده وبهذا النفي والاثبات صار معنى لا اله الا الله لا معبود حق الا الله. وبهذا النفي اثبات صار معنى لا اله الا الله لا معبود حق الا الله. فاذا سئلت عن معنى لا اله الا الله فالجواب انه لا معبود حق الا الله. فاذا قيل من اين هذا المعنى؟ قيل مما في كلمة نفسها من النفي والاثبات. فكلمة لا اله الا الله جملة ذات طرفين. احدهما النفي في لا اله والاخر الاثبات في قول الا الله. والنفي فيها ابطال عبادة غير الله والاثبات فيها اثبات استحقاق الله سبحانه وتعالى العبادة. وقول المصنف في معنى شهادة لان محمدا رسول الله والا يعبد الله الا بما شرع يعود الضمير المستتر فيه الى الاسم الاحسن الله يعود الضمير المستتر فيه الى الاسم الاحسن الله. فتقدير الكلام والا يعبد الله الا بما شرعه الله. فتقدير الكلام والا يعبد الله الا بما شرعه الله. فالرسول صلى الله عليه وسلم لا حق له في التشريع. فالحق في وضع الشرع خاص بالله عز وجل. لا يكون للنبي الله عليه وسلم ولا لغيره. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى المرتبة الثانية الايمان وهو بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. واركان وستة ان تؤمن يا ايها ملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. كله من الله تعالى. والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان اركان الاسلامي ذكر اركان الايمان والايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم. فانه يسمى ايمانا. الدين الذي بعث محمد صلى الله عليه وسلم فانه يسمى ايمانا. وحقيقته شرعا التصديق الجازم وظاهرا بالله. وحقيقته شرعا التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم تعبدا له بالشرع المنزل على على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطلة والاخر خاص وهو الاعتقاد الباطنة فانها تسمى ايمانا وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان. وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان. وللايمان شعب كثيرة. اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. ثبت هذا في حديث ابي هريرة عند واصله في البخاري. واختلف في عدد شعب الايمان لاختلاف لفظ الحديث المروي فيها. فوقع عند البخاري الايمان بضع وستون شعبة ووقع عند مسلم الايمان بضع وسبعون شعبة ووقع في رواية اخرى عنده الايمان بضع وستون او وسبعون شعبة والمحفوظ لفظ البخاري الايمان بضع وستون شعبة وشعب الايمان هي خصاله واجزائه الجامعة له. وشعب الايمان هي خصاله واجزاؤه الجامعة له فاذا قيل في شيء هو من شعب الايمان فانه جزء منه وخصلة من خصاله شعب الايمان ثلاثة انواع. وشعب الايمان ثلاثة انواع احدها قولي كقول لا اله الا الله وثانيها عملي كاماطة الاذى عن الطريق وثالثها قلبي كالحياء وهذه الانواع الثلاثة مذكورة في لفظ حديث ابي هريرة رضي الله عنه المشاري اليه في صحيح مسلم اركان الايمان ستة وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. والايتان المذكورتان في المصنف دالتان بمجموعهما على اركان الايمان الستة. ورأس ما ينبغي معرفته في اركان الايمان معرفة القدر الواجب المجزئ في كل ركن منها. فكل ركن من هذه الاركان منه قدر واجب لا تبرأ ذمة العبد ولا يثبت له دينه الا بمعرفته وامتثاله له واستقراء ادلة الشرع بين ان من كل ركن قدر لا يصح ايمان العبد الا به. فالقدر الواجب المجزئ من الايمان بالله هو الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى والايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى. والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالملائكة هو الايمان بانهم خلق من خلق الله هو الايمان بانه خلق من خلق الله. وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله. وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله. والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالكتب هو الايمان بان الله انزل على من شاء من انبيائه كتبا هي كلامه. هو الايمان بان الله انزل على من شاء من انبيائه كتبا هي كلامه ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه. ليحكموا بين فيما اختلفوا فيه وانها منسوخة بالقرآن وانها منسوخة بالقرآن. والقدر الواجب من الايمان بالرسل هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منه هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم ليأمروا بعبادة الله ليأمروهم بعبادة الله. وان اخرهم الخاتمة له هو محمد صلى الله عليه وسلم. وان اخرهم الخاتم لهم هو محمد صلى الله عليه وسلم قدر الواجب المجزئ من الايمان باليوم الاخر هو الايمان بان الله يبعث الخلق في يوم عظيم هو الايمان بان الله يبعث الخلق في يوم عظيم هو يوم القيامة لمجازاتهم. هو يوم القيامة لمجازاتهم. فمن احسن فله الحسنى. فمن احسن فله الحسنى وهي الجنة جعلنا الله واياكم من اهلها. ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار. ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار اعاذنا الله واياكم منها. والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالقدر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من غير من خير وشر ازلا. هو الايمان بان الله قد قدر كل شيء من خير وشر ازلا. وانه لا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه. وانه لا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه. فهذه الجملة هي عمود الاقدار الواجبة المجزئة من الايمان في كل ركن من هذه الاركان. فمتى وجد العلم بها واعتقدها العبد صح ايمانه وكان ما ورائها من مسائل الايمان زائدا على القدر الواجب المجزئ فقد يكون واجبا ببلوغ الدليل فيه وقد لا يكون واجبا اصلا فلو سئل عامي عن الملائكة ممن ينتسب الى الاسلام فنفى وجودهم وانه لا يوجد شيء اسمه الملائكة. فان اسلام هذا النافي صحيح ام باطل؟ باطل ولا يصح نسبته الى الاسلام لانه لم يأتي باصل عظيم من اصول الدين وهو الايمان بالملائكة. فلو كان مقرا بالملائكة بان قال اذا سئل عن الملائكة فقال هم خلق من خلق الله عز وجل فسئل عن جبريل فقال لا اعرف انه من الملائكة. فان ايمانه يكون صحيحا هل ذكرنا في معرفة القدر الواجب من الايمان بالملائكة ان يؤمن بجبريل؟ لا ذكرنا ان يؤمن بانه خلق من خلق الله منهم من ينزل بالوحي على انبيائه. لكن اذا قال لا اعرف جبريل فذكرت له الايات والاحاديث التي فيها ان جبريل من الملائكة صار ايمانه به واجبا. فتعلق وجوبه ببلوغ دليل وما زاد عن هذا مما لا يظهر الدليل بوجوبه فانه لا يكون واجبا اصلا. كما لو سئل العامي عن الملائكة فقال خلق من خلق الله وسئل عن جبريل فقال هو منهم. فسأل هل جبريل يموت ام لا يموت فقال لا اعرف ثم ذكر له خلاف اهل العلم وما في ذلك من الادلة فقال لا افهم هذا الكلام فان عدم معرفته بمسألة موت جبريل او دوام حياته او بقاء حياته لا يترتب عليه نقص ايمانه الواجب لا يترتب عليه نقص ايمانه الواجب. لان الايمان بهذه المسألة غير واجب. لان الايمان بهذه المسألة سواء بهذا القول او بذاك القول ليس واجبا. فالواجب على العبد من مسائل الايمان نوعان فالواجب على العبد من مسائل الايمان نوعان احدهما الواجب ابتداء مما الا يصح دين العبد الا به؟ احدهما الواجب ابتداء مما لا يصح دين العبد الا به والاخر الواجب تبعا بالنظر الى علم العبد بالدليل الواجب تبعا بالنظر الى علم العبد بالدليل ووصوله اليه كهذان النوعان هما الواجبان على العبد. وما وراءهما من مسائل الايمان. لا يكون واجبا على العبد وهذه المسألة مسألة عظيمة. ينبغي ان يعتني بها ملتمس العلم في تعلمه وتعليمه. فيصحح ايمانه في نفسه واذا بين الايمان للناس بين لهم القدر الذي يصح به ايمانهم ابتداء وبين لهم بعد ذلك ما تعلق وجوبه بوصول الدليل اليهم وما زاد عن هذا فهو من نفل العلم. ولما ترك بيان هذه المسائل بيانا شرعيا صار يشيع في المنتسبين الى الاسلام اقوال لا يصح اسم الاسلام عليهم مع اعتقادهم تلك الاقوال. فالذين ينتسبون الى الاسلام ويقولون ان كتاب التوراة والانجيل والزبور مما يوجد منها هي كتب الهية يجوز الاخذ بها والعمل بها. ويصححون دين اليهود والنصارى. فان اسلام هؤلاء صحيح ام باطل؟ باطل. لماذا؟ لمناقضته اي اصل احسنت لمناقضته ما يتعلق بالايمان بالكتب وفيه ان العبد يجب عليه ان يعتقد ابتداء ان كل الكتب التي نزلت من الله سبحانه وتعالى نسخت بالقرآن اي ازال احكامها. فلو قدر ووجود نسخة صحيحة لم تمس بتحريف من التوراة او الانجيل او غيرهما فلا عبرة بها ولا تعويل عليها. والمقصود ان وجود هذا في المنتسبين للاسلام منشأه من التفريط في تعلم ما يجب من الايمان ابتداء بالنسبة اولئك الى اولئك وبالتفريط من المتصدين لارشاد الناس واصلاحهم انهم لا ينوهون بما يلزمهم من مسائل الايمان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى المرتبة الثالثة الاحسان ركن واحد وهو ان تعبد الله وحده كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه والدليل قوله تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة المثقى وقوله تعالى ان اتقوا الذين هم محسنون. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وقوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين انه هو السميع العليم. وقوله وما تكون في شأنه وما تتلوا منه يوم قرآنه ولا تعملون من عمل ان الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. والدليل من السنة حديث جبرائيل عليه السلام المشهور عن عمر رضي الله عنه انه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد. فجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه. فقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال ان تشهد ان لا اله الا الله ان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. فقال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. قال صدقت قال اخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال صدقت. قال فاخبرني عن الساعة. قال من مسؤول عنها باعلم من السائل. قال اخبرني عن اماراتها. قال تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاي يتطاولون في البنيان. قال فمضى فلبثنا مليا فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل قلنا الله ورسوله اعلم. قال هذا جبريل واتاكم يعلمكم امر دينكم. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان اركان ايماني وهو المرتبة الثانية من مراتب الدين ذكر اركان الاحسان وهو المرتبة الثالثة منها والاحسان منه ما يكون مع الخالق ومنه ما يكون مع الخلق. والمراد ومنهما عند المصنف ما كان مع الخلق ومتعلقه اتقان الشيء واجادته. ومتعلقه اتقان الشيء واجادته وله في الشرع معنيان وله في الشرع معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فانه يسمى احسانا وحقيقته شرعا اتقان الباطن والظاهر لله. اتقان الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والثاني خاص وهو اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة. والثاني خاص وهو اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة فانه اما احسانا وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاحسان بالاسلام والايمان. وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاحسان بالاسلام والايمان ويتلخص مما سبق ذكره في حقائق الاسلام والايمان والاحسان ان هذه الالفاظ الثلاثة اذا ذكر واحد منها كان دالا على الاخرين. فاذا قيل الاسلام ولم يذكر معه الايمان والاحسان فانهما مندرجان فيه. وكذلك اذا قيل فيهما وكذلك اذا ذكر وحدهما ان درز غيرهما فيهما واما اذا قرنت هذه الالفاظ الثلاثة او قرن واحد منها باخر فقيل الاسلام والايمان والاحسان او قيل الاسلام والايمان او قيل الاحسان والاسلام فانه يكون لكل واحد منها معنى خاص. هو الذي ذكرناه سابقا فالاسلام اسم عام للدين كله هو الايمان اسم عام للدين كله والاحسان اسم عام للدين كله. لكن اذا جمعت هذه الالفاظ صار الاسلام اسما للاعمال الظاهرة هو الايمان اسما للاعتقادات الباطنة والاحسان اسما لاتقان الاعمال الظاهرة والاعتقادات الباطنة. والقدر الواجب المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين. والاحسان الواجب المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين احدهما احسان معه في حكمه القدري. احسان معه في حكمه القدري بالصبر على القدر المؤلم والشكر على القدر الملائم بالصبر على القدر المؤلم والشكر على القدر الملائم. ما الفرق بين القدر المؤلم والقدر ملائم ما الجواب ما هو ماذا عن؟ نعم. ما الفرق بينهما يعني بعبارة مقربة القدر المؤلم هو المنافي رغبة الانسان. هو المنافي رغبة الانسان والقدر الملائم هو الموافق رغبة الانسان. فمثلا القدر المؤلم اصابته بمرض. والقدر الملائم الصحة فالصحة قدر ملائم للانسان. فالاحسان مع الله في حكمه القدري يكون بالصبر على القدر المؤلم. والشكر على القدر الملائم. والاخر احسان معه في حكمه الشرعي. احسان معه في حكمه الشرعي بامتثال خبره بالتصديق اثباتا ونفيا. بامتثال خبره بالتصديق اثباتا ونفيا وامتثال طلبه بفعل الفرائض واجتناب المحرمات واعتقاد حل الحلال وامتثال طلبه بفعل الفرائض واجتناب المحرمات واعتقاد حل الحلال. واركان الاحسان اثنان واركان الاحسان اثنان احدهما عبادة الله احدهما عبادة الله والاخر فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة. فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة. وهذان المقامان هما المذكوران في قوله صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. فمقام المشاهدة في قوله ان تعبد الله كانك تراه ومقام المراقبة في قوله فان لم تكن تراه فانه يراه والمشاهدة ان يعبد المرء ربه مستحضرا مشاهدته له فالمشاهدة ان يستحضر المرء رب ان يعبد المرء ربه مستحظرا مشاهدته له. والمراقبة ان يعبد المرء ربه مستحظرا مراقبته له واطلاعه عليه. والمراقبة ان يعبد المرء ربه مستحظرا مراقبته له عليه ذكره ابو الفرج ابن رجب في جامع في فتح الباري ذكره ابو الفرج ابن رجب لفتح الباري. وبيانه هذه المسألة في كتبه اوفى من كلام غيره. وهاتان المرتبتان والمقامان المذكوران موجودان في كلام السلف وهما المرادان بهذا الحديث على المعنى الذي بيناه وقول المصنف الاحسان ركن واحد اي شيء واحد نص عليه ابن قاسم العاصم في حاشيته وقول المصنف الاحسان ركن واحد اي شيء واحد. نص عليه ابن قاسم العاصمي في حاشية ثلاثة الاصول وهذا المعنى متعين القول به. فان الركن لا يكون واحدا. فمن شرط الركن ان يكون ايش؟ متعددا. فمن شرط الركن ان يكون متعددا فيقال في شيء له ركنان او ثلاثة او اربعة ولا يصح ان يقال في شيء له ركن واحد. فانه اذا كان ذا ركن واحد فهو الشيء نفسه والادلة التي اوردها المصنف في مرتبة الاحسان نوعان احدهما ادلة القرآن والاخر ادلة السنة فاما ادلة القرآن فمنها ما هو مصرح بمدح المتصف بالاحسان وذلك بالايتين الاوليين في قوله تعالى وهو محسن وفي قوله والذين هم محسنون. ومنها ما هو مصرح بمقام المراقبة. وذلك في الايتين الاخيرتين في قوله الذي يراك حين تقوم. وقول الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. ومعنى اذ تفيضون فيه شرعتم تعملون فيه واخذتم به شرعتم تعملون فيه واخذتم به. واما قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. فوجه دلالته على الاحسان في مدح التوكل فوجه دلالته على الاحسان في مدح التوكل المشتمل على تفويض العبد امره الى الله. المشتمل على تفويض العبد امره الى الله. ولا يفوض العبد امره الا وهو حاط رحل قلبه فيما ومن مشاهدة او المراقبة. ولا يفوض العبد امره الا وهو حاطن قلبه في مقام المراقبة او المشاهدة. واما ادلة السنة فهي حديث واحد. وفيه التصريح بحقيقة الاحسان. في قوله صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. في قصة مجيء جبريل عليه السلام وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم عن حقائق الدين وهو حديث عظيم مخرج في صحيح مسلم من حديث عمر رضي الله عنه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الاصل الثالث معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وهو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام وله من العمر ثلاث وستون سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا نبئ باقرأ وارسل بالمدثر وبلده مكة بعثه الله بالنذارة عن الشرك ويدعو الى التوحيد والدليل قوله تعالى يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثياب فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر. ومعنى قم فانذر ينذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد. وربك فكبر لا يعظمه بالتوحيد وثيابك فطهر اي طهر اعمالك عن الشرك والرجز فاهجر الرز الاصنام وهجرها تركها واهلها والبراءة منها واهلها وعداوتها واهلها وفراخها واهلها. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الثاني اتبعه ببيان الاصل ثالث وهو معرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم. والنبي له في الشرع معنيان احدهما عام وهو رجل انسي حر رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم. اوحي اليه وبعث الى قوم فيندرج فيه الرسول ايضا. فيندرج فيه الرسول ايضا. والاخر خاص. وهو ورجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم موافقين. رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم فلا يندرج فيه الرسول. فلا يندرج فيه الرسول. فاسم النبي تارة يقع عاما يشمل كل مبعوث اوحى الله اليه وتارة يقع خاصا على المعنى الذي ذكرناه وسبق ان عرفت ان من معرفة الله قدرا واجبا يرجع الى اربعة اصول. وان من معرفة دين الاسلام قدرا واجبا يرجع الى ثلاثة اصول. وكذلك من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم قدر واجب يرجع الى اربعة اصول. تجب على كل احد. اولها معرفة اسمه الاول محمد دون بقية نسبه. معرفة اسمه الاول محمد دون بقية نسبه فان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بوصفه وما بعث به. فان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بوصفه وبما بعث به. فاذا لم يعرف اسم هذا الرسول لم يعقل انه رسول من الله ولا عرف ما بعث به الينا. وكان يقوم مقام اسمه في حياته صلى الله عليه وسلم رؤيته والاشارة اليه. فانهما تدلان عليه. وبهما يتميز عن غيره. واما بعد موته صلى الله عليه وسلم فيجب على كل احد من المسلمين ان يعرف ان الرسول الذي بعث الينا اسمه محمد لتوقف القيام بالحق الذي له والدين الذي بعث به على معرفة اسمه فانما جعلت الاسماء لبيان الحقوق. فانما جعلت الاسماء لبيان الحقوق تسمية المولود حكمها شرعا ايش؟ انها واجبة اجماعا نقله ابن حزم في راتب الاجماع ومنشأ القول بوجوبها ان الحقوق لا تتميز لاهلها الا بمعرفة ومن جملة ذلك ما له صلى الله عليه وسلم من الحق من الايمان بكونه رسولا وبما بعث به من الدين. فلا يتميز ويتحقق ويمتثله العبد الا بمعرفة اسمه محمد صلى الله عليه وسلم. وذكر المصنف هنا نسبه صلى الله عليه وسلم مسلسلا بالاباء الى جد ابيه هاشم ثم اقتصر على جوامعه فقال وهاشم من قريش وقريش من العرب. والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله اختاره الله وصفته من البشر. اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة وجعله خاتم الانبياء والمرسلين. وفضله بالرسالة وجعله خاتم الانبياء والثالث معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق. معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله عز وجل. معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله عز وجل. فهذه الاصول الاربعة واجبة على كل احد من المسلمين ولا يصح اسلام العبد الا بها. واذا ذهب شيء منها ذهب عنه اسم الاسلام. فلو قدر ان احدا ينتسب الى الاسلام ويعتقد انه يبعث رسول بعد محمد صلى الله عليه وسلم. فان انتسابه الى الاسلام صادق ام كاذب؟ صادق. كاذب. لان مما يثبت به الاسلام وجوبا ان يعتقد ان محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الانبياء والمرسلين وانه لا نبي بعده ثم ذكر المصنف ان النبي صلى الله عليه وسلم عمر ثلاثا وستين سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث نبيا رسولا فاوحي اليه وبعث وهو ابن اربعين ثم اتم بقية عمره نبيا رسولا. ووحي البعث الذي يصطفي به الله من يشاء من عباده نوعان ووحي البعث الذي يصطفي الله به من يشاء من عباده نوعان. احدهما وحي نبوة والاخر وحي رسالة. احدهما وحلو نبوة والاخر وحي رسالة. وهو اعلى درجة من النبوة وكان اول الموحى الى نبينا صلى الله عليه وسلم هو صدر سورة العلق واولها اقرأ وهو ابتداء الوحي اليه. فثبت بانزالها عليه من مراتب وحي البعث مرتبة مرتبة النبوة. ثم لما انزلت عليه السورة المدثر المتظمنة امره صلى الله عليه سلم بالنذارة لقوم مخالفين صارت بعثته صلى الله عليه وسلم بعثة رسول فاوحي اليه وحي رسالة. وهذا معنى قول المصنف نبأ باقرأ وارسل بالمد اي ثبت له وحي البعث في اقل مراتبه وهي مرتبة النبوة بانزال صدر سورة العلق عليه فثبت انه يوحى اليه وانه مبعوث من الله. فصار نبيا ثم لما انزلت عليه السورة المدثر وفيها امره صلى الله عليه وسلم بان ينذر القوم مخالفين ثبت له صلى الله عليه وسلم اسم الرسالة. فصار صلى الله عليه وسلم نبيا رسولا وكان بلده مكة ففيها ولد وفيها بعث نبيا رسولا. ثم ابتدى دعوته او في مكة ثم تحول عنها الى المدينة. وذكر المصنف المقصود من بعثته صلى الله عليه وسلم وانه امران. وذكر المصنف المقصود من بعثته صلى الله عليه وسلم وانه امران الاول النذارة عن الشرك ولفظ الانذار يشتمل على التحذير والترهيب. ولفظ الانذار يشتمل على التحذير والترهيب. والاخر الى التوحيد ولفظ الدعوة يشتمل على الطلب والترغيب. ولفظ الدعوة يشتمل على الطلب والترغيب والدليل قوله تعالى قم فانذر وربك فكبر. فقوله قم فانذر دليل الاول قم فانذر دليل الاول. فهو امر بالنذارة من كل ما يحذر. واعظم ما يحذر هو الشرك فهو امر بالنذارة من كل ما يحذر واعظم ما يحذر الشرك. وقوله وربك فكبر الدليل الثاني فانه امر بتكبير الله واعظم ما يكبر به الله هو الدعوة الى توحيده سبحانه ثم فسر ترى المصنف قوله تعالى وثيابك فطهر بقوله اي طهر اعمالك من الشرك. وعليه اكثر حكاه ابن جرير الطبري في تفسيره. وتقدم ان تفسير الاعمال وتقدم ان تفسير بالاعمال الملابسات اصح من تفسيرها بالاكسية الملبوسات وتقدم ان تفسير الاعمال بالاعمال الملابسات اصح من تفسيرها بالاكسية الملبوسات. رعاية للسياق رعاية للسياق. فان الاية المذكورة وثيابك فطهر وقعت بين الامر بالتوبة التوحيد والنهي عن الشرك. فالمناسب للسياق ان يكون التطهير المأمور به هو تطهير اعمال ثم ذكر المصنف اصول هجر عبادة الاصنام وهي اربعة. ثم ذكر المصنف اصول عبادة الاصنام وهي اربعة. الاول تركها وترك اهلها. والثاني فراقها وفراق اهلها وهذا قدر زائد على الترك فان التارك قد يكون مفارقا وقد لا يكون مفارقا والمفارق تارك وزيادة هو الثالث البراءة منها ومن اهلها والرابع عداوتها وعداوة اهلها وفيه زيادة على سابقه باظهار العداوة وفيه زيادة على سابقه باظهار العداوة فان المتبرأ قد يكون قد يظهر المعاداة وقد لا يظهرها فان المتبرئ قد يظهر المعاداة وقد لا يظهرها. وهذه الاصول الاربعة لا تختص بعبادة الاصنام عموا كل ما يعبد من دون الله. فما اتخذ معبودا من دون الله فهجره يكون باعمال هذه اصول الاربعة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اخذ على هذا عشر سنين يدعو الى التوحيد وبعد العشر عرج به الى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس وصلى في ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي باقية الى ان تقوم الساعة والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض ارض الله واسعة فتهاجروا فيها. فاولئك مأواهم جهنم وساءت نصيرا. الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلته ولا يهتدون سبيلا فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا. وقوله تعالى يا عبادي امنوا انا الارض واسعة فاياي فاعبدون. قال البغوي رحمه الله تعالى سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين بمكة لم يهاجرون هداهم الله باسم الايمان. والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة. ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها نعم. فلما استقر فلما استقر بالمدينة امر فيها ببقية شرائع الاسلام مثل الزكاة والصوم والحج والاذان والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك ذلك من شرائع الاسلام اخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باقي. وهذا دينه لا خير الا الامة عليه ولا شر الا حذرها عليه. والخير الذي دل عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه. والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأبى ذكر المصنف رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث لبث عشر سنين يدعو الخلق الى التوحيد وبعد مضي العشر عرج به الى السماء اي صعد به ورفع اليها وكان معراجه اليها بعد بعد الاسراء به الى بيت المقدس فاسري به اي اخذ ليلا من مكة وانتهى الى بيت المقدس ثم عرج به اي صعد به في من بيت المقدس الى السماء. وفرضت عليه الصلوات الخمس في تلك الليلة. فصلى مجد ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة وكانت تسمى قبله يثرب. والهجرة شرعا ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه. والهجرة شرعا ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه. وهي ثلاثة انواع اولها هجرة عمل السوء هجرة عمل السوء بترك الكفر والفسوق والعصيان. بترك الكفر والفسوق والعصيان. والثاني هجرة بلد السوء. هجرة بلد السوء. بالتحول عنه والانتقال الى غيره. بالتحول عنه والانتقال الى غيره. والثالث هجرة اصحاب السوء هجرة اصحاب السوء بمجانبة من يؤمر بهجره من الكفار والمبتدعة والفساق هجرة من يؤمر بهجره من الكفار والمبتدعة والفساق. ومن هجرة البلد المأمور بها الهجرة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي فريضة على هذه الامة في حق من كان قادرا عليها غير متمكن من اظهار دينه فالهجرة واجبة بشرطين. فالهجرة من بلد الكفر واجبة بشرطين احدهما عدم القدرة على اظهار الدين عدم القدرة على اظهار الدين ومن كان متمكنا من اظهار دينه فالهجرة في حقه مستحبة. ومن كان متمكنا من اظهار دينه الهجرة في حقه مستحبة. والثاني القدرة على الخروج من بلد الكفر. القدرة على الخروج من الكفر فان عجز عنها عذر لهجره عذر لعجزه. فان عجز عن هاء عذر لعجزه. وذكر المصنف الادلة الدالة على الهجرة من القرآن ونقل كلاما عن البغوي في معنى الاية الثانية هو معنى ما نقله البغوي في تفسيره عن جماعة لا نص لفظه. فقال هنا بمعنى ذكر فقال هنا بمعنى ذكر. نعم ثم ذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم لما استقر في المدينة امر فيها ببقية شرائع الاسلام مثل الزكاة والصوم وغير ذلك وكانت مدة بقائه فيها عشر سنين. ثم توفي صلوات الله وسلامه عليه وبقي دينه الذي دعا اليه وهو دين الاسلام. ولا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها منه واعظم الخير الذي دل عليه هو التوحيد. واعظم الشر الذي حذر منه هو الشرك والتوحيد من جملة الخير. والشرك من جملة الشر. لكن المصنف افردهما بالذكر تعظيما لمقامها لكن المصنف افردهما بالذكر تعظيما لمقامهما. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله بعثه الله الى الناس كافة وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس والدليل قوله تعالى قل يا ايها الناس اني الله اليكم جميعا واكمل الله له الدين والدليل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا والدليل على موته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى انك ميت وانهم ميتون. ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون والناس اذا ماتوا يبعثون والدليل قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى وقوله تعالى وبعد البعث محاسبون ومجزيون والدليل قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى ومن البعث كفر والدليل قوله تعالى وذلك على الله يسير. ذكر المصنف رحمه الله ان الله بعث النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة اي من الجن والانس. لان اسم الناس يشمل هؤلاء وهؤلاء في اصح قولي اهل اللغة وهو مأخوذ من النوس وهو الحركة والاضطراب وهي وصف للانس والجن على حد سواء. وقد انه المصنف بقوله وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس. فهو تفسير للاجمال الواقع في قوله بعثه الله الى الناس. ثم ذكر ان الله اكمل له الدين كما قال اليوم اكملت لكم دينكم الاية ثم مات النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا لخبر الله في قوله انك ميت وانهم ميتون ثم ذكر ان الناس اذا ماتوا يبعثون. والبعث في الشرع هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان. بعد نفخة الصور الثانية بعد نفخة الصور الثانية. وبعد البعث يحاسب الناس ويجزون باعمالهم والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة. والجزاء هو الثواب عليها والجزاء هو الثواب عليها بالنعيم المقيم وداره الجنة. او العذاب الاليم وداره النار بالنعيم المقيم وداره الجنة او العذاب الاليم. وداره النار. وذكر المصنف دليلا عليهما وهو قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا حسنا. فالاية تدل على الامرين من وجهين. فالاية تدل على الامرين من وجهين. احدهما دلالتها على الجزاء بالمطابقة في قوله ليجزي دلالتها على الجزاء بالمطابقة في قوله ليجزي. والاخر دلالتها على الحساب باللزوم دلالتها على الحساب باللزوم لتوقف الجزاء عليه. لتوقف الجزاء عليه فيحاسب الخلق اولا ثم يجزون على اعمالهم. ويستثني الله عز وجل من يستثني ممن لا حساب عليه ولا عذاب. ثم قال المصنف من كذب بالبعث كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا الليل يبعث الاية. فانكار البعث من مقالات الكافرين. فمن وافقهم في مقالهم وفقهم في مآلهم. فمن وافقهم في مقالهم رافقهم في مآلهم. اي من قال بقولهم في انكار البعث فانه يكون كافرا مثلهم من اهل النار. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين والدليل قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين الله حجتهم بعد الرسل واولهم نوح واخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام وهو خاتم النبيين لا نبي بعده والدليل قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. والدليل على ان نوحا عليه الصلاة والسلام اول الرسل قوله تعالى اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده وكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد عليهما الصلاة والسلام يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا ما في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان بالله. قال ابن القيم رحمه الله تعالى ومعنى الطاغوت ما تجاوز عبده حده من معبود او متبوع او مطاع. الطواغيت كثيرون ورؤسهم خمسة. ابليس لعنه الله ومن عبد وهو راض ومن دعا شيئا من علم الغيب ومن دعا الناس لعبادة نفسه وان حكى بغير ما انزل الله والدليل قوله تعالى فاكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد من عروة مثقالا فصام لها والله سميع عليم وهذا هو معنى لا اله الا الله. وفي الحديث رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. والله اعلم وصلى الله على محمد واله وسلم لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان ما يتعلق ببعثة رسولنا صلى الله عليه وسلم ذكر قاعدة كلية في بعث الرسل فقال وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين. فبعثهم يتضمن امرين الاول البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة. البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة. والاخرة النذارة لمن عصاهم من الخسران في الدنيا والاخرة. النذارة لمن عصاهم من الخسران في الدنيا والاخرة ثم ذكر المصنف مسألتين الاولى ان اول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام والثانية ان اخرهم هو محمد صلى الله عليه وسلم. فهو خاتم النبيين لا نبي بعده وقدم دليل المسألة الثانية لاهميتها وعلو مقامها. وقدم دليل المسألة الثانية لاهميتها وعلو مقامها وهو قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم الاية. ثم ذكر دليل المسألة الاولى وهو وقوله انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. ودلالته على ما ذكر من اولية نوح تقديمه في ذكر الايحاء اليه. ودلالته على ما ذكره من اولية نوح قديمه في ذكر الايحاء اليه. وجعل الانبياء مذكورين بعده. والايحاء الذي لما فيه نوح على من بعده هو ايحاء ايش؟ الرسالة. واما ايحاء النبوة فتقدمه فيه ابوه ادم عليه الصلاة والسلام. واصرح من هذه الاية حديث انس ابن مالك المتفق المتفق عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ما يكون يوم القيامة من احوال الناس والانبياء وسؤالهم فصل المقام والحساب بينهم. وفيه ان ادم قال ائتوا نوحا اول رسول ارسله الله الى اهل الارض. فاول الانبياء هو ادم عليه الصلاة والسلام. واول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام. ثم ذكر المصنف ان الرسل الذين بعثوا ومبشرين ومنذرين عمت دعوتهم كل امة فكل امة بعث الله اليها رسولا. ودعوات الانبياء الرسل تجتمع في اصلين. ودعوات الانبياء والرسل تجتمع في اصلين. احدهما الامر بعبادة الله احدهما الامر بعبادة الله المتضمن النهي عن الشرك المتضمن النهي عن الشرك. وهذا مذكور في قوله ان اعبدوا الله والاخر الامر باجتناب الطاغوت كفرا به الامر باجتناب الطاغوت كفرا به. المتظمن النهي عن عبادته المتضمن النهي عن عبادته وهذا مذكور في قوله واجتنبوا الطاغوت. وهذا مذكور في قوله واجتنبوا الطاغوت وصفة الكفر بالطاغوت ان تعتقد بطلان عبادة غير الله. وصفة الكفر بالطاغوت ان تعتقد بطلان عبادة غير الله. وتتركها وتبغضها وتكفر اهلها وتعاديهم. وتبغضها وتكفر اهلها وتعاديهم. ذكره المصنف في رسالته المفردة في الطاغوت. وقوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله اجتنبوا الطاغوت دال على امرين ذكرهما المصنف احدهما بيان عموم بعث الرسل في الامم. بيان عموم بعث الرسل في الامم والاخر بيان ما دعت اليه الرسل من الامر باجتناب الطاغوت وعبادة الله. بيان ما دعت اليه الرسل من الامر باجتناب الطاغوت وعبادة الله. ثم ذكر المصنف ان الله افترض على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان بالله. قال تعالى لا اكراه لا اكراه في في الدين قد تبين الرشد من الغيب الاية وقوله فيها فقد استمسك بالعروة الوثقى العروة ما يتعلق ويستمسك به العروة ما يتعلق ويستمسك به. فما يعلق المرء فيه يده مستمسكا به يسمى عروة والوثقى مؤنث الاوثق. اي الاقوى والوثقى مؤنث الاوثق اي الاقوى. ومعنى لا انفصام لها لا انقطاع لها. ومعنى لا انفصام لها لا انقطاع لها ولا يكون العبد مستمسكا بالعروة الوثقى حتى يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله. والطاغوت له معنيان احدهما خاص وهو الشيطان. احدهما خاص وهو الشيطان فاذا اطلق الطاغوت في قرآن فهو المراد. والاخر عام وهو المقصود بقول ابن القيم في اعلام الموقعين ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع ما جاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع. وهذا احسن ما قيل في حده. وهذا احسن ما فقيل في حده قاله عبدالرحمن بن حسن صاحب فتح مجيد وتلميذه سليمان ابن سحمان ان والمعنى العام فيه بيان انواع الطواغيت وانها ثلاثة. والمعنى العام فيه بيان انواع الطواغيت وانها ثلاثة احدها طاغوت عبادة وثانيها طاغوت طاعة وثالثها طاغوت اتباع ذكره سليمان بن سحمان واشار المصنف الى معنى الطاغوت الخاص ببعض افراد المعنى العام في قوله طواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة الى اخره. والمراد بالرؤوس اعظمهم شرا واشدهم خطرا. والمراد بالرؤوس اعظمهم شرا واشدهم خطرا. والكفر بالطاغوت والايمان بالله هو حقيقة لا اله الا الله والكفر بالطاغوت والايمان بالله هو حقيقة لا اله الا الله. لما في ذلك من النفي والاثبات الموافق لما في كلمة التوحيد من النفي والاثبات. لما في ذلك من والاثبات الموافق لما في كلمة التوحيد من النفي والاثبات فالكفر بالطاغوت والايمان بالله هو حقيقة لا اله الا الله. فهي كما تقدم تجمع نفيا واثباتا. ففيها نفي جميع نفي العبادة عن كل ما يعبد سوى الله والاثبات في اثبات العبادة لله وحده وهذا النفي والاثبات مذكوران في الكفر بالطاغوت والايمان بالله. فالكفر بالطاغوت نفي. والايمان بالله اثبات وهذا المعنى شاهده قوله صلى الله عليه وسلم رأس الامر الاسلام فالامر هو الدين. والاسلام هو الاستسلام لله. فرأس دين الله هو اسلام العبد نفسه لله ايمانا به وكفرا بالطاغوت. فرأس دين الله هو اسلام العبد نفسه لله ايمانا به وكفرا بالطاغوت. والحديث المذكور قطعة من حديث معاذ ابن جبل الطويل عند الترمذي وابن ماجة ويأتي ذكره تاما في الاربعين النووية ان شاء الله تعالى. وهذا اخر البيان على هذا الكتاب بما المقام اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع لمن سمع الجميع. واذا فاته شيء يقيده ثلاثة الاصول وادلتها بقراءة غيره بقراءة غيره. يعني ان غيرك قرأ وانت سمعت القراءة فتعد سامعا. صاحبنا ويكتب اسمه تاما والاسم التام اقله الرباعي وتم ذلك في مجلسين من ميعاد المثبت محله من من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين باسناد المذكور في منح المكرمات لاجازة طلاب المهمات والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة السبت. الثامن من شهر جمادى الاولى سنة احدى واربع التاسع ليلة السبت التاسع من شهر جمادى الاولى سنة احدى واربعين واربع مئة في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. وفيما يتعلق باثبات الطبقة وحصول الاجازة انبه الى امرين احدهما ان من جلس في الدرس وسمع ثبت له السماع ولو لم تكن معه نسخة لفوات نسخ وعدم حصول بعض الاخوان عليها فيكون سامعا ويكتب الاجازة فيما يتيسر له اما في ورق اما في غيره والاخر ان هذه الاجازة واثبات السماع خاص الحاضرين حلقة حلقة الدرس هنا اما من يتابع صوتيا او مرئيا فان هذا ينتفع بما يذكر من العلم اما الاجازة فشرطها الحضور في الحضور في المجلس. وهذا اخر هذا المجلس والحمد لله رب العالمين