ادارة الشؤون العلمية بجامع عثمان بن عفان بحي الوادي بالرياض تقدم لكم هذه المادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله الذي جعل العمر اياما وجعل عمارتها بالعلم النافع من اعلى الاعمال مقاما واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له معبودا حقا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله مبعوثا صدقا صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا اما بعد فهذا المجلس الاول من اليوم الاول من الايام العلمية المعقودة في مسجد عثمان بن عفان رضي الله وعن بالمدة من غرة المحرم الى الخامس منه وهو في شرح تفسير سورة الفاتحة وقصار المفصل من تفسير العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله واختير تفسير ابن سعدي لما له من المقام السامي والمنزلة الرفيعة في سهولة الفاظه ووضوح معانيه فهو جامع بين وجازة المبنى وجلالة المعنى فاصل وضعه ارادة نفع عموم المسلمين فلم يوغر العبارة ولا استعمل وحشي الالفاظ ولا طول بذكر الخلافات ملاحظة لهذا مقام فابتداء تصنيفه كما اخبرني تلميذه شيخنا علي ابن حمد الصالح رحمه الله انه انا يفسر القرآن بين اذان العشاء واقامته لجماعة المسجد فاذا فرغ رحمه الله من املاء التفسير عن صدره خرج من المسجد الى بيته من باب لا يدخل ولا يخرج منه الا هو. فلا احدا حتى يدخل بيته ثم يكتب ما املاه من التفسير تلك الليلة فلم يزل هكذا شيئا بعد شيء حتى استكمل وضع الكتاب في سنة اربعين وثلاثمائة والف تقريبا. ثم غير فيه وقدم واخر بعد بسنوات وطبع الكتاب عن تلك النشرتين معا. فما يوجد من اختلاف النسخ راجع لعدم ملاحظة هذا الاصل. في كتابة المصنف كتابه مرتين واختير تفسير الفاتحة وقصار مفصل الذين هما طرفا القرآن لما حبي من العناية بهما في المسلمين حفظا لسهولة الفاظها ووجازتها وما اختص به الطرفان المذكوران من فضائل عظيمة بكثير من السور الكائنة فيه وسنشرع ان شاء الله تعالى في قراءة تفسيره رحمه الله على طرفي المصحف الشريف مع بيان ما لابد من بيانه سالكين طريق التوسط الجامعي بين الايضاحي والتفصيل والتقعيد والتأصيل بما يناسب المقام ويحقق المرام. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والديه ومشايخه وللمسلمين. قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله تعالى في تفسيره. تفسير سورة الفاتحة وهي مكية قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. اي ابتدأ بكل اسم لله تعالى لان لفظ اسم مفرد مضاف فيعم وجميع الاسماء الحسنى قوله الله هو المألوف المعبود المستحق لافراده بالعبادة لما اتصف به من صفات الالوهية وهي صفات الكمال قوله الرحمن الرحيم اسمان دالان على انه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء وعمت كل حي. وكتبها المتقين المتبعين لانبيائه ورسله فهؤلاء لهم رحمة مطلقة. ومن عاداهم فله نصيب منها. واعلم ان من القواعد متفق عليها بين سلف الامة وائمتها الايمان باسماء الله وصفاته واحكام الصفات. فيؤمنون مثلا بانه رحمن رحيم ذو الرحمة التي اتصف المتعلقة بالمرحوم فالنعم كلها اثر من اثار رحمته. وهكذا في سائر الاسماء. يقال في العليم انه عليم ذو علم يعلم به كل شيء قدير ذو قدرة يقدر على كل شيء. المصنف رحمه الله في هذه الجملة تفسير البسملة والوضع المثبت في تفسيرها في النسخة التي بايديكم هو الوضع المناسب لما كتبه المصنف فحقيقة تدوين المصنف تفسيره عليها انه فسر البسملة اولا ثم فسر سورة الفاتحة ثانية فلا يجعل تفسير البسملة مدمجا في تفسير الفاتحة بل هو متقدم عليها بائن منها لما تقرر في اصح الاقوال ان البسملة اية من القرآن مستقلة جعلت في فواتح السور للاعلام بان المبدوء بها سورة من سور القرآن واخريت من ذلك سورة التوبة مراعاة لحسن الافتتاح فان المذكور في صدر سورة التوبة البراءة من المشركين ومعنى البراءة غير مناسب في حسن الافتتاح مع معنى الرحمة فاخليت سورة التوبة من ذكرها. وبقيت البسملة اية مبدوءا بها في كل سورة للمعنى المتقدم ذكره والمواضع المحتاجة للتقرير عليها من كلامه ستة فالموضع الاول قوله لان لفظ رسم مفرد مضاف فيعم جميع الاسماء الحسنى اي ان ما ذكره في قوله قبل اي ابتدأ بكل اسم لله تعالى اراد به العموم المستفادة من هذه الدلالة اللغوية له وهو ان العموم يستفاد من طريق المفرد المضاف فالمفرد هنا كلمة اسم والاضافة وقعت الى الاسم الاحسن. الله والمفرد المضاف يكون مفيدا للعموم بثلاثة شروط الاول ان يكون مضافا الى معرفة فاذا اضيف الى نكرة لم يفد عموما اتفاقا كما لو قيل قلم حبر والثاني ان يكون المفرد اسم جنس دال على معنى جائع في افراده كالاسم او النعمة او غيرهما فقوله هنا بسم الله وقوله بنعمة ربك كلاهما وقع المفرد اسم جنس اضيف الى معرفة والثالث الا تكون ال الواقعة في المضاف اليه للعهد فانها اذا كانت للعهد لم تفد عموما فاذا وجدت هذه الشروط الثلاثة فان المفرد المضاف يدل على العموم ومنه هذه الاية والموضع الثاني قوله هو المألوه المعبود اي الذي تألهه القلوب تعظيما له بالحب والخضوع اي الذي تألهه القلوب تعظيما له بالحب والخضوع فهي تتوجه اليه معظمة محبة وخضوعا والموضع الثالث قوله اسمان دالان على انه تعالى ذو الرحمة الواسعة الى قوله شيء الرحمن والرحيم اسمان لله يدلان على وصفه سبحانه بالرحمة وهما مفترقان في كون الرحمن اسما دالا على ذات الله سبحانه وتعالى وان الرحيم اسم دال على صفة الرحمة حال تعلقها بالمرحومين الذين هم الخلق المرحومون اختاره ابن القيم وغيره والى ذلك اشرت بقول ورحمة لله مهما علقت بذاته فالاسم رحمن ثبت او علقت بخلقه الذي رحم تسمه الرحيم فاز من سلم والموضع الثالث قوله وعمت كل حي وكتبها للمتقين المتبعين بانبيائه ورسله وهو مأخوذ من قوله تعالى ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة الاية فرحمة الله واسعة عمت كل حي واستخلص تمامها وكمالها للمؤمنين فانه وان وجدت رحمته لغيرهم فان الرحمة المستحقة التامة تكون للمؤمنين فهو كقوله تعالى قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة اي هي لهم ولغيرهم في الحياة الدنيا. واما في الاخرة فتخلص تنعما للمؤمنين دون الكافرين والموضع الخامس قوله فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة ومن عاداهم فله نصيب منها اي ان المتقين المتبعين الانبياء والرسل هم الحائزون الرحمة المطلقة العامة التامة من كل وجه واما غيرهم فلهم حظ من الرحمة اي لهم نصيب من مطلق الرحمة فالرحمة التي يحظى بها الخلق من ربهم نوعان احدهما الرحمة المطلقة اي العامة التامة وهي للمؤمنين وحدهم والاخر مطلق الرحمة وهي اصابة حظ من الرحمة ينتهي الى حد وهذا يكون للمؤمنين ولغيرهم والموضع السادس قوله واعلم ان من القواعد المتفق عليها بين سلف الامة وائمتها الى قوله يقدر على كل شيء فالمذكور في هذه الجملة هي اركان الايمان بالاسماء الالهية فالركن الاول الايمان بالاسم والركن الثاني الايمان بالصفة والركن الثالث الايمان بحكم الصفة وتقع هذه الاركان ثلاثة في الاسماء المتعدية واما في الاسماء اللازمة فتكون اثنين فمثلا من اسماء الله الكريم والحي فالاسم الاول الكريم يكون فيه الايمان بالاسم وهو ايش الكريم والايمان بالصفة وهي الكرم والايمان بحكم الصفة وهو ان الله مكرم من شاء من خلقه واما اسم الحي فيكون فيه الايمان بالاسم وهو ايش الحي والاسم بالصفة وهي الحياة ولا يتعلق به حكم لانه اسم لازم غير متعد والمراد عندهم بحكم الصفة معنيان احدهما الاثر الناشئ عنها الاثر الناشئ عنها والاخر النسبة الواقعة بين الصفة الالهية ومتعلقها النسبة الواقعة بين الصفة الالهية ومتعلقها فمثلا من صفات الله صفة العلم فحكم الصفة على القول الاول منه ايش من اثار العلم علمنا فعلمنا نحن من علم ربنا سبحانه وتعالى قال تعالى علم الانسان ما لا ما لم يعلم وقال والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون كي والنسبة بين العلم ومتعلقها الذي هو المعلومات يسمى ايضا حكم الصفة. قال رحمه الله تعالى في قوله في قوله تعالى الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قوله الحمدلله هو الثناء على الله بصفات الكمال وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل فله الحمد الكامل بجميع الوجوه قوله رب العالمين الرب هو المربي جميع العالمين وهم من سوى الله بخلقه لهم واعداده لهم الالات وانعامه عليهم بالنعم العظيمة التي لو فقدوها لم يكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة فمنه تعالى. وتربيته تعالى لخلقه نوعان عامة خاصة فالعامة هي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاء في الدنيا والخاصة تربية اوليائه فيربيهم بالايمان ويوفقهم له ويكملهم ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه وحقيقتها تربية التوفيق لكل خير والعصمة من كل شر. ولعل هذا المعنى هو السر في كون اكثر ادعية الانبياء بلفظ الرب فان مطالبهم لها داخلة تحت ربوبيته الخاصة. فدل قوله رب العالمين على انفراده بالخلق والتدبير والنعم وكمال وتمام فقر العالمين اليه بكل وجه واعتبار قوله تعالى مالك يوم الدين المالك هو من اتصف بصفة الملك التي من اثارها انه يأمر وينهى ويثيب ويعاقب ويتصرف بما ماليكي بجميع انواع التصرفات. واضاف الملك ليوم الدين وهو يوم القيامة يوم يوم يدان الناس فيه باعمالهم. يوم يدان الناس فيه باعمالهم خيرها وشرها لان في ذلك اليوم يظهر للخلق تمام الظهور كمال ملكه وعدله وحكمته. وانقطاع املاك الخلائق حتى انه يستوي بذلك اليوم الملوك والرعايا والعبيد والاحرار. كلهم مذعنون لعظمته خاضعون بعزتي منتظرني مجازاتي راجون ثوابه خائفون من عقابه. فلذلك خصه بالذكر والا فهو المالك ليوم الدين وغيره من الايام وقوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. اي نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة لان تقديم المعمول يفيد الحصر وهو اثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عدا فكأنه يقول نعبدك ولا نعبد غيرك ونستعين بك ولا نستعين بغيرك وتقديم العبادة على الاستعانة من باب تقديم العام على الخاص واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده. والعبادة اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة والاستعاذة هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به في تحصين ذلك القيام بعبادة الله والاستعانة والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الابدية والنجاة من جميع الشرور فلا سبيل الى النجاة الا بالقيام بهما وانما تكون عبادة عبادة اذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله فبهذين الامرين تكون عبادة. وذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها لاحتياج العبد بجميع عباداته والاستعانة بالله تعالى فانه ان لم يعنه الله لم يحصل له ما يريده من فعل الاوامر واجتناب النواهي. ثم قال تعالى اهدنا الصراط المستقيم اي دلنا وارشدنا ووفقنا الى الصراط المستقيم وهو الطريق الواضح الموصل الى الله والى جنته وهو معرفة الحق والعمل به. فاهدنا الى الصراط واهدنا الصراط والهداية الى الصراط لزوم دين الاسلام وترك ما سواه من الاديان. والهداية في الصراط تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا فهذا الدعاء من اجمع الادعية وانفعها للعبد ولهذا وجب على الانسان ان يدعو الله به في كل ركعة من صلاته لضرورة الى ذلك هذا الصراط المستقيم هو صراط الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين غير صراط المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق وتركوهم كاليهود ونحوهم صراط الضالين الذين تركوا الحق على جهل وضلال كالنصارى ونحوهم فهذه السورة على ايجازها قد احتوت على ما لم تحتوي عليه سورة من سور القرآن فتضمنت انواع التوحيد الثلاثة توحيد الربوبية يؤخذ من قوله تعالى رب وتوحيدا الالهية وهو افراد الله بالعبادة يؤخذ من لفظ من لفظ الله ومن قوله اياك نعبد واياك نستعين وتوحيد الاسماء والصفات وهو اثبات صفات كمال الله تعالى التي اثبتها لنفسه واثبته له واثبتها له رسوله. من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه. وقد دل على ذلك لفظ الحمد كما تقدم وتضمنت اثبات النبوة في قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم المستقيم لان ذلك ممتنع بدون واثبات الجزاء على الاعمال في قوله تعالى ما لك يوم الدين. وان الجزاء يكون بالعدل لان الدين معناه الجزاء بالعدل. وتضمنت بات القدر وان العبد فاعل حقيقة خلافا للقدرية والجبرية وتضمنت الرد على جميع الابدع والضلال في قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم. لانه الحق والعمل به وكل مبتدع وضال فهو مخالف لذلك. وتضمنت اخلاص الدين لله تعالى عبادة واستعانة بقوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين فالحمد لله رب العالمين ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة تفسير السورة الاولى من طرفي المصحف الشريف وهي سورة الفاتحة والمواضع المحتاجة للتقرير عليها عشرون موضعا فالموضع الاول قوله هو الثناء على الله بصفات الكمال الى بجميع الوجوه فذكر ان متعلق الحمد الذي يحمد الله سبحانه وتعالى عليه هو شيئان احدهما صفات كماله والاخر افعاله الدائرة بين الفضل والعدل وهذا معنى قولنا ان الله يحمد لكماله الحاصل واحسانه الواصل هذا معنى قولنا ان الله يحمد لكماله الحاصل واحسانه الواصل اذ من اهل البدع من يجعل متعلق الحمد هو الاحسان فقط دون الاعتداد بما لله من كمال وتمام البيان لما يحمد الله عليه انه يحمد على كماله الحاصل بما له من صفات الكمال ويحمد على احسانه الواصل بافعاله التي يقع بها فضله وعدله مع الخلق وتفسير الحمد بالثناء الواقع في كلام كثير من اهل العلم نشأ من اشتراكهما في اصل واحد نشأ من اشتراكهما باصل واحد وهو ذكر المحاسن والا فعند التحقيق فهما مفترقان والا عند التحقيق فهما مفترقان فالحمد هو الاخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه فالحمد هو الاخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه والثناء وتكرار الخبر عن تلك المحاسن وتكرار الخبر عن تلك المحاسن فاذا ابتدأ ذكر المحاسن للمحمود سمي ذلك حمدا فاذا ذكرت المحاسن مرة بعد مرة سمي ثناء ويدل عليه الحديث الالهي في صحيح مسلم وفيه ان الله قال فاذا قال عبدي الحمد لله رب العالمين قال الله ايش عمدني عبدي واذا قال الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي فذكر الثناء في غير مقابلة الحمد للاعلام بهذا المعنى وهو ان تكرار ذكر المحامد يسمى ثناء وهذا احسن الاقوال في حقيقتهما والفرق بينهما. وهو اختيار جماعة من المحققين منهم ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابو عبد الله ابن القيم رحمهما الله والموضع الثاني قوله في تفسير رب العالمين الرب هو المربي جميع العالمين وتفسير ربوبيته سبحانه وتعالى بتربيته خلقه فرع عن معنى من المعاني المعروفة في كلام العرب للرب فالرب في كلام العرب له ثلاثة معان فهو السيد والمالك والمصلح للشيء القائم عليه فهو السيد والمالك والمصلح للشيء القائم عليه ومما ينشأ عن المعنى الثالث وهو القيام على الشيء واصلاحه ذكر التربية ذكر التربية وكل ما يذكر عند المتأخرين من معان اخرى للرب فهو راجع الى هذه الثلاثة ذكره ابو جعفر ابن جرير وابن الانباري رحمهم الله فاذا اريد تفسير كلمة الرب بما وضعت له في كلام العرب قيل رب العالمين اي ايش تيدهم ومالكهم والمصلح لهم القائم عليهم ثم تنتظم في هذه المعاني الثلاثة افراد متنوعة منها التربية التي ذكرها المصنف وغيره والموضع الثالث قوله وهم من سوى الله بخلقه لهم واعداده لهم الالات وهذا تفسير للعالمين انهم من سوى الله وهو تفسير تقريبي لا تحقيقي فان بيان معاني كلام العرب يسلك فيه اهل العلم مسلكان احدهما المسلك التحقيق وهو تفسير اللفظ بما وضع له والاخر المسلك التقريبي وهو تفسير اللفظي بغير ما وضع له لقربه من مدارك الخلق في فهمه لقربه من مدارك الخلق في فهمه فمثلا اذا فسر الذبح بانه اراقة الدم فهذا التفسير تحقيقي ام تقريبي فهذا تقريبي بان اهل العربية مجمعون على ان احدا لو ضرب في جنب دابة فاراق الدم منها فانه لا يسمى ذبحا فالذبح عندهم يشتمل على قطع الحلقوم والمريء وذكروا هذا التفسير لارادة التقريب وهذا مسلك سائغ فيما يغمض من معاني الكلام فان المقطوع به ان كل كلمة عربية فيها من المعنى ما ليس بالاخرى لكن قد يعسر تمييز المعنى المستكن في هذه عن هذه كما قال ابن سيدة في كلام الله والعبادة والذل والخضوع الفاظ متقاربة انتهى كلامه اي ان معانيها يقرب بعضها من بعض وهي في حقيقتها مفترقة فاذا وقع التفسير بشيء من ذلك كان على وجه التقريب والمسلك التحقيقي اكمل وانما يفزع الى مسلك التقريب اذا عسر الفهم ومنه هذا الموضع فان قول المصنف وغيره في العالمين هم من سوى الله على ارادة التقريب اما على التحقيق فان اسم العالمين في كلام العرب هو ايش اسم للافراد المتجانسة من المخلوقات اسم للافراد المتجانسة من المخلوقات. اي اسم للمخلوقات المشتركة في اصل جامع اي اسم للمخلوقات المشتركة في اصل جامع كقولهم عالم الانس او عالم الملائكة او عالم الجن فلا يقع اسم العالمين كاملا لجميع المخلوقات فالمخلوقات منها مخلوقات افراد لا جنس لها مثل مثل العرش والكرسي الالهيين والجنة والنار اللذين هما دار الجزاء في الاخرة فهذه المخلوقات واشباهها افراد لا جنس لها فلا تندرج في اسم العالمين وتفسير اسم العالمين بانهم من سوى الله باعتبار التقريب سائغ واما باعتبار التحقيق فغير سائغ وغلب ذكره في كلام اهل العلم لشيوعه في لسان علماء الفلسفة والمنطق فان علماء الفلسفة والمنطق في مقدماتهم المشهورة يذكرون منها ان الله قديم والعالم حادث ثم يميزون بين القديم والحادث بان الحادث هو كل من سوى الله سبحانه وتعالى فيجعلون حينئذ كل ما سوى الله عالما وهذا باعتبار الوضع اللغوي لا يصح ويصوغ ذكره لاجل التقريب ما لم يؤدي الى الغفلة عن المعاني التي وضعت لها الالفاظ في كلام العرب. وهذا من الاثار سيئة التي نشأت من انتشار بيان كلام العرب بالالفاظ التقريبية. فربما خفيت المعاني المراد في الاصل حتى استبعدت عند المتأخرين والموضع الرابع قوله وتربيته تعالى لخلقه نوعان عامة وخاصة فالعامة هي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم حتى قال والخاصة تربيته تربيته لاوليائه فيربيهم بالايمان الى قوله بينهم وبينه وحقيقتها تربية التوفيق لكل خير والعصمة من كل شر وهذا المعنى الذي جعله للتربية الخاصة هو الذي شاع في القرآن تسميته ايش تزكية ومنه قوله تعالى قد افلح من زكاها فلم يقع في القرآن ولا السنة ايقاع معنى التربية على وجه مفضل اذ يشترك في ذلك المؤمن والكافر والبر والفاجر فاصل التربية التربية الامداد بما يغذي ويقوي وشاع الخطاب القرآني ذكر التزكية لما فيها من تعليق ذلك بنماء الروح بما يصلحها من العمل الصالح والعلم النافع فاسم التزكية اكمل من التربية لامرين احدهما ان التربية تطلق غالبا على ما تعلق بالاجساد لا الارواح ان التربية تطلق غالبا على ما تعلق بالاجساد لا بالارواح فكما يقال تربية الانسان يقال تربية ايش الحيوان كما يقال تربية الانسان يقال تربية الحيوان والاخر ان الخطاب القرآني اختير فيه اسم التزكية اختير فيه اسم التزكية. لما فيه من الدلالة على الطهر والسموم بما فيه من الدلالة على الطهر والسموم فاذا قلت زكى فلان نفسه اي طهرها واسماها فهو كمال بالاتفاق واما اذا قلت ربى فلان نفسه فقد يكون كمالا وقد لا يكون كمالا فان المؤمن والفاجئ فان المؤمن والكافر والبر والفاجر كلاهما يربي بدنه بايش بالغذاء الذي يتناوله والموضع الخامس قوله واضاف الملك ليوم الدين وهو يوم القيامة يوم يدان الناس فيه باعمالهم غيرها وشرها انتهى كلامه ففسر الدين بانه ادانة الناس باعمالهم اي اخذها عليهم وفسره في سورة التين بالجزاء على الاعمال وفسره في سورة الماعون بالبعث والجزاء وحقيقة الدين هو ايش الحساب والجزاء على الاعمال الحساب والجزاء على الاعمال وهما متلازمان فالحساب ايش الفاتحة والجزاء الخاتمة بل حساب الفاتحة والجزاء الخاتمة والمعاني التي ذكرها يرجع بعضها الى بعض فادانة الناس باعمالهم منها ما ذكره في سورة التين الجزاء على الاعمال ويكون ذلك بما ذكره في سورة الماعون من البعث والجزاء فان البعث يكون اولا ليحصل الحساب والجزاء فذكر البعث حينئذ وان كان خارجا عن معنى الدين باعتبار انه ايش؟ مقدمته فلا حساب ولا جزاء الا بعد بعد البعث ويراد بذلك الحساب والجزاء الذي علق به القرار في الجنة والنار واما وقوع الجزاء على العمل في الدنيا فهذا يكون لكن اذا اطلق لفظ الجزاء بخطاب الشرع فالمراد به ما ينتهي اليه الناس بعد من القرار في الجنة او النار وقوله فيه عند ذكر اظافة يوم الدين واضاف الملك ليوم الدين وهو يوم القيامة. ثم قال لان في ذلك اليوم يظهر خلق تمام الظهور الى اخر كلامه في قوله فهو المالك ليوم الدين وغيره من الايام. فملك الله للايام نوعان فملك الله للايام نوعان احدهما ملك عام ملك عام ومنه قوله تعالى تبارك الذي بيده الملك فهو يشمل ملك الايام وغيرها والاخر ملك خاص وهو ملك يوم الدين ملك خاص وهو ملك يوم الدين وهو المذكور في سورة الفاتحة وغيرها والداعي الى تخصيص يوم الدين بملك الله سبحانه وتعالى له لان املاك الخلق تزول حينئذ فلا يمكن لاحد ان يدعي ملك شيء كما قال تعالى لمن الملك اليوم ثم قال لله الواحد القهار فتزول حينئذ الاملاك التي كانت للخلق ولا يبقى الا ملكه سبحانه وتعالى والموضع السابع قوله في تفسير قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. قال اي الموضع السادس قوله رحمه الله في تفسير قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين اي نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة لان تقديم المعمول يفيد الحصر اي ان التخصيص بهما مستفاد من الحصر اي ان التخصيص بهما مستفاد من الحصر قال الاخظر في الجوهر المكنون تخصيص امر مطلق بامر هو الذي يدعونه بالحصر والحصر مستفاد هنا كما قال من تقديم المعمول اي الضمير الضمير المنفصل اياك الذي وقع عليه العمل اي الضمير المنفصل اياك الذي وقع عليه العمل اي عمل الفعل نعبده فنعبد الله ونستعين بالله سبحانه وتعالى فافاد هذا التقديم حصرا نشأ منه القول بالتخصيص في استحقاق الله سبحانه وتعالى افراده بالعبادة والاستعانة والموضع السابع قوله وتقديم العبادة على الاستعانة الى اخره اي انه وقع في اية الفاتحة وهي قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين تقديم لفظ على لفظ وملاحظة التقديم والتأخير من وجوه تصرف القرآن الكريم فان اللفظ يصرف في القرآن تصريفا كثيرا تارة بالتقديم والتأخير وتارة بالذكر والحذف وتارة بالتكرار الى غير ذلك وهذا التصرف الواقع في القرآن تستبطنه معان ينبغي ان يجتهد العبد في استنباطها لما في ذلك من تمام الفهم بمراد الله سبحانه وتعالى في كتابه فاذا وقع تقديم شيء على شيء في موضع او تكريره او ذكر بعضه وترك بعضه فان ذلك واقع لمعنى مراد وملاحظة هذا اذا طال السياق تغيب كثيرا عند المفسرين فضلا عن ملاحظته ابتداء اذ فيهم من يلاحظ هذا ابتداء واما المعتنون بملاحظته مع طول السياق فقليل فان من اراد تفسير القرآن الكريم ينبغي ان يجعل معتمده في التفسير اولا هو هو القرآن اما في السياق نفسه واما في جميع اياته فمثلا لما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة قصة بقرة بني اسرائيل لما قال موسى ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة كان الحامل له على امرهم بها قصة ايش القتيل التي ذكرها في اخر الايات فقلنا اضربوه ببعضها والاصل ان القصة وقعت اولا ثم وقع الامر بذبح البقرة ليضرب به القتيل فقتل قتيل في بني اسرائيل ثم امروا بان يذبحوا بقرة فهاتان القطعتان من من الايات متلازمتان ولا يتم فهم تلك الايات الا برد القصة بعضها على بعض وبيان تعلق الامر بضرب القتيل بقصة الامر بذبح بقرة بني اسرائيل ومنه الموضع المذكور هنا وهو تقديم العبادة على الاستعانة. اذ قال الله اياك نعبد واياك نستعين فالداعي له امران احدهما تقديم العام على الخاص فان جنس العبادة عام فافراد العبادة كثيرة ومنها الاستعانة ومنها الاستعانة والاخر الاهتمام بتقديم حقه تعالى على حق عبده الاهتمام بتقديم حقه تعالى على حق عبده ومراده في قوله على حق عبده اي باعتبار ما ما يطلبه في نفسه اي باعتبار ما يطلبه في نفسه العبد يطلب عونا في تحصيل مطلوباته ومن جملتها عبادة الله سبحانه فينبغي ان يكون منك على ذكر ملاحظة هذا المقام وهو التقديم والتأخير فلا تظنن ان تقديم شيء على شيء او تأخير شيء على شيء قال من نكتة شريفة فمثلا تعرفون ان من سور القرآن سورا مبدوءة بالحروف المقطعة واولها في المصحف الشريف رسما هي سورة البقرة فاولها الف لام ميم وكل سورة جاءت فيها الحروف المقطعة فان تلك الحروف تقع متأخرة ولا متقدمة فان تلك الحروف تقع متقدمة فالتقديم حين اذ وعدم التأخير لنكتة شريفة وهي هنا للاعلام بان ما يأتي بعد هذه الحروف المقطعة هو من الكلام العربي المؤلف من هذه الحروف وامثالها وانتم لا تقدرون ايها المشركون على الاتيان بمثله ولا بعشر سور من مثله ولا بسورة من مثله والموضع الثامن قوله رحمه الله والعبادة اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه الى قوله والباطنة وهذا الحد للعبادة تبع فيه المصنف من ابن تيمية الحفيد الذي ذكره في رسالتي العبودية ومرادهم بذلك معنى خاصا ومرادهم بذلك معنى خاص لا مطلق العبادة ويفسره قوله هنا بعدها باصدر وانما تكون العبادة عبادة اذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه ضعيف. فبهذين الامرين تكون عبادة فقوله هو وابن تيمية الحفيد العبادة اسم جامع اي باعتبار العبادة الشرعية المرادة منا اي باعتبار العبادة الشرعية المرادة منا وهذا تفسير للعبادة بالنظر الى المتعبد به وهذا تفسير للعبادة بالنظر الى المتعبد له المتعبد به فتفسير العبادة في كلام في كلام اهل العلم له طريقان فتفسير العبادة في كلام اهل العلم له طريقان احدهما تفسيرها بالنظر الى المتعبد به وهو المذكور هنا والاخر تفسيرها باعتبار حقيقة وضعها تفسيرها باعتبار حقيقتي وضعها وهو المذكور في قولنا ايش اتباع خطاب الشرع مع واتباع خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. اتباع خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع فهذا تفسير للعبادة باعتبار حقيقتها وانها تكون مشتملة على حب وخضوع وانها تكون مشتملة على حب وخضوع وهدان المسلكان لا تضاد بينهما وهو الواقع بين كلام اكثر اهل العلم انه يكون لاختلاف المآخذ والاعتبارات فاختلفت العبارات لاختلاف الاعتبارات فاختلفت العبارات لاختلاف الاعتبارات وهذا الاختلاف تكون الالفاظ المذكورة فيه متفاوتة لكن يستفاد منه لصوق المعنى المذكور تارة هنا بالمعنى المذكور تارة هناك فما يذكر في قولنا اتباع خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع يكون ذلك بايش يكون بي جميع ما يحبه الله من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. والموضع التاسع قوله والاستعانة هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به في تحصيل ذلك. انتهى كلامه واصل الاستعانة هي طلب العون من الله واصل الاستعانة هي طلب العون من الله ويكون ذلك بما ذكره المصنف ويكون ذلك بما ذكره المصنف فالتفسير المذكور الاستعانة تفسير لها بما يوصل اليها تفسير لها بما يوصل اليها والموصل للشيء تارة يكون شرطا وتارة يكون غيره لكنه غير الشيء فحقيقة الاستعانة طلب العون من الله ومما يدرك به طلب العون ان تعتمد عليه سبحانه وتعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به في تحصيل ذلك والموضع العاشر قوله وذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها لاحتياج العبد في جميع عباداته الى الاستعانة بالله تعالى الى قوله واجتناب النواهي والمذكور في كلامه رحمه الله بيان بما يقتضيه ذكر الخاص بعد العام بيان لما يقتضيه ذكر الخاص بعض العام بعد العام اذ من وجوه كلام العرب ومنه ما جاء في القرآن ان يذكر العام ثم يذكر الخاص بعده فاذا وقع هذا فانه يكون لداع حمل عليه فلا يقع القول مرسلا دون استبطانه معنى كاملا كالواقع هنا من ذكر الاستعانة بعد العبادة فان الاستعانة فرد من افراد العبادة فلما خصت بالذكر فالحامل على تخصيصها موجب هو المذكور في قوله لاحتياج العبد في جميع عباداته الى الاستعانة بالله تعالى لا انتهى كلامه فكل عبادة نتعبد بها الله لا سبيل اليها الا بعون منه سبحانه وتعالى والموضع الحادي عشر قوله في تفسير قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم اي دلنا وارشدنا ووفقنا الى الصراط المستقيم فاصل الهداية في كلام العرب هي الدلالة والارشاد الدلالة والارشاد وهذه الدلالة والارشاد لها متعلقان احدهما دلالة وارشاد في الوصول اليه والاخر دلالة وارشاد في الثبات عليه دلالة وارشاد في الوصول اليه والاخر دلالة وارشاد في الثبات عليه فقول احدنا اهدنا الصراط المستقيم دعاء منه ربه سبحانه وتعالى ان يوصله الى الصراط المستقيم اولا ثم ان يثبته عليه والموضع الثاني عشر قوله وهو الطريق الواضح الموصل الى الله والى جنته وهو معرفة الحق والعمل به وهذا تفسير لللفظ بما هو لازم له. وهذا تفسير لللفظ بما هو لازم له فان الصراط يراد به في خطاب الشرع الاسلام ومنه حديث النواس بن سمعان عند احمد باسناد حسن واصله عند الترمذي وغيره باسناد اخر ضعيف في حديث طويل وفيه قوله صلى الله عليه وسلم فالصراط الاسلام فالصراط الاسلام والاستقامة صفة كاشفة لانها لازمة للصراط. فكل صراط يكون مستقيما واذا كان الطريق معوجا فانه لا يسمى طراطا وذكرت هذه الصفة الكاشفة لبيان ملازمة الاستقامة للاسلام. فكل شيء من الاسلام فهو مستقيم وقول المصنف حينئذ الطريق الواضح الموصل الى الله الى جنته وهو معرفة الحق والعمل به. تفسير للصراط بلازمين احدهما انه يوصل الى الله والى الجنة فمن لزم الاسلام اوصله الى الله والى الجنة والاخر معرفة الحق والعمل به فان الاسلام يشتمل على معرفة الحق والعمل به والموضع الثالث عشر قوله فاهدنا الى الصراط واهدنا بالصراط الى اخر كلامه وهذه الجملة من القول فيها اعلام بان الهداية المتعلقة بالصراط نوعان فيها اعلام ان الهداية المتعلقة بالصراط نوعان احداهما هداية اجمالية هداية اجمالية فيهدى العبد الى الاسلام اجمالا والاخرى هداية ايش تفصيلية فيهدى العبد الى ايش؟ تفاصيل الاسلام واجزائه من الاعتقادات والاقوال والاعمال فالهداية الاولى تكون هداية الى الصراط والهداية الثانية تكون هداية في الصراط الهداية الاولى تكون هداية الى الصراط. والهداية التانية تكون هداية في الصراط والموضع الرابع عشر قوله في تفسير قوله تعالى صراط الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وهذا مأخوذ من قوله تعالى فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وهذا من احسن المسالك في تفسير القرآن ببيان لفظ واقع فيه بما جاء في موضع اخر منه. فالمنعم عليهم هم المذكورون ب الاية السابقة والموضع الخامس عشر قوله غير الصراط المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود والنصارى وغير الصراط الضالين الذين تركوا الحق على جهل وضلال كالنصارى ونحوهم واصل هذا التفسير مأخوذ من حديث عدي بن حاتم الذي رواه الترمذي باسناد حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المغضوب عليهم ايش اليهود والضالون النصارى المغضوب عليهم اليهود والضالون النصارى والمذكور في قوله صلى الله عليه وسلم المتقدم ذكر لاصل الغضب والضلال لا حصر له ذكر لاصل الغضب والضلال لا حصر له فالامة المغضوب عليها في الاصل هي الامة اليهودية والامة الضالة في الاصل هي الامة النصرانية مع ان كل امة من الامتين لها حظ من الغضب وحظ من الضلال ذكره ابن كثير وغيره. لكن غلب وصف الغضب على اليهود وغلب وصف الضلال على النصارى ووقع الغضب على اليهود لانهم عرفوا الحق وتركوا العمل به ووقع الضلال على النصارى لانهم عملوا بغير علم اي بلا معرفة للحق فمن تبعهم في شيء من ذلك وافقهم في حالهم تارة مشاركا لهم في صفتهم فمن ترك العمل بما يعلم فله نصيب من الغضب ومن عمل بما لم يعلم فله نصيب من الضلال. فيكون قول المصنف الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم ثم قوله الذين تركوا الحق على جهل وضلال كالنصارى ونحوهم قولا صحيحا غير مخالف للحديث المتقدم على ما تقدم بيانه والموضع التاسع عشر السادس عشر علي المد وعليكم العد فاذا اخطأت نبهوني والموضع السادس عشر قوله توحيد الربوبية يؤخذ من قوله رب العالمين ويؤخذ ايضا من موضع اخر في السورة وهو قوله تعالى ما لك يوم الدين وهو قوله تعالى ما لك يوم الدين. لان الملك من افراد الربوبية لان الملك من افراد الربوبية بل هو من اعظم مشاهدها فان اعظم مشاهد الربوبية في القرآن قلب فان اعظم مشاهد الربوبية في القرآن اربعة الخلق الملك والخلق والرزق والتدبير الذي هو تصريف الامر ذكره ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابن القيم والموضع السابع عشر قوله وتوحيد الالوهية وهو افراد الله بالعبادة يؤخذ من لفظ الله اي على ما تقدم من كون الله هو المألوف اي على ما تقدم من كون الله هو المألوف. اي الذي تتوجه اليه القلوب بالتعظيم حبا وخضوعا والموضع الثامن عشر قوله وتوحيد الاسماء والصفات حتى قال وقد دل على ذلك لفظ الحمد كما تقدم اي في قوله رحمه الله هو الثناء على الله بصفات الكمال وبافعاله الدائرة بين الفضل والعدل فله الحمد بجميع فيكون دالا على توحيد الاسماء والصفات ومنه ايضا قوله تعالى رب العالمين وقوله تعالى الرحمن الرحيم وقوله تعالى مالكي يوم الدين فكل هؤلاء الايات هي متعلقة بتوحيد الاسماء والصفات ووقع في كلامه رحمه الله في تفسير توحيد الاسماء والصفات نفي التشبيه في قوله ولا تشبيه والجاري في كلام اهل كلام اكثر اهل السنة انهم لا يذكرون نفي التشبيه ولكنهم يذكرون نفي التحريف والتعطيل ونفي التكييف والتمثيل وعدلوا عن نفي التشبيه لماذا؟ لامرين احدهما انه لم يقع نفي التشبيه في القرآن ولا في السنة انه لم يقع نفي التشبيه لا في القرآن ولا في السنة اي بهذا اللفظ اي بهذا اللفظ والاخر ان ان لفظ التشبيه اسم مجمل اسم مجمل قد يطلق تارة على المعنى المشترك قد يطلق تارة على المعنى المشترك بين الموجودات وقد يقع اشتراك في المعنى بين الخالق والمخلوق وقد يقع اشتراك في المعنى بين الخالق والمخلوق فان الله قال لما ذكر نفسه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال لما ذكر خلقه وهو الانسان انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه جميعا بصيرا فالخالق له سمع وبصر والانسان المخلوق له سمع وبصر وهذان مشتركان في اصل المعنى والصفة المذكورة فيهما لكن السمع والبصر الذي لله سبحانه وتعالى هما سمع وبصر يليقان بجلاله والسمع والبصر المذكوران للانسان المخلوق هما سمع وبصر يليقان بحاله هما سمع وبصر يليقان بحاله. فليس سمع المخلوق كسمع الخالق سبحانه وليس بصر المخلوق كبصر الخالق سبحانه وتعالى والموضع الثامن عشر الموضع التاسع عشر راه صوتنا لكم العد انتوا الموضع الثامن عشر قوله التاسع عشر قوله وتضمنت اثبات النبوة في قوله اهدنا الصراط المستقيم لان ذلك ممتنع بدون رسالة انتهى كلامه ووجه امتناعها وكون الهداية من الله فوجه امتناعها هو كون الهداية من الله فلا تنال الا به فلا تنال الا به ومعرفة ما يوصل الى هدايته متوقفة على خبر منه ومعرفة ما يوصل الى هدايته متوقفة على خبر وهذا الخبر منه يسمى نبوة ورسالة وهذا الخبر منه يسمى نبوة ورسالة فان الله يجتبي من رسله من يشاء من الخلق من البشر فيبعثهم اليهم ليبلغونهم ويبشرونهم وينذرونهم والموضع العشرون قوله وتضمنت اثبات القدر وان العبد فاعل حقيقة خلافا للقدرية والجبرية انتهى كلامه فاما اثبات القدر ففي ايتين منها الاية الاولى قوله تعالى ما لك يوم الدين الاية الاولى قوله مالك يوم الدين فان من قدر الله للخلق الجزاء الذي يكون لهم في الاخرة فان من قدر الله للخلق الجزاء الذي يكون لهم في الاخرة فان الله قدر لمن شاء من خلقه ان يكون من اهل الجنة فضلا منه سبحانه وقدر لمن يشاء من خلقه ان يكون من اهل النار عدلا منه سبحان اخرى قوله تعالى صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ففيها قسمة الخلق الى المنعم عليهم والمغضوب عليهم والضالين ففيها قسمة الخلق الى المنعم عليهم والمغضوب عليهم والضالين وهذا من قدر الله سبحانه وتعالى وهذا من قدر الله سبحانه وتعالى والفرق بين الايتين باعتبار القدر ايش شو الفرق بين الايتين باعتبار القدر ان الاية الاولى تتعلق بتقدير الله للخلق في اخرة ان الاية الاولى تتعلق بتقدير الله للخلق في الاخرة والاية الثانية تتعلق بتقدير الله الخلق في بالدنيا واما ان للعبد اختيارا ففي قوله تعالى ففي قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعد وهذا خبر عما يكون من العبد انه يعبد الله ويستعين به ويقع باختياره. فان شاء امتثل فعبد الله واستعان به وان شاء لم يمتثل فللعبد مشيئة واختيار تابعان بمشيئة الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. قال رحمه الله تعالى تفسير سورة والضحى وهي مكية الاخرة خير لك من الاولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى. الم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى فاما اليتيم فلا تقهر. واما السائل فلا تنهر. واما نعمة ربك فحدث. قال رحمه الله تعالى اقسم تعالى بالنهار اذا انتشر ضياؤه بالضحى وبالليل اذا تجاوزنا همك على اعتناء الله برسوله صلى الله عليه وسلم فقال ما ودعك ربك اي ما تركك منذ اعتنى بك ولا اهملك منذ ورعاك من لم يزل يربيك اكمل تربية ويعليك درجة بعد درجة. وما بلاك الله ايما ابغضك منذ احبك بين نفي الظل دليل على والنفي المحظ لا يكون مدحا الا اذا تضمن ثبوت كمال. فهذه حال الرسول صلى الله عليه وسلم الماضية والحاضرة اكمل حال واتمها محبة اكمل حال واتمها محبة الله له واستمرارها وترقيته بدرجات الكمال. ودوام اعتناء واما حالهم المستقبلة فقال تعالى وللآخرة خير لك من الأولى. اي كل حالة متأخرة من احوالك فان لها الفضل على الحالة السابقة فلم يزل صلى الله عليه وسلم يصعد في درجات المعاني ويمكن الله له دينه وينصره على اعدائه ويسدده في احواله حتى مات وقد وصل الى حال ما وصل الي الاول والاخرون من الفضائل والنعم وقرة العين وسرور القلب ثم بعد هذا لا تسأل عن حاله في الاخرة من تفاصيل الاكرام وانواع الانعام ولهذا قال تعالى ولسوف يعطيك وهذا امر لا يمكن التعبير عنه الا بهذه العبارة الجامعة الشاملة. ثم امتن عليه بما يعلم من احوال خاصة فقال تعالى ان يلدك يتيما فاوى. اي وجد كلامه ملك ولا ابى بل قد مات ابوه وامه ولا يدبر نفسه فهواه الله. وكف له جده عبد المطلب ثم لما مات جده كفله الله عمه ابا طالب. حتى ايده الله بنصره وبالمؤمنين قوله تعالى ووجدك فهدى اي وجدك لا تدري ما الكتاب ولا الايمان وعلمك ما لم تكن تعلم وفقك لاحسن الاعمال والاخلاق. قوله تعالى ووجدك الفقيرات فاغناك الله بما فتح عليك من البلدان التي جبيت لك اموالها وخرجها. فالذي ازال عنك هذه النقائص سيزيل عنك كل اقسم الذي اوصلك الى الغنى واواك ونصرك وهداك قابل نعمته بالشكران. ولهذا قال تعالى فاما اليتيم فلا تقهر اين تمسك معاملة اليتيم ولا يضيق صدرك عليه ولا تنهضه. بل اكرمه واعطه ما تيسر به كما تحب ان يصنع بولدك من بعدك اما السائل فلا تناغينا اي لا يصدر منك كلام للسائل. يقتضي رده عن مطلوبه بنهر وشراسة خلق مما لا عظيم ما تيسر عندك او رده بمعروف واحسان. ويدخل في هذا السائل للمال والسائل للعلم ولهذا كان المعلم مأمورا بحسن الخلق مع المتعلم. ومباشرة بالاكرام والتحنن عليه فان في ذلك معونة او على مقصده واكراما لمن كان يسعى بنفع العباد والبلاد. قوله تعالى واما بنعمة ربك وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية ان يثني على الله بها خصها بالذكر ان كان هناك مصلحة والا فحدث بنعم الله على الاطلاق فان التحدث بنعمة الله داع لشكرها وموجب لتحبيب القلوب الا من انعم بها. فان القلوب مجهولة على محبة المحسن. ذكر رحمه الله في هذه الجملة فالسورة الثانية من طرفي المصحف الشريف وهي سورة الضحى والمواضع المحتاجة للتقرير عليها تسعة مواضع فالموضع الاول قوله بل لم يزل يربيك اكمل تربية ويعليك درجة بعد درجة انتهى كلامه واستعمال التربية في هذا الموضع باعتبار اصلها المتقدم والا اللفظ المناسب للوضع الشرعي واللغوي في عناية ربنا سبحانه وتعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل زكاه اكمل تزكية فقولنا من لم يزل يزكيك اكمل تزكية اتم مما اقتصر عليه المصنف بما تقدم بيانه ومن تتبع العناية الالهية بمحمد صلى الله عليه وسلم وجد استمالها على امداده بانواع الكمالات المحققة بزكاته صلى الله عليه وسلم ومن اتمها قوله تعالى وانزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما فالاية المذكورة هي اجمع اية بالعناية الالهية به صلى الله عليه وسلم والموضع الثاني قوله والنفي المحض لا يكون مدحا الا اذا تظمن ثبوت كماله والمحض هو الخالص فالنفي الخالص لا يقع مدحا الا ان يتضمن ثبوت كماله وطريق تظمنه على وجه المقابلة فان نفي الظلم عدم محض والكمال ليس في مجرد النفي وانما في اثبات الكمال المقابل له وهو ايش وهو العدل وهذا هو المراد من النفي الواقع في صفات ربنا سبحانه وتعالى فالكمال الكائن فيما نفي عنه سبحانه هو في اثبات ما يقابل ذلك النفي كالذي مثلنا من مقابلة نفي الظلم باثبات ايش العلم باثبات العدل ونفي النوم والسنة باثبات الحياة التامة التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه والموضع الثالث قوله في تفسير قوله تعالى وللاخرة خير لك من الاولى اي في حالة متأخرة من احوالك فان لها الفضل على الحالة السابقة. الى اخر كلامه فالمذكور فيه مصير منه الى ان الاخرة والاولى في الاية المذكورة متعلقين متعلقان موصوف محذوف هو الحال فتقدير الكلام الحال الاخرة للنبي صلى الله عليه وسلم خير من الحال الاولى له وهذا احد القولين في تفسير الاية والقول الاخر ان الاخرة والاولى ليس وصفا للحال التي يكون عليها النبي صلى الله عليه وسلم بل هما وصف ايش للدار والحياة التي يكون فيها النبي صلى الله عليه وسلم فالاخرة هي الحياة الاخرة التي تكون بعد الموت والاولى هي ايات الدنيا وهذا القول هو قول اكثر المفسرين وهذا القول هو قول اكثر المفسرين ولما ذكر ابن عطية في تفسيره القول الاول الذي اقتصر عليه المصنف قال وهذا بعيد والاول اظهر واشى وهذا بعيد والاول اظهر واشهر. ان انتهى كلامه اي ان تفسيره بتعلقه بالحال النبوية فيه بعد وان تفسيره بتعلقه الدار والحياة التي يكون فيها هو اول هو اشهر واظهر ووجه شهرته انه المذكور في كلام اكثر المفسرين من السلف رحمهم الله بل لو قيل لا يعرف الا هذا المعنى في كلامهم فليس ببعيده واما كونه اظهر لان اسم الاولى والاخرة في خطاب القرآن يراد بها الدار والحياة لان اسم الاولى والاخرة يراد بها في خطاب القرآن الدار الاخرة التي تكون بعد الموت والحياة الدنيا وهي الاولى التي تكون قبل الموت مثل ايش؟ قوله تعالى وللاخرة خير وابقى يعني ايش للدار الاخرة خير لكم وابقى ويسمى هذا لغة القرآن ويسمى هذا لغة القرآن وهو من قرائن الترجيح في التفسير. وهو من قرائن الترجيح في التفسير ذكره ابن تيمية الحفيد في مقدمته في اصول التفسير وابن القيم بمفتاح دار السعادة والشاطبي في الموافقات فاللفظ الذي يقع على اكتر من معنى ثم يكون له في لغة القرآن معنى دون غيره تحمل الاي على ما عرف في لغة القرآن تحمل الاي على ما عرف في لغة القرآن فمثلا قوله تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة اختلف في النفير هنا هل هو الخروج الى الجهاد ام الخروج الى طلب العلم فهما قولان والراجح منهما انه الخروج ليش؟ الخروج الى الجهاد لماذا لان اسم النفير بلغة القرآن يراد به الجهاد. الخروج الى الجهاد وكذلك في السنة والموضع الرابع قوله وكفله جده عبدالمطلب ثم لما مات جده كفله الله عمه ابا طالب فاللفظة المذكورة كفله في الموضع الاول قد تحتمل ان تكون كفله جده واما في الموضع الثاني فلا تحتمل لانه صرح بالفاعل والمفعول فقال كفله الله عمه ابا طالب فيكون الموضع الاول مثقلا اي مشددا كفله وذكر هذه الكلمة بالتثقيل والتشديد اكمل من التخفيف فاذا قلت كفله الله جده او عمه فهو اكمل من ان تقول كفله جده او عمه لماذا لان نسبتها الى الله تدل على كمال عنايته سبحانه بنبيه صلى الله عليه وسلم فان الكفالة قد تقع ابتداء من المخلوق قد تقع ابتداء من المخلوق لكنها هنا وقعت ابتداء من الله رعاية واعتناء بمقام النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ في قوله تعالى وكفلها زكريا وايضا وكفلها زكريا والفرق بينهما هو على الذي ذكرناه تكفلها الله زكريا اعتناء منه وابتداء وكفلها زكريا قياما منه وحفظا فاظيف الفعل الى الخالق والمخلوق واضافته الى الخالق اكمل من اضافته الى المخلوق والموضع الخامس قوله في تفسير قوله تعالى وجدك ضالا فهدى اي وجدك لا تدري ما الكتاب ولا الايمان فعلمك ما لم تكن تعلم وفقك لاحسن الاعمال والاخلاق انتهى كلامه وهو تفسير للضلال الذي وجد فيه النبي صلى الله عليه وسلم بانه عدم درايته بالكتاب ولا الايمان عدم درايته بالكتاب ولا الايمان وهو المذكور في قوله تعالى وكذلك اوحينا اليك ايش نورا روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان والضلال هنا هو غفلته صلى الله عليه وسلم عما يراد به وله غفلته صلى الله عليه وسلم عما يراد به وله واحسنوا ما فسر به القرآن هو القرآن وما تعلق بربنا سبحانه وتعالى او بانبيائه مما جاء في كلامه فينبغي سلوك الادب فيه واكمله ان تفسر ما جاء في موضع بما وقع في موضع اخر فالالفاظ التي وقع عند بعض المفسرين الاعراب بها اي التعبير بها ابانة واظهارا عن الضلال الذي وجد به النبي صلى الله عليه وسلم ربما ادت الى سوء الادب مع الجناب النبوي فالسلوك الادب معه ان يذكر ما ذكر الله عنه في قول ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. على الوجه الذي بيناه والموضع السادس قوله فالذي ازال عنك هذه النقائص فيزيل عنك كل نقص انتهى كلامه والمراد بالنقائص هنا ما فقدته ما فقدتهم فالنقص فقد الشيء فالنقص فقد الشيء فلا يكون سوء ادب بما ذكره المصنف عن النبي صلى الله عليه وسلم فمعنى الاية فالذي ازال عنك ما فقدته سيزيل عنك كل شيء فقدته والموضع السابع قوله في تفسير قوله تعالى واما السائل فلا تنهر اي لا يصدر منك كلام للسائل يقتضي رده. حتى قال ويدخل في هذا السائل للمال والسائل للعلم انتهى كلامه ولفظ السائل موضوع في القرآن بل في خطاب الشرع كله قرآنا وسنة في الاصل بمن يطلب الدنيا لمن يطلب الدنيا ومنه قوله تعالى باموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ومنه حديث ابن عمر عند ابي داوود وغيره من سألكم بالله فاعطوه سأل ايش دونية يعني يسأل حاجة مالا او غيره فالاصل ان اسم السائل يطلق في خطاب الشرع على تائب الدنيا واذا وقع على غير هذا فانه يكون مقيدا بذلك المحل دون غيره واذا وقع غير هذا فانه يكون مقيدا بهذا المحل دون غيره. ومنه قوله تعالى في سورة يوسف لقد كان بيوسف واخوته ايات للسائلين اي المستثمرين عن تلك القصة باسم السائلين هنا وقع على خلاف الاصل فالاصل انه سؤال الدنيا وتجد في الاحاديث تارة من سأل فكذا وكذا فاطلق اسم السؤال مرادا به سؤال الدنيا فتكون هذه الاية واما السائل فلا تنهر اي من سألك شيئا من الدنيا مالا او غيره فلا تنهروا واما سؤال العلم فانه لا يدخل باعتبار ما وضع له اللفظ لكن يدخل باعتبار ماشي الاولوية باعتبار الاولوية فاذا كان زجر سائر الدنيا منهيا عنه فان زجر سائل الاخرة اولى ايش بالنهي كقوله تعالى فلا تقل لهما اف فهو نهي عن ضربهما من باب اولى لان الضرب اعلى من التأفف والمقامان مختلفان فوجود معنى باعتبار الاولوية او التبعية غير وجوده باعتبار وضع اللفظ له فان دخوله باعتبار وضع اللفظ له معناه ان اللفظ يتناوله ان اللفظ يتناوله وهو هنا غير موجود فاسم السائل في خطاب الشرع لا يتناول اصلا في الوضع الشرعي الى العلم لكن يتناوله على وجه الاولوية او التبعية والموضع الثامن قوله واما بنعمة ربك فحدث وهذا يشمل النعم الدنيوية الدينية والدنيوية. انتهى كلامه وهذا الشمول يعد عموما وهو مستفاد من ايش من ايش تستفيد العموم من اضافة المفرد الى المعرفة من اضافة المفرد الى المعرفة فالمفرد ايش نعمة والمعرفة ربك واجتمعت فيه الشروط الثلاثة فهو اولا مفرد اضيف الى معرفة لا الى نكرة وهو ثانيا اسم جنس اي دال على تلك الافراد المستغرقة فيه وهو ثالثا لا يراد به العهد بل يراد به جميع نعمة الله سبحانه وتعالى والموضع التاسع قوله اي اثني على الله بها وخصها بالذكر ان كان هناك مصلحة والا فحدث بنعم الله على الاطلاق الى اخر ما ذكره وفيه ان التحدث بنعمة الله نوعان احدهما تحدث مطلق تحدث مطلق والاخر تحدث مقيد تحدث مقيد فاذا تحدث احدنا الى جمهور الناس بنعمة الله الواصلة اليه. كان هذا تحدثا مطلقة واذا حدث به واحدا دون صار هذا تحدثا مقيدا والحامل على التقييد مع تعلق الامر بالاطلاق هو المصلحة هو المصلحة مثل ايش بان يتخوف الحسد فيحدث بها احد دون غيره ذكره المناوي في فيض القدير ومنه ايضا ان تكون تلك النعمة مما لا يحتمله عقل جمهور الناس فيحدث به بعضهم دون بعض ومنه الاصل المشهور في العلم وهو تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعضهم فهذا تحدث بالنعمة في اشاعة العلم ونشره لكن يكون لبعض الناس دون بعض احتمال افهامهم ووجود مكنهم دارهم على ادراك تلك العلوم نعم. قال رحمه الله تعالى تفسير سورة ادم نشرح لك صدرك وهي مكية. بسم الله الرحمن الرحيم. الم وحدك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك. ورفع ما لك ذكرك. فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. فاذا فرغت فانصب الى ربك فرط يقول تعالى ممتنا على رسوله اردنا اشرح لك صدرك اي وسعه لشرائع الدين والدعوة الى الله باتصال وكان من اخلاق اي اثقل ظهرك كما قال تعالى ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قوله تعالى عليه وسلم كما في الدخول في الاسلام والاذان والاقامة والخطب وغير ذلك من الامور التي على الله بها ذكرى رسوله محمد صلى الله عليه وله في قلوب امته من المحبة والاجلال والتعظيم ما ليس لاحد غيره بعد الله تعالى. فجزاهم الله عن امته قال ما جزى نبيا عن امته؟ وقوله فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. بشارة عظيمة انه كلما وجد عسر وصعوبة حتى لو دخل العسر جحر ربك لدخل عليه اليسر واخرجه كما قال تعالى سيجعله الله بعد عسر وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم يدل على انه واحد وتنكير يدل على تكراره فلن يغلب عشر نسويه. وفي تاريخ بلاد عن الاستمرار والعموم يدل على ان كل عسر وان بلغ من الصعوبة ما فانه في اخره تيسير ملازم له ثم امر الله رسوله اصلا والمؤمنين تبعا بالشكر والقيام بوالده عليه فقال تعالى فاذا فرغت فانصب الا تبررت من اشغالك ولم يبقى في العبادة والدعاء. اي وحده فاغضب ان يعظم الرغبة باجابة دعائك وقبول نعيم الى ربك فوضى في سؤالك ظالم واستدل من قال هذا القول على مشروعية الدعاء من ذكر عقب الصلوات المكتوبات والله اعلم. وبذلك تم والحمد لله. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة تفسير السورة الثالثة من طرفي المصحف الشريف وهي سورة الشرح وتسمى ايضا سورة الم نشرح فان السور قد تسمى ببعض ايها ومنه هنا قول المصنف تفسير سورة الم نشرح لك صدرك والمواضع المحتاجة للتقرير عليها اربعة فالموضع الاول قوله في تفسير قوله تعالى الم نشرح لك صدرك اي نوسعه لشرائع الدين والدعوة الى الله الى اخر كلامه وهذا مصير منه الى ان الشرح المذكور هو شرح روحاني وهذا مصير منه الى ان الشرح المذكور جرح روحاني اي شرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم بما شرع له وامر به من شرائع الدين والدعوة الى الله والاتصاف بمكارم اخلاق والاقبال على الاخرة وتسهيل الخيرات ومتعلق الاية اوسع من ذلك فان الشرح الذي وقع للصدر النبوي نوعان فان الشرح الذي وقع للصدر النبوي نوعان احدهما شرح روحاني جرح روحاني بالايمان والعلم النافع والعمل الصالح والاخر شرح اثنان شرح جسمان اذ شرح صدره صلى الله عليه وسلم مرتين فشق صدره صلى الله عليه وسلم لما كان مسترضعا في بني سعد اي في صغره ثم شق صدره صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء قبل العروج قبل الاسراء والعروج به بمكة وكلاهما مرويان في صحيح مسلم وافقه البخاري على رواية الحديث المتعلق القصة الثانية. فقوله تعالى الم نشرح لك صدرك امتنان على النبي صلى الله عليه وسلم بما وقع له من شرح صدره جسما وما وقع له من شرح صدره ايش روحا وهما متلازمان فان شرح صدره جسما مقدمة لشرح صدره روحا فان شرح جسمه صدره جسما وقع مقدمة لشرح صدره روحا اذ اخرج من قلبه صلى الله عليه وسلم ما اخرج وطهر قلبه صلى الله عليه وسلم بما غسل به من بركة ماء زمزم والموضع الثاني قوله في تفسير قوله تعالى ووضعنا عنك وزرك اي ذنبك انتهى كلامه واحجم المصنف رحمه الله عن القول في تفسير ذنب النبي صلى الله عليه وسلم اذ لا فائدة في ذلك ولا دليل على القطع بشيء مما ذكر وهذا مما تقدم ذكره في سلوك الادب فيما يتعلق بالجناب النبوي والمقام المحمدي فيكفي في ذلك ان يقال وضعنا عنك وزرك اي ايش ذنبك فان النبي صلى الله عليه وسلم ذنب هو الذي ذكره تعالى في قوله تعالى يغفر لك الله ايش ما تقدم من ذنبك وما تأخر والفائدة هنا ظهور عناية الله بنبيه صلى الله عليه وسلم في مغفرة ذنبه سواء في سورة الفتح او في سورة الشرح واما معرفة الذنب الواقع منه فلا فائدة منها ومما ينبغي ان يستبعد ولا يطال القول فيه ولا سيما بالمجملات التي يخاطب بها عموم الخلق او مبتدئ الطلبة او ما يراد بها بيان المعنى العام ولو كان لمنتهين ان يقتصر على ما فيه فائدة ولذلك لابن رجب رحمه الله كلام حسن فيفتح الباري لما ذكر حديث ابي هريرة في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا جلس بين شعبها الاربع قال وهما اليدان والرجلان وذكرت اقوال اخرى لا فائدة منها هذا معنى كلامه الذي ذكره لكن اشار ان الى ان ما يذكره جماعة من اطالة القول في اشياء لا فائدة منها لا تعلق له بالمعنى ولا يترتب عليه كبير فائدة فينبغي ان يكون هذا اصلا بملاحظة المخاطبين عامة والمتعلمين خاصة. بما يناسب المقام مما ذكرناه انه اذا خاطب عموم او المبتدئين او المنتهين بما يكون اجمالا يناسب المقام فالافضل الاقتصار على ما فيه مزيد فائدة اما ما زاد على ذلك فيلاحظ فيه المقام والموضع الثالث بقوله وتعريف العسر في الايتين يدل على انه واحد وتنكير اليسر يدل على تكراره فلن يغلب عسر يسرين انتهى الكلام. اي في قوله تعالى فان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا فان العسر في الايتين وقع معرفة واما اليسر فوقع نكرة فقال المصنف تبعا لغيره ان هذا يفيد ان العسر واحد وان اليسر اثنين وان اليسرى اثنان. احسنت وان اليسرى اثنان وهذا الذي ذكروه مبني على قاعدة تتعلق باعادة المعرفة واعادة النكهة تتعلق باعادة المعرفة واعادة النكرة وان المعرفة اذا اعيدت معرفة فهي شيء واحد ان المعرفة اذا اعيدت معرفة فهي شيء واحد وان النكرة اذا اعيدت نكرة فهي شيئان فهي شيئا وهذا القول الذي ذهب اليه كثير من المفسرين فيه نظر من وجوه ثلاثة وهذا القول الذي ذهب اليه كثير من المفسرين فيه نظر من وجوه ثلاثة اولها ان القاعدة المتعلقة بالمعرفة محلها اعادة النكرة معرفة ان القاعدة المتعلقة بالمعرفة محلها اعادة النكرة معرفة لا اعادة المعرفة معرفة لا اعادة المعرفة معرفة وفيه بحث ليس هذا مقامه ولو قدر موافقتهم على ما قالوه فانما قالوه فيه نظر اخر من وجوه ثلاثة بسطها ابن هشام في مغن لبيب فالقول بان المعرفة اذا اعيدت فهي المعرفة نفسها وان النكرة اذا اعيدت فهي نكرة اخرى فيه نظر لوقوع ذلك على وجوه مختلفة في القرآن خاصة ولذلك ابطل هذا ابن هشام في مغني اللبيب بكلام نافع وان ما ذكره ابن خلدون من ان ابن هشام انحى من سيبويه وان كان فيه مبالغة لكنه اشارة الى ان انحى من تأخر بعد تلك الطبقة الاولى هو ابن هشام رحمه الله فابن هشام له في النحو من وجوه المعرفة والعلم والافادة ما ليس لغيره فهو من كبار محقق النحويين بعد الصدر الاول الذين عنوا لتقييد النحو وترتيب كسيبويه المازني الكسائي وغيرهم رحمهم الله وثانيها ان القاعدة لو سلم بها فهي خاصة بكون ال العهد لا للجنس ان قاعدة لو سلم بها فهي خاصة بان تكون للعهد لا للجنس وفي الاية هي للجنس. ولذلك قال المصنف وفي تعريفه بالالف واللام الدال على الاستغراق والعموم يدل على ان كل عسر فهل في قوله تعالى فان مع العسر هي للجنس وثالثها ان هذه القاعدة التي ذكروها هي في اعادة اللفظ في جملة اخرى انها في اعادة اللفظ في جملة اخرى لا في الجملة نفسها لا في الجملة نفسها ففرق بين قولنا رأيت القائد شجاعا ورأيت القائد كريما المذكور هنا بالمعنى جملتان ام جملة واحدة جملتان وصفه الشجاعة وصفه بالكرم. واما قوله تعالى فان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا فان المعنى المذكور هو واحد فان المعنى المذكور هو واحدة فهذا القول فيه بعد مما دعا الى استبعاده عند جمع من المحققين من اقدمهم ابو علي الجرجاني في كتاب نظم القرآن ذكره عنه البغوي في تفسيره ومنهم الثعلبي في تفسيره ومنهم الثعلبي في تفسيره والطاهر بن عاشور في تفسيره فمعنى هذه الاية فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا تكرار الجملتين لتأكيد المعنى المذكور فيهما فالعسر هو العسر نفسه واليسر هو اليسر نفسه وكرر للتأكيد وكرر للتأكيد وهذا واقع كثيرا في القرآن انه يكرر بالتأكيد والتقوية في تحقيق الرجاء هنا والوصول الى المطلوب والموضع الرابع قوله فاذا فرغت فانصب اي اذا تفرغت من اشغالك ولم يبق في قلبك ما يعوقه او ما يعوقه فاجتهد في العبادة والدعاء الى قوله وقد قيل ان معنى هذا فاذا فرغت من الصلاة واكملتها فانصب في الدعاء والى ربك فارغب في سؤال مطالبك الى اخر كلامه والمذكور فيه ان للمفسرين مسلكين في تفسير الايتين فالمسلك الاول جعلهما عامتين فعلهما عامتين اي اذا تفرغت من اشغالك فاجتهد في عبادة الله وارغب اليه والاخر جعلهما خاصتين يعلهما خاصتين بانك اذا فرغت من الصلاة تنصب في الدعاء وسؤال الله مطالبك والقول الاول اولى لماذا ايش اطلقت كيف عرفت انها اطلقت ها انت بسليقتك العربية فهمت المعنى لكن عبارتك لم تؤدي عنه اداء تاما لذلك هذا فائدة طلب العلم وفهم العربية وكما قال الاخ والاول اولى لدلالته على العموم والعموم غير الاطلاق لدلالته على العموم فان العموم مستفاد من حذف المتعلق فان العموم مستفاد من حذف المتعلم في قوله تعالى فاذا فرغت فانصب في اي شيء حدث المتعلم وقوله والى ربك فارغب في اي شيء حذف المتعلم ليعم افرادا كثيرين فيندرج فيه كل ما ينصب فيه بعد عند الفراغ وما يرغب فيه الى الله سبحانه وتعالى. وهذه القاعدة من القواعد النافعة في فهم الكلام عامة وفي فهم القرآني خاصة وسيأتي لها تطبيق في موضعها اللائق بها. نعم قال رحمه الله تعالى تفسير سورة والتين والزيتون بسم الله الرحمن الرحيم والتين والزيتون وهذا البلد الامين. لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. ثم ردد الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم اجر غير ممنون. فما اليس الله باحكم الحاكمين؟ قوله والتين هو الدين المعروف وكذلك والزيتون اقسم بهاتين الشجرتين كثرة منافع شجرهما وثمانين سلطانها وفي ارض الشام محل من قوة عيسى ابن مريم عليه السلام. وطول سنين ونسينا محل النبوة موسى عليه السلام. وهذا البلد الامين وهو مكة المكرمة محل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم تعالى بهذه المواضع المقدسة لماذا قال المصنف هذي يكونون فائدة على حاشية لكن فوائد الحاشية تراها مناقيش مي بسهلة الان قال موسى عليه السلام وعيسى عليه السلام. لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم بنبينا قال صلى الله عليه وسلم لماذا فرق بيننا؟ هذا شائع في كلام اهل العلم صح ولا لا صحيح فما يجي واحد يقول هناك انحياز واحادية ما يذكرون الانبياء الاخرين بالصلاة والسلام. لا لازم تفهم لماذا اهل العلم يفعلون ذلك. والجواب هو ما وقع في القرآن فان الله لما ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم قال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليم او فوقع امرنا بذلك واما بقية الانبياء فوقع عنهم الخبر عموما وخصوصا بالسلام ومنه قوله تعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين. وكذا ذكره في مواضع من القرآن سلاما على افراد منهم. فهذا وقع من اهل العلم تبعا للخطاب القرآني هذي فائدة للتنشيط نعم تعالى قد خلقنا الانسان في احسن تقويم ايتاما الخلق متناسب الاعضاء منتصر القامة. لم يفك فيما يحتاج اليه ظاهرا باطلا شيئا ومعها من النعم العظيمة التي ينبغي منهم بها وجودها فاكثر الخلق منحرفون عن شكر منعم مشتغلون باللهو واللعب اي اسفلنا لموضع العصاة المتمردين على ربهم الا من من الله الايمان والعمل الصالح والاخلاق العالية. فلهم بذلك المنازل العالية واجر غير ممنون غير مرفوع بلذات متغادرتنا متكاثرة في عمل لا يزول. ونعيم لا يحوم اكلها دائم وظلها. حبه فلا يكذبك بعد اي شيء يكذبك ايها الانسان بيوم الجزاء عن العمل وقد رأيك من ايات الله كثيرة ما يحشرك من يمين ومن نعمه ما يجب عليك ان لا تكفر منها قولوا فليس الله باحكم الحاكم فتقتضي حكمة ان يتم الخفاسة تربية حسنة لابد ان عيد الى دار مستقرون ونحوها الحمد لله. نعم ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة تفسير السورة الرابعة من طرفي المصحف الشريف وهي سورة التين وسماها المصنف باول اية منها كما تقدم نظيره المحتاجة للتقرير عليها ثلاثة مواضع فالموضع الاول قوله في تفسير قوله تعالى لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ايتام من خلقي متناسب الاعضاء منتصبي القامة هو انتهى كلامه. هو ذكر لبعض التقويم الاحسن. هو ذكر لبعض التقويم الاحسن فان التقويم الاحسن الكائن للانسان نوعان فان التقويم الاحسن الكائن للانسان نوعان احدهما التقويم الاحسن لظاهره بتحسين صورته واعتدال خلقه التحسين التقويم الاحسن للانسان في ظاهره بتحسين صورته واعتدال خلقه ومنه قوله تعالى يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي قال التقويم الاحسن في باطنه التقويم الاحسن في باطنه الكائن بجعله على الفطرة بجعله على الفطرة التي هي الاسلام. ومنه حديث ابي هريرة في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مولود الا ويولد على الفطرة الحديث والموضع الثاني قوله فردهم الله في اسفل سافلين اي اسفل النار موضع العصاة المتمردين على ربهم انتهى كلامه والمراد بالاية المذكورة اسفل سافلين النار والمراد بالاية المذكورة اسفل سافلين النار فيكون قوله اسفل النار من اضافة الموصوف الى صفته من اضافة الموصوف الى صفته اي النار الاسفل اي النار الاسفل وتذكير الصفة على تقديري مذكر محذوف بان يصير الكلام جزاء النار الاسفل بان يصير الكلام جزاء النار الاسفل وهذا الذي ذكرناه توجيه لكلام المصنف بما يوافق ما ذكره غيره من المفسرين بان اسفل سافلين اي النار فلا يراد بها اسفل النار كما يتبادر الى الاذهان من اللفظ الذي اطلقه فهو يريد ما اراده غيره لكن عبر باضافة الصفة الى موصوفها والموضع الثالث قوله في تفسير قوله تعالى اجر غير ممنون اي غير مقطوع الى اخر كلامه وهذا اقتصار على بعض المعنى المذكور في نفي المن فمعنى قوله تعالى اجر غير ممنون اي لا يشوبه كدر المن ولا يلحقه الانقطاع اي لا يشوبه كدر المن ولا يلحقه الانقطاع فنفي المن يشتمل على امرين فنفي المن يشتمل على امرين احدهما الا يلحقه انقطاع الا يلحقه انقطاع وهو الذي اقتصر عليه المصنف والاخر الا يكدره من الا يكدره من والمن المكدر وايش لا هو ايش يعني انا لو قلت انا درستك هالحين من مكدر والمن المكدر هو الذي يراد به الاستعلاء مع احتقار الممنون عليه هو الذي يراد به الاستعلاء مع احتقار الممنون اعليه وهذا هو الذي يتناوله نفي المن ايضا وهذا الذي يتناوله نفي المن ايضا خلافا لما ذكره ابن القيم وغيره خلافا لما ذكره ابن القيم وغيره وبيان المسألة ان المن نوعان وبيان المسألة المسألة ان المن نوعان احدهما تكرار ذكر النعمة لاظهار فضل المنعم والمنعمين يعني او المنعم عليه تكرار ذكر النعمة لاظهار فضل المنعم والمنعم عليه والاخر تكرار ذكر النعمة تكرار ذكر النعمة لاستعلاء المنعم واحتقار المنعم عليه. تكرار ذكر النعمة لاستعلاء المنعم واحتقار المنعم عليه. فالاول محمود او مذموم محمود والثاني مذموم فالاول محمود والثاني مذموم فاذا ذكر احد نعمته على غيره مريدا بيان فضله وفضل المنعم عليه فهذا ايش محمود فهذا محمود واذا اريد بها الاستعلاء من المنعم والاحتقار للمنعم عليه فهذا مذموم منهي عليه. وهذا بيان هذه المسألة. وهذا بيان هذه المسألة ولا يكون من الله الا المحمود ولا يكون من الله الا المحمود. واما المخلوق فتارة يكون منه المحمود وتارة يكون منه المذموم فتارة يكون منه المحمود وتارة منه يكون المذموم. فمثلا اذا قال المعلم لحث تلاميذه على الاعتناء ينبغي ان تعتنوا بالعلم فانا اتي اليكم اخذ من وقتي واتعب نفسي في التحضير فينبغي ان تعتنوا هذا يكون من نوع المحمود هو يريد الحث يريد حثهم على الاعتناء واذا قال ذلك ثم قال لهم والا انتم الظاهر ما تفلحون ولا يصلح ان نجي اليكم هذا صار ايش هذا صار منا مذموما هذا صرار منا مذموما وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته بعد صلاة المغرب ان شاء الله تعالى والحمد لله رب العالمين