ادارة الشؤون العلمية بجامع عثمان بن عفان بحي الوادي بالرياض تقدم لكم هذه المادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل العمر اياما. وجعل عمارتها بالعلم النافع من افضل الاعمال واعلاها اقام واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له معبودا حقا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله مبعوثا صدقا صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد فهذا المجلس الثالث من اليوم الاول من برنامج الايام العلمية المنعقدة في مسجد عثمان بن عفان رضي الله عنه في المدة من غرة المحرم الى الخامس منه سنة احدى واربعين واربعمائة والف وشرح تفسير الفاتحة وقصار المفصل من تفسير العلامة ابن سعدي رحمه الله. وقد انتهى بنا البيان الى سورة الهمزة. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين. قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر رحمه الله تعالى في تفسيره. تفسير سورة الهمزة وهي مكية. بسم الله الرحمن الرحيم. ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده. يحسب ان ما له اخلده. كلا لينبذن في الحطمة وما ادراك ما الحطمة! نار الله الموقدة التي اطلعوا على الافئدة انها عليهن مؤصدة. في عمد ممددة. قوله ويل اي وعيد ووبان وشدة عذاب لكل همزة لمزة اي الذي يهمز الناس بفعله ويلمزهم بقوله. فالهماز الذي يعيب الناس ويطعن نعانيهم بالاشارة والفعل واللماز الذي يعيبه بقوله ومن صفة هذا الهماز اللماز انه لا هم له سوى جمع المال وتعديده والغلطة به وليس له رغبة في انفاقه في طرق الخيرات وصلة الارحام ونحو ذلك. قوله يحسب بجهله ان ماله اخلده في الدنيا فلذلك كان كذبه وسعيه كله في تنمية ماله. الذي يظن انه ينمي عمره ولم يدري ان البخل يقصف الاعمى ويخرب الديار وان البر يزيد في العمر. كلا لينبذن اي ليطرحن في الحطمة وما ادراك ما الحطمة لها وتهوين لشأنها ثم فسرها بقوله نار الله الموقدة اي التي وقودها الناس والحجارة التي من شدتها نطلع على الافئدة اي تنفذ من الاجسام الى القلوب. ومع هذه الحرارة البليغة ومع هذه الحرارة البليغة هم محبوسون فيها قد ايسوا من الخروج منها. ولهذا قال انها عليهم مؤصدة اي مغلقة في عمد من خلف الابواب ممددة بالا يخرجوا منها كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها نعوذ بالله من ذلك ونسأله العفو والعافية. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة تفسير السورة الثالثة عشرة من طرفي المصحف الشريف وهي سورة الهمزة. والمواضع المحتاجة للتقرير عليها ثلاثة. فالموضع الاول قوله في تفسير قوله تعالى وي اي وعيد ووبال وشدة. انتهى كلامه. وذكر هذا في مواضع مختلفة من تفسير ان قول الله تعالى وين كلمة يراد بها الوعيد والوبال وشدة العذاب تهديدا لمن يذكر معها كقوله في هذه الاية ويل لكل همزة لمزة وقع في تفسير بعض المتقدمين والمتأخرين ذكرهم ان ويل واد في جهنم وهذا فيه نظر من وجهين احدهما ان المروي في ذلك لا يصح. وروي فيه حديث مرفوع عند الترمذي وغيره لا يصح والاخر ان ما جاء في ذلك من الاثار غير المرفوعة ان ما جاء في ذلك من الاثار غير المرفوعة يرد عليها قوله تعالى فويل للذين كفروا من النار. يرد فيها قوله تعالى فويل للذين كفروا من النار فانه اذا قيل هي كلمة وعيد وتهديد صار المعنى مستقيما اي ان الله يهدد الذين كفروا بالنار واذا قيل ان ويل اسم لواد في جهنم صار معنا الاية ان محل الكافرين من هو ذلك الوادي والواقع في القرآن ان النار كلها محل للكافرين ومنه الايات التي قرأ الامام ان جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا فهي دار للكافرين اجمعين لا موضع منها دون موضع اخر والموضع الثاني قوله رحمه الله بعد ذكر تفسير الهمز واللمز قال ومن صفة هذا الهماز اللماس انه لا هم له سوى جمع المال تعديده والغبطة به الى اخر كلامه في قوله ونحو ذلك ولم يبين رحمه الله وجه اقتران هذه الصفات بعضها ببعض فان الهمز واللمز يقترن غالبا بطلب المال لان الهمز واللمز انتقاص للخلق وجمع المال استعلاء عليه لان الهمز واللمز انتقاص للخلق. وجمع المال استعلاء عليه فعادة من طلب انتقاص الناس انه يطلب الاستعلاء عليه وعادة من استعلى عليهم انه يطلب انتقاصهم. فقرن بين هذه الصفات للتلازم بينها اذا والموضع الثالث قوله في تفسير قوله تعالى تطلع على الافئدة اي تنفذ من الاجسام الى القلوب انتهى كلامه والنفوذ الوصول. والنفوذ بالذال الوصول فهي تصل احراقا للجسم حتى يقع العذاب على القلب وجعل اشد العذاب على القلب لامرين احدهما للطفه فان القلب خلق لطيف والنار يشتد المها مع اللطافة ويخف المها مع الكثافة والنار يستلد يشتد المها مع اللطافة ويخف المها مع الكثافة فلطف الجلد والقلب جعل اشد عذاب النار معلقا بهما وكثف العظام جعلها دون ذلك في شدة العذاب والاخر ان القلب محل الارادة ان القلب محل الارادة فمبتدأ فكر الانسان وارادته الشر تكون من القلب فيستحق ان يسامى العذاب الشديد جزاء وفاقا. قال رحمه الله تعالى تفسير سورة الفيل وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم المتر كيف فعل ربك باصحاب الفيل الم يجعل كيدهم في تظليل وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل. فجعلهم كعصف مأكول. اي اما رأيت من قدرة الله وعظيم شأنه ورحمته هذه وادلة توحيده وصدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. ما فعله الله لاصحاب الفيل الذين كادوا بيته الحرام وارادوا خرابه يجري ذلك واستصحبوا معهم الفيلة لهدمه وجاؤوا بجمع لا قبل للعرب به من الحبشة واليمن. فلما انتهوا الى قرب مكة ولم يكن بالعربي مدافعة وخرج اهل مكة من مكة خوفا على انفسهم منهم. ارسل الله عليهم طيرا ابابيل اي متفرقة تحمل احجارا محماة من سجين فرمتهم بها وتتبعت قاصيهم ودانيهم فخمدوا وهمدوا وصاروا كعصف مأكول وكفى الله ورد كيدهم في نحورهم وقصتهم معروفة مشهورة. وكانت تلك السنة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصارت من جملة ارهاصات دعوته وادلة رسالته فلله الحمد والشكر ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة تفسير سورة الرابعة عشرة من طرفي المصحف الشريف وهي سورة الفيل. والمواضع للتقرير عليها ثلاثة. فالموضع الاول قوله تحمل احجارا محماة من سجيل فرمتهم بها والسجيل هو الطين المتحجر هو الطين المتحجر واشد ما يكون تحجره اذا اوقدت عليه النار واشد ما يكون تحجره اذا اوقدت عليه النار. ولهذا قال احجارا محماة. اي اشعلت عليها النار حتى يبست والموضع الثاني قوله وتتبعت قاصيهم ودانيهم فخمدوا وهمدوا وصاروا كعصف مأكول اي تتبعت تلك الطير القاصي وهو البعيد والداني وهو القريب فرمتهم بتلك الاحجار كخمدوا وهمدوا اي انقطعوا وسكنوا اي انقطعت حركتهم وسكنوا فالخمد والهمد يشتركان في هذا الاصل وهو الانقطاع وسكون الحركة ويفترقان بايش في كون الهمد ابلغ من الخمد في كون الهمد ابلغ من الخمد ولذلك يقال في صفة النار اذا انطفأت ايش؟ خمد ويقال في صفة الانسان اذا مات همدت جثته جثته لان النار اذا خمدت قد يبقى منها جمر او شرر واما الانسان اذا خرجت روحه فلا تبقى فيه حركة ابدا فالحمد ابلغ من الخمض والوضع اللغوي يدل على ذلك وفق ما بينه ابن القيم رحمه الله في جلاء الافهام في كلام حسن بديع وهو اختلاف معاني كلام العرب بالنظر الى مخارج الحروف فان الخاء والهاء كلاهما من الحروف الحلقية كلاهما من الحروف الحلقية. وابعدهما مخرجا هو ها الهاء الهاء هو من اخر الحلق فالمعنى فيه ابلغ ومثله جرح وقرح وله نظائر في كلام العرب. وقوله وصاروا كعصف مأكول اي كزرع القي على الارض وداسته البهائم اي كزرع القي على الارض وداسته على داسته البهائم حتى تفرق وانتثر والموضع الثالث قوله فصارت من جملة ارهاصات دعوته وادلة رسالته اي ان تلك الواقعة وهي قصة الفيل صارت من ارهاصات دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وادلته ومعنى كونها من الارهاصات اي من المقدمات التي جعلت بين يديه اي من المقدمات التي جعلت بين يديها. لان العرب كانت تحفظ السنين بالوقائع والاحداث لان العرب كانت تحفظ السنين بالوقائع والاحداث وتلك السنة وقعت فيها واقعة الفيل وفيها ولد الرسول صلى الله عليه وسلم فصار هذا معينا على حفظ سنة ولادته وهي ايضا من ادلة رسالته لما تجلى فيها من عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى في دحر اعداء اوليائه. لما تبين فيها من عظم قدرة الله تعالى من دحر اعداء اوليائه. قال رحمه الله تعالى تفسير سورة الايلاف قريش وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم في قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم او من جوع وامنهم من خوف. قال كثير من المفسرين ان الجار والمجرور متعلق بالسورة التي قبلها اي فعلنا ما فعلنا باصحاب الفيل لاجل قريش وامنهم واستقامة مصالحهم وانتظام رحلتهم في الشتاء لليمن وفي الصيف للشام. لاجل التجارة والمكاسب فاهلك الله من ارادهم بسوء وعظم امر الحرم واهلهم في قلوب العرب حتى احترموهم ولم يعترضوا لهم في سفر ارادوا ولهذا امرهم الله بالشكر فقال فليعبدوا رب هذا البيت اي ليوحدوه ويخلصوا له العبادة. الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف فرغدوا الرزق والامن من الخوف من اكبر النعم الدنيوية الموجبة لشكر الله تعالى فلك اللهم الحمد والشكر على نعمك الظاهرة والباطنة وخص الله الربوبية بالبيت لفضله وشرفه والا فهو رب كل ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة تفسير السورة الخامسة عشرة من طرفي المصحف الشريف وهي سورة قريش وتسمى ايضا سورة ايلاف قريش كما جرى عليه المصنف لما تقدم والمواضع المحتاجة التقرير عليها ثلاثة فالموضع الاول قوله قال كثير من المفسرين ان الجار والمجرور متعلق بالسورة التي قبلها اي فعلنا ما فعلنا ما فعلنا باصحاب الفيل لاجل قريش الى اخر كلامه وعلى هذا القول فالسورتان متلازمتان والجر والمجرور يتعلق بالمعنى الذي تقدم ومعنى تعلقه تبيين معناه ومعنى تعلقه تبيين معناه مما كان معلقا به ومن قواعد النحو ان الجار مجرور لا بد من له من متعلق يتعلق به قال الناظم لابد للجار والمجرور من تعلق بالفعل او معناه نحو نحو مرتقي اي معناه في اسم الفاعل مرتقي والقول الثاني ان هذا الجار والمجرور متعلق بفعل مذكور في الاية وهو قوله فليعبدوا رب هذا البيت. والقول الثاني احسن من القول الاول لان الاصل ان سور القرآن وحدات منفصلة كل صورة مستقلة بما يذكر فيها. وان وجد اتصال بين الصورتين متعاقبتين او متباعدتين. فالله سبحانه وتعالى ذكر الف قريش في الاية الاولى والثانية لاجل ما امرهم به من في قوله فليعبدوا رب هذا البيت والالف ما اعتادوه وانسوا به من حسن حالهم ورغد عيشهم. والموظع الثاني قوله ولهذا امرهم الله بالشكر فقال فليعبدوا رب هذا البيت اي ليوحدوه ويخلصوا له العبادة. انتهى كلامه. وكونه امرا بالشكر لكونه امرا بالعمل لله وعبادته وكونه امرا بالشكر لكونه امرا بالعمل لله وعبادته. قال تعالى اعملوا ال داود شكرا وقال تعالى واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون. والموضع الثالث قوله وخص الله الربوبية بالبيت بفضله وشرفه والا فهو رب كل شيء اي ان ما يقع في القرآن الكريم من ذكر الربوبية لبعض الافراد يحمل عليها الاختصاص تفضيلا وتشريفا وربوبية الله سبحانه وتعالى باعتبار افرادها نوعان احدهما ربوبية عامة وهي للخلق كافة والاخر ربوبية خاصة وهي للمؤمنين دون غيرهم وافراده وافرادها مختلفة متباينة فمثلا ربوبيته للمؤمنين لا تستوي مع ما ذكر من ربوبيته لموسى وهارون في قوله ربي موسى وهارون. فربوبيته لهما ربوبية خاصة بالاعتناء بهما. ومما يلحق يلحق بالربوبية الخاصة لتعلقه بالايمان واهلي ربوبيته لي الكعبة البيتي الشريف فانها ربوبية اختصاص بالاعتناء والتفضيل والشرف. قال رحمه الله تعالى تفسير سورة الماعون وهي مكية. بسم الله الرحمن الرحيم ارأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون. يقول تعالى ذاما لمن ترك حقوقه وحقوق عباده ارأيت الذي يكذب بالدين اي بالبعث والجزاء؟ فلا يؤمن بما جاءت به الرسل فذلك الذي يدع اليتيم اما ان يدفعه بعنف وشدة ولا يرحمه لقساوة قلبه ولانه لا يرجو ثوابا ولا يخاف عقابا ولا يحض غيره على طعام ومن مسكين ومن باب اولى انه بنفسه لا يطعم المسكين. فويل قوله فويل للمصلين اي اي المتنزمين. المتلزمين الملتزمين. اي الملتزمين لاقامة الصلاة ولكنهم عن صلاتهم ساهون. اي مضيعون لها تاركون لوقتها مخل باركانها وهذا لعدم اهتمامهم بامر الله. حيث ضيعوا الصلاة التي هي اهم الطاعات والسهو عن الصلاة والذي يستحق صاحبه الذم واللوم. واما السهو بالصلاة فهذا يقع من كل احد حتى من النبي صلى الله عليه وسلم. قال رحمه الله ولهذا وصف الله هؤلاء بالرياء وعدم الرحمة فقال الذين هم يراءون اي يعملون الاعمال لاجرياء الناس ويمنعون الماعون اي يمنعون اعطاء الشيء الذي لا يضر واعطائه على وجه العارية او الهبة كالاناء والدلو والفأس ونحو ذلك مما جرت العادة ببذله والسماح به. فهؤلاء لشدة حرصهم يمنعون الماعون فكيف بماء واكثر منه؟ وفي هذه السورة الحث على اطعام اليتيم والمساكين على ذلك ومراعاة الصلاة. والمحافظة عليها وعلى الاخلاص فيها وفي سائر الاعمال والحث على فعل المعروف. وبذل الامور الخفيفة كعارية الاناء والدلو والكتاب ونحو ذلك. لان الله ظن من لم يفعل ذلك والله سبحانه اعلم. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة تفسير السورة السادسة عشرة من طرفي المصحف الشريف وهي سورة الماعون. والمواضع المحتاجة للتقرير عليها عشرة فالموضع الاول قوله يقول تعالى ذاما لمن ترك حقوقه وحقوق عباده. انتهى كلامه. وذكر الذنب من جنس ما تقدم بان المفسرين يقع في لسانهم الخبر عن افعال لله توسعا وهو جائز بالشرطين المتقدمين والموضع الثاني قوله اي بالبعث والجزاء فلا يؤمن بما جاءت به الرسل. انتهى كلامه. وتقدم ان دين هو الحساب والجزاء. وذكر البعث هنا باعتباره لا حساب ولا بعث باعتبار ما يتعلق به من القرار بعد ذلك في الجنة والنار الا بما يكون بعد البعث والموضع الثالث قوله في تفسير قوله تعالى ولا يحض قال ولا يحض غيره على طعام المسكين ومن باب اولى انه بنفسه لا يطعم المسكين انتهاك كلامه وهو نفي للاعلى بنفي الادنى. وهو نفي للاعلى بنفي الادنى فهو لا يحض غيره ولا يقع ذلك من نفسه والموضع الرابع قوله اي الملتزمين لاقامة الصلاة اي المقرين بوجوبها عليه. اي المقرين بوجوبها عليه فهم يعتقدون انهم مخاطبون بها وواجب عليهم فعلها والموضع الخامس قوله في تفسير قوله تعالى عن صلاتهم ساهون اي مضيعون لها تاركون لوقتها مخلون بأركانها انتهى كلامه وهذه الافراد الثلاثة يجمعها ان السهو عن الصلاة له جهتان. ان السهو عن الصلاة له جهتان احداهما ترك ادائها في وقتها ترك ادائها في وقتها والاخرى ترك اقامتها على وجهها ترك اقامتها على وجهها فقوله هنا تاركون لوقتها يتعلق بالجهة ايش الاولى وقوله مخلون باركانها يتعلق بالجهة ايش؟ الثانية وقوله مضيعون لها يتعلق بالجهتين معا والموضع السادس قوله والسهو عن الصلاة هو الذي يستحق صاحبه الذم واللوم واما السهو في الصلاة فهذا يقع من كل احد حتى من النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى كلامه. وفيه ان السهو المتعلق بالصلاة نوعان ان السهو المتعلق بالصلاة نوعان احدهما سهو عن الصلاة سهو عن الصلاة وهو الذي تقدم معناه والاخر سهو في الصلاة سهو في الصلاة وهو ايش في المقدمة الصغرى وهو ذهول في الصلاة لسبب معلوم. وهو ذهول في الصلاة لسبب معلوم وهو الذي يذكره الفقهاء. فالاول مذموم والثاني معفو عنه. فالاول مذموم والثاني معفو عنه. والموضع السابع قوله في تفسير قوله تعالى الذين هم يراؤون اي يعملون الاعمال لاجل رئاء الناس انتهى كلامه والمراد بالرياء اظهار العبد عمله ليراه الناس فيحمدوه عليه. اظهار العبد عمله ليراه الناس فيحمدوه عليه وهو صنو التسميع وهو صن يعني شقيقه. صنو التسميع فالتسميع والسمعة هما قرينان هما شيء واحد مقارن للرياء. والفرق بينهما ان الة الرياء هي النظر بالعين واية التسميع والسمعة تمع بالاذن فتارة يطلب الانسان ان يسمع الناس عمله وتارة يطلبوا ان يروه والموضع الثامن قوله بتفسير قوله تعالى ويمنعون الماعون اي يمنعون اعطاء الشيء الذي لا يضر اعطاؤه على وجه العارية او الهبة كالاناء والدلو والفأس ونحو ذلك مما جرت العادة ببذله والسماح به انتهى كلامه. وهذا المذكور فيه بعض افراد الماعون فالماعون اثم لما جرت العادة ببذله اسم لما جرت العادة ببذله اما شرعا واما عرفا ما جرى في العادة اما شرعا واما عرفا فمما جرت العادة ببذله شرعا الزكاة ومما جرت العادة ببذله عرفا الاناء والدلو والحبل والفأس فالماعون نوعان بل ماعون نوعان احدهما ماعون عالي وهو الزكاة لانه مأمور بها شرعا وجوبا والاخر مأمون عادي وهو ما يتعارف عليه الناس ويسترخصوه كالحبل والدلو والاناء والفأس والمخيط والخيط والفرق بينهما ان الاول من باب الفرائض الواجبة والثاني من باب المستحبة والثاني من باب المستحبات وهذا الذي ذكرناه تأليف للمنقول عن الصحابة وغيرهم من تفسير جارة بالزكاة وتارة بالحبل والفأس والاناء والدلو والموضع التاسع قوله كهؤلاء لشدة حرصهم يمنعون الماعون فكيف بما هو اكثر منه؟ انتهى كلامه اي ان ذم هؤلاء بمنع الماعون من اشد تقبيح حالهم والتشنيع عليهم. لان ما لان من منع الماعون الذي تسمح النفوس عادة ببذله فهو اولى بان يمنع ما لم تجري العادة ببذلك فهم في شدة شح وامساك والموضع العاشر قوله والتحضيض على ذلك اي الحث عليه بشدة اي الحض عليه بشدة فان الحظ هو الحث والامر بالشيء على وجه العزم والقوة نعم. قال رحمه الله تعالى تفسير سورة الكوثر وهي مكية. بسم الله الرحمن الرحيم. انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ان شانئك هو الابتر. يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ممتنا عليه انا اعطيناك الكوثر اي الخير الكثير والفضل الغزير الذي من جملة ما يعطيه الله من نبيه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة من النهر الذي يقال له انك اوثر ومن الحوض طوله شهر وعرضه شهر ماء واشد بياضا من اللبن واحلى من العسل انيته عدد نجوم السماء لكثرتها واستنارتها من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. ولما ذكر منته عليه امره بشكرها فقال فصل لربك وانحر خص هاتين العبادتين بالذكر لانهما افضل العبادات واجل القربات. ولان الصلاة تتضمن الخضوع في القلب والجوارح لله وتنقله وفي انواع العبودية وفي النحر تقرب الى الله بافضل ما عند العبد من النحائر واخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته وشح به ان شانئك يبغضك وذامك ومتنقصك هو الابتر اي المقطوع من كل خير. ومقطوع العمل مقطوع الذكر. واما محمد صلى الله عليه وسلم فهو الكامل حقا. اي الذي له الكمال الممكن للمخلوق من رفع الذكر وكثرة الانصار والاتباع صلى الله عليه وسلم ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة تفسير السورة السابعة عشر من طرفي المصحف الشريف وهي هي سورة الكوثر. والمواضع المحتاجة للتقرير عليها اربعة الموضع الاول قوله يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ممتنا عليه اي ذاكرا له نعمته مرة بعد مرة. اي ذاكرا له نعمته مرة بعد مرة لاظهار فضل المنعم وكرم المنعم عليه لاظهار فضل المنعم وكرم المنعم عليه. اي كونه شريفا مستحقا لما يعطى ويوهب والموضع الثاني قوله في تفسير انا اعطيناك الكوثر اي الخير الكثير والفضل الغزير الذي من جملته ما يعطيه الله ما يعطيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة من النهر الذي يقال له الكوثر ومن الحوض الى اخر كلامه وفيه ان الكوثر عنده شعل من الكثرة. ان الكوثر عنده ثوعل من الكثرة. فمعنى قوله تعالى انا اعطيناك الكوثر اي اعطيناك خيرا كثيرا ويندرج في هذا الخير الكثير نهر الكوثر الذي اعطيه النبي صلى الله عليه وسلم. وذهب جماعة من المفسرين الى ان الكوثر المذكور في الاية هو النهر المعروف بهذا فعندهم تفسير قوله تعالى انا اعطيناك الكوثر اي انا اعطيناك النهر الذي اسمه الكوثر في الجنة. والفرق بين القولين ان القول الاول عام والقول الثاني خاص والقول الثاني اظهر من الاول لامرين احدهما ان الخير الكثير في الجنة كائن لكل من دخل فيها جعلنا الله واياكم من اهلها. ان الخير الكثير في الجنة لكل من دخل فيها ومنه في اخر سورة النبأ مما قرأ الامام قوله تعالى جزاء من ربك عطاء حسابه فقوله عطاء نكرة والنكرة للتكثير وكل من دخل الجنة فله عطاء كثير. فلا يمتاز بهذا النبي صلى الله عليه وسلم عن غيره ممن يدخل الجنة. والاخر ان ان جعله خاصا بالكوثر اظهروا في الامتنان على النبي صلى الله عليه وسلم ان جعله خاصا بالكوثر اظهر في امتنان على النبي صلى الله عليه وسلم. اذ يكون له ما ليس لغيره اذ يكون له ما ليس لغيره. وهذا اختيار جماعة من المحققين منهم ابن تيمية الحفيد والموضع الثالث قوله خص هاتين قوله بتفسير قوله تعالى فصلي لربك وانحر خص هاتين العبادتين بالذكر بانهما افضل العبادات واجل القربات الى اخر ما ذكر وفيه بيان نكتة الاقتصار على ذكر هاتين العبادتين دون سائر العبادة ومما ينبغي ان يعتنى به كما تقدم ملاحظة ما يذكر من الافراد. المخصوصة دون غيره. فذكر هاتين العبادتين دون ذكر سائر العبادات يحمل عليه داع موجب لذلك. بينه بقوله لانهما افضل العبادات واجل القربات ثم بين رحمه الله وجه تلك الافضلية والجلالة فاما الصلاة فشرفت من جهتين فاما الصلاة فشرفت من جهتين احداهما ما تتضمنه من خضوع القلب والجوارح لله. ما تتضمنه من الخضوع في القلب والجوارح لله والاخرى ما يكون فيها من التنقل بين انواع العبودية ما يكون فيها من التنقل بين انواع العبودية من القيام والركوع والجلوس والسكوت والجلوس والسجود فكلها انواع مختلفة يتعبد الله سبحانه وتعالى بها واما الذبح فشرف من جهتين. واما الذبح وهو النحر فشرف من جهتين. احداهما ما فيه من التقرب الى الله بافضل ما عند العبد من النحى ما فيه من التقرب الى الله بافضل ما عند العبد من النحائر وتكون من بهيمة الانعام الابل والبقر والغنم والاخرى ما فيه من اخراج المال الذي جبرت النفوس على محبته والشح به. ما فيه من اخراج المال. اخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشحب فيبذل العبد من ماله ما يبذل من النحاير التي ينحرها فيخرجها من ملكه بالتقرب الى الله بنحرها وذبحها. والموضع الرابع قوله في تفسير قوله تعالى هو الابتر اي المقطوع من كل خير ومقطوع العمل مقطوع الذكر. انتهى كلامه ومراده من هذا ان البتر الذي جعل وصفا له مختلف الانواع. وهو عام وهو عام لما في من افادة الاستغراب. فقوله تعالى ان شانئك هو الابتر. اي ان مبغضك هو المقطوع وقطعه يكون من كل شيء ينفعه ويذكر به من كل شيء ينفعه ويذكر به نعم. قال رحمه الله تعالى تفسير سورة قل يا ايها الكافرون وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم. قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد. ولا انا عابد ما عبدتم انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين. اي قل للكافرين معلنا ومصرحا لا اعبد ما تعبدون من تبرأ اي تبرأ مما كانوا يعبدون من دون الله ظاهرا وباطنا. ولا انتم عابدون ما اعبد لعدم اخلاصكم في عبادة لله فعبادتكم لو المقتنعة بالشرك لا تسمى عبادة. وكرر ذلك ليدل الاول على عدم وجود الفعل والثاني على ان ذلك قد صار وصف واللازمة ولهذا ميز بين الفريقين وفصل بين الطائفتين فقال لكم دينكم ولي دين كما قال تعالى قل كل يعمل شاكلته انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة تفسير السورة الثامنة عشرة من طرفي المصحف الشريف وهي سورة الكافرون وتسمى ايضا قل يا ايها الكافرون وعليه جرى المصنف لما تقدم. والمواضع المحتاجة للتقرير عليها موضعان احدهما قوله وكرر ذلك ليدل الاول على عدم وجود الفعل والثاني على ان ذلك قد صار وصفا لازما. انتهى كلامه وفيه الافادة بالحامل على التكرار فان الاية الثانية اعيدت بعد فان الاية الثالثة اعيدت بعد ذلك في الاية الخامسة. وهي قوله تعالى ولا انتم عابدون ما اعبد وموجب التكرار هو المذكور في قوله ليدل الاول على عدم وجود الفعل والثاني على ان ذلك صار وصفا لازما اي يدل الاول على الامتناع ويدل الثاني على قطع الاطماع. اي يدل الاول على الامتناع ويدل الثاني على قطع الاطماع فالاية الاولى تدل على الامتناع اي انه لا يوافقهم على دينهم واعيدت مرة اخرى لقطع اطماعهم وتأييسهم من ان النبي صلى الله عليه وسلم لن يوافقهم على دينهم والموضع الثاني قوله كما قال تعالى قل كل يعمل على شاكلته اي يعمل على ناحيته وطريقته التي اليه اي يعمل على طريقته وناحيته التي يذهب اليها فالكافر يعمل باعمال اهل الكفر والمؤمن يعمل باعمال اهل الايمان نعم سمعوني. قال رحمه الله تعالى تفسير سورة النصر وهي مدنية. بسم الله الرحمن الرحيم والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا. فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. في هذه السورة الكريمة بشارة وامر لرسوله عند حصولها واشارة وتنبيه على ما يترتب على ذلك. فالبشارة هي البشارة بنصر الله لرسوله وفتحه مكة ودخول الناس في دين الله افواجا. بحيث يكون كثير منهم من اهله وانصاره بعد ان كانوا من اعدائه وقد وقع فهذا المبشر به واما الامر بعد حصول النصر والفتح فامر الله رسوله ان يشكره على ذلك ويسبح بحمده تسبح بحمده ويسبح بحمده ويستغفره. واما الاشارة فان في ذلك اشارتين. اشارة ان النصر يستمر للدين. ويزداد عند حصول التسبيح الا اي استغفاره من رسوله فان هذا من الشكر والله يقول لئن شكرتم لازيدنكم. وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وبعدين في هذه الامة لم يزل رسول الله مستمرا حتى وصل الاسلام الى ما لم يصل اليه دين من الاديان. ودخل فيه من لم يدخل في غيره حتى حدث من الامة من مخالفة امر الله ما حدث فابتلوا بتفرق الكلمة وتشتت الامر فحصل ما حصل. ومع هذا فلهذه الامة وهذا الدين من رحمة الله ما لا يخطر بالبال او يدور في الخيال. واما الاشارة الثانية فهي الاشارة الى ان اجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ودنا ووجه ذلك ان عمره عمر فاضل اقسم الله به قد عؤد ان الامور الفاضلة تختم بالاستغفار كالصلاة والحج وغير ذلك. فامر الله بالحمد والاستغفار في هذه الحال. اشارة الى ان اجله قد انتهى فليستعد ويتهيأ للقاء ربه. ويختم عمره افضل ما يجده صلوات الله وسلامه عليه. فكان صلى الله عليه وسلم يتأول القرآن ويقول ذلك في صلاته يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة تفسير السورة التاسعة عشرة من طرفي المصحف الشريف وهي سورة النصر. والمواضع المحتاجة للتقرير عليها موضعان. فالموضع الاول قوله فامر الله رسوله صلى الله عليه وسلم ان يشكره على ذلك ويسبح بحمده استغفره انتهى كلامه والامر له صلى الله عليه وسلم بالشكر كائن في قوله فسبح بحمد ربك واستغفره. بما تقدم عندما من ان العمل لله بالعبادة والطاعة شكر له والموضع الثاني قوله ووجه ذلك ان عمره عمر فاضل اقسم الله به وقد عهد ان الامور الفاضلة تختم بالاستغفار كالصلاة والحج وغير ذلك. انتهى كلامه. واقسام الله عز وجل بعمر النبي صلى الله عليه وسلم. وفي قوله تعالى لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون. فقد اجمع المفسرون ان المذكورة هنا هو عمر النبي صلى الله عليه وسلم وحياته ذكر اجماعه جماعة منهم ابو بكر بن العرب في احكام القرآن وابن القيم في التبيان فوقع في الكشاف للزمخشري وغيره مخالفة هذا الاجماع ومن المواضع المفتقر اليها في علم التفسير ولا اعلم باحثا عمد الى جمعها بيان مخالفة المتأخرين لما سبق من الاجماع عند المفسرين وكما يقال بمثل ذلك عند الفقهاء في كونها شذوذا فكذلك تكون شذوذا في حق المفسرين. وقد عني بجمع اجماعي في التفسير غير واحد تأصيلا او تفصيلا. واما بيان المخالفة فلا اعلم. وهذا واقع في مواضع من القرآن مما فسر بعض المتأخرين على خلاف الاجماع وربما اشتهر التفسير المتأخر حتى ترك المتقدم مع وقوع الاجماع عليه. كالذي ذكره العلامة سليمان ابن عبد الله رحمه الله تعالى في تيسير العزيز الحميد في قوله تعالى فلما اتاهما صالحا جعلا له فيما اتاهما فانه ذكر عند هذه الاية تفسيرها الذي كان عليه الصحابة وذكر ان التفسير الاخر من التفاسير المبتدعة التي احدثها المتأخرون فمن اراد ان يعرفهما فيرجع الى تيسير العزيز الحميد. وذكره كون العون العمر النبوي فاضلا المقصود به ذكر الاقتران بين هذا وبين ما ذكر في السورة من الاستغفار. من ان الامور الفاضلة من عمر او عمل او غير ذلك تختم بالاستغفار كالصلاة والحج. نعم. قال رحمه الله تعالى تفسير سورة تبت وهي مكية. بسم الله الرحمن الرحيم. تبت يدا ابي لهب وتب ما اغنى عنه ما له وما سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد. ابو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان شديد العداوة والاذية له. وكان شديد العداوة والاذية له فلا فيه دين له ولا حمية قرابة قبحه الله فذمه الله بهذا الذنب العظيم الذي هو خزي عليه الى يوم القيامة وقال تبت يدا ابي لهب اي خسرت يداه شقي وتب فلم يربح ما اغنى عنه ما له الذي كان عنده فاطغاه ولا وما كسب فلم يرد عنه شيئا من عذابه الاذ نزل به سيصدى نارا ذات لهب اي ستحيط به النار من كل جانب هو وامرأته حمالة الحطب. وكانت ايضا شديدة الاذية رسول الله صلى الله عليه وسلم تتعاون هي وزوجها على الاثم والعدوان وتلقي الشر وتسعى غاية ما تقدر عليه في اذية الرسول صلى الله الله عليه وسلم وتجمع على ظهرها الاوزار بمنزلة من يجمع حطبا قد اعد له في عنقه حبلا من مسد اي من ليف او ان ما تحمل في النار الحطب على زوجها متقلدة في عنقها حبلا من مسد. وعلى كل ففي هذه السورة اية باهرة من ايات الله فان الله انزل هذه السورة وابو لهب وامرأته لم يهنكا. واخبر انهما سيعذبان في النار ولابد ومن لازم ذلك انهما لا وقع كما اخبر عالم الغيب والشهادة ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة تفسير السورة العشرين من طرفي المصحف الشريف وهي سورة تبت والمواضع المحتاجة للتقرير عليها خمسة. الموضع الاول قوله قبحه الله فذمه الله بهذا الذم العظيم انتهى كلامه. والقول فيه تابع لما تقدم من اتساع الخبر. عن الله سبحانه وتعالى في كلام المفسرين من جهة الافعال وانه جائز بشرطيه المتقدمين والموضع الثاني قوله في تفسير ما اغنى عنه ماله الذي كان عنده فاطغاه ولا ما كسب فلم يرد عنه شيئا من عذاب الله اذ نزل به وظاهر انتهى كلامه وظاهره ان الفرق بين المال والكسب ان المال ما كان بيده وان الكسب يتعلق بما يطلب مستقبله. ان المال بما كان بيده وان الكسب ما يطلب مستقبلا واحسن من هذا ان يقال ان المال هو ما يملك واما الكسب فهو اسم لما يملك وما لا يملك فمثلا الولد من الكسب صح بهذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وولده من كسبه ولكنه ليس من المال ليس من المال. فالكسب اعم من المال والموضع الثالث قوله في تفسير قوله تعالى سيصلى نارا ذات لهب اي ستحيط به النار من كل جانب انتهى كلامه ولفظ الصليب لا يراد به الاحاطة ولفظ الصلي لا يراد به الاحاطة فهو وجدان حر النار. وجدان حر النار. فاذا وجد حر النار قيل انه قد صلى النار او قد اصطل بالنار وفسره المصنف بالاحاطة لان عذاب الكافرين شديد فهو محيط بهم فتأتيه حرارتها من كل جهة والموضع الرابع قوله وتجمع على ظهرها الاوزار بمنزلة من يجمع حطبا ثم قال او انها تحمل في النار الحطب على زوجها انتهى كلامه والمذكور فيه معنيان لقوله تعالى حمالة الحطب ففسر بانه حمل الاوزار وهي الذنوب على الظهر وفسر بانها تحمل في النار الحطب وتلقيه على زوجها والثاني اصح من الاول لان اسم الحطب الوارد في القرآن يقع على ما توقد به النار يقع على ما توقد به النار. ومنه الاخشاب. ومنه الاخشاب وهذا المعنى احسن المعنيين المذكورين واحسن منهما الموافق للحال الواقعة وهي انها كانت تلقي بالاغصان الكبيرة ذات الاشواك في طريق النبي صلى الله عليه وسلم فهذا حمل للحطب حقيقة لكنه كائن في الدنيا بخلاف القول الثاني المذكور هنا من كونه في النار. وقد روي هذا في اخبارها المستفيضة في نقل السيرة النبوية انها كانت تفعل ذلك. والموضع الخامس قوله في تفسير قوله تعالى من مسد اي من ليف والليف هو الحبل الشديد الخشونة الحبل الشديد الخشونة. من اشهرها هذا الخشن الذي يستعمل في التنظيف الاواني. شيسمونه؟ ليف هذا عندنا مشهور ولذلك كثير من كلام العرب ولا سيما في اهل الجزيرة هو موافق لما في القرآن اما بلفظ او قريب من معناه لكن الناس يحجبون انفسهم يتوهمون ان هذا الكلام الذي يتكلمون به ليس عربيا فهو يعرف هذه الكلمة في كلامهم على فماذا تدل ولا يظن ان انها تدل على هذا المعنى. يقول شيخ شيوخنا فيصل المبارك رحمه الله انه كان يقرأ هذه الاية حتى اذا ما جاءوه حتى اذا ما جاءوها فيقع في نفسه كيف ما جاءوها يعني نفي فيقول لما كنت صغيرا جاء رجل يسأل عن عمي وقال له اين عمك قال ما هو موجود قال له اذا ما جا قل له اني مريت عليك اذا ما جاء ايش معنى اذا ما جاء؟ يعني اذا جاء ففهم ان معنى الاية الاثبات وليس معنى الاية النافذة فدائما في تفسير القرآن استحضر الكلام العربي ومادة كثيرة منه في كلامنا. وهذا يدل على ان المفسر والمشتغل بالتفسير لابد ان يحرص على استمداد كثير من مفردات اللغة وان يحفظها وان يطالع علم اللغة. فالمفسر الذي لا يعرف معاني اللغة لا يكون مفسرا ولا يراد بمجرد الالفاظ ومعانيه بل يراد بذلك اصل المعاني التي وضعت لها. فاللفظة الواحدة في كلام العرب يكون لها اصل جامع. ترد اليه. فمثلا جاء في القرآن لا ريب في وجاء فيه ريب المنون نعم كلاهما يردان على اصل واحد وهو الاختلاف والاضطراب والحركة والشك الذي الحالة التي تقع في القلوب من الريب يكون فيها اضطراب واختلاف. والحالة التي تكون عند الموت يكون فيها ايش؟ اضطراب واختلاف. اذا قالوا الموت يعني لاجل ما يقترن به من الاضطراب والاختلاف عند تلك الحال. نعم مبروك قال رحمه الله تعالى تفسير سورة الاخلاص وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. اي قل قولا جازما به معتقدا له عارفا بمعناه هو الله او احد اي قد انحصرت فيه الاحادية فهو الاحد المنفرد بالكمال الذي له الاسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا. والافعال المقدسة الذي لا نظير ولا مثيل. قول الله الصمد اي المقصود في جميع الحوائج فاهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون اليه غاية الافتقار حوائجهم في مهماتهم لانه الكامل في اوصافه. العليم الذي قد كمل في علمه الحليم الذي قد كمل في حلمه الرحيم الذي قد كمل في رحمته الذي وسعت رحمته كل شيء وهكذا سائر اوصافه. ومن كماله انه لم يلد ولم يولد كمالنا ولم يكن له كفوا احد. ولم يكن له كفوا احد لا في اسمائه ولا في صفاته. ولا في افعاله تبارك وتعالى فهذه السورة مشتملة على توحيد الاسماء والصفات. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة تفسير السورة الحادية والعشرين من طرفي المصحف الشريف وهي سورة الاخلاص والمواضع المحتاجة للتقرير عليها ثلاثة فالموضع الاول قوله اي قل قولا جازما به معتقدا له عارفا بمعناه انتهى كلامه اي لدفع توهم الاكتفاء بالقول المجرب اي لدفع توهم الاكتفاء بالقول المجرد فلا يكفي مجرد النطق. بل لا بد من ان يكون ذلك النطق وهو القول جازما معتقدا قائله له عارفا بمعناه وهذه هي قاعدة الشريعة في الاقوال المأمور بها انه لابد ان تكون مقترنة بالجزم والاعتقاد ومعرفة المعنى وتارة يكون هذا واجبا كقول لا اله الا الله وتارة يكون مستحبا كالاذكار الواردة التي جاء الامر فيها بان تقال. فذلك مما تكمن به الحال. ان يقولها الانسان على هذه الحال الكملى فلو قال هذا الذكر من غير معرفة لمعناه فهو مقبول منه وهو عمل صالح له. لكن ليست حاله كحال الذي يعرف معناه ويستحضر ما فيه من الحقائق والموضع الثاني قوله رحمه الله في تفسيره هو الله احد اي قد انحصرت فيه الاحدية ثم انتهى كلامه ثم بين الانحصار بقوله فهو الاحد المنفرد بالكمال الذي له الاسماء الحسنى والصفات الكاملة. الى اخر كلامه وما ذكره من انحصار الاحدية حق لكنه اقتصر على بعض افرادها. فمن احديته سبحانه احديته في اسمائه وصفاته وبقي من الاحدية ايضا احاديته في ايش؟ في ربوبيته وفي الوهيتي وعموم هذه الاحدية مستفاد من قوله تعالى قل هو الله احد مع حذف المتعلق فهو احد في ربوبيته واحد في الوهيته واحد في اسمائه وصفاته والموضع الثالث قوله في اخرها فهذه السورة مشتملة على توحيد الاسماء والصفات انتهى كلامه وهي مشتملة على غيره كما تقدم في تفسير الاية الاولى منها لكن شهر كونها في اسماء في توحيد الاسماء والصفات لان مجموع الايات هو في توحيد الاسماء والصفات. فالاية الثانية والثالثة والرابعة هي متعلقة بالاسماء والصفات. فالاصل الغالب على هذه السورة ارادة هذا التوحيد وهو التوحيد العلمي الخبري. نعم قال رحمه الله تعالى تفسير سورة الفلق وهي مكية. بسم الله الرحمن الرحيم قل اعوذ برب الفلق من من شر ما خلق ومن شر غاسق اذا وقب. ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد ان اذا حسد اي قل متعودا اعود اي الجوال ذو اعتصم برب الفلق اي فارق الحب والنوى وفارق الاصباح من شر ما خلق وهذا يشمل وجميع ما خلق الله من انس وجن وحيوانات يستعاذ بخالقها من الشر الذي فيها. ثم خص بعد ما عم فقال ومن شر غاسق اذا وقب من شر ما يكون في الليل حين يغشى الناس. وتنتشر فيه كثير من الارواح الشريرة الشريرة والحيوانات المؤذية. ومن شر النفاثات في العقد ومن شر السواخر اللاتي يستعين على سحرنا بالنفث بالعقد التي يعقدنها على السحر ومن شر حاسد اذا حسد والحاسد هو الذي يحب النعمة عن المحسود في اسعار زوالها بما يقدر عليه من الاسباب. فاحتيج الى الاستعاذة بالله من شره وابطال كيده. ويدخل بالحاسد العائن لانه لا تصدر العين الا من حاسد شرير الطبع خبيث النفس. فهذه السورة تضمنت الاستعاذة من جميع انواع الشهور عموما وخصوصا ودلت على ان السحر له حقيقة يخشى من ضرره ويستعاذ بالله منه ومن اهله. ذكر المصنف رحمه الله في بهذه الجملة تفسير السورة الثانية والعشرين من طرفي المصحف الشريف وهي سورة الفلق والمواضع المحتاجة للتقرير عليها خمسة. فالموضع الاول قوله في برب الفلق اي فالق الحب والنوى وفالق الاصباح. وهذا تفسير للكلمة المذكورة ببعض افرادها المذكورة في القرآن واصل الفلق هو الشق واصل الفلق هو الشر. ومنه شق الصبح بطلوع شق الفجر بطلوع الصبح. ومنه تبكوا الحب والنوى ووقع في تفسير جماعة تفسير الفلق هنا بالصبح لاجل العهدية. لاجل العهدية فان المذكور في السورة طرفا اليوم وهما النهار والليل فالنهار في قوله قل اعوذ برب الفلق والليل في قوله ومن شر غاسق اذا وقد والموضع الثاني قوله رحمه الله في تفسير قوله تعالى من شر ما خلق وهذا يشمل جميع ما خلق الله من انس جن وحيوانات فيستعاذ بخالقها من الشر الذي فيها انتهى كلامه وجرى فيه رحمه الله على كوني المخلوقات المذكورة هنا عامة. فالمستعيذ يستعيذ من شر كل مخلوق وتعقبه جماعة من المحققين منهم ابو عبد الله ابن القيم بان الاية تتعلق بالمخلوقات ذات الشر. واما المخلوق الذي لا شر فيه فلا يستعاذ منه فمثلا من المخلوق الذي لا شر فيه الجنة جعلنا الله واياكم فضلا. جعلنا الله واياكم من اهلها فالاشبه ان قوله تعالى من شر ما خلق اي من شر المخلوق ذي الشر اي من شر المخلوق للشر اي من العامة الذي اريد به الخصوص فليس عاما شاملا لجميع افراد المخلوقات. والموضع الثالث قوله في تفسير قوله تعالى ومن شر النفاثات في العقد اي ومن شر السواحل اللاتي يستعن على سحرهن بالنفس في العقد التي يعقدنها على السحر انتهى كلامه والتأنيث في قوله السواحر متعلق بموصوف محذوف تقديره الانفس متعلق بموصوف محذوف تقديره الانفس فتقدير الكلام اي ومن شر الانفس السواحر وهذه الانفس تعم الرجال والنساء فلا تختص الاية بالنساء والنفس هو النفخ مع ريق لطيفة هو النفخ مع ريق لطيفة. فاخراج الهواء اذا صار مجردا من الريح يسمى ايش نفخا فاذا قرن به فاذا قرنت به الريق يسمى نفسا فاذا صار ريقا خالصة سمي تفلا سميت فلان فالتابر اسم للريق الخالصة والموضع الرابع قوله رحمه الله والحاسد هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود الى اخر كلامه وقد جعل الحسد متعلقا بمحبة زوال النعمة فاذا لم يحب زوال النعمة لم يسمى حسدة واحسن ما هذا ما ذهب اليه ابو العباس ابن تيمية وصاحبه ابو عبد الله ابن القيم ان الحسد هو كراهة وصول النعمة الى غيره هو كراهة وصول النعمة الى غيره. سواء اقترن بها تمني الزوال ام لم لم يقترن فمجرد وجود الكراهية بكون النعمة واصلة الى احد من الخلق يعد حسدا والموضع الخامس قوله ودلت على ان السحر له حقيقة يخشى من ضرره ويستعاذ بالله من منه ومن اهله انتهى كلامه اي ان السحر الذي هي حال تعرض لمن تعرض له من الخلق ممن يبتلى بهذا هي حال حقيقية توجد لها حقيقة مدركة معقولة سواء عرف وجهها ام لم يعرف وجهها. فليست خبطا موجودا تخييلا بلا ترتيب اورثها واوجدها. قال رحمه الله تعالى تفسير سورة الناس وهي مدنية. بسم الله الرحمن الرحيم قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس. وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم والهئهم من الشيطان الذي هو اصل الشهور كلها ومادتها الذي من فتنته وشره انه يوسوس في صدور الناس فيحسنهم الشرا يريهم اياه في صورة حسنة وينشط ارادتهم لفعله ويثبتهم عن الخير. وينشط ارادتهم لفعله ويثبتهم على الخير ويريهم ويريهم اياه في من صورته وهو دائما بهذه الحال يوسوس ثم يخرج اي يتأخر عن الوسوسة اذا ذكر العبد ربه واستعان به على دفعه فينبغي له ان يستعين ويستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم. وان الخلق كلهم داخلون تحت الربوبية والملك فكل دابة واخذ بناصيتها وبالوهيته التي خلقهم لاجلها. فلا تتم لهم الا بدفع شر عدوهم الذي يريد ان عنها ويحول بينهم وبينها. ويريد ان يجعلهم من حزبه ليكونوا من اصحاب السعير. والوسواس كما يكون من الجن ولهذا قال من الجنة والناس والحمد لله رب العالمين اولا واخرا وظاهرا وباطنا. ونسأله تعالى ان يتم نعمة وان يعفو عنا ذنوبنا التي حالت بيننا وبين كثير من بركاته وخطايا وشهوات ذهبت بقلوبنا عن تدبر اياته ونأمل منه الا يحرمنا خير ما عنده من شر ما عندنا. فانه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. ولا يقنطوا من رحمته الا الضالون. وصلى الله وسلم على رسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. صلاة وسلاما دائمين متواصلين ابد الاوقات الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. تم تفسير كتاب الله بعونه وحسن توفيقه على يد جامعه وكاتبه عبدالرحمن عن ابن ناصر ابن عبد الله المعروف بابن سعدي غفر الله له ولوالديه وجميع المسلمين. وذلك بغرة ربيع الاول من سنة واربعين وثلاث مئة والف من هجرة محمد صلى الله عليه وسلم. ربنا تقبل منا واعف عنا انك انت الغفور الرحيم. امين. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة تفسير السورة الثالثة والعشرين من طرفي المصحف الشريف وهي الناس والمواضع المحتاجة للتقرير عليها ثلاثة. فالموضع الاول قوله الذي من فتنته وشره انه يوسوس في صدور الناس. فيحسن لهم الشر ويريهم اياه في صورة حسنة. وينشط وارادتهم لفعله ويثبت عن الخير ويريهم اياهم في سورة غير سورة انتهى كلامه وهو مشتمل على بيان حقيقة الوسواس بلفظ مطول. موجزه ان وسوسة الشيطان تحسينه الشر وتقبيحه الخير تحسينه الشر وتقبيحه الخير والتثبيت هو التخذيل والمنع والحبس والتثبيط هو التخذيل والمنع والحبس. والتثبيط هو التخذيل تخذل التخذي لا التخليل التخريل والمنع والحبس والموضع الثاني قوله والوسواس كما يكون من الجن يكون من الانس ولهذا قال من الجنة والناس انتهى كلامه وعلى هذا القول فتكون الاية متعلقة بالموسوس الذي يقع منه فعل الوسوسة وذهب جماعة من المفسرين ان الاية متعلقة بالموسوس فيه فتكون الوسوسة على هذا القول خاصة بشيطان الجن والقول الثاني اظهر من الاول وتقريب هذا ان الاية التي ختمت بها سورة الناس من الجنة والناس قيل ان متعلقها هو الموسوس الذي يبتدأ بالوسوس. فتكون مع ما قبلها الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس اي ان الموسوسين تارة يكونون جنا وتارة يكونون انسا. واما على القول الثاني وانها متعلقة بالموسوس فيه. اي الذي تقع فيه الوسوسة فتكون الوسوسة فعلا لشياطين الانس فقط. فيكون معنى الاية الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس الموسوس فيهم هم الناس. الكائنون من الجنة والناس فان اسم الناس يشمل الجن فيكون قوله تعالى والناس في الاية الاخيرة من عطف العام على الخاص ووجه كوني اسم الناس يشمل الجن لان اصل الناس من النوس وهي الحركة والاضطراب والجن والانس لهما حركة تختص بهما علق لاجلها بهما خطاب الامر والنهي فامتاز بهذا الاسم عن غيرهما مما يتحرك ويضطرب. ويصدق وهذا ما في صحيح مسلم في الحديث الالهي عن ابي ذر ان الله عز وجل قال يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد. فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته فجعل الانسان فردا للجن والناس على حد سواء والموضع الثالث قوله فانه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون ولا يقنط من رحمته الا الضالون اي لا ينقطع رجاء احد من فرج الله الا من القوم الكافرين فاليأس انقطاع الرجاء والروح فرج الله فاليأس انقطاع الرجاء والروح فرج الله والقنوط هو استبعاد حصول رحمة الله لاحد من خلقه استبعاد حصول رحمة الله لاحد من حلقه والموضع الرابع نحن قلنا ثلاثة صح؟ تبون الرابع ولا لا والموضع الرابع قوله وذلك في غرة ربيعه الاول من سنة اربع واربعين وثلاثمائة والف من هجرته محمد صلى الله عليه وسلم انتهى كلامه وهو اللائق اثباته في هذا الموضع فان المصنف رحمه الله انتهى من تفسيره في التوقيت المذكور واما ما وقع في نسخة اخرى من قوله وقع النقل في السابع من شعبان سنة خمس واربعين وثلاثمائة والف فهي النسخة التي كتبها المصنف مرة ثانية فعدل فيها اشياء فالمعتمد هي هذه النسخة المتأخرة واما تاريخ انتهائه من كتابة التفسير فهو التاريخ المثبت اعلاه. وانه انتهى منه في غرة ربيع الاول سنة اربع واربعين لا سنة اربعين كما قدمت اولا. من سنة اربع واربعين وثلاثمائة والف. وتقدم حكاية تصنيفه التي ذكرها اخونا علي ابن حمد الصالح انه كان يفسره لجماعة مسجده بين اذان واقامة العشاء. فاذا فرغ من الصلاة خرج فلم يكلم احدا من باب من المسجد ينتهي الى باب في بيته. لا يدخل منه احد ولا يخرج الا هو رحمه الله فجلس وكتب ما فسر به قبل ان يكلم احدا حتى تتام هذا التفسير طبع بعضه في حياته ثم طبع كاملا بعد ذلك في حياته ثم بعد طبع بعد ذلك تاما بعد وفاته. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب بما يناسب المقام نسأل الله ان ينفعنا جميعا بها نجيب على ما يتيسر من الاسئلة مقدمين السؤالات عن التفسير يقول هذا السائل الا يصح وصف نار جهنم بانها فضلت على النار بسبعين جزءا باعتبار الغاء الكسر انا اتبع محمدا صلى الله عليه وسلم. وهو قال فضلت بتسعة وستين. يقول هذا السائل قوله تعالى خير من الف شهر فسرها بانها تعادل والف فشعر ولكن الا تحتمل ان تكون افضل الاجر من الف شهر؟ هذا هو مراده ولذلك ذكر العمل فالمراد بذلك العمل الذي يكون به فضل عمله كفضل من عمل الف شهر لا ليلة فيها للقدر يقول هذا الاخ ما رأيكم بمن يقول ان قول النبي صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ذكر للعام ببعض افراده فلا يكون مخصصا لاية سورة القدر لاتفاق الحكم والجواب اننا نقول اننا نقول هذا تبعا لما كان عليه الصحابة والتابعون واتباع التابعين. فاذا وجد حرفا عنهم يدل على انه تعبدوا بغير القيام فليأتي نبيه ونحن نتبعه. والمعروف عنهم ان المقصود هو العمل الصالح بالقيام في هذه الليلة صلاة وقراءة للقرآن بالتلاوة فيه مع دعائه سبحانه وتعالى يقول ما المقصود باولياءه في قولكم تبينت فيه قدرة الله على دحر اعداء اوليائه احدى اولياءه يعني اعداء اهل البيت واهل البيت اولهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام. فالذي يريد ان يهدم البيت هذا عدو لي ابراهيم ومن امن معه. الله عز وجل قد قال واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل. لا يقصد بذلك الكفار من قريش يقصد اولياؤه المؤمنون الذين هم احق به ومقدمهم بانيه ابراهيم عليه الصلاة والسلام. يقول يا حبذا لو يكون لكم درس في تفسير نظرا لكثرة الحظور وشدة الحاجة اليه. لعله يقصد بكثرة الحضور ما يفسره بشدة الحاجة. اما كثرة الحضور وقلتها هذه لا تؤثر في عقد او ايقافه وفي النية ان شاء الله تعالى دروس في التفسير مختلفة نسأل الله ان يفسح في العمر وان يعين عليها. ونحن نشرح تفسيرا تفسيرا بطريقة اخرى وهي طريقة متوسعة. غير هذه الطريقة يقول ما المقصود بال للعهد اي التي تكون لشيء معين اما ذهنا واما ايش؟ ذكرا فيقال العهد الذهني او عهد ذكر او ذكري يقول هل يسوغ لمن يصور اكله ومعيشته الاستدلال بالتحدت بالنعمة الجواب لا الاصل انه لا يسوء. لان الواقع في حال الناس جريانه على وجه المفاخرة ومن دقائق العلم التفريق بين التحدث بنعمة الله والمفاخرة بها وقد ذكر ابن القيم بينهما فرقا لطيفا ابعطيكم الكتاب وانتم راجعوه وهو كتاب الروح ذكر فيه الفرق بين التحدث بنعمة الله وانفخرتوا بها ونقله عنها السيوطي في كتابه في التحدث بنعمة الله. وهذه نعمة انكم تصلون الى الفائدة وين مكانها. فالمكتبة الاسلامية كثيرة. عندكم كتابين ابحث عنها يقول ما احسن طبع تفسير السعدي كيف يتم الاستفادة من الافادة؟ احسن طبعة هي الطبعة الاخيرة لدار ابن الجوزي سنة اربعين والف هذه هي احسن طبعة. ولولا هنات فيها من جهة تقديم النص المتأخر عن المتقدم لكانت اكمل. والاصل ان ما في نسخة الف هو المعتمد عن المصنف. وهم تارة يجعلون ما في باء هو المقدم وهذا غلط مع اخطاء طباعية يسيرة لكن هي من افضل الطبعات ان لم تكن افضل الطبعات. يقول هل الصبر على الصبر نوع مستقل من انواع الصبر؟ لا ليس نوعا. هذا من باب التأكيد تأكيد الشيء المفعول فهو صبر ثم يؤكد. وفي السؤال السابق يقول تمام الفائدة وجوه الاستفادة من تفسير ابن سعدي كثيرة فاول طرائقها ان تعمد الى قراءته على شيخ مفيد بشرح مناسب للحال والمقام ومن وجوه ذلك ان يعمد الى تلخيصه بان يلخص هذا التفسير تلخيصا حسنا له. ويكرره تكريرا حسنا ويبتدأ بما يلزمه كالابتداء بالفاتحة والقصار المفصل. انا انصحكم جميعا رجال ونساء صغارا وكبارا ان تحرصوا في بقية هذا الاسبوع على اختصار تفسيري في الفتح قصارا مفصل فانه ارسخ في القلب وانفع في العلم يقول هذا الاخ يستدل بعض الناس بقوله تعالى لكم دينكم ولي دين على حرية الاديان فما صحة استدلاله انت وش تبي ببعض الناس لا تبحث عن بعض الناس الشر كثير ودعاته كثير هذا من الخطأ. اذا اردت ان تسأل ان تقول هل هذه الاية تدل على كذا او كذا؟ فقط ثم لا تستجر الشبهات الى قلبك. احرص على حفظ قلبك من الشبهات. وهذه الاية ليست فيما يسمى بحرية الاديان. لانها في سورة الكافرون وابتدأت بالبراءة. وهذا اقل المعاني. والاية لكم دينكم ولي دين على وجه البراءة منهم. كما يدل على ذلك شيئان اسم السورة والاخر سياق اياتها والمعاني التي يدعيها المتأخرون مما يوافق احوال الخلق عامتها تحمل عليها الاهواء. فيحمله الهوى على ان يجعل هذه الاية لكذا وهذه الاية لكذا والانسان لا ينبغي له ان يستمع الى اهل الاهواء. والا يصغي اليهم ليتا ولا ان يقرأوا في كتبهم. ويحرص على فهم معاني التي ذكرها اهل العلم. فاذا فهم القرآن عرف معانيه ووقرت فيه وابطل المعاني الفاسدة. اي معنى فاسد فساده وبطلانه من القرآن الكريم. يقول وقع في كلام المصنف انه يختم بعض السور بالتفسير وبعضها لا يختم بذلك له قصد من ذلك ام انه سهو عن ذلك؟ ليس هذا سهو ولا قصدا هذه اشياء تختلف فيها تقديرات الله عز وجل للعبد تارة ان يختمها وتارة فالامر في ذلك يسير يقول ما افضل كتاب للتفسير للمبتدأ هذا اصعب سؤال لماذا؟ لان التفظيل نسبي هذا غير هذا غير هذا غير هذا حتى وان كانوا مهتدين فهم يتفاوتون. فلا يمكن اطلاق القول بان افضل تفسير كذا وكذا وكذا وكذا لكن ينبغي ان تعلم ان التفسير المتتابع المستتم المستكمل المعنى كابن سعد افضل من التفاسير التي تجعل فيها تفسير اية واية واية واية لانها تجعل هناك نصوصا مستقلة. واما في التفسير المدمج فيأتي السياق المعنى تاما واضحا وانا انصح من اراد ان يتلقى التفسير ان يبحث عن عالم يقرأ عليه التفسير ويبينه على وجه الاختصار. اما ابتداء واما ان يستعين بكتاب يقرأه عليه يقول الامتنان في مثل قوله تعالى الم نجعل له عينين ولسانه وشفتين مما يذكر الله فيها النعمة التي انعمها على من كفر وضل من الناس هل فيها نقص للكافر واظهار لعظمة الله؟ ام انها لبرهان واظهار استحقاق الباري فقط؟ المراد من هذه الايات التوبيخ والتقريع لاولئك ان الله عز وجل انعم عليكم بهذه النعم ثم كفرتم بها. ولذلك في سورة الانسان قال الله تعالى انا خلقنا الانسان من نطوفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا. ثم قال انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا يعني ان الله عز وجل اعطاه هذه النعم ثم بعد ذلك يقع ما يقع من الناس من ان يكون شاكرا او يكون ايش او ان يكون كافر ولا كفور طيب لماذا قال شاكرا ما قال شكور ليش ما قال شكورا وكفورا؟ والجواب في قوله تعالى وقليل من عبادي الشكور. لان فعول صيغة مبالغة ابلغ من الفاعل الشكر قليل والكفر كثير نسأل الله العافية. وهذا اخر هذه المجالس نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بها جميعا. وهي ايقاد للاذهان وحث للنفوس على الاعتناء بتفسير كلام الله سبحانه وتعالى فهو من انفع العلم واكثره واوفره وتتتابع ان شاء الله تعالى هذه الايام العلمية في هذا المسجد على وفق المعلن منها. واشكركم جميعا على الحضور رجالا ونساء. وصغارا وكبارا. واسأل الله عز وجل ان يزدنا واياكم علما وعملا صالحا