الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمد اذا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكدكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومع الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجدوا فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق في مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الرابع من برنامج مهمات العلم في سنته الاولى وهو كتاب التوحيد لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وقد انتهى بنا البيان الى باب من الشرك استعاذة بغير الله نعم. احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللمؤمنين. قال المؤلف رحمه الله تعالى باب من الشرك الاستعاذة بغير الله مقصود الترجمة بيان ان الاستعاذة بغير الله من الشرك وهي من الشرك الاكبر لانها تتضمن جعل عبادة لله لغيره ليخرجوا بها العبد من الملة وما كان كذلك فهو من جنس الشرك الاكبر نعم الله عليكم وقول الله تعالى وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وعن قولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك رواه مسلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة دليلين اثنين فالدليل الاول قوله تعالى وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يعوذون برجال من الجن بعد قول مؤمن الجن في صدر الايات يهدي الى الرشد فامنا به ولن نشرك بربنا احدا ثم ذكروا افرادا من افراد الشرك حتى قالوا وانه كان رجال من الجن يعودون برجال وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فمن الشرك الاستعاذة بغير الله لعده من ذلك في جملة هؤلاء الايات كما ذكر الله سبحانه وتعالى عن الجن والدليل الثاني حديث خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم اعوذ بكلمات الله التامات وكلمات الله من صفته فالاستعاذة بالله واسمائه وصفاته توحيد والاستعاذة بغيره تنديد لان فيها جعلا لحق الله سبحانه وتعالى لغيره نعم الله اليكم فيه مسائل الاولى تفسير الاية الثانية كونه من الشرك الثالثة الاستدلال على ذلك بالحديث. لان العلماء استدلوا به على ان كلمات الله غير مخلوقة. قالوا لان الاستعاذة بالمخلوق شرك الرابعة فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره الخامسة ان كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر او جلب نفع لا يدل على انه ليس من الشرك قوله رحمه الله الخامسة ان كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر او جلب نفع لا يدل على انه ليس من الشرك لانهم كانوا اذا استعادوا في الجاهلية بسيد الوادي من الجن سلموا وامنوا شرهم فحصلت لهم منفعة السلامة والامن لكن هذا لا يدل على انه ليس من الشرك لان وقوع هذه المنفعة امر قدري وكون الاستعاذة بغير الله شركا امر شرعي والشرع حاكم على القدر. ومن القواعد المفسدة للديانة تصير القدر حاكما عن الشريعة فان الله سبحانه وتعالى تعبدنا بشرعه ولم يتعبدنا بامره القدري فلو قدر وجود منفعة فيما لم يأذن به الشرع فان تلك المنفعة ملغاة مطرحة لان العباد مخاطبون بامتثال الخطاب الشرعي وليسوا مخاطبين بامتثال الخطاب القدري وعدم التفريق بين نوعي الخطاب ومأخذ الامتثال فيهما يوقع في المحظور وقد تسارع الناس باخرة الى هذا فتجد احدهم اذا استعمل امرا ما ادعى انه نافع ولو كان على خلاف امر الشريعة كمن يستعمل شرب الدم في بعض الجهات من جنس معين من الناس. ويجعله دواء لنفع لدفع الكلب اذا اصيب به الانسان ووقوع مثل هذه المنفعة انما هو من تزيين الشيطان الشر للناس. فان الله عز وجل حرم الدم ولا يجوز التداوي بحرام. فالحكم للشرع لا للقدر. وامتثل هذه القاعدة في كل امر امر من امور الخطاب مفرقا بين الخطاب الشرعي الذي تعبدنا به والخطاب القدري الذي يجريه الله سبحانه وتعالى علينا نعم احسن الله اليكم باب من الشرك ان يستغيث بغير الله او يدعو غيره مقصود الترجمة بيان ان الاستغاثة بغير الله او دعاء غيره من الشرك وهما من الشرك الاكبر لانهما تتضمنان جعل عبادة لله لاحد سواه يخرج بها العبد من الملة وما كان كذلك فهو من جنس الشرك الاكبر نعم الله اليكم وقول الله تعالى ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين يمين وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. الاية. وقوله الرزق واعبدوه. الاية وقوله ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم يوم القيامة الايتين وقوله امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء الاية وروى الطبراني باسناده انه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله عز وجل ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين اثنين احدهما في قوله ولا تدعو من دون الله فهذا نهي والنهي للتحريم والمنهي عنه ايقاع عبادة والعبادة لا تكون الا لله فاذا جعلت لغيره كان ذلك شركا والاخر في قوله فان فعلت فانك اذا من الظالمين اي من المشركين لان الشرك اعظم ظلم فمن دعا الله فقد وقع في فعل من افعال المشركين فمن دعا غير الله فقد وقع في فعل من افعال المشركين مم والدليل الثاني قوله تعالى فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله واعبدوه فهذا امر بعبادة الله سبحانه ومن عبادته دعاؤه والاستغاثة به وحده مع قوله في صدر الاية انما تعبدون من دون الله اوثانا فسمى عبادتهم وثنية شركية وجعلها افكا مدعى والدليل الثالث قوله تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله الايتين ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومن اضل ممن يدعو من دون الله اي لا احد اضل ممن دعا غير الله فان هذا التركيب اذا ورد في القرآن فالمراد منه اثبات الغاية في الفعل المذكور معه فقول الله عز وجل مثلا ومن اظلموا معناه لا احد اظلم وقوله سبحانه وتعالى ومن اضلوا معناه لا احد اضل واعظم الضلال هو الشرك بالله عز وجل. ومن الشرك به دعاء غيره والاستغاثة به كما في هذه الاية والدليل الرابع قوله تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله امن يجيب المضطر اذا دعاه مع قوله في الاية االه مع الله قليلا ما تذكرون فلا اله يدعى ولا يستغاث به سوى الله ومن دعا احدا سواه او استغاث بغيره فقد اشرك والدليل الخامس ما رواه الطبراني انه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين الحديث واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله انه لا يستغاث بي ففيه ابطال الاستغاثة بغير الله ولو كانت بالرسول صلى الله عليه وسلم والاخر في قوله انما يستغاث بالله عز وجل فحصل الاستغاثة بالله وحده واذا كانت الاستغاثة كائنة بالله وحده فان جعلها لغيره من الشرك ومنعه صلى الله عليه وسلم ان يستغاث به على مقدور عليه كما في هذا الحديث وقع سدا للذريعة وحماية للشريعة وادبا مع الله عز وجل فان النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة له قوة ومنعه ومكنة من اغاثة من استغاث به من المؤمنين على هذا المنافق الا ان النبي صلى الله عليه وسلم ادبهم بقوله انه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله سدا للذريعة وحماية للشريعة وادبا مع الله سبحانه وتعالى نعم في مسائل الاولى ان عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص قوله رحمه الله الاولى ان عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص دعاء الله شرعا له معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع والاخر خاص وهو طلب العبد حصول ما ينفعه ودوامه او دفع ما يضره ورفعه والاستغاثة بالله شرعا هي طلب الغوث من الله عند ورود الضرر وبيان العموم والخصوص بينهما باعتبار المعنى الاول للدعاء وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع فان الاستغاثة طرد من افراد الخطاب الممتثل حبا لله وخضوعا له فهي مندرجة في جنس العبادة واما باعتبار المعنى الثاني وهو المعنى الخاص للدعاء فان الدعاء بمعناه الخاص يكون طلبا من الله عز وجل ويندرج في مطلوبات العبد طلبه من ربه الاغاثة عند ورود ضرر به وذلكم فرد من افراد الدعاء فان العبد يسأل ربه انواعا مختلفة من المطلوبات منها دعاؤه ربه عند وعند ورود الضرر وهذه هي الاستغاثة فهي فرد من افراد سؤال العبد ربه مطلوباته وهو معنى الدعاء الخاص كما ذكرنا فظهر معنى العطف للعام والخاص بين الدعاء والاستغاثة باعتبار المعنيين جميع نعم ثانية تفسير قوله ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك الثالثة ان هذا هو الشرك الاكبر الرابعة ان اصلح الناس لو فعله يضاء لغيره صار من الظالمين الخامسة تفسير الاية التي بعدها السادسة كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفرا السابعة تفسير الاية الثالثة الثامنة ان طلب الرزق لا ينبغي الا من الله. كما ان الجنة لا تطلب الا منه التاسعة تفسير الاية الرابعة العاشرة ذكر انه لا اضل ممن دعا غير الله الحادية عشرة انه غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه الثانية عشرة ان تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له الثالثة عشرة تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو الرابعة عشرة كفر المدعو بتلك العبادة قوله رحمه الله الرابعة عشرة كفر المدعو بتلك العبادة اي لقوله تعالى في تمام الايات من سورة الاحقاف كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين اي منكرين لها فان من يدعى من دون الله ينكر عبادة من دعاه يوم القيامة نعم الله اليكم الخامسة عشرة ان هذه الامور هي سبب كونه اضل الناس السادسة عشرة تفسير الاية الخامسة السابعة عشرة الامر العجيب هو اقرار عبدة الاوثان انه لا يجيب المضطر الا الله. ولاجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصا له الدين الثامنة عشرة حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا الاية مقصود الترجمة بيان برهان من براهين التوحيد وهو قدرة الخالق وعجز المخلوق فلله الافعال الكاملة والاسماء الحسنى والصفات العلى والمخلوق بضد ذلك لا يخلق لا يخلق ولا يملك ولا يقدر فكيف يصير معبودا نعم عليكم وقوله والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير الاية. وفي الصحيح عن انس رضي الله عنه قال شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد وكسرت رباعيته فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟ فنزلت ليس لك من الامر شيء. وفي عمر رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الاخيرة من الفجر اللهم العن فلانا وفلانا بعدما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد. فانزل الله ليس لك من الامر شيء. وفي رواية على صفوان ابن امية وسهيل ابن عمر والحارث ابن هشام فنزلت ليس لك من الامر شيء وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انزل عليه وانذر العشيرة كالاقربين. فقال يا معشر قريش او كلمة نحو واشتروا انفسكم لا اغني عنكم من الله شيئا. يا عباس بن عبد المطلب لا اغني عنك من الله شيئا. يا صفية رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اغني عنك من الله شيئا. ويا فاطمة بنت محمد سريري من ما لي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا الاية والتي بعدها ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى ما لا يخلق شيئا مع قوله وهم يخلقون وفي قوله ولا يستطيعون لهم نصرا مع قوله ولا انفسهم ينصرون فقرر عجز المخلوق بكونه يخلق ولا يخلق ولا ينصر احدا بل لا ينصر نفسه فهو حينئذ عبد لا معبود ولذلك قال الله سبحانه وتعالى بعدها باية ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم لاظهار عجزهم وعدم صلاحيتهم لتأليههم والدليل الثاني قوله تعالى والذين تدعون من دونه الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ما يملكون من قطمير والقطمير هو اللفافة التي تكون على نواة التمر فنفى الله عز وجل عنهم ملك شيء حقير وهو القطمير فان لهم ملك ما فوقه والله سبحانه وتعالى له الملك كله وقد قال الله عز وجل قبلها ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير فاثبت عز وجل لنفسه الملك الكامل ونفى عن كل ما سواه ملك اي شيء ولو كان انا شيئا حقيرا كالقطمير. والدليل الثالث حديث انس رضي الله عنه في قصة شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في انزال الله عز وجل قوله ليس لك من الامر شيء بعد قوله صلى الله عليه وسلم كيف يفلح قوم شجوا نبيهم استبعادا منه صلى الله عليه وسلم لفلاحهم بعد فعلتهم التي فعلوا فاخبر صلى الله عليه وسلم انه ليس له شيء من الحكم على الخلق والتصرف في عواقب الامور. بل ذلك لله وحده. كما قال الله عز وجل في الايات بل لله الامر جميعا والدليل الرابع حديث ابن عمر رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا رفع رأسه الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في انزال الله عز وجل قوله ليس لك من الامر شيء بعد قوله صلى الله عليه وسلم اللهم العن فلانا انا وفيه المعنى المتقدم بحجب الحكم على الخلق والتصرف في العواقب في حق افضل الخلق صلى الله عليه وسلم. فكيف بغيره فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك في الخلق حكما بامضاء هداية او ابقاء كفر او ايقاع عذاب ولعنة وان الامر كله لله فمن دون النبي صلى الله عليه وسلم اولى الا يملك شيئا من ذلك وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى حديثين في سبب نزول قول الله عز وجل ليس لك من الامر شيء يختلف احدهما عن الاخر ففي الحديث الاول ان سبب انزالها ما وقع يوم احد وبعد قوله صلى الله عليه وسلم كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وفي الحديث الثاني انها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد قنوته على المشركين باللعن والذي يظهر ان الاية نزلت في الامرين جميعا فانهما كانا في قصة واحدة وهذا هو ظاهر تصرف ابي عبد الله البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه فتكون الاية نازلة في الامرين جميعا فاخبر كل واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بما علم فانس اخبر عن علمه بسبب لنزولها واخبر ابن عمر رضي الله عنه بسبب اخر. والاية نازلة في الامرين جميعا لانهما كان في قصة واحدة. والدليل الخامس حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انزل عليه وانذر عشيرتك الاقربين الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم مخاطبا قومه لا اغني عنكم من الله شيئا وفي قوله مخاطبا عمه العباس لا اغني عنك من الله شيئا وفي قوله مخاطبا عمته صفية وابنته فاطمة لا اغني عنك من الله شيئا لانه لا حكم للنبي صلى الله عليه وسلم بل الحكم لله وحده كما قال الله سبحانه وتعالى فيما ذكره عن نبيه يعقوب عليه الصلاة والسلام وما اغني عنكم من الله من ان الحكم الا لله ومن دون الانبياء فهم اولى بعدم الاغناء فاذا كان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وهو اشرف الخلق واعظمهم عند الله جاها ومقاما لا يملك لقرابته شيئا كما صرح بقوله لا اغني عنكم من الله شيئا وبقوله ما اغني عنك من الله شيئا وبقوله لا اغني عنك من الله شيئا فان غير النبي صلى الله عليه وسلم اولى الا ينفع احدا من الخلق لعجز المخلوق وقدرة الخالق سبحانه وتعالى. وكمال قدرته عز وجل يقتضي ان يكون الحكم كله لله. والملك كله لله عز وجل ومن لطائف الادلة الشرعية ان الخطاب في هذا الامر العظيم جاء تارة مساقا الى المؤنث. وتارة مساقا الى المذكر وتارة مساقا الى الجمع المستغرق جميع الافراد لتقرير ابطال التعلق باحد من المخلوقين كائنا من كان في التصرف في عواقب الامور نعم. احسن الله اليكم في مسائل الاولى تفسير الايتين الثانية قصة احد الثالثة قنوت سيد المرسلين وخلفه وخلفه سادات الاولياء يؤمنون فيه الصلاة الرابعة ان المدعو عليهم كفار الخامسة انهم فعلوا اشياء لا يفعلها غالب الكفار. منها شجهم نبيهم وحرصهم على قتله ومنها التمثيل بالقتلى مع انهم نعمم السادسة انزل الله عليه في ذلك ليس لك من ليس لك من الامر شيء السابعة قوله او يتوب عليهم او يعذبهم فتاب عليهم وامنوا الثامنة القنوت في النوازل التاسعة تسمية المدعو عليهم في الصلاة باسمائهم واسماء ابائهم العاشرة لعن المعين في القنوت الحادية عشرة قصة صلى الله عليه وسلم لما انزل عليه وانذر عشيرتك الاقربين الثانية عشرة جدو صلى الله عليه وسلم في هذا الامر بحيث فعل ما نسب بسببه الى الجنون وكذلك لو يفعله الان الثالثة عشرة قوله للابعد والاقرب لا اغني عنك من الله شيئا. حتى قال يا فاطمة بنت محمد لا اغني عنك من الله شيء فاذا صرح وهو سيد المرسلين انه لا يغني شيئا عن سيدة نساء العالمين. وامن الانسان بانه لا يقول الا الحق ثم نظر فيما وقع في قلوب خواص الناس اليوم تبين له ترك التوحيد مغربة الدين الله اليكم باب قول الله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير مقصود الترجمة بيان برهان ثان من براهين التوحيد وهو قدرة الخالق وعجز المخلوق والفرق بين هذه الترجمة وسابقتها في ذكر هذا البرهان ان المضروب مثلا في عجزه من المخلوقات هنا هم الملائكة وفي الترجمة السابقة المذكور عجزه من المخلوقات هو المعظم عند المسلمين وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم والمعظم عند المشركين وهي اوثانهم فكان المصنف رحمه الله تعالى اراد المبالغة في تقرير هذا البرهان العظيم وهو قدرة الخالق وعجز المخلوق تبين اعز اهل الارض من الانبياء فمن دونهم عن التصرف في عواقب الامور ثم بين بعد في هذه الترجمة اعز اهل السماء من الملائكة عن التصرف فيها وهذا من حدقه رحمه الله تعالى الله اليكم في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعان قولي كانه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مستلق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض. وصفه وصفه سفيان وبدد بين اصابعه. فيسمع الكلمة فيلقيها الى من تحته ثم يلقيها الاخر الى من تحته. حتى يلقيها على لسانه فربما ادركه الشياب قبل ان يلقيها. وربما القاها قبل ان يدركه فيكذب معها مائة كذبة. فيقال اليس فقد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله تعالى ان يوحي بالامر تكلم بالوحي اخذت السماوات منه رجفة او قال رعدة شديدة خوفا من الله عز وجل. فاذا سمع ذلك اهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدا. فيكون اول من يرفع رأسه جبرائيل فيكون اول من يرفع رأسه جبرائيل فيكلمه الله من وحيه بما اراد ثم يمر جبرائيل على الملائكة كلما مر وان سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبرائيل؟ فيقول جبرائيل قال الحق وهو العلي الكبير. فيقول كلهم مثل ما قال جبرائيل فينتهي جبرائيل بالوحي الى حيث امره الله عز وجل. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله حتى اذا فزع عن قلوبهم مع قوله وهو العلي الكبير فالملائكة يلحقهم فزع اذا قضي الامر في السماء ففيه بيان عجزهم والله سبحانه وتعالى له العلو والكبر ففيه بيان قدرته سبحانه والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قظى الله الامر في الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله حتى اذا فزع عن قلوبهم مع قوله وهو العلي الكبير فالملائكة يلحقهم الفزع والله له علو الكبر وهذا الحديث تفسير للاية المذكورة والضمير في قوله صلى الله عليه وسلم كانه سلسلة على صفوان راجع الى قول الله عز وجل تهوى وصف لما يقع في الاسماع من كلامه والتشبيه هنا من تشبيه السماع بالسماع لا من تشبيه المسموع بالمسموع وهو نظير قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر فان هذا الحديث متظمن تشبيها المرئي بالمرئي لا تشبيه الرؤية بالرؤية وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم كانه سلسلة على صفوان تشبيه للسماع بالسماع لا المسموع بالمسموع والدليل الثالث حديث النواس ابن سمعان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله تعالى ان يوحي بالامر الحديث رواه ابن ابي عاصم في كتاب السنة والبيهقي في الاسماء والصفات بسند ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فاذا سمع ذلك اهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدا مع قوله وهو العلي الكبير فوصف الملائكة بما يدل على عجزهم ووصف الله بما يدل على كمال قدرته وقهره وعلوه وكبره مفهوم معنى قولنا كانه سلسلة على صفوان انه تشبيه السماع بالسماع ام غير مفهوم نعيد لان هذه المسألة اخطأ فيها بعض شراح التوحيد قوله صلى الله عليه وسلم كانه سلسلة على صفوان راجع الى قول الله عز وجل والتشبيه هنا تشبيه للسماع بالسماع اي تشبيه لما يقع في الاذان بهذه الصفة وليس المراد بذلك تشبيه المسموع الذي هو صوت الله سبحانه وتعالى بصوت السلسلة تعالى الله عز وجل عن ذلك كما في حديث جرير ابن عبد الله فان التشبيه في حديث جرير انكم سترون ربكم كما ترون البدر القمر ليلة البدر يراد به تشبيه الرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي فالله سبحانه وتعالى في صورته الثابتة له بالاحاديث الصحيحة ليس كصورة البدر لكن المراد تشبيه ادراك المخلوق للرؤية اذا نظر الى البدر ادراكه لرؤية ربه سبحانه وتعالى اذا رآه يوم القيامة. وكذلك في حديث الباب المراد تشبيه السماع بالسماع لا المسموع بالمسموع. فليس وصفا لكيفية صوت الله عز وجل. بل هو وصف لكيفية السماع المدرك الذي يقع في اذن السامع نعم. احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى تفسير الاية الثانية ما فيها من الحجة على ابطال الشرك خصوصا من تعلق على الصالحين. وهي الاية التي قيل انها تقطع شؤم تقطع عروق شجرة الشرك من القلب. قوله رحمه الله الثانية ما فيها من الحجة على ابطال الشرك خصوصا من تعلق على الصالحين وهي الاية التي قيل انها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب. يعني قوله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له وقطعها عروق الشرك واقع بامور اربعة اولها نفي الملك عن معبوداتهم لقوله لا يملكون مثقال ذرة والذرة النملة الصغيرة والثاني نفي كونهم شركاء لله في ملكه كما قال وما لهم فيهما من شرك والثالث نفي اعانتهم له سبحانه نفي اعانتهم له سبحانه كما قال وما له منهم من ظهير والظهير هو المعين ورابعها ان الشفاعة لا تنفع عند الله الا لمن اذن له كما قال في الاية ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له فلما نفت الاية هذه الامور الاربعة اجتثت عروقا شجرة الشرك من قلب من وقر معناها في قلبه فانه يتبين له ان من لم يكن له شيء من هذه الامور الاربعة فلا يصلح ان يكون معبودا من دون الله عز وجل نعم. احسن الله اليكم الثالثة تفسير قوله قالوا الحق وهو العلي الكبير الرابعة سبب سؤالهم عن ذلك الخامسة ان جبريل ان جبريل يجيبهم بعد ذلك بقوله قال كذا وكذا السادسة ذكر ان اول من يرفع رأسه جبريل السابعة انه يقول لاهل السماوات كلهم لانهم يسألونه الثامنة ان الغشي يعم اهل السماوات كلهم التاسعة ارتجاف السماوات لكلام الله العاشرة ان جبريل هو الذي ينتهي بالوحي الى حيث امره الله الحادية عشرة ذكر استراق الشياطين الثانية عشرة صفة ركوب بعضهم بعضا. الثالثة عشرة سببه سبب ارسال الشهاب الرابعة عشرة انه تارة يدركه الشهاب قبل ان يلقيها وتارة يلقيها في اذن وليه من الانس قبل ان يدركه الخامسة عشرة كون الكاهن يصدق بعض الاحيان السادسة عشرة كونه يكذب معها مئة كذبة السابعة عشرة انه لم يصدق كذبه الا بتلك الكلمة التي سمعت من السماء الثامنة عشرة قبول النفوس للباطل كيف يتعلقون بواحدة ولا يعتبرون بمائة التاسعة عشرة كونهم يلقي بعضهم على بعض تلك الكلمة كونهم يلقي بعضهم على بعض تلك الكلمة ويحفظونها ويستدلون بها العشرون اثبات الصفات خلافا للمعطلة. الحادية والعشرون التصريح بان تلك الرجفة والغشي خوفا من الله عز وجل الثانية والعشرون انهم يخرون لله سجدا باب الشفاعة مقصود الترجمة بيان برهان من براهين التوحيد وهو ملكه سبحانه الشفاعة وانها ليست لغيره واذا كان هو مالكها وجب ان يوحد في العبادة وغيره لا يشفع الا باذنه فوجب الا يعبد من دون الله والشفاعة عند علماء التوحيد هي الشفاعة عند الله اما الشفاعة عند المخلوقين فتذكر احكامها بكتب الفقه لا الاعتقاد والمراد بالشفاعة هنا شرعا هي سؤال الشافعي الله جلب خير للمشفوع له هي سؤال الشافع الله جلب خيل للمشفوع له او دفع ضر عنه هي سؤال الشافعي الله جلب خير للمشفوع له او دفع ضر عنه نعم الله عليكم وقول الله عز وجل وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لله شفاعة جميعا وقوله ما هذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقوله وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى وقوله وردع الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيه ما من شرك وماله منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له قال ابو العباس رحمه الله نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون فنفى ان يكون لغيره ملك او قسط منه او يكون عونا لله ولم يبق الا الشفاعة فبين انها لا تنفع الا لمن اذن له الرب. كما قال ولا يشفعون الا لمن فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن واخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يأتي فيسجد لربه احمد لا يبدأ بالشفاعة اولا ثم يقال له ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع وقال له ابو هريرة رضي الله عنه من اسعد الناس بشفاعتك؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه. فتلك الشفاعة لاهل الاخلاص باذن لله ولا تكونوا لمن اشرك بالله وحقيقة ان الله سبحانه هو الذي يتفضل على اهل على اهل الاخلاص فيغفر لهم واسطة دعاء من اذن له ان يشفع ليكرمه. وينال المقام المحمود. فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك لهذا اثبت الشفاعة باذني في مواضع وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم انها لا تكون الا لاهل التوحيد والاخلاص انتهى كلامه ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع فنفى ان يكون دونه سبحانه شفيع والنفي يراد به من يبتدئ بالشفاعة دون اذن الله عز وجل لقوله ما من شفيع الا من بعد اذنه فيكون الشفيع المنفي هو الشافع الذي يتقدم بالشفاعة دون اذن الله عز وجل فالنفي مسلط على حال خاصة يتخلف فيها اذن الله للشافع فاذا اذن الله عز وجل لمن يشفع شفع باذن الله سبحانه وتعالى والدليل الثاني قوله تعالى قل لله الشفاعة جميعا الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى لله الشفاعة جميعا كتقديم الجار والمجرور لله يقتضي الحصر فالشفاعة كلها لله عز وجل وقوله بعد جميعا تأكيد لذلك الحصر فلا تكونوا لاحد غيره فلا تكونوا لاحد غير الله الا بعد اذنه سبحانه وتعالى والدليل الثالث قوله تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من ذا الذي مع قوله الا باذنه اي لا احد يشفع عند الله الا باذنه فلا يجدون لهم من دون الله شفيعا الا بعد اذن الله عز وجل والدليل الرابع قوله تعالى وكم من ملك في السماوات الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وكم من ملك في السماوات مع قوله لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى فالملائكة المقربون لا يشفعون الا بعد اذن الله ورضاه مع ما لهم من المرتبة العالية والمقام الاسمى والدليل الخامس قوله تعالى قل ادعوا قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله الايتين ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له فنفع فنفى الله سبحانه وتعالى كل شفاعة تكون الا شفاعة تصدر بعد اذنه سبحانه وتعالى. وهذا يقتضي اثبات ملك الشفاعة له وحده ونفيها عما سواه ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى كلام شيخ الاسلام ابي العباس ابن تيمية الحفيد المبين لمعنى الدليل الخامس نعم احسن الله اليكم فيه مساعي الاولى تفسير الايات الثانية صفة الشفاعة المنفية قوله رحمه الله الثانية صفة الشفاعة المنفية اي التي تطلب من غير الله عز وجل الله اليكم. هم. الثالثة صفة الشفاعة المثبتة قوله رحمه الله الثالثة صفة الشفاعة المثبتة اي التي تكون بعد اذن الله ورضاه فهي تطلب منه وحده ولا تتحقق للعبد الا بعد اذن الله عز وجل ورضاه نعم. احسن الله اليكم الرابعة ذكر الشفاعة الكبرى وهي المقام المحمود الخامسة صفة ما يفعله صلى الله عليه وسلم انه لا يبدأ بالشفاعة بل يسجد فاذا اذن له شفع السادسة من اسعد الناس بها السابعة انها لا تكون لمن اشرك بالله الثامنة بيان حقيقتها باب قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت مقصود الترجمة بيان برهان من براهين التوحيد وهو قلوص ملك الهداية لله عز وجل فلا يشاركه فيها احد فان اعظم الخلق عند الله قدرا واوسعهم جاها وهو محمد صلى الله عليه وسلم لا يملك هداية من احب في الدنيا وكذلك لا يملك لهم في الاخرة نفعا بل لا يشفع لاحد الا بعد اذن الله فالله وحده ما لك الشفاعة وهذا وجه اتباع باب الشفاعة بهذا الباب بالاعلام ان غير الله عز وجل مهما بلغ قدره وعظمت منزلته فانه لا يملك لاحد شيئا في امره لا في هداية الدنيا ولا في شفاعة الاخرة والهداية المنفية عن النبي صلى الله عليه وسلم هي هداية التوفيق والالهام واثبت له نوع اخر من الهداية هو هداية البيان والارشاد كما في قوله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم وظهر بهذا الجمع بين الايتين فالهداية المثبتة للنبي صلى الله عليه وسلم هي هداية البيان والارشاد والهداية المنفية عنه صلى الله عليه وسلم هي هداية التوفيق والالهام نعم الله اليكم في الصحيح عن ابن المسيب عن ابيه قال لما حضرت ابا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبد الله ابن امية وعنده عبدالله بن ابي امية وابو جهل فقال له يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله فقال الا له اتراب عن ملة عبد المطلب؟ فاعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فاعاد فكان اخر ما قال هو على ملة هو على ملة عبد المطلب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك ما لم انهى عنك فانزل الله عز وجل ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين. وانزل الله في ابي طالب انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة دليلين اثنين فالدليل الاول قوله تعالى انك لا من احببت الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله انك لا تهدي من احببت فنفى ملكه صلى الله عليه وسلم هداية من احب في الدنيا وذلك دال على نفي ملكه صلى الله عليه وسلم الشفاعة في الاخرة لان الدنيا دار لاملاك الخلق اما الاخرة فان الملك الكامل يختص بالله عز وجل كما قال الملك يومئذ الحق للرحمن وانتفاؤ هذا الامر عن غيره اولى. لانه صلى الله عليه وسلم اعظم الخلق قدرا والدليل الثاني حديث المسيب بن حزم رضي الله عنه قال لما حضرت ابا طالب الوفاة الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في كون القصة المذكورة سببا لنزول الاية المترجم بها فهو كالتفسير لها فان معرفة سبب النزول يعين على فهم التفسير كما ذكر ابو العباس ابن تيمية في قاعدته المشهورة المعروفة بالمقدمة وان المراد بالمنفي هنا هدايته صلى الله عليه وسلم عمه ابا طالب ابن عبد المطلب الذي رباه صغيرا وحماه كبيرا. ومع جلالة مرتبته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفور حرمته لم يملك هدايته ونفعه في الدنيا وهو كذلك لا يملك له شيئا في الاخرة الا بعد اذن الله عز وجل فان الله سبحانه وتعالى نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لعمه ولغيره من المشركين فانزل على نبيه ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم. فترك النبي صلى الله عليه وسلم الاستغفار ارى له وكان صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه والضحضاح هو الموضع القريب القعري من الماء اذا غمر الارض فكان صلى الله عليه وسلم يرجو ان ينفع عمه بالشفاعة في الاخرة فاذن الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم فشفعه في عمه قبلها فاخرج ابا طالب من غمرات النار الى ضحضاحها. كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال واللفظ لمسلم وجدته في غمارات النار فاخرجته الى ضحضاح ووقع ذلك تطييبا لخاطر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانه لما منع الاستغفار لعمه ابي طالب رجا ان يشفعه الله سبحانه وتعالى فيه يوم القيامة بان يخفف عذابه فعجل الله عز وجل له شفاعته لعمه واخرجه من غمرات النار الى ضحضاحها. والمخرج هو الله وحده. بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث فاخرجته من غمرات النار اي بشفاعة عند الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى تفسير قوله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء الاية الثانية تفسير قوله ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم الاية الثالثة وهي المسألة الكبيرة تفسير قوله قل لا اله الا الله بخلاف ما عليه من يدعي العلم الرابعة ان ابا جهل ومن معه يعرفون مراد النبي صلى الله عليه وسلم اذا قال للرجل قل لا اله الا الله فقبح الله من ابو جهل اعلم منه باصل الاسلام؟ قوله رحمه الله الرابعة ان ابا جهل ومن معه يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم اذا قال للرجل قل لا اله الا الله فقبح الله من او جهل اعلم منه باصل الاسلام اي فمراد النبي صلى الله عليه وسلم من الامر بقولها هو ابطال عبادة غير الله فمن قال لا اله الا الله ولم يبط العبادة غير الله فانه لم يفهم اصل الاسلام خلافا لابي جهل واضرابه الذين عرفوا انه ليس المراد قولها باللسان بل المراد انه ليس المراد قولها باللسان بل المراد هو اعتقاد معناها بمقتضاها من ابطال الالهة تستنكفوا واستكبروا وكانوا قوما بورا نعم. احسن الله اليكم الخامسة جده صلى الله عليه وسلم ومبالغته في اسلام عمه السادسة الرد على من زعم اسلام عبدالمطلب واشلافه السابعة كونه صلى الله عليه وسلم استغفر له فلم يغفر له بل نهي عن ذلك الثامنة مضرة اصحاب السوء على الانسان التاسعة مضرة تعظيم الاسلاف والاكابر قوله رحمه الله التاسعة مضرة تعظيم الاسلاف والاكابر اي اذا جعل قولهم حجة يرجع اليها عند التنازع دون الرجوع الى حكم الشريعة فليس مراد المصنف الاطلاق بل مقصوده محل خاص وهو اذا كان ما عليه الاسلاف مخالفا لحكم الشريعة فان خلا من ذلك فان الاصل في هذا الدين الاقتداء بالاسلاف والاكابر وقد روى الطبراني في الاوسط وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ان النبي صلى الله عليه قال البركة مع اكابركم وحسن اسناده جماعة والصواب انه موقوف باسناد صحيح ومثل هذا مما لا يقال من قبل الرأي لان الحكم بان شيئا ما يتضمن بركة هو اخبار عن غيب. والاخبار عن لا يقال من قبل الرأي فلا يكون ابن عباس رضي الله عنهما قد قاله من قبل نفسه بل بخبر عن الصادق المصدوق يتضمن ان البركة مع الاكابر فجاءت الشريعة بتشييد هذا الاصل العظيم وان الواجب على الخلق بناء هذا الدين على الاقتداء والاتباع باسلافهم واكابرهم فالخير كل الخير في اتباع السلف الماضين. والشر كل الشر في ابتداع الخلف المتأخرين نعم احسن الله اليكم. العاشرة الشبهة للموطنين في ذلك الاستدلال ابي جهل بذلك قوله رحمه الله العاشرة الشبهة للمبطلين في ذلك الاستدلال ابي جهل بذلك اي الشبهة للمبطلين في تعظيم الاسلاف لقول ابي جهل اترغب عن ملة عبدي المطلب فانه ذكره بما يوقع في قلبه متابعة تلافيه معظما له نعم الله اليكم. الحادية عشرة الشاهد لكون الاعمال بالخواتيم لانه لو قالها لنفعته الثانية عشرة التأمل في كبر هذه الشبهة في قلوب الضالين. لان في القصة انهم لم يجادلوه لم يجادلوه الا بها مع مبالغته صلى الله عليه وسلم وتكريره. فلاجل عظمتها ووضوحها عنده مقتصروا عليها باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين مقصود الترجمة بيان سبب وقوع الناس في الشرك مع ظهور براهين التوحيد وهو الغلو في الصالحين لان الصالح له قدر عند الله وعند الناس ومن الناس من يبالغ في حقه ويعظم قدره حتى يخرجه عما امرت به الشريعة فيقع العبد في الشرك بعبادتهم من دون الله والغلو هو مجاوزة الحد المأذون فيه هو مجاوزة الحد المأدون فيه فكل ما جاوز العبد به الحد الذي اذنت به الشريعة فهو غلو نعم احسن الله اليكم وقول الله عز وجل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وقالوا لا الهتكم ولا تذرن ولا يغوث ويعوق ونسرا. قال هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح فلم ما هلك واوحى الشيطان الى قوم من ينصبوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها ان انسبوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها انصابا وسموها باسمائهم فباعلوا ولم تعبد حتى اذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت وقال ابن القيم قال غير واحد من السلف لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الامد فعبدوهم وعن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله اخرجه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو. ولمسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلك المتنطعون قالها ثلاثا ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى يا اهل الكتاب الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا تغلوا في دينكم فذكر ان من افعالهم الغلو في الدين وسياق الايات دال على ان غلوهم فيه هو في قولهم في عيسى وامه لما الهوهما وقالوا ان الله ثالث ثلاثة ومثله قولهم في عزير انه ابن الله والاول دين النصارى والثاني دين اليهود فلما غلوا في الصالحين كفروا وتركوا دين التوحيد الذي جاءت به الانبياء والدليل الثاني حديث ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى وقالوا لا تذرن الهتكم الحديث اخرجه البخاري ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وقالوا لا تذرن الهتكم وهذه الالهة هي المفسرة بقوله ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونثرا وكانوا كما فسره ابن عباس رضي الله عنهما رجالا صالحين فغلوا فيهم حتى عبدوهم من دون الله فكفروا وتركوا دينهم وورثت العرب عنهم ذلك فكانت فيهم عبادة هؤلاء الصالحين والدليل الثالث حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما كرة النصارى ابن مريم الحديث اخرجاه في الصحيحين وانما عند مسلم اصله لا لفظه. وهذا وجه عزوه اليه فان العزو بالاصل صحيح عند اهل العلم كما قال العراقي في الالفية والاصل يعني البيهقي ومن عزى فان اهل العلم ربما عزوا حديث الى كتاب يريدون ان اصله موجود فيه وان لم يوجد اللفظ بعينه منه وهذا نظير الواقع في هذا فان هذا الحديث لا يوجد عند مسلم بلفظه لكنه موجود عنده باصله فصح ان يقال اخرجاه كما فعل المصنف رحمه الله ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم كما اطرت النصارى ابن مريم اي في قولهم عيسى ابن الله وجعلهم اياه الها فكفروا بذلك وتركوا ما كانوا عليه من التوحيد والاطراء هو مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه هو مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه وهو من جنس الغلو لكنه خص بهذا الاسم افرادا له لكثرة وقوعه والدليل الرابع حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو الحديث اخرجه النسائي وابن ماجة باسناد صحيح وبيض المصنف رحمه الله لراويه اي لم يكتب اسمه وترك بياضا. وهو المشار اليه بالنقط التي في النسخ التي بايديكم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم فانما اهلك الذين من قبلكم الغلو والذين من قبلنا هم اليهود والنصارى وغلوهم كان في الانبياء والصالحين كما تقدم وهلاكهم كان في كفرهم وتركهم دين التوحيد والدليل الخامس حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلك المتنطعون الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في اخباره صلى الله عليه وسلم عن هلاك المتنطعين والتنطع هو التعمق والغلو واصله التقعر في الكلام ثم استعمل في كل غلو ومن المتنطعين الذين هلكوا اولئك الذين غلوا في الصالحين كقوم نوح واليهود والنصارى وهلاكهم في كفرهم وخروجهم من الدين نعم الله اليكم فيه مسائل الاولى ان من فهم هذا الباب وبابين بعده تبين له غربة الاسلام. ورأى من قدرة الله وتقليبه للقلوب العجبة الثانية معرفة اول شرك حدث في الارض انه بشبهة الصالحين الثالثة معي قوله رحمه الله الثانية معرفة اول شرك حدث في الارض انه بالشبهة الصالحين هاي الشرك قوم نوح وشبهة الصالحين ما ادعوه فيهم وصنعوه لهم حتى عبدوهم من دون الله عز وجل نعم احسن الله اليكم الثالثة معرفة اول شيء غير به دين الانبياء وما سبب ذلك مع مع معرفة ان الله ارسلهم قوله رحمه الله ثالثة معرفة اول شيء غير به دين الانبياء وما سبب ذلك مع معرفة ان الله ارسلهم اي عبادة الصالحين بسبب الغلو فيهم الله اليكم. الرابعة قبول البدع مع كون الشرائع والفطر تردها الخامسة ان سبب ذلك كله مزج الحق بالباطل فالاول محبة الصالحين والثاني فعل اناس من اهل العلم والدين شيئا ارادوا به خيرا وظن من بعدهم انهم ارادوا به غيرة السادسة تفسير الاية التي في سورة نوح السابعة جبلة الادمي في كون الحق ينقص في قلبه والباطن والباطن والباطن يزيد والباطل يزيد جبلة الادمي في كون الحق ينقص في قلبه والباطل يزيد الثامنة ان فيه شاهدا لما نقل عن السلف ان البدعة سبب الكفر التاسعة معرفة الشيطان بما تؤول اليه البدعة. ولو حسن قصد الفاعل العاشرة معرفة القاعدة الكلية وهي النهو وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول اليه الحادية عشرة مضرة العكوف على القبر لاجل عمل صالح الثانية عشرة معرفة النهي عن التماثيل والحكمة بازالتها قوله رحمه الله الحادية عشرة مظنة العكوف على القبر لاجل عمل صالح وهو الشوق الى العبادة فانهم انما صوروهم ليشتاقوا الى عبادة الله سبحانه وتعالى كما اراد من اعتكف عند القبر فانه قصد ابتداء ان يكون ذلك حاملا له على العبادة ثم عبد المقبور من دون الله عز وجل مم الله اليكم الثانية عشرة معرفة النهي عن التماثيل والحكمة في ازالتها الثالثة عشرة معرفة عظم شأن هذه القصة وشدة الحاجة اليها مع الغفلة عنها الرابعة الرابعة عشرة وهي اعجب واعجب قراءتهم اياها في كتب التفسير والحديث ومعرفة بمعنى الكلام قول الله حال بينهم وبين قلوبهم حتى اعتقدوا ان فعل قوم نوح هو افضل العبادات واعتقدوا ان ما نهى الله ورسوله عنه والكفر المبيح للدم والمال قوله رحمه الله الرابعة عشرة وهي اعجب واعجم قراءتهم اياها في كتب التفسير والحديث ومعرفتهم بمعنى الكلام وكون الله حال بينهم وبين قلوبهم حتى اعتقدوا ان فعل قوم نوح من افضل العبادات هو افضل العبادات واعتقد ان ما نهى الله ورسوله عنه هو الكفر المبيح للدم والمال. اي قراءة من يدعي العلم ممن لم يقبل دعوة التوحيد هذه القصة وجعل القيام بالتوحيد مبيحا بالدم والمال فصيروا التوحيد شركا والشرك توحيدا واسلاما فهم يقرأون هذه القصة الا انهم لا يفهمونها. نعم. احسن الله اليكم الخامسة عشر التصريح انهم لم يريدوا الا الشفاعة. قوله رحمه الله الخامسة عشرة التصريح انهم لم يريدوا الا الشفاعة اي لما قصدوهم بعبادتهم لم يريدوا منهم الا طلب شفاعتهم عند الله عز وجل فلم يعتقدوا انهم يخلقون ولا يرزقون نعم. احسن الله اليكم السادسة عشرة ظنهم ان العلماء الذين صوروا الصور ارادوا ذلك السابعة عشرة البيان العظيم في قوله لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم وصلوات الله وسلامه عليه على ان بلغ البلاغ المبين الثامنة عشرة نصيحته ايانا بهلاك المتنطعين التاسعة عشرة التصريح بانها لم تعبد حتى نسي العلم ففيها بيان معرفة قدر وجوده ومضرة فقده العشرون ان سبب فقد العلم موت العلماء تهلاو عليكم باب ما جاء من التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف اذا عبده مقصود الترجمة بيان ابطال عبادة الصالحين فاذا كانت عبادة الله محرمة عند قبورهم فضلا عن غيرهم وورد فيها الوعيد الشديد فكيف اذا عبد ذلك الصالح من دون الله ومن دون الصالحين من اهل القبور اولى في بطلان عبادته ومن دونهم من الجمادات كالاشجار والاحجار اولى واولى في بطلان عبادته نعم. احسن الله اليكم في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان ام سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بارض الحبشة وما فيها من الصور قال اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح اب او العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور. اولئك شرار الخلق عند الله هؤلاء جمعوا بين الفتنتين فتنة القبور وفتنة التماثيل. ولهما عنها قالت لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم يطرح خميصة له على وجهه. فاذا اغتم بها كشفها فقال وهو كذلك. لعنة الله على اليهود والنصارى خذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا ولولا ذلك لابرز قبره غير انه خشي ان يتخذ مسجدا. اخرج ولمسلم عن اول مسلم عن جندب ابن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بخمس وهو يقول اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل فان الله قد اتخذني خليلا. كما اتخذ ابراهيم خليلا. ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. الاوان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم مساجد. الا لا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك فقد نهى عنه في اخر حياته ثم انه لعن وهو في السياق من فعله. والصلاة عندها من ذلك وان لم يبنى مسجد. وهو معنى قوله اخوتي ان يتخذ مسجدا. فان الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدا. وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجد بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا كما قال صلى الله عليه وسلم جعلت لي الارض مسجدا وطهورا وليحمد بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء والذين يتخذون القبور ومساجد رواه ابو حاتم في صحيحه ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول حديث عائشة رضي الله عنها ان ام سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بارض الحبشة. الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور مع قوله اولئك شرار الخلق عند الله فهم انما بنوا المسجد على قبر الرجل الصالح وصوروه ليعبدوا الله عنده وتحملهم مشاهدة صورته على الاجتهاد في عبادة الله ومع صحة قصدهم جعلوا شرار الخلق عند الله مع انهم لم يعبدوا الا الله وما عبدوا الرجل الصالح والدليل الثاني حديث عائشة رضي الله عنها ايضا قالت لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم اتفق يطرح خميسة له على وجهه. الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد مع قوله لعنة الله على اليهود والنصارى فانهم اتخذوا قبور الانبياء مساجد ليعبدوا الله عندها. ومع ذلك لعنهم الله عز وجل واللعن انما يكون على منهي عنه وعلى وجه التعظيم وهو الذي يسمى كبيرة والدليل الثالث حديث جندب ابن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت امس الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم الا وان من كان قبلكم وهم اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ان يعبدون الله عندها ثم قال الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن طريقتهم بوجهين اثنين احدهما الاتيان بصيغة النهي المقتضية له وهي لا الناهية المعقبة بالفعل المضارع في قوله فلا تتخذوا والثاني التصريح بالنهي في قوله فاني انهاكم عن ذلك والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء الحديث رواه ابن حبان واحمد في مسنده بسند حسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان من شرار الناس فجعلهم صلى الله عليه وسلم من شر الناس وعد منهم الذين يتخذون القبور مساجد اي يعبدون الله عندها وقد حوت هذه الادلة الاربعة لعنا من عبد الله عند قبر رجل صالح وعد من شرار الخلق وعظم النهي عن ذلك. واذا كان هذا في حق من عبد الله عند قبر رجل فما يكون في حق من عبد ذلك الرجل الصالح من دون الله نعم. احسن الله اليكم فيه مسائل ذكر الرسول في من بنى مسجدا يعبد ما ذكر الرسول في من بنى مسجدا يعبد الله فيه على قبر رجل صالح ولو صحت نية الفاعل الثانية النهي عن التماثيل وتغلظ الامر الثالثة العبرة العبرة في مبالغته صلى الله عليه وسلم في ذلك كيف بين لهم هذا اولا ثم قبل موته بخمس قال ما قال ثم لما كان في النزع لم يكتفي بما تقدم الرابعة نهيه عن فعله عند قبره قبل ان يوجد القبر الخامسة انه من سنن اليهود والنصارى في قبور انبيائهم السادسة لعنه اياهم على ذلك السابعة ان مراده صلى الله عليه وسلم تحذيرنا عن قبره الثامنة قوله رحمه الله السابعة ان مراده صلى الله عليه وسلم تحذيرنا عن قبره اي الا نفعل به ما فعلت اليهود والنصارى بقبور انبيائهم التحذير مخصوص بهذا المعنى فان النبي صلى الله عليه وسلم انما حذرنا فيما يتعلق بقبره الشريف صلوات الله وسلامه عليه ان نتخذه نعم. احسن الله اليكم الثامنة العلة في عدم ابراز قبره التاسعة معنى اتخاذها مسجدا العاشرة انه قرن بين من اتخذها وبين من تقوم عليهم الساعة فذكر الذريعة الى الشيب فذكر الذريعة الى الشرك قبل وقوعه مع الحادية عشرة ذكره في خطبته قبل موته بخمس الرد على الطائفتين اللتين هما اشر اهل البدع بل اخرجهم بعض اهل السلف من الثنتين والسبعين من الثنتين والسبعين فرقة. وهم الرافضة والجهمية. وبسبب الرافضة حدثت الشرك وعبادة القبور وهم اول من بنى عليها المساجد قوله رحمه الله الحادية عشرة ذكره في خطبته قبل موته بخمس ان رد على الطائفتين اللتين هما من اشر اهل البدع بل اخرجهم بعض سلفي من الثنتين وسبعين فرقة واخراجهم هو في قول من يكفرهم فان من كان كافرا لا يكون من جملة الفرق بل يكون من الملل فقوله رحمه الله وهم الرافضة والجهمية وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور اما الرد على الرافضة ففي قوله صلى الله عليه وسلم الا وان من كان قبلكم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك لان الرافضة تتخذ قبور المعظمين من ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين مساجد يعبدون الله عندها ثم عظم الامر حتى وقعوا في الشرك الصراح واما الرد على الجهمية ففي قوله صلى الله عليه وسلم فان الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا فان الجهمية ينفون صفات الله. ومنها محبته عز وجل لاوليائه من خلقه. فان هذه المحبة من صفات ربنا عز وجل ومنها اتخاذه سبحانه للخليلين ابراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام ففي الاتخاذ لهما بالخلة اثبات لمحبة الله التي هي صفته فيكون ردا على نفاة الصفات والمقدمون منهم في ذلك هم الجهمية نعم. احسن الله اليكم الثانية عشرة ما بلي به صلى الله عليه وسلم من شدة النزع الثالثة عشرة ما اكرم به من الخلة الرابعة عشرة التصريح بانها اعلى من المحبة الخامسة عشرة التصريح بان الصديق افضل الصحابة السادسة عشرة الاشارة الى خلافته وهذا اخر شرح هذه الجملة من كتاب التوحيد على نحو مختصر يوقف على مقاصده الكلية ويبين معانيه الاجمالية اللهم انا نسألك علما في المهمات ومهما في المعلومات وبالله التوفيق ونستأنف الدرس باذن الله بعد صلاة المغرب