وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله ابن عمر عن عبد الله ابن عمر ابن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الارض يرحمكم في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المتعلمين المتعلمين بالمعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق هذه الرحمة ايقافهم على مهمات العلم باغاء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليرتقي بذلك المبتدئون في تحصيلهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الرابع من برنامج مهمات العلم في سنته الاولى وهو كتاب التوحيد لشيخ الاسلام امام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وقد انتهى بنا البيان الى قوله باب ما جاء ان الغلو في قبور الصالحين يصيرها اوثانا تعبد من دون الله نعم احسن الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللمؤمنين قال المؤلف رحمه الله تعالى باب ما جاء ان الغلو في قبور الصالحين يصيرها اوثانا تعبد من دون الله مقصود الترجمة بيان ان الغلو في قبول الصالحين باتخاذها مساجد او العكوف عليها او الصلاة عندها يجعلها اوثانا تعبد من دون الله لان الغلو فيها يؤرث يورث تأليه القلب لها شيئا فشيئا حتى تتناهى النفوس الى عبادتها والاوثان جمع وثن وهو اسم جامع لكل ما يعبد من دون الله نعم الله اليكم روى مالك في الموطأ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا تجعل قبري اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد افرأيتم اللات والعزى قال كان يلوت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره وكذا قال ابو الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما كان يدت السويق للحاج. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسروج رواه رواه اهل السنن ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول حديث عطاء ابن يسار احد احد التابعين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. الحديث رواه مالك في الموطأ مرسلا وله شواهد يصح بها ودلالته على مقصود الترجمة في دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد والاشارة الى موجب ذلك في حق غيره من الانبياء وهو اتخاذ اقوامهم قبورهم مساجد كما قال في اخره اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فانهم لما غلوا في قبور انبيائهم باتخاذها مساجد صارت اوتانا تعبد من دون الله عز وجل والدليل الثاني اثر مجاهد رحمه الله في تفسير قوله تعالى افرأيتم اللات والعزى قال كان اي اللات كان يلت لهم السويق فمات الاثر رواه ابن جرير باسناد صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعكفوا على قبره اي اقاموا عنده تعظيما له على وجه القربة فصار وثنا يعبد من دون الله والدليل الثالث اثر ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الاية المذكورة قال كان يلت السويق للحاج رواه البخاري والسويق دقيق الحنطة او الشعير ولدته عجنه وخلطه وبله بالثمن ودلالته على مقصود الترجمة في كون اللاتي في كون اللات رجلا صالحا شغلوا فيه حتى عبدوه كما هو معلوم في تاريخ العرب قبل الاسلام فانهم عظموه لما رأوه من حسن صنيعته حتى عبدوه من دون الله عز وجل والدليل الرابع حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور الحديث رواه الاربعة واسناده ضعيف وللجملة الاولى منه شواهد تصح بها دون الجملة الثانية وهي اتخاذ السرج فليس في الباب ما يقويها ودلالته على مقصود الترجمة في قوله والمتخذين عليها المساجد والسرج فان هذا من الغلو ولعن فاعلوه لان فعلهم يقوي تأليه اصحابها حتى يتخذوا اوثانا يعبدون من دون الله عز وجل فلما كان في علوهم موردا منتجا لتأليه اصحاب تلك القبور لما يراه الناس من الغلو فيها لعنوا على فعلهم الذي فعلوا. نعم الله اليكم فيه مسائل الاولى تفسير الاوثان الثانية تفسير العبادة الثالثة انه صلى الله عليه وسلم لم يستعد الا مما يخاف وقوعه قوله رحمه الله الثالثة انه صلى الله عليه وسلم لم يستعد الا مما يخاف وقوعه اي في قوله اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد فان دعاءه هنا صلى الله عليه وسلم دعاء التجاء واعتصام وهذه هي حقيقة الاستعاذة فيكون النبي صلى الله عليه وسلم بدعائه مستعيذا باعتبار المعنى لا بالنظر الى المبنى فان الناظر الى قوله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد يراه سؤالا من النبي صلى الله عليه وسلم لربه في درك هذا المقصود الا ان الحقيقة الداعية لسؤال النبي صلى الله عليه وسلم مقصوده هذا هو التجاؤه واعتصامه بربه مخافة ان يقع المحذور الذي اخبر عنه صلى الله عليه وسلم مما كان عليه اهل الكتاب نعم. احسن الله اليكم الرابعة قرنه بهذا اتخاذ قبور الانبياء مساجد الخامسة ذكر شدة الغضب من الله السادسة وهي من اهمها معرفة صفة عبادة اللات التي هي من اكبر الاوثان السابعة معرفة انه قبر رجل صالح قوله رحمه الله السادسة وهي من اهمها معرفة صفة عبادة اللات التي هي من اكبر الاوثان اي كيف وقعت فانها ابتدأت بتعظيمه والعكوف عند قبره حتى عبدته العرب من دون الله قل لات اذا شدد فالمراد به وصف الرجل الذي كان يلت السويق للحجاج واذا خفف دون تشديد فالمراد به الصخرة المنقوشة التي كان عليها بناء فانها محل الموضع الذي كان يصب عليه الثمن ويخلطه لهم فلما مات اتخذت العرب عند هذه الصخرة بناء عليها ليذكرهم باللات فيقع اللات مشددا ويراد به الرجل فيقال اللات ويقع مخففا ويراد بها الصخرة التي كان يصب عندها السمن ويلته للحاج بالسويق واتخذت عليه العرب بناء سترته. نعم. احسن الله اليكم السابعة معرفة انه قبر رجل صالح الثامنة انه اسم ان انه اسم صاحب القبر. وذكر معنى التسمية التاسعة لعن مزورات القبور العاشرة لعنه من اسرجها باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسدي كل طريق يوصل الى الشرك مقصود الترجمة بيان حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد اي جانبه من كل ما ينقضه او ينقصه وسده الذرائع المفضية الى الشرك وفي الابواب المتقدمة شيء من حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد لكن المصنف خصه بترجمة لابرازه واظهاره بحيث لا يخالطه مقصود اخر وافراده صلى الله عليه وسلم بوصف الحماية للتوحيد مع كونها موجودة في كلام الله وشرعه لامرين اثنين احدهما ان المصطفى صلى الله عليه وسلم كان هو اول قائم بهذا في هذه الامة والاخر ان كثيرا ممن زلت به قدمه في التوحيد اوتي من قبل غلوه في المصطفى صلى الله عليه وسلم ورفعه له فوق القدر الذي جعله الله عز وجل له فرعاية للامرين المذكورين لم يقل المصنف رحمه الله باب ما جاء في حماية الشرع جناب التوحيد مع ان الامر كذلك وانما خصه بالمصطفى صلى الله عليه وسلم دون سائر دلائل الشريعة للامرين المذكورين نعم. احسن الله اليكم وقول الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم. الاية عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فان صلاة تبلوني حيث كنتم. رووا ابو داوود باسناد حسن ورواة ثقات. وعن علي بن الحسين انه رأى رجلا يجيء الى فرجة كانت عند لقبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال الا احدثكم حديثا سمعته من ابي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا فان تسليمكم يبلغني اين كنتم رواه في المختارة ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله حريص عليكم اي على هدايتكم وحصول النفع لكم في العاجل والاجل ومن افراد ذلك حمايته صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده ذرائع الشرك والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم الحديث رواه ابو داوود باسناد حسن وله شواهد يصحح بها ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا تجعلوا بيوتكم قبورا وقوله ولا تجعلوا قبري عيدا وقوله وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم فهذان نهيان وامر منه صلى الله عليه وسلم كلها تبين حمايته جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل الى الشرك فانه صلى الله عليه وسلم نهى اولا عن جعل البيوت قبورا. بالا تعطل من الصلاة والدعاء وقراءة القرآن فتشبه القبور التي ليست محلا لذلك فان القبور لا تتحرى العبادة عندها لان لا تفضي الى عبادة اصحابها ونهى صلى الله عليه وسلم ثانية عن جعل قبره عيدا فلا يزار على وجه مخصوص في زمن مخصوص غلقا لباب الغلو المفضي الى الشرك ثم امر صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه حيث كان المصلي لان صلاة المصلي تبلغ النبي صلى الله عليه وسلم وان بعد فلا حاجة لما يتوهمه المصلي من طلب القرب منه وهو يتضمن النهي عن الاكثار من زيارته صلى الله عليه وسلم لان لا يتخذ قبره عيدا والدليل الثالث حديث الحسين بن علي حديث علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رحمه الله عن ابيه عن جده علي رضي الله عنه وفيه القصة المذكورة رواه ضياء المقدسي في كتاب المختارة وهو عند من هو اقدم منه كابي يعلى الموصلي في مسنده بل عزو اليه اولى ولا سيما ان الضياء اخرجه مسندا من طريقه واسناده صالح لا بأس به وله شواهد تقويه ودلالته على المقصود هي في جمله الثلاث فان دلالة الحديث في هذه الجمل هي حذو القدة بالقدة مع الحديث السابق فانهما مجتمعان في الجمل التي بني عليها الحكم الذي ترجم له المصنف رحمه الله والجملة الثالثة فان تسليمكم يبلغني اين كنتم هكذا وقعت في مختارة الضياء المقدسي وهو قد رواه من طريق لابي يعلى في مسنده بهذا اللفظ لكن ابا يعلى رواه في المسند من طريق ابي بكر ابن ابي شيبة صاحب المصنف وهذا الحديث في مصنف ابن ابي شيبة بلفظ وصلوا علي فان صلاتكم وتسليمكم يبلغني حيث كنتم فجمع بين الصلاة والتسليم وهذا هو اللفظ التام ولعل ابا يعلى الموصلي اختصره ثم رواه من طريقه الضياء المقدسي مختصرا والا فمخرج الحديث تام كما ذكرنا وبه تمام المعنى. نعم. احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى تفسير اية براءة الثانية ابعاده امته عن هذا الحمى غاية البعد الثالثة ذكر حرصه علينا ورأفته ورحمته الرابعة نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص مع ان زيارته من افضل الاعمال. قوله رحمه الله الرابعة نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص مع ان زيارته من افضل الاعمال لان زيارة القبور على الوجه المشروع سنة وقبره صلى الله عليه وسلم هو افضل قبر على وجه الارض واتباع السنن من افضل الاعمال فالفضل راجع الى العمل نفسه اي زيارة القبور وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من بينها مندرجة في هذه السنة العظيمة نعم احسن الله اليكم. الخامسة نهيه عن الاكثار من الزيارة السادسة حثه على النافلة في البيت السابعة انه متقرر عندهم انه لا يصلى في المقبرة الثامنة تعليله ذلك بان صلاة بان صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغ وان بعد فلا حاجة الى ما يتوهمه من اراد القرب التاسعة كونه صلى الله عليه وسلم في البرزخ تعرض عليه اعمال امته في الصلاة والسلام. قوله رحمه الله التاسعة كونه صلى الله عليه وسلم في البرزخ تعرض عليه اعمال امته في الصلاة والسلام اي في قبره فتعرض عليه اعمال امته في الصلاة والسلام لانه صلى الله عليه وسلم يبلغ صلاة امته وسلامهم عليه فمعنى العرض تبليغها له وذلك مختص بصلاتهم وسلامهم عليه دون سائر اعمالهم نعم الله اليكم باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان مقصود الترجمة بيان وقوع الشرك في هذه الامة بعبادة بعضها الاوثان والرد على من زعم انه لا يقع فيها شرك بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم نعم الله اليكم وقول الله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت وقوله قل هل ان بشر من ذلك مثوبة عند الله. من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير ابن الطاغوت وقوله قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا وعن ابي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حتى لو دخلوا ورب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن اخرجه؟ ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله زواليا الارض فرأيت مشارقها ومغاربها وان امتي سيبلغ ملكها اما زوي لي منها واعطيت الكنزين الاحمر والابيض واني سألت ربي لامتي الا يهلكها بسنة بعامة والا يسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم. فيستبيح بيضته ثم ان ربي قال يا محمد اذا قضيت قضاء فانه لا يرد واني اعطيتك لامتك الا اهلكها بسنة بعامة والا اسلط عليهم عدوا من سوى من سوى انفسهم فيستبيح بيضتهم. ولو اجتمع عليهم ولو اجتمع عليهم من اقطانها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا ورواه البخاري في صحيحه وزاد وانما اخاف على امتي الائمة المضلين واذا وقع عليهم السيف لم يرفع الى يوم القيامة ولا تقوم الساعة ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من امته بالمشركين. وحتى تعبد فئة من امتي الاوثان. وانه سيكون في امتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم انه نبي وانا خاتم النبيين لا نبي بعدي. ولا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة. لا ايضرهم من خذلهم حتى يأتي امر الله تبارك وتعالى ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يؤمنون بالجبت والطاغوت فان اهل الكتاب من اليهود والنصارى امنوا بالطاغوت وهو الشيطان فعبدوه لانهم اطاعوه فيما سول لهم وزين من الشرك حتى قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى عيسى ابن الله وسيكون في هذه الامة من يفعل فعلهم كما في حديث ابي سعيد الخدري الاتي لتتبعن سنن من كان قبلكم وفسره باليهود والنصارى والدليل الثاني قوله تعالى قل هل انبئكم من شر من ذلك مثوبة عند الله الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى وعبد الطاغوت اي جعل منهم من عبد الطاغوت كما تقدم وهم اهل الكتاب كما في سياق الايات ولهم خلوف في هذه الامة يتبعونهم كما في الحديث الاتي فلايتان بمعنى واحد في الدلالة على المقصود والدليل الثالث قوله تعالى قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لنتخذن عليهم مسجدا فان اهل الغلبة سيروا اصحاب الكهف اوثانا يعبدونهم وكانوا في اليهود او النصارى. لانهم هم الذين اتخذوا قبور انبيائهم مساجد كما في الاحاديث المتقدمة والحقوا بهم الصالحين ايضا ورجح ابن كثير رحمه الله في تفسيره انهم كانوا في اليهود قبل عيسى عليه الصلاة والسلام وهو المختار لان قصتهم وخبرهم موجود في التوراة وكان احبار اليهود يلاحظون هذه القصة بالحناء بالعناية ولو كانت من اخبار اتباع عيسى عليه الصلاة والسلام لما رفعوا اليها رأسا ولا اعتنوا بها ولا ادخلوها في الكتاب لما حرفوه فهم ممن كان في زمن اليهود قبل زمن عيسى عليه الصلاة والسلام والدليل الرابع حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة والقذة واحدة القذذ وهي ريش السهم الذي يجعل في اخره لاقامة الرمي به وكان من طريق اليهود والنصارى اتخاذ قبور انبيائهم مساجد وطاعة الشيطان فيما زين لهم من الشرك في عبادتها وسيكون في هذه الامة من يتبعهم كما اخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في اتخاذ القبور مساجد والدليل الخامس حديث ثوبان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله زوى لي الارض الحديث اخرجه مسلم ورواه البخاري في صحيحه اي المستخرج على صحيح مسلم بالزيادة المذكورة وهذه الزيادة عند ابي داود وابن ماجة وبعضها عند الترمذي مختصرا والعزو اليهم اولى واسنادها صحيح وانما عدل امام الدعوة عن العزو اليهم مع كونهم اولى لان المستخرجات ملحقة بالصحيح بالحكم فلكون كتاب البرقاني مستخرجا على صحيح مسلم فما فيه ملحق باصله والحاق الشيء باصله اولى من ايراد غيره وربما وجد في المستخرجات شيء ضعيف ودلالة هذا الحديث على مقصود الترجمة من وجهين اثنين احدهما في قوله صلى الله عليه وسلم وحتى تعبد فئام من امتي الاوثان وهو صريح في مقصودها والفئام هم الجماعات الكثيرة والثاني في قوله صلى الله عليه وسلم ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من امتي بالمشركين فهو خبر صادق عن لحوق حي من امته صلى الله عليه وسلم بالمشركين والحي هو القبيلة وفي رواية ابي داوود وابن ماجة وحتى تلحق قبائل من امتي بالمشركين والقبائل في الاصل اسم لاهل جزيرة العرب لان جرثومة العرب ومرجعهم هو اليها فالقبائل منها انتشرت الى بقاع الارض ولحوق هذه القبائل بالمشركين يكون بالهجرة اليهم ومساكنتهم في بلدانهم والرضا بدينهم وعدم البراءة منهم وذهب بعض اهل العلم الى ان المقصود باللحوق قوى الارتداد عن دين الاسلام ولو كانوا في منازلهم والصحيح الاول كي تكون هذه الجملة تأسيسا لمعنى اخر غير مؤكدة لما في الجملة الاخرى المتقدمة عليها بل تكون كل واحدة من الجملتين مشتملة على معنى اخر فالصحيح في معنى قوله صلى الله عليه وسلم وحتى تلحق قبائل امتي بالمشركين اي بالخروج الى ارضهم ومساكنتهم فيها والرضا بدينهم نعم. احسن الله اليكم الاولى فيه مسائل الاولى تفسير اية النساء الثانية تفسير اية المائدة الثالثة تفسير اية الكهف الرابعة وهي اهمها ما معنى الايمان بالجبت والطاغوت في هذا الموضع؟ هل هو اعتقاد قلب او هو موافقة اصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها قوله رحمه الله الرابعة وهي اهمها ما معنى الايمان بالجد والطاغوت في هذا الموضع هل هو اعتقاد قلب او هو موافقة اصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها اي انه ليس اعتقاد قلب فقط لان اليهود يعرفون الكتاب كما يعرفون ابناءهم ويعلمون ان المؤمنين اهدى سبيلا فعكسوا الامر لما سألهم كفار قريش وقالوا لهم هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا موافقة لهم وحبا للدنيا وطلبا للرئاسة فلما وافقوهم جعل الله فعلهم ايمانا بالجبت والطاغوت نعم. احسن الله اليكم. الخامسة قولهم ان الكفار الذين يعرفون كفرهم اهدى سبيلا من المؤمنين السادسة وهي المقصودة بالترجمة ان هذا لا بد ان يوجد في هذه الامة كما تقرر في حديث ابي سعيد السابعة تصريحه بوقوعها اعني عبادة الاوثان فيه في هذه الامة في جموع كثيرة الثامنة العجب العجاب خروج من يدعي النبوة مثل المختار مع تكلمه بالشهادتين وتسريحه انه من هذه الامة وان حقوا ان القرآن حق وفيه ان محمدا خاتم النبيين. ومع هذا يصدق في هذا كله مع مع الواضح وقد خرج المختار في اخر عصر الصحابة وتبعه فئام كثيرة التاسعة البشارة بان الحق لا يزول لا يزول بالكلية كما زال فيما مضى بل لا تزال عليه طائفة العاشرة الاية العظمى انهم مع قتلهم لا يضرهم منهم احسن الله اليكم العاشرة الاية العظمى انهم مع قلتهم لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم الحادية عشرة ان ذلك من اشراط الساعة الثانية عشرة ما فيه من الايات العظيمة منها ما فيه من الايات العظيمة منها اخباره بان الله زواله المشارق والمغارب واخبر بمعنى ذلك فوقع كما اخبر بخلاف الجنوب والشمال واخباره بانه اعطي الكنزين واخباره باجابة دعوته لامته في اثنتين واخبروا بانه منع الثالثة واخباره بانه منع الثالثة. واخباره بوقوع السيف وانه لا يرفع اذا وقع. واخباروا باهلاك بعضهم بعضا. وسب بعضا وخوفه على امته من الائمة المضلين واخباره بظهور المتنبهين في هذه الامة واخباره ببقاء الطائفة المنصورة وكل هذا وقع كما اخبر مع ان كل واحدة منها من ابعد ما يكون في العقول الثالثة عشرة حصره الخوف على امته من من الائمة المضلين الرابعة عشرة التنبيه على معنى عبادة الاوثان. قوله رحمه الله الرابعة عشرة التنبيه على معنى عبادة الاوثان اي انها لا تختص بالاصنام كما كانت كما كان عليه مشرك العرب بل كل معبود من دون الله فهو وثن نعم باب ما جاء في السحر مقصود الترجمة بيان ما جاء في السحر من الوعيد ومنافاته للتوحيد ومنافاته للتوحيد اذ لا يأتي السحر بدون الشرك لما فيه من التعلق بالشياطين وتأليههم مع ما يتضمنه من ادعاء علم الغيب والسحر ليس له حقيقة شرعية بل له حقيقة اصطلاحية والمراد بالحقيقة الاصطلاحية ما تعارف عليه السحرة عند العرب فان السحر عند العرب من طرائق التطبيب والمداواة ثم توسع عندهم فله حقيقة اصطلح عليها السحرة ورتبت عليها الاحكام الشرعية وهو موجود قبل الاسلام فلا يصح ان يعرف السحر فيقال السحر شرعا لان هذا القيد اعني شرعا يختص بالحقائق الشرعية دون المواظعات الاصطلاحية والسحر مواضعة اصطلاحية تواطأ عليها المشتغلون به وهم السحرة وكان ابتداؤه تضببا ثم اتسع والسحر اصطلاحا طرقا ينفث فيها مع الاستعانة بالشياطين طرقا ينفث فيها مع الاستعانة بالشياطين وهذا المعنى هو المراد عند الاطلاق في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فالف كلمة السحر الواردة في الترجمة عهدية اي السحر بمعناه المعهود المطلق عليه في الكتاب والسنة وهو الرقى التي ينفث فيها مع الاستعانة بالشياطين فاذا وجدت كلمة السحر في الخطاب الشرعي فالمراد بها المعنى المذكور الا ان تأتي قرينة تخرجها عن هذا المعنى الى المعنى اللغوي ومن يجعل السحر انواعا باعتبار الوضع الشرعي ثم يرتب عليه احكاما فهو مخطئ في صنيعته لان السحر الذي انيطت به الاحكام وعلقت به الدلائل هو السحر المعروف عند العرب بالمعنى الثالث وهو الرقى التي ينفث فيها مع الاستعانة بالشياطين فالسحر له حقيقة اصطلاحية واحدة وما عداها فيرجع الى المعنى اللغوي كما سيأتي فيما يستقبل. نعم. احسن الله اليكم وقول الله تعالى ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق. وقوله يؤمنون بالجبت والطاغوت قال عمر الجبت السحر والطاغوت الشيطان. وقال جابر الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق. واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات وعن جندب مرفوعا حد وحد الساحر ضربه بالسيف. رواه الترمذي وقال الصحيح انه موقوف. وفي صحيح البخاري عن مجالة ابن عبدة قال كتب احسن الله اليكم وفي صحيح البخاري عن بجالة ابن عبدة قال كتب عمر ابن الخطاب ان اقتلوا كل ساحر وساحرة. قال فقتلنا ثلاث سواحل وصح عن حفصة رضي الله عنها انها امرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت وكذا صح عن جندب قال احمد عن ثلاثة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ولقد علموا لمن اشتراه الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ما له في الاخرة من خلاق اي حظ من الخير في الاخرة ومعنى الاية لقد علمت اليهود الذين استبدلوا السحر بكتاب الله فنبذوه ورائهم ظهريا بانه ليس لمن اختار السحر ورضي به نصيب في الاخرة ونفي الحظ من الخير في الاخرة عن متعاطيه دليل على حرمته بل دليل على كونه كفرا لان نفي الخلاق مخصوص في الخطاب الشرعي باهل الكفر والسحر من اعمالهم فهو كفر فاذا وجدت اية او حديثا تضمن نفي الخلاق فالمراد نسبة ما فيه من فاعل او فعل الى الكفر والشرك فالاية دالة على كون السحر كفرا لنفي الخلاق عن متعاطيه فان الخلاق هو النصيب من الخير في الاخرة ولا ينفى الا عن كاف خارج عن الملة والدليل الثاني قوله تعالى يؤمنون بالجد والطاغوت الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله بالجبت والطاغوت فعلى تفسير عمر الذي رواه ابن جرير بسند حسن الجبت هو السحر يكون معنى الاية يؤمنون بالسحر وبالشيطان وعلى تفسير جابر الذي رواه ابن جرير بساد صحيح عنه ان الطاغوت هو الكاهن وبين الساحر والكاهن مشاركة في الاستعانة بالشيطان فصح ايظا ان يكون دالا على المراد والاية في ذم اليهود وانما يكون الذم على ترك واجب او فعل محرم وهنا ذموا على فعل محرم وهو ايمانهم بالسحر وركونهم اليه علما وعملا ومما ينبغي عقله ان اثر جابر رضي الله عنه هو في تفسير قوله تعالى يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وجعله المصنف في تفسير الاية الاخرى يؤمنون بالجبت والطاغوت لذكر الطاغوت فيهما فهو من قبيل الحاق النظير بالنظير. وهذا من طرائق اهل الاثر في التفسير فانهم قد ينقلون اثرا مرويا في تفسير اية الى اية اخرى لاشتمال الايتين على المعنى المقصود الذي فسر في احدهما بشيء مأثور فيكون مجعولا فيهما مع والدليل الثالث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في عده صلى الله عليه وسلم السحر من الموبقات اي المهلكات المأمور باجتنابهن فهو من كبائر الذنوب المحرمة والدليل الرابع حديث جندب رضي الله عنه مرفوعا حد الساحر ضربه بالسيف رواه الترمذي وصحح وقفه وهو الصواب ودلالته في كون الساحر يقتل بالسيف ولا يقتل العبد الا في ترك واجب او فعل محرم وقتله ان كان مسلما فالإرتداده على الصحيح فيكون قد فعل فعلا محرما قتل عليه ردة والدليل الخامس والسادس والسابع ما صح عن ثلاثة من الصحابة هم عمر وابنته حفصة وجندب ابن عبدالله رضي الله عنهم ان الساحر يقتل ولا يكون القتل الا بترك واجب او فعل محرم كما سلف واثر عمر رواه ابو داوود واصله عند البخاري لكن لم يخرج هذا اللفظ ولوجود اصل الاثر فيه عزاه اليه المصنف واهل العلم قد يعزون الحديث الى كتاب يريدون اصله لا لفظه كما سلف واثر حفصة رواه البيهقي في السنن الكبرى واثر جندب رواه البخاري في التاريخ الكبير وكلها صحيحة عنهم فهو عن ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم لهم مخالف في ان الساحر يقتل. نعم. احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى تفسير اية البقرة الثانية تفسير اية النساء الثالثة تفسير الجبت والطاغوت والفرق بينهما قوله رحمه الله الثالثة تفسير الجبت والطاغوت والفرق بينهما اي بالاثر الوارد عن عمر رضي الله عنه فانه جعل الجنس السحر والاصل ان الجبت في لسان العرب ما لا خير فيه من عمل والسحر لا خير فيه اما الطاغوت فهو الشيطان اذا اطلق وله معنى اخر اعم كما سبق وهو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع والذي يدل عليه تاريخ اليهود انهم يؤمنون بالجبت اي السحر وبالطاغوت اي الشيطان فتفسير عمر هو اصح التفاسير المذكورة في هذه الاية نعم احسن الله اليكم الرابعة ان الطاغوت قد يكون من الجن وقد يكون من الانس الخامسة معرفة السبع الموبقات المخصوصة بالنهي السادسة ان الساحر يكفر السابعة يقتل ولا يستتاب. قوله رحمه الله السابعة يقتل ولا يستتان. اي الساحر لان الصحابة الذين صح عنهم قتله امروا بقتله ولم يذكروا استتابة الله اليكم الثامنة وجود هذا في المسلمين على عهد عمر فكيف بعده باب بيان شيء من انواع السحر مقصود الترجمة بيان شيء من انواع السحر مما يشمله اسمه في اللغة وقد يكون من السحر المصطلح عليه وفق المعنى المتقدم وقد لا يكون منه وانما ادرج في اسم السحر باعتبار الاصل اللغوي فان السحر في لسان العرب ما خفي ولطف سببه تأل في كلمة السحر في هذه الترجمة للجنس لا للعهد بخلاف الترجمة السابقة نعم قال احمد حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عوف عن حيان ابن عن حيان بن العلا قال حدثنا قطن بن قبيصة عن ابيه لانه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العيافة والطرق والطيرة من الجبت قال عوف العيافة زجر الطير والطرق الخط يخط بالارض والجبت قال الحسن رنة الشيطان اسناده جيد ولابي داوود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد رواه ابو داوود باسناد صحيح وللنسائي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد انسحر. ومن سحر فقد اشرك ومن تعلق شيئا وكل اليه وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا هل انبئكم ما العضو هي النميمة قالت بين الناس؟ رواه مسلم. ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيان لسحرا ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول حديث قبيصة الهلالي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العيافة والطرق والطيرة من الجبت رواه ابو داوود والنسائي واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم ان العيافة والطرق والطيرة فذكر ثلاثة اشياء احدها العيافة وهي زجر الطير اي بعثها وتحريكها والاعتبار باوصافها واسمائها ومساقطها واصواتها والوانها وربما اطلقت العيافة على ارادة معنى الحدث والتخمين في الخبر عما يكون مستدلا بما كان وهي في الاول اكثر واشهر فكان في العرب من يستدل على ما سيكون بما يتبدى له مما له به معرفة كالطير في لونها او اسمها او حركتها فيستدلون بها على امر تراد معرفته وثانيها الطرق وهو الضرب بالحصى والخط في الرمل لمعرفة المغيبات وهو الضرب بالحصى والخط في الرمل لمعرفة المغيبات فالمذكور في قول عوف الطرق الخط يخط بالارض هو بعض معناه والا فانه يشمل الخط في الرمل والضرب في الحصى والضرب بالحصى وهو في الثاني اشهر واكثر والمختص عندهم بالطرق من الارض هو الرمل فانهم كانوا يقصدون الرمل دون غيره فيرسمون عليه خطوطا على صفة معينة يستدلون بها على المغيبات ومنه قيل لمن يخط فيه مدعيا الغيب رمالا. وثالثها الطيرة وهي اسم لكل ما يحمل على الاقدام او الاحجام وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الثلاثة كلها من الجبت وتقدم ان عمر فسره بالسحر فكأن معنى الحديث ان العيافة والطرق والطيرة من السحر فظهر مقصود الترجمة بما ذكرنا وان هذه المعدودات هي من انواع السحر وقول الحسن رحمه الله تعالى مفسرا هل جبت رنة الشيطان يرجع الى ما ذكره عمر ابن الخطاب فان الرنة هي الصوت الشديد واكثر ما تطلق فيما كان بحزن فان اريد بها الصوت فقط فمعناه ان هؤلاء المذكورات من عمل الشيطان فانه صوت بهن وحث عليهن ورغب الخلق فيهن وان كانت الظنة هي الصيحة الحزينة فمعناه ان الشيطان حزن لما اخرج من الجنة وابعدا باللعن عن ربه فحمله ذلك على الكيد في اضلال الخلق ومن كيده اظلالهم بهؤلاء المذكورات ويصدق هذا قول الله عز وجل واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا فالسحر من فعل الشيطان وعمله فانه زين للناس بعد موت سليمان عليه الصلاة والسلام السحر فشاع السحر بينهم بعمل الشيطان ووقع في المسند بهذا اللفظ انه الشيطان في قول الحسن قد دعي ان ما في كتاب التوحيد مصحف والاشبه ان المصحف هو ما في طبعة المسند فالمعنى ظاهر على ما ذكرناه والحمد لله والدليل الثاني حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم الحديث رواه ابو داوود وابن ماجة باسناد صحيح لكن بلفظ من اقتبس علما من النجوم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فقد اقتبس علما من السحر فقد اقتبسا شعبة من السحر فجعل طلب علم المغيبات بالاستدلال بالنجوم من السحر والجامع بينهما هو وجود تأثير خفي فيهما فيكون التنجيم المراد بالذكر هنا هو تنجيم التأثير كما سيأتي فتنجيم التأثير هو الذي يعد من شعب السحر دون تنجيم التسيير والدليل الثالث هو حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحروا ومن سحر فقد اشرك ومن تعلق شيئا وكل اليه. رواه النسائي بهذا التمام باسناد ضعيف والصواب انه مرسل عن الحسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر اي نفث فيها مستعينا بالشياطين وعقد عليها ويسمى هذا بسحر العقد وهو من جملة ما يندرج في حقيقة السحر المتقدمة والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا هل انبئكم ما العضه الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله منعضه اي ما السحر فان العضه اسم من اسماء السحر ثم بينه صلى الله عليه وسلم فقال هي النميمة اي القالة الكائدة بين الناس التي تفرق بينهم وعدت النميمة من السحر باعتبار المعنى اللغوي لوجهين اثنين احدهما باعتبار مبدأها فانها تكون في خفاء وكذلكم السحر يكون في خفاء والثاني باعتبار منتهاها لانها تفرق بين الناس والسحر يفرق بينهم والدليل الخامس حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيان لسحرا وهو عند البخاري دون مسلم ودلالته على مقصود الترجمة هي في جعل البيان المعرب عن المقصود من جملة السحر وهذا الحديث خرج مخرج الدم فان القصة دالة على ان المتكلم كان متكلما بما يشبه على الناس فذم فعله وجعل من قبيل السحر باعتبار اثره الناشئ عنه فان البيان الملبس على الناس يفرقهم عن الحق كما ان السحر يفعل ذلك فيهم فصار سحرا باعتبار المآل والمنتهى ومجموع ما ذكره المصنف في هذا الباب من انواع السحر سبعة هي العيافة والطرق والتنجيع والطيرة والتنجيم التأثيري والعقد المنفوت فيها والنميمة والبيان المموه وكلها محرمة نعم الله اليكم فيه مسائل الاولى ان العيافة والطرق والطيارة من الجبت الثانية تفسير العيافة والطرق الثالثة ان علم النجوم من نوع السحر الرابعة العقد مع النفس من ذلك الخامسة ان رحمه الله الثالثة ان علم النجوم من نوع السحر المراد به منه تنجيم التأثير كما يريدون تنجيم التسيير. نعم الله اليكم. الرابعة العقد مع النفث من ذلك الخامسة ان النميمة بين الناس من ذلك السادسة ان من ذلك بعض الفصاحة. قوله رحمه الله السادسة ان من ذلك بعض الفصاحة اي الفصاحة الملبسة للحق بالباطل. فما كان ذلك كذلك فانه معدود بالسحر ونتوقف ثم نكمل بعد الاذان لقربه نعم نعم. احسن الله اليكم باب ما جاء في الكهان ونحوهم مقصود الترجمة بيان ما جاء في الكهان ونحوهم من الوعيد الشديد والتغليظ الاكيد والكهان جمع كاهن وهو الذي يخبر عن المغيبات بالاخذ عن مستلق السمع من الجن سمي كاهنا لانه يتكهن الاخبار ويتوقعها والمراد بقوله ونحوهم اي ممن له ذكر في الباب عنده وهم العراف والمنجم والرمال فكلهم يشتركون في ادعاء علم الغيب مستعينين بالجن ويفترقون في طرق ابتغائه وطلبه العراف يستدل بامور ظاهرة معروفة على اشياء غائبة مستورة والمنجم يستدل بالنظر في النجوم والرمال يستدل بالخط بالرمل والكاهن يستدل بالاخذ عن مستلق السمع فخلف بين اسمائهم لاختلافهم في طرائق استدلالهم على المغيبات فهم مشتركون في الدعوة التي يدعونها من علم الغيب ويفترقون في طرائقهم المفضية الى ما ادعوه فخورف بين الاسماء لاجل الافتراق الذي ذكرت لك الله اليكم رواه مسلم في صحيحه عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى اعرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما. وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه ابو داوود. ولاربعة وقال صحيح على شوطهما عن من اتى عرافا او كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وليبيعنا بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه رضي الله عنه مثله موقوفا وعن عمران ابن حصين رضي الله عنه مرفوعا ليس منا من تطير او تطير له او تكهن او تكهن له او سحر او سحر له ومن اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه البزار باسناد ورواه الطبراني في الاوسط في الاوسط باسناد حسن من حديث ابن عباس رضي الله عنهما دون قوله ومن اتى الى اخره وعلى البواوي رحمه الله العراف الذي يدعي معرفة الامور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك وقيل هو الكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل. وقيل الذي يخبر عما في الضمير. وقال ابو العباس ابن تيمية العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوه ممن يتكلم في معرفة الامور بهذه الطرق. وقال ابن عباس الله عنهما في قوم يكتبون ابا جاد وينظرون في النجوم ما ارى من فعل ذلك له عند الله من خلاق. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة فالدليل الاول حديث بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عنه قال من اتى عرافا فسأله عن شيء الحديث رواه مسلم دون قوله فصدقه بما يقول وهذه الزيادة عند احمد فعزوها لمسلم بهذا اللفظ على ارادة اصل الحديث والزيادة صحيحة كاصله ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من اتى عرافا مع قوله لم تقبل له صلاة اربعين يوما اي لا يثاب عليها وان صحت منه وبرئت ذمته بادائها فاذا كان هذا محكوما به في حق من اتاه فسأله فصدقه كحال المسؤول وهو العراف اشد وافظع فظهر وجه كون الحديث مبينا لما قصده المصنف في الترجمة والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى كاهنا فصدقه بما يقول الحديث رواه الاربعة الا النسائي في الكبرى الا النسائي فرواه في الكبرى واسناده ضعيف وله شواهد تقويه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من اتى كاهنا مع قوله فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم والحكم بهذا على السائل احق منه الحكم به على المسؤول وهو الكاهن والكفر هنا هو الاصغر جمعا بين الحديثين السابق وهذا لان صحة الصلاة منه وان لم يثب عليها دالة على كونه مسلما وذهب بعض اهل العلم الى التفريق بين حالين اثنتين اولاهما حال من سأله فلم يصدقه فجزاؤه عدم قبول صلاته والثانية حال من سأله فصدقه فجزاؤه ما في الحديث الثاني فقد كفر بما انزل على محمد وصيروا الكفر حينئذ اكبر وهذا انما يسلم لهم لولا الزيادة التي عند احمد فان الزيادة التي عند احمد تجعل مناط الحكم واحدا. ففي الحديث الاول من اتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه بما يقول هو المناط نفسه في الحديث الثاني من اتى كاهنا فصدقه بما يقول. فحكم عليه في الاول بانه لا تقبل له صلاة اربعين يوما وفي الثاني بانه كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. ولابد ان يكون الكفر وحينئذ اصغر والا لم تقبل منه الصلاة اصلا. ولو كانت الزيادة المذكورة ضعيفة لامكن المصير الى هذا القول والتفريق بين الحالين بما ذكره بعض اهل العلم. وهذه الزيادة صحيحة لا ريب فيها حينئذ فيكون الكفر المذكور في هذا الحديث هو الكفر الاصغر وليس مناط المسألة كما يظن اعتقاد ان الكاهن يعلم الغيب فان هذا الاعتقاد لا يختص بالكاهن بل من اعتقد ان محمدا صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب فقد كفر كفرا اكبر. لان علم الغيب مخصوص بالله وحده. ولكن العرب كانت تأتي الكهان لا تعتقد فيهم انهم يعلمون الغيب ولكنها تعتقد فيهم اتصالهم بالجن الذين لهم قوى عظيمة يستطيعون بها العلم بشيء لا تعلمه الانس فهذا اعتقاد العرب في الكهان. وعلى هذا الاعتقاد يتحقق كون الكفر المذكور في الحديث كفرا اصغر لا اكبر ونستكمل بقية دلائل الادلة على مقصود الترجمة بعد الصلاة لقرب اقامتها وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين