السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي صير الدين ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد. كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم. باسناد كل سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية نستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد المتوسطون فيه ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الرابع من برنامج مهمات العلم وهو كتاب التوحيد لامام الدعوة في جزيرة العرب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى. وقد انتهى من البيان الى قوله رحمه الله باب قول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. نعم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد باب قول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. مقصود الترجمة بيان ان التوكل على الله عبادة والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عجزه واعتماده على الله نعم احسن الله اليكم. وقوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. الاية وقوله يا ايها والنبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. وقوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه ابن عباس رضي الله عنهما قال حسبنا الله ونعم الوكيل. قالها ابراهيم عليه السلام حين القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. رواه البخاري ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. ووجه دلالته على مقصود الترجمة في تعليق الايمان على التوكل وما علق عليه الايمان فهو عبادة. فصار التوكل بهذا عبادة لله والدليل التاني قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم الاية. ودلالته وعلى مقصود الترجمة في قوله تعالى في تمام الاية وعلى ربهم يتوكلون فجعل التوكل من صفات المؤمنين التي يتعبدون بها ربهم. وما تعبد به مؤمنون ربهم واثنى عليهم عليهم الله عز وجل به فهو عبادة والدليل الثالث قوله تعالى يا ايها النبي حسبك الله الاية ووجه دلال على المقصود هو ان معنى الاية يا ايها النبي كافيك الله ومن تبعك من المؤمنين. فالله عز وجل كافيهم ايضا فتوكلوا عليه فهو اغراء بلزوم التوكل لانه سبب لحصول الكفاية وما امر به فهو عبادة والدليل الرابع قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين اثنين احدهما ان من توكل على الله فهو حسبه اي كافيه والكفاية عنوان المحبة فاستفيد ان التوكل عبادة فاستفيد ان التوكل عبادة لكون صاحبه محبوبا ومحبة العامل رضا بعمله وما احبه الله ورضيه من الاعمال فهو عبادة فالتوكل حينئذ عبادة من هذا الوجه والاخر ان تحصيل كفاية الله مشروط بالتوكل والعبد مأمور بطلب ما يحقق استغناءه بربه ومن جملته التوكل وما امر به فهو عبادة كما تقدم والدليل الخامس حديث ابن عباس رضي الله عنه قال حسبنا الله ونعم الوكيل الحديث رواه البخاري ووجه دلالته على مقصود الترجمة في قوله حسبنا الله ونعم الوكيل اي كافينا الله فهم متوكلون عليه وقد اورثهم ذلك زيادة الايمان كما قال تعالى فزادهم ايمانا والايمان انما يزيد بالعبادات المتقرب بها فالتوكل على الله عبادة لانه صار سببا لزيادة الايمان نعم الله عليكم فيه مسائل الاولى ان التوكل من الفرائض الثانية انه من شروط الايمان الثالثة تفسير اية الانفال الرابعة تفسير الاية في اخرها الخامسة تفسير اية الطلاق السادسة عظم شأن هذه الكلمة السابعة انها قول ابراهيم عليه الصلاة والسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم في الشدائد. قوله رحمه الله السادسة عظم شأن هذه الكلمة اي حسبنا الله ونعم الوكيل والعرب في لسانهم يطلقون على الجملة التامة كلمة كما قال ابن مالك رحمه الله في صدر الفيته وكلمة بها كلام قد يؤم. نعم باب قول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله ان القوم الخاسرون مقصود الترجمة بيان ان الامن من مكر الله والقنوط من رحمته امران محرمان ينافيان كمال التوحيد الواجب وحقيقة الامن من مكر الله هي الغفلة عن عقوبته مع الاقامة على موجبها وهو المحرمات وحقيقة الامن من مكر الله هي الغفلة عن عقوبته مع الاقامة على موجبها وهي المحرمات وحقيقة القنوط من رحمة الله هو استبعاد الفوز بها في حق العاصي. واستبعاد الفوز بها. في حق العاصي نعم الله اليكم وقوله قال ومن يقنط من رحمة ربه الا وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر. فقال الشرك بالله واليأس من روح الله والامن من مكر الله. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال الاكبر كبائر الاشراك بالله والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله. رواه عبدالرزاق ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصودي الترجمة اربعة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى افأمنوا مكر الله الاية ووجه دلالته على مقصود الترجمة من وجهين اثنين احدهما في قوله افأمنوا مكر الله لانه استفهام استنكاري يتضمن ذمهم على ما اقترفوه والذم للفعل دليل على تحريمه ومنافاته لما ينبغي من اجلال الله واعظامه والاخر في قوله الا القوم الخاسرون لانه جعله سببا لخسرانهم وما انتج خسرا فهو محرم مباين لتعظيم الله فكل محرم يورث خسرا هو كل طاعة تورث ربحا وربما دل على شيء انه معصية بذكر خسر صاحبه او دل على انه طاعة بذكر ربح صاحبه والدليل الثاني قوله تعالى ومن يقنط من رحمة ربه الاية ودليل ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان الضالون. لانه جعل القنوط من رحمته سببا لضلالهم وما انتج ضلالا فهو محرم يضعف توقير الله واعظامه في القلوب والدليل الثالث هو حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر الحديث ولم يعزه المصنف وهو عند البزار والطبراني في المعجم الكبير بسند حسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله واليأس من روح الله والامن من مكر الله لانه عدهما من الكبائر واليأس من روح الله فرد من افراط القنوت. واليأس من رح الله فرد من افراد القنوط فان اليأس من روح الله هو استبعاد فرج الله عند نزول المصائب والدليل الرابع حديث ابن عباس حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال اكبر الكبائر الاشراك بالله الحديث رواه عبدالرزاق في مصنفه باسناد صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله والامن من مكر الله والقنوط من الله واليأس من روح الله ودلالته كسابقه وينبغي ان تعلم ان بين رحمة الله وروحه فرقا. فان الروح هو الفرج ويختص وروده بنزول الخطوب والمصائب الحال المقارنة له حال الشدة فتفسير الروح للرحمة غلط لانه يوجب ان تكون الصفتين الالهيتين جميعا بمعنى واحد من كل وجه وهذا خلاف الكمال المستكن في صفات الله. فان كل صفة من صفات الله تتضمن كمالا غير الكمال الذي يكون في صفة اخرى واذا وقع الاشتراك بين صفتين او اكثر فاعلم ان الاشتراك كائن في قدر من المعنى بينهما ويكون بينهما افتراق من وجه اخر. فالرحمة صفة منفردة وروح الله الذي هو فرجه صفة منفردة اخرى. فنثبتهما جميعا لله عز وجل ويكون الفرق بينهما بحسب متعلقهما فان الروح يختص وروده بالشدائد والخطوب والمصائب اما الرحمة فهي تشمل جميع الافراد عند مقارفة الذنوب والخطايا. فيه مسائل هنا تفسير اية الاعراف الثانية تفسير اية الحجر الثالثة شدة الوعيد في من امن مكر الله الرابعة شدة الوعيد في القنوت سلام عليكم. باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله. مقصود الترجمة ان الصبر على اقدار الله من الايمان به والمراد بالاقدار هنا الاقدار المؤلمة لا الاقدار الملائمة التي تجري وفق رغبة الانسان فان القدر الملائم لا يفتقر الى صبر وانما يتعلق الصبر بالاقدار المؤلمة هو الصبر على اقدار الله من كمال التوحيد الواجب وضده من السخط والجزع محرم ينافي كمال التوحيد الواجب وينقص كمال العبودية لله اطلعوا عليكم وقول الله تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في الانساب والنياحة على الميت وله معن ابن مسعود مرفوعا ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوة والجاهلية وعن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة اتى في الدنيا واذا اراد بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط حسنه الترمذي. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ومن يؤمن بالله اهد قلبه ودلالته على مقصود الترجمة في كون العبد المصاب جعل صبره على المصيبة الواقعة بقدر الله عبادة يتعبد بها ربه فهدى الله قلبه ووفقه لتسليم امره له وعد ذلك من الايمان فهو من كمال توحيده والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثنتان في الناس هما بهما كفر الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله والنياحة على الميت وهي رفع الصوت بالبكاء عليه وتعداد مآثره وشمائله وقد جعلت من شعب الكفر لمناقضتها للصبر على اقدار الله وهي شعبة لا يخرج بها العبد من الملة والدليل الثالث حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ليس منا من ضرب الخدود. الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ليس منا فانه نفى كمال الايمان الواجب عمن قار فهذه الذنوب الدالة على الجزع وعدم الصبر لمناقضتها كمال التوحيد الواجب والجيوب جمع جيب وهو الذي يدخل فيه الرأس من الثوب وشقه اكمال فتحه ودعوى الجاهلية اسم يشمل كل مقالة من مقالات اهلها والجاهلية كما تقدم اسم للزمن المتقدم على البعثة النبوية وكل ما اضيف الى الجاهلية من قول او فعل فهو محرم والدليل الرابع حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا. الحديث رواه الترمذي واسناده حسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله عجل له العقوبة في الدنيا اي عاقبه على ذنوبه ورزقه الصبر لانه اريد به الخير فلا تتجددوا له معاص جديدة بالجزع والسخط اذا عوقب على ما اتى بل يوفقه الله للصبر فالخير هنا مركب من شيئين احدهما المعاقبة على الذنب والاخر التوفيق للصبر على ما نزل به من البلاء وكل قول او عمل من شعب الخير فهو من الايمان فالصبر حينئذ على قدر الله من الايمان به. كما ترجم به المصنف رحمه الله. والدليل الخامس حديث انس لمالك رضي الله عنه ايضا قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء الحديث رواه الترمذي وابن ماجه واسناده حسن ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله فمن رضي فله الرضا فالرضا حظ من رظي بما كتب عليه من البلاء والرضا بالاقدار النازلة يتضمن الصبر وزيادة لان القلب يكون مع وجودها في طمأنينة وسكون وسلامة من منازعة القدر فهو موافق لمقصود الترجمة من جهة ذكر الرضا المتضمن للصبر وزيادة والاخر في قوله ومن سخط فله السخط لان ترتيب العقوبة عليه ذم له دال على تحريم فعله وكونه منقصا لكمال التوحيد الواجب فمن تسخط اقدار الله كان توحيده وايمانه ناقصا. ومن لم يتسخطها كان ايمانه وتوحيده كاملا. فصار الصبر على قدر الله من الايمان به. نعم احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى تفسير اية التغابن. الثانية ان هذا من الايمان بالله الثالثة الطعن في النسب الرابعة شدة الوعيد في من ضرب الخدود وشق الجنوب ودعا بدعوى الجاهلية الخامسة علامة ارادة الله بعبده الخير السادسة علامة مرادة الله بعبده الشر السابعة علامة حب الله للعبد. الثامنة تحريم السخط. التاسعة ثواب الرضاء ثواب الرضا بالبلاء باب ما جاء في الرياء مقصود الترجمة بيان حكم الرياء والرياء هو اظهار المرء عبادته ليراها الناس فيحمدوه عليها وهو نوعان اثنان احدهما رياء في اصل الايمان بابطان الكفر واظهار الاسلام ليراه الناس فيجعلوه مسلما وهذا شرك اكبر مناف لاصل التوحيد وليس هو المراد حيث اطلق الرياء في الخطاب الشرعي والاخر رياء في كمال الايمان وهو الذي يقع من المؤمن الذي يظهر عمله للناس فيحمدوه عليه وهذا المعنى هو المراد في النصوص اذا اطلق الرياء نعم الله اليكم وقول الله تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انها الهكم اله واحد. الاية وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا نشرك معي فيه غيري تركته وشركة رواه مسلم. وعن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا. الا اخبركم بما هو اخاف عليكم عندي من المسيح الدجال قالوا بلى يا رسول الله. قال الشرك الخفي. يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل. رواه واحمد ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى قل انما انا بشر مثلكم الاية ودلالته على مقصود الترجمة من اربعة وجوه احدها في قوله انما انا بشر. انما انا بشر مثلكم فالوصف بالبشرية يتضمن ابطال ملك احد منهم لشيء من الربوبية او استحقاق الالوهية فملاحظة البشر بالعمل لن تورث حمدهم لانهم لا تصرف لهم في ذلك بل عواقب الامور بامضاء المدح على العمل في احد من الخلق بيد الله عز وجل وثانيها في قوله انما الهكم اله واحد هو حقيقة توحيده الا يقع في القلب شهود غيره عند العمل فلا يجتمع التوحيد الكامل والرياء في قلب عبده وثالثها في قوله فليعمل عملا صالحا لان العمل الصالح يفتقر الى الاخلاص وحقيقة الاخلاص تصفية القلب من ارادة غير الله ولا تتحقق التصفية الا بانتفاء الرياء ورابعها في قوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا اي كائنا من كان والرياء شرك كما سيأتي في الادلة وهذه الاية القرآنية هي الاية التي تجتث عروق الرياء من القلب للوجوه الاربعة المذكورة فيها والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك حديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة. في قوله اشرك معي فيه غيري فان هذا هو وصف الرياء فالمرائي يقصد بعمله الله وغيره فقد جعل لله شريكا وجزاؤه بطلان عمله وهذا معنى قوله تركته وشركه اي افضلت عمله والرياء في افراد العمل من الشرك وهو شرك اصغر فقد روى الحاكم بسند حسن عن شداد ابن اوس رضي الله عنه قال كنا نعد الرياء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الشرك الاصغر وهذا الاثر مع لطافة تعلقه بالمسألة الا انه يتضمن ذكرى اسم الشرك الاصغر بنصه في عرف من سلف. فليست هذه الحقائق التوحيدية من وضع المتأخرين كما يزعمه بعض المتكلمين وينسبون اهذا تارة الى احمد بن حنبل؟ وتارة الى ابن تيمية وتارة الى محمد بن عبدالوهاب فالتوحيد هو دين الله قبل ان يخلق هؤلاء. وهو الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم الينا الا ان الوقوف على حقائقه قد يتهيأ له من العلماء من يترشح لذلك باعانة الله وتوفيقه فيكون له فيه جهاد لا يعدو ان يكون ابانة لدين الله الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم. والا فالحقائق التوحيدية والاصول الايمانية مذكورة في الكتاب والسنة. والدليل الثالث حديث ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي الحديث رواه احمد وهو عند ابن ماجة فالعزو اليه اولى وفي اسناده ضعف لكن له شاهد عن محمود ابن لبيد رضي الله عنه عند ابن خزيمة في صحيحه باسناد صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته وهذا الوصف هو حقيقة الرياء وقد جعل في هذا الحديث شركا فدل هذا على كون الرياء من الشرك وانما وصفه صلى الله عليه وسلم بالخفاء لانه لا يطلع عليه. اذ هو شيء باطن يقع في القلب والشرك باعتبار ظهوره وخفائه ينقسم الى قسمين اثنين احدهما الشرك الجلي وهو الظاهر البين والاخر الشرك الخفي وهو المستتر الذي لا يطلع عليه وكلاهما يقع فيه الاكبر والاصغر فالشرك الخفي لا يختص بالشرك الاصغر فقط ومن سماه من العلماء شركا خفيا فانه جرى على موافقة هذا الحديث ذلك صحيح بهذا الاعتبار. ولكن حصر الشرك الخفي في الرياء غلط. بل الشرك الخفي اسم لكل شرك باطن لا يطلع عليه فالخوف من غير الله شرك خفي. والتوكل على غير الله شرك خفي لانهما باطنان لا يطلع عليهما. وهما من افراد الشرك الاكبر. نعم احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى تفسير اية الكهف الثانية هذا الامر العظيم في رد العمل الصالح اذا دخله شيء لغير الله الثالثة ذكر السبب الموجب لذلك وهو كمال الغنى الرابعة ان من الاسباب انه تعالى خير الشركاء. الخامسة خوف النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه من السادسة انه فسر ذلك بان يصلي المرء لله لكن يزينها لما يرى من نظر رجل اليه باب من باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا المقصود الترجمة بيان ان ارادة الانسان بعمله الدنيا من الشرك والمراد بذلك انجذاب الروح اليها وتعلق القلب بها حتى يكون قصد العبد من عمله الديني اصابة حظه من الدنيا وهو شرك منافي للتوحيد بحسب نوعه فارادة الانسان بعمله الدنيا نوعان اثنان احدهما ان يريد العبد ذلك في جميع عمله فلا يعمل اعماله الدينية الا لارادتها وهذا لا يكون الا من المنافقين وهو متعلق باصل الايمان والاخر ان يريد العبد ذلك في بعض عمله فهذا شرك اصغر وهو متعلق بكمال الايمان نعم احسن الله اليكم وقوله تعالى الايتين في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعيس عبد الدينار تعيس عبد الدرهم تعيس عبد الخميصة تعيس عبد الخميلة ان اعطي رضي وان لم يعطى سخطا كايس وانتكس واذا شيك فلا انتقش. طوبى لعبد اخذ بعناية الفرسي في سبيل الله اشعث رأسه مضرة قدماه ان كان في الحراسة كان في الحراسة وان كان في الساقة كان في الساقة ان استأذن لم يؤذن له فان شفع له وان شفع لم مشفع ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين اثنين. فالدليل الاول قول الله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اي لا يظلم فجعل جزاءهم توفير ثواب اعمالهم في الدنيا بما يصيبون من اغراضها. ويتمتعون به من اعراض ثم توعدهم بجزاء الاخرة فقال اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون وهؤلاء هم الذين ارادوا الدنيا بعملهم كله. ولا يكون هذا الا في النفاق فهذه الاية تتعلق بالقسم الاول من ارادة الانسان بعمله الدنيا والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعس عبد دينار الحديث اخرجه البخاري بنحوه قريبا من لفظه مختصرا. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعس عبد الدينار الى قوله واذا شيك فلا انتقش وذلك من وجهين اثنين احدهما في جعل جهاد من اراد بجهاده اعراض الدنيا عبدا لها فهو عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميلة وعبد الخميصة وتعبيده لما ذكر فيه اشارة الى ما وقع فيه من الشرك فان العبودية لله توحيد والعبودية لغيره شرك وتنديد. والاخر في الدعاء عليه بالتعس وهو الهلاك والانتكاس وهو الخيبة وان اذا شاكته شوكة لم يقدر على انتقاشها باخراجها بالمنقاش والدعاء عليه بذلك دليل على ذم حاله وكونه مقترفا لمحرم. فان الذم لا يجري الا على فعل المحرمات والحديث يتعلق بالقسم الثاني من ارادة العبد من ارادة العبد بعمله الدنيا. نعم في مسائل الاولى ارادة الانسان الدنيا بعمل الاخرة. الثانية تفسير اية هود. الثالثة تسمية الانسان المسلم عبد الدينار والدرهم والخميصة الرابعة تفسير ذلك بانه ان اعطي رضي وان لم يعط سخطه الخامسة قوله تعس وانتكس تعس وانتكس. السادسة قوله واذا شيك فلن تغش. السابعة او على المجاهد الموصوف بتلك الصفات قوله رحمه الله والسابعة الثناء على المجاهد الموصوف بتلك الصفات اي المذكورة في اخر الحديث. وهي قوله اشعث رأسه مغبرة قدماه الى اخره نعم احسن الله اليكم باب من اطاع العلماء والامراء في تحريم ما احل الله او تحرير ما حرمه. فقد اتخذهم اربابا من دون الله مقصود الترجمة بيان ان طاعة العلماء والامراء وسائر المعظمين في تحريم الحلال او تحليل الحرام هو من اتخاذهم اربابا دون الله لان عبادك الله ناشئة من طاعته وليس لاحد من الخلق طاعة الا اذا كانت تابعة لطاعة الله وطاعة المعظمين في خلاف امر الله نوعان اثنان احدهما طاعتهم فيما خالفوا فيه امر الله مع اعتقاد صحة ما امروا به وجعله دينا فيعتقد حل الحرام وتحريم الحلال على وجه الديانة وهذا شرك اكبر والاخر طاعتهم فيما خالفوا فيه امر الله مع عدم اعتقاد صحته ولا جعله دينا بل قلب فاعله منطو على اعتقاد خلافة لكنه وافقهم لهوى او شبهة فهو لا يعتقد حينما احلوه من الحرام ولا تحريم ما حرموه من الحلال لكنه اظهر لشبهة عرظت او هوى وقع في نفسه وهذا شرك اصغر نعم. احسن الله اليكم وقال ابن عباس رضي الله عنهما يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء؟ اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر وقال احمد بن حنبل عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته ويذهبون الى الى رأي سفيان والله تعالى يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. اتدري ما الفتنة؟ الفتنة لعله اذا رد بعض قوله ان يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك. عن عدي بن حاتم رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الاية اتخذوا احبارهم ورهبانهم مربابا من دون الله. الاية قال فقلت له انا لسنا نعبدهم. قال اليس يحرمون ما احل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه قلت بلى طالبتيك عبادتهم رواه احمد والترمذي وحسنه. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة. فالدليل الاول اثر ابن عباس قال يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء فوضى اخرجه احمد في المسند عنه بنحو هذا اللفظ قريبا منه وعزاه شيخ الاسلام ابن تيمية في موضع من فتاويه الى احمد بهذا اللفظ. وساق اسناده. وليس موجودا بالاسناد الذي ساقه ولا بمدنه في المسند. فلعله في كتاب طاعة الرسول للامام احمد وهو كتاب مفقود منذ القدم. واسناد هذا الاثر صحيح ظن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان تنزل عليكم حجارة من السماء اي عذابا لكم جزاء معارضة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول ابي بكر وعمر رضي الله عنهما وتقديم طاعتهما على طاعته واذا كان هذا في حق من قدم طاعة الشيخين ابي بكر وعمر رضي الله عنهما على طاعة رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم فكيف بمن قدم طاعة العلماء والامراء على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه عليه وسلم والدليل الثاني قوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره الاية وساقه المصنف مضمنا قول احمد لانه جار مجرى تفسيره. ودلالات على مقصود الترجمة في قوله ان تصيبه فتنة او يصيبهم عذاب اليم فتوعد من خالف امر النبي صلى الله عليه وسلم بالفتنة او العذاب الاليم ومن مخالفته طاعة المعظمين من الامراء والعلماء فيما خالفوا فيه ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. والفتن الشرك والكفر فمخالفة امره صلى الله عليه وسلم تفظي الى الكفر اذا اقترن بالمخالفة ما يناقض اصل طاعته كاعتقاد صحة طاعة غيره على خلاف امره وتفضي الى العذاب الاليم اذا لم تناقض اصلها فتكون مجرد فعل معصية. والدليل الثالث حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الاية اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. الحديث. رواه الترمذي واسناده وضعيف وله شواهد يحتمل التحسين بها. وقد حسنه شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب الايمان ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اليس يحرمون ما احل الله فتحرمونه؟ ويحلون دون ما حرم الله فتحلونه مع قوله فتلك عبادتهم. فجعل طاعتهم في تحريم الحلال وتحرير الحرام عبادة لهم. لانه من شرك الطاعة. وقد يكون وقد يكون اصغر على ما تقدم فاذا اعتقد صحة ما دعوه اليه. وجعله دينا فهذا شرك اكبر. وان لم يجعله كذلك وانما وافقهم لهوى او شبهة عارضة فهو شرك اصغر. نعم احسن الله اليكم في مساء الاولى تفسير اية النور الثانية تفسير اية براءة الثالثة التنبيه على معنى العبادة التي انكرها قوله رحمه الله الثالثة التنبيه على معنى العبادة التي انكرها عدي اي انها طاعتهم. وليست هي الركوع والسجود لهم فبين له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان طاعتهم في خلاف امر الله من عبادتهم نعم الرابعة تمثيل ابن عباس بابي بكر وعمر وتمثيل احمد بسفيان. قوله رحمه الله الرابعة تمثيل ابن عباس لابي بكر عمر اي في تقديم الاخذ بقولهما في متعة الحج وقوله وتمثيل احمد بن سفيان سفيان هو الثوري يلا. احسن الله اليكم الخامسة تغير الاحوال الى هذه الغاية حتى صار عند الاكثر عبادة الرهبان هي افضل الاعمال وتسميتها ولاية وعبادة الاحبار هي العلم والفقه ثم تغيرت الحال الى ان عبد من ليس من الصالحين وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين رحمه الله الخامسة تغير الاحوال الى هذه الغاية اي في الازمنة المتأخرة. حتى صار عند الاكثري عبادة الرهبان هي افضل الاعمال. اراد ما يعتقده كثير من فيمن ينسب الى العلم والعبادة من الضر والنفع فيما يسمونه سرا وولاية وقوله وعبادة الاحبار هي العلم والفقه اراد ما يعتقده كثير من الناس في من ينسب الى والفقه من وجود من وجوب تقليده وحرمة الخروج على قوله ابدا هو قوله ثم تغيرت الحال الى ان عبد من ليس من الصالحين اي اعتقد في اهل الفسق والاشجار والاحجار. وقوله وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين. اي قلد العارون عن العلم فصار الامر باخرة اشد مما كان عليه قبل. ولا يزال هذا الامر في تزايد ومن عرف التوحيد رد هذين الامرين الى مقامهما فعرف ما للصالحين والعلماء مما مقام محمود فادى لهم حقوقهم ولم يرفعهم فوق منزلتهم التي جعلها الله وتعالى لهم. نعم احسن الله اليكم باب قول الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. وقد امروا ان يكفروا به ويريدوا الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. الايات مقصود الترجمة بيان ان التحاكم الى غير الشرع يناقض توحيد الله لان التوحيد يتضمن ويستلزم رد الحكم الى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم في موارد النزاع والخروج عن ذلك من شرك الطاعة وله حالان اثنتان احداهما ان ينطوي القلب على الرضا بالتحاكم الى غير الشرع ان ينطوي القلب على الرضا بالتحاكم الى غير الشرع وقبوله ومحبته والميل اليه. وهذا شرك اكبر والاخرى الا يرضاه العبد ولا يحبه وليس في قلبه ميل ولا ركون اليه لكنه اجاب اليه لاجل الدنيا او لعروض شبهة او لكونه مكرها لا اختيار له وهذا شرك اصغر. نعم الله اليكم وقوله واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. وقوله ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وقوله افحكم الجاهلية يبغون الاية؟ عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. قال النووي رحمه الله حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح وقال الشعبي كان بين رجل من المنافقين ورجل ورجل من اليهود خصومة. فقال اليهوديون تحاكموا الى محمد عرف انه لا يأخذ الرشوة. وقال المنافقون تحاكموا الى اليهود لعلمه انهم يأخذون الرشوة في جوينه فيتحاكم اليه فنزلت الم تر ان الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل منك فقال احدهم نترافع الى النبي صلى الله عليه وسلم قال الاخر الى كعب بن اشرف ثم ترافع الى عمر. فذكر له احدهما القصة فقال للذي لم يرضى برسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك قال نعم فضربه بالسيف فقتله. ذكر المصنف رحمه الله تعالى تحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة. فالدليل الاول قول الله تعالى الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله بدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به لانهم امروا ان يكفروا بالطاغوت فلم يمتثلوا. وارادوا التحاكم اليه وسياق الايات في المنافقين فارادة التحاكم الى الطاغوت نفاق وكفر والارادة تتضمن الرضا به ومحبته وقبوله كما تقدم والدليل الثاني قوله تعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا تفسدوا في الارض فالاية في المنافقين ومن اعمالهم التحاكم الى غير الشرع. وقد جعله الله فسادا. واخبر عن دعواهم التي ورثها اقوام بعدهم الى اليوم انهم انما يريدون الاصلاح فاكذبهم الله وقال الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. والدليل الثالث قول تعالى ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها فنهاهم عن كل فساد والنهي يقتضي التحريم ومن الفساد المحرم التحاكم الى غير الشرع كما في الايتين السابقتين والدليل الرابع قول الله تعالى افحكم الجاهلية يبغون؟ الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجوه ثلاثة احدها استنكار ابتغائهم غير حكم الشرع فان الاستفهام في قوله افحكم الجاهلية للاستنكار وثانيها تسمية ما ابتغوه غير الشرع جاهلية وكل مضاف اليها محرم كما تقدم وثالثها في قوله ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. فاخبر ان انه لا احد احسن من الله حكما لمن ايقن ان الله احكم الحاكمين والله سبحانه وتعالى لا يشاركه احد في كمال حكمه كما قال تعالى ان الحكم والا لله والدليل الخامس حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم الحديث وعزاه المصنف تبعا للنووي الى كتاب الحجة. لابي نصر المقدسي وقد رواه من هو اشهر منه كابن ابي عاصم في كتاب السنة والبغوي في شرح السنة واسناده ضعيف. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا يؤمن احدكم فنفى عنه الايمان فنفى عنه الايمان حتى يكون هواه تبعا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والمراد بالهوى هنا الميل والايمان المنفي في هذا الحديث يجوز ان يكون اصل الايمان اذا كان المراد بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم اصل الدين ويجوز ان يكون المنفي كماله اذا اريد بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بقية شرائع الدين لا اصل به وسيأتي البيان اجلى باذن الله في شرح الاربعين النووية. والدليل السادس حديث الشعبي قال كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة الحديث رواه الطبري في تفسيره واسناده ضعيف لكونه مرسلا. فان الشعبي احد التابعين. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فنزلت الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك الاية لانه ذكر لسبب نزولها المعين على فهمها وفيه التصريح بان التحاكم الى غير الشرع من افعال اهل الكفر والنفاق لان المتحاكمين لان المتحاكمين احدهما يهودي والاخر منافق الدليل السابع حديث ابن عباس قال نزلت في رجلين اختصما فقال احدهما لترافع الى النبي صلى الله عليه وسلم الحديث رواه الكلبي في تفسيره وهو متهم بالكذب فاسناده ضعيف جدا ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه والصحيح في سبب نزول هذه الاية ما رواه الطبراني بسند قوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان ابو بردة الاسلمي كاهنا يقضي بين اليهود فيما يتنافرون اليه. اي فيما يتخاصمون اليه. فتنافر اليه اناس من المسلمين فانزل الله عز وجل الم قائل الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل الاية وعدهم مسلمين باعتبار ظاهرهم فانهم يعدون فيهم. اما بالنسبة لحقيقة امرهم فهم منافقون كما يدل عليه سياق الاية فقول ابن عباس فتنافر اليه اناس من المسلمين اي ممن يحسب على اهل الاسلام ليس من اهله بل هو منافق كما يدل عليه سياق الايات فمن توهم ان هذا الاثر يدل على كون التحاكم من الشرك الاصغر مطلقا لذكر هؤلاء بوصف المسلمين فقوله غلط لانه بتر سياق الاية عن بقية سياق السورة وتسلسلوا الايات في السورة دال على ان المراد بذلك هم منافقون وليسوا مسلمين وجب حمل الاثر على ما يوافق سياق الايات هو حمله الموافق بان نقول ان خبر ابن عباس عنهم بانهم مسلمون هو باعتبار ظاهر الذي يدعونه والمصير الى غير ذلك يوجب مخالفة اثر ابن عباس لسياق الايات وابن عباس من رؤوس اهل التفسير وعلمائه من الصحابة. فمحال ان يقع في المتعلق بتفسير الاية شيء يخالف سياقها الذي انتظمت فيه في السورة. نعم احسن الله اليكم فيه مساعي الولا تفسير اية النساء وما فيها من الاعانة على فهم الطاغوت. الثانية تفسير اية البقرة واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض. الثالثة تفسير ايات الاعراف ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها الرابعة كثيرة فحكم الجاهلية يبغون؟ الخامسة ما قال الشعبي في سبب نزول الاية الاولى السادسة تفسير الايمان الصادق والكاذب. قوله رحمه الله السادسة تفسير الايمان الصادق والكاذب لما في الايات من فضح المنافقين وانهم كاذبون في دعوى ايمانهم لرغبتهم في التحاكم الى غير الشرع وصاحب الايمان الصادق لا يرضى الا بالتحاكم الى الشرع نعم عليكم السابعة قصة عمر مع المنافق. الثامنة كون الايمان لا يحصل لاحد حتى يكون هواه تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم نعم. باب من جحد شيئا من الاسماء والصفات مقصود الترجمة بيان ان جهد شيء من الاسماء والصفات كفر او بيان حكمه فمن في الترجمة يجوز ان تكون شرطية وجواب الشرط محذوف تقديره فقد كفر ويجوز ان تكون موصولة اي الذي جحد شيئا من الاسماء والصفات. ويكون المراد بيان حكمه والمراد بالاسماء والصفات اسماء الله وصفاته. فهما المرادتان عند الاطلاق فتكون الف فيهما عهدية دالة على تعلق ما ذكر بالله وحده وجهد الاسماء والصفات نوعان اثنان احدهما جحد انكار بنفي ما اثبته الله لنفسه منها او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا كفر اكبر والاخر جحد تأويل بان يكون الحامل عليه التأويل لا الانكار وهذا كفر اصغر لانني صاحبه شبهة من اثر او نظر او لغة ان يكون تأويله محتملا لقوة ما عرض له اما ان كان تأويله ضعيف المأخذ فانه يلحق بجحد الانكار. وتكون دعوة التأويل فيه سترا اتخذ لشناعة قوله فمن يقول في قول الله تعالى بل يداه مبسوطتان مؤولا لهما هما الشمس والقمر. فان هذا الجحد وان كانت صورته سورة التأويل سورة التأويل لكنه ملحق بجحد الانكار. لضعف الداعي المتعلق الذي بني عليه هذا القول نعم احسن الله اليكم وقول الله تعالى وهم يكفرون بالرحمن الاية. وفي صحيح البخاري قال علي رضي الله عنه حدث الناس بما يعرفون اتريدون ان يكذب الله ورسوله. وروى عبدالرزاق عن معمر عن ابي طاووس عن ابيه عن ابن عباس عن ابن طاووس عن ابيه عن ابن عباس رضي الله عنه انه رأى رجلا انتفض لما سمع لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم بالصفات. استنكارا لذلك فقال ما فرقوا وهؤلاء يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابه انتهى. ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يذكر الرحمن انكر ذلك فانزل الله تعالى فيهم وهم يكفرون بالرحمن. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة. فالدليل الاول في قوله تعالى وهم يكفرون بالرحمن. الاية ودلالته في كون جحود اسم الله الرحمن كفرا وجحود غيره من اسماء الله وصفاته كفر مثله لان الباب واحد والدليل الثاني اثر علي رضي الله عنه قال حدثوا الناس بما يعرفون الاثر اخرجه البخاري ودلالته على المقصود في قوله اتريدون ان يكذب الله ورسوله فجحد شيء من الاسماء والصفات من تكذيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لان الماء بها مبني على خبرهما الصادق والدليل الثالث اثر ابن عباس رضي الله عنهما انه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات الاثر اخرجه عبد الرزاق في المصنف بنحوه واسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قول ابن عباس رضي الله عنهما في حق من استنكر حديثا من احاديث صفات ما فرق ما فرقوا هؤلاء يجدون رقة عند محكمه عند متشابهه وفرقوا يجوز ان تكون اسما اي ما خوف هؤلاء ويجوز ان تكون فعلا تشدد رائه وتخفف فيقال ما فرق او ما فرق هؤلاء اي لم يفرق هذا واضرابه بين الحق والباطل وفي كلا الوجهين فمراده الانكار على من جحد شيئا من صفات الله ومن عزيز العلم في هذا الاثر تسمية النعوت المضافة الى الله بالصفات. لقوله سمع رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات وهذا من دلائل ما ذكرت لك ان الحقائق التوحيدية مردها الى الكتاب والسنة. لكن الاطلاع عليها وكمال فهمها واعمالها في الخلق لا لا يتهيأ لكل احد فقد استروح جماعة انكار لفظ الصفات فيما يتعلق بالنعوت الالهية متعللين عدم وروده في القرآن والسنة وذكر في حديث واحد عند البخاري ادعى ابن حزم وتبعه من تبعه ضعفه. ولم يذكر يتكلمون في هذه المسألة هذا الاثر الشريف. المشتمل على تسمية النعوت المضافة الى الله بالصفات. والدليل الرابع اثر مجاهد في سبب نزول قول الله تعالى وهم يكفرون بالرحمن ان قريشا لما سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن انكر ذلك اثر رواه ابن جرير في تفسيره واسناده ضعيف. ودلالته على المقصود في كونه سببا لنزول اية يعين على تفسيرها اذ سمى جحودهم كفرا كما سلف وجهد سائر الاسماء صفات كفر كجحد اسم الرحمن. لكن اقتصر عليه لانه هو الواقع من المشركين حينئذ نعم. احسن الله اليكم. فيه مسائل الاولى عدم الايمان بشيء من الاسماء والصفات الثانية تفسيرها. ما معنى عدم الايمان بشيء من الاسماء والصفات ها ايش انكار شيء منها لكن سياق الكلام كيف تستخرج هذا المعنى من سياق الكلام؟ اذ قال عدم الايمان بشيء من الاسماء والصفات. كيف حكم عدم الايمان كيف من من هذه الجملة وقال عدم الايمان بشيء من الاسماء والصفات آآ هذا حق لكن من اين تستخرجه من الكلام ها ايش لا لا اريد من جملة المصنف ها يا محمد وما هو ضده اليس قول المصنف عدم الايمان بشيء من الاسماء والصفات؟ يتبادر منه في الفهم انه لا يؤمن بالاسماء والصفات اليس كذلك نعم ولا لا بلى وليس نعم. بلى ولما كان هذا المعنى الذي تبادر اليكم هو المشهور المتلقى من هذه الكلمة عدم الايمان بشيء من الاسماء والصفات فان مشايخ الدعوة لما طبعوا هذا الكتاب كتبوا في هذه المسألة عدم الايمان بجحد شيء من الاسماء والصفات. فزادوا كلمة الجحد مع ان اصل كتاب التوحيد في الاصول العتيقة ومنها نسختان بخط احد التلاميذ المصنف فيها العبارة هكذا عدم الايمان بشيء من الاسماء والصفات والاولى عدم الحاجة الى ادخال كلمة ليست من كلام المصنف بل يقدر الكلام على المعنى الصحيح فيكون معنى قوله عدم الايمان بشيء من الاسماء والصفات هو عدم الايمان بسبب شيء متعلق بالاسماء والصفات. وهذا الشيء هو الجحد. عدم الايمان بسبب شيء ان متعلق بالاسماء والصفات وهذا الشيء المتعلق بها هو الجحد وابقاء نصوص اهل العلم على ما هي عليه وحملها على المعاني الصحيحة هو المتعين دون التدخل فيها بالتغيير والتحويل نعم. احسن الله اليكم. الثانية تفسير اية الرعد. الثالثة ترك التحديث بما لا يفهم السامع الرابعة ذكر العلة انه يفضي الى تكذيب الله ورسوله ولو لم يتعمد المنكر. الخامسة ابن عباس لمن استنكر شيئا من ذلك وانه اهلكه؟ لا احسن الله اليكم باب قول الله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. الاية مقصود الترجمة بيان ان اضافة النعم الى غير الله منافية لتوحيده فان اقر قلبه بانها من الله واضافها بلسانه الى سواه فهذا شرك اصغر وان اعتقد بقلبه انها من غيره احداثا وايجادا فهذا شرك اكبر نعم احسن الله اليكم قال مجاهد ما معناه؟ هو قول الرجل هذا مالي ورثته عن ابائي. وقال عون ابن عبد الله يقولون لولا فلان لم يكن كذا. وقال قتيبة يقولون هذا بشفاعتي الهتنا. وقال ابو العباس بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه ان الله تعالى قال وكابر الحديث وقد تقدم وهذا كثير في الكتاب والسنة يذم سبحانه من يضيف انعامه الى غيره ويشرك به. قال بعض السلف قول كانت الريح طيبة والملاح حازقا ونحو ذلك مما هو جار على السنة كثير. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين اثنين. فالدليل الاول قول الله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها فنسب اليهم معرفة النعمة. ووصفهم بانكارها ثم قال في بيان حالهم واكثرهم الكافرون اي جميعهم الكافرون. وهذا في قوله تعالى في ايات كثيرة ولكن اكثرهم لا يعلمون مع قوله في اخرى ذلك بانهم قوم لا يعلمون. فعدم العلم وصف لجبين لجميعهم وعبر عنه في بعض المحال لكونه وصفا لاكثرهم لاخراج من ليس من محلا للعلم كالصغار والمجانين وغيرهم. وكذلك هذه الاية واكثرهم الكافرون ايوة جميعهم الكافرون ومن الانكار ما ذكره مجاهد وعون ابن عبد الله فيما رواه ابن جرير عنهما واثر مجاهد وصحيح اسناد اما اثر عون فاسناده ضعيف وهما يقعان في حق من ينكر النعمة بالكلية باطنا وظاهرا وفي حق من يقر بقلبه ان المنعم هو الله. لكن يجري على لسانه نسبتها الى غيب والاول كما سلف شرك اكبر والثاني شرك اصغر وهذه الاية يراد بها المنكرون بالكلية باطنا وظاهرا والاستدلال بها على من ينكر انكارا جزئيا فيعتقد بقلبه ان المنعم هو الله. لكن يجري على لسانه نسبة النعمة الى غيره استدلال صحيح. لان الجزئية من افراد الكلية فيصح الاستدلال بها على هذا وذاك. اما ما ذكره مصنف رحمه الله عن ابن قتيبة في تفسير الاية يقولون هذا بشفاعة الهتنا فهذا شرك اكبر. لان اتخاذ الشفعاء شرك اكبر واعتقاد ان ما وصلهم من النعم هو بشفاعة الهتهم من الشرك الاكبر والدليل التاني حديث زيد ابن خالد رضي الله عنه ان الله تعالى قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. الحديث متفق عليه وقد تقدم وساقه في ضمن كلام ابي العباس ابن تيمية لما في كلامه من ايضاح معناه وسلف بيانه في باب ما جاء في الاستسقاء بالانواع. وذكرنا ان الكفر فيه اصغر ذكرنا ان الكفر فيه اصغر فهم مسلمون. جرى على السنتهم نسبة النعمة الى غير مسديها ومن نسب النعمة بلسانه الى غير المنعم بها مع اعتقاد قلبه ان المنعم حقيقة هو الله فذلك شرك اصغر. ومن جنسه قول بعض الناس كانت الريح طيبة والملاح حاذقا او كان الوضع خطيرا والطيار ماهرا واشباه هذا وهذا كثير في كلام توحيد في كلام الناس مما يدلك على شفوف التوحيد وعزته وان العبد يفتقر الى دوام تصحيح توحيده والاستكثار من النظر فيه. اذ قد يجري على لسان العبد من ما ينافي التوحيد شيء لم يقع في باله ان ذلك مناف له لان الوقوف على دقائق الحقائق التوحيدية انما يكون بحسب كمال العلم والاقبال على الله سبحانه وتعالى وقد ذكر في ترجمة بعض العلماء ان الملك عبد العزيز رحمه الله زاره في بيته فوعظه ذلك العالم واثر فيه وعظه فقال الملك نسأل الله ان يعاملنا بعدله فقال العالم لا تقل نسأل الله ان يعاملنا بعدله. فانه لو عاملنا بعدله لهلكنا ولكن قل نسأل الله ان يعاملنا بفضله. فانظر شهوف نظره وكمال علمه بقوة اقبال قلبه على الله عز وجل لما رأى البول الساسع بين مؤدى الكلمتين فارشده الى الكلمة من الخلل والاعلان. نعم احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى تفسير معارك تفسير معرفة النعمة وانكارها. الثانية معرفة ان هذا جار على كثيرة الثالثة تسمية هذا الكلام انكارا للنعمة. الرابعة اجتماع الظدين في القلب باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. مقصود الترجمة بيان النهي عن جعل الانداد لله والانداد جمع ند والند ما اجتمع فيه معنيان احدهما المثل والمشابهة والاخر الضد والمخالفة هو جعل الانداد لله نوعان اثنان احدهما تنديد اكبر وهو المتضمن جعل حق من حقوق الله لغيره يخرج به العبد من الملة وهو المتضمن جعل حق من حقوق الله لغيره يخرج به العبد من الملة. والاخر تنديد اصغر وهو المتضمن جعل حق من حقوق الله لغيره لا يخرج به العبد من الملة ومن الثاني ما ساق المصنف دلائله في هذه الترجمة. من الالفاظ التي تجري على الالسنة نعم. احسن الله اليكم. قال ابن عباس رضي الله عنهما في الايات الانداد والشرك اخفى من دبيب النمل على صفات سوداء في ظلمة الليل وان تقولوا وان تقول والله وحياتك يا فلانة وحياتي وتقول لولا كليمتها ثلاثة النصوص ولولا البط في الدار لاتى النصوص وقول الرجل ما شاء الله وشئت. وقول الرجل لولا الله وفلان لا تجعل فيها فلانا هذا كله به شرك. رواه لم وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. رواه الترمذي وصححه الحاكم وقال ابن مسعود رضي الله عنه لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا. وعن حذيفة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم لا قال لا تقولوا ما شاء الله وتشاهلا ولكن قولوا ما شاء الله وما شاء فلان رواه ابو داوود بسند صحيح وجاء عن ابراهيم النخعي انه كان يكره انه يكره ان يقول الرجل واعوذ بالله وبك ويجوز ان يقول بالله ثم بك ويقول لولا لولا الله ثم فلان ولا تقولوا لولا الله وفلان ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فلا تجعلوا لله اندادا والنهي للتحريم واتخاذ الانداد شرك فالاية في تحريم الشرك وفسر ابن عباس الانداد بقوله الانداد الشرك. الانداد هو الشرك رواه ابن ابي حاتم واسناده حسن ثم عد من افراده ان يقول احد والله وحياتك يا فلانة وحياتي الى قوله هو قول الرجل لولا الله وفلان وهؤلاء المذكورات في قول ابن عباس شرك اصغر لقوله رضي الله عنه هذا كله به شرك فهذا التركيب في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة موضوع للدلالة على الاصغر ومعناه اثبات نوع شرك لا اثبات الشرك المطلق والدليل الثاني حديث عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف بغير الله رواه ابو داود والترمذي وحسنه وصححه الحاكم واغفال العزو الى ابي داوود خلاف الاولى. فهو الاجدر بالعزو اليه بعد الصحيحين كما جرت به عادة اهل العلم رحمهم الله ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فقد كفر او اشرك فالحلف بغير الله من جعل الانداد ورتب عليه الكفر والشرك وهو من الاصغر كما تقدم والدليل الثالث قول ابن مسعود رضي الله عنه لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا. رواه الطبراني في تفسيره. واسناده منقطع ودلالته على مقصود الترجمة في تصويره الحلف بالله كاذبا احب اليه من الحلف بغيره صادقا لان الثاني شرك بخلاف الاول فانه يمين غموس كاذبة وهي كبيرة لا يبلغ قدرها قدر الشرك. بخلاف الحلف بغير الله فانه من جعل الانداد والدليل الرابع حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان. الحديث رواه ابو داوود بسند صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان والنهي للتحريم وعلته ما فيه من التنديد على ما ذكره ابن عباس في تفسير الاية المترجم بها اذ سوي في هذه الجملة بين الخالق والمخلوق وهو شرك اصغر والدليل الخامس ما جاء عن ابراهيم النخعي انه يكره ان يقول الرجل اعوذ بالله وبك الاتي الرواه عبد الرزاق لسند جيد عنه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين اثنين احدهما في كراهيته ان يكون الرجل اعوذ بالله وبك والكراهية في عرف المتقدمين ايش التحريم من ذكر هذا احسنت ذكره ابن القيم في اعلام الموقعين وهو ابن رجب في جامع العلوم والحكم. والاخر في قوله ولا قولوا لولا الله وفلان فالنهي يفيد التحريم وذلك لما فيه من التنديد كما تقدم في تفسير ابن عباس للاية نعم احسن الله اليكم فيه مسائل لولا تفسير اية البقرة في الانداد الثانية ان الصحابة رضي الله عنهم يفسرون الاية النازلة بالشرك الاكبر انها تعم الاصغر. الثالثة ان الحلف قوله رحمه الله الثانية ان الصحابة رضي الله عنهم يسيرون الاية النازلة في الشرك الاكبر انها تعم الاصغر اي في جعل قول الله عز وجل فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. في الشرك الاصغر مع كون الاية متعلقة بالشرك الاكبر وهذا من طرائق استدلال الصحابة باي القرآن الكريم. فهم يجعلون ما نزل في الاكبر حاكما على الاصغر لما بينهما من الاشتراك في كون الشركين جميعا يتظمنان جعل حق لله لغيره نعم عليكم الثالثة ان الحلف بغير الله شرك. الرابعة انه اذا حلف بغير بغير الله صادقا فهو اكبر من اليمين الغموس خامسة الفرق بين الواو وثم في اللفظ. قوله رحمه الله الخامسة الفرق بين الواو وثم في اللفظ لان الواو لمطلق الجمع فهي تقتضي التسوية والتشريك دون ثم فانها لا تقتضيه بل هي موضوعة للتراخي فلا تقع فيها التسوية بل يكون المذكور اولا غير المذكور ثانيا نعم احسن الله اليكم باب ما جاء في من لم يقنع بالحلف بالله مقصود الترجمة بيان حكم من لم يقنع بالحلف بالله والقناعة هنا الرضا فتقدير الكلام باب ما جاء فيمن لم يرضى بالحلف بالله باب ما جاء في من لم يرضى بالحلف بالله. نعم الله اليكم عن ابي عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تحلفوا بابائكم من حلف بالله فليصدق ومن حلف له بالله فليرضى من لم يرضى فليس من الله. رواه ابن ماجة بسند حسن. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمتي دليلا واحدا هو حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تحلفوا بابائكم الحديث رواه ابن ماجه واسناده قوي. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومن حلف له لله فليرضى. اي فليقنع ثم قال ومن لم يرضى فليس من الله وهذا شاهد الحديث على الترجمة. فمن لم يقنع بالحلف بالله فليس من الله في شيء. اي فقد برئ الله منه وبرئ من الله. بدلالة ذلك على قلة تعظيمه ربه وهذا الترتيب ليس من الله لم يأت في حديث ثابت الا هذا الحديث وجاء في القرآن الكريم في قوله تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقى الاية. وبراءة الله من العبد تقتضي كونه كافرا. وان ما تبرأ منه لاجله فهو كفر فمعنى قوله فليس من الله في شيء ان الله بريء منه وهو بريء من الله. وهذا لا يستعمل الا في الكفر كما صرح به ابن جرير عند تفسير هذه الاية بكونه مرتدا خارجا من الدين وعلى هذا ماذا يكون معنى الحديث ما الجواب اذا قلنا ومن لم يرظى فليس من الله وكيف يكفر كيف يكفل طيب طيب كفر تعني كفر اكبر ولا كفر اصغر ايه ما السر الكفرة؟ طيب ما سبب كفره ما معنى لم يقنع لم يرظ به ايش اه ما احسنت والحكم المذكور في الحديث منظور فيه الى المحلوف به لا الى الحالف ولا المحلوف عليه فمن لم يرضى بالله محلوفا به فهذا كفر اكبر. لقوله صلى الله عليه وسلم فليس من الله فان هذا التركيب موضوع في الخطاب الشرعي للدلالة على الكفر. وهو في اللغوية موضوع للانفصال وعدم الاتصال. مما يدل على البراءة كما في قوله تعالى قال يا نوح انه ليس من اهل وكما في قوله تعالى فمن شرب منه فليس مني. والانفصال يقتضي المباينة بكل حال فيكون الحديث دالا على كفره. ومأخذ الكفر كونه لم يرضى بالله محرم به هذا معنى الحديث فاذا قيل لانسان مثلا احلف فقال احلف بالله. فقال المستحلف له لا تحلف بالله. احلف بابائك. او باهلك او بمالك او فحلف بعياله وحلف بماله او غير ذلك فهذا هو مولد حديث لان عدم رضاه بالله محلوفا دال على فراغ قلبه من تعظيم الله سبحانه وتعالى واجلاله اذ لم يرضى به محلوفا وقنع بغيره طيب ما اقول ان حكم قول الناس في عيالي اني ما فعلت كذا وكذا ما الجواب داخل اي احسنت هم لا يقصدون بها حلفا وانما يقصدون بها الدعاء عليهم ان كان كاذبا فتقدير عندهم ان كنت كاذبا فاهلك الله اولادي. فهم لا يريدون الدعاء فهم لا يريدون الحلف. بل يريدون اصابتهم بالهلاك ان كان كاذبا نعم. احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى النهي عن الحلف بالاباء الثانية الامر للمحلوف له بالله ان يرضى. الثالثة وعيد من لم باب قول باب قول ما شاء الله وشئت. مقصود الترجمة بيان حكم قول ما شاء الله وشئت نعم. احسن الله اليكم. عن قتيلة ان يهوديا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انكم تشركون. تقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم اذا ارادوا ان يحلفوا ان يقولوا ورب الكعبة وان يقولوا ما شاء الله ثم شئت رواه النسائي وله ايضا عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال اجعلتني لله نداء ما شاء الله وحده ولابن ماجه عن الطفيل اخي عائشة لامها قال رأيتك اني اتيت على نفر من اليهود. قلت انكم لانتم القوم ولولا انكم تقولون عزير ابن الله قالوا وانكم لانتم القوم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد ثم ورثت باثر من النصارى فقلت انكم لانتم القوم لولا انكم تقولون المسيح من الله. قالوا وانكم لانتم القوم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد ما اصبحت اخبرت بها من اخبرت ثم اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته فقال هل اخبرت بها احدا؟ قلت نعم قال فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد فان طوفان رأى رؤيا فان طفيلا رأى رؤيا اخبر بها من اخبر منكم وانكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا ننهاكم عنها. فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله وحدة يرحمك الله ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة. فالدليل الاول حديث قتيلة بنت صيفية بنت صيفيا الجهنية رضي الله عنها ان يهوديا اتى النبي صلى الله عليه وسلم الحديث. رواه النسائي واسناده صحيح وتصحيح النسائي ذكره ابن حجر فيفتح الباري وليس موجودا موجودا في المنشور من سننه الصغرى ولا الكبرى. ودلالته على مقصود الترجمة في امر النبي صلى الله عليه وسلم لهم ان يقولوا ما شاء الله ثم شئت ومظمن هذا الامر نهيهم عما كانوا يقولون ما شاء الله وشئت والنهي للتحريم وانما حرم تقتضيه الواو من التسوية كما تقدم. فهي موضوعة في كلام العرب لمطلق الجمع وتسوية الخالق بالمخلوق شرك. ولهذا اقر النبي صلى الله عليه وسلم اليهودي على قوله انكم تشركون وهو هنا من الشرك الاصغر. لانهم لا يقصدون حقيقة ما جرى على السنتهم والا لم يكونوا مسلمين مع اعتقاده. فلا بد من حمل الشرك الذي وصفوا به بالاصغر. والدليل الثاني حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت الحديث اخرجه النسائي في السنن الكبرى لا صغراه كما يوهم اطلاق اطلاق العزم. ورواه ابن ماجه ايضا واسناده حسن. ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه احدها في قوله اجعلتني لله ندا اي بقولك ما شاء الله وشئت والتنديد هنا في التسوية كما تقدم وهذا شرك اصغر وثانيها ان الاستفهام انكاري ان الاستفهام استنكاري فهو انكار وثالثها في قوله ما شاء الله وحده بتقرير افراد الله عز وجل بما شاء دون شريك والدليل الثالث حديث الطفيل ابن سخبرة رضي الله عنه اخي عائشة رضي الله عنها لامها قال رأيت كأني اتيت على نفل من اليهود الحديث رواه ابن ماجة واسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد تنهاهم عن مقالتهم والنهي للتحريم لما فيه من شرك التسوية وهو شرك اصغر ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم هنا كان يمنعني كذا وكذا ان انهاكم عنها فلم ينههم عنها صلى الله عليه وسلم لانه لم يؤمر بذلك. فهي من الشرك الاصغر. ولو كانت من اكبر لانكرها صلى الله عليه وسلم اول مرة قالوها. فان مقصود فان مقصود صلى الله عليه وسلم هو ابطال الشرك الاكبر واقامة دين التوحيد. وثانيها في قوله لكن قولوا ما شاء الله وحده فامرهم بافراد الله بالمشيئة وهذا الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم هو الغاية في الادب في باب التوحيد فانهم يسعهم ان يقولوا ما شاء الله ثم شاء محمد. كما يدل عليه حديث قتيلك الاول لكن النبي صلى الله عليه وسلم اراد لزوم الادب وحسم مادة الشرك فارشدهم صلى الله عليه وسلم الى الاكمل من؟ نعم احسن الله اليكم. فيه مسائل الاولى معرفة اليهود بالشرك الاصغر. الثانية فهم الانسان اذا كان له هوى الثالثة قوله صلى الله عليه وسلم اجعلتني لله ندا؟ فكيف بمن قال يا اكرم الخلق ما لي من الوذ به ما لي من الوذ به سواك والبيتين بعده. الرابعة ان هذا ليس من الشرك الاكبر لقوله يمنعني كذا كذا الخامسة ان الرؤيا الصالحة من اقسام الوحي السادسة انها قد تكون سببا لشرع بعض الاحكام باب من سب الدهر فقد اذى الله. مقصود الترجمة بيان ان من سب الدهر فقد اذى الله وده الزمن وسبه شتمه ومن سبه فقد اذى الله اي تنقصه لان الله هو الخالق المدبر لما كرهوه من الافعال التي حملتهم على سب الدهر وسب الدهر له ثلاثة احوال الاولى سب الدهر على اعتقاد كونه فاعلا مع الله وهذا شرك اكبر والثاني سب الدهر على اعتقاد كونه سببا مؤثرا في اقدار الله وهذا شرك اصغر والثالثة ليس الثاني الثانية لانها حال والحال مؤنث. فنقول الاولى والثانية والثالثة. سب الدهر من غير اعتقاد كونه مسببا فاعلا مع الله ولا سببا مؤثرا في اقدار الله وهذا ايش محرم للنهي عنه المقتضي للتحريم. نعم الله اليكم وقول الله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر. الاية في الصحيح عن ابي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر يقلب الليل والنهار وفي رواية لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتقرير مقصود الترجمة دليلين اثنين فالدليل الاول قوله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وما يهلكنا الا الدهر. فهذا خبر عن الدهر من الكفار ومن وافقهم من مشرك العرب المنكرين للميعاد هو من سب الدهر فقد شابههم في نسبة الافعال الى غير الله وجعل الدهر فاعلا والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم الحديث اذ متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر فجعل مسبة الدهر اذية له سبحانه ومن اذى الله ففعله محرم بل كبيرة من كبائر الذنوب فان الله يقول ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا. والاخر في قوله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهر فان صيغته النهي والنهي للتحريم هو معنى قوله في الحديث فانا الدهر وفي الرواية الثانية فان الله هو الدهر يفسره قوله في حديث نفسه اقلب الليل والنهار اي اصرف الدهر ويبينهما في الصحيحين في هذا الحديث ايضا ان الله قال بيد الامر اي تدبير الافعال نعم. احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى انه يعذب بالدهر. الثانية تسميته اذى اذى الله ثالثا التأمل في قوله فان الله هو الدهر. الرابعة انه قد يكون سابا ولو لم يقصده بقلبه باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه. مقصود الترجمة بيان حكم التسمي بقاضي القضاة ونحوه كملك الملوك هو حاكم الحكام وسيدي السادات نعم عليكم في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الاملاكين ما لك الا الله قال سفيان مثل شاهي شاه مثل شاهن شاه احسن الله اليكم قال سفيان مثل شاهان شاه وفي رواية اغيظ رجل على الله يوم القيامة واخبثه. قوله اخنع يعني او ضعف ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة دليلا واحدا هو حديث ابي هريرة رضي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اخنع اسم عند الله الحديث متفق عليه. ودلالته على الترجمة من وجهين اثنين احدهما في قوله ان اخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الاملاك ومعنى اخنع اي اوضع واذل والذلة لا تكون الا بفعل المحرمات فدل على كون المذكور محرما والاخر في قوله اغيظ رجل على الله واخبته فالغيظ اشد الغضب وما غضب الله سبحانه لاجله ووصف بالخبث فهو محرم وانما جعلت الدلة وغضب الله على من تسمى بملك الاملاك لما في هذه التسمية من المشاركة لله في التعظيم اذ لا ما لك عن الحقيقة الا الله واذا قصدت حقيقة هذا الاسم باعتقاد معناه فانه شرك اكبر مخرج من الملة لما يتضمنه من منازعة في ربوبيته. وان اطلق هذا اللقب دون قصد حقيقته فهذا من جنس الشرك الاصغر ويلحق به في معناه كما قال سفيان ابن عيينة مثل شاهان شاه اي في لسان فارس فانهم يطلقون هذه الكلمة يريدون بها ملك الملوك ويعلم بهذا ان الالقاب الاعجمية لابد من مراعاة احكام الشريعة فيها اوقعت في المحظور لان الاحكام معلقة بالحقائق والمعاني لا بالالفاظ والمباني ومن فقه سفيان ابن عيينة رحمه الله الحاقه ما جاء باللسان الفارسي بما جاء مبينا بما اجاء مبينا في اللسان العربي فيكون حكم شاهان شاة كحكم ملك الملوك لانه معناه وكل اسم اعجمي كان تفسيره على معنى عربي منهي عنه فانه ينهى عنه ايضا. لان المقصود في الاحكام فالكلمة الاعجمية الدالة على محرم في اللسان العربي هي محرمة لان المعتد به في الاحكام هو رعاية المعاني والحقائق ومن هذا الجنس على وجه التمثيل ان الناس يقولون في حق غاندي احد وماء الهند يقولون المهاتم غاندي ولا يجوز اطلاق هذا اللقب لان هذا اللقب عندهم في دين الهندوسية مشتمل على وصف بالتأليه فلا يجوز جريانه على لسان المسلم. وهذا باب من الفهم دقيق قاعدته ان تعلم ان ما يجري على غير اللسان العربي سواء الفارسي او الانجليزية او الرومي او الحبشي او غيره ان كان واقعا على معنى جاءت الشريعة النهي عنه في العربية فانه يكون منهيا عنه. واظحى هذه المسألة واضحة ولا غير واظحة؟ واظحة. طيب نضرب مثال حتى تتظح اكثر. نسألكم عنه ما حكم قولك باللسان الاعجمي لاحد سير باللسان الانجليزي لازم نشوف معناها ثم ننظر عن حقيقتها لان هذه كلمة مشهورة لا يا فندم لحديث وشو الحديث اللي فيه المنافق؟ لا يقول شيء لا تقول لا تقولوا للمنافق سيد لا تقولوا منافق سيد. فاذا كان المنافق منهيا اي يقال عنه سيد فانه كذلك يقال يكون النهي عنه في حق كافل ايش؟ اشد ولا غير اشد؟ اشد فعلى هذا يكون قول سر الكافر ما حكمها؟ لا يجوز. اذا تحقق ان معناها سيء لكن في كون معناها سيد نظر وانما ذكرتها للانباه لان معناها عندهم محترم او ظن والشرع لا يأبى من اطلاق اسم العظمة على كافر كما في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح اذا هرقل قال له الى هرقل عظيم الروم. فلو صحت صح هذا التعليم كان المنع متعينا لكن المنع لكن تعريبها بهذا المعنى فيه نظر فالاشبه عند العارفين بهذا اللسان انها لا تقع لكن المقصود ان تعرف القاعدة انه اذا جاء من كلامهم الاعجمي ما يقع على معنى نهي عنه بالعربية انه يكون منهيا عنه نعم فيه مسائل الاولى النهي عن التسمي بملك الاملاك الثانية ان ما في معناه مثله كما قال سفيان الثالث والثالثة التفطن للتغليظ في هذا ونحوه مع القطع بان القلب لم يقصد معناه. الرابعة التفطن ان هذا لاجل الله سبحانه احسن الله اليكم باب احترام اسماء الله تعالى وتغيير الاسم لاجل ذلك. مقصود الترجمة بيان وجوب بيان وجوب احترام اسماء الله. بيان وجوب احترام اسماء الله وتغيير الاسم لاجل احترامها تحقيقا للتوحيد والاحترام هو رعاية الحرمة وتوقير الجناب والاحترام هو رعاية الحرمة وتوقير الجناب. نعم. احسن الله اليكم انا من شريح انه كان يتنى ابا الحكم فقاله النبي صلى الله عليه وسلم ان الله هو الحكم واليه الحكم فقال ان قومي اذا اختلفوا في شيء اتوني فحكمت بينهم فرضيت من فرضي كلا الفريقين. فقال ما احسن هذا فما لك من الولد؟ قلت شريح ومسلم وعبدالله قال فمن اكبرهم قلت شريح قال فانت ابو شريح. رواه ابو داوود وغيره. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة دليلا واحدا وهو حديث ابي شريح هاني ابن يزيد الكندي رضي الله عنه انه كان يكنى ابا الحكم. الحديث رواه ابو داوود والنسائي باسناد حسن ودلالته على مقصود الترجمة في تغيير الرسول صلى الله عليه وسلم كنيته من ابي الحكم الى ابي شريح وانما غيره صلى الله عليه وسلم لانه لم يجعل للعلمية المحضة بل جعل للعلمية المتضمنة معنى مرادا. وفي ذلك مشاركة لله عز وجل في اسمائه فان اسماء الله اعلام واوصاف بخلاف غيره. فلما لوحظ معنى الصفة في كنية هذا الصحابي غيرها النبي صلى الله عليه وسلم. والتغيير لها دليل على احترام اسماء ربنا عز وجل واسمه المحترم هنا هو الحكم ووجوب افراده به علما ووصفا وعدم جعله لغيره. وان الحامل على ذلك هو دفع توهم مشاركة غير الله له واسماء الله عز وجل باعتبار اختصاصها به نوعان اثنان احدهما ما يختص به ولا يسمى به احد غيره ما يختص به ولا يسمى به احد غيره. مثل الله والرحمن. فهذه تحرم تسمية غيره بها والثاني ما لا يختص به فيسمى به غيره مثل الرؤوف والرحيم والعزيز والنوع الثاني اذا كان علما محضا لم يمنع اما مع ملاحظة معنى الصفة فله قسمان احدهما تسمية العبد بذلك على ارادة بلوغه كمال الصفة المذكورة فيه بحيث يستحق جميع افرادها فهذا محرم وشرك لما فيه من تسوية الخالق بالمخلوق ومنه الحديث الذي اورده المصنف رحمه الله والاخر ان يسمى بذلك على ارادة اصل الصفة لا كمالها بحيث يكون له من معنى الصفة ما يناسب حاله فهذا جائز ومنه قوله تعالى يا ايها العزيز واضح الكلام هذا اعيد لكم بالسؤال اليس في الصحابة من اسمه الحكم الجواب بلى فيهم ما اسمه الحكم. ولم يغيره النبي صلى الله عليه وسلم وغير كنية هاني ابن يزيد رضي الله عنه من ابي الحكم الى ابي شريح ما الفرق بينهما انه في كنية هانئ رضي الله عنه لوحظ معنى الصفة اي انه مقصود لاجل ما عنده من الاتصاف بالحلق في الحكم والمعرفة فيه. فقلوبهم ثقة بهذا المعنى معظمة له من هذه الجهة فلقطع هذا التعظيم وحصره بالله عز وجل. وان ملاحظة الصفة في الاسم لا تكون الا في حق الله غيره النبي صلى الله عليه وسلم. اما غيره من الصحابة مما ممن سمي الحكم ولم يغير. فان ذلك انما جعل اذا علما عليه ولم يكن له صفة مقترنة به توجب تسميته به فلما كان هذا غير موجود فيه لم يغيره النبي صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى احترام صفات الله واسمائه ولو كلاما لم يقصد معناه. الثانية تغيير الاسم لاجل ذلك. الثالثة اكبر الابناء للكنية قوله رحمه الله اختيار اكبر الابناء للكنية لو قال اكبر الاولاد للكنية كان اتبع للحديث لان الابناء اسم يختص بالذرية الذكور. بخلاف اسم الاولاد فانه يقع على الذكر والانثى والذي ورد في الحديث قوله فما لك من الولد فهو سأله عن ذريته كلها ذكرها وانثاها فاخبره بماله وكانوا ذكورا ثلاثة فكناه النبي صلى الله عليه وسلم باكبرهم نعم باب من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول. مقصود الترجمة بيان ان من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول فقد كفر او بيان حكمه فمن يجوز ان تكون شرطية؟ هو جواب الشرط محذوف تقديره فقد كفر ويجوز ان تكون موصولة اي الذي هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول فيكون المعنى بيان حكم الذي هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول والهزل هو المزح بخفة ومعنى من هزل بشيء فيه ذكر الله الى اخره اي من هزل بالله او القرآن او الرسول صلى الله عليه وسلم نعم الله اليكم وقول الله تعالى ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب الاية عن ابن عمر محمد ابن كعب ابن اسلم وقتادة دخل حديث بعضهم في بعض انه قال رجل في غزوة تبوك ما رأينا مثل قل رأينا هؤلاء يرى بطونا ولا كبأل ولا اجبن عند اللقاء يعني الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه القرى فقال وعفو بن مالك كذبت ولكنك منافق لاخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه. فجاء ذلك الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال يا رسول الله انما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع بنا نقطع به عن نقطع به عنا الطريق. قال ابن عمر كاني ينظر الي متعلقا بلسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وان وان الحجارة تنكب رجليه وهو يقول انما كنا نخلط ونلعب فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بالله واياتي ورسولي كنتم تستهزئون ما يلتفت اليه وما يزيده عليه ذكر المصنف رحمه الله الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة دليلين اثنين. فالدليل الاول قول الله تعالى ولئن سألتهم ليقولن اما كنا نخوض ونلعب الاية وتمامها قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون ودلالته على مقصود الترجمة في قوله بعدها لا تعتذروا. قد كفرتم بعد ايمانكم فحكم الله عز وجل بكفرهم لاستهزائهم بالله وباياته رسوله صلى الله عليه وسلم والدليل الثاني حديث عبدالله ابن عمر الذي اخرجه ابن ابي حاتم في تفسيره مفردا بسند حسن اما روايات محمد بن كعب القواضي وزيد بن اسلمة وقتادة بن دعامة السدوسي فقد اخرجها ابن بنحو حديث ابن عمر مختصرة السياق. وهي مراسيل ضعيفة. ولكن المراسيل اذا اختلفت مخارجها قوى بعضها بعضا كما نص عليه ابو العباس ابن تيمية في مقدمته في اصول التفسير وابو الفضل ابن حجر في الافصاح بالنكت عن ابن الصلاح. ودلالته على مقصود الترجمة في كونه سببا لنزول الايات من سورة التوبة. ومعرفة سبب النزول تعين على فهم الاية فانهم قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء يريدون الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه القراء. فاستخفوا به صلى الله عليه وسلم وسخروا منه. واستخفوا باصحابه الذين استفاضوا مدحهم والثناء عليهم في القرآن. فهم مستخفون بايات الله ايضا. فاكثرهم الله عز وجل وانزل على رسوله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الايات وفيها قوله لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم نعم. احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى وهي العظيمة ان من هزل بهذا فهو كافر. الثانية ان هذا تفسير الاية في من فعل ذلك كائنا من كان الثالثة الفرق بين النميمة والنصيحة لله ورسوله. قوله رحمه الله الثالثة الفرق بين النميمة والنصيحة لله ورسوله. لان النميمة مقصودها الافساد والنصيحة مقصودها الاصلاح. نعم. احسن الله اليكم الرابعة الفرق بين العفو الذي يحبه الله وبين الغلظة على اعداء الله. الخامسة ان من الاعتذار ما لا ينبغي ان يقبل نعم باب ما جاء في قول الله تعالى ولئن ذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي الاية آآ مقصود الترجمة بيان ان زعم الانسان استحقاقه النعم المسدات اليه بعد ضراء اصابته مناة لكمال التوحيد مقصود الترجمة بيان ان زعم الانسان استحقاقه النعم المسداة اليه. بعد ضراء اصابته مناف لكمال توحيد نعم احسن الله اليكم. قال مجاهد هذا بعملي وانا محقوق به. وقال ابن عباس يريد من عندي وقوله قال انما اوتيته على علم قال قتاد على علم مني بوجوه المكاسب. وقال اخرون على علم من الله اني له اهل. وهذا معنى قول مجاهد على شرف وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان ثلاثة من بني اسرائيل ابرص اراد الله ان يبتليهم فبعث اليهم ملكا. فاتى الابرص فقال فاي شيء احب اليك؟ قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قدرني الناس به. قال فمسحه فذهب عنه قذره فاعطي لونا حسنا وجلدا حسنا قال فاي المال احب اليك؟ قال الابل او البقر شك اسحاق. فاعطي ناقة عشرا. فقال بارك الله لك في قال اي شيء احب اليك؟ قال شعر حسن ويذهب عني الذي قد قدرني الناس بي. فمسحه عنه واعطي شعرا حسنا. قال فاي المال احب اليك؟ قال البقر او الابل فاعطي بقرة حاملا قاربا قال بارك الله لك فيها. فاتى الاعمى فقال اي شيء احب اليك؟ قال ان ان يرد الله ان ان يرد الله الي بصري فابصروا به الناس فمسحه فرد الله اليه بصره. قال فاي المال احب اليك؟ قال الغنم. فاعطي شاة والدا فانتج هذان وولد هذا فكان لهذا وادي من الابل ولهذا وادي من البقر ولهذا وادي من الغنم. قال ثمان نواة هواياته فقال رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري هذا. فلا بلغ لي اليوم الا بالله ثم بك اسألك بالله الذي اعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعير ما تبلغوا به في سفري. فقال الحقوق كثيرة فقال له كأني اعرفك الم تكن ابر فسيغدرك الناس فقيرا فاعطاك الله المال فقال انما ورثت هذا المال كابرا عن كابر قال ان كنت ان كنت كاذبا الله الى ما كنت. قال واتى الاقرع في صورته ويأتي فقال ومثل ما قالها لهذا. ورد عليه مثل ما رد عليه هذا قال وان كنت كاذبا فصيرك الله الى ما كنت. قال واتى الاعمى في صورته واياته فقال رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت به فلا بلاغ لي اليوم الا بالله ثم بك اسألك بالذي رد عليك بصرك شاة اتبلغ بها في سفري. فقال قد كنت اعمى فرد الله الي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا اجهدك فوالله لا اجهدك اليوم بشيء اخذته لله قاف قال امسك ما لك فانما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك اخرجه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة. فالدليل الاول قول الله تعالى ولئن ادقناه رحمة من الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ليقولن هذا لي. مع قوله في فضلها ولئن ادقناه رحمة منا بعد من بعد ضراء مسته. فانه لما ذاق رحمة الله من بعده التي مسته زعم انه مستحق لما انعم الله عليه فقال هذا لي. ونقل المصنف الله في تفسيرها اثران الاول عن مجاهد قال هذا بعملي. وانا محقوق به رواه ابن جرير وهو عند البخاري معلقا. لكن فيه هذا بعلمي ورجح الحافظ ابن حجر انه بتقديم الميم على اللام كما في رواية ابن جرير اي بعمل والثاني اثر ابن عباس رضي الله عنهما قال يريد من عندي رواه عبد ابن حميد وابن جرير بنحوه ومجموع هذين هوين دال على ان هذا المدعي زعم استحقاقه النعمة باعتباره مبدأها ومنتهاها. فان قوله في اثر ابن عباس يريد من عندي من فيه للابتداء وتفسيره هو في كونه عمل لها. كما قال مجاهد هذا بعملي. فهو يرى ان ابتداء النعمة وقع منه هو لانه عمل لها واما باعتبار منتهاها فانه يزعم كما قال مجاهد وانا محقوق بها. اي جدير بهذه النعمة مستحق لها. فصارت دعوى هذا الدعي مشتملة على ادعائه انه اهل للنعمة باعتبار المبتدى والمنتهى. وهذا من اعظم السوء في الدعوة الكاذبة وهذا القول المذكور في الاية هذا لي هو قول كافر فمن قالها اذا حقيقتها فهو كافر كفرا اكبر. كما وقع في الاية وان قالها غير معتقد حقيقتها فهو كافر كفؤا اصغرا. لما فيه من نسبة النعمة الى غير مسديها والحا النظير بنظيره. فان الكلمتين تشتملان جميعا على نسبة النعمة لغير الله. الا انه وتفترقان باعتبار ما يعتقد كل متكلم منهما. والدليل الثاني قول الله تعالى قال انما اوتيته على علم عندي الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله انما اوتيته على علم عندي والقائل هو قارون احد الهلكى من كبراء بني اسرائيل. ونقل المصنف رحمه الله في تفسيرها ثلاثة اولها اثر قتادة قال على علم مني بوجوه المكاسب. رواه عبد ابن وابن المنذر وابن ابي حاتم ومعناه ان لي مهارة بطرائق الاكتساب ووجوه جمع المال وثانيها اثر الشدي قال على علم من الله اني له اهل. ولم يسمه المصنف بل ابهمه فقال وقال اخرون. وقد عبد ابن حميد وابن ابي حاتم عن السدي بهذا اللفظ. وثالثها اثر مجاهد قال اوتيته على شرف رواه ابن جرير. وهذه الاقوال الثلاثة تشتمل على المعنيين السابقين. في زعم دعوى الاستحقاق لل نعمة مبتدأ ومنتهى. والقول فيها كالقول فيما سبق. فانه ان قالها معتقدا حقيقة كما قاله قارون فذلكم كفر اكبر وان جرت على لسانه دون اعتقاد حقيقتها فانها من الكفر الاصغر لما فيها من نسبة النعمة الى غير مسقيها. والدليل الثالث حديث ابرصي والاقرع والاعمى وهو حديث ابي هريرة طويل المخرج في الصحيحين. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله في اخر الحديث فانما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك وموجب الرضا عن الاعمى ثلاثة اشياء اولها اعترافه بنعمة الله لقوله قد كنت اعمى وثانيها نسبة تلك النعمة الى المنعم بها لقوله فرد الله الي بصري وثالثها اداؤه حق الله فيها لقوله فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا اجهدك اليوم بشيء لله وموجب السخط على الابرص والاقرع ضد ذلك. وهو ثلاثة اشياء اولها عدم اعترافهما بالنعمة اذ لم يقر بما كانت عليه حالهما قبل بخلاف الاعمى الذي قال قد كنت اعمى وثانيها عدم نسبتهما النعمة الى المنعم بل قال كل واحد منهما انما ورثت هذا المال كابرا عن كابر وثالثها منعهما حق الله فيها اذ منع ابن السبيل ما يتبلغ به في سفره نعم احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى تفسير الاية الثانية ما معنى ليقولن هذا لي. الثالثة ما معنى قوله انما على علم عندي الرابعة ما في هذه القصة العجيبة من العبر العظيمة. وهذا اخر شرح هذه الجملة من ابواب الكتاب على نحو مختصر يوقف على مقاصده الكلية ويبين معانيه الاجمالية. اللهم انا نسألك علما في المهمات ومهما في المعلومات وبالله التوفيق. نستكمل ان شاء الله تعالى بقية الكتاب بعد صلاة العصر وربما نفرغ منه مع بقاء وقت من وقت الدروس معكم الكتاب الذي يليه وهو مقدمة اصول التفسير فقد نشرع فيه بعد صلاة العشاء لا يكون في ذلك تخفيفا وانجازا اقراء هذه المتون وفق الله الجميع لما يحب