السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل العلم للخير سأس الصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث رحمة للناس وعلى اله وصحبه الصفوة الاكياس اما بعد هذا المجلس الثالث في شرح الكتاب الخامس من برنامج اساس العيد في سنته الاولى اثنتين وثلاثين بعد الاربع مئة والالف. في مدينته الاولى مدينة الدمام وهو كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد امام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر والشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى ست بعد المائتين والالف وقد انتهى من البيان الى قوله باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولوالدينا ولجميع المسلمين وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق الى الشرك مقصود الترجمة بيان حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد اي جانبه من كل ما ينقضه او ينقصه او ينقصه وسده الذرائع المفضية الى الشرك اي الموصلة اليه وما سلف من الابواب متضمن طرفا من ذلك الا انه افرد بترجمة لابراز ما بذله صلى الله عليه وسلم من الجهاد في حمايتهما التوحيد جده كل طريق يوصل الى الشرك وقول الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم الاية. عن ابي هريرة رضي الله الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا اصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم رواه ابو داوود باسناد حسن ورواة الموسيقات وعن علي بن الحسين انه رأى رجلا يدين الى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم. فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال انا احدثكم حديثا سمعته من ابي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا قبري عند ولا بيوتكم فان تسليمكم يبلغني اين كنتم؟ رواه في المختارة ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله حريص عليكم اي على هدايتكم وحصول النفع لكم في الدنيا والاخرة واعظم هدايته ايانا وحرصه علينا حمايته التوحيد تده طرق الشرك والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا الحديث رواه ابو داوود باسناد حسن وله شواهد عن جماعة من الصحابة يصح بها فدلالة ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا تجعلوا بيوتكم قبورا وقوله ولا تجعلوا قبري عيدا وقوله وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيثما حيث كنتم فهدان نهيان وامر منه صلى الله عليه وسلم كلها تبين حمايته صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل الى الشرك فانه نهى صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم اولا عن جعل البيوت قبورا ذلك بتعطيلها من قراءة القرآن والصلاة فان البيوت اذا افرغت من ذلك كانت شبيهة بالقبور لان القبور ليست محلا لقراءة القرآن وذكر الله ونهيه صلى الله عليه وسلم بعد ثانية عن جعل قبره عيدا فلا يزار على وجه مخصوص في زمن مخصوص غلقا لباب الغلو المفضي الى الشرك. ثم امره صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه حيث كان المصلي لان صلاته لان صلاة احدنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغها الرسول صلى الله عليه وسلم اينما كان احد فالقرب المتوهم الاحتياج اليه غير موجود فان صلاة العبد على رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا كصلاة العبد عليه صلى الله عليه وسلم عند قبره هذا يتضمن النهي عن الاكثار من زيارته لان لا يفضي ذلك الى جعل قبره صلى الله عليه وسلم عيدا والدليل الثالث حديث علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه عن ابيه عن جده وفيه القصة المذكورة رواه الضياء المقدسي في كتاب المختارة وهذا معنى قول المصنف رواه ابن مختارة اي رواه ضياء المقدسي احد محدث الحنابلة في كتاب المختارة والحديث مخرج عند من هو اقدم منه كابي يعلى الموصلي في مسنده فالعزم اليه اولى واسناده صالح لا بأس به وله شواهد يتقوى بها ودلالته على مقصود الترجمة يرحمك الله ودلالته على مقصود الترجمة في الجمل الثلاث كلها على ما تقدم بيانه في الحديث السابق فانه عدوه وهو جار مجراه في الاستدلال وقوله في اخره فان تسليمكم يبلغني اينما كنتم هكذا هو الحديث في المختارة وقد رواه من طريق ابي يعلى الموصل وهكذا الحديث عند ابي يعلى الموصلي في مسنده وقد رواه من طريق ابن ابي شيبة والحديث عنده فان صلاتكم وتسليمكم يبلغني اين كنتم فكان ابا يعلى الموصلين اختصر الحديث وترك لفظ الصلاة ثم خرجه ثم اخرجه الضياء في المختارة من طريقه فوقع الحديث مختصرا والا في الحديث تاما فان صلاتكم وتسليمكم يبلغني اين كنتم فجمع بين الصلاة والتسليم واللفظ الاتم ودلالته على مقصود الترجمة كما سلف في الجمل الثالثة حذو ما تقدم نعم فيه مسائل الاولى تفسير اية براءة الثانية ابعاده امته عن هذا الحناء غاية البعد الثالثة ذكر حرصه علينا ورأفته ورحمته الرابعة نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص مع ان زيارته من افضل الاعمال. قوله رحمه الله نهيه الرابعة نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص مع ان زيارته من افضل الاعمال لان زيارة القبور على الوجه المشروع سنة وقبره صلى الله عليه وسلم افضل قبر على وجه الارض واتباع السنن من افضل الاعمال فكانت زيارته من افضل الاعمال تبعا لاصل كلي شرعي. وهو زيارة القبور الخامسة نهيه عن الاكثار من الزيارة السادسة حثه على النافلة في البيت السابعة انه متقذر عندهم انه لا يصلى في المقبرة الثانية تعليله ذلك بان صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وان بعد. فلا حاجة الى ما يتوهمه من اراضي القربى التاسعة كونه صلى الله عليه وسلم في البرزخ تعرض عليه اعمال امتي في الصلاة والسلام قوله رحمه الله التاسعة قوله صلى الله عليه وسلم في البرزخ تعرض عليه اعمال امته في الصلاة عليه اي انه يعرض عليه في قبره صلاة امته وسلامه عليهم ومعنى العرض التبليغ فيبلغ النبي صلى الله عليه وسلم من اعمال امته الصلاة والسلام عليه تبليغا اليه فلا تكونوا جميع اعمالهم معروضة والاحاديث المروية في عرض جميع الاعمال لا يصح منها شيء وانما يصح عرض الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم اي تبليغه اياها ها باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان. مقصود الترجمة تحقيق وقوع الشرك في هذه الامة تحقيق وقوع الشرك في هذه الامة بعبادة بعضها الاوثان والرد على من زعم انه لا يقع فيها شرك والرد على من زعم انه لا يقع فيها شرك فقول الله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبس والطاغوت. وقوله قل هل انبئكم من شر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت فقوله قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا. عن ابي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القدة بالقدة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن اخرجه؟ ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله زوالي الارض فرأيت مشارقها ومغاربها. وان امتي سيبلغ ملكها ما زني منها. واعطيت الكنزين الاحمر والابيض واني سألت ربي لامتي الا يهنيكها بسنة بسنة بعامة والا يسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم فيستبيح بيضتهم وان ربي قال يا محمد اذا قضيت قضاء فانه لا يرد واني اعطيت لامتك الا اهلكها بعامة والا اسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من باقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسقي بعضهم بعضا. ورواه البخاري في صحيحه وزاد. وانما اخاف على امتي ائمة مضلين واذا وقع عليهم الشيخ لم يرفع الى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من امتي بالمشركين وحتى تعبد من امة الاوثان وانه سيكون في امتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم انه نبي. وانا خاتم النبيين لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من امتي عن الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي امر الله تبارك وتعالى. ذكر المصنف رحمه الله تحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى الم تر الى الذين فوتوا نصيبا من الكتاب الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يؤمنون بالجبس والطاغوت فان اهل الكتاب من اليهود والنصارى امنوا بالطاغوت وهو الشيطان فعبدوه لانهم اضاعوه فيما سول لهم وزين من الشرك فعبدوا عزيرا عند اليهود وعبدوا المسيح وامه عند النصارى وسيكون في هذه الامة من يشتن بسنتهم ويقتدي بطريقتهم كما سيأتي بحديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه والدليل الثاني قوله تعالى قل هل انبئكم بشر من ذلك مكتوبة عند الله. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى وعبد الطاغوت اي وجعل منهم من عبد الطاغوت من دون الله فذلك بطاعة الشيطان فيما زين لهم من الشرك بالله عز وجل ولهم خلوف في هذه الامة يرثونهم ويقتدون بهم فالايتان بمعنى واحد في الدلالة على المقصود والدليل الثالث قوله تعالى قال الذين غلبوا على امرهم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى لنتخذن عليهم مسجدا فان اهل الغلبة طيروا اصحاب الكهف اوثانا يعبدون من دون الله عز وجل وكانوا في اليهود او النصارى لانهم هم الذين اتخذوا قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد واصح القولين في تاريخ تعيينهم انهم كانوا يهودا لا نصارى واختاره ابن كثير وقواه من جهة كون هذه القصة مذكورة في التوراة ولو كانوا نصارى لم تذكر فيها لان اليهود لم يرفعوا راسا الى عيسى ولا الى اصحابه الحواريين فهؤلاء اناس صالحون كانوا في بني اسرائيل والدليل الرابع حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبله الحديث متفق عليه لكن ليس فيه حذو الخذبة بالقذة وانما فيه شبرا بشبر وذراعا بذراع ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من خبر النبي صلى الله عليه وسلم من اتباع هذه الامة لليهود والنصارى شبرا بشبر وذراعا بذراع وكان من طريق اليهود والنصارى اتخاذ قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد وطاعة وطاعة الشيطان في ذلك وليكونن في هذه الامة من يكون مثلهم تصديقا لخبره صلى الله عليه وسلم بوقوع ذلك. والدليل الخامس حديث ثوبان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله زوائي الارض الحديث اخرجه مسلم ورواه البخاري في صحيحه المستخرج على مسلم بالزيادة المذكورة وهي عند ابي داوود وبما جهت تامة وبعضها عند الترمذي مختصرا والعزم اليهم ايش اولى طيب لماذا عدل المصنف عن العزو الى هؤلاء؟ وعزا الى تخرج البرقاني له علاقة في احسنت والتابع تابع تابع لان البخاري كتابه اسمه المستخرج على صحيح مسلم. المستخرج هو ان يعمد محدث الى كتاب فيخرج احاديثه باسانيده هو فهو قد بنى كتابه على صحيح مسلم. فلما كان الامر كذلك كان التابع تابعا فعزاه المصنف وغيره الى البرقاني ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين واسناد هذه الزيادة صحيح ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله صلى الله عليه وسلم وحتى تعبد فئام من امتي الاوثان وهو صريح في مقصودها وخبر صادق على تحقق وقوعها يقع في هذه الامة من يعبد الاوثان والتئام هم الجماعات الكثيرة والاخر في قوله صلى الله عليه وسلم ولا تقوم الساعة حتى يلحق فيها حي من امتي بالمشركين ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من امتي للمشركين وهو خبر صادق منه صلى الله عليه وسلم ان الساعة لا تقوم حتى يلحق حي من امته بالمشركين والحي معناه في لسان العرب القبيلة وبه سميت مناطق السكنة في المدنية المعاصرة في احياء فان الاحياء لا توجد في لسان العرب بمعنى المنطقة المسكونة. وانما بمعنى المنطقة التي تقيم فيها قبيلة. وكانت العرب اذا اقامت في ارض فاقتسمتها القبائل ولم تجتمع فكانت كل قبيلة تنزل منزلا فيسمى حي بني فلان وحي بني فلان وحي بني فلان ثم نقلت هذه الحال الى تخطيط العمراني الحديث ووقع في رواية ابي داوود وابن ماجة حتى تلحق قبائل من امتي للمشركين والقبائل اسم لمن للعرب والقبائل اسم للعرب فان غيرهم لا ينتسب الى قبيلته وانما ينتسب الى ارضه وبلده هذا من خصائص النسب فان العرب تنتسب الى قبائلها والعجم تنتسب الى بلدانها ولذلك عند احمد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة الا على قرية يقال لها كذا وكذا. وفي الحديث ضعف قال الراوي فعلمت ان انها ليست في بلاد العرب لان العرب لا يذكرون اهل القرية وانما يذكرون قبيلة حيا منهم فينسبون اليه. فعلم ان ذكر اسم القبائل يدل على ان هؤلاء الذين يلحقون بالمشركين هم من العرب وليسوا من العجب طيب ما معنى يلحقون بالمشركين الجواب ايش يعني الطريقة اتباع المشركين انواع فسق نفاق وشرك يعني يشركون ويكفرون ان يصيرون كفارا مثلهم هذا القول الاول ان معنى لحاقهم بهم ان يكونوا كفارا مثله والقول الثاني ان معناه التحول الى ارضهم ان معناه التحول الى ارضهم والاقامة بينهم والرضا بدينهم اي قول راجح صفوف الحديد تبي تجدونه في الحديد قال لا تقوم الساعة حتى يلحق فئام من امي امتي المشركين وحتى ليعبد فئام من امتي الاوثان الثاني الثاني لانك اذا قلت معناها انهم يكفرون كفرهم صارت الجملتين في الحديث بمعنى واحد ومن قواعد فهم الخطاب الشرعي ان التأسيس اولى من التأكيد ان التأسيس يعني تأسيس ان يعني تأسيس معنى جديد اولى من تأكيد معنى مذكور فيكون الحديث مفيدا لجملتين فالصحيح ان معنى لحاقهم بهم قوة تحولهم من ارضهم وانتقالهم اليها واقامتهم بين ظهرانيهم ورضاهم بدينهم وقد ظهرت بوادره في القرن الماضي الى يومنا هذا فيما يسمى بالهجرة الى بلاد الكفار فان الاوائل الذين هاجروا كانوا مسلمين فلا يزال دينهم ينحل عقدة العقدة حتى صار فيهم اليوم من تحول عن دين الاسلام الى دين الكفر وهذا من اعلام نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان هذا سيكون كثيرا وليس قليلا حتى يبلغ قدره ان تتحول قبائل كاملة من بلادها التي هي فيها الى بلاد الكفار ثم تكون على دين اولئك الكفار صار نعم فيه مسائل الاولى تفسير اية النساء الثانية تفسير اية المائدة الثالثة تفسير اية الكهف الرابعة وهي اهمها ما معنى الايمان بالجبس والطاغوت في هذا الموضع؟ هل هو اعتقاد قلب او هو موافقة اصحابها مع ومعرفة بطلانها قوله رحمه الله الرابعة وهي اهمها ما معنى الايمان بالجد والطاغوت في هذا الموضع هل هو اعتقاد قلب او هو موافقة اصحابها مع بغضها ومعرفة ومعرفة بطلانها اي ليس هو معرفة القلب لان اليهود يعرفون بقلوبهم ان المشركين على دين وثنية ضلال وان النبي صلى الله عليه وسلم على دين حنيفية وتوحيد ومع ذلك وافقوهم ورضوا بما هم عليه ولم يبغضوه وعلم ان هذا هو المقصود الخامسة قولهم ان الكفار الذين يعرفون كفرهم اهدى سبيلا من المؤمنين السادسة وهي المقصودة بالترجمة ان هذا لا بد ان يوجد في هذه الامة كما تقرر في حديث ابي سعيد رضي الله عنه السابعة تصريحه بوقوعها اعني عبادة الاوثان في هذه الامة بجموع كثيرة الثامنة العجب العجاب خروج من يدعي النبوة مثل المختار مع تكلمه بالشهادتين. وتصريحه انه من هذه الامة وان الرسول حق وان القرآن حق وفيه ان محمدا خاتم النبيين. ومع هذا يصدق في هذا كله مع التضاد الواضح لقد خرج المختار في اخر عصر الصحابة وتبعه في ام كثيرة التاسعة البشارة بان الحق لا يجوز بالكلية كما زال فيما مضى بل لا تزال عليه طائفة. العاشرة الاية انهم مع قلتهم لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم. الحادية عشرة ان ذلك من اشراط الساعة. الثانية اشرف ما فيه من الايات العظيمة منها اخباره بان الله زوى له المشارق والمغارب. واخبر بمعنى ذلك فوقع كما اخبر بخلاف الجنوب والشمال واخباره بانه القي الكنزين واخباره باجابة دعوته لامته في الاثنتين واخبار بانه منع الثالثة واخباره بوقوع السيف وانه لا يرفع وانه لا يرفع اذا وقع واخباره لاهلاك بعض بعضا وسبه بعضهم بعضا وخوفه على امته من الائمة المضلين. واخباره بظهور المتنبئين في هذه الائمة المضلين يعني علماء السوء اكثر الاخوان ما يقع في قلبه الا الحكام الظالمين وهؤلاء وهؤلاء كلهم شرع للدين العلماء المفسدين علماء السوء وكذلك الحكام الظالمين. هؤلاء كلهم الائمة المضلين الذين خافهم النبي صلى الله عليه وسلم على امته ومن العجيب ان كثيرا من الناس يعقل هذا في الحكام واما في العلماء فانه لا يعقل بهذا. ولذلك اذا بين خطأ احد قيل انه عالم وان كان عالم النبي صلى الله عليه وسلم ان اخبر انه سيكون ائمة يعني ايش يقتدى بهم ومع ذلك فهم مظلون ومن عرف حقيقة حال الناس وجد اليوم اناسا ينسبون الى العلم والدين والشريعة وهم في الحقيقة مظلون فالذين يخالفون الاجماعات المنعقدة من احكام الدين هم ائمة مضلون الذين يجوزون بقاء المرأة الكافرة اذا اسلمت تحت الكافر هؤلاء اما مضلون لانهم يخالفون اجماعات من العقيدة في الدين ويهونون مقدار الشريعة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في حديث عند ابي يعلى وغيره الاسلام يعلو ولا يعلى عليه. ومن علوه الا تبقى المؤمنة المسلمة تحت الكافر اذا اسلمت فالذي يقول ان التعايش الحضاري والانفتاح الثقافي والتواصل بين الامم يقتضي ان تبقى المرأة في كنف الاسرة التي قرعت فيها وانجبت منها لا ريب انه من الائمة المضلين لماذا ليش منين منضلين قال فيجماع قال في الدين الذي عمل فيه الامة اربعة عشر قرن ليس لن لن نجد يا اخوان ترى دين ما كان قبلنا ولا ما هو بدين لذلك تقدم معنا حذيفة ماذا قال؟ كل عبادة لا يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا فلا تعبدوها هذا يدل على عظمة الامر لذلك خاف الانسان على نفسه ان يذهب دينه ويضل في دينه من الائمة المضلين اكثر الناس لاجل حظ الدنيا ما يقعقع قلبه الا على الحكام الظالمين والواجب على الانسان ان يخاف على دينه ودنياه هؤلاء وهؤلاء فان هؤلاء وهؤلاء تذهب بهم الدين والدنيا والواجب على من ولاه الله سبحانه وتعالى شيئا من امر الدين والدنيا ان ينصح هؤلاء ويبين لهم غلط شر ما هو فيه ويحذر الناس على الطريقة الشرعية من شر مثل هذه الحوادث والافات وما تحدثه في بلاد المسلمين وما تغيره من دينهم وانتم ترون هذا ظاهرا بينا في هذا وذاك فما تغيرت بعض شعائر الدين وانحلت عقده الا بذلك سنة الف وثلاث مئة ستة وتسعين تقريبا اقيمت صلاة الجنازة في مسجد باريس على الرئيس الفرنسي الكاتب ها هذا ائمة الظلال ولا لا ما الجواب اللي صلى بالمسلمين ودعاهم وقال ان الاسلام دين رحمة ودين ود ودين تآلف هذا مظل ولا ما هو مضل نظير لانه غير دين الله سبحانه وتعالى نحن لا نفهم من الاضلال في في الدين الا اذا واحد شتمنا وتكلم على بلادنا لا من الاضرار في الدين الذي يغير معالم الدين حتى ولو كان اخونا وابونا وصاحبنا لان الدين اعز من كل احد. ولذلك لما كان السلف رحمهم الله تعالى من الصحابة والتابعين يعرفون مقادير هذا باعوا لاجل الله عز وجل اباءهم واخوانهم وازواجهم وعشائرهم ومساكنهم وتجارة تعجب الناس ويرضون بها لان هذا حقيقة الدين ولذلك ينبغي للانسان ان يتقي الضلال واتقاؤه الضلال لكونه تحت كنف العلماء الموثوق بدينهم وعلمهم المهم هذا هذه السلامة وليس من ذلك ان ان يتطلب الانسان الرد على هؤلاء والتصدي لهم لا وكل الامر الى اهله فان من قواعد الشريعة ان الرد على البدع والضلالات وزلات اهل العلم موكولة الى العلماء سخين ذكر هذا ابن القيم في ذكر هذا الشاطري في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم فيوكل هذا الى اهله ويقتدى ويتبع فيما يقولون واما الذي يأتي تحت مسوغات ويقول نعم هناك اجماع من قول ولكن هذا الاجماع كان يصلح في زمن ولا يصلح في الزمن هذا لا يصلح للزمن هذا الا ما صلح للزمن الزمن ذاك السابق الذي كان الدين السابق هو الذي يجب على العبد ان يتعبد الله سبحانه وتعالى به نعم وخوفه على على امته من الائمة المضلين واخباره بظهور المتنبئين في هذه الامة واخباره ببقاء الطائفة وكل هذا وقع كما اخبر مع ان كل واحدة منها من ابعد ما يكون في العقول الثالثة عشرة حصره الخوف على امته من الائمة المضلين الرابعة عشرة التنبيه على معنى عبادة الاوثان. قوله رحمه الله الرابعة عشرة التنبيه على معنى عبادة الاوثان اي انها الا تختصوا بالاصنام التي كانت تعبدها العرب بل سيكون في خلوف هذه الامة من يتخذ معبودات يعبدها من دون الله فيخرج من الاسلام الى الكفر ومن التوحيد الى الشرك نعم باب ما جاء في السحر مقصود الترجمة بيان ما جاء في الستر من الوعيد بيان ما جاء في السحر من الوعيد ومنافاته للتوحيد لان السحر لا يتأتى الساحر الا بالشرك لما فيه من تعلق بالشياطين وتأليه لهم والسحر ايش سلاحا ام شرعا اصطلاح المعلم بيقول شرعا يعلم يا اخي قل شرعا لانه جاء لفظ القرآن. طيب اللي يقول سلاحا ما في احد يقول السلاح ليش يعني حقيقته انما يقال شرعا فيما يطلب من الحقائق الشرعية هذا يقال شرعا يعني له حقيقة شرعية مطلوبة فمثلا نقول الصلاة شرعا وصيام شرعا وزكاة شرعا والخوف من الله شرعا والتوكل على الله شرعا والحب في الله شرعا هذي حقائق شرعية مرادة اما المواضعات الاصطلاحية والمقصود بالمواضعات الاصطلاحية اتفاق قوم على نقل لفظ من معناه اللغوي الى معنى اخر وهذا يسمى اصطلاح اتفاق قوم على نقل لفظ من معناه اللغوي الى معنى اخر. فمثلا النحو اصطلاح ام شرعا اصطلاحا التجويد اصطلاحا ام شرعا واصطلاحا البلاغة اصطلاحا ام شرعا اطلاحا وهلم جرة حينئذ السحر له حقيقة شرعية مطلوبة مراده ام ليس له ليس ليس له لانه ليس مرادا شرعيا ولا مطلوبا للتعبد ولكن له حقيقة اصطلاحية. لانهم نقلوه من معناه اللغة. من معناه اللغوي وهو ما لطف وخفي يسلمه غدا عن السحر لغة ما لطف وخفي سببه ومنه سمي اخر الليل انتحر لانه لطيف وخفي نقل السحر من معناه اللغوي الى معنى اصطلاحي. من الذي اشترط عليه اصطلح عليه اطباء العرب فان السحر اول مبتدأه كان طبا. ولذلك يأتي في بعض الاثار به طب يعني به سحر لانه كان نوعا من من انواع التطبيب عند العرب ثم تعاظمت الشياطين بتلاعبها بالناس حتى صار كفرا بالله سبحانه بعد ذلك نقول السحر اصطلاحا جهة استلام نحن في الدرس ما نعرفه المعاني اللغوية لان المقصود الاهم وانما اذا احتجنا اليها نبهنا عليها. طيب السحر اصطلاح ما هو طرقا ينفذ فيها رقى ينفث فيها وتعقد بالاستعانة بالشياطين رقى ينفس فيها وتعقد بالاستعانة من بالشياطين. هذا معنى السحر اصطلاح لا يكون السحر الا بهذا عقدة يرقى فيها بنفس وتكون معقودة مع الاستعانة بالشياطين نعم امر وقول الله تعالى ولقد علموا لمن اشتراهما له في الاخرة من خلاقك. وقوله يؤمنون بالجبس والطاغوت. قال الجبت السحر والطاغوت الشيطان. فقال جابر الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا. واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات للغاية المؤمنات وعن جندل مرفوعا حد الساحر ضربه بالسيف. رواه الترمذي وقال الصحيح انه موقوف وفي صحيح البخاري عن مجالس ان عبدة قال كتب عمر ابن الخطاب ان اقتلوا كل ساحر وساحرة. قال فقتلنا سواحل وصحح عن حفصة رضي الله عنها انها امرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت. وكذا صح عن جندلي رضي الله عنه قال احمد عن ثلاثة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ولقد علموا لمن اشتراه ماله من خلاء ما له في الاخرة من خلاء ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ما له في الاخرة من خلاقه والمشار اليه هو السحر لانه تابع لما ذكر من تعلق اليهود بسحر جني سليمان وما كانوا عليه بالسحر الذي فتنوا به على يد الملكين ثم ما كان من سحر الجن سليمان. فتقدير الاية ولقد علموا لمن اشترى السحر ما له في الاخرة الخلاقة والخلاق هو الحظ والنصيب والذي لا يكون له حظ ولا نصيب في الاخرة هو الكافر فقط فنفي الحظ في الكتاب والسنة يراد به الاعلام بان ما ذكر معه هو كفر افاد هذا الطاهر ابن عاشور في موضع من التحذير والتنوير. فبذلك بيان حرمة السحر بل كونه كفرا لان نفي الخلائق عن دال على نفي نصيبه من الخير في الاخرة واذا انتفى عنه نصيبه من الخير كان كافرا ليس له الا الشر في الاخرة والدليل الثاني قوله تعالى يؤمنون بالجبس والطاغوت ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يؤمنون بالجبت والطاغوت فعلى تفسير عمر رضي الله عنه الذي رواه ابن جرير بسند حسن وذكره المصنف الجبت هو السحر فيكون معنى الاية يؤمنون بالجلد يعني بالسحر والطاغوت يعني الشيطان. وعلى تفسير جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الذي ذكره المصنف ورواه ابن جرير ايضا بسند صحيح ان الطاغوت هو الكاهن وبين الساحر والكاهن مشاركة في الاستعانة بالشيطان وبين الكاهن والساحر مشاركة في الاستعانة بالشيطان فصلح ان يكون دالا على حال الساحر لانه يستعين بالشيطان كما يستعين الكاهن والدليل الثالث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات. متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في عهده صلى الله عليه وسلم السحر من السبع الموبقات اي المهلكات المأمور اي المهلكات المأمور باجتنابهن وذلك دال على كون السحر كبيرة من كبائر الذنوب المحرمة والدليل الرابع حديث جندب رضي الله عنه مرفوعا حد الساحل ضربه بالسيف رواه الترمذي وصحح وقفه وهو الصواب والوقوف هو ما اضيف الى الصحابي من قول او فعل او او تقرير ودلالته في كون الساحر يقتل بالسيف دلالته في كون الساحر يقتل بالسيف ولا يقتل المرء الا على فعل ايش محرم ولا يقتل المرء الا على فعل محرم فدل ذلك ان السحر محرم واذا كان قتل على ذلك فما فعله فهو محرم. وهذا التحريم يبلغ على الصحيح الردة انه خرج من الاسلام الى الكفر والدليل الخامس والسادس والسابع ما صح عن ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم عمر وابنته قفصة وجند ابن عبد الله ان الساحر يقتل وتقدم ان القتل لا يكون الا على محرم واثر عمر رواه ابو داوود واصله عند البخاري لكنه لم يخرج هذا اللفظ وحينئذ عزم المصنف صحيح ام غير صحيح صحيح لانه لان اصل الحديث عند البخاري واثر حفصة رواه البيهقي في السنن الكبرى واثر جنده رواه البخاري في التاريخ الكبير وكلها صحيحة عنهم فهؤلاء ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم لهم مخالف ان الساحر يقتل نعم فيه مسائل الاولى تفسير اية البقرة الثانية في تفسير اية النساء الثالثة تفسير الجبس والطاغوت والفرق بينهما الرابعة ان الطاغوت قد يكون من الجن وقد يكون من الانس الخامسة معرفة السبع الموبقات المخصوصة بالنهي السادسة ان الساحر يكفر السابعة يقتل ولا يستتاب. قوله رحمه الله السابعة يقتل ولا يستتاب اي الساحر لان الصحابة رضي الله عنهم الذين صح عنهم الامر بقتله لم يثبت عنهم طلب توبته الاستجابة هي طلب التوبة بل قتلوه على ردته تلك نعم ثمنة وجود هذا في المسلمين على عهد عمر رضي الله عنه فكيف بعده باب بيان شيء من انواع السحر مقصود الترجمة بيان شيء من انواع الستر مما يشمله اسمه في اللغة بيان شيء من انواع السحر مما يشمله اسمه في اللغة وقد يكون وقد يكون من السحر الاصطلاحي المتقدم وقد لا يكون كذلك وسلف ان السحر في لسان العرب اسم لما خفي ولطف سببه وعلى هذا تكون ال في هذه الترجمة للعهد ام للاستغراق الاستغراق مع الاستغراق يعني جميع الافراد التي تسمى سحران اما لغة واما اصطلاحا وهو الواقع والترجمة السابقة هل فيها عهدية يعني سحر يتعلق بالسحر الاصطلاحي وهو الذي كان معروفا عند العرب نعم قال احمد قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عوف عن حيان بن العلاء قال حدثنا قطر بن قبيصة عن ابيه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العيافة والطرق والطيارة من الجبت قال عنكم العيافة بدر الطير والطرق يخط بالارض وانجبت قال الحسن رنة الشيطان. اسناده دليل ولابي داوود والنسائي وابن وابن صحيح المسند منه وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد رواه ابو داوود باسناد صحيح والنسائي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه من عقد عقدة ثم لفت فيها فقد سحر ومن سحر فقد اشرك ومن تعلق شيئا وكل اليه وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا هل انبئكم ملعظة؟ من العبد الا هل انبئكم بالعرض هي النميمة القالة بين الناس رواه مسلم ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من ان من البيان لسحرا ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول حديث قبيصة الهلالي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العيافة والطوق والطيرة من الجبت رواه ابو داوود والنسائي واسناده ضعيف والعزم اليهما اولى من العزو الى احمد الذي اختصر عليه المصنف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان العيافة والطرق والطيرة من الجلد فذكر ثلاثة اشياء جعلها من الجبت احدها العيافة وهي زجر الطير وتحريكها والاستدلال بحركاتها وانها على المغيبات وتطلق العيافة ايضا على ارادة الحدس والتخمين الا انها في الاول اشهر وثانيها الطرف وهو الخط في الرمل والطرق في الحصى لمعرفة المغيبات تخطف الرمل والطرق في الحصى لمعرفة المغيبات فما ذكر في الاثر هو بعظ بعضه ولا كله ذكرت عندكم الاثار قال افطرت يخطوا يخطوا في الارض ولم يذكر فالطرق وهو شامل لهذا وذاك الفرق بينهما ان الارض قدمت السهلة يخط فيها والارض الصلبة تضرب بالحصى وهذا معنى الطرف بالحصى وثالثها الطيرة وهي اسم لكل ما يحمل على الاحجام او الاقدام اسم لكل ما يحمل على الاقدام او الاحجام وسيأتي تفصيل ذلك بما يستقبل وجعل النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الثلاثة قل لها من الجد وتقدم ان عمر فسر الجبت السحر فيكون معنى هذا الحديث ان هؤلاء المذكورات هن من السحر فظهر مقصود الترجمة لان النبي صلى الله عليه وسلم بين بعض انواع السحر وقول الحسن رحمه الله مفسرا الجد رنة الشيطان لا يخالف ذلك ظنت الشيطان لا يخالف ذلك لان رنة الشيطان لها تفسيران احدهما ان رنة الشيطان هي صوته فيكون الشيطان صوت بهن ودعا اليهن ورغب الناس فيهن فوقعوا في السحر والاخر ان رنة الشيطان هي الصيحة الحزينة فيكون المذكور من كيد الشيطان لما اخرج من الجنة فحزن فكاد للناس ومكر بهم وزين لهم هؤلاء المذكورات وسول لهم عمل السحر وهونه في نفوسهم فيكون ما ذكره الحسن من تفسير الشيء بذكر سببه والجب تقدم انه السحر ومن اعظم منبت السحر في الناس من الشيطان واضحة هالمسألة وادعى بعض المتأخرين ان رنة الشيطان مصحفة وان الصواب انه الشيطان وهذا غلط لا يساعد عليه الوضع اللغوي ولا الشرعي ولا ما عرف من حال الحسن على ما هو مبين في موضع اخر لكن المقصود ان تعرف ان الصواب ان الحسن فسرها قال الجبت رنة الشيطان وبيان معناه على الوجه الذي تقدم والدليل الثاني حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم الحديث رواه ابو داوود ابن ماجة باسناد صحيح بلفظ من اقتبس علما من النجوم الحديث ودناته على مقصود الترجمة في قوله من اقتبس علما من النجوم مع قوله فقد التبس شعبة من السحر فمن علم النجوم ما يكون سحرا وهو نوع من انواعه والمراد به تنجيم التأثير لكن جيم التسيير وسيأتي باب مفرد في التنجيم باذن الله عز وجل. والدليل الثالث حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عقدة ثم نفث فيها الحديث رواه النسائي بهذا التمام باسناد ضعيف والجملة الاخيرة منه وهي من تعلق شيئا وكل اليه تقدمت من حديث عبدالله ابن عكيم بسند ثابت عنه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من عقد عقدة ثم نفث فيها باقا انتحر اي نفث فيها مستعينا بالشياطين وعقد عليها ويسمى هذا سحر العقد فهو نوع من انواع السحر. والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا انبئكم ما العظم الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصوده على مقصود الترجمة في قوله ملعظه اي ما السحر فانه من اسمائه فان العرب تسمي السحر بالعطف ثم بينه صلى الله عليه وسلم بقوله هي النميمة القالة بين يعني المقولة الكائدة بين الناس وعدت النميمة سحرا لامرين احدهما باعتبار مبدأها باعتبار مبدأها فان النميمة تكون في السر في السحر اذا عمل فان النميمة تكون في السر السحر اذا عمل والاخر باعتبار منتهاها. لانها تفرق بين الناس كالسحر الذي يفرق بين الناس والدليل الخامس حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيان لسحرا وهو عند البخاري دون مسلم ولا يوجد اصله فيه ودلالة هذا الحديث على مقصود الترجمة في جعل البيان المعرب عن المقصود من جملة السحر في بيان في جعل البيان المعرب عن المقصود من جملة السحر والمراد به البيان الملبس والمراد به البيان الملبس الذي يخرجه الذي يخرج صاحبه الامر من الحق الى الباطل او من الباطل الى الحق فاذا وجدت ملكة من البيان عند احد يتسلق بها على اغواء الناس والتلبيس في دينهم فان ذلك نوع من السحر اداري ما ينشأ عنه فانه يخرج الناس من دينهم كالسحر الذي يخرج الناس من دينهم ومجموع ما ذكره المصنف في هذا الباب من انواع السحر سبعة العيافة والطرق والطيرة والتنجيم التأثيري والعقد المنبوث فيها والبيان الملبس والنميمة وكلها محرمة ومنها ما يكون شركا اذا وجد فيه المعنى المتقدم في الحقيقة الاصطلاحية للسحر والمندرج في السحر الذي يكون شرفا من هذه السبعة هي العيافة مضطر والطيرة والعقد المنفوث فيها فهذه سحر مكفر واما ما دون ذلك فليس كذلك نعم فيه مسائل الاولى ان العيافة والطرق والطيرة من اللبت الثانية تفسير العياثة والطرد الثالثة ان علم النجوم من نوع السحر الرابعة قوله رحمه الله الثالثة ان علم النجوم ان علم النجوم نوع من السحر المراد به تنجيم يستنجيم التأثير دون تنجيم التفسير نعم الرابعة العقد مع النفس من ذلك الخامسة ان النميمة بين الناس من ذلك سادسة ان من ذلك بعض الفصاحة. قوله رحمه الله السادسة ان من بعض ذلك الفصاحة يعني الفصاحة الملبسة للحق بالباطل ولذلك اشار اليها ببعض فهي ليست كل الفصاحة وانما فصاحة مخصوصة نعم باب ما جاء في الكهان ونحوهم مقصود الترجمة بيان ما جاء في ونحوهم من الوعيد الشديد والتغليظ الاكيد والكهال جمع كاهن وهو الذي يخبر عن المغيبات للاخذ عن مفترقي السمع وهو الذي يخبر عن المغيبات بالاخذ عن مسترقي السمع من الجن سمي كاهنا لانه يتكهن الاخبار ويتوقعها والمراد بقوله ونحوهم اي ممن لهم ذكر في هذا الباب عنده وهم العراف والمنجم والرمال فكلهم يشتركون في دعوى علم الغيب مستعينين بالجن ويفترقون في طرقه ويختلفون في طرق ابتغائه وطلبه العراف هو الذي يستدل بامور ظاهرة معروفة على اشياء غائبة مستورة. والذي يستدل بامور ظاهرة معروفة على اشياء غائبة مستورة والمنجم هو الذي يستدل بالنظر في النجوم والرمان هو الذي يستدل بالخط في الرمل والكاهن هو الذي يستدل بالاخذ عن مفترق السمع فهؤلاء يشتركون في شيء ويختلفون بشيء هم مشتركون في ايش الاستعانة بالشياطين بدعوى علم الغيث ويفترقون في ايش؟ في طرائق الوصول الى ذلك نعم روى مسلم في صحيحه عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه ابو داوود وللاربعة والحاكم وقال صحيح على شرطهما عن من اتى عرافا او فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. ولابي يعلى بسند جليل عن ابن مسعود رضي الله عنه مثل موقوفا وعن عمران ابن حصين رضي الله عنه مرفوعا ليس منا من تطير او تطير له او تكهن او تكهن له او سحر او سحر له. ومن اتى كاهنا فصدقه بما يقول. فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه البزار باسناد جيد ورواه الطبراني في الاوسط باسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله ومن اتى الى اخره. قال البغوي العراف الذي يدعي معرفة الامور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك. وقيل هو الكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل. وقيل الذي يخبر عنا في الضمير. وقال ابو العباس ابن تيمية العراف اسم للكاهن والمنجي والضمان ونحوه ممن يتكلم في معرفة الامور بهذه الطرق. وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوم يكتبون ابا جهل وينظرون في النجوم لا ارى من فعل ذلك له عند الله من خلاقه. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة الدليل الاول حديث بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عنه قال من اتى عرافا الحديث رواه مسلم دون قوله فصدقه فهذه الزيادة عند احمد والزيادة صحيحة كاصل الحديث ودلالته على مقصود الترجمة في بيان جزاء من اتى عرافا بقوله لن تقبل له صلاة اربعين يوما ولفظ مسلم اربعين ليلة اي لم يثبت له ثوابها وان صحت منه وسقط عليه الطلب عنه الطلب فصلاته صحيحة ولا يؤمر باعادتنا لكنه يعملها ولا يثاب عليها. واذا كان هذا حكما على من اتى العراف فان الحكم على العراف ايش؟ اشد وافظع والدليل الثاني حديث ابي هريرة رظي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى كاهنا فصدقه بما يقول الحديث رواه الاربعة الا النسائي فانه رواه في الكبرى واسناده ضعيف وله شواهد تقويه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من اتى كاهنا مع قوله فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. واذا كان ات كاهن يكون جاؤه الحكم عليه بانه كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم فان الكفر فان الحكم بذلك على الكاهن وما هو اشد منه اولى واحقى. واختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى في معنى قوله صلى الله عليه وسلم فقد كفر بما انزل على ام ندم هل هو كفر اكبر ام اصغر؟ على قولين اصحهما انه كفر اصغر وليس كفرا اكبر لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن حالين الاول من اتى عن اتى عرافا فسأله فصدقه بما يقول والثاني من اتى كاهنا فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم ولو كان قد كفر بالخروج من الاسلام لم تقبل له صلاته كلها ليس اربعين يوما فقط فالمراد بذلك هو تشيع حاله وبيان سوء ما ال اليه امره حتى وقع في امر عظيم وذنب كبير وهو الكفر الاصغر لا يعني كونه كفرا اصغر تهوين ذلك بل هو امر شديد مستقبح ونكمل بعد الاذان ان شاء الله تعالى اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة على الله اكبر الله الله اكبر لا اله الا الله المقصود مما سلف ان النبي صلى الله عليه وسلم فسر احد الخبرين بالاخر لان الحالة الواقعة في كل هو اتيان مدع للغيب يستعين بالشياطين هو تارة كاهن وتارة عرافا لكنهما مشتركان في هذه الحقيقة ويأتيهما السائل فيسألهم ويصدق فيكون حكمه تارة لم تقبل له صلاة اربعين يوما تارة فقد كفر بما انزل على محمد. فدل ذلك على ان الكفر هو على المعنى المتقدم انه لو كان كفرا مخرجا من الملة لم تقبل له صلاة ابدا ولا يقتص ذلك باربعين يوما. والدليل الثالث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ايضا وبيض المصنف لرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى عرافا او كاهنا بما يقول وقال المصنف في عزوه وللاربعة والحاكم وهذا الحديث هو بهذا اللفظ عند الحاكم دون الاربعة وهم من الاربع اذا اطلقوا اصحاب السنن والمصنف مقتف في عزله الحافظ ابا الفضل ابن حجر فانه عزاه اليهم بفتح الباري وهم يريدون بذلك اصل الحديث لا لفظة. واما اللفظ المذكور فهو عند الحاكم وحده باسناد صحيح وجلالته على مقصود الترجمة كسابقه في قوله فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه مثله مرفوعا اخرجه ابو يعلى الموصلي في مسنده واسناده حسن ومثله له حكم الرفع لانه لا يقال من قبل الرأي فخبر الصحابي عن كون شيء شركا او كفرا خبر عن غيب يحتاج الى نبأ وحي فلا يجرأ الصحابي على مثله الا وعنده خبر من النبي صلى الله عليه وسلم ودلالته على مقصود الترجمة كالحديثين السابقين لانه بلفظهما والدليل الخامس حديث ابن عمران ابن حصين مرفوعا ليس منا من تطير او تطير له. الحديث رواه البزار واسناده ضعيف والاحاديث الاخرى في الباب تقويه وتشهد له ولا سيما جولته الاخيرة ومن اتى كاهنا الى تمامه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم فصرح بكفره والاخر في قوله ليس منا وعد اشياء فذكر منها او تكهن او تكهن له فالمتكهن هو الكاهن والمتكهن له هو الذي يأتيه ويسأله ذلك ومعنى قوله ليس منا نفي للايمان الواجب عنه نفي للايمان الواجب عنه. وما نفي به الايمان الواجب فهو كبيرة من كبائر الذنوب. والدليل السادس حديث ابن عباس رضي الله عنه الذي رواه الطبراني في الاوسط نحو حديث عمران السابق دون قوله في اخره ومن اتى كاهنا واسناده ضعيف لكن له شواهد يتقوى بها فيعضد بعضها بعضا احدها سابقه فيكون حديثا حسنا ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ليس منا مع قوله تكهن او تكهن له والقول فيه في القول في سابقه لانه بلفظه واذا كان هذا حكما على الكاهن والمتكهن له دل على اشتراطهما جميعا في امر محرم تحريما اكيدا ومعدودا كبيرة من كبائر الذنوب لان نفي الايمان الواجب لا يكون الا على فعل محرم يستحق به الانسان ان يكون من اهل الكبائر. والدليل السابع اثر ابن عباس رضي الله عنهما قال يكتبون ابا جاد وينظرون في النجوم ما ارى من فعل ذلك له عند الله من خلاق. رواه البيهقي في السنن الكفر وبسند صحيح ومعنى قوله يكتبون ابا جاد يعني يكتبون الحروف المقطعة المشهور ترتيبها عند العرب ابجد هوز حطه كلما الى اخره. فهم يكتبون هامور مقطعة وينظرون الى النجوم وذلك وفق علم عندهم يسمى بعلم الحرف او علم الوسط استفادوه من الشياطين وجعلوا لكل حرف من حروف التهجي دلالة فلكية على حدوث امر فهم يقطعون هنا وينظرون في النجوم للاستدلال على المغيبات. وهو الذي عناه ابن عباس. اما تعلم تقطيع الحروف لاجل كما هو في التعليم فهذا امر جائز ولم يرده ابن عباس رضي الله عنهما فهذا الذي ذكره ابن عباس يتعلق بالتنجيم في التأثيري يعني اعتقاد ان للنجوم تأذيرا وفق ما ذكر من تقطيع الحروف فيه مسائل الاولى انه لا يجتمع تصديق الكاهن مع الايمان بالقرآن الثانية تصليح لانه كفر الثالثة ذكر من تكهن له. الرابعة ذكر من تطير له الخامسة ذكر من سحر له. السادسة ذكر من تعلم ابا جابر. السابعة ذكر الفرق بين الكاهن والعضلات ما الفرق بينهما الجواب الاخوان في هالفئة هذي ما الفرق بين الكاهن والعراف فيما يفترقان الوسيلة التي يتوصلان بها الى ادعاء الغيب هم يفترقان في الوسيلة التي يتوصلان بها الى الغيب فالعراف يستدل بامور ظاهرة معروفة على امور غائبة مستورة. والكاهن والكاهن يستعين بذلك على الاخذ من مفترق السمع نعم باب ما جاء في النشرة مقصود الترجمة بيان حكم النشرة والنصرة اصطلاحا ان ننسحر بسحر مثله هذا هو الذي تعرفه العرب في اسم النشرة وربما سمي حل السحر للرقى والتعوذات الشرعية نصرة بالنظر الى اثره وهو دفع ما يجده المنشور عنه من سحر او غيره واما اسم النشرة عند العرب فلا تعرفه الا على معنى حل السحر بمثله نعم عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال هي من عمل الشيطان رواه احمد بسند جيد وابو داود قال سئل احمد عنها فقال ابن مسعود يكره هذا كله. وفي البخاري عن قتادة قلت للمسيب رجل به طب او او يؤخذ عن امرأته اي يحل عنه او من الشر قال لا بأس به انما يريدون به الاصلاح فاما ما فلم ينهى عنه انتهى وروي عن الحسن انه قال لا يحل السحر الا ساحر. قال ابن القيم ان يشرك حل السحر عن ان السحور وهي نوعان احدهما حل في سحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان فعليه يحمل قول الحسن فيتقرب الناشر والمنتشر الى الشيطان يحبه فيبطل عمله عن المسحوق. والثاني النشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والادوية المباحة فهذا جائز ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول حديث جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة الحديث رواه ابو داوود باسناد جيد ودلالته على مقصود الترجمة في قوله هي من عمل الشيطان لانهم يحلون السحر بسحر مثله وعمل السحر من الشيطان فتكون النشرة من الشيطان والدليل الثاني ان ابن مسعود رضي الله عنه كان يكره ذلك كن له وعرف ذلك من المأثور عن اصحابه فقد روى ابن ابي شيبة بسند صحيح عن ابراهيم النخعي انه قال كانوا يكرهون التمائم والرقى والنشر ومعنى كانوا يكرهون يعني اصحاب ابن مسعود وما كان عليه اصحاب ابن مسعود هو قول شيخهم ابن مسعود فانه لم يروى عن ابن مسعود شيء معين في هذا الباب. ولكن لما عرف ان هذا هو المأثور عن اصحابه علم ان هذا هو قوله لانهم رحمهم الله تعالى كانوا يقصدون به ويأخذون بقوله ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة في قوله كانوا يكرهون لان الكراهة في عرف المتقدمين اسم لما حرم ذكر هذا ابن القيم في اعلام الموقعين وابن رجب في جامع العلوم والحكم فمعنى قوله كانوا يكرهون يعني كانوا يرون ذلك حراما ومن جملة ذلك النشر ومرادهم بالنشر النشر الذي تعرفه العرب من حل السحر بمثله. والدليل الثالث اثر سعيد بن المسيب لما قال له قتادة رجل به طب اي لان ابتداء السحر كان على ارادة التطبيب كما سبق او يؤخذ عن امرأته اي يحبس عنها فلا يصل الى جماعها ايحل عنه او ينشر؟ اي تفك عقد سحره ويرقى لكشف علته فقال لا بأس به اي لا بأس بحل السحر انما يريدون به الاصلاح اي بدفع الداء عنه فاما ما ينفع اي من الرقى وليس من السحر فاما ما ينفع اي من الرقى فلم ينهى عنه لانه انما نهي عما لا ينفع وهو الرقى الشركية هذا معنى كلام ابن المسيب ومن تتبع الفاظ الاثر الواردة عنه دله على ذلك فمن ظنه في حل السحر بسحر مثله ونسب الى سعيد ابن المسيب انه يقول ذلك فقد غلط في من كلام سعيد وهذا الاثر رواه البخاري معلقا ووصله الاكرم في سننه باسناد صحيح وهذه النصرة التي تكون بالرقى انما سميت نصرة باعتبار اثرها وهو دفع العلة عن المعلول فانها اذا فدفعت عنه فكأنك نشرت ما به من داء واخرجته منه. واما باعتبار معنى النشرة المعروف عند العرب وهو حل السحر بسحره وهو الذي تقدم في الحديث النبوي ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه والدليل الرابع اثر الحسن البصري قال لا يحل السحر الا ساحر لا يحل السحر الا ساحر ولم يعزه المصنف وهو عند ابن ابي شيبة بسند حسن عن الحكم بن عطية قال سمعت الحسن وسئل عن النسل فقال سحر سمعت الحسنة وسئل عن النشر قال سحر واللفظ الذي ذكره المصنف اورده ابن الجوزي في جامع المساند والسنن لكنه لم يسقه باسناده ودلالته على مقصود الترجمة في بيان ان النشرة لا تتحقق الا بكون الناشر متعاطيا للسحر فلا يتمكن من حل السحر بسحر الا ساحر. واما حل السحر بالرقى وتعوذت فهذا مما اذنت به يسمى رقية ثم ذكر المصنف رحمه الله كلام ابن القيم في تحرير حكم النشرة وانه جعلها قسمين احدهما مختص بالنصرة الاصطلاحية المحرمة والثاني ما سمي نصرة باعتبار المعنى اللغوي. فقول ابن القيم النشر حل السحر عن المسحور يعني بالنظر الى الاصل اللغوي ومأخذه من كلام العرب. واما باعتبار الوضع الاصطلاحي الذي تعلق فيه احكام الشريعة فان العرب لم تكن تعرف النشرة الا على معنى حل السحر بسحر مثله. ولهذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث جابر حديث جابر المتقدم ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى اعني النشر نهى عن نصره ولم يقع التفصيل. للاعلام بان النشرة شيء واحد وهي حل السحر بسحر مثله نعم فيه مسائل الاولى النهي عن النشرى قوله رحمه الله الاولى النهي عن النشرة يعني النشرة المعهودة عند العرب وهي حل السحر بسحر مثله فهي نشرة شركية محرمة نعم الثانية الفرق بين المنهي عنه المرخص فيه مما يزيل الاشكال. قوله رحمه الله الثانية الفرق بين المنهي عنه هو المرخص فيه مما يزيل الاشكال فالمنهي عنه هو حل السحر بسحر مثله وهي رقية وهي نشرة شركية محرمة والمرخص فيه هو حله بالادوية والتعوذات والرقى المباحة. وهذا انما سمي نشرة كما سبق بالنظر الى مأخذه اللغوي. لا بالنظر الى حقيقته الاصطلاحية فان النصرة لا تسمى بشرة الا اذا كانت متظمنة حل السحر بسحر مثله. فعلم من هذا التقرير ان حل السحر بسحر مثله ان حكمه ان حكمه التحريم وانه شرك وانه شرك طيب اذا قال انسان ان الضرورات تبيح المحظورات فاذا كان الانسان قد ضاقت به السبل ولم يندفع عنه السحر فله ان يدفع ذلك للذهاب الى ساحر ما الجواب الجواب ان يقال ان المحظورات تبيح المحرمات ولا تبيح الشركيات فرق بين المحظورات التي هي المحرمات وبين الشركيات والذهاب الى ساحل ليحل السحر هو شرك والشرك لا يجوز بحال فمن الغلط قول بعض الناس ان الانسان اذا كان في ضرورة جاز ان يذهب لساحر لان الضرورة تتعلق بها المحرمات واما الشرك لا يتعلق به ذلك وهذا اخر بيان هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته باذن الله عز وجل