السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل العلم للخير اساس والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد سيد الناس وعلى اله وصحبه البررة الاكياس اما بعد فهذا المجلس الخامس في شرح الكتاب الخامس من برنامج اساس العلم في سنته الثانية ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف بمدينته الثانية مدينة البكيرية والفداء المكروه فيه وكتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد لشيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المئتين والالف فقد انتهى بنا البيان الى قوله باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونه فحب الله نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين. قال المصنف رحمه الله تعالى ابو قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبون هم كحب الله الاية مقصود الترجمة بيان ان محبة الله تعالى من عبادته بل هي اصلها فبكمالها يكمن توحيد العبد وبنقصها ينقص والمراد بالمحبة هنا المحبة المقتضية تأليه القلوب لله وتعظيمها له فهي محبة التأليه والاعظام وقوله قل ان كان ابائكم وابنائكم الى قوله احب اليكم من الله ورسوله الاية عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب عينيه من ولده ووالده. والناس اجمعين. اخرجاه ولهما عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود بالكفر بعد اذ انقذه الله منه. كما يكره ان يقذف في النار وفي رواية لا يجد احد حلاوة الايمان حتى الى اخره. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من احب ففي الله وابغض بالله ووالى في الله وعبد في الله. فانما تنال ولاية الله بذلك. ولن يجد عبد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك وقد صارت عامة واخاة الناس على امر الدنيا وذلك ايجدي على اهله شيئا. رواه ابن جرير. وقال ابن عباس في قوله تعالى وتقطعت بهم الاسباب قال المودة ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ستة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله يحبونهم كحب الله فذكر ان من حال المشركين اتخاذهم الهة تحبونهم كحب الله فيسوونهم مع الله في المحبة والتعظيم فمن احب غير الله محبة تأليه وتعظيم وقع فيما وقع فيه المشركون فعبادته من جنس عبادتهم وهو واقع في الشرك الاكبر من باب محبة غير الله عز وجل فالمحبة القلبية المشتملة المحبة القلبية المشتملة على تألف القلب وتعظيمه غير الله عز وجل لا تكونوا الا شركا اكبر لان الاصل ان تكون تلك المحبة لله وحده فاذا جعلت لغيره وقع العبد في الشرك والاخر في قوله تعالى والذين امنوا اشد حبا لله فمدح المؤمنين بشدة محبتهم الله عز وجل فهم الذين يخلصون له المحبة فاخلاص المحبة له وحده توحيد وجعلها لغيره شرك وتنديد الدليل الثاني قوله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم الاية ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من الوعيد على جعل محبة الاباء والابناء والاخوان والازواج والعشيرة والاموال تجارة والمساكن احب الى النفوس من حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وجهاد في سبيله فتوعدهم الله بقوله فتربصوا حتى يأتي الله بامره اي انتظروا ما يحل بكم من العذاب جزاء ذلك فالتربص بالدلالة على الوعيد بالعقاب فمن احب هذه الاعراض المذكورة محبة يتأله فيها لها محبة تعظيم واكبار واجلال ويعظمها كمحبة الله عز وجل فقد وقع في الشرك وحب الرسول صلى الله عليه وسلم تابع لمحبة الله عز وجل ولا يبين حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم الا بصدق الجهاد في سبيل الله فذكر حب الرسول صلى الله عليه وسلم والجهاد متمم بحب الله عز وجل المذكور اولا واظهر تعظيما لهما فانهما وان كانا من المحبوبات الشرعية التي تحب تبعا لحب الله عز وجل لكن افصح عنهما في الاية تعظيما لهما والدليل الثالث حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه. الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في نفي كمال الايمان حتى يحب العبد الرسول صلى الله عليه وسلم احب من ولده وماله والناس اجمعين والايمان لا ينفى الا في ترك واجب او فعله محرم ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم من محبة الله لان الله تعبدنا بمحبته صلى الله عليه وسلم والدليل الرابع حديث انس رضي الله عنه ايضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في تعليق وجداني طعم الايمان حلاوة الايمان على ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ففيه التنبيه على محبة الله وعلى محبة ما يحبه الله مما يكمن به الايمان والدليل الخامس حديث ابن مسعود رضي الله حديث ابن عباس رضي الله عنه قال من احب في الله او غضب الله الى اخيه رواه ابن جليل واسناده ضعيف فدلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله من احب لله وابغض لله ثم قال فانما تنال ولاية الله بذلك فعد اعمالا لا تحرز ولاية الله المتضمنة محبته عبده الا بها وجميع هذه الاعمال مردها الى محبة الله عز وجل فهي التي امر بها اصلا وما بعدها من المحاب والمباغض فروع لها فاذا احب المرء احدا لله كان هذا من محبة الله فانه احبه لحبه الله فاذا ابغض احدا كان هذا من محبة الله لانه ابغضه لحب الله عز وجل فلما بلغ حب الله من قلبه المبلغ الاعظم احب فيه وابغض فيه ووالى فيه وعاد فيه فقلبه زائر مع مراد الله سبحانه وتعالى وهذا دليل الصدق محبته والآخر في قوله ولن يجد طعم الإيمان ولن يجد طعم الايمان وان كثرت صلاته فصومه حتى يكون كذلك تعلق وجدان طعم الايمان في القلب حتى يكون العبد كذلك فمما يكمن به الايمان تقوية محبة الله عز وجل بهذه الاعمال المذكورة وانها اذا فقدت من القلب لم يجد العبد حلاوة الايمان وان كثرت صلاته وصومه لان علامة صدق المحبة الدوران مع المحب فاذا كان المحب صادقا دار مع امر الله فأحب له وابغض له قال له وعادا له طب الله عز وجل محبته في قلبه صبا وانسه به واطمأن قلبه اليه وسكت سكنت نفسه الى ذكره سبحانه وتعالى ومثل هذه المعاني القلبية لا تعبروا عنها السنة البيان ولا اقلامه مهما اوتيت من الفصاحة والجزايا لانها نبأ عن طعم قلبي والطعم القلبي يعجز اللسان عن توصيفه فاذا كان اللسان مع تعدد ما يجد من حلاوة اللسان لا ينبئ بعبارة فصيحة عما يميز به حلاوة هذا عن هذا الا قوله هذا احلى وهذا احلى. فكيف يكون تعبيره عما هو اشد منه غموظا وهو وجدان القلب ولذلك لا يؤنس هذه المعاني في نفسه الا من استقرت فيه وتركزت في قلبه وصار قلبه مملوءا بها. مملوءا بها ممزوجا بحقائقها فقد يفطم لسانه عن البيان يكون قلبه في رغد من الانس بهذه المحاب العظيمة التي اذا استقرت في القلب ذهل عن كل محبوب سوى ما اراده الله سبحانه وتعالى منه والدليل السادس اثر ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى وتقطعت بهم الاسباب قال المودة رواه ابن جرير باسناد صحيح ومعناه تقطعت المحبة التي تكون بين الاتباع والمتبوعين الذين كانوا يزعمون انهم ينتفعون بها من دون الله عز وجل فانقطعت تلك المنفعة وتبرأ بعضهم من بعض فدلالته على مقصود الترجمة ابطال محبتي غير الله لانها لا تنفع في الاخرة بل لصاحبها عذاب اليم الله سبحانه وتعالى حكم عدل فان محبة غيره يذوق بها الانسان الما في الدنيا والما في الاخرة لان القلب له حظ من المحبة فان عمر بغير المحبة التي خلق لها وهي محبة الله عز وجل قيم القلب بها اشد العذاب فمحبة الصور والاموال وغيرها التي يتغنى بها الناس في ظواهر احوالهم لا تزيد قلوبهم الا عذابا وكم من انسان احب معشوقا من الخلق فتلوى من حبه وتألم وكم كان للعشاق من مصرع لانهم ضيعوا ما لله عز وجل من حب فسيم العذاب بحب غيره كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى هربوا من الرق الذي خلقوا له فقولوا برق النفس والشيطان فالذي يهرب من محبة الله عز وجل ظانا للانسى بمحبة غيره عز وجل فان تلك المحبة التي تكون في قلبه اشبه بميسم العذاب الذي اذا وضع على ظاهر الجلد اثر في البدن. فكذلك اذا امر على القلب اسر اثر في القلب اثر الميسم من النار الذي يكون على الجلد بخلاف من امتلأ قلبه بمحبة الله سبحانه وتعالى فانه يجد الانسى والسكينة والطمأنينة ذاك الذي انس بمحبة غير الله فعذب في الدنيا بالم المحبة ان قدم تلك المحاب على محاب الله عز وجل فقدم طاعة محبوبه على محبة الله سبحانه وتعالى وقدم فمباغض محبوبه على مباغض الله سبحانه وتعالى فسيجد عذابا اخر بالاخرة لان القلب فيه شعبة ينبغي ان تكون لمحبة الله عز وجل وان جعلت هذه الشعبة محشوة بمحبة غير الله عز وجل طهرت هذه الشعبة بالم العذاب في الدنيا وبالم النار في الاخرة نسأل الله العفو والمعافاة نعم احسن الله فيه مسائل الأولى تفسير آية البقرة. الثانية تفسير آية براءة. الثالثة وجوب محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والاهل والمال الرابعة قوله رحمه الله الثالثة وجوب محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والاهل والمال اي تقديم محبته على محبة النفس والاهل والمال فيقدم طاعته على طاعة النفسي والاهلي والمال عليكم الرابعة ان نفي الايمان لا يدل على الخروج من الاسلام. الخامسة ان للايمان رحمه الله الرابعة ان نفي الايمان لا يدل على الخروج من الاسلام اي لا يلزم انتفاء اصله به. اي لا يلزم انتفاء اصله به ولكنه يدل على نقص الايمان قطعا لان نسي الايمان لا يكون الا على ترك واجب او فعل محرم فاذا وقع العبد شيئا من هذا لم يبطل به اصل ايمانه فانه ينقص به كمال ايمانك احسن الله اليكم الخامسة ان للايمان حلاوة قد يجدها الانسان وقد لا يجدها. السادسة اعمال القلب الاربع التي لا تنال ولاية الله الا ولا يجد احد طعم الايمان الا بها. السابعة فهم الصحابي للواقع ان عامة المؤاخاة على امر الصحابة اسامينا تفسير قوله وتقطعت بهم الاسباب. التاسعة ان من المشركين من يحب الله حبا شديدا رجله رحمه الله التاسعة ان من المشركين من يحب الله حبا شديدا لقوله تعالى يحبونهم كحب الله اي تكون بانجادهم في قلوبهم محبة كحب الله ومنهم من تكون محبته هذه الانداد شديدة فتكون محبة الله عز وجل كذلك عنده جديدة لانه يسوي بين محبة الله ومحبة الانداد. فيشتد في هذا ويشتد في هذا. وليس ذلك بنافعه لان حقيقة المحبة لله عز وجل لو استقرت في قلبه لما استقر في قلبه غير محبته سبحانه وتعالى. فمحبة الله التامة هي المحبة التي اذا مزج بها القلب اخرجت كل محبوب سوى الله عز وجل. ولم يبقى فيها محبوب يحب تعظيما واجلالا وانما يبقى فيها من المحاب ما جرى الطبع به في حب الله ويحب المال والولد اهل وصلاح الحال ورغد العيش وهذه محاب ترجع الى الطبع لا ترجع الى الشرع اما ان يكون في قلبه محبوب تحبه شرعا كما يحب الله سبحانه وتعالى فلا بد ان تخرج احدى المحبتين الاخرى ولا تجتمع محبة الله ومحبة غيره استقرارا في قلب بل لابد ان يؤول الامر باخراج احدهما فاما ان تخرج محبة غير الله من قلبه واما ان تخرج محبة الله سبحانه وتعالى من قلبه. لان حقيقة كمال حبة وتمام الطاعة فمن صدق في محبته لزمه صدق الطاعة كما قالت طابعة العدوية يعصي اله وانت تزعم حبه. هذا لعمري في القياس بديع لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن يحب مطيع نعم احسن الله اليكم العاشرة نعيد على من كانت الثمانية عنده احب من دينه الحادية عشرة ان من اتخذ ندا تساوي محبته محبة الله فهو الشرك الاكبر باب قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. فلا تخافوهم وخافوا قل ان كنتم مؤمنين. مقصود الترجمة بيان ان خوف الله من العبادة وخوف الله شرعا هو فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزع قرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا فلا يحصل للعبد خوف من الله الا بفرار قلبه اليه والجاري بالخوف ان يفر العبد من الشيء لا اليه الا الخوف من الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى تفروا الى الله وقال ان الموت الذي تفرون منه فمن خاف شيئا فر منه لكن من خاف الله صدقا فر اليه لان امنه لا يحرز الا بالفرار اليه قال ابو القاسم الترمذي من خاف شيئا قرب منه ومن خاف الله هرب اليه من خاف شيئا هرب منه ومن خاف الله قرب اليه لانه لا يحصل له الامن من الخوف الا بالفرار الى الله سبحانه وتعالى فيتعلق بالله عز وجل ويقبل عليه والفرق بين الخوفين بين فان الخوف من غير الله عز وجل الموجب للفرار يوجب هلعا وانخداعا للقلب واما الفرار الى الله بالخوف منه فانه يوجب اجتماعا وقوة للقلب فالخائف من غير الله مخلوع القلب والخائف من الله مجموع القلب الخائف من غير الله مخلوع القلب والخائف من الله مجموع القلب فيحصل له جمعية قلبه وقوته بخوفه من الله عز وجل ومن خاف الله عز وجل لم يخف غيره لانه يعلم المعظم حقا المخصوص صدقا بالخوف فيجعله له فيجزيه الله عز وجل بتقوية قلبه. فلا يبقى فيه خوف من غير الله عز وجل احسن الله اليكم وقوله انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله الاية وقوله ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله. الاية عن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا ان من ضعف من القين ان ترضي الناس بسخط الله وان تحمدهم على رزق الله وان تذمهم على ما لم يؤتيك الله ان رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره. عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس ومن رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس. رواه ابن حبان في صحيحه ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة اذلة الدليل الاول قوله تعالى انما ذلكم الشيطان تخوف اولياءه الاية فدلالته على مقصود الترجمة في قوله فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين فعلق الايمان على خوفه وما علق عليه الايمان فهو عبادة فيكون الخوف من الله عبادة والدليل الثاني قوله تعالى انما يعمر مساجد الله الاية وجلالته على موصول الترجمة في قوله ولم يخش الا الله والخشية خوف مقرون بعلم وجعلها الله عز وجل وصفا لعاملي مساجد الله مدحا له جعلها الله عز وجل وصفا لعاملي مساجد لله مدحا لهم بعد ان نفاها عن المشركين فهي من عبادات المؤمنين التي يتقربون بها الى الله عز وجل والدليل الثالث قوله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله الاية ودلالته على مقصود الترجمة انها تتضمن ذمة من جعل فتنة الناس كعذاب الله لخوفه منهم ان ينالوه بما يكره بخوفه منهم ان ينالوه بما يكره وذلك من جملة الخوف من غير الله فاذا جعل الخوف لغير الله عز وجل وقع العبد في الشرك والتنديد واستحق الذم فعلم ان مقابله وهو الخوف من الله موجب للمدح وهو عبادة وتوحيد وهذا التركيب في القرآن ومن الناس اذا وقع والمراد بهم ماشي المنافقون فالمراد بهم المنافقون والدليل الرابع حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا ان من ضعف اليقين الحديث ولم يعزه المصنف وهو عند ابي نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء واسناده ضعيف جدا والصواب انه من كلام ابن مسعود رضي الله عنه موقوفا اخطأ فيه بعض الرواة فرفعه فجعله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فالموقوف اصح وان كان لا يخلو اسناده ايضا من ضعف وقوله في الحديث ان من ضعف اليقين ضعف تضبط فتح الضاد وضمها ضعف وضعف والضم احسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان من ضعف اليقين ان ترضي الناس بسخط الله وهذا في قوله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله وضعف اليقين يكون بضعف الايمان وانما يضعف الايمان بترك الواجب او فعل محرم والمؤثر فيه هنا فعل محرم لانهم اثروا رضا الله رضا لانهم اثروا رضا المخلوقين على رضا الله فدخلوا في نوع من الشرك والدليل الخامس حديث عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من التمس رضا الله بسخط الناس الحديث رواه الترمذي والعزم اليه اولى من ابن حبان لانه من الستة والعزو الى الستة مقدم على غيرهم. واختلف في رفعه ووقفه والوقف اصح ودلالته على مقصود الترجمة بقوله من التمس رضا الله برضا الناس من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس ففيه ذكر عقوبتي من اثر رضا الخلق على رضا الله وان الله عز وجل يسخط عليه ويسخط عليه الناس فعاقبه بنقيض قصده بوقوعه في نوع تشريك بالتعلق بالمخلوقين وطلب رضاهم وايثاره على رضا الله سبحانه وتعالى في قلب الله عز وجل عليه الامر ويعاقبه ويعاقبه بنقيض قصده احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى تفسير اية ال عمران الثانية تفسير اية براءة الثالثة تفسير اية العنكبوت رابعة ان اليقين يضعف ويقوى. الخامسة علامة ضعفه. ومن ذلك هذه الثلاث. السادسة ان اخلاص الخوف لله من الفرائض السابعة ذكر ثواب من فعله. الثامنة ذكر عقاب من تركه باب قول الله تعالى وعلى الله مقصود الترجمة بيان ان التوكل على الله عبادة والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه فاذا ابان العبد عن عجزه لربه واعتمد عليه صار متوكلا هذا معنى التفويض الذي يذكر في التوكل وهو ان يجعل العبد امره موكولا الى الله متخلصا من قواه فاذا وقع هذا التفويض حقق التوكل فان قيل فاين ذكر الاسباب في التوكل ولم لا يقال ان التوكل هو اظهار العبد عزه واعتماده على ربه بفعل الاسباب فما الجواب محسن ها ان من كمال التوكل فعل السبب وش معنى من تمام التوكل ايش انما هو شرطه اؤكد فعل الاسباب لا يدخل في حقيقة التوكل وانما هو شرطه وشرط الشيء غير الشيء ترك الشيء غير الشيء مثاله من شروط الصلاة النية ورفع الحدث ازالة النجاسة الى اخره وهذه الاشياء هي من الصلاة ام خارجة عن حقيقة الصلاة خارجة عن حقيقة الصلاة ففعل الاسباب خارج عن حقيقة التوكل ولكنه شرط بالتوكول لا يصح التوكل الا به نعم عليكم وقوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم الاية وقوله حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. وقوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه. عن ابن رضي الله عنهما قال حسبنا الله ونعم الوكيل. قالها ابراهيم عليه السلام حين القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا ان الناس قد جمعوا لك فاخشوهم. ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم. فزادهم وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. رواه البخاري ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة والدليل الاول قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا الاية ووجه دلالته على مقصود الترجمة في تعليق الايمان على التوكل وما علق عليه الايمان فهو عبادة فصار التوكل عبادة لله وحده والدليل الثاني قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله الاية فدلالته على مقصود الترجمة في قوله وعلى ربهم يتوكلون فجعل الله من صفات المؤمنين التوكل وما عد من صفات المؤمنين فهو عبادة من عباداتهم التي يتقربون بها الى الله فالتوكل عبادة والدليل الثالث قوله تعالى يا ايها النبي حسبك الله فدلالته على مقصود الترجمة وان معنى الاية يا ايها النبي يعافيك الله ومن اتبعك من المؤمنين فالله عز وجل كافيهم يتوكلوا عليه فهو اغراء بالتوكل بذكر منفعته فهو اغراء بالتوكل بذكر منفعته وهو وهي حصول كفاية الله عز وجل للعبد والاغراء بالشيء امر به والاغراء بالشيء امر به فهو امر بالتوكل فيكون التوكل عبادة لان من دلائل العبادة في الخطاب الشرعي اتيان الامر بها لان من دلائل العبادة الخطاب الشرعي اتيان الامر بها والدليل الرابع قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما بجعل الكفاية جزاء للمتوكلين في جعل الكفاية جزاء للمتوكلين والعبد لا يجزى ما الثواب الحسن الا على عبادة وقربى والعبد لا يجزى الثواب الحسن الا على عبادة وقربة فدل ذلك ان التوكل عبادة ان التوكل على الله عبادة لوقوع الجزاء عليها والاخر ان تحصيل الكفاية مشروط بالتوكل ان حصول الكفاية مشروط بالتوكل والعبد مأمور بطلب ما يحقق استغناءه بالله والعبد مأمور بطلب ما يحقق استغناءه بالله ومن جملة ما يحقق استغناءه توكله على الله فيكون توكله عبادة لاندراجه في المأمول به من الاستغناء وفي الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يستغني يغنه الله ومن طرائق الاستغناء بالله التوكل عليه وحده والدليل الخامس حديث ابن عباس رضي الله عنه قال حسبنا الله ونعم الوكيل الحديث رواه البخاري ودلالته على مقصود الترجمة في قوله حسبنا الله ونعم الوكيل اي كافينا الله فنحن متوكلون عليه وذكر الجزاء في قوله وزادهم ايمانا دليل على كون التوكل عبادة لان حصول الجزاء لا يكون الا على مأمور به متقرب به الى الله فدل قفور الجزاء ووجوده على ان التوكل عبادة من العبادات والايمان لا يزيد الا بالعبادات والايمان لا يزيد الا بالعبادات فما زاد به الايمان فهو عبادة احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى ان التوكل من الفرائض الثانية انه من شروط الايمان الثالثة تفسير اية الانفال الرابعة تفسر الاية في اخرها؟ الخامسة تفسير اية الطلاق. السادسة عظم شأن هذه الكلمة. قوله رحمه الله السادسة عظم شأن هذه الكلمة تعني حسبنا الله ونعم الوكيل والعرب تطلق الكلمة تريد بها الجملة السابعة انها قول ابراهيم عليه الصلاة والسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم بالشدائد باب قول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون مقصود الترجمة بيان ان الامن من مكر الله والقنوط من رحمته امران محرمان ينافيان جمال التوحيد الواجب والامن من مكر الله هو الغفلة عن عقوبته مع الاقامة على موجبها والغفلة عن عقوبته مع الاقامة عن موجبها وهي المحرمات فاذا كان العبد مقيما على محارم الله غافلا عن عقوبة الله فقد وقع في الامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واستبعاد الفوز برحمة الله في حق العاصي ابعاد الفوز برحمة الله في حق العاصي نعم وقوله قال ومن يقنط من رحمة ربه وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله واليأس من روح الله والامن من مكر الله وعن ابن مسعود قال اكبر الكبائر الاشراك بالله والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من رح الله. رواه عبدالرزاق ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى افأمنوا مكر الله ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله افأمنوا مكر الله لانه استفهام استنكاري يتضمن ذمهم على ما فعلوه والذم دليل التحريم والذم دليل التحريم والاخر في قوله الا الخاسرون بقوله الا الخاسرون لانه الا القوم الخاسرون. في قوله الا القوم الخاسرون فجعله سببا في خسرانهم وما انتج خسرانا فهو محرم مباين تعظيم الله عز وجل وما اوجب خسرانا فهو محرم مباين تعظيم الله عز وجل والدليل الثاني قوله تعالى قال ومن يقنط من رحمة ربه الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا الضالون فجعله سببا لضلالهم وما انتج ضلالا فهو محرم يضعف توقير الله واجلاله في القلوب والدليل الثالث حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر الحديث ولم يعزف المصنف وهو عند البزار الطبراني في المعجم الكبير واسناده حسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله واليأس من روح الله والامن من مكر الله لانه عدهما من الكبائر لانه عدهما من الكبائر واليأس من رح الله من افراد القنوط واليأس من رح الله من افراد القنوط فان اليأس من رح الله هو استبعاد فرجه عند نزول المصائب ابعاد فاراجيه عند نزول المصائب فالقنوط اوسع دائرة فانه يتعلق باستبعاد الرحمة عامة واذا كانت الرحمة المستبعدة هي عند وقوع المصائب سمي ذلك يأسا فكل يأس قنوط وليس كل قنوط يأسى والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال اكبر الكبائر الحديث رواه عبد الرزاق واسناده صحيح دلالته على المقصود الترجمة في قوله والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من رح الله ودلالته كسابقه والروح هو الفرج ويختص بورود الخطوب والمصائب والروح هو الفرج ويختص بورود الخطوبة والمصائب ولاجل هذا قرن العلماء الشدائد بالفرج فقالوا الفرج بالشدة فقالوا الفرج في الشدة لان روح الله وهو فرجه مختص الشدائد فتفسير الروح بالرحمة غلط وانما الروح فرج الله عز وجل وهو اخص من عموم الرحمة وتقدم ان من قواعد الصفات ان لا تكون كل صفة بمعنى غيرها بل يكون في كل صفة من المعنى ما لا يوجد في غيرها الروح هو الفرج ويكون فيه من معنى الصفة كون ذلك واردا عند الشدائد احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى تفسير اية الاعراف الثانية تفسير اية الثالثة شدة الوعيد في من امن مكر الله الرابعة شدة الوعيد في القنوت باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله. مقصود الترجمة بيان ان الصبر على اقدار الله من الايمان به والمراد بالاقدار في الترجمة الاقدار الملائمة الاقدار المؤلمة لا الملائمة لان القدر الملائم من كمال الصحة ورغد العيش يجري موافقا للنفس لكن القدر المؤلم هو الذي يجري مراغما للنفس فهو المراد بالترجمة فالصبر على اقدار الله المؤلمة من كمال التوحيد الواجب وضده من السخط والجزع محرم ينافي كمال التوحيد الواجب وينقص كمال العبودية احسن الله اليكم وقول الله تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند لله فيرضى ويسلم وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثنتان في الناس هما بهم الطعن في النسب والنياحة على الميت وله ما عن ابن مسعود مرفوعا ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى وعن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في واذا اراد بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط حسنه الترمذي يفهم المصنف رحمه الله لتحقيق مفصول الترجمة خمسة ادلة والدليل الاول قوله تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه وجلالته على مفصول الترجمة في ان العبد المصاب بالمصيبة صبر عليها تعبدا لله عز وجل فهدى الله قلبه ووفقه بتسليم امره اليه وعد ذلك من الايمان فهو من كمال توحيده والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال اثنتان في الناس هما بهم كفر. الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله النياحة على الميت وهي رفع الصوت بالبكاء على الميت وتعداد شمائله وقد جعلت شعبة من شعب الكفر لمناقضتها الصبر على قدر الله فلو كان صابرا على قدر الله لما بدرت منه النياحة على ميته فهي شعبة كفرية وهي من الكفر الاصغر والدليل الثالث حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ليس منا من ضرب الخدود. الحديث ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ليس منا لتضمنه نفي الكمال الواجب من الايمان عمن قال فهذه الذنوب لتضمنه نفي كمال الايمان الواجب عمن قارف هذه الذنوب الذنوب الدالة على التسخط والجزع وعدم الصبر على اقدار الله والجيوب جمع جيب وهو ايش القميص من الاعلى غيره هو الذي يدخل فيه الرأس من الثوب هو الذي يدخل فيه الرأس من الثوب هذا يسمى جيبا ومنه سمي ما يجعل في فضل الثوب لتدخل فيه اليد هذا من استغاثة العرب الصحيحة العرب ما كانت تعرف هذا لكن لما كانت اصولهم اللغوية في جزيرة العرب صحيحة دموا هذا جيبا تخريجا على الجيب المستقر عنده لما فيه من الادخال فهذا جيب لادخال اليد فيه واصل الجيب بلسان العرب هو الموضع الذي يدخل فيه الرأس من الثوب ودعوى الجاهلية اسم لكل مقالة من مقالات اهلها ودعوى الجاهلية اسم لكل مقالة من مقالات اهلها وتقدم ان كل ما اضيف الى الجاهلية فهو حرام فهو حرام والدليل الرابع حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اراد الله بعبده الخير الحديث رواه الترمذي واسناده حسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله عجل الله عجل له العقوبة بالدنيا اي عاقبه على ذنوبه ورزقه الصبر على العقوبة اي عاقبه على ذنوبه ورزقه الصبر على العقوبة لما وقع في قلبه ان تعجيلها له في الدنيا خير له من تأخيرها له في الاخرة لما وقع في قلبه من ان تعجيلها له في الدنيا خير له من تأخيرها له في الاخرة فيخرج من الدنيا خفيف الذنوب ففيه الحث على الصبر على المصائب انتفاع العبد بذلك ففيه الحث على الصبر على المصائب انتفاع العبد بذلك ولما كان السلف رحمهم الله تعالى يعلمون هذه المنفعة كانوا يتهمون انفسهم اذا لم تصبهم مصيبة وقد نكح خالد بن الوليد امرأة فبقيت عنده ستة اشهر فطلقها فقالت يا ابا سليمان هل كرهت مني شيئا فقال لا ولكنك بقيت عندي ستة اشهر ما شكوت الما من رأس ولا ضرس فخفت ان تكوني من اهل النار الذين اخرت لهم عقوباتهم في الآخرة الانسان يتهم نفسه اذا ما وردت عليه مصيبة اذا غابت عليك الحمى سنة وسنتين وثلاث ما جاءت ترى هذا ما هو بطيب لك الحمى تطهر العبد وهي حظ المؤمن من النار كما ثبت في الاحاديث فاذا غابت مثل هذه المطهرات عن الانسان فانه يتهم نفسه ويجتهد بفعل الحسنات التي تمحو سيئاته وتبارك له. ولا يعني هذا لزوم ان تقع مثل هذه الامراض على الانسان. ولكنها من اعظم المكفرات التي تمحى بها الذنوب فان لم تكن لك مكفرات ولم تكن لك حسنات فاتهم نفسك اما ان كانت لك حسنات واعمال طيبات وحفظت في صحتك ومالك وولدك فهذا من تعجيل الخير لك ولكن الخوف على من قل خيره وغاب مطهره فمثل هذا هو الذي يخشى عليه من تأخير عقوبته في الاخرة والدليل الخامس حديث انس رضي الله عنه ايضا قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء. الحديث رواه الترمذي وابن ماجه واسناده حسن ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله فمن رضي فله الرضا الرضا حظ من رضي بما كتب عليه من البلاء والرضا يتضمن الصبر وزيادة والرضا يتضمن الصبر وزيادة لان القلب لان القلب مع وجوده يكون سالما من منازعة قدر الله عز وجل غير ممسوس بالم واما في الصبر فان القلب يكون متألما فيكون الحديث موافقا مقصود الترجمة لان الرضا يتضمن صبرا وزيادة والاخر في قوله ومن سخط ومن سخط فله السخط لان ترتيب العقوبة عليه على جهة الدم له دال على ان فعله منقص كمال توحيده فلما سخط عليه علم ان توحيده دخله النقص في كماله لتسخطه وجزعه فمن لم يتسخط ولم يجزع وصبر على قدر الله كان ذلك دليلا على كمال ايمانه ومما ينبه اليه ان مثل هذه المقامات القلبية لا تجنى في غدوة وعشية وانما تجنى بدوام رياضة النفس عليها وان يعوذ المرء نفسه على تذكار الصبر في كل شيء فانه من صبر على الصغير طبر على الكبير قال ابن عباس قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله من لم يصبر صبر الكرام تلا سلو البهائم اي ان العبد اذا لم يصبر صبر الرجال الكرام على ما يلقاه من مصائب فان غايته ان تكون حاله كحال البهائم التي تصاب بمصيبة فتأن منها وتتألم فما هي الا ايام فاذا هي قد انسلت اي ذهبت عنها تلك المصيبة فالناقة اذا اخذ منها فصيلها او مات حنت يوما وان نفس اخر وتفجعت ثالثا فما هي الا ايام يسيرة حتى يكون فصيلها نسيا منسيا واذا لم يروض المرء نفسه على ان يصبر على الصغير فانه يمتنع ان يصبر على الكبير فمن لم يصبر على عثرته قدم لم يصبر على ما فوق ذلك من الالم من لم يصبر على عثرة قدم لم يصبر على ما فوق ذلك من الالم فاذا وجد احدنا انه اذا عثر في درج بيته او سلمه ثم كل مرة يتوجع ويسب من صمم هذا البناء ونحو ذلك فان هذا يغرس في نفسه نار الجزع والتسخط فاذا ورد عليه امر من هذه المصائب ظهر ما حشى به قلبه من الجزع والتسخط ولو انه عود نفسه عند ورود كل والدة من هذه الواردات بانه ينبغي له ان يصبر لسهل عليه الصبر لان الاخلاق انما تغرس غرسا وتسقى مع الايام واذا اهمل المرء سقياها ماتت حتى اذا افتقر اليها لم يجدها اه فيه مسائل التغابن. الثانية ان هذا من الايمان بالله. الثالثة الطعن بالنسب. الرابعة والشدة الوعيد بمن ضرب الخدود وشق الجيوب. ودعا بدعوى الجاهلية. الخامسة علامة ارادة الله بعبده الخير. السادسة علامة ارادة النائب عبده الشر السابعة علامة حب الله للعبد. الثامنة تحريم الشكر. التاسعة ثواب الرضا بالبلاء باب ما جاء في الرياء مقصود الترجمة بيان حكم الرياء بيان حكم الرياء والرياء هو اظهار عبدي عمله ليراه الناس فيحمدوه عليه اظهار العبد امله ليراه الناس فيحمدوه عليه وهو نوعان احدهما رياء في اصل العمل ياء في اصل العمل بابطان الكفر واظهار الاسلام بإبطان الكفر واظهار الاسلام ليراه الناس فيعدوه مسلما يراه الناس فيعدوه مسلما وهذا شرك اكبر مناف باصل التوحيد هذا شرك اكبر مناف لاصل التوحيد وليس هو المراد حيث اطلق الرياء وليس هو المراد حيث اطلق الرياء والاخر رياء في كمال الايمان رياء في كمال الايمان وهو واقع من المؤمن الذي يظهر عمله للناس ليحمدوه عليه وهو الذي وواقع من المؤمن الذي يظهر عمله للناس ليحمدوه عليه وهذا المعنى والمراد في النصوص اذا اطلق الرياء نعم فقول الله تعالى قل انما لبشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد. الاية عن ابي هريرة مرفوعا. قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه رواه مسلم عن ابي سعيد مرفوعا الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا بلى يا رسول الله قال الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل رواه احمد ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى قل انما انا بشر ودلالته على مقصود الترجمة من اربعة وجوه احدها في قوله انما انا بشر مثلكم فالوصف بالبشرية يتضمن ابطال ملك احد منهم شيئا من الربوبية او استحقاق الالوهية فملاحظة العبد البشر في عمله لن تورك حمده فملاحظة العبد البشر في عمله لن تورث حمدهم لانهم لا تصرف لهم في ذلك لانهم لا تصرف لهم في ذلك هذا شيء عجيب ان الانسان يراقب البشر في العمل وهم لا يقدرون على ان يتصرفوا في حمده ومن لطائف الاخبار ان بعض من كان من الاوائل كان يرائي في عمله فتاب فتاب الى الله سبحانه وتعالى فكان من امتحانه في توبته ان بقي مدة والناس ينسبونه الى الرياء مع صدق توبته بينه وبين ربه فلما عظم هذا ليلة بنفسه تضرع الى الله عز وجل وسأله قبول التوبة وانه مع توبته لم يزل الناس ينسبونه اليه فلما فرغ من تضرعه في السحر خرج قبل صلاة الفجر قبل اذان الفجر الى صلاته فمر رجلين فلما اقبل على الرجلين واذا بهما يذكران فقال احدهما للاخر ان فلانا مرائي فقال الاخر قد كان ذلك لكن الله تاب عليه يعني هذا من الذي اجرى لسانه وجعل توبة تظهر مع ان هذا له مدة يظهر توبته لله عز وجل ويتخلص من الرياء. لكن امتحنه الله عز وجل في صدق التوب فلم يظهر مدح الناس له وثناؤهم عليه بصدق التوبة الا لما تضرع الى الله سبحانه وتعالى فبان للناس صدق توبته الى لله عز وجل فالبشر لا يملكون حتى الثناء عليه لو انك عملت ما عملت فاراد الله ان يصرف عنك الثناء صرفه الله سبحانه وتعالى عنك وثانيها في قوله انما الهكم اله واحد فحقيقة توحيده الا يقع في القلب جهود غيره عند العمل فحقيقة توحيده الا يقع في القلب جهود غيره عند العمل فلا يجتمع التوحيد الكامل والرياء في قلب عبد فلا يجتمع التوحيد الكامل والرياء في قلب عبده وثالثها في قوله فليعمل عملا صالحا لان العمل الصالح يفتقر الى الاخلاص لان العمل الصالح يفتقر الى الاخلاص وحقيقة الاخلاص شرعا ايش تصفية القلب من ارادة غير الله الاخلاص شرعا تصفية القلب من ارادة غير الله. ولا تتحقق التصفية الا بانتفاء الرياء ورابعها في قوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا اي كائنا من كان فالرياء شرك اي كائنا من كان فالرياء شرك وهذه الآية هي الاية التي تجتث عروق الرياء من القلب هذه الاية هي التي تجتث عروق الرياء من القلب فمن وقر في قلبه معناها خرج الرياء من قلبه ومن لم يحط علما بمعناها امكن للرياء ان يستقر في قلبه لكن المؤمن الصادق اذا ادرك معنى هذه الاية وحقيقتها وما فيها من هذه الاصول الاربعة لم يرق في قلبه رياء ابدا. والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال قال الله انا اغنى الشركاء عن الشرك الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اشرك معي فيه غيري فهذا وصف الرياء لان المرائي قاصد بعمله الله وغيره لان المرائي قاصد بعمله الله وغيره فقد جعل لله شريكا وجزاؤه بطلان عمله وهذا معنى قوله تركته وشركه اي ابطلت عمله والرياء في افراد العمل من الشرك الاصغر فقد روى الحاكم بسند حسن عن شداد ابن اوس رضي الله عنه قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك الاصغر قلنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك الاصغر هذا الاثر فيه فائدة فائدة ايش تسمية الشرك باسرع وواحد يجي بكرة يقول انتم لا تعرفون الا كلام ابن عبد الوهاب وكلام ابن تيمية يقسمنا الشرك الى اكبر واصغر وتفرعون فروعا وهذا كلام يوجد يظهرون في القنوات بعدين الشباب يقولون اي والله صحيح هذا اصغر ما هو في القرآن ولا في السنة نقص العلم نقص العلم بهذه الحقائق الشرعية هو الذي يسهل التباس الشبهة باسرع ما تكون لكن الذي يكون عنده علم متين فانه لا تروج عليه هذه الشبهة وليس المراد بالعلم المتين كثرة المعلومات العلم المتين هو استقرار الحق في القلب هذا العلم المتين. استقرار الحق في القلب. اذا استقر الحق في القلب هذا عند علمتين. ولذلك بعظ من ننسبه الى العوام عنده علم امثل من العلم الموجود عند بعض طلبة العلم لان علمه مستقر بالحق لا يتزعزع ابدا ولذلك لما ناظر رجل من المنسوبين الى العلم رجلا منسوبا الى العوام في طلب الجاه من الاولياء والصالحين احتج ذلك العالم بقول الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون قال فهؤلاء لهم مقام عظيم عند الله وهم في حياة قال هذا العامي الذي عنده علم متين وهو استقرار الحق قال نعم هم احياء عند ربه ولكنهم يرزقون ولا يرزقون من الكلمة قال يرزقون ولا يرزقون فانا لا اطلب منهم لانهم هم مفتقرون الى رزق الله سبحانه وتعالى. ملتمسون له. ولم يقل الله عز وجل يرزقون فالصادق في توحيده الذي استقر الحق في قلبه هذا الذي عنده علم متين. اما الذي عنده معلومات فقط الحق ما استقر في قلبه فانه سرعان ما تأخذه الشبهة وهذا حال الاجيال المتأخرة هنا لانها نشأت عن التوحيد والسنة في الوراثة وليس بالعلم ولذلك شرعان ما تزدادها هذه الشبه وكأنهم يقفون على علم لم يكن عندهم من قبل والسبب فراغ قلوبهم من علم التوحيد والايمان والطاعة والسنة فاذا فرغ القلب من هذه الحقائق فجال عليه شيء من الباطل جولة قصيرة صرعان ما يستقبل هذا الباطل ويغرم به وهذا الامر صار في النار الهشيم صارت الناس سيل الهشيم في النار كان الناس فيما تلف اذا قام احدهم ان يشتري كتابا ترى كتابا ينفعه يتعلم فيه الدين حتى كانوا يقولون ان مبيعات الكتاب الديني للمملكة العربية السعودية هي اعلى المبيعات الان اولئك الذين كانوا يشترون الكتاب الديني ما عاد يشترون الكتاب الديني وش يشترون روايات ترون الروايات والكتب الفكرية هذا انتكاس للمفاهيم وانقلاب للحقائق ودمار للقلوب في هذه المعارف التي لا تزيدها الا تشويشا وتشغيبا وفسادا ومن اثار موجة الالحاد والزندقة واسبابها هي رواج الكتب الفكرية والروايات التي يروج لها بعض المنتسبين الى الشريعة تحت دعوى الاطلاع على الثقافات والحضارات الاخرى قلت له على الثقافات والحضارات الاخرى لا بأس به لمن وقر دينه فيما يحتاجه المسلمون واما من ضعف دينه واشتغل بمثل هذا فلابد ان تكون لذلك اثار واقل تلك الاثار قلة توقير الله عز وجل رأيت رجلا وانا اجتاز الصفوف في الحرم الشريف في العشر الاواخر بمكة المكرمة وبين يديه رواية مدن الملح رواية لرجل يساري تكلم عن مدن المملكة مثلها بالملح الذي سيذوب ان هذه العادات والتقاليد التي تعيش عليها البلاد تذوب مع الزمان رجل شيوعي فانظر الى قدر قلة توقير الله في قلبه في العشر الاواخر في الحرم الشريف رواية شيوعي على الاقل لو كان عند الانسان غيرة على البلد يقرأها في بيته ما يظهرها ويشيعها بين بين الناس مع ما فيها من الفساد هذا شر على شر لكن القلوب اذا فرغت من العلم المتين تهل عليها كل بلاء وهان. والدليل الثالث حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا. الا اخبركم بما هو اخوف اليكم الحديث رواه احمد وهو عند ابن ماجة والعزو اليه اولى وفي اسناده ضعف لكن له شاهد من حديث محمود ابن لبيد عند ابن خزيمة واسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لانه وصفه بما يطابق حقيقة الرياء لانه وصفه بما يطابق حقيقة الرياء وجعله شركا فدل على كون الرياء من الشرك وانما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم في الخفاء لانه لا عليه فهو امر ايش ظاهر ولا باطن باطل طيب هل ينافي وصف الشرك وصف الرياء بالاصغر هل ينام فيه وصفه بالخفاء بينهم تنافي ما الصلة بينهما يعني من هذين الحديثين الرياء شرك اصغر وشرك ايضا الصلة بينهما ان الشرك باعتبار قدره تقسم الى اكبر واصغر وباعتبار بدوه يقسم الى جلي وخفي والرياء خفي اصغر والرياء خفي اصغر سلام الله يكرمك يا ابو غانم جزاك الله خير نعم احسن الله اليكم فيه مسائل الاية فيه مسائل الأولى تفسير آية الكهف الثانية هذا الامر العظيم في رد العمل الصالح اذا دخله شيء لغير الله. الثالثة ذكر السبب الموجب لذلك وهو كما الغنى الرابعة ان من الاسباب انه تعالى خير الشركاء. الخامسة خوف النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه من الرياح السادسة انه فسر ذلك بان يصلي المرء لله لكن يزينها لما يرى من نظر رجل اليه باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا. مقصود الترجمة بيان ان ارادة الانسان بعمله الدنيا من الشرك بيان ان ارادة الانسان بعمله الدنيا من الشرك والمراد بذلك انجذاب الروح اليها وتعلق القلب بها حتى يكون قصد العبد من عمله الديني اصابة حظه من الدنيا حتى يكون قصد العبد من عمله الديني اصابة حظه من الدنيا وهو شرك مناف للتوحيد وارادة الانسان بعمله الدنيا نوعان احدهما ان يريد ذلك في جميع عمله ان يريد ذلك في جميع عمله وهذا لا يكون الا من المنافقين فهو متعلق باصل الايمان فهو متعلق باصل الايمان ويحكم عليه بانه شرك اكبر والاخر ان يريد العبد ذلك في بعض عمله ان يريد العبد ذلك في بعض عمله وهذا شرك اصغر لتعلقه بكمال الايمان لا اصله تعلقه بكمال الايمان لا اصله ومن اضعاف طلب الدنيا لعمل الاخرة عدم الولوع بمنافع الاعمال الصالحة الدنيوية فانه اذا عظمت المنافع الدنيوية الناتجة من الاعمال الصالحة تعلقت القلوب بالمنافع الدنيوية دون المنافع الدينية تعلقت القلوب بالمنافع الدنيوية دون المنافع الدينية. ولهذا لم يأتي الشرع ببيان المنافع الدنيوية من الاعمال الصالحة الا على وجه التبع للمنفعة الدينية نادرا فقال من العمل الصالح الذي جاء في الشرع بذكر منفعته الدينية فهو قليل بمنفعته الدنيوية فهو قليل واذا ذكر فانه بالنظر الى كونه تابع للمنفعة الدينية اما الورع بالمنافع الدنيوية فهذا ليس من شعار الدين فتجد بعضهم الان اذا تكلم عن عبادة رغب الناس فيها بمنافعها الدنيوية فقط فهو يقول ان السجود من فضله ان الانسان اذا وضع جبينه على الارض امتصت الارض تلك الشحنات الكهربائية الزائدة في الرأس ففي وضع الجبين على الارض تفريغ لهذه الطاقة الفائضة من الكهرباء الى اشباه هذا والشرع ما جاء بهذا والولع به يعلق القلوب بالمنافع الدنيوية فتصير النفس تعمل الطاعة لا للطاعة وانما لمنفعتها الدنيوية واصل هذا من رياضات منكرات الرب سبحانه وتعالى من اهل بلاد الشرق كالمعروف في رياضة اليوغا وغيرها فانها رياضات روحية لكن يقصد منها المنافع الجسدية فقط وهذا صار شائع في المسلمين تجد احدهم يذكر الطاعة ثم لا يذكر منفعتها في الدين وانما يذكر المنافع الدنيوية في عدد المنافع الدنيوية من منافع كذا ومنافع كذا ومنافع كذا لكن لا يذكر الدينية او اذا ذكرت الدينية صارت كالمهمشة والدنيوية هي الاصل نعم لا بأس ان يذكر المنافع الدنيوية على وجه التبع للدينية. من غير تعظيم لها فيذكر مثلا ان من منافع الصيام زيادة الايمان ومن منافع الصيام دخول الجنة ومن منافع الصيام اختصاص اهله بباب الريان ثم له ان يقول ومن منافع الصيام تصحيح الابدان وطرد المواد الفاسدة من الجسد هذا سائق لكن عكس ذلك وجعل المنافع الدنيوية هي الاصل هذا من اسباب ارادة الناس في اعمالهم الدنيا فكان الداعي بمثل هذا يدعو الى ان تجعل الاعمال لاجل الدنيا. فيقع الناس فيما حرم الله عز وجل نعم احسن الله اليكم وقوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها يوفي اليهم اعمالهم فيها لا يا زين في الصحيح عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعيس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة ان اعطي رضي وان لم يعطى سخط فئس وانتكس واذا شئت فلنتقش طوبى لعبد آخذ بأعلان فرسه في سبيل الله. اشعث رأسه مغبرة قدما. ان كان في الحراسة كان في وان كان في الساقه كان في الساقه ان استأذن لم يؤذن له وان شفع لم يشفع ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين فالدليل الاول قوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اي لا يظلمون بانقاصهم حقهم فجعل جزاءهم توفير ثواب اعمالهم في الدنيا بما يصيبون من اغراضها ويتمتعون به من اعراضها ثم تواعدهم بجزاء الاخرة فقال اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا وباطن ما كانوا فحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون فهؤلاء ارادوا بعملهم الصالح كله الدنيا ولا يكون هذا الا في اهل النفاق الاية تتعلق بالقسم الاول من اقسام ارادة العبد بعمله الدنيا والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعس عبد الدينار الحديث اخرجه البخاري بنحوه قريبا من مختصرة ودلالته على اصول الترجمة في قوله تعس عبد الدينار تعيس عبد الدرهم الى قوله واذا شيكا فلن تقش وذلك من وجهين احدهما في جعل من اراد بجهاده اعراض الدنيا عبدا لها بجعل من جعل من اراد بجعل من اراد بجهاده الدنيا عبدا لها فهو عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد خميصة وعبد الخميلة وتعبيده لما ذكر فيه اشارة الى ما وقع فيه من نوع التشريك في عمله اشارة لما وقع فيه من نوع التشريك في عمله والاخر بالدعاء عليه بالتعس وهو الهلاك بالدعاء عليه بالتعس وهو الهلاك والانتكاس وهو الخيبة والانتكاس وهو الخيبة واذا اصابته شوكة لم يقدر على اخراجها بالمنقاش وهي الالة التي تستخرج بها الشوكة اذا انكسرت في رجل او يد والدعاء عليه دليل على ذم حاله وهذا يكون في عمل خاص لا في العمل كله فيكون الحديث متعلقا بالقسم الثاني من ارادة العبد بعمله الدنيا فيكون الحديث متعلقا بإرادة القسم الثاني من ارادة العبد عمله من ارادة العبد بعمله الدنيا فمن محاسن التصنيف الواقع على المصنف هذا الباب انه جاء بدليلين احدهما للقسم الاول والثاني للقسم الثاني احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى ارادة الانسان الدنيا بعمل الاخرة الثانية تفسير اية هود الثالثة تسمية الانسان المسلم عبد الدينار والدرهم والخميصة. الرابعة تفسير ذلك بانه ان اعطي رضي وان لم يعطى سخط. الخامسة وقوله السادسة قوله واذا شئت فلنتقش. السابعة الثناء على المجاهد الموصوف بتلك الصفات باب من اطاع العلماء والامراء في تحريم ما احل الله. او تحليل ما حرمه. فقد اتخذهم اربابا من دون الله مقصود الترجمة بيان ان طاعة العلماء والامراء سائر المعظمين في تحليل الحرام او تحريم الحلال هو من اتخاذهم اربابا من دون الله هو من اتخاذهم اربابا من دون الله اي الهة فعبادة الله ناشئة عن طاعته فعبادة الله ناشئة عن طاعته وليس لاحد حظ من الطاعة الا من امر الله بطاعته وليس لاحد من الخلق حظ من الطاعة الا من امر الله بطاعته وطاعة المعظمين في خلاف امر الله نوعان وطاعة المعظمين بخلاف امر الله نوعان احدهما طاعتهم فيما خالفوا فيه امر الله طاعتهم فيما خالفوا فيه امر الله مع اعتقاد صحة ما امروا به وجعله دينا مع اعتقادي صحة ما امروا به وجعله دينا هذا تلك اكبر وهذا سلك اكبر والاخر طاعته فيما خالفوا فيه امر الله مع عدم اعتقاد صحته ولا جعله دينا مع عدم اعتقاد صحته ولا جعله دينا فالقلب فاعله منطوي على اعتقاد خلافه القلب فاعله منطو على اعتقاد خلافه ولكنه وافقهم لهوى من شبهة او شهوة لكنه وافقهم لهوى من شبهة او شهوة فهذا واقع بالشرك الاصغر عند قوم وواقع في نوع تشريك عند اخرين فهذا واقع الشرك الاصغر عند قوم وفي نوع من التشريك عند اخرين والمراد النوع من التشريك ما تكون فيه صورة الشرك لا حقيقته ويكون مثمرا للتحريم فيكون مثمرا للتحريم لكنه لا يكون شركا اصغر نعم فقال ابن عباس يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر وقال احمد بن حنبل عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته يذهبون الى رأي سفيان والله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. اتدري الفتنة الفتنة الشرك لعله اذا رد بعض قوله ان يقع في قلبه شيء من الزنغ فيهلك حاتم انه سمع صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله الاية قال فقلت له انا لسنا نعبدهم قال اليس يحرمون ما احل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحنونه فقلت بلى قال فتلك عبادتهم. رواه احمد والترمذي وحسنه. ذكر رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول اثر ابن عباس رضي الله عنهما قال يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء الاثر اخرجه احمد في المسند بنحو هذا اللفظ وعزاه اليه شيخ الاسلام ابن تيمية بهذا اللفظ وساق اسناده وليس موجودا في المسند والظاهر انه في كتاب اخر للامام احمد اسمه طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مفقود لم يوجد بعد واسناد هذا الاثر صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان تنزل عليكم سيارة من السماء اي عذابا لكم جزاء معارضة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول غيره وتقديم طاعة غيره على طاعته صلى الله عليه وسلم واذا كان هذا في حق من قدم طاعة الشيخين ابي بكر وعمر على طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون الحال في من قدم غير طاعتهما على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والدليل الثاني قوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره وساقه المصنف مضمنا قول الامام احمد لانه جار مجرى التفسير فدلالته على مقصود الترجمة في قوله ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم فتوعد بالفتنة او العذاب الاليم من خالف الرسول صلى الله عليه وسلم في امره ومن مخالفته طاعة المعظمين من العلماء والامراء فيما خالفوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فانهم على خطر من اصابتهم فتنة او اصابتهم عذابا اليما والفتنة الشرك والكفر ومخالفة النبي صلى الله عليه وسلم تفضي الى الكفر اذا اقتربت المخالفة لما يناقض اصل طاعته كاعتقاد صحة طاعة غيره صلى الله عليه وسلم على خلاف امره. فاذا اعتقد صحة طاعة غير النبي صلى الله عليه على خلاف امره واوقعته في الشرك وتفضي الى العذاب الاليم اذا لم تناقض اصلها الامس اذا لم تنافر اصل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وانما وافق لاجل هواه فيكون قد وقع في كبيرة من الكبائر توجب له العذاب الاليم والدليل الثالث حديث علي ابن حازم رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا هذه الاية اذ اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله الاية الحديث رواه الترمذي واسناده ضعيف وله شواهد يحتمل التحسين بها وقد حسنه ابو العباس ابن تيمية في كتاب الايمان ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اليس يحرمون ما احل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه مع قوله فتلك عبادتهم فجعل طاعتهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال عبادة لهم لانه من شرك الطاعة وقد يكون اصغر وقد يكون اكبر على ما تقدم فاذا اعتقد صحة من دعوه وجعله دينا فهذا ايش شرك اكبر واذا لم يعتقد ذلك ولا جعله دينا وانما وافق لاجل شبهة من شهوة او او هوى فانه يكون واقعا في الشرك الاصغر او في نوع تشريك على ما تقدم نعم احسن الله اليكم فيه مسائل فلولا تفسير اية النور الثانية تفسير اية براءة الثالثة التنبيه على معنى العبادة التي انكرها الرابعة تمثيل ابن عباس بابي بكر وعمر وتمثيل احمد ابي سفيان الخامسة تغير الاحوال الى هذه قال حتى صار عند الاكثر عبادة الرهبان هي افضل الاعمال. وتسميتها وتسميتها ولاية وعبادة هذه العنوة فقه ثم تغيرت الحال الى ثم تغيرت الحال الى ان عبد من ليس من الصالحين وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين. قوله رحمه الله خامسة تغير الاحوال الى هذه الغاية اي في الازمنة المتأخرة حتى صار عند الاكثر عبادة الرهبان هي افضل الاعمال اراد ما يعتقده كثير من الناس بمن ينسب الى العلم والعبادة من الضر والنفع الذي يسمونه سر وولاية وقوله وعبادة الاحبار هي العلم والفقه او هذا ما يعتقده كثير من الناس في من ينسب الى العلم والفقه من وجوب تقليده وحرمة الخروج عليه ابدا وقوله ثم تغيرت الحال الى ان عبد من دون الله من ليس من الصالحين اي اعتقل في الفساق والمجان والاحجار والاشجار وقوله وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين اي قلد الجهلة العارون عن العلم فصار الامر باخرة اشد فصار الامر باخرة اشد مما كان عليه قبل ولا يزال هذا الامر يتزايد ولا سيما في الثاني الذي اتخذ فيه كثير من الناس من المسلمين رؤوسا جهالا يستفتونهم فيظنون ويضلون ومع ذلك ينسبون الى العلم والفقه وجعلوا دليل نسبتهم الى العلم والفقه ما سموه باختصاصات الشرعية والشهادات الاكاديمية فظنوا ان من كان اختصاصه شرعيا ويحمل شهادة اكاديمية فهذا له احقية الفتوى وليس ذلك لازما فكم من انسان يكون اختصاصه دينيا وشهادته الاكاديمية عالية ولكن لا يجوز له شرعا الافتاء لان الاستفتاء ليس بالشهادات وانما الافتاء بتمكن العلم من القلب. وكم من انسان يكون ممن لم يترقى في هذه الدراسات هو خير من اكثر المنسوبين الى هذه الدراسات المتخصصة العليا في علمه وفقهه ومعرفة دينه ولكن الناس اغتروا بهذه الالقاب وقدموها على الالقاب الشرعية كما قال الشيخ احمد بن حميد حفظه الله استبدلوا لفظ الفقيه بغيره ومن العجيب محدثون دكاترة محدث دكتور وفقيه دكتور والدكتور اصلا المعروف في عرف الناس هو الطبيب لكن استبدلوا هذه الالقاب الشرعية الممدوحة التي بقي عليها المسلمون مدة طويلة تبذلوها بهذه الالقاب التي وفدت عليهم من غير المسلمون من غير المسلمين ولذلك قال والله لو سمع الجدود بفعلنا ايش ايش؟ سنأخذها فيتناقلوها في المجالس نادرة. والله لو فعل لو سمع الجدود بفعلنا لتناقلوها في المجالس نادرة ولا يعني هذا التقليل من شأنها ولكن التقليل من شأن من حملها وهو من حملها وهو ليس اهل ومن كان من طلاب العلم حريصا على العلم ينبغي له ان يجتهد في الترقي بهذه بهذه الشهادات الاكاديمية للحاجة اليها وانها صارت من الاعراف العلمية في زماننا فلا بأس من استصحابها لكن ليست مستقلة حجة في الامر بل الحجة في المعرفة بكلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم والاحكام الشرعية نعم احسن الله اليكم. باب قول الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما ما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. ويريد قالوا ان يضلهم ضلالا بعيدا. الآيات مقصود الترجمة بيان ان التحاكم الى غير الشرع يناقض التوحيد بيان ان التحاكم لغير الشرع يناقض التوحيد لان التوحيد يتضمن ويستلزم رد الحكم الى الله لان التوحيد يتضمن ويستلزم رد الحكم الى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم في موارد النزاع والخروج عن ذلك من شرك الطاعة وله ثلاث احوال احدها ان ينطوي قلب العبد على الرضا بالتحاكم الى غير الشرع ان ينطوي قلب العبد على الرضا بالتحاكم الى غير الشرع وقبوله ومحبته وهذا شرك اكبر والثانية الا يرضاه العبد ولا يحبه وانما اجاب اليه لاجل الدنيا الا يرضاه العبد ولا يحبه وانما اجاب اليه لاجل الدنيا او لعروض شبهة او موافقة شهوة وهذا شرك اصغر والثالثة ان يضطر اليه ويكره عليه ان يضطر اليه ويكره عليه فلا سبيل لاستيفاء حقه الا بالتحاكم الى الطاغوت فلا سبيل الى استيفاء حقه الا بالتحاكم الى الطاغوت الواقع في كثير من البلدان التي تحكم بغير الشريعة فهذا جائز لقوله تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان فلا ممدوحة للعبد في ابتغاء الحكم بمثله اذ حقه لا يستوفى ولا يؤخذ الا لرفع قضيته الى مثل هذه المحاكم غير الشرعية الله عليكم وقوله واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. وقوله ولا تفسد في الارض بعد اصلاحها. وقوله افحكم الجاهلية يبغون؟ الاية عن عبدالله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. قال النووي حديث رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح. وقال الشعبي كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة فقال اليهودي نتحاكم الى محمد عرف انه لا يأخذ الرشوة وقال المنافق نتحاكم الى اليهود لعلمه انهم يأخذون الرشوة فسبق ان يأتي كاهنا في جهينة فيتحاكمان اليه فنزلت الم ترى الى الذين يزعمون انهم هم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك. الاية وقيل نزلت في رجلين اختصما. فقال احد نترافع الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال الاخر الى كعب ابن الاشرف ثم ترافع الى عمر فذكر له احدهما فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم اكذلك؟ قال نعم اضربه بالسيف ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة تبعث ادلة فالدليل الاول قول الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يريدون ان اثموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به لانهم امروا ان يكفروا بالطاغوت فلم يمتثلوا وارادوا التحاكم اليه وسياغ الايات في المنافقين فارادة التحاكم الى الطاغوت نفاق وكفر والارادة تتضمن الرضا به ومحبته وقبوله كما تقدم والدليل الثاني قوله تعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض الاية فدلالته على مقصود الترجمة في قوله لا تفسدوا في الارض والاية في المنافقين ومن اعمالهم التحاكم الى غير الشرع وقد يجعله الله فسادا واخبر عن حقيقة دعواهم فقال الا انهم هم المفسدون فمن الفساد في الارض التحاكم الى غير الله والدليل الثالث قوله تعالى ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولا تفسدوا في الارض فنهاهم عن الفساد والنهي للتحريم ومن اعظم الفساد التحاكم الى غير الله سبحانه وتعالى والدليل الرابع قوله تعالى افحكم الجاهلية يبغون ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه احدها استنكار ابتغائهم غير حكم الشرع انكار ابتغائهم غير حكم الشرع فان الاستفهام في قوله افحكم الجاهلية الاستنكار وثانيها تسمية ما ابتغوه جاهلية تسمية ما ابتغوه جاهلية وتقدم ان المضاف اليها حرم وثالثها في قوله ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون اي لا احد احسن حكما من الله لمن ايقن ان الله احكم الحاكمين واحسن في الاية ليست على بابها في افعل التفضيل فان الله لا يشاركه في الحكم احد قال تعالى ان الحكم الا لله والدليل الخامس حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم الحديث عزاه المصنف تبعا للنووي الى كتاب الحجة وهو كتاب الحجة لابي نصر المقدسي وقد رواه من هو اشهر منه وهو ابن ابي عاصم في كتاب السنة وابو نعيم في كتاب اذية الاولياء واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا يؤمن احدكم فنفى عنه الايمان حتى يكون هواه اي ميله تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ومن الميل عن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم التحاكم الى غير الله عز وجل وتقدم بيان كمال معنى الحديث في شرح اربعين نووية والدليل الاستاذ حليفة الشعبية كان بين رجل من المنافقين الحديث رواه والطبري في تفسيره واسناده ضعيف لكونه مرسلا ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فنزلت الم تر الى الذين يزعمون الاية لانه سبب نزولها فيعين على فهمها وفيه التصريح بان التحاكم الى غير الشرع من افعال النفاق والكفر لان المتحاكمين منافق ماشي ويهودي والدليل السابع حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت في رجلين اختصما الحديث رواه الكلبي في تفسيره وهو متهم بالكذب فاسناده ضعيف جدا فدلالته على مقصود الترجمة كسابقه والصحيح في سبب نزول هذه الاية ما رواه الطبراني في المعجم الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان ابو بردة الاسلمي كان ابو بردة الاسلمي كاهنا يقضي بين اليهود فيما يتنافرون اليه فيه كان ابوه الاسلمي كاهنا يقضي بين اليهود فيما يتنافرون اليه فيه. فتنافر اليه نفر من المسلمين فنزل قول الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا واسناده قوي وهؤلاء عدوا مسلمين باعتبار ظاهرهم اما بالنسبة لحقيقة امرهم فهم منافقون كما يدل عليه سعف الاية. فسياق الايات في المنافقين وابن عباس لما اخبر قال فتنافر اليه ايش رجال من المسلمين وهؤلاء عدوا من المسلمين باعتبار الصورة الظاهرة اما باعتبار حقيقة الامر فهم منافقون نعم نسأل الله العافية في مسائل الولاة في راية النساء وما فيها من الاعانة على فهم الطاغوت. الثانية تفسير اية البقرة. واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض. الثالثة تفسر اية الاعراب ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها. الرابعة تفسير قوله افحكم الجاهلية يبغون؟ الخامسة ما قال الشعبي في سبب نزول الاية الاولى السادسة تفسير الايمان الصادق والكاذب السابعة قصة عمر مع المنافق الثامنة كون الايمان لا يحصل لاحد حتى يكون هواه تبعا لمجى به الرسول صلى الله عليه باب من زحز شيئا من الاسماء والصفات. مقصود الترجمة بيان ان جهد شيء من الاسماء والصفات كفر بيان ان جحد شيء من الاسماء والصفات كفر او بيان حكمه لان من بالترجمة تحتمل معنيين لان من في الترجمة تحتمل معنيين الاول ان تكون شرطية وجواب الشرط محذوف تقديره فقد كفر ان تكون تغطية وجواب الشرط محذوف تقديره فقد كفر فتقدير الكلام من جحد شيئا من الاسماء والصفات فقد كفر والاخر ان تكون موصولة بمعنى الذي فيكون تقدير الكلام باب الذي جحد شيئا من الاسماء والصفات فيكون المراد بيان حكمه والاسماء والصفات المراد بها في الترجمة اسماء الله وصفاته فهما المرادان عند الاطلاق فالعهدية تتعلق تدل على ما تعلق بالله عز وجل والاسم الالهي ما دل على ذات ربنا مع كمال تتصف به ما دل على ذات ربنا مع كمال تتصف به والصفة الالهية هي ما دل على كمال يتعلق بالله ما دل على كمال يتعلق بالله وجحد الاسماء والصفات نوعان احدهما جحد انكار بنفي ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا كفر اكبر والاخر جحد تأويل وهو ان يكون الحامل على النفي التأويل للانكار وهذا كفر اصغر لان صاحبه له شبهة من اثر او نظر او لغة تستدعي ان يكون بتأويله مأخذا مشتبها فيكون دون حال الاول نعم احسن الله اليكم وقول الله تعالى وهم يكفرون بالرحمن الاية وفي صحيح البخاري قال علي حدثوا الناس بما يعرفهم اتريدون ان يكذب الله ورسوله؟ روى عبد الرزاق عن معمل عن ابن طاغوس عن ابيه عن ابن عباس انه رأى رجلا لما سمع انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك فقال ما فرق هؤلاء يجدون رقة عند محكمي ويهلكون عند متشابهه. انتهى. ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم. يذكر الرحمن انكروا ذلك فانزل الله فيهم وهم يكفرون بالرحمن ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى وهم يكفرون بالرحمن ودلالته على مقصود الترجمة في كون جحر اسم الرحمن كفرا لكوني جهل اسم الرحمن كفرا وجحود غيره من الاسماء والصفات كفر مثله لان الباب واحد والدليل الثاني اثر علي رضي الله عنه قال حديث الناس بما يعرفون الاثر اخرجه البخاري دلالته على مقصود الترجمة في قوله اتريدون ان يكذب الله ورسوله فجحد شيء من الاسماء والصفات تكذيب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم لان العلم بهما مبني على قبرهما لان العلم بهما مبني على خبرهما والدليل الثالث اثر ابن عباس رضي الله عنهما انه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا الحديث رواه عبد الرزاق في المصنف بنحوه واسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قول ابن عباس رضي الله عنهما في حق من استنكر حديثا من احاديث الصفات ما فرق هؤلاء فمراده الانكار على من جحد شيئا من الصفات والدليل الرابع اثر مجاهد رحمه الله في سبب نزول قوله تعالى وهم يكفرون بالرحمن الاثر رواه ابن جرير في تفسيره واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في كونه سببا لنزول الاية يعينه على تفسيرها اذ تم جحد اسم الرحمن كفرا وجهد سائل الاسماء والصفات تجحدي اسم الرحمن فجحد الواحد كجحد غيره من اسماء الله عز وجل وصفاته نعم احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى عدم الايمان بشيء من الاسماء والصفات. قوله رحمه الله الاولى عدم الايمان بشيء من الاسماء والصفات اي عدم الايمان بسبب شيء يتعلق بالاسماء والصفات اي عدم الايمان بسبب شيء يتعلق بالاسماء والصفات وذلك الشيء هو الجحد ذلك الشيء هو الجحد فتكون الباء سببية فتكون الباء سببية يعني يصير الكلام عدم الايمان بسبب شيء يتعلق بالاسماء والصفات. هذا الشيء ما هو هو الجهل هكذا وقعت المسألة بكلام المصنف رحمه الله تعالى ولما كان معناها قد يغمض زاد بعض احفاده فيها عدم الايمان بجحد شيء من الاسماء والصفات. ليتبين المعنى وهذه الزيادة كلمة جحد التي استقرت الان في نسخ كتاب التوحيد هي ليست من المصلى بل من بعض احفاده ليتبين المعنى احسن الله اليكم. الثانية تفسير اية الرعد. الثالثة ترك التحديث بما لا يفهم السامع. الرابعة ذكر العلة انه يفضي الى تكذيب الله ورسوله ولو لم يتعمد المنكر. الخامسة كلام ابن عباس لمن استنكر شيئا من ذلك. وان انه اهلكه باب قول الله تعالى اعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. الاية مقصود الترجمة بيان ان اضافة النعم الى غير الله تنافي توحيده وهذه الاضافة نوعان احدهما اضافتها الى غير الله عز وجل بلسانه مع اعتقاد قلبه انها منه اظافتها الى غير الله بلسانه مع اعتقادها اعتقادي انها منه. يعني من ذلك الغيث فهذا شرك اكبر والثاني اظافتها الى غير الله بلسانه مع اعتقاد انها من الله فهذا شرك اصغر نعم احسن الله اليكم قال مجاهد ما معنى؟ هو قول الرجل هذا مالي ورثته عن آبائي. وقال عمر ابن عبد الله يقولون لولا فلان لم كن كذا وقال ابن قتيبة يقولون هذا بشفاعة الهتنا. وقال ابو العباس بعد حديث زيد ابن خالد الذي فيه ان الله تعالى قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر الحديث وقد تقدم وهذا كثير في الكتاب والسنة سنة يذم سبحانه من يضيف انعامه الى غيره ويشرك به. قال بعض السلف هو كقولهم كانت لديح طيبة والملاح حاذقا ونحو ذلك مما هو جار على السنة كثير ذكر المصنف رحمه الله بتحقيق مقصود الترجمة دليلين. والدليل الاول قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها فدلالته على مقصود الترجمة ثم ينكرونها فنسب اليهم معرفة النعمة ووصفهم بانكارها ثم قال في بيان حالهم واكثرهم الكافرون اي جميعهم الكافرون وهذا نظير قوله تعالى في وصف الكفار ولكن اكثرهم لا يعلمون وقال في موضع اخر ذلك بانهم قوم لا يعلمون فعدم العلم وصف لجميعهم ومن الانكار للنعمة ما ذكره مجاهد وعون ابن عبد الله فيما رواه ابن جرير عنهما ونقله المصنف هنا واثر مجاهد صحيح الاسلام واما اثر عون فاسناده ضعيف وهما يقعان في حق من ينكر النعمة باطنا وظاهرا وفي حق من ينكرها بلسانه مع اعتقاد نسبتها الى الله عز وجل فمنهم من يقع بذلك في الكفر الاكبر ومنهم من يقع في الاصغر وهذه الاية يراد بها المنكرون بالكلية باطنا وظاهرا فالاستدلال بها على من ينكر انكارا جزئيا استدلال صحيح لان الجزئية من افراد من افراد الكلية وصح الاستدلال بها على ذلك اما ما ذكره من كلام ابن قتيبة رحمه الله في تفسيرها يقولون هذا بشفاعة الهتنا فهو اكبر لان اتخاذ الشفعاء شرك اكبر. واعتقاد ان ما وصلهم من النعم بشفاعتهم تلك اكبر والدليل الثاني حديث زيد ابن خالد ان الله تعالى قال اصبح من عبادي مؤمن بالحديث متفق عليه وقد تقدم باي باب فلما جاء في الاستسقاء بالانواء واورده المصنف في سياق كلام ابي العباس ابن تيمية لما فيه من بيان معناه ووقوع المسلمين حينئذ في الشرك الاصغر بنسبته من نعمة الى غير مسديها مع اعتقادهم انها من الله سبحانه وتعالى ومن جنسه قول بعض الناس كانت الريح طيبة والملاح حاذقا ومن اشباهه في كلامنا الان كان الوضع مخيفا وكان الطيار ماهرا هذا مثل هذا وهذا كثير في السنة الناس كما قال ونحو ذلك مما هو زاد على السنة الناس تجدون انه تجد انهم ينسبون النعمة الى غير الله سبحانه وتعالى بل ان الشيطان يتلاعب بالناس حتى يجري على السنتهم من الكلام ماذا نفع فيه وهم امروا بحمد الله عز وجل على النعمة الان اذا الانسان تخوف شيئا ثم لم يقع قالوا ايش؟ اشوا بعظهم يقول اشلاء على اختلاف اللهجات واشوى واشدى هذي لا منفعة منه يقول الحمد لله هذا هو المأمور به. اما هذا من تلاعب الشيطان بالناس وصدهم عن عبادة الله عز وجل يرحمك الله نعم احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى تسير معرفة النعمة وانكارها الثانية معرفة ان معرفة ان هذا جار على السنة كثيرة. الثالثة تسمية هذا الكلام انكارا للنعمة. الرابعة ما عدي الدين في القلب باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. مقصود الترجمة بيان النهي عن جعل الانداد لله بيان النهي عن جعل الانداد لله والانداد جمع ند والند ما اجتمع فيه معنيان احدهما المثل والمشابهة والاخر الضد والمخالفة احدهما المثل والمشابهة والاخر الضد والمخالفة وجعلوا الانداد وهو التنديد نوعان احدهما ان يتضمن ذلك جعل شيء من حق الله لغيره يزول بزواله اصل الايمان فهذا تنديد اكبر ليتضمن ذلك جعل شيء من حق الله لغيره يزول به اصل الايمان فذلك شرك اكبر والاخر ان يتضمن ذلك جعل شيء من حق الله لغيره لا يزول به الايمان وذلك تنديد اصغر ومن الثاني ما ساق المصنف رحمه الله تعالى دلائله في هذه الترجمة من الالفاظ التي تجري على الناس نعم احسن الله اليكم قال ابن عباس في الاية الانداد هو الشرك اخفى من دبيب النمل على صفحة سوداء في ظلمة الليل وهو ان تقول الله وحياتك يا فلانة وحياتي وتقول لولا كليبة هذا لاتانا النصوص ولولا البط في الدار لا نصوص وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت وقول الرجل وقول الرجل لولا الله وفلان لا تجعل يا فلانة هذا كله به شرك. رواه ابن ابي حاتم وعن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم. وقال ابن مسعود لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا. وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان. رواه ابو داوود بسند صحيح وجاء عن ابراهيم النخعي انه يكره ان يقول الرجل اعوذ بالله وبك ويجوز ان يقول بالله ثم بك الا ويقول لولا الله ثم فلان ولا تقولوا لولا الله وفلان ذكر المصنف رحمه الله تحقيقي مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا لاية فدلالته على مقصود الترجمة في قوله فلا تجعلوا لله اندادا. فالنهي للتحريم واتخاذ الانجاد شرك فالآية في تحريم الشرك وفسر ابن عباس رضي الله عنهما الانداد بقوله الانداد هو الشرك رواه ابن ابي حاتم باسناد حسن ففسر جعل الانداد بالشرك وعد من افراده ان تقول والله وحياتك يا فلانة وحياتي الى قوله وقول الرجل لولا الله وفلان وكل هؤلاء المذكورات بقول ابن عباس هي شرك اصغر ما الدليل لقوله في اخره هذا كله هذا كله به شرك ومثل هذا البناء موضوع في خطاب الشرع وعرف الصحابة للدلالة على الاصغر تقدم معنا اثنتان بالناس هما بهم ما قال هما كفر هل هما بهم كفر يعني ليست كفرا مستقرا اصليا اكبر مخرجا من الملة. لكن لها حظ من شبهها بالشرك والكفر والدليل الثاني حديث عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف بغير الله الحديث ورواه ابو داوود والترمذي وحسنه الحاكم وحسنه الترمذي وصححه الحاكم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فقد كفر او اشرك فالحلف بغير الله من جعل الانداد ورتب عليه الكفر والشرك وهو من الاصغر والدليل الثالث قول ابن مسعود رضي الله عنه لان احلف بالله كاذبا الحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير واسناده منقطع ودلالته على مقصود الترجمة في تصويره الحلف بالله كاذبا احب اليه من الحلف بغيره صادقا لان الثاني شرك واما الاول فهو يمين كاذبة وهي لا تبلغوا الشرك بخلاف الحلف بغير الله فانه من الشرك والتنديد والدليل الرابع حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان الحديث رواه ابو داوود بسند صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان والنهي للتحريم وعلته ما فيه من التنديد على ما ذكره ابن عباس في تفسير الاية المترجم بها اذ سوى بين الخالق والمخلوق وهو شرك اصغر والدليل الخامس ما جاء عن ابراهيم النخعي انه يكره ان يقول الرجل اعوذ بالله وبه الاثر رواه عبدالرزاق في مصنفه بسند جيد فدلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في كراهيته اعوذ بالله وبك والكراهية في عرف المتقدمين اه للتحريم والاخر في قوله ولا تقولوا لولا الله وفلان فالنهي يفيد التحريم وذلك لما فيه من التنديد كما تقدم في تفسير ابن عباس رضي الله عنه للاية هذه واضحة قولنا اخره قال هذا كله به شرك انها تفيد الاصغر هذا من دلالات النصوص ولذلك ابن عباس لما قالوا ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. قال اما انه ليس كمن كفر بالله ورسله وملائكته به واليوم الاخر ولكنه به كفر يعني اسقط ولكنه بيكه ولذلك الذي لا يعي دلالات النصوص ما يعي احكام الادلة فتجده يستدل بهذا على انه كفر اكبر هذا ليس ليس دليلا هذا دليل قطعي على انه كفر اصلا طيب قال فاولئك هم الكافرون. قال ابو العباس ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم قلنا في الجزء الثاني صفحة سبعة وثلاثين انطبعت الشيخ العقل قال ان اذا دخلت على الكفر تدل على انه الاكبر قيل هذا محله دخولها على المصدر اما دخولها على اسم الفاعل فليس كذلك فرق بين الكفر والكافر فرق بين الكفر والكافر لان الكفر يدل على المصدر الذي ينحل عن زمن وحدث فهو مستقر استقرارا تاما اما الاسم الفاعل ينحل عن حدث ما ينحل عن زمن انما انحلوا في الدلالة عن حدث قام به ذلك الفاعل فليس له دلالة الوضع اللغوي في دلالة المصدر اذا دخلت عليه الف وضعف ادراك دلالات اللغة من اسباب الضعف في الاستنباط والاستدلال عند المتأخرين. الضعف في اللغة هو من اعظم اسباب الخطأ في فهم كلام الله عز وجل ووهن الاستنباط والاستدلال ولا يعني باللغة النحو نعني باللغة الوضع اللغوي من دلالات الالفاظ وانواع السياق وسنن العرب في كلامهم العرب لهم سند في كلامهم يسوقونه مساقا لاجل تحقيق معنى. فاذا لم تفهم سنن العرب في كلامهم وقعت على ام رأسك كما قال احدهم ان قول بكر ابن عبد الله المزني ما سبقهم ابو بكر بكثرة سلام ولا صلاة ولا صيام ولكن في شيء وقع في القلب يعني ابا بكر يقول ما سبقهم لكثرة صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقع في القلب فقال هذا ان قول بكر ابن عبد الله منكر لماذا؟ قال لما ثبت في الصحيح من اصبح منكم اليوم صائما؟ قال ابو بكر انا. قال من من عاد منكم مريضا؟ قال ابو بكر انا. قال من تبع جنازة؟ قال ابو بكر انا. قال فابو بكر سبقهم في ادم كلام بكر منكر والمنكر فهمه لان بكرا رحمه الله لم يرد حقيقة الكلام. وانما اراد توجيه الانظار الى الامر الاعظم وهو الذي يقر في القلب لان اصل الجوارح متى تستقيم؟ اذا استقام انتقام الباطل فهذا هو الذي اراده بكر ابن عبد الله المزهب لذلك لا بد ان يعتني الانسان بتصحيح مسالك الاستدلال والاستنباط في نفسه حتى يفهم اما يحفظ ما الفائدة يحفظ ولا يفهم؟ يضر نفسه ويضر المسلمين لكن الذي يفهم هو الذي يفيد المسلمين ولو لم يحفظ كثيرا اما ان يحفظ كثيرا ولا يفهم هذا يقع في الغلط على الشريعة فاحرصوا على طرائق الاستدلال ومواضع الاستنباط في الدلالة اللغوية. وليتروى الانسان من العربية كثيرا حتى يفهم الشرع هو الشعطبي رحمه الله ذكر من شرط المجتهد في الشرع ان يكون في العربية مجتهد بمنزلة سيبويه والمازني هذا شرط عظيم يدل على ثقل الامر وانه ليس سهلا وله كلام عظيم في تقرير ان الشريعة عربية فلا يستقل بفهم الشريعة من لا يفهم العربية كيف تفهم الشريعة وانت لا بتفهم العربية؟ تجد الكلمة تفهمها على غير فهمها. والضمير ترجعه الى غير مرجعه. فتقع في مثل الذي مر علينا فيه كأنه سلسلة من صفوان قال ان هذا صوت لصوت الله عز وجل فيقع العبد في التشبيه والامام احمد يقول من قال انه يعني يقول انه من قال انه صوت الله عز وجل او قال انه صوت الملائكة انه يعني اثر صوت الله عز وجل شبهه فقد وقع في التشبيه. ومن قال انه للملائكة فهو من الجهمية والحديث ليس في هذا ولا ذا هذا الحديث في صوت الله لكن المقصود تشبيه ايش السماع للسماع للمسموع للمسموع فالذي لا يفهم دلالات الوضع اللغوي يقع في كثير من المسائل. فالاعتقاد مسائل مما وقع فيها من وقع من المنتسبين للسنة والجماعة منشأها من ضعف العلم باللغة ولذلك الشيخ الالوسي رحمه الله كتب رسالة الى اسحاق بن عبد الرحمن ابن محمد ابن عبد الوهاب ينصحه لما استشاره في طلب العلم ينصحه بان يتوجه الى الازهر لدراسة ما يحتاج اليه الناس من العلوم المفقودة في نجد العربية والمنطق واشباهها من العلوم التي ينتفع بها في خدمة العلم الشرعي. والعلم لا يختص ببلد. كون بلدك ما يعرفون العربية ما يعترفون باللغة ما يعني انها علم نار ما يعرفون القراءات ما يعني انها علم ناقص بلدك ما يعرفون الحديث ما يعني انه علم ناقص فانت لا تكن اقليميا في علمك انظر الى العلوم التي انتفع بها المسلمون فاحرص عليها. نعم احسن الله اليكم في مسائل الاولى تفسير اية البقرة في الانداس الثانية ان الصحابة رضي الله عنهم يفسرون الاية المنزلة الشرك الاكبر انها تعم الاصغر. الثالثة ان الحلف بغير الله شرك. الرابعة انه اذا اذا حلف بغير الله فهو اكبر من اليمين الغموس. الخامسة الفرق بين الواو وثمها في اللفظ باب ما جاء في من لم يقنع بالحلف بالله مقصود الترجمة بيان حكم من لم يقنع بالحلف بالله بيان حكم من لم يقنع بالحلف بالله والقناعة هنا الرضا والقناعة هنا الرضا بالتقدير ذا ابو من ما جاء فيمن فيمن لم يرضى بالحلف بالله تابوا ما جاء فيمن لم يرضى بالحلف بالله عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تحلفوا بابائكم من حلف بالله يصدق ومن حرف له بالله فليرضى ومن لم يرضى فليس من الله. رواه ابن ماجه بسند حسن ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلا واحدا وهو حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تحلفوا بابائكم الحديث رواه ابن ماجه واسناده قوي ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومن حلف له بالله فليرضى ثم قال ومن لم يرضى فليس من الله وهذا شاهد الحديث للترجمة فمن لم يقنع بالحلف بالله فليس من الله في شيء فقد برئ الله منه وبرئ هو من الله لدلالته على قلة تعظيم الله عز وجل وهذا الترتيب فليس من الله لم يأت بحديث ثابت الا في هذا الحديث وجاء في قول الله تعالى ومن يفعل ذلك قال لا يتخذ المؤمنون الكافرين الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله بشيء. اي فان الله بريء منه وهو بريء من الله. وذلك يدل على ايش كفر وذلك يدل على كفره والحال التي يكون فيها من لم يرضى بالله كافرا هي الحال التي لا يرضى فيها بالله محلوفا به والحال التي يكون فيها من لم يرضى بالله كافرا هي الحال التي لا يرضى ان يكون محلوفا به فمعنى قوله ومن لم يرضى فليس من الله اي ومن لم يرضى بالله محلوفا فليس من الله فهذا كافر كفر اكبر مخرج من الملة فمثلا واحد قال له اقسم بالله الك اني لم افعل كذا قال لا لا تقسم بالله اقسم لي بعيالك هذا خارج من الملة لانه لم يرظى بالله محلوفا وهذا انكار وجهد لله عز وجل في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته هذا معنى الحديث الذي غمض على كثير من شراح الحديث نعم احسن الله اليكم فيه مسائل الأولى النهي عن الحلف بالآباء الثانية الأمر بالمحلوف له بالله ان يرضى الثالثة وعيد من لم يرضى باب قول ما شاء الله وشئت مقصود الترجمة بيان حكم قول ما شاء الله وشئت بيان حكم قول ما شاء الله وشئت نعم صلوا عليكم عن قتيلة ان يهوديا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت. وتقولون الكعبة فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم اذا ارادوا ان يحلفوا ان يقولوا ورب الكعبة وان يقولوا ما شاء الله ثم شئت رواه النسائي وصححه وله ايضا عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله شئت فقال اجعلتني لله ندا؟ ما شاء الله وحده ولابن ماجه؟ عن الطوفين اخي عائشة لامها قال رأيت كأني اتيت على نفر من اليهود. قلت انكم لأنتم القوم لولا انكم تقولون عزير ابن الله. قالوا وانكم ولولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد ثم مررت بنفر من النصارى فقلت انكم لانتم القوم لولا انكم تقولون حفظه الله فلما اصبحت اخبرت بها من اخبرت ثم اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته فقال هل اخبرت بها احدا؟ قلت نعم. قال فحمد الله واثنى عليه ثم قال. اما بعد فانا طوفينا رأى رؤيا اخبر بها من اخبر منكم. وانكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا ننهاكم عنها. فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله وحده ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة. والدليل الاول حديث قتيلة بنت صيفي الجهنية رضي الله عنها ان يهوديا اتى النبي صلى الله عليه وسلم الحديث رواه النسائي واسناده صحيح وتصحيح النسائي ذكره ابن حجر فيفتح الباري وليس موجودا في سننه الصغرى ولا الكبرى لاعتبار النسخ التي انتهت الينا ودلالته على مقصود الترجمة في امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقولوا ما شاء الله ثم شئت ومضمن هذا الامر نهيهم عن ان يقولوا ما شاء الله وشئت والنهي للتحريم في امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقولوا ما شاء الله ثم شئت ومضمن هذا الامر نهيهم عن قول ما شاء الله وشئت وانما حرم ذلك لما تقتضيه الواو في الوضع اللغوي من المساواة فانها لمطلق الجمع وتسوية الخالق بالمخلوق شرك ولهذا اقر النبي صلى الله عليه وسلم اليهودي على قوله انكم تشركون وهذا الشرك من الاصغر لانه مما يجري على اللسان ولا تفسد حقيقته والدليل الثاني حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا قال ما شاء الله وشئت الحديث اخرجه النسائي في السنن الكبرى لا الصغرى كما يوهم اطلاق العزو اليه ورواه ايضا ابن ماجة واسناده حسن ولا دلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه ذاته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه احدها في قوله اجعلتني لله ندا اي بقولك ما شاء الله وشئت والتنديد هنا في التسوية كما تقدم وهو شرك اصغر وثانيها ان الاستفهام استنكاري فهو انكار لمقالته وثالثها في قوله ما شاء الله وحده بتقرير افراد الله وحده بما شاء دون شريك بتقرير افراد الله وحده بما شاء دون شريك والدليل الثالث حديث الطفيل ابن سخبرة اخي عائشة ام المؤمنين لامها قال رأيت كأني اتيت على نفر من اليهود الحديث رواه ابن ماجة واسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد فنهاهم عن مقالتهم والنهي عليه التحريم لما في الشرك من التسوية كما تقدم وهو شرك اصغر وقوله صلى الله عليه وسلم كان يمنعني كذا وكذا ان انهاكم عنها دليل على كونه شركا اصغر لانه لو كان اكبر اذا كان مناقضا اصل دعوته كان واجبا عليه ان ينهاهم عنها وكان الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ترك الانكار عليهم هو ايش والتدرج عمر في ايش يعني في عند احمد يمنعني الحياء مقصود الحياء يعني الحياء من الله. ان يتقدم بالنهي عن شيء لم ينهاه الله سبحانه وتعالى عنه لم ينهاه الله عز وجل عنه بتبليغ هذا النهي فكره ان يتقدم بين يدي الله عز وجل بالنهي عن شيء لم يأمره الله بالمبادرة اليه والاخر في قوله ولكن قولوا ما شاء الله وحده ولكن قولوا ما شاء الله وحده فامرهم بافراد الله بالمشيئة فامرهم بافراد الله بالمشيئة وهذا الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم هو بلوغ الغاية في الادب حسما لمواد الشرك لانه يسع العبد ان يقول ما شاء الله ثم شاء محمد ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ارشده الى ما فيه كمال الادب مع الله عز وجل بان يقول ما شاء الله وحده نعم احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى معرفة اليهود بشرك اصغر. الثانية فهم الانسان اذا كان له هوى. الثالثة قوله صلى الله عليه وسلم اجعلتني لله ندا؟ فكيف بمن قال يا اكرم الخلق ما لي من الوذ به سواك؟ والبيتين بعده الرابعة ان هذا ليس من الشرك الاكبر لقوله يمنعني كذا وكذا. الخامسة ان الرؤيا الصالحة من اقسام السادسة انها قد تكون سببا لشرع بعض الاحكام الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه اجمعين