السلام عليكم ورحمة الله وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو ابن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم. باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية. ومعانيها اجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق وهذا المجلس السادس في شرح الكتاب السابع من برنامج مهمات العلم في سنته الثالثة ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة سوى الالف وهو كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد. لشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله. المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف فقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون نعم. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده اما بعد. قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله رحمة واسعة وغفر له ولشيخنا وللحاضرين والسامعين وجميع المسلمين باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا انتم تعلمون مقصود الترجمة بيان النهي عن جعل الانداد لله بيان النهي عن جعل الانداد لله والانجاد جمع نيد وهو ما اجتمع فيه معنيان احدهما المثل والمشابهة احدهما المثل والمشابهة. والاخر الضد والمخالفة فلا يكون الشيء ندا لغيره الا باجتماع هذين الامرين معا وجعل الانجاد لله عز وجل يسمى تنديدا. وهو نوعان احدهما التنديد الاكبر التنديد الاكبر وهو جعل شيء من حق الله لغيره يخرج به العبد من الملة جعل شيء من حق الله لغيره يخرج به العبد من الملة والاخر التنديد الاصغر فهو جعل العبد شيئا وهو جعل العبد تعبرنا وهو جعل شيء من حق الله لغيره لا يخرج به العبد من الملة وهو جعل شيء من حق الله لغيره لا يخرج العبد به من الملة والصلة بين التنديد والشرك انهما يشتركان ويفترقان انهما يشتركان ويفترقان فاما اشتراكهما ففي جعل الحق ففي جعل شيء من حق الله لغيره ففي جعل شيء من حق الله لغيره واما افتراقهما فمن جهة اختصاص التنديد باجتماع المعنيين المتقدمين. فمن جهة اختصاص التنديد من الجهتين بالجهتين متقدمتين بخلاف الشرك فقد تكونان فيه وقد لا تكونان فيه فالشرك اعم من التنديد الشرك اعم من التنديد من هذه الجهة والمراد من نوعي التنديد الذي اراده المصنف التنديد الاصغر لانه ساق في الباب ما يتعلق بجعل شيء من حق الله لغيره لا يخرج العبد به من الملة من جهة الالفاظ التي تجري على الالسنة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال ابن عباس رضي الله عنهما في الاية الانداد هو الشرك اخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل وهو ان تقول والله وحياتك يا فلانة وحياتي وتقول لولا كليبتها هذا لا كان اللصوص ولولا البط في الدار جاءت اللصوص وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت. وقول الرجل لولا الله وفلان لا تجعل فيها فلانا هذا كله به شرك. رواه او ابن ابي حاتم وعن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم وقال ابن مسعود رضي الله عنه لان لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا. وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء رواه ابو داوود صحيح وجاء عن ابراهيم النخعي انه يكره ان يقول الرجل اعوذ بالله وبك ويجوز ان يقول بالله ثم بك قال ويقول لولا الله ثم فلان ولا تقولوا لولا الله وفلان ذكر المصنف رحمه الله بتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة الدليل الاول قوله تعالى فلا تجعلوا لله انجادا الاية. وجلالته على مقصود الترجمة في قوله فلا تجعل الله انجادا فالنهي للتحريم واتخاذ الانجاد شرك فالآية في تحريم الشرك وفسر ابن عباس رضي الله عنهما الانداد بقوله الانداد هو الشرك الى اخر ما ذكر رواه ابن ابي حاتم واسناده حسن وفسر جعل الانداد بالشرك عادا من افراده ان تقول والله وحياتك يا فلانة وحياتي الى وقول الرجل ولولا الله وفلان وهؤلاء المذكورات في كلام عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما كلهن من الشرك الاصغر لقوله في اخره هذا كله به شرك هذا كله به شرك وهذا البناء يقع في الخطاب الشرعي وكلام الصحابة على ارادة الشرك الاصغر ومعناه وجود معنى الشرك فيه. وجود معنى الشرك فيه لا انه قد استوى في قلبه اصله فان استواء اصله في القلب يجعله شركا اكبر. فقولهم وهو به او انه به او اثنتان هما بالناس المراد بها وجود معنى الشرك فيما ذكر فيكون من جنس الشرك الاصغر فهو من التراكيب الدالة على المعنى المذكور في الخطاب الشرعي وفي كلام الصحابة رضي الله عنهم والدليل الثاني حديث عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف بغير الله الحديث رواه ابو داوود والترمذي وحسنه وصححه الحاكم ولم يعزه المصنف الى ابي داوود تقصر لان القاعدة المستقرة في العزو ان الحديث المروي في السنن يستوفى عزوه اليها ان كان في اكثر من كتاب منها ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فقد كفر او اشرك تنحلف بغير الله من جعل الانداد ورتب عليه الكفر والشرك وهو من الاصغر كما تقدم والدليل الثالث قول ابن مسعود رضي الله عنه لان احلف بالله كاذبا الحديث رواه الطبراني واسناده منقطع رواه الطبراني واسناده رواه الطبراني في المعجم الكبير واسناده منقطع ودلالته على مقصود الترجمة في تصويره الحلف بالله كاذبا احب اليه من الحلف بغيره صادقا لان الحلف بغيره حال الصدق شرك والحلف بالله عز وجل حال الكذب كبيرة من كبائر الذنوب والشرك اعظم من الكبائر كلها والدليل الرابع حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان رواه ابو داوود بإسناد صحيح فدلالته على مقصود الترجمة في قوله لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان والنهي للتحريم وعلة المنع منه ما فيه من التنديد على ما ذكره ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الاية المترجم بها اللي سوى بين الخالق والمخلوق من جهة اللفظ وهذا شرك اصغر ووجه التسوية اجراء العطف بينهما بالواو والدليل الخامس ما جاء عن ابراهيم النخعي انه يكره ان يقول الرجل اعوذ بالله وبك الاثر رواه عبدالرزاق في مصنفه بسند جيد عنه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في كراهته ان يقول الرجل اعوذ بالله وبك بكراهته ان يقول الرجل اعوذ بالله وبك فالكراهة في عرف المتقدمين للتحريم ذكره ابن القيم في اعلام الموقعين وتلميذه ابن رجب في جامع العلوم والحكم والاخر في قوله ولا تقولوا لولا الله وفلان. فالنهي يفيد التحريم وذلك لما فيه من تمديد كما تقدم في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما للآية والاقوال الواردة عن السلف من الصحابة والتابعين واتباعهم تسلط عليها في فهمها دلالات الالفاظ يذكرها الاصوليون بقولهم الامر للايجاب والنهي للتحريم. لان الاصل في كلامهم موافقة الوضع اللغوي والشرعي فلا ينقل عنه الا بما يدل على ذلك صراحة بخلاف غيرهم ممن توسعوا في الالفاظ التي يخبر بها عن حكم الشريعة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى تفسير ايات البقرة في الانداد ثانية ان الصحابة رضي الله عنهم يفسرون الاية النازلة في الشرك الاكبر انها تعم الاصغر. قوله رحمه الله الثانية ان الصحابة رضي الله عنهم يفسرون الاية النازلة في الشرك الاكبر انها تعم الاصغر يعني في تفسير ابن عباس قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وهي نازلة في الشرك الاكبر على ارادة الشرك الاصغر وهذا من طرائق الصحابة رضي الله عنهم في الاستدلال يجعلون ما في الاكبر في الاصغر ايضا واضح لماذا يفعلون هذا لماذا يستدلون بالايات الواردة بالشرك الاكبر عن الشرك الاصغر تم لبيان عظم الشرك الاصل طيب وهو شي من حق الله احسنت. لما بين الشرك الاكبر والاصغر من الاشتراك في كونهما يتضمنان جعل حق من جعل حق لله لغيره جعل شيء من حق الله لغيره. فلما وجد معنى الاشتراك بينهما في هذا القدر صلحت الايات الواردة في الشرك الاكبر ان تكون منزلة في المعاني التي تتعلق بالشرك الاصل صار احسن الله اليكم قال رحمه الله الثالثة ان الحلف بغير الله شرك الرابعة انه اذا حلف بغير الله صادقا فهو اكبر من اليمين الغموس الخامسة الفرق بين الواو وثم في اللفظ. قوله رحمه الله الخامسة في الفرق بين الواو وثم في اللفظ لان الواو لمطلق الجمع فهي تقتضي التسوية والتشريك اما ثم فانها لا تقتضيه فهي موضوعة للتراخي اي نزول رتبة الثاني عن الاول نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب ما جاء في من لم يقنع بالحلف بالله مقصود الترجمة بيان حكم من لم يقنع بالحلف بالله بيان حكم من لم يقنع بالحلف بالله اي لم يرض به فالقناعة هنا الرضا فتقدير الكلام باب ما جاء فيما فيمن لم يرظى بالحلف بالله احسن الله اليكم قال رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تحلفوا بابائكم من حلف بالله فليصدق ومن حلف من حلف له بالله فليرضى ومن لم يرضى فليس من الله رواه ابن ماجة بسند حسن ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلا واحدا هو حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تحلفوا بابائكم حديث رواه ابن ماجه واسناده قوي ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومن حلف له بالله فليرضى. اي فليقنع. ثم قال ومن لم يرظى فليس من الله ومن لم يرضى فليس من الله وهذا شاهدوا الحديث للترجمة فمن لم يقنع بالحلف بالله عز وجل فليس من الله في شيء ومعنى انتفاء كونه من الله في شيء اي براءة الله منه وبراءته من الله فهذا التركيب موضوع في الخطاب الشرعي للدلالة لكمال الانفصال وعدم الاتصال بوجه من الوجوه فهو على البراءة التامة من كل وجه بخلاف براءة النبي صلى الله عليه وسلم فان براءة النبي صلى الله عليه وسلم من فعل او فاعل فانها في الاصل موضوعة للدلالة على التحريم المعظم اي على كون الشيء كبيرة اما البراءة التي تكون بين الخالق والمخلوق فانها موظوعة في الخطاب الشرعي للدلالة على كمال الانفصال وهو للدلالة على كمال الانفصال وهو الكفر. فمن برئ الله منه فهو كافر. ومن برئ الرسول صلى الله عليه وسلم منه او من فعله فالاصل كون المذكور في الحديث الذي يرد فيه ذلك كبيرة من كبائر الذنوب وليس دالا على الكفر وانما فرق بينهما باعتبار متعلق الاتصال والانفصال فانه في الاول متعلقه الله سبحانه وتعالى. فاذا باحة بانفصاله عن المخلوق لم يكن بينهما الا كون ذلك المخلوق كافرا. واما النبي صلى الله عليه وسلم فورد في الاحاديث ما يدل على براءته صلى الله عليه وسلم من افعال تنسب الى الكبائر وعلى هذا فالمذكور في هذا الحديث في قوله ومن لم يرضى فليس من الله اي فهو كافر بالله ومحل ذلك اذا لم يقنع بالله سبحانه وتعالى محلوفا به اذا لم يقنع بالله عز وجل محلوفا به هذا معنى الحديث وقد تكلم فيه من تكلم من شراح كتب الحديث والتوحيد فلم يحوم حول المعنى الذي ذكر الا رجلا واحدا في حاشيته على سنن ابن ماجة اسمها انجاح الحاجة العلامة عبد الغني ابن ابي سعيد الدهنوي فانه ذكر قريبا من هذا المعنى الذي ذكرته لكم. وما ذكره هو الذي تصدقه الدلائل فالمشار اليه في الحديث من انه ليس من الله يقتضي كونه كفرا والحالة التي يكون فيها العبد كافرا اذا لم يقنع بالحلف بالله اذا لم يرضى به محلوفا كأن يقول له قائل احلف لك بالله فيقول لا تحلف لي بالله. احلف لي بكذا وكذا فاذا قال ذلك فانه كفر اكبر مخرج من الملة. لانه لم يرضى بالله عز وجل محلوفا به مما يدل على زوال اصل الايمان منه بالكلية هذا معنى الحديث نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى النهي عن الحلف بالاباء الثانية الامر للمحلوف له بالله ان يرضى الثالثة وعيد من لم يرضى قال رحمه الله باب قول ما شاء الله وشئت مقصود الترجمة بيان حكم قول ما شاء الله وشئت فانه من الالفاظ الدارجة على السنة الناس كثيرا كلام احسن الله اليكم قال رحمه الله عن قتيلة ان يهوديا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انكم تشركون تقولون ما شاء الله شئت وتقولون والكعبة فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم اذا ارادوا ان يحلفوا ان يقولوا ورب الكعبة وان يقولوا ما شاء الله ثم شئت رواه النسائي وصححه وله ايضا عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال اجعلتني لله ندا؟ ما شاء الله وحده ولابن ماجة عن الطفيلي اخي عائشة لامها قال رأيتك اني اتيت على نفر من اليهود قلت انكم لانتم القوم لولا انكم تقولون عزير ابن الله قالوا وانكم لانتم القوم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد ثم مررت بنفر من النصارى فقلت انكم لانتم القوم لولا انكم تقولون المسيح ابن الله. قالوا وانكم لانتم القوم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد فلما اصبحت اخبرت بها من اخبرت ثم اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته فقال هل اخبرت بها احدا؟ قلت نعم قال فحمد الله وازنى عليه ثم قال اما بعد فان طفينا رأى رؤيا اخبر بها من اخبر منكم وانكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا ان انهاكم عنها فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد. ولكن قولوا ما شاء الله وحده ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول حديث قتيلة بنت صيفين الجهنية رضي الله عنها ان يهوديا اتى النبي صلى الله عليه وسلم الحديث رواه النسائي واسناده صحيح وتصحيح النسائي ليس في النسخ التي بايدينا من سننه الصغرى ولا الكبرى. ولكن قد ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري ودلالته على مقصود الترجمة في امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقولوا ما شاء الله ثم شئت ومضمن هذا الامر نهيهم عما كانوا يقولون قبل ما شاء الله وشئت والنهي للتحريم وانما حرم لما تقتضيه لما يقتضيه حرف الواو من التسوية فهي كما تقدم موضوعة لمطلق الجمع فتدل على الخالق بالمخلوق وهو شرك. ولهذا اقر النبي صلى الله عليه وسلم اليهودي على قوله انكم انكم تشركون. فالعطف بالواو الدال على التسوية شرك وهو من الشرك الاصغر. لانه يجري على الالسنة من غير ارادة حقيقته والدليل الثاني حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شئت. الحديث رواه تأيوف السنن الكبرى لا في الصغرى كما يوهم اطلاق العزو اليه ورواه ايضا ابن ماجة في سننه واسناده حسن ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة اوجه احدها في قوله اجعلتني لله ندا اي بقولك ما شاء الله وشئت والتنديد هنا في التسوية كما تقدم وهو شرك اصغر وثانيها ان الاستفهام استنكاري فهو انكار لمقالته وثالثها في قوله ما شاء الله وحده بتقرير افراد الله وحده بما شاء دون شريك والدليل الثالث حديث الطفيل بن سخبرة رضي الله عنه اخي عائشة كام المؤمنين لامها قال رأيت كأني اتيت على نفر من اليهود الحديث رواه ابن ماجة واسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد فنهاهم عن هذه المقالة لكونها شركا لما فيها من التسوية بين الخالق والمخلوق وهو شرك اصغر لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث كان يمنعني كذا وكذا ان انهاكم عنها كان يمنعني كذا وكذا ان انهاكم عنها ولو كانت شركا اكبر لم يمنعه من ذلك صلى الله عليه وسلم شيء لان الشرك الاكبر ينافي اصل دعوته. فلا بد من المبادرة الى انكاره واما هذه الكلمة فانها شرك اصغر ولم ينههم النبي صلى الله عليه وسلم عنها لانه لم يؤمر بذلك بعد وهذا معنى ما وقع عند احمد كان يمنعني الحياء. كان يمنعني الحياء اي الحياء من الله ان ابتدأ بنهيكم عنها قبل ان يأمرني الله سبحانه وتعالى بذلك مما يدل على ان ما وقعوا فيه هو شرك اصغر وليس اكبر فلو كان اكبر لم يسعه صلى الله عليه وسلم السكوت عنه لان اصل دعوته هو اقامة التوحيد وابطال الشرك الاكبر والاخر في قوله ولكن قولوا ما شاء الله وحده فامرهم بافراد الله عز وجل بالمشيئة وما ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم هو بلوغ الغاية في الادب وحماية التوحيد وبلوغ الغاية في الادب وحماية التوحيد والا فانه يسعهم ان يقولوا ما شاء الله ثم شاء محمد كما وقع في حديث قتيلة الاول ولكن النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما لمقام الله وصيانة لجناب التوحيد امرهم بافراد الله وتعالى وحده بالمشيئة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله في مساء الاولى معرفة اليهود بالشرك الاصغر الثانية فهم الانسان اذا كان له هوى الثالثة قوله صلى الله عليه وسلم اجعلتني لله ندا فكيف بمن قال يا اكرم الخلق ما لي من الوذ به سواك؟ والبيتين بعده الرابعة ان هذا ليس من الشرك الاكبر لقوله يمنعني كذا وكذا الخامسة ان الرؤيا الصالحة من اقسام الوحي السادسة انها قد تكون سببا لشرع بعض الاحكام. قوله رحمه الله السادسة انها قد تكون سببا لشرع بعض الاحكام في حياته صلى الله عليه وسلم اما بعد موته فلا تكونوا مصدرا من مصادر الشرع نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله باب من سب الدهر فقد اذى الله مقصود الترجمة بيان ان من سب الدهر فقد اذى الله والدهر الزمن وسبه شتمه ومن تنبهوا فقد اذى الله اي تنقصه ومن سبه فقد اذى الله اي تنقصه لان الله هو الخالق المدبر لما يكرهه العباد من من الافعال التي تحملهم على سب الدهر فسبهم للدهر تنقص لله عز وجل وهذا هو معنى الاذية وسب الدهر له ثلاثة احوال له ثلاث احوال الحال الاولى سب الدهر على اعتقاد كونه فاعلا مع الله. سب الدهر على اعتقاد كونه فاعلا مع الله او فاعلا مستقلا وهذا شرك اكبر والحال الثانية سب الدهر على اعتقاد كونه سببا سب الدهر على اعتقاد كونه سببا وهذا شرك اصغر وثالثها سب الدهر على عدم اعتقاد كونه مع عدم اعتقاد كونه فاعلا مستقلا بالتأثير ولا سببا وهذا محرم للنهي الوارد المقتضي للتحريم الدال على ان سب الدهر مع خلو القلب من اعتقاد كونه مؤثرا مستقلا او سببا يتضمن انتقاص الله عز وجل ونسبة تعالي الى غيره نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الاية في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب وانا الدهر اقلب الليل والنهار. وفي رواية لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر ذكر المصنف رحمه الله لتقرير مقصود الترجمة دليلين فالدليل الاول قوله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا اه الآية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وما يهلكنا الا الدهر فهذا خبر عن الدهريين من العرب ومن وافقهم من مشركي ومن وافقهم وهذا خبر عن الدفريين من الامم الاولى ومن وافقهم من مشركي العرب المنكرين للميعاد ومن سب الدهر فقد شابه هؤلاء في نسبة الافعال الى غير الله وجعل الدهر فاعلا والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما قوله قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر فجعل مسبة الدهر اذية له عز وجل اي تنقصا له ومن آذى الله ففعله محرم. بل كبيرة من كبائر الذنوب. كما قال تعالى ان الله ان الذين ليؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا والاخر في قوله لا تسبوا الدهر فان صيغته النهي والنهي للتحريم كما سلف ومعنى قوله فانا الدهر وفي الرواية الثانية فان الله هو الدهر يفسره قوله في الحديث نفسه اقلب الليل والنهار اي اصرف الدهر وفي الصحيحين ايضا بيد الامر فمعنى كونه سبحانه وتعالى في قوله انا الدهر او قوله في الرواية الاخرى فان الله هو الدهر اي اقلب امر الدهر فلا يتصرف الدهر بنفسه وانما التصرف فيه بيد الله عز وجل كما في الرواية الاخرى في الصحيح بيد الامر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى النهي عن سب الدهر الثانية تسميته اذى الله الثالثة التأمل في قوله فان الله هو الدار الرابعة انه قد يكون شابا ولو لم يقصده بقلبه قال رحمه الله باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه مقصود الترجمة بيان حكم التسمي بقاضي القضاة بيان حكم التسمي لقاضي القضاة ونحوه كملك الملوك وحاكم الحكام وسيد السادات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الاملاك لا مالك الا الله. قال سفيان مثل شاه شاه شاه وفي رواية اغيظ رجل على الله يوم القيامة واخبزه قوله اخنع يعني او ضع ذكر المصنف رحمه الله لتقليل مقصود الترجمة دليلا واحدا وهو حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لم قال ان اخنع اسم عند الله الحديث متفق عليه فدلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله ان اخنع رجل عند الله رجل تسمى بملك الاملاك ومعنى اخنع اي اذل واوضع والذلة والصغار لا تكون الا بفعل المحرمات فيدل ذلك على كون فعله محرما لانه استحق به الذل والصغار والاخر في قوله اغيظ رجل على الله يوم القيامة اخبثه والغيظ اشد الغظب وما اشتد غضب الله عز وجل لاجله ووصف بالخبث فهو محرم وما غضب الله عز وجل لاجله ووصف بالخبث فهو محرم وهذه التسمية هي من جنس الشرك الاصغر لانها مما يجري على السنة الناس لا يقصدون حقيقته فان وجد فيهم من يقصد حقيقته من كمال التصرف فان ذلك يكون شركا اكبر. اما ان كان مراده مجرد تصرف خاص مناسب المخلوق فهذا شرك اصغر ويكون من جهة رفعه السبب فوق قدره فان الملوك لهم يدوم في تصريف الامور. لكن هذه اليد تحت امر الله سبحانه وتعالى فلا تخرج عنه. ولا تستقل بالتسبب ولا بالتسبيب الا باذن الله وتعالى ويلحق بملك الاملاك ما في معناه. وهذا هو الذي اراده سفيان ابن عيينة لما قال مثل شاهان شاه اي في لسان الفرس وهو ملك الملوك عندهم فالأسماء الأعجمية التي تقع على هذا المعنى تجري مجراه في الأحكام. لأن قاعدة الشريعة ان الأحكام معلقة بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني. فإذا وجد هذا المعنى في اي لغة كانت وجد المنع منه مما يوجب على العبد ان يتفطن الى الالقاب التي يعبر بها باللسان الاعجمي خشية ان تقع على معنى ممنوع بالشرع فمثلا من المعاني الممنوعة في الشرع تسويد الكافر والمنافق ونسبته الى السيادة فكل لفظ اعجمي باي لغة كانت من لغات العجم كان بمعناه فانه ممنوع منه شرعا لا احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى النهي عن التسمي بملك الاملاك الثانية ان ما في معناه مثله كما قال سفيان الثالثة التفطن للتغليظ في هذا ونحوه مع القطع بان القلب لم يقصد معناه الرابعة التفطن ان هذا لاجل الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله باب احترام اسماء الله تعالى وتغيير الاسم لاجل ذلك مقصود الترجمة بيان وجوب احترام اسماء الله الحسنى وتغيير الاسم لاجل احترامها تحقيقا للتوحيد والاحترام هو رعاية الحرمة وتوفير الجناب رعاية الحرمة وتوفير الجناب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عن ابي شريح انه كان يكنى ابا الحكم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان الله هو الحكم واليه الحكم فقال ان قومي اذا اختلفوا في شيء اسوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين فقال ما احسن هذا فما لك من الولد؟ قلت شريحا هو مسلم وعبدالله قال فمن اكبرهم؟ قلت شريح قال فانت ابو شريح رواه ابو داوود وغيره. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق بالترجمة دليلا واحدا وهو حديث ابي شريح هاني ابن يزيد الكندي رضي الله عنه انه كان يكنى ابا الحكم الحديث رواه ابو داوود والنسائي واسناده حسن ودلالته على مقصود الترجمة في تغيير الرسول صلى الله عليه وسلم كنيته كنيته من ابي الحكم الى ابي شريح وانما غيره صلى الله عليه وسلم لانه لم يجعل للعلمية المحضة وانما جعل للعلمية التي تتضمن وصفه بوصف مراد فهو ليس علم فهو ليس علما مجردا. بل المقصود به اتصاف المتسمي به بهذه الصفة والاسماء الاصل فيها كونها اعلاما فقط وتختص اسماء الله واسماء الرسول صلى الله عليه وسلم بكونها اعلاما واوصافا فهي اعلام تدل على الالهية كما تدل الاسماء النبوية على ذات النبي صلى الله عليه وسلم وهما ايضا يدلان على ما تضمنته تلك الاسماء من الصفات. فلما لوحظ معنى الصفة في اسم هذا الرجل غيره النبي صلى الله عليه وسلم والتغيير دال على احترام اسم الله الحكم وافراده سبحانه وتعالى به علما ووصفا فلما وجد توهم ارادة اشتراكه مع الله عز وجل في الاسم والوصف معا منع منه وغير ولو انا الموجود فقط الاسم دون ارادة المعنى لما غيره النبي صلى الله عليه وسلم فاسماء الله عز وجل باعتبار اختصاصها به نوعان فاسماء الله عز وجل باعتبار اختصاصها به نوعان الاول ما يختص به ولا يسمى به احد غيره ما يختص به ولا يسمى به احد غيره. مثل الله والرحمن فهذه تحرم التسمية بها على كل حال. فلا يسمى بها الا الله وحده لا شريك له والثاني ما لا يختص به بل يسمى به غيره ما لا يختص به من يسمى به غيره مثل الرؤوف والعزيز والرحيم مثل الرؤوف والعزيز والرحيم فاذا سمي به غير الله عز وجل على ارادة كونه علما لم يمنع منه على ارادة كونه علما له لم يمنع منه وان سمي به على ارادة العلمية مع معنى الصفة فهو قسمان وان سمي به مع ارادة العالمية ومعنى الصفة فهو قسمان احدهما ان يراد بالمعنى من الصفة ان يراد بالمعنى من الصفة استيفاؤه واستحقاقه جميع معناها ان يراد بالمعنى من الصفة استيفاءه واستحقاقه جميع معناها فهذا محرم وشرك لان الصفة الدالة على الكمال لا تكون الا لله وحده والاخر ان يسمى بذلك على ارادة اصل الصفة لا كمال معناها ان يسمى بذلك على ارادة معنى الصفة لا كمالها بحيث يكون له من الصفة معنى يناسب حاله بحيث يكون له من الصفة معنى يناسب حاله فهذا جائز فهذا جائز يعني مثلا اسم العزيز هذا مختص ام غير مختص غير المختص فالذي يسمى للعزيز له حالان احدهما ان يسمى على ارادة وجود اصل الصفة فقط لا كمالها. فهذا جائز كقوله تعالى يا ايها العزيز والثاني ان يراد نسبته الى كمال الصفة فيسمى بالعزيز على ارادة استغراقه جميع معناها وانه بلغ الغاية في العزة فهذا محرم. لان غاية العزة لا تكون الا لله وحده عز وجل واضحة المسألة؟ هذه قاعدة مهمة في الاسماء الالهية. الناس الان بدأوا يعني يخالفونها ويتساهلون فيها وهم لا يشعرون مثل ما يسمى ب المدرسة الرحمانية او حي الرحمانية هذا الاسم لا يجوز لان اسم الرحمن مختص بالله عز وجل فلا يضاف الى غيره ولا يشتق منه الى غيره بخلاف العزيزية تسمية لمدرسة او تسمية لارض فهذا جائز لانه يوجد فيها اصل الصفة لا كمالها فتسمى بذلك لقوة ارضها وصلابتها هذا جائز ولا محذور فيه نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى احترام صفات الله واسمائه ولو كلاما لم يقصد معناه الثانية تغيير الاسم لاجل ذلك الثالثة اختيار قوله رحمه الله الاولى احترام صفات الله واسمائه ولو كلاما لم يقصد معناه مثل ايش في الدرس في احترام اسماء الله وصفاته عدم وضع الكتب التي معكم على الارض لان فيها ايات واحاديث تتضمن اسماء وصفات لله عز وجل. فمن احترامها وتعظيم جناب الله عز وجل الا يضعها الانسان على الارض ومن المقطوع به ان وضعها على الارض لا تراد به الاهانة لكن صدق التعظيم وتوفير الحرمة يكون بعدم وضعها على الارض احسن الله اليكم قال رحمه الله الثانية تغيير الاسم لاجل ذلك الثالثة اختيار اكبر الابناء للكنية. قوله رحمه الله الثالثة اختيار اكبر الابناء للكنية لو قال اختيار اكبر الاولاد للكنية كان اتبع للحديث لان الابناء اسم يختص بالذرية بخلاف اسمي الاولاد لان الابناء يختصوا بالذرية الذكور بخلاف الاولاد فانه يشمل الذكور والاناث نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول مقصود الترجمة بيان ان من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول فقد كفر او بيان حكمه بيان ان من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول فقد كفر او بيان حكمه. فمن يجوز فيها وجهان احدهما ان تكونا شرطية وجواب الشرط محذوف تقديره فقد كفر والثاني ان تكون موصولة بمعنى الذي تقدير الكلام بيان حكم الذي هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول والهزل هو المزح لخفة هو هو المزح بخفة ومعنى قوله من هزل بشيء فيه ذكر الله الى اخره اي من هزل بالله او القرآن او الرسول صلى الله عليه وسلم فاشتمل هزله اشتمل هزله على ان يذكر الله او يذكر القرآن او يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم طيب فيه مسألة المصنف قال باب من هزل ثم قال وقول الله تعالى ايش ولئن سألتهم ليقولن الاية انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لماذا ما قال باب من استهزأ بشيء فيه ذكر الله. عدل عن ما جاء في الاية الى قوله باب من هزل واضح الاشكال يعني كان الاولى ان يطابق ترجمته مع ما يذكره وهذا باب من الفهم عجيب وخاصة في صحيح البخاري فهو يترجم بشيء ويجعل في الحديث شيئا اخر ما الجواب لان الاكبر ايهما الهزم الاستهزاء الاستهزاء طيب اذا كان هذا يوصل اليه ما دام بدأ بالاعلى تنبيها الى شدة خطره ايش؟ سدا للذرائع ها طيب اخذ مرتبة لماذا يعني في التحذير تبدأ بالاعلى ام بالاخف بالاعلى لانه اشد اشد خطرا اكثر ما يقع في الناس الهزل يعني انت خربت ليجمع في الترجمة بين دعوى المنافقين وما سماه الله ليجمع في الترجمة بين دعوى المنافقين وما سماه الله فانهم زعموا ان ما كانوا عليه مزحا وهزلا فاراد ان ينبه عن ان حقيقة ما ادعوه هو الهزل وان الله اكذبهم فجعله استهزاء والبخاري يفعل هذا كثيرا رحمه الله تعالى فمثلا قال باب اسباب اثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ثم اورد الاحاديث التي فيها مثل اولها قوله حدثنا المكي بن إبراهيم عن يزيد ابن ابي عبيد عن سلامة ابن الاكوع رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال علي ما لم اقل تبوء مقعده من النار الاحاديث في بيان الجزاء ام في بيان الاثم بيان الجزاء لكنه اراد ان ينبه على كون ان الجزاء انما رتب على شيء هو اثم. فاراد ان يجمع بين بين كون المذكور اثما وبين ان له جزاء مسمى في الاحاديث نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب الاية. عن ابن عمر رضي الله عنهما ومحمد ابن كعب وزيد ابن اسلم وقتادة دخل حديث بعضهم في بعض انه قال رجل في غزوة تبوك ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السن ولا اجبن عند اللقاء يعني الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه فقال له عفو ابن مالك فقال له عوف بن ما لك كذبت ولكنك منافق لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك الرجل الى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال يا رسول الله انما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب. نقطع به عنا الطريق قال ابن عمر كأني انظر اليه متعلقا بلسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان الحجارة تنكب رجليه وهو يقول انما كنا نخوض ونلعب فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم قل ام الله واياته ورسوله كنتم تستهزئون ما يلتفت اليه وما يزيده عليه؟ ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين فالدليل الاول قوله تعالى ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب وتمامها وتمامها قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون ودلالته على مقصود الترجمة في قوله بعدها لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم فحكم الله عز وجل بكفرهم استهزائهم بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم والدليل الثاني حديث عبدالله ابن عمر الذي اخرجه ابن ابي حاتم في تفسيره مفردا بسند حسن اما روايات محمد بن كعب القرضي وزيد بن اسلمة المدني وقتادة ابن دعامة السدوسي فقد اخرجها ابن جرير في تفسيره بنحو حديث ابن عمر وهي مراسيل والمراسيل اذا اختلفت مخارجها اي تعددت بلدان الذين ذكروها قوى بعضها بعضا. فاذا كان احدها عراقيا والاخر مدنيا الثالث مصريا فان هذه المراسيل تكتسب قوة باختلاف مخارجها ذكره ابو العباس ابن تيمية الحفيد في مقدمته في اصول التفسير وابو الفضل ابن حجر في الافصاح في النكت على ابن فهذه المراسيل تجتمع لاختلاف مخارجها فتكتسب قوة يزيدها قوة الى قوتها ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما عند ابن ابي حاتم بسند حسن. ودلالته على مقصود الترجمة في كونه سببا لنزول الايات من سورة التوبة ومعرفة سبب الاية تعين على فهمها فان هؤلاء قالوا كما ذكر ابن عمر عنهم ما رأينا مثل قرانها قرائنا هؤلاء ارغب قطونا ولا اكذب السنن ولا عند اللقاء يريدون الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه القراء والقراء موضوع في عرف السلف للدلالة على العالمين بالقرآن والسنة العاملين بها للدلالة العالمين بالقرآن والسنة العاملين بها فيجيء في كلامهم ذكر القراء لا يريدون بهم من ينتسب الى قراءة القرآن وانما هي بمنزلة طلاب العلم واهله فلما استخفوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وباصحابه الذين استخفوا او بأصحابه الذين استفاضوا وهم في كلام الله كانوا مستخفين بايات الله عز وجل في مدح رسوله صلى الله عليه وسلم ومدح اصحابه فاكثرهم الله وانزل على رسوله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الايات وفيها قوله لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى وهي العظيمة ان من هزل بهذا فهو كافر الثانية ان هذا تفسير الاية فيمن فعل ذلك كائنا من كان الثالثة الفرق بين النميمة والنصيحة لله ورسوله الرابعة قوله رحمه الله الثالثة الفرق بين النميمة والنصيحة لله والنصيحة لله ولرسوله لان النميمة مقصودها الافساد والنصيحة مقصودها الاصلاح لا احسن الله اليكم قال رحمه الله الرابعة الفرق بين العفو الذي يحبه الله وبين الغلظة على اعداء الله نعم. الخامسة ان من الاعتدال ما لا ينبغي ان يقبل قال رحمه الله باب ما جاء في قول الله تعالى ولئن اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي الاية مقصود الترجمة بيان ان زعم الانسان استحقاقه النعم المسداة اليه بعد ضراء حلت به مناف لكمال التوحيد بيان ان زعم الانسان استحقاقه النعم المسداة اليه بعد نزول الضباء التي حلت به مناف لكمال التوحيد الواجب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال مجاهد هذا بعملي وانا محقوق به. وقال ابن عباس رضي الله عنهما يريد من عندي وقوله قال انما اوتيته على علم عندي. قال قتادة على علم مني بوجوه المكاسب وقال اخرون على علم من الله اني له اهل. وهذا معنى قول مجاهد اوتيته على شرف وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان ثلاثة من بني اسرائيل ابرص واقرع اعمى فاراد الله ان يبتليه ان يبتليهم فبعث اليهم ملكا فاتى الابرص فقال فاي شيء احب اليك؟ قال لون حسن وجلد حسن. ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به قال فمسحه فذهب عنه قذره فاعطي لهنا حسنا وجلدا حسنا. قال فاي المال احب اليك؟ قال الابل او البقر. شك اسحاق ناقة عن عشراء فقال بارك الله لك فيها. قال فاتى الاقرع فقال اي شيء احب اليك؟ قال شعر حسن. ويذهب عني الذي قد الناس به فمسحه فذهب عنه واعطي شعرا حسنا. قال فاي المال احب اليك؟ قال البقر او الابل. فاعطي بقرة حاملا قال بارك الله لك فيها فاتى الاعمى فقال اي شيء احب اليك؟ قال ان يرد الله الي بصري. فابصر به الناس فمسحه فرد الله اليه قال فاي المال احب اليك؟ قال الغنم فاعطي شاة والدا فانتج هذا ان يولد هذا فكان لي هذا واد من الابل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم. قال ثم انه اتى الابرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري هذا فلا بلاغ لي اليوم الا بالله ثم بك اسألك بالذي اعطاك ان الحسن والجلد الحسن والمال بعير ما تبلغ به في سفري. فقال الحقوق كثيرة فقال لي كأني اعرفك الم تكن ابرص يقذرك ناس فقيرا فاعطاك فاعطاك الله المال فقال انما ورثت هذا المال كابرا عن كابر قال ان كنت كاذبا فسيرك الله الى ما كنت قال واتلقع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لي هذا. ورد عليه مثل ما رد عليه هذا. فقال له ان كنت كاذبا فسيرك الله الى قال واتلاعب بصورته هوايته فقال رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم الا بالله ثم بك اسألك بالذي رد عليك بصرك شاة تبلغ بها في سفري فقال قد كنت اعمى فرد الله الي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا اجهدك اليوم بشيء اخذته لله فقال امسك ما لك فانما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك اخرجه. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة فاذلة فالدليل الاول قوله تعالى ولئن اذاقناه رحمة منا الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ليقولن هذا لي مع قوله في صدرها ولئن اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته فانه لما ذاق رحمة الله بعد الضراء التي مسته زعم انه مستحق لما انعم الله عز وجل عليه فقال هذا لي ونقل المصنف رحمه الله في تفسيرها اثرين الاول عن مجاهد قال هذا بعملي. وانا محقوق به رواه ابن جرير بهذا اللفظ وهو عند عند البخاري معلقا بلفظ بعلمي وذكر الحافظ ابن حجر ان المحفوظ بتقديم الميم على اللام اي بعملي كما وقع في رواية في رواية ابن جرير والثاني اثر ابن عباس رضي الله عنهما يريد من عندي رواه عبد ابن حميد وابن جرير بنحوه ومجموع الاثرين دال على ان هذا المدعي زعم استحقاقه النعمة من جهتين احداهما باعتبار مبدأها فمن في قول ابن عباس من عندي للابتداء وتفسيره هو كونه عاملا لها فيستحق بعمله ان تصل اليه هذه النعمة. كما قال مجاهد هذا بعملي فهو يرى ان هذه النعمة وقعت منه ابتداء لاجله عمله الذي عمل. والجهة الثانية استحقاقها باعتبار منتهاها باعتبار منتهاها كما قال مجاهد وانا محقوق بهذا. اي وانا محقوق به اي جدير بهذا مستحق له فصار دعوة الاستحقاق منه واقعة باعتبار المبتدأ والمنتهى وهذا من اعظم السوء والجور في الدعوة الكاذبة وهذا القول المذكور هذا لي هو قول الكافر في الايات فمن قالها معتقدا حقيقتها انها منه على الاستقلال بالخلق والتقدير فهذا كافر كفرا اكبر وهو المراد بالاية وان قالها لا يريد هذا المعنى وانما جرت بلسانه فهذا كفر اصغر. والدليل الثاني قوله تعالى قال انما اوتيته على علم عندي ودلالته على مقصود الترجمة في قوله قال انما اوتيته على علم عندي. والقائل هو قارون احد الهلكى منك كبراء بني اسرائيل. ونقل المصنف رحمه الله في تفسيرها ثلاثة اثار اولها اثر قتادة. قال على علم مني بوجوه المكاسب رواه عبد ابن حميد وابن المنذر وابن ابي حاتم في تفاسيرهم وثانيها اثر السدي قال على علم من الله اني له اهل. ولم يسمه المصنف بل ابهمه فقال وقال اخرون. وقد اخرجه هو عبد ابن حميد وابن ابي حاتم في تفسيريهما بهذا اللفظ عن السدي. وثالثها اثر مجاهد قال اوتيته على شرف رواه ابن جرير في تفسيره وهذه الاقوال الثلاثة تشمل الجهتين السابقتين في دعوى استحقاق النعمة المسداة الى العبد ابتداء وانتهاء. فالقول فيها في القول في سابقها والذي وقع من قارون هو اعتقاده ان هذه النعمة منه وله استقلالا بالخلق والقدرة والتأثير. والدليل الثالث حديث الابرص والاقرع والاعمى وهو حديث ابي هريرة الطويل. المخرج في الصحيحين ودلالته على مقصود الترجمة في قوله في اخر الحديث فانما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك وموجب الرضا عن الاعمى ثلاثة اشياء وموجب الرضا عن الاعمى ثلاثة اشياء اولها اعترافه بنعمة الله لقوله قد كنت اعمى ثم قال فرد الله علي بصري وثانيها نسبته تلك النعمة الى الى الله لقوله فرد الله وثالثها اداؤه حق الله فيها. لقوله فخذ ما شئت ودع ما شئت وموجب السخط على الابرص والاقرع ضد ذلك ثلاثة اشياء اولها عدم اعترافهما بالنعمة اذ لم يقرا بما كانا عليه وما صارا اليه اذ لم يقرا بما كانا عليه وما صار اليه وثانيها عدم نسبتهما النعمة الى الله بل كل واحد قال ورثت هذا المال كابرا عن كابر وثالثها عدم واداء حق الله فيها اذ منع ابن السبيل ما يتبلغ به نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى تفسير الاية الثانية ما معنى ليقولن هذا الثالثة ما معنى قوله؟ انما اوتيته على علم عندي الرابعة ما في هذه القصة العجيبة من العبر العظيمة. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته باذن الله وحوله وقوته بعد الصلاة والحمد لله رب العالمين