اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم اما بعد فهذا المجلس السادس لشرح الكتاب التاسع من برنامج اصول العلم في سنته الثانية اربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وخمس وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المئتين والالف وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله امداد الاية وبقيت مسألتان من الباب السابق نبدأ بقراءتهما ثم نتبعهما بالباب. نعم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا يا رب العالمين. قال رحمه التاسعة اخراج العالم للمتعلم المسألة بالاستفهام عن هذا قوله اتدرون ماذا قال ربكم العاشرة وعيد والنائحة قال رحمه الله باب قول الله تعالى ومنهم للناس من يتخذ من دون الله اندابا يحبونه ومنك حب الله مقصود الترجمة بيان ان محبة الله من عبادته بيان ان محبة الله من عبادته بل هي اصلها الاعظم فبك مالها يكمل التوحيد في القلب ويقوى وبنقصها ينقص التوحيد في القلب ويضعف والمراد بالمحبة المحبة المقتضية تأتيها القلوب لله والمراد بالمحبة المحبة المقتضية تأليها القلوب لله اي خضوعها لعظمته وجلاله اي خضوعها لعظمته وجلاله ماشي قال رحمه الله وقوله قل ان كان اباؤكم وابناؤكم الى قوله احب اليكم ورسوله الاية وعن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين. اخرجه ولهما عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنا فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء ما احبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعض الذنب. كما يكره ان يقذف في النار. وفي رواية لا يجد احد حضارته امام حتى الى اخره. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من احب في الله وابغض في الله فانما تنال وناية الله بذلك ولن يزنى عبد قام الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك فقد صارت عامة واخاة الناس على امر الدنيا فذلك ما يجدي على اهل من شيئا رواه ابن جريمة فقال ابن عباس في قوله فتقطعت بهم الاسباب؟ قال المودة ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ستة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى ومن اسمي يتخذ من دون الله اندادا. الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله يحبونهم كحب الله اي يسوونهم في المحبة مع الله وقد ذكره الله من افعال المشركين وقد ذكره الله من افعال المشركين فمن احب غير الله محبة تأليه وتعظيم فقد اشرك به فمن احب غير الله محبة لتأليه وتعظيم فقد اشرك به ومن جعل محبة التأليه والتعظيم لله فقد وحده ومن جعل محبة التأليه والتعظيم لله فقد وحده والاخطر في قوله تعالى والذين امنوا اشد حبا لله فمدح المؤمنين باخلاصهم محبتهم لله رب العالمين. فنجح المؤمنين باخلاص محبتهم لله رب العالمين وما مدح به المؤمنون فهو عبادة وما مدح به المؤمنون فهو عبادة فجعلوا محبة التأليه والتعظيم لله عبادة له فجعلوا محبة التأليه والتعظيم لله عبادة له يمدح فاعلها والقيد الذي ذكرناه انفا في قولنا محبة التأليه والتعظيم لاخراج انواع اخرى من المحاب لان اصل المحبة الميت. وربما اوجبها الطبع او غيره كمحبة الرجل زوجه وابنه. فان هذه محبة اوجبها الطبع. والمحبة التوحيدية التي تتعلق بها عبادة الله هي محبته تأليها وتعظيما له سبحانه وتعالى. والدليل الثاني قوله تعالى قل ان كان ابائكم وابنائكم الاية ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من الوعيد الشديد على من قدم محبة غير الله على الله. ما فيه من الوعيد الشديد لمن قدم محبة غير الله على من قدم محبة غير الله على الله كمحبة الاباء او الابناء او الاخوان او غيرهم فتوعده الله عز وجل بقوله تتربص حتى يأتي الله بامره فتوعده الله بقوله فتربصوا حتى يأتي الله بامره اي انتظروا ما يحل بكم جزاء تقديمكم محبة غير الله على الله سبحانه وتعالى فعلم ان محبة الله توحيد وان جعل محبة التأليه والتعظيم لغيره تنديد يستوجب عليه العبد الوعيد الشديد الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في هذه اية والدليل الثالث حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه الحديث رواه البخاري ومسلم وهما المرادان بقول المصنف اخرجاه بما تقدم من ان التسلية عند المحدثين مجعولة لمن للشيخين البخاري ومسلم اذا رويا الحديث في كتابيهما ودلالته على مفقود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم وهو نفي لكمال الايمان الواجب وهو نفي لكمال الايمان الواجب مما يرجع الى اصله تارة او يرجع الى كماله تارة اخرى لان الايمان المنفي يجيء على نوعين لان الايمان المنفي يجيء على نوعين احدهما ان يكون المنفي منه اصله ان يكون المنفي منه اصله مما لا يصير العبد مسلما الا به والاخر ان يكون المنفي منه فماله ان يكون المنفي منه كماله مما لا يزول ايمان العبد بعدمه مما لا يزول ايمان العبد بعدمه فاذا نفي الايمان تعلق تارة باصل الايمان وتعلق تارة بكمال الايمان وكمال الايمان له درجتان وكمال الايمان له درجتان احداهما كمال له واجب جمال له واجب على العبد والاخر كمال له مستحب وليس بواجب جمال له مستحب وليس بواجب ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم هي من اصل الايمان ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم هي اصل الايمان فان العبد لا يصير مسلما الا بمحبته صلى الله عليه وسلم وتقديم محبته على سائر الخلق من كمال الايمان الواجب وتقديم محبته على سائر الخلق من كمال الايمان الواجب. اي يجب على العبد ان يقدم محبة النبي صلى الله عليه وسلم على الخلق كافة. والدليل الرابع حديث انس رضي الله عنه ايضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث قال ثلاث من كن فيه الحديث ودلالته على مقصود الترجمة في تعليق وجدان الايمان وذوق طعمه على امور ثلاثة في تعليق وجدان الايمان وذوق طعمه على امور ثلاثة مقدمها ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. فلا يستقيم دين العبد الا بمحبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وان يقدم محبة الله ومحبة رسوله صلوات الله عليه وسلم على جميع المحاب وهذا امر ربما يعرب عنه اللسان والبيان لكن لا يفصح عما يوجد في القلب والوجدان فان ذوق حلاوة الايمان والتغرر بالايقان تعجب العربية جمعاء عن بيان ما يجد العبد منه اذا استقامت حاله ولا يزال العبد اذا انعم عليه بهذه النعمة يتقلب فيها بما يجده في نفسه ولا يكاد عنه بلسانه ومن لطائف احوال ابن القيم رحمه الله انه في طريق الهجرتين لما ذكر شيئا من المسائل التي ترجع الى الله عز وجل ذكر ان هذا لا يأتي على ما في نفس من وجد محبة الله سبحانه وتعالى. وانما هو على على وجه التقدير لمقاصدها وحقائقها وما يتعلق بها. وله كلام شبيه به في منزلة المحبة من كتاب مدارج السالكين. فاذا ذكر تقديم محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم على محبة غيرهما ووقع ذلك في سمعك وفهمته فاعلم ان في عالم الشهادة من احوالك لا ينبغي ان ينفك عنك لحظة فلا تقدم في امر صغير ولا كبير على امر الله ولا امر رسوله صلى الله عليه وسلم شيئا ومن كملت محبته لله وللرسول صلى الله عليه وسلم كان مراقبا في حركاته وسكناته امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم. لان حقيقة المحبة ان تطيع امرهما ان كنت مطيعا امرهما في كل دقيق وجليل فانت صادق الحب لهما وان كنت مخالفا امرهما في اشياء فاعلم ان دعوى المحبة عندك مدخولة. قال ابن القيم رحمه الله تعالى لما كثر المدعون للمحبة طالبوا باظهار الحجة والحجة قول الله قول الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله اتبعوني يحببكم الله انتهى كلامه. وكان الحسن البصري رحمه الله يسمي هذه الاية اية المحنة وصدق فانها اية المحنة في صدق المحبة. فان الله امتحن الخلق في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم اؤدي الى طاعة الله عز وجل. فاذا اطاعوا النبي صلى الله عليه وسلم اؤتمروا بامره في طاعة الله سبحانه وتعالى فكان المطيع لهما صادقا في محبتهما. واما من يدعي محبتهما لسانا. ثم يكذب ذلك قال الوحالة فانه ناقص المحبة وربما كان تاربا في الكلية. ولذلك كان السلف رحمهم الله تعالى يضعون عن اشياء من دقيق قول مخافة ان يكذب الله عز وجل فيما اخبروا به عن انفسهم. فكان الربيع ابن رحمه الله يكره ان يقول العبد اني تبت لانه ربما كذب في دعواه ولكنه يسأل الله عز وجل التوبة والاستغفار. رجاء ان يقبل الله سبحانه وتعالى منه توبته. وهذا على وجه التهرج في صدق محبة الله سبحانه وتعالى. واذا ملئ قلب العبد بمحبة الله سبحانه وتعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم لم يبقى له نظر الى المخلوقين. فان العبد انما ينظر الى الناس رجاء محبتهم ومدحهم وثنائهم. وانما مخافة بغضهم وعيبهم وشنائتهم. فاذا افرغ قلبه من الالتفات اليهم. وامتلأ بمحبة الله اي سبحانه وتعالى لم يكن له الى المخلوقين نظر ولم يبالي بقليل ولا كثير منهم. ولذلك فان اعظم الناس قال واكملهم مقاما من امتلأ قلبه بمحبة الله سبحانه وتعالى لانه لا يرى مع الله شيئا ولا يرى وان احدا من الخلق كائنا من كان ينبغي ان يحول بينه وبين امر الله سبحانه وتعالى. قيل لشيخ اسلام الهووي رحمه الله تعالى لما اريد عن ترك السنة وان لا يتكلم في اهل البدع والاهواء وزور له هؤلاء صنما من نحاس جعلوه تحت سجادة الصلاة. ثم مشوا بالسلطان وقالوا ان هذا الرجل يعبد صنما جعله تحت سجادته. وان انت كبسته وجدت الصدق مقالنا. فذهب العسكر الى بيته قادوه ووجدوا الصنم على تلك الحال وكانوا جسوه عليه. فلما جاءوا به الى السلطان قال له السلطان ان يزعمون انك تعبد هذا الصنم من دون الله فنظر اليهم ثم قال سبحانك هذا بهتان عظيم قال السلطان فوقع في قلبي انه صادق وانهم كاذبون هذا ما الذي جعل السلطان يعرف ان هذا صادق وان هؤلاء كاذبين لان هذا الرجل مع الله سبحانه وتعالى فلم يبالي بالخلق. فلما كان مع الله كان معه الله سبحانه وتعالى. ولهذا ينبغي ان يشمر نريد النجاة عن فاعلي جهد في الاستكثار من السبل الموصلة الى محبة الله سبحانه وتعالى. وان يمعن النظر في المراقي التي تؤدي به الى قلبه بمحبة الله عز وجل فانه اذا وصل هذه الرتبة صارت الحال كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم يجد عبد طعم الايمان فاذا يذوق عبد طعم الايمان الا في هذا فاذا ذاق الانسان طعم الايمان وخالطت بشاشة الايمان لم ينبغي له لم يبقى له نظر في الناس ولا في دنياهم. والدليل الخامس حديث ابن عباس رضي الله عنه قال من احب في الله الى اخر الحديث رواه ابن جرير واسناده ضعيف وجلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله من احب في الله وابغض في الله ولا في الله حتى قال فانما تنال ولاية الله بذلك اي انما تنال نصرة الله وتأييده بذلك. ونصرة الله تقارن المحبة فان الله يحب عبده فينصره ويؤيده ويوقره ويعزره فاذا احبه الله سبحانه وتعالى كان ذلك دليل كونه هو محبا الله سبحانه وتعالى قائما لله عز وجل لما يجب له من الطاعة الولاية التي يصيبها العبد متوقفة على محبة العبد ربه عز وجل هذا الاثر دالا على ان محبة الله عز وجل من توحيده والاخر في قوله ولن يجد عبد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك. فعلق وجدان طعم الايمان على حصول تلك الاعمال تعلق وجدان طعم الايمان على فصول تلك الاعمال المنبئة عن محبة العبد ربه المنبئة عن محبة العبد ربه. وانه موحد لله سبحانه وتعالى. والدليل السادس اثر ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وتقطع فيهم الاسباب قال المودة رواه ابن جرير في تفسيره واسناده صحيح وجلالته على مقصود الترجمة في خبره رضي الله عنه المصدق الموافق ما في القرآن من ان المحبة المدعاة بين الالهة الباطلة ومن يعبدها تنقطع يوم القيامة. ولا تنفع اهلها. فالمحبة الشرك هي لا تنفع صاحبها. والمحبة التوحيدية تنفع صاحبها اعظم النفع والمحبة الشركية لا تنفع صاحبها. والمحبة التوحيدية تنفع صاحبها اعظم النفع. فاذا المحبة الشركية موجبة الانقطاع بين المعبود وعابده فان المحبة التوحيدية تجعل العبد في امان ويكون له حوض عظيم من رحمة الله سبحانه وتعالى. حتى ان عصاة الموحدين لا يخلدهم الله سبحانه وتعالى في النار. فان رابطة المحبة التي بقيت بينهم وبين الله سبحانه وتعالى اوجبت رحمة الله سبحانه وتعالى لهم فيخرجهم الله عز وجل من النار ويدخلهم الجنة واما اولئك المتهالكون في المحبة الشركية فان محبتهم تنقطع يوم القيامة. ولا ينتفعون حينئذ بعبادة من كانوا يعبدون بل كما اخبر الله سبحانه وتعالى عنهم في سورة الاحقاف بانهم يكفرون بعبادتهم ان يكفرونها ويجحدونها. نعم. قال رحمه الله فيه مسائل الاولى تفسير اية البقرة الثانية تفسيرها براءة ثالثة وجوب محبته صلى الله عليه وسلم قوله رحمه الله الثالثة وجوب محبة صلى الله عليه وسلم على النفس والاهل والمال اي وجوب تقديم محبته صلى الله عليه كلما على النفس والاهل والمال قال رحمه الله الرابعة لا يدل على الخروج من الاسلام. الخام قوله رحمه الله الرابعة ان نسي الايمان لا يدل على الخروج من الاسلام لانه ربما تعلق بكمال الايمان لا اصله لانه ربما تعلق بكمال الايمان لا اصله. فينفى عنه كمال الايمان ويبقى له اصله قال رحمه الله الخامسة ان للايمان حلاوة قد يجدها الانسان وقد لا يجدها السادسة اعمال القلب الاربع التي لا تنال نهاية الله الا بها فهل قوله الخامسة ان للايمان حلاوة قد يجدها الانسان وقد لا يجدها اي يجدها به ان يجدها بقلبه. ويحصل له ذوقها كما يحصل للسان ذوق المطعومات ويحصل له ذوقها كما يحصل للسان ذوق المطعومات وهذا ذوق حقيقي في اصح قولي اهل العلم وهذا ذوق حقيقي في اصح قولي اهل العلم فيجد العبد طعم الايمان في قلبه وينشرح به صدره وتقوى روحه وتنطلق اساريره ويتصير الحال كالحال التي اخبر عنها ابو يزيد البسطامي في قوله الحالة التي اخبر عنها ابراهيم ابن ادهم في قوله والله ان لفي عادة لو يعلم بها الملوك وابناء الملوك لزالدنا عليها بالسيوف. يعني سعادة الطاعة بذوق دعوة الايمان وقال ابو العباس ابن تيمية ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة يريد جنة الطاعة بذوق طعم الايمان. وهذه الجنة انما تنال بلزوم طاعة الله سبحانه وتعالى وقد ذكر في اخبار ابراهيم ابن ادهم وكان اميرا ابن امير. ثم تزهد وتنشك ورفض ملك ابيه وتجرد للعبادة انه كان يجلس على نهي دجلة فيغمس خبزا يابس معه ثم يأكله ثم نظر اليه بعض اصحابه وهو على تلك الحال فاشفق عليه وقد كان ملك وعز فقال له ابراهيم القولة التي قالها والله ان لفي سعادة لو يعلم بها الملوك وابناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف. فقال بعض اصحاب ابراهيم والله انهم ارادوا ذلك ولكنهم ضلوا السبيل. يعني ان الملوك انما يريدون بملكهم ودنياهم ان يصلوا الى تلك السعادة. ولكنهم ضلوا السبيل لان السبيل هذه السعادة انما هو طاعة الله سبحانه وتعالى. فاذا اطاع الانسان ربه سبحانه وتعالى كان في قلبه من الانس به واللذة بايمانه وكمال الاستغناء به سبحانه وتعالى عن غيره ما يذهب به العبد عن لذات الدنيا فان هذه اللذة اذا استوت في القلب ربما غاب العبد عن لذات الدنيا فصار لا يجب حلاوة ولا حلاوة للطعام ولا حلاوة للشراب لانه يجد ان اكمل اللذات هو في طاعة الله سمية في طاعة الله سبحانه وتعالى فيجهل بوجود تلك اللذة في قلبه عما اعتاده الناس. وربما جعل بعض من بلغ هذه الرتبة جعل له الطعام فيذهل بمحبة ما يحبه الله سبحانه وتعالى عن ما في البطون من الجوع ومن الاخبار التي اتصلت بي ان العلامة حافظة للحكم رحمه الله تعالى فلربما جعل له طعام الغداء ليأكله وهو في المطالعة. فيذهل عن هذا الطعام مدة طويلة. حتى يقول له خادمه كما اخبرني هل لك حاجة في الطعام فيقول له قد شدلت عنه وليس لي به حاجة الان تقول عاد ابيه انا ما لي حاجة فيه. فان شئت فكله. يقول فكنت اذا اردت ان اكله وجدته باردا يعني هذا نسي لذة الطعام الحار ما عاد يفكر بالاكل وهذا بقيت حاجته الى الطعام لما اراد ان يأكله وجده باردا واقعوا ان مثل الشيخ حافظ لو انه اراد ان يأكله لن يفكر في حار وبارد انه يسد جوعه ثم يمضي بما هو اعظم من ذلك ولذلك وجد مثل هذه المعاني استغنى عن الناس وصارت حاله كما قال سفيان الثوري رحمه الله العالم مستغن عن الناس والناس محتاجون اليه العالم ليس بفصاحته ولا بيانه ولا نسبه ولا جاهه ولا سلطان ولكن استغناءه هو بعلمه بالله وبامره فاذا عظم علمه بالله وبامره سبحانه وتعالى استغنى قلبه عن كل شيء. وصارت لذته الكاملة باتباع طاعة وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله السادسة اعمال القلب الاربع التي لاعتماد الله الا بها فلا يجوز احد طعم الايمان الا بها السابعة بهم الصحابي الواقع ان عامة المؤاخاة هذا بالدنيا الثامنة تفسير وتقطعت بهم الاسباب التاسعة وان من المشركين من يحب الله حبا شديدا العاشرة بوعيد على من كان في الثمانية عنده احب من دينه الحادية عشرة. اما من اتخذ من ان تساوي محبته محبة الله فهم قال رحمه الله باب قول الله تعالى ان عذابكم الشيطان يخوف اولياءه. فلا تخافوا فخافوا من خيوط المؤمنين. مقصود الترجمة بيان ان خوف الله من العبادة بيان ان خوف الله من العبادة فلا يخاف تأليها وتعظيما احد سوى الله فلا يخاف تأليها وتعظيما احد سوى الله. ومن جعل هذا الخوف له فهو موحد ومن جعل هذا الخوف له فهو موحد. ومن جعله لغيره فهو مشرك شركا اكبر من جعله لغيره فهو مشرك شركا اكبر نعم قال رحمه الله وقوله تعالى انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الله السماوات وقوله ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في النار فتنة للناس كعذاب الله الا وعن ابن سعيد مرفوعا وعن ابن سعيد رضي الله عنه مرفوعا ممن ضعف اليقين ان ترضي الناس بسخط الله وان تحمدهم على رزق فان تدلهم على ما لم يؤتيك الله ان رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضاه عنه الناس ومن التمس رضى الناس سخط الله سخط الله عليه ما اسخط عليه الناس. اللهم حمدان في صحيحه ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فلا تخافوهم وخافوا لان كنتم مؤمنين لانه علق الايمان على الخوف منه لانه علق الايمان على الخوف منه عز وجل وما علق عليه الايمان فهو عبادة وما علق عليه الايمان فهو عبادة فالخوف تأليها وتعظيما عبادة ينبغي ان تجعل لله وحده والدليل الثاني قوله تعالى انما يعمر مساجد الله الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولم يخش الى الله فان الخشية مضمنة فان الخشية مضمنة الخوف فان الخشية مضمنة الخوف لان الخشية خوف وزيادة لان الخشية خوف وزيادة فحقيقة الخشية انها الخوف المقرون بالعلم. فحقيقة الخشية انها الخوف المقرون بالعلم وهي اعلى من الخوف المجرد وهي اعلى من الخوف المجرد. ولهذا صار اهل خشيته سبحانه اعظم من اهل خوفه ولهذا صار اهل خشيته سبحانه اعظم من اهل خوفهم فاهل خشيته هم العلماء العالمون به وبامره فاهلك خشيته هم العلماء العالمون به وبامره وهؤلاء هم وراث النبوة والدليل الثالث قوله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله الاية وجلالته على مقصود الترجمة ما فيه من ذم من جعل فتنة الناس كعذاب الله ما فيه من ذم من جعل فتنة الناس كعذاب الله. فوقع في قلبهم القاطع في قلبه الخوف منه هم ووقع في قلبه الخوف منهم وامتلأ قلبه بذلك اجلالا وتعظيما وامتلأ قلبه بذلك اجلالا وتعظيما. حتى عدله خوف من الله سبحانه وتعالى حتى عدله بالخوف من الله سبحانه وتعالى فوقع في الشرك ووقع في الشرك ومن قواعد السياق القرآني ان هذا الترتيب ومن الناس اذا ذكر المراد به المنافقون ومن قواعد السياق القرآني ان هذا الترتيب ومن الناس اذا وقع فيه فالمراد به المنافقون والدليل الرابع حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا ان من ضعف اليقين الحديث ولم يعزف المصنف رحمه الله تعالى وهو عند ابي نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء وهو عند ابي نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء واسناده ضعيف جدا والصواب انه من كلام ابن مسعود والصواب انه من كلام ابن مسعود اخطأ بعض الرواة فرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم واسناد الموقوف لا يسلم من ضعف. لكنه اصح من المرفوع واسناد الموقوف لا يسلم من ضعف. ولكنه اصح من المرفوعين. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان من ضعف اليقين ان ترضي الناس بسخط الله. ان من ضعف اليقين ان ترضي الناس بسخطي بسخط الله وهو متضمن ذم من طلب رضا الناس وهو متضمن ذم من التمس رضا الناس باسخاط الله سبحانه وتعالى وحمله على التماس رضاهم خوفه منهم. وحمله على رضاهم خوفه منهم فعظم خوفهم في قلبه حتى قدمهم على ربه وعظم خوفهم في قلبه حتى قدمهم على ربه سبحانه وتعالى. فقوله فيه ان من ضعف بضم الضاد وتفتح ايضا. والافصح الضم بضم الضاد وتفتح ايضا والافصح الضم فيقال ان من ضعفي وان من ضعفي. والدليل الخامس حديث عائشة رضي الله عنها ان الله صلى الله عليه وسلم قال من التمس رضا الله الحديث. رواه الترمذي والعزم اليه اولى من العزو الى ابن حبان رواه الترمذي والعزو اليه اولى من العزو الى ابن حبان. لانه احد الاصول الستة لانه احد الاسطول الستة عند المحدثين. واختلف في رفعه ووقفه والمحفوظ انه موقوف على عائشة رضي الله عنها والمحفوظ انه موقوف على عائشة رضي الله عنها. ويقوى ان يكون له حكم الرفع. ويقوى ان يكون له حكم الرفع بما فيه من خبر عن العمل والجزاء. لما فيه من خبل عن والجزاء ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من التمس رضا الناس بسخط الله ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من التمس رضا الناس بسخط الله اي التمس ارضاء الناس مخافة لهم. اي التمس رضا الناس مخافة لهم. فقدم فخوفهم على خوف الله عز وجل فقدم خوفهم على خوف الله عز وجل. ولشناعة فعله وقباحة ذنبه وقع الجزاء له بامرين ولشناعة فعله وقباحة ذنبه وقع الجزاء له بامرين. احدهما ان يسخط الله سبحانه وتعالى عليه والاخر ان يسخط الله عز وجل عليه الناس ان يسخط الله عز وجل عليه الناس فيعاقب بنقيض قصده فيعاقب بنقيض قصده فانه فعل ما فعل ملتمسا حصول رضاه فانه فعل ما فعل ملتمسا حصول رضاه هم فاعقبه الله عز وجل بوقوع السخط منهم فاعقبه الله عز وجل بوقوع السخط منهم ومن عقد هذا الوعيد علم ان الناس لا يضرون ولا ينفعون ولا يخفضون ولا يرفعون وان الامر كله لله. والحكم كله لله. فما شاء الله سبحانه وتعالى فما شاء الله سبحانه وتعالى قال وما لم يشأ الله سبحانه وتعالى لم يكن. والناس في هذا المقام على حالين الحال الاولى حال من يراقب الناس فهو لا يقول قولا ولا يفعل فعلا ولا يدع ولا يذر الا وهو يراقب الناس ماذا يقولون؟ وماذا يفعلون؟ وبما يمدحونه؟ وبما يذمونه؟ والحال الاخرى حال من يراقب اتقوا الله في الناس فلا يغمق الناس بعينه ابدا. ولا يتوجه اليهم بقلبه ابدا. بل هو دائر مع امر الله سبحانه وتعالى مبينا له. فمن شاء منهم اخذه ومن شاء منهم تركه. ان مدحوه لن يبالي بهم وان ذموه لم يبالي بهم. لا يقرب احدا لمدحه. ولا يبعد احدا لقدحه. وحاله كما قال بعض السلف الاخلاص ان يستوي المادح والقادح عند الانسان حقيقة الاخلاص ان يستوي المادح والقادح عند الانسان فلا يرفع مادحا لمدحه وهو يعلم منه خطيئة ونقصا ولا يخفض قادحا لقبحه وهو يعلم منه حسنة وصوابا. لان الميزان الذي يزن به الناس ليس ما يقولونه فيه ولا ما يريده منه ولكن ميزانه في الناس هو امر الله سبحانه وتعالى فهو يزن اقوالهم وافعالهم في ميزان الشرع سواء مدحوه او ذموه لان امرهم مع الله سبحانه وتعالى وحسابه مع ربه سبحانه وتعالى فلا يبالي بالناس ولا يلتفت للناس وهذا من كمال للانسان لان الامر كما قال عبد الله ابن عون ذكر الله دواء وذكر الناس داء وقال مفعول الشامي ذكر الله شفاء وذكر الناس داء. العبد اذا جعل امره مع الله عز وجل كان ذلك دواء وشفاء له. واذا التفت الى الناس فان الامر كما قال ابن القيم من التفت اليهم قطعوه عن الله سبحانه وتعالى فهذا امر شديد على النفس لكن لا يسلم العبد ولا يصل الى ربه سبحانه وتعالى الا بان يتجرد للحق من الخلق فلا يرى للخلق شيء ولا يعانهم بما يقولون ويفعلون. وانما يعاملهم بامر الله سبحانه وتعالى. واذا رأيت حال من كملت رتبته ممن قرب عهده وجدت انه لم يرتفع عند الناس الا برفعه لامر الله عز وجل فقد ذكر من اخبار شيخ شيوخنا العلامة محمد بن ابراهيم رحمه الله ان رجلا جاء اليه وسلم عليه ثم قال له ان فلانا يتكلم فيك فقال له رحمه الله تعالى الم يجد الشيطان رسولا الا انت؟ ووعظه وزجره عن النميمة للكلام بين الناس. ولو قدر ان ذاك تكلم فيه. فان العاقل لا يلتفت الى كلام النفس ولا يستجلب كلام الناس في الناس لانه لا يرى للناس شيئا وانما يراقب امر الله سبحانه وتعالى والتخلص من هذه القاذورات وتطهير القلب من هذه النجاسات يحتاج الى دوام المجاهدات. ومن ظن انه يخلو من ذلك مرهة من الزمن فانه غافل عن حقيقة قلب ابن ادم. فان قلب ابن هذا ما سمي قلبا الا لانه يتقلب عليه. وهو يميل الى هذه الامور ويتطلبها. فلا يتخلص منها الا بدوام المجاهدة. والله عز وجل يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. اذا جعل العبد نصب عينيه الله سبحانه وتعالى وما وعده وان الرفعة رفعة الله والخفض فضل الله لم يبالي بالناس ابدا. وكان دائما مع امر الله سبحانه وتعالى لا يقطع العبد عن الله سبحانه وتعالى الا اذا اصيب قلبه بشيء من هذه القاذورات. فاذا اصيب العبد الغل والحقد والحسد قالت والله هذه اعظم من القيود التي تجعل في اليدين وان من الناس من يصرخ اذا وضع القيد في يديه ورجليه ولا يصرخ وقيود قلبه مملوءة به. فكم من قلب قد ملئ بهذه القيود قلا وحقدا وحسدا وغشا ولا يتنبه لهذه القيود التي يرقص فيها قلبه وتجد لسانه ابرع ما يكون في الجريان في ميادين الغل والحقد والحسد. ولا يتنبه العبد الى هذه الاشياء حتى اذا شررها وضررها على نفسه والانسان ربما ينسلخ من الايمان او يضعف ايمانه او ينقطع عن مراتب الكمال كالعلم بسبب افة اللسان قال ابن مسعود رضي الله عنه ما رأيت شيئا احق بطول حبس من لسان وما لجم صامت قط وانما يندم المتكلم. وقد كان السلف رحمهم الله تعالى يحسبون كلماتهم تجد احدهم اشح بكلمته من احدنا بدرهمه وديناره. وكانوا ينزهون انفسهم عن الكلام المباح. خشية ان يقعوا في كلام اعظم من ذلك. قالت ابنة حماد ابن سلمة لابيها حماد وكان من ائمة السنة والاسلام يا ابتاه اذهب والعب فسكت فرددت مرارا وهو ساكت فلما قال قولها وقال له بعض اصحابها الا تقول لها اذهبي فالعبي؟ فقال اني اكره ان اجد في صحيفتي يوم القيامة اذهبي فافعلي هذه كلمة جائزة ومع ذلك لم يرد ان تكون هذه الكلمة من المباح العاطل ان تكون في صحيفته وكان بعض السلف يكره ان يقول للكلب يا كلب قال لاني اخاف ان يعتاد لساني الباطل يعني اذا تعود الانسان يسفه مثل هذه الكلمات التي لا حاجة لها ربما صارت عادة له فلا ينفك عليه انهى لسانه. ولهذا فان المشمرين عن ساعد الجد في طلب العلا يجعلون اعظم مطالبهم في هذه الدنيا ملاحظة انفسهم لا ملاحظة الناس يرى احدهم ان حراسته قلبه ووقته وزمانه اولى به من غيره من القواطع والشواطر قال ابن القيم رحمه الله تعالى علامة عمارة القلب بالانس بالله الشح بالوقت علامة عمارة القلب بالانس بالله الشح في الوقت انتهى كلامه. يعني الا يجعل العبد شيئا من وقته يذهب سبهللا وانما يحفظ حركاته وسكناته فلا ينفق شيئا منها الا فيما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه. فاذا كان الانسان خواطره ووقته من الباطل امكنه ان ينأى بنفسه عن الشر. واذا كان الانسان لا يبالي بوقته ولا بقلبه في اي واد يهيل فانه ربما تكلم بكلمة اودت به ستين حال فوالله اني اعرف اناسا كان احدهم مرة في مناظرة يقول لاخر وقد دار الكلام في بعض مسائل العلم والدين. وادعى ذلك قولا خالف به. العلام ابن باز رحمه الله تعالى وبلغ من مخالفته ان قال ان ابن باز ضال في هذه المسألة فصار اليوم ذلك القائل ضالا في الدين رجل معروف يطلع في القنوات وله مقالات في الصحف ويحارب الارهاب بزعمه وقد تغيرت حاله بعد ان كانت كتب العلم ومجالسه هي ميدانه صار غيرها ميدانا له وما احسب ان هذا وامثاله الا ان الله سبحانه وتعالى عاقبهم بتلك المقالات ومفتاح الشر في تلك المقالات هو الاغضاء من رتبة العلماء الصادقين. والطعن فيهم والميل عنهم الى عداهم الاستغناء بالاصاغر عنهم والرضا بكلام من دونه من دونهم ممن لم ترسخ قدمهم ولا عرفت اثار الخير منه والاستعانة بهؤلاء عن اولئك فيصيروا من عقاب الانسان ان يتردى في هذه المهالك. فينبغي ان تطلبوا لانفسكم النجاح وهي عند الله عز وجل ليست نجاة من الخلق وانما نجاة عند الله سبحانه وتعالى. لا يدري احدنا بما يختم له. والسوابق بريد الخواطر فمن حسنت حسنت سابقته حسنت خاتمته. ومن ساءت سابقته ساءت خاتمته. فاذا كان المرء دائرا مع محاب الله دائم الخوف من الله عز وجل مراقبا له فانه ينجو. واذا كان العبد هائلا على وجهه منتسبا الى شرع الله مخالفا له في كثير من المحال والمواطن فينبغي له ان يدرك نفسه قبل ان يدركه غرق لا يخرج منه البتة. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعاملنا بعفوه وفضله. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله في مسائل العلا تفسير اية ال عمران الثانية واية براءة. ثالثة وفي رواية عنفلوت الرابعة ان اليقين يضعف ويا خوات. الخامسة علامة ضعفك. ومن ذلك هذه الثلاث السادسة لان اثناء سمحة لله من الفرائض. السابعة ذكر ثوابه فعلت. ثامنة ذكر عقاب من تركه. قال رحمه الله وبقول الله تعالى فعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. مقصود الترجمة بيان ان التوكل على الله عبادة بيان ان التوكل على الله عبادة وحقيقته اظهار العبد ضعفه لله وحقيقته اظهار العبد ضعفه لله واعتماده عليه ومتى جعل العبد ضعفه لغير الله واعتمد عليه وقع في الشرك ومتى جعل العبد ضعفه لغير الله واعتمد عليه وقع في الشرك واتباع البابين السابقين المتعلقين بالمحبة والخوف بباب في التوكل من كمال فقه المصنف وعلمه لان عبادة الله عز وجل تدور على ثلاثة اركان لان عبادة الله عز وجل تدور على ثلاثة اركان احدها المحبة وثانيها الخوف وثالثها الرجاء ذكره ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابو عبدالله ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابو الفرج ابن فعبادة الله عز وجل تقوم على هذه الاركان الثلاثة فيمتلئ القلب بمحبة الله عز وجل والخوف منه ورجائه جل شأنه وتعالى سلطانه. وافرد المصنف في الركنين الاولين الترجمتين السابقتين. واما الركن الثالث وهو الرجاء فترجم له التوكل واما الرجاء فترجم له بالتوكل لان حقيقة الرجاء النافع العبد لان حقيقة الرجاء النافع للعبد هو رجاء توكل لا رجاء التواكل هو رجاء التوكل لا رجاء التواكل. والفرق بينهما اقتران رجاء التوكل ببذل الجهد. والفرق بينهما اقتران رجاء التوكل ببذل الجهد اما رجاء التواصل فانه خال منه واما رجاء التواكل فانه خال منه. فاراد المصنف ان ينبه الى الركن من اركان العبادة وهو الرجاء بالمقصود الاعظم منه وهو اقترانه بالتوكل. وان رجاء من التوكل لا ينفع العبد ولا يكون العبد صادقا فيه نعم محسن قال رحمه الله وقوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم الاية وقوله يا ايها النبي الله ومن اتبعك من المؤمنين وقوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حسبنا الله ونعم الوكيل. قالها ابراهيم عليه السلام حين اوتي في النار. وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا ان فقد جمعوا لكم فاخشوا من فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. رواه البخاري ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين بتعليقه وجود الايمان على التوكل وما علق عليه بالايمان فهو عبادة. وما علق عليه الايمان فهو عبادة. التوكل على الله سبحانه وتعالى عبادة توحيدية والدليل الثاني قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله في تمام الاية وعلى ربهم يتوكلون فمدح المؤمنين بتوكلهم على الله. فمدح المؤمنين بتوكلهم على الله. وما مدح عليه المؤمنون فهو عبادة وما مدح عليه المؤمنون فهو عبادة. فالتوكل على الله عبادة له. والدليل الثالث قوله تعالى يا ايها النبي حسبك الله الاية ودلالته على مقصود الاية ما فيها من خبر عن حصول الكفاية ما فيها من خبر عن حصول الكفاية. لان معنى الاية يا ايها النبي ان الله هو كافيك يا ايها النبي ان الله هو كافيك وكافي من اتبعك من المؤمنين وكافي من اتبعك من المؤمنين. وهذه الكفاية تغري العبد للتوكل وهذه الكفاية تغري العبد اي تحمل العبد على لزوم التوكل. لانه اذا كان الله عز وجل هو كافيك لم ينبغي لك ان تتوكل على احد سوى الله سبحانه وتعالى. والدليل الرابع قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما ان من توكل على الله فهو حسبه اي كافيه ان من توكل على الله فهو حسبه اي كافيه وحصول الكفاية بالتوكل يدل على ان التوكل محبوب لله وحصوله الكفاية بالتوكل يدل على ان التوكل محبوب لله وما احبه الله عز وجل من الاعمال فهو عبادة وما احبه الله عز وجل من الاعمال فهو عبادة. والاخر في ان تحصيل الكفاية مسروق بالتوكل. والاخر في كون تحصيل الكفاية بالتوكل فلا يحصل للعبد كفاية من الله الا بالتوكل عليه فلا يحصل للعبد كفاية من الله الا بالتوكل عليه. فاذا صدق العبد في توكله على الله سبحانه وتعالى حصلت له هذه الكفاية ومن عجائب الاحوال التي حدثني بها بعض كبار السن ان قوما خرجوا يطلبون التمر يمتارون لاهلهم وكان اهل نجد يقصدون الاحساء الاستجلاب التمر وكانت هذه الرفقة منها صاحب اذا قطب بشيء قال لعل في الامر خيرة من الله فلما كثر هذا منه ارادوا يمتحنوه فلما باتوا ليلة عمد بعضهم الى ناقته التي يركبها فاخذها الى مكان بعيد عنهم كثيري الشجر فربطها فيه. ثم رجع ثبات تلك الليلة معهم فلما اصبحوا واعدوا ركابهم اخبروا صاحبهم بان ناقته التي يركبها قد فقدت فقال لهم لعل في الامر خيرة من الله تتضاحكوا فمضوا في طريقهم. فما هي الا مدة؟ واذا بجماعة من قطاع الطريق امامهم ويأخذون رغما عنهم نوقهم التي يركبون وما كان معهم ويذهبوا فلما ذهب هؤلاء عرف اولئك ان هذا البلاء الذي اصابهم بالذنب الذي فعلوه بصاحبهم فقالوا له يا فلان ان ناقتك في المكان الفلاني ارجع اليها فخذها فانظر هذا لما صدق في اكفاءه بالله عز وجل وتفويضه امره الى الله عز وجل كفاه الله عز وجل ما اصاب هؤلاء من اخذ نوقهم بما ما حصل له من الحراسة التي كانت على ايديهم وهم يسخرون به. والدليل الخامس وحديث حديث ابن عباس رضي الله عنهما قالا حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم الحديث رواه البخاري وجلالته على مقصود الترجمة في قوله حسبنا الله ونعم الوكيل. اي كافين الله اي شافين الله بتوكلنا عليه وما يقع بذلك وما يقع بذلك من النصب والتأييد الذي اتفق للخليلين وما يقع من ذلك من النصر والتأييد الذي اتفق للخليلين ابراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام فانه انجي من البلاء الذي احاط بهما لكمال توكلهما على الله سبحانه وتعالى وتفويضهما الامر اليه فمن توكل على الله وفوض اليه امره كفاه الله. نعم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى متى ركن من الفرائض الثانية انها من شروط الايمان؟ الثالثة تفسير واية الانفال الرابعة تفسير الاية في اخرها الخامسة تفسير اية الطلاق السادسة عظم شأن هذه الكلمة. السابعة انها قول ابراهيم عليه الصلاة والسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم في الشدائد ما بقول الله تعالى افأمنوا اتقوا الله فلا يأمن والله ان القوم الخاسرون. المقصود الترجمة بيان ان الامن من مكر الله والقنوط من رحمته امران محرمان ينافيان كمال التوحيد الواجب بيان ان الامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله امران محرمان ينافيان كما لا التوحيد الواجب وربما نافى يا اصلاه وربما نافيا اصله والامن من مكر الله هو الغفلة عن عقوبته مع الاقامة على موجبها والامن من نسل الله هو الغفلة على معصية الله مع الغفلة عن عقوبة الله مع الاقامة على موجبها. الغفلة عن عقوبة الله مع الاقامة على موجبها. واما القنوط من رحمة الله فهو استبعاد حصولها للعاصي. واما القنوط من رحمة الله فهو استبعاد حصولها اصيل نعم السلام عليكم قال رحمه الله وقوله قال ومن رحمة ربه وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سؤل من كبائر فقال الشرك بالله واليأس من روح الله والامين من ذكر الله يعني ابن مسعود قال واكبر الكبائر الاشراك بالله والمؤمنين بالله والقنوط من رحمة الله واليأس من رح الله. رواه عبدالرزاق ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى افأمنوا مكر الله الاية ودلالته على مقصود ترجمة من وجهين احدهما في قوله افأمنوا مكر الله لانه استفهام استنكاري لانه استفهام استنكاري يتضمن ذمهم على ما اقترفوه يتضمن ذمهم على ما اقترفوه وهذا دليل التحريم وهذا دليل التحريم لان الله انكر عليهم ذلك وذماهم به لان الله انكر عليهم ذلك وذمهم به. والاخر في قوله الا القوم الخاسرون والاخر في قوله الا القوم الخاسرون لان الله جعله منتجا خسرانهم لان الله جعله منتجا خسرانه. وما كان سببا للخسران فهو محرم وما كان سببا للخسران فهو محرم والدليل الثاني قوله تعالى قال ومن يقنط من رحمة ربه الاية وجلالته على مقصود الترجمة في قوله الا الضالون لانه جعله منتجا ضلاله لانه جعلهم منتجا ضال لهم. وما كان سببا للضلال فهو محرم وما كان سببا للضلال فهو محرم والدليل الثالث حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر ولم يعزه المصنف رحمه الله الى احد من المخرجين. وهو عند الطبراني بالمعجم الكبير. والبزار بمسنده واسناده حسن وهو عند الطبراني في المعجم الكبير والبزار في مسنده باسناد حسن. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله واليأس من روح الله والامن من مكر الله لانه عدهما من الكبائر لانهما لانه عدهما من الكبائر فهما محرمان اعظم التحريم واليأس من رح الله من افراد القنوط واليأس من رح الله من افراد القنوط من رحمة الله. لان اليأس من روح الله هو استبعاد فرج الله عند نزول المصائب لان اليأس من رح الله هو استبعاد نزول فرج الله هو استبعاد فرج الله عند نزول المصائب فهو بعض افراد القنوط من رحمة الله. فهو بعض افراد القنوط من رحمة الله. والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنهما قال اكبر الكبائر الحديث رواه عبد الرزاق في مصنفه واسناده صحيح وبمثله له حكم الرفع. ومثله له حكم الرفع. لان خبر الصحابي عن كونه شيء او كبيرة او معصية لله لا يكون الا بخبر صادق من الوحي فالقول برفعه حينئذ حكما قول قوي ودلالته على مقصود الترجمة في قوله والامن من مجد الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله فدلالته على الترجمة كدلالة سابقه وقوله فيه واليأس من روح الله تقدم ان المقصود به ابعاد فرج الله عند نزول مصائب فروح الله سبحانه وتعالى هو فرجه وروح الله سبحانه وتعالى هو فرجه. نعم الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى تفسير ايات الاعراف الثانية تفسير ايات الحجر الثالثة شدة الوعيد في من امن مكر الله الرابعة وشدة الوعي في القنوط قال رحمه الله باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله مقصود الترجمة بيان ان الصبر على اقدار الله من الايمان به مقصود الترجمة بيان ان الصبر على اقدار الله من الايمان به والمراد بالاقدار في الترجمة الاقدار المؤلمة والمراد بالاقدار في الترجمة الاقدار المؤلمة لا الاقدار الملائمة لا الاقدار الملائمة لان الملائم يجري وفق ميل النفس وهواها. لان الملائم يجري وفق ميل النفس وهواها واما القدر المؤلم فهو الذي تلقى منه النفس العنت والاذى واما القدر المؤلم فهو الذي تلقى منه النفس العنت والاذى. والصبر على اقدار الله من ما للتوحيد الواجب والصبر على اقدار الله من كمال التوحيد الواجب وضده من السخط والجزع ينافي كمال التوحيد الواجب وينقص عبودية المرء لربه سبحانه وتعالى ومن اكبر الات العبودية المعينة عليها الميسرة لها ان يتدرع العبد بالصبر ولهذا صار الصبر اوسع العطاء. ففي الصحيحين من حديث الزهري عن عطاء ابن يزيد عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اعطي عبد عطاء اوسع من الصبر فلا يعطى العبد شيئا اعظم من ان يوفقه الله سبحانه وتعالى للصبر. فان المرء اذا كان صبورا اعانه ذلك على قطع طريق العبودية لان طريق العبودية فيه مشقة ومكابدة ولا تندفع الام هذه المشقة والمكابدة الا بالصبر والله سبحانه وتعالى لو وعدت الامر فتارة الخاطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل وتارة خاطب به المؤمنين. واكد عليهم الصبر بطرائق شتى. فقال يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا فينبغي يعني العبد بالدراع بالصبر. وان يكون صبورا وان يعتاد تصبير نفسه. فان باضعف النفسانية ومنها الاخلاق الكاملة لا تنال الا بالرياضة. فاذا اعتاد الانسان تصبير نفسه على الصغير صبر على الكبير. واذا لم يعتد الانسان تصبير نفسه على الصغير فانه لا يستطيع الصبر على كبير ولا يمكن للانسان ان ينتزع رداء الصبر فيلبسه عند وقوع المصائب وهو لم يعود نفسه قبل في ان تصبر على الامور الصغائر فاذا الانسان لا يصبر على الم يسير في اصبعه او فقد شيء من جيبه او ملاقاة احد له سوء فانه لا يستطيع ان يصبر بعد اذا احاطت به المدلهمات ووقع به وقعت به المصائب كبيرات ولذلك فان من لم يصبر على عشرة قدم لم يصبر على ما هو اعظم من ذلك من الالم. اي ان الانسان اذا لم يعتد لنفسه ان يعودها اذا عثرت قدمه ان يصبر ولا يلتفت الى الانشغال بما وقع له من العثرة والا فانه لا يستطيع حين اذ ان يصبر اذا وقعت الامور العظيمة. فقد قال بعض السلف له ابو العباس ابن تيمية فقال من لم يصدر صبر الكرار سلاسلوا البهائم من لم يصبره صبر الكرام ثلاثو البهائم. اي ان الانسان اذا ان يكن صبورا متحملا فان البلاء الذي وقع به يحيط به مدة ثم ينساه ويفلى كما تسلى البهائم. فان الناقة فاذا مات فصيلها ان يوما وحنت اخر وتوجعت ثالث فما هي الا ايام حتى تنسى اله الذي مات وكذلك الانسان اذا وقعت به المصيبة اليوم فانه ان لم يصبر عليها اليوم فهي بعد ستة اشهر تكون نشيا منسيا وامرا مذكورا في الاذهان فقط فينبغي ان يعتاد الانسان من نفسه رياضة الصبر يقطع طريق العبودية الى الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله قول الله تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال القمه هو الرجل الفصيل وفي المصيبة انا من عند الله فيرضى ويسلم. وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثنتان الناس هنا بهم حكم الطعن في مصر ولهما عن ابن مسعود مرفوعا ليس منا من ضرب الخدود وشقا الجاهلية رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اراد الله بعبده الخير عجل له في الدنيا واذا اراد بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة. فقال النبي صلى الله عليه فان الله تعالى اذا احب قومه ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط حسنه الترمذي. ذكر المرسل رحمه الله بتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ودلالته على مقصده الترجمة في كون العبد المصاب في كون العبد المصاب. اذا اذ درع بالصبر اذا ادرع بالصبر اي جعله عدة له حصل له الايمان