السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل الحج مقاما للتعليم. وهدى فيه من شاء من عباده الى الدين القويم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما علم الحجاج وعلى اله وصحبه خيرة وفد الحاج. اما بعد فهذا شرح الكتاب الثاني عشر من برنامج تعليم الحجاج في سنته الخامسة سبع وثلاثين واربع مئة والف وثمان وثلاثين واربع مئة والف وهو قصيدة في السير الى الله والدار الاخرة لعلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله المتوفى سنة ست تابعينا وثلاث مئة والف نعم بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال العلامة ابن سعدي رحمه الله تعالى في قصيدته قصيدة في السير الى الله والدار الاخرة بسم الله الرحمن الرحيم. سعد الذين تجنبوا سبل الردى وتيمموا لمنازل الرضوان فهم الذين قد اخلصوا في مشيهم متشرعين بشرعة الايمان وهم الذين بنوا منازل سيرهم بين الرجاء والخوف للديان. وهم الذين ملأ الاله قلوبهم بوداده ومحبة الرحمن وهم الذين قد اكثروا من ذكره في السر والاعلان والاحيان. يتقربون الى المليك بفعلهم طاعاته والترك للعصيان. فعل الفرائض والنوافل دأبهم. مع رؤية التقصير والنقصان صبر النفوس على المكاره كلها. شوقا الى ما فيه من احسان. نزلوا بمنزلة الرضا فهموا بها قد اصبحوا في جنة وامان جنة نزلوا بمنزلة الرضا فهموا بها. قد اصبحوا في جنة وامان. ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية في مراسلاته ومكاتباته صلى الله عليه وسلم الى الملوك صنيف تجري مجراها والنظم في ذلك كالنثر على حد سواء في اصح قولي اهل العلم ولا سيما ما كان شعرا على معان صحيحة كالابيات المذكورة. فلا بأس حينئذ باستفتاحها بالبسملة ثم ذكر المصنف السبب الاعظم المؤدي الى حيازة من حاز السعادة اياها فقال سعد الذين نبوا سبل الردى وتيمموا لمنازل الرضوان. فمدار تحصيل السعادة على امرين احدهما تجنب سبل الردى اي طرق الهلاك والاخر تيمم منازل الرضوان اي قصد منازل العبادة المحققة رضوان الله عز وجل فان العبد ينال السعادة بتجنب ما يرضي وفعل ما يرضي. فان العبد ينال بتجنب ما يردي وفعل ما يرضيه. فاذا كان العبد حريصا على تجنب ما يؤدي الى الهلاك من طرقه قائما بفعل ما يقربه الى الله سبحانه وتعالى ويرضاه نال السعادة وحقيقة السعادة انها الحال الملائمة للعبد انها الحال الملائمة للعبد فاذا تأكد العبد حالا يقوم بها في قلبه وبدنه رآها ملائمة له صار في مقام سعادتي العظيمة وهذان المقامان المذكوران في البيت الاول جامعان مقامين يسميان مقام التخلية والتحلية فالتخلية تنزيه النفس من الرذائل. والتحلية امداد النفس بالفضائل. فالتخلية تنزيه النفس من الرذائل والتحلية امدادها بالفظائل ويكون تخلية النفس وتنزيهها بامتثال تجنب سبل الردى وتكون تحليتها بتيمم منازل الرضوان اي بفعل ما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه. ثم ذكر المصنف رحمه الله منزلة ثانية من منازل سير هؤلاء فقال فهم الذين قد اخلصوا في مشيهم متشرعين بشرعة الايمان اي انهم يقصدون في سيرهم الى الله سبحانه وتعالى الاخلاص له والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم. فالاخلاص بقوله فهم الذين قد اخلصوا في مشيهم. والاتباع في قوله متشرعين بالشرعة الايمان. اي متعبدين الله سبحانه وتعالى بما شرعه لهم مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وحقيقة الاخلاص شرعا هي تصفية القلب من ارادة غير الله. تصفية القلب من ارادة غير الله والى ذلك اشرت بقول اخلاصنا لله صفي القلب من ارادة سواه فاحذر يا فطن الاتباع هو الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والتأثي به. كما قال تعالى لقد كان لكم كن في رسول الله اسود حسنة اي قدوة حسنة. فلا يقبل من العبد عمله حتى يكون خالصا لله صوابا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما قال شيخ شيوخنا حافظ الحكمي في السلم الوصول قبول السعي ان يجتمعا فيه اصابة واخلاص معه اي شرط قبول سعي السعي بعبادة الله ان يكون مخلصا لله مصيبا فيما يأتيه ويذره سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر رحمه الله تعالى من منازل سيرهم ما ذكره في قوله وهم الذين بنوا منازل سيرهم بين الرجا والخوف للديان وهم الذين ملأ الاله قلوبهم بوداده ومحبة الرحمن. فهم جامعون بين رجاء الله وخوفه محبته وهؤلاء الثلاث هن اركان عبادة الله. فعبادة الله لها ثلاثة اركان. اولها محبته سبحانه وحب الله شرعا هو تعلق القلب بالله ودورانه مع ما يرضاه تعلق القلب بالله ودورانه مع ما يرضاه وتانيها رجاء الله وحقيقته شرعا امل العبد بربه في حصول المقصود امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل مع بذل الجهد وحسن التوكل. وثالث الخوف من الله وحقيقته شرعا فرار قلب العبد الى الله فزعا وذعرا فرار قلب العبد الى الله فزعا وذعرا. فعلى هؤلاء تدور العبادة فهي اركانها العظام واصولها الجسام. والمحبة منها بمنزلة الرأس من جسد الطائر والخوف والرجاء كالجناحين. فاعظم سائق الى عبادة الله محبته. فمن عظم قلبه بالله ودار مع ما يرضاه صار محبا له فحمله الحب لله على عبادته. ويعين على تمام ذلك رجاء الله وخوفه. فهما للحب بمنزلة الجناحين للطائرين فلا حراك للطائر كي يطير بلا جناحين وان كان له رأس حتى يقوى الجناحان فكذلك لا يقوى قلب العبد على سوقه الى عبادة الله حتى يضم الى المحبة خوف الله ورجاءه. فهو يرجو الله عز وجل مؤملا منه حصول ما يطلبه ويبتغيه مع بذل الجهد وحسن التوكل. فالراجي لا بد ان يكون صادقا في رجائه ببذل جهد وحسن توكل على الله وان كان شيئا يجري على اللسان بلا حسن توكل ولا بذل جهد فلا حقيقة لهذا الرجاء ويضم الى رجائه خوفه من الله سبحانه وتعالى بان يمتلئ قلبه والفزع من الله وهذا الخوف هو خوف اجلال وهيبة لا خوف نقمة وخيبة فالكمال في خوف العبد من ربه ان يخافه اجلالا واعظاما وهيبة له لا ان يخاف سوط عذابه ونقمته فان من جملة ما يخاف من الله ان يخاف العبد من صوت النقمة لكن اعظم من هذا ان يخاف المرء من ربه سبحانه وتعالى خوف لال وهيبة فيجل الله سبحانه وتعالى عن ان يعصي امره اعظاما له سبحانه وتعالى. فاذا اجتمع القلب على ذلك كان متما ابلغ الخوف واذا جعل معه خوف العذاب فقد كمل خوفه من الله سبحانه وتعالى. فمن اراد ان يسوق قلبه الى الله ينبغي له ان يملأ قلبه بمحبة الله سبحانه وتعالى. ثم قوي هذا الحب بالخوف والرجاء منه سبحانه وتعالى. واذا كان العبد ضعيف المحبة لله وقع في المعاصي قال من قال تعصي الاله وانت تزعم حبه هذا لعمرو في القياس بديع. لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن يحب مطيع. فمن كان صادقا في حب الله حملته تلك المحبة على طاعة الله. ويمدها هذه المحبة قوة رجاء العبد ربه وخوفه منه سبحانه وتعالى. ثم ذكر رحمه الله من منازل سير هؤلاء السعداء ما ذكره في قوله وهم الذين قد اكثروا من ذكره في السر والاعلان والاحيان. اي انهم يكثرون ذكر الله في تري اي في الاخفاء والاعلان اي في الجهر والاحيان اي في جميع الاحوال. فهم ملازمون ذكر الله وفي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل اي كان ملازما ذكر الله سبحانه وتعالى لان ذكر الله يحصل به السبق اليه. ففي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سبق المفردون قالوا ومن المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. فسبق القلوب الى الله يكون باكثار العبد من ذكر الله. فمن سبق اليه بذكره سبق عنده سبحانه بثوابه واجره. وحقيقة ذكر الله شرعا هو حضور قلبي واعظامه هو حضور الله واعظامه في القلب او اللسان او هما معا. حضور الله عظامه في القلب في القلب او اللسان او هما معا. وحقيقته دوام اعظام الله سبحانه وتعالى واجلاله فكل ما يعظم به الرب سبحانه وتعالى هو من ذكر الله. فالصلاة من ذكر الله والحج من ذكر الله تسبيح من ذكر الله وطلب العلم من ذكر الله. قال عطاء ابن ابي رباح احد فقهاء التابعين مجلس يتعلم فيه العبد الحلال تال والحرام من ذكر الله عز وجل. ومن عظم حظه من انواع ذكر الله سبحانه وتعالى عظم سبقه عنده فهؤلاء كانوا سابقين نائلين السعادة لانهم لازموا ذكر الله فهم يذكرون الله في السر والاعلان وفي جميع الاحيان ثم ذكر المصنف من حالهم في منازل سيرهم يتقربون الى الملك بفعلهم طاعاته والترك للعصيان فعل الفرائض والنوافل دأبهم مع رؤية التقصير والنقصان. اي انهم يطلبون بما يفعلون من الطاعات اتركونا من المعاصي القرب الى الله. فالتقرب تفعل من القرب فهو طلب للقرب. وهذا القرب المطلوب منهم هو قربهم من الله سبحانه وتعالى. وهذا البناء في كلام العرب وهو التفعل يكون مع بذل جهد وكلفة كالتكلم والتحلم والتعلم فمثلهن ايضا التقرب فيكون من العبد بذل جهد وتكلف في تحصيل هذا المقام فهو يحمل على نفسه قوة في فعل المأمورات وكفا في ترك السيئات تقربا الى الله سبحانه وتعالى اي ابتغاء القرب من الله فان العبد اذا تقرب من الله قربه الله وادناه اذا كان العبد قريبا من الله نال رضاهما ومحبته سبحانه وتعالى. ثم ذكر حالهم انهم يفعلون والنوافل دأبهم اي عادتهم فهم اي عادتهم فهم ملازمون فعل الفرائض والنوافل والفرائض والنوافل اسم للشرائع المأمور بها اثم للشرائع المأمول بها. فالفرائض اسم للشرائع اللازمة للعبد لزوما مجزوما به اسم للشرائع اللازمة للعبد لزوما مجزوما به والنوافل اسم للشرائع اللازمة للعبد لزوما غير مجزوم به وهما مذكوران في الحديث الالهي ان الله سبحانه وتعالى قال ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاعظم ما تحصل به محبة الله تحصل به محبة الله هو فعل الفرائض. فاذا ازداد العبد من النوافل عظم حظه من محبة الله سبحانه وتعالى وكان من مضى من صدر هذه الامة يدركون ان المقصود من الاكثار من النوافل هو نيل محبة الله سبحانه وتعالى الا. فلم يكونوا يرون ان فعل النافلة وتركها على حد سواء. بل ترك النافلة عندهم ينقص مقام العبودية ولكنهم كانوا يستعملون الفرق بين الفرض والنفل في لزوم الاثم وعدمه. فالفرق بينهما لاجل ان من ترك الفرظ اثم وان من ترك النفل لم يأثم. لكنهم كانوا يجتهدون في فعل النوافل مع فعل الفرائض حتى كان بعضهم يعد النوافل في حق نفسه فرضا لكثرة ملازمته لها. فهي بمنزلة القوت اللازم للقلب الذي لا يقوى القلب ولا يدوم امره في الاستقامة على دين الله حتى يتزود من هذه النوافل. فكانوا يستكثرون منها. واما اليوم فالناس يسألونك هل هذا سنة ام فرض؟ والحامل لهم على السؤال انه ان كان فرضا فعلوه وان كان سنة ايش لم يفعلوه بل تركوه وهذا نقص في مقام العبودية لله. فنوافل الشرائع محبوبة لله كفرائضه. ومن من اراد تحصيل مقام العبودية فلا يليق به ان يفرط شيئا مما يحبه الله سبحانه وتعالى. فان الله يحب ان يراك مصليا العشاء ويحب ان يراك اتيا براتبة العشاء بعدها ركعتين. فالذي يصلي العشاء ويأتي بين ركعتين بعدهما راتبة بلغ من منزلته في محبة الله اعظم من ذلك العبد الذي يصلي فرض العشاء ثم فيخرج من المسجد لان الاول علم ان راتبة العشاء محبوبة ان راتبة العشاء محبوبة لله احب محبوب الله فاحبه الله وذلك الذي اقتصر على فرض العشاء لم يبالغ فيما يطلب به محبة الله فقصر في محبوبات الله فتقصيرك في طلب محبوبات الله يبعدك عنه سبحانه وتعالى ولكن استكثارك من ذلك يجعلك محبوبا له ولاجل هذا كانت مداومة السلف للاعمال الصالحة تجعل احدهم بمنزلة من لا ايستطيع ان يزيد في عمله شيئا لكثرة ملازمته الفرض والنفل في يومه وليلته. حتى قيل في حماد بن سلمة لو قيل له انك تموت الساعة لما ازداد لله طاعة يعني لو قيل تموت الان ما ازداد طاعة لماذا لانه دائم الاتصال في ملازمة طاعات الله سبحانه وتعالى. واما احدنا فاذا ارتعدت فرائسه واصابه المرض او رق عظمه فزع الى طاعات الله سبحانه وتعالى. وعندئذ فانه لا يقدر على كل ما يطلب. لان والارواح اذا عودت شيئا اعتادته واذا منعته في قوتها صار صعبا عليها ان تلين له. وكانت حفصة بنت سيرين تقول يا معشر الشباب استكثروا من العبادة فانما العبادة في الشباب. يعني ان العبد انما يستقيم عوده فيبقى امره اذا رق عظمه وثقل عليه بدنه ملازما للعبادة اذا كان معتادا عليها. اما معالجة العبادة وملازمتها عند الكبر فانها تشق على النفس ولا يكاد يوفق الى ذلك الا افراد من الخلق واحقهم بالتوفيق اولئك الذين يلازمون العبادة في كل احوالهم ولذلك فانت تعجب من امرئ تراه على عصاه وهو جالس فارغا لا في شيء مما ينفعه ديني ولا دنياه فتستغرب انه حتى التسبيح والتهليل لا يذكره لانه لم يعتد هذا واما من اعتاد هذا فان انه يصير عادة لازمة له. ولاجل هذا لما كان المؤمنون الذين يدخلون الجنة خلص من ذكر الله وقام بحقه يكون من حالهم في الجنة انهم يلهمون التسبيح والتحميد كما نلهم النفس لانه ويجري منهم من ذكر الله وتعظيمه واجلاله كما يجري منا نحن في انفاسنا وفي الناس من يصطفيهم الله سبحانه وتعالى فتكون تسبيحاته كانفاسه فلا يكاد يخرج منه نفس الا وهو يذكر الله بتسبيح او تحميد او قراءة قرآن او تعليل بعلم او امر بمعروف او نهي عن المنكر وهؤلاء هم خلص عباد الله الذين اعانهم الله سبحانه وتعالى على طاعته. ثم قال بعد ذكر حالهم يتقربون الى المليك بفعلهم طاعاته والترك للعصيان فعل الفرائض والنوافل دأبهم رؤية التقصير والنقصان اي انهم يفعلون ما يفعلون من الفرائض والنوافل ثم ينظر احدهم الى نفسه بعين العيب والنقص والازراء فهو لا يرى ان منه شيء ولا انه فعل شيء لانه اذا ذكر ما حباه الله سبحانه وتعالى به من خير وبر وعافية وصحة وامن وايمان عقل ان ما يأتي به هو لا يكون شيئا في جنب الله سبحانه وتعالى ولذلك لما ذكر لابن عمر رضي الله عنه عمله قال لو اعلم ان الله تقبل مني ركعتين لعلمت اني من اهل الجنة. لان الله يقول انما يتقبل الله من المتقين. وجاء رجل الى عامر ابن عبد الكوفي وهو هو يحتضر يعني في ساعة موته يذكره الاعمال الصالحة التي كان عليها من صلاة وصيام وصدقة وقيام ليل ليسليه ويحمله على حسن الظن بالله فالتفت اليه عامر وقال فاين قول الله تعالى؟ انما يتقبل الله من المتقين ان يخاف على نفسه ان يكون ما قدمه من الاعمال لم يتقبله الله سبحانه وتعالى منه. لان العبد اذا رأى حسنته جعلها بين عينيه واستعظم بها على الله وعلى خلق الله ربما كانت سببا في دخوله النار. قال سعيد ابن جبير ان الرجل ليعمل الحسنة يدخل بها النار. وان الرجل ليعمل السيئة يدخل بها الجنة. وتفسير ذلك كما ذكره ابن تيمية الحفيد وغيره ان عامل الحسنة لم تزل حسنته بين عينيه يمن بها على الله ويستعلي بها على خلق الله فزخ في الى نار جهنم وفاعل السيئة لم يزل شاهدا تلك المعصية بين عينيه يخاف ان يؤاخذه الله بتلك المعصية ادخله في نار جهنم ورأى الله سبحانه وتعالى ما في قلبه من خوف الله فادخله الله سبحانه وتعالى الجنة. فالعبد اذا وفق الى عمل صالح لا ينبغي له ان يذكره ولا ان يجعله بين عينيه ولا ان يستعلي به على خلق الله وانما يؤمل فيه ان يكون مقويا له على الاعمال الصالحة. واذا عمل سيئة عظم في قلبه الخوف من الله ان يأتيه بلاء بسبب هذه السيئة ولا يقول ان المرء ان فلانا عملها ولم يأته شيء وفلان فعلها فلم نرى عليه شيء. بل يخاف العبد ان يكون ما يؤخر له يوم القيامة من العذاب اعظم مما ينتظر ويفعل به لو جعل عقابه معجلا في الحياة الدنيا وملاحظة النقصان والتقصير هي من علامات صدق العبودية وابلغ ذلك ان يخفي العبد حسناته فيخفيها عن الناس ولا يذكروها لاحد ولا يراها شيئا بل يجعلها بمنزلة شيء كان في زمن مضى ونسيه حتى يكون ذلك اعظم لشوق قلبه الى الله سبحانه وتعالى فان العبد مهما بلغ في الله فانه لا يؤدي حق الله. وفي وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه يعني تتشقق قدماه من طول القيام فتقول له عائشة يا رسول الله ان الله غفر ولك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيقول يا عائشة افلا اكون عبدا شكورا؟ اي الا اقوم بحق الله من الشكر قد روى الامام احمد في كتاب الزهد ان رجلا من عباد بني اسرائيل عبد الله سبعين سنة اي اكثر من عمر كل واحد من اكثرنا لم يعصي الله فيها طرفة عين. فلما مات اقيم بين يدي الله فقال الله له يا عبدي ادخلك الجنة برحمتي ام بعملك؟ فقال المغرور بعمله المقصر في معرفة ربه بل ادخلها بعملي يا فقال الله خذوا عبدي الى النار. فقال الرجل تجعلني من اهل النار وقد عبدتك سبعين سنة لم اعصك فيها طرفة فقال الله جل الله يا عبدي اما تذكر ليلة كذا وكذا يوم ضرب عليك عرق في رأسه يعني لج عليه عرق في الرأس فيه قال بلى يا رب. قال فان عبادة سبعين سنة تعدل نعمة تسكين هذا العرق يعني احدنا الان يجلس ويسمع الدرس ومتمتع بالعافية لو انه لج عليه ضرس في اسنانه او ضرب عليه في رأسه او طرف عين منه او ارتعدت فريسة او دق قلبه سريعا للحقه من الرعب شيء كثير ولا يسكن ولا يثبته ولا يطمئنه الا الله سبحانه وتعالى. فمهما ادى العبد من عبادات ينبغي ان ينظر اليها بعين النقصان وانه لم يقم لله سبحانه وتعالى بحقه نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيننا على الاعمال الصالحات وان يوفقنا لشكر ربنا سبحانه وتعالى ثم ذكر المصنف رحمه الله حال المؤمنين فيما يتلقون من المكاره فقال قصروا النفوس على المكاره كلها شوقا الى ما فيه من احسان نزلوا بمنزلة الرضا فهموا بها قد اصبحوا في جنة وامان شكروا الذي اولى الخلائق فضله بالقلب والاقوال والاركان. فالناس فيما يتلقون من المكاره لهم ثلاث مقامات. المقام الاول مقام الصبر والمقام الثاني مقام الرضا والمقام الثالث مقام الشكر فمقام الصبر ان يحبس العبد نفسه على قدم لله بلا تسخط فهو يجد الما ومرارة بالقدر المؤلم الذي نزل به. واما من نزل في منزلة الرضا فانه يتلقى قدر الله ولا يجد في نفسه الما ولا مرارة. فنزعت منه هذه الالام تسليما قدر الله. واما الشاكر فانه لا يؤنس الما ولا مرارة. ويجري لسانه وقلبه واركانه بشكر الله سبحانه وتعالى فاقل ما ينبغي ان يتلقى به العبد المكاره الصبر. فاذا نزلت بك مصيبة فانه يجب عليك ان تصبر. فلا تتسخط غدر الله ولا تجزع منه وان اردت ان تعري نفسك فكن راضيا بقدر الله بقدر الله بان تنزع الالم والحسرة من قلبك. فان ارتقيت الى مقام اعظم وهو مقام الشكر فهذا اعظم المنازل. بان يصاب العبد بالمصيبة ثم يشكر الله سبحانه وتعالى لان ما تركه الله له اكثر وما قدمه اليه في الاخرة اعظم ولما قدم عروة ابن الزبير على عبد الملك ابن مروان فصار له ما صار واصابته اكلة في رجله يعني مرض في رجله ودخل ابنه اصطبل خير بني امية فرفسه حصان فقتله فمات ابنه ودعا الاطباء الى رجله فجاء بعظ الناس يعزيه ويسليه فقال عظو من اعظائي سبقني الى الجنة وولد من اولاد سبقني اليها وما ترك الله وابقى اعظم. يعني وجد ان هذا اعظم عند الله سبحانه وتعالى فشكر الله على ما اصابه من المصيبة الله سبحانه وتعالى يستخرج من خلقه من يستخرج المقامات العالية بما يجري عليهم من المصائب. وفي صحيح مسلم من حديث صهيب رضي الله عنه نبي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عجبا لامر المؤمن ان ان امره كله خير وليس ذلك لاحد الا للمؤمن. ان اصاب سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء فكان خيرا له. نسأله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم من الصابرين الراضين الشاكرين. نعم قال رحمه الله شكروا الذي اولى الخلائق فظله بالقلب والاقوال والاركان صحبوا التوكل في جميع امورهم مع بذل جهد في رضا الرحمن عبد الاله على اعتقاد حضوره عبدوا الاله على اعتقاد حضوره. فتبوأوا همنا فتبوأوا في منزل الاحسان. نصحوا الخليقة في رضا محبوبهم بالعلم والارشاد والاحسان صحبوا الخلائق بالجسوم وانما ارواحهم في منزل فوقان. بالله دعوات المشاهد كلها خوفا على الايمان من نقصان. عرفوا القلوب. عزفوا القلوب عن الشواغل كلها. عزفوا عن الشواغل كلها قد فرغوها من سوى الرحمن حركاتهم وهمومهم وعزومهم لله للخلق والشيطان نعم الرفيق لطالب السبل التي تفضي الى الخيرات تفضي الى الخيرات والاحسان ذكر المصنف رحمه الله من احوال هؤلاء السعداء انهم ملازمين التوكل في قوله صاحب في جميع امورهم مع بذل جهد في رضا الرحمن فهم متوكلون على الله. وحقيقة التوكل شرعا اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه. اظهار لعبدي عزه لله واعتماده عليه. فيظهر العبد لله انه وعاجز مفتقر الى عون الله سبحانه وتعالى. ويعتمد على الله وهو يفوض اليه الامر في حصول مطلوب ولا يتم صدق التوكل الا مع بذل الجهد في رضا الرحمن. فالذي يزعم انه متوكل ثم لا يبذل ويطلب سببا فهو كاذب في دعواه. فحقيقة فعله تواكل لا توكل. ثم ذكر من حالهم انهم الاله على اعتقاد حضوره فتبوأوا في منزل الاحسان. اي انهم يعبدون الله مع انزال قلوبهم منزلة الاحسان وهي المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم اعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. وهذا المقام له منزلتان احداهما منزلة المشاهدة وهي ان يعبد المرء ربه مع استحضاره شهوده الله عز وجل فيتخايل انه يشاهد الله والاخر مقام المراقبة وهو ان يعبد المرء ربه مستحظرا ان الله مراقب له مطلع عليه. ذكر هذا ابو الفرج ابن رجب في فتح الباري وجامع العلوم والحكم. فالعبد مأمور بان يعبد الله مستحظرا في قلبه انه يشاهد الله هذا مقام المشاهدة وهو اعلى وارفع. فان عجز عنه فانه يعبد الله مع استحضار ان الله مطلع عليه. مراقب له لا يخفى عليه شيء في في امره. فاذا كان كذلك صار العبد متبوأ اي نازلا مقام الاحسان تبوه هو النزول واتخاذ المقام. ثم ذكر من حالهم انهم يبذلون النصيحة للخلق فقد الخلائق في رضا محبوبهم بالعلم والارشاد والاحسان اي انهم يسعون في نصح الخليقة في موافقة الله في موافقة رضا الله سبحانه وتعالى بما يبذلونه من العلم والارشاد والاحسان فهم يتقربون الى الله عز وجل بهداية الخلق نصحا لهم فان من شرائع الدين نصيحة المسلمين وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه به ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. فالمؤمن يدين بالنصيحة للمسلمين ويبذلها لانها ميثاق نبوي فيعلمهم ويرشدهم ويحسن اليهم ويصبر على ما يأتيه منهم كما صبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينتظر من الناس شيئا. كما قال اهل الجنة انما نطعمكم لوجه الله. لا نريد منكم جزاء ولا شكورا صار الجزاء فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا. فاذا كان هذا جزاء من يطعم الابدان بالطعام ما يكون جزاء من يطعم القلوب بالعلم والاحسان الا ان يكون في مقام اعظم واعلى من هذا المقام. فاذا استحضر العبد هذا صبر على تعليم الناس وهدايتهم وارشادهم ولم ينتظر منهم شيئا. قال ابو الوفاء ابن عقيل رحمه الله لا ينبغي للعاقل ان ينتظر من الناس وفاء لا ينبغي للعاقل ان ينتظر من الناس وفاء لان اصل خلقة الانسان انه خلق على الظلم والجاهل. قال تعالى وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. فالعبد اذا سعى بهداية الناس وعلمهم وارشدهم ينبغي الا ينتظر منهم خيرا ولا يتخوف منهم شرا. فهو يعامل الله سبحانه وتعالى وما اصابه من شيء رضي ان يكون الجزاء له من الله سبحانه وتعالى فصبر على ما اتاه من الناس. ويتمثل العبد هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته. فان النبي صلى الله عليه وسلم فعل به اهل الاشراك ما فعلوا. من الاذية ايصال ما يكره اليه بل وقع من اهل الاسلام ما وقع فمنهم من اضطره الى ضيق ومنهم من جبذ رداءه صلى الله عليه وسلم حتى بان في ثوبه الى غير ذلك مما فعلوا به. ومع ذلك كان صلى الله عليه وسلم رؤوف كان رحيما رقيقا رفيقا فحصل لهم من الخير ما لا يخفى على احد اثره. وحصل له صلى الله عليه وسلم من المقام الرفيع ما لا يخفى على عبد. فالعبد يكون حظه من هداية الناس في نيل الاجر على قدر صبره على قدر صبره واحتماله الاذى منهم وارادة الاجر من الله سبحانه وتعالى. ثم قال المصنف بعد ذلك مبينا ما الذي قواهم على نصح الخلق وعدم طلب شيء منهم؟ فقال صحبوا الخلائق بالجسوم وانما ارواحهم في منزل فوق بالله دعوات المشاهد كلها خوفا على الايمان من نقصان. فهم يصحبون الخلق بالاجسام. واما الارواح فانها معلقة بالله سبحانه وتعالى. فهم في كل مشهد يجتمعون فيه مع الناس من ملاحظتهم ومتابعتهم لان لا ينقص ايمانهم. وهم يعلمون ان العبد لا ينبغي ان يلاحظ الناس طلب مدحهم وثنائهم وخوف ذمهم بل يراقب الله سبحانه وتعالى فان الله اذا احبك رظي عنك وارظى الناس واذا لم يحبك الله سخط عليك واسخط عليك الناس. فقلوب الناس بيد رب الناس. ان شاء اقبل بها عليك وان شاء شاء صدها عنك ومن الناس من قصارى امره النظر الى الاسباب المادية مما يسمى اليوم بوسائل الاعلام والدعاية والتواصل الاجتماعي وينسى المدد الرباني الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان الله اذا احب عبدا نادى في السماء ان امر جبريل فنادى في السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه. فيحبه الملائكة ثم يوضع له القبول في الارض. فهذه لا تنال من الناس وانما تنال من رب الناس فينبغي ان يشتغل العبد باصلاح ما بينه وبين الناس. واما الناس فانهم لا لا يغنون ولا يقدرون على شيء الا ما وفق الله سبحانه وتعالى اليه. وفي اخبار بعظ بعظ من مظى انه كان كثير الرياء حتى شهر بذلك فكان يسمى فلانا المرائي. فلما تقدمت به السن ندم ونزع عن هذا واناب الى ربه وارعوا. فبقي الناس يسمونه فلانا المرائي فلما كان في ليلة صلى فيها وكان عادته قيام الليل فصلى فيها ثم تضرع الى الله ان يبرأه مما تاب اليه وان ينزع هذا من السنة الناس. فلما خرج قاصدا صلاة الفجر قبل دخول وقتها بظلمة الليل فبصر به اثنان من العسس يعني من عسكر الليل الذين يحفظون الامن فيه فنادى احدهم تخويفا من هذا؟ فقال صاحبه هذا فلان يعني انه من اهل الحارة المعروفين فقال هذا فلان فقال الاخر المرائي فقال الاول قد كان فتاب فتاب الله عليه قد كان فتاب فتاب الله عليه. هذا تكلم لما انطقه الله سبحانه وتعالى. ولذلك ملاحظة الخلق لا تجدي على المخلوق شيئا وانما ينفع المرء نظره الى الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر المصنف من حالهم عزفوا القلوب عن الشواغل كلها قد فرغوها من سوى الرحمن اي انه لم يتعلق بقلوبهم شيء سوى الاقبال على امر الله سبحانه وتعالى فقلوبهم فارغة من ارادة سواه. واذا شغلوا بشيء من امر الدنيا كان شغله لهم في الظاهر دون الباطن. فهم يصيبون من ما يصيبون ويجعلون محله الظاهر. فلا يستولي على قلوبهم. ولذلك قال الله سبحانه وتعالى زين للناس حب الشهوات من والبنين والقناطير المقنطرة الى اخر الاية فاخبر الله ان الله فاخبر الله انه جعل هذا فطرة في قلوب الناس لهم ان يتناولوا ما شاءوا من تلك الشهوات باعتبار الظاهر. اما اذا استولت على الباطن فقد قال الله سبحانه وتعالى فخلف من بعدهم خلف ايش؟ اضاعوا الصلاة واتبعوا شهوات فسوف يلقون قال فاتبعوا الشهوات يعني صارت الشهوات حاكمة عليهم متحكمة فيهم فدخلت بواطنهم ولم تكن على ظواهرهم فقط فحين اذ فسوف يلقون غيا كما توعدهم الله. ثم ذكر المصنف حالهم فقال حركاتهم وهمومهم لله لا للخلق والشيطان فهم في هذه الاحوال المذكورة دائرون مع الله سبحانه وتعالى لا يريدون شيئا من الخلق ولا من الشيطان وهذه ثلاث مراتب قلبية فالمرتبة الاولى مرتبة الحركة. فالمرتبة الاولى مرتبة الحركة. وهي مجرد الارادة وهي مجرد الارادة. والمرتبة الثانية مرتبة الهم وهي الحركة المقرونة بالعزم الحركة القلبية المقرونة بالعزم والمرتبة الثالثة مرتبة العزم وهي حركة القلب المقرونة بالعزم مع تهيئ اسباب الفعل. مع تهيئ اسباب الفعل. فاعظم وهذه المقامات هي مرتبة ايش العزم ولذلك قال الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم فاذا عزمت فتوكل على الله يعني اذا اجمع العبد امره عاقدا قلبه عازما مع فعل الاسباب فانه يقدم عليها متوكلا على الله ثم قال بعد ذكر صفات هؤلاء نعم نعم الرفيق لطالب السبل التي تفضي الى الخيرات والاحسان اي ان هؤلاء هم احسن ما يبتغى من الرفقاء والمرء مأمون بان يصاحب هؤلاء. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يأكل طعامك الا تقي ولا تصاحب الا مؤمنا. وقال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع مع الصادقين فان المرء يتأثر بخليله. ويجري اليه من احواله ما يجري. فينبغي للمرء ان ينتخب صحبة صالحة تقربه من الله وتدنيه اليه وتعينه على فعل الصالحات فان العبد لا يقدر على كثير من الخير بنفسه لكن اذا قواه غيره اعانه على ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعظا يعني يقوي بعظه بعظا. وقال تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعظ. فمن قصر عن بلوغ هذه المقامات في نفسه فلا ينبغي ان يقصر في مرافقة هؤلاء الكاملين. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يصلحنا او يصلح بنا وان يهدينا ويهدي بنا وان يلهمنا رشدنا ويقينا شر انفسنا. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم انا نسألك البركة في اعمالنا ونسألك البركة في اعمالنا ونسألك البركة في اقواتنا ونسألك البركة في قواتنا ونسألك البركة في نياتنا ونسألك البركة في ذرياتنا والحمد لله اولا واخرا وهذا اخر البيان على هذا الكتاب. اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع منظومة السير الى الله والدار الاخرة بقراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان ويكتب اسمه امن فتم له ذلك في مجلس واحد بالميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في باسناد المذكور في عقود الابتهاج لاجازة وفود الحجاج والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة الاربعاء والخميس الاربعاء الغرة ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين واربع مئة وال في المسجد الحرام بمدينة مكة المكرمة