الحمد لله الذي جعل للخير مفاتيح والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد المبعوث بالدين الصحيح وعلى اله وصحبه اولي الفضل الرجيح. اما بعد فهذا شرح الكتاب الرابع. من برنامج مفاتيح العلم في سنته الرابعة سبع وثلاثين واربع مئة والف وثمان وثلاثين واربع مئة والف بمدينته السادسة مدينة القويعية. وهو كتاب الاداب العشرة. لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد بن عصيمي نعم احسن الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام وعلى اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. قلتم حفظكم الله في مصنفكم الاداب العشرة. بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم هداني الله واياك لاحسن الاخلاق. ان من اعظم الاداب عشرة. ابتدأ المصنف وفقه الله رسالته بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية في مكاتباته ومراسلاته صلى الله عليه وسلم الى الملوك فالتصانيف تجري مجراها ثم ذكر ان من اعظم الاداب عشرة والاداب كثيرة العدد متفرقة الابواب والمعدود منها في هذه الرسالة عشرة وصفت انها من اعظم الاداب وموجب قول المذكورات من اعظم الاداب امران. وموجب كون المذكورات من اعظم الاداب امران. احدهم الاعتناء بها شرعا الاعتناء بها شرعا فدلائل الشرع متكاثرة في بيان الاحكام المتعلقة تلك الاداب العشرة والاخر كثرة وقوعها واستعمالها عرفا كثرة وقوعها ما لها عرفا فان الجاري بين الناس اتباع هذه الاداب العشرة لكثرة الحاجة اليها وتكرار فعلها والقيام بها. والاداب جمع ادب وهو ما حمد شرعا او عرفا وهو ما حمد شرعا او عرفا وحقيقته خصلة الخير التي يحمدها الخلق خصلة الخير التي يحمدها الخلق والمتحلي بالاداب يدعى ذا ادب ويسمى مؤدبا لاجتماع خصال الخير فيه لاجتماع خصال الخير فيه. ذكره ابن القيم في مدارج السالكين والاصل الوثيق الذي تبنى عليه الاداب هو الادلة الشرعية والاعراف المرعية. والاصل الوثيق الذي تبنى عليه الاداب هو الادلة الشرعية والاعراف المرعية. فان الاداب تؤسس اصولها وترفع فصولها استمدادا من الادلة الشرعية تارة او من الاعراف المرعية تارة اخرى ففيهما غنية عن الاستمداد من غيرهما. ففيهما غنية عن الاستمداد من غيرهما وحقيق بملتمس العلم ان يتحرى في الاداب امرين احدهما ان يكون اقتباسه الادب من مشكاة دلائل الكتاب والسنة وما استقامت عليه اعراف الخلق فتكون مأخوذة عنده من الدين القويم والعرف المستقيم فتكون مأخوذة عنده من الدين القويم والعرف المستقيم والاخر ان يتحقق بهذه الاداب عملا ان يتحقق بهذه الاداب عملا فان قدوته فيها هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي العلم ميراثه فمن اراد ان يجمع ميراث النبي صلى الله عليه وسلم من العلم حسن به ان يتخذه صلى الله عليه وسلم قدوة في كمال ادبه وحسن خلقه نعم احسن الله اليكم. الاول اذا لقيت مسلما فسلم عليه قائلا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من سلم عليك فقل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ذكر المصنف وفقه الله الادب الاول من الاداب العشرة وهو يتعلق بادب السلام. وفيه ثلاث مسائل المسألة الاولى في قوله اذا لقيت مسلما فسلم عليه فمن ادب الاسلام بذل السلام. فمن ادب الاسلام بذل السلام. ومحله اذا لقيت ومحله اذا لقيت مسلما واللقي هو توافي اثنين متقابلين او اكثر والقي هو توافي اثنين متقابلين او اكثر. فيوافي احدهما اخر ويقابله واللوقي نوعان احدهما لقي حقيقي وهو ما كان بلا حجاب والاخر لقي حكمي وهو ما كان مع حجاب كالواقع في الاتصالات الهاتفية واشباهها فاللقي الحكمي يعطى احكاما اللقي الحقيقي. فاللقي الحكمي يعطى احكام اللقي الحقيقي فاذا لقيت مسلما بذلت له السلام فان كان كافرا من اهل الكتاب او غيرهم لم تبتدأه بالقاء السلام عليه. والمسألة الثانية في قوله قائلا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهي تبين لفظ السلام المأمور به عند اللقاء وله ثلاث مراتب المرتبة الاولى السلام عليكم والمرتبة الثانية السلام عليكم ورحمة الله والمرتبة الثالثة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واليها انتهى السلام فالاحاديث المروية في الزيادة عليها لا تصح وعلى ذلك عمل الصحابة رضي الله عنهم كابن عباس وابن عمر وغيرهما واقتصر المصنف على المرتبة الثالثة لانها المرتبة الكملى. فاكمل المراتب ثلاث هي قول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فجزاؤها ثلاثون حسنة. والمرتبة الثانية جزاؤها عشرون حسنة. والمرتبة الاولى جزاؤها عشر حسنات. صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والقاء السلام مستحب اجماعا نقله ابن عبدالبر وغيره فمن لقي مسلما استحب له ان يلقي السلام عليه والمسألة الثالثة في قوله وان سلم عليك فقل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهي تبين صفة رد السلام الملقى عليك. وهي تبين صفة رد السلام الملقى عليك. ان تقول السلام عليكم ورحمة الله الله وبركاته ولو اقتصر سلاما. ولو اقتصر على اوله فقال السلام عليكم جاز. او ذكره الى الرحمة جاز فان ذكره الى قوله وبركاته فقد اتى بتمامه فمراتب رد السلام ثلاث كمراتب القاء السلام. فمراتب رد السلام ثلاث كمراتب القاء سلام واكملهن هي قول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وعليها اقتصر المصنف ورد السلام على من القي عليه واجب اجماع ورد السلام على من القي عليه واجب اجماعا. نقله ابن عبدالبر وغيره ومحل وجوبه من القي عليه دون غيره ومحل وجوبه من القي عليه دون غيره. فان كان الملقى عليه واحدا فردوا السلام فرض عين فان كان الملقى عليه السلام واحدا فرده السلام فرض عين. وان كان الملقى عليه السلام جماعة فالرد فرض كفاية عليهم فاذا رد واحد منهم سقط الاثم عن غيرهم هو قولنا محل وجوبه الملقى عليه اي من قصد به. لا من سمعه اي من قصد به لا من سمعه فلو قدر ان احدا دخل مسجدا فقصد رجلا فيه وسلم عليه وفي ناحية اخرى من المسجد رجل يسمع سلامه. فان وجوب الرد يكون على على من على من قصد بالسلام والقي عليه دون من سمعه فلا يكون عليه واجبا. نعم احسن الله اليكم. الثاني اذا اردت الدخول على احد فاستأذن واقفا عن يمين الباب او يساره. فان اذن لك دخلت فان اذن لك دخلت وان قيل لك ارجع فارجع. ذكر المصنف وفقه الله الادب الثاني من الاداب العشرة وهو يتعلق بادب الاستئذان. وفيه اربع مسائل فالمسألة الاولى في قوله اذا اردت الدخول على احد فاستأذن المبين محل الاستئذان. المبين محل الاستئذان. وهو عند ارادة الدخول فمن اراد ان يدخل قدم استئذانه ولم يؤخره حتى يدخل فمحل الادب قبل الدخول الى بعده فمحل الادب قبل الدخول الى بعده. والاستئذان هو طلب الاذن والدخول على الشيء هو الولوج عليه والكون معه. والدخول على الشيء هو الولوج عليه الكون معه والامر بالاستئذان يكون فيما هو محجوب عادة والامر بالاستئذان يكون فيما هو محجوب عادة كدار او مكتب لا يطلق عادة او مكتب لا يطلق عادة. دون ما هو مفتوح عادة كدكان سوق او مكتب يطرق عادة فيتعلق حكم الاستئذان بما يحجب عادة دون ما لا يحجب عادة. ويرجع في ذلك الى اعراف الناس والمسألة الثانية في قوله واقفا عن يمين الباب او يساره. فاذا اراد دخول واستأذن لاجله وقف عن يمين الباب او شماله غير مواجه له لئلا ليطلع على ما يكرهه المستأذن عليه. لئلا يطلع على ما يكرهه المستأذن وعليه عند فتحه بابه فان الاستئذان جعل لحفظ العورات فان الاستئذان جعل لحفظ العورات ومما يحققها ترك مواجهة الباب عند الاستئذان. ومما يحققها ترك مواجهة الباب عند الاستئذان والمسألة الثالثة في قوله فان اذن لك دخلت لان الاذن لفظ يستباح به الدخول لان الاذن لفظ يستباح به الدخول اي يطلب به اباحة الدخول فاذا اذن لك فقال ادخل او ما في معناه كقوله يا هلا او قوله تعال او قوله اقلط او قوله اقبل كانت تلك الكلمات كلها بمنزلة واحدة في حصول الاذن للمستأذن. كانت تلك الكلمات في حكم واحد في حصول الاذن للمستأذن. فلا ينحصر حصول الاذن في كلمة ادخل الواردة في بعض الاحاديث فيلحق بها ما كان في معناها. والمسألة الرابعة في قوله وان قيل لك ارجع فارجع اي اذا لم يؤذن لك اي اذا لم يؤذن لك فمنعت من الدخول وقيل لك ارجع فارجع ممتثلا قوله تعالى واذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا. والرجوع اذا لم يؤذن لاحد له حالان. الرجوع اذا لم يؤذن لاحد له حالان. احداهما رجوع مع طيب نفسك فلا يجد المردود الما في نفسه. رجوع مع طيب نفس فلا يجد المردود الما في نفسه. والاخرى رجوع مع خبث نفس رجوع مع خبث نفس فيجد المردود الما في نفسه هو الذي يتحقق به امتثال الامر ان يرجع العبد طيب النفس. والذي يتحقق به امتثال الامر ان يرجع العبد طيب النفس مسلما لامر الله غير منازع له فان الله امره بذلك فمن كمال التسليم لامره اطمئنان القلب وسكون النفس وطيبها اذا رد الانسان فلم يؤذن له. فان الناس اعذارا واحوالا ان اطلعت على شيء منها فانه يخفى عليك اشياء والناس موكولون الى ذممهم في اقامة الاحكام الشرعية فهو مأمور بحسن استقبال من قصده من المسلمين. فان كان له عذر في استقباله واعتذر منه وامره بالرجوع وجب على المردود ان يرجع طيب النفس مسلما لامر الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم الثالث سمي الله في ابتداء اكلك وشربك قائلا بسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك. فاذا فرغت فالعبك وقل الحمد لله ذكر المصنف وفقه الله الادب الثالث من الاداب العشرة وهو يتعلق بادب الطعام وفيه ست مسائل. المسألة الاولى في قوله سم الله في ابتداء اكلك وشربك وهي في ذكر ما يقال عند ابتداء الاكل والشرب. والمراد بالابتداء المبادرة بقولها قبل الاكل او الشرب. المبادرة بقولها قبل الاكل او الشرب فيأتي بها قبل في اكله او شربه. فيأتي بها قبل شروعه في اكله او شربه. والمسألة الثانية في قوله قائلا بسم الله اي حال تسميتك في ابتداء الاكل او الشرب؟ فتقول بسم الله فقوله قائلا بسم الله تفسير لقوله سم الله. فقوله قائلا بسم الله تفسير لقوله سم الله فتقول بسم الله مقتصرا على الصيغة المذكورة. لانه يتحقق بها امتثال الامر النبوي الوارد في حديث عمر ابن ابي سلمة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ووقع عند الطبراني في المعجم الكبير في هذا الحديث التصريح بقولها انه قال يا قل بسم الله فالتسمية المأمور بها عند ابتداء الطعام هي قول بسم الله فان زاد عليها فقال بسم الله الرحمن او قال بسم الله الرحمن الرحيم او جاء بغير هذين الاسمين من الاسماء الالهية فقال بسم الله الكريم الرزاق. كان ذلك جائزا كان ذلك جائزة وذهب بعض اهل العلم الى ان الزيادة افضل وذهب بعض اهل العلم الى ان الزيادة ظل بان يقول بسم الله الرحمن الرحيم وهو اختيار ابن وهو اختيار ابو زكريا النووي وابن تيمية الحفيد وهو اختيار ابي زكريا النووي وابن تيمية حفيد ونزع ابو الفضل بن حجر فيفتح الباري في كون ذلك الافضل لعدم ورود دليل يقتضي الافضلية. وما ذهب اليه ابن حجر اوثق دليلا واصح تعليلا فالاظهر ان الاكمل هو قول بسم الله. لكن ان زاد عليها فقال بسم الله الرحمن الرحيم او شيئا يزيده من الاسماء الالهية بعد البسملة كان ذلك جائزا. وتقدم التسمية تكون في ابتداء الطعام. ومن لم يسمي في ابتداء الطعام فله حالان. ومن لم يسمي في ابتداء الطعام فله احداهما ان يتذكر التسمية في اثنائه. ان يتذكر التسمية في اثنائه فيأتي بها قائلا بسم الله في اوله وفي اخره. فيأتي بها قائلا بسم الله في اوله وفي اخره والاخرى الا يتذكر التسمية الا بعد فراغه من طعامه. الا يأتي الا يتذكر التسمية الا بعد فراغه من طعامه فهذا لا يشرع الاتيان فلا وهذا لا يشرع له الاتيان بها لذهاب محلها لذهاب محلها. والمسألة الثالثة في قوله وكل بيمينك وفيه بيان الة الاكمل من الانسان. وهي اليد اليمنى. وترك التصريح بذكر اليد لانها الة الاكل عادة. وترك التصريح بالة اليد لانها الة اكلي عادة عند المسلمين وغيرهم والمأمور به من اليدين في استعماله هو اليد اليمنى. لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم وكل بيمينك. والمسألة الرابعة في قوله وكل مما يليك. اي مما يقرب منك اي مما يقرب منك لحديث عمر ابن ابي سلمة المتقدم ومحله اذا كان الطعام واحدة ومحله اذا كان الطعام واحدة. فان كان الطعام متعدد الانواع فان كان الطعام الانواع جاز له ان يمد غيره ان يمد يده الى غير ما يليه. جاز له ان يمد يده الى غير فيما يليه. واستحب لغيره ان يمد له من الطعام الذي يليه. واستحب لغيره ان يمد له من الطعام الذي يليه. فلو قدر ان قوما اجتمعوا على مائدة ذات اصناف فاصناف منها قريبة الى هؤلاء واصناف منها قريبة الى مقابليهم فانه يجوز للقائم في هذه الجهة ان يمد يده الى الاصناف البعيدة عنه لان الامر بالاقتصار على ما يليه محله اذا كان الطعام نوعا واحدا. واستحب مقابليه ممن امامهم انواع اخرى ان يمدوا لغيرهم من الطعام ويناولوهم. ليحصل بذلك حصول الاستمتاع والاستغناء بالطعام لكل الجالسين على المائدة فان المقصود من انواعه هو امتاعهم بنعمة الله من تلك الاطعمة. لا قصر تناول بعضها على بعضهم دون بعض والمسألة الخامسة في قوله واذا فرغت فالعق اصابعك. وهذه المسألة وتاليتها من ادب الطعام المرتب بعده فادب الطعام ثلاثة اقسام احدها ادب قبله وثانيها ادب في اثنائه وثالثها ادب بعده. فمن الادب بعد الفراغ من الطعام. والانفصال عنه لعق الاصابع فمن الادب بعد الفراغ من الطعام والانفصال عنه والانفصال عنه لعق الاصابع. واللعق هو اللحس باللسان واللعق هو اللحس باللسان. والادب فيه ان يكون رفيقا لطيفا دون صوت. والادب فيه ان يكون رفيقا لطيفا دون صوت فاذا فرغ من طعامه لحس اصابعه بلطف لا ان يفغر فهاهو ثم يدخل اصابعه واحدا واحدا ثم يصوت مع كل اصبع يخرجه من فيه. فان هذا مما يستقبح. وليس هو مراد الشرع وهذا من المسائل التي يغفل عنها بعض الناس. فان من الناس من يكل فهمه الشرع اذا خيالاته دون تلقي الله عن اهل العلم فهو يزعم ان لعق الاصابع سنة فتراه وهو على المائدة يأخذ اصابعه واحدا واحدا ثم يجرها من فيه مقزز تنفر منه النفوس المستقيمة ومن هذا الجنس ما يذكره الفقهاء عند تقبيل الحجر الاسود في الطواف. فانه تقبيل تعظيم يكون لطيفا برفق ومن الناس من يقبل الحجر الاسود فيسمع الفئام من الخلق حوله. ظانا ان قوة القبلة القبلة هي قوة عبادة وهي اساءة ادب فالادب في تقبيل الحجر الاسود ان يكون تقبيله بلطف فانها قبلة تعظيم ومن الجنسي ما ذكرناه من لحس الاصابع انها تكون بلحس رفيق لطيف. والمشروع للانسان ان يلحسها بنفسه. او يلعقها من يتلطف منه عادة لقوله صلى الله عليه وسلم اذا فرغ احدكم من طعامه فليلعق اصابعه او ليلعقها. اي على وجه الملاطفة ممن يستحسن ذلك معه ملاطفة كزوج او صبي صغير وليس ذلك محلا مع غيرهما. فان المقصود عند مد اليد لمن يلعقها من طغين او زوجي او زوج حصول الملاعبة والملاطفة. ممن هو محل لذلك. فاذا استحضر الرجل ابنا له كبيرا وطلب منه ان يلعق اصابعه زاعما انها السنة فقد اخطأ في فهم السنة فان الامر النبوية يقع فيما تحصل به الملاطفة والمداعبة فهي عادة العرب في ذلك ومن مراتب الاحكام ما يوكل الى الطبع المستقيم عند العرب. في باب الاطعمة او غيره ذكره الامام احمد احمد وغيره ومن هذا الجنس ما ورد في الاحاديث من كونه يلعقها من كونه يلعقها غيره اي على النحو الذي ذكرناه والمسألة السادسة في قوله وقل الحمد لله. وهو في مقابلة التسمية بدءا قولوا بعد فراغه من الطعام الحمد لله. ومحله عند فصالي عنه والفراغ منه. فاذا رفع يده ولم يمدها الى الطعام بعد ذلك فانه يشرع له ان يقول الحمد لله. والاحاديث الواردة في حمد الله بعد الطعام متعددا الوجوه وهي على اختلافها مجتمعة في الحمد. فاقل ما يحصل به هذا الادب هو قول الحمد لله فان زاد عليها شيئا من المأثور فهو اكمل كقوله صلى الله عليه وسلم الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مستودع ولا مستغنى عنه ربنا. او غير ذلك من الاحاديث الواردة. ومثله ان زاد عليه شيئا فيه شكر الله. كقوله الحمد لله الذي رزقنا هذا واطعم مناه ويسر لنا اكله وجمعنا عليه فان هذا مما يتحقق به مزيد الشكر له سبحانه تعالى لكن اكمله الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. احسن الله اليكم. الرابع تكلم بطيب القول في خير واخفض صوتك متمهلا في حديدك وانصت لمن كلمك مقبلا عليه ولا تقاطعه ولا تتقدم بين يدي الاكبر كلام ذكر المصنف وفقه الله الادب الرابع من الاداب العشرة وهو يتعلق بادب الكلام. وفيه سبع مسائل المسألة الاولى في قوله تكلم بطيب القول في خير. والطيب من القول هو الطاهر السالم من الخبث هو الطاهر السالم من الخبث والخير اسم لما يرغب فيه شرعا والعبد مأمور في منطقه ان يقول الخير او يصمت. والعبد مأمور في منطقه ان يقول الخير او يصمت. لقوله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت متفق عليه من حديث ابي هريرة الثانية في قوله واخفض صوتك فالصوت وعاء الكلام. الذي يدفع به الى الخلق. وخفضه امس به وخفضه الهمس به وترك رفعه. فاذا تكلم همس بكلامه ولم يرفع صوته. والمسألة الثالثة في قوله متمهدا في حديثك. فاذا تحدث سنن له ان يتمهل والتمهل هو التأني والتؤدة. والتمهل هو التأني والتؤدة. فيخرج كلامه شيئا فشيئا حتى يتحرز فيما يتكلم فيه حتى يتحرز فيما يتكلم فيه. ويعقل ما يريد فمنفعة التمهل في الكلام شيئان فمنفعة التمهل في الكلام شيئان احدهما تحرز العبد في كلامه تحرز العبد في كلامه فلا يخرج منه الا ما وزنه. فلا يخرج منه الا ما وزنه وعرف احقيته بالتكلم به والاخر عقل الكلام عنه وفهم ما يريد. عقل الكلام عنه وفهم ما يريد. والمسألة الطبيعة في قوله وانصت لمن كلمك. اي بالقاء سمعك وتوجه قلبك اليه. اي بالقاء دعك وتوجه قلبك اليه. فالانصات المأمور به قدر زائد عن الاستماع فالانصات المأمور به قدر زائد عن الاستماع. ومنه قوله تعالى ايش؟ فاذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا. فالاستماع هو القاء السمع متكلم فالاستماع هو القاء السمع للمتكلم والانصات هو القاء السمع للمتكلم وترك التكلم حينئذ هو القاء السمع للمتكلم وترك التكلم حينئذ. فالانصات اجتماع وزيادة. بل انصات استماع وزيادة. فيكون ملقيا سمعه له. ولا يتكلم عند كلامه. فيكون ملقيا سمعه له ولا يتكلم عند كلامه. والمسألة الخامسة في قوله مقبلا عليه. اي مشرفا عليه سورة بدنك الظاهرة اي مشرفا عليه بصورة بدنك الظاهرة اعتناء بحقه وحفظا ودي واكمل الاقبال عليه ما جمع فيه بين اقبال الباطن واقبال الظاهر. واكمل الاقبال عليه ما جمع فيه بين اقبال الباطل واقبال الظاهر. والمسألة السادسة في قوله ولا تقاطع والمقاطعة هي مبادرة المتكلم بالكلام هي مبادرة المتكلم بالكلام قبل كلامه فيمنعه ذلك من بيان مقصوده ولا يفصح عن مراده فمن الادب لزوم فالصمت حتى يتم كلامه. ثم ان اردت ان تنشئ كلاما تكلمت بعده. والمسألة السابعة في قوله ولا تتقدم دم بين يدي الاكبر بالكلام. لان الشرع حفظ للكبير حقه ومنه حقه في تقديمه في الكلام. الا يتقدم بالكلام بين يديه. والاكبر هو متقدموا في الكبر على غيره والاكبر هو المتقدم في الكبر على غيره. والكبر نوعان احدهما كبر اقدار. كبر اقدار. كعلم او رئاسة والاخر كبر اعمار والاخر كبر اعمار ممن يسبق بالسن غيره ممن يسبق بالسن اني غيره. فالعبد مأمور بتقديم الاكبر. ومنهي عن مسابقته ومزاحم لما جعله الله عز وجل له شرعا من حق التقديم. وفي الصحيح في قصة حويصة محيصة لما ذهب اصغرهما يتقدم ليتكلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم كبر كبر اي قدم في الكلام من هو اكبر منك. نعم احسن الله اليكم الخامس اذا اتيت مضجعك فتوضأ ونم على شقك الايمن واتلو اية الكرسي مرة واجمع كفيك واقرأ فيهما سورة الاخلاص والمعوذتين. وانفث وانفث فيهما وامسح بهما ما استطعت من جسدك. تفعل ذلك ثلاثا ذكر المصنف وفقه الله الادب الخامس من الاداب العشرة وهو يتعلق بادب النوم وفيه ثمان مسائل. فالمسألة الاولى في قوله اذا اتيت مضجعك فتوضأ. والمضجع هو محل النوم بالليل. والمضجع هو محل النوم بالليل. فالموضع الذي يأوي اليه العبد لنومه ليلا يسمى مضجعا. دون غيره من مواطن النوم النوم دون غيره من مواطن النوم. والوضوء عند الاطلاق يراد به الوضوء المعروف في بصفته الشرعية والوضوء عند الاطلاق يراد به الوضوء المعروف في الصفة الشرعية فمن اراد ان ينام من الليل قدم الوضوء قبل نومه. والمسألة الثانية في قوله ونم على شقك الايمن. اي على جنبك الايمن من جسدك. بان يكون مواليا للارض بان يكون مواليا الارض. فتطرح نفسك على جنبك الايمن. والمسألة الثالثة في قوله واتلوا اية الكرسي وهي قوله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم الى الاية وسميت اية الكرسي لماذا يعني قريب منك. لاختصاصها بذكر الكرسي الالهي. لاختصاصها بذكر الكرسي الالهي. فان الكرسي الالهي لم يذكر في القرآن الا في هذه الاية فان الكرسي الالهي لم يذكر في القرآن الا في هذه الاية فمن الخطأ ظنوا انها سميت اية الكرسي لان الكرسي ذكر فيها لانه هل ذكر القرآن الكرسي في القرآن في غير هذه الاية ام لا ما فيه ها احسنت ذكر في غير هذه الاية لكن الذي لم يذكر الا في هذه الاية هو الكرسي الالهي هو الكرسي الالهي فسميت اية الكرسي لاجل ذلك. وتلاوتها قراءتها وتلاوتها طاعة والمسألة الرابعة في قوله واجمع كفيك. وهما باطنا اليد فباطن يدي يسمى كفا وجمعهما ضم احداهما الى الاخرى بالصاقها حذاءها ضم احداهما الى الاخرى بالصاقها حذاءها. لا ان يجعل احداهما في باطن الاخرى وانما تكون كهيئة الداعي ملصقا احداهما بالاخرى والمسألة الخامسة في قوله واقرأ فيهما سورة الاخلاص والمعوذتين فتقرأ فيهما ثلاث سور هي سورة الاخلاص قل هو الله احد والسورة قل اعوذ برب الفلق وسورة قل اعوذ برب الناس. والمسألة السادسة في قوله وانفث فيهما اي في كفيك المجموعتين والنفس هواء مع ريق لطيفة هواء مع ريق لطيفة. فيكون الهواء الخارج من الفم مصحوبا بريق لطيفة ينتفع منه. والمسألة السابعة في قوله وامسح بهما ما استطعت من جسدك. والمسح هو الامرار والمسح هو الامرار. فاذا قرأ هؤلاء السور الثلاث ثم نفث فيهن شرع يمسح بيديه ما استطاع من بدنه. فالممسوح هو المستطاع عادة من البدن دون تكلف. فاذا اراد ان يمسح اقبل يديه كل واحدة فيما يليها من جهة او تدركه فمسح بلا تكلف كان يمسح رأسه وصدره وبطنه دون تكلف بقصد ثني بدنه حتى يعمم المسح عليه. فان المشروع حصول المسح دون تكلف في طلب تعميم المسح لجميع اعضاء البدن. والمسألة الثامنة في قوله تفعل ذلك ثلاثا اي تكرر النفس اي تكرر القراءة والنفث والمسح ثلاثا. فتقرأ اولا السور الثلاث. ثم تنفث ثلاثا ثم تمسح ثم ترجع ثانية فتضم فتضم يديك كفيك ثم تقرأ سورة الاخلاص فالفلق فالناس ثم تنفث ثلاثا ثم تمسح ثم تعيد ذلك ثالثة تقرأ ثم تنفث ثلاثا ثم تمسح. فيحصل تكرار القراءة والنفث والمسح ثلاثا على هذه السورة وان قدم سورة على صورة جاز ذلك. فلو قدر انه قرأ الناس فالفلق فالاخلاص صح ذلك فالمقصود قراءة هذه السور الثلاث. نعم. احسن الله اليكم. السادس اذا عطست فغطي وجهك بيدك او بثوبك واحمد الله. فان احد قائل فقال يرحمك الله فقل يهديكم الله ويصلح بالكم. ذكر المصنف وفقه الله الادب ومساء من الاداب العشرة وهو يتعلق بادب العطاس. وفيه اربع مسائل. فالمسألة الاولى في قوله اذا عطست فغطي وجهك بيدك او بثوبك. والعطاس هو صوت يخرج من الانف مع هواء شديد. هو صوت يخرج من الانف مع هوائه شديد فاذا عطس العبد امر ان يغطي وجهه لان لا يتناثر اثر عطاسه مما يخرج من انفه فيغطيه بيده او بثوبه ويحبس المتناثر من اثر عطاسه. فيرد على وجهه شيئا من ثوبه كعمامة او طرف قميص او غير ذلك مغطيا وجهه به او يمسك بيده على انفه. والمختار كون الامساك باليد اليسرى. والمختار كون الامساك باليد لان المتناثر من العطاس عادة وهو المخاط مستقذر طبعا. لان المتناذر عادة من العطاس وهو المخاط مستقذر طبعا. لا شرع فهو طاهر بالاتفاق. لكن النفوس تستقذره واليسرى مجعولة في الشرع للاذى واليسرى مجعولة في الشرع للاذى بخلاف اليمنى فهي للتكريم والمسألة الثانية في قوله واحمد الله اي قل الحمد لله وهو اقل المأمور عند العطاس. وورد في الاحاديث النبوية صيغ عدة. كالحمد لله والحمد لله رب العالمين والحمد لله على كل حال. فالمأمور به منها هو حصول فان زاد عليه بشيء من الوالد كان ذلك مستحسنا يتحقق به كمال الاتباع ويعمل سنتي على اختلاف وجوهها. والمسألة الثالثة في قوله فان شمتك احد فقل يرحمك الله. اي اذا فان شمتك احد فقال يرحمك الله. اي اذا عطس عاطس فان المأمور به يسامعه اي يدعو له بالرحمة. فيقول له يرحمك الله. والمسألة الرابعة في قوله فقل يهديكم الله ويصلح بالكم. اي ان خاطبك احد بالدعاء لك بالرحمة فادعوا له بقولك يهديكم الله ويصلح بالكم. والاثار المروية عن الصحابة في هذا المحل تدل على ان مقصود الشرع هنا الدعاء لمن دعا. ان مقصود الشرع هنا الدعاء لمن دعا واكمله الدعاء بقول يهديكم الله ويصلح بالكم. فان دعا له بالرحمة او بالمغفرة صح ذلك فقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه انه كان يقول يرحمنا الله واياكم ويغفر لنا ولكم ارحموا من الله واياكم ويغفر لنا ولكم. رواه مالك في الموطأ. وهو اصل ما عليه الناس في هذا القطر من دعائهم بقول يرحمنا ويرحمكم الله. فانهم يدعون بذلك وهو راجع الى الاصل المعروف عن الصحابة المروي عن ابن عمر وابن ابن عباس رضي الله عنهما في حصول الدعاء باي شيء يقع به تطييب خاطر الدعاء بالرحمة واكمله الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم. لكن لا يمنع من غيره لثبوته عن الصحابة بغير هذا اللفظ نعم احسن الله اليكم. السابع رد التثاؤب ما استطعت وامسك بيدك على فيك. ولا تقل اه اه ذكر المصنف وفقه الله الادب السابع من الاداب العشرة وهو يتعلق بادب التثاؤب وفيه ثلاث مسائل. فالمسألة الاولى في قوله رد التثاؤب ما استطعت والتثاؤب هو خروج هواء من الفم دون نفخ. والتثاؤب هو خروج هواء من الفم دون نفخ فاذا اندفع هذا الهواء من جوف العبد امر برده اي بحبسه وكتمه يكتمه ما استطاع اما بان يجمع قواه النفسية حتى ينحبس ولا يخرج والمسألة الثانية في قوله وامسك بيدك على فيك. اي اقبض بيدك على فيك. محكما ثبوتها عليه لئلا تثغر فاك فيتسع بتثاؤبك على وجه مستقبح تشنع واكمل ما يستعمل من اليدين هو ما يناسب الحال. واكمل ما يستعمل من اليدين هو ما يناسب والحال فان كان اثر الفم طيبا استعمل اليمين وان كان اثر الفم غير طيب استعمل اليسار. استعمل اليد اليسرى فان كان قد فمه بسواك ونحوه ثم تثاءب فان الخارج عادة يكون طيبا فيمسكه بيمينه وان كان غير مطيب الفم ككونه عقب نوم او طعام كثير استعمل يده اليسرى المستعمل منهما هو ظاهر الكف لا باطنها. والمستعمل منهما هو ظاهر الكف لا باطنهم فيرد يده مستعملا ظاهرها فيكون ظاهر الكف هو الذي يباشر فمه. فانه ان كان اثرا طيبا كان اطيب لليمين. فلا يلامس باطنها وان كان اثر الفم غير طيب ابعد باطن الشمال التي تستعمل لازالة الاذى عادة عن فيه فلم يباشره به. والمسألة الثالثة في قوله ولا قل اه اه وهو صوت يصدر اذا تمادى في تثاؤبه صوت يسلو اذا تمادى المتثارب في تثاؤبه فيفغر فاه حتى يصدر منه هذا القول وهو منهي اعانه ووقع في رواية البخاري ها ها الا ان المعروف في احوال الناس انه يزيد معه من صوته حتى يكون على الصفة المذكورة. وهي رواية ابي داوود. نعم. احسن الله اليكم اذا انتهيت الى مجلس فسلم واجلس حيث ينتهي المجلس. ولا تجلس بين الشمس والظل ولا تفرق بين اثنين الا باذنهما ولا تقم احدا من مجلسه وافسح لمن دخل واذكر الله فيه واقله كفارته فتقول سبحانك اللهم وبحمدك اشهد اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. ذكر المصنف وفقه الله الادب الثامن من الاداب العشرة وهو يتعلق المجلس وفيه ثمان مسائل. فالمسألة الاولى في قوله اذا انتهيت الى مجلس فسلم. اي اذا بلغت ووصلت اليه فالق السلام على اهله. واكمل القاء السلام كما تقدم هو قول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والمسألة الثانية في قوله واجلس حيث ينتهي بك المجلس. اي اتخذ مكانا لجلوسك فيما انتهى اليه مقام الجالسين. اي اتخذ مكانا لجلوسك فيما انتهى اليه مقام جالس فان الناس كان ينضم بعضهم الى بعض عند الجلوس. فان الناس كان ينضم بعضهم الى بعض عند الجلوس فاذا دخل عليهم احد جلس الى المقام الذي انتهى اليه المجلس. واما حال الناس اليوم فانهم صاروا يتفرقون في جلوسهم فتجد احدهم لاتساع الدور يجلس في الجهة اليمنى من المجلس والاخر في الجهة اليسرى. والثالث في مقدمة المجلس. فاذا دخل احد له ان يتخير من المجلس ما يشاء لان المجلس ليس له منتهى. واما اذا انتظم المجلس فصار اهله منضما وهم الى بعض المتقاربين في جلوسهم فانه يجلس حيث انتهى مقام الجالسين منه. والمسألة في قوله ولا تجلس بين الشمس والظل. بان يكون بعظك في الشمس وبعظك وبعظك في الظل النهي عن ذلك ثبت هذا عند ابن ماجة باسناد حسن. وروي في احاديث انه مجلس الشيطان. ولا المروية في ذلك لا يثبت منها شيء لكن النهي ثابت فلا يجلس الانسان بين مع الشمس والظل. والمسألة الرابعة في قوله ولا تفرق بين اثنين الا باذنهما. اي لا تجلس بين اثنين جلس احدهما الى الاخر الا بان تستأذن منهما اي لا تفرق بين اثنين جلس احدهما الى الاخر الا بان تستأذن منهما بان تتخذ مقاما للجلوس بينهما. والمسألة الخامسة بقوله ولا تقم احدا من مجلسه اي بامره بالقيام عنه والتحول الى غيره. ما لم يعرف عادة انه مجلسه. ما لم يعرف عادة انه مجلسه كمجلس افتاء او اقراء او قضاء اتخذ عادة فان الاحق لمن كان معتادا الجلوس فيه. فاذا وجد احدا جلس فيه جاز ان يقيمه منه والمسألة السادسة في قوله وافسح لمن دخل اي وسع له. فالافساح التوسعة قوله تعالى اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وتوسيع الله على الجالسين اذا افسحوا نوعان. وتوسيع توسيع الله على الجالسين اذا افسحوا نوعان. احدهما توسيع حسي. توسيع حسي بان يطيب لهم المقام ويتسع لهم المكان. بان يطيب لهم المكان ويتسع لهم المقام فلا يضيق بعضهم على بعض. فلا يضيق بعضهم على بعض. والاخر توسيع معنوي بانس نفوسهم والتذاذهم بجلوسهم بانس نفوسهم والتذاذهم بجلوسهم. والمسألة السابعة في قوله واذكر الله فيه اي لتحرص على ذكر الله عند جلوسك في مجلس وذكر الله شرعا هو حضوره واعظامه في القلب او اللسان حضوره واعظامه في القلب او اللسان او هما معا والمسألة الثامنة في قوله واقله كفارته فتقول سبحانك اللهم وبحمدك واشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اي اقل ما يؤتى به من الذكر في مجلس ان تأتي بكفارته عند ارادة القيام منه وهذه الكفارة مأمول بها في كل مجلس ولو كان مجلس خير. معمور بها في كل مجلس لو كان مجلس خير فانه اذا كان مجلس خير كانت كالخاتم عليه فانه ان كان مجلس خير كان كالخاتم عليه. وان كان مجلسا اشتمل على الغلط واللغط كان كفارة له. صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وسمي هذا الذكر كفارة المجلس لان اكثر مجالس الخلق مشتملة على الغلط واللغط وسمي هذا الذكر كفارة المجلس لان اكثر مجالس الخلق مشتملة على الغلط واللغط فهي مفتقرة لذكر يكون كفارة يستر ما يقع فيها من الهفوات من الغلط واللغط وكان من اعظم ابواب صلاح القلوب عند السلف قلة الكلام لان لا يوقع فيما لا تحمد عاقبته. وما احسن قول ابن ابي نصر الحميدي صاحب ابن حزم الناس ليس يفيد شيئا سوى الاكثار من قيل وقال. فاقلل من لقاء الناس الا لاخذ العلم او اصلاح حالي. فينبغي للانسان ان يتحفظ من لقاء الناس حفظا للسانه. فلا لا يلقاهم الا فيما ينفعهم وينفعهم من اخذ علم او اصلاح حال من احوال الدنيا يفتقر اليها فان كثرة تعود عليه بفساد قلبه. قال ابن القيم مخالطة الناس قال انفاس الناس عند مخالطتهم دخان القلوب. ان يكونوا بمنزلة الدخان الذي يعلو القلب فاذا كثر الدخان ايش يصير القلب؟ اسود القلب مثل سكمان السيارات باسهل توضيح هذا حط عندك سيارة دايم في الكراج تشغلها وعندك اه دايم اذا شغلتها في مكان اللي يصل له الشكمان تجد انه مع الايام يكون اشلونه؟ اسود. اسود. هذا لقاء الناس فيما الا ينفع بالقيل وقال يؤول الى ان يسود القلب ويظلم. لذلك من حبس منطقه اشرق قلبه. ومن ارسل منطقه تخوف على قلبه الظلام. فالانسان اذا صار يعد كلماته ولا يتكلم الا فيما ينفع. اجرى الله عز وجل الخير على لسانه واذا كان مهذارا ثرثارا مرسلا الكلام وقع في الهفوات والسقطات. نعم. احسن الله اليكم التاسع الطريق حقه فغض بصرك وكف الاذى ورد السلام. وامر بالمعروف وانه عن المنكر. ذكر المصنف وفقه الله الادب التاسع من اداب العشرة وهو يتعلق بادب الطريق وفيه خمس مسائل. فالمسألة الاولى في قوله اعطي الطريق حقه. وهذا هو اصل الجامع في ادبه. وحق الطريق ما ثبت له ولزم الخلق. ما ثبت له ولزم الخلق وطريق معرفته الدليل الشرعي والعرف المرعي. وطريق معرفته الدليل الشرعي والعرف فالادب في الطريق اعطاء حقه اي بدله والقيام به فما ثبت انه من حق الطريق بطريق الشرع او بطريق العرف فالعبد مأمور بان يعطي الطريق حقه ومن جملة هذا مما يغفل عنه كثير من الناس ما يسمى اداب المرور فان هذه الاداب النظامية ترجع الى الاعراف المرعية. فمن اعطاء الطريق حقه الالتزام بها انها جعلت لمنفعة جماعة المسلمين. فالقيام بحق الطريق يكون بلزومها وامتثالها المصلحة العامة في ذلك. والمسألة الثانية في قوله فغض بصرك. وهذا شروع في تفصيل اعطاء حقه فمنه غض البصر. وهو ادناؤه وحبسه وعدم ارساله. وهو ادناؤه وحبسه وعدم ارساله فاذا مشى احدنا في طريق امر بان يدني بصره وان يخفضه لا ان اذا عينيه يمنة ويسرة كانما يستجمع شيئا في الفضاء. فان هذا من قلة الادب وهو علامة قلة العقل فان الانسان اذا اراد ان يكسى الوقار والخشية اشتغل بما يعنيه دون ما لا يعنيه وارسال البصر دون شيء يطلب يرجع على صاحبه بالضرر. والمسألة الثالثة في قوله وكف الاذى والاذى هو ايصال ما يكره ايصال ما يكره والاذى هو ايصال ما يكره وكفه هو حبسه ومنعه. فلا يتعرض لاحد في الطريق بما يكرهه. لا من ولا من بهائم عجماء. والمسألة الرابعة في قوله ورد السلام. اي اجب السلام الملقى عليك. فاذا سلم عليك احد وجب عليك ان ترد السلام كما تقدم. والمسألة الخامسة في قوله وامر بالمعروف وانهى عن المنكر. فتأمر بالمعروف بالحث عليه والترغيب فيه. وتنهى عن المنكر بالزجر عنه. والترهيب من نعم. احسن الله اليكم. العاشر البس الجميل من الثياب وافضلها الابيظ. ولا يجاوز كعبيك وابدأ بيمينك لبسا وبشمالك خلعا. تمت بحمد الله. ذكر المصنف وفقه الله الادب العاشر من الاداب العشرة ويتعلق بادب اللباس وفيه خمس مسائل. فالمسألة الاولى في قوله البس الجميل من الثياب. امرا بلبس الجميل منها والثياب جمع ثوب. وهو اسم لما يلبس على شيء من البدن وهو اسم لما يلبس على شيء من البدن كالقميص او العمامة. فكل ما يلبس على البدن يسمى ثوبا. سمي ثوبا لان انه يثاب اليه سمي ثوبا لانه يثاب اليه. اي يرجع اليه في لبس مرة بعد والجميل من الثياب المستحسن شرعا او عرفا. والجميل من الثياب المستحسن شرعا او عرفا ولبسه تغطية البدن او بعضه به. تغطية البدن او بعضه به. والمسألة الثانية في قوله وافضلها الابيض فهو المفضل شرعا وطبعا. لقوله صلى الله عليه وسلم البسوا البياض فسيد الالوان هو الابيض. واختارته الشريعة تقديما له. والملبوس الممدوح من الابيض هو ما استحسنه العرف. والملبوس المستحسن من الابيض وما استحسنه العرف دون ما استقبحه دون ما استقبحه. فمثلا من العرف الجاري استحسانه في قميص او في عمامة دون استحسانه في نحو بشتم ولا حذاء وهذا امر يختلف باختلاف الاقطار فان الاعراف تختلف باختلاف الازمنة والامكنة لكن الجاري في عرف قطرنا في وسط هذه البلاد انهم يستحسنونه في نحو عمامة وقميص ولا يستحسنونه في نحو بشت ولا نحو حذاء. فيكون حينئذ الممدوح في حق من اراد ان يلبس الجميل من البياض ان يلبسه فيما فيما ايش؟ فيما يستحسن عرفا. والمسألة الثالثة في ولا يجاوز كعبيك سفلا. مبينا منتهى الثوب في جهة السفل. وهو انتهاؤه داء الكعبين والكعب هو العظم الناتئ في اسفل الساق عند ملتقى القدم العظم في اسفل الساق عند ملتقى القدم. وكل رجل وكل قدم لها كعبان في اصح قول اهل اللغة وكل قدم لها كعبان في اصح قولي اهل اللغة احدهما كعب خارج ظاهر والاخر كعب خفي باطن. فالذي يلي البدن الى داخل الانسان هذا كعب باطن. في اليمين وفي اليسار والذي يكون في خارجه في طرف بدنه البعيد منه هذا يعد كعبا ظاهرا والمسألة الرابعة في قوله وابدأ بيمينك لبسا. فيقدم اليمنى فيما له جهتان. فيقدم اليمنى فيما له جهتان. كقميص مما يسميه الناس عندنا ثوبا او عباءة مما يسميه الناس عندنا بشتا فيقدم اليمنى دون ما كان له جهة واحدة دون ما كان له جهة واحدة كعمامة او طاقية فهذه لا جهة لها وانما تلقى القاء. والمسألة الخامسة في قوله وبشماله خلعا فتقدم عند خلع ثوبك اليسرى فيما له جهتان كما تقدم دون ما كانت له جهة واحدة ثم ختم المصنف بقوله تمت بحمد الله لان الحمد كلمة الشكر والعبد مأمور عند تجدد نعمة الله ان يشكر الله سبحانه وتعالى. ومن تلك النعم تمام التصنيف المصنفين تمام التصنيف عند المصنفين فمن تم له تصنيف استحسن ان يحمد الله سبحانه وتعالى في اخر قل تصنيفه ومن تم له تدريس استحسن له ان يحمد الله في اخر تدريسه. فالحمد لله الذي اتم علينا تدريسه هذه الاداب العشرة في هذا المجلس وهذا اخر البيان. اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع لمن حضر الجميع الاداب العشرة بقراءة غيره والقارئ يكتب بقراءته. صاحبنا ويكتب اسمه تاما فتم له ذلك في مجلس واحد في الميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين الحمد لله رب العالمين. صحيح من ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم السبت الرابع عشر من شهر محرم سنة ثمان وثلاثين واربع مئة والف في جامع الفاروق بمدينة القويعية عمرها الله بالبر والطاعة. وهذا المتن وصيتي لكم في انفسكم وفي اولادكم وفي اهليكم. الانسان يعلمه زوجته يعلمه اولاده. ائمة المساجد يعلمونه الناس ويحرصون على هذا فان من اسباب نقص العبودية عند الناس خاصة طلاب العلم ان باب الاداب والاذكار لا يبالون بها وكأنه يرى هذه شيء سهل واظح ولا نحتاج اليه. فاذا رأيت حالنا بعد ذلك في الادب وفي الذكر تجد ان فيه ظعفا. وينبغي ان يعتني بها طالب العلم بانها من اعظم ما يكمل العبودية. فالمؤدب تعظم عبوديته لله. وقليل الادب تقل عبوديته لله قد ذكر ابن القيم كلاما نافعا في صدر منزلة الادب من مدارس السالكين فذكر ان ادب الانسان عنوان فلاحه وسعادته وان قلة ادبه عنوان بواره وخسارته. فنسأل الله ان