السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الحج مقام للتعليم وهدى فيه من شاء من عباده الى الدين المهم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما علم الحجاج وعلى آله وصحبه خيرة وقت الحاج. اما بعد هذا شرح الكتاب الثالث عشر من برنامج التعليم للحجاج في السنة الثالثة خمس وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب الاداب العشرة من صنفه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. نعم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء المرسلين قلتم حفظكم الله وزادكم علما. في كتابكم الاداب العشرة. بسم الله الرحمن الرحيم اعلم هداني الله واياك لاحسن الاخلاق ان من اعظم الاداب عشرة ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه بالمسجد البسملة اكتتام بها تبعا لجماعة من الاوائل المختصرين عليها كابي عبدالله احمد ابن حنبل في مسنده وابي عبدالله محمد ابن اسماعيل البخاري في صحيحه وابي داود سليمان ابن الاشعري السجستاني في ثم قال اعلم حاجا على العلم بما سيذكره منبها له. هداني الله واياك باحسن الاخلاق. داعيا لنفسه ولمن تلقى هذه الاداب عنه ان يرزقهم الله سبحانه وتعالى احسن الاخلاق. لان من اعظم الرزق ان يرزق العبد حسن خلقه وصح عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال ان الله قسم بينكم الاخلاق كما قسم بينكم الارزاق وكما يجتهد العبد في ان يكون حظه من الارزاق عظيما فيجلو ربه سبحانه وتعالى تحقيق به ان يكثر من دعاء ربه ان يرزقه حسن الاخلاق. وقوله ان من اعظم الاداب العشرة اعدام بان ها هنا هو جملة من الاداب المعمول بها شرعا فمن ذي السبع يوم. فالعشرة المذكورة هي من جملة ما امرنا به شرعا ان نتأدب به. والحامل على تخصيص الرسالة بهذا العشرة شدة الحاجة اليها. وان من وجوه تقدير علم ما شدة اليه فهذه الاداب من احد الاداب التي ينبغي ان يتحلى بها المسلم والاداب جمع ادب والادب ما حمد شرعا او عرفا. قاله ابو الفضل ابن حجر في فتح الباري مع شرعا او عرفا قاله ابو الفضل ابن رجب ابن حجر في فتح الباري. وقال ابن القيم في السالكين من ادم اجتماع خصال الخير في العبد. اجتماع خصال الخير في العبد الذي ذكره ابو الفضل ابن حجر هو حد الاداب بالنظر اليها. حد الاداب بالنظر اليها والذي ذكره ابن طيب هو حد الاداب بالنظر الى من تعلقت به من العاملين. حد الاداب باعتبار من تعلقت به من العاملين فيقال رجل ذو ادب اذا اجتمعت فيه خصال خير وكان له منها حظ الحسن ادبه افلح في الدنيا والاخرة. ومن ساء ادبه خفيف عليه الشر في الدنيا والاخرة وما استجيب خير الدنيا والاخرة بمثل الادب وما استجيب شرهما بمثل سوء الادب ذكره ابن القيم في مجاله السالفين في كلام قال فيه حسن الادب عنوان فلاح العبد في الدنيا والاخرة وصول ادبي عنوان بوالي العبد في الدنيا والاخرة. احسن الله اليكم الاول اذا لقيت مسلما فسلم عليه قائلا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وان سلم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ذكر المصنف وفقه الله الادب الاول من تلك الاداب العشرة فقال اذا لقيت مسلما اي اذا قابلته مواجها له. فاذا قابلته مواجها له فان اللقاء اصلا هو اجتماع الابدان. فان اللقاء اصلا هو اجتماع الابدان. ومثله اللقاء حكما بمهادفة ونحوها. ومثله اللقاء حكما بمهاجمة ونحوها. فاذا لقيت مسلما فسلم عليه ثم فسر السلام بقوله قائلا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وصيغة السلام في ابتدائها ان صيغة السلام لندائها لها صفتان احداهما السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والاخرى سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. والفرق بينهما التعريف والتنكيل وكلاهما جائزتان والاولى افضل وان شاء سلم بالافراد فقالا عليك وان شاء سلم بالجمع فقال السلام عليكم فكلاهما جائز. والبداءة السلام لها ثلاث مراتب. والبداءة في السلام لها ثلاث مراتب. المرتبة الاولى الاقتصار على صدرها بان يقول السلام عليكم. الاقتصار على صدرها بان يكون السلام عليكم. والمرتبة الانتهاء الى الرحمة. الانتهاء الى الرحمة. بان يقول السلام عليكم ورحمة الله والمرتبة الثالثة الانتهاء الى البركة. لان يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل مرتبة اكمل من سابقتها. فالثانية اكمل من الاولى والثالثة اكمل منها وليس وراء ذلك شيء. وصح عن ابن عباس رضي الله عنه عند ما لك انتهى السلام الى البركة انتهى السلام الى البركة. والاحاديث التي فيها زيادة على ذلك ضعيفة لا تصح. واختلف اهل العلمي في حكم البداءة بالسلام عند اللقاء على قولين احدهما انه سنة. والاخر انه واجبا. والاول مذهب الجمهور وجمهور اهل العلم على ان القاء السلام عند ملاقاة مسلم سنة. وقيل بالوجوب وفيه قوة. لقوله صلى الله عليه وسلم اذا لقيته لما ذكر اخوه المسلم فاذا لقيته فسلم عليه وهو امر والاصل في الامر انه للاجابة اما الرد على المسلم فاتفق اهل العلم انه واجب. نقل اجماعهم ابو عمر عبدالبر وابو محمد ابن حزم. فاذا القى عليك احد السلام فقال السلام عليكم وجب عليك ان ترد السلام وارشد المصنف الى ما يرد به فقال فقل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وهذا اكمل الرد ولو اقتصر على صدره فقال وعليكم السلام كان ذلك جائزا لكن الاكمل ان بتحية اكمل مما سلم عليه به. نعم احسن الله اليكم. الثاني اذا اردت الدخول على احد مساف واقفا عن يمين الباب او يساره فإن اذن لك دخل وان قيل لك ارجع فارجع. ذكر المصنف وفقه الله الأدب الثاني من الآداب العشرة فقال ان اردت الدخول اذا اردت الدخول على احد اي ولوج عليه في المكان الذي هو فيه فلا يختص بدال بل اذا كان في مكتب او غيره لم يكن لك ان تدخل عليه الا باستئذانه فاذا اردت ان تلج عليه ومبت الاذن عند دخولك. ثم ذكر موضع فقال واقفا عن يمين الباب او يساره. كما ثبت في الصحيح فاذا اراد احد ان يستأذن على احد لم قبالك الباب بما ثبت في الصحيح انما جعل الابن من اجل النظر. واذا كنت قبالة الباب ففتح ربما اطلعت عليه دعوة يكرهها صاحب البيت ان تراها. فاذا اردت ان تستأذن وقفت. عن يمين الباب او عن يساره كما امر النبي صلى الله عليه وسلم واستأذنت بما شئت من عبارة تدل على الابل واكملها ان تسلم عليه. تقول السلام عليكم فان السلام طلب للاذن في الدخول. واذا استأذنت وغيرها كان جائزا. والاذن يكون بما شاء الاذن من قول مما تعارف عليه الناس فلو قال ادخل او تفضل او حياك الله او غير ذلك مما تعرف عليه الناس كان ذلك جائزا ثم قال فان اذن لك ما ادخرت او فان اذنت وان قيل ارجع فارجع. اي اذا لم يؤذن لك وامرت بالرجوع فامتثل قول الله سبحانه وتعالى وان قيل لهم ارجعوا فارجعوا. يعني اذا قيل لك ارجع ولم يقبل بذل الاذن لك فارجع غير كاره في نفسك شيئا. لان طلب العلم يجعل صاحبه مخيرا ان شاء اذن لك وان شاء ردك فان ردك واعتذر اليك بعدم الاذن لك وجب عليك ان ترجع الثالث سم الله بابتداء اكلك وشربك قائلا بسم الله وكل بيمينك دينك وكن مما يليك. واذا فرغت فالعب اصابعك فمن. الحمد لله. ذكر المصنف وفقه الله الادب الثالث من الاداب العشرة فقال سم الله في ابتداء اكلك وشربك اي عند ارادتك الاكل والشرب. ثم فسر الامر المذكور في قوله سم الله فقال قائلا بسم الله فالتسمية التي تكون في ابتداء الطعام او الشراب هي قول بسم الله. لحديث عمر ابن ابي سلمة في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا غلام سم الله ووقع عند الطبراني تفسير هذا الامر بقوله صلى الله عليه وسلم يا غلام قل بسم الله وهو لحقيقة الامر في قوله سم الله. وما وراء ذلك من ذكر الرحمة. في قول بسم الله الرحمن الرحيم. فلم يثبت في شيء من المأثور السنة عن الاقتصار على قول بسم الله عند ارتداء الطعام من اكل او شراب. ثم قال وكل يمينا فيتناول طعامك بيدك اليمنى. لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم ذكره لعمر ابن ابي سلمة وكل بيمينك فالاكل باليمين مأمور به. واختلف اهل العلم في الامر به هل هو للايجاب ام مولان فمذهب الجمهوري ان قول بسم الله عند ارتداء الطعام مستحب. فذهب جماعة من انه الايجابي وهو اقوى. لان النبي صلى الله عليه وسلم علله بان الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ومباعدة الشيطان في صورته وهيئته وحاله واجبة ومشابهته محرمة باصح قولي اهل العلم وبسطه ابن تيمية الحديث في ارتداء الصراط المستقيم ومشابهة الشيطان من احوال النقص التي عنها نهي تحريم فاذا كان يأكل بشماله ويشرب بشماله فيكون الاكل والشرب بهما محرما ويكون الاكل والشرب في مقابلهما وهو اليمين واجبا واجبا ثم قال وكل مما يليك اي مما قرب منك من الطعام لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمر ابن ابي سلمة المتقدم وكل مما يليك اي كل مما هو قريب منك من طعام ومحله اذا كان الطعام نوعا واحدا فاذا كان النعام فاذا كان الطعام نوعا واحدا اكل الاكل مما هو قريب اما ان كان الطعام انواعا متعددة وكان بعضها لا يليه بل يليه من هو بجانبه عن يمينه او عن يساري او في وسط المائد او غير ذلك جاز له ان يمد يده او ان يلتمس من غيره ان يعطيه شيئا منها كذلك جائز ثم قال المصنف واذا فرغت فالعق اصابعك ولعب الاصابع هو لحس لقوله صلى الله عليه وسلم اذا اكل احدكم طعاما فلا يمسح اصابعه اي لا يزيل اثرها بمسحه بمسح في هذه المنديل وعندهما فليلعق اصابعه اذا فرغ احدهم من طعامه فليلعق اصابعه او فلينعم اه والمراد باللام لحسوها بطرف لسانه ويمر طرف لسانه على اصابعه التي فيها الطعام حتى يأتيا عليه ومحله اذا كانت فيه بقية قليلة. واما البقية المستكثرة فان لبسها يخالف بل يدفعها الى جوفه بالاكل او يردها بلطف الى المائدة الى الاناء ان كان ذلك لا يستقذر او الى سفرته. والاصل ان يأكلها كما اخذها. ثم لا يبقى في يده مما يلعب الا اليسير. ويلعقه بلطف لا بسخف فان المقصود من الامر باللعب هو استئصال بقية الطعام في اليد فيكون على وجه لطيف يؤتى به هذا الادب فان المناسب للادب ان لا ضعف للثقافة بشدة الصوت الصادر عند نحس قضية الطعام فيها. وقوله في الحديث فليلعبها يعني بنفسه. وفي اللفظ الاخر او يعني يعطيها غيره يلعبها كصبيا صغير او زوج على وجه المداعبة هو نشر الفقهاء للصبي الصغير لانه محل لاستوصاف ذلك منه. والصبي الصغير يداعب بهذا بان يلعب بقايا الطعام التي في يد والده او اخيه الاكبر ولا يراد بذلك ان ينعق الوالد اولاده له اعتبارا يده لان هذا ليس من الادب الجاري بين الناس. وانما يكون ذلك مستملحا اذا كان مع الصغير. وكذا مع زوجه على وجه مداعبتها وتطيب خاطرها. ثم قال وقل الحمد لله. كما ثبت في الصحيح من الامر بختم الطعام بعد الفرار بحمد الله واقله ان يقول الحمد لله. فإذا زاد عليه شيئا من الوالد كان ذلك اكمل. فلو قال الحمد لله الذي اطعمني هذا ورزقنيه بغير حول مني ولا قوة كان هذا اكمل والتنويع بين المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم لذلك اكمل لكن اقل المختصر عليه هو ان يقتصر على قول الحمد لله وعند ابن ماجة بسند صحيح من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل الدعاء لا اله الا الله وافضل الشكر الحمد لله الرابع تكلم بطيب القول في خير واقبض صوتك متمهلا في حديثك فانصت لمن كلمك مقبلا عليه ولا تقاطعه ولا تتقدم بين يدي الاكبر بالكلام نصنف ووفقه الله الاجل الرابع من الاداب العشرة فقال تكلم بطيب القول في خير. لقوله صلى الله عليه من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. فالعبد مأمور بقول الخير من طيب القول ثم قال وفر صوتك اي كن رفيقا فيه دون رفعه ولا صخب ولا ضجيج فان الله يقول وظلموا يعني اوصوا من صوتك خافضا له فلا ترفعه. فان رفع الصوت من سوء الادب. ثم قال قال متمهلا في حديثه اي متأنيا فيه. ففي الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث حديثا لو عده العاب لاحصاه. كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث حديثا لو عده العاد لاحصاه عند امكنه ان يضبطه لانه كان يتنزه صلى الله عليه وسلم متغسلا متأنيا وبالصحيح عنها قالت بوصف حديثه صلى الله عليه وسلم ولم يكن يسرد الحديث كالسردفون اي من جهة تدافع الكلام ثم قال واوصت لمن كلمك اي البس سمعك اليه وهو المفسر بقوله مقبلا فان الاقبال عليه يكون بالاستماع الى كلامه دون مقاطعة كما قال ولا تقاطعه اي لا تدخل عليه في كلامه وهو يتحدث فانتظر حتى يفرغ من كلامه ثم قل ما شئت ان تقوله من كلام ثم قال خاتم هذا الادب ولا تتقدم بين يدي العبد بلي بالكلام لما ثبت في قصة خويصة ومقيصة في مقتل عبد الرحمن بمقتل عبد الله ابن سهل كويسة ومخلصة وعبدالله ابن سهل الى النبي صلى الله عليه وسلم فتقدم محيص وكان اسرارهم ليتكلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم كبر كبر اي اجعل البداءة في الكلام للكبير فمن الادب الا ترجع رد ما بين يدي الاكبر بالكلام. وهذا الادب يجمع معنيين. هذا الادب يجمع معنيين احدهما الا تبادر من كلامه قبل كلامه ان لا تبادر بالكلام قبل كلامه والاخر ان تستغني بكلامه. ان تستغني بكلامه. فاذا لم تدع الحاجة الى كلامك فامسك. اذا لم تدعو الحاجة الى كلامك فامسك. فاذا كان كلامه وافيا مؤديا بالغرض الماضي منه فالادب الا تتكلم بعده استغناء بكلامه فان هذا من جملة ما يندرج في قوله صلى الله عليه وسلم اي اجعل الكبير متكلما اولا فاذا حصل الاستغناء بقوله فانه لا يحسن يا من تتكلم مع كلامه. نعم. احسن الله اليكم. الخامس اذا اتيت مضجع فتوضأ ونم على شقك الايمن والسؤال كالقدسي مرة واجمع بفقيك واقرأ فيهما سورة الاخلاص استطعت من جسدك فافعل ذلك ثلاث مرات. ذكر المصنف وفرق الله الادب الخامس من الاداب العشرة وقال اذا اتيت مضجعك وهو الموضع المهيأ للنوم من الليل وهو والموضع المهيأ لليوم من الليل. فليس اسم المرجع لكل محل ينام فيه. من يختص بنوم الليل فاذا جئت اليه فتوضأ اي وضوءا شرعيا او وضوءك للصلاة. كما ثبت امره صلى الله عليه وسلم بهذا في طريقي للعوائل بن عازب ثم قال ونم على شقك الايمن اي على جانبك الايمن. ففي حديث البراء ابن عازب في في الصحيحين المتقدم الذكر بان الامر بان ينام على جنبه الايمن ثم قال واتلو اية الكرسي لما في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ اية الكرسي بليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولم يقرأه شيطان حتى يصبح. ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم لم ينزل عليه من الله حافظ. اي لم يزل الله لمبيتي من يحفظه. وهذا الحفظ زائد عن الحفظ الاول. في حق من قرأ الايتين من اخر سورة البقرة وفي صحيح البخاري من حديث ابي مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ الايتين الاخيرتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه. ومن جملة الكفاية حصول الحفظ. فتكون قراءة الايتين الاول ثم تكون قراءة اية الكرسي الحصن الثاني. وقوله فيه ان يضره شيطانا حتى يصبح المراد به الشيطان الخارج عنه. اما الشيطان الملازم له وهو القرين فانه لا يزال معه يتخوف شره عليه بالوسوسة والغاء الشر. واما المذكور في هذا الحديث انه لا يضره فمعناه الشيطان قال ابن عم ان يتعدى عليه احد من شياطين الجن. ثم ذكر ان الهاوي الى موضعه مأمور بان يجمع كفيه. والكف اسم بباطن اليد اسم لباطن اليد. بعد منتهى الساعد بعد فان منتهى الساعد الى الرسخ. فهذا العظم يسمى الاعلى من الساعد عند الكف فالباطن من اليد حينئذ يسمى كفا. فيجمع كفيه يعني باطن اليدين فلا يكون بظهورهما بل بباطنهما ثم يقرأ سورة الاخلاص والمعوذتين فاذا قرأه قرأها نفث ثلاثة فيقرأ هذه السور وينبت ثلاثا ثم بعد ذلك يقرأ هذه السور بعد ان يقرأها وينفث ثلاثا يمسح ما استطاع من جسده ثم بعد ذلك يعيد ذلك مرة ثانية يقرأ فينفث ثم يمسح ثم يعيد مرة ثالثة يقرأ ثم ينفث ثم يمسح. والقراءة متقدمة على النفع. في اصح القولين. لان المقصود من النفي هيصال اثر القراءة. فان القراءة اذا مازجت الريق صار له خاصية من البركة. وهذه الخاصية توصلوا الى الكفين بالنفي. فالنفث هو نفخ مع ريق لطيفة. ثم بعد ذلك يفضي بما اصاب من هذه البركة على وجهه ورأسه وما استطاع من بدنه. فلا يتكلف بعيدا. وانما يفعل كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم انه يمسح بهما ما استطاع من جسده. يعني ما امكنه حال كونه مضطجعا على فراشه في السادس اذا عطست فغطي وجهك بيدك او من ثوبك واحمد الله فان شمتك فقال يرحمك الله فقلت فقل يهديكم الله ويصلح بالكم. ذكر المصنف وفقه الله الادب الثاني من الاداب العشرة فقال اذا عطست والعطاس صوت يخرج من الخيشوم والعواس صوت من الخيشوم مع هواء شديد مع هواء شديد. فاذا عطس الانسان فهو مأمور كما قال المصنف فغطي وجهك بيدك او بثوبك كما كان هديه صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابو داوود الترمذي صحيح فيغطي وجهه بيده اذا كان ذلك او بثوبه. واليد المقدمة هي اليد اليسرى واليد المقدمة هي اليد اليسرى فيضع اليد اليسرى على وتعلو انفه ليرد هذا العطاس لان السنة ثبتت في ان الاستنثار يكون باليسرى. والاستنكار هو اخراج الماء المجذوب الى الانف بالاستنشاق ويستنشق بيمينه ويستمتع بيساره وبوب عليه النسائي. فالخارج من الانف ومنه العطاس يناسبه ان يكون باليسر الاستنفار ثم قال واحمد الله لما ثبت في الصحيح عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا عطس احدكم فليقل الحمد لله. ثم قال فان شمتك احد. والتشميت هو من سمع العاطس له يرحمك الله. هو قول من سمع العاطس له يرحمك الله للامر به في عهديه ابي المتقدم وليقل له اخوه يرحمك الله. ثم قال فقل يهديكم الله ويصلح اي اذا قال لك احد يرحمك الله فاجبه بقولك يهديكم الله ويصلح ذلك كما في حديث ابي هريرة له في عطاسه ذكران. فالعاطس له في اعطاسه ذكران. احدهما حمد الله بان يقول الحمد لله عند العطاس والاخر ان يكون يهديكم الله ويصلح بالكم جوابا لمن شمته بقوله يرحمك الله. نعم. السابع رد التفاؤل ما استطعت. وامسك بيدك على اخيك ولا تم ذكر المصلب وفقه الله الادب السابع من الاداب العشرة فقال رد ما استطعت اي اكتم التثاوب ما استطعت. والتثاؤب هو خروج الهواء من بلا نفق هو خروج الهواء من الفم بلا نفخ. والعبد مأمور ما استطعت فان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكره في صحيح مسلم قال ليكضمه ما استطاع اي لي يحبسه ما استطاع الى ذلك سبيلا ثم قال وامسك بيدك عن اخيك. ايغطي فمك بيدك. واليد المستعملة في هذا قال بعض الفقهاء بانها اليمنى. وقال بعضهم بانها اليسرى. والاقرب والله اعلم انه ينظر ما يناسب الحال. فان كان مع تغير رائحة الفم كمستيقظ من نوم يتثائب فالمناسب له وان لم يكن معك غير ذراع هذا الفم فالمناسب له اليمنى. وهذا كقول جماعة من المحققين ان السواك ان للتطييب ليه؟ اثري لازالة اثر واحد كره يكون باليسرى وان لم يكن للتقييد ازالة رائحة كريهة وانما يكون لاجل زيادة طيب الفم كان باليومنا وهذا اظهر والله اعلم. ثم قال لا تقل اه اه لان الانسان اذا فطر فاه متثاوبا مبالغا في تثاؤبه ال به الامر الى ان تأوه كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم واذا قالها ضحك الشيطان من جوفه البخاري واذا قال ها ها ضحك الشيطان من جوفه وهذا يدل على انها حال نقص ينبغي للعبد ان فيحرم العبد ما استطاع. فان غلب فانه مربي فما هو بيده. نعم. الثامن اذا اتيت الى مجلسك فسلم واجلس حيث يأتي المجلس ولا تجلس بين الشمس والظل ولا تفرق بين ابن الا بإذنهما ولا تقم احدا من مجلسه وافسح لمن دخل واذكر الله فيه واقله كفارة فتقول سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك وفقه الله الادب الثامن من الاداب العشرة فقال اذا انتهيت الى مجلسك اي وصلت اليه فسلم قائلا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لانها اكمل التحية كما تقدم ثم قال واجلس حيث ينتهي المجلس كما ثبت عنه من هديه صلى الله عليه وسلم اي حيث انتهى مقام الجلوس فان الناس فيما سلف كانوا ينتظمون في مجالسهم باعتبار مجلس الرجل ثم يجيء الرجل ليجلس ازاءه ثم يجيء الرجل فيجلس ازاءه. فاذا كانوا منتظمين على هذه الصورة انك تجلس حيث انتهى بك المجلس. واذا كان المجلس واسعا وكل احد في ناحية فانت مخير تنتجس حيث شئت من المجلس ثم قال ولا تجلس بين الشمس والظل لما رواه ابن ماجة باسناد حسن من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الجلوس بين الشمس والظل. وروي في احاديث فيها ضعف انها انه مجز الشيطان. ثم قال ولا تفرق بين اثنين الا باذنهما. لما ثبت من حديث عبد الله ابن عمرو عند ابي داود النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لرجل ان يفرق بين اثنين الا باذنهما. فاذا دخلت مجلسا يجلس وبه رجلان في مقام واحد وليس لك ان تجلس بينهما الا باذنهما. ثم قالا ولا تقم احدا من مجلسه بان تشير اليه بان يرتفع من مكان الجلوس الذي هو فيه وان يتركه لك. لما في الصحيح من حديث ابن عمران النبي صلى الله عليه وسلم قال لا الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه فلا يجوز له ان ثم يجلس فيه. اما ان اقامه له غيره كان جائزا. يعني دخولك مجلسا يشير به الى احد ابنائه بان يتنحى من هذا المجلس لتجلس فيه فان هذا اكرام لك من صاحب المكان ولست انت الذي الارقام الساهلة وانما هو والده الذي هو ولي امري واراد اكرامك بهذا. ثم قال وافسح لمن دخل يعني وسع لما لمن دخل كما امر الله سبحانه وتعالى بذلك في قوله لا قيل لكم تفسحوا في المجالس فامسحوا يسهل الله لكم ثم قال واذكر الله فيه. اي احرص على ذكر الله سبحانه وتعالى في اي مجلس تجلسه. لما روى ابو داوود باسناد حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قعد مقعدا لم يذكر الله تعالى فيه لكان عليه يوم القيامة يعني نقصا وحسرة وخيبة. ثم قال واقله اي اقل ذكر الله كفارته يعني كفارة المجلس الوالد في الحديث عائشة عند الترمذي وغيره انه يقول سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا استغفرك واتوب اليك. وهذا الذكر يجيء تارة شفارة. اذا كان مجلس سوء او خلق فيه سوء او خلق فيه صالح بسوء. اما ان كان مجلس خير فانه يكون كالخاتم له. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فهذه هذا الذكر يؤتى به في كل مجلس ولو كان مجلس خير. وتسميته هذه كفارة المجلس باعتبار الاغلب. تسمية هذا الذكر كفارة المجلس باعتبار الاغلى فان الاغلبة في مجالس الناس انها لا من شيء يكرهه الله سبحانه وتعالى. نعم. التاسع اعط الطريق حقه غض بصرك وكف الاذى ورد السلام. وامر بالمعروف وانهى عن المنكر. ذكر المصنف وفقه الله الادب التاسعا الى عشرة ما قال اعطي الطريق حقه. فغض بصرك وكف الاذى وارد السلام وامر بالمعروف وانهى عن المنكر. للامر في حديث ابي سعيد في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم ومجالس الطرقات فقالوا ما لنا منها نتحدث فيها يا رسول الله فقال فاعطك ولما حقه؟ فقالوا وما حقه يا رسول الله؟ قال غض البصر السلام وامر بالمعروف ونهي عن المنكر. فالحقوق الواجبة المذكورة في هذا الحديث هي التي المصنف وهي خمسة اولها رفض البصر. اي حبسه وعدم اطلاقه اي حرسه وادناؤه وعدم اطلاقه. وثانيها كف الاذى بالا يتعرض باذى لانسان ولا حيوان يمر بهذا الطريق وثالثها رد السلام. فاذا سلم عليه رد السلام على المسلم. والاصل ان الماظ به هو الذي يسلم عليه فيكون الواجب عليه ان يرد السلام المسلم. رابعها الامر بالمعروف. بالحق عليه والترغيب فيه. فاذا رأى معروفا حث عليه ورغب فيه وخامسها النهي عن المنكر. بالزدري عنه والتشديد منه بالجزي عنه والترهيب فاذا رأى منكرا زجر فاعله ورهبه من مغبة فعله وعاقبة امره. نعم العاشر البسي الجميل من الثياب. وافضلها الابيض ولا يتجاوز كعبيك سفلا. وابدأ بيمينك وابدأ بيمينك يمسى وبشمالك خلعا. تمت بحمد الله. ختم المصنف وفقه الله هذه الاداب العشرة بذكر عاشرها فقال البس الجميل من الثياب. والجميل من الثياب ما عظم منها عند الناس. ما عظم منها عند الناس فما عظمه الناس فهو الجميل. وهذا امر يقترب باختلاف الاعراف في الازمنة والامكنة واحوال الخلق بحسب ما هم عليه من قدرة فهم متفاوتون في ذلك ثم قال وافضلها بياض بما ثبت عند اصحاب السنن من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المسوا البياض فانها خير ثيابكم فاحسنوا الالوان في الثياب هو لون البياض. ثم قال ولا يجاوز كعبيك لن يعني نزولا الى اسفل لما ثبت عند البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اسفل من الكعبين من الازال ففي النار. النازل من الثياب دون الكعبين هو في النار كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وليس المراد قطعة الثياب المسترسلة اسفل الكعبين بل المراد العضو ليصلوا اليه الطول من السفن من الثياب. فيؤخذ العبد في النار بالعذاب على تضمينه ازاره اذا جاوز الكعبين ثم قال وابدأ بيمينك لبسا لما ثبت عند ابي داوود والترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا توضأتم او لمستم فابدأوا بما يأمنكم اذا توضأتم او لبستم فابدأوا بما يمليكم من يمينه مقدمة في الوضوء ثم قال وبشمالك خلعا. فاذا اردت ان تنزع ثيابك فابدأ بالشمال. مقابلة لها فان اللبس يكون مبدوءا فيه باليمين فيقابله الخلع ويكون الشمال وعند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا ارتعد احدكم فليبدأ باليمنى واذا طلع فليبدأ باليسر والقول في الثياب القول في النعال فانهما يشتركان في كونهما ملبوسا. فكما جاء الامر في معينا بخلعها باليسرى فكذلك تلحق بها الثياب مع ما تقدم لمقابلته لليمين التي يبدأ وفيها باللبس وهذا اخر هذه الاداب العشرة التي هي نبذة وجيزة بما يلزم المسلم من الاداب وهذه الابواب من العلم من الزم العلم للناس. فان الله سبحانه وتعالى كتب علينا قدرا من الادب معه ادب مع خالقه لابد ان يتعلمه المرء. وبهذا تم شرح هذا الفتح بما يناسب زمن البرنامج اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع الاداب العشرة لمن كان سمع الجميع ومن عليه الفوز كثيرا بقراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان الفلاني فتم له ذلك في مجلس واحد بميعاده المثبت محله خاصة عصامي ليلة الاحد الرابع من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين بعد الاربع مئة والالف في المسجد الحرام بمدينة مكة المكرمة وبهذا وقد اتممنا بحمد الله هذا البرنامج وما بقي منه فلعل نستدركه في مقام اخر وهما كتابان الاسلام دين كامل والقول السديد. واجزت لكم روايتهما عني. هذا السائل يقول