السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعلني للخير مفاتيح. والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد دين المبعوث بالدين الصحيح وعلى اله وصحبه اولي الفضل الرجيح. اما بعد فهذا شرح الكتاب من برنامج مفاتيح العلم في سنته الثالثة خمس وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. بمدينته الخامسة حوطة بني تميم وهو كتاب الاداب العشرة لمصنفه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لشيخنا وجازه عنا خير الجزاء واتمه اوفاة واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. قلتم وفقكم الله بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم هداني الله واياك لاحسن اخلاق ان من اعظم الاداب عشرة قوله ان من اعظم الاداب عشرة اعلام بان المذكور في الكتاب بعض الاداب المطلوبة شرعا. فان من في قوله من اعظم موضوعة للتبعيض فالمذكور في هذا الكتاب بعض اداب الشريعة وموجب الاقتصار على هذه العشرة انها من اعظم الاداب كما قال انما ان من اعظم الاداب عشرة ومنشأ عظمتها شدة الاحتياج اليها لتكرارها في اليوم والليلة. وما يتكرر في اليوم والليلة تشتد الحاجة اليه وينبغي ان تعظم العناية به والاداب جمع ادب واحسن ما قيل فيه انه ما حمد شرعا وعرفا انهما حمدا شرعا وعرفا ذكره ابو الفضل ابن حجر في فتح الباري واذا تكاملت المحمودات الشرعية والعرفية في عبد وصف بانه ذو ادب والادب الذي هو وصف للعبد هو اجتماع خصال الخير فيه ذكره ابو عبد الله ابن القيم في مدارج السالكين فالادب يعرف باعتبار نفسه بما ذكرناه انفا نقلا عن ابي الفضل ابن حجر بانه ما حمد شرعا او عرفا من قول او فعل ويعرف باعتبار كونه صفة لاحد من الخلق فيقال فيه انه اجتماع خصم اتصال الخير في العبد ذكره ابن القيم في مدارج السالكين ولزوم الادب عنوان على صلاح العبد وشقاوته. فمن كان ذا ادب فيرجى له الفلاح ومن كان سيء الادب يتخوف عليه الفساد والخسار ذكره ابن القيم في مدارج السالكين والاداب الشرعية من جملة الاحكام الدينية ومنها جملة لازمة للعبد في جملة ما يلزمه من الدين. فلا فلا مناص له من تعرف احكامها وتأديب الناس بما ادبهم به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم انفع لهم واكمل في اصلاحهم فالاداب الشرعية اعظم نسقا واكمل حالا من الاداب التي يفترعها الناس مما يسمى البروتوكولات العامة او الاتيكيت او غيرها من المصطلحات المعروفة في ابواب الاخلاق والسلوك عند الامم واحق الناس بالعناية بالادب ظلم المنتسبون الى علم الشريعة. لان علم الشريعة هو ميراث قوة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اكمل الناس اخلاقا واتمهم ادبا. فالمقتدي به الله وسلامه عليه في التماس ميراثه من العلم ينبغي ان يجتهد في الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في التحلي بالاداب الفاضلة والاخلاق الكاملة. نسأل الله عز وجل ان يرزقنا جميعا الادب الكامل والخلق الفاضل. نعم الاول اذا لقيت مسلما فسلم عليه. قائلا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وان سلم عليك فقل السلام ورحمة الله وبركاته. ذكر المصنف وفقه الله الادب الاول من الاداب العشرة فقال اذا لقيت مسلما اي اذا قابلته مواجها له فاصل اللقاء الاجتماع بالابدان ولا يكون اللقاء في كلام العرب الا بالمعاينة البصرية فاذا لقي احد احدا وعاينه سمي اجتماعهما لقاء. ويلحق به اليوم اللقاء الحكمي وهو ما لا يوجد فيه اجتماع ابدان. ولكن يوجد فيه اتصال احوال كالمهاتفات التليفونية او المخاطبات الالكترونية بالنت او غيره. فصار اللقاء نوعين احدهما اللقاء الحقيقي وهو الواقع بالابدان حقيقة والاخر اللقاء الحكمي وهو الواقع بالابدان حكما لا حقيقة فالاتصال بينهما على وجه اللقاء. لكن لا توجد فيه حقيقته وهو المعاينة. ومباشرة العين للعين بالنظر وحكمهما في هذا الادب واحد وهو المذكور في قوله فسلم عليه اذا لقيته لقاء حقيقيا او حكميا فسلم عليه. وفسر السلام بقوله قائلا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصيغة السلام المبتدأ بها لها صورتان. وصيغة الكلام المبتدأ بها لها صورتان الصورة الاولى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الصورة الاولى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والصورة الثانية سلام عليكم ورحمة الله وبركاته كاتب سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والفرق بينهما التحلية بال في الصورة الاولى فان السلام في الاولى محلا بال واما في الثانية فمجرد من والصورة الاولى اكمل من الصورة الثانية وهاتان الصورتان الموضوعتان لابتداء السلام تجيئان على ثلاث مراتب المرتبة الاولى الاتيان بها كاملة والصورة الثانية الاتيان بها دون ذكر البركة والصورة والمرتبة الثالثة والمرتبة الثالثة الاتيان بها بالاقتصاد على السلام فقط دون الرحمة والبركة واكملوا هذه الصور اولها ثم ثانيها ثم ثالثها فان شاء قال العبد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته او سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وان شاء قال السلام عليكم ورحمة الله او قال سلام عليكم ورحمة الله. وان شاء قال السلام عليكم. او قال سلام عليكم وهي فيه فضلها مرتبة على هذا التدلي. فالاولى افضل فثوابها ثلاثون حسنة والثانية دونها وفضلها عشرون حسنة والثالثة دونها دونها وفضلها عشر حسنات كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وابتداء الخلق بالسلام سنة بالاتفاق واختلف في وجوبه فاهل العلم متفقون ان من سنن الاسلام الظاهرة ان يبدأ العبد من لقيه بالسلام وذهب بعض اهل العلم الى انه اعلى من ذلك وانه واجب. فيجب العبد اذا لقي احدا من المسلمين ان يسلم عليه. وفيه قوة للامر به في قوله صلى الله عليه وسلم اذا لقيت احدا فسلم عليه يعني من المسلمين. وفي الحديث الاخر لما ذكر حق المسلمين على المسلم في الصحيح قال واذا لقيه قال واذا لقيه سلم عليه يعني ان يسلم عليه اذا لقيه. ثم قال وان سلم عليك اي ابتدأك بالسلام فقل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته والمذكور في هذه الجملة مسألة اخرى. غير المسألة الاولى. فان المسألة الاولى هي القاء السلام والابتداء به والمسألة الثانية هنا هي رد السلام وهو واجب اتفاقا. نقل الاجماع عليه ابو عمر ابن عبدالبر في كتاب التمهيد وابو محمد ابن حزم فالفرق بين ابتداء السلام والرد على المسلم ان ابتداء السلام مما تنزع في حكمه هل هو سنة؟ ام يعلو ذلك فيكون واجبا اما الرد على السلام فانه واجب باتفاق اهل العلم فاذا القي عليك السلام من من المسلمين وجب عليك ان ترد عليه السلام اتفاقا. نعم احسن الله اليكم واكمل الرد ان تقول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ودونه ان تقتصر على ذكر السلام والرحمة ودونه ان تقتصر على ذكر السلام على ما تقدم فيه مراتبه. نعم الثاني اذا اردت الدخول على احد فاستأذن. واقفا عن يمين الباب او يساره. فان اذن لك دخلت وان قيل لك ارجع فارجع ذكر المصنف ووفقه الله الادب الثاني من الاداب العشرة فقال اذا اردت الدخول على احد اي الولوج عليه في المكان الذي هو فيه اي الولوج عليه في المكان الذي هو فيه. فكل مكان له حده وحقه وحرمته فان الادب ان تستأذن عليه سواء كان بيتا او غرفة او مكتبا او غير ذلك من المحال التي يقيم فيها الناس. فالاستئذان حق متعلق بكل هذه المواضع. فاذا اراد المرء ان يلج في شيء منها فانه يستأذن فيها ثم قال واقفا عن يمين الباب او يساره اي حال طلبك الاذن فلا يقف مقابل لانه ينافي مقصود الاستئذان. ففي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما جعل تأذان من اجل البصر. انما جعل الاستئذان من اجل البصر. اي حفظا من وقوع البصر. على شيء ان يكرهه صاحب الموضع الكائن فيه واذا وقفت مقابل الباب ربما اطلعت على ما يكرهه وان تطلع عليه. فتأخذ يمنة او يسرة عن الباب مستأذنا ثم قال فان اذن لك دخلت اي ان سمح لك بالدخول فانك تدخل. وان قيل لك فارجع وان قيل لك ارجع كما قال الله تعالى وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا. اي اذا ردك المستأذن عليه فانك ترجع واكملوا الاستئذان ان يقول العبد السلام عليكم واكملوا الاستئذان ان يقول العبد سلام عليكم اادخل وما كان في معناه يجري مجراه وما كان في معناه يجري مجراه. مثل ايش؟ في معناه مثل الكلمات التي تعارف عليها الناس في البلدان من الاخبار على وجود من يطلب الاذن مثل اللي يقول يا اهل البيت هذا استئذان ومثله ايضا الجرس. فان هذا الجرس استئذان فانها العادة انه لا يطرق الجرس الا لاجل الاذن وكذلك مثله ضرب الباء فان الاصل ان ضرب الباب انما يطلب به الاذن. فكل ما كان في معنى طلب الدخول بقول او فعل فانه من جملة الاستئذان المأمور به شرعا. فلا ينحصر الاستئذان في شيء واحد بل مرده الى العرف فكل ما سماه العرف استئذانا فانه مندرج في جملة الاستئذان المأمور به. واذا او وقعه العبد كان خارجا من معرة الاثم. نعم الثالث سمي الله في ابتداء اكلك وشربك قائلا. قائلا بسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك اذا فرغت فالعب اصابعك وقل الحمد لله. ذكر المصنف وفقه الله الادب الثالث من الاداب العشرة فقال سم الله في ابتداء اكلك وشربك اي عند ارادتك الاكل والشرب. فيقول بين فيسمي بين يدي اكله وشربه ثم فسر الامر بقوله قائلا بسم الله فالتسمية التي تكون في ابتداء الاكل والشراب هي قول العبد بسم الله لما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر ابن ابي سلمة يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك والامر بالتسمية في قوله سم الله يعني ادخل الله قائلا بسم الله. ووقع عند الطبراني في هذا الحديث يا غلام قل بسم الله وهي مفسرة لرواية الصحيح. وان كان في اسنادها نظر لكنها في معنى الامر في قوله صلى الله عليه وسلم سم الله يعني قل بسم الله والزيادة على ذلك بذكر الرحمن الرحيم ليست من من جملة التسمية المطلوبة عند الطعام فيقتصر مريد الاكل والشرب على قول بسم الله. ثم قال وكل بيمينك اي تناول الطعام بيمينك لما تقدم في حديث عمر في الصحيح وكل بيمينك وعلله النبي صلى الله عليه وسلم بما ثبت في الصحيح فان الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله الاكل باليمين هو المأمور به طاعة للرحمن. والاكل بالشمال هو الواقع صفة للشيطان. فيكون كونوا الاكل بالشمال منهيا عنه. لكن العلماء اختلفوا في ما يفيده النهي. هل هو للكراهة ام تحريم قولان اصحهما التحريم لان ما جعل صفة مختصة بالشيطان يحرم التشبه بها فيه لان ما جعل صفة مختصة بالشيطان يحرم التشبه به صفة ما جعل صفة للشيطان مختصة به يحرم التشبه به فيها. ذكره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى ثم قال وكل مما يليك اي مما قرب منك من الطعام كما في الحديث المتقدم وكل مما يليك يعني مما هو قريب منك. فلا يجاوزه الى الابعد عنه. ومحل هذا اذا كان الطعام صنفا واحدا اما اذا كان الطعام انواعا متعددة فله ان يجاوز ما يليه الى الابعد اذا كان صنفا اه خلاص هو الصنف الذي بين يديه. فمثلا لو قدمت على مائدة الطعام اربعة اصناف فيليك صنف واحد منها ورأه صنف ووراءه صنف ووراءه صنف. فلك ان تمد يديك الى الصنف الثاني او الثالث او الرابع ان كان بعيدا لان قوله صلى الله عليه وسلم وكل مما يليك متعلق بالصنف الواحد من الطعام اما الاصناف المتعددة فالانسان ان يجاوز بيده اليها كما ثبت الاذن بذلك. لكن مما يجدر بطالب العلم خاصة ان يتأنق تأدبا في الاخذ من الطعام الذي لا يليه. اكراما للعلم الذي الذي يحمله بين جنبيه فان العلم ميراث النبوة. ومن توقير ميراث النبوة ان يكون صاحبه على الحال قم لا فيتأنق في ادبه تعظيما لعلم الشريعة. وكان عمر رضي الله عنه يقول احب الي ان طالب العلم البياض ذكره عنه مالك في الموطأ بلاغا ووجهه كما ذكر القرافي ان البياض من افضل الالوان والناس يعظمونها لابسه. فلبس البياض شعارا للمنتسبين الى العلم تعظيم له. ومثل العادات التي درج عليها الناس في اللباس الذي يختص باهل العلم فانه لا يقتضي تحريم غيره ولكن المراد منه ان يكون لهم شعار يعظم به العلم درجت عليه عادة الناس ولم يتكلفوه. فمثلا كما ذكر الشيخ سليمان بن سحمان وغيره ليس من عادة اهل العلم في هذه البلاد ان يلبسوا العقال مع انهم يرون جوازه يرون العقال جائز ما في شيء لكن ليس شعارا لاهل العلم فمن تعظيم العلم ان يكون المرء على الشعار الذي تواطأ عليه الناس في البلد من جعله لاهل العلم اكراما واجلالا واعظاما للعلم ومن هذا الجنس ما ذكرناه من التأن في الادب في تناول ما لا يلي العبد من الطعام. ثم قال واذا فرغت فالعب اصابعك واللعق هو لحس الاصابع. لقوله صلى الله عليه وسلم اذا فرغ احدكم من من طعامه فليلعق اصابعه. او يلعقها. فالفارغ من الطعام مأمور بهذه سنة وهو ان يلعق اصابعه بنحسها. وهذا اللعق لا يكون الا بعد افراغها من الطعام العالق بها حتى لا يبقى الا شيء يسير لا يدفعه الا اللحس. واما ان يبقى في يده شيء كثير ثم يلحسه فان هذا مما يستقذر ويستبشع عند اصحاب الاداب الكاملة. فهو يفرغ ما في يده من الطعام حتى يتخفف منه. فلا يبقى الا شيء يسير ثم يلعقه بلطف يعني يلحس اصابعه بلطف وليس المقصود باللحس ان يدخل اصابعه كاملة في فمه فان هذا مما يستبعد معه الادب ولكن المقصود ان بلسانه على بطرف لسانه على اصابعه فيأخذ بها واحدا واحدا اخذا لطيفا رقيقا واما ادخالها في الفم ثم سحبها بشدة حتى يصدر صوت هذا ليس من الادب. ويخالف المأمور به لان المقصود من لعق الاصابع هو اذهام ما فيها من الطعام بلطف وادب حفظا لكرامة النعمة التي هي فيه ورجاء بركة ما في اليد من الطعام. ان الانسان لا يدري اين بركة طعامه ثم المأمور به في هذه السنة شيئان احدهما ان يلعقها والاخر ان يلعن فاما ان يلعقها بنفسه واما ان يلعقها غيره. يعني بان يلحسها غيره. قالوا من زوج على وجه الملاطفة او طفل على وجه المداعبة. فهو يجعلها لهذا او هذا او حيوان على وجه المؤانسة. يعني عنده هر صغير فيعطيه اصابعه يفعل ذلك لاجل مؤانسة هذا او زوجه على وجه الملاطفة لها يعني اللطف معها او صبي صغير على وجه المداعبة له تطييب نفسه. لاحظ الفقهاء قالوا ايش صبي صغير يعني مو بولد كبير ما يأتي ولده يعني عمره ثلاثين سنة وهو خمسين سنة ويعطيها اصابعه يلعقها هذا ليس ادبا لكن الشرع اراد ان مداعبة الصبيان في مثل هذا لان الصبي عادة يلقم الطعام ويعطى الطعام فمثل هذا يفعل معه. واما من ليس ذلك من الكبار فلا يفعل معه ذلك. ثم ذكر انه يقول بعد الفراغ الحمد لله فيحمد الله عز وجل عند فراغ فراغه من اكله وشربه كما ثبت في الصحيح شكرا لله عز وجل على هذه النعمة وقد اتفق اهل العلم على ان الشارع في الطعام يذكر الله في اوله بالتسمية ويذكر الله في اخره بالحمدلة واما مقدار ما يكون منهما فانه ربما تعدد فلانسان ان يسمي عن الطعام كله مرة واحدة يعني قدامها عشرة اصناف فله ان يسمي تسمية واحدة وله ان يسمي على كل صنف يعني قدامه هنا عاد الحين جاء وقت الغداء قدامه مثلا ارز وقدامه مرقوق وقدامه قرصان قدامه جريش فهو مثلا جاء يأكل من الارز قال بسم الله. وجاء يأكل من القرصان قال بسم الله جاء يأكل من الجريش؟ قال بسم الله له ان يفعل ذلك ويجزئه ان يقول بسم الله عن الطعام كله. وكذا الحمدلة له ان يقتصر على مرة واحدة في اخر الطعام وله ان يحمد الله سبحانه وتعالى على كل لقمة يأكلها. فاذا اكل شيء حمد الله سبحانه وتعالى نعم الرابع تكلم بطيب القول في خير. واخفض صوتك متمهلا في حديثك. وانصت لمن كلمك. مقبلا عليك ولا تقاطعه ولا تتقدم بين يدي الاكبر بالكلام. ذكر المصنف وفقه الله الادب الرابع من الاداب العشرة فقال تكلم بطيب القول. وطيب القول ما اذنت به الشريعة من الكلام الحسن. ما اذنت به الشريعة من الكلام الحسن لقوله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. ثم قال واخفض صوتك اي كن رفيقا فيه يقول يقول الشيخ يعني العقل اصابع من الزوجة هل يفعلها مرة واحدة او يعني باستمرار هو فعلها لاجل الملاطفة. فاذا وجد داعيها يعني زعلانة مثلا ماذا يفعل هذا يعني اذا وجد الداعي لان استمرارها مما تنفر منه نفوس بعض الناس فاذا وجدت داعي لا بأس ان يفعل ذلك ثم قال المصنف رحمه الله ووفقه واخفض صوتك اي كن رفيقا به دون رفع ولا ضجيج لقوله تعالى واغضض من صوتك يعني اغضض من صوتك بخفظه فلا ترفعه. فمن الادب ان يخفض المتكلم صوته فان الحجة ليست برفع الصوت وانما الحجة في قوتها ثم قال متمهلا في حديثك اي متأنيا فيه. وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها انها قالت لقد كان النبي صلى الله عليه سلم يتحدث حديثا لو عده العاد لاحصاه. يعني انه كان يتكلم صلى الله عليه وسلم بتأن ورفق وتمهل وقالت لم يكن يسرد الحديث كسردكم هذا. يعني لم يكن على هذه الحال من متابعة الكلام فالادب بالكامل ان يتأنى الانسان في كلامه متوسطا بين الاسراع والتثاقل فكما انه يذم الاسراع في الكلام يذم ايش؟ التثاقل فيه على قولة العوام يقول تجر الكلمة من فمه يعني في الاية يكاد يبين فالانسان مأمور بان يكون وسطا في الامور كلها. ومن جملتها الكلام. فيكون متوسطا بين الاسراع والتثاقل. ثم قال وانصت لمن كلمك اي القي سمعك اليه كما قال مقبلا عليه. فالاقبال عليه ان تنصت لما يلقي اليك من الكلام. ثم قال ولا تقاطع فمن الادب ان ينصت المستمع الى المتكلم ولا يقطع عليه كلامه حتى يفرغ من كلامه اذا فرغ من كلامه تكلم بما يشاء. ثم قال ولا تتقدم بين يدي الاكبر بالكلام. لما ثبت في الصحيح في قصة حويصة ومحيصة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كبر كبر اي ليتقدم الاكبر في الكلام فالاكبر هو الذي يتقدم في الكلام وغيره لا ينبغي ان يتقدم بين يديه. والتقدم المنهي عنه يشمل امرين والتقدم المنهي عنه يشمل امرين احدهما ان يسبقه بالكلام فيبتدأ الكلام في امر قبل الكبير فيبتدأ الكلام في امر قبل الكبير والاخر ان يشاركه مزاحما له ان يشاركه مزاحما له فان من الادب الاستغناء بالكبير. فاذا تكلم الكبير اغنى عن كلام غيره لان الكلام ليس مرادا لذاته بل مراد لايصال الخير للناس فاذا تكلم احد من الكبراء في امر فوفى المراد فان الادب ان من كان بحضرته ممن هو دونه ولو بشهر الا يتكلم معه وهكذا كان الناس في علمائهم وامرائهم وعامتهم لا يتكلم من دون الكبير بعد الكبير اذا كان كلامه وافيا. وبهذا انتظام جماعة المسلمين قوله صلى الله عليه وسلم كبر كبر تعريف بحق الكبير وان للكبير في الاسلام حقا والوفاء بالحق والوفاء بالحقوق به انتظام احوال المسلمين وعدم القيام بها به الاخلال باحوال المسلمين وحياتهم. نعم الخامسة اذا اتيت مضجعك فتوضأ. ونم على شقك الايمن واتل اية الكرسي مرة. واجمع كفيك واقرأ في فيهما سورة الاخلاص والمعوذتين وانفث فيهما وامسح بهما ما استطعت من جسدك وامسح بهما ما استطعت من جسدك تفعل ذلك ثلاثا ذكر المصنف وفقه الله الادب الخامس من الاداب العشرة فقال اذا اتيت مضجعك والمضجع اسم للموضع المهيأ لنوم الليل اسم للمضجع المهيأ اسم للموضع المهيأ لنوم الليل الاداب المذكورة فالامور المذكورة في هذا الادب لا تشمل كل نوم بل تختص بنوم الليل فاذا اتى احدنا الى مضجعه وهو موضع نومه من الليل توضأ اي وضوء شرعيا كاملا. كما امر به النبي صلى الله عليه سلم البراء بن عازب في الصحيحين ثم قال ونم على شقك الايمن اي على جنبك الايمن كما في حديث براء البراء المذكور فيلقي نفسه على الجانب الايمن. ثم يتلو اية الكرسي وهي قوله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم سميت اية الكرسي لاختصاصها دون سائر القرآن بذكر الكرسي الالهي فيها. فان الكرسي الالهي لم يأتي في اية الا في هذه الاية التي هي اعظم ايات القرآن كما ثبت في الصحيح. فيقرأ اية الكرسي وموجب قراءتها انها تحفظ العبد باذن الله عز وجل من الشيطان. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ اية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ. ولم ولم يقربه شيطان حتى يصبح فهي من الايات التي يتحرز بها العبد ان يجعلها حصنا يتوقى به الشر. لعظمة معناها وجليله ثم ذكر المصنف انه يجمع كفيه وجمع الكفين ضم احداهما الى الاخرى حذاءها ضموا احداهما الى الاخرى حذاءها بان تكون محاذية لها. وليس ابطان احداهما الاخرى. فوضع في باطن اخرى على هذه الصورة ليس جمع الكفين للمأمور ليس جمع الكفين المأمور به في احاديث بل ان تكون احداهما حذاء الاخرى. فيجمع كفيه ثم يقرأ فيهما سورة والمعوذتين وينفث فيهما ثلاثا. ويفعل ذلك ثلاثا. فيجمع كفيه ثم يقرأ سورة الاخلاص ثم سورة الفلق ثم سورة الناس ثم ينفث فيهما ثلاثا والنفس هو هواء مع ريق لطيفة هواء مع ريق لطيفة فلو كان هواء ام خالصا سمي نفخا. ايش؟ نفخا فلا يحصل به المقصود. والمقصود يحصل بالنفث وهو ان يصحبه ريق لطيفا فينفث ثلاثا في يديه بعد قراءة السور الثلاث وكأن كل سورة لها نفتة واحدة ثم بعد ذلك يمسح بهما ما اقبل من وجهه وجسده يعني المقابل المتهيء له في اليدين دون كلفه يفعله. فيمزح وجهه يمسح راسه ويمسح ما ظهر من من بدنه الاعلى حتى الى ركبتيه ولا يتكلف النزول الى ما دونهما. فهو يمسح بقدر ما يصل تصل اليه يداه. يفعل ذلك ثلاثا اي يعيد مرة اخرى فيجمع يديه ثم يقرأ فيهما سورة الاخلاص والفلق والناس ثم ينفث ثلاثا ثم يمسح وجهه وما اقبل من جسده ثم يعيده ذلك مرة ثالثة يتحصن بذلك الشيطان فانها حرز للعبد من الشيطان وحفظ له نعم السادس اذا عطست فغطي وجهك بيدك او بثوبك. واحمد الله فان شمتك احد فقال يرحمك الله فقل يهديكم الله ويصلح بالكم. ذكر المصنف وفقه الله الادب السادس من الاداب العشرة. فقال اذا عطست والعطاس صوت يخرش يخرج من الخيشوم مع هواء شديد. والعطاس صوت يخرج من الخيشوم مع هواء شديد والخيشوم تجويف الانف الاعلى والخيشوم تجويف الانف الاعلى والاسفل يسمى منخر واما الاعلى هذا الذي في جوفه يسمى خيشوما. قال اذا عطست فغطي وجهك بيدك او بثوبك كما ثبت هذا في هديه صلى الله عليه وسلم عند ابي داوود والترمذي باسناد صحيح انه كان اذا عطس غطى وجهه بيده او بثوبه ولم يأتي في الاحاديث بيان اليد التي يغطى بها والاظهر انه يفعل ذلك بيده اليسرى. والاظهر انه يفعل ذلك بيده اليسرى له بالاستنثار الحاقا له بالاستنفار. فان المتوضئ يسن له ان يستنثر بسراه. فالمتوضئ يدخل الماء في فمه متمضمضا ويلحقه في انفه مستنشقا بيمناه. ثم الماء وما في تجويف انفه بيده اليسرى. وبوب النسائي في سننه باب الاستنفار باليد اليسرى والعطاس ملحق به. فانه فيه اخراج ما في الخيشوم كما بالاستنثار. فاذا اراد ان يعطس الانسان فانه يغطي وجهه من جهة الانف بيده اليسرى او بثوب او بثوب ان شاء اخذه باليمنى او باليسرى. والاكمل ان يأخذه باليسرى وانما قيل ان شاء اخذه باليمنى او اليسرى. لانه حينئذ بين وبين اليد اليمنى ثوب فيمنع ما قد يخرج من الانف فلا يضر حينئذ. قال واحمد الله بان تقول الحمد لله. لقوله صلى الله عليه وسلم اذا عطس احدكم فليقل الحمد لله. رواه بخاري قال فان شمتك احد وتشمت العاطس هو قول غيره له يرحمك الله تشميت العاطس هو قول غيره له يرحمك الله. فقل اي مجيبا له يهديكم الله ويصلح بالكم فالذكر المستحب للعاطس نوعان. احدهما ذكر في الابتداء وهو قول الحمد لله والاخر ذكر في الانتهاء اذا شمته احد بان يقول يهديكم الله ويصلح بالكم. بان يقول يهديكم الله ويصلح بالكم فان لم يكن عنده من يشمته صار الذكر المستحب في حقه كم واحد فما يقول الانسان اذا عطس الحمد لله ما عنده احد يشمته قال يهديكم الله يا شيخ بالكم لا هذه انما تكون ردا لمن شمته بقوله يرحمك الله. نعم السابع رد التثاؤب ما استطعت وامسك بيدك على فيك ولا تقل اه اه ذكر المصنف وفقه الله الادب السابع من الاداب العشرة فقال رد التثاؤب ما استطعت. والتثاؤب خروج الهواء من الفم دون نفخ خروج الهواء من الفم دون نفخ. لان الاصل ان الهواء لا يخرج من الفم الا بنفظ. الا في حال التثاؤب في حال التذوب يخرج الهواء دون ان يصدر من الانسان ارادة النفخ ثم قال رد التثاؤب ما استطعت. اي احبسه ما استطعت. لقوله صلى الله عليه وسلم ليكظمه ما استطاع رواه مسلم اي ليحبسه ما استطاع. فان امكنه ان يمتنع منه فهو الاكمل. وان غلب عليه فالامر كما قال وامسك يدك على فيك اي غطي فمك بيدك ولم يأتي في الاحاديث بيان اليد التي يغطى بها الفم عند التثاؤب. هل هي اليمنى او اليسرى؟ والاظهر انها اليمنى بظاهرها والاظهر انها اليمنى بظاهرها. الحاقا لها بالمضمضة الحاقا لها بالمضمضة فالمتمضمض المتوضئ يدفع الماء الى جوفه يمينه فالاولى اذا اراد الانسان ان يباشر فمه عند التثاؤب ان يكون باليد اليمنى لانها اليد المطيبة فيجعلها على فيه ويكون ذلك بظاهرها لا بباطنها. فالادب الكامل ان يكون ذلك بظاهر اليد اليمنى يغطي بها فمه اذا تثاءب. ثم قال ولا تقل اه اه. يعني عند التثاؤب. لما ثبت ان العبد اذا قال في تثاوبه اه اه ضحك عليه الشيطان لان التثاؤب من جملة نزغات الشيطان. فاذا قوي اثره عليه ضحك الشيطان من تسلطه عليه فان الذي يتمطى في تثاؤبه قد غلبه شيطانه. على قولة العوام يبي يتشقق من تثاوبه. هذا الشيطان متسلطن عليه والا القوي هو الذي يغلب الشيطان فيكظم ما استطاع فان لم يمكنه ذلك غطى فما هو؟ فلم يخرج منه صوت فلا ينبغي للانسان ان يتساهل في هذا لان التثاؤب من نزغات الشيطان وتسلطه على العبد ربما نشأ من ان يتسلسل فيه وقد ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه عند التثاؤب ان الانسان يقول اعوذ بالله من الشيطان لان هذا من نزغات الشيطان فيستعيذ الانسان منه فهو من الذكر الجائز عند التثاؤب. نعم الثامن اذا انتهيت الى مجلس فسلم. واجلس حيث ينتهي المجلس ولا تجلس بين الشمس والظل. ولا تفرق بين اثنين الا باذنهما ولا تقم احدا من مجلسه. وافسح لمن دخل واذكر الله فيه. واقله كفارته فتقول سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك ذكر المصنف وفقه الله الادب الثامن من الاداب العشرة فقال اذا انتهيت الى مجلس اي وصلت اليه فسلم قائلا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لانها اكمل التحية كما تقدم ثم قال واجلس حيث ينتهي بك المجلس. كما ثبت في هديه صلى الله عليه وسلم اي حيث انتهى بك مقام الجلوس. وكانت العرب اذا اتخذت مجلسا لم تجلس فيه اوزاعا بل كانوا يجتمعون فيه وينضم بعضهم الى بعض. وجاء الاسلام بهذا. فلم يكن من عادة العرب ان يأتوا الى مكان جلوسهم فيجلسوا احدهم في زاوية والاخر في زاوية والثاني في زاوية والرابع في زاوية فيكونون متباعدين. لان اصل طلب الجلوس هو طلب اجتماع بعضهم الى بعض ولا يتحقق هذا بمثل قرب بعضهم من بعض. فينبغي ان يجلس الداخلون الى مجلس متقاربين فاذا دخل عليهم احد فانه يجلس حيث انتهى به المجلس. اي حيث وجد مكان الجلوس على الامر الذي كانت عليه العرب ثم قال ولا تجلس بين الشمس والظل. لما رواه ابن ماجة باسناد حسن من حديث بريدة ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بين الشمس والظل. وروي في بعض الاحاديث انه مجلس الشيطان. وفيها ضعف. واما النهي فاسناده فلا يجلس بين الشمس والظل بل اما ان يجلس في الشمس واما ان يجلس في الظل. ما لم يكن مغلوب عليه كبعض صفوف الصلاة التي تكون في بعض الاطراف فيأتي من النافذة شيء من الشمس ويبقى شيء من الظل فهذا الصلاة فيه لا بأس بها لانه ليس مرادا لذاته وان مرادا لاكمال الصف فيكمل الصف وان وجد مثل هذا المعنى ثم قال ولا تفرق بين اثنين الا باذنهما. لقوله صلى الله عليه وسلم لا يحل لرجل ان يفرق بين اثنين الا باذنهما رواه ابو داوود واسناده حسن يعني لا يفرق بينهما في موضع الجلوس. فاذا كان رجلان يجلس احدهما الى الاخر فانه لا يجوز له ان يأتي فيجلس بينهما ثم قال ولا تقم احدا من مجلسه اي لا تغيره من مجلسه بطلب ان يقوم منه فيتركه لك او لغيرك في الصحيحين من حديث ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقيم الرجل رجلا من مجلسه ثم يجلس وفيه ثم قال وافسح لمن دخل اي وسع لمن دخل فمن الادب الفاضل اذا دخل احد من الناس ان يفسح له اي يوسع له المجلس لئلا يكون في حرج من التماس المكان الذي يجلس فيه كما قال الله تعالى يا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يعني اذا قيل لكم توسعوا في المجالس فتوسعوا يفسح الله لكم اي يوسع الله عز وجل عليكم. وهذا التوسيع يشمل امرين احدهما الباطل بانشراح الصدر وطمأنينة القلب والاخر الظاهر بسكون النفس في الموضع التي تجلس فيه بسكون الناس في الموضع التي تجلس فيه. فالذي يوسع للناس بنية حسنة يجعل الله عز وجل له من الخير في هذا المجلس امران عظيم ان احدهما ان تجد فسحة في صدره فلا يضيق في هذا المجلس صدره. والاخر انه لن يلقى ضيقا في المقام الذي يجلس فيه. بل سيهيئ له الله عز وجل جلوسا مرتاحا في الموضع الذي هو فيه. ثم قال واذكر الله فيه. يعني اذكر الله عز وجل في ذلك المجلس لما رواه ابو داوود باسناد حسن من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه الا كان عليه يوم القيامة ترة. يعني حسرة وخيبة ونقص فالانسان اذا دخل في مجلس ينبغي ان يذكر الله ولو شيئا يسيرا ليسلم من الحسرة على هذا المجلس واقله كما قال المصنف هو ان يأتي بكفارة المجلس سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. فهذا اقل ما يكون من الذكر الذي يأتي به الانسان. وهذا الذكر له درجتان احدهما ان يكون خاتما للمجلس ان يكون خاتما للمجلس اذا كان مجلس خير ان يكون خاتما للمجلس اذا كان خاتم خير اذا كان مجلس خير والاخر ان يكون كفارة لما وقع فيه من الخطيئات والسيئات ان يكون كفارة لما وقع فيه من الخضاوي والسيئات اذا وجد فيه شيء مما لا يحبه الله سبحانه هو تعالى ولا يرضاه فينبغي ان يذكر العبد هذا الذكر على كل حال من المجالس التي يجلس فيها الناس وهي المواضع عدة لجلوسهم نعم التاسعة اعط الطريق حقه. فغض بصرك وكف الاذى ورد السلام وامر بالمعروف وانهى عن المنكر. ذكر المصنف وفقه الله الادب التاسع من الاداب العشرة فقال اعد الطريق حقه ثم ذكر حقه لما ثبت في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم ومجالس الطرقات يعني لا تتخذوا الطرق مجالس فقالوا رضي الله عنهم ما لنا بد منها نتحدث فيها يا رسول الله. يعني كان من عادة العرب ولا زال ان يتخذوا في الطرقات مجالس لانه لا يلزم ان يقصده في بيته كي يجلس معه ويتحدث. بل كانوا بايسر سبب اذا وجده في الطريق جلس يتحدث فقال صلى الله عليه وسلم فاعطوا الطريق حقه. فقالوا وما حقه يا رسول الله؟ قال غض البصر وكف الاذى السلام امر بالمعروف ونهي عن المنكر. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم خمسة من حقوق الطريق ذكر النبي صلى الله عليه وسلم خمسة من حقوق الطريق. اولها غض البصر. اي حبسه وقصره بالا يطلق حبسه وقصره بالا يطلقه. فلا يكون العبد مشركا ببصره على كل غادية ورائحة ما يطلق بصره شاف شيء اطلق بصره لا هذا خلاف الادب وكان الناس فيما سبق يلتزمون هذا التزاما عجيبا حتى لا يكاد احدهم يرفع الى الطريق واذا رأى امرأة لم يرفع رأسه ابدا لو رأى طرف سواد ما يرفع رأسه الان للاسف تجد الناس مهوب يعني يرفع بصره لا تجده يتعمد تجده يتقصد ان يلقي بصره هذا خلاف الادب وهذا فاقد للذوق العام لا تطلق بصرك على الناس غض بصره الناس لهم حرمات لهم احوال لا يحبون ان يطلع عليها احد. فمن حق الطريق ان يغض المرء بصره واكد ما يكون هذا لطالب العلم. طالب العلم ما ينبغي له ان يكثر من رفع بصره دخل رجل على بعض الصالحين كما ذكره ابن قدامة فرفع بصره الى سقفه فقال يا ابا فلان يا ابا فلان ان خشب السقف يوشك ان يسقط قال له ايش؟ خشب السقف قال ما رفعت اليه بصري منذ كذا وكذا. قال ابن قدامة كانوا يكرهون فضول النظر كما يكرهون فضول الكلام هذا ما يناظر في سطح بيته ما يناظر خلاص ما في شيء يعني حاجة تستدعي انه يقعد يناظر في السطح بيته فحبس بصره على ما ينفعه لان اطلاق البصر يولد على الانسان شرور فينبغي ان يغض بصره. وثانيها كف الاذى بالا يتعرض لاحد من الناس ولا من البهائم بشيء من الاذى. وثالثها رد السلام. فاذا سلم عليه رد سلام المسلم. ورابعها الامر بالمعروف بالحث عليه والترغيب فيه هو خامسها النهي عن المنكر بالزجر عنه والترهيب عنه. فاذا اراد ان يجلس احد في الطريق يقوم بهذه حقوق فهي من اعظم اداب الطريق التي ينبغي ان يتأدب بها من يسلك الطرقات. وهذه الاداب هي من جملة شعائر الدين التي ينبغي ان يعلم الناس اياها ويرشاد اليه الناس وحاجة الناس الى ما يتكرر عليهم في اليوم والليلة اعظم من حاجتهم مما لا يحتاجون اليه الا مرة واحدة او مرتين او ثلاث في اعمارهم. يعني تجد ربما بعض الناس يعقد دورة علمية في النكاح او دورة علمية في الطلاق. هذا نعم لكن التي يحتاجها الناس يعني كم الانسان يدرس الناس هذه الاشياء؟ اداب الطريق ينبغي ان يدرسهم مرات كثيرة ويؤكد عليهم لان النفس تغفل وتنسى وتجهل فيؤكد عليهم هذه الامور لان انتظام هذه الاحكام فيهم تستقيم هي حياتهم وعدم انتظامها وزوالها منهم يحصل به شروط كثيرة كما ترون انتم في ادب الطريقة الجهل بهذه الاحكام يجعل الناس على ما يخالف الشرع فيقعون في شر. نعم العاشر البسي الجميل من الثياب وافضلها الابيض. ولا يجاوز كعبيك سفلى وابدأ بيمينك لبسا وبشمالك خلعا تمت بحمد الله ختم المصنف وفقه الله بذكر الادب العاشر من تلك الاداب العشرة فقال البس الجميل من الثياب تميلوا من الثياب ما عظم قدره عند الناس والجميل من الثياب ما عظم قدره عند الناس وتعيينه يختلف باختلاف اعرافهم. وتعيينه يختلف باختلاف اعرافهم من بلد الى بلد ومن زمان الى ان لما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا وقال ان الله جميل يحب الجمال فاقره على ذلك وعلله بمحبة الله عز وجل للجمال ثم قال وافضلها البياض اي افضل الثياب البياض لما ثبت عند اصحاب السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بس البياض فانها من افضل فانها خير ثيابكم. وكفنوا فيها موتاكم. فافضل الاثواب هي البياض والثوب في كلام العرب اسم لكل ما ستر به الجسد اسم لكل ما ستر به الجسد هذا الثوب فيندرج فيه القميص ويندرج فيه ما يسمى عمامة وغيره هذي كلها تسمى كلها تسمى ثوبا. فالافظل ان يلبس الانسان البياض. سواء في القميص الطويل اللي عندنا الان يسمونه الثوب هذا قميص طويل لان القميص اصومه ما يلبس على اعلى على اعلى الجسد ويكون له رقبة. فصار هذا طويلا عندنا العرب كان اقصر من هذا ثم امتد حده صار على هذه الصورة. فالافظل ان يلبسه ان يجعله ابيضا. وكذلك ما يجعل على الراس مما يسمى اتفاقية او ما يسمى باشماغ او الغترة وغيرها الافضل ان يكون ابيضا. ثم قال ولا يجاوز الثوب كعبيه سفلى. لما رواه البخاري في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اسفل من الكعبين النار والمقصود لا يجاوزه حال الاختيار اما حال الاضطرار فلا يضر. يعني لو ان انسانا جلس جاوز جاوز كعبيه او ربما احيانا يركع ممن يكون ثوبه واسع ولا يكون طويل لكنه واسع. فينزل ينزل اسفل من كعبيه فهذا لا يضر. المقصود انه حال الاختيار لا ينبغي ان ينزل من اسفل الكعبين. والكعب هو العظم الناتي في اسفل القدم عند الالتقاء الساق بالقدم العظم الناتي في اسفل الساق عند التقاءها بالقدم وكل رجل لها تعبان كعب باطن وكعب ظاهر فالذي على يمين الرجل اليمنى هذا كعب ظاهر والذي على يسارها الرجل اليمنى هذا كعب باطن وكذا القول في اليسرى ثم قال وابدأ بيمينك لبسا يعني ليكن اول ما تدخل فيما يكون له جهتان ان تدخل اليمنى لقوله صلى الله عليه وسلم اذا توضأتم او لبستم فابدأوا بميامنكم. يعني اذا توضأ الانسان او لبس فانه يبدأ باليمين. رواه ابو داوود وغيره واسناده صحيح ومحل ذلك ما كان له جهتان مثل الثوب والقميص الصغير اللي يسمى فنيلة هذا يبدأ الانسان باليمين. اما ما ليس له جهة هذا ما يتكلف فيه الانسان جهة اليمنى ما ليس له جهتين مثل الطاقية اسمها هذا ليس له جهتين فيلقيه على رأسه القاء ثم قال وبشمالك خلعا اي اذا اردت ان تنزع ما من ثوب فانك تبدأ بشمالك عند الخلع. لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال اذا انتعل احدكم فليبدأ باليمنى. واذا خلع نبدأ باليسرى فلتكن اليمنى اولاهما نعلا واليسرى اولاهما خلعا. والحق بهذا الثوب فان الثوب يشارك النعل في كونهما ملبوسا. فكما ان الثوب يبدأ فيه فكما ان النعل يبدأ فيها باليمين لبس ويبدأ فيها باليسار خلعا فكذلك الثوب. يبدأ فيه باليمين لبسا ويبدأ فيه باليسار خلعا ومحله ما كان له جهتان اما ما كان من جهد واحدة هذا لا يدخله. ما يظن بعظ الناس انه اذا جا يخلع شماغه ياخذ باليسرى ينزلها مع الجهة هذي. هذا ليس شماغ وطاغية ليست فانت اخذتها من ها هنا واخذتها من ها هنا او اخذتها من ورائك او اخذتها من امامك هذه جهة واحدة لها. وبهذا تتم هذه الاداب العشرة وهي من اعظم الاداب التي ينبغي ان يتعلم طالب العلم احكامها ويؤكد على نفسه الامتثال قال لها وكذلك يعلمها كل واحد منا اهله واولاده وذريته وائمة المساجد يعلمونها الناس والخطباء يخطبون الناس فيها لانها امور عظيمة يعني تجد كل هذا كل ادب من هذه الاندية الاداب ربما مر علينا فيه عدة احاديث شوف الادب الاخير كم فيه حديث البس الجميل ان الله جميل حديث ابي مسعود في صحيح مسلم وافضلها البياض حديث البسوا البياض فانه خير ثيابكم الى اخر الجمل المذكورة فيه وورود حديث في كل جملة من جمله يدل على اهميته وعظمته في الدين واحتياج الناس اليه. وانه لا ينبغي للانسان ان يهمله. واهمال هذا من الغلط في ترك دين الله حتى يجهله الناس. تجد الناس يجهلونه مو بالناس طلاب العلم. خلى الناس طلاب العلم تجد الحين بعض طلاب العلم انت جالس كذا في غرفتك في المسجد تجد فاتحة لك الباب داخل وين يا خي؟ تعلم الادب يا اخي الشرع امر بان الانسان اذا اراد ان يدخل يستأذن حتى اهلك اهلك اذا قلت عليهم ينبغي ان تستأذن لان لا تقع عينك على شيء تكرهه منهم في حالهم او لباسهم او غير ذلك. فالانسان ينبغي له ان يهتم بالاداب ويعلم انها من دين الله عز وجل. ليست شيء زائد وشيء اخذت به ما اخذت ما اخذت لا هذا من دين محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله سبحانه وتعالى ومن ازداد ادبا ازداد من الله قربا فان الادب عنوان فلاح العبد وصلاحه كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى. وعند احمد باسناد حسن النبي صلى الله عليه وسلم قال انما عشت لاتمم مكارم الاخلاق. يعني ان الله سبحانه وتعالى بعثه ليتمم للناس اخلاقهم في المعاملات حتى تكون على اكمل وجه. نسأل الله عز يزيننا جميعا بجميل الاخلاق وكمال الاداب. اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع لمن سمع جميع ومن عليه فوت يكتب فوته كتاب الاداب العشرة بقراءة غيره صاحبنا والقارئ يكتب بقراءته صاحب فلان بن فلان بن فلان الفلاني واجزت له روايته عني اجازة عامة اجازة خاصة بمعين لمعين في معين الحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه صالح ابن عبد الله ابن حمد العصيمي يوما اضرب على كلمة ليلة يوم السبت العاشر من او الحادي عشر الحادي عشر الحادي عشر من شهر رجب سنة خمس وثلاثين بعد اربع مئة والالف في الجامع الكبير بمدينة حوطة بني تميم. هذي ترى بعدين تذكرونها. الاشياء ذي تذكرها وبعدين قد تنسى لكن تجد هذه مقيدات بعد ذلك وتذكر انك كنت في هذا البلد بعض الناس قد ينتقل. بعض الاخوان ما هم من حوضة بني تميم. فتبقى حوطة بني تميم في كتبهم. بعض الاخوان مثلا من البحرين او الكويت او الامارات فيبقى حوطة بني تميم في كتبهم. لقاؤنا ان شاء الله تعالى بعد صلاة العصر هي الكتاب الخامس وهو ثلاثة الاصول وادلتها