السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله الذي جعل الحج مقاما للتعليم. وهدى من شاء فيه من عباده الى الدين القويم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما علم الحجاج على اله وصحبه خيرة وفد الحاج اما بعد فهذا شرح الكتاب الثالث عشر من برنامج تعليم الحجاج في سنته الرابعة ست وثلاثين واربعمائة والف. وهو كتاب الاداب لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. نعم. الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على النبي المصطفى. اللهم صلي وسلم. قلتم رحمه الله تعالى وبارك الله في علمكم. بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم هداني الله واياك لاحسن الاخلاق ان من اعظم الاداب عشرة. الاول اذا المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة. ثم باشر مطالع بالامر فقال اعلم والمبادرة بالامر في اول الكلام لتعظيمه. فان الامر ابلغ الكلام في الحث على الاقبال والاخذ بما يلقى الى العبد فامر مطالع كتابه ان يعلم شيئا يذكره له ولما كانت المبادرة بالامر تثقل عادة قرنها المصنف وفقه الله بالدعاء لمن بودر بالامر فقال اعلم هداني الله واياك من الاخلاق فانا النفوس اذا دعي لها اقبلت على الداعي وان كان امرا. لان الدعاء من جملة بالاحسان الى الخلق والاحسان الى الخلق مما تستعطف به قلوبهم ويلان جانبهم. واختار وفقه الله الدعاء بالهداية فقال هداني الله واياك وكان مرجوه من الهداية هي الهداية لاحسن الاخلاق لعلو رتبتها وجلالة منزلتها وعظيم فائدتها في الدنيا والاخرة وقدم الدعاء لنفسه على لغيره لانه السنة ففي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا دعا لاحد بدأ بنفسه فاذا دعوت لاحد قدمت نفسك كقول المصنف هداني الله واياك لاحسن الاخلاق والداعي له ثلاثة احوال احدها ان يدعو لنفسه فقط وثانيها ان يدعو لغيره فقط وثالثها ان يدعو لنفسه ولغيره وكل هذه الاحوال مشروعة لكن السنة في الثالث ان يقدم الدعاء لنفسه ثم يدعو لغيره ثم قال بعد دعائه ان من اعظم الاداب عشرة فقوله من للدلالة على التبعيض فالمذكور هنا ليس كل الاداب بل نبذة منها تأتي في عدد العشرة اجمالا واختصر المصنف القول في عد عشرة اداب معللا ذلك بقوله من اعظم الاداب فلاجل عظمتها قدمت اختيارا دون غيرها والاداب جمع ادب والاداب جمع ادب والادب يقع اسما على شيئين والادب يقع اسما على شيئين احدهما اقوال وافعال والاخر ملكة قائمة بالانسان ملكة قائمة بالانسان فمن الاول مثلا قولك الصدق من الاداب والسماحة من الاداب واحتمال الاذى من الاداب ومن الثاني قولك فلان رجل ذو ادب او قولك فلان مؤدب والفرق بينهما ان الاول يتعلق بخصال الادب ان الاول يتعلق بخصال الادب والثاني يتعلق بمن طبع منها في النفس والثاني يتعلق بمن طبع منها في النفس واحسن ما قيل في الادب بالمعنى الاول انهما حمدا شرعا او عرفا انهما حمدا شرعا او عرفا قاله ابو الفضل ابن حجر العسقلاني وغيره فكل محمود شرعا او عرفا من الاقوال او الافعال يسمى ادبا واحسن ما قيل في الثاني انه اجتماع خصال الخير في العبد انه اجتماع خصال الخير في العبد قاله ابو عبد الله ابن القيم في مدارج السالكين والاداب باب من الدين عظيم وعاقبة الجهل بها وخيمة وخلو النفس منها ترد العبد الى السفل فان كمالات الانسان تتجلى بمكارم الاخلاق ومحاسن الاداب ولاجل هذا عنيت الشريعة بها حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة عند احمد انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق وكان صلى الله عليه وسلم هو قدوة الخلق في هذا فكان صلى الله عليه وسلم احسن الناس خلقا ومن الجهل المبين والغبن المستبين عدم العناية بتلقي الاداب الشرعية. وفق ما نعت في الشرع قرآنا او سنة او عملا من عمل السلف رحمهم الله تعالى واسوأ من هؤلاء من يفزع الى المدارس الغربية او الشرقية يلتمس فيها نظما نظما للاداب مما يعرف اليوم باسم البروتوكولات فان هذا اسوأ حالا من الاول لان الاول ترك ما في الشرع مع اعتقاده بحسنه وكماله. واما فانه عدل عما في الشرع ظنا منه ان ما في غير الشرع يكون انفع للناس واقوم في اخلاقهم واحق الناس بتحري باب الادب علما وعمل هم المنتسبون للعلم. فمن الجهالة التامة والسفاهة التي لا تدفع ان يكون العبد منتسبا الى العلم واهله جاهلا باداب اسلام في ابواب الدين فان الشرع اراد ان تكون لك من العبودية عبودية الادب ولابن القيم رحمه الله تعالى كلام نافع ماتع في مدارج السالكين في منزلة الادب وكان مما ذكره رحمه الله ان حسن الادب عنوان سعادة العبد وفلاحه وان سوء الادب عنوان خسارة العبد وبواره فينبغي ان يجتهد كل احد منا في تلمس الاداب الشرعية وتفهمها ومعرفة احكامها اولا ثم يجتهد بعد في العمل بها فان الاداب تكمل العبد علما وعملا وعقلا وسوء الادب يذهب بمنفعة الرجل وان اوتي ما اوتي من العبادة في نفسه او من العلم فقليل ادب مع كثير عبادة او علم لا نفع فيه وقليل عبادة او علم مع كثير ادب يرجع على العبد بجميل العائدة في الدنيا والاخرة وكلام السلف رحمهم الله تعالى في هذا كثير حتى قال الليث ابن سعد الفهم مولاهم المصري وقد اطلع يوما على اصحاب الحديث وسمع منهم جلبة فقال تم الى يسير من الادب احوج منكم الى كثير من العلم انتهى كلامه لان كثير العلم بلا ادب يضيع صاحبه وقليل علم مع الادب يحفظ صاحبه واعتبر هذا في كلمة واحدة عن سفيان عن عبد الله ابن المبارك رحمه الله لما حضر مجلس سفيان ابن عيينة فالتمس منه ان يتكلم في العلم فقال رحمه الله انا نهينا ان نتكلم بحضرة اكابرنا ثم اعتبر هذا في حال الناس اليوم من المنتسبين الى العلم الذين يتكثرون بالكلام في مجالس شيوخهم او يتعدد كلام المنتسبين الى العلم مع وجود واحد هو اكبرهم سنا. ان كان غيره اعلم منه فان الادب هو الاكتفاء بمن قدم من اهل العلم في كبر سنه. وان كان من دونه اعلم منه عند نفسه وعند الناس. لان من مقاصد الشرع حفظ جماعة المسلمين. وحفظ جماعة المسلمين يكون باقامة هذا اللزوم لها في اولي الامر وهم الامراء والعلماء ومن اقامته في حق العلماء الا يتقدم احد بالكلام بين ايديهم. واذا حضر مجلسهم كان الكلام للاكبر منهم فاعتبر شيئا واحدا مما كانوا عليه وقارنه بحالنا تعرف حقيقة الامر وان فوت العلم والعمل والهدى والصلاح والاصلاح من كثير من المنتسبين الى العلم فضلا عن غيرهم هو اهل بالاداب الاسلامية. نعم الاول اذا لقيت مسلما فسلم عليه قائلا السلام عليكم ورحمة الله وان سلم عليك فقل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ذكر المصنف وفقه الله الادب الاول من الاداب العشرة فقال اذا لقيت مسلما فسلم عليه والمراد بالقي الاجتماع مع الرؤية فان اسم اللقاء في وضع الكلام العربي يكون مشتملا على رؤية ويجري مجراه اليوم حكما ما قام مقامه كالمهاتبة فاللقاء نوعان احدهما حقيقي وهو بالاجتماع بالابدان والاخر حكمي وهو الاجتماع بمكالمة ونحوها في شرع في هذا وهذا ما ذكره المصنف بقوله اذا لقيت مسلما فسلم عليه فيختص هذا الادب بالمسلم لانه الذي له حق السلام فللمسلم على المسلم حق ثبت في احاديث عدة من جملتها قوله صلى الله عليه وسلم اذا لقيته فسلم عليه ثم قال فسلم عليه قائلا السلام عليكم رحمة الله وبركاته فيكون القاء التحية عليه سلاما بهذه الصيغة في اكمل وجوهها. وصيغة السلام لها ثلاثة انواع اولها السلام عليكم وتانيها السلام عليكم ورحمة الله وثالثها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصيغة الثالثة اعلى من الثانية والصيغة الثانية اعلى من الاولى. ثبت ذلك في ما صح عنه صلى الله عليه وسلم فالاكمل في ابتداء السلام ان تقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وانتهى السلام اليه كما صحت بذلك الاثار والاحاديث المروية في الزيادة على وبركاته لا يثبت منها شيء. والثابت في سنة السلف وفيه اثار عن ابن عباس وغيره انتهاء السلام الى قول وبركاته ثم قال وان سلم عليك اي ابتدأك غيرك بالسلام فقل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وهذا اكمل الرد فان رد بما دونه كان مسلما على من سلم عليه لكن الاكمل ان يرد بمثله او اكمل من رده والاكمل في الرد في كل ان يقول سلموا السلام عليكم ورحمة الله. وان يرد المسلم عليه وعليكم السلام ان يقول المسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وان يرد المسلم عليه وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ويفترق المبتدئ والراد في حكم سلامهما فابتداء السلام سنة ورده واجب نقل الاجماع على هذا وذاك ابو عمر ابن عبدالبر المالكي في اخرين فاذا لقيت مسلما سنة لك ان تقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وان سلم عليك مسلم فقال السلام عليك ورحمة الله وبركاته اردك السلام واجبا نعم الثاني اذا اردت الدخول على احد فاستأذن واقفا واقفا عن يمين الباب او يساره فان اذن لك دخلت وان قيل لك ارجع فارجع المصنف وفقه الله الادب الثاني من الاداب العشرة فقال اذا اردت الدخول على احد اي الولوج عليه في المكان الذي هو فيه سواء كان بيتا او مكتبا او غيرهما فلا يختص الاستئذان في الدخول عليها فلا يختص الاستئذان بالدخول على البيوت بعم كل مكان يتخذه احد موضعا له ان كان بيتا او مكتبا او غير ذلك ان لم يرفع العرف ذلك فمثلا المكاتب الادارية الحكومية الاصل فيها فتح الباب. فاذا فتح الباب وارتفع الحجاب لم تكن حاجة الى استئذان اما المكاتب التجارية الخاصة فحق اهلها استئذانهم فيها. فما وجدت فيه علة الاختصاص تعلق به ادب الاستئذان الذي امر الله عز وجل به في قوله يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتا غير حتى تستأنسوا وتسلموا على اهلها. ويكون الاستئناس الاذن بالدخول عليهم قال اذا اردت الدخول على احد فاستأذن اي اطلب الادنى بالدخول وطلب الاذن بالدخول غير السلام فالسلام قولك السلام عليكم واما طلب الاذن بالدخول فبقولك اتأذن لي او اادخل او مقام مقامهما فهما ادبان مفترقان وصار من عرف الناس في بعض البلاد اقامة السلام مقام الاستئذان ومن قواعد الشرع ان الاحكام التي تجري في المعاملات بين الناس مردها الى العرف لان الناس اعلم بما تصلح به فاذا تواطؤوا على هذا عمل به لكن كما لا في الشرعة الاسلامية والديانة المحمدية ان يسلم العبد ثم يستأذن. فيقول السلام عليكم اادخل او غير ذلك من العبارات المؤدية الى استئذان ثم قال واقفا عن يمين الباب او يساره. جزاك الله خير. واقفا عن يمين الباب او يساره كما ثبت في الحديث الصحيح فلا يستأذن واقفا قبالة الباب. لان الاذن انما جعل لاجل النظر. واذا فتح الباب والمستأذن واقف امامه لم يقع مقصود الشرع في حفظ حرمة اهل البيت استأذنت على احد اخذت ذات اليمين او ذات الشمال ولم تقف امام الباب قال فان اذن لك دخلت اي اذا سمح لك بالدخول بان يقول ادخل او نعم او تفضل او اي عبارة تجري مجرى هذه الالفاظ في معناها فانك تدخل واذا قيل لك ارجع فارجع كما قال تعالى واذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا فاذا اعتذر عن الاذن بان يقول المستأذن عليه لا استطيع او انا مشغول او غير ذلك من العبارات المؤدية للمعنى المذكور كان الواجب على العبد ان يرجع ويمتثل الامر الشرعي بان ينزع من نفسه حظها بالا ينظر الى الرد بل ينظر الى الحق فاستئذانك عليه يجعل حق الاذن له فان شاء اعطاك وامضاه وان شاء ردك والغاه. وليس لاحد في حقه مزاحمة ووجود الكراهية في النفس من منازعة الامر الشرعي فحقيقة التسليم للامر الشرعي اذا رددت ان ترجع غير ابهم بما اتفق لك اذ هو حقه. فليس لك ان تنازعه في حقه والناس لهم احوال ربما يظهر لك شيء وتخفى عنك اشياء فما خفي عنك وجبت عليك وجب عليك شرعا ان تعامله باعتبار الظاهر. فما دام مع الشرع فليس لك حق في المنازعة او ان تجد كراهية لفعله الذي فعل نعم الثالث سم الله في ابتداء اكلك وشربك قائلا بسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك واذا فرغت فالعق اصابعك وقل الحمد لله ذكر المصنف وفقه الله الثالث من الاداب العشرة. فقال سم الله في ابتداء اكلك وشربه وشربك اي اذكر اسم الله عند ارادتك الاكل والشرب. فالمراد بالابتداء ارادة الاكل والشرب. فاذا قرب منه اكل او شرب فانه مأمور ان يذكر اسم الله عليه لحديث عمر ابن ابي سلمة في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا غلام سم الله ايذكر اسم الله ووقع عند الطبراني في المعجم الكبير التصريح بالتسمية انه قال له يا غلام قل بسم الله لكن المحفوظ في الصحيحين طي التصريح بها وانه امره بجنسها. فقال له يا غلام سم الله والتسمية هي قول بسم الله فاذا اراد احد ان يتناول اكلا او شرابا قال بسم الله ولم يثبت في الزيادة عليها شيء فمنتهى التسمية عند الطعام قولك بسم الله ثم فسر هذه التسمية بقولك قائلا بسم الله على ما تقدم بيانه ثم قال وكل بيمينك لحديث عمر ابن ابي سلمة الذي تقدم وفيه وكل بيمينك فيباشر الاكل والشرب باليد اليمنى ثم قال وكل مما يليك اي مما هو ادنى اليك من الطعام فالذي يلي احدنا من الطعام هو ادناه القريب منه فيكون اكله منه كما ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمر ابن ابي سلمة الذي تقدم وفيه وكل مما يليك ومحل هذا اذا كان الطعام واحدا فاذا اجتمع قوم على طعام نحو ارز ولحم اكل كل واحد منهم مما يليه. ولم يتجاوزه الى حق غيره فان كانت المائدة فيها اصناف متعددة جاز له ان يتعدى ما يليه الى ما لا يليه فلو قدر ان الادنى منه كان ارزا ولحما وكان ابعد منه نوع اخر من الطعام كثريد ونحوه جاز له ان يأخذ من البعيد لاختلاف انواع المطعوم على المائدة قال واذا فرغت اي من الطعام فالعق اصابعك والعق الاصابع هو امرار اللسان عليها هو امرار اللسان عليها مما يسمى لحسا والادب ان يكون لعقا رفيقا لا ان يكون لعقا شديدا عنيفا فان هذا من افعال الجفاء والشرع قدر الاحكام باقدار نرجع الى الاهواء بل ترجع الى موارد العلم والادراك كالذي تقدم معنا في تقبيل الحجر الاسود. فان تقبيل الحجر الاسود يكون تقبيلا ايش لطيفا رفيقا. لماذا لانه تقبيل تعظيم وتقبيل التعظيم يكون كذلك ومن هذا الجنس تقبيل الاب والام فيكون برفق غير عنيف لا فعلا ولا صوتا ومثله اللعق فان اللعق ينبغي ان يكون رفيقا لطيفا لا ان يصحبه بصوت شديد فان هذا من افعال اهل الجفاء الغلاظ الذين لا تستقيم اذواقهم فرع الحكيم جاء بالذوق السليم ومن جملة الذوق السليم ان المطلوب منا من اللعق ليس مطلقه. بل لعق مخصوص وهو اللعق لطيف الرفيق فيلعق الاكل اصابعه او يلعقها غيره كما ثبت في الصحيح اذا فرغ احدكم من طعامه فليلعق اصابعه او يلعقها ومعنى يلعقها ان يدفعها الى من يلعقها قال الفقهاء كامرأة على وجه كزوج على وجه المؤانسة او صبي صغير على وجه الملاطفة طيب لو واحد ولده عمره ثلاثين سنة قال تعال سنة هذا صحيح الجواب لا لان هذا مما يستساغ مع الصغار ويستقبح مع الكبار فانما يفعله على الوجه الشرعي لا يجاوزه الى غيره ثم قال وقل الحمد لله يعني اذا فرغت فتناول الطعام اكلا وشربا يكون ابتدائه بالتسمية ويكون ختمه بالحمدلة لان الحمد من افضل الشكر فعند ابن ماجة من حديث جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل الشكر الحمد لله لا وافضل الذكر لا اله الا الله واسناده حسن نعم الرابع تكلم بطيب القول في خير واخفض صوتك. متمهلا في حديثك وانصت لمن كلم مقبلا عليه ولا تقاطع ولا تتقدم بين يدي الاكبر بالكلام ذكر المصنف وفقه الله الادب الرابع من الاداب العشرة فقال تكلم بطيب القول في خير امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم بالاخر فليقل خيرا فليصمت او فليصمت وقول الخير يكون بطيب القول فانت مأمور اذا تكلمت ان تتكلم بخير فان لم تقدر على الكلام بخير وجب عليك ان تصمت اي تمتنع عن الكلام ثم قال واخفض صوت اي حال تكلمك بالخير من القول ينبغي ان يكون كلامك محفوظ الصوت فتتأنق فيه بخفظه دون رفعه فيكون له صوت رفيق دون ضجيج. قال الله تعالى اغضب من صوتك اي اخفظ من صوتك فلا ترفعه لان لا تؤذي السامع او تضر بنفسك فاما ان ينزعج السامع منك فيكره كلامك وان كان خيرا واما ان واما ان يبح صوتك لمزيد رفعك اياه ثم قال متمهلا في حديثك اي متأنيا فيه ترسله شيئا فشيئا اتباعا لهديه صلى الله عليه وسلم ففي الصحيح انه كان يتكلم كلاما لو شاء العاد لعد يعني لو شاء احد ان يرصد عدد كلماته لامكنه ذلك مما يدل على ان الادب في الكلام هو ان يتمهل المتكلم في حديثه ثم قال وانصت لمن كلمك اي الق سمعك اليه فان الانصات هو القاء السمع والاقبال على المتكلم كما قال مقبلا عليه فاذا خاطبك احد كان الادب في حقك اقباله اقبالك عليه كاقباله عليك فان المتكلم لا يتكلم الى احد الا رجاء ان يلقي اليه قلبه ويصغي اليه بسمعه. فمن الادب في المخاطبة حسن الاقبال بين المتكلم والسامع ومن هذا الجنس الادب في خطبة الجمعة فان الادب في خطبة الجمعة ان تقبل على الخطيب وكان هذا هو فعل الصحابة رضي الله عنهم فكان اذا قام الخطيب على المنبر توجهوا اليه اي اقبلوا اليه من جهات المسجد فاستقبلوه بوجوههم هذا هو الادب مع الخطيب ومثله الادب مع المعلم في مجلس الدرس فان الادب معه ان تقبل عليه كما هو مقبل عليك وليس اقبال المعلم على رجل او رجلين يجلسان امامه. بل هو مقبل على ذاك ومقبل على ذاك ومقبل على مقبل على ذاك لان لهم حق التعليم وعليهم حق الاقبال الى المتكلم. فما صار عليه الناس من صنوف عجيبة واحوال غريبة من حضور مجالس العلم مع مع عدم الاقبال على المعلم تنادي بسوء الادب احقاق كثير من هؤلاء للتعزير فوالله انك لتعجب من ان ترى درسا يتكلم فيه المعلم وبجانبه هنا رجل قد اتكأ على الكرسي وولاه ظهره كيف هذا والله لا ينال العلم والله لا ينال العلم لان الناس اذا كانوا يعزون ما يعظمون من مال او ولد ان يجعلوه من لا يعزه ولا يكرمه ووالله لا يضع الله وحيه ودينه وعلم الرسالة عند احد لا يتأدب بالادب فينبغي ان يجتهد من يحضر مجالس العلم من طلاب العلم او غيرهم على اداب مجالس العلم ومن جملتها الاقبال على المعلم لان العلم عبادة وبركة العبادة في الاتباع. ومن الاتباع الاخذ بالاداب التي درج عليها اهل العلم ولما غفل الناس عن حقيقة العلم وصار اسم العلم شعارا على الشهادات او كثرة المعلومات او غير ذلك من الحالات صاروا لا يبالون باخلاق اهله فتجد المعلم على حال يرثى لها وتجد المتعلم على حال يرثى لها ثم لا اجد احدا من المتعلمين حريصا على العلم ويقول الم تعلم لا اجد احدا من المشايخ ينفعنا في العلم. وهذا وذاك حرم بركة العلم لم لم يقوما بحقه فالعلم له حق من قام به قام فيه العلم ومن لم يقم به لم يبالي الله به في اي واد هلك. فالعلم لا يورث عن الاباء والاجداد. ولا ينال بالاموال سات ولا يدرك بالاحساب والانساب وانما يدرك بحقه. فاذا اخذ بحقه بلغ العبد فيه مبلغه. واذا لم يؤخذ حقه لم يبلغ فيه مؤملة. وان كان قوي الحفظ جيدا الفهم. اذ ليس هذا معيار العلم في هذه الديانة الاسلامية. ثم قال ولا تقاطعه اي اذا تكلم اليك فمن الادب ان تجعله يمضي في كلامه دون مبادرة منك اذا قطع كلامه لان هذا هو حقيقة القيام بادب الانصات فادب الانصات يكون بالقاء سمعك واقبال قلبك عليه حتى اذا فرغ من كلامه بادرت بمفاتحته بما تشاء من القول ثم قال ولا تتقدم بين يدي الاكبر بالكلام لان الشرع جاء بتوقيد من كان اكبر منك سنا. وفي الصحيح في قصة حويصة ومحيصة ابني مسعود وعبد الرحمن وعبد الله ابني سهل لما وقع ما وقع من قتل عبدالرحمن ابن سهل في خيبر فاراد محيصة وفي رواية عند البخاري حويصة ان يتقدم بالكلام قال له النبي صلى الله عليه وسلم كبر كبر اي اسند ابتداء القول الى من هو اكبر منك فمن شعار الاسلام واهله ان يكون الكلام للاكابر ويستغنى بكلامهم عن غيرهم ودخول من دونهم في الكلام من سوء الاداب وهو الذي اذهب بهجة الاسلام وكسر شوكة العلماء عند العامة لما صار المتسببون في العلم الذين لم يريشوا بعد فيه يتقدمون بالكلام في المهمات والمدلهمات بين ايدي العلماء. واذا جلس الى العلماء وجدت في مجالسهم من ينازعهم في الكلام ولم يكن هذا هدي السلف قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى اذا رأيت الشاب يتكلم بين ايدي العلماء فلا ترج خيره يعني ما في نفع اذا رأيته يتكلم بين ايدي العلماء فلا ترجوا خيره وقال ايضا كان الرجل يطلب العلم ثلاثين سنة لا يتكلم بين ايدي العلماء واليوم احدهم يطلب العلم سنين قليلة ثم يرأس ويربع ويجعل له راية وشارة ويزاحم العلماء في الكلام في مسائل العلم ومن الجهل الجهل بمعنى لزوم الجماعة في هذا الاصل فان من لزوم الجماعة الاكتفاء بالاكابر كما يكتفى باكابر الحكام في تدبير الشؤون يكتفى باكابر العلماء في تدبير الشؤون وكان هذا الامر منضبطا ثم لما تعددت المدارس وتكاثرت الرؤوس وقعت المزاحمة للعلماء الذين يلون هذا الامر وسلامة دين العبد في ذلك. فاذا صار العبد في مقام اولئك فيما يستقبل من الايام وابتلي بقصد الناس اليه. فعند ذلك يطلب لنفسه نجاة اما مزاحمة اولئك فانها تأتي عليه باظعاف دينه. وليس احد زحم العلماء الاكب على وجهه اجلا او اجلا وليس احد استغنى بهم الا جعل الله عز وجل له الدولة من بعدهم فما يحمل بعض طلبة العلم من التقدم اليوم ليشار اليه في شيوخه ويقال انه من طلاب فلان وان فلان اثنى عليه او احال عليه لا تنفق. الدين دين الله والعلم علم الله. والامر امر الله. ولا يرفع الناس احدا ولا يخفضون احدا وفي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يرفع بهذا القرآن اقواما ويخفض به اخرين. فالرافع الخافض هو الله سبحانه وتعالى. فمن قام بامر الله اعلاه ومن ترك امر الله خفظه الله ولم ينفعه ثناء المثنين ومدح المادحين وتزكية المزكين فان الله هو الذي يزكي الخلق فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا الاخلاق الكاملة والخصال الفاضلة نعم الخامس اذا اتيت مضجعك فتوضأ ونم على شقك الايمن واتلو اية الكرسي مرة واجمع كفيك واقرأ فيهما سورة الاخلاص والمعوذتين وانفث فيهما وامسح بهما ما استطعت من من جسدك تفعل ذلك ثلاثا ذكر المصنف وفقه الله الادب الخامس من الاداب العشرة. فقال اذا اتيت مضجعك والمضجع هو ايش يقول الاخ المضجع هو موضع النوم ها ايش المضجع نوم الليل كيف المضجع نوم الليل ايش فراشك الذي تنام عليه في راسي ولا فراشك والمضجع موضع النوم بالليل فلا يسمى غيره مضجعا والعرب لا تعرف اسم المضجع الا في نوم الليل. واما في نوم النهار فانه فانهم يسمونه مقيلا. فانهم يسمونه مقيلا قال اذا اتيت مضجعك اي موضع نومك من الليل فتوضأ فلا يشرع ما يذكر بعد الا في نوم الليل قال فتوضأ اي وضوءا كاملا كوضوئك للصلاة ونم على شقك الايمن اي جنبك الايمن. واتلوا اية الكرسي. اية الكرسي وهي قوله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم الى تمام الاية التي تقدمت معنا في اذكار ايش؟ في اذكار الصلوات المكتوبات. وذكرنا ان من فضلها ما جاء في حديث ابي امامة عند النسائي باسناد حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ اية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يكن بينه وبين ان يدخل الجنة الا الموت قال واجمع كفيك اي اجعل احداهما ازاء الاخرى اجعل احداهما ازاء الاخرى اي بجانبها ولا يسمى وضع احدى اليدين في الاخرى جمعا بل يسمى ضمة بل يسمى ضما فالجمع الوارد في الحديث المراد به ان يجعل احداهما ازاء الاخرى قال واقرأ فيهما سورة الاخلاص والمعوذتين وسورة الاخلاص هي سورة قل هو الله احد والمعوذتين هما قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس فتجمع كفيك وتقرأ هذه السورة الثلاث قال وانفث فيهما والنفث هو اخراج هواء مصحوب بريق لطيفة من الفم. اخراج هواء مصحوب بريقة بريق لطيفة من الفم فالنفذ يجمع ثلاثة امور احدها الهواء وتانيها قرنه بريق لطيفة وثالثها كونه من الفم كونه من الفم فلو اخرج هواء وحده سمي ايش؟ نفخا ولو اخرجه من غير الفم كاخراجه من الانف لم يسمى نفخا اتفاقا فلا يكون النفت الا ما جمع هذه الحقيقة ولابد من وجود ريق لطيفة اي خفيفة حتى يصدق عليه اسم النفث. قال وامسح بهما ما استطعت من جسدك فاذا جمعت كفيك بدأت بالقراءة فاذا فرغت من القراءة نفثت لان مقصود النفث هو ايصال بركة الريق في المقارن القرآن الى اليدين لان مقصود النفث هو ايصال بركة الريق المقارن القراءة اذا الكفين وعكسه لا توجد فيه العلة. فلو انه نفث ثم قرأ لم يكن ذلك موافقا الامر والرواية التي عند البخاري ظاهرها انه ينفث ثم يقرأ هي كقوله تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله اي اذا اردت قراءة القرآن فاستعذ بالله. لا انك تقرأ ثم تستعيذ قال تفعل ذلك ثلاثا اي تجمع كفيك ثم تقرأ سورة ثلاث ثم تنفث ثلاثا ثم تمسح جسدك بكفيك. ما اقبل منه من وجه ورأس وصدر وبطن وفخذين ولا تتكلف ما لا يقبل منك فان الوارد في السنة النبوية هو مسح من فعل ذلك ما اقبل من جسده مما يستطيع لا ان يتتبع اجزاء جسده في مسها بكفيه ثم اذا فعلها مرة اعادها ثانية ثم اعادها ثالثة. نعم السادس اذا عطست فغط وجهك بيديك او بثوبك اذا عطست فغطي وجهك بيدك او بثوبك واحمد الله فان شمتك احد فقال يرحمك الله. فقل يهديكم الله ويصلح بالكم ذكر المصنف وفقه الله الادب السادس من الاداب العشرة. فقال اذا عطست والعطاس صوت يخرج من الخيشوم مع هواء شديد والعطاس صوت يخرج من الخيشوم مع هواء شديد فاذا صدر منك هذا الصوت فالادب فيه هو المذكور في قوله فغطي وجهك. ايستر وجهك لتمنع نفوذ اثر هذا العطاس بالهواء حولك وتكون تغطية الوجه بيدك والاكمل ان تكون بيدك اليسرى لان اثر العطاس مستقذر طبعا وان لم يستقذر شرعا فان المخاطئ من المستقذرات الطبعية اتفاقا وان لم يكن نجسا وقاعدة الشرع في المستقذرات الطبعية او الشرعية تناولها بايش باليد اليسرى قال او بثوبك كطرف عمامتك فاذا عطست ان شئت سترت وجهك بيدك اليسرى وان شئت اخذت طرف عمامتك او فجعلته على وجهك قال واحمد الله اي قل الحمد لله فان شمتك احد وفسر التشميت بقوله فقال يرحمك الله فقل اي جوابا له يهديكم الله ويصلح بالكم فادب العطاس يقترن به ذكر في حق العاطس وحق سامعه فاما ذكر العاطس فهو حمد الله بان يقول الحمد لله واما ذكر سامعه فهو ان يقول يرحمك الله فاذا قال سامعه ذلك اجابه بقوله يهديكم الله ويصلح بالكم. نعم السابع رد التثاؤب ما استطعت وامسك بيدك على فيك ولا تقل اه اه ذكر المصنف وفقه الله الادب السابع من الاداب العشرة فقال رد التثاؤب ما استطعت والتثاؤب خروج الهواء من الفم دون نفخ خروج الهواء من الفم دون نفخ فهي حال تعتري الانسان فيخرج منه الهواء دون نفخ فلا يحتاج الى قوة دافعة منه وهو مأمور عند خروج الهواء منه في هيئة التثاؤب ان يرده ما استطاع. والمقصود بالرد ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ليكرظوا ما استطاع اي ليحبسه ما استطاع. فان امكنه ان يشد على نفسه بمنعها من فهو اكمل فان غلبه ولم يستطع رده فالادب فيه هو المذكور في قوله وامسك بيدك على فيك اي اجعل يدك على فيك عند صدور التتاؤ منك وهل الاكمل امساك ذلك بيده اليمنى او امساكه بيده اليسرى بيده اليسرى لماذا لانه من الشيطان يقول الاخ الاكمل ان يكون باليد اليسرى لانه من الشيطان ايش باليمنى لماذا من اليسرى لانه من المستحضرات الطبعية ما هو المستقذر هنا ايش البخار الذي يصدر من جوفه طيب هل كل تثاؤب يصدر منه ما يستقذر ام يكون من التثاؤب ما لا يستقذر ما رأيكم بيده اليمنى لماذا ايش طيب باليد اليسرى ما فيش ايضا شيء لابد فقهي ايش لانه منهي عنه فيكون باليد اليسرى ها لماذا الاظهر انه يكون باليد اليسرى لانه يقترن غالبا بما يستقذر لا نقول يقترن بما يستقظى لكن لانه يقترن غالبا بما يستقذر من ريح الجوف او الفم ويكون ذلك بظهر يده. لا باطنها فيجعل ظهر يده اليسرى على فيه لينفي هذا القذر عن باطن كفه الذي قد يباشر به شيء ينفعه قال ولا تقل اه اه وهذان حرفان يصدران عند التمادي في التثاؤب فاذا طغر وبوفاه فيه صدر منه هذا الصوت ومثل هذا لا يمثله المعلم ولا يتمثله الم تعلم لانه حال نقص لانه حال نقص فلا يليق المعلم ان يقول هكذا ثم يفغر فمه فاعلا ذلك ولا ان يقول ولا ان يقول بين يدي الطلبة من يفعل هذا لانه حال نقص واذا اردت ان تبحث عنه فما عليك الا الضان في جنبات الدروس اذا مالت الرؤوس. لترى اولئك المتثاؤبين متثائبين على هذه الحال نعم الثامن اذا انتهيت الى مجلس فسلم واجلس حيث ينتهي المجلس ولا تجلس بين الشمس والظل ولا تفرق بين اثنين الا باذنهما ولا تقم احدا من مجلسه وافسح لمن دخل واذكر الله فيه واقله كفارته فسقوله كفارته احسن الله اليكم. واقله من القلة يعني واقله كفارته. نعم واذكر الله فيه واقله فارته فتقول سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. ذكر المصنف وفقه الله الادب الثامن من الاداب العشرة فقال اذا انتهيت الى مجلس اي اذا سرت اليه وبلغته فسلم على ما تقدم من ادب تنام قال واجلس حيث ينتهي المجلس فالادب الكامل ان يجلس الى المقام الذي انتهى اليه المجلس وكانت العرب اذا جلست انضم بعضها الى بعض فيكون هذا الادب محله ما كان على سنن العرب من المجالس اما المجالس التي صار في عرف كثير من الناس اليوم بان يجلس هذه ناحية وذاك في ناحية وثالث في ناحية فان هذا الادب لا يكون فيها. لاتساع المجلس لكن اذا دخل على مجلس ينضم اهله بعضهم الى بعض فانه ينتهي في جلوسه الى ما وقف عليه المجلس قال ولا تجلس بين الشمس والظل لثبوت النهي عن ذلك فثبت النهي عن مجلس بين الشمس والظل اي بان يكون بعضك في الشمس وبعضك في الظل ومن هذا الجنس والله اعلم المخللات من اماكن الجلوس اي التي ينتابها شيء من الشمس والظل فانه يكون من جنس الجلوس بين الظل والشمس لكن يتأكد فيما تميز من الظل والشمس بان يكون بعضك في هذا وبعضك في ذاك قال ولا تفرق بين اثنين الا باذنهما اي لا تجلس مفرقا بين اثنين الا بطلب الاذن منهما فان اذن لك اجلس وان لم يأذن لك فلا تجلس ومحل هذا في المجلس الذي هو حق لهما وجلسا اليه لاجل منفعتهما كاثنين يتعدتان فجلسا في مجلس وجعلا بينهما موضع جلوس فلا تجلس فيه الا باستئذانهما وان كان مجلسا عاما كمقاعد الدراسة الجامعية او مقاعد قاعات المحاضرات وغيرها فان الحق هنا ليس بين الجالسين ما لم يتحدث ويرتبط بصلة بينهما اما ان كان المجلس عاما مفتوحا فيكون الجلوس فيه مفتوحا لا يتحقق فيه حق هذا او ذاك بالجلوس ما لم يتعمد اثنان ان يجلسا الى بعضهما في هذا المجلس العام فيكون ما بينهما حق لهما يستأذنان فيه ثم قال ولا تقم احدا من مجلسه اي لا تأمر احدا بان يقوم من مجلسه لتجلس في موضعه كما ثبت ذلك في الصحيح لكن ان قام لك احد على وجه الاكرام دون اقامة منك كان هذا جائزا فلو اراد احد اكرامك وتنحى عن مجلسه لتجلس فيه فان هذا من اكرامك والمكرم بشيء في مجلس غيره الادر حقه ان يلزم ما اراده مكرمه لا ان ينازعه فيه فانه لم يفعل هذا الا اكراما لك. فتطييب نفسه قبول اكرامه قال وافسح لمن دخل اي توسع لمن دخل ليتسع المجلس للداخلين ثم قال واذكر الله فيه. اي اذا جلست مجلسا فلا تغفل عن ذكر الله عز وجل لما ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا فيه اسم الله الا كان عليهم يوم القيامة كرة يعني حسرة ونقصا قال واقله كفارته اي اقل ما يكون به ذكر الله هو كفارة المجلس وهي سبحانك اللهم وبك الى تمام ذكر المعروف طيب كيف يسمى هذا الذكر كفارة وفي الحديث الوارد في ذلك فان كان مجلس سوء كان كفارة له. وان كان مجلس خير كان كالخاتم كالطابع عليه نعم هو اذا كان مجلس سوء يكون كفارة واذا كان مجلس خير كان كالطابع لكن لماذا سماه الفقهاء كفارة المجلس طيب لماذا سمي كفارة طب واذا كان مجلس خير لا رجل ورجل جلس يقرأ عليه قرآن ما قلنا نقول سبحان الله ما في اشكال لكن لماذا سمي كفارة احسنت لان لانه باعتبار عامة مجالس الخلق يحصل فيها النقص فتفتقر الى التكفير. فقيل فيه كفارة المجلس ولا يقال حينئذ كما قاله بعضهم انه لا يكون سنة الا في المجلس الذي خلط فيه سوء بخير بل الحديث فيه انه يؤتى به في هذا وفي هذا. نعم التاسع اعطي الطريق حقه فغض بصرك وكف الاذى ورد السلام. وامر بالمعروف وانهى عن المنكر ذكر المصنف وفقه الله الادب التاسع من الاداب العشرة فقال التاسع اعط الطريق حقه بما في حديث ابي سعيد في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم ومجالس الطرقات اي اجتنبوا الجلوس في الطرقات فقالوا ما لنا بد من مجالسنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم فاعطوا الطريق حقه ثم ذكر المصنف وفقه الله خمسة امور من حق الطريق اولها غض البصر والمراد بغض البصر حبسه وعدم اطلاقه حبسه وعدم اطلاقه وتانيها كف الاذى بالا يتعرض بشيء منه لانسان ولا لغيره بان لا بشيء منه لانسان ولا لغيره وثالثها رد السلام فاذا سلم عليه رد سلام المسلم ورابعها الامر بالمعروف بالحث عليه والترغيب فيه. وخامسها النهي عن المنكر. بالزجر عنه والترهيب منه فاذا جلس احد في طريق او سلكه وجب عليه ان يأتي بحقه ومن حقه هؤلاء المذكورات وهن اعظم ما يدور في حق الطريق. نعم العاشر البس الجميل من الثياب وافضلها الابيض ولا يجاوز كعبيك سفلا وابدأ بيمينك لبسا وبشمالك خلعا تمت بحمد الله ختم المصنف وفقه الله الاداب العشرة بهذا الادب فقال العاشر البسي الجميل من الثياب والجميل من الثياب ايش ها الابيض ما كان جميلا ايش ما كان على هدي النبي صلى الله عليه وسلم من قميص وكان هذا قليلا اكثر لباسه كانت اردية وازر. قليل القميص في زمانهم مع اين الذي كان سيجيب يعني قربت شوي ما كان يكسو بهاء اي ما عظم من الثياب عند الناس والجميل من الثياب ما عظم منها عند الناس فان هذا امر موكول الى العرف فالثوب الذي يرتديه ناس في بلد ويكون عندهم جميلا لتعظيمه يكون عند اخرين على خلاف هذا. فالجميل من الثياب ما عظم عند الناس منها ومعيار تعظيمه العرف الجاري فانه يوكل العرف فانه يوكل تقدير اللبس جمالا وبهاء وصلاحا اذا اعراف الناس ذكره الشاطبي وغيرهم قال وافضلها الابيظ اي افضل الثياب في الجمال هو الابيض للامر به في قوله صلى الله عليه وسلم البسوا البياض. رواه اصحاب السنن واسناده صحيح قال ولا يجاوز كعبيك سفلا اي لا يتعدى كعبيك سفلى والكعب اسم للعظم الناتئ في اسفل الساق عند القدم. العظم الناتئ في اسفل الساق عند القدم وكل قدم لها كم كعب وكل قدم لها كعبان عند جمهور اهل اللغة وهو الصحيح احدهما كعب ظاهر وهو الواقع في الجهة الخارجية والاخر كعب باطن وهو الواقع في الجهة الباطنة من القدم فينتهي لبس الثوب آآ الكعبين ولا يجاوز الكعبين سفلا. لحديث ما اسفل من الكعبين ففي النار رواه البخاري قال وابدأ بيمينك لبسا وبشمالك خلعا اي اذا شرعت في لبس ثوبك بدأت باليمين لحديث اذا توضأتم او لبستم فابدأوا بميامنكم. رواه ابو داوود وغيره. فتبدأ بالجهة اليمنى ثم تتبعها اليسرى اذا لبست ثم قال وبشمالك خلعا اي اذا اردت نزع ثوبك فتبدأ بالشمال فتنزعه الحاقا للثوب بما ورد في النعل ففي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا انتعل احدكم فليبدأ باليمين اذا خلع فليبدأ باليسرى ومحل البداءة باليمين لبسا وباليسار خلعا ما كان موصوفا بالجهتين من اللباس اما ما لم يكن فلا يدخل في هذا كالطاقية مثلا او كالعمامة مثلا فهما لا يوصفان بيمين ولا يسار فكيف ما القيت هذا او ذاك عليك لم يكن مندرجا في هذا لكن مثل القميص او ما يسمى اليوم باسم الثوب فهذا يجري فيه اليمين والشمال والثوب في لسان العرب ايش ها الثوب اللي ايش ارفع صوتك ما لبسته على جسدك طيب هذي ثوب على جسدك وراسك مو من جسدك ما يستر الجسد طيب والراس ما تلبسه مرة بعد مرة يعني واللي على الرأس او على القدمين الجورب طيب يدخل فيه هذا الذي فوق رأسك والجواب ان التوبة في كلام العرب اسم لكل ما غطي به شيء من الجسد هذا الثوب عند العرب. ولذلك العرب تسمي القميص ثوبا. وتسمي العمامة ثوبا. فكل شيء غطى شيئا من الجسد على صلاة عليه هذا يسمى ثوبا ويجري فيه الحكم في اليمين والشمال على ما سبق تفصيله. وبهذا نكون بحمد الله قد فرغنا من الكتاب الثالث عشر اكتبوا طبقة سماعه سمع علي جميع لمن سمع جميعه. سمع علي جميع الاداب العشرة بقراءة غيره. صاحبنا فلان بن فلان بن فلان فتم له ذلك في مجلس واحد الميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين في معين والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه صالح ابن عبد الله ابن حمد العصيمي ليلة الخميس الثالث من ذي الحجة سنة ست وثلاثين واربع مئة والف في المسجد الحرام بمدينة مكة المكرمة ونكون بحمد الله قد فرغنا من برنامج تعليم الحجاج في سنة الرابعة وموعدنا ان شاء الله تعالى معكم فيه في السنة القادمة باذن الله تعالى ما انتهى الدرس يا اخوان ما انتهى الدرس ما انتهى يا اخوان استريحوا استرحوا الله يجزاك خير وقد اجزت لكم رواية هذه الكتب عني باسانيدها. مما ذكر هنا او ما عرفتم من اسناد لي فهي اجازة خاصة بهذه المصنفة فمن سمعها كلها فهو سماع واجازة. ومن سمع بعضها وفاته بعض رواها بالاجازة بقي من القول الذي نختم به اننا نبتدأ ان شاء الله تعالى من فجر يوم الجمعة برنامجا علميا في مسجد شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى في حي العزيز بدءا من الفجر لمدة اربعة ايام وسنواصل فيه الاجابة عن الاسئلة التي لم نجب عليها