الله الذي جعل الدين يسرا بلا حرج والصلاة والسلام على محمد المبعوث بالحنيفية السمحة دون عوج. وعلى اله وصحبه ومن على سبيلهم درج. اما بعد فهذا شرح الكتاب العاشر من المرحلة الاولى من برنامج تيسير العلم في سلفه الثانية وهو كتاب الاربعين في قواعد الاسلام ومباني الاحكام ام المشهور لقبا بالاربعين النووية للحافظ يحيى بن شرف النووي رحمه الله وهو الكتاب الثامن في التعداد العام لكتب برنامج وقد انتهى بنا البيان الى قوله الحديث العشرون. نعم. احسن الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فقال النووي رحمه الله تعالى الحديث العشرون عن ابي مسعود عقبة ابن عمر الانصاري البدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. رواه البخاري قوله ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اي مما اثر من كلام الانبياء السابقين. وصار محفوظ بين الناس يتناقلونه جيلا بعد جيل. وقوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت له معنيان صحيح ان احدهما انه امر على ظاهره. والمعنى اذا كان اذا كان ما تريد فعله مما لا يستحيا منه لا من الله ولا من الناس اسمع حينئذ ما شئت فلا تثريب عليك. والثاني انه ليس من باب الامر الذي تقصد حقيقته والقائلون بهذا القول يحملونه على معنيين احدهما انه امر بمعنى التهديد والوعيد اي اذا لم يكن لك حياء فاصنع ما شئت فانك تلقى ما يكرهك والاخر انه امر بمعنى الخبر. اي اذا لم تستحي واصنع ما شئت فان من كان له حياء منعه من فعل القبائح ومن لم يكن له حياء لم منها فهو خبر عن الناس وما يصنعونه. بحسب ما لكل من الحياء احسن الله اليكم. الحديث الحادي والعشرون عن ابي عمرو وقيل ابي عمرة سفيان بن عبدالله رضي الله عنه انه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك. قال قل امنت بالله ثم استقم. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه الا انه قال في النسخ التي بايدينا قل امنت بالله فاستقم. فجعل الفاء بدل ثم وفي لفظ له احدا بعدك. وحقيقة الاستقامة طلب اقامة النفس على الصراط مستقيم طلبوا اقامة النفس على الصراط المستقيم الذي هو الاسلام كما ثبت تفسيره في حديث النواس ابن سمعان الذي اخرجه احمد بسند حسن وهو عند الترمذي الا ان الا ان اسناده ضعيف. فالمستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام المتمسك بها باطنا وظاهرا. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثاني والعشرون عن ابن عبد الله الانصاري رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان او احللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة؟ قال نعم رواه مسلم. ومعنى حرمت الحرام اجتنبته. ومعنى احللت حلال فعلته معتقدا حلة قوله واحللت الحلال اي اعتقدت حله. وقيد الفعل الذي ذكره المصنف فيه نظر لتعذر احاطة العبد بافراد الحلال فعلا لكثرتها. والواجب على العبد اعتقاد حلها فقط. لا تعاطيها جميعا وقوله وحرمت الحرام اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه. فلا بد من هاتين المرتبتين جميعا الاعتقاد للحرمة والاجتناب للمحرم. ففي عبارة المصنف قصور لانه خصه بالاجتناب دون اعتقاد الحرمة. واهمل ذكر الزكاة والحج حديث وهما من اجل شرائع الاسلام الظاهرة واحسن ما يقال ان ذلك وقع باعتبار حال السائل فلم يكن من اهلهما فسقطتا في حقه. فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم من حاله انه لا مال له فيزكيه ولا قدرة له على الحج فيحج. فقوله ولم ازد على ذلك شيء اادخل الجنة؟ قال نعم فيه بيان ان هذه الاعمال من موجبات الجنة. اما بالدخول فيها ابتداء او المصير اليها انتهاء بحسب اجتماع الشروط وانتفاء الموانع كما يدل عليه مجموع النصوص المنقولة نعم احسن الله اليكم الحديث الثالث والعشرون عن ابي مالك الحارث ابن عاصم الاشعري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض. والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء. والقرآن حجة لك او عليك كل الناس يغدو فدائع نفسه فمعتقها او موبقها رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم بهذا اللفظ لكن في النسخ التي في ايدينا وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماوات والارض بدل ما بين السماء والارض فلعل اللفظ الذي ساقه المصنف هو المسموع له في رواية صحيح مسلم وقوله الطهور شطر الايمان بضم الطاء من الطهور يراد به فعل الطهارة وهو التطهر والشطر هو النصف. وهذه الجملة لها معنيان صحيح ان الاول ان المراد بالطهارة هنا الطهارة الحسية. المعروفة عند الفقهاء. وفي المراد بالايمان حينئذ قولان. احدهما انه الصلاة. لان الله سماها ايمانا كما قال تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم. اي صلاتكم. والاخر شرائع الدين وتكون طهارة حسية تطهيرا للظاهر. وسائر شرائع الدين وخصال الايمان تطهيرا للباطن والمعنى الثاني ان المراد بالطهارة هنا الطهارة المعنوية التي هي طهارة القلب من نجاسة الشهوات والشبهات والتطهر منها موقوف على الكف عنها. اي تركها. وتخلية قلبي من تلك النجاسة شطر الايمان والشطر الاخر تحليته بما فيه قوته وصلاحه مما امر العبد فعله وجاء التصريح في بعض الروايات بما يدل على ان الطهارة في الحديث هي الطهارة الحسية جرى عمل كبار الحفاظ في تصانيفهم كمسلم ابن الحجاج والنسائي وابن ماجه حيث ادخلوا هذا الحديث في كتاب الطهارة فتفسير الجملة المذكورة بالمعنى الاول اليق وان المراد بالطهارة في الحديث الحسية فيكون الايمان اما الصلاة على قول واما شرائع الدين على قول اخر وقوله سبحان الله والحمد لله تملأ او تملآن ما بين السماء والارض هكذا على الشك فيما يملأ ما بين السماء والارض هل هو الكلمتان معا؟ او احداهما؟ فعلى الاول يكون المعنى ان سبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والارض. وعلى المعنى الثاني يكون سبحان الله بمفردها ما بين السماء والارض والحمد لله بمفردها تملأ ما بين السماء والارض قد وقع في رواية النسائي وابن ماجه والتسبيح والتكبير ملء السماء والارض. وهذه الرواية اشبه بالصواب كما ذكره ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم وهو كذلك رواية ودراية فاما الرواية فلان رواية النسائي وابن ماجه اصح طريقا واوثق رجالا احفظوا رواية الحديث بهذا اللفظ والتسبيح والتكبير يملأ او ملء السماء والارض واما الدراية فلان فملئ الميزان اعظم مما يملأ ما بين السماء والارض. فكيف تكون الحمد لله على الانفراد تملأ الميزان ثم مع الاقتران بالتسبيح تملأ ما بين السماء والارض الذي هو دون ملء الميزان. فالاظهر تقديم الرواية التي وقعت عند النسائي وابن ماجة. وقوله والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء تمثيل لقدر هذه الاعمال بمقادير الانوار. فهذه الاعمال الثلاثة كلها لها نور ولكنها متفاوتة في قدره فلكل منها ما يختص به ما يختص بها منه. فالصلاة نور مطلق والصلاة والصدقة برهان وهو الشعاع الذي يلي وجه الشمس محيطا بقرصها والصبر ضياء وهو النور الذي يكون معه حرارة واشراق دون فالاعمال المذكورة متدلية في مقدار نورها. بتقديم الصلاة في عظمته ودونها الصدقة ودونهما الصبر فمنفعة هذه الاعمال للروح كمنفعة هذه الالوان للجسد فالنور اكمل من البرهان والبرهان اكمل من الضياء وهكذا فالصلاة اكمل الصدقة والصدقة اكمل من الصبر. ووقع في بعض نسخ صحيح مسلم في هذا الحديث والصيام ضياء. وهو للصبر لانه فرض من افراده. واشتهرت نسبة الصيام من الصبر بما فيه من الامساك والمشقة للنفس بفضمها عن مألوفاتها. وقوله كل الناس يغدو فبائع نفسه او موبقها غدو هو السير في اول النهار. والمعنى ان كل الناس يسعى خلوهم ساع في عتق نفسه ومنهم ساع في ايباقها. وهو اهلاكها. فمن من سعى في طاعة الله اعتق نفسه من العذاب ومن سعى في معصية الله فقد اوبق نفسه بما تستحق من العذاب. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الرابع والعشرون عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه عز وجل انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم. يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكه يا عبادي لو ان اول شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل ورجل واحد ما نقص ذلك من ملكه شيئا. يا عبادي لو ان ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر. يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. رواه مسلم. اخرجه مسلم بهذا اللفظ. واوله في النسخ التي بايدينا فيما روى عن الله تبارك وتعالى وقوله تعالى يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي الحديث فيه بيان حرمة الظلم من جهتيناهما ان الله حرمه على نفسه. فاذا ما كان محرما على الله مع كمال قدرته وملكه فحرمته على العبد اولى مع ظهور عجزه وقصور ملكه. والاخرى ان الله جعله بيننا محرما نهى عنه نهي تحريم والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه كما حققه ابو العباس ابن تيمية في بحث طويل له في شرح هذا الحديث لان حقيقة الظلم فيها مآخذ متفرقة وكلام ابي العباس في هذا الكتاب من احسن كلام من تكلم في تحقيق هذا معنى وقوله فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه له معنيان صحيح ان الاول ان من وجد خيرا في الدنيا فليحمد الله على ما عجل له من جزاء عمله الصالح. ومن وجد غير ذلك فهو مأمور بلوم نفسه على الذنوب التي وجد عاقبتها في الدنيا. فتكون الجملة على ارادة الامر مبنى ومعنى والثاني ان من وجد خيرا في الاخرة فانه يحمد الله عليه. ومن وجد غيره فانه يلوم نفسه ولاة مندم. فتكون الجملة في صورة الامر مرادا بها الخبر. فهو خبر عما تؤول اليه حال حينئذ ممن عمل خيرا او شراء. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الخامس والعشرون عن ابي ذر رضي الله عنه ان ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما يصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم. قال اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ ان بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة. وامر بالمعروف صدقة ونهي عن عن منكر صدقة وفي بضع احدكم صدقة. قال يا رسول الله اياتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟ قال ارأيتم لو وضعها في حرام اكان عليه فيها وزر؟ فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر. رواه مسلم. اخرجه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ. ورواه في موضع اخر بزيادة في اوله واخره. وقوله اهل الدثور اي اهل الاموال وقوله اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون الحديث فيه بيان ان الصدقة شرعا اسم جامع لجميع انواع المعروف والاحسان اسم جامع لجميع انواع المعروف والاحسان وحقيقتها ايصال ما ينفع. والصدقة من العبد نوعان ايضا. احدهما صدقة مالية والاخر صدقة غير مالية. كالتسبيح والتكبير والتحميد والتهليل والامر بالمعروف النهي عن المنكر وقوله وفي بضع احدكم صدقة البضع بضم الباء الموحدة كلمة بها عن الفرج وقوله ارأيتم لو وضعها في حرام الى اخره ظاهره ان العبد يؤجر على اهله ولو لم ينوي شيئا بقضاء شهوته. والمعتمد انه مقيد بالنية. للادلة قلة المتظاهرة في ذلك وانه لا اجر على مباح الا بنية الاحاديث المطلقة على الاحاديث المقيدة التي تفيد ان الثواب لا يقع الا على لا يقع على المباح الا اذا اقترنت به نية صالحة في القربة وهو قول جمهور اهل العلم ووقع في الرواية المختصرة في اخره عند مسلم ويجزئ من ذلك ثاني يركعهما من الضحى. وسنذكر وجه الاجزاء في الحديث الاتي. نعم. احسن الله الحديث السادس والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه بصدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة. وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف والسياق المثبت بلفظ مسلم اشبه لكن عنده تعدل بين الاثنين معرفا وليس في روايته اثبات حرف الجر في قوله وبكل خطوة بل لفظه وكل خطوة ولفظ البخاري قريب منه. وقوله كل سلامى السلامى المفصل وعدة المفاصل في الانسان ستون وثلاث مئة. كما وقع التصريح وبه في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها والمراد ان اتساق العظام وسلامة تركيبها نعمة توجب التصدق عن كل مفصل منها ليحصل اداء شكرها في كل يوم فاطلع فيه الشمس ومقتضى هذا ان الشكر بهذه الصدقة واجب على العبد كل يوم. والتحقيق ان الشكر له درجة الاولى درجة فريضة وجماعها الاتيان بالفرائض واجتناب المحارم. فهذا شكر المفروض لازم للعبد في كل يوم. والثانية درجة النافلة. وجماعها التقرب بفعل النوافل مقابل وترك المكروهات. وهذه درجة نافذة على العبد. وقد تقدم فيما سبق انه يجزئ عن الانواع المتقدمة بهذا الحديث ركعتان من الضحى كما وقع في الرواية المختصرة المتقدمة عند مسلم ويجزئ من ذلك ركعتان من يركعهما من الضحى وانما كانت الركعتان مجزئتين عن ذلك كله لوقوع استعمال هذه المفاصل كلها في الصلاة. فمن صلى ركعتين جميعا فقدها حرك جميع مفاصله ويكون تحريكها بتلك العبادة كافيا لشكر النعمة المسداة وانما خص القيام بشكر هذه النعمة باجزاء ركعتين من الضحى لان الضحى وقت غفلة. فالناس مقبلون على طلب مصالحهم في الدنيا. ومن قواعد العمل تعظيمه وقت الغفلة. ولهذا نظائر في الشريعة نعم احسن الله اليكم. الحديث السابع والعشرون عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم. وعن وابسة بن معبد رضي الله عنه انه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم. قال استفت قلبك. البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك. حديث حسن رويناه فيه رويناه في مسندي الامامين احمد ابن والدارمي باسناد حسن. هذه الترجمة بالحديث السابع والعشرين تجتمع على حديثين لا حديث واحد وبادراجهما في ترجمة واحدة صار عدد احاديث الكتاب باعتبار تراجمه اثنين واربعين حديثا وباعتبار حقيقة من طوى عليه زيادة حديث واحد وهو حديث المقرون بحديث النواس فتكون عدتها تفصيلا ثلاثة واربعين حديثا. فاما حديث النواس فهو عند مسلم بهذا اللفظ. ووقع في رواية له الاثم ما حاكى في صدرك واما حديث وابسة رضي الله عنه فرواه احمد في المسند والدارمي في المسند الجامع باسناد ضعيف واللفظ المذكور لسياق الدارمي اقرب. ورواه الطبراني في معجم الكبير والبزار في المسند من وجه اخر عنه ولا يثبت ايضا لكن له شاهد من حديث ابي ثعلبة الخشني رضي الله عنه عند احمد والطبراني في الكبير وجود اسناده ابن رجب في جامع العلوم والحكم. فالاشبه ان حديث وابسة حديث حسن لشاهده عن ابي ثعلبة الخشني وقوله البر حسن الخلق فيه تعريف البر باعتبار حقيقته. ويأتي في حديث وابسة تعريفه باعتبار اثره وثمرته والبر يطلق على معنيين. الاول الاحسان الى الخلق في المعاملة. والثاني كن لجميع الطاعات الظاهرة والباطنة. فيشمل المعنى الاول وزيادة والخلق كما تقدم يقع على هذين المعنيين. وقوله الاثم وحاكى في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس فيه بيان علامة من اثار الاثم زائدة على ما في حديث الاتي بعده وهي كراهية اطلاع الناس عليه لاستنكارهم له. فصار الاثم باعتبار اثره له مرتبتان الاثم باعتبار اثره له مرتبتان الاولى ما حاك في النفس وتردد في القلب وكرهت ان يطلع عليه الناس. وهذه المرتبة سورة في حديث النواس ووابسطة رضي الله عنهما معا والثانية ما حاك في النفس وتردد في القلب وان افتاه غيره انه ليس باثم وهي المذكورة في حديث وبسطة وحده والمرتبة الثانية اشد على صاحبها من سابقتها. لان الاولى ربما امتنع منها العبد لاجل الناس خشية اطلاعهم على اما الثانية فانه يجد في الناس من يزين له بغيته ولا يعد ذلك اثما اصلا تقدم هو تعريف للاثم باعتبار اثره. اما باعتبار حقيقته فان الاثم هو ما بطأ بصاحبه عن الخير واخره عن الفلاح هو ما بطع بصاحبه عن الخيل واخره عن الفلاح. وقوله في حديث استفت قلبك امر باستفتاء القلب. وهو مخصوص بمحل الاشتباه المتعلق بتحقيق مناطق الحكم وهو مخصوص بمحل الاشتباه المتعلق بتحقيق مناطق الحكم وليس مسلطا على الحكم نفسه. فلا يستفاد من فتوى القلب ولا تحريم بل مرجعها الى الادلة الشرعية وانما تستثنى القلب في تحقيق المعنى الذي علق به حكم من حرمة او حل. هل هو موجود ام غيره موجود؟ كالصيد الذي رماه صائد وقع له تردد في تسميته عليه فاستفتاء القلب لا يكون هنا في حل هل هو من الانواع المأذون بها شرعا؟ ام ليس مما اذن به شرعا؟ وانما يستفتى القلب في وجود مناطق الحكم هل سمى على صيده؟ ام لم يصلي ام لم يسمي على صيده؟ فما كان كذلك ووجد فيه هذان الامران وجب على العبد ان يمتثل فيه طريقة الشريعة التي ارشدت اليها الشريعة الغراء. وهذا لاستفتاء القلب في تحقيق مناط الحكم انما يكون في حق من حسن اسلامه واستقام ايمانه معافا من سلطان الشهوة والشبهة فانه يستفتي قلبه في تحقيق مناط الحكم لا في الحكم نفسه. فتلخص مما تقدم ان الاخذ بفتيا القلب مشروط بامرين احدها كونها مسلطة على محل الاشتباه المتعلق بتحقيق مناط الحكم. كونها مسلطة على محل الاشتباه المتعلق بتحقيق مناطق الحكم والثاني ان يكون المستفتي قلبه على الوصف المذكور من العدالة الدينية واستقامة الشرعية. وقوله البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب هذا تفسير للبر باعتبار اثره وما يحدثه في النفس والقلب وهو ما سكن اليه القلب وانشرح له الصدر وقوله وان افتاك الناس وافتوك معناه ان ما حاك في نفسك وتردد في قلبك فهو اثم ان افتيت انه ليس باثم. وهذا مشروط بامرين. الاول ان يكون من وقع في قلبه الحي والتردد ممن انشرح صدره واستنار قلبه بكمال الايمان وقوة اليقين والثاني ان يكون مفتيه مفتيا له بمجرد الظنون والاهواء ان يكون مفتيه مفتيا له بمجرد الظنون والاهواء من غير اعتماد على دليل فاذا كانت هذه حال المستفتي وتلك حال المفتي فانه لا ينبغي له ان يبالي بفتوى الناس نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثامن والعشرون عن ابي نجيح العرباض ابن سارية رضي الله عنه وانه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا فقال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة رواه ابو داوود والترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح. هذا الحديث اخرجه ابو داوود والترمذي وابن ماجة ايضا فكان ينبغي ذكره بالفاظ متقاربة وليس هذا السياق عند احدهم بل مؤلف من مجموع رواياتهم والحديث صحيح من اجود حديث اهل الشام وقوله وجدت منها القلوب وذرفت منها العيون وجل القلب هو رجفانه وانصداعه لذكر من سلطانه او رؤيته او من يخاف سلطانه وعقوبته او رؤيته وجفانه وصداعه لذكر من يخاف سلطانه وعقوبته او رؤيته كما قال ابن القيم رحمه الله وذرف العين هو جريان الدمع منها والوصية التي ارشد اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث تجمع بعث اصول تقوى الله ومعناها ايش؟ ها؟ ما الجواب انت ان تجعل بينك وبين ايوه ان تجعل بينك وبين ما تخشاه وقاية بامتثال خطاب الشرع. احسنت الثاني السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا. ولو كان المتأمل عبدا. يأنف الاحرار حال الاختيار من الانقياد له. والفرق بين السمع والطاعة ايش اه احسنت ان السمع هو القبول والطاعة هي الامتثال والانقياد الثالث لزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ابي بكر وعمر وعثمان هو علي واكد الامر بلزومها بالعض عليها بالنواجذ وهي الاضراس اشارة الى قوة للتمسك بها الرابع الحذر من محدثات الامور. وهي ايش؟ مثل هذه الامور البدع وتقدم حدها في حديث عائشة رضي الله عنها نعم احسن الله اليكم. الحديث نبذ جاره. نعم. الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبل رضي الله انه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا. وتقيم الصلاة وتؤتي وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم وقال الا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعملون. ثم قال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله. قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد. ثم قال الا اخبرك بمناك ذلك كله قلت بلى يا رسول الله فاخذ بلسانه وقال كف عليك هذا قلت يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك امك وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. رواه الترمذي وقال حديث حسن هذا الحديث اخرجه الترمذي وابن ماجة واسناده ضعيف. وروي من وجوه متعددة عن معاذ رضي الله عنه كلها منقطعة ومن اهل العلم من يقويه بمجموعها. واللفظ المذكور هنا هو رواية الترمذي لكن فيه لقد سألتني وفيه برأس الامر كله. وفيه بلى يا نبي الله في الموضعين وفيه ثكلتك امك يا معاذ واوله قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فاصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقال الحديث قوله تعبد الله ولا تشرك به شيئا. الحديث فيه ذكر اركان الاسلام التي تقدمت في حديث عمر رضي الله عنهما بني الاسلام على خمس. فيكون معنى قوله تعبد الله لا تشرك به شيئا بمنزلة قوله في حديث ابن عمر شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. لان مدلول الشهادة هو عبادة الله وحده لا شريك له. والشهادة له صلى الله عليه وسلم التي ذكرت في حديث ابن عمر تندرج لقوله هنا فاعبدوا الله ولا تشركوا به. لان عبادة الله لا مكنة للعبد منها الا لا ببلاغ محمد صلى الله عليه وسلم فهو المبلغ عن المعبود. وقوله الا ادلك على ابواب الخير المراد بها النوافل لانه ذكر في اول الحديث الفرائض ثم قال الا ادلك على ابواب الخير؟ فقوله الصوم جنة الجنة هي ما يستجن ويتقى به. كالدرع وغيره وقوله وصلاة الرجل في جوف الليل يعني انها تطفئ الخطيئة كالصدقة. وجوه الليل هو واسقه ويحتمل ان تكون الواو في قوله وصلاة الرجل استئنافية لا عاطفة فيكون المعنى ومن ابواب الخير صلاة الرجل في في جوف الليل وتكون قراءة الاية بعدها على اثرها وهذا اظهر. وقوله رأس الاسلام الامر هو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه عليه وسلم ورأسه الاسلام والمراد به الشهادتان لان فيهما اسلام الوجه لله بالاخلاص رسوله صلى الله عليه وسلم بالمتابعة وقوله وذروة سنامه الجهاد اي اعلاه الذروة اعلى الشيء وارفعه وزال ذروة مثلثة بالضم والكسر والفتح واخرها اضعفها لغة وقوله الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ الملاك بكسر الميم قوام الشيء اي عماده ونظامه والامر الذي يعتمد عليه منه وفيه ان اصل الخير وجماعه هو حفظ اللسان هو حفظ اللسان وقوله ثكلتك امك اي فقدتك. وهذا دعاء لا تراد حقيقته فانها كلمة تجري على العرب تجري على السنة العرب لا يريدون بها حقيقتها. وقوله وهل كبوا الناس على وجوههم او على مناخرهم الا حصائد السنتهم اي يطرح الناس. والمعنى يطرح الناس على وجوههم ومناخرهم او مناخرهم وهي انوفهم الا حصائد السنتهم والحصائد جمع حصيدة. وهي كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع به كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع عليهم به كما ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة ليس المراد جنس الكلام الصادر من الانسان. بل نوع خاص منه وهو ما تفوه به الانسان ذاما غير وعائبا له دون وجه حق مما يرجع الى الغيبة والنميمة. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثلاثون عن ابي لثعلبة الحسني ابن ثوم ابن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله عز وجل فرض فرائض فلا تضيعوه وحد حد حدودا فلا تعتدوها وحرم اشياء فلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها حسنا رواه الدار قطني وغيره. هذا الحديث اخرجه الدار القطني في السنن واسناده ضعيف وفي سياقه تقديم وتأخير عما اثبته المصنف هنا وليس عنده في النسخة المنشورة رحمة لكم وانما وسكت عن اشياء من غير نسيان وفي هذا الحديث جماع احكام الدين فقد قسمت الاحكام فيه الى اربعة اقسام مع ذكر الواجب فيها فالقسم الاول الفرائض والواجب فيها عدم اضاعتها. والقسم الثاني والمراد منها والمراد بها في هذا الحديث ما اذن الله به فيشمل الفرض والنفل والمباح وهي المرادة بهذا المعنى عند ذكر عدم التعدي كما قال تعالى تلك حدود الله فلا تعتدوها. والواجب فيها عدم تجاوزها. وتعدي حدود الله ومجاوزة الحد المأذون به فيها والقسم الثالث المحرمات والواجب فيها الكف عن قربانها وانتهاء عن اقترافها. والقسم الرابع عنه مما لم يذكر بتحريم او تحليل بل هو مما عفا الله عنه. والواجب فيها عدم البحث عنها وقوله سكت عن اشياء فيه اثبات صفة السكوت لله. وقد نقل العباس ابن تيمية الاجماع على هذا ومعنى الصفة عدم اظهار الحكم لا ترك الكلام. عدم اظهار الصفة عدم اظهار الحكم. لا ترك الكلام. فسياق ذكرها فيما روي من الاحاديث والاثار انما يصح على معنى عدم اظهار الحكم والصفة ربما تجيء على معنيين فينسب احدهما لله ويمتنع الاخر كالنسيان فان النسيان اذا اريد به الذهول عن معلوم فانه ممتنع على الله كما قال تعالى وما كان ربك نسيا. وان اريد به الترك عن علم وعم جاز وصف به كما قال تعالى نسوا الله فنسيهم. واضح؟ الصفة قد تكون لها اصل يثبت لله وقد يكون لها اصل اخر ينفع عن الله فهذا مثل صفة السكوت. فصفة السكوت لها معنيان احدهما ترك الكلام والانقطاع عنه. والاخر عدم اظهار الحكم. وهي صفة مجمع عليها فأي المعنيين يراد؟ اي هم ترك الكلام ام عدم اظهار الحكم؟ عدم اظهار الحكم. ما الدليل لو جاك واحد قال ما الدليل على هذا؟ الدليل السياقات للاحاديث والاثار التي رويت فيها هذه الصفة نعم احسن الله اليكم. الحديث الحادي والثلاثون عن ابي العباس سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه انه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا انا عملته احبني الله واحبني الناس فقال في الدنيا يحبك يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس. حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره باسانيد حسنة هذا الحديث اخرجه ابن ماجة بسند لا يعتمد عليه. واوله عنده اتى النبي صلى الله عليه سلم رجل وروي هذا الحديث بالوجوه الاخرى لا يثبت منها شيء. فتحسين هذا الحديث بعيد جدا والزهد في الدنيا حقيقته الرغبة عما لا ينفع في الاخرة. الرغبة عما لا ينفع في الاخرة وهذا معنى قول ابي العباس ابن تيمية الحفيد في الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة ويندرج تحت هذا الوصف اربعة اشياء. المحرمات والمكروهات مشتبهات لمن لا يتبينها وفضول المباحات فالزهد واقع فيهن ليس غير. وما كان زائدا عنها فلا مدخل له في الزهد فلا يكون ترك المباح زهدا الا اذا كان تركا لفظوله. اما تناول المباح ايا كان بقدر الاستمتاع به وسد حاجة العبد منه فلا يقدح في الزهد والزهد في الدنيا يشمل الزهد مما في ايدي الناس. فان من زهد في الدنيا زهد فيما عند الناس. وان ما فرق بينهما في الحديث لاختلاف الثمرة الناشئة عن كل. فالزهد في الدنيا اورثوا محبة الله والزهد فيما في ايدي الناس يورث محبتهم. نعم احسن الله اليكم. الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنانه الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار حديث حسن رواه ابن ماجة هنا هل يعاب الانسان على عدم الزهد هل يعاب الانسان على عدم الزهد هذه ما لها دخل الانواع الاربعة هذي الاصول الاربعة هذي منتهين منها المحرمات والمكروهات والمشتبهات لمن لا يتبينها وفضول المباحات اللي منتهين منها انها تكل بحقيقة الزهد. لو انسان يفعل محرم يقول انا زاهد. يشرب الخمر ويقول انا زاهد في البيبسي. هذا منه لكن الكلام فيما سوى ذلك من المباح. شيء مباح. يعني انسان بدل ان يشتري فلة بمليون يشتري فلة بعشرة ملايين. اي اعظم العالم ام الرسول؟ من؟ الرسول. ولما خير النبي صلى الله عليه وسلم قيل له عبدا رسولا او ملكا رسولا. فاختار صلى الله عليه وسلم عبدا رسولا. فالعالم اذا اختار ان هنا عالما بمنزلة ملك غني. هل يعاب؟ يعاب؟ ما يعاب. والا لماذا عرض جبريل على الرسول صلى الله عليه وسلم هذا. واضح يا اخي؟ واضح عندك؟ ما يعاب. الله اعطاه اموال. له ان يتفيأ ما شاء من من المباح فاذا كان الرسل يخيرون في مثل هذا كما كان داوود وسليمان عليهما الصلاة والسلام كان ايش من الرسل الملوك او من الرسل للعبيد؟ من رسل الملوك يعني لهم سطوة وحكم كما هو معلوم لكن الناس لا يتبينون حقائق الشرع فيضيقون مداركهم ويضيقون على غيرهم فتجد من الخلق من يرى ان ان من نقص العالم ان يكون عنده مال وهذا ليس نقصا فله ان يتمتع من المباح بما شاء. ولكنه ليس الاكمل. لكن ليس هو نقص في نفسه. لكنه ليس الاكمل اكمل الا يكون هذا من لباس العلم. فكما اختار النبي صلى الله عليه وسلم ان يكون عبدا رسولا ينبغي للانسان وان اعطاه الله عز وجل مالا لمن كان ام غيره الا يتوسع فيه نعم احسن الله اليكم. لان من توسع مع المال مال صح؟ من توسع مع المال مال نعم احسن الله اليكم الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان ابن سنان الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار حديث حسن رواه ابن ماجة والدار وغيرهما مسندا ورواه مالك في الموطأ مرسلا عن عمرو ابن يحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فاسقط ابا سعيد وله طرق يقوي بعضها بعضا. هذا الحديث لم لم يخرجه ابن ماجه. او لم يخرجه ابن ماجة. في السنن مسندا من حديث ابي قدري كما عزاه اليه المصنف وانما اخرجه هكذا الدار قطني في السنن ولا يثبت موصولا والمحفوظ فيه هذا الوجه انما هو مرسل. نعم الحديث عند ابن ماجه لكن من حديث ابن عباس رضي الله عنهما باسناد شديد وروي هذا الحديث عن جماعة اخرين من الصحابة وطرقه يقوي بعضها بعضا كما ذكر المصنف يعد هذا الحديث من الاحاديث الحسان. وفي الحديث المذكور نفي امرين. الاول الضرر قبل وقوعه فيدفع بالحيلولة دونه والثاني الضرر بعد وقوعه. فيرفع بازالته. الضرر بعد وقوع فيرفع بازالته. فقوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار اكمل من قوله الضرر يزال لانحصار عبارتهم في الضرر الواقع المحتاج الى رفعه. ولا تعلق لها للضرر المتوقع الذي ينبغي دفعه قبل وقوعه. واتباع لفظه صلى الله عليه وسلم في الدلالات على الشرع اكمل من قول غيره. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثالث والثلاثون عن ابن رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال اموال قوم ودماءهم لكن البينة على مدعي واليمين على من انكر حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا واصله في الصحيحين. هذا الحديث اخرجه البيهقي في السنن الكبرى وهو بهذا اللفظ غير محفوظ. وانما يثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ لو يعطى الناس بدعواهم لادعى دماء رجال واموالهم ولكن البينة المدعى عليه. متفق عليه واللفظ لمسلم وليس عندهما ان البينة على المدعي والحديث عندهما بلفظ مختصر ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى ان اليمين على المدعى عليه. والدعوى اسم لما يضيفه المرء الى نفسه. مستحقا على غيره اسم لما يضيفه المرء لنفسه مستحقا على غيره. كقوله لي على فلان الف ريال. والبينة اسم لكل ما يبين به الحق اظهر كالشاهد وغيره اسم لما يبين به الحق ويظهر في الشاهد وغيره. والمدعي هو من اذا سكت ترك. لانه صاحب المطالبة والادعاء اما المدعى عليه فهو من اذا سكت لم يترك. لانه المطالب بمضمن الدعوى. لانه المطالب ليضمن الدعوى. وقوله واليمين على من انكر اي من انكر دعوى المدعي فعليه اليمين. وهي القسم. ومقتضى هذا الحديث ان البينة على المدعي وان اليمين على المدعى عليه مطلقا. وليس الامر كذلك على كل حال بل الحديث لو صح بهذا اللفظ هو من العام المخصوص. فالاصل المذكور ليس بل فيه تفصيل بحسب انواع الدعوة وقوتها والقرائن المحتف بها على ما هو بالمطولات الفقهية في باب الدعاوى والبينات من كتاب القضاء. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الرابع والثلاثون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. رواه مسلم هذا الحديث متضمن الامر بتغيير المنكر والمنكر اسم جامع لكل ما انكره الشرع اسم جامع لكل ما انكره الشرع من نهي عنه على وجه التحريم وتغيير المنكر له ثلاث مراتب. الاولى التغيير المنكر باليد والثانية تغيير المنكر باللسان. والثالثة تغيير المنكر بالقلب والمرتبتان الاوليان شرط لوجوبهما الاستطاعة. وبدونها تسقطان واما المرتبة الثالثة فهي واجبة لا تسقط بحال لثبوت القدرة عليها في حق كل احد وذلك اضعف الايمان المطلق. ومن لم ينكر بقلبه فهو ناقص الايمان. ولا يخرج من مطلق الايمان وكيفية تغيير المنكر بالقلب تكون بكراهته للمنكر وبغضه له تكون بكراهته للمنكر وبغضه له. وهذه الكراهة والبغض اين يجدها في قلبه ولا يلزم ظهور اثارها بان يغير الانسان وجهه او يقطب جبينه بل اذا وجد هذا المعنى كفاه ذلك ووجوب تغيير المنكر على مراتبه الثلاثة مشروط برؤيته. لقوله من رأى منكم منكرا وهي الرؤية البصرية بالعين المجردة. دون الرؤية علمية قلبية دون الرؤية العلمية القلبية التي تكون بالقلب. لانها تعدت الى مفعول واحد وهذا رأى البصرية عند النحاة. اما رأى العملية فهي تتضمن مفعولين تتطلب مفعولين والنبي صلى الله عليه وسلم في خبره هذا لم يذكر الا مفعولا واحدا هو من رأى منكم منكرا فجعل المحول هو منكرا فتكون فتكون الرؤية المرادة هي رؤية العين من رأى بعينه والسماع تحقق في منزلة المعاينة. وش القيد؟ السماع. المحقق اي الناشئ عن تثبت وروية فاذا كان كذلك نزل منزلته وهذا امر يحتاج الى حسن ولا سيما في هذه الاعصار. الذئب اكبر الله اكبر الله اكبر اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله حي على الصلاة حي على حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر الا الله لا اله الا الله اللهم صلي على محمد نعم احسن الله اليكم الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يدع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا. المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم في الصحيح دون قوله ولا يكذبه. فانها غير في روايته كما جزم بذلك جماعة من اهل العلم. فليست هي من اختلاف النسخ. بل من غلط بعض من يذكر الحديث فيدخل فيه هذه الجملة وقوله لا تحاسدوا نهي عن التحاسد حقيقة الحسد كراهية العبد جريان النعمة على غيره. كراهية العبد جريان النعمة على غيره سواء اقترن بالكراهية تمني زوالها ام لم يقترن. وقوله ولا نهي عن النجس نهي عن النجش واصله في لسان العرب اثارة الشيء بالمكر والاحتيال والخداع النجس المنهي عنه هنا يرجع الى هذا المعنى فهو نهي عن احراز المطالب من مكر والاحتيال والخداع. ومن افراده النجش في البيوع. وهو ان يزيد في السلعة من لا يريد شراءها فالحديث واقع على العموم والمعاملة المذكورة في البيوع فرد من افراده. فهو نفي عن الوصول الى الغرض بمكر وحيلة وخداع وقوله لا تباغضوا نهي عن التباغض اذا عدم المسوغ الشرعي اما ان كان الحامل عليه اتباع الشريعة فلا يكون منهيا عنه. الا ان البغض الذي يقع في احد من المسلمين يكون من وجه دون وجه. فيجتمع في العبد سبب يوجب بغضه كالمعصية. وسبب يوجب محبته وهو اصل الاسلام وقوله ولا تدابروا نهي عن التدابر. وهو التقاطع والتهاجر والهجر نوعان احدهما هجر لاجل امر دنيوي. فلا يحل فوق ثلاث والاخر هجر لاجل امر ديني. فتجوز الزيادة على الثلاث في حديث الذين لحديث الثلاثة الذين خلفوا وتقدير المدة معلق بالمصلحة والمفسدة وقوله وكونوا عباد الله اخوانا يحتمل معنيين احدهما انه انشاء يراد به الخبر. اي متى تركتم التحاسد والتباغض والتناجش والتدابر ولم يبع بعضكم على بعض كنتم عباد الله اخوانا. والاخر ان به حقيقة الامر. ان المراد به حقيقة الامر. اي كونوا عباد الله اخوانا فيكون الحديث متضمنا الامر بتحصيل كل سبب يحقق الاخوة الدينية قويها وكلا المعنيين صحيح. وقوله التقوى ها هنا يشير الى صدره ثلاث مرات. اي اصل التقوى وفي القلوب ومن ثم اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى صدره للاعلام بان اصلها مستقر في قلب العبد ومتى عمر القلب بها ظهرت اثارها على اللسان والجوارح ومن الدعاوى الكاذبة ان يزعم الانسان استقرار التقوى في قلبه مع فراغ لسانه وجوارحه من اثارها فمن يقول التقوى ها هنا مع عدم بدو اثارها على لسانه وجوارحه فهو كاذب في دعواه. نعم. احسن الله اليكم الحديث السادس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا تنفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. ومن ستر مسلما ستره الله في والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة حفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله ولم يسرع به نسبه. رواه مسلم بهذا اللفظ. هذا الحديث قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه خمسة اعمال مقرونة بذكر ما يترتب عليها من فالعمل الاول تنفيس الكرب عن المسلمين في الدنيا وجزاؤه ان ينفس الله عن عامله كربة من كرب يوم القيامة. وجعل فجزاء هذا العمل مؤجلا لانه اكمل في الاثابة فكرب يوم القيامة اعظم الكرب فتعلق الثواب بها اكمل. والعمل الثاني التيسير على المعسر. وجزاؤه ان الله على عامله في الدنيا والاخرة. والثالث الستر على المسلم وجزاؤه ان يستر الله على عامله في الدنيا والاخرة والناس في باب الستر قسمان. احدهما من لا يعرف فسق ولا شهر به. فهذا متى ذلت قدمه بمقارفة الخطيئة ستر عليه حرم بث خبره والاخر من كان مشتهرا بالمعاصي منهمكا فيها معلنا لها فمثله لا يشتر عليه بل يرفع امره الى ولي الامر امر قطعا لشره وزجرا له عن غيه وابتغاء اقامة حكم الله فيه انما يستباح من عرضه ما يحقق الغرض المقصود. فما زاد عن ذلك فهو باق على حرمته الاصلية فان للمسلم حرمة اكتسبها لاسلامه في دمه وماله وعرضه سلوك طريق يلتمس فيه العلم. وجزاؤه ان يسهل الله لعامله طريقا الى الجنة والخامس الجلوس في المساجد. للاجتماع على تلاوة كتاب الله وتدارسه. وجزاء نزول السكينة وغشيان الرحمة وحث الملائكة وذكر الله للمجتمعين في من عنده وقول النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذكر هذه في اثناء ذكر هذه والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه فيال اصل الجامع. للعمل والجزاء فالاصل الجامع للجزاء للعمل معونة المسلم والاصل الجامع للجزاء معونة الله سبحانه وتعالى العبد ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث بقوله من برأ به عمله لم يسرع به نسبه اعلاما بمقام العمل وان من وقف به عمله عن بلوغ المقامات العالية في الاخرة فان نسبه فان نسبه لا ينفعه ولا يبلغه ما يروم لان النظر انما هو الى القلوب والاعمال لا الى الحظوظ والاموال لا احسن الله عليك. الحديث السابع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ربه تبارك وتعالى انه قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده وحسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة. رواه البخاري ومسلم في صحيحيه بهذه الحروف فانظر يا اخي وفقنا الله واياك الى عظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الالفاظ وقوله عنده اشارة الى الاعتناء بها وقوله كاملة للتأكيد وشدة الاعتناء بها. وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها كتبها الله عنده سنة كاملة فاكدها بكاملة وان عملها كتبها الله سيئة واحدة فاكد تقليلها بواحدة ولم يؤكدها بكاملة فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه وبالله التوفيق. قوله ان الله كتب الحسنات والسيئات المراد بالكتابة هنا الكتابة القدرية. وهي تشمل امرين. الاول كتابة للخلق لهما. والثاني كتابة ثوابهما وتعيينه وكلاهما حق. الا ان السياق يدل على الثاني لقوله في الحديث ثم بين ذلك فذكر الثواب عليهما وعينه. والحسنة اسم لكل ما وعد عليه بالثواب حسن وهي كل ما امر الشرع به. والسيئة اسم لكل ما عليه بالثواب السيء. وهي كل ما نهى الشرع عنه ونهي تحريم فتندرج الفرائض والنوافل باسم الحسنة وتختص بالمحرم دون سائر المنهيات. فليس فعل المكروه سيئة. والعبد بين الحسنة والسيئة لا يخلو من اربعة احوال اخبر عنها الله سبحانه وتعالى فيما رواه عنه رسوله صلى الله الله عليه وسلم في هذا الحديث فالحال الاولى ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها فيكتبها الله عنده حسنة كاملة والهم المذكور هنا هو هم الخطرات لا هم الاصرار الذي هو العزم الجازم فاذا وجد في القلب خطرة الى الحسنة فان الله سبحانه وتعالى يكتبها لها حسنة كاملة اكتبها له حسنة كاملة وان لم يعملها وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى علينا. الثانية الحال الثانية ان يهم بالحسنة ثم يعمل بها. فيكتبها الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف ضعف الى اضعاف كثيرة بحسب قدر حسن الاسلام وكمال الاخلاص. ومن هم فعملها ثم عجز عن اكمالها كتب الله عز وجل له اجر من عمل من عملها الحالة الثالثة ان يهم بالسيئة ويعمل بها فتكتب سيئة بل بمثلها من غير مضاعفة. لكن ربما ظوعفت من جهة الكيف لشرف الفاعل او الزمان او المكان فتعظم السيئة باعتبار على كمها الحالة الرابعة ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها. وترك العمل بالسيئة واقع لاحد امرين اولهما ان يكون الترك لسبب. اولهما ان يكون الترك لسبب وثانيهما ان يكون الترك لغير سبب بل تفتر هزيمته من غير سبب منه. فاما ما كان تركا لها لسبب فهو على ثلاثة اقسام. القسم الاول ان يكون السبب خشية الله. فتكتب له حسنة. والقسم الثاني ان السبب مخافة المخلوقين او مرائتهم. فيعاقب على هذا هو القسم الثالث ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة مع الاشتغال بتحصيل اسبابها فهذا يعاقب كمن عمل واما ما كان الترك فيه لغير سبب فهو على قسمين القسم الاول ان يكون الهم بالسيئة هم خطرات فلم يسكن القلب اليها ولا انعقد عليها بل نفر منها فهذا معفو عنه. بل تكتب له حسنة عدم سكون القلب اليها ونفرته منها وهو المقصود في الحديث. والقسم الثاني ان يكون الهم بالسيئة هم عزم. وهم العزم هو هم المشتمل على الارادة الجازمة المقترنة بالتمكن من الفعل. هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة المقتننة بالتمكن من الفعل فهذا على نوعين احدهما ما كان من اعمال القلوب. كالشك في الوحدانية. او التكبر او فهذا يترتب عليه اثره ويؤاخذ العبد به وربما صار منافقا او كافرا. والاخر وما كان من اعمال الجوارح فيصر القلب عليه هاما به هم عزم لكن لا يظهر اثر ذلك في الخارج فجمهور اهل العلم على المؤاخذة به ايضا وهو اختيار جماعة من المحققين كالمصنف ابي زكريا النووي وابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله نعم الحديث الثامن والثلاثون عن ابي هريرة هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي يعزي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته قلت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولان سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. رواه البخاري هذا الحديث اخرجه البخاري بهذا اللفظ. ووقع في بعض روايات كتاب البخاري وان سألني لاعطينه كذا ولئن استعاذ استعاذ بي وزاد في اخره وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموتى واكره وانا اكره مساءته. وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في هذا الحديث جزاء معاداة اوليائه. والولي شرعا هو كل مؤمن تقي كمال الولاية بحسب كمال الايمان والتقوى. والمعنى المذكور هو خلاف ما اصطلح عليه علماء الاعتقاد. فان الولي عندهم كل مؤمن تقي غير نبي لكن الحديث جار على وفق خطاب الشريعة فيشمل الانبياء غيرهم ومعاداة الولي تؤذن صاحبها بحرب من الله ان كانت لاجل ما هو عليه من الدين. او كانت لاجل امر دنيوي واقترن بها بغضه وكراهيته والتعدي عليه بالجور والظلم. اما ان خلت من فلا تدخلوا في الحديث فتكونوا معاداة ولي الله لاجل امر دنيوي قام للعبد فيه حق دون دون تعد ولا جور منه غير مندرجة في الحديث. وانما المندرج في الحديث ما كان لاجل الدين او كان لاجل الدنيا مع ظلمي وجور لولي الله. وقوله تعالى فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. الى اخره معناه يوفقه فيما يسمع ويبصر ويبطش ويمشي فلا يقع شيء متعلق بها الا وفق ما يحب الله سبحانه وتعالى ويرضاه. نعم. احسن الله اليكم. الحديث التاسع والثلاثون. عن ابن عباس رضي الله عنهما ان الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه حديث حسن رواه ابن ماده والبيهقي وغيرهما هذا الحديث اخرجه ابن ماجة بلفظ ان الله وضع عن امتي واخرجه البيهقي ايضا بلفظ القريب منه واسناده ضعيف. والرواية في هذا الباب فيها لين. وفي هذا الحديث بيان فضل الله على هذه الامة بوضع المؤاخذة عنها في ثلاثة امور. احدها الخطأ والمراد به هنا وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله. وثانيها النسيان وهو زهول القلب عن مراد معلوم قد تقرر فيه. وهو دخول القلب عن مراد مقصود معلوم قد تقرر فيه وثالثها الاكراه وهو ارغام العبد على ما لا يريد ومعنى الوضع نفي وقوع الاثم مع وجودها. فلا اثم على مخطئ ولا ناس ان ولا مكروه بل يكون ذلك مما رفعه الله عز وجل عنا رحمة بهذه الامة وهذا شرح وهذا اخر شرح هذه الجملة من الكتاب على نحو مختصر يفتح موصده ويبين مقاصدها اللهم انا نسألك علما في يسر ويسرا في علم وبالله التوفيق ونستكمل بقيته بعد الصلاة باذن الله الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان