وبركاته الحمد لله الذي صير دين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وفي تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل يقين. ومن من طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم في اقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون مبتدئون تلقيهم فيجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق في مسائل العلم وهذا شرح الكتاب السادس من برنامج مهمات العلم في سنته الاولى وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام معاني الاحكام وقواعد الاحكام للعلامة يحيى بن شرف النووي وقد انتهى بنا البيان الى قوله الحديث الثلاث الحديث الحادي والثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين الحديقة النووي رحمه الله تعالى الحديث الحادي والثلاثون عن ابي العباس سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا انا عملته واحبني الله واحبني الناس. فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد. ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره باسانيد حسنة هذا الحديث اخرجه ابن ماجة بسند لا يعتمد عليه ولفظه اذا انا عملته باثبات ضميري المتكلم بعد اذا واوله اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل وروي هذا الحديث من وجوه اخرى لا يثبت منها شيء فتحسين هذا الحديث بعيد جدا والزهد في الدنيا حقيقته الرغبة عما لا ينفع في الاخرة الرغبة عما لا ينفع في الاخرة. وهذا معنى قول شيخ الاسلام ابن تيمية في الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة ويندرج تحت هذا الوصف المحرمات والمكروهات والمشتبهات لمن لا يتبينها وفضول المباحات ففيهن يقع الزهد ليس غيره فمرد الزهد الى هذه الامور الاربعة وما كان زائدا عنها فلا مدخل له في الزهد فلا يكون ترك المباح زهدا الا اذا كان تركا لفضوله اما تناول المباح ايا كان بقدر ما يحصل به الاستمتاع به وسد حاجة العبد منه ولا يقدح في الزهد والزهد في الدنيا يشمل الزهد مما في ايدي الناس وانما فرق بينهما في الحديث باختلاف الثمرة الناشئة عن كل فالزهد في الدنيا يورث محبة الله والزهد فيما عند الناس يورث محبتهم نعم الله اليكم الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار. حديث حسن رواه ابن ماجة والدار قطني وغيرهما مسندا ورواه مالك في بموطأ مرسلا عن عمرو ابن يحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فاسقط ابا سعيد وله طرق يقوي بعضها بعضا. هذا الحديث لم يخرجه ابن ماجة في السنن مسندا من حديث ابي سعيد الخدري وانما اخرجه هكذا الدارقطني في السنن ولا يثبت موصولا والمحفوظ فيه من هذا الوجه انما هو المرسل نعم الحديث مخرج في سنن ابن ماجة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما باسناد واهن وقد روي هذا الخبر من حديث جماعة اخرين من الصحابة وطرقه يقوي بعضها بعضا كما ذكر المصنف فيدرج في الاحاديث الحسان وفي الحديث المذكور نفي امرين اثنين الاول فالضرر قبل وقوعه في دفع بالحيلولة دونه والثاني الضرر بعد وقوعه في رفع بازالته فحديثه صلى الله عليه وسلم اكمل من قول الفقهاء الضرر يزال لانحصار عبارتهم بالضرر الواقع المحتاج الى رفعه ولا تعلق لها بالضرر المتوقع الذي ينبغي دفعه وامتثال لفظه صلى الله عليه وسلم في الدلالة على مرادات الشرع اكمل من متابعة قول غيره نعم الله اليكم الحديث الثالث والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعطى الناس بدعواهم للدعا رجال اموال قوم ودماءهم لكن البينة على المدعي واليمين على من انكر. حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا واصله في الصحيحين هذا الحديث اخرجه البيهقي في السنن الكبرى وهو بهذا اللفظ غير محفوظ وانما يثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ لو يعطى الناس بدعواهم لادعى اناس دماء رجال واموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه رواه البخاري ومسلم واللفظ له وليس عندهما ان البينة على المدعي وهو عندهما ايضا بلفظ مختصر ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى ان اليمين على المدعى عليه والدعوة اسم جامع لما يضيفه المرء الى نفسه مستحقا على غيره. اسم جامع لما يضيفه المرء الى نفسه مستحقا على غيره كقوله ان لي على على فلان الف ريال والمدعي هو من اذا سكت ترك فهو صاحب المطالبة بالدعوة اما المدعى عليه فهو من اذا سكت لم يترك لم يترك فهو من اذا سكت لم يترك فهو المطالب بمضمن الدعوى فهو المطالب بمضمن الدعوى وقوله اليمين على من انكر اي من انكر دعوى المدعي فعليه اليمين اي القسم ومقتضى هذا الحديث ان البينة على المدعي وان اليمين على المدعى عليه ابدا وليس الامر كذلك على كل حال بل الحديث لو صح فهو من العامي المخصوص فالاصل المذكور ليس كليا بل فيه تفصيل بحسب نوع الدعوة وقوتها والقرائن المحتفة بها مما هو مذكور في المطولات عند الفقهاء رحمهم الله في باب الدعاوى والبينات نعم احسن الله اليكم الحديث الرابع والثلاثون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان رواه مسلم في هذا الحديث الامر بتغيير المنكر هو المنكر اسم جامع لكل ما انكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحريم اسم جامع بكل ما انكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحريم وتغيير المنكر على ثلاث مراتب المرتبة الاولى تغيير المنكر باليد والمرتبة الثانية تغيير المنكر باللسان والمرتبة الثالثة تغيير المنكر بالقلب والمرتبتان الاوليان شرط شرط والمرتبتان الاوليان شرطا لوجوبهما الاستطاعة وبدونها تسقطان واما المرتبة الثالثة فهي واجبة لا تسقط بحال لثبوت القدرة عليها في حق كل احد وذلك اضعف الايمان المطلق ومن لم ينكر المنكر بقلبه فهو ناقص الايمان لكنه لم يخرج من مطلق الايمان وتغيير المنكر بالقلب كيفيته كراهة القلب للمنكر وبغضه اياه كراهة المنكر بالقلب وبغضه اياه ووجوب تغيير المنكر على مراتبه المتقدمة مشروط برؤيته لقوله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا وهي الرؤية البصرية بالعين دون العلمية التي تكون بالقلب والدليل على ذلك انها تعدت الى مفعول واحد في الجملة وهذا عمل رأى البصرية دون رأى العلمية التي تنصب مفعولين والسماع المحقق ينزل منزلة المعاينة في ثبوت الخبر لكن طريق نقله تحتاج الى مزيد ترون وتثبت ولا سيما في هذه الاعصار التي عز فيها الانكار وكثر فيها الاغمار فتولد الشرر بين هذا وذاك ومن محاسن تياقات العقيدة الواسطية ان ابا العباس ابن تيمية رحمه الله لما ذكر ان من اصول اهل السنة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال على ما توجبه الشريعة وانما زاد هذا القيد لدخول الاهواء والاراء فيه قديما وحديثا ولا ادل على ذلك من انتحال المعتزلة له في ثوب باطل حتى جعلوه اصلا من اصولهم الخمسة وللمعتزلة الاوائل وراة في كل زمن فانما يجرد القيام بهذا الحق على ما توجبه الشريعة من اخرج نفسه من هواها وكان مقصوده رفع المنكرات باصلاح الخلق لا باذلالهم واظهار عوارهم والمتصحف والمتصفح لاحوال الناس في انكار المنكر اقداما واحجاما يبين له الخلل العظيم والضرر الوخيم المترتب من الجهل باحكامه وهو باب من ابواب السياسة الشرعية لكن لما قل الحكم بالشريعة قلت العناية بتعليم احكام السياسة الشرعية وفي ضمنها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فصار نهبا للاهواء والاراء وزبنات الاذهان وللعلامة ابن عثيمين شرح نافع على كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية اشار فيه الى جمل من الاحكام المتعلقة بهذا المحل نعم الله عليكم الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا واقول مسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره التقوى. ها هنا ويشير الى صدره ثلاثا مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم دون قوله ولا يكذبه فانها غير واردة في روايته وقوله لا تحاسدوا حقيقة الحسد كراهية العبد جريان النعمة على غيره كراهية العبد جريان النعمة على غيره سواء اقترن بالكراهية تمني زوالها او لم يقترن وقوله ولا تناجشوا اصل النجش في لسان العرب اثارة الشيء بالمكر والاحتيال والخداع فالنجش المنهي عنه هنا يرجع الى هذا المعنى فهو نهي عن احراز المطالب بالمكر والحيلة والخداع ومن افراده النجش في البيع وهو ان يزيد في السلعة من لا يريد شراءها فالحديث واقع على العموم والمعاملة المذكورة في البيوع فرد من افراده وقوله ولا تباغضوا اي اذا عدم المسوغ الشرعي للبغض اما ان كان الحامل عليه اتباع الشرع فلا يكون منهيا عنه الا انه يكون من وجه دون وجه فيجتمع في العبد سبب يوجب بغضه كالمعصية وسبب يوجب محبته وهو اصل الاسلام وقوله ولا تدابروا التدابر هو التقاطع والتهاجر والهجر نوعان احدهما هجر لامر دنيوي فلا يحل فوق ثلاث والاخر هجر لامر ديني فتجوز زيادة على الثلاث لحديث الثلاثة الذين خلفوا وتقدير المدة حينئذ معلق بالمصلحة والمفسدة وقوله وكونوا عباد الله اخوانا يحتمل معنيين احدهما انه انشاء يراد به الخبر انه انشاء يراد به الخبر اي اذا تركتم التحاسد والتناجش والتباغظ والتدابر ولم يبع بعضكم على بعض على بيع بعض فستكونون يا عباد الله اخوانا والاخر ان المراد به حقيقة الامر اي كونوا عبادا اي كونوا عباد الله اخوانا فيه فيكون الحديث متضمنا لامر بتحصيل كل سبب يقوي الاخوة الدينية وكلا المعنيين صحيح وقوله التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات اي اصل التقوى في القلوب ومن ثم اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى صدره للاعلام بان اصلها مستقر في الصدر واثار هذا الاصل تبدو على اللسان والجوارح ومن الدعاوى الكاذبة فراغ اللسان والجوارح من اثارها مع ادعاء وجود اصلها في القلب وقوله بحسب لامرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم اي يكفيه اي يكفيه من الشر ان يحقر اخاه المسلم ويتكبر عليه وفي هذه الجملة تعظيم حق المسلم وتحريم احتقاره نعم الله عليكم الحديث السادس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نفس عن مؤمن كربة كم من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة. فالله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم بهذا هذا الحديث قد ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم خمسة اعمال مقرونة بذكر ما يترتب عليها من الجزاء فالعمل الاول تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا وجزاؤه ان ينفس الله عن عامله كربة من كرب يوم القيامة وجعل جزاء هذا العمل مؤجلا لانه اكمل في الاجابة فكرب يوم القيامة هي اعظم الكرب والعمل الثاني التيسير على المعسر وجزاؤه ان ييسر الله على عامله في الدنيا والاخرة والثالث الستر على المسلم وجزاؤه ان يستر الله على عامله في الدنيا والاخرة والناس في باب الستر قسمان احدهما من لا يعرف بالفسق ولا شهر به فهذا متى زلة قدمه بمقارفة الخطيئة وجب ستره وحرم نشر خبره والاخر من كان مشتهرا بالمعاصي منهمكا فيها معلنا لها فمثله لا يستر عليه بل يرفع امره الى ولي الامر قطعا لشره وزجرا له عن غيه وابتغاء اقامة حكم الله فيه وانما يستباح عرضه لاجل المقصد المذكور فما زاد عن ذلك فلا يجوز بل تبقى له حرمة المسلم والعمل الرابع سلوك طريق يلتمس فيه العلم وجزاؤه ان يسهل الله لعامله طريقا الى الجنة والعمل الخامس الجلوس في المساجد بالاجتماع على تلاوة كتاب الله وتدارسه وجزاؤه نزول السكينة وغشيان الرحمة وحفوا الملائكة وذكر الله للمجتمعين في من عنده وقول النبي صلى الله عليه وسلم بين هذه الاعمال والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه فيه بيان الاصل الجامع والجزاء الجامع للاعمال الثلاثة الاولى وما كان من جنسها فانه ملحق بها فمن عامل الخلق بالاحسان اليهم عامله الله بمثله من الاحسان ومنهما في الصحيحين من تجاوز الله عن الرجل الذي كان يتجاوز عن الناس لما له عليهم من حق مالي ودين وختم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث بقوله من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه اشارة الى مقام العمل وان من وقف به عمله فاقعده عن بلوغ المقامات العالية في الاخرة فان نسبه لا ينفعه ولا يرفعه ولا يبلغه شيئا مما فاته لان الجزاء ينظر فيه من القلوب والاعمال لا الى الحظوظ والاموال نعم الله اليكم الحديث السابع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة وان هم بسيئات فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف فانظر يا اخي وفقنا الله واياك الى عظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الالفاظ فقوله عنده اشارة الى الاعتناء بها وقوله كاملة للتأكيد وشدة الاعتناء بها فقال بالسيئة التي هم بها ثم تركها كتبها الله عنده حسنة كاملة. فاكدها بكاملة. وان عملها كتبها الله سيئة واحدة فاكد تقليلها بواحدة ولم يؤكدها بكاملة فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي عليه وبالله التوفيق. هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم واللفظ له وقوله ان الله كتب الحسنات والسيئات المراد بالكتابة هنا الكتابة القدرية وهي تشمل امرين الاول كتابة عمل الخلق لهما والثاني كتابة ثوابهم وتعيينه وكلاهما حق الا ان السياق يدل على الثاني وهو كتابة الثواب وبيانه لقوله في هذا الحديث ثم بين ذلك اي بين كيفية الثواب عليها والحسنة اثم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن وهي كل ما امر الشرع به والسيئة اسم لكل ما توعد عليه بالعقاب اسم لكل ما توعد عليه بالعقاب وهي كل ما نهى الشرع عنه نهي تحريم وهو كل ما نهى الشرع عنه نهي تحريم فتندرج الواجبات والنوافل في الحسنات وتختص السيئات بالمحرمات دون سائر المنهيات فليس فعل المكروه سيئة والعبد بين الحسنة والسيئة لا يخلو عن اربعة احوال الحال الاولى ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها فيكتبها الله عنده حسنة كاملة والهم المذكور هنا هم الخطرات لا هم الاصرار الذي هو العزم الجازم لان من امكنه الفعل فلم يفعل لم تكن ارادته جازمة وكان همه هم خطرات لا اصرار فالارادة الجازمة مع القدرة مستلزمة للفعل وهي الحال التي يتحقق فيها العزم فتعين ان يكون المراد بالهم هنا هم الخطرات لا هم الاصرار الثانية ان يهم بالحسنة ثم يعمل بها فتكتب عند الله عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة وهذه المضاعفة تختلف باختلاف الخلق على قدر حسن الاسلام وكمال الاخلاص فمنهم من يضاعف الى عشر حسنات ومنهم من يضاعف الى سبعمائة ضعف ومنهم من يكون بين ذلك ومن هم بحسنة فعملها ثم عجز عن اكمالها لما لا تصرف له فيه كتب له اجر من عملها ومنه حديث ابي موسى الاشعري في صحيح البخاري ان الرجل اذا مرض او سافر كتب له ما كان يعمل من العمل الحال الثالثة ان يعمل ان يهما بالسيئة ويعمل بها ان يهم بالسيئة ويعمل بها فتكتب سيئة واحدة من غير مضاعفة لكن قد يعرض ما يوجب تعظيمها من جهة الكيف الى الكم لكن قد يعرض ما يوجب تعظيمها من جهة الكيف لا الكم فتكون سيئة عظيمة كشرف الزماني او المكان او الفاعل فاذا جاء العبد بما يحصل به محوها محاها الله وغفر له كما وقع التصريح بهذا في لفظ للحديث المذكور عند مسلم الحال الرابعة ايهم بالسيئة ثم لا يعمل بها وترك العمل بالسيئة كائن لاحد امرين الاول ان يكون الترك لسبب والثاني ان يكون الترك لغير سبب بل لفتور عزيمته تأمل الامر الاول وهو ما كان الترك فيه لسبب فانه ثلاثة اقسام احدها ان يكون سبب الترك خشية الله فتكتب له حسنة والقسم الثاني ان يكون سبب الترك خشية الخلق او مرائتهم فيعاقب على هذا والقسم الثالث ان يكون سبب الترك عدم القدرة عليها مع الاشتغال بتحصيل اسبابها ان يكون سبب الترك عدم عدم القدرة عليها مع الاشتغال بتحصيل اسبابها فهذا يعاقب كمن عمل اما العمر الثاني وهو ما كان الترك فيه لغير سبب بل لفتور العزيمة فهو على قسمين القسم الاول ان يكون الهم بالسيئة هم خطرات فلم يسكن القلب اليها ولا انعقد عليها بل وقعت فيه نفرة وانزعاج منها فهذا معفو عنه بل تكتب له حسنة جزاء عدم سكون القلب اليها ونفرته منها وهو المقصود في هذا الحديث والقسم الثاني ان يكون الهم بالسيئة هم عزم وهم العزم هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة المقترنة بالتمكن من الفعل هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة المقترنة بالتمكن من الفعل فهذا على نوعين احدهما ما كان من اعمال القلوب كالشك في الوحدانية او الكبر والعجب فهذا يترتب عليه اثره ويؤاخذ العبد به وربما صار به منافقا او كافرا والاخر ما كان من اعمال الجوارح فيصر عليه القلب هاما به هم عزم لكن لا يظهر له اثر في الخارج فجمهور اهل العلم على المؤاخذة به ايضا وهو اختيار جماعة من المحققين كابي زكريا النووي وابي العباس ابن تيمية الحفيد ومما ينبغي ان يعقله طالب العلم في مثل هذه السياقة المؤتلفة للانواع والتقاسيم ان ايرادها مما ينبغي ان يكون حافزا له على العناية بالانواع والتقاسيم فانها لا تراد للتشعيب والتشغيل وانما تراد للجمع والتوفيق فمن اخذ ما ذكرنا ثم عارضه بما شاء من كتب فسيحتاج الى مدة مديدة كي يصل الى مثل ما سردناه وهو بالنسبة لي ليس وليد يوم او يومين فلا ينبغي ان يزهدك مثل هذا في العناية بالانواع والتقاسيم وقد رد بعض اهل العلم بعض العلوم اليها كما قال السنباطي الفقه الجمع والفرق يعني معرفة ما تجتمع به المسائل وما تفترق مما ينتج الانواع والتقاسيم وانما يذم من الانواع والتقاسيم مما يطال به ولا منفعة تحته وهذه المسألة ليست من جملة ذلك بل هي مسألة مسفلة واسعة الاطراف طويلة الديون لكن جماعها بحول الله وعونه وقوته هو ما ذكر لك نعم الله اليكم الحديث الثامن هو الثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه بمناسبة التقاسيم ذكرني احد الاخوان في اخر الحديث قرأناه قبل الصلاة وهو حديث ابي ثعلبة الخشني ارجعوا اليه الحديث الثلاثون قلنا الاصل الرابع ايش المسكوت عنه مما عفي عنه ولم نبين الواجبة فيه ما ذكرناه كما ذكرناه في الثلاثة قبله والواجب فيه عدم البحث عنه اكتبها تتمة للسياق. والواجب فيه عدم البحث عنه نعم الله اليكم الحديث الثامن هو الثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه رواه البخاري هذا الحديث اخرجه البخاري في صحيحه بهذا اللفظ ووقع في بعض روايات كتاب البخاري وان سألني لاعطينه وكذا ولئن استعاذ بي وزاد في اخره ومات رددت عن شيء انا فاعله ترددي عن نفسي المؤمن يكره الموت وانا اكره مساءته قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى في هذا الحديث جزاء معاداة اولياء الله والولي في الشرع اسم لكل مؤمن تقي فيندرج فيه الانبياء فمن دونهم بخلاف ما اصطلح عليه في علم الاعتقاد فان الولي في اصطلاح المتكلمين في العقائد يراد به كل مؤمن تقي غير نبي ومعاداة الولي تؤذن صاحبها بحرب من الله ان كانت لاجل ما هو عليه من الدين او كانت لاجل الدنيا واقترن بها بغضه وكراهيته والتعدي عليه بالجور والظل والظلم اما ان خلت من ذلك فلا تدخل في هذا الحديث فتكون معاداته لاجل امر دنيوي قام للعبد فيه حق دون تعد ولا جور منه غير مندرجة في الحديث وقوله في اخره فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها معناه اوفقه فيما يسمع ويبصر ويبطش ويمشي فلا يقع شيء متعلق بها الا وفق ما يحبه الله ويرضاه نعم احسن الله اليكم الحديث التاسع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوزني عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما هذا الحديث اخرجه ابن ماجة بلفظ ان الله وضع عن امتي واخرجه البيهقي ايضا في السنن الكبرى واسناده ضعيف والرواية في هذا الباب فيها دين وفي هذا الحديث بيان فضل الله على هذه الامة بوضع المؤاخذة عنها في ثلاثة امور احدها الخطأ والمراد به هنا وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله وثانيها النسيان وهو ذهول القلب عن مراد معلوم له وهو ذهول القلب عن مراد معلوم له وثالثها الاكراه وهو ارغام العبد على ما لا يريد وهو ارغام العبد على ما لا يريد ومعنى الوضع نفي وقوع الاثم مع وجودها ومعنى الوضع نفي وقوع الاثم مع وجودها. فلا اثم على مخطئ ولا ناس ولا مكره نعم الله اليكم الحديث الاربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبه قال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء. وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري ارشد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الى الحال التي يكون بها صلاح العبد في الدنيا وذلك بان ينزل نفسه احدى منزلتين الاولى منزلة الغريب وهو المقيم بغير بلده فقلبه متعلق بالرجوع اليها واشتغاله حينئذ بامر دنياه في تلك البلدة التي هو ضاعن بها قليل وركونه الى اهلها ضعيف والثانية منزلة عابد السبيل وهو المسافر الذي اذا مر ببلد في حال سفره خرج منها لانها ليست محط رحله وصاحب المنزلة الثانية وهو المسافر اقل تعلقا بالبلد من الغريب لان مكثه فيها يسير وليس له رغبة في الاقامة بها فمن رام ان يطلب لنفسه صلاحها في امر الدنيا فلينزل نفسه احدى المنزلتين والمنزلة الثانية اكمل من الاولى نعم احسن الله اليكم الحديث الحاجي والاربعون عن ابي محمد بن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح هذا الحديث عزاه المصنف الى كتاب الحجة على تارك المحجة لابي الفتح نصر ابن ابراهيم المقدسي ولم يظفر به بعد مخطوطا وانما يوجد له مختصر مجرد الاسانيد وقد اخرج هذا الحديث من هو اشهر منه فاخرجه ابن ابي عاصم في كتاب السنة والبغوي في شرح السنة باسناد ضعيف وتصحيح هذا الحديث بعيد جدا من وجوه كما ذكر ابو الفرج ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم لكن اصول الشرع تصدق معناه وتشهد بصحته دراية لا رواية فيكون ثابت المعنى لا ثابت النسبة الى النبي صلى الله عليه وسلم والهوى يطلق تارة ويراد به الميل ويطلق تارة ويراد به الميل الى خلاف الحق وهو في الحديث بالمعنى الاول اي مجرد الميل وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الدين على قسمين الاول ما لا يصح اسلام العبد الا به وهو اذا ذكر نفي الايمان عن تاركه كان نفيا لاصله وهو اذا ذكر نافي الايمان عن تاركه كان نفيا لاصله والثاني ما يصح اسلام العبد دونه وهذا اذا ذكر نفي الايمان عن تاركه كان نفيا لكماله في علم من هذا ان نفي الايمان المذكور في هذا الحديث قد يكون نفيا لاصله وقد يكون نفيا لكماله على حسب ما يتعلق به الميل من القسمين المذكورين انفا فمثلا مما لا يصح اسلام العبد الا به الشهادتان فاذا لم يكن ميل العبد قلب العبد اليها كان تاركا لاصل دينه فيكون قاضيا عليه بابطال دينه والحكم بارتداده. فيكون المنفي حينئذ اصل الايمان وقد يميل قلب العبد الى ترك صيام رمضان فيكون ميله الى ترك شيء جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لا يكفر العبد بفعله ما لم يجحد وجوبه فيكون النفي مسلطا على كمال الايمان نعم الله اليكم الحديث الثاني والاربعون عن انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعال يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك في شأنها لاتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. هذا الحديث اخرجه الترمذي في جامعي وفي اسناده كلام الا ان الحديث بمجموع فرقه من المتابعات والشواهد من جملة الاحاديث الحسان ولفظه في النسخ التي بايدينا على ما كان فيك عوض على ما كان منك الذي اورده المصنف وهو مشتمل على ذكر ثلاثة اسباب تحصل بها المغفرة اولها الدعاء المقترن بالرجاء والثاني الاستغفار والثالث توحيد الله وانما اخر ذكره مع جلالة قدره لعظم اثره وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث القدسي الذي رواه عن ربه عظم اثره في قوله لاتيتك بقرابها مغفرة فالقراب هو ملء الشيء ويكون المعنى لو اتيتني بملئ الارض ذنوبا لاتيتك بملئها مغفرة والعنان بفتح العين هو السحاب نعم احسن الله اليكم خاتمة الكتاب فهذا اخر ما قصدته من بيان الاحاديث التي جمعت قواعد الاسلام وتضمنت ما لا يحصى من انواع العلوم في الاصول والفروع والاداب وسائر وجوه الاحكام وها انا اذكر بابا مختصرا جدا في ضبط الفاظها مرتبة لان لا يغلط في شيء منها ويستغني بها حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها ثم اشرع في شرحها ان شاء الله تعالى في كتاب مستقل وارجو من فضل الله تعالى ان فيه لبيان مهمات من اللطائف وجمل من الفوائد والمعارف لا يستغني مسلم عن معرفة مثلها ويظهر لمطالعها جزالة هذه الاحاديث وعظم فضلها وما اشتملت عليه من النفائس التي ذكرتها ومهمات التي وصفتها ويعلم بها الحكمة باختيار هذه الاحاديث الاربعين. وانها حقيقة بذلك عند الناظرين. وانما فردتها عن هذا الجزء ليسهل حفظ الجزء بانفراده ثم من اراد ضم الشرح اليه فليفعل ولله عليه المنة بذلك اذ يقف على نفائس اللطائف المستنبطة من كلام من قال الله في حقه وما ينطق عن الهوى هو الا وحي يوحى ولله الحمد اولا واخرا وباطنا وظاهرا باب الاشارات الى ضبط الالفاظ المشكلات. هذا الباب وان ترجمته بالمشكلات فقد انبه فيه على الفاظ من الواضحات في الخطبة نضر الله امرأ روي بتشديد الضاد وتخفيفها والتشديد اكثر ومعناه حسنه وجمله الحديث الاول عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو اول من سمي امير المؤمنين. قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات المراد لا تحسب الاعمال الشرعية الا بالنية. قوله صلى الله عليه وسلم هجرته الى الله ورسوله معناه مقبولة الحديث الثاني لا يرى عليه اثر السفر وبضم الياء من يرى قوله صلى الله قوله رحمه الله لا يرى عليه اثر السفر هو بضم الياء من يرى وقد ذكر النووي نفسه في شرح مسلم ان له ضبطا اخرا نقله عن ابي حازم احد الحفاظ وهو نرى نرى بالنون المفتوحة ووقع هكذا في بعض الطرق وكلاهما صحيح نعم احسن الله اليكم قوله صلى الله عليه وسلم تؤمن بالقدر خيره وشره معناه تعتقد ان الله قدر الخير والشر قبل خلق الخلق ان جميع الكائنات بقضاء الله تعالى وقدري وهو مريد لها. هذا الذي ذكره المصنف رحمه الله الا هو بعض معنى الايمان بالقدر والمختار ان ذلك يرجع الى حقيقته الشرعية الكائنة في قولنا فيما سلف القدر شرعا هو علم الله بالكائنات اي الوقائع وكتابته لها ومشيئته وخلقه اياها وقد تقدم هذا في شرح العقيدة الواسطية احسن الله اليكم قوله صلى الله عليه وسلم فاخبرني عن اماراتها وبفتح الهمزة اي علاماتها ويقال امر اللغتان لكن الرواية بالهاء قوله صلى الله عليه وسلم تلد الامة ربتها اي سيدتها ومعناه ان تكثر السراري حتى تلد الامة السري بنتا لسيدها وبنت السيد في معنى السيد وقيل يكثر بيع السراري حتى تشتري المرأة امها وتستعبدها جاهلة بانها امها وقيل غير ذلك وقد اوضحته في شرح صحيح مسلم بدلائله وجميع طرقه قوله صلى الله عليه وسلم العالة اي الفقراء ومعناه ان اسافل الناس يصيرون اهل ثروة ظاهرة قوله صلى الله عليه وسلم لبثت مليا هو بتشديد الياء اي زمانا كثيرا. وكان ذلك ثلاثا هكذا جاء مبينا في رواية ابي داوود الترمذي وغيرهما الحديث الخامس قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد مردود كالخلق بمعنى المخلوق. الحديث السادس قوله صلى الله عليه وسلم استبرأ لدينه وعرضه. اي صان وحمى عرضه من وقوع الناس فيه. قوله صلى الله عليه وسلم يوشك هو بضم الياء وكسر الشين ان يسرع قوله صلى الله عليه وسلم حمى الله محارمه. معناه الذي حماه الله تعالى ومنع دخوله هو التي حرمها الحديث السابع قوله عن ابي رقية وبضم الراء وفتح القاف وتشديد الياء. قوله الداري منسوب الى جد له اسمه فقيل الى موضع يقال له دارين ويقال فيه ايضا الديري نسبة الى دير كان يتعبد فيه وقد بسط ففي ضعيف اوائل شرح صحيح مسلم. قوله رحمه الله وقيل الى موضع يقال له دارين قال ابن قال ابن طاهر بالانساب المتفقة سمعت ابا المظفر الابي وردي يقول انه غلط فاحش يعني نسبة تميم اليها وقوله ويقال فيه ايضا الديري نسبة الى دير كان يتعبد فيه اطلاق التعبد موهم وقوع ذلك منه بعد الاسلام وانما كان ذلك طريقته قبل الاسلام فتعبده في الدين ينبغي ان يقيد بقوله قبل الاسلام وتفطن المصنف رحمه الله لهذا في شرح مسلم وفي تهذيب الاسماء واللغات فقيده بهذا القيد نعم الحديث التاسع قوله واختلافهم هو بضم الفاء لا بكسرها. الحديث العاشر قوله صلى الله عليه وسلم غذي بالحرام وبضم الغين وكسر الذال المعجمة المخففة. قوله في ضبط هذا الحرف هو بضم الغين وكسر الدال المعجمة المخففة وذكر فيه التشديد ايضا كما نقله الجرداني في شرح الاربعين عن كتاب المصابيح فقال وفي المصابيح وردت مشددة والمشهور التخفيف غذي نعم الله عليكم. الحديث الحادي عشر قوله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا ما لا يريبك. بفتح الياء يا لغتان والفتح افصح واشهر ومعناه اترك ما شككت فيه واعدل الى ما لا تشك فيه. الحديث قوله ومعناه اترك ما شفكت فيه تفسير للريب بانه الشك والصحيح ان الريب قلق واضطراب وليس شكا كما اختاره جماعة من المحققين كابي العباس ابن تيمية كالحفيد وتلميذه ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابن رجب والشك فرض من افراد ذلك القلق. فالمخبر عن الريب بانه الشك مخبر عنه ببعض الحقيقة لا كلها نعم احسن الله اليكم الحديث الثاني عشر قوله صلى الله عليه وسلم يعنيه بفتح اوله الحديث الرابع عشر قوله صلى الله عليه وسلم الثيب الزاني معناه المحصن اذا زناه للاحصان شروط معروفة في كتب الفقه. الحديث الخامس قوله صلى الله عليه وسلم او ليصمت بضم الميم قوله رحمه الله بضم الميم وسمع كسرها ايضا وهو القياس نعم احسن الله اليكم الحديث السابع عشر القتلى والذبحة بكسر اولهما قوله وليحده بضم الياء وكسر الحاء وتشديد الدال. يقال احد السكين وحدها واستحدها بمعنى. الحديث الثامن عشر نعم احسن الله اليكم الحديث الثامن عشر قوله جندب بضم الجيم وبضم الدال وفتحها وجنادة بضم الجيم الحديث التاسع عشرة بضم التاء وفتح الهاء اي امامك كما في الرواية الاخرى قوله تجاهك لضم التاء ذكر في القاموس وغيره تثليث التاء في اوله ضما وفتحا وكسرا فيقال تجاه وتجاه وتجاه نعم احسن الله اليكم وتعرف الى الله في الرخاء يتحبب اليه بلزوم طاعته واجتناب مخالفته. الحديث العشرون قوله صلى الله عليه وسلم اذا لم تستح فاصنع ما شئت معناه. اذا اردت فعل شيء فان كان مما لا يستحي من الله ومن الناس في فعله فافعلوا والا فلا وعلى هذا مدار الاسلام. الحديث تقدم ان الحديث يحتمل ان يكون خبرا وان يكون انشاء مفيدا للامر نعم الله عليكم الحديث الحادي والعشرون قل امنت بالله ثم استقم اي استقم كما امرت ممتثلا امر الله تعالى مجتنب النهي الحديث الثالث والعشرون قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان المراد بالطهور الوضوء. قيل معناه ينتهي تضعيف ثوابه الى نصف اجر الايمان وقيل الايمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء. ولكن الوضوء تتوقف صحته وعلى الايمان فصار نصفا. فقيل المراد بالايمان الصلاة والطهور شرط لصحتها. فصار كالشطر وقيل غير ذلك قوله وقيل الايمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء اما ان الايمان يجب ما قبله فهذا في صحيح مسلم ويشمل كبائر الذنوب وصغائرها اما الوضوء فلم يثبت حديث فيه بهذا اللفظ لكن معناه في احاديث عدة وهو مختص بتكفير الصغائر دون الكبائر على الصحيح نعم الله اليكم. قوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان اي ثوابها. وسبحان الله والحمد لله الان اي لو قدر ثوابهما جسما لملأ ما بين السماء والارض وسببه ما اشتملتا عليه من التنزيه والتفويض الى الله الله تعالى فصلاة نور اي تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء وتهدي الى الصواب وقيل يكون ثوابها نورا لصاحبها يوم القيامة قيل لانها سبب لاستنارة القلب فالصدقة برهان اي حجة لصاحبها في اداء حق المال وقيل حجة في ايمان صاحبها لان المنافق لا يفعلها غالبا الصبر ضياء اي الصبر المحبوب هو الصبر على طاعة الله تعالى والبلاء ومكاره الدنيا وعن المعاصي ومعناه لا يزال صاحب مستضيئا مستمرا على الصواب. كل الناس يغدوه فبائع نفسه معناه. كل انسان يسعى بنفسه فمنهم من لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقها ان يهلكها وقد بسطت شرح هذا الحديث في اول شرح صحيح مسلم فمن اراد زيادة فليراجعه وبالله التوفيق الحديث الرابع والعشرون قوله تعالى حرمت الظلم على نفسي اي تقدست عنه فالظلم مستحيل في حق الله تعالى لأنه مجاوزة الحد او التصرف في غير ملك وهو جميعا محال في حق الله تعالى. تقدم ان المختار في حد الظلم انه وضع للشيء في غير موضعه ولابي العباس ابن تيمية رسالة بسط فيها هذا المعنى اسمها شرح حديث ابي ذر الغفاري نعم احسن الله اليكم. قوله تعالى فلا تظالموا هو بفتح التاء اي لا تتظالموا. قوله تعالى الا كما ينقص المخيط هو بكسره الميم واسكان الخاء المعجمة وفتح الياء الابرة ومعناه لا ينقص شيئا. الحديث الخامس والعشرون الدثور بضم الدال مثلثات الاموال واحدها دثر كفلس وفلوس قوله صلى الله عليه وسلم وفي بضع احدكم هو بضم الباء واسكان الضاد المعجمة هو كناية عن الجماع اذا نوى به وهو قضاء حق الزوجة وطلب ولد صالح واعفاف النفس وكفها وهو قضاء حق الزوجة وطلب ولد واعفاف النفس وكفها عن المحارم الحديث السادس والعشرون السلامى بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم وجمعه سلاميات بفتح الميم وهي المفاصل دول اعضاء وهي ثلاث مئة وستون مفصلا ثبت ذلك في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه الحديث السابع والعشرون النواس بفتح النون وتشديد الواو وسمعان بكسر السين المهملة وفتحها قوله والفتح اشهر نعم قوله صلى الله عليه وسلم حاك بالحاء المهملة والكاف اي تردد وابسط بكسر الباء الموحدة. الحديث الثامن والعشرون البعض بكسر العين وبالموحدة السارية بالسين المهملة والياء المثناة من تحت. قوله صلى الله عليه وسلم ذرفت بفتح المعجمة رسالة قوله صلى الله عليه وسلم بالنواجذ هو بالذال المعجمة وهي الانياب وقيل الاضراس والبدعة ما عمل على غير مثال سبق. هذا الذي ذكره المصنف في حدها هو باعتبار اللغة لا باعتبار الشرع وقد تقدم بيان الحد الشرعي. نعم. احسن الله اليكم. الحديث التاسع والعشرون وذروة السنام بكسر الذال وضمها اي اعلى ذكر بعض المتأخرين فتحها والكسر افصح نعم. احسن الله اليكم. ملاك الشيء بكسر الميم اي مقصوده. قوله بكسر الميم وتفتح ايضا نعم احسن الله اليكم. قوله صلى الله عليه وسلم يكبه بفتح الياء وضم الكاف. الحديث الثلاثون الخشني بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين وبالنون منسوب الى خشنة قبيلة معروفة. قوله منسوب الى خشنة قبيلة معروفة عامة اهل النسب يذكرونها باسم خشين نعم الله اليكم قولوا جرثوم بضم الجيم والثاء المثلثة واسكان الراء بينهما وفي اسمه واسم ابيه اختلاف كثير. قوله صلى الله عليه سلم فلا تنتهكوها انتهاك الحرمة تناولها بما لا يحل. الحديث الثاني والثلاثون ولا ضرار بكسر الضاد المعجمة الحديث الرابع والثلاثون فان لم يستطع فبقلبه معناه فلينكر بقلبه وذلك اضعف الايمان اي اقله الحديث الخامس والثلاثون ولا يخذله بفتح الياء واسكان الخاء وضم الذال المعجمة ولا يكذبه وبفتح الباب اي اسكان الكاف؟ قوله صلى الله عليه وسلم بحسب امرئ من الشر هو باسكان السين المهملة ان يكفيه من الشر الحديث الثامن والثلاثون قوله تعالى فقد اذنته بالحرب فبهمزة ممدودة اي اعلمته بانه محارب لي قوله تعالى استعاذني ضبطوا بالنون وبالباء وكلاهما صحيح. والاول اشهر كما فيفتح الباري لابن حجر. نعم. احسن الله عليكم. الحديث الاربعون قوله صلى الله عليه وسلم صم في الدنيا كأنك غريب او عابر او عابر سبيل اي لا تركا اليها ولا تتخذها وطنا ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها ولا تتعلق منها الا بما يتعلق الغريب في غير وطنه ولا تشتغل فيها الا بما يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب الى اهله. الحديث الثاني والاربع قوله صلى الله عليه وسلم عنان السماء بفتح العين قيل هو السحاب وقيل ما عن لك منها اي ظهر اذا رفعت رأسك صلى الله عليه وسلم بقراب الارض بضم القاف وكسرها لغتان روي بهما والضم اشهر معناهما يقارب فصل اعلم ان الحديث المذكور اولا من حفظ من حفظ على امتي اربعين حديثا معنى الحفظ هنا ان ينقلها الى المسلمين وان لم يحفظها او لم يعرف معناها هذا حقيقة معناه وبه يحصل انتفاع المسلمين لا بحفظ ما ينقله اليهم والله اعلم بالصواب. قال مؤلفه فرغت منه ليلة الخميس التاسع التاسع والعشرين من جمادى الاولى سنة ثمان وستين وست مئة. وهذا اخر شرح الكتاب على نحو مختصر يبين مقاصده الكلية ويوقف على معانيه الاجمالية اللهم انا نسألك علما في المهمات ومهما في المعلومات وبالله التوفيق