السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله جعل الدين يسرا بلا حرج والصلاة والسلام على محمد المبعوث بالملة الحنيفية السمحة دون عوج وعلى اله وصحبه ومن على سبيلهم درج. اما بعد فهذا شرح الكتاب الحادي عشر. من المرحلة الاولى من برنامج تيسير العلم في سنته الاولى وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام للحافظ ابي يحي ابي بشرف النووي رحمه الله وهو الكتاب الحادي عشر بالتعداد العام لكتب البرنامج. وقد انتهى بنا القول قوله رحمه الله الحديث الثامن عشر. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال الامام النووي رحمه الله تعالى ونفعنا بعلمه علمكم الحديث الثامن عشر عن ابي ذر جندب ابن جنادة وابي عبدالرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ حسن هذا الحديث اخرجه الترمذي من حديث ابي ذر رضي الله عنه وقال هذا حديث حسن وفي بعض النسخ المعتمدة حسن صحيح. ثم رواه من حديث معاذ رضي الله عنه وقال نحوه ولم يسق لفظه ثم قال قال محمود بن ويلان احد شيوخه والصحيح حديث ابي ذر رضي الله انتهى وهو كما قال فالحديث حديث ابي ذر ليس لمعاذ فيه مدخل واسناده وضعيف وروي عنه من غير وجه لا يثبت منها شيء. وويت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه من وجوه لا يثبتها اهل المعرفة بالاثار. وهذه الوصية جمعت حقوق الله تعالى وحقوق عباده فان على العبد حقين حق لله حقا لله وحقا لعباده فاما حق الله فهو ان يتقيه. وهو المذكور في قوله عليه الصلاة والسلام اتق حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة. وتقوى الله اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه امتثال خطاب الشرع. واتباع السيئة الحسنة له مرتبتان الاولى اتباع بقصد اذهاب السيئة. فالحسنة مفعولة بقصد الاذهاب. والثانية اتباع بغير قصد الاذهاب فالحسنة مفعولة لله مع عدم القصد. واما حق العباد فهو المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم وخالق الناس بخلق حسن وهو من خصال التقوى وافرد اهتماما به وتنبيها على ان التقوى هي القيام بحقوق الله وعباده وللخلق معنيان احدهما الدين كما في قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم اي دين عظيم وحقيقته امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والذل والاخر المعاملة مع الناس وهو المعنى المقصود في هذا الحديث وقد جاء وصفه بالحسن في احاديث كثيرة وحقيقته الاحسان الى الخلق بالقول والفعل. وهذا منه ما هو واجب ومنه ما هو نافلة. نعم احسن الله اليكم. الحديث التاسع عشر عن ابي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك. اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان لو اجتمعت على ان ينفعك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجده امامك تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا. هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع. لكن ليس فيه وان اجتمعوا على ان يضربوك. ولفظه ولو اجتمعوا. واسناده جيد اما الرواية الاخرى فهي عند عبد ابن حميد في مسنده. وفي سياق زيادة عن ما هنا. واسناده ضعيف. ورويت هذه جملة من طرق اخرى تحسن بها الا قوله واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك. فليس في طرق هذا الحديث ما يشهد لها. وان ثبتت في غيره وقوله صلى الله عليه وسلم احفظ الله المراد بحفظ الله حفظ امره وامر الله قدري وشرعي. فيكون حفظ الامر نوعان احدهما حفظ امر الله القدري بالتجمل بالصبر وعدم التجزع والتسخط. والثاني حفظ امر الله الشرعي بتصديق الخبر وامتثال الطلب وقوله صلى الله عليه وسلم يحفظك احفظ الله تجده تجاهك. وفي الرواية الاخرى امامك فيه بيان جزاء من حفظ امر الله تعالى فيتحقق له شيئان احدهما تحصيل حفظ الله تعالى له. والاخر تحصيل رعايته ونصره. فقوله صلى الله عليه وسلم رفعت الاقلام وجفت الصحف اشارة الى ثبوت المقادير. وتقدم كتابه وقوله صلى الله عليه وسلم تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة يتضمن امرا وخبرا. فاما الامر ففي قوله صلى الله عليه وسلم تعرف الى الله في الرخاء ومعرفة العبد ربه نوعان احدهما معرفة الاقرار بربوبيته. وهذه فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر. والثاني معرفة الاقرار بالالوهية تختص باهل الاسلام. وهم فيها على مرتبتين. احداهما معرفة عامة تشتمل على الاقرار بالالوهية اجمالا. والاخرى معرفة خاصة تقتضي ميل القلب الى الله تعالى. والانس به وعدم الاقبال على غيره. واما الخبر ففي قوله صلى الله عليه وسلم يعرفك في شدة ومعرفة الله لعبده نوعان. احدهما معرفة عامة شمول علم الله تعالى. لعباده واطلاعه عليهم والاخرى معرفة خاصة تقتضي معرفة الله لعبده بتأييده ونصره وذكر الشدة في هذا التعرف يراد به النوع الثاني لان العبد فيها احوج ما يكون الى تأييد الله ونصره نعم احسن الله اليكم. الحديث العشرون عن ابي مسعود عقبة بن عمرو الانصاري البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. رواه البخاري. قوله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اي مما اثر من الكلام عن الانبياء وصار محفوظا عنهم فتناقله الناس جيلا بعد جيل. وقوله صلى الله عليه وسلم اذا لم تستحي فاصنع ما شئت له معنيان صحيح ان الاول انه امر على ظاهره. والمعنى اذا كان ما تريد فعله مما لا يستحيا منه لا من الله ولا من الناس فاصنع ما شئت فلا تثريب عليك ولا لوم. والثاني انه ليس من باب الامر لتقصدوا حقيقته بل هو عند قوم بمعنى التهديد والوعيد. اي اذا لم يكن لك حياء فاصنع ما شئت. وعند قوم اخرين انه بمعنى الخبر اي اذا لم تستحي فاصنع ما شئت فان من كان كان له حياء منعه من فعل القبائح. ومن لم يكن له حياء لم يمنعه منها فهو خبر عن الناس وما يصنعونه بحسب ما لكل من الحياء نعم. احسن الله اليكم. الحديث الحادي والعشرون عن ابي عمرو وقيل ابي عمرة سفيان بن عبدالله رضي الله عنه. قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك. قال قل امنت بالله ثم استقم رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم الا انه قال في النسخ التي بايدينا قل امنت بالله فاستقم. فجعل الفاء بدل ثم وفي لفظ له لا اسأل عنه احدا بعدك. وحقيقة الاستقامة طلب اقامة النفس على الصراط المستقيم. الذي هو الاسلام. كما ثبت تفسيره في الحديث النبوي فالمستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام المتمسك بها باطنا وظاهرا. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة اي في الاسلام كله. نعم. احسن الله اليكم. الحديث والعشرون عن جابر بن عبدالله رضي عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت المكتوبات وصمت رمظان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة؟ قال نعم رواه مسلم وما حرمت الحرام اجتنبته ومعنى احللت الحلال فعلته معتقدا حله. هذا الحديث اخرجه مسلم. بهذا اللفظ لكن بزيادة الصلوات قبل قوله المكتوبات وقوله احللت حلال اي اعتقدت حله وقيد الفعل المذكور في كلام المصنف معتقدا حله فيه نظر لتعذر الاحاطة بافراد الحلال كلها. وانما ماء يجب على العبد اعتقاد التحليل فقط. وقوله وحرمت الحرام اي اعتقدت مع اجتنابه. فلا بد من هاتين المرتبتين جميعا. اعتقاد الحرمة واجتناب المحرم وبه يعلم قصور عبارة المصنف رحمه الله عن الوفاء بكمال المقصود وقوله صلى الله وقوله رضي الله عنه ولم اجد على ذلك شيئا اادخل الجنة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم فيه بيان ان هذه الاعمال من موجبات الجنة. اما بالدخول فيها ابتداء او السيرورة اليها انتهاء بحسب اجتماع الشروط وانتفاء الموانع كما يدل عليه مجموع النصوص المنقولة. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثالث والعشرون عن ابي مالك من الحارث بن عاصم الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان سبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض. والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك او عليك. كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم بهذا اللفظ وفي النسخة المتداولة منه وسبحان الله والحمدلله تملك لان ما بين السماوات والارض. فلعل اللفظ الذي ساقه المصنف هو المسموع له في روايته. وقوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان المراد بالطهارة هنا الطهارة الحسية. المعروفة عند الفقهاء فقد جاء التصريح بها فقد جاء التصريح في بعض الروايات بما يدل على انها المرادة. وعليه جرى تبويب كبار الحفاظ في مصانفهم كمسلم والنسائي وابن ماجه وفي المراد بالايمان حينئذ قولان. احدهما انه الصلاة وفيه تعظيم قدر طهارة الصلاة. وانها بمنزلة الشطر. والاخر شرائع الدين فتكون الطهارة الحسية تطهيرا للظاهر. وسائر فصال الايمان الباطنة تطهير للباطن وقوله صلى الله عليه وسلم وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ او تملآن ما بين السماء والارض هكذا على الشك فيما يملأ بينما بين السماء والارض. هل هو الكلمتان معا؟ او احداهما فعلى الاول يكون المعنى ان سبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والارض. وعلى الثاني يكون المعنى ان سبحان الله تملأ ما بين السماء والارض وان الحمد يملؤه كذلك. وقد وقع في رواية النسائي وابن ماجة والتسبيح والتكبير ملء السماء والارض. وهذه الرواية اشبه كما ذكره ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم. وهو كذلك رواية ودراية فاما الرواية فلان رواية النسائي وابن ماجة اصح واما الدراية فلان ملء الميزان اعظم مما يملأ ما بين السماء والارض. فكيف تكون الحمد لله على الانفراد تملأ تملأ الميزان ثم مع مع الاقتران بالتسبيح تكون ملء ما بين السماء والارض الذي هو دون ملء الميزان وقوله صلى الله عليه وسلم والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء. وقع في بعض نسخ كتاب مسلم الصيام ضياء. وفيه ان هذه الاعمال الثلاثة كلها نور لكن يتفاوت نورها فلكل منها ما يختص به. ومنفعة هذه الاعمال للروح كمنفعة هذه الانوار للجسد. فالنور اكمل من البرهان والبرهان اكمل من الضياء. وهكذا فالصلاة اكمل من الصدقة. والصدقة اكمل من خبر. فقوله صلى الله عليه وسلم كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها الغدو هو السير في اول النهار والمعنى ان كل الناس يسعى فمنهم ساع في عتق نفسه ومنهم اعن في اذاقها. فمن سعى في طاعة الله اعتق نفسه من العذاب. ومن سعى في معصية الله فقد اوبق نفسه بما يوجب له العقاب وصار عبدا لهواه او شهوته. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الرابع والعشرون عن ابي ذر عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه عز وجل انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم. يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي انكم لم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر. يا انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم نوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم بهذا اللفظ. واوله في النسخة المتداولة. فيما روى عن الله وتعالى وليس عنده منكم بعد قوله افجر قلب رجل واحد وفيه فاعطيت كل انسان مسألته. وقوله صلى الله عليه وسلم يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. الظلم هو وضع الامور في غير موضعها. وقوله صلى الله عليه وسلم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه له معنيان صحيح ان الاول ان من وجد سيرا في الدنيا فليحمد الله على اما عجل له من جزاء العمل الصالح. وان وجد غير ذلك فهو مأمور بلوم نفسه على الذنوب التي وجد عاقبتها في الدنيا. فتكون هذه الجملة على ارادة الامر مبنى معنى الثاني ان من وجد خيرا في الاخرة فانه يحمد الله عليه ومن وجد غيره فانه يلوم نفسه ولا تمندم. فتكون الجملة المذكورة بلفظ الامر والمراد الخبر. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الخامس والعشرون عن ابي ذر رضي الله عنه ايضا ان ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم. قال اوليس قد جعل الله لكم ما ان بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة وفي بضع احدكم صدقة. قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر قال ارأيتم لو وضعها في حرام اكان عليه فيها وزر فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم في المسند الصحيح بهذا اللفظ دون قوله لكم في جملة ان بكل تسبيحة صدقة. ورواه في موضع اخر مختصرا بزيادة في اوله واخره وقوله اهل الدثور اي اهل الاموال. وقوله اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون الحديث الصدقة اسم جامع لجميع انواع المعروف والاحسان وحقيقتها ايصال ما ينفع والصدقة من العبد نوعان ايضا. احدهما صدقة مالية والاخر اخر صدقة غير مالية. كالتسبيح والتكبير والتحميد والتهليل والامر المعروف والنهي عن المنكر. وقوله صلى الله عليه وسلم وفي بضع احدكم صدقة البضع بضمة الباء الموحدة لفظ يكنى به عن الفرج. وقوله صلى الله عليه وسلم رأيتم لو وضعها في حرام اكان عليه فيها وزر؟ فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر. ظاهره انه يؤجر على اتيان اهله ولو لم ينوي شيئا بقضاء شهوته. والمعتمد انه مقيد بالنية للادلة المتظاهرة على ذلك. وانه لا اجر في مباح بلا نية فتحمل الاحاديث المطلقة عليها وهو قول جمهور اهل العلم ووقع في الرواية المختصرة عند مسلم في اخره ويجزئ ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى. وسنذكر مناسبة ذلك في الحديث الذي يليه. نعم احسن الله اليكم. حديث السادس والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامة من عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة. وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث هو اخرجه البخاري ومسلم والسياق المثبت هنا بلفظ مسلم اشبه. وعنده الاثنين معرفا وليس في روايته اثبات حرف الجر في قوله وبكل ولفظ البخاري قريب منه طيب وش الفرق؟ الباء وبكل ولا بدون باء نفس الشيء او لا احسنت الباء قد تكون بارادة السببية فيكون جزاء معلق بها. يصير وبكل خطوة يعني بسبب كل خطوة. فالفاظ الحديث بل الفاظ الشريعة الفاظ القرآن الزيادة فيها بحرف غير نقص حرف كقوله تعالى في قراءة الجماعة ملك يوم الدين. وقوله تعالى في قراءة عاصم والكسائي ما لك يوم الدين. فان الوصف لملك غير الوصف بمالك والعناية بهذا اثرا في التفسير او في الحديث قليلة وعامة من يعتني من المفسرين بنقل القراءات لا يطردون عنايتهم فينقلونها في الموضع المشكل غالبا يستعينون بها على حل الاشكال. واما طرد ذلك للاستفادة منها في اضافة معاني زائدة. فيقي ومن هذا الجنس ايضا العناية بزيادات الالفاظ في الاحاديث النبوية كما سبق بيانه. قوله كل سلامة السلامة السلامى المفصل وعدتها في الانسان ستون وثلاث مئة مفصل كما وقع التصريح به في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها والمراد ان اتساق العظام وسلامتها نعمة توجب التصدق عن كل مفصل. ليحصل اداء شكرها في كل يوم تطلع فيه الشمس وقد تقدم في الحديث الماظي انه يجزئ عن الانواع المتقدمة ركعتان من الضحى وانما كانتا مجزئتين عن ذلك كله لوقوع استعمال هذه المفاصل جميعا في الصلاة فيكون تحريفها بتلك العبادة كافيا في شكر النعمة المسداة واضح هذا؟ واضح ولا لا؟ يعني الانسان فيه ثلاث مئة وستين عظم على كل عظم صدقة يغني عنها ركعتين. فالمعنى تصير ركعتين مشتملة على تحريك كل هذه ايش؟ المفاصل واصابة الصدقة المتعلقة ايش وبهذا هذا من الوجوه الخفية في ترجيح ارسال اليدين بعد الرفع من الركوع لا قبضهما لان فيها معنى زائد من حركة المفاصل لا يوجد الا في هذا المحل على قصد التعبد. واما الهوي بهما عند النزول وانها تكون مستين هذا ليس قصد هذا العادة الجارية ان الانسان ينزل بها كذلك. ولكن على ارادة التعبد فالصحيح من القولين ان الموافق للسنة هو ارسال اليدين وسبق بيانه طيب واحد قال لي من الاخوان ان هذا مجلس طلبة علم ان شاء الله قال لي واحد من الاخوان طيب انت في الصلاة تقبض يديك. نقول الجواب عن هذا اولا اه شيوخ شيوخنا كانوا هذا تارة وهذا تارة. ملاحظة لحال الناس. فقد كان الشيخ محمد بن ابراهيم والشيخ عبدالرحمن بن سعدي كما ذكر لذلك الشيخ ابن عقيل كان تارة يقبضانه بعد من رحم الركوع تارة يسلانه. والامر الاخر ان المستقر عند الناس بفتوى شيخ ابن باز رحمة الله عليه ورسالته ان المشروع هو القبض. وكنا منذ كنا صغارا والناس يستنكرون هذا. والمسائل التي تنكرها الناس اذا ترجح لطالب العلم خلافها الا ينبغي له ان يبادر بالعمل بها حتى ترسخ في قلوب الناس معرفته وامامته في الدين والعلم. واما وهو ابن اربعين وخمس واربعين وخمسين. مما هو محل للاخذ والرد فضلا عن من دونه من ابناء الثلاثين والعشرين فعملوا ذلك وادعاء انه اتباع الراجح فهذا فيه نظر والسنن قد تترك لاجل مصلحة راجحة. نعم. احسن الله اليكم الحديث السابع والعشرون عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم وعن ابي صفة بن معبد رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم. قال استفت قلبك البر ما اطمئنت اليه النفس واطمأن اليه القلب. والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك حديث حسن رويناه في مسندي الامامين احمد بن حنبل والدارمي باسناد حسن هذا حديث اما حديث النواس فرواه مسلم ووقع في رواية له الاثم ما حاك في صدرك. واما حديث وابسة رضي الله عنه فرواه احمد في المسند والدارمي في المسند الجامع باسناد لا يثبت. واللفظ المذكور لسياق الدارمي اقوى رد ورواه الطبراني في المعجم الكبير والبزار في المسند من وجه اخر عنه ولا يثبت ايضا لكن له شاهد من حديث ابي ثعلبة الخشني رضي الله عنه عند احمد والطبراني في الكبير وجود اسناده ابو الفرج ابن رجب رحمه الله. فقوله صلى الله عليه وسلم البر حسن الخلق فيه تعريف البر باعتبار حقيقته وجاء في حديث وابسة رضي الله عنه تعريفه باعتبار اثره وثمرته والبر يطلق على معنيين. الاول الاحسان الى الخلق في المعاملة. والثاني فعل جميع بالطاعات الظاهرة والباطنة. فيشمل المعنى الاول وزيادة. والخلق كما نتقدم يقع على هذين المعنيين. وقوله صلى الله عليه وسلم الاثم ما حكى في نفسك وكرهت كأن يطلع عليه الناس فيه بيان علامة من اثار الاثم زائدة على ما في حديث زائدة على ما في حديث وابسة رضي الله عنه الاتي بعده. وهي كراهية اطلاع الناس عليه لاستنكار له فصار الاثم باعتبار اثره له مرتبتان. الاولى ما حاك في نفس وتردد في القلب وكرهت ان يطلع عليه الناس. وهذه المرتبة هي مذكورة في حديث النواس رضي الله عنه والثانية ما حاك في النفس وتردد في القلب وان افتاه غيره انه ليس باثم. وهي المذكورة في حديث وابسة رضي الله عنه وهذه المرتبة اشد على صاحبها من سابقتها. لان الاولى قد يمتنع منها العبد الناس اما الثانية فمن الناس من يزين له بغيته ولا يعد ذلك اثما وما تقدم بيانه هو من تعريف الاثم باعتبار اثره. اما باعتبار حقيقته فهو ما بطأ بصاحبه عن الخير فاخره عن الفلاح. وما بطأ صاحبه عن الخير فاخره عن الفلاح وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث وابسة رضي الله عنه استفتي قلبك امر باستفتاء القلب وهو مخصوص بمحل الاشتباه في تحقيق مناط الحكم. وليس مسلطا على الحكم نفسه. فالاحكام لا يرجع فيها الى القلب بل الى الادلة الشرعية وانما يستفسى القلب في تحقيق المعنى الذي علق به حكم الشرع. وهذا انما يكون في حق من حسن اسلامه واستقام ايمانه معافا من سلطان الشهوة والشبهة وهذا تفسير للبر باعتبار اثره. وما يحدثه في النفس القلب. اما باعتبار وهو ما سكن في القلب وهو ما سكن في القلب انشرح له الصدر. وتقدم تعريفه باعتبار حقيقته. وقوله صلى الله عليه وسلم وان يفتاك الناس وافتوك اي ما حاكى في نفسك وتردد في قلبك فهو اثم. وان افتي صاحبه بانه ليس باثم. وهذا مشروط بامرين اثنين الاول ان يكون صاحب والتردد ممن انشرح صدره واستنار قلبه بالايمان. والثاني ان يكون مفتيه مفتيا له بمجرد الظنون والاهواء من غير اعتماد على دليل شرعي هذا الحديث حديث عظيم والفتنة به كبيرة في هذه الاوقات. عندما يقال استفتاء القلب لا يراد به انه حاكم على المسائل وانما ينظر هل المناظر الذي عليه الحكم موجود او ليس بموجود؟ مثاله لو ان انسانا ضرب سيارته ضرب بسيارته صيدا كغزال. والغزال اذا صار ميتة صار ايش؟ حرام. فتسابق اليه من في السيارة. واراقوا دمه فمنهم من يقول نحن قد ارقنا دمه بعد ان خرجت روحه فهو ميتة. والاخر يقول نحن ارقنا دمه قبل ان تخرج ايش؟ روحوا فعلى قول الاول يكون حراما. وعلى قوله الثاني يكون حلالا. والميت مستقر وانها حرام والغزال مستقر انه حلال لكن مناط الحكم هو الذي وقع فيه الاشتباه فاستفتاء قلب انما يكون في مناطق الحكم وليس في الحكم نفسه. ثمان استفتاء القلب انما يرجع اليه مع سلامة الديانة وصحتها ومتانتها. كما ان المفتي الذي يتجافى قوله هو من كان مفتونا بالاهواء والشهوات نعم الحديث الثامن والعشرون عن ابي نجيح العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا فقال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة. رواه ابو داوود والترمذي. وقال الترمذي حديث حسن صحيح. هذا اخرجه ابو داوود والترمذي وابن ماجة. ايضا بالفاظ متقاربة وليس هذا السياق عند واحد منهم. والحديث صحيح من اجود حديث اهل الشام. وقوله صلى الله عليه وسلم وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون وجل القلب رجفانه وانصداعه. لذكر من يخاف سلطانه من يخاف سلطانه وعقوبته او رؤيته كما قال ابن القيم وذرف العين هو جريان الدمع منها. وقوله عضوا عليها بالنواجذ اي الاضراس. وهو اشارة الى قوة التمسك بها وقد تضمن هذا الحديث الامر بشيئين اثنين. احدهما بتقوى الله وتقدم معناها. والثاني السمع والطاعة. لمن ولاه الله علينا ما الفرق بين السمع والطاعة ما الفرق بينهما ها هاه كيف طيب اذا ما سمعنا سنه كتاب ما سمعناه ها ها تذكر المسألة انت هذي مسألة مهمة واكدت عليكم وش الفرق بينها؟ شرحناها في رسالة سابقة واكدت عليها في السنة هذي انه تمر هالمسألة هذي ويقل يعني ادراك معناها كثير تمر مسائل كانت عند العلماء متكررة معانيها ثم صارت غير واضحة عند الناس فلا تجد تعريف في الكتب مثل البيعة ما معنى البيعة؟ البيعة وش معنى البيعة لولي الامر ايش ايه احسنت عقد السمع والطاعة هذي اصل البيعة عقد السمع والطاعة على ما امر به الشرع باعطاء صفقة اليمين كانت البيعة اول يمد يده ويضعون يده فيها ويبايع عليها. الم اه والنبي صلى الله عليه وسلم لسلمة الا تبايع؟ ما عاد مد يده النبي صلى الله عليه وسلم قال الا تبايع البيعة اصلها مد يد وهي فيها معنى للبيع نقول فيها عقد السمع والطاعة لولي الامر على ما امر الله سبحانه وتعالى به من الشرع. ثم بينا السمع بانه ايش القبول والطاعة الانقياد. فالسمع القبول والانقياد والطاعة الانقياد وعلل النبي صلى الله عليه وسلم الامر بهما لوقوع البلية الاختلاف الكثير في الامة ثم ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى ما ينبغي عند وقوع الاختلاف الكثير. وهو امران اثنان احدهما التمسك بسنته صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين والثاني اجتناب محدثات الامور وهي البدع. وتقدم تعريف البدعة لان كل بدعة ضلالة. نعم. احسن الله اليكم. الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله قال عليه تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وتقيموا الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوموا رمضان وتحج البيت. ثم قال الا ادلك على ابواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم ثلاثة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم لا تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعملون. ثم قال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد. ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول فاخذ بلسانه وقال كف عليك هذا. قلت يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به. فقال ثكلتك امك وهل الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع وابن ماجه في السنن واسناده ضعيف وروي من غير وجه عن معاذ رضي الله عنه كلها منقطعة الا رواية مختصرة عند الطبراني في الكبير واسنادها متصل صحيح. واللفظ المذكور هنا هو رواية الترمذي. وفيه لقد سألتني وفيه ايضا برأس الامر كله وفيه بلى يا نبي الله في الموضعين وفيه ثكلتك امك يا واوله قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فاصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت الحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وتقيموا الصلاة تؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت اشارة الى اصول الى الاصول العظام من دين الاسلام. ومردها الى اركانه الخمسة. وقد تقدم بيانها وقوله صلى الله عليه وسلم الا ادلك على ابواب الخير المراد بها النوافل لانه ذكر في اول الحديث الفرائض ثم قال الا ادلك على ابواب الخير؟ وقوله الصوم جنة الجنة هي ما يستجن به تقع كالدرع وقوله صلى الله عليه وسلم وصلاة الرجل في جوف الليل يعني انها تطفئ الخطيئة كالصدقة. وجوف الليل هو وسقه. ويحتمل ان الواو في قوله وصلاة الرجل استئنافية لا عاطفة. فيكون المعنى ومن ابواب الخير ذات الرجل في جوف الليل وتكون قراءة الاية بعدها للدلالة على اثرها. وهذا اظهر وقوله صلى الله عليه وسلم رأس الامر الاسلام الامر هو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم. ورأسه هو الاسلام والمراد به الشهادتان. لان فيهما اسلام الوجه لله بالاخلاص ولرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمتابعة. وقوله وذروة سنامه الجهاد الذروة بكسر الذال وضمها اعلى الشيء وارفعه. وذكر بعض المتأخرين فتح الزاد ايضا وقوله الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ الملاك من الامر ما يعتمد عليه منه وهو بكسر الميم وفيه ان اصل الخير وجماعه هو حفظ المنطق وحبس اللسان وقوله صلى الله عليه وسلم ثكلتك امك اي فقدتك. وهذا مما يجري على اللسان ولا تراد حقيقته وقوله صلى الله عليه وسلم وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم يكب بفتح الياء وضم الكاف والمعنى يطرح الناس على وجوههم او مناخرهم الا حصائد السنتهم. والحصائد جمع حصيدة. وهو كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع به عليهم. وهو كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع به عليهم كما في مقاييس اللغة لابن فارس. نعم احسن الله اليكم. الحديث الثلاثون عن ابي ثعلبة الخشني جرثوم ابن ناشر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم اشياء فلا تنتكأ فلا تنتهكوا وسكت عن اشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها. حديث حسن رواه الدارقطني وغيره. هذا الحديث اخرجه الدارقطي في واسناده ضعيف وفي سياقه تقديم وتأخير عما اثبته المصنف هنا. وليس عنده في النسخة المشهورة المنشورة رحمة لكم من الى اخر الحديث. والحدود تقع على لكن المراد منها في هذا الحديث ما اذن الله في فعله سواء كان فرضا ام نفلا ام حلالا. وهي المرادة عند الاطلاق والواجب فيها عدم تعديها. وتعديها يكون بمجاوزة المأذون فيها والمسكوت عنه ما لم يذكر بتحليل او تحريم بل هو مما عفي عنه. وقوله سكت عن اشياء فيه اثبات صفة السكوت لله. الا ان السكوت يطلق على معنيين. احدهما ترك التكلم والثاني ترك اظهار الحكم. وهذا المعنى هو الموجود في الصفة المذكورة. كما يدل عليه سياق الاخبار المنقولة في اثباتها من جملتها هذا الحديث فيوصف الله بالسكوت على ارادة ترك اظهار الحكم لا على ارادة ترك التكلم. وقوله رحمة لكم غير نسيان؟ النسيان المنفي هنا هو الذهول عن المعلوم. وللنسيان معنى اخر هو صفة لله كما قال تعالى نسوا الله فنسيهم. وحقيقته الترك عن علم وعمد يعني هاتين الصفتين لها معنيين مثبت ومنفي. النسيان المنفي الذهول عن المعلوم والمثبت. ترك عن علم وعمد والسكوت المنفي ترك التكلم والمثبت ترك بيان الحكم. نعم. احسن الله اليكم حديث الحادي والثلاثون عن ابي العباس سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا انا عملته احبني الله واحبني الناس. فقال ازهد في الدنيا يحبك الله. وازهد فيما عند الناس يحبك الناس. حديث الحسن رواه ابن ماجه وغيره باسانيد حسنة. هذا الحديث اخرجه ابن ماجة في السنن بسند لا يعتمد عليه. ولفظه اذا انا عملته باثبات الضمير المتكلم بعد اذا واوله اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل وروي من وجوه اخرى لا يثبت منها شيء فتحسين هذا الحديث بعيد جدا. والزهد في الدنيا حقيقته الرغبة عما لا ينفع في الاخرة. ويندرج تحت هذا الوصف المحرمات والمكروهات وفضول المباحات والمشتبهات لمن لا يتبينها. ففيهن يقع الزهد لا غير. والزهد في الدنيا يشمل الزهد مما بايدي الناس وانما فرق بينهما في الحديث لاختلاف الثمرة الناشئة عن كل نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار. حديث حسن رواه ابن ماجة والدارقطني وغيرهما مسند رواه مالك في الموطأ مرسلا عن عمرو ابن يحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فاسقط ابا سعيد وله طرق يقوي بعضها بعضا هذا الحديث لم يخرجه ابن ماجة في السنن مسندا من حديث ابي سعيد الخدري. وانما اخرجه هكذا دار قطني في السنن ولا يثبت موصولا والمحفوظ من هذا الوجه انما هو المرسل نعم الحديث مخرج في سنن ابن ماجة لكن من حديث ابن عباس رضي الله عنهما باسناد واه وقد روي من حديث جماعة اخرين من الصحابة رضي الله عنهم وطرقه يقوي بعضا كما ذكر المصنف رحمه الله فيدخل في دائرة القبول ويعد في الحسان والله اعلم. وفي الحديث المذكور نفي امرين الاول الضرر قبل وقوعه. فيدفع بالحيلولة دونه. والثاني الضرر بعد وقوعه فيرفع بازالته احسن الله اليك. الحديث الثالث والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعطى الناس بدعواه من الدعار الاموال قوم ودماءهم لكن البينة على المدعي واليمين لكن البينة على المدعي واليمين على من انكر حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا واصله في الصحيحين. هذا الحديث اخرجه البيهقي في السنن الكبرى. وهو بهذا اللفظ غير محفوظ وانما يثبت حديث ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال واموالهم. ولكن اليمين على المدعى عليه رواه البخاري ومسلم واللفظ له. وليس فيه ان البينة على المدعي وهو عندهما ايضا بلفظ مختصر عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى ان اليمين على المدعى عليه. والدعوى اضافة العبد شيئا لنفسه غيره اضافة العبد لنفسه شيئا على غيره كقوله ان لي على فلان الف ريال. والبينة اسم لكل ما يبين به الحق ويظهر كالشاهد وغيره. والمدعي هو من اذا سكت ترك هو من اذا سكت ترك لانه صاحب المطالبة والادعاء. اما المدعى عليه هو من اذا سكت لم يترك. وقوله واليمين على من انكر واليمين على من انكر من انكر دعوى المدعي فعليه اليمين. ومقتضى هذا الحديث ان البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه ابدا. وليس الامر كذلك على كل حال بل الحديث لو صح فهو من العام المخصوص. فالاصل المذكور فيه ليس كليا. بل فيه تفصيل بحسب نوع الدعوى وقوته فيها على ما هو مبين في مطولات التأليف الفقهية الاقضاء او تصرفات القضاة في الوقائع. نعم. احسن الله اليكم الحديث الرابع والثلاثون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. رواه مسلم. في هذا الحديث الامر بتغيير المنكر وانه على ثلاث مراتب الاولى تغيير المنكر باليد والثانية تغيير المنكر باللسان والثالثة تغيير المنكر بالقلب. والمرتبتان الاوليان شرط لوجوبهما الاستطاعة وبدونها تسقطان اما الثالثة فهي واجبة لا تسقط بحال. لثبوت القدرة عليها لكل احد وذلك اضعف الايمان المطلق. ومن لم ينكر المنكر بقلبه فهو ناقص الايمان. لكنه لم يخرج من مطلق الايمان وتغيير المنكر بالقلب يكون بكراهته للمنكر وبغضه اياه والمنكر هو ما انكره الشرع من كل ما نهي عنه نهي تحريم من كل ما نهي عنه نهي تحريم نعم احسن الله اليكم. الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغظوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض فكونوا عباد الله اخوانا. المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله الا يكذبه ولا يحقره التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم دون قوله ولا يكذبه. فانه غير والدي في روايته وقوله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا حقيقة الحسد كراهية العبد جريان النعمة على غيره. سواء اقترن بها تمني زواله ام لا؟ وقوله صلى الله عليه وسلم لا تناجشوا نهي عن المكر والاحتيال والخداع. فانه اصل وضعه في لسان عرب ومن افراده النجش في البيع وهو ان يزيد في السلعة من لا من لا يريد شراءها وقوله ولا تباغضوا اي حيث علم المسوغ الشرعي اما ان كان الحامل اتباع الشريعة فلا يكون منهيا عنه. لكن من وجه دون وجه. فيجتمع في المسلم العاصي سبب يوجب محبته هو الاسلام وسبب يوجب بغضه وهو المعصية. وقوله صلى الله عليه وسلم لا تدابروا نهي عن التدابر وهو التقاطع والهجران. والهجر نوعان احدهما هجر لامر دنيوي فلا يحل فوق ثلاث. والاخر هجر لاجل امر ديني فتجوز الزيادة عليها لحديث الثلاثة الذين خلفوا. وتقدر مدة بحسب المصلحة والمفسدة. وقوله صلى الله عليه وسلم وكونوا عباد الله اخوانا يحتمل معنيين احد انه انشاء يراد به الخبر اي متى تركتم التحاسد تناجشا تباغضا والتدابر ولم يبع بعضكم على بيع بعض كنتم عباد الله اخوانا. والاخر ان المراد به حقيقة الامر اي كونوا عباد الله اخوانا فيه. ففيه امر بتحصيل كل سبب تتحقق به الاخوة قوة ايمانية الدينية وكلا المعنيين المذكورين صحيح. وقوله صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات اي اصل التقوى في القلوب. ومن ثم اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى صدره. ومتى عمر القلب بالتقوى ظهرت اثارها على الجوارح. وقوله صلى الله عليه وسلم بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم اي يكفيه من الشر ان يحقر اخاه المسلم ويتكبر عليه وفي هذه الجملة تعظيم حق المسلم وتحريم احتقاره كائنا من كان نعم. احسن الله اليكم. الحديث السادس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. من ستر مسلما ستر الله في الدنيا والاخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. ومن قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم بهذا اللفظ. قوله صلى الله عليه وسلم ومن ستر من ستره الله في الدنيا والاخرة الناس في هذا الباب قسمان. احدهما من لا يعرف فهذا متى زل وجب ستره وحرم نشر خبره والاخر من كان مشتهرا بالفسق معلنا بالمعاصي فمثله لا يستر عليه بل يرفع امره لولي الامر. قطعا لشره وزجرا له عن غيه ليقيم عليه الحد. وانما يستباح عرضه لاجل هذا المقصد المذكور وما زاد عنه فلا يجوز بل تبقى له حرمة المسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم من به عمله لم يسرع به نسبه اي من وقف به عمله عن بلوغ قامات العالية في دار الاخرة فان نسبه لا ينفعه. ولا يبلغه شيئا مما فاته نعم. احسن الله اليكم. حديث السابع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله وعنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة وان هم بسيئة لم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة. رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف فانظر يا اخي وفقنا الله واياك الى عظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الالفاظ. وقوله عنده اشارة الى الاعتناء بها. وقوله كاملة للتأكيد وشدة الاعتناء بها. وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها كتبها الله عنده حسنة كاملة. فاكدها بكاملة وان كتبها الله سيئة واحدة فاكد تقليلها بواحدة. ولم يؤكدها بكاملة فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه لله التوفيق هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم واللفظ له. وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الحسنات والسيئات المرادة بالكتابة هنا الكتابة القدرية. وهي تشمل كتابة العمل وكتابة ثوابه والسياق يدل على الثاني لقوله ثم بين ذلك فذكر الثواب عليهما والحسنة اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن. وهي كل ما امر الشرع به والسيئة اسم لكل ما توعد عليه بالعقاب وهي كل ما نهى الشرع عنه نهي تحريم. والعبد بين الحسنة والسيئة لا يخلو من اربعة احوال. الاولى ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها فتكتب عند الله حسنة كاملة هو الهم المذكور هنا هو هم الخطرات والثانية ان يهم بالحسنة ثم يعمل بها. فانها تكتب عند الله عشر حسنات الى سبعمائة ضعف. الى اضعاف كثيرة والثالثة ان يعمل السيئة فتكتب فتكتب سيئة فتكتب سيئة مثلها. والرابعة ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها الاخوان اللي يصلون ان كان يصلون العشاء ما صلينا. فيقلبون نيتهم الى نافلة. الرابعة ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها. نبههم واحد انه ما تجوز صلاتهم فرظا الرابعة ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها. وترك العمل بها لاحد امرين اولها ان يكون الترك لسبب. الاخوان اللي صلى الكرما صلينا ما صلينا جزاك الله خير. اولها ان يكون الترك لسبب. فهذا على ثلاثة اقسام الاول ان يكون سبب الترك خشية الله فتكتب له حسنة والقسم الثاني ان يكون سبب الترك مخافة المخلوقين او براءاتهم على هذا والقسم الثالث ان يكون سبب الترك عدم القدرة عليها مع طالب تحصيل اسبابها. فهذا يعاقب كمن عمل. اما الامر الثاني فهو ان يكون لغير سبب. بل تفتر عزيمته دون سبب. وهذا على قسمين القسم الاول ان يكون الهم بالسيئات هم خطرات. فهذا معفو عنه بل تكتب له حسنة جزاء عدم سكون قلبه اليها. والقسم الثاني ان يكون الهم بالسيئة هم عزم يشتمل على الارادة الجازمة المقترنة بالتمكن من الفعل فهذا على نوعين احدهما ما كان من اعمال القلوب كالشك في الوحدانية. او ابل او الحسن فهذا يترتب عليه اثره ويؤاخذ العبد به وربما صار كافرا او منافقا والاخر ما كان من اعمال الجوارح فيصر القلب عليه لكن لم لم يظهر اثر ذلك في الخارج. فجمهور اهل العلم على المؤاخذة به ايضا. وهو اختيار جماعة من محققين كالمصنف رحمه الله وابي العباس ابن تيمية الحفيد. نعم. احسن الله اليكم في الثامن والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد اذنته وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني رواه البخاري هذا الحديث اخرجه البخاري بهذا اللفظ. ووقع في بعض روايات كتاب البخاري وان سألني لاعطينك وكذا ولئن استعاذ بي. وزاد في اخيه وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت واكره وانا اكره مساءته. وقوله صلى الله عليه وسلم من عاد وقوله تعالى في الحديث الالهي من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب. الولي هو كل مؤمن تقي ومعاداة الولي تؤذن صاحبها بحرب من الله. ان كانت لاجل ما هو عليه من الدين. او كانت لاجل الدنيا لكن اقترن بها بغضه وكراهيته والتعدي عليه بالجور الظلم اما ان خلت من ذلك فلا تدخل في الحديث. وقوله فاذا احببته كنت سمعه الذي به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها اي اوفقه فيما اسمعوا ويبصروا ويبطش ويمشي فلا يقع شيء منها الا في مرضاة الله. نعم احسن الله اليكم. الحديث التاسع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما. هذا الحديث اخرجه ابن ماجة في السنن بلفظ ان الله وضع عن امتي الحديث والبيهقي في السنن الكبرى باسناد ضعيف والرواية في هذا الباب فيها لين وفي هذا الحديث بيان فضل فضل الله على هذه الامة بوضع المؤاخذة عنها في ثلاثة امور. احدها خطأ والمراد به هنا وقوع الشيء على وجه لا يقصد. وقد يطلق الخطأ او ويراد به العمد وثانيها النسيان وهو ذهول القلب. عن مراد معلوم قد تقرر فيه ثم يجري عليه ما يوجب دخوله عنه. وثالثها الاكراه وهو ارغام العبد على ما لا يريد. ومعنى الوضع نفي وقوع الاثم مع وجودها فلا اثم على مخطئ ولا ناس ولا مكره. وهذا من سعة فضل الله ورحمته. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الاربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببنك فقال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري. الغريب هو المقيم بغير بلده. فقلبه متعلق بالرجوع اليها. واشتغاله بامر دنياه. وتكميل حاله في تلك البلد ضعيف وعابر السبيل هو المسافر الذي مر ببلد في حال سفره. فهذا اقل تعلقا بها من الغريب. اذ مكثه فيها قليل. وليس له رغبة في الاقامة فصلاح العبد في هذه الدنيا ان يكون فيها بمنزلة غريب او عابد السبيل. والمنزلة اكمل من الاولى. نعم. اسأل الله اليكم. حديث الحادي والاربعون عن ابي محمد عبد الله بن ابن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح. هذا الحديث اخرجه ابن ابي عاصم في كتاب السنة وغيره بسند ضعيف. وتصحيح الحديث بعيد جدا من وجوه كما ذكره ابو الفرج ابن رجب في الجامع. واصول الشرع تصدق معناه وتشهد بصحة دراية لا رواية. وكتاب الحجة هو كتاب الحجة على تارك المحجة. لابي الفتح نصر ابن ابراهيم ولم يظفر به لا مطبوعا ولا مخطوطا. نعم يوجد مختصر له مجرد الاسانيد والهوى يطلق تارة ويراد به مجرد الميل. ويطلق تارة ويراد به الميل الى خلاف الحق وهو هنا بالمعنى الاول اي مجرد الميل. اي مجرد الميل. وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الدين على قسمين. الاول ما لا يصح اسلام العبد الا به وهو اذا ذكر نفي الايمان عن تاركه كان نفيا لاصله والثاني ما يصح اسلام العبد دونه وهذا اذا ذكر نفي الايمان عن تاركه كان نفيا لكماله. في علم من هذا ان نفي الايمان المذكور ان نفي الايمان المذكور في هذا الحديث قد يكون نفيا لاصله وقد يكون نفيا لكماله على حسب ما يتعلق به الميل من القسمين ذكورين انفة. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثاني والاربعون عن انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوب عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع وفي اسناده كلام. الا ان الحديث بمجموع بطرقه من المتابعات والشواهد من جملة الاحاديث الحسان. وفي النسخة النسخ التي بايدينا على ما كان فيك. وهذا الحديث مشتمل على ذكر ثلاثة اسباب. تحصل بها المغفرة. اولها الدعاء المقترن بالرجاء. والثاني الاستغفار والثالث توحيد الله. والعنان بفتح العين المهملة المراد بعنان السماء السحاب. والقراب بضم القاف ويجوز كسرها هو ملء الشيء. فلو بلغت الذنوب هذه المقادير وحصلت الاسباب المذكورة لك انت قاضية بمغفرة الله سبحانه وتعالى لها وهذا اخر البيان على هذه الجملة شرحا يفتح موصده ويبين مقاصده اللهم انا نسألك علما في يسر ويسرا في علم وبالله التوفيق ونستكمل بقيته بعد الصلاة ان شاء الله