السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل العلم للخير اساس الصلاة والسلام على الرحمة المهداة الى جميع الناس وعلى اله وصحبه الصفوة الاكياس اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الثالث من برنامج اساس العلم في سنته الاولى اثنتين وثلاثين واربع مئة بعد الالف في مدينتهم الاولى مدينة الدمام وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام قواعد الاحكام للعلامة يحيى ابن شرف ابن مرين النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وست مئة نعم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولكلمتنا ولجميع المسلمين. قال الامام النووي رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والارض مدبر الخلائق اجمعين صلواتكم وسلامه عليهم من المكلفين بداية وبيان شرائع الدين. بالدلاع للفطرية وواضحات البراهين. احمده على جميع نعمه يغسله المزيد من فضله وكرمه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد القهار. الكريم الغفار. واشهد ان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله افضل المخلوقين المكرم عزيز معجزة مستمرة على تعاقب السنين والسنن المرسلية المخصوص بجوامع السلم وسماحة الدين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر نبينا والمرسلين والكل هو سائر الصالحين. قوله رحمه الله بجوامع الكلم الجوامع جمع جامع والجامع من الكلم ما قل مبناه وجل معناه ما قل مبناه وجل معناه والجوامع اللواتي اوتيهن النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم والاخر ما صح فيه النعت المتقدم من قلة المبنى وجلالة المعنى من الفاظه الشريفة صلى الله عليه وسلم كقوله الدين النصيحة اخرجه مسلم اما بعد فقد روينا عن هذه ابن ابي طالب وعبدالله ابن مسعود ومعاذ ابن جبل وبجرداء وابن عمر وابن عباس وانس ابن مالك وابي هريرة سعيد الخدري رضي الله عنهم اجمعين بطرق كثيرات بروايات متنوعات ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امره لثبته الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء وفي رواية بعثه الله فقيها عالما. وفي رواية الدرداء قلت له يوم القيامة شافعا وشديدا. وفي رواية ابن مسعود من اي ابواب الجنة شئت في رواية ابن عمر كتب في دورة العلماء وحشر في زمرة الشهداء واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه. وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات فاول من علمته صنف فيه عبد الله ابن مبارك ثم محمد العالم قباني ثم الحسن ابن سفيان وابو بكر وابو بكر محمد محمد ابن ابراهيم الاصفهاني والدار قطني والحاكم وابو نعيم وابو علي الرحمن السلمي ابو سعد ماليلي وابو عثمان الصابوني وعبدالله بن محمد الانصاري وابو بكر البيهقي وخلائق من المتقدمين والمتأخرين وقد ازدخرت الله تعالى في جمع اربعين حديثا ابتداء بهؤلاء الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام. وقد اتفق العلماء على جوازهم يعمل في الحديث الضعيف وقد اتفق العلماء على جوائز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال. ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث بل على قوله صلى الله وسلم في الاحاديث الصحيحة يبلغ الشاهد منكم الغائب وقوله صلى الله عليه وسلم قد زهى كما سمعها ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة العمدة المشهورة من الدلائل المأثورة للمصنفين في الاربعين النووية في الاربعين النبوية مقدرا ذلك بقوله روينا بضم اوله وكسه ثانيه مشددا اي روى لنا مشايخنا ويضبط ايضا بفتح اوله وثانيه دون تشديد روينا اي روينا عن مشايخنا وكلا الضبطين صحيح ولكل مقامه اللائق به فمن تفضل عليه شيوخه ببذل الرواية له قال روينا ومن اجتهد فاستنبط مروي شيوخه واسند عنهم قال روينا فذكر بعض المتأخرين ضبطا ثالثا وهو هم اوله وتخفيف تخفيف دانيه دون تشديد روينا وهو منتزع من الضبط الاول والحديث المقدم في كلامه رحمه الله وهو حديث من حفظ عن ام على امتي اربعين حديثا هو هو معتمد جمع من المصنفين في الاحاديث الاربعين النبوية وهو حديث ضعيف مع كثرة طرقه وقد نقل المصنف اتفاق الحفاظ على انه حديث ضعيف وفي وقوع الاتفاق نظر فان ابا طهي السلفي ذكر في صدر كتابه الاربعين البلدانية ما يشير الى ثبوته عنده وكانه قول جمهور اهل العلم من الكفار او يكون المصنف قصد اتفاقا قديما وقع قبل ابي طاهر للسنة الحافظ رحمه الله تعالى ثم ذكر المصنف جماعة ممن تقدمه مما صنف الاربعينيات واردفه بذكر الباعث له على جمع اربعين حديثا وهو شيئان احدهما الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام من علماء الاسلام والاخر بذل الجهد في بث العلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد منكم الغائب متفق عليه من حديث ابي بكرة الثقفي رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم قدر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها تأداها كما سمعها رواه ابو داوود والترمذي من حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه واسناده صحيح وما ذكره اثناء كلامه من اتفاق اهل العلم على جواز العمل بالحديث الضعيف متعقب من وجهين احدهما ان الاتفاق المذكور تدرك عليه بمخالفة جماعة من المانعين العمل بالحديث الضعيف من اشهرهم مسلم ابن الحجاج في مقدمة صحيحه فلو عزى المصنف ذلك الى الجمهور كان اولى من دعوة الاتفاق بوقوع المنازعة في صحة الاتفاق وهو الذي اقتصر عليه المصنف نفسه في كتاب الاذكار فانه عزا هذا القول الى الجمهور ولم يجعله اتفاقا فهو قول جمهور اهل العلم وليس اتفاقا منعقدا بينهم والاخر ان الصحيح عدم جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال الا ان يقترن في الحديث الضعيف ما يثبت معناه ويقيم اود حجته من اجماع او قول صحابي او غير ذلك من القرائن العاضجة والجم الغفير من المتقدمين الذين عزي اليهم القول بجواز العمل بالحديث الضعيف انما ارادوا هذا المعنى فلم يريدوا اثبات عمل مستقل بحديث ضعيف وانما ارادوا اراد الحديث الضعيف المتعلق بعمل ثابت بدلائل صحيحة توسعوا مثلا في رواية الاحاديث الظعاف المروية في فضيلة صلاة الضحى لتواطؤ الاحاديث على تثبيت باستحباب صلاة الضحى فلما كانت الاحاديث الصحيحة متكاثرة على تثبيت هذا العمل توغ من قال برواية الحديث الضعيف في فضائل الاعمال بايراد الاحاديث المتعلقة بصلاة الضحى تحزن للنفوس وتقوية لها بالحرص على هذا العمل تبعا لثبوت اصله بادلة ثابتة ثم من العلماء من جمع الاربعين في اصول الدين وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في السفر وبعضهم في الاداب وبعضهم في الخطب كلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصديها. وقد رأيت جمعين هما من هذا كله وهي اربعون حديثا مشتملة على جميع ذلك وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين. قد وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام يوم ثلثه او نحو ذلك. ثم يلتزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة ومعظمها في صحيحي البخاري ومسلم واذكروها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بما ان شاء الله تعالى. ثم اسمعها بباب في ضبط خفي وينبغي لكل راض في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث لو اشتملت عليه من المهمات واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك الظاهر لمن تدبره وعلى الله الكريم اعتمادي. واليه التكوين والسناد وله الحمد والنعمة وبه التوفيق والعصمة ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة توفى كتابه وانه يرجع الى سبعة امور الاول انه مشتمل على اربعين حديثا وهو كذلك بالغاء الكسرة فان عدتها بحسب التراجم اثنان واربعون حديثا وبحسب تفصيلها فعددها ثلاثة واربعون حديثا فان المصنف خوى في ترجمة منها ذكر حديثين اثنين ويأتي في محله الثاني ان هذه الاربعين شاملة لابواب الدين اصولا وفروعا وقارض رحمه الله وترك شيئا للمتعقب بعده والثالث ان كل حديث منها قاعدة من قواعد الدين وصفحه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحو ذلك مما يبين علو شأنه الرابع ان كل هذه الاحاديث صحيحة فيما اداه اليه اجتهاده وخولف في بعضها كما ستعلم خبره في مواضعه ووصفه رحمه الله تعالى جملة منها انها من قبيل الحديث الحسن لا يقدح بما ذكره هنا انها احاديث صحاح لان من اهل العلم من يطلق اسم الصحيح مدرجا الحسن فيه ومنهم ابو بكر ابن خزيمة وابو حاتم ابن حبان فالمصنف جرى على ان الحسنة مندرج في جملة الصحيح فقوله في عدة احاديث حديث حسن او باسناد صحيح لا يخالف قوله ها هنا لان الاربعين احاديثها صحيحة لان الحسن يندرج في الصحيح عند جماعة باستراحهما جميعا في الثبوت والقبول والخامس ان معظمها في صحيحي البخاري ومسلم وعدة ما في الصحيحين منها اتفاقا وانفرادا تسعة وعشرون حديثا السادس انه يذكرها محدوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها السابع انه يتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها هذا الباب ساقط من اكثر نشرات الكتاب وهو من الاهمية بمكان فانه بمنزلة الشرح الوجيز والنووي رحمه الله له عناية بهذا المورد لجلالته فختم به كتابه هذا وكتابه الاخر بستان العارفين وصنف كتابا مفردا نافعا يتعلق بهذا المطلب تهذيب الاسماء واللغات حديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. وان كانت هجرته الى الله ورسوله هجرته الى الله ورسوله كانت هجرته الى دنيا يصيبها امرأة ينكحها الى ما هاجر اليه رواه امام المحدثين ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن اثبات البخاري الجعفي وابو كي يوفوا ابن الحجاج في مسلم الخشيري الزبوري في صحيحي من لديهما اصح من كتب الذين ما اصح الكتب المصنفة هذا الحديث لا يوجد بهذا السياق التام لا في كتاب البخاري ولا في كتاب مسلم بل هو ملفق من روايتين منفصلتين عندهما او عند البخاري وحده فهو ملفق بالروايتين منفصلتين عند البخاري نحوه ووجود اصل الحديث فيهما يسوغ عزوهم اليهما وهو الذي جرى عليه المصنف وقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى جملتان خبريتان تتضمن اولاهما الخبر عن حكم الشريعة على العمل وتتضمن الثانية الخبر عن حكم الشريعة على العامل فالعمل مرتهن بنيته وللعامل منه ما نوى والنية شرعا ارادة القلب العمل تقربا الى الله ارادة القلب العمل تقربا الى الله ولما كان المقال يتبين بالمثال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عملا تتجلى فيه النية تأثيرا في عامين قبولا ورد وهو الهجرة فقال صلى الله عليه وسلم كمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها وفي لفظ ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه والهجرة شرعا ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه والهجرة الى الله واذا رسوله صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما هجرة الابدان بالخروج من بلد الكفر الى بلد الاسلام والاخر هجرة القلوب الى الله بالاخلاص والى محمد صلى الله عليه وسلم بالاتباع ومن كانت هجرته الى الله ورسوله نية وقصدا فقد حصل ما نوى ووقع اجره على الله فقوله صلى الله عليه وسلم في ذكر الجزاء فهجرته الى الله ورسوله اي قد قبلت منه واثيب عليها الجزاء الحسن وقوله صلى الله عليه وسلم لما ذكر الثاني فهجرته الى ما هاجر اليه اخبار بانه ليس له من الهجرة الا حظه الذي نوى الاول تاجر والاخر متزوج نكح وانما اختار النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المثال بالهجرة دون غيرها من افراد العمل لان العرب لم تكن تعرف هذا المعنى قبل الاسلام فان العربي تديد المحبة لارضه قوي اللصوص بها يعز عليه فراقها والتحول عنها الى غيرها فلا يخرج منها الا بغلبة عدو عليها فلما جاء الاسلام بالامر بخروج الناس من بلدانهم الى بلد الاسلام كان امرا غير مألوف لهم فلتمحض هو في الهجرة المرادة شرعيا في هذه الحال طرد النبي صلى الله عليه وسلم المثال بها حديث الثاني عن عمر رضي الله عنه وارضاه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام من تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال صدقت قال فاقبل قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن الساعة المسؤول عن ابي ادم من السائل. قال قال ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة دعاء الشافي تطاولون في البنيان. قال ثم انطلق فليرزق مليا ثم قال ثم قال يا عمر اتدري من قلت الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم في الصحيح في سياقه الطويل من حديث عمر ابن الخطاب وفيه في النسخ التي بايدينا فقال لي يا عمر وقوله فيه فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضعت كفيه على فخذيه اي اسند ركبتيه الى عقبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه على ايش بهذا الحديث نسأل عنها لكن لا الضمير لمن واحد واحد وضع فخذيه وضع يديه على فخذي نفسه يعني نعم يعني هذا الرجل الداخل وهو جبريل كما في اخر الحديث وضع يديه على اخذي النبي صلى الله عليه وسلم بقي احتمال اخر ولا فقط هذان الاحتمالان لا يوجد غير هذه الاحتمالين فاما ان يكون وضعها على فقيدي نفسه واما ان يكون وضعها على فخذين النبي صلى الله عليه وسلم والواقع انه وظعها على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم وقع التصريح به في حديث ابي هريرة وابي ذر مقرونين عند النسائي باسناد صحيح فيه التصريح بان الرجل الداخل وضع كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم واضح واضح ام غير واظح طيب لماذا فعل هذا الاخ يقول لفت الانتباه ومعنى لفت الانتباه لغة صرف الانتباه اعمال اللفت في هذا المحل خطأ لغوي شائع اللفت هو الصبر الاخ يقول المقصود توجيه الانتباه طيب غيره نعم هذا في المقصد من السؤال لكن لماذا وضع لديه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم واتفق منه وقوع ذلك للمبالغة في الحصول على مقصوده لان هذا من طرائف العرب فيما عظمته من المطالب رجاء حصولها العربي ينطرح بين يدي من يطلب منه شيئا على صور منها هذه الصورة واظحة العرب من طرائقهم عندما يأتي ويقول الانسان اذا جبناها بالعامية تفهمونها عندما يأتي الانسان يطلبه في شيء يريد منه شيء اثناء العفو عن قاتل او غير ذلك ينطرح عليه قد يطرح عليه امامته او شيئا من ملابسه او يطرح نفسه في حجره هذا من الاشياء التي تفعلها العرب في طبعها لاجل المبالغة في حصول مقصودها فكأن الرجل الاتي في هذه الصورة اراد اظهار افتقاره الى مطلوبه فالقى فخذيه فالقى كفيه على فخذه النبي صلى الله عليه وسلم ملتمسا منه اجابته على سؤله وقوله في الحديث اخبرني عن عن الاسلام قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله الى تمامه جملة تتضمن الخبر عن حقيقة الاسلام واركانه وسيأتي بثها في حديث مفرد هو حديث عبد الله ابن عمر الاتي وقوله اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله فيه بيان الحقيقة الايماني شرعا واركانه التي يدور عليها وتقدم الاعلام بان الايمان بالشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حقيقته التصديق الجازم بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان في الاسلام والاحسان وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث اركان الايمان الستة فقال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وجمعها مقرونة في سياق واحد لم يأتي الا في السنة واما في القرآن ووقع جمع الخمسة الاول جميعا وافراد الايمان بالقدر بالذكر وقوله فاخبرني عن الاحسان فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كأنك صلاة فيه بيان حقيقة الاحسان واركانه وتقدم من قبل ان الاحسان يتصرف في اللسان العربي على معنيين يتعلق الحكم الشرعي بهما الاول بمعنى بارسال النفع ومحله من المخلوق دون الخالق والاخر بمعنى الاتقان واجادة الشيء ومحله الخالق والمخلوق وهو المراد في هذا الحديث فيما يتعلق بالاحسان مع الخالق سبحانه وتعالى والاحسان مع الخالق له نوعان الاحسان معه في حكمه القدري وذلك بالصبر على الاقدار والاخر الاحسان معه في حكمه الشرعي بامتثال الخبر بالتصديق نفيا واثباتا بامتثال الخبر بالتصديق نفيا واثباتا وامتثال الطلب بفعل المأمورات وترك المحرمات ماشي واعتقادي حل الحلال بل تقدمت معنا في ثلاثة الاصول العلوم التي يحتاجونها الناس ترجع تتكرر هنا في الحديث هنا في القرآن هنا في العقيدة وهذا المعنى من اعظم المعاني التي تحتاجها الناس وتقدم بيانه فيما مضى البارحة في شرح ثلاثة اصول وادلتها وقوله فاخبرني عن امارتها اي علامتها قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث علامتين للساعة الاولى ان تلد الامة ربتها والامة هي الجارية المملوكة والربة مؤنث الرب والرب في اللسان العربي يطلق على ثلاثة معان المالك والسيد والمصلح للشيء القائم عليه والثانية ان يتطاول الحفاة العراة العالة وعاء الشاي في بنيان والحفاة هم الذين لا ينتعلون والعراة هم الذين لا يلبسون ما يسترون عوراتهم والعالة هم الفقراء ورعاء الشاة هم الذين يحفظونها ويقومون بتدبير شؤونها في مراعيها وهذه الصفات تتضمن الاعلام بنقص حالهم ثم يبلغ امرهم في تغير حالهم وانتقالهم عن الصفات المذكورة الى ان يتطاولوا بالبنيان متنافسين فيه وقوله مليا اي زمنا طويلا ووقع بيان مدته عند اصحاب السنن بثلاث ليال فلما وقعت هذه القصة ثم كان بعد ثلاث ليال منها اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بخبر الرجل انه جبريل وقوله صلى الله عليه وسلم معلما بخبره فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم فيه بيان المقصد من سؤاله وهو تعليم الناس ما يحتاجون اليه من الدين الحديث الثالث عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان وضال رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم اما رواية البخاري وبتقديم الحج على صوم رمضان بلا خر الحج وصوم رمضان وقوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام يعني الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم لان الاسلام كما سبق يقع على معنى عام يراد به دين الانبياء جميعا ويطلق على معنى خاص يراد به ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الدين ومتعلقه في هذا الحديث الثاني دون الاول فالدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم قائم على هذه الاركان وقد مثل النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام ببناء له دعائم يقوم عليها وهذه الدعائم هي اركانه الخمس التي عدها صلى الله عليه وسلم وما عدا هؤلاء الخمس فهن من تتمة البنيان فشرائع الاسلام بالنظر الى الركنية وعدمها نوعان احدهما شرائع الاسلام التي هي له اركان شرائع الاسلام التي هي له اركان وهي منحصرة في الخمس المعدودة في حديث ابن عمر والاخر شرائع الاسلام التي ليست اركانا وهي بقية طرائعه مثل ايش الجواب مثل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة والجهاد في سبيل الله هذه من شرائع الاسلام التي ليست اركانا وهؤلاء الخمس المعدودات في الحديث للاسلام اركانا كل واحد منها له قدر معين والمراد بالركنية فالركن من الشهادة هو الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم للرسالة والركن من الصلاة هو هو الصلوات الخمس المكتوبات في اليوم والليلة والركن من الزكاة هو اموال زكاة الاموال المعينة المعينة شرعا والركن من الصوم هو صوم رمضان ايش في كل سنة وصوم رمضان في كل سنة والركن من الحج هو حج الفرض مرة واحدة بالعمر فما زاد عن هذه الاقدار مما يتعلق بالحقائق المذكورة فهو ولو كان واجبا الا انه خارج عن الركنية مثل ايش ما سوى الصلوات الخمس تاء الوتر والضحى طيب والصلاة الواجبة عند بعض اهل العلم في الكسوف والعيد هذه تدخل في الوجوب ولكنها لا تدخل في الركنية ومثله بالزكاة زكاة الفطر ومثله في الصوم والحج الصوت صوم النذر وحج النذر فصوم النذر وحج النذر واجبان لكنهما ليس مندرجان في حقيقة الركن من هذين نعم الحديث والرابع عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون حلقة مثل ذلك. ثم يكون مثل ذلك ثم الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكسب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد هو الذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمله ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبين الا ذراع ويشفق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وان احدكم ليعمل باعمال اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث مخرج في الصحيحين كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه الا انه ليس بهذا اللفظ عند احد منهما والسياقات الواردة فيهما مقاربة له وقوله صلى الله عليه وسلم ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه المراد بالجمع الضم وهو كائن في رحم امه وقوله ثم يكون علقة اي بعد مبتدأ امره ومبتدأ امره نطفة ووقع التصريح بها في بعض الطرق الحديث خارج الصحيحين والنطفة هي ماء الرجل والمرأة فملتقى المائين مبتدأ الخلق ثم يكون بعد علاقة والعلقة هي القطعة من الدم وقوله ثم يكون مضغة اشارة الى الطور الثالث الواقع بعد النطفة والعلقة والمضغة هي القطعة الصغيرة من اللحم بقدر ما يمضغه الاكل سميت موضة بهذا الاعتبار وقوله ثم يوصل اليه الملك ثم ينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات وقع عند البخاري التصريح بان النفخ سائل بعد كتابة الكلمات المذكورات قد يكتب الكلمات المذكورات ثم ينفخ فيه الروح فتقدم كتابة الكلمات ويتبعها كتابة الروح الواو المذكورة في قوله ثم ينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات فسرت بثم الواقعة عند البخاري فان رواية البخاري ثم يؤمر باربع كلمات ثم يؤمر بنفق الروح فيه وقوله صلى الله عليه وسلم ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة الحديث هو بالنظر الى الظاهر المعاين لا بالنظر الى الحقيقة الباطنة وقع التصريح بذلك في حديث سهل بن سعد في الصحيحين وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس العاملان المذكوران في الحديث يعمل كل واحد منهما بعمل ينسب به الى طائفة وهو في حقيقته الخفية له اعمال تخالف ذلك فيؤاخذوا بذلك ويكون مآله الى ما اتقنه من العمل فمن عمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس وكان في باطنه الخفي يعمل باعمال اهل النار اظهر الله عز وجل عليه اعمال اهل النار فعمل بها طبق عليه الكتاب ان يصير من اهلها ومن عمل بعمل اهل النار فيما يبدو للناس وله في باطنه عمل خفي في من اعمال اهل الجنة غلب عليه في اخره عمل اهل الجنة فاظهره الله للناس فادخله الله عز وجل الجنة واضح لان الحديث بعض الناس يفهم ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار كيف يسبق علينا اهل الكتاب وهو يعمل ليل نهار بعمل اهل الجنة؟ لا يمكن هذا الله عز وجل لا يظلم احدا ولكنه يعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس لكن له عمل باطل يخالف اعمال اهل الجنة نعم هذه سلطان لسان ام المؤمنين ام عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ليس في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وقد علقها البخاري هذا الحديث مخرج في الصحيحين ايضا فهو من المتفق عليه واللفظ المذكور هو لفظ مسلم لم تختلف نسخه فيه اما لفظ البخاري فهو من احدث في امننا هذا ما ليس فيه ووقع في بعض نسخ البخاري موافقة مسلم والرواية الاخرى من عمل عملا ليس عليه امرنا هي لمسلم وحده وعلقها البخاري وتقدم ان المعلق اصطلاحا وما سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف واحد او اكثر ما سقط من مبتدأ اسناده فوق المخنث واحد فاكثر معنى مبتدأ ازداده اول اسناده مثلا البخاري رحمه الله تعالى قال في حديث اخرجه حدثنا ابو نعيم قال حدثنا زكريا عن النعمان حدثنا ابو نعيم قال حدثنا زكريا عن عامر يعني الشعبي عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما فذكر حديثا وفي الحديث الثامن الاربعين النووية فاذا اسقط البخاري شيخه فقال وقال زكريا عن عامر عن الشعبي سمي هذا معلقة فاذا قال البخاري وقال عامر عن النعمان سمي هذا معلقا واذا قال البخاري وقال النعمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سمي هذا معلقا واذا قال البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سمي هذا معلقا فهذا معنى قولنا ما سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف واحد او اكثر واشتمل هذا الحديث على مسألتين عظيمتين الاولى في قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه ففيه بيان ادي المحدثة في الدين التي سمتها الشريعة بدعة كما في حديث العرباض ابن سارية عند اصحاب السنن الا النسائي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وكل محدثة ايش بدعة وبين النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة البدعة المحدثة في الدين بهذا الحديث وانها ترجع الى اربعة امور اولها ان البدعة احداث ان البدعة احداث وثانيها ان هذا الاحداث في الدين وان هذا ان هذا الاحداث في الدين وثالثها انه احداث في الدين بما ليس منه اي لا يرجع الى اصوله الكلية ولا مقاصده العلية ورابعها ان هذا الاحداث في الدين يقصد به التعبد ان هذا الاحداث في الدين يقصد به التعبد الحد الشرعي البين في البدعة ايش استعملوا الاصول هذي ما ايش احدث بالدين مما ليس منه اصل التعاون ما احدث بالدين مما ليس منه بقصد التعبد فكل ما صح عليه هذا الوصف سمي بدعة وقولنا ما احدث خرج به ما احيي لان ما احيي من الدين لا يسمى لان ما احيي من الدين لا يسمى مثله ما فعل عمر بن الخطاب في جمع الناس على صلاة التراويح في رمضان هل هذا احداث ام احياء لماذا احياء بما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قل اول ليلة من رمضان فصلى رجال بصلاته ثم صلى ثاني ليلة فصلى اناس بصلاته اكثر ممن قبلهم ثم صلى ذلك رمضان فصلى اناس اكثر مما سبق في صلاته فخشي النبي صلى الله عليه وسلم ان تفرض عليهم فترك الاجتماع عليها ثم جاء عمر رأى الناس يصلون اوزاعا في المسجد فجمعهم على امام واحد الذي فعله عمر احداث ام احياء اياك ثم قولنا انه احداث في ايش بالدين لا الدنيا فما كانت الدنيا ليس بدعة شرعا فمثلا المراكب التي كانت عند الخلق هي بهائم الانعام من الابل والخيل والحمير. ثم حدثت لهم مراحل كالسيارات والطيارات والسفن وغيرها فهذه المحدثات محدثات في الدين ام في الدنيا في الدنيا حينئذ هل هي بدعة شرعا ام ليست ببدعة ليست ببدعة ثم قولنا ان هذا الاحداث في الدين مما ليس منه فخرج بذلك الاحداث في الدين مما هو منه مما هو منه مثل ايش التعبد بصيام يوم لم يفترضه الله سبحانه وتعالى الايش؟ ايوه طبق عليه تقاعدتي في الدين مما ليس منه هذا بدعة اضافية ليست بدعة حقيقية لان الصيام في النفل ترى جاء به نحن نريد مثال قلنا احداث في الدين مما هو منه مثل جمع المصحف جمع المصحف هل المصحف كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا لكن جمعه الصحابة رضي الله عنهم بالجمع الاول في عهد ابي بكر ثم كان الجمع الثاني الذي هو بايديكم مما يسمى المصحف العثماني لماذا يسأل من المصحف العثماني نسبة الى جمع عثمان ابن عفان رضي الله عنه فهو جمع الصحف التي كانت متفرقة وجعل عمدته الجمع الاول الذي كان عند حفصة مما ال اليها بعد عمر وعمر ال اليه بعد ابي بكر فهذا احداث في الدين مما هو مين لان الشريعة جاءت بالامر بحفظ القرآن وضبطه وعدم اضاعته ومما يعين على ذلك ويرجع الى مقاصد الشرع واصوله جمع المصحف ثم قولنا بقصد التعبد خرج منه ما كان مفعولا لا على وجه التعبد ما كان مفعولا لا على وجه التعبد فاذا فعله الانسان على غير وجه التعبد لم يكن بدعة مثاله استعمال السبحة استعمال السبحة الذي يتخذ السبحة للتسلية هذا بدعة او غير بدعة ما الجواب غير بدعة لانه لم يقصد التعبد طيب والذي يتخذ السبحة لاجل ضبط عدد تسبيحه وتهليله هل هو بدعة او غير بدعة غير بدعة غير بدعة لانه انما اراد ضبط المعدود من الذكر وضبط المعدود من الذكر جاء الامر به في احاديث كثيرة كحديث من قال مائة مرة مطلوب الظبط ام غير مطلوب مطلوب وهذه الة لضبط العدد طيب فان قصد ان السبحة نفسها متعبد بها هذا ايش هذا بدعة اذا قصد ان نفس السبحة ليس لقصد العدد وانما هي في نفسها مما يتعبد به فهذا احداث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد. وهذا هو الذي اراده المانعون من استعمال السبحة وعدها بدعة. اما على في ضبط العدد فان جمهور اهل العلم على ان ذلك جائز وهو قول جماعة من المشتهرين من شيوخنا كابن باز وابن عثيمين وابن رديان وابن فوزان رحم الله امواتهم وحفظ احياءهم. واما المسألة الثانية فهي بيان حكم البدعة وهو المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم فهو رد اي مردود على صاحبه فالبدع مردودة غير مقبولة ورواية مسلم التي علقها البخاري من عمل عملا ليس عليه امرنا اعم من اللفظ الاول لانها تبين رد نوعين من العمل احدهما عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على الشريعة والاخر عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا للشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا للشريعة الاول يتعلق بابطال البدع المحدثات لماذا؟ لانها زيادة على الشريعة والثاني يتعلق بارطاني المنكرات الحادثات لماذا لانها وقعت مخالفة لامر الشريعة الحديث المذكور حديث في الرد على هؤلاء واولئك فهو راد على اهل البدع المحدثين ورادا على اهل المنكرات الخائضين فيها وهذا الحديث ميزان للاعمال الظاهرة كما ان حديث انما الاعمال بالنيات ميزان للاعمال ماشي الباطنة ذكر هذا ابو العباس ابن تيمية الحفيد عبدالرحمن ابن سعدي رحمهما الله بل الشريعة ميزانان احدهما ميزان الاعمال الباطنة وهو حديث ماشي انما الاعمال بالنيات والاخر ميزان الاعمال الظاهرة وهو حديث من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد نعم الحديث السادس عن ابي عبدالله النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمن كثير من الناس فمن اتفق الشبهات فقد استفرغ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كراع يرعى حول الحمى يوشك ان الا وان لكل ملك حمى. الا وان حمى الله محارمه. الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله. الا وهي القلب. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكره المصنف فهو من المتفق عليه وفي الحديث الاخبار بان الاحكام الطلبية الشرعية من جهة ظهورها نوعان النوع الاول بين جلي فالحلال بين والحرام بين تحل بهيمة الانعام وحرمة الزنا والاخر مشتبه متشابه مشتبه متشابه والمتشابه في الشرع له اطلاقان احدهما عام يراد به ان الشريعة يشبه بعضها بعضا ويصدق بعضها بعضا منه قوله تعالى كتابا متشابها ان يشهد لبعضه ويصدق بعضه بعضا. السنة تبع له في ذلك الشريعة كلها مبنية على هذا الاصل فيصدق بعضها بعضا ويشهد له والثاني اطلاق خاص والثاني اطلاق خاص وهذا له معنيان احدهما ما لم يتضح معناه ولا تبين دلالته ما لم يتضح معناه ولا تبين الدلالته ومحله الخطاب الشرعي الطلبي والثاني ما استأثر الله بعلمه فاستأثر الله بعلمه ومحله الخطاب الشرعي ايش الخبل الخطاب الشرعي الخبري مثل ايش من الخطاب الشرعي الخبري الذي هو متشابه مثل كيفية صفات الله عز وجل فهذا خفي علينا استأثر الله بعلم فمعنى الصفة معلوم لنا لكن كيفيتها مجبولة لنا ومنه احوال العالمي الغيبي واهوال يوم القيامة فهذه متشابهة باعتبار ان الله عز وجل استأثر بعلمها وهذا ما يتعلق بالخطاب الشرعي الخبري. اما الخطاب الشرعي الطلبي فالمتشابه فيه معناه ما لم يتبين معناه ولاتضحت دلالته ما لم يتبين معناه ولا اتظحت دلالته والناس فيه قسمان احدهما من تبين امره وعرف حكمه والاخر من قظي عليه امره وجهل حكمه من خفي عليه امره وجهل حكمه من اين هذان القسمان حديث الكثير تاني النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يعلمهن كثير من الناس فنفى العلم بذلك عن كثير من الناس وهذا يتضمن الاخبار بان من الناس من يعلم ذلك فهو ليس نفيا للعلم عن جميع الناس بل نفي للعلم عن كثير من الناس فيكون فيهم من يعلم ذلك ويتبين له حكمه ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الواجبة على العبد اذا لم يتبين المتشابه وهو ان يجتنبه فلا يواقعه ان يجتنبه فلا يواقعه لامرين احدهما الاستبراء لدينه وعرضه الاستبراء لدينه وعرضه لقوله فقد استبرأ لدينه وعرضه فسلم من التبعة عند ربه وسلم من ولوغ الناس في عرضه كلمة من التبعة عند ربه وسلم من ولوغ الناس في عرضه والثاني ان من وقع في الشبهات جرته الى الحرام تاني من وقع في الشبهات جرته الى الحرام فمن تجرأ على الشبهات تجرأ على المحرم. وضرب له مثل بالراعي يرعى حول الحمى والحمى اسم لما تمنعه الملوك من الارض لمصلحة خاصة او عامة اسم لما تمنعه الملوك من الارض لمصلحة خاصة او عامة فاذا رعى الراعي حول حمى الملوك اوشكت بهائمه ان تدخل الحمى فيؤاخذ به وكذلك من رعى حول الشبهات واقعا لها وقع الحرام ولاجل هذا جاءت الشريعة لاجتناب الشبهة ام لمواقعة الشبهة باجتناب الشبهة والناس الان تجدهم يقولون اذا لم يكن حراما ادخل فيه صح هذا قول عند الناس كثير يقول اذا كان ما هو حرام فادخل فيه فاذا جاءت معاملة مالية او مساهمة مالية قالوا اذا ما احد قال حرام فليدخل فيها الانسان وهذا غلط لان الشرع نهى عن الشبهة كما نهى عن الحرام لان من يقع في الشبهة سيقع في اراه ومن يتق الشبهة فسيتقي الحرام فمن كان امر شيء من الاحوال والاعمال والاقوال مشتبها عليه فلا يجوز له ان يواقعه تحت دعوة ان لم يكن شبهة ان لم يكن محرما خالصا وكان شبهة فالامر واسع وليس كذلك بل الامر ضيق لان الشرع نهى عن من كان غير متبين للشبهة ان يدخل فيها ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم ما دار الصلاح والفساد فقال وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله وتقدم ان المضغة اسم للقطعة من اللحم بقدر ما يمضغه الاتم فهي قطعة تغييرة القدر جليلة الاثر ما الدليل على جلالة اثرها انها اذا صلحت طلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى القلب ملك البدن والاعضاء جنوده فاذا طاب الملك قامت جنوده واذا خبث الملك وبهت جنوده انتهى كلامه ويوجد معناه في كلام ابي هريرة موقوفا عند البيهقي في شعيب الايمان وغيره باسناد ضعيف نعم الحديث السامع عن ابي رقية ابن عصي الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم هذا الحديث مخرج في صحيح مسلم في صحيح مسلم انفرادا دون البخاري فهو من زوائد مسلم على البخاري وقوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة معناه ان الدين كله هو النصيحة وحقيقة النصيحة قيام الناصح او قيام العبد بما لغيره من الحقوق قيام العبد لما لغيره من الحقوق فالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم هي القيام بحقوقهم وهذا الحد هو الحد الجامع الصحيح للنصيحة شرعا وما ذكر سواه فانه يرجع اليه او هو خارج عنه ومنفعة النصيحة نوعان احداهما منفعة تتعلق بالناصح دون المنصوح منفعة تتعلق بالناصح دون المنصوح وهل النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم بعد موته ولرسوله صلى الله عليه وسلم بعد موطنه يعني النصيحة لهؤلاء الافراد من ينتفع فيها الناصح والاخر نصيحة ترجع منفعتها الى الناصح والمنصوح معا نصيحة ترجع منفعتها الى الناصح والمنصوح معا وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم وقوله صلى الله عليه وسلم لائمة المسلمين هم اصحاب الولايات فيهم هم اصحاب الولايات فيهم من كل من ولي شيئا من امرهم طهورا او عظم الامام الاعظم صاحب السلطان والمفتي والقاضي والمعلم مدير الادارة كلهم ممن يندرج في اسم ائمة المسلمين اما اسم الامام على الانفراد دون جمع فانه يتعلق السلطان صاحب الامر نعم الحديث الثامن عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. فاذا فعلوا ذلك عصموا مني ذنب دماؤه واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ للبخاري وليس عند مسلم قوله ذلك بعد قوله فعلوا وفي روايته الا بحقها وليس فيما في ايدينا من نسخ الكتابين لفظة تعالى بعد ذكر الله عز وجل وما كان من هذا الجنس جازت زيادته تأدبا فان من تعظيم الله عز وجل اجلاله عند ذكره. لقول المرء تعالى او عز وجل او سبحانه او غيرهما من الاقوال الدالة على تعظيم الله عز وجل قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين احدهما ما يثبت به الاسلام ما يثبت به الاسلام وهو الشهادتان فمن جاء بهما ثبت اسلامه فصار معصوما المال والدم والاخر ما يبقى به الاسلام ما يبقى به الاسلام واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة. ولهذا ذكر في الحديث فليس معنى الحديث ان المرء يقاتل حتى يشهد الشهادتين ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة بل المراد انه يقاتل فاذا اقر بالشهادتين ثبتت له عصمة دمه وماله ثم يطالب بالصلاة والزكاة فاذا امتثل بقيت له العصمة واذا اخل بما يجب عليه من حقوق الاسلام زالت عنه العصمة هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم فيعصمونها ابتداء بقول الشهادة ويعصمونها انتهاء بامتثال ما امر الله سبحانه وتعالى به العصمة المتعلقة بالدم والمال نوعان العصمة المتعلقة بالدم والمال نوعان احدهما عصمة الحال عصمة الحال وتكفي فيها الشهادتان فمن جاء بهما عصم دمه وماله والاخر عصمة المآل عصمة المآل يعني العاقبة ولا يكتفى فيها بالشهادتين بل لا بد من الاتيان بحقوق الاسلام ولا تكفي فيها جهادتان بل لا بد من الاتيان بحقوق الاسلام فاذا جاء بهما العبد امتدت عصمته الحالية واذا اخل بهذه الحقوق اخل بعصمته الحالية وزالت عنه وقوله صلى الله عليه وسلم الا بحق الاسلام فيه بيان ان عصمة الدم والمال لا تنتهي الا بما جاء الاسلام ببيان كونه نافيا العصمة وهو نوعان الاول ترك ما يبيح دم المسلم او ما له من الفرائض ترك ما يبيح دم المسلم او ماله من الفرائض والثاني انتهاك ما يبيح دم المسلم او ما له من المحرمات انتهاك ما يبيح دم المسلم او ما له من المحرمات فاذا وقع المسلم في شيء منهما اخذ به بحق الاسلام متل ايش الاول ترك ما يبيح دمه من الواجبات مثل مثل الصلاة طيب ترك ما يبيح ما له من الواجبات مثل الزكاة فان من ترك الزكاة فانه يؤخذ تؤخذ منه الزكاة وشطب ما له كما هو مذهب الامام احمد و طيره من الفقهاء لحديث فان اخذوها وشطر ماله عزلة من عزمات ربنا عند النسائي وغيره باسناد حسن طيب الثاني انتهاك ما يبيح مثل قتله مثل قتله لنفس معصومة فاذا قتل بنفسه معصوما يكون قد انتهك ما يبيح دمه من المحرمات طيب وانتهاك ما يبيح ما له من المحرمات مثل اخذ حقوقه طيب الغصب اذا اتلف الغصب اذا اتلفه انسان وصب ماله كأن يغصب سيارة ويأخذها قهرا ثم يعمل اليها فيتلفها بحرق او غيره هذا يعاقب بعقوبتين احداهما عقوبة تعزيرية بالسجن او غيره والثاني عقوبة مالية بان يؤخذ من ماله قدر ما اتلفه ثم يعطاه صاحب من الذي يعطى صاحب الحق يعني صاحب السيارة الاولى. نعم الحديث التاسع عن ابي هريرة عبد الرحمن ابن صقر الدوسي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما لا ينطقم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم. فانما اهلك الذين من قبلكم كسرة مسائلهم واختلافهم بعد انبيائهم رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم وفي الحديث بيان الواجب علينا في الامر والنهي الواجب علينا في الامر الواجب علينا في النهي هو الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه والترك مع مباعدة السبب الموصل اليه وهذه قاعدة الشريعة النهي عن المواقعة مع الامر بالمباعدة النهي عن المواقعة مع الامر بالمباعدة مثل قوله تعالى ولا تقربوا الزنا هذا نهي عن الزنا فقط ام نهي عن الزنا وعن كل سبب يوصل اليه عن الثاني عن الزنا وعن كل سبب يوصل اليه فالشرع ينهى عما نهى عنه ويأمر بمباعدته والواجب علينا في الامر هو فعل ما استطيع منه الواجب علينا في الامر هو فعل ما استطيع منه وقوله صلى الله عليه وسلم فانما اهلك الذين من قبلكم الحديث اي اليهود والنصارى فان اسم من كان قبلنا اذا ذكر في السنة النبوية فالمراد به اهل الكتاب دون غيرهم نعم حديث الناس عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا. وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين. فقال يا ايها قلوبنا الطيبات واعملوا صالحا. وقال يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. ثم ان الرجل يطيل السفر اشعث ابو ذر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام واشربه حرام والبسه حرام وغذي بالحرام. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم واوله عنده ايها الناس وذكر اية المؤمنون الى قوله اني بما تعملون عليم وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله طيب اي قدوس منزه عن النقائص اي قدوس منزه عن النقائص وقوله لا يقبل الا طيبا اي الا فعلا طيبا والفعل بمعنى الايجاد فيشمل الاعتقادات والاقوال والافعال فلا يقبل الله من شيء يوجد من اعتقاد او قول او فعل الا ان يكون طيبا والطيب منها ما جمع الاخلاص والاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم طيب منها ما جمع الاخلاص والاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فيه تعظيم المأمور به لان الامر به ثامن للمؤمنين حاجاتهم من الانبياء المقتدى بهم والمأمور به في الايتين شيئان احدهما الاكل من الطيبات والاخر عمل الصالحات وقوله ثم ذكر الرجل يطيل السفر الى اخره جملة مشتملة على ذكر اربعة من مقتضيات الاجابة واربعة من موانعها هذا من احسن البيان واكمله بذكر الشيب مع ذكر مقابله فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر اربعة امور قوبلت باربعة امور فاما مقتضيات الاجابة الاربعة فهي اطالة السفر ومد اليدين الى السماء والتوسل الى الله باسم الرب والتوسل الى الله بسم الرب والالحاح عليه في الدعاء بتكرار ذكر الربوبية والالحاح عليه في الدعاء بتكرار ذكر الربوبية وانما ذكرت اطالة السفر مع كون السفر نفسه مقتضيا للاجابة لعلة لماذا الم يكن يكفي ان يقول النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الرجل يسافر هل السفر الذي تكون فيه اجابة الدعاء هو السفر الطويل فقط ام كل سفر كله سفر لماذا لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حاله ذكر اطالة السفر لان اطالة السفر تتجلى فيها شدة الافتقار والحاجة وتتأكد فيها الحال بكمال استحقاق الاجابة فانه على سفن طويل شاق اشير الى مشقته بالشعث والاغبراء فان السعة والاغبراء لا يلحقان الانسان الا بجدل طويل شاق. اما موانع الاجابة الاربعة المطعم الحرام والمشرب الحرام والغذاء الحرام والملبس الحرام حديث تكرار او ما فيه تكرار ها في تكرار وهو المطعم الغذاء المطعم شي والمشرب كيف لكن المطعم والمشرب والغذاء بينهما تكرار ام ليس بينهما تكرار هنا يقول بينهما تكرار والاخوان الجهة هذه ماذا يقولون ما يقولون الا خير ان شاء الله بس عاد نبي نسمع هالخير لماذا ايش وشو؟ كيف شمول كل حياته يعني الاكل هو الغذاء نفس كلام الاخ لكن نقول ليس بينهما تكرار لان الغذاء اسم لما به نماء البدن وقوته ومنه المطعم الشراب ليس مختصا الغذاء بالمطعم والشراء فقط. فمنه ايضا النوم اليس للانسان اذا نام اعتل بدنه ربنا ومنه ايضا الدواء يعني الانسان اذا مريض احتاج الى دواء فالغذاء من الدواء والدواء ليس مطعما ولا مشربا يعني من جنس فيتقوث بالشرب ولا يتقوت في الاكل سواء كان يسقى او كان حبوبا تؤكل فهي ليست مطعما ومشربا فالغذاء اسم لكل ما به تنمية البدن وتقويته ومن جملته المطعم المشرب لكنه اعم من ذلك وقوله صلى الله عليه وسلم فانى يستجاب لذلك استبعاد لاجابة دعائه لا قطعا لامتناعها ابعاد باجابة دعائه لا قطعا بامتناعه يعني قد يجاب له وقد لا تجاب له ما الدليل على ذلك انه استبعاد وليس خطأ الدليل ان الله عز وجل يجيب دعاء المشركين الكافرين كما قال تعالى فاذا ركبوا في الثلث دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاه من البر فاجاب دعاءه فاذا كان يقبل من المشرك الكافر فاولى ان يقبل من المسلم العاصي مراد الحديث هو استبعاد اجابة دعائه لا القطع بامتناعه نعم حديث الحادي عشر عن ابي محمد الحسن ابن علي ابن ابي طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الترمذي ايها النسائي وخالق منه حديث حسن صحيح هذا الحديث حديث صحيح اخرجه الترمذي في الجامع والنسائي في المجتبى من السنن المسندة المعروف بالسنن الصغرى اللفظ المذكور فيه هو لفظ الترمذي وزاد فان الصدق طمأنينة والكذب وان الكذب ريبة ان الصدق طمأنينة وان الكذب ريبة في الحديث تقسيم الواردات القلبية الى قسمين تقسيم الواردات القلبية الى قسمين الاول الوارد الذي يريد الوارد الذي يريد والثاني الوارد الذي لا يريد والفرق بينهما ماشي ها الوش الغيبة ما هو هذا اثبات نبي لكن ما هي الريبة الموجودة هنا؟ والمنفية هنا يعني ما هو الريث وزعما يريبك في الورد القلبي الاول ما يريد. والثاني الوالد بقلب الذي لا يريد وش معنى هذا الذي يريد تعني الريب يعني حتى نعرف ما هو الوالد القبلي الذي يريد والوالد القلبي الذي لا يريد شك مع التوتر توتر بهالمعنى هذا فصيحة انت تعبر عن معنى تجده لكن العبارة ليست كاملة في الوفاء به لبس يعني الريب هو الغيب هو هذا ليس صحيحا وان كان مشهورا الريب هو التوتر يسار الاخ انا اقول التوتر الريب هو قلق النفس واضطرابها الريب هو قلق النفس واضطرابها. ذكره جماعة من المحققين منهم ابو العباس ابن تيمية الحديث وتلميذه ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابو الفرج ابن رجب رحمهم الله تعالى وحينئذ يكون الوالد القلبي الذي يريد هو الوالد القلبي الذي ينشأ منه ماشي القلق والاضطراب والوالد القلبي الذي لا يليب هو الوارد القلبي الذي لا ينشأ منه القلق والاضطراب والمأمور به شرعا في القسم الاول ايش ان تدعه وهو المريب المأمور به في القسم الاول ان تدعه وفي القسم الثاني ان تأتيه في القسم الثاني وهو الذي لا يريد ان تأتيه وهذا الحديث اصل في الرجوع الى حواز القلوب يعني ما تجمعه القلوب ويوجد فيها ما تجمعه القلوب ويوجد فيها فالمؤمن يجعل الله عز وجل له بحسب كمال ايمانه وقوة دينه في قلبه ما يدله على حقيقة ما يقبل عليه فاذا وجد قلقا واقترابا فانه يعلم ان هذا امر مريب فيجب عليه الا يأتي واذا خلا من قلبه هذا المعنى اقبل عليه واشتغل به. لكن لا يكون هذا الا في حق من كمل ايمانه وقوي دينه فهو الذي يميز بين ما يريب وما لا اريد اما الذي لا يبالي باي شيء فعل فهذا لا يميز بين الحلال والحرام فكيف يميز بين المريب المختلف فيه وهو محل الشبهة وبينما كان خاليا من ذلك نعم الحديث الثاني عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام ما لا يعنيه حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع وابن ماجة في السنن من حديث ابي هريرة مسندا ثم رواه الترمذي من حديث علي بن الحسين مرسلا لما رواه الترمذي من حديث علي بن الحسين مرسلا ما معنى مرسلا ايش ما اضافه التابعي الى النبي صلى الله عليه وسلم وحكمه الظعف واشرنا الى ذلك بقولنا ومرسل الحديث ما قد وصف وموسى الحديث ما قد وصف برفع تابع له موضوع هيفاء وموصل الحديث ما قد وصف برفع تابع له وضعف والمحفوظ في هذا الباب الموصل فلا يصح هذا الحديث مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم بل هو ضعيف من جهة الدراية من جهة الرواية بل هو ضعيف من جهة الرواية. واما من جهة المعنى فان اصول الشرع وقاعده تدل عليه ما الفرق بين الرواية والدراية قلنا رواية لا يثبت ولكن دراية هو ثابت رواية يعني في نسبته الى النبي صلى الله عليه وسلم ودراية يعني في صحة معناه فمعناه الذي تضمنه معنى صحيح. واما نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم فضعيفة وفي هذا الحديث الارشاد الى ما يقع به حسن الاسلام وهو ترك العبد لما لا يعنيه ترك العبد لما لا يعنيه وما لا يعني العبد يرجع الى اصول اربعة ما لا يعني العبد يرجع بلا اصول اربعة احدها المحرمات ايهما المحرمات ثانيها المشتبهات لمن لا يتبينها المشتبهات لمن لا يتبينها وثالثها المكروهات وثالثها المكروهات ورابعها فضول المباحات قبول المباحات وهي ما زاد عن قدر الحاجة من المباح المأذون به نادوني فيه وهي ما زاد عن طلي الحاجة المأذون فيه فما لا يعني الانسان يرجع الى احد هذه الاصول الاربعة فما كان محرم يعني منهيا عنه على وجه الجزم او كان مشتبها لا يتبينه الانسان مما تقدم في حديث النعمان او مكروها او من فضول المباح يعني زائدا عن قدر الحاجة فهذا مما لعن الانسان فلا ينبغي له ان يشتغل به فمن حسن اسلام العبد ان لا يشتغل به من حسن اسلام العبد الا يشتغل به واضح يعني اي فرد من الاصوات تنظر هذا يرجع الى المحرم او المباح او المشتبه الذي لا تتبينه او فضول البعض فاذا وجدته فاعلم انه لا يعلم وانه لا خير لك فيه مثلا النوم في الليل الساعة العاشرة حتى الفجر ثم يقوم ويصلي الفجر ثم يرجع الى الفراش الى صلاة الظهر هذا من مما لا يعني العبد عما لا يعنيه لا يعني بانه من فضول المباحات ولذلك لا يكون اسلام العبد المواقع لفظ المباحث حسنا يعني كاملا فيكون ثابت الاسلام بما تقدم من عصمة الحال والمآل لكن كونه حسن الاسلام لا يوجد ولذلك تجدون في كل كتب التراجع اسلم فايش حسنوا الاسلام وليس معنى اسلم فحسن الاسلام يعني صار مسلم. هو مسلم من قولهم اسلم لكن فحسن اسلامه يعني وقع على الكمال وهو اشتغاله بما يعنيه وتركه لما لا يعنيه نعم الحديث الثالث عشر عن ابي حمزة انس ابن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف هو اللفظ للبخاري ومعنى قوله لا يؤمن اي لا يكمل ايمانه فالمراد بنفي الايمان هو نفي كماله لا نفي اصله وقوله لاخيه اي المسلم لان الاخوة الايمانية منعقدة معه دون غيره والذي يحبه العبد لنفسه هو الخير ووقع التصريح به عند النسأ وابن حبان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما يحب لنفسه من الخير فما كان من الخير ان درج بالمأمور به بما يحبه العبد لاخيه والخير شرعا اسم لكل ما رغب فيه شرعا الخير شرعا اسم لكل ما اغضب فيه شرعا وهو نوعان احدهما خير مطلع وهو المتعلق بالامور الدينية والثاني خير مقيد وهو متعلق بالامور الدنيوية الهلال الاول الصلاة الدليل على انها خير هذا هذا كلام عقلي نحن بدليل من القرآن والسنة النصارى خير تابع البستان منكر ما قال خير بس نبيك خير طغى الدليل له خير للصابرين قل اخ حديث الصلاة خير موضوع. رواه احمد وغيره وهو حديث حسن ومثله قوله تعالى وان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. ذلك خير واحسن تأويله طيب الثاني مثل المال المال اليس خيرا قال الله تعالى وانه لحب الخير جديد يعني المال لكن خيرية المال مطلقة ام مقيدة مقيدة فانه اذا انتفع فيها فيما اذن الله عز وجل به وادى حق الله عز وجل عليه كان خيرا عليه واذا انتفع به فيما حرمه الله وحبس حق الله فيه كان شرا واضحة فاذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه معناه يحب له كل شيء ام شيء دون شيء طبقوا عليهم نوعين اخوان طيب اذا كان اخي اعرف انه رشح لي ادارة مدرسة مدير مدرسة هذا خير لكن هذا الرجل اعرف انه اذا رشح لادارة المدرسة انه لا يستطيع القيام بها لضعف حاله فهو طيب القلب متسامح مع الناس في اولي الامر الى الفوضى واختلال الامر وعدم اداءه بالامانة لا فنقول فما كان من الخير المطلق وجب ان تحبه لاخيك ما تحبه لنفسك كما تحبه تحبه لنفسك ما كان من الخير المطلق وجب ان تحبه لاخيك كما تحبه لنفسك اما ما كان من الخير المقيد فان علمت انه خير له وجب عليك ان تحبه له كما تحبه لنفسك وان علمت انه ليس خيرا له لم يجب عليك ان تحبه له ولو احببته لنفسك فمثلا انسان يعرف من اخيه ضعف ادارته ويعرف من نفسه حزمه فمن الايمان الا يحب ذلك لاخيه لانه يؤول به الى مبيعات عند الله وعند خلقه وله ان يحبه لنفسه لعلمه بحزمه وصلاحيته لمثل ذلك نعم حديث الرابعة شرعا ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لجبر مسلم الا زائد ثلاث والنفس في النفس والتارك لدينه مفارق للجماعة. رواه البخاري ومسلم الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه واللفظ في مسلم الا انه قال دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله وقوله الا باحدى ثلاث استثناء بعد نفي وهو يفيد الحصر عند علماء المعاني ستكون استباحة دم المسلم منحصرة في هذه الامور الثلاثة ورؤية احاديث فيها زيادة عنها فيها زيادة عليها عامتها ضعاف وما صح منها فانه يرجع اليها والمقبول من الاحاديث يمكن رده الى ثلاثة اصول يستباح بها دم المرء المسلم اولها انتهاك الفرج الحرام انتهاك الفرج الحرام والمذكور منه في الحديث الزنا بعد الاحصان انتهاك الفرج الحرام والمذكور منه في الحديث الزنا بعد الاحصان وجاءت احاديث اخرى ترجع الى انتهاك الفرج الحرام اللواطي وغيره والثاني سف الدم الحرام سفك الدم الحرام والمذكور منه في الحديث قتل النفس والمذكور منه في الحديث قتل النفس والمراد بها النفس المكافئة يعني مساوية النفس المكافئة يعني المساوية. والثالث ترك الدين ومفارقة الجماعة ترك الدين ومفارقة الجماعة وذلك بالردة عن الاسلام وهو المنصوص عليه في حديث ابن مسعود هذا نعم الحديث الخامس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه الا ان جملة فليكرم جاره عند مسلم وحده واتفقا عليه بلفظ فلا يؤذي جاره وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاث خصال يحصل بها كمال الايمان احدها يتعلق بحق الله وهو قول الخير او الصمت عما عداه وهو قول الخير او الصمت عما عداه والاخران يتعلقان بحقوق العباد والاخران يتعلقان بحقوق العباد وهما اكرام الجار والضيف اكرام الجار والضيف وليس للاكرام عبد ينتهى اليه بل مرده الى العرف وكل ما سمي اكراما وعد منه عرفا فانه مأمور به شرعا فكل ما عد اكراما وعرف انه منه كان داخلا في جملة المأمور به وحد الجوار لم يثبت فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ومرده الى العرف فقد يكون الجار واحدا او اثنين او ثلاثة او اربعة او خمسين الان تجدون العمارة الواحدة قد تكون فيها شقة فيها شقق فتصل الى خمسين شقة هؤلاء في العنف كلهم جيران لانهم يسكنون في منزل واحد واحيانا يكن تكون البيوت التي في القطعة الواحدة من الارظ خمسة بيوت او ستة بيوت ثم يأتي الطريق من هنا وطريق من هنا وينتهي الجوار فالجوار مرده الى العرف واما الضيف فهو ماشي يعني من هو طيب الذي يأتي الى المنزل طيب غيره ما يقول كل من اتى بيته والتزم من الاوقات وغيره فقط ولا في شرط بعد فقط ولا فيه شرط ايضا من مال اليك من خارج بلده هذا الضيف من مال اليك من خارج بلدك فهذا هذا هو الذي يتعلق به الوجوب جاءك واحد من زملائك من الحارة هذا ضيف يجب له شرعا الاكرام ام ليس بضيف ليس بضيف شرعا لان الضيف لا بد ان يكون من خارج البلد اما من داخل البلد فيسمى زائد اما زائل طيب فاذا كان من خارج البلد وما مال اليك يعني ما قصدك فانه لا يكون ايضا ماي يعني زميل لك درس معك في المدرسة ويعرف بيته ثم ذهب الى مدينة اخرى ثم مرة وانت في بلدك نزلت الى محل فوجدته هل هذا ضيف يجب عليك اكرامه شرعا جواب لا لانه ما قصدك ولكن انت وافقته في ذلك المحل فاذا اردت ان تدعوه فهذا شيء من مكارم الاخلاق لكن لا يجب عليك شرعا الا ذلك فلو انك سمعت ان فلانا من معارفك دخل البلد ثم خرج منه وما قصده هل عليك اثم في ترك ضيافته الجواب لا لكن ان جاءك فلان من خارج البلد قاصدا اياك ثم استأذن ففتحت اليه الباب وسلمت عليه ثم قلت له اعتذر انا مشغول فانك تكون اثما لانك تركت ما وجب عليك من اكرام من اكرام الضيف الذي قصدك. هذه مسألة مهمة تبينها لمعرفة ما يتعلق به الاثم ويقع به سقوط الطلب عن العبد في الضيافة نعم الحديث السادس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجل قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني قال لا تغضب قدم تتردد مرارا قال لا تغضب. رواه البخاري. هذا الحديث اخرجه البخاري وحده دون مسلم فهو من زوائد على مسلم وفي الحديث النهي عن الغضب ونهي صلى الله عليه وسلم عن الغضب يشمل امرين الاول النهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه النهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه من كل ما يحمل على الغضب ويهيجه من كل ما يحمل على الغضب ويهيجه والثاني النهي عن انفاذ مقتضى الغضب النهي عن انفاذ مقتضى الغضب فلا يمتثل ما امره به غضبه فلا يمتثل ما امره به غضبه بل يراجع نفسه حتى تسكن ويذهب عنها ما يجد والذي ينهى عنه من الغضب ما كان انتقاما للنفس اما ما كان انتقاما لله اذا انتهكت حرمات شرعه فهذا مأمور به شرعا وهو من دلائل قوة الديني وثبوت اليقين الحديث السابع عشر نبي على شداد ابن اوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة. واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح. وان يحج احدكم شفرته فليرح ذبيحته رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم وحده عن شداد ابن اوس فهو من زوائده على البخاري واوله اثنتان حفظتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الحديث ولفظه في النسخ التي بايدينا فاحسنوا الذبح فاحسنوا الذبح وقال فليرح ذبيحته وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الاحسان على كل شيء جملة تحتمل احد معنيين احدهما ان تكون الكتابة قدرية المعنى ان جميع الاشياء جارية على الاحسان المعنى ان جميع الاشياء جارية على الاحسان بتقدير الله فالمكتوب عليه هو كل شيء والاخر ان تكون الكتابة شرعية المعنى ان الله عز وجل كتب على عباده الاحسان الى كل شيء المعنى ان الله كتب على عباده الاحسان الى كل شيء والحديث صالح للمعنيين جميعا فتندرج فيه الكتابة القدرية بالمعنى الاول والكتابة الشرعية بالمعنى الثاني وذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثلا يتجلى به الاحسان وهو ازهاق النفس على الوجه الاتم فقال فاذا قتلتم فاحسنوا القتل او قتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح واحسانهما يكون بالاتيان بهما على الوجه المأمور به شرعا واحسانهما يكون بالاتيان بهما على الوجه المأمور به شرعا فمتى وقعت الفتنة او الذبح على الوجه الشرعي صار احسان. ومتى كانت على غيره لم تكن احسانا نعم الحديث الثامن عشر عن ابي ذر وابي عبد الرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي ومن رواية ابي ذر الغفاري رضي الله عنه ثم قال حديث حسن ثم رواه من حديث معاذ ابن جبل رضي الله عنه وقال نحوه ولم يسق لفظه ثم قال قال محمود بن غيلان احد شيوخه والصحيح حديث ابي ذر يعني ان حديث معاذ ابن جبل وهم لا حقيقة له غلط فيه بعض الرواة فنقله من رواية ابي ذر الغفاري الى رواية معاذ بن جبل. فالحديث انما يعرف من رواية ابي ذر الغفاري وفي اسناده ضعف ايضا وروي من وجوه لا يثبت منها شيء ووصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رويت بالفاظ متنوعة واسانيد متعددة منها ما هو صحيح ثابت ومنهما في الصحيحين فليكن اول ما تدعوهم اليه ان يشهدوا ان لا اله الا الله الى تمام الحديث. ومنها ما ليس ثابتا وقد جمعت وصية النبي صلى الله عليه وسلم هذه بين حقوق الله وحقوق عباده فاما حق الله عز وجل المأمور المأمور به في هذا الحديث فهو التقوى واتباع السيئة الحسنة فهو التقوى واتباع السيئة الحسنة واما حق العباد المأمور الماء واما حق العباد المأمور به في هذا الحديث فهو معاملتهم الخلقي الحسن فالحديث يتضمن هذا وهذا ففيه امر بحق الله وهو التقوى واتباع السيئة الحسنة وفيه الامر بحق العباد وهو معاملتهم بالخلق الحسن والتقوى شرعا هي ماشي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية طيب نعم تكملة هذا اديت من الاخ ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل المأمورات واجتناب المحرمات خلك على واحد من اثنين لان كل واحد يبغى له كلام لان هذا الذي ذكرته عن علي ما يثبت عن علي رضي الله عنه وعليه لكن خلنا على الاول المشهور ان اتخاذك اتخاذ العبد وقاية بينه وبين عذاب الله فعل المأمورات واجتناب المحظورات طيب اين قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس اتقوا ربه واين قوله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله الذي في هذا التعريف انما هو قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا وخذها الناس والحجارة فالذي يقول هو اتخاذ العبد خائفا بينه وبين عذاب الله ذكر فرد من افراد التقوى والتقوى لها افراد كثيرة منها تقوى الله عز وجل ومنها تقوى يوم القيامة ومنها تقوى النار التي هي العذاب واضح الاشكال طيب هذا الاشكال بالنسبة للجملة الاولى. الجملة الثانية يقولون بايش بفعل المأمورات و ترك المحرمات طيب لو واحد يفعل المأمور يصلي ويجتنب المحظور ما يشرب الخمر ولكن لا يصدق بالاخبار الالهية والنبوية مثل قوله تعالى ان الساعة اتية لا ريب فيها هذا متقي ولا غير متقي غير متفق مع انه يفعل المأمور ويترك المحظور ولذلك في العبارة ناقصة فيقال التقوى شرعا هي اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه افراد الذي يخشاه ما هي يوم القيامة الله عز وجل اعداد انواع متعددة اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع بامتثال خطاب الشرع خطاب الشرع ما انواعه قبلي وطلبت في الخبر امتثاله تصديق واطلع بامتثاله بفعل الامر وترك النهي واعتقاد حل الحلال واتباع السيئة الحسنة له مرتبتان الاولى الاتباع بقصد اجهاد السيئة الاتباع بقصد اذهاب السيئة فالحسنة مفعولة بقصد الالهام والثانية الاتباع من غير قصد الالهام الاتباع من غير قصد الاذهاب الحسنة مفعولة لله مع عدم الفصل بالحسنة مفعولة لله مع عدم القصد في الاولى الانسان يفعل ذنب ثم يفعل حسنة يريد ان تمحو هذا الذنب وابلغوا ما يمحو الذنب ما كان من جنسه مثال ايش احد السببة الصغار دخل من ممن يعني من البالغين دخل محله اخذ منه شيئا خلسة اذا وقع في سيئة ولا ما وقع في سيئة وقع في سيئة فلما اخذ ذلك الشيء واكله ذهب الان ما يستطيع رده انه اكل ما هي ابلغ ما يمحو به الذنب غير التوبة والتحلل من صاحبها هو الصدقة بعد رد الحق يرد الحق الى صاحبه يقول لصاحبه هذا واحد من الصغار الله يهديهم اخذ شيء وهذه قيمة ليكني عن نفسه ولا يبين من هذا احد الصغار منا بيتنا اخذ شيء ما دفع قيمته فهذه قيمته فاذا اراد لم يفعل حسنا انما تبرأ منه ثم يتصدق بمثل قيمتها او قريبا منها فهذه حسنة مفعولة لارادة محو السيئة وتارة ان يفعل الانسان سيئة ثم يفعل بعدها حسنة من جنسها او من غير جنسها لكن دون قصد اذهاب السيئة وحق العباد المشار اليه في قوله صلى الله عليه وسلم وخالق الناس بخلق حسن يعني استعمل معهم الخلق الحسن تعمل معهم الخلق الحسن والخلق الحسن هو ما كان واقعا على وجه الاحسان المبين شرعا وما كان واقعا على وجه الاحسان يرحمك الله. ما كان واقعا على وجه الاحسان المبين شرعا الاخلاق التي بينت في الشرع هي الاحسان فمثلا الصدق الوفاء وحفظ الامانة وغيرها هذه هي الاخلاق الحسنة التي امر الله سبحانه وتعالى بها ومما ينبه اليه ان الخلق يقع في الشرع على معنيين احدهما عام وهو الدين ومنه قوله تعالى وانك لعلى خلق خلق عظيم اي دين عظيم قاله مجاهد بن جبر وغيره فالخلق اسم للدين كله والتاني معنى خاص وهو المعاملة والمعاشرة اسمعني الخاص وهو المعاملة والمعاشرة نعم الحديث التاسع عشر عن ابي العباس عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما قال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا عليه شيء لم يضره الا بشيء قد كتبه الله عليه. رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجده امامك. تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. واعلم ان ما اخطأت لم يكن وما اصابك لم يكن ليخطئك. واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب. وان مع العسر يسرا. هذا الحديث اخرجه اخرجه الترمذي في الجامع لكن ليس لفظه وان اجتمعوا وانما قال ولو اجتمعوا كما في النسخ التي بايدينا منهم واسناده جيد اما الرواية التي ذكرها المصنف فاخرجها عبد ابن حميد في مسنده باسناد ضعيف وفي سياقه زيادة عن المذكور هنا ورويت هذه الزيادة من وجوه اخرى تثبت بها الا قوله فيها واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وان ما اصابك لم يكن لاخطئك فهذه الجملة لا تثبت في وصية ابن عباس في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس وانما ثبتت في احاديث اخر يأتي ذكرها ان شاء الله تعالى في كتاب التوحيد في باب ما جاء في منكر القدر والمراد بحفظ الله المذكور في قوله احفظ الله حفظ امره وامر الله عز وجل نوعان احدهما امر الله القدري وحفظه بالصبر على الاقدار والاخر امر الله الشرعي امر الله الشرعي وحفظه بامتثال الخبر بالتصديق امتثال الخبر بالتصديق وامتثال الطلب بفعل المأمور وترك المحظور واعتقادي حل الحلال ومن حفظ امر الله عز وجل عملا حقق له حفظ الله جزاء فحفظ الله جزاء لمن حفظ امر الله عز وجل وحفظ الله عز وجل عبده يشمل شيئين احدهما ابلغوا ووقايته من كل ما يلحقه من ضرر حفظه ووقايته من كل ما يلحقه من ضرر والاخر نصره وتأييده نصره وتأييده ما الفرق بينهما والفرق بينهما ان الاول وقاية والثاني رعاية ان الاول وقاية والثاني رعاية وقوله صلى الله عليه وسلم رفعت الاقلام وجفت الصحف اشارة الى ثبوت المقادير والفراغ من كتابتها وقوله تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة جملة اخرى مشتملة على عمل وجزاء فالعمل هو معرفة العبد ربه واما الجزاء فهو معرفة الرب عبده فالعبد يبتدئ بالعمل والله يتفضل بالجزاء ومعرفة العبد ربه نوعان احدهما معرفة تتضمن الاقرار بربوبيته معرفة تتضمن الاخارة بربوبيته وهذه تقع من المؤمن والكافر والاخر معرفة تتضمن الاقرار ليش بالوهيته وهذه تختص بالمؤمن دون الكافر ومعرفة الله عز وجل عبده نوعان احدهما معرفة عامة تقتضي شمول علم الله عز وجل له واطلاعه عليه تقتضي تمول علم الله عز وجل له واطلاعه عليه والاخر معرفة خاصة يقتضي معرفة الله عبده بتأييده ونصره الحديث العشرون عن ابن مسعود عقبة ابن عبد الانصاري البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. رواه البخاري هذا الحديث اخرجه البخاري وحده دون مسلم فهو من زوائده عليه وقوله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اي مما اثر من كلام الانبياء السابقين فصار شائعا جائعا بين الناس يجري مجرى الامثال المشهورة ويتناقله الناس جيلا بعد جيل وقوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت جملة لها معنيان صحيح ان احدهما انه امر على ظاهره انه امر على ظاهره والمعنى اذا كان ما تريد فعله مما لا يستحي منه فاصنع حينئذ ما شئت انه اذا كان ما تريد فعله مما لا يستحي منه فاصنع حينئذ ما شئت فلا تثريب عليه والثاني انه ليس امرا يراد به حقيقته بل هو امر على ارادة التهديد والوعيد بل هو امر على ارادة التهديد والوعيد او هو امر بمعنى الخبر انه امر ليس على حقيقته بل هو امر على ارادة التهديد والوعيد او امر يراد به الخبر ومعنى وجود التهديد اي اذا لم يكن لك حياء فاصنع ما شئت فستلقى ما تكره لانك اذا لم يكن لك حياء فاصنع ما شئت فانك ستلقى ما تكره وان اريد انه امر بمعنى الخبر فان المقصود اذا لم تستحي فاصنع ما شئت فان من كان له حياء من الناس ردعه حياؤه ومن لم يكن له حياء من الناس لم يرجعه شيء نعم الحديث الحادي والعشرون عن ابي عمرو سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك. قال قل لا من اتق الله ثم استقم. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم دون البخاري فهو من زوائده عليه الا ان الذي في النسخ التي بايدينا من مسلم قل امنت بالله فاستقم باثبات الفاء بين الفعلين لا بسم التي اوردها المصلي وحقيقة الاستقامة هي طلب اقامة النفس على الصراط المستقيم طلبوا اقامة النفس على الصراط المستقيم صراط مستقيم هو الاسلام ثبت تفسيره بذلك في حديث الدواس رضي الله عنه عند احمد بساد حسن المستقيم هو ايش المقيم على شرائع الاسلام المتمسك بها باطنا وظاهرا والمقيم على شرائع الاسلام المتمسك بها قاطعا وظاهرا واضح واضح معنى المستقيم ولا غير واظح واضح طيب مر علينا في كتاب فظل الاسلام باب ما جاء في الخروج عن دعوى الاسلام مر ولا ما مر اه معنى هذا من يشرح لي ما معنى هذا الباب كما تقدمت باب الانتساب الى ما لم يأتي به الله عز وجل. يعني المقدم الانتساب الى ما جاء به الله عز وجل. الانسان ينتسب في امور دينه في اسماء دينه الى ما جاء الله عز وجل الله سمانا مسلمين وسمانا مؤمنين وسمانا عباد الله فاذا سمي بغيرها كان خروجا عن دعوى الاسلام وذلك اذا كان التسمي على وجه يخالف ما جاءت به الشريعة صح ام غير صح هذا الكلام صحيح طيب الله عز وجل سمى المتمسك بدينه سماه مستقيما وسماه مطيعا سماه مهتديا صحيح صعيب صحيح وسماه ملتزما صحيح ام غير صحيح غير صحيح ما في اية ان المطيع يسمى ملتزم هذا اسم لم تأتي به الشريعة. ومن الغلط ترك ما جاءت به الشريعة والتسمي باسماء لم تأتي بها الشريعة. كما انه تكتنفها جاءوا ليس هذا محل بيانها لكن المقصود ان تتبين دقة الحقائق الشرعية وان الشرع جاء بما يناسب احوال الناس فاضيف الى الاستقامة والهداية والطاعة ولم يظافوا الى غيرها مما يصطلح عليه الناس فتترتب منه اشياء لم تأتي الديانة. فيقول الناس فلان ملتزم ويقولون فلان غير ملتزم والحكم على فلان بانه غير ملتزم يحتاج الى دليل لانك اخراجه من الالتزام اي التزام تعني لكن اذا قلت فلان مستقيم فانت تعني انه مقيم على شرائع الاسلام اذا قلت فلان غير مستقيم تعنيه بانه عنده خلل في الاقامة في شرائع الاسلام. نعم الحديث الثاني والعشرون عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنه ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت الصلوات المكتوبات؟ وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم اسق على ذلك شيئا ادخل الجنة؟ قال نعم. رواه مسلم. ومعنى حرمت الحرام اجتنبته ومعناه لد الحلال فعلته معتقد هذا الحديث اخرجه مسلم في الصحيح بهذا السياق وانفرد به عن البخاري فهو من زوائده عليه وقوله واحللت الحلال اي اعتقدت في اللغو اي اعتقدت حله وقيد الفعل الذي ذكره المصنف فيه نظر لماذا لماذا قيد الشعيفة من الله؟ نعم لان الاحاطة بجميع افراد الحلال فعلا متعذرة الاحاطة بجميع افراد الحلال فعلا متعذرة هناك انواع من المطاعم والمآتب حلال لكن انت لا تحبها حينئذ لا تكن احيانا في الحلال الا اذا اكلت ان تكون احللت الحلال اذا اعتقدت حلها اذا اعتقدت حلها فقيد الفعل الذي ذكره المصنف فيه نظر لتعذر الاحاطة افراد الحلال فعلا لكثرتها وقوله وحرمت الحرام اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه اعتقدت حرمته مع اجتنابه فلابد من هاتين المرتبتين الاعتقاد من حرمة والاجتناب للمحرم وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في جواب الرجل بقوله نعم ان هؤلاء المذكورات من شرائع الاسلام واهمل ذكر الزكاة والحج مع انهما من شرائع الاسلام الظاهرة العظيمة بالنظر الى حال السائل فان النبي صلى الله عليه وسلم علم من حاله انه لا مال له فيزكيه ولا استطاعة له على الحج فيحج فلم يذكرهما النبي صلى الله عليه سلم له وقوله ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة؟ قال نعم اي تدخل الجنة بذلك ففيه بيان ان الاعمال سبب المصير الى الجنة بعد رحمة الله سبحانه وتعالى فان اعمال العبد لا تنفذ به الى الجنة الا ان يرحمه الله ومما تستجلب به رحمة الله الاعمال الصالحات نعم الحديث الثالث والعشرون عن ابي مالك الحارث بن عاصم الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماوات والارض والصلاة نور وصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك وعليك. كل الناس يغجو فبايعوا رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم وحده دون البخاري فهو من زياداته عليه وقوله صلى الله عليه وسلم فيه الطهور شطر الايمان بضم الطاء يراد به فعل الطهارة وهو التطهر ففعل الطهارة شطر الايمان والشطر هو النصف وهذه الجملة لها معنيان صحيح ان الاول ان المراد بالطهارة هنا الطهارة الحسية المعروفة عند الفقهاء وهي ايش الوضوء وسيمم والغسل وحينئذ الايمان الذي جعلت الطهارة الحسية شطره هو فهو الصلاة فيه قولان لاهل العلم احدهما انه الصلاح لان الله عز وجل سماها ايمانا كما قال الله عز وجل وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم والاخر طرائع الدين شرائع الدين فيكون معنى الحديث الطهور شطر الايمان اي فعل الطهارة الحسية بوضوء او تيمم او غسل شطر شرائع الدين لان الطهارة الحسية تطهر الظاهر وبقية شرائع الايمان تطهر الباطل. فلذلك صارت شطره لان الطهارة الحسية تطهر الظاهر وبقية شرائع الايمان الاسلام تطهر الباطل والمعنى الثاني ان الطهارة هنا الطهارة المعنوية ان الطهارة هنا الطهارة المعنوية وهي طهارة القلب من الشهوات والشبهات وهي طهارة القلب من الشهوات والشبهات فيكون معنى الحديث تطهير القلب من الشهوات من الشهوات والشبهات شطر الايمان يعني نصف الايمان فاذا كان تطهير القلب من الشهوات والشبهات شطر الايمان فان الشطر الاخر هو تحليته للحقائق الايمانية. تحليته بالحقائق الايمانية فمثلا من الاول تطهير القلب من الحسد والغش ومن الثاني ملؤه بالتوكل والرغبة الى الله سبحانه وتعالى والصحيح ان الطهارة الطهارة المذكورة المرادة في هذا الحديث هي الطهارة الحسية المعروفة عند الفقهاء فقد وقع التصريح بما يدل على ذلك في بعض طرق الحديث وجرى عليه عمل الحفاظ الذين رووا هذا الحديث فادخلوه في كتاب الطهارة كمسلم ابن الحجاج والنسائي وابن ماجة رحمهم الله تعالى فحين اذ تفسير هذه الجملة الطهور شطر الايمان يعني الطهور الذي هو الطهارة الحسية نصر الايمان ولكن ما هو الايمان ما القولان متقدمان اذا كانت الطهارة حسية اما الصلاة واما شرائع الدين. طيب ايهم الراجح الصلاة والاخوان يقولون الصلاة النبي صلى الله عليه وسلم يقول الطهور مفتاح الصلاة ما قالش اطر الصلاة ومفتاح الشيء لا يبلغ شطره اليس كذلك بلى قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث علي عند بعض اصحاب السنن الطهور مفتاح الصلاة الطهور هو مفتاحها وليس شطرها الصحيح ان معنى هذا الحديث الطهارة الحسية المعروفة عند الفقهاء شطر شرائع الاسلام هذا معنى الحديث ويكون معنا شرط من شرائع الايمان او شرائع الاسلام ان الطهارة الحسية تطهر الظاهر وشرائع الاسلام الباقية تطهر الباطل فاذا توضأ الانسان او اغتسل او تيمم طهر ظاهره واذا تصدق وصلى وصام صدق في حديثه واحسن الى جيرانه وبر والديه تطهر باطنه وقوله صلى الله عليه وسلم وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماوات والارض هكذا على الشهم فيما يملأ السماوات والارض هل هو الكلمتان معا؟ سبحان الله والحمد لله او ان كل واحدة منهما تملأ السماوات والارض والصحيح ان المحفوظ في هذا الحديث رواية النسائي وابن ماجه والتسبيح والتكبير ملء السماء والارض التسبيح والتكبير ملء السماء والارض وهذه الرواية هي الجديرة بالصواب كما ذكره ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم وقوله صلى الله عليه وسلم والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء تمثيل للاعمال الصالحة باعتبار ما يوجد منها من النور فالصلاة نور مطلق فالصلاة نور مطلق والصبر ضياء والصدقة والصدقة برهان والصدقة برهان والبرهان اسم للشعاع الذي يحيط وجه الشمس مما يسمى بالهالة الضوئية دعاء الذي يحيط الشمس يسمى برهانا يسمى برهانا وصبر ضياء وهو النور الذي يكون معه اشراق دون احراق وهو النور الذي يكون معه اشراق دون احراق فحين اذ الانوار المذكورة في الحديث ثلاثة احدها نور مطلق والثاني برهان وهو ما احاط بالشمس وهو دون الاول والثالث الضياء وهو نور يكون فيه اشراق دون احرام هو اقل من البرهان والاعمال المذكورات اثرها في الارواح والقلوب هذه الانوار في الوجود هذه الاعمال اثرها في القلوب كاثر هذه الانوار في الوجود ايهم اقوى في الوجود؟ النور المطلق ان البرهان النور المطلق اقوى من البرهان والبرهان اقوى من الضياء ولذلك فالصلاة اقوى في انتفاع الروح بها من الصدقة. والصدقة اقوى الانتفاع بها من الصبر ووقع في بعض نسخ صحيح مسلم والصيام ضياء وذكر الصيام لانه اعظم افراد الصبر واشتهر ان رمضان شهر الصبر لان النفوس لا تتمكن من الصيام الا بصبر. فهذه الاعمال منفعتها للارواح كمنفعة هذه الانواع طالب الوجود كما ان الجزاء عليها بالنور يوم القيامة يكون على هذه المقادير والصلاة تورث صاحبها نورا عظيما والصدقة تورثه نورا دون ذلك. والصبر يورثه نورا دون ذلك كالحديث مبين لاثر هذه الاعمال في الدنيا والاخرة فاما اثرها في الدنيا فما تجده الارواح منها واما اثرها في الاخرة فما تكسبه العبد من الانوار يومئذ وقوله صلى الله عليه وسلم كل الناس يغدوا يعني يسير اول النهار لان غدوه هو السير في اول النهار والمعنى كل انسان يسعى اول نهاره فبائعوا نفسه فمعتقها او موبقها. فمنهم ساع في اعتاق نفسه ومنهم ساع في اباقها وهو اهلاكها فمن سعى في طاعة الله سعى في اعتاق نفسه ومن سعى بمعصية الله فقد اوبق نفسه بما اقترفه من الخطايا نعم حديث الله وجدتون عن ابي ذريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ربه عز وجل انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عباد كلكم ضال الا من هديته. فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كلكم جائع الا انا اطعمته. فاستقيموني يطعمكم يا عبادي كلكم عاد الا من كسوته فستكسوني اكسكم. يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار قال اغفر الذنوب جميعا استغفروني اغفر لكم. يا عبادي انكم ان تبلغوا ظرفي فتضروني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعني يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتفاقا لرجل واحد منكم ما زاد ذلك يا عبادي لو ان اولكم اخركم وانسكم وجنة كانوا عذاب غزل واحد ما نقص ذلك منهم يا عبادي لو ان اولكم اخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته. ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط الى البحر يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوصيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله رواه مسلم. هذا الحديث العظيم اخرجه مسلم وحده دون البخاري وهو حديث الهي والحديث الالهي هو ما اضافه النبي صلى الله عليه وسلم الى ربه ويسمى حديثا الاهيا وربانيا وقدسيا وقوله تعالى اني حرمت الظلم على نفسي الحديث فيه بيان حرمة الظلم من جهتي احداهما ان الله حرمه على نفسه فاذا كان الله حرمه على نفسه وله الملك كله فاولى ان يكون محرما عن العبد مع ظهور عجزه وقصور ملكه والاخرى ان الله جعله محرما بيننا فنهى عنه نهي تحريم والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه ووضع الشيء في غير موضعه وقوله فمن وجد طيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه جملة لها معنيان صحيح ان الاول ان من وجد خيرا في الدنيا فليحمد الله على ما عجل له من جزاء عمله الصالح ومن وجد غير ذلك فيها فهو مأمور بلوم نفسه على ذنوبه الذي وجد عاقبتها في الدنيا فهو مأمور بلوم نفسه على ذنوبه التي ودع عاقبتها في الدنيا والثاني ان من وجد خيرا في الاخرة فانه يحمد الله عليه ان من وجد خيرا في الاخرة فانه يحمد الله عليه ومن وجد غيره فانه يلوم نفسه ولا تمندم ومن وجد غيره فانه يلوم نفسه ولات مندم الفرق بين المعنيين ان الاول اي الدنيا والثاني بالاخرة وان الاول يراد به الامر مبنى ومعنى واما الثاني فانه امر مبنى وخبر معنى نعم حديث الخامس والعشرون عن ابي ذر رضي الله عنه وارضاه ان الناس من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم قبور اموالهم قال وليس قد جعل الله لكم ما تصدقون. ان بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل فهم وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي انظر لاحدكم صدقة قالوا يا رسول الله اياتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟ قال ارأيتم لو وضعها من حرام ادانا عليه فيها وزر وكذلك اذا وضعها في الحلال كان له واجب. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم بهذا اللفظ في صحيحه رواه في موضع اخر مختصرا ولم يخرجه البخاري لا مطولا ولا مختصرا فهو من زوائد مسلم على البخاري قولهم اهل الدثور يعني اهل الاموال وقوله صلى الله عليه وسلم اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون الى اخر الحديث فيه بيان ان الصدقة شرعا اسم جامع لجميع انواع البر والاحسان اسم جامع بجميع انواع البر والاحسان وحقيقتها ايصال ما ينفع وحقيقتها ايصال ما ينفع والصدقة من العبد نوعان احدهما صدقة مالية والاخر صدقة غير مالية كالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوله وفي بضع احدكم صدقة الوضع بضم الباء يكنى به عن الفرج ويطلق ايضا على اتيان الرجل اهله وكلاهما تصح ارادته في الحديث كما قال النووي وقوله صلى الله عليه وسلم ارأيتم لو وضعها في حرام اتانا عليه وزر الى اخره ظاهره ان العبد يؤجر على اتيانه اهله ولم ولو لم ينوي نية صالحة لقوله فكذلك اذا وضعها بالحلال كان له اجر وهذا الظاهر غير مراد لما تقرر من مجموع الدلائل الشرعية ان المباح لا ثواب عليه الا بنية ان المباح لا ثواب عليه الا بنية يعني التناول المباح ليس عليه ثواب ولذلك الاصوليون يقولون المباحث ما لا يتعلق به ثواب ولا عقاب يعني باعتبار اصله اما باعتبار نيته اذا نوى نية صالحة فانه يثاب عليها بالجزاء الحسن واذا نوى نية سيئة فانه يتاب عليها بالجزاء السيء فيكون قول النبي صلى الله عليه وسلم فكذلك اذا وضعها في الحلال كم له اجر يعني اذا اقترن ذلك الوضع بنية صالحة كارادة اعفاف نفسه او طلب الولد الصالح ونحوها فانه يكون له اجر على اتيانه اهله وهذا اخر البيان لهذه الجملة من كتاب الاربعين النووية. ونستكمل بقيته باذن الله سبحانه وتعالى بعد صلاة العصر وانوه الى انه توجد في اماكن متفرقة من المسجد قائمة نشرة تتضمن قائمة باسم المناشط والدروس القائمة في المسجد في الرياض وفيها عنوان المسجد وكذلك الهاتف الجوال الذي للمسجد الذي من اراد ان يتواصل مع مناشط المسجد يمكنه ان ارسل اليه رسالة فارغة فتأتيني