السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل حياتنا بين المبتدأ والميعاد. وعظم ما شاء من خلقه بجعله من المعاد واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما اعيد للعلوم وكررت محاسن المنطوق والمفهوم. اما بعد فهذا المجلس الثاني في شرح كتاب النووي رحمه الله تعالى وقد انتهى بنا البيان الى الحديث الثالث عشر. نعم. احسن الله اليكم قال المصنف رحمه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى الحديث الثالث عشر عن ابي حمزة انس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث من متفق عليه واللفظ للبخاري ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم اي لا يكمل ايمانه فالمراد بنفي الايمان هنا هو نفي كماله المتضمن بلوغ حقيقته ونهايته لا نفي اصله فمحبة المؤمن لاخيه ما يحبه لنفسه من الفرائض الواجبة. لان كل الى ان جاء في الحديث النبوي متضمنا نفي الايماني فانما يتبعه واجب. ذكر هذا ابو العباس ابن تيمية الحفيد في كتاب الايمان هو حفيده بالتلمذة ابو الفرج ابن رجب في فتح الباري. فايما حديث وجدت صدره نفي الايمان فاعلم ان ما بعده واجب وقد يكون متصلا باصل الايمان وقد يكون من كماله. وقوله صلى الله عليه وسلم لاخيه اي المسلم لان عقد الاخوة الايمانية كائن معه. والذي يحبه لنفسه هو الخير. وجاء التصريح به في رواية عند النسائي وابن حبان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما يحب لنفسه من الخير وهو يستلزم ان يكره له ما نكره لنفسه من الشر. وانما ترك ذلك في الحديث اكتفاء بان حب الشيء مستلزم كراهية نقيضه والخير في الشرع اسم لما يرغب فيه شرعا اسم لما يرغب فيه شرعا وهو نوعان احدهما الخير المطلق. وهو المرغب فيه من كل وجه والثاني الخير المقيد. وهو المرغب فيه من وجه دون وجه. فمن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن الثاني كثرة المال وصلاح وسعته فما كان من الخير المطلق ومحله امور الدين فيجب ان تحبه لاخيك كما تحبه لنفسك. وما كان من الخير المقيد. ومحله امور الدنيا فان علمت لان فيه خيرا له وجب عليك ان تحبه له. وان علمت ان فيه خلاف ذلك وجب عليك كراهيتك له. كمن يعرف عن اخيه انه اذا تبوأ منصبا او او رئاسة تغير حاله وفسد دينه. فانه لا يجب حينئذ ان يحبه له. بما ينتج عنها من العاقبة الوخيمة والضرر الوبير عليه في الدنيا والاخرى. فظهر بهذا ان عموم الحديث مخصص بما فذكر انفا من التفريق بين الخير المطلق والخير المقيد. فما كان من الخير المطلق ومحله امور الدين وجب عليك ان تحبها لاخيك كما تحبها لنفسك. اما ما كان من الخير المقيد ومحله امور الدنيا فان علمت ان فيه خيرا له وجب عليك ان تحبه له وان غلب على ظنك او ظهر لك انه يفسد بذلك لم يجب عليك ان تحبه له بل وجب عليك ان تكرهه له. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الرابع عشر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث نفي بالزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق الجماعة رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث من المتفق عليه واللفظ لمسلم الا انه قال دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله. وقوله الا باحدى ثلاث استثناء بعد نفي وهذا يفيد الحصى عند علماء المعاني ورويت احاديث عدة فيها زيادة على هؤلاء الثلاث وعامتها ضعاف ولا يعرف من الفقهاء قائل به والمقبول من الاحاديث المتضمنة لما يحل دم المسلم يمكن رده الى حديث ابن مسعود ما بينه ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم. فان اصول ما يحل دم المسلم ثلاثة اولها انتهاك الفرج الحرام. انتهاك الفرج الحرام. والمذكور منه في الحديث الزنا بعد الاحصان في قوله صلى الله عليه وسلم الثيب الزان. والمحصن في هذا الباب هو من وطأ وطأ في نكاح تام. والثاني سفك الدم الحرام. والمذكور منه في هذا الحديث قتل النفس في قوله والنفس بالنفس. والمراد بها المكافئة. اي المساوئة والثالث ترك الدين ومفارقة الجماعة. وذلك بالردة عن الاسلام. وهو المنصوص عليه في حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه وايما حديث سواه فانه الى هذه الثلاثة. ولا يخرج شيء مما يحل به دم المرء المسلم عن هذه الاصول الثلاثة. نعم احسن الله اليكم. الحديث الخامس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ارفع صوتك من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث من المتفق عليه لكن فلا يؤذي جاره. واما لفظ فليكرم جاره فعند مسلم وحده. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاثا من خصال الايمان التي يحصل بها كماله الواجب. احدها يتعلق بحق الله سبحانه وهو قول الخير او الصمت عما عداه. والاخران يتعلقان بحقوق العباد وهما اكرام الجار والضيف. وليس الاكرام حد يوقف عنده. وتبرأ الذمة بفعله. بل كل ما يدخل في الاكرام عرفا فهو من المأمور به شرعا. وهذه طريقة الشريعة. فيما يتعلق بحقوق العباد انها الى العرف لانها تتغير بتغير الاحوال والازمنة والامكنة. فالموافق لاقامة مصالح الخلق فيها ردها الى اعرافهم بخلاف طريقة الشرع في حقوق الله. فان مردها الى ايش من التوقيف مرد حقوق الله الى التوقيف لماذا احسنت لان العقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله من حق. بل لا بد من ايقافها على دليل معرف لها حق الله. وحق الله لا يتغير بتغير الزمان والمكان والحال. ومن وعى هذا الاصل عرف مناط الحكم فيما يذكره الفقهاء من تغير الاحكام بتغير الازمنة والامكنة والاحوال. وان مرده اذا ما تعلق بحقوق العباد الموكلة الى اعرافهم دون حق الله عز وجل فان حقه لا يتغير ولا يتبدل ابدا. وحد الجوار من الدار لم يصح فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فتقديره موكل الى العرف ايضا. والضيف كل من مال اليك ونزل بك مما من يجتاز البلد وليس من اهلها. كل من مال اليك ونزل بك ممن يمتاز البلد وليس من اهلها. ففيه كم شرط له حتى يكون ضيف؟ ايش؟ كم شرط وهي احسنت هذا حال يعني شرطين. الاول ان لا يكون من البلد. والثاني ان يكون قد نزل بك يعني قصدك يعني قصدك فمثلا لو انك جاءك واحد من زملائك في الجامعة تسكنون في بلد واحد هذا ضيف ام ليس في ضيف ليست بضيف وانما يسمى زائرا. طيب فان كنت في المدينة النبوية ووجدت واحد من زملائك القدامى من اهل مكة وجدته عند مكتبة من المكتبات هل يلزمك حق الضيف ام لا لا لانه لم ينزل لم ينزل بك. وانما الضيف هو الذي ينزل بك من غير اهل بلدتك. واما ما سوى ذلك فانه لا يدخل في حده طيب في حديث الانصاري في الصحيح انه قال ما احد اكرم اضيافا مني لما وجد النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر وعمر رضي الله عنهما عنده في بيته عند اهله. ومعلوما ان النبي صلى الله عليه سلم وصاحبيه من اهل المدينة فكيف سماهما الاوصالي اضيافا؟ ما الجواب؟ ها يا اخي اللي في الخلف نعم. ايش؟ لانهم قصدوا بيته لان صورتهم صورة الاضياف فان العربي لا يدخل بيت رجل ليس فيه الا اهله الا ان يكون ضيفا هذي عادة العرب اذا جاء رجل لما كانت العرب على حالها في بقية بواقيها في البلدان التي ادركناها كان العربي اذا كان من اهل المحلة وجاء الى بيت الرجل ولم يجده لم يدخله. فاما ان كان من خارجها فلم يجده فانه يدخله لانه قاصد له فتضيفه امرأته حتى يأتي. فلما وجدهم الانصاري جلوسا في بيته قبل اتيانه هو اليهم جعلهم اضيافا لانهم في صورة الاضياف. فصلناهم اضيافا باعتبار هذه الحال. نعم. احسن الله اليك. الحديث السادس عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني قال لا تغضب مرارا قال لا تغضب. رواه البخاري. بهذا الحديث النهي عن الغضب. ونهيه صلى الله عليه وسلم عن الغضب يشمل امرين الاول النهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه. من كل ما يحمل على الغضب ويهيجه والثاني النهي عن انفاذ مقتضى الغضب. فلا يمتثل ما امره به غضبه بل يراجع نفسه حتى تسكن ويذهب ما فيه من الغيظ. والذي ينهى عنه من الغضب ما كان انتقاما للنفس. اما ما كان غضبا انتهاك حرمات الله ودفعا للاذى في الدين وانتقاما لله ممن اظهر معصيته فهذا علامة لكمال الايمان وصحة الديانة اذا وقع وفق ما توجبه الشريعة. نعم. الحديث السابع عشر عن ابي يعلى شداد ابن اوس رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة. واذا ذبحتم احسن الذبح وليحد احدكم شفرته فليرح ذبيحته رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم عن شداد ابن اوس قال اثنتان حفظتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر الحديث ولفظه في النسخ التي بايدينا فاحسنوا الذبح. وقال فليرث ذبيحته. وقوله صلى الله عليه وسلم كتب الاحسان على كل شيء الكتابة المذكورة تحتمل نوعين احدهما الكتابة القدرية يكون المعنى ان الاشياء جارية على الاحسان بتقدير الله. فيكون المعنى ان الاشياء جارية على الاحسان بتقدير الله الذي صيرها عليه. فالمكتوب هنا هو الاحسان المكتوب عليه هو كل شيء. والاخر الكتابة الشرعية فيكون المعنى ان الله كتب على عباده الاحسان الى كل شيء. فيكون المعنى ان الله كتب على عباده الاحسان الى كل شيء. فالمكتوب هنا هو الاحسان. لكن المكتوب عليه هم العباد غير مذكورين في الحديث وانما المذكور هو المحسن اليه وهو كل شيء والحديث صالح للكتابتين القدرية والشرعية جميعا على المعنى المتقدم. وسبق ذكر حقيقة الاحسان عند وفي الحديث الثاني وذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثالا يتضح به الاحسان ويبين وهو الاحسان في قتل ما يجوز وقتله من الناس والبهائم. اذ قال فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة. واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح. فامر باحسان القتل والذبح ويكون احسانها بايقاعها على الصفة الشرعية بشروطها المذكورة عند الفقهاء دون زيادة تعذيب. فمن اوقعها على تلك الصفة كان محسنا لذبحته وقتلته. نعم احسن الله اليكم. الحديث الثامن عشر عن ابي ذر الجندب ابن جنادة وابي عبدالرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنه عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي وقال حديث حسن. وفي بعض النسخ حسن صحيح. هذا الحديث اخرجه الترمذي من حديث ابي ذر رضي الله عنه وقال هذا حديث حسن. وفي بعض النسخ المعتمدة هذا حديث حسن صحيح. ثم رواه ومن حديث معاذ وقال نحوه ولم يسق لفظه ثم قال قال محمود بن غيلان احد شيوخه حديث ابي ذر انتهى كلامه. اي ان المحفوظ بالطريق الذي رواه الترمذي انه من مسند ابي ذر الغفاري. لا مدخل لمعاذ بن جبل فيه وهو الصواب. فالحديث حديث ابي ذر الغفاري. واما ذكر معاذ فخطأ بعض الرواة ثمان اسناد حديث ابي ذر للغفاري ضعيف. وروي عنه من وجوه اخرى لا اثبتوا منها شيء. ورويت وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ من وجوه عدة منها الصحيح كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ لما بعثه الى اليمن انك تأتي قوما اهل الكتاب الحديث. وهذا الحديث المعروف بوصية النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل افرده ابو العباس ابن تيمية الحديث برسالة نافعة اسمها الوصية الصغرى. وجمع النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته هذه بين حقوق الله وحقوق عباده فان على العبد حقين. احدهما حق الله والمذكور منه هنا التقوى واتباع السيئة الحسنة والاخر حق العباد والمذكور منه في في هذا الحديث معاملة الناس بالخلق الحسن. والمراد بالتقوى شرعا ايش نعم. ايش؟ فعل فعل المأمورات وترك المحظورات. يقول الاخ فعل المأمورات وترك المحظورات قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله. فقوله تعالى الله خالق كل شيء. في غيرها من الايات في اي الابواب تكون؟ لا هذا ولا هذا تكون من باب الحكم خبري وليست من باب الحكم الطلب فالذي يقول التقوى هي فعل المأمورات واجتناب المحظورات يقول قد ذكر ما يتعلق بالحكم الطلبي ولم يذكروا ما يتعلق بالحكم الخبر وهو التصديق فحينئذ تكون التقوى ايش احسنت. بايش؟ باقي لك بقية. التقوى شرعا هي اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ايش؟ وبينما يخشاه. وش هو اللي يخشاه العبد كثير الله عز وجل قال فاتقوا يوما ترجعون فيه واتقوا يوما ترجعون فيه الى الى الله وقال فاتقوا النار وقال يا ايها الناس اتقوا ربكم فمتعلق التقوى ليس شيئا واحدا والذي يقول من عذاب الله ذكر متعلقا واحدا لكن اللفظ الدال على الوظع الشرعي اتخاذ العبد اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه. كيف يتخذها؟ بامتثال ليس بفعل بامتثال خطاب الشرع. لانك اذا قلت امتثال خطاب الشرع اندرج خطاب الشرع الخبري وخطاب الشرع طلبي. وحينئذ يكون من التقوى ايش؟ تقوى الله. لان تقوى الله فرد بين من افراد التقوى. فاذا اردت اردت ان فتقوى الله شرعا تقوى الله قلت اتخاذ العبد وقاية بينه وبين الله اتخاذ العبد وقاية بينه وبين الله بامتثال الخطاب الشرعي. لكن اذا اردت ان تعرف التقوى باحتبار الوضع الشرعي عرفتها باعتبار فيما يتعلق بجميع الافراد فقلت هي اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع واتباع السيئة الحسنة له مرتبتان الاولى اتباع السيئة الحسنة بقصد محوها وازالتها والثانية اتباع السيئة الحسنة دون قصد اذهابها دون قصد اذهاب السيئة ما الفرق بينهما؟ الفرق بينهما ان الحسنة في المرتبة الاولى مفعولة لمحو سيئة. واما في المرتبة الثانية فان فاعل حسنة لم يقصد ذلك فايهما اكمل اقبالا وتعبدا لله؟ الاول لانه اذا لما وقع سيئة المته فقصد الى فعل حسنة يمحو بها تلك السيئة. واما الذي تقع منه الحسنة بعد السيئة دون شهود مقام الذنب فانه قد غفل عن طلب محو الذنب الذي اظلم به قلبه. واما حق العباد المذكور في الحديث فهو في قوله وخالق الناس بخلق حسن. وهذا الان خصال التقوى وانما افرد عنها تنبيها الى علو شأنه واعتناء به فان حقيقة التقوى تقتضي القيام بحق الله وحق عباده. والخلق في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين ومنه قوله تعالى وانك لعلى عظيم اي دين عظيم. قاله مجاهد وغيره. والثاني معنى خاص. وهو المعاملة مع الناس وهذا المعنى هو المقصود في الحديث. وهذا المعنى هو المقصود في الحديث. وقد جاء وصفه في احاديث كثيرة بالحسن. والمراد به ايقاعه على مرتبة الاحسان. فالخلق الحسن على المعنى هو جريان معاملة العبد غيره من الناس على وجه الاحسان المتقدم وهو بان تعبد الله كأنك انك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. نعم. احسن الله اليك. الحديث التاسع عشر عن ابي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك. اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجده امامك. تعرف الى الله في الرخاء وان يعرفك في الشدة واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن لم يكن ليخطئك. واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا. هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع. لكن ليس له وان اجتمعوا وانما ولو اجتمعوا. واسناده جيد. واما الرواية الاخرى فاخرجها عبد ابن حميد في مسنده باسناد ضعيف وفي سياقه زيادة عن المذكور هنا. ورويت هذه الجملة الاخيرة من طرق اخرى تحسن بها الا قوله واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وان ما اصابك لم يكن ليخطئك. فانها لا تروى في حديث ابن عباس من وجه يثبت وانما ثبتت من حديث عبادة وزيد ابن ثابت وعبدالله ابن مسعود عند ابي داوود وغيره في احاديث اخرى والمراد بحفظ الله المذكور في قوله احفظ الله حفظ امره. وامر الله نوعان احدهما امر الله القدري. ويكون حفظه بالتجمل بالصبر بلا تسخط ولا جزاء. والاخر حكم الله الشرعي. ويكون حفظه بتصديق الخبر وامتثال الطلب. بتصديق الخبر وامتثال الطلب. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم جاء من حفظ امر الله في قوله يحفظه. وفي قوله تجاهك. وفي الرواية الاخرى امامك. فيتحقق للعبد اذا حفظ امر الله جزاء. احدهما تحصيل حفظ الله له لقوله يحفظك. والاخر نصر الله وتأييده. لقوله تجده تجاهك وفي الرواية الاخرى والفرق بينهما ان الاول وقاية. والثاني رعاية. والفرق بينهما ان الاول وقاية والثاني رعاية. وقوله رفعت الاقلام وجفت الصحف اشارة الى ثبوت المقادير والفراغ من كتابتها وقوله تعرف الى الله في الرخاء عليك في الشدة مشتمل على عمل وجزاء. فاما العمل فمعرفة العبد ربه. واما الجزاء فمعرفة الرب عبده. فالمبتدئ بالعمل هو العبد المتفضل بالجزاء هو الله سبحانه وتعالى. ومعرفة العبد ربه نوعان احدهما معرفة الاقرار بربوبيته. معرفة الاقرار بربوبيته. وهذه المعرفة يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر. والثاني معرفة الاقرار بالوهية وهذه المعرفة تختص باهل الاسلام وهم فيها درجات بحسب تكميلهم حقيقة العبودية لله في قلوبهم. ومعرفة الله عز وجل عبده نوعان. ومعرفة الله عبده نوعان احدهما معرفة عامة تتضمن شمول علم الله عز وجل له واطلاعه عليه. والاخر معرفة خاصة تتضمن تأييد الله عبده وعزره ورفعته ونصره وهذا الباب وهو باب المعرفة جزاء وعملا باب جليل. تهذب به النفوس وتصلح القلوب وكثير من الناس عنه في غفلة حتى يظن احدهم ان الحقائق الايمانية والمعارف القلبية هي من الخواطر والوساوس التي تكلم بها من تكلم من المبتدعة ومثل هذا الضان بمعزل عن مصنفات السلف رحمهم الله التي صنفوها في ابواب الزهد والرقائق ككتاب الزهد لوكيع ابن واحد وصاحبه هنادي بن السري وتلميذهما احمد بن حنبل وتلميذه ابي داوود السجستاني وصاحبه ابن ابي وصاحبه ابن ابي عاصم. ومن بعدهم كابي بكر البيهقي. وتفارقه في كتب ابي بكر ابن ابي الدنيا. رحمهم الله فان من صار له حظ من هذه الكتب اطلاعا وتفهما وعملا وايقاظا للنفس من غفلتها حصلت له المعارف القلبية في حقائق الايمان. وقوي اقباله على الله عز وجل ووثوقه به. فان من يطلع على دلائل الشرع الواردة في الخوف مثلا في كتاب الخوف من الله لابن ابي الدنيا او دلائله في كتاب التوكل لباب الدنيا وما يصحب ذلك من الاثار المنقولة عن الصحابة والتابعين واتباع التابعين تقوى لديه ملكة الحقيقة الايمانية في علم وعمله وورث هذا عن السلف المصنفين في ذلك من ائمتهم ورث هذا جماعة ممن بعدهم كابي العباس ابن تيمية الحفيد وتلميذها بعبدالله ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابي الفرج ابن رجب رحمهم الله. فلا ينبغي ان يغفل طالب العلم عما يتضمنه من معرفة الله عز وجل حتى يجد حلاوة الايمان والعلم والعمل. واما بقاء الطالب دائرا مع الرائجة في العلم الظاهر فانه يعود على علمه على قلبه بالقسوة. قال ابو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتاب صيد خاطري في فصل له تأملت العلم والميل اليه والتشاغل به فاذا هو يقوي القلب قوة تميل به الى نوع قساوة. وصدق رحمه الله تعالى فان من لم يلذع قلبه بانواع المرققات الموصوفة في الشرع ذهب به علم الظاهر الى ما يخالف حقيقة الشريعة فمن يدرس مثلا احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ويجد فيها من تبويبات المصنفين باب الغيبة وتحريمها فاذا خرج من مجلس الدرس تكلم في الناس بغير حق. فهل هذا اخذ العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم كلا والذي يرى احدا من المسلمين على خطأ ثم يقرأ حديث الدين النصيحة ثم فيخرج ويمر امام المسلمين لا يكون في قلبه هم لتعليمهم واصلاح احوالهم فاين هذا من حقيقة العلم؟ وانما صار هذا طلاب العلم لان اكثرنا واقف مع صورة العلم. قال ابن ابو الفرج ابن جوزي في فصل له في صيد خاطر وجدت اكثر الناس واقفين مع صورته. لا حقيقته. فهم الواعظ كثرة الناس. وهم الفقيه ما يتكلم به من المسائل. وصدق رحمه الله وقد ذكر ابو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى في اوائل من القاصدين ان علم السلف المسمى بالفقه كان جامعا بين الباطن والظاهر. فلما ضعفت العلوم صار علم الباطن حظ جماعة من ارباب التصوف وعلم الظاهر حظ جماعة من الفقهاء. واما علوم الصحابة والتابعين واتباع التابعين فكانت علما كاملا وهذا هو الذي ينبغي ان يحرص عليه الانسان. فان العلم الكامل هو الذي يدرك به الانسان الدرجات. ويقرب من الله سبحانه وتعالى فان من كمل علمه ورسخ يقينه وزاد ايمانه علم انه لا منفعة له من طلب العلم في كثرة في كثرة الجموع والاخذين عنه ولا في مدحه والثناء عليه ولا في ظهور اسمه وانما غنيمته من العلم ان يرقى الى مراتب الانبياء والرسل والشهداء والصالحين والعلماء. ولو لم يتبعه احد. فنحن ليس واحد منا اعز على الله من الانبياء. وفي الصحيحين في حديث ابن عباس ويأتي ابي وليس معه احد. فمن صلحت نيته في العلم رجع عليه العلم بالمعرفة الحقيقية الايمانية. ومن كان ظعيف النظر كليمه في معرفة مراتب العلم صار واقفا مع الصورة. لا تجد اثر المعرفة الايمانية في عمله. ولا قوله ولا ولا حركات قلبه بل هو مضروب عليه بحجاب كثيف حاجز بينه وبين الله سبحانه وتعالى. واعلموا ايها الاخوان ان كل صنعة لها الة تقرب اليها. وان اعظم الة صنعة العلم الفتح من الله عز وجل. فان الانسان لا ينال بقوة حفظه ولا جودة فهمه فهمه ولا كثرة نشاطه ولا دورانه على الشيوخ ولا جمعه من الكتب جمعه للكتب انما يدرك العلم اذا جعل الله عز وجل في قلبه نورا. قال ابو العباس ابن تيمية الحبيب ومن لم يجعل الله له في قلبه نورا لم تزده كثرة الكتب الا حيرة وضلالا. انتهى كلامه. فينبغي ان يكون مدرك الاخذ للعلم وجمع النفس عليه هو التقرب الى الله. لا تقف مع الخلق ولا تكن محجوبا بصورة المسائل. ولا جماعا للكتب ولا دائرا عن الشيوخ محجوبا عن الله. فما ينفعك كثرة شيوخك ولا تعداد محفوظاتك ولا كثرة مقروءاتك. اذا كنت محروما من عناية الله عز وجل ونصره وتأييده واعانته وتوفيقه. يا اخوان احدنا يجلس هذا المجلس وهو لا يشهد الله عز وجل عليه. ما الفرق بينك ايها الجالس في رياض الجنة تتعلم علما تصحح به عملك؟ وبين اخر يخرج ويدخل من هذا المسجد لا ينال علما. الفرق بينكما ما ذكره ابن القيم في النونية اذ قال واجعل لقلبك مقلتان كلاهما من خشية الرحمن باكيتان لو شاء ربك كنت ايضا مثله فالقلب بين اصابع الرحمن فاذا كان هذا حالك من الخير امام خارجين داخلين في المسجد فما حظك من الخير امام اناس يتلطخون بانواع المعاصي والاثام؟ ولكن شهود نعم الله عز وجل علينا في ضعيف ومعرفتنا بما له من حق سبحانه وتعالى في قلوبنا زهيد. ومن اعمل فتيل هذا في قلبه وحسن عمله واشرقت نفسه وقويت روحه وسمت مطالبه واوجب الله عز وجل له من فظله وخيره ومدده وبره واحسانك ما يترقى به اعظم المراتب في الدنيا والاخرة. وليست هذه المراتب هي كثرة الناس ومدحهم وثناؤهم كلا ولكن اعظم المراتب ان تعرف الله ويعرفك الله. هذا اعظم المراتب. الناس يتمدحون ان ملكا من ملوك الدنيا يعرفهم انهم يعرفونه فكيف يكون حظك من المديح؟ والمجد الاثيم اذا كنت تعرف الله والله يعرفك. وما حظ العبد من الحرمان اذا كان لا يعرف الله ولا يعرفه الله. نسأل الله عز وجل ان يجعلنا ممن يعرفه سبحانه وتعالى بعنايته وتأييده ونصره نعم احسن الله اليكم الحديث العشرون عن ابي مسعود عقبة ابن عمر الانصاري البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. رواه البخاري قوله ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اي مما اثر عن الانبياء السابقين وصار محفوظا بين الناس يتناقلونه جيلا فجيلا. وقوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. له معنيان صحيح ان احدهما انه امر على ظاهره. والمعنى اذا كان ما تريد فعله مما لا يستحيا منه. لا من ولا من خلقه فاصنع ما شئت فلا تثيب عليه. والثاني انه ليس من باب الامر الذي تقصد حقيقته والقائلون بهذا القول يحملونه يحملونه على معنيين احدهما انه امر بمعنى التهديد والوعيد اي اذا لم يكن لك حياء فاصنع ما شئت فانك ملاق ما تكرهه. من الحساب والعقاب والاخر انه امر بمعنى الخبر. اي اذا لم تستحي مصنع فاصنع ما شئت. فانه من كان له حياء من الله ومن الخلق حجزه ذلك الحياء عن فعل ما لا يليق نعم. احسن الله اليكم. الحديث الحادي عشرون عن ابي عمرو وقيل ابي عمرة سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام لا يسأل عن واحد غيرك قال قل امنت بالله ثم استقم. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه الا انه قال في النسخ التي بايدينا قل امنت بالله فاستقم. فجعل الفاء بدل ثم. وفي لفظ عنده احدا بعده. وحقيقة الاستقامة شرعا. طلب اقامة النفس على الصراط مستقيم طلب اقامة النفس على الصراط المستقيم. وهو الاسلام. كما وقع تفسيره في حديث النواس ابن سمعان عند احمد بسند حسن وهو عند الترمذي لكن اسناده ضعيف. فالمستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام باطلا وظاهرا. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثاني والعشرون عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا. اادخل الجنة؟ قال نعم رواه مسلم ومعنى حرمت الحرام اجتنبته ومعنى احللت الحلال فعلته معتقدا حله. قوله واحللت الحلال الا اعتقدت حله وقيد الفعل الذي ذكره المصنف فيه نظر لتعذر الاحاطة بفعل جميع الحلال وانما الواجب فيه هو اعتقاد حله. دون تعاطيه وتناوله. وقوله وحرمت الحرام اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه. فلا بد من هاتين المرتبتين جميعا اعتقاد الحرمة واجتناب محرم ففي عبارة المصنف رحمه الله قصور. لانه خصه باجتنابه دون اعتقاد الحرمة واهمل ذكر الزكاة والحج في الحديث وهما من اجل شرائع الاسلام الظاهرة كما وقع في حديث ابن عمر باعتبار حال السائل فانه لم يكن من اهلهما فلم يذكرهما النبي صلى الله عليه وسلم له وسقط في حقه فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم من حاله انه لا مال له فيزكيه ولا استطاعة له على الحج فيحج قوله ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة؟ قال نعم فيه بيان ان هذه الاعمال من موجبات دخول الجنة اما ابتداء بالدخول فيها او انتهاء بالصيرورة اليها. الا ان ذلك مقيد باجتماع الشروط وانتفاء الموانع وما وقع من الاخبار على هذا الوجه ضم الى غيره مما جاء متضمنا لشرط او مبينا لمانع والى هذا اشار ابن سعدي في قوله في نظم القواعد الفقهية ولا يتم ولا يتم الحكم حتى تجتمع كل الشروط والموانع ترتفع. نعم. احسن الله اليك الحديث الثالث والعشرون عن ابي مالك الحارث ابن عاصم الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان. وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء. والقرآن حجة لك او عليك. كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم بهذا اللفظ. لكن الذي في النسخ التي بايدينا بين السماء والارض ما بين السماء والارض عوضا قوله هنا ما بين السماوات والارض وقوله الطهور الايمان بضم الطاء. يراد به فعل الطهارة. وهو التطهر. والشطر النصف وهذه الجملة لها معنيان صحيح ان احدهما ان المراد بالطهارة المذكورة الطهارة الحسية المعروفة عند الفقهاء. والاخر ان المراد بها الطهارة المعنوية. المعروفة في كلام ارباب الرقائق والسلوك واحوال القلوب. والصحيح منهما الاول اذ وقع في بعظ طرق الحديث ما يدل على اختصاصه بالطهارة الحسية. وعليه جرى عمل فادخله في كتاب الطهارة جماعة منهم مسلم في صحيحه والنسائي في سننه واذا كان المراد الطهور هنا هو الطهارة الفسية ففي الايمان حينئذ فلان احدهما ان الايمان هو الصلاة. ومنه قوله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم يعلم هذا من سبب نزول الاية في الحديث الوارد في الصحيح والثاني ان المراد بالايمان شرائع الايمان واعماله شرائع الايمان واعماله سوى الطهور. وحينئذ يكون الطهور وهو الطهارة في متعلق بالظاهر وبقية شرائع الايمان متعلقة بالباطن. واضح هذا اولاد طيب ما الصحيح منهما؟ الان عندنا الطهارة هي الحسية. الطهور هو شطر الايمان اذا اذا كان الصلاة يعني شطر الصلاة. والثاني ان يكون الطهور شطر الايمان يعني شطر شرائع الايمان. فيكون الطهور متعلقا بالشرائع في تطهير بالحال الظاهرة في تطهيرها وبقية شرائع الامام متعلقة بالحال الباطنة في تطهيرها. فاي القولين اصح ما الجواب؟ ما يصح في النوم. الشطر الشطر. الشطر النصف. سم يا اخي الاول ان الايمان هو الصلاة. نعم. ايش؟ الجمع بين الجوابين هو يمكن ان يتداخل لان الصلاة من ضمن شرائع الايمان. الجواب هل انكم يا اخوان تحفظون اشياء لكن لا تعملون اذهانكم فيها. قلنا الان الحديث الطهور يعني ايش؟ فعل الطهارة يعني النصف. والطهارة الحسية وضوءا او غسلا او تيمما. لا تبلغ شطر الصلاة. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث علي وهو حديث حسن عند الاربعة الا النسائي قال الطهور مفتاح الصلاة قال الطهور مفتاح الصلاة فهل يكون المفتاح شطرا لها؟ ما الجواب؟ لا يمكن لا يمكن ان يكون المفتاح للشيء لانه يحل ما اغلق فكان من اصابه حدث صار قفلا بسببه فاذا توضأ انحل عنه هذا القفل فحينئذ الذي دل عليه الحديث النبوي الاخر اي القولين اصح؟ الاول ام الثاني؟ الثاني ان المعنى اي فعل الطهارة. وان المراد بالايمان شرائع الايمان الاخرى. فشرائع الايمان شطرها والشطر الاخر البقية ووجه هذا التشقير ان الطهارة فيها اصلاح الحال الظاهر وان بقية شرائع الايمان فيها اصلاح الحال الباطل. مثلا من شرائع الايمان ايش؟ الصلاة. هل تطهر الظاهر ام تطهر الباطن؟ الباطن من شرائع الايمان الحج ظاهر الظاهر ام الباطن؟ الباطن. من شرائع الايمان الصدقة تطهر الباطن ام من ام الظاهر؟ الباطن. لكن الطهارة وضوءا او غسلا تطهر الظاهر فصار هذا هو القول الذي لا ينبغي سواه بدلالة الحديث النبوي. وكما قال الامام احمد الحديث يفسر بعضه بعضا. الحديث يفسر بعضه بعضا. فيكون حديث علي المتقدم مفسرا مانعا من كون الصلاة شطر من كون الطهارة شطرا للصلاة. وقوله وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض هكذا على الشك. فيما يملأ السماء والارض هل هما الكلمتان معا او فعلى المعنى الاول تكون الحمد لله وسبحان الله تملآن ما بين السماء والارض. وعلى الثاني تكون الحمد لله مفردة تملأ ما بين السماء والارض والحمد لله تملأ ما بين السماء والارض. ووقع في رواية النسائي وابن ماجة والتسبيح والتكبير ملء السماء والارض. وهذا هو الصواب. رواية ودراية ذكره ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم. فرواية النسى وابن ماجة اصح طريقا واوثق رجالا. وبالنظر الى الرواية فكيف تكون الحمد لله وحدها تملأ الميزان؟ ثم اذا قرنت بسبحان الله تنقص فتكون تملأ ما بين السماء والارض وقوله صلى الله عليه وسلم الصلاة نور والصدقة برهان وصبر ضياء تمكين لمقادير هذه الاعمال بمقاديرها من النور. فان لهذه الاعمال انوارا قدرها النبي صلى الله عليه وسلم. فالصلاة نور مطلق والصدقة ايش؟ برهان وهو اسم للشعاع الذي يلي قرص الشمس محيطا بها وهو دون النور المطلع. والصبر ضياء. والضياء نور. فيه اشراق فلا احراق فيه لكنه ليس مطلقا فهو انزل في الرتبة من السابقين. فتدلى النبي صلى الله عليه وسلم بذكر هذه الاعمال في اثارها في النفوس بما تحدثه من الانوار. فالصلاة تحدث في النفس نورا مطلقا والصدقة تحدث شعاعا قويا لكنه لا يصل الى مرتبة النور. والصيام يحدث وفيها ضياء اي اشراقا لا احراق فيه. ووقع في بعض نسخ صحيح مسلم والصوم ضياء. وهذا يكسرون للصبر لان الصيام اشهر الاعمال التي نسبت الى الصبر حتى سمي رمظان شهر الصبر لما فيه من والمشقة على النفوس وقوله كل الناس يغدو فمعتق فبائع نفسه فمعتقها او موبقها اي يسير في اول النهار فالغدو هو انبعاث النفوس في اول النهار فمن النفوس من تنبعث في طلب ما ينجيها فتكون سعية في نجاتها ومن النفوس ما تكون ساعية فيما يوبقها ان يهلكها فتكون ساعية بهلاكها نعم. احسن الله اليكم. الحديث الرابع والعشرون عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم كن محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم. يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا. فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغ نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. هذا يا اخوان العلم يكون مثل اذا سمع الانسان هذه الاحاديث ان تأخذ بقلبه ويقبل عليها بسمعه فلا ينشغل بحديث ويقلب ناظريه هذي حقيقة العلم مثل هذا الحديث الرباني العظيم مر على مسامع الانسان اخذ بمجامع قلبه. وليس المقصود من قراءة الكتب ان يمر الانسان حتى ينهيها. ليس هذا مقصودا. المقصود ان تقف على قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله وان تتعلمها واذكر في حلقة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ان القارئ في صحيح مسلم سرد صفحات كثيرة ففرح الطلبة بطبعهم لذهاب كثير من الكتاب ثم رفع الشيخ رأسه فقال للقارئ اعد من قوله كذا وكذا. ثم قال بفطنته لانه اعاد الطلبة الى سبع صفحات قبل. قال ليس المقصود ان يقرأ الانسان الكتاب. المقصود ان يسمع ما فيه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وان يتفهم وان يتعرف حتى تنحل له به كثير من المسائل ويفهمها وانتم مر على حديث واحد مفتاح صلاة الطهور فيه فوائد كثيرة لكن من فوائده اثره في فهم هذا الحديث. فاذا حضر الانسان حلقة العلم وتقرأ فيها احاديث النبي الله عليه وسلم ينبغي له ان يقبل عليها بقلب حاضر. نعم. احسن الله اليكم. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افقر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكه شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني. فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر. يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم. ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم بهذا اللفظ. واوله في النسخ التي بايدينا فيما روى عن الله تبارك الا وقوله تعالى يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي فيه بيان عظم حرمة الظلم من جهتين اثنتين اولاهما ان الله عز وجل حرمه على نفسه. فاذا كان محرما عليه مع كمال قدرته وتمام ملكه فحرمته على العبد اولى واحرى. والاخرى ان الله عز وجل جعله بين اننا محرما فنهى عنه نهي تحريم. والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه هو وضع الشيء في غير موضعه حققه ابو العباس ابن تيمية الحفيد في بحث طويل له. في شرح هذا الحديث لان حقيقة مما تنازع فيها النضام فزلت فيها اقدام وضلت افهام. وله رحمه الله باع حسن في في حقيقته وسط ما دلت عليه دلائل الشرع في الكتاب المذكور. وقوله فمن وجد خيرا فليحمد الله الى اخره. له معنيان الاول ان من وجد خيرا في الدنيا فليحمد الله على ما عجل له من جزاء عمله الصالح من وجد غير ذلك فهو مأمور بلوم نفسه على الذنوب التي وجد عاقبتها في الدنيا. فيكون المقصود في الحديث الامر مبنى ومعنى فاذا وجدت خيرا فاحمد الله واذا وجدت غير ذلك فلم نفسك على فعلك الذنب والثاني ان من وجد خيرا في الاخرة فانه يحمد الله. ومن وجد غيره فانه يلوم نفسه ولا تمندم فتكون الجملة في صورة الامر مرادا بها الخبر عما يؤول اليه الناس يوم القيامة نعم احسن الله اليكم. الحديث الخامس والعشرون عن ابي ذر رضي الله عنه ايضا ان ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم. قال وليس قد جعل الله لكم ما تصدقون. الا كل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة. وفي بضع احدكم صدقة. قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويقول فيها اجر؟ قال ارأيتم لو وضعها في حرام اكان عليه بها وزر؟ فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ. رواه في موضع اخر مختصرا بزيادة في اوله واخره وقوله اهل الدثور اي اهل الاموال. وقوله اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ الحديث فيه ان الصدقة شرعا اسم لجميع انواع المعروف والاحسان اسم لجميع انواع المعروف والاحسان وحقيقتها ايصال ما ينفع وحقيقتها ايصال ما ينفع. والصدقة من العبد نوعان احدهما صدقة مالية والاخر صدقة غير مالية كالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقوله وفي بضع احدكم صدقة البضع بضم الباء كلمة يكنى بها عن الفرج. وقوله ارأيتم لو وضعها في حرام الى اخره ظاهر ان العبد يؤجر على اتيان اهله ولو لم ينوي نيته صالحة. والمختار عند جمهور اهل العلم حمل هذه الاحاديث مطلقة على الاحاديث المقيدة. وانه ليس عمل يتحقق ثوابه الا بنية. ومن هنا قال طه لا ثواب الا بنية. ولو كان ذلك في مباح. ووقع في الرواية المختصرة. عند مسلم في باخره ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى. وسيأتي بيان وجه اجزاءها في الحديث الاتي. نعم احسن الله اليكم الحديث السادس والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل في في دابته فتحمله عليها او ترفع له فيها متاعا صدقة. والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة. وتميط الاذى عن الطريق صدقة رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث من المتفق عليه. والسياق المثبت بلفظ مسلم اشبه. ولفظ البخاري قريب منه وقوله كل سلامى السلامى المفصل. وعدة المفاصل فى الانسان ستون وثلاثمائة مفصل. وقع التصريح بعددها في حديث عائشة رضي الله عنها عند مسلم والمراد ان اتساق العظام وسلامة تركيبها نعمة انعم الله بها على العبد توجب التصدق عن كل مفصل فيه ليحصل اداء شكرها كل يوم تطلع فيه الشمس. ومقتضى هذا ان الشكر على العبد واجب كل يوم مقتضى ذلك ان الشكر على العبد واجب كل يوم وتحقيق المسألة ان الشكر له درجتان احداهما درجة واجبة. مفروضة وهي امتثال العبد الطلب امتثال العبد الطلب وتصديق الخبر فاعلا للمأمورات تاركا للمحظورات والاخرى درجة نافلة تتضمن جميع ما زاد عن الواجب والدرجة الثانية درجة النافذة تتضمن جميع ما زاد عن فرائض من النوافل وقد تقدم فيما سبق انه يجزئ عنهما انه يجزئ عنها اي عن الصدقة عن مفاصل البدن ركعتان يركعهما والعبد من الضحى وانما خصت الركعتين بذلك لان العبد اذا ركع لله ركعتين تحركت جميع مفاصل جسده فيكون قد ادى شكرها في ذلك اليوم. واختير في الشرع وقت الضحى لانه وقت ومن قواعد الشريعة تعظيم العمل في زمن الغفلة. فله نظائر في الشرع منها هذا الموضع فلاجل وقوع الركعتين في الضحى وهو وقت غفلة تتحرك فيهما جميع مفاصل الانسان صار شكر اليوم يكفي فيه ركعتان يركعهما العبد من الضحى لا احسن الله اليك وقبل ان يشرع الاخ في قراءة الحديث التالي اذا بقيت بقية هو اظنه كذلك نكمل ان شاء الله تعالى بعد الصلاة مباشرة تتم بقية ما بقي من الكتاب؟ في الحديث السابع والعشرون عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم. وعن وابسة بن معبد رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم. قال استفت قلبك البر ما اطمأنت اليه النفس وان اليه من قلبه والاثم ما حاك بالنفس وتردد في الصدر. وان افتاك الناس وافتوك. حديث حسن رويناه في المسندين امامين احمد ابن حنبل والدارمي باسناد حسن هذه الترجمة في الحديث السابع والعشرين تشتمل على حديثين الى حديث واحد. وبادراجهما في ترجمة واحدة صار عدد احاديث الكتاب باعتبار تراجمه اثنين واربعين حديثا. وباعتبار حقيقة من طوى عليه زيادة حديث واحد وهو حديث وابسة المقرون بحديث النواس رضي الله عنهما فاحاديث الاربعين النووية تفصيلا هي ثلاثة واربعون حديثا. فاما حديث النواس فهو عند مسلم بهذا اللفظ. ووقع في رواية له الاثم ما حاكى في صدرك. واما حديث وابسة رضي الله عنه فرواه احمد والدالمي باسناد ضعيف. واللفظ المذكور اقرب الى سياق الدالمي ورواه الطبراني في المعجم الكبير والبزار في مسنده من حديث ابي ثعلبة الخشني في اسناد جوده ابن رجب في جامع العلوم والحكم. فيشبه ان يكون حسنا بشاهده عند الطبراني في والبزار وقوله صلى الله عليه وسلم البر حسن الخلق فيه تعريف للبر بالنظر الى ويأتي في حديث وابساط تعريفه باعتبار اثره وثمرته. والبر في الشرع يطلق على معنيين اثنين احدهما احسان المعاملة مع الخلق احسان المعاملة مع الخلق. والثاني اسم لجميع الطاعات الظاهرة والباطنة باطنة اسم بجميع الطاعات الظاهرة والباطنة. فيشمل المعنى الاول وزيادة. والخلق كما تقدم يقع على هذين المعنيين وقوله واثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس فيه بيان علامة من اثار الاثم فيها زيادة عما سيأتي بحديث وابسة وهي كراهية اطلاع الناس عليه استنكارهم له. فصار الاثم باعتبار باثره له مرتبتان الاثم باعتبار اثره له مرتبتان. الاولى ما حاك في النفس. وتردد في القلب وكرهت ان يطلع عليه الناس والثانية ما حاك في النفس وتردد في القلب وان افتاه غيره انه ليس باثم. وان افتاه غيره انه ليس باثم هي المذكورة في حديث وابسة وحده وهي اشد على العبد من الاولى. لان الاولى يكون في نفس العبد وقلبه حرج وضيق منها. واما في الثانية فيجد في الناس من يزين له بغيته ولا يعد ذلك اثما. وما تقدم هو تعريف للاثم باعتبار اثره. واما باعتبار حقيقته فهو ما بطا. العبد عن الخير واخره عن الفلاح ما بطأ العبد عن الخير واخره عن الفلاح. وقوله في حديث وابسة استفت قلبك امر باستفتاء القلب وهو مخصوص بتحقيق مناط الحكم وهو مخصوص بتحقيق مناط الحكم اذا وقع الاشتباه وليس افتاء القلب محلا للحكم على الاعمال ولا الاشياء فلا يقال بحكم القلب ان هذا حرام او حلال او واجب غير واجب وانما يشار الى القلب في معرفة مناطق الحكم المعلق به. فمثلا من صاد صيدا ثم تردد هل سمى عليه ام لا فان استفتاء القلب هنا لا يكون في كون المصيد من الانواع التي اباحها الشرع ام لا؟ فان هذا يعلم بطريق الشرع وانما يكون استفتاء القلب في تحقيق كونه سمى على مصيره او لم يسمي عليه. فتلخص مما تقدم ان العبد يأخذ فتوى القلب بشرطين اثنين. احدهما ان تسلط على محل الاشتباه ان تسلط على محل الاشتباه المتعلق بتحقيق مناط الحكم المتعلق بتحقيق مناط الحكم والثاني ان يكون المستفتي قلبه مستقيما على احكام الشرع. حسن الاسلام والايمان وقوله البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب تفسير للبر باعتبار اثره وما يحدثه في النفس وانه ما سكن اليه القلب وانشرح له الصدر. وقوله وان افتاك الناس وافتوك معناه معناه ان ما في نفسك في قلبك فهو اثم وان افتيت انه ليس باثم. وهذا مشروط بامرين. الاول ان يكون من وقع في قلبه الحيف والتردد ممن انشرح صدره واستنار قلبه بالايمان. ان يكون من وقع في قلبه الحيك تردد ممن استنار قلبه وانشرح صدره بالايمان والثاني ان يكون مفتيه ممن يفتي بمجرد الهوى ان يكون مفتيه ممن يفتي بمجرد الهوى اما افتاه عن علم راسخ كامل فلا يندرج في المأمور به في هذا الحديث. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونتم بقيته باذن الله بعد صلاة العشاء