احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله. الحديث الثالث والعشرون عن ابي مالك الحارث ابن عاصم الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان الحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماوات والارض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك او عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمافقوا وها هو موبقها. رواه مسلم قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان بضم الطاء منه والمراد به فعل التطهر والشطر هو النصف والمراد للطهارة في الحديث الطهارة الحسية المعروفة عند الفقهاء لانها المرادة عند الاطلاق في الخطاب الشرعي ومن احسن المدارك العلمية والمسالك العلية بفهم الخطاب الشرعي رد بعضه على بعض فالطهور المذكور هنا يحمل على المعهود انه فعل الطهارة الحسية المذكور في كتب الفقهاء رحمهم الله تعالى وفي المراد بالايمان حينئذ قولان احدهما انه الصلاة لان الله عز وجل سماها ايمانا فقال الله سبحانه وتعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم والاخر كرائع الدين فتكون الطهارة الحسية تطهيرا بالظاهر وسائر شرائع الدين تطهيرا للباطل وهذا القول هو اصح القولين واحسنهما لما في السنن من حديث علي عند الاربعة الا النسائي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مفتاح الصلاة الطهور فلم يجعل منزلة التطهر من الصلاة منزلة الشطر وانما جعلها منزلة المفتاح ومفتاح الشيء لا يبلغ شطره درعا ولا قدر فتعين المعنى الثاني واضح واضح كيف الترجيح في القول الثاني انه لا يمكن ان يكون الطهور شطر الصلاة لانه جاء في حديث علي وغيره ان الطهور مفتاح الصلاة ومفتاح الشيء لا يبلغ قطرة فلا بد من تعين الوجه الثاني الذي ذكرناه فتكون الطهارة الحسية بوضوء غسل وبدلا عنهما بتيمم طهارة للظاهر بنفيها الحدث وتكون سائر شرائع الايمان كالصلاة والزكاة والحج والصدقة وبر الوالدين طهارة للباطن بتخلية النفس من الرذائل وتحليتها بالفضائل وقوله وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماوات والارض هكذا وقع الحديث على الشك عند مسلمين فعل الاول يكون المعنى ان الكلمتين مقرونتين تملآن ما بين السماوات والارض وعلى الثاني تكون كل واحدة منهما تملأ بمفردها ما بين السماوات والارض ووقع عند النسائي وابن ماجة في هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم والتسبيح والتكبير يملئان ما بين السماوات والارض وهذه الرواية وهذا اللفظ عندهما اصح رواية ودراية من لفظ مسلم فاما صحته رواية فانه اوثق رجالا واثبتوا اتصاله من رواية مسلمين وتقديم مسلم في الجملة على غير البخاري لا يقتضي ان يكون في كل حديث منه مقدما على غيره وانما يكون تقديما كليا لا تفصيليا واما من جهة الدراية فانه يبعد ان تكون الحمد لله وحدها تملأ الميزان وهو اعظم من ملء السماء والارض ثم اذا قريت بغيرها نزل قدرها فكان ملؤها ما بين السماء والارض فسقطت هذه اللفظة رواية ودراية وقدمت عليها لفظة رواية النسائي وابن ماجه والتسبيح والتكبير يملئان ما بين السماوات والارض وقوله والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء تمثيل بهذه الاعمال بمقادير ما لها من النور والضياء والصلاة نور مطلق والصدقة برهان وهو الشعاع الذي يلي وجه الشمس محيطا لقرصها والصبر ضياء وهو النور الذي يكون معه حرارة واشراق دون احراط فهذه الاعمال الثلاثة شبهت بمقادير من الانوار هذا التشبيه له متعلقان احدهما منفعتها للارواح في الحال والاخر اجورها عند الله في المآل فمنفعتها للروح في الحال بمنزلة انتفاع الخلق بالنور والبرهان والضياء الله ومنفعتها بالاجر عند المآل باعتبار ما يكون للعبد من اثر تلك الاعمال في اجوره انها بهذه المنزلة المذكورة ووقع في بعض نسخ صحيح مسلم والصبر ضياء عوض قوله والصيام ضياء وهو مفسر للصبر لانه فرض من افراده واشتهرت نسبة الصيام الى الصبر لما فيه من الامساك والمشقة على النفس بفطمها عن مألوفاتها فقوله كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها معناه ان كل احد من الناس يسعى فمنهم ساع في فكاك نفسه وعد فيها ومنهم ساع في ايباقها وهو اهلاكها فمن سعى في طاعة الله عز وجل اعتق نفسه من العذاب ومن سعى في معصية الله فقد اوبق نفسه بما تستحقه من العقاب ومعنى يغدو اي يسير في اول النهار فان الغدو هو السير في اول النهار اشير اليه بالشروع اشير الى الشروع في الاعمال في المبادرة اليها في اول النهار لان العادة جارية ان من رام عملا خرج اول نهاره اليه اه احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله الحديث الرابع والعشرون عن ابي ذر العفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه عز وجل انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستوى اطعموني اطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا. فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وان وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زال ذلك في ملكه شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منهم على افجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكه شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألة ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم في في صحيحه بهذا اللفظ واوله في النسخ التي بايدينا فيما روى عن الله تبارك وتعالى وقوله يا عبادي اني حرمت الظلم الى اخره فيه بيان تحريم الظلم من جهتين الاولى كون الله عز وجل حرمه على نفسه فاذا كان محرما على الله مع كمال قدرته وتمام ملكه وحرمته اولى على العبد لظهور عجزه لظهور عجزه ونقص ملكه والاخر ان الله جعله بيننا محرما لقوله فلا تظالموا والنهي يفيد التحريم والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه هو وضع الشيء في غير موضعه ارققه ابو العباس ابن تيمية الحفيد في بحث له طويل بشرح الحديث المذكور لان حقيقة الظلم لها مآخذ متفرقة وفيها مقالات متعددة وكلام ابي العباس في الكتاب انف الذكر من احسنها تبكا واتمها موافقة للوضع اللغوي والشرعي وقوله فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه جملة تحتمل معنيين صحيحين الاول انها امر على حقيقته فمن وجد خيرا في الدنيا فليحمد الله على ما عجل له من جزاء عمله الصالح ومن وجد غيره فهو مأمور بلوم نفسه على الذنوب التي عجلت له عاقبتها في الدنيا ومن وجد غيره وهو مأمور بلوم نفسه على الذنوب التي وجد عاقبتها في الدنيا فتكون الجملة على ارادة الامر مبنى ومعنى فتكون الجملة على ارادة الامر مبنا ومعنى والثاني انها امر يراد به الخبر انه امر يراد به الخبر وان من وجد في الاخرة خيرا فسيحمد الله عليه ومن وجد غير ذلك فسيلوم نفسه ولاة مندم فتكون الجملة في صورة الامر مرادا بها الخبر فهو خبر عما تؤول اليه حال الناس في الاخرة ان الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث الخامس الحديث الخامس والعشرون عن ابي ذر رضي الله عنه رضي الله عنه ايضا ان مات من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب اهل الدثر بالاجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم قال اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ ان لكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع احدكم صدقة قالوا يا رسول الله فيأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟ قال ارأيتم لو وضعها في حرام اكان عليه فيها فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر. رواه مسلم اخرجه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ ورواه في موضع اخر مختصرا بزيادة في اوله واخره وقولهم اهل الدثور اي اهل الاموال وقوله صلى الله عليه وسلم اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون فيه بيان ان الصدقة شرعا اسم جامع لانواع المعروف والاحسان اسم جامع لانواع المعروف والاحسان وحقيقتها ايصال ما ينفع والصدقة من العبد نوعان احدهما صدقة مالية وهي التي يبذل فيها المال والاخر صدقة غير مالية كالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوله وفي بضع احدكم صدقة البضع بضم الباء الموحدة كلمة يكنى بها عن الفرج وتطلق على الجماع ايضا وكلاهما تصح ارادته في هذا الحديث ذكره المصنف في شرح مسلم وقوله ارأيتم لو وضعها في حرام الى اخره ظاهره ان العبد يؤجر على المباح وهو اتيان اهله ولو لم تكن له نية طالحة والاظهر رد هذا الاطلاق المشتبه يتقيدي المحكم المتقرر في قواعد الشريعة واصولها ان المباح لا يقع الثواب عليه الا باقترانه بنية صالحة فمن اتى اهله ناويا اعفاف نفسه وزوجه وطلب الولد الصالح وتكثير سواد المسلمين حصل له الاجر على هذا الفعل المباح في اصله وقع في الرواية المختصرة في اخره عند مسلم قوله ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى وسيأتي بيان وجه الاجزاء في الحديث التالي نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث السادس والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامة من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس. تعدل بين اثنين صدقة. وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة. والكلمة الطيبة صدقة. وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه والسياق المثبت بلفظ مسلم اشبه لكنه عنده تعدل بين الاثنين معرفا وليس في روايته اثبات حرف الجر في قوله وبكل خطوة صدقة بل لفظه وكل خطوة صدقة وقوله كل سلامة من الناس السلامى المفصل وعد وعجة مفاصل الانسان ثلاثمئة وستون مفصلا ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها وقوله عليه صدقة اي تجب فيه على العبد صدقة لان على موضوعة بالخطاب الشرعي للدلالة على الايجاب والمراد ان اتساق العظام وسلامة تركيبها نعمة توجب على العبد التصدق عن كل مفصل منها وذلك كل يوم تطلع فيه الشمس ومقتضى هذا ان الشكر بهذه الصدقة واجب على العبد كل يوم ويكون بالاتيان بالواجبات والانكفاف عن المحرمات وما وراءها من النوافل فعلا والمكروهات تركا قدر زائد على ذلك فالشكر المأمور به في اليوم والليلة له درجتان الاولى درجة مفروضة وجماعها الاتيان بالفرائض واجتناب المحارم هذا شكر مفروض لازم للعبد كل يوم وليلة والثاني درجة النافلة وجماعها التقرب بفعل النوافل وترك المكروهات وهذه زائدة على القدر المفروض على العبد وامتثاله اياها زيادة في الشكر وقد تقدم فيما سبق انه يجزئ عن ذلك كله ركعتان يركعهما العبد من الضحى فاذا ركع ركعتين ادى الصدقة المضروبة على كل مفصل من مفاصله ووجه ذلك ان العبد بصلاة ركعتين يحرك جميع مفاصل بدنه ان العبد بصلاة ركعتين يحرك جميع مفاصل جسده فيكون بادائهما مؤديا شكر يومه لاستعمال تلك المفاصل في طاعة وخصت هاتان الركعتان بادائهما في وقت الضحى لان الضحى وقت غفلة والعمل اذا لابس وقت غفلة عظم قدره وجل اجره فعظمت الركعتان في الضحى لاجل هذا المعنى ما الدليل على ان العمل اذا وافق وقت غفلة جل قدره وعظم اجره لقوله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم العبادة في الهرج كهجرة اليه هذا مر معنا مر معنا ايضا بفظل الاسلام ان من ورائكم ايام الصبر للعامل فيهن اجر خمسين قالوا منا او منهم يا رسول الله؟ قال بل منكم فعظم لاجل كونه وقت غفلة ومنه حديث عبادة ابن الصامت من تعار من الليل يعني انتبه من ليله غير مريد قطع نومه فقال سبحان الله والحمد لله والله اكبر لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فان استغفر ايش غفر له وان قام فصلى ركعتين قبل منه فجل عمله لموافقته زمن غفلة ومن هذا تعظيم السلف ذكر الله عز وجل في السوء لانه محل غفلة وروي فيه احاديث لا تصح وانما تثبت اثار عن الصحابة فمن بعدها فمن بعدهم بقصد ذكر الله عز وجل في السوء لكونه موضع غفلة نعم الله اليكم. قال المصلى ما الدليل على ان الضحى وقت الغفلة قوله تعالى او ضحى وهم يلعبون كما انه وقت طلب للارزاق عادة الناس يشغلون فيه بطلب رزقهم ومن فرغ من طلبه في اول النهار كما كانت عادة الناس قبل الوظائف فانه يجلس الى ازجاء وقته في فراغ باللعب وما لا ينفعه نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث السابع والعشرون عن النواصب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم وعنوها بصدد معبد رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم قال استفتي قلبك البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب والاسم ما حاك في في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس افتوك حديث حسن رويناه في مسندين الامامين احمد بن حنبل والدارمي باسناد حسن هذه الترجمة الحديث السابع والعشرون تشتمل على حديثين لا حديث واحد وادراجهما في ترجمة واحدة صير عدد احاديث الكتاب باعتبار تراجمه اثنين واربعين وباعتبار تفصيلها ثلاثة واربعين حديثا فاما حديث النواسي فهو عند مسلم بهذا اللفظ وقع في رواية له الاثم ما حاك في صدرك واما حديث ابي الصلة فرواه احمد في المسند والدارمي في المسند باسناد ضعيف واللفظ المذكور برواية الدارمي اشبه وهو اليها اقرب ورواه الطبراني في المعجم الكبير والبزار في مسنده من وجه اخر لا يثبت ايضا لكنه شاهد من حديث ابي ثعلبة الخشني رضي الله عنه عند احمد والطبرانية الكبير وجود ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم اسناده فيحسن حديث وابسة بشاهده من حديث ابي ثعلبة الخشني رضي الله عنه وقوله البر حسن الخلق فيه بيان حقيقة البر انه حسن الخلق والبر يطلق على معنيين احدهما خاص وهو الاحسان الى الخلق في المعاملة والاخر عام وهو اسم لجميع الطاعات الباطنة والظاهرة فيشمل المعنى الاول وزيادة والخلق كما تقدم يشمل هذين المعنيين فيطلق على الدين كله ويطلق على معاملة الخلق وحدها وفي هذه الجملة بيان حقيقة البر وسيأتي بحديث وابسة رضي الله عنه بيان اثره ويقابل البر الاثم وله مرتبتان الاولى ما حاش في النفس وتردد في القلب وكرهت ان يطلع عليه الناس لاستنكارهم له وهذه المرتبة مذكورة في حديث النواس ووابسة رضي الله عنهما معا والثانية ما حاث في النفس وتردد في القلب وان افتاه غيره انه ليس باثم وهذه المرتبة مذكورة في حديث رضي الله عنه وحده والمرتبة الثانية اشد على صاحبها من الاولى لانه ربما امتنع في المرتبة الاولى عن مواقعة الاثم لاجل الناس قشية اطلاعهم اما في المرتبة الثانية وربما قوى الناس نفسه عليه لانه يجد فيهم من يؤيده عليه ويزين بغيته وما تقدم هو تعريف للاثم باعتبار اثره اي بالنظر الى ما يوجده بالنفس والقلب اما باعتبار حقيقته فالاثم ما بطأ صاحبه عن الخير واخره عن الفلاح ما بطأ صاحبه عن الخير واخره عن الفلاح وقوله في حديث وابسطة استفدت قلبك امر باستفتاء القلب وهو مخصوص بمحل الاشتباه في مناطق الحكم وهو مخصوص بمحل الاشتباه في الحكم ولا يسلط على الحكم نفسه فان القلب لا يدرك باستقلالا حل شيء او حرمته وانما يعول عليه بتحقيق مناط الحكم فمثلا من صاد صيدا لا يعرف جنسه فانه لا يرجع الى قلبه في حله او حرمته لانه لا بد من ثبوت دليل محرم او محل فيحرم عليه تناوله حتى يتبين حكمه ومن صاد غزالا فاشتبه عليه هل مات لرميته او مات بغير ذلك بان يكون رماه ثم غاب عنه فوجده بعد ثلاثة ايام وفيه رمي طير رميه فانه حينئذ يرجع في تحقيق مناط الحكم في الاشتباه الى قلبه هل كان قتله من رميته في حل او من غير رميته فيحرم عليه فالاخذ بفتوى القلب مشروط بامرين احدهما كونها مسلطة على محل الاشتباه المتعلق بتحقيق مناط الحكم كونها مسلطة على محل الاشتباهي المتعلق بتحقيق مناط الحكم والثاني ان يكون المستفتي متصفا بالعدالة الدينية والاستقامة الشرعية ليكون المستفتي قلبه متصفا بالعدالة الدينية والاستقامة الشرعية وقوله البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب هذا تفسير للبر باعتبار اثره وهو ما يحدثه في النفس والقلب من سكينة وانشراح وطمأنينة فقوله وان افتاك الناس وافتوك معناه ان ما تردد في قلبك وحاك في نفسك فهو اسم وان افتاك الناس انه ليس باثم وهذا مشروط بامرين احدهما ان يكون من وقع في قلبه الحيخ والتردد ممن انشرح صدره واستنار قلبه بصلاح الحال وكمال الايمان والثاني ان يكون عهد من مفتيه اجابته بالتشهي وموافقته للهوى ومرادات الخلق فاذا وجد الوصف الاول فيه والثاني في مفتيه فانه يعول على ما يجده في قلبه من كونه اثما فلا يتناوله نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث الثامن والعشرون الذين جيح الارباب ابن سارية رضي الله عنه رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة رجلا منها القلوب وذرفت منها العيون وقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصينا فقال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد. فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين. واياكم ومحدثات الامور. فان كل بدعة رواه ابو داوود والترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه ابو داوود والترمذي كما عزاه اليهما المصنف اخرجه ابن ماجة ايضا فكان ينبغي الحاقه بهما بما تقرب ان العزو الى السنن يستكمل في افرادها الاربعة ويشار الى ما خلا منها ان خلا فكان حقيقا بهذا الحديث ان يقول المصنف رواه الاربعة الا النسائي رحمهم الله جميعا وليس هذا السياق عند واحد منهم بل هو مؤلف من مجموع رواياتهم وهذا الحديث حديث صحيح من اجود حديث الشاميين قاله ابو نعيم الاصبهاني رحمه الله وهو مؤلف من امرين احدهما موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ووجل القلب رجفانه وانصداعه رجفانه وانصداعه لذكري من يخاف سلطانه وعقوبته او رؤيته او رؤيته بذكر من يخاف سلطانه وعقوبته او رؤيته قاله ابن القيم في مدارج السالكين وذرف العين جريان الدمع منها وزرف العين جريان الدمع منها ولم اقف على بيان مفردات هذه الوصية في شيء من طرق الحديث لا عند اصحاب السنن ولا غيرهم والاخر وصية ارشد اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم تجمع اربعة اصول الاول تقوى الله ومعناها ان تجعل بينك وبين الله وقاية بامتثال خطاب الشرع ان تجعل بينك وبين الله وقاية بامتثال خطاب الشرع والثاني السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا ولو كان المتأمر عبدا يأنف الاحرار هذا الاختيار من طاعته والانقياد له والفرق بين السمع والطاعة ان السمع هو القبول والطاعة هي الامتثال والانقياد والثالث لزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم واكد الامر بلزومها بالعضد بالعضد عليها بالنواجز وهي الاضراس اشارة الى قوة التمسك بها والرابع الحذر من محدثات الامور وهي البدع التي تقدم ذكر حدها في حديث عائشة رضي الله عنها وهو الحديث الخامس نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه. تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وتقيموا الصلاة وتؤتي وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال الا ادلك على ابواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعملون. ثم قال الا اخبرك برأس بامر وعموده وبلوة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله. قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذرة سنامه ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله. فاخذ بلسانه وقال كف عن اليك هذا قلت يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك امك وهل يكب الناس في على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. هذا الحديث اخرجه الترمذي وابن ماجة ايضا واسناده ضعيف وروي من وجوه متعددة عن معاذ رضي الله عنه كلها منقطعة ومن اهل العلم من يقويه بمجموعها واللفظ المذكور هنا قريب من لفظ الترمذي ولكن فيه لقد سألتني وفيه برأس الامر كله وفيه بلى يا نبي الله للموضعين وفيه ثكلتك امك يا معاذ واوله عنده قال كنت في سفر كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فاصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقال فذكر الحديث وهو من الاحاديث العظيمة الجامعة بين الفرائض والنوافل تأمل فرائض فهي المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم تعبد الله ولا تشركوا به شيئا وتقيموا الصلاة الى اخر الجملة المذكورة وهي متضمنة اركان الاسلام التي تقدمت في حديث عبدالله ابن عمر بني الاسلام على خمس وهو الحديث ايش الثالث وهو الحديث التالت وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا هو بمنزلة قوله في حديث ابن عمر شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لان عبادة الله لا تتحققوا الا باجتماع الشهادتين شهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة واما النوافل ففي قوله صلى الله عليه وسلم الا ادلك على ابواب الخير ثم عدها وابواب الخير الممدوحة نوافلها ثلاثة الاول الصوم المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم ايش صوم جنة والجنة اسم لما يستجن به اي يتقى ويستتر به كالدرع والخوذة التي تكون على الرأس والثاني الصدقة المذكورة في قوله والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار والثالث صلاة الليل المذكورة في قوله صلاة الرجل في جوف الليل وجوف الليل هو وسطه وذكر الرجل تغليبا والا فالمرأة داخلة بالتوابي المذكور وتلاوة الاية عقب ذكر صلاة الليل للدلالة على جزاء اهلها وقراءة الاية عقب ذكر صلاة الليل للدلالة على جزاء اهلها ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكر لتفاصيل الجمل جمع في وصيته معاذا كلياتها فقال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروتي سنامه ووقع في اصل كتاب نووي تقطن وان الجواب عليهن بالجهاد فقط فاصل كتاب الاربعين للنووي الا اخبرك برأس الامر عموده وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ووقع سقطه من اصله في الاربعين لان رواية جامع الترمذي التي اتصلت به هي على هذا الوجه فاده تلميذه ابن العطار والعراقي رحمهما الله تعالى لكن المعروف في الروايات التامة لجامع الترمذي قوله صلى الله عليه وسلم رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله فقوله صلى الله عليه وسلم رأس الامر الاسلام اراد بالامر الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم واراد بالاسلام اسلام الوجه والاقبال على الله عز وجل اخلاصا له بالتوحيد واتباعا لرسوله صلى الله عليه وسلم بالطاعة ثم قال وعموده الصلاة اي ما يقوم عليه كما يقوم الفسطاط وهو الخيمة الكبيرة على العمود وقوله وذرة سنامه الجهاد اي اعلاه فالذروة اعلى الشيء وارفعه وذالها تكسر وتضم وذكر فتحها ايضا واخرها اضعفها لغة ثم بين ملاك الامر كله فقال الا اخبرك بملاك ذلك كله ثم قال كف عليك هذا اي اللسان والملاك بكسر الميم قوام الشيء والملاك بكسر الميم قوام الشيء اي عماده ونظامه والامر الذي يعتمد عليه منه اي عماده ونظامه والامر الذي يعتمد عليه منه وفيه ان اصل الخير وجماعه هو امساك اللسان وحفظه فقوله ثكلتك امك اي فقدتك هذه كلمة تجري على اللسان لا يراد بها عند العربي حقيقتها فليست دعاء عليه بفقد امه له وانما تقال عند ارادة تعظيم شيء كقولهم لا وابيك فانهم لا يقصدون قسما وانما يقصدون تعظيما بالامر المذكور معه وكقوله صلى الله عليه وسلم لحفصة القى عقرب فانه ليس لصفية فانه ليس دعاء عليها وانما هذه كلمة توجع عند ذكر غير مرغوب منه تجري على كلام تجري على السنة العرب فهم سنن العرب في كلامها من اهم مدارس فهم الاحكام الشرعية لئلا يتوهم تناقض بعضها مع بعض كحديث افلح وابيه ان صدق مع ما جاء من المنع من الحلف لغير الله عز وجل فهو عندهم لا يراد به في كل حين الحلف بل يكون حلفا ويكون تعظيما للامر لا على ارادة الحلفي به لكن لما كان الاب معظم في النفوس قرنوه بذكر المعظم وقوله وهل يكب الناس في النار على وجوههم الحديث ان يطرح الناس فالكب الطرح والمعنى يطرح الناس على وجوههم او مناخرهم وهي انوفهم قصائد السنتهم والحصائد جمع حصيدة وهي كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع عليهم به وهي كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع عليهم به ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة فلا يكون الحديث متعلقا بجنس الكلام بل متعلقا بنوع خاص من الكلام هذه عقوبته وهو المشتمل على الجزم بحال احد والحكم عليه فاذا حكم المرء على احد وجزم عليه وكان حكمه غير موافق لحقيقة الواقع شرعا فانه متوعد بهذا الحديث العظيم واضح المسألة يعني حصائد الألسنة لا تتعلق بكل ما يتكلم به الإنسان انما تختص بفرد من افراد ذلك الكلام وهو ما يصدر حكما على احد فيكون متوعدا مخوفا بالجزاء المذكور في هذا الحديث نعم الله اليكم. قال المصنف رحمه الله الحديث الثلاثون. الذي ثعلبة الخشن جرثوم ابن ناشر رضي الله عنه عن الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل فرض فرائض فلا تضيعوها. وحج حدودا فلا تعتدوها. وحرم اشياء فلا تنتهك انتهكوها وسكت عن اشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها. حديث حسن رواه الدارفني وغيره هذا الحديث اخرجه الدارقطني في السنن واسناده ضعيف وفي سياقه تقديم وتأخير اما اثبته المصنف وليس عنده في النسخ المنشورة رحمة لكم وانما وسكت عن اشياء من غير نسيان وفي الحديث جماع احكام الدين فقد قسمت فيه الاحكام الى اربعة اقسام مع ذكر الواجب فيها القسم الاول الفرائض والواجب فيها ايش عدم اضاعتها والقسم الثاني الحدود والمراد بها في هذا الحديث ما اذن الله به فيشمل ماشي الفرض والنفلة والمباح فكلها مأذون به والمأمور به فيها عدم تعديها والتعدي مجاوزة الحد المأذون ليه مجاوزة الحد المأذون به والقسم الثالث المحرمات والواجب فيها ايش عدم انتهاكها عدم انتهاكها بالكف عن قربانها والانتهاء عن اقترافها بالكف عن قربانها والانتهاء عن اقترافها والقسم الرابع المسكوت عنه وهو ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا وهو ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا بل هو مما عفا الله عنه والواجب فيها عدم البحث عنها والواجب فيها عدم البحث عنها وقوله وسكت عن اشياء فيه اثبات الصفة السكوت لله والاجماع منعقد على اثباتها نقله ابو العباس ابن تيمية الحفيد دليلا عليها ومعنى السكوت الالهي هو عدم بيان الحكم لا الانقطاع عن الكلام والسكوت عن الحكم الانقطاع عن الكلام بان السكوت يقع على معنيين احدهما الانقطاع عن الكلام والثاني عدم بيان الاحكام والمراد منهما في هذا الحديث هو الثاني دون الاول ويدل عليه السياق المنفى في الاحاديث والاثار التي ذكر فيها السكوت وربما تجيء الصفة في اصلها مثبتة ومنفية لله بالنظر الى معناها فالنسيان مثلا يكون صفة لله ولا يكون صفة لله فيكون صفة لله متى اذا كان تركا عن علم وعم قال الله عز وجل نسوا الله فنسيه ولا يكون صفة لله اذا كان بمعنى الذهول عن المعلوم ومنه قوله تعالى وما كان ربك نسيا فالقول بالسكوت حذو القول في النسيان ان له معنى يثبت به وله معنى لا يثبت به والله عز وجل يتكلم متى شاء و ايش ولا يتكلم متى شاء تكلم متى شاء ولا يتكلم متى شاء ولا تقول يتكلم متى شاء ويسكت متى شاء واهل السنة مجمعون على المعنى وانه يتكلم متى شاء ولا يتكلم متى شاء لكن نفي الكلام عنه هل يدل عليه بالسكوت ام لا؟ اصح القولين انه لا يدل عليه بالسكوت لعدم ثبوته بهذا المعنى صفة لله وانما يدل عليه باللفظ المقبل عنه من وصف الله عز وجل. فيقال يتكلم متى شاء ولا يتكلم متى شاء نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث الحادي والثلاثون عن ابي العباس سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا انا عملته احبني الله واحبني الناس. فقال ازهد بالدنيا يحبك الله. ازهد فيما عند الناس ليحبك الناس حديث حسن رواه ابن مازح وغيره باسانيد حسنة. هذا الحديث اخرجه ابن ماجة بسند لا يعتمد عليه واوله عنده اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل وروي من وجوه اخرى لا يثبت منها شيء فتحسين الحديث بعيد جدا والزهد في الدنيا شرعا الرغبة عما لا ينفع في الاخرة الرغبة عما لا ينفع في الآخرة وهذا معنى قول ابي العباس ابن تيمية الحفيد بالزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة ويندرج تحت هذا الوصف اربعة اشياء اولها المحرمات وثانيها المكروهات وثالثها الشبهات لمن لا يتبينها ورابعها قبول المباحات وهي الزائدة عن قدر الحاجة من المباحة فالزهد واقع في هذه الاصول الاربعة وما كان زائدا عنها فلا مدخل للزهد فيه فلا يكون ترك اصل المباح زهدا باذن الله عز وجل به قال تعالى قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ومقدار ما يتناوله العبد من اصل المباح بحسب حاله فالثوب مثلا مباح واختلاف مقادير قيمته بحسب حال لابسه فمن كان مثريا لبس الغالي ومن كان دونه لبس ما يصلح لحاله فلا يكون الاول بفعله قادحا في زهده لانه اخذ باصل المباح المناسب لحاله واضحى للمسألة فان تكلف من لا يقدر ما لا يقدر طار هذا طاعنا بزهده صار طاعنا في زهده فانسان يتكلف فيما يتخذه من ملمسه ومركبه ويتحمل الديون في ذلك وهو من امور تتعلق بالكمالات فهذا الزهد له مباعد والزهد في الدنيا يشمل الزهد مما في ايدي الناس ولكنه افرج عنه لاختلاف ثمرته ولكنه افرج عنه لاختلاف ثمرته فالزهد في الدنيا يورث محبة الله والزهد فيما عند الناس يورث محبتهم لان الناس يأنسون بمن يترك منازعتهم ويقاطعون من يتوهمون انه ينازعهم لادنى سبب فاذا خلصت النفس من منازعة الخلق طولث العبد حبهم نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث الثاني والثلاثون الذي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار. حديث حسن رواه ابن ماجة والدار حكمه وغيرهما مسندا رواه مالك في الموطأ مرسلا عن عمرو ابن يحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فاسقط ابا سعيد وله طرق يقوي بعضها بعضا. هذا الحديث لم يخرجه ابن ماجة في السنن مسندا من حديث ابي سعيد الخدري وانما اخرجه هكذا الدار القطني في السنن ولا يثبت موصولا والمحفوظ فيه المرسل نعم الحديث عند ابن ماجة لكن من حديث ابن عباس رضي الله عنهما باسناد تلين الضعف وروي هذا الحديث عن جماعة اخرين من الصحابة من طرق يقوي بعضها بعضا كما قال المصنف ويندرج بها الحديث في جملة الحسان من المرويات عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو حديث حسن وفي الحديث المذكور نفي امرين الاول الضرر قبل وقوعه في دفع بالحيلولة دونه الاول الضرر قبل وقوعه في دفع بالحيلولة دونه والثاني الضرر بعد وقوعه فيرفع بازالته فيكون قوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار اكمل من قول الفقهاء الضار يزال لماذا بتعلق كلامهم بنوع واحد وهو ما ينبغي بعد وقوع الضاد واما قوله صلى الله عليه وسلم فانه يشمل ما قبله وما بعد نعم احسن الله اليك قال المصنف رحمه الله الحديث الثالث والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال اموال قوم ودماءهم لكن البينة على المدعي واليمين على من انكر حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا واصله في الصحيحين هذا الحديث اخرجه البيهقي في السنن الكبرى وهو بهذا اللفظ غير محفوظ وانما يثبت من حديث ابن عباس بلفظ لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال واموالهم ولكن البينة على المدعى عليه متفق عليه واللفظ لمسلم وليس عندهما ان البينة على المدعي والحديث عندهما بلفظ مختصر ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى ان اليمين على المدعى عليه والمدعي هو المبتدأ بالدعوة المطالب بها والمدعي هو المطالب بالدعوة المبتدئ بها وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت تريك لانه صاحب المطالبة والادعاء والمدعى عليه من وقعت عليه الدعوى وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت لم يترك لانه المطالب بمضمن الدعوى وقوله واليمين على من انكر اي من انكر دعوى المدعي فعليه اليمين وهي القسم كما ان المدعي عليه البينة وهي اسم لكل ما يظهر به الحق ويبين اسم لكل ما يظهر به الحق ويبين ومقتضى هذا الحديث ان البينة على المدعي وان اليمين على المدعى عليه مطلقا مقتضى هذا الحديث ان البينة على المدعي وان اليمين على المدعى عليه مطلقا وليس الامر كذلك بل الحديث لو صح بهذا اللفظ من العام المخصوص الاصل المذكور ليس كليا بل ينظر فيه الى قوة القرائن التي تحيط بالقضية فيجعل اليمين في اقوى الجانبين وقد يكون جانب المدعى عليه اقوى فتجعل اليمين عليه قد يكون جانب المدعي المدعي اقوى فتجعل اليمين عليه على ما هو مبين في موضعه من باب الدعاوى وبينات ان جاء الفقهاء رحمهم الله نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث الرابع والثلاثون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه. وذلك اضعف الايمان. رواه مسلم. هذا الحديث متضمن امر بتغيير المنكر والامر يفيد الوجوب فانكار المنكر بتغييره واجب والمنكر شرعا كل ما انكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحريم كل ما انكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحريم فالمنكرات هي المحرمات وتغيير المنكر المأمور به ثلاث له ثلاث مراتب تغيير المنكر المأمور به له ثلاث مراتب الاولى تغيير المنكر باليد والثاني تغيير المنكر باللسان والثالث تغيير المنكر بالقلب والمرتبتان الاوليان شرط لوجوبهما الاستطاعة وبدونها تسقطان واما المرتبة الثالثة فهي واجبة لا تسقط بحال للثبوت القدرة عليها في حق كل احد وذلك اضعف الايمان المطلق ومن لم ينكر بقلبه فهو ناقص الايمان ولا يخرج من الايمان وكيفية تغيير المنكر بالقلب تكون بكراهته وبغضه ولا يلزم اقترانها بتمعن الوجه لان تمعر الوجه اثر لذلك البغض فاذا وجد بغض المنكر دون تمعد صح وجود الانكار والمرتبة الاولى من هذه المراتب الثلاث موكولة الى السلطان او نائبه اما الثانية فانها حظ لكل مسلم ولا تختص بذي السلطان دل عليه الاجماع بالعمل عند المسلمين من جريان الانكار باللسان على المخالفين في عهد الصحابة والتابعين واتباع التابعين ذكره الجويني في غياب الامم الا ان الانكار باداته مشروط بوقوعه موافقا الشرع وبه تميز اهل السنة عن غيرهم فان الفرق القائلة بتعظيم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عدة فرق فرق من اشهرها المعتزلة الذين يجعلونه اصلا من اصولهم الخمسة ويتميز اهل السنة والجماعة بما ذكره ابو العباس ابن تيمية الحفيد بقوله في الواسطية ويرون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة اي وفق الامر الشرعي ومن اراد ان ينكر بيده او لسانه لم يصح انكاره الا ان يكون موافقا الامر الشرعي ووجوب تغيير المنكر شرط في هذا الحديث برؤيته بالعين الباصرة لقوله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا والرؤية هنا بالعين لانها لم تنصب الا مفعولا واحدا لانها لم تنصب الا مفعولا واحدا والسماع المحقق في منزلة المعاينة جماع محقق في منزلة المعاينة فاذا رأى الانسان منكرا او سمعه بنفسه محققا تعلق به الانكار فان لم يره ولا سمعه بنفسه لم يتعين عليه الانكار الا ان يكون واجبا لامر اخر كا منزلته في المسلمين او كونه نائبا عن ولي الامر فيه او ولي الامر نفسه نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض. وكونوا عباد الله اخوانا المسلم واخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشريعة ان يحقر اخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم في الصحيح دون قوله ولا يكذبه فانها غير واردة بروايته جزم بذلك جماعة من الحفاظ فليست هي من اختلاف النسخ بل من غلق بعض من يذكر الحديث فيعزوه اليه ويدخل فيه ما ليس منه فقوله لا تحاسدوا نهي عن الحسد وهو كراهية العبد اصول النعمة الى غيره كراهية العبد وصول النعمة الى غيره سواء اقترن بالكراهية تمني زوالها ام لم يقترن وقوله ولا تناجسوا نهي عن النجف واصله في في لسان العرب اثارة الشيء بالمكر والحيلة والخداع فالحديث نهي عن تحصيل المطالب بالمكر والاحتيال والخداع نهي عن تحصيل المطالب بالمكر والحيلة والخداع ومن افراده النجش المعروف في البيوع وهو الزيادة بسعر السلعة لا على ارادة جرائها بل يرتفع ثمنها وقوله ولا تباغضوا نهي عن التباغض ومحله اذا فقد المسوغ الشرعي فان وجد المسوغ الشرعي في احد من المسلمين ابغضت منه معصيته لا ذاته ابغضت منه معصيته ناداته فيجتمع فيه حب وبغض فحبه لاصل دينه وبغضه لسوء فعله وقوله ولا تدابروا نهي عن التدابر وهو التهاجر والتصارم والتقاطع ومحله اذا كان لامر دنيوي ومحله اذا كان لامر دنيوي فان كان لامر ديني جاز بقدر تحصيل مصلحة المقاطعة جاز بقدر تحصيل مصلحة المقاطعة فان علم او غلب على ظنه انه بهجره يصلح هجرة فان علم او غلب على ظنه انه بهجره يصلح هجره وان علم او غلب على ظنه انه لا يصلح لم يهجره واضح وقوله صلى الله عليه وسلم وكونوا عباد الله اخوانا يحتمل معنيين احدهما انه ان شاء لا تراد به حقيقته بل يراد به الخبر اي اذا تركتم التحاسد تباغضا والتناجش والتدابر ولم يبع بعضكم على بعض كنتم عباد الله اخوانا والاخر انه انشاء تراد به حقيقته وهي الامر اي كونوا عباد الله اخوانا فهو امر بتحصيل كل سبب يحقق الاخوة الدينية ويقويها وكيل المعنيين صحيح وقوله التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات اي اصل التقوى في القلوب اي اصل التقوى في القلوب ومن ثم اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى صدره للاعلام بان مستقرا اصلها في قلب العبد واذا عمر بها القلب كان اثرها على الجوارح فان فرغ القلب منها وادعي انها فيه. مع تكذيب الجوارح كانت دعوة لا بينة عليها فلذلك الذي اذا مررت به والناس يصلون وقلت له وقلت له صل قال التقوى ها هنا يا اخي صادق ولا كاذب لانه لو كانت التقوى ها هنا موجودة لبان اثرها بالمبادرة الى الصلاة نعم احسن الله اليكم قال المصلين رحمه الله الحديث الثالث والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بقى به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم بهذا اللفظ ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث خمسة اعمال مقرونة بذكر جزائها فالعمل الاول تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا وجزاؤه ان ينفس الله عن عامله كربة من كرب يوم القيامة وجعل جزاء هذا العمل مؤجلا لماذا لانه اكمل في الاثابة لانه اكمل بالاثابة فكرب يوم القيامة اعظم الكرب فتعلق الثواب بها اكمل العمل الثاني التيسير على المعسر وجزاؤه ان ييسر الله على عامله في الدنيا والاخرة والثالث الستر على المسلم وجزاؤه ان ييسر الله عز وجل على عمله في الدنيا والاخرة والناس في باب الستر قسمان احدهما من لا يعرف بالفسق ولا شهر به فهذا اذا زلت قدمه بمقارفة الخطيئة ستر عليه وحرم بث خبره تؤثر عليه وحروم بث خبره والاخر من كان مشتهرا بالمعاصي منهمكا فيها مستهترا بها فمثله لا يشكر عليه بل يرفع امره لقطع شره بل يرفع امره لقطع شره وزجره عن غيه واقامة حكم الله عز وجل وانما يستباح من عرضه ما يتحقق به هذا الغرض وانما يستباح من عرضه ما يتحقق به الغرض فما زاد عليه فهو محرم ببقاء اصل حرمة العرظ ما زاد عليه فهو محرم لبقاء اصل حرمة العوظ واضحة هذه المسألة في الاول والثاني الاول ايش وجب ستره حرم بث خبره والثاني اذا بث خبره فانما يبث لاجل رفعه الى ولي الامر قطعا لشره وليس للتلذذ بالاخبار وكلا الامرين في الاول والثاني من بث الاخبار صارت فاكهة لذيذة عند المتوترين فما اكثر ما تذكر الفواحش والمنكرات في هذه الاجهزة التي جعلت لما يسمى بالتواصل الاجتماعي وقد قال بعض السلف من اشاع منكرا فقد اعان على هدم الاسلام لان المنكر عورة من عورات المسلمين تفضح ويجمل سترها فاذا كسرت في فضائل المسلمين اضرت بقلوبهم كما يضر الدخان اذا ملأ فضائه ارأيتم لو ان الفضاء الرحب خارج المسجد خرجنا من الدرس فاذا هو دخان يضر ونتأذى ام لا يضر يضر فكذلك اخبار المنكرات تضر القلوب فاذا كان ابن القيم يقول مخالطة الناس دخان القلوب يعني ان الانسان اذا خالط الناس طال دخان يجتمع على قلبه فما بالك اذا كان المخالط اخبار المنكرات والفواحش والتعديات والظلم والتجاوزات والطعن والغمز واللمز والهمز والرمي والبهتان والكذب والتعدي والغفلة فماذا يكون حال الناس من سيء الى اسوء وهذا هو الذي انتجته مثل هذه الاجهزة انها لا تنتج قربا من الله بل عامتها ينتج بعدا عن الله وان ظن الناس انه نصر للشريعة وهذه من افات المسلمين التي ابتلوا بها لنقص علومهم وغفلتهم عن حقيقة دينهم تجد احدهم ما ان يسمعوا بخبر سيء من المنكرات حتى يملأ رحبات قضاء الشبكة باجهزة التواصل الاجتماعي وغيرها بالاخبار السيئة التي تؤذي نفوس المسلمين وتمرد قلوب الفسقة والمبطلين فيكون بفعله قد اساء الى الاسلام واضر بالمسلمين واذا اردت ان تنظر الى حقيقة ذلك فاعتبر بما جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان امرأة جاءتني فاخبرتني انها زنت هل ذكر كيف زنت هل ذكر مع ممزنة ما لك اجمل الخبر لان المقصود يتحقق بالمخبر عنه فلذلك ملأ الصحف الانترنتية بمثل هذا ومنها اخبار الهيئة بالامساك من غرر به او غرر بها او وجد مختليا بها او او او هذا كله حرام لا يجوز ولكن الناس يجهلون الدين فيتجرأون ويظنون ان هذا اظهارا لقوة الدين اظهار قوة الدين يكون بتمثيل معالمه ونشر اعلامه تقوية اصوله في نفوس الناس العفاف لا يعلم بنشر الحرام العفاف لا يعلم بنشر الحرام. العفاف يعلم بغرس اصوله وقواعده في الناس الحلال لا يعلم بنشر الحرام وانما يعلم ببيان اصول الحلال العدل لا يعلم بنشر مظاهر الظلم ولكن يعلم ببيان اصول العدل التي لو اجريت لرأينا ان اكثر المستوترين ظالمون وهم يصرخون من الضلع من الظلم ولكن حال الناس الان ظالم وظالم الا من رحم ربك سبحانه وتعالى والخامس سلوك طريق يلتمس فيه العلم الرابع سلوك طريق يلتمس فيه العلم وجزاؤه ان يسهل الله لعامله طريقا في الجنة جزاؤه ان يسهل الله لعامله طريقا الى الجنة كيف في الدنيا بالاهتداء الى اعمالها في الدنيا بالابتلاء الى اعماله وفي الآخرة بالاستداء اليها في الدنيا بالاستجاء الى اعمالها وفي الاخرة بالاهتداء اليها والخامس الاجتماع في في بيت من بيوت الله وهي المساجد على تلاوة كتاب الله وتدارسه وجزاؤه نزول السكينة وغشيان الرحمة احق الملائكة وذكر الله عز وجل المستمعين فيمن وذكر الله عز وجل المجتمعين في من عنده وقول النبي صلى الله عليه وسلم والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه بيان للاصل الجامعي في العمل والجزاء الجامع في العمل اعانة المسلم اخاه والجامع في الجزاء اعانة الله عز وجل عبده ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ومن وطأ به عمله لم يسرع به نسبه اعلاما بمقام العمل وان من وقف عن بلوغ المقامات العالية بالاخرة فانه لا يبلغها بمجرد نسبه فان النسب لا يزكي احدا ولا يقدسه نعم احسن الله اليكم قال المصنم رحمه الله الحديث السابع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك. فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له كتبها الله عنده حسنة حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضيف الى اضعاف كثيرة وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة رواه البخاري ومسلم في في صحيحيهما بهذه الحروف انظر يا اخي وفقنا الله واياك الى عظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الالفاظ وقوله عنده اشارة الى الاعتناء بها وقوله كاملة للتأكيد وشدة الاعتناء بها. وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها كتبها الله عنده حسنة كاملة فاكدها بكاملة وان عملها فاكدها بكامله. وان عملها كتبها الله سيئة واحدة فاكد تقبيلها بواحدة. ولم يؤكدها بكاملة فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه وبالله التوفيق. قوله ان الله كتب الحسنات والسيئات المراد بالكتابة هنا الكتابة القدرية دون الشرعية لان المكتوب شرعا والحسنات دون السيئات والكتابة القدرية للحسنات والسيئات تشمل امرين احدهما كتابة عمل الخلق لهما كتابة عمل الخلق لهما والثاني كتابة ثوابهما وتعيينه كتابة ثوابهما وتعيينه وكلاهما حق الا ان السياق يدل على الثاني لقوله ثم بين ذلك فذكر الثواب عليهما وعينه والحسنة اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن الحسنة اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن وهي كل ما امر الشرع به وهي كل ما امر الشرع به والسيئة اسم لكل ما توعد عليه بالثواب السيء اسم بكل ما توعد عليه بالثواب السيء وهي كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريم وهي كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريم فتندرج الفرائض والنوافل في اسم الحسنة فتندرج الفرائض والنوافل في اسم حسنة وتختص السيئة بالمحرم دون سائل المنهيات يختص السيئة بالمحرم دون سائر السيئات فليس فعل المكروه سيئة والعبد بين السيئة والحسنة لا يخلو من اربعة احوال اخبر الله عز وجل عنها في الحديث القدسي المذكور فالحال الاولى ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها ما الجزاء فيكتبها الله عنده حسنة كاملة والهم المذكور هنا هم الخطرات لا هم الاصرار الذي هو العزم الجازم فاذا خطر في القلب تعلو الحسنة كتبت له حسنة كاملة وهذا من فضل الله علينا الحال الثانية ايهم بالحسنة ثم يعمل ثم يعمل بها فيكتبها الله عنده عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة ما موجب التظعيف وقدره بحسب كمال الاخلاص وحسن الاسلام بحسب كمال الاخلاص وحسن الاسلام والحال الثالثة ان يهم بالسيئة ويعمل بها ان يهم بالسيئة ويعمل بها فتكتب سيئة مثلها من غير مضاعفة فتكتب سيئة مثلها من غير مضاعفة وربما ضوعفت كيف اللا كما وربما ضوعفت كيفا لا كما بشرف الفاعل او الزمان او المكان فتعظم السيئة باعتبار كيفها ذا كمها فلا يضاعف عددها بل يعظم اجموها واضح يعني السيئة على كل حال هي سيئة واحدة ولكن يعرض ما يضاعف حجمها فيزيد ثقلها في الميزان اذا عرظ موجب لذلك كشرف الفاعل او شرف الزمان او شرف المكان ومنه قوله تعالى ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم فعظم ذلك لتعلقه بالبلد الحرام. والحال الرابعة ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها فهذا وهذه الحال معترك انظاره ومختلف موارد بين اهل العلم وتلخيص ما ترجح ان يقال ان ترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين ان ترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين اولهما ان يكون الترك لسبب دعا اليه ان يكون الترك لسبب دعا اليه وتاليهما ان يكون الترك لغير سبب ان يكون الترك بغير سبب بل تفتر عزيمته من غير سبب منه فالاول وهو ترك السيئة لسبب داع ثلاثة اقسام الاول وهو ترك السيئة لسبب داع ثلاثة اقسام القسم الاول ان يكون السبب خشية الله ان يكون السبب خشية الله فتكتب له حسنة والقسم الثاني ان يكون السبب مخافة المخلوقين او مرائته ان يكون السبب مخافة المخلوقين او مرائتهم فيعاقب على هذا والقسم الثالث ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة مع الاشتغال بتحصيل اسبابها ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة مع الاشتغال بتحصيل اسبابها فهذا يعاقب كمن عمل. فتكتب سيئة هذا يعاقب كمن عمل فتكتب سيئة اما ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان اما ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان القسم الاول ان يكون الهم بالسيئة هم خطرات فلم يسكن القلب اليها ولا انعقد عليها بل نفر منها فهذا معفو عنه بل تكتب للعبد حسنة جزاء عدم سكون قلبه اليها ونفرته منها وهو المذكور في الحديث والقسم الثاني ان يكون الهم بالسيئة هم عزمي ان يكون الهم بالسيئة هم عزم وهم العزم هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة المقترنة بالتمكن من الفعل هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة المقترنة بالتمكن من الفعل فهذا على نوعين فهذا على نوعين احدهما ما كان من اعمال القلوب ما كان من اعمال القلوب تشتكي في الوحدانية او التكبر او العجب فهذا يترتب عليه اثره ويؤاخذ العبد به وربما صار منافقا او كافرا وربما صار منافقا او كافرا والثاني ما كان من اعمال الجوارح ما كان من اعمال الجوارح فيصر القلب عليه اما به هم عزم لكن لا يظهر له اثر في الخارج لكن لا يظهر له اثر في الخارج الله فجمهور اهل العلم على المؤاخذة به فجمهور اهل العلم على المؤاخذة به وهو اختيار جماعة من المحققين كالمصنف ابي زكريا النووي وابي العباس ابن تيمية الحفيد وهذه الاقسام الاحوال العارضة للهم ما يترتب عليه من الجزاء بين جلالة عناية المرء بقلبه وحراسته خواطره وانه يجب الا يجعل قلبه موردا للواردات التي تخوض فيه فانه ربما البس قلبه عذابا شديدا بما يقع في هذا القلب من ارادة جازمة تقترن من التمكن من الفعل وهو عن شديد ضررها ووبيل خطرها غافل وحراسة الباطن اجل من حراسة الظاهر لان الباطن يحرص الظاهر ولا يحرص الظاهر الباطن فان المرء اذا صلح ظاهره اذا صلح باطنه طلح ظاهره ولا يلزم عند صلاح ظاهره ان يصلح باطنه فمن اهم موارد انتفاع العبد بقلبه دوام حراسته خواطره ومن احسن من له كلام متفرع في حراسة الخواطر ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى فلو جمع هذا لكان نافعا جامعه اول الخلق ثم من يصل اليه جمعه الذي جمعه فان مبتدأ الامور وقائع القلوب فانها تبدأ في القلب فتأخذ منه شعبة ثم تتمكن منه حتى تكون فيه واديا ثم تعلو حتى تبسط سلطانها عليه وترفع تاجها فوقه. فيتولد خسار العبد في الدنيا والاخرة اعوذ بالله من الخذلان نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث الثامن والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من عاد لي وليا فقد اذنب تهوم الحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. رواه البخاري. هذا الحديث اخرجه البخاري بهذا اللفظ ووقع في بعض روايات البخاري وان سألني لاعطينه وقال ولئن استعاذ بي وزاد في اخره وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن نفسي المؤمن يكره الموتى وانا اكره مساءته وفي الحديث بيان جزاء معاداة اولياء الله وولي الله شرعا كل مؤمن تقي لقول الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا وخص اصطلاحا باخراج النبي منه فيقال الولي اصطلاحا هو كل مؤمن تقي غير نبي فالحقيقة المتعلقة بالولي نوعان احدهما الحقيقة الشرعية وهي كل مؤمن تقي فيدخل فيه الانبياء والاخر الحقيقة الاصطلاحية وهي كل مؤمن تقي غير نبي فلا يدخل فيه الانبياء ومعاداة الولي تؤذن صاحبها بحرب من الله ومحل ذلك شيئان الاول ان يعاديه لاجل دينه ان يعاديه لاجل دينه والثاني ان يعاديه لاجل الدنيا مع ظلمه ان يعاديه لاجل الدنيا مع ظلمه فان عاداه للدنيا بلا ظلم لم يكن مندرجا في الحديث فان عاداه في الدنيا دون ظلم لم يكن مندرجا في الحديث واضح مثلا الانسان بينه وبين قاض من القضاة خصومة على ارض وهو يعادي هذا القاضي لاجل تمسكه القضاء الشرعي واهلنا هذا ان الله عز وجل امر به هذا يبغضه لاجل دينه يبغضه لاجل القضاء الشرعي. فيقول لو ان القضاء القانوني او الاداري موجود في بلادنا لصارت لي هذا لاجل الدين وان كان لاجل الدنيا كأن يخاصمه على ارض ويرى ان له فيها حق مع كونه عالما بان لا حق له فهذا ظالم وان كان يخاصمه فيها ويعلم ان له حقا ببينة هذا لا يكون معاديا بولي الله عز وجل متوعدا بهذا العقاب. وقوله تعالى فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به الحديث معناه اوثقه فيما يسمع ويبصر فيبطش ويمشي فلا يقع منه شيء من اعمال الجوارح الا فيما احبه الله سبحانه وتعالى ورضي نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث التاسع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما هذا الحديث اخرجه ابن ماجة بلفظ ان الله وضع عن امتي واخرجه البيهقي ايضا بلفظ قريب منه واسناده ضعيف والرواية في هذا الباب فيها لين والعزو الى ابن ماجة مغن عن ذكر البيهقي لان الحديث اذا كان في الاصول الستة لم يعزى الى غيرها فيتأكد هذا اذا كان التخريج مختصرا كالواقع في هذه الاربعين وفي الحديث بيان فضل الله على هذه الامة بوضع المؤاخذة عنها في ثلاثة امور احدها الخطأ والمراد به هنا وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله والثاء ثنيها النسيان وهو ذهول القلب عن معلوم متقرر فيه زهول القلب عن معلوم متقرر فيه وثالثها الاكراه وهو ارغام العبد على ما لا يريد ومعنى الوضع نفي وقوع الاثم مع وجودها نفي وقوع الاثم مع وجودها فلا اثم على مخطئ ولا ناس ولا مكره بل ذلك مما رفعه الله عنا رحمة بنا نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث الاربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبه فقال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح. واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري. ارشد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الى الحال التي يكون بها صلاح العبد في الدنيا بان ينزل نفسه احدى منزلتين الاولى منزلة الغريب وهو المقيم بغير بلده فقلبه متعلق بالرجوع الى بلده اشتغاله حينئذ بامر دنياه في البلدة التي هو ضاعن بها قليل وركونه الى اهلها ضعيف والثانية منزلة عابد السبيل وهو المسافر الذي يمر ببلد فيخرج منها فتعلقه اشد ضعفا من الغريب لان مكثه فيها اقل وليست له رغبة في الاقامة فمن رام ان يصلح نفسه حملها على انزالها من الدنيا منزلة هذا او ذاك والمنزلة الثانية اكمل من الاولى لقلة التعلق بالدنيا فيها الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث الحادي والاربعون عن ابي محمد عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تابعا لما جئت به. حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة باسم علم صحيح. هذا الحديث عزاه الى كتاب الحجة وهو الحجة على تارك المحجة بابي الفتح نصر ابن ابراهيم المقدسي ولم يظفر به بعد وانما يوجد له مختصر مجرد من الاسانيد وقد اخرج الحديث المذكور من هو اشهر منه ابن ابي عاصم في كتاب السنة وابي نعيم الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء واسناده ضعيف وتصحيح هذا الحديث بعيد من وجوه ذكرها او الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم لكن اصول الشرع تصدقه وتشهد بصحته رواية والهوى الميل المجرد ويغلب اطلاقه على خلاف الحق فيكاد يكون الثاني مراد الشرع بل الهوى معنيان احدهما الميل المجرد وهو المراد في هذا الحديث والثاني ميل القلب الى خلاف الهدى ميل القلب الى خلاف الهدى ومنه قول ابن عباس كل هوى ضلالة رواه اللانكائي وغيره باسناد صحيح فيكون معنى هذا الحديث لا يؤمن احدكم حتى يكون ميله تبعا لما جئت به والايمان المنفي في هذا الحديث يحتمل معنيين احدهما ان يكون المراد به اصل الايمان وذلك اذا كان المراد بقوله ما جئت به ما لا يكون العبد مسلما الا به وذلك اذا كان المراد بما جئت به ما لا يكون العبد مسلما الا به والثاني ان يكون المراد كمال الايمان وذلك اذا كان المراد بقوله ما جئت به ما يكون العبد مسلما بدونه ما يكون العبد مسلما بدونه نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث الثاني والاربعون. عن انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني وغفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم وبلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع ولا يخلو اسناده مما قال الا ان للحديث طرقا يصل بمجموعها الى جعله حسنا ولفظه في النسخ التي بايدينا من جامع الترمذي على ما كان فيك عوض قوله على ما كان منك والحديث مشتمل على ذكر ثلاثة اسباب عظيمة من اسباب المغفرة اولها الدعاء المقترن بالرجاء الدعاء المقترن بالرجاء وقرن الرجاء بالدعاء لافادة ان الداعي حاضر القلب مقبل على الله لافادة ان الداعي حاضر القلب مقبل على الله. وثانيها الاستغفار وثانيها الاستغفار ثالثها توحيد الله تاركها توحيد الله واشير اليه بعدم الشرك بقوله لا تشرك لماذا ايش مقال التوحيد؟ قال لا تشرك لان غاية التوحيد ابطال الشرك لان غاية التوحيد ابطال الشرك وانما اخر ذكره مع جلالة قدره لعظم اثره وانما اخر ذكره مع جلالة قدره لعظم اثره في محو الذنوب وهو المذكور في قوله لاتيتك بقرابها مغفرة والقراب بضم القاف ويجوز كسرها اي ملء الشيب فيكون المعنى لو اتيتني بملء الارض ذنوبا وانت موحد لاتيتك بملئها مغفرة والعنان هو السحاب نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله خاتمة الكتاب فهذا اخر ما قصدته من بيان الاحاديث التي جمعت قواعد الاسلام وتضمنت ما لا يحصى من انواع العيون في الاصول والفروع لا بوسائل وجوه الاحكام. وها انا اذكر بابا مختصرا جدا في ضبط خفي الفاظها مرتبة بان لا يغلط في شيء منها وليستغني بها حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها. في ضبطها. ثم يشرع في شرحها ان شاء الله تعالى في كتابه من مستقل وارجو من فضل الله تعالى ان يوفقني فيه لبيان مهمات من اللطائف وجمل من الفوائد والمعارف لا يستغني مسلم عن معرفة مثلها. ويظهر ويظهر لمطالعها دلالة هذه الاحاديث وعظم فضلها. وما اشتملت على النفائس التي ذكرتها والمهمات التي وصفتها. ويعلم بها الحكمة في اختيار هذه الاحاديث الاربعين وانها حقيقة بذلك عند الناظرين وانما افردتها عن هذا الجزء ليسهل حفظ الجزء من فراده. ثم من اراد ضم الشرح اليه فليفعل. ولله عليه الملة بذلك اذ اقف على نفائس اللطائف المستنبطة من كلام من قال الله في حقه. وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ولله الحمد اولا واخرا وباطنا وظاهرا. لما فرغ المصنف رحمه الله من شر الاحاديث الجامعة قواعد اسلام اتبعها بباب في ربط خفي الفاظها والحامل لاتباعه بالباب المذكور امران احدهما منع الغلط في قراءتها منع الغلط في قراءتها كما قال لئلا يغلط في شيء منها والثاني اغناء حافظ تلك الظغوط عن غيره في تحقيق الفاظها اغناء حافظ تلك الضغوط عن غيره في تحقيق ضبطها كما قال وليستغني بها حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها ثم وعد المصنف ان يشرح الاحاديث التي انتخبها في كتاب مستقل. وانتخبته المنية قبل ان يفي بذلك. ذكره تلميذه ابن العطار في مقدمة شرحه على الاربعين. واما الشرح الرائد بايدي الناس المنسوب الى النووي فانه لا يصح ومثله الشرح المنسوب الى ابن دقيق العيد. فانهما لا يصحان وليس لهما. ثم ذكر انه ورد الشرح عن هذا الجزء المشتمل على الاحاديث وضبطها ليسهل حفظه حفظ الجزء بعد كتاب الاربعين. ثم من اراد ضم الشرح اليه فذلك فتلك نعمة اخرى الا ان المصلي فلم يتم له ما اراد من شرحها نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله باب الاشارات الى ضبط الالفاظ المشكلات هذا الباب وان ترجمته بالمشكلات فقد نبهوا فيه على الفاظ من الواضحات في الخطبة نظر الله نظر الله امرئا روي بتسجيل الضاد وتخفيفها والتشديد اكثر ومعناه حسنه وجمله الحديث الاول امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو اول من سمي امير المؤمنين قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات. المراد لا تحسب الاعمال الشرعية الا بالنية قوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى الى الله ورسوله معناه مقبولة. المعهود في الخطاب الشرعي متقبلة لان التقبل مرتبة فوق القبول فالقبول يدل على صحة العمل وبراءة الذمة فالقبول تدل على صحة العمل وبراءة الذمة واما التقبل فانه يشتمل ايضا على محبة الله العاملة ورضاه عنه يشتمل ايضا على محبة الله العامل ورضاه عنه. ذكره ابن القيم رحمه الله ولاجل هذا وقع دعاء الانبياء ايش ربنا تقبل منا ما اتى قط في نصوص الشرع ولا في كلام الصحابة اقبل وانما ربنا تقبل منا فالثابت عند التهنئة في العيد عن جماعة من الصحابة ايش؟ تقبل الله منا ومنكم نعم الله اليكم قال المسلم رحمه الله الحديث الثاني لا يرى عليه اثر السفر وبضم الياء من يرى قوله تؤمن بالقدر خيره وشره. معناه تعتقد ان الله قدر الخير والشر قبل خلق الخلق. وان جميع الكائنات بقضاء الله الا وقدره وهو مريد لها الذي ذكره المصنف هو بعض معنى الايمان بالقدر والمختار ان الايمان بالقدر يرجع الى حقيقته الشرعية فالقدر شرعا هو علم الله بالوقائع وكتابته لها علم الله بالوقائع وكتابته لها ومشيئته وخلقه اياها ومشيئته وخلقه اياها والمراد بالوقائع الحوادث والكائنات نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله قوله فاخبرني عن عمارتها هو بفتح الهمزة اي علامتها ويقال امار بلا هاء لغتان لكن الرواية بالهاء قوله تلد الامة ربتها اي سيدتها ومعناه ان تكثر السراري حتى تلد الامة السرية بنتا لسيدها قدمت السيد في معنى السيد وقرأت ربيع السراري حتى تشتري المرأة امها وتستعبدها جاهلة بانها امها. وقيل وذلك وقد اوضحته في شرح صحيح مسلم بدلائله وجميع طرقه قوله العاره اي الفقراء ومعناه انها سافل الناس يصيرون اهل ثروة ظاهرة قوله لبثوا مليا هو بتشديد الياء اي زمانا كثيرا. وكان ذلك ثلاثة. هكذا جاء مبينا في رواية ابي داوود والترمذي وغيرهما وهو ايضا عند النسائي وابن ماجه وكان حقيقا للمصنف ان يستوفي عزوه اليهم فيقول وقع مصرحا به عند اصحاب السنن واسناده صحيح والثلاث المذكورة فيه جاءت بحذف المعدود فيجوز ان تكون ثلاثة ايام فيجوز ان تكون ثلاثة ثلاثة ليال لكن وقع عند البغوي في شرح السنة التصريح في تعلقها بالليالي نعم الله اليكم قال المصلي رحمه الله الحديث الخامس قوله من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. اي مردود كالخلق بمعنى المخلوق الحديث السادس قوله فقد استبرأ لدينه وعرضه دينه وحمى عرضه من وقوع الناس فيه قوله يوشك هو بضم الياء وكسر الشين اي يسرع ويقرب قوله حمى الله محارمه معناه الذي حماه الله تعالى ومنع دخوله هو الاشياء التي حرمها الحديث السابع قوله عن ابي رقية هو بضم الراء وفتح القاف وتشديد الياء قوله الداري منسوب الى جد له اسمه الدار وقيل الى موضع يقال له دارين. ويقال فيه ايضا الديري نسبة الى لا ليلي الى دير كان يتعبد فيه وقدست القول فيه ضاحيه في اوائل شرح صحيح مسلم. قوله رحمه الله وقيل الى موضع يقال له دارين ذكر ابن طه في الانساب المتفقة عن ابي المظفر الابي وردي الاديب النسابة انه كان يقول ليس هو من دارين فانه غلط فاحش انتهى وهو الصواب فلا تصح نسبته الى البلدة المسماة دارين وقوله رحمه الله الدين نسبة الى ذيل كان يتعبد فيه يوهم اطلاقه وقوع هذا التعبد بعد الاسلام وانما كان ذلك قبله حال تنصره. فكان حقيقة بالمصنف ان يقول الى دين كان يتعبد فيه قبل الاسلام وقد ذكره مقيدا فاصاب في شرح مسلم وفي تهذيب الاسماء واللغات. لان التدير في الصوامع والبقاع والتخلي عن الناس ليس من شعائر الاسلام نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث التاسع قوله واختلافهم هو بضم الفاعلة بكسرها الحديث العاشر قوله غذي بالحرام وبضم الغين وكسر الذال المعجمة المخففة. وذكر الجرداني في شرح الاربع نقلا عن المصابيح انه جاء فيه التشديد ايضا فيقال وغذي وغذي والاول اعلى واولى نعم احسن الله اليكم قال المصمم رحمه الله الحديث الحادي عشر قوله دع ما يريبك الى ما لا يريبك. بفتح الله وضمها لغتان والفتح افصح واشهر. ومعنى ومعناه اترك ما شئت ارتكبت فيه وعد الا ما لا تشك فيه. ما ذكره رحمه الله من تفسير الريب بالشك فيه نظر والصحيح ان الريبة هو قلق النفس واضطرابها ان الريب هو قلق النفس واضطرابها. ذكره جماعة من المحققين كابن عباس ابن تيمية الحديث وتلميذه ابي عبدالله ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابي فرج ابن رجب والشك فرد من افراده. فالريب شك وزيادة نعم الله اليكم قبل المسلمين رحمه الله الحديث الثاني عشر قوله يعنيه بفته اوله. الحديث الرابع عشر قوله سيد الزاني معناه المحصن اذا زنا في كتب الفقه الحديث الخامس عشر قوله او ليصمت بضم الميم. وسمع كسرها ايضا وهو القياس يصح وليصمت وليصمت احسن الله اليك قال المصنف رحمه الله الحديث السابع عشر القتلة والذبحة بكسر اولهما قوله وليحده وبضم الياء وكسر الحاء وتشديد الدال. وقال احد السكين وحدها واستحدها بمعنى الحديث الثاني عشر جندب لضم الجيم وبضم الدال وفتحها وجنادة بضم الجيم الحديث التاسع عشر تجاهك بضم التاء يفتح الهاء اي امامك كما في الرواية الاخرى. ذكر صاحب القاموس وغيره النتائج تجاهك تجيء مثلثة ضما وفتحا وكسرا تجاه وتجاه وتجاه نعم احسن الله اليكم قال المصمم رحمه الله تعرف الى الله في الرخاء اي تحبب اليه بلزوم طاعته واجتناب مخالفته الحديث المنشئون قوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. معناه اذا اردت فعل شيء فان كان مما لا تستحي من الله ومن الناس في فافعله والا فلا وعلى وعلى هذا مدار الاسلام تقدم ان الحديث يجوز ان يكون خبرا ويجوز ان يكون انشاء مفيدا للامر فما ذكره المصنف فيه ضيق وما سلف اوسع نعم الله اليكم وقال المصنف رحمه الله الحديث الحادي والعشرون قل امنت بالله ثم استقم اي استقم كما امرت ممتثلا امر الله تعالى مجتنب النهيه الحديث الثالث والعشرون قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان المراد بالطهور الوضوء قيل معناه انتهيت ضعيف ثوابه الى نصف اجر الايمان وقيل الايمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء. ولكن الوضوء تتوقف صحته على الايمان فصار نصفا المراد بالايمان الصلاة والطهور شرط لصحتها فصار كالشطر وقيل غير ذلك. ما تقدم من المعاني في كلام المصنف احسن منه ما سبق ذكره بدليله وان الطهور يتعلق بالطهارة الحسية الظاهرة وان تسطيره الايمان بتعلق باقي شرائع الدين بالطهارة الباطنة الله اليكم قال المصنف رحمه الله قوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان اي توابها وسبحان الله والحمد لله تملآن. اي لو قدر ثوابهما جسما لما ما بين السماء والارض. وسببه ما اشتملت عليه من التنزيه والتفويض الى الله تعالى والصلاة نور اي تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء وتهدي الى الصواب وقيل يكون ثوابها نورا لصاحبها يوم القيامة وقيل لانها سبب لاستنارة القلب والصدقة برهان اي حجة لصاحبها في اداء حقل المال. وقيل حجة في ايمان صاحبها لان المنافق لا يفعل غالبة والصبر ضياء اي صبر المحبوب وهو الصبر على طاعة الله تعالى والبلاء ومكاره الدنيا وعن المعاصي ومعناه لا يزال صاحبه مستضيئا مستمرا على الصواب كل الناس يغدو فبائع النسة معناه كل انسان يسعى بنفسه. فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقها اي يهلكها. وقد بسطت شرح هذا الحديث في اول شرح صحيح مسلم. فمن اراد زيادة فليراجعه الله التوفيق الحديث الرابع والعشرون قوله تعالى حرمت الظلم على نفسي اي تقدست عنه فالظلم مستحيل في حق الله تعالى لانه مجاوزة الحج او التصرف في غير ملك وهما جميع محال في حق الله تعالى تقدم ان المختار ان الظلم وضع الشيء في غير موضعه وما ذكره المصنف فيه نظر بسطه نقضا ابو العباس ابن تيمية برسالته في شرح حديث ابي ذر الغفاري احسن الله اليكم وقال المصنف رحمه الله تعالى قوله تعالى فلا تظالموا هو بفتح التاء اي لا تتظالموا قوله تعالى المعجمة وفتح الياء اي الابرة ومعناه لا ينقص شيئا اه هدف كفلس وفلوس قوله وفي بضع احدكم وبضم الباء واسكان الضال المعجلة وهو كناية عن الجماع اذا نوى به العبادة وهو قضاء وحق الزوجة وطلب ولد صالح واعفاف النفس وكفها عن المحارم. قوله رحمه الله وهو كناية عن الجماع ويقع ايضا كناية عن الفرج وذكره المصنف ايضا في شرح مسلم احسن الله منكم قال المصنف رحمه الله الحديث السادس والعشرون السلامى بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم وجمعها سلامة سلامة ياتي بفتح الميم وهي المفاصل والاعضاء. وهي ثلاثمئة وستون في الصلاة. ثبت ذلك في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث السابع والعشرون النواس بفتح النون وتشديد الواو وسمعان بكسر السين المهملة وفتحها اشهر واللغة واسعة وسعتها خير مثل سعة الشريعة الان سفيان في تثبيت السين سفيان وسفيان وسفيان الى الاشهر الضم فلو قرأ قارئ قال عن سفيان والناس يظنونه غلط وهو ليس غلط وصحيح اللغة نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله قوله حاك بالحاء مهملة والكاف اي تردد وبسطر كسر الباء الموحدة. الحديث الثامن والعشرون العرب بكسر العين وبالموحدة سارية بالسين المهملة والياء المثناة من تحت قوله ذرفت بفتح بفتح الذال المعجمة والراء اي سالت قوله بالنواجذ هو بالذال المعجمة وهي الانيب وقيل الابراص والبدعة ما عمل على غير مثال سبق. ما ذكره رحمه الله في حد البدعة وحدها في اللسان العربي الوضع الشرعي قد تقدم بيان حجها الشرعي وهو المراد في الحديث نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث التاسع والعشرون وذروة السلام بكسر الدال وضمها اي اعلاه ملاك الشيء بكسر وذكر ايضا الفتح والكسب افصح الثلاثة. فيقال ذروة وذروة وذروة نعم احسن الله اليكم قبل المصنف رحمه الله ملاك الشيء بكسر الميم اي مقصوده. وتفتح ايضا فيقال نداءك وما لا نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله ما حكم التسمي بملاك ايش من الملائكة ملاك يعني المقصود الذي يراد اذا سميت البنت به يعني مقصودة واما الملائكة ما تعلق لها بملاك نعم قالوا ان نصنف رحمه الله قوله يكب هو بفتح الياء وضم الكاف الثلاثون الحديث الثلاثون الخشني بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين وبالنون منسوب الى خشينة قبيلة قولوا اهجرسوم بضم الجيم والثاء المثلثة واسكان الراء بينهما. وفي اسمه واسم يده اختلاف كثير قوله صلى الله عليه وسلم فلا تنتهكوها. انتهاك الحرمة تناولها بما لا يحل الحديث الثاني وثلاثون ولا ضرار هو بكسر الضال المعجمة الحديث الرابع والثلاثون فان لم يستطع فبقلبه معناه فلينكر بقلبه وذلك ضعف الايمان اي اقله ثمرة الحديث الخامس والثلاثون ولا يخذله بفتح الياء واسكان الخاء وضم الذال المعجمة ولا يكذبه هو بفتح الباء واسكان الكاف اولفوا بحسب امرئ من الشر وباسكان سين المهملة ان يكفيه من الشر الحديث الثامن والثلاثون فقد اذنته بالحرب هو بهمزة ممدودة اي اعلنته بانه محارب لي قوله تعالى استعاذني ربطوه بالنون وبالباء وكلاهما صحيح. فأما ضبطه بالنون فهو استعاذني واما ظبطه بالباء فهو استعاذ بي وكلاهما وقعا في رواية الحديث عند البخاري احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله الحديث الاربعين كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل اي لا تركا ولا تتخذها وطنا ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتماء بها ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه. ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب الى اهله الحديث الثاني والاربعون عنان السماء بفتح العين اي لهو السحاب. وقيل ما عن لك منها اي ظهر اذا رفعت رأسك قوله بقراب الارض بضم بضم القاف وكسرها لغتان روي بهما والظم اشهر معناه ما يقارب ملئها فصل اعلم ان الحديث المذكور اولا من حفظ على امتي اربعين حديثا. معنى الحفظ هنا ان ينقلها الى المسلمين وان لم يحفظها لم يعرف معناها هذا حقيقة معناه. وبه يحصل يحصل انتفاع المسلمين لا بحفظ ما ينقله اليهم. والله اعلم وبالصواب الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله وصلاته وسلامه على سيدنا محمد اله وصحبه وسلم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين قال مؤلفه فرغت منه ليلة الخميس التاسع والعشرين من جمادى الاولى سنة ثمان وستين وستمائة قوله رحمه الله معنى الحفظ هنا ان ينقلها الى المسلمين وان لم يحفظها اي لا يشترط ان يحفظها عن صدر قلب لكن المشترط ان ينقلها الى المسلمين ولا يلزم ان تكون محوية في صدره من يكفي ان تكون محوية في سطره اذا تحقق انه نقلها على الوجه الاتم بقلمه رجي له ان يدخل في ثواب هذا الحديث وان كان هذا الحديث قدم ضعيف لم يثبت وهذا اخر بيان معاني ما يحتاج اليه في شرح هذا الكتاب. وبتمامه نكون قد اتممنا الكتاب الثالث. ونبدأ بعد صلاة في المغرب ان شاء الله تعالى في شرع الكتاب الرابع وهو العقيدة الواسطية ونحيي اجابة الاسئلة بعد تمام الدرس بعد العشاء باذن الله الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين