السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى على ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من المسندين وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين للمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيه هم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا تتمة شرح الخامس من برنامج مهمات العلم في مرحلته الاولى وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام. وقواعد الاحكام للعلامة في ابن شرف النووي رحمه الله وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله الحديث الحادي والثلاثون. نعم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. قال العلامة النووي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام. الحديث الحادي والثلاثون عن ابي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا انا عملته احبني الله واحبني الناس فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وزد فيما عند الناس يحبك الناس. حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره باسانيد حسنة. هذا الحديث اخرجه ابن ماجة بسند ضعيف جدا لا يعتمد عليه واوله عنده اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال الحديث وروي من وجوه اخرى لا يثبت منها شيء فتحسينه بعيد جدا الا ان ما فيه من معنى مصدق بدلائل كثيرة في القرآن والسنة. والزهد في الدنيا شرعا هو الرغبة عما لا ينفع في الاخرة. هو الرغبة عما لا ينفع في الاخرة وهذا معنى قول ابي العباس ابن تيمية الحفيد في الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة ذكره في قاعدته المفردة في الزهد. واستحسنه تلميذه ابن القيم في مدارج السالكين. ويندرج تحت هذا الوصف اربعة اشياء. اولها المحرمات. وثانيها المكروهات وثالثها المشتبهات لمن لا يتبينها ورابعها فضول المباحات وفضول المباحات اسم لما زاد من المباح عن الحاجة اسم لما زاد من عن الحاجة فالزهد واقع فيهن ليس غير. وما كان زائدا عنها فلا مدخل له في زهد فليس من الزهد ترك تناول المباح بالكلية والاستمتاع به لان الله سبحانه وتعالى انما جعله توسعة للخلق. وانما يطلب العبد بترك ما يزيد عن من المبال مما يسمى عند الاصوليين والفقهاء بفضول المباح. والزهد في الدنيا الزهد مما في ايدي الناس. الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث. فكان مغنيا ان يذكر له النبي صلى الله عليه وسلم ان يذكر له النبي صلى الله عليه وسلم الامر بالزهد. الا ان النبي صلى الله عليه وسلم امره بالزهد في الدنيا اولا ثم امره بالزهد فيما اي في ايدي الناس تانيا مع كون الثاني راجعا للاول والحامل على ذلك اختلاف الثمرة الناشئة عن كل اختلاف الثمرة الناشئة عن كل فان الزهد في الدنيا يورث محبة الله. والزهد فيما عند الناس يورث محبة الناس فالاختلاف الثمرة الناشئة عنهما المتولدة عن كل واحد منهما كرر النبي صلى الله عليه وسلم الامر به فالزهد في الدنيا يورث محبة الله والزهد فيما عند الناس يورث محبة الناس ويستفاد مما تقدم معرفة حكم الزهد. وان له درجتين فالاولى درجة واجبة درجة واجبة تتضمن الرغبة عن المحرمات والمشتبهات لمن لا يتبينها. تتضمن الرغبة عن المحرمات والمشتبهات لمن لا يتبينها. والثانية درجة مستحبة تتضمن الرغبة عن المكروهات وفضول المباحات. تتضمن الرغبة عن المكروهات وفضول المباحات نعم احسن الله اليكم. الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان الخضري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار حديث حسن رواه ابن ماجة والدار قطني وغيرهما مسندا فرواهم مالك في الموطأ مرسلا عن عمرو ابن يحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. فاسقط ابا سعيد له طرق يقوي بعضها بعضا. هذا الحديث لم يخرجه ابن ماجة لم يخرجه ابن ماجة في السنن مسندا من حديث ابي سعيد الخدري كما عزاه اليه المصنف وانما اخرجه هكذا الدارقطني في السنن ولا يثبت موصولا والمحفوظ منه والمحفوظ فيه من هذا الوجه انما هو مرسل. نعم الحديث عند ابن ماجة لكن من مسند عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما باسناد شديد الضعف. فالصواب في عزوه الى ابن ماجة ان يقال انه من حديث ابن عباس لا من حديث ابي سعيد الخدري. وروي هذا الحديث وعن جماعة اخرين من الصحابة باسانيد يقوي بعضها بعضا كما ذكر المصنف فالحديث معدود من جملة في الاحاديث الحسنة باجتماع طرقه. وفيه نفي امرين احدهما الضرر قبل وقوعه في دفع بالحيلولة دونه والاخر الضرر بعد وقوعه فيرفع بازالته فيكون قوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار اكمل من قول الفقهاء الضرر الانحسار لانحصار عبارتهم في ضرر وقع يطلب زواله ووفاء حديثه صلى الله عليه وسلم بدخول هذه الدرجة وذكر درجة اخرى وهي درجة الضرر المتوقع فيمنع من نزوله وحلوله واتباع الفاظه صلى الله عليه وسلم في الدلالة على ذات الشرع اولى لانها اكمل في بيان المقصود الشرعي من لفظ غيره. ذكر هذا المعنى جماعة من منهم ابو العباس ابن تيمية الحفيد وتلميذه ابن القيم والشاطبي في الموافقات. فايما مسألة وجد فيها خطاب شرعي فاستعمال الخطاب الشرعي اوفى. واكمل من استعمال غيره. فان غيره لا يسلم من النقص بخلاف عبارة الشرع ومن جملتها احاديثه صلى الله عليه وسلم. واعتبر هذا عند الفقهاء في القواعد الخمسة في الكلية عندهم. فان الالفاظ التي وضعوها في المشهور عندهم للدلالة على تلك المقاصد لا تسلم واحدة منها من اعتراء وفي كل واحدة منها يكون في قوله صلى الله عليه وسلم ما يغني عن مقالتهم. فقوله مثلا بمقاصدها اكمل منه واصدق في الدلالة على المقصود الاعمال بالنيات. وقولهم المشقة تجلب التيسير تيسير اكمل منه قوله صلى الله عليه وسلم الدين يسر وهلم جرا. نعم. احسن اليكم. الحديث الثالث والثلاثون. عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعطى الناس بدعواهم للدعا رجال اموال قوم ودماءهم لكن البينة على المدعي واليمين على من انكر حسن رواه البيهقي وغيره هكذا واصله في الصحيحين. هذا الحديث اخرجه البيهقي في السنن الكبرى. وهو بهذا اللفظ غير محفوظ. وانما يثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ. لو يعطى بدعواهم لادعى ناس دماء رجال واموالهم. ولكن البينة على المدعى عليه متفق عليه واللفظ لمسلم. وعندهما بلفظ مختصر ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين على المدعى عليه. وليس في الصحيحين ان البينة على المدعي. فهذه اللفظة جاءت في زائدة في رواية البيهقي ولا تصح وانما المحفوظ في الحديث هو لفظ الصحيحين. والدعوة اسم لما يضيفه المرء لنفسه مستحقا على غيره. اسم لما يضيفه المرء مستحقا على غيره كقوله لي على فلان الف ريال. لي على فلان الف ريال فالدعوة تجمع امرين احدهما اضافة المرء شيئا الى نفسه اضافة المرء شيئا الى نفسه والاخر الزعم بانه مستحق له على غيره. الزعم بانه مستحق له على غيره والبينة اسم لما يبين به الحق قسم لما يبين به الحق ان يظهر هو المدعي المبتدئ بالدعوة المطالب بها المبتدأ بالدعوة المطالب بها. وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت ترك وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت ترك لانه صاحب المطالبة والادعاء اذا سكت عنها ترك واهمل والمدعى عليه من وقعت عليه الدعوى. والمدعى عليه من وقعت عليه الدعوة وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت لم يترك من اذا سكت لم يترك لانه المطالب بمظمن الدعوى. لانه المطالب بمظمن الدعوة وقوله واليمين على من انكر اي من انكر دعوى المدعي فعليه اليمين وهو القسم ومقتضى هذا الحديث ان البينة على المدعي وان اليمين على المدعى عليه مطلقا. وليس الامر كذلك بل الحديث لو صح بهذا اللفظ فهو من العام المخصوص. فالاصل المذكور ليس كليا بل يلاحظ في ذلك جانب القرائن التي تحتف بوقائع الخصومات في ذلك جانب القرائن التي تحتف بالخصومات. فقد يجعل القاضي اليمين في حق دعا او يجعلها في حق المدعى عليه. وفق المقرب عند الفقهاء في باب الدعاوى والبينات من كتاب القضاء. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الرابع والثلاثون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع بلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. رواه مسلم. هذا الحديث متضمن للامر بتغيير المنكر والامر يفيد الوجوب فانكار المنكر بتغييره واجب والمنكر اسم والمنكر شرعا اسم جامع كلما انكره والشرع بالنهي عنه على وجه التحريم اسم جامع كلما انكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحريم. فالمنكرات هي المحرمات. والتغيير المأمور به له ثلاث مراتب. الاولى تغيير المنكر باليد ثانية تغيير المنكر باللسان والثالثة تغيير المنكر بالقلب. والمرتبتان الاولى شرط لوجوبهما الاستطاعة وبدونها تسقطان اما المرتبة الثالثة فانها لا تسقط بحال. بل هي واجبة على كل من عجز عن الانكار باليد واللسان. لان استطاعتها لا تتخلف عن احد. فكل احد من المؤمنين له استطاعة قلبية تمكنه من انكار المنكر بقلبه ومن لم ينكر المنكرا فهو ناقص الايمان. ولا يخرج من الايمان بترك الانكار وكيفية تغيير المنكر بالقلب تكون بكراهته وبغضه يكون كونوا بكراهته وبغضه. وهذه الكراهة والبغض مستقرها القلب. ولا الزموا بدو اثارها على الجوارح. فلا يجب على العبد ان يتمعر وجهه متغيرا الجبين بل الذي يلزمه هو وجود معنى البغض والكراهة للمنكر في قلبه فاذا وجد هذا المعنى كان كافيا في وجود انكاره المنكرا بقلبه. وهذه رتبة لمن لم يقدر على اليد واللسان. ووجوب تغيير المنكر. وفق المراتب الثلاثة المذكورة كن بامر واحد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله من رأى منكم منكرا وهو الرؤية البصرية. فلا يلزم الوجوب بغيرها فلو قدر ان انسانا علم وجود منكر دون رؤيته. فان الوجوب لا يتحقق في حقه الا اذا كان مفوضا بالامر في ذلك من ولي الامر. واما ما عدا ذلك فان من رحمة الله بنا ان جعل مناط التغيير هو الرؤية بالعين. لانها متعلق العبد الذي تناط به الاحكام بحسب مواقعته واطلاعه عليها. وما وراء ذلك فيه كلفة ومشقة عليه فلو كان واجبا على كل احد منا اذا علم منكرا لم يره ان يغيره لشق على الخلق لكن مناط الوجوب في تغيير المنكر هو الرؤية. واضح؟ يعني يجب عليك اذا رأيت اما اذا علمته قال جاءك واحد قال في منكر في المكان الفلاني. لا يجب عليك الانكار الا ان تكون مخولا من ولي الامر في الحسبة التي توكل اليها هذه الامور. والدليل على هذا القيد هو قوله صلى الله عليه وسلم من رأى اه منكم منكرا. واضح؟ طيب. لو قال قائل ان بعض الشراح قالوا من رأى منكم منكرا اي من علم منكم منكرا. فالرؤية هنا هي الرؤية القلبية للرؤية البصرية. ما الجواب؟ نعم واذا نصبت مفعول واحد فانها بصرية وليست لان العلمية تنصب احسنت. نقول ان رأى التي في الحديث هي رأى البصرية لانها نصبت مفعولا واحدا. اما رأى العلمية التي بمعنى علم فانها عند اهل العربية يلزمها نصب مفعولين ولا وجود لهما في النص. فرأى هنا هي رؤية البصرية العينية وليست الرؤيا الرؤية القلبية. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا. المسلم اخو المسلم لا يظلم ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات. بحسب امرئ من بان يحقر اخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم في الصحيح دون قوله ولا يكذبه. فانها غير واردة في روايته جزم بذلك جماعة من اهل العلم فليست من قبيل اختلاف النسخ بل من غلط بعض من يذكر من يذكر هذا الحديث فيدخل فيه ما ليس منه وهذه الصنيعة تندرج تحت نوع اخر غير المدرج. لان المدرج مروي في بعض الطرق وهذا النوع لم يذكره احد من المصنفين في علوم الحديث بل هو من الانواع كيف فتح الله بزيادتها وسميته الملزق وله امثلة. منها ما يذكره كثير من الناس فيقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اني اعوذ بك من لا ينفع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع وعين لا تدمع هذه الرابعة ليست في الحديث عين لا تدمع لم تروى ابدا في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. لكن اشتهرت نسبتها عند الناس حتى وقع فيها بعض متأخر للحفاظ كابي الفضل بن حجر رحمه الله في موضع له. فهذا يسمى ملزقا يعني لا يكون من حديث النبي صلى الله عليه وسلم. ولا مرويا على وجه الادراج سيأتي معنا المدرج في نخبة الفكر ان شاء الله بانه يروى في بعض الطرق لكن هذا لا يكون في الطرق ابدا وانما هو خارج منها. وشرطه ان يكون قطعة. اما اذا كان حديثا كاملا فان انه لا اصل له وهذا معنى معروف لكن الكلام في القطعة التي تزاد او اللفظ الذي يزاد في بعض الطرق في بعض نقلت الحديث والمختصرات التي تذكر الحديث فيثبتون مثل هذه الزيادة وقوله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا وقوله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا نهي عن التحاسد وحقيقة الحسن وحقيقة الحسن عند استفتاء عندك استفتاء يا عم الله يجزاك خير فيه مسؤولين عن الاستفتاء في المسجد عند الابواب اللي هناك تسأل عنهم يدلونك عليهم. جزاك الله خير وقوله لا تحاسدوا نهي عن التحاسد. وحقيقة الحسد كراهية العبد جريان النعمة على غيره سواء اقترن بالكراهية تمني زوالها ام لم يقترن يرحمك الله. وقوله ولا تناجشوا نهي عن النجش واصله في لسان العرب اثارة الشيء بمكر وحيلة وخداع فهو نهي عن تحصيل المطالب بتلك الطرق. نهي عن تحصيل المطالب بتلك الطرق. ومن البيع المعروف عند الفقهاء وهو ان يزيد في السلعة من لا يريد شراءها. المعاملة المعروفة عند الفقهاء وهي ان زيد في السلعة من لا يريد شراءها. فالحديث عام يفيد النهي عن الوصول الى اي غرض. بالحيلة والمكر والخداع. ومن افراد هذه الكلية العامة المعاملة المعروفة عند الفقهاء. وقوله لتباغضوا نهي عن التباغض اذا عدم المسوغ الشرعي فان كان الحامل عليه اتباع الشريعة لم يكن منهيا عنه فان الشريعة جاءت ببغض المحرمات واهلها كالشرك والبدعة والمعصية لكن البغض الذي يتعلق بمن تلطخ بشيء من ذلك ولم يخرج عن دائرة الاسلام مقيد فيبغض من وجه ويحب من وجه. فبغضه من قبل خطيئته التي قارفها وحبه من جهة اصل الاسلام الذي معه. وقوله لا تدابر نهي عن التدابر وهو التقاطع والتهاجر. وله نوعان احدهما هجر لاجل امر دنيوي هجر لامر دنيوي. ولا يحل فوق ثلاث والاخر هجر لاجل امر ديني فتجوز الزيادة على الثلاث. لحديث الثلاثة الذين خلفوا فانهم هجروا شهرا وتقدير المدة معلق بالمصلحة والمفسدة وقوله وكونوا عباد الله اخوانا يحتمل معنيين احدهما انه انشاء لا تراد حقيقته. انه انشاء لا تراد حقيقته بل يراد به الخبر اي اذا تركتم التحاسد والتباغض والتدابر والتناجش ولم يبع بعضكم على بيع بعض كن انتم عباد الله اخوانا فهو خبر محض. والاخر انه انشاء تراد به حقيقته وهي الامر اي كونوا عباد الله اخوانا بتحصيل كل سبب يحقق الاخوة الاسلامية. ويقويها المعنيين صحيح وقوله التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات اي اصل التقوى في القلوب. ومن ثم اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى صدره للاعلام بان اصلها مستقر في قلب العبد الذي محله الصدر ومتى عمر القلب بالتقوى ظهرت اثارها على اللسان والجوارح. ومن الدعاوى الكاذبة ان ان يزعم المرء استقرار التقوى في قلبه مع فقد اثارها على لسانه وجوارحه. فمن يقول التقوى ها هنا مع عدم ظهور اثار التقوى عليه فانه كاذب في الدعوى. وانما بقي عنده اصل الايمان. اما التقوى وهي الرتبة العظيمة فلا بد ان تكون لها اثار ظاهرة على العبد. فمن يصلي مرة ويترك اخرى ويصوم شهر رمضان سنة ويترك اخرى ثم يزعم بان التقوى ها هنا لا تصح دعواه وانما معه اصل الاسلام. اما التقوى ذات المرتبة العظيمة وهي اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع فانها مفقودة منه ان التقوى رتبة شريفة زائدة عن قدر اصل الاسلام. وفي ذلك يقول الله عز وجل انما يتقبل الله من المتقين والمراد بالتقبل هنا ما هو زائد عن القبول. فان القبول يقع لاهل الاسلام اذا عملوا واما التقبل فانه يحتاج الى زيادة فوق اصل الاسلام وهي التقوى. لان بين القبول والتقبل فرقا ما هو هذي الدلالات اللغوية اللي نقولها دائم التقبل تفعل يعني فيه صلة بين من تعلق به الفعل وبين من وقع به منه التقبل. والتقبل يستلزم رضا عن العامل ومحبته فهو مقارن لها. واما القبول فلا يستلزم ذلك ذلك فالقبول يتحقق به سقوط الطلب وبراءة الذمة. القبول يتحقق به سقوط الطلب وبراءة الذمة. واما التقبل فانه يتحقق به براءة سقوط الطلب وبراءة الذمة ومحبة الله العبد. ولذلك جاء هذه الاية انما يتقبل الله من المتقين. يعني ان من كان متقيا وقع له من الله التقبل يعني محبته على اعماله. ولاجل هذا كان دعاء ربنا تقبل منا والا ربنا اقبل منا ايش؟ تقبل منا لان التقبل فيه معنى فيه فعلا زائد اشار الى هذه النكتة اللطيفة من غير تطويل كلام فيها ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله وتلميذه ابو الفرج ابن رجب وهي ظاهرة لمن؟ تدبر دلالات النصوص في القرآن والسنة. نعم احسن الله اليكم. الحديث السادس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسري يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وما اجتمع مع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم. الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم بهذا اللفظ. ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث خمسة اعمال مقرونة بذكر ما ايترتب عليها من الجزاء؟ فالعمل الاول تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا وجزاؤه ان ينفس الله عن عامله كربة من كرب يوم القيامة. وجعل جزاء هذا العمل مؤجل لانه اكمل في الاثابة. فكرب يوم القيامة اعظم الكرب. فتعلق الثواب بها اكمل والعمل الثاني التيسير على المعسر. وجزاؤه ان ييسر الله على عامله في الدنيا والاخرة والثالث الستر على المسلم. وجزاؤه ان يستر الله على عامله في الدنيا والاخرة والناس في باب الستر قسمان. احدهما من لا يعرف بالفسق لا شهر به من لا يعرف بالفسق ولا شهر به. فهذا اذا زلت قدمه بمقارفة الخطيئة ستر عليه وحرم بث خبره. والاخر من كان مشتهرا بالمعاصي معلنا لها منهمكا فيها. فمثله لا يستر عليه بل يرفع امره لولي الامر قطعا لشره وزجرا له عن غيه وانتصارا ان لله ودينه. وانما يستباح من عرضه ما اوصل الى ازالة منكره فلا يجوز ما زاد على ذلك فما احتيجا للافصاح عن منكره بالتبليغ عنه جاز ولم يكن غيبة له. وما زاد على ذلك مما لم يحتج اليه فانه لا يجوز لبقاء حرمة الاسلام عليه. فان المسلم له حرمة في بدمه وماله وعرضه. فلا تستباح الا بالقدر الذي اذن به الشرع. والرابع سلوك طريق يلتمس فيه العلم وجزاؤه ان يسهل الله لعامله طريقا الى الجنة اين هذا الطريق متى في الدنيا ولا في الاخرة؟ في الدنيا. يقول الاخ يكون في الدنيا هذا الطريق يكون في الدنيا طيب وغيره نعم يا اخي. احسنت. يكون هذا الطريق في الدنيا بالاهتداء الى اعمال اهل الجنة ويكون في الاخرة بالاهتداء الى الصراط المستقيم الذي يوصل الى الجنة وهذا مصداق قول ابن القيم كل خير في الدنيا والاخرة فاصله العلم والعدل. وهذا من بركة العلم ان له خيرا في الدنيا وله خير في الاخرة. والخامس الاجتماع في في بيت من بيوت الله وهي المساجد على تلاوة كتاب الله وتدارسه. وجزاؤه نزول السكينة وغشيان الرحمة وحف الملائكة وذكر الله المجتمعين فيمن عنده. وقوله النبي صلى الله عليه وسلم في اثناء ذكر تلك الاعمال والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه مشتمل على بيان الاصل الجامع للعمل والجزاء. فالاصل الجامع للعمل الذي يثاب عليه العبد معونة اخيه المسلم. والاصل الجامع للجزاء معونة الله سبحانه وتعالى العبد ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث بقوله ومن بطأ به نسبه لم يسرع ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه اعلاما بمقام العمل. وان من وقف به عمله وعن بلوغ المقامات العالية في الدنيا والاخرة فان نسبه لا ينفعه ولا يبلغه ما يؤمله لان النظر الى القلوب والاعمال لا الى الحظوظ والاموال. لان النظر من القلوب والاعمال لا الى الحظوظ والاموال. وفيه حديث ابي هريرة في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اموالكم وانما ينظر الى قلوبكم واعمالكم. نعم. احسن الله اليكم السابع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف. فانظر يا اخي وفقنا الله واياك الى لطف الله تعالى وتأمل هذه الالفاظ وقوله عنده. فقوله عنده اشارة الى الاعتناء بها. فقوله امنة للتأكيد وشدة الاعتناء بها. وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها كتبها الله عنده حسنة امنة فاكدها بكاملة وان عملها كتبها الله سيئة واحدة. فاكد تقليلها بواحدة. ولم يؤكدها كاملة فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه. وبالله التوفيق. قوله ان الله وكتب الحسنات والسيئات المراد بالكتابة هنا الكتابة القدرية دون الشرعية لان المكتوب شرعا هو الحسنات دون السيئات. اما المكتوب قدرا فهو والسيئات معا والكتابة القدرية للحسنات والسيئات تشمل امرين. احدهم ما كتابة عمل الخلق لها؟ كتابة عمل الخلق لها. والاخر كتابة ثواب وبها وتعيينه كتابة ثوابها وتعيينه. وكلاهما حق الا ان المراد منهما في هذا الحديث الثاني. فان السياق يدل عليه. لقوله ثم بين ذلك اي بين ثواب كل من الحسنة والسيئة وعينه. والحسنة شرعا اسم لما وعد عليه بالثواب الحسن اسم لكل من لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن وهي كل ما امر به الشرع. وهي كل ما امر به الشرع. والسيئة شرعا اسم لكل ما توعد عليه بالتواب السيء اسم لكل ما توعد عليه بالثواب السيء وهي كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريم. وهي كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريم فتندرج الفرائض والنوافل في اسم الحسنة. وتختص السيئة بايش؟ بالمحرمات فقط. والعبد بين الحسنة والسيئة لا يخلو من اربعة احوال اخبر عنها الله في هذا الحديث القدسي. فالحال الاولى ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها. فيكتبها الله عز وجل عنده حسنة كاملة والهم المذكور هنا هو هم الخطرات فاذا وجدت في القلب خطرة الى الحسنة كتبها الله له حسنة وان لم يعمل بها هذا من فضل الله علينا. اذ كان مجرد الخاطر العارض لارادة الحسنة موجبا لان يتفضل الله عز وجل على العبد في كتبها له حسنة ولو لم يعملها. والحال الثانية اي ثم بالحسنة ثم يعمل بها فيكتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة مم ومناط حصول التضعيف فوق العشر هو قدر الاحسان في العمل. والاخلاص في القلب. واظحة المسألة هذي؟ الحسنة بعشر امثالها هذا باعتبار المرتب في الجزاء شرعا. وراء ذلك يتفاضل الناس. اقل من يفعل الحسنة كم له عشر حسنات وتوجد الزيادة عليها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. فمن الناس من يجزى بالحسنة ثلاثين ضعفا ومنهم من يجزى سبعمائة ضعف. ما المفرق بين الاثنين؟ كمال الاخلاص والمتابعة كمال الاخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حال الثالثة ان يهم بالسيئة ويعمل بها فتكتب سيئة مثلها. من غير مضاعفة. فلا تضاعف بعددها وربما وقعت المضاعفة في كيفيتها. بملاحظة شرف المكان او الزمان او حال العبد. فتعظم سيئته كيفا لا كما تعظم سيئته كيفا لا كما كالسيئة في البلد الحرام. فانها لا تضعف عشرا وانما اتضاعف حجما فالنظر الحرام مثلا في البلد الحرام سيئة في كيفيتها الحجمية اعظم من النظر حرامي في غير البلد الحرام. الحالة الرابعة ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها وترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين وترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين احدهما ان يكون الترك لسبب دعا اليه ان يكون الترك لسبب دعا اليه. والاخر ان دون الترك لغير سبب بل تفتر عزيمته دون سبب داع وترك السيئة لسبب داع ثلاثة اقسام فالقسم الاول ان يتركها ان يكون السبب خشية الله ان يكون السبب خشية الله فتكتب له حسنة. والقسم الثاني ان يكون سبب مخافة المخلوقين ومراءاتهم فيعاقب على هذا فيعاقب على هذا. لماذا قلنا ما قلنا فتكتب سيئة تبعا للنص لان النص جاء في العقوبة على الرياء ومخافة المخلوقين وعدم مخافة الله. ما جاء فيه انها تكتب سيئة من جنس ذنبه الذي وقع. لكن عنده سيئة اخرى وهي الرياء او مخافة غير الله سبحانه وتعالى والقسم الثالث ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة مع الاشتغال بتحصيل اسبابها. ان يكون السبب عدم القدرة على سيئة مع الاشتغال بتحصيل اسبابها. فهذا يعاقب كمن عمل فتكتب عليه سيئة اما ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان. اما ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان. القسم الاول ان يكون همه بها هم خطرات ان يكون همه بها هم خطرات فلم يسكن قلبه اليها انعقد عليها بل نفر منها فهذا معفو عنه بل تكتب للعبد حسنة جزاء عدم سكون قلبه الى السيئة ونفرته منها وهو المقصود في الحديث. والقسم الثاني ان يكون الهم بالسيئة هم عزم. ان يكون الهم هم عزم وهم العزم هو الهم المشتمل على الارادة المقترنة بالتمكن من الفعل. هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة بالتمكن من الفعل. وهذا القسم نوعان. احدهما ما كان من اعمال القلوب ما كان من اعمال القلوب واحوالها كالشك في الوحدانية او التكبر او العجب. فهذا يترتب عليه اثره ويؤاخذ العبد به وربما صار منافقا او كافرا والاخر ما كان من اعمال الجوارح فيصر القلب عليه هاما به هم عزم. فيصر القلب عليه هاما به هم عزم لكن لا لا يظهر لذلك اثر في الخارج. لكن لا يظهر لذلك اثر في الخارج فجمهور اهل العلم على المؤاخذة به ايضا. فجمهور اهل العلم على المؤاخذة به ايضا وهو اختيار جماعة من المحققين منهم المصنف ابو زكريا النووي وابو العباس ابن تيمية الحفيد. وهذه الخلاصة هي زبدة معترك الانظار في الجمع بين الادلة والاخبار الواردة في مسألة كتابة الحسنات والسيئات علقتي بالفعل الظاهر والاعتقاد الباطن. فانها مسألة كبيرة جدا. وفيها غوامض واشكالات لكن الذي يتحدر زلالا بعد طول نظر وادامة فكر هو ما سبق تقريره وبيانه. نعم. احسن الله اليكم الحديث الثامن والثلاثون. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي يا عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني ولئن استعاذني لاعيذنه. رواه البخاري. هذا الحديث اخرجه البخاري بهذا اللفظ. ووقع في في بعض روايات كتاب البخاري وان سألني لاعطينه. وقال ولئن استعاذ بي وزاد في اخره وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموتى وانا اكره مساءته. وفي الحديث بيان جزاء معاداة اولياء الله. والولي شرعا وولي الله شرعا وولي الله شرعا كل مؤمن تقي. قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون. وكمال الولاية بحسب كمال الايمان والتقوى وهذا المعنى هو خلاف معنى الولي المصطلح عليه عند علماء الاعتقاد والسلوك. فان الولي عندهم كل مؤمن تقي غير نبي. فيخرجون الانبياء عن يسمى الاولياء اصطلاحا اما بالنظر الى الحقيقة الشرعية فان اسم الولي الوارد في القرآن والسنة يشمل الانبياء ومن دونهم. ومعاداة الولي توذن بحرب صاحبها من الله. ان كانت لاجل ما هو عليه من الدين. او كانت لاجل امر دنيوي. واقترن بها بغض الولي وكراهيته والتعدي عليه بالجور والظلم. فان خلت من ذلك فلا تدخل في الحديث فتكون معاداة ولي الله لاجل امر دنيوي دون ظلمه تعدي عليه غير مندرجة في الحديث. اما المندرج في الحديث من معاداة الولي فهو نوعان احدهما معاداته لاجل الدين والاخر معاداته لاجل الدنيا. مع ظلمه والتعدي عليه وقوله تعالى في الحديث القدسي فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به الى اخره معناه اوفقه فيما يسمع ويبصر ويبطش ويمشي. فلا يقع منه شيء من اعمال الجوارح الا وفق ما يحبه الله ويرضاه. نعم احسن الله اليكم الحديث التاسع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما هذا الحديث اخرجه ابن ماجة بلفظ ان الله وضع عن امتي الحديث. واخرجه يقي ايضا بلفظ قريب منه واسناده ضعيف. والرواية في هذا الباب فيها لين العزو الى ابن ماجة مغن عن ذكر البيهقي. لان من القواعد المشتهرة عند محدثين ان الحديث اذا كان مرويا في احد اصول الحديث الستة استغني بالعزم اليه طلبا للاختصار. كالواقع في كتاب الاربعين. فانه في صدر احاديثه ذكر احاديث توجد في الستة وغيرها واهمل عزوها الى غير الستة. فكان اللائق به ان لا البيهقي طردا للقاعدة المستعملة عند المحدثين من الاكتفاء بالعزو الى من روى الحديث من الستة فان خرج عن الستة عزي الى احمد. فان خرج عن المسند الاحمدي استوت الكتب بعد ذلك وقدم فمنها ما كان مرتبا على الابواب. فان العزو الى المرتب على الابواب اولى من العزو الى المرتب على ذكره ابو الفضل ابن حجر وعلله بكون المرتب على الابواب يخرج فيه صاحبه اصح احسن ما يكون عنده. اما المخرج في المسانيد فلا يلاحظ فيه هذا المعنى. ذكره في صدر تعجيل المنفعة. ولذلك جرى العزو عند المحدثين الى سنن الدارقطني وسنن البيهقي قبل العزو الى مسند البزار ومعجم الطبراني الكبير وهلما جرا وفي الحديث بيان فضل الله على هذه الامة بوضع المؤاخذة عنها في ثلاثة امور. احدها الخطأ والمراد به هنا وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله. وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله. وثانيها النسيان. وهو ذهول القلب عن مراد معلوم تقرر فيه ذهول القلب عن مراد معلوم تقرر فيه. وثالثها الاكراه. وهو ارغام العبد على ما لا يريد ومعنى الوضع نفي وقوع الاثم مع وجودها. نفي وقوع الاثم مع وجودها. فلا اثم على مخطئ ان ولا ناس ولا مكره بل ذلك مما رفعه الله عنا رحمة بنا. نعم. احسن الله اليكم الحديث الاربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا اياك انك غريب او عابر سبيل. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح. واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري ارشد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الى الحال التي يكون بها صلاح العبد في الدنيا. بان ينزل احدى منزلتين الاولى منزلة الغريب. وهو المقيم في غير بلده. فقلب متعلق بالرجوع الى بلده. واشتغاله حينئذ بامر دنياه في تلك البلدة التي هو بها قليل وركونه الى اهلها ضعيف كليل. والثانية منزلة عابر السبيل وهو المسافر يمر ببلد ثم يخرج منها لانها ليست محط رحله ولا مراده وامله. فهو اقل تعلقا بها من الغريب. لان مكثه فيها قليل ولا رغبة عنده في الاقامة بها. فمن رام اصلاح نفسه فليحملها منزلا لها احدى المنزلتين. والمنزلة الثانية اكمل من المنزلة الاولى. لما فيها من قلة التعلق بالدنيا فعابر السبيل المار الذي لا يريد ان يتلبث بخلاف الغريب الذي يتلبس مدة ثم يخرج من البلد والمناسب للدنيا طلبا لاصلاح النفس ان ينظر الانسان اليها نظر عابد السبيل وانه في جملة قوم سفر يقطعون طريقا يفضون به الى منتهى رحلهم. فالعاقل من يجعل ومن يجعل شغله منتهى الرحل والاحمق من يضيع وقته دون منتهى رحله روى ابو نعيم الاصبهاني بسند صحيح عن علي وعلقه البخاري في صحيحه انه خطب الناس فقال يا ايها الناس ان الدنيا ولت مدبرة. وان الاخرة جاءت مقبلة. ولكل منهما بنون فكونوا من ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا فاليوم عمل ولا حساب. وغدا حساب ولا عمل. اشارة لان منتهى الرحل الذي يقع فيه الجزاء والاستقرار في احدى دارين هو الاخرة. وما دون ذلك فانه ممر موصل اليها. نعم. احسن الله اليكم الحديث الحادي والاربعون عن ابي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي عنه ما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح هذا الحديث عزاه المصنف الى كتاب الحجة على تارك المحجة وهو لابي الفتح نصر ابن ابراهيم المقدسي. ولم يظفر به بعد وانما يوجد له مختصر كن مجرد الاسانيد طبع باخرة. وقد اخرج الحديث المذكور من هو اشهر منه. كابن ابي عاصم في كتاب السنة والبغوي في شرح السنة واسناده ضعيف. وتصحيح هذا هل هذا الحديث بعيد من وجوه ذكرها ابو خرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم لكن اصول الشرع تصدق معناه. وتشهد بصحته دراية لا رواية فيكون المعنى الوارد فيه ثابتا شرعا. لكن الحديث غير ثابت النسبة الى النبي صلى الله عليه وسلم اللفظ والهوى الميل المجرد ويغلب اطلاقه على الميل الى خلاف الحق ويكاد الثاني ان يكون مراد الشرع. ويكاد الثاني ان يكون مراد الشرع فللهوى معنيان. احدهما لغوي. وهو الميل المجرد دون ملاحظة تعلقه ابالحق ام بغيره الميل المجرد دون ملاحظة تعلقه بالحق ام بغيره والاخر شرعي وهو الميل الى خلاف الحق وهو الميل الى خلاف بالحق وفيه قول ابن عباس الذي رواه اللهلكائي في شرح اعتقاد اهل السنة بسند صحيح عنه انه قال كل هوى ضلالة كل هوى ضلالة. والحديث المذكور هنا مما يرجع الى المعنى الاول دون الثاني. اي الى اللغوي دون الشرعي وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الدين قسمان احدهما ما لا يصح اسلام العبد الا به ما لا يصح اسلام العبد الا به. والاخر ما يصح اسلام العبد ما يصح اسلام العبد دونه. فالاول اذا ذكر نفي الايمان عن تاركه كان نفيا لاصله. فالاول اذا ذكر نفي الايمان عن تاركه كان نفيا لاصله. والثاني اذا نفي الايمان عن تاركه كان نفيا لكماله. فيعلم من هذا معنى نفي الايمان المذكور في الحديث فانه ان كان النفي متعلقا باصل الايمان كان النفي نفي اصل الايمان بالكلية وان كان النفي متعلقا بما زاد عن اصل الاسلام يكون نفيا لكمال الايمان. نعم. احسن الله اليكم الحديث الثاني والاربعون عن انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك به شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع قط كل ما في اسناده الا ان الا ان الحديث بمجموع طرقه من جملة الاحاديث حيسان ولفظه في النسخ التي بايدينا من جامع الترمذي على ما كان فيك عوض على ما كان منك الذي ذكره المصنف وهو مشتمل على ذكر ثلاثة اسباب تحصل بها المغفرة. اولها الدعاء المقترن بالرجاء الدعاء المقترن بالرجاء. وقرن الدعاء بالرجاء لافادة ان الداعي حاضر القلب. مقبل على الله افادة ان الداعي حاضر القلب مقبل على الله. وثانيها الاستغفار وثالثها توحيد الله واشير اليه بعدم الشرك في قوله لا تشركوا بي لان غاية التوحيد ابطال الشرك وانما اخر ذكره مع جلالة قدره لعظم اثره في محو الذنوب وانما اخر ذكره مع جلالة قدره لعظم اثره في محو الذنوب المذكور في قوله تعالى في هذا الحديث القدسي لاتيتك بقرابها مغفرة. اي بملئها مغفرة. فالقراب بضم القاف تكسر ملء الشيء وهو هنا ملء الارض. فيكون معنى الحديث لو انك اتيتني بملئ الارض ذنوبا انت موحد لاتاك الله بملئها مغفرة. والعنان بفتح العين هو السحاب. نعم احسن الله اليكم. خاتمة الكتاب فهذا اخر ما قصدته من بيان الاحاديث التي جمعت قواعد الاسلام ما لا يحصى من انواع العلوم في الاصول والفروع والاداب وسائر وجوه الاحكام. وها انا اذكر بابا مختصرا جدا في ضبط خفي الفاظها مرتبة لان لا يغلط في شيء منها. وليستغني بها حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها ثم اشرع في شرحها ان شاء الله تعالى في كتاب مستقل. وارجو من فضل الله تعالى ان يوفقني فيه لبيان مهمات من اللطائف وجمل من الفوائد والمعارف لا يستغني مسلم عن معرفة مثلها ويظهر فيها جزالة هذه الاحاديث وعظم فضلها. وما اشتملت عليه من النفائس التي ذكرتها والمهمات التي وصفتها ليعلم بها الحكمة في اختيار هذه الاحاديث الاربعين. وانها حقيقة بذلك عند الناظرين. وانما افردت عن هذا الجزء ليسهل حفظ الجزء بانفراده ثم من اراد ضم الشرح اليه فليفعل ولله عليه المنة بذلك اذ يقف على نفائس اللطائف المستنبطة من كلام من قال الله في حقه. وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ولله الحمد اولا واخرا وباطنا وظاهرا. باب بباب الاشارات الى ضبط الالفاظ المشكلات. هذا الباب وان ترجمته بالمشكلات فقد انبه فيه على الفاظ من الواضحة في الخطبة نظر الله امرأ روي بتشديد الضاد وتخفيفها والتشديد اكثر ومعناه حسنه وجمله الحديث الاول امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو اول من سمي امير المؤمنين قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات المراد لا تحسب الاعمال الشرعية الا بالنية. قوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى الله ورسوله معناه مقبولة. قوله رحمه الله معناه مقبولة عهوده في الخطاب الشرعي متقبلة لان التقبل فوق القبول فهو يتضمن محبة الله العاملة ورضاه عنه وبها وقع دعاء الانبياء ووعد فقال الابوان ابراهيم واسماعيل ربنا تقبل منا. وقال الله انما يتقبل الله من المتقين نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثاني لا يرى عليه اثر السفر هو بضم الياء من يرى. قوله قال المصنف رحمه الله في شرح صحيح مسلم واسمه المنهاج في في شرح صحيح مسلم ابن الحجاج وضبطه الحافظ ابو حازم العدوي نرى بالنون المفتوحة وكذا هو في مسند ابي يعلى الموصلي وكلاهما صحيح. انتهى كلامه. نعم احسن الله اليكم. قوله تؤمن بالقدر خيره وشره. معناه تعتقد ان الله قدر الخير والشر قبل خلق الخلق جميع الكائنات بقضاء الله تعالى وقدره وهو مريد لها. هذا الذي ذكره المصنف رحمه الله هو بعض معنى الايمان بالقدر والمختار ان ذلك يرجع الى حقيقته الشرعية التي تقدم ذكرها وهي ان الايمان بالقدر هو علم الله. بالكائنات وكتابتها علم الله بالكائنات وكتابتها. ومشيئته وخلقه لها والمراد بالكائنات الحوادث والوقائع. نعم احسن الله اليكم قوله فاخبرني عن امارتها هو بفتح الهمزة اي علامتها ويقال امار بلا هاء لغتان لكن الرواية بالهاء قوله تلد الامة ربتها اي سيدتها ومعناه ان تكثر السراري حتى تلد الامة السرية بنتا لسيدها وبنت السيد في معنى السيد وقيل يكثر بيع السراري حتى تشتري المرأة امها وتستعبدها جاهلة بانها امها وقيل غير ذلك وقد اوضحته في شرح صحيح مسلم بدلائله وجميع طرقه قوله العالة اي الفقراء ومعناه ان اسافل الناس يصيرون اهل ثروة ظاهرة. قوله ولبثت مليا هو بتشديد يا زمانا كثيرا وكان ذلك ثلاثا هكذا جاء مبينا في رواية ابي داود والترمذي وغيرهما. اقتصر المصنف على عزو ما جاء من تقدير المدة الى ابي داوود والترمذي والتقدير المذكور وارد عند اصحاب السنن الاربعة جميعا فرواه ابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة انه لبث ثلاث ليال واسناده صحيح نعم احسن الله اليكم الحديث الخامس قوله من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اي مردود كالخلق بمعنى المخلوق. الحديث السادس قوله فقد استبرأ لدينه وعرضه. اي صان دينه وحمى عرضه من وقوع الناس فيه. قوله يوشك هو بضم وكسر الش وكسر الشين ان يسرع ويقرب. قوله حمى الله محارمه معناه الذي حماه الله تعالى ومنع دخوله هو الاشياء التي حرمها الحديث السابع قوله عن ابي رقية وبضم الراء وفتح القاف وتشديد الياء. قوله الداري منسوب الى جد له اسمه الدار فقيل الى موضع يقال له دارينا ويقال فيه ايضا الديري نسبة الى دير كان يتعبد فيه وقد بسطت القول في ضحي في اوائل شرح صحيح مسلم. قوله رحمه الله وقيل الى موضع يقال له دارين ذكر ابن طه في الانساب المتفقة عن ابي الفضل عن ابي وردي النسابة الاديب انه كان يقول ليس هو من دارين بل هو غلط فاحش انتهى كلامه وقوله رحمه الله ويقال له الدين نسبة الى دين كان يتعبد فيه. يوهم ان تعبده فيه وقع في الاسلام. وليس الامر كذلك بل كان قبله. فلا بد من تقييد هذه الجملة بما يفيد هذا وتفطن المصنف لذلك في شرح صحيح مسلم وفي تهذيب الاسماء واللغات فقيده بتعبده قبل الاسلام اذ كان تميم نصرانيا. واتخاذ الاديرة والصوامع والبيع على وجه التفرد والعزلة عن الخلق ليس من شعائر الاسلام. والصحابة اولى بالتنزيه من مثل هذه المقالات فلا بد من التقييد بكون ذلك قبل الاسلام لئلا يتطرق الى جناب الصحابة ومقامهم شيء. نعم. احسن الله اليكم الحديث التاسع قوله واختلافهم هو بضم الفاء لا بكسرها. الحديث العاشر قوله غذي بالحرام هو بضم الغين كسر الذال المعجمة المخففة. وذكر الجرداني الدمياطي في شرح الاربعين نقلا عن المصابيح انه جاء تشديد ايضا فيقال غذي ويقال غذي لكن المشهور هو الاول وهو التخفيف نعم احسن الله اليكم الحديث الحادي عشر قوله دع ما يريبك الى ما لا يريبك بفتح الياء وضمها لغتان والفتح افصح واشهر ومعناه اترك ما شككت فيه واعدل الى ما لا تشك فيه. ما ذكره رحمه الله من تفسير الريب بالشك فيه نظر والصحيح ان الريب هو قلق النفس واضطرابها. فليس شكا فقط بل هو شك وزيادة وتفسيره بالشك من تفسير الشيء ببعض افراده. والمختار ان الريب له معنى اوسع من ذلك وقلق النفس واضطرابها ذكره جماعة من المحققين منهم ابو العباس ابن تيمية الحفيد وتلميذه ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابو الفرج ابن رجب نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثاني عشر قوله يعني بفتح اوله. الحديث الرابع عشر قوله الثيب الزاني معناه المحصن اذا زنا وللاحصان شروط معروفة في كتب الفقه. الحديث الخامس عشر قوله او ليصمت بضم الميم. وسمع ايضا. وهو القياس. نعم. احسن الله اليكم. الحديث السابع عشر القتلة والذبحة بكسر اولهما. قوله وليحد هو بضم الياء وكسر الحاء وتشديد الدال يقال احد السكين وحد واستحدها بمعنى الحديث الثامن عشر جندب بضم الجيم وبضم الدال وفتحها بضم الجيم الحديث التاسع عشر تجاهك بضم التاء وفتح الهاء اي امامك كما في الرواية الاخرى. ذكر صاحب القاموس في وغيره ان هذه الكلمة تجاه تجيء مثلثة التاء ضما تجاه وفتحا تجاه وكسرا تجاه نعم. احسن الله اليكم. تعرف الى الله في الرخاء اي تحبب اليه بلزوم طاعته واجتناب مخالفته الحديث العشرون قوله اذا لم تستح فاصنع ما شئت معناه اذا اردت فعل شيء فان كان مما لا تستحيي من الله الناس في فعله فافعله والا فلا وعلى هذا مدار الاسلام. تقدم ان الحديث يجوز ان يكون خبرا ويجوز ان يكون انشاء بدا للامر فما ذكره المصنف فيه ضيق وما سلف اوسع منه. نعم. احسن الله اليكم الحديث الحادي قل امنت بالله ثم استقم اي استقم كما امرت ممتثلا امر الله تعالى مجتنبا نهيه. الحديث الثالث والعشرون قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان المراد طهور الوضوء. قيل معناه ينتهي تضعيف ثوابه الى نصف اجر الايمان وقيل الايمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء. ولكن الوضوء تتوقف صحته على الايمان فصار نصفا. فقيل المراد بالايمان الصلاة والطهور شرط لصحتها فصار كالشطر وقيل غير ذلك. قوله رحمه الله وقيل الايمان يجب ما قبله من الخطايا وكذا اما ان الايمان يجب ما قبله من الخطايا فهذا في صحيح مسلم بلفظ في هذا في صحيح مسلم مرفوعا من حديث عمرو بن العاص بلفظ الاسلام يجب ما قبله. وذلك يشمل كبائر الذنوب وصغائرها والايمان في الوضع الشرعي واحد فاذا ذكر احدهما ان درج فيه الاخر. فالحديث يفيد ان الايمان يجب قبله كما ذكر المصنف اما الوضوء فلم يثبت فيه حديث بهذا اللفظ. لكن تكفير الوضوء الذنوب وارد في احاديث عدة الا انها مختصة بتكفيرها الصغائر دون الكبائر. نعم. احسن الله اليكم قوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان اثوابها. وسبحان الله والحمد لله تملآن. اي لو قدر ثوابه وما جسما لملأ ما بين السماء والارض وسببه ما اشتملتا عليه من التنزيه والتفويض الى الله تعالى. الصلاة نور اي يمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء وتهدي الى الصواب وقيل يكون ثوابها نورا لصاحبها يوم القيامة. فقيل لانها سبب لاستنارة والصدقة برهاننا اي حجة لصاحبها في اداء حق المال. فقيل حجة في ايمان صاحبها لان المنافق لا يفعلها غالب والصبر ضياء اي الصبر المحبوب هو الصبر على طاعة الله تعالى والبلاء ومكاره الدنيا وعن المعاصي ومعناه لا يزال يصاحبه مستضيا مستمرا على الصواب. كل الناس يغدو فبائع نفسه معناه كل انسان يسعى بنفسه. فمنها فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما. فيوبقها ان يهلكها وقد بسطت شرح هذا الحديث في اول شرح صحيح مسلم فمن اراد زيادة فليراجعه بالله التوفيق. الحديث الرابع والعشرون قوله تعالى حرمت الظلم على نفسي اي تقدست عنه فالظلم مستحيل في حق الله تعالى لانه مجاوزة الحد او التصرف في غير ملك في غير لملك وهما جميعا محال في حق الله تعالى. تقدم ان المختار في الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. وما ذكره المصنف نيف مشهور عند المتكلمين وفيه نظر بسقه ابو العباس ابن تيمية الحفيد نقدا ونقدا في شرح حديث ابي ذر الغفاري وهو مطبوع. نعم. احسن الله اليكم قوله تعالى فلا تظالموه وبفتح التاء اي لا تتظالموا قوله تعالى انا كما ينقص المخيط هو بكسر الميم واسكان الخاء المعجمة وفتح الياء. اي الابرة ومعناه لا ينقص شيئا الحديث الخامس والعشرون الدثور بضم الدال والثاء المثلثة الاموال واحدها دثر كفلس وفلوس. قوله وفي بضع احدكم هو واسكان الضاد المعجمة وهو كناية عن الجماع اذا نوى به العبادة. فهو قضاء حق الزوجة وطلب ولد صالح واعفاف النفس كفوها عن المحارم الحديث السادس والعشرون السلامى بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم وجمعه سلاميات بفتح الميم وهي المفاصل والاعضاء وهي ثلاثمئة وستون في الصلاة ثبت ذلك في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث السابع والعشرون النواس بفتح النون وتشديد الواو والسمعان بكسر السين المهملة وفتحها. والفتح اشهر احسن الله اليكم. قوله حاك بالحاء المهملة والكاف اي ترددا. وابسط بكسر الباء الموحدة. الحديث الثامن هو عشرون العرباض بكسر العين وبالموحدة سارية بالسين المهملة والياء المثناة من تحته قوله ذرفت بفتح الذال المعجمة والراء كانت قلوب النواجذ هو هو بالذات المعجمة وهي الانياب وقيل الابو راس والبدعة ما عمل على غير مثال سبق ما ذكره رحمه الله في حد البدعة هو حدها في اللسان العربي. لا الوضع الشرعي. وقد تقدم بيان حدها وهو المراد في الحديث. نعم. احسن الله اليكم الحديث التاسع والعشرون وذروة السنام بكسر الذال وضمها اي اعلى. وذكر بعض والمتأخرين ايضا الفتح والكسر افصح الثلاثة. نعم. احسن الله اليكم ملاك الشيء بكسر الميم اي مقصوده ايضا فيقال ملاك وملاك. والقصر اشهر. نعم. احسن الله اليكم قوله يكبه هو بفتح الياء وضم الحديث الثلاثون الخشني بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين وبالنون منسوب الى خشينة قبيلة معروفة. قوله رحمه الله منسوب الى خشينة قبيلة معروفة عامة اهل النسب يذكرونها باسم خشين. نعم احسن الله اليكم قوله جرثوم بضم الجيم والثاء المثلثة واسكان الراء بينهما وفي اسمه وفي اسمه واسم ابيه اختلاف كثير قوله صلى الله عليه وسلم فلا تنتهكوها انتهاك الحرمة تناولها بما لا يحل. الحديث الثاني ثلاثون ولا ضرار هو بكسر الضاد المعجمة. الحديث الرابع والثلاثون. فان لم يستطع فبقلبه معناه فلينكر بقلبه اضعاف الايمان اي اقله ثمرة. الحديث الخامس والثلاثون. ولا يخذله بفتح الياء واسكان الخاء وضم الذال المعجمة ولا يكذبه هو بفتح الباء واسكان الكاف قوله بحسب امرئ من الشر هو باسكان السين المهملة ان يكفيه من الشر. الحديث الثامن والثلاثون فقد اذنته بالحرب هو بهمزة ممدودة اي اعلنته بانه محارب لي. قوله تعالى استعاذني ضبطوا بالنون وبالباء وكلاهما صحيح. الحديث الاربعون كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل اي لا كن اليها ولا تتخذها وطنا ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها ولا تتعلق منها بما لا يتعلق فيه الغريب في غير وطنه ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب الى اهله. الحديث الثاني والاربعون عنان السماء بفتح العين قيل هو السحاب وقيل ما عن لك منها اي الظهر اذا رفعت رأسك قوله بقراب الارض بضم القاف وكسرها لغة انروا بهما والضم اشهر معناه ما يقارب ملئها. فصل اعلم ان الحديث المذكور اول من حفظ يا امتي اربعين حديثا معنى الحفظ هنا ان ينقلها الى المسلمين. وان لم يحفظها ولم يعرف معناها هذا حقيقة معناه. وبه يحصل انتفاع المسلمين لا بحفظ ما ينقله اليهم والله اعلم بالصواب. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي فلولا ان هدانا الله وصلاته وسلامه على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم وسلام على المرسلين والحمد لله رب قال مؤلفه فراغ ابنه ليلة الخميس التاسع والعشرين من جمادى الاولى سنة ثمان وستين وست مئة. قوله رحمه الله معنى الحفظ هنا ان ينقلها الى المسلمين وان لم يحفظها اي لا يشترط ان يحفظها حفظ قلب انما المشترط ان ينقلها الى المسلمين بكتابته. فان اجتمع الامران حفظ الصدر حفظ الصدر كان ذلك اكمل وان فات حفظ الصدر وبقي حفظ السطر كان مؤديا الغرض لان المقصود هو نقلها الى المسلمين والمقصود يحصل بهذا. وهذا اخر شرح الكتاب على نحو مختصر يبين مقاصده الكلية ويوضح معانيه الاجمالية اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع الاربعين النووية بقراءة غيره فلان ابن فلان ابن فلان الفلاني. فتم له ذلك في كم مجلس؟ ثلاثة مجالس له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين باسناد مثبت في منح المكرمات الى اخره. اليوم كم؟ اربعة. هم. الرابعة. اربعة ولا؟ اي اربعة. يوم الاثنين. الرابع من شهر في ربيع الاول سنة اثنتين وثلاثين واربع مئة. في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. بعد المغرب ان شاء الله تعالى كتاب المبتدأ في الفقه والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله