السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد. كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه هما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين. في تلقينهم احكام الدين رقيته في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم. باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم يطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب السادس من برنامج مهمات العلم في سنته الرابعة اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف. وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المعروف بالاربعين النووية للعلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة فقد انتهى بنا البيان الى قوله الحديث العشرون بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللحاضرين ولجميع المسلمين. باسنادكم حفظ الله الى الامام النووي في كتابه الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام قال رحمه الله من حديث الحديث العشرون عن ابي مسعود عقبة بن عمرو الانصاري البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع مع ما شئت. رواه البخاري. هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه دون مسلم فهو من زوائده عليه رواه من حديث منصور ابن المعتمر عن ربعي ابن حراش عن عقبة ابن عمرو الانصاري رضي الله ان وقوله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اي مما اثر من كلام الانبياء السابقين فصار باقيا في الناس مشهورا بينهم. يتناقلونه جيلا جيلا وقوله فاصنع ما شئت له معنيان صحيح ان احدهما انه امر على ظاهره والمعنى اذا كان ما تريد فعله مما لا يستحي منه لا من الله ولا من خلقه فاصنع ما شئت فلا تثريب عليك فهو اذن بالفعل والثاني انه ليس من باب الامر الذي تقصد حقيقته انه ليس من باب الامر الذي تقصد حقيقته فالقائلون بهذا القول يحملونه على احد معنيين احدهما انه امر بمعنى التهديد والوعيد انه امر بمعنى التهديد والوعيد اي اذا لم يكن لك حياء واصنع ما شئت فانك ستلقى ما تكره اي اذا لم يكن لك حياء فاصنع ما شئت فانك ستلقى ما تكره. والاخر انه امر بمعنى الخبر انه امر بمعنى الخبر اي اذا لم تستحي فاصنع ما شئت فان من له حياء منعه حياؤه ومن ليس له حياء لم يمنعه احد فان من له حياء يمنعه حياؤه ومن ليس له حياء لم يمنعه احد فهو خبر عن الناس وما يصنعونه اقداما واحجاما باعتبار وجود الحياء او انتفائه فهو خبر عن الناس وما يصنعونه اقداما واحجاما باعتبار وجود الحياء او انتفائه نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله الحديث الحادي والعشرون. عن ابي عمرو وقيل ابي عمرة سفيان بن عبدالله رضي الله عنه. قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك. قال قل امنت بالله ثم استقم. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه دون البخاري فهو من زوائده عليه. رواه من طريق هشام ابن عروة ابن الزبير فعن ابيه عن سفيان بن عبدالله رضي الله عنه ولفظه في النسخ التي بايدينا قل امنت بالله فاستقم بالفاء عوضا ثم وحقيقة الاستقامة طلب اقامة النفس على الصراط المستقيم طلب اقامة النفس على الصراط المستقيم وهو الاسلام ثبت تفسير الصراط المستقيم بالاسلام في حديث النواس ابن سمعان عند احمد من حديث عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن ابيه عن النواس عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل وفيه قوله صلى الله عليه وسلم فالصراط الاسلام واصله عند الترمذي وابن ماجه الا ان اسنادهما ضعيف فالمستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام المتمسك بها باطلا وظاهرا لان حقيقة الاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم فالمنسوب اليها يكون هو المقيم على شرائع الاسلام باطنا وظاهرا وهذا احد الاسماء الشرعية المختارة في الخبر عن المنتسبين الى الاسلام فان من اسمائهم المستقيمون احسن الله اليكم. قال الحديث الثاني والعشرون عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا. اأدخل الجنة؟ قال نعم. رواه مسلم ومعنى حرمت الحرام اجتنبته ومعنى احللت الحلال فعلته معتقدا حله هذا الحديث اخرجه مسلم دون البخاري. فهو من زوائده عليه. رواه من حديث معقل ابن عبيد الله عن ابي الزبير المكين عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه وقوله فيه واحللت الحلال اي اعتقدت حله وقيد الفعل الواقع في كلام المصنف فيه نظر لان استقصاء افراد الحلال بالفعل مما يتعذر فان افراد الحلال تتجدد ويكون في الزمن الاتي ما لم يكن في الزمن السابق فيكفي في ذلك اعتقاد الحل. فمعنى قوله احللت الحلال اي اعتقدت حله. ولولا لم يفعله وقوله وحرمت الحرام اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه. فلا بد من الجمع بين هاتين المرتبتين واولاهما اعتقاد الحرمة وثانيهما اجتناب الحرام ففي عبارة المصنف قصور فتحيم الحرام لا يكون بمجرد الاجتناب لان من الناس من يترك الحرام لمروءة او غيرها. كما ترك بعض العرب في الجاهلية شرب الخمر فلا يكمل تحريم الحرام الا باعتقاد الحرمة مع المباعدة والمجانبة له ويمكن ان يكون الاعتقاد مستكنا في قول المصنف اجتنبته. لكن الافصاح به اولى واهمل ذكر الزكاة والحج في الحديث وهما من اجل شرائع الاسلام الظاهرة باعتبار حال السائل في اصح الاقوال فان النبي صلى الله عليه وسلم علم من حاله الظاهرة انه لا مال له فيزكيه ولا استطاعة طاعة له على الحج فيذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فسقطتا في حقه وقوله ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة قال نعم فيه بيان ان الاعمال المذكورة من موجبات دخول الجنة فيه بيان ان الاعمال المذكورة من موجبات دخول الجنة اما بالابتداء او بالمصير اليها انتهاء بحسب اجتماع الشروط وانتفاء الموانع بحسب اجتماع الشروط وانتهاء الموانع كما يعلم من مجموع الادلة المذكورة في دخول الجنة فان هذا من جملة الاحكام المندرجة في قول ابن سعدية رحمه الله ولا يتم الحكم حتى تجتمع كل الشروط والموانع ترتفع ودخول الجنة المذكور في بعض الاحاديث يضم بعضه الى بعض فمتى اجتمعت الشروط الموجبة دخول الجنة وانتفت موانعها تحقق دخولها لمن اتى بتلك الاعمال نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والحديث الثالث والعشرون عن ابي مالك الحارث بن عاصم الاشعري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان. وسبحان الله والحمد لله تملآن او قال تملأ ما بين السماوات والارض. والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء. والقرآن حجة لك او عليك. كل الناس يغلو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم بهذا اللفظ دون البخاري فهو من زوائده عليه رواه من حديث يحيى ابن ابي كثير عن زيد ابن سلام عن ابي سلام من طور الحبشي عن ما لك عن ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه فقوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان بضم الطاء من الطهور. والمراد به فعل الطهارة والمراد به فعل الطهارة اي التطهر والشطر هو النصف وهذه الجملة تحتمل معنيين صحيحين فالمعنى الاول ان المراد بالطهارة هنا الطهارة الحسية المعروفة عند الفقهاء ان المراد بالطهارة هنا الطهارة الحسية المعروفة عند الفقهاء وفي المراد بالايمان حينئذ قولان وفي المراد بالايمان حينئذ قولان احدهما انه الصلاة احدهما انه الصلاة فان الصلاة تسمى ايمانا. قال الله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم. اي صلاتكم فانها نزلت في الذين ماتوا وكانوا يصلون الى بيت المقدس كما في حديث البراء بن عازب في الصحيحين فالصلاة تسمى ايمانا والاخر انه شرائع الدين والاخر انه شرائع الدين فتكون الطهارة الحسية تطهيرا للظاهر وتكون بقية شرائع الدين تطهيرا للباطن فتكون الطهارة الحسية تطهيرا للظاهر وبقية شرائع الدين تطهيرا للظاهر. فتكون حينئذ الطهارة شطر الايمان باعتبار تعلقها بالظاهر وتكون بقية شرائع الدين تطهيرا للباطن. والمعنى التاني ان المراد بالطهارة هنا الطهارة معنوية ان المراد بالطهارة هنا الطهارة المعنوية وهي طهارة القلب من نجاسة الشهوات والشبهات وهي نجاسة القلب من الشهوات والشبهات وتخلية القلب من تلك النجاسة شطر الايمان وتخلية القلب من تلك النجاسة شطر الايمان كما ان تحليته بالحقائق الايمانية هي الشطر الاخر كما ان تحليته بالحقائق الايمانية هو الشطر الاخر فيكون معنى الحديث على هذا القول ان تطهير القلب بتخليته شطر الايمان ويستوفى الشطر الثاني بتحليته والصحيح منهما ان الطهارة في هذا الحديث هي الطهارة الحسية ان الطهارة في هذا الحديث هي الطهارة الحسية فقد وقع في بعض طرق الحديث التصريح بذلك ففي رواية ابي داوود الوضوء شطر الايمان الوضوء شطر الايمان وفي رواية النسائي وابن ماجة اسباغ الوضوء شطر الايمان وتتابع الحفاظ على ادخاله في كتاب الطهارة. ومنهم مسلم ابن الحجاج وابو داوود وابن ماجة رحمهم الله تعالى فتفسير الجملة المذكورة بالمعنى الاول اليق وان المراد بالطهارة في الحديث هي الطهارة الحسية ويبقى الترجيح في معنى الحديث في المراد بالايمان فان القائلين بان الطهارة في هذا الحديث هي الطهارة الحسية اختلفوا كما سبق في معنى ذلك فمنهم من قال ان الايمان هنا الصلاة ومنهم من قال ان الايمان هنا هو بقية شرائع للايمان فالصحيح منهما ان الايمان هنا هو بقية شرائع الدين لان الطهارة لا تبلغ ان تكون شطر الصلاة لان الطهارة لا تبلغ ان تكون شطر الصلاة ففي حديث علي عند اصحاب السنن من حديث عبدالله بن محمد بن عقيل عن محمد بن الحنفية عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مفتاح الصلاة الطهور مفتاح الصلاة الطهور. فجعل منزلة الطهور من الصلاة كونه مفتاحا لها. ومفتاح الشيء لا يبلغ مش هطرح فالمتحقق هو ان المراد بالايمان في قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان اي شطر شرائع الدين الايمانية فيكون معنى الحديث الطهارة الحسية بالغسل والوضوء والتيمم. شطر شرائع الايمان ووجه التشطير فيها ان الطهارة الحسية تطهر الظاهر وبقية شرائع الدين تطهر الباطن. فاذا توضأ الانسان في ظاهره فقد توضأ واذا صلى او صام او حج او زكى فقد طهر باطنه فقوله صلى الله عليه وسلم وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض هكذا على الشكل فيما يملأ ما بين السماء والارض؟ هل هو الكلمتان معا او احداهما فعل الاول يكون المعنى سبحان الله والحمدلله معا تملآن ما بين السماء والارض وعلى الثاني تكون كل واحدة منهما تملأ ما بين السماء والارض. فسبحان الله تملأ ما بين السماء والارض الحمد لله تملأ ما بين السماء والارض ووقع في رواية النسائي وابن ماجة والتسبيح والتكبير ملء السماء والارض وهذه الرواية اشبه بالصواب وهذه الرواية اشبه بالصواب ذكره ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم. وهو كذلك من وجهين وهو كذلك من وجهين احدهما من جهة الرواية فان رواة هذه الرواية عند فالنسائي وابن ماجه اوثق فهي اصح طريقا اوثقوا فهي اصح طريقا وتقديم الصحيحين او احدهما لا يقتضي ان يكونا في كل حديث ارجح من غيرهما. وانما هذا ترجيح بالنظر الى الى مجموع ما فيهما. اما باعتبار الافراد فربما كان في رواية اصحاب السنن او غيرهم ما يكون اصح طريقا واوثق رجالا من روايتهما كهذه الرواية عند النسائي وابن ماجه فان رواتها اوثق من الرواية الواقعة في صحيح مسلم مع الشك. والجهة الثانية من جهة الدراية فلان ميزان فلان ملء الميزان اعظم من ملئ ما بين السماء والارض والحمدلله كما في الحديث تملأ الميزان فكيف تكون بمفردها تملأ الميزان؟ فاذا ضمت اليها كلمة سبحان نقصت سبحان الله نقصت عن ذلك فالمحفوظ في لفظ الحديث والتسبيح والتكبير يملئان ما بين السماء والارض فقوله صلى الله عليه وسلم الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء تمثيل لقدر هذه الاعمال فيما يتعلق بامرين تمثيل لهذه الاعمال فيما يتعلق بامرين احدهما ما يجده العبد من اثرهما في الدنيا ما يجده العبد من اثرها في الدنيا والاخر ما يجده العبد من جزائها في الاخرة ما يجده العبد من جزائها في الاخرة فوصف هذه الاعمال الثلاثة بهذه المراتب من النور هو وصف لما تكون عليه في الحال المآل فهي باعتبار الحال اي في الدنيا تورث العبد انوارا على قدر المذكور في الحديث وهي في الاخرة يكون له من الجزاء في الانوار وفق ما جاء في الحديث وقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم مرتبة تدليا فقال الصلاة نور. اي نور مطلق كامل. ثم قال صلى الله عليه وسلم والصدقة وهان والبرهان هو الشعاع الذي يلي وجه الشمس محيطا بها هو الشعاع الذي يلي وجه الشمس محيطا بها فهو اقل رتبة من النور المطلق. ثم قال صلى الله عليه وسلم والصبر ضياء والضياء هو النور الذي يكون معه حرارة واشراق دون احراق هو النور الذي يكون معه حرارة واشراق دون احراق فالاعمال المذكورة متدلية في مقدار نورها بتقديم الصلاة في عظمته ودونها الصدقة ودونهما الصبر فمنفعة هذه الاعمال للروح كمنفعة هذه الانوار للجسد فالنور اكمل من البرهان والبرهان اكمل من الضياء وهكذا فالصلاة اكمل اثرا في الروح من الصدقة والصدقة اكمل اثرا في الروح من الصبر وقوله في الحديث والصبر ضياء وقع في بعض نسخ مسلم والصيام ضياء والصيام ضياء والصيام هو ابلغ الصبر فان من اعظم الصبر المأمور به شرعا فاطم النفس عن مألوفاتها بالمقدر شرعا في احكام الصيام لما في الصبر من مشقة في فطم النفس عما الفته واعتادته وقوله كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او بقها المراد بالغدو السير في النهار والمعنى ان كل الناس يسعى في اول نهاره فمنهم من يسعى في عتق نفسه من النار ومنهم من يسعى في ايباقها اي اهلاكها فمن سعى في طاعة الله فهو ساع في عتق رقبته من النار ومن سعى في معصية الله فهو ساع في اباق نفسه واهلاكها طيب لماذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الغدو ولم يذكر الرواح نعم طيب لان اصل طلب الشيء المعظم يكون في اول النهار لان اصل طلب الشيء المعظم يكون في اول النهار. فالذي يطلب العلم يخرج اول النهار. والذي يطلب الرزق يخرج اولا النهار فذكر الغدو دون الرواح لانه منشأ وقت السعي عند الناس فيما يطلبونه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الرابع والعشرون عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما فيما روى عن ربه عز وجل انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدي يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني يكسكم يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني لن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زال ذلك في ملكه شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من كاين شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل فاعطيت كل اعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المقياط اذا ادخل البحر. يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم ما اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه اخرجه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ دون البخاري فهو من افراده عليه فهو من زوائده عليه رواه من حديث سعيد بن عبدالعزيز عن ربيعة بن يزيد عن ابي ادريس الخولاني عن ابي ذر رضي الله عنه واوله في النسخ التي بايدينا فيما روى عن الله تبارك وتعالى وقوله تعالى يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي فيه بيان حرمة الظلم من جهتين فيه بيان حرمة ظلم من جهتين احداهما ان الله حرمه على نفسه ان الله حرمه على نفسه فاذا كان محرما على الله مع كمال قدرته وملكه فحرمته على العبد اولى مع ظهور عجزه ونقص ملكه واذا كان محرما على الله عز وجل مع كمال قدرته وملكه فحرمته على العبد اولى ظهور عجزه ونقص ملكه والاخرى ان الله عز وجل جعله بيننا محرما فنهانا عنه نهي تحريم فقال فلا تظالموا اي لا يظلم بعضكم بعضا والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه هو وضع الشيء في غير موضعه وبيان حقيقة الظلم مما تنازعت فيه الانظار واختلف فيه النظار واحسن ما قيل فيه هو الحد المذكور الموجود في كلام جماعة من المتقدمين وان كان لا يخلو من ايراد عليه. الا ان الامر كما قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى فلا يقع الاخبار عنه بعبارة جامعة امثل من هذه العبارة. واما بالنظر الى تفاصيل الامور فان كل شيء بحسبه فهي عبارة جامعة مؤدية عن الحقيقة الكبرى للظلم. واما عند تعلقها بها بتفاصيل الجمل فان ذلك يطرأ عليه تقييد بحسب الحال. وله رحمه الله تعالى طويلان في بيان حقيقة الظلم احدهما في شرح حديث ابي ذر هذا والاخر في قواعدة من القواعد المفردة التي طبعت في مجموع رسائله ومسائله رحمه الله وقوله فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه هذه الجملة لها معنيان صحيح ان الاول انها امر على حقيقته انها امر على حقيقته فمن وجد خيرا في الدنيا فليحمد الله فمن وجد خيرا في الدنيا فليحمد الله على ما عجل له من جزاء عمله الصالح على ما عجل له من جزاء عمله الصالح ومن وجد غير ذلك فهو مأمور بلوم نفسه ومن وجد غير ذلك فهو مأمور بلوم نفسه على الذنوب التي وجد عاقبتها في الدنيا على الذنوب التي وجد عاقبتها في الدنيا فتكون الجملة على ارادة الامر مبنا ومعنى فتكون الجملة على ارادة الامر مبنا ومعنى والثاني انها امر يراد به الخبر انها امر يراد به الخبر ان من وجد خيرا في الاخرة فانه يحمد الله ان من وجد خيرا في الاخرة انه يحمد الله ومن وجد غيره فانه يلوم نفسه ولا من دم انه يلوم نفسه ولاة مندم فهو خبر عما تؤول اليه حال الناس في الاخرة فهو خبر عما تؤول اليه حال الناس في الاخرة وكلا المعنيين صحيح فالاول بالنظر الى الدنيا والثاني بالنظر الى الاخرة وكلا المعنيين صحيح فالاول بالنظر الى الدنيا والاخر بالنظر الى الاخرة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الخامس والعشرون عن ابي ذر رضي الله عنه ايضا ان ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب اهل الدثور من الاجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم قال قد جعل الله لكم ما تصدقون ان بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر في صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع احدكم صدقة. قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟ قال رأيتم لو وضع في حرامنا كان عليه في اكان عليه في هاويس اكان عليه فيها وزر. فكذلك اذا وضع في الحلال كان له اجر. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ دون البخاري فهو من زوائده عليه. ورواه من حديث يحيى بن عقيل عن يحيى ابن يعمر. عن ابي الاسود الدؤلي عن ابي ذر رضي الله عنه. ورواه في موضع اخر مختصرا بزيادة في اوله اخره فقوله اهل الدثور اي اهل الاموال وقوله صلى الله عليه وسلم اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ الحديث فيه بيان ان الصدقة شرعا اسم جامع لانواع المعروف والاحسان اسم جامع لانواع المعروف والاحسان وحقيقتها ايصال ما ينفع وحقيقتها ايصال ما ينفع وهي نوعان احدهما صدقة مالية صدقة مالية وهي التي يبذل فيها المال وهي التي يبذل فيها المال والاخر صدقة غير مالية صدقة غير مالية وهي التي لا يبذل فيها المال وهي التي لا يبذل فيها المال كالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر كرم وقوله وفي بضع احدكم صدقة البضع بضم الباء الموحدة كلمة يكنى بها عن الفرج وتطلق على الجماع ايضا وتطلق على الجماع ايضا ذكره المصنف في شرحه على مسلم وكلاهما تصح ارادته هنا وكلاهما تصح ارادته هنا وقوله ارأيتم لو وضعها في حرام ظاهره ان العبد يؤجر على اتيان اهله ولو لم تكن له نية صالحة ظاهره ان العبد يؤجر على اتيان اهله ولو لم تكن له نية صالحة وهذا الظاهر يرد الى الادلة المقيدة انه لا ثواب الا بنية انه لا ثواب الا بنية فمن باشر مباحا بلا نية صالحة لم يثب عليه. وانما تكون الاثابة بالنظر الى نيته الصالحة فمن اتى اهله ناويا اعفاف نفسه واهله وطلب ولد صالح تحقق له الثواب فان خلا من النيات الصالحة كان امرا مباحا في حقه فيرد ظاهر الحديث لا ما ورد من ادلة الشريعة الكثيرة في تقييد تعليق الثواب على العمل في تعاطي المباح على اصطحاب النية الصالحة معه فوقع في اخر الرواية المختصرة عن داء مسلم ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ان يكفي عن تلك الصدقات المذكورة ايقاع صلاة ذات ركعتين وسيأتي بيان وجه ذلك في الحديث الاتي نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والحديث السادس والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامة من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين ان اثنين صدقة وتعين الرجل وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها وترفع له عليها متاعه صدقة. والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه رواياه من حديث معمر ابن راشد عن همام ابن منبه عن ابي هريرة رضي الله عنه واللفظ المذكور اقرب الى سياق مسلم ولفظ البخاري قريب منه وقوله كل سلامى من الناس السلامى هي المفصل السلامى هو المفصل وعدة مفاصل الانسان ستون وثلاثمائة وعدة مفاصل الانسان ستون وثلاثمائة وقع التصريح به في صحيح مسلم من حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انه خلق كل انسان من بني ادم على ستين وثلاث مئة مفصل الحديث وقوله عليه صدقة اي تجب فيه صدقة على العبد اي تجب فيه صدقة على العبد لان على موضوعة في الخطاب الشرعي للدلالة على الايجاب لان على موضوعة في الخطاب الشرعي للدلالة على الايجاب ومنه قوله تعالى ولله على الناس حج البيت الاية والمراد بذلك ان اتساق العظام وسلامة تركيبها بحسن خلق الانسان نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى توجب عليه التصدق عن كل مفصل ليحصل له شكر هذه النعمة التي استاها الله سبحانه وتعالى عليه والوفاء بشكر هذه النعمة يكون بالاعمال الصالحة المذكورة في هذا الحديث فاذا عدل الانسان بين اثنين بالاصلاح بينهما فهو صدقة واذا اعان احدا في دابته فحمله عليها فهو صدقة الى اخر ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مع ما تقدم في الحديث السابق من انواع الصدقات فتكثير انواع الصدقات يتحقق به شكر هذه النعمة لمن قام بها الا ان ذلك متوقف على ان يصيب عدد المفاصل التي في جسده فاذا ادى من الاعمال عدتها ادى شكر يومه وهو امر ثقيل خففه الشرع بقوله صلى الله عليه وسلم في رواية حديث ابي ذل المختصرة المتقدمة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما اي يكفي في اداء شكر نعمة اتساق العظام في حسن خلق الانسان ان يركع العبد ركعتين من الضحى فاذا ركع العبد ركعتين من الضحى يكون مؤديا شكر نعمة هذه المفاصل كلها وانما اختير وقت الضحى لانه زمن غفلة فان الناس فيه يكونون مشغولين بطلب ارزاقهم وقضاء حوائجهم ومن قواعد الشريعة ان العمل يعظم اذا وافق زمن غفلة ان العمل يعظم اذا وافق زمن غفلة ومثله في السنة النبوية كثيرة فالعامل بالصالحات في زمان الغفلات يعظم اجره. فاذا صلى العبد في الضحى وهو زمن غفلة ركعتين فانه بهاتين الركعتين يكون مؤديا شكر هذه المفاصل. لان المفاصل المذكورة بعددها السابق يقع تحريكها في اداء ركعتين. فيكون العبد شاكرا لله بادائه هاتين الركعتين تقربا نفلا لله في وقت الضحى ها احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث السابع والعشرون عن النواس بن سمعن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال البر حسن الخلق واسم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم. وعن وابسة ابن معبد رضي الله عنه انه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تتساءل عن البر؟ قلت نعم. قال استفت قلبك البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب. والاثم ما حاك في والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك. حديث حسن رويناه في مسندين الامامين احمد بن حنبل والدارمي باسناد حسن هذه الترجمة الحديث السابع والعشرون تشتمل على حديثين لا حديث واحد وباندراجهم وباندراجهما في ترجمة واحدة تكون عدة احاديث الاربعين باعتبار التفصيل ثلاثة واربعين حديثا. لان الحديث السابع والعشرين فيه حديثان. واما باعتبار التراجم فهي كما تقدم اثنان واربعون حديثا واورد المصنف رحمه الله تعالى في هذه الترجمة حديثان احدهما حديث النواس والاخر حديث وابسة فاما حديثنا النواس رضي الله عنه فهو عند مسلم بهذا اللفظ ولم يروه البخاري فهو من زوائد مسلم عليه رواه من حديث معاوية ابن صالح عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن ابيه عن النواس بن سمعان رضي الله عنه. واما حديث وابسة فرواه احمد في مسنده والدارمي في المسند الجامع المعروف بالسنن باسناد ضعيف ورواه الطبراني في المعجم الكبير من وجه اخر لا يثبت وله شاهد عند الطبراني في المعجم الكبير من حديث ابي ثعلبة الخشني جود ابو الفرج ابن رجب اسناده فحديث وابسطة بالنظر الى شاهده من حديث ابي ثعلبة يتقوى ويرتفع من ضعفه فيكون حسنا وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث النواس البر حسن الخلق البر يطلق على معنيين البر الخلق يطلق على معنيين احدهما خاص احدهما خاص وهو ما يقع بين العبد وغيره من المعاشرة والمعاملة من المعاشرة والمعاملة والاخر عام وهو الدين كله والاخر عام وهو الدين كله فانه يسمى خلقا ومنه قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم اي دين عظيم قاله مجاهد وغيره فيكون حسن الخلق تارة متعلقا بامر خاص وهو المعاملة وتارة يكون متعلقا بامر عام وهو الدين فيقع البر وفق ذلك فكما ان الخلق يكون خاصا وعاما فان البر باعتبار حقيقته يكون خاصا وعام. فاذا قيل ان الخلق هو المعاملة بين العبد وبين غيره فيكون البر ذا معنى خاص وهو احسان المعاملة بين العبد وبينه واذا كان الخلق عاما صار البر عاما وهذا كله بيان لحقيقة البر في نفسه ويقابل البر الاثم وله مرتبتان ويقابل البر الاثم وله مرتبتان الاولى ما حاك في النفس وتردد في القلب ما حاكى في النفس وتردد في القلب وكرهت ان يطلع عليه الناس وكرهت ان يطلع عليه الناس لاستنكارهم له لاستنكارهم له وهذه المرتبة مذكورة في حديث النواس ووابسة معا والمرتبة الثانية ما حاك في النفس وتردد في القلب ما حاكى في النفس وتردد في القلب وان افتاه غيره انه ليس باثم وان افتاه غيره انه ليس باثم. وهي المذكورة في حديث وابسة وحده والمرتبة الثانية اشد على صاحبها من سابقتها فانه يجد في الثانية من يعذره ويقويه على ما وقع في نفسه فيجد مفتيا يفتيه انه ليس باثم اما في المرتبة الاولى فان الناس كافة يستنكرون عليه مواقعته له وهذا بيان للاثم في حقيقته انه بيان للاثم بالنظر الى اثره يحيك في النفس ويتردد في القلب واما باعتبار حقيقته تهوى ما بطأ بالعبد عن الخير واخره عن الصلاح ما بطأ بالعبد عن الخير واخره عن الصلاح الاثم له حدان احدهما حده بالنظر الى اثره حده بالنظر الى اثره وهو المذكور في الحديث انه ما حاكى في النفس وتردد في الصدر والاخر حده بالنظر الى حقيقته حده بالنظر الى حقيقته. وهو ما بطأ بصاحبه عن الخير واخره عن الفلاح وقوله في حديث وابسة استفتي قلبك امر باستفتاء القلب وهو مخصوص بمحل الاشتباه في تحقيق مناط الحكم وهو مخصوص بتحقيق محل الاشتباه في مناط الحكم. وليس مسلطا على حكم الشيء نفسه فليس القلب محلا للاستدلال بحل شيء او حرمته وانما يرجع اليه في تحقيق المناط الذي رتب عليه الحكم شرعا هل هو موجود ام غير موجود فمثلا من رام ان يصيد صيدا فانه لا يمكنه ان يعين كونه حلالا او حراما بمجرد ما يجده في قلبه لو قدر انه اتفق له جنس من الصيد لا يعرفه فانه لا يرجع الى قلبه في تعيين كونه حلالا او حراما بل لابد من الرجوع الى دليل شرعي دال على الحل او الحرمة ولكن ان رام صيدا حلالا ثم له وقع له اشتباه في تحقيق مناطق الحكم في الحل او الحرمة فانه يرجع الى قلبه كما لو لاح له غزال فرماه ثم تردد هل سمى الله سبحانه وتعالى عند اطلاق النار عليه ام لا؟ فانه حينئذ يرجع الى قلبه. فمحل الاستفتاء للقلب هو في تعيين محل الاشتباه في مناطات الاحكام وفي تحقيق محل الاشتباه في مناطات الاحكام. لا في احكام الاشياء نفسها لا في احكام الاشياء نفسها وهذا التحقيق للمناط المرجوع فيه الى القلب انما يكون لمن حسن اسلامه واستقام دينه بريئا من سلطان الشهوة والشبهة فمن كان كذلك فانه يرجع الى فتوى القلب في تحقيق محل الاشتباه في الحكم فالاخذ فتوى القلب مشروط بامرين فالاخذ بفتوى القلب مشروط بامرين احدهما كونها مسلطة على محل الاشتباه كونها مسلطة على محل الاشتباه المتعلق بتحقيق مناط الحكم المتعلق بتحقيق مناط الحكم والاخر ان يكون المستفتي قلبه متصفا بالعدالة الدينية ان يكون المستفتي قلبه متصفا بالعدالة الدينية والاستقامة الشرعية وقوله صلى الله عليه وسلم البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب هذا تفسير للبر باعتبار اثره هذا تفسير للبر باعتبار اثره وما يحدثه في النفس والقلب فان النفس تسكن اليه ويطمئن القلب به وقوله وان افتاك الناس وافتوك معناه ان ما حاك في نفسك وتردد ما في وتردد في قلبك انه اثم فهو اثم وان افتيت انه ليس باثم وهذا مشروط بامرين وهذا مشروط بامرين احدهما ان يكون من وقع في قلبه الحيك ان يكون من وقع في قلبه الحيف والتردد ممن استنار قلبه بكمال الايمان وقوة الدين ممن استنار قلبه بكمال الايمان وقوة الدين فهو متصف بالعدالة الدينية والاستقامة الشرعية والاخر ان يكون عهد من مفتيه اجابته بالتشهي ان يكون عهد من مفتيه اجابته بالتشهي وحكمه بالهوى ومجاراة الناس في مراداتهم وحكمه بالهوى ومجاراة الناس في اهوائهم فاذا وجد الوصف الاول فيه ووجد الوصف الثاني في مفتيه فانه يعول على قلبه ان ما حاك فيه فهو اثم وينصرف عنه افتاء مفتيه انه ليس باثم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثامن والعشرون عن ابي نجيح العرباض ابن سارية رضي الله عنه انه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة تنوجلت من القلوب وذرفت منها العيون. فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا. فقال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها واجد واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة. رواه ابو داوود والترمذي وقال الترمذي وحديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه ابو داوود والترمذي كما عزاه اليهما المصنف واخرجه ابن ماجة ايضا فكان ينبغي ذكره معهم تتميما للعزو الى السنن وفق قاعدة التخريج. فالحديث المروي بالسنن الاربع تستكمل بعزوه الى من رواه منهم. وهذا الحديث عند الثلاثة ابي داوود والترمذي وابن ماجة وليس هذا السياق عند احد منهم بل هو مؤلف من مجموع رواياتهم فرووه من حديث خالد بن معدان عن عبدالرحمن بن عمرو السلمي وزاد ابو داوود وحجر ابن حجر عن العرباض ابن سارية رضي الله عنه وهو حديث صحيح من اجود حديث اهل الشام والحديث المذكور مؤلف من امرين والحديث المذكور مؤلف من امرين احدهما موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. موعظة بليغة رجفت منها القلوب وذرفت منها العيون ولم اقف في شيء من طرق الحديث على تعيين هذه الموعظة بل وقع في جميع الفاظه اجمالها فلم تذكر فيه الموعظة وانما ذكر فيها ما بعدها لما سئل الى النبي صلى الله عليه وسلم الوصية ووجل القلب هو رجفانه وانصداعه ووجل القلب هو رجفانه وانصداعه. لذكر من يخاف سلطانه وعقوبته لذكر من يخاف سلطانه وعقوبته او رؤيته ذكره ابن القيم في مدارج السالكين وذرف العيون هو جريان الدمع منها وزرف العيون هو جريان الدمع منها والامر الاخر وصية عظيمة ارشد اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم تجمع اربعة اصول الاول تقوى الله ومعناها جعل العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه من الله جعل العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه من الله بامتثال خطاب الشرع بامتثال خطاب الشرع وتقوى الله طرد من افراد التقوى المأمور بها شرعا والحج الجامع للتقوى شرعا كما سلف واتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع فتندرج فيه افراد عدة اعظمها تقوى الله وهي المذكورة في هذا الحديث والثاني السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا ولو كان المتأمر عبدا يأنف الاحرار حال الاختيار من الانقياد له والفرق بين السمع والطاعة ان السمع هو القبول والطاعة هي الانقياد ان السمع هو القبول والطاعة هي الانقياد والثالث لزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي فان هؤلاء الاربعة مقطوع برشدهم وهدايتهم فهم المرادون بهذا الحديث وان كان المذكور فيه وصفا ربما شمل غيره. لكن الخلافة الممدوحة المأمورة بالاقتداء باهلها في السنة النبوية هي خلافة هؤلاء الاربعة وهي المذكورة في حديث سعيد بن جمهان عن سفينة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الخلافة ثلاثون ثلاثون سنة يعني الخلافة الكاملة المأمورة بالاقتداء بها هي ما كانت مدتها ثلاثين سنة وهي خلافة هؤلاء. واسم الخلافة يقع على من بعدهم. لكن الخلافة الممدوحة بامتثال ما فيها شرعا هي خلافتها هؤلاء الاربعة واكد النبي صلى الله عليه وسلم الامر بلزومها بالعض عليها بالنواجذ وهي الاضراس اشارة الى قوة التمسك بها والرابع الحذر من محدثات الامور. الحذر من محدثات الامور. وهي البدع وتقدم بيان حقيقتها في حديث عائشة رضي الله عنها من احدث في الدين ما ليس منه وهو الحديث انا عبد الرحمن. الخامس هو الحديث الخامس من احاديث اربعين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبير رضي الله عنه انه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه. تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت. ثم قال الا ادلك على ابواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل وصلاة الرجل في جوف الليل. ثم لا تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعملون. ثم قال الا اخبرك براس امري وعموده وذروة سنامه الجهاد. ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ هكذا هكذا هي نسخة الاربعين التي للنووي. جعلت ثلاثة كلها الجهاد رأس الامر وعموده وذروة سنامه الجهاد هكذا هي رواية النووي وهي الواقعة في سنن ابن ماجة فاقتصر عليها في نسخته والذي بايدي الناس من ذكر الرواية الاخرى واصل الامر للاسلام وعمود الصلاة وذروة سنام الجهاد في سبيل الله هو اخذ بالرواية المشهورة وهي رواية الترمذي. لكن الذي في كتاب الاربعين بوضع هو هذه الرواية المثبتة بين ايديكم. فهي الرواية المثبتة في النسخة التي قرأت على تلميذ المصنف ابي الحسن ابن العطار رحمه الله تعالى. نعم احسن الله احسن الله اليكم قال ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله فاخذ بلسانه وقال كف عليك هذا قلت يا نبي الله انا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك امك وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي كما عزاه اليه المصنف واخرجه ايضا ابن ماجة من اصحاب السنن فكان ينبغي ذكره ايضا تبعا للقاعدة المتقدم ذكرها واسناده ضعيف فانهما رواه من حديث عاصم ابن ابي النجود عن ابي وائل شقيق ابن سلمة عن معاذ ابن جبل وابو وائل لم يسمع من معاذ فهو منقطع. وروي هذا الحديث من وجوه اخرى لا يثبت منها شيء لكن يحصل للحديث بمجموعها قوة فيمكن ان يكون حسنا بمجموع طرقه واللفظ المذكور هنا هو الى رواية ابن ماجة اقرب منه الى رواية الترمذي والحديث المذكور من الاحاديث العظيمة الجامعة بين الفرائض والنوافل تأمل فرائض ففي قوله صلى الله عليه وسلم تعبد الله ولا تشركوا به ولا تشركوا به شيئا وتقيموا الصلاة الى تمام الحديث وهذه الجملة من الفرائض هي اركان الاسلام الخمسة المتقدم بيانها عند حديث عبدالله ابن عمر بني الاسلام على خمس. وهو الحديث الثالث من احاديث الاربعين النووية واما النوافل ففي قوله صلى الله عليه وسلم الا ادلك على ابواب الخير فان ابواب الخير تطلق غالبا ويراد بها النوافل المتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى وابواب الخير الممدوحة نوافلها في الحديث ثلاثة اولها الصوم المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم الصوم جنة والجنة هي ما يستجن ان يتقى به ما يستجن ان يتقى به كالدرع والخوذة للمحارب فانه يتقي بهما ويحمي نفسه من ضرب السهام وغيرها والثاني الصدقة المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار والتالت صلاة الليل المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم وصلاة الرجل في جوف الليل وجوف الليل هو وسطه وذكر الرجل جرى مجرى الغالب. والا فان المرأة شريكة له في ذلك وتلاوة الاية عقب ذكر صلاة الليل للدلالة على جزاء اهلها فالاية متلوة للتصديق للجزاء الذي يكون لاهل قيام الليل ولما فرغ الرسول صلى الله عليه وسلم من ذكر تفاصيل الجمل جمع في وصيته معادا كلياتها. فقال الا اخبرك برأس الامر وقع في رواية الاربعين الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سلامه الجهاد وهي رواية ابن ماجة وهذه الرواية مختصرة من الرواية التامة ذكره السندي بحاشيته على ابن ماجة. فالحديث التام رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة. وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله هكذا رواه الترمذي وغيره والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم رأس الامر اي الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الاسلام والمراد بالاسلام هنا الشهادتان لان فيهما اسلام الوجه لله تعالى بالاخلاص ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالمتابعة وقوله وعموده الصلاة اي ما يقوم عليه الدين كقيام الفسطاط بعموده والفسطاط اسم للخيمة الكبيرة. فمنزلة الصلاة من الدين كمنزلة العمود من الفسطاط وقوله وذروة سنامه الجهاد اي اعلاه وارفعه هو الجهاد في سبيل الله فالذروة بكسر الذال وضمها هي اعلى الشيء وذكر بعض المتأخرين الفتح ايضا وهو لغة ضعيفة ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم مناف الامر كله. فقال الا اخبرك بملاك ذلك كله ثم قال كف عليك هذا اي اللسان والملاك بكسر الميم وفتحها بكسر الميم وفتحها الا ان الرواية بالكسر الا ان الرواية بالكسر ذكره السندي في حاشيته على سنن ابن ماجة ومما ينبه اليه في هذا المقام ان الاحاديث النبوية ضعف ضبطها بالتلقي في الناس. وصار المعول عليه هو ما يذكره الشراح وما تقبله اللغة فاذا اريد ضبط شيء منها نظر الى ما ذكره الشراح وما وقع في دواوين اللغة المنقولة عن العرب واذا تيسر معرفة وجه الرواية صار هو المقدم فتجد في بعض الشروح الانباه الى الرواية المسموعة. كهذا الحديث فان الملاك في كلام العرب يكون بكسر الميم وفتحها فوقع عند السندي في حاشيته على سنن ابن ماجة الخبر بان الرواية المسموعة في هذا الحديث هو بالكسر بملاك ذلك كله وملاك الشيء هو قوامه وعماده ونظامه هو قوامه وعماده ونظامه والامر الذي يعتمد عليه منه والامر الذي يعتمد عليه منه فقوام دين العبد هو امساكه للسانه فقوام دين العبد هو امساكه للسانه. فاصل الخير وجماعه هو حفظ اللسان فاصل الخير وجماعه هو حفظ اللسان فقوله ثكلتك امك اي فقدتك وهذا دعاء لا تراد به حقيقته فهي كلمة تجري على السنة العرب لا يريدون بها حقيقتها. وانما يريدون بها تنبيه المخاطب فان الدعاء بمثل ذلك يوقظ قلبه ويوجه همته لما يخاطب به. وقوله وهل الناس في النار على وجوههم او على مناخرهم الا حصائد السنتهم اي يطرح الناس فالذي يطرح الناس على وجوههم او مناخرهم وهي انوفهم هي حصائد السنتهم والحصائد جمع حصيدة والحصائد جمع حصيدة وهو كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع عليهم به وهو كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع عليهم به ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة فهذا الحديث ليس عاما في خطايا اللسان فلا يراد به ما يشمل الغيبة والنميمة والبهتان وغيرها. وانما يراد به معنى عام. وهو المعنى الذي تعرفه العرب عند ذكر حصيدة اللسان فحصيدة اللسان عندهم مخصوصة بما يجري من الكلام حكما على احد وقولا فيه. فهو الذي بين خطره وانه من اشد ما يكب الانسان على وجهه في نار جهنم اعاذنا الله واياكم من ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والحديث الثلاثون عن ابي ثعلبة الخشني جرثوم ابن ناشئ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله عز وجل فروى فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم اشياء فلا تنتهكوها وسكت عنها رحمة لكم من غير نسيان فلا عنها حديث حسن رواه الدار قطني وغيره. هذا الحديث اخرجه الدارقطني في السنن واسناده ضعيف وفي سياقه تقديم وتأخير عما اثبته المصنف وليس عنده في النسخة المنشورة رحمة لكم وانما سكت عن اشياء من غير نسيان وفي الحديث جماع احكام الدين فقد قسمت فيه الاحكام الى اربعة اقسام مع ذكر الواجب فيها فالقسم الاول الفرائض والواجب فيها عدم اضاعتها فالقسم الاول الفرائض والواجب فيها عدم اضاعتها والقسم الثاني الحدود والقسم الثاني الحدود والمراد بها في هذا الحديث ما اذن الله به والمراد بها في هذا الحديث ما اذن الله به فيشمل الفرظ والنفل والحلال فيشمل الفرظ افلا والحلال والواجب فيها عدم تعديها والواجب فيها عدم تعديها اي عدم مجاوزة الحد المأذون فيه اي عدم مجاوزة الحد المأذون فيه والقسم الثالث المحرمات والقسم الثالث المحرمات والواجب فيها عدم انتهاكها والواجب فيها عدم انتهاكها بالكف عن قربانها والانتهاء عن اقترافها بالكف عن قربانها والانتهاء عن اقترافها والقسم الرابع المسكوت عنه والقسم الرابع المسكوت عنه وهو ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا وهو ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا. بل هو مما عفا الله بل هو مما عفا الله عنه. والواجب فيه عدم البحث عنه. والواجب فيه عدم البحث عنه. وقوله وسكت عن اشياء فيه اثبات صفة السكوت لله عز وجل فيه اثبات صفة السكوت لله عز وجل والاجماع منعقد عليها والاجماع منعقد عليها ذكره ابو العباس ابن تيمية الحفيد والمراد بالسكوت هو عدم اظهار الحكم وبيانه عدم اظهار الحكم وبيانه فاذا طوي حكم الشيء ولم يظهر كان ذلك سكوتا لان اصل السكوت في كلام العرب هو الانقطاع والسياقات الاثرية الواردة في الاحاديث. وما جاء عن ابن عباس من اثر في هذا يدل ان معنى السكوت في حديثه هو عدم اظهار الحكم وليس المراد به الانقطاع عن الكلام والانقطاع عن الكلام يسمى سكوتا. لكنه ليس المراد في الحديث وانما معنى الصفة ها هنا هو عدم بيان الحكم. والصفة ربما اشترك فيها معنيان او واكثر يثبت احدهما لله وينفى الاخر كصفة النسيان فان النسيان يقع بمعنى الترك عن علم وعم وهذا هو المذكور في قوله تعالى نسوا الله فنسيهم وتارة يكون المراد به الذهول عن المعلوم وهذا هو الذي نفاه الله عن نفسه في قوله وما كان ربك نسيا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الحادي والثلاثون عن ابي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه انه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا انا عملته واحبني الله واحبني الناس. فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس حديث حسن رواه ابن ماجة وغيرهم باسانيد حسنة هذا الحديث اخرجه ابن ماجة واسناده ضعيف جدا فانه من رواية خالد بن عمر عن سفيان الثوري عن ابي حازم عن سهل بن سعد وخالد ابن عمر الواسطي احد الكذابين واوله عنده اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل وروي الحديث من وجوه اخرى لا يثبت منها شيء فتحسين الحديث بعيد جدا والزهد في الدنيا شرعا الرغبة عما لا ينفع في الاخرة الرغبة عما لا ينفع في الاخرة وهذا معنى قول ابي العباس ابن تيمية في الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة ويندرج في الوصف المذكور اربعة اشياء ويندرج في الوصف المذكور اربعة اشياء احدها المحرمات احدها المحرمات وثانيها المكروهات وثالثها المشتبهات لمن لا يتبينها المشتبهات لمن لا يتبينها. ورابعها فضول المباحات طبول المباحات وهي ما زاد عن حاجة العبد من المباح وهي ما زاد عن حاجة العبد من المباحات فالزهد واقع في هؤلاء الاربعة وما كان زائدا عنها فانه لا يدخل في حقيقة الزهد فتناول المباح مأذون به وليس من الزهد ترك المباح. وانما الذي يعاب من المباح هو وتعاطي فضوله اي الزائد عن حاجة العبد فالتداعي الى الولوج في المباحات بالتكثر منها حتى يفضي الى الوقوع فيما لا حاجة له بها حاجة له فيه فهذا هو الذي يقدح في الزهد والزهد في الدنيا يشمل الزهد مما في ايدي الناس والزهد في الدنيا يشمل مما في ايدي الناس واعيد الامر به في الحديث لاختلاف الثمرة الناشئة عن كل واعيد الامر به في الحديث لاختلاف الثمرة الناشئة من كل. فالمأمور بان يزهد يشمل جهده ان يزهد مما في ايدي الناس. ولكنهما ذكرا في الحديث كلا على حدة لاختلاف الثمرة الناشئة منهما فمن زهد في الدنيا احبه الله ومن زهد فيما عند الناس احبه الناس لان الناس مجبولون على مجاذبة من يجاذبهم ومحبة من يتركهم. فالذي يعرض عما يطلبه الناس فلا يجاذبهم ولا ينازعهم فيه فان قلوبهم تقبل عليه. واما المشارك لهم في مراداتهم المزاحم لهم في مطلوباتهم فانه يقع في بقلوبهم منازعته وبغضه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنانه الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار. حديث حسن رواه ابن ماجة والدارقطني وغيرهما مسندا. ورواه مالك في الموطأ مرسلا عن امر ابن يحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم اسقط ابا سعيد وله طرق يقوي بعضها بعضا هذا الحديث لم يخرجه ابن ماجة في السنن مسندا من حديث ابي سعيد الخدري كما عزاه المصنف وانما اخرجه هكذا الدار قطني في السنن ولا يثبت موصولا والمحفوظ فيه انه مرسل فانه رواه من حديث عثمان بن محمد عن عبدالعزيز الدراوردي عن عمرو ابن يحيى المازني عن ابيه عن ابيه سعيد والمحفوظ روايته عن عمرو ابن يحيى المازني عن ابيه مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم نعم روى ابن ماجة الحديث لكن من رواية عبد الله بن عباس رضي الله عنهما واسناده ضعيف جدا ويروى هذا الحديث من وجوه عديدة يقوي بعضها بعضا كما قال المصنف فلا يخلو شيء من طرقه من ضعف لكن اجتماعها يؤدي الى حسن الحديث فهو حديث حسن بمجموع طرقه والله اعلم وفي الحديث المذكور نفي امرين احدهما الضرر قبل وقوعه احدهما الضرر قبل وقوعه فيدفع بالحيلولة دونه في دفع بالحيلولة دونه والاخر الضرر بعد وقوعه فيرفع بازالته الضار بعد وقوعه فيرفع بازالته فيكون قوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار اكمل من قول الفقهاء الضرر يزال للحصار مقصد الفقهاء في ضرر وقع يطلب رفعه وجمع المعنيين كليهما في قوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار فانه يشمل ضررا لم يقع ليمنع من وقوعه وضررا وقع ان يطلب زواله وهذا هو المقارن دائما للخطاب الشرعي انه اكمل من غيره فهو قدموا في بيان الحقائق الدينية عن كلام احد من البشر كائنا من كان فاذا وجدت من دلائل الوحيين ما يبين حقيقة شرعية فانها مقدمة على كلام المتكلمين. ومنه في هذا الباب العدول عن عبارة الفقهاء في قولهم الضرر ويزال الى اختيار قوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار. فان الخبر النبوي اكمل من خبر غيره. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والحديث الثالث والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعطى الناس بدعواهم لادعا رجال اموال قوم ودماءهم لكن البينة على المدعي واليمين على من انكر. حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا واصله في الصحيحين هذا الحديث اخرجه البيهقي في السنن الكبرى وهو بهذا اللفظ غير محفوظ وانما يثبت بلفظ لو يعطى الناس بدعواهم لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال واموالهم لادعى ناس دماء رجال واموالهم ولكن البينة على المدعى عليه ولكن البينة على المدعى عليه متفق عليه واللفظ لمسلم متفق عليه واللفظ لمسلم ومن قواعد الرواية الجامعة ان ما خرج عن رواية الصحيحين مخالفا لفظهما فلا يكاد يثبت لانهما انتقيا فيما روي من الحديث ما ضبطه الثقات من الفاظ الاحاديث النبوية فلا يكاد ما خرج عنهما ان يكونا محفوظا كهذا الحديث من رواية ابن عباس فان مدار هذا الحديث على رواية ابن جريج عن ابن ابي مليكة عن ابن عباس لكن اختلف في لفظه فالمحفوظ هو لفظ الصحيحين واما لفظ البيهقي الذي اختاره المصنف فليس محفوظا والدعوة اسم لما يضيفه المرء لنفسه مستحقا على غيره اسم لما يضيفه المرء الى نفسه مستحقا على غيره كقوله لي على فلان الف ريال والبينة اسم لما يبين به الحق ويظهر اسم لما يبين به الحق ويظهر كالشاهد وغيره والمدعي هو المبتدأ بالدعوة المطالب بها هو المبتدئ بالدعوة المطالب بها وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت ترك من اذا سكت ترك لانه صاحب المطالبة فاذا انقطع عنها فانه يترك والمدعى عليه هو من وقعت عليه الدعوى هو من وقعت عليه الدعوى وضابطه عند الفقهاء انه اذا سكت لم يترك انه اذا سكت لم يترك لانه المطالب بمضمن الدعوى وقوله واليمين على من انكر اي من انكر دعوى المدعي فعليه اليمين اي من انكر دعوى المدعي فعليه اليمين. وهي القسم ومقتضى هذا الحديث ان البينة على المدعي وان اليمين على المدعى عليه ومقتضى هذا الحديث ان البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه وليس الامر كذلك على كل حال وليس الامر كذلك على كل حال بل الحديث لو صح فهو من العام المخصوص بل الحديث لو صح فهو من العام المخصوص فالاصل المذكور ليس كليا بل ينظر في كل دعوة بحسب ما يحف بها من الاحوال والقرائن فربما جعلت اليمين في جهة المدعي لا في جهة المدعى عليه كما يعلم هذا من كلام الفقهاء في باب الدعاوى والبينات من كتاب القضاء نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والحديث الرابع والثلاثون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم كما ذكر المصنف دون البخاري فهو من افراده عليه. رواه من حديث قيس ابن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابي سعيد الخدري. وفيه قصة وهو متضمن الامر بتغيير المنكر في قوله فليغيره والامر يفيد الوجوب والامر يفيد الوجوب فانكار المنكر بتغييره واجب والمنكر اسم جامع كلما انكره الشرع اسم جامع كل ما انكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحريم بالنهي عنه على وجه التحريم فالمنكرات هي المحرمات فالمنكرات هي المحرمات وتغيير المنكر المأمور به له ثلاث مراتب وتغيير المنكر المأمور به له ثلاث مراتب الاولى تغيير المنكر باليد الاولى تغيير المنكر باليد والثانية تغيير المنكر باللسان والثالثة تغيير المنكر بالقلب والمرتبتان الاوليان شرط لوجوبهما الاستطاعة فتسقط بدونها والمرتبتان الاوليان شرط لوجوبهما الاستطاعة فتسقط بدونها فمن كان له استطاعة على تغيير المنكر باليد انكر بيده او له استطاعة على تغييره بلسانه انكر بلسانه واما المرتبة الثالثة فهي واجبة لا تسقط بحال لثبوت القدرة عليها في حق كل احد لثبوت القدرة عليها في حق كل احد ومن لم ينكر بقلبه فهو ناقص الايمان وكيفية تغيير المنكر بالقلب تكون بكراهة العبد المنكرا ونفوره منه تكون بكراهة العبد المنكرا ونفوره منه فاذا اعترت هذه الكراهة والنفور قلبه فقد تحقق انكاره المنكر بقلبه ولا يلزم وضوء اثارها على وجهه فلا يلزمه تمعر وجهه بتغييره او تقطيب جبينه. بل متى وجد اصل البغظ والنفور من المنكر في القلب كان انكارا وتغييرا له بالقلب ووجوب تغيير المنكر على مراتبه الثلاثة مشروط برؤيته لقوله صلى الله عليه وسلم من رأى من منكرا ورأى في هذا الحديث هي رأى البصرية وليست رأى العلمية لان رأى البصرية تنصب مفعولا واحدا واما رأى العلمية فانها تنصب مفعولين. والمذكور في الحديث هو مفعول واحد منكرا فيكون الحديث معلقا الوجوب بمن رأى المنكر بعينه فهو الذي يتوجه اليه الخطاب بوجوب تغيير اما بيده او بلسانه او بقلبه. اما ما زاد عن ذلك من المنكرات فان تعلق الوجوب بها يكون مناطا بولي الامر او من انابه عنه مما ممن يلي الحسبة. واما احاد المسلمين فيتوجه اليهم انكار المنكرات فيما رأوه باعينهم. لان التكليف كما يقال بتتبع المنكرات كلها مما ينقطع به العبد عن العبودية. فان افراد المنكرات لا تنحصر. وانما تظهر عبودية المرء الواجبة عليه بتغيير المنكر فيما رآه بعينه فانه يبادر الى انكاره نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله والحديث الخامس والثلاثون. عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناججوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا. المسلم المسلم اخو المسلم لا يظلم ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم في الصحيح دون البخاري فهو من افراده عنه رواه من حديث داود ابن قيس عن ابي سعيد مولى عامر ابن كريزن عن ابي هريرة رضي الله عنه فذكره باللفظ المذكور دون قوله ولا يكذبه فانها غير واردة في رواية مسلم في صحيحه وقوله ولا تحاسدوا نهي عن التحاسد وحقيقة الحسد كراهية جريان كراهية العبد جريان النعمة على غيره كراهية العبد جريان النعمة على غيره سواء اقترن بالكراهية محبة زوالها او لم يقترن فمتى وجدت الكراهية القلبية وقع العبد في الحسد وقوله لا تناجشوا نهي عن النجش نهي عن النجش واصله في لسان العرب اثارة الشيء بالمكر والاحتيال والخداع اثارة الشيء بالمكر والاحتيال والخداع فالحديث نهي عن تحصيل المطالب بالمكر والاحتيال والخداع الحديث نهي عن تحصيل المطالب بالمكر والحيلة والخداع ومن افراده النجش في البيوع ومن افراده النجش في البيوع وهو ان يزيد في السلعة من من لا يريد شراءها فهو فرد من افراد نجش المندرجة في الحديث ولا ينحصر النجش فيه بل كل ما كان مشتملا ان على تحصيل امر بحيلة ومكر وخديعة فانه مما يدخل في التحريم المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم لا تناجشوا وقوله ولا تباغضوا نهي عن التباغض نهي عن التباغض ومحله اذا عدم المسوغ الشرعي ومحله اذا عدم المسوغ الشرعي اما ان كان الحامل عليه حكم الشريعة فانه لا يكون منهيا عنه كبوض الكبيرة من مواقعها تبغض الكبيرة من مواقعها فان فاعل الكبيرة من المسلمين يبغض باعتبار مواقعته الكبيرة واقترافه لها ويبقى له محبة باعتبار اصل الايمان الذي معه وقوله ولا تدابروا نهي عن التدابر وهو التهاجر نهي عن التدابر وهو التهاجر والهجر نوعان والهجر نوعان احدهما هجر لامر دنيوي اجر لامر دنيوي فلا تحل فيه الزيادة على ثلاث فلا تحل فيه الزيادة على ثلاث. والاخر هجر لاجل امر ديني هجر لاجل امر ديني وتقدير المدة فيه ينظر فيه الى تحصيل مصلحة المقاطعة وتقدير المدة فيه ينظر فيه الى تحصيل مصلحة المقاطعة كما اتفقت الزيادة على الثلاث في حديث الثلاثة الذين خلفوا كما وقعت الزيادة على الثلاث في حديث الثلاثة الذين كلفوا فاذا علم العبد او غلب على ظنه ان المهجور فوق ثلاث في امر ديني يصلح بذلك فانه يهجره فوق ثلاث وقوله وكونوا عباد الله اخوانا يحتمل معنيين احدهما انه ان شاء لا تراد حقيقته انه انشاء لا تراد حقيقته بل يراد به الخبر بل يراد به الخبر فيكون المعنى اذا تركتم التحاسد والتناجش والتباغض والتدابر فانكم ستكونون اخوانا عبادا لله والاخر انه انشاء تراد به حقيقته انه انشاء تراد به حقيقته وهي الامر اي كونوا عباد الله اخوانا فهو امر بتحصيل الاخوة الدينية وتحصيل كل سبب يقويها وكلا المعنيين صحيح وقوله التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاثة اي اصل التقوى في القلوب ومن ثم اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى صدره للاعلام باستقرار اصلها في قلب العبد ومتى عمر القلب بها ظهرت اثارها على اللسان والجوارح احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث السادس والثلاثون. عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب من دنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. ومن ستر مسلما ستره الله في والاخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه ومن سلك طريق يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم بهذا اللفظ. هذا الحديث رواه مسلم وحده منفردا به عن البخاري. بهذا اللفظ الذي ذكره المصنف فرواه من حديث سليمان ابن مهران عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه وفي الحديث ذكر خمسة اعمال مقرونة بذكر ما يترتب عليها من الجزاء فالعمل الاول تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا وجزاؤه ان ينفس الله عن عامله كربة من كرب يوم القيامة وجزاؤه ان ينفس الله عن عامله كربة من كرب يوم القيامة وجعل جزاء هذا العمل مؤجلا لانه اكمل في الاثابة وجعل جزاء هذا العمل مؤجلا لانه اكمل في الاثابة. فان اعظم الكرب هي كرب يوم القيامة فاذا كان الجزاء هو حل تلك الكرب كان اعظم وارفع والعمل الثاني التيسير على المعسر التيسير على المعسر. وجزاؤه ان ييسر الله على عامله في الدنيا والاخرة وجزاؤه ان ييسر الله على عمله في الدنيا والاخرة. والعمل الثالث فالستر على المسلم الستر على المسلم وجزاؤه ان يستر الله عز وجل على عامله في الدنيا والاخرة والناس في باب الستر قسمان والناس في باب الستر قسمان احدهما من لا يعرف بالفسق ولا شهر به من لا يعرف بالفسق ولا شهر به. فهذا اذا زلت قدمه بمقارفة الخطيئة ستر عليه وحرم بث خبره والاخر من كان مشتهرا بالمعاصي متهتكا فيها معلنا لها فمثله متى وقع في الخطيئة لم يستر عليه بل يرفع امره الى ولي الامر ليقطع شره ويزجره عن غيه وانما يستباح من عرضه ما يحقق الغرض المقصود وانما يستباح من عرضه ما يحقق الغرض المذكور من حسم شره وصد غائلته واما ما زاد عن ذلك فانه لا يجوز فهو باق على اصل حرمة عرظه لبقائه مسلما والعمل الرابع سلوك طريق يلتمس فيه العلم سلوك طريق يلتمس فيه العلم. وجزاؤه ان يسهل الله لعمله طريقا الى الجنة وجزاؤه ان يسهل الله لعامله طريقا الى الجنة وهذا الطريق المسهل يكون في الدنيا بالدلالة الى اعمال اهل الجنة يكون في الدنيا بالدلالة الى اعمال اهل الجنة ويكون في الاخرة بالدلالة على الصراط الذي يعبر به الناس الى الجنة ويكون بالاخرة بالدلالة على الصراط الذي يعبر به الى الجنة فهداية العلم الى طريق الجنة تكون في الدنيا وفي الاخرة فتكون في الدنيا بالهداية الى اعمال الجنة فتكون في الاخرة بالهداية الى طريقها المفضي اليها وهو الصراط المنصوب على متن جهنم. والعمل الخامس اجتماع في بيت من بيوت الله الاجتماع في بيت من بيوت الله وهي المساجد على تلاوة كتاب الله وتدارسه وجزاؤه نزول السكينة وغشيان الرحمة وحف الملائكة وذكر الله المجتمعين في من عنده وقوله صلى الله عليه وسلم في اثناء ذكر هذه الاعمال والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه خبر عن الاصل الجامع للعمل والجزاء فالاصل الجامع للعمل هو بذل المعونة للمسلم والاصل الجامع للجزاء هو معونة الله للعبد فمن اعان عبدا من المسلمين على امر يبتغيه ايما كان ذلك المراد فان الله سبحانه وتعالى يعينه ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث بقوله ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه اعلاما بمقام العمل واثره وان من وقف به عمله عن المقامات العالية فان نسبه لا لا ينفعه ولا يبلغه ما يروم ويطلب. لان النظر انما هو الى القلوب والاعمال لا اله الانساب والاموال لان النظر انما هو الى القلوب والاعمال لا الى الانساب والاموال. فمن فاته العمل لم ينفعه ما له ولا نسبه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والحديث السابع والثلاثون. عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى انه قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك. فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله كتبها الله عنده حسنة كاملة. وان هم بها فعمل ما كتبه الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. وان هم بها افعملها كتبها الله سيئة واحدة. رواه البخاري ومسلم في صحيحهما بهذه الحروف. فانظر يا اخي وفقنا الله واياك الى عظيم لطف الله الا وتأمل هذه الالفاظ وقوله عنده اشارة الى الاعتناء بها الى الاعتناء بها. وقوله كاملة للتأكيد وشدة الاعتناء بها. وقال في التي هم بها ثم تركها كتبها الله عنده حسنة كاملة فاكدها بكاملة. وان عملها كتبها الله سيئة واحدة فاكد تقنينها بواحدة ولم يؤكدها بكاملة فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه وبالله التوفيق هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه طواياه من حديث الجعد بن دينار عن ابي رجاء العطاردي عن ابن عباس رضي الله عنهما فقوله ان الله كتب الحسنات والسيئات المراد بالكتابة هنا الكتابة القدرية دون الشرعية لان المكتوب شرعا انما هو الحسنات فهي المطلوب فعلها في الشرع دون السيئة فتكون الكتابة ها هنا كتابة قدرية والكتابة القدرية للحسنات والسيئات تشمل امرين والكتابة القدرية للحسنات والسيئات تشمل امرين احدهما كتابة عمل الخلق لهما كتابة عمل الخلق لهما فيكتب على العبد ما يعمله من حسنة وسيئة والاخر كتابة ثوابهما كتابة ثوابهما وتعيينه فيكتب للعبد ما له من الثواب على الحسنات وما له من الثواب على السيئات وكلاهما حق وسياق يدل على الثاني وكلاهما حق والسياق يدل على الثاني فهو المراد في الحديث لقوله ثم بين ذلك فذكر الثواب على الحسنة والسيئة معينة والحسنة شرعا اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن وهي كل ما امر الشرع به وهي كل ما امر الشرع به والسيئة شرعا اسم لكل ما توعد عليه بالثواب السيء اسم لكل ما توعد عليه بالثواب السيء وهي كل ما نهى الشرع عنه نهي تحريم وهي كل ما نهى الشرع عنه نهي تحريم فتندرج الفرائض والنوافل في اسم الحسنة فتندرج الفرائض والنوافل في اسم الحسنة وتختص السيئة بالمحرم دون سائر المنهيات وتختص السيئة بالمحرم دون سائر المنهيات والعبد بين الحسنة والسيئة لا يخلو من اربعة احوال والعبد بين الحسنة والسيئة لا يخلو من اربعة احوال اخبر عنها الله في هذا الحديث القدسي فالحال الاولى ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها فيكتبها الله له حسنة كاملة فيكتبها الله عنده حسنة كاملة والهم المذكور هنا هم الخطرات والهم المذكور هنا هم الخطرات فاذا وجد في العبد مجرد قطرة الى فعل الحسنة فان الله عز وجل يتفضل عليه بكتابتها حسنة كاملة وان لم اعملها وهذا من فضل الله عز وجل علينا الحال الثانية ان يهم بالحسنة ثم يعمل بها ان يهم بالحسنة ثم يعمل بها فيكتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات فيكتبها الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة والتضعيف موكول الى حسن الاسلام وكمال الاخلاص والتضعيف موكول الى كمال الاسلام وحسن الاخلاص فاذا قوي اخلاص العبد وحسن عمله زيد في التضعيف فوق الحسنات العشر فمن الناس من يعمل عملا فيكون له فيه عشر حسنات ما منهم من يزاد له التضعيف حتى يبلغ سبعمائة ضعف ومنهم من يزيد له التوعيف الى اضعاف كثيرة لا يعلم عددها الا الله سبحانه وتعالى والحال الثالثة ايهما بالسيئة ويعمل بها ايهم بالسيئة ويعمل بها فتكتب سيئة مثلها فتكتب سيئة مثلها من غير مضاعفة من غير مضاعفة فالسيئة لا تضاعف باعتباري عددها وانما يعرض لها لها تضعيف باعتبار كيفيتها وانما يعرض لها تضعيف باعتبار كيفيتها باعتبار النظر الى شرف الزمان او المكان او الفاعل فالسيئة في المكان الفاضل او الزمان الفاضل او من الفاعل الفاضل تكتب سيئة واحدة لكنها اثقل في الميزان من السيئة نفسها بغير الزمن الفاضل او المكان الفاضل او من فاعل غير فاضل فالنظرة الحرام في كل بلد سيئة لكن النظرة الحرام في البلد الحرام اثقل في الميزان تعظيما للبلد الحرام. فالسيئات تضاعف باعتبار الكيف فقط دون الكم فالحال الرابعة ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها ايهما بالسيئة ثم لا يعمل بها وترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين وترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين اولهما ان يكون الترك لسبب دعا اليه ان يكون الترك لسبب دعا اليه وتانيهما ان يكون الترك لغير سبب وثانيهما ان يكون الترك لغير سبب بل تفتر عزيمته من غير سبب منه وترك السيئة لسبب دعا اليها ثلاثة اقسام وترك السيئة لسبب دعا اليها ثلاثة اقسام القسم الاول ان يكون السبب خشية الله ان يكون السبب خشية الله فتكتب له حسنة فتكتب له حسنة والقسم الثاني ان يكون السبب مخافة المخلوقين او مرائتهم ان يكون السبب مخافة المخلوقين او مرائتهم فتكتب عليه سيئة فتكتب عليه سيئة الرياء او خوف الخلق والقسم التالت ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة مع الاشتغال بتحصيل اسبابها مع الاشتغال بتحصيل اسبابها فهذا يعاقب كمن عمل فتكتب عليه سيئة فتكتب عليه سيئة واما ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان واما ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان القسم الاول ان يكون الهم بالسيئة هم خطرات ان يكون الهم بالسيئة هم خطرات فلم يسكن قلبه اليها ولا انعقد عليها ثم ينفر منها ويتباعد عنها ثم ينفر منها ويتباعد عنها فهذا تكتب له حسنة فهذا تكتب له حسنة جزاء عدم سكون قلبه اليها جزاء عدم سكون قلبه اليها ونفرته منها وهذا هو المقصود في الحديث وهذا هو المقصود في الحديث والقسم الثاني ان يكون الهم هم عزم ان يكون الهم بالسيئة هم عزم وهم العزم هو المشتمل على الارادة الجازمة المقترنة بالتمكن من الفعل هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة المقترنة بالتمكن من الفعل وهذا على نوعين وهذا القسم على نوعين احدهما ما كان من اعمال القلوب ما كان من اعمال القلوب كالشك في الوحدانية او التكبر او العجب فهذا يترتب عليه اثره ويؤاخذ العبد به فهذا يترتب عليه اثره ويؤاخذ العبد به وربما صار منافقا او كافرا والاخر ما كان من اعمال الجوارح ما كان من اعمال الجوارح فيصر القلب عليه هاما به هم عزم فيصر القلب عليه هاما به هم عزم طالبا له متلددا ب حصوله لكن لا يظهر له اثر في الخارج لكن لا يظهر له اثر في الخارج فجمهور اهل العلم على المؤاخذة به ايضا فجمهور اهل العلم على المؤاخذة به ايضا. وهو اختيار جماعة من المحققين كالمصنف وابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمهما الله تعالى وهذه المسألة المذكورة مسألة متفرقة الشذور متعددة الادلة متنازعة الا وجه نوعها هو بالتفصيل الذي ذكرناه فالتفصيل المحصل هو نتاج بحث مطول فان ما يتعلق باحوال القلوب واحكامها فيه موارد عدة وادلة وادلة مختلفة يحصل نظامها بحمل كل دليل على وجهه فيما ذكر من الاقسام. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثامن والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احب فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر يبصر وبصره الذي يبصر به ويده ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. رواه البخاري. هذا الحديث اخرجه البخاري في صحيحه دون فهو من زوائده عليه ورواه بهذا اللفظ من حديث خالد ابن مخلد عن سليمان ابن بلال عن شريك ابن عبد الله ابن ابي نمر عن عطاء عن ابي هريرة رضي الله عنه وزاد في اخره وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وانا اكره مساءته وفي الحديث بيان جزاء معاداة اولياء الله وفي الحديث بيان جزاء معاداة اولياء الله والولي شرعا هو كل مؤمن تقي هو كل مؤمن تقي وخصه علماء الاصطلاح بغير الانبياء فالولي اصطلاحا كل مؤمن تقي غير نبي كل مؤمن تقي غير نبي وانما الجأهم الى ذلك ابتغاء التفريق بينما يتعلق بمقامات الانبياء ومقامات الاولياء فالحقيقة المتعلقة بالولي نوعان فالحقيقة المتعلقة بالولي نوعان احدهما الحقيقة الشرعية احدهما الحقيقة الشرعية وهي كل مؤمن تقي ويندرج فيه النبي والاخر فالحقيقة الاصطلاحية الحقيقة الاصطلاحية وهي كل مؤمن تقي غير نبي كل مؤمن تقي غير نبي فلا يندرج فيها النبي ومن عادى ولي الله فقد اذنه الله عز وجل بحرب منه ومعاداة الولي المؤذنة بحرب من الله نوعان ومعاداة الولي المؤذنة بحرب من الله نوعان. احدهما ان تكون المعاداة لاجل دينه ان تكون المعاداة لاجل دينه والاخر ان تكون المعاداة لاجل الدنيا مع ظلمه ان تكون المعاداة لاجل الدنيا مع ظلمه فمتى كانت الكراهة لاجل هذا؟ او ذاك فقد اوزن المعادي للولي بالحرب من الله اما ان كانت المعاداة لاجل الدنيا دون ظلم وتعدي فهذا لا يندرج في الحديث. كمن نازع وليا وعاداه في ارض لتنازعهما في البينة المفضية الى ثبوت ملك هذا او ملك ذاك فمتى كانت هذه المعاداة خالية من الظلم والتعدي لم يكن مندرجا في المذكور في هذا الحديث النبوي وقوله تعالى في الحديث فاذا احببت كنت سمعه الذي يسمع به الى اخره معناه اوفقه فيما يسمع ويبصر ويبطش ويمشي فلا يقع شيء من اعمال جوارحه الا وفق ما يحبه الله عز وجل ويرضاه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الثامن والثلاثون قال رحمه الله الحديث التاسع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما السكر وعليه حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما هذا الحديث اخرجه ابن ماجة بلفظ ان الله وضع عن امتي ان الله وضع عن امتي واخرجه البيهقي ايضا بلفظ قريب منه واسناده ضعيف والرواية في هذا الباب فيها لين والعزو الى ابن ماجة مغن عن ذكر البيهقي لان من قواعد التخريج ان الحديث المروي في الاصول الستة اكتفى بعزوه الى من رواه منها فاذا وجد حديث عند البخاري او مسلم او ابي داوود او ابن ماجة او النسائي والترمذي اكتفي بالعزو الى من عزي اليه منهم ولم يحتج الى الخروج عن هذه الاصول الا لمعنى يقتضي ذلك كان يكون عند من عزي اليه الحديث غيره زيادة في لفظه او قوة في اسناده. فهذا يعزى الحديث اليه. واما الاصل فهو التمسك بالاصول الستة ان هذه الاصول الستة جامعة للحديث النبوي فلا يكاد يخرج حديث يحتاج اليه الناس في الدين عن هذه الاصول الستة كما قرره ابن رجب في مواضع من كتبه فكما ينبغي على الانسان ان يقبل على القرآن في استنباط معاني كلام الله فانه ينبغي ينبغي ان يكون اعظم شغله بكتب الحديث هي هذه الدواوين الستة قراءة وتفهما واطلاعا على معانيها وتنزها في مغانيها وفي الحديث المذكور بيان فضل الله عز وجل على هذه الامة بوضع المؤاخذة عنها في ثلاثة امور الاول الخطأ والمراد به هنا وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله وثانيها النسيان وهو ذهول القلب عن معلوم متقرر فيه ذهول القلب عن معلوم متقرر فيه وثالثها الاكراه وهو ارغام العبد على ما لا يريد ارغام العبد على ما يريد ومعنى التجاوز والوضع هنا هو نفي وقوع الاثم مع وجودها ومعنى التجاوز والوضع هنا هو نفي وقوع الاثم مع وجودها. فلا اتم على مخطئ ولا ناس ولا آآ مكره فمن رحمة الله عز وجل علينا ترك المؤاخذة بالتعتيم في من عرض له حال من هذه الاحوال وكما سلف فان ترك التأتيم لا يقتضي ترك الضمان فمن اتلف شيئا لغيره ناسيا او مكرها او مخطئا فانه يجب عليه الضمان وانما يرفع عنه الاثم من الله عز وجل وسبق بيانه ذلك في شرح منظومة القواعد الفقهية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والحديث الاربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كانك وعابر السبيل وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك حياتك لموتك. رواه البخاري. هذا الحديث رواه البخاري وحده دون مسلم فهو من زوائده عليه. فرواه من حديث سليمان ابن مهران الاعمش عن مجاهد ابن جبر عن عبد الله ابن عمر رضي الله وعنهما وفي الحديث ارشاد النبي صلى الله عليه وسلم الى الحال التي يكون بها صلاح العبد في الدنيا وصلاح العبد في الدنيا هو ان ينزل نفسه احدى المنزلتين الاتيتين هو ان ينزل نفسه احدى المنزلتين الاذيتين فالمنزلة الاولى منزلة الغريب المنزلة الاولى منزلة الغريب وهو المقيم في غير بلده وهو المقيم في غير بلده فقلب الغريب متعلق بالرجوع الى بلده واشتغاله بالدنيا حال اقامته في غيره قليل وركونه الى اهل البلد الذي هو حال فيه ضعيف والمرتبة والمنزلة الثانية منزلة عابر السبيل منزلة عابد السبيل وهو المسافر الذي يمر ببلد حال سفره وهو المسافر الذي يمر ببلد حال سفره ثم يخرج منها وهو اقل تعلقا بها من الغريب وهو اقل تعلقا بها من الغريب. لان مكثه قليل وليست له رغبة في الاقامة وانما هو مجتاز بالبلد فمن رام ان يصلح نفسه ويحملها على ما فيه كمالها لزمه ان ينزل نفسه احدى المنزلتين زاهدا عن الدنيا جاعلا نفسه غريبا فيها او عابرا سبيل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والحديث الحادي والاربعون عن ابي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح هذا الحديث عزاه المصنف الى كتاب الحجة واسمه الحجة على تارك المحجة لابي نصر لابي الفتح نصر ابن ابراهيم المقدسي وهو كتاب عظيم لم يظفر به بعد وانما يوجد مختصر له مجرد من الاسانيد والحديث المذكور اخرجه من هو اشهر منه رواه ابن ابي عاصم في السنة والبغوي في شرح السنة وابو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء من حديث نعيم بن حماد عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عقبة بن اوس عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما واسناده ضعيف وتصحيح هذا الحديث بعيد من وجوه ذكرها مبسوطة ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم لكن اصول الشرع تصدق معناه وتشهد بصحته دراية لا رواية والمراد بصحته دراية تبوت احكامه لموافقته الشرع واما نفي صحته رواية فالمراد به عدم تصحيح نسبته الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قاله بهذا اه اللفظ والهوى الميل المجرد والهوى الميل المجرد ويغلب اطلاقه على الميل الى خلاف الحق ويغلب اطلاقه على الميل الى خلاف الحق ويكاد يكون ذلك هو مراد الشارع فيكاد يكون ذلك هو مراد الشرع فللهوى معنيان فللهوى معنيان احدهما الميل المجرد الميل المجرد دون ملاحظة اتجاه الميل دون ملاحظة اتجاه الميل. والاخر الميل الى خلاف الحق الميل الى خلاف الحق وهو المراد غالبا في خبر الشرع وهو المراد غالبا في خبر الشرع قال ابن عباس رضي الله عنهما كل هوى ضلالة رواه الللكاوي وغيره واسناده صحيح والحديث المذكور هنا يرجع الى الاول دون الثاني والمراد به الميل المجرد فمعنى الحديث لا يؤمن احدكم حتى يكون ميله تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والايمان المنفي في هذا الحديث يحتمل معنيين والايمان المنفي في هذا الحديث يحتمل معنيين احدهما ان يكون المراد به اصل الايمان ان يكون المراد به اصل الايمان وذلك اذا كان المراد بقوله ما جئت به ما لا يصح اسلام العبد الا به وذلك اذا كان المراد بقوله ما جئت به ما لا يصح اسلام العبد الا به والاخر ان يكون المراد به كمال الايمان ان يكون المراد به كمال الايمان وذلك اذا كان المراد بقوله ما جئت به ما يصح اسلام العبد دونه وذلك اذا كان المراد بقوله ما جئت به ما يصح اسلام العبد بدونه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثاني والاربعون عن انس رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع ولفظه في النسخ التي بايدينا على ما كان فيك ورواه من حديث كثير ابن فائد عن سعيد ابن عبيد عن بكر ابن عبد الله عن اس عن انس بن مالك وفي اسناده كلام. لكن يروى من طرق يقوي بعضها بعضا. ويحصل للحديث التحسين والحديث المذكور مشتمل على ذكر ثلاثة من اسباب المغفرة اولها الدعاء المقترن بالرجاء الدعاء المقترن بالرجاء وقرن الدعاء بالرجاء لافادة ان الداعي حاضر القلب لافادة ان الداعي حاضر القلب مقبل على الله فهو يدعوه ويرجوه وثانيها الاستغفار وتانيها الاستغفار اي طلب المغفرة وثالثها توحيد الله وثالثها توحيد الله اين في الحديث توحيد الله ايش لا تشرك بشيء هذا مو بالتوحيد هذا ما فيه شرك اه عبر بنفي الشرك ليعلم ان المراد من التوحيد هو محوه عبر عن التوحيد بنفي الشرك ليعلم ان المراد من التوحيد هو محو الشرك فالسبب الثالث من اسباب المغفرة هو التوحيد واشير اليه بعدم الشرك لان غاية التوحيد هو ابطال الشرك وانما اخر ذكره مع جلالة قدره لعظم اثره. فاعظم هذه الاسباب في محو السيئات هو توحيد الله سبحانه وتعالى وقوله فيه لاتيتك بقرابها القراب بضم القاف وكسرها هو ملء الشيء فيكون المعنى لو اتيتني بملئ الارض ذنوبا وانت موحد لاتيتك بملئها مغفرة والعنان بفتح العين هو السحاب والعنان بفتح العين هو السحاب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وخاتمة الكتاب فهذا اخر ما قصدته من بيان الاحاديث التي جمعت قواعد الاسلام وتضمنت ما لا يحصى من انواع العلوم في اصول والفروع والاداب وسائر وجوه الاحكام. وها انا اذكر بابا مختصرا جدا في بط خفي في ضبط في ضبط خفي الفاظية مرتبة. لئلا يغلط وفي شيء منها وليستغني بها حافظوا عن مراجعة غيره في ضبطها. ثم يشرع في شرحها ان شاء الله تعالى في كتاب مستقل. وارجو من فضل الله تعالى ان يوفقنا لبيان مهمات من اللطائف وجمل من الفوائد والمعارف. مسلم عن معرفة مثلها ويظهر لمطالعها جزانة هذه الاحاديث وعظم وما اشتملت عليه من النفائس التي ذكرتها والمهمات التي وصفتها ويعلم بها ويعلم بها الحكمة في اختيار هذه الاحاديث الاربعين وانها حقيقة بذلك عند الناظرين. وانما افردتها عن هذا الجزء ليسهل حفظ جزء من انفراده ثم من اراد ضم الشرح اليه فليفعل ولله عليه المنة بذلك اذ يقف على نفائس اللطائف المستنبطة من كلام من قال الله في حقه وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. ولله الحمد اولا واخرا وباطنا وظاهرا. لما فرغ المصنف رحمه الله ومن شرد الاحاديث الجامعة قواعد الاسلام اشار الى انتهاء مقصوده تنبيها الى انتهاء عدها الى ما ذكروا انه اورد اثنان وانه اورد اثنين واربعين حديثا من الاحاديث الجامعة ثم بين انه يذكر بابا مختصرا جدا في ضبط خفي الفاظها اي الغامض منها المفتقر الى ضبطه بالافصاح عن ذلك بالحروف كقوله بضم الياء من يرى والضبط بالحروف انفع من الضبط بالحركات لان الضبط بحركاته يدخله التغيير غالبا بخلاف الضبط بالحروف والحامل لاتباع المصنف كتابه بالباب المذكور امران والحامل لاتباع المصنف كتابه المذكور بالباب امران الاول منع الغلط في قراءتها منع الغلط في قراءتها كما قال لئلا يغلط في شيء منها والثاني اغناء حافظ تلك الضغوط عن مراجعة غيره في تحقيق ضبطها اغناء حافظ تلك الضغوط عن مراجعة غيره في تحقيق ضبطها كما قال وليستغني بها وليستغني بها حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها ثم وعد المصنف رحمه الله تعالى انه يشرح الاحاديث التي انتخبها في كتاب مستقل. اي غير هذا الكتاب فهو الحق بالاربعين بابا رام به بيان جمل من نبذ القول فيما يتعلق بالاحاديث المذكورة ووعد ان يضع كتابا مستقلا في شرح الاربعين فهل وفى ام لم يفي وهل وضع ام لم يضع وضعوا اللي ما وضع ها محمد ما وضع طيب في السوق الان يوجد كتاب شرح اربعين نووية النووي احسنت مات المصنف رحمه الله تعالى ولم يضع شرحا على الاربعين النووية ذكره تلميذه الخسيص به ابو الحسن ابن العطار فانه ذكر ان الموجب له شرح الاربعين لانه شرحها ان المصنف مات ولم يشرحها فالمطبوع منسوبا اليه لا تصح نسبته اليه. وكذا المطبوع منسوبا الى ابن دقيق العيد بشرح الاربعين لا تصح نسبته الى ابن دقيق العيد فانه ينقل عن اناس ما خلقوا الا بعد ابن دقيق العيد واقدم شروح الاربعين هو شروح تلاميذ المصنف نفسه كبل العطار والاشبيلي. وكلاهما شرحه مطبوع. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب الاشارات الى ضبط الالفاظ المشكلات. هذا الباب وان ترجمته بالمشكلات فقد انبه فيه على الفاظ من الواظحات. في الخطبة روي بتشديد الضاد وتخفيفها والتشديد اكثر ومعناه حسنه وجمله الحديث الاول امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو اول من سمي امير المؤمنين قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات المراد لا تحسب الاعمال المراد لا تحسب الاعمال الشرعية الا بالنية. قوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى الله ورسوله معناه مقبولة. قول المصنف رحمه الله معناه مقبولة المعهود في خطاب الشرع متقبلة فان التقبل فوق القبول فالتقبل يتضمن اجزاء العمل مع محبة الله للعامل ورضاه عنه واما القبول فانه يختص بالاجزاء فقط وحصول الثواب فالتقبل مرتبة فوق القبول وهي التي كان يدعو بها الانبياء فلم يكونوا يقولون ربنا اقبل منا. وانما كانوا يقولون ربنا تقبل منا فالتقبل اعلى من قل واللائق في الدعاء هو السؤال للاعلى نعم احسن الله اليكم قال الحديث الثاني لا يرى عليه اثر السفر هو بضم الياء من يراء. قوله تؤمن بالقدر خيره وشره معناه تعتقد ان الله قدر الخير قبل خلق الخلق وان جميع الكائنات بقضاء الله تعالى وقدره وهو مريد لها. هذا الذي ذكره المصنف هو بعض معنى الايمان بالقدر وبعض معنى الايمان بالقدر والمختار ان ذلك يرجع الى حقيقته الشرعية التي تقدم ذكرها فالقدر شرعا هو علم الله بالكائنات وكتابته لها وخلقه ومشيئته اياها فيكون الايمان بالقدر هو الايمان بجماع ما انتظم في هذا الحد. نعم احسن الله اليكم قال قوله فاخبرني عن امارتها وبفتح الهمزة اي علامتها ويقال امار بلا هاء اللغتان لكن الرواية بالهاء لكن الرواية منها انباه الى انه وان صح الوجهان لغة لكن الرواية جاءت بواحد منهما ولو عمد الى جمع ما نص عليه بالرواية لكان ذلك نافعا لان اكثر الاحاديث النبوية لا يمكن ضبطها الا بالرجوع الى ما في كتب العربية او الشروح ولكن يحتاج الى جمع ما نص فيه على الرواية ان الرواية هكذا لتتميز الالفاظ النبوية وهو امر ينبغي رعايته. نعم احسن الله اليكم قال قوله تلد الامة ربتها اي سيدتها ومعناه ان تكثر السراري وحتى تلد حتى تلد الامة السرية بنتا لسيدها وبنت السيد في بمعنى السيد وقيل يكثر بيع السرار حتى تشتري المرأة امها وتستعبدها جاهلة بانها امها وقيل غير ذلك وقد اوضحته في شرح صحيح مسلم من بدلائله وجميع طرقه قوله العلتاي الفقراء ومعناه ان اسافل الناس يصيرون اهل ثروة ظاهرة قوله لبثت مليا هو بتشديد الياء اي زمانا كثيرا وكان ذلك ثلاثا هكذا جاء مبينا في رواية ابي داوود في رواية ابي داود والترمذي وغيرهما. قوله رحمه الله هكذا جاء مبينا في رواية ابي داوود والترمذي وغيرهما تقدم ان تقدير المدة بثلاث وقع عند اصحاب السنن جميعا واسناده صحيح وروايتهم مطلقة غير مقيدة بايام ايام او ليال ووقع التقييد بكل في خارج السنن اربع فروي مقيدا بالليالي ورد مقيدا بالايام والمحفوظ هو الاطلاق دون التقييد. وهو محتمل للوجهين مع نعم. احسن الله اليكم قال قوله قال الحديث الخامس قوله من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اي مردود كالخلق بمعنى المخلوق قال الحديث السادس قوله فقد استبرأ لدينه وعرضه اي صان دينه وحمى عرضه من وقوع الناس فيه قوله يوشك هو بضم الياء وكسر الشين اي يسرع اي يسرع ويقرب. قوله حمى الله محارمه معناه الذي حماه الله تعالى ومنع دخوله هو الاشياء التي الحديث السابع قوله عن ابي رقية وبضم الراء وفتح القاف وتشديد الياء قوله الداري منسوب الى جد له اسمه الدار منسوب الى جد له اسمه الدار وقيل وقيل الى مبغئ يقال له دارين ويقال فيها ايضا الديري نسبة الى دير كان نسبة نسبة الى دير كان يتعبد فيه وقد بسطت القول في ايضاحه في اوائل الشرح صحيح مسلم. قوله رحمه الله وقيل الى موضع يقال له دارين ذكر ابن طاهر في الانساب المتفقة عن ابي المظفر عن ابي ورد النسابة ان نسبته الى دارين وهم فاحش. فلا تصح نسبته اليه هاء فقوله ويقال له الديلي نسبة الى دين كان يتعبد فيه لابد من تقييد ذلك بحاله قبل الاسلام. فانه انما كان يتعبد فيه قبل الاسلام وقيد المصنف هذا الخبر بذلك في شرح مسلم وفي تهذيب الاسماء واللغات فلا ينبغي اطلاقه لان لا يتوهم ان التخلي في الخلوات والفلوات من دين الاسلام وانما كان هذا واقعا من تميم قبل اسلامه فانه كان رجلا نصرانيا. نعم. احسن الله اليكم قال الحديث التاسع قوله واختلاف هو بضم الفاعلة بكسرها. الحديث العاشر قوله بالحرام هو بضم الغين وكسر الذال المعجمة المخففة الحديث قوله وغذي بالحرام بضم الغين وكسر الذال المعجمة المخففة وذكر التشديد ايضا ذكره الجرداني الدمياطي في شرح الاربعين نقلا عن المصابيح انه جاء بالتشديد ايضا غذي والمشهور هو التخفيف غذي نعم. احسن الله اليكم قال الحديث الحادي عشر قوله دع ما يريبك الى ما لا يريبك بفتح لاي وضمها لغتان والفتح افصح واشهر. ومعناه اترك ما شككت فيه الى ما لا تشك فيه. ما ذكره رحمه الله من تفسير الريب بالشك فيه نظر والصحيح ان الريب هو قلق النفس واضطرابها فليس شكا فقط بل هو شك وزيادة وتفسير الريب بالشك تفسير له ببعض الافراد الموجودة فيه والريب يشتمل على الشك وزيادة فوقه. توجب حالا هي قلق النفس واضطرابها. وهو الذي اختاره المحققون كابي العباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابي الفرج ابن رجب. نعم. احسن الله اليكم قال الحديث الثاني عشر قوله يعنيه في اول الحديث الرابع عشر قوله قوله الثيب الزاني معناه المحصن معناه المحصن اذا زنا وللاحصان شروط معروفة في كتب الفقه الخامس عشر قوله او ليصمت بضم الميم. الحديث السابع عشرا القتلة والذبحة بكسر رحمه الله او ليصمت بضم الميم. وسمع كسرها ايضا وليصمت وهو القياس نعم احسن الله اليكم قال الحديث السابع عشر القتلة والذبحة بكسر اولهما قوله وليحد وبضم الياء وكسر الحاء وتشديد الدال يقال وحد السكين حدها واستحدها بمعنى الحديث الحديث الثامن عشر جندب جندب بضم الجيم وبضم الدال وفتحها وجنادة بضم الجيم. الحديث التاسع عشرة تجاهك بضم التاء وفتح الهي اي امامك كما في رواية اخرى صاحب القاموس ان هذه الكلمة تجاه تجيء مثلثة التاء فتكون تجاه وتجاه وتجاه نعم. احسن الله اليكم. قال تعرفين الى الله في الرخاء اي تحبب اليه بلزوم طاعته واجتناب مخالفته. الحديث العشرون قوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت معناه اذا اردت تفعيل شيء فان كان مما لا تستحي من الله ومن الناس بفعله فافعله والا فلا. وعلى هذا مدار الاسلام. تقدم ان الحديث يجوز ان يكون ويجوز ان يكون انشاء مفيدا للامر فما ذكره المصنف بعض معناه احسن الله اليكم قال الحديث الحادي والعشرون قل امنت بالله ثم استقم اي استقم كما امرت ممتثلا امر الله تعالى مجتنبا نهيه الحديث الثالث والعشرون قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان المراد بالطهور الوضوء قيل معناه ينتهي تضعيف ثوابه الى نصف اجر الايمان وقيل الايمان يجب ما من الخطايا وكذلك الوضوء ولكن الوضوء ولكن الوضوء تتوقف صحته على الايمان فصار نصفا. وقيل المراد من ايمان الصلاة والطهور شرط لصحتها فصار الشطر وقيل غير ذلك قوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان اي ثوابها. وسبحان الله والحمد لله تملآن اي لو قدر ثوابهما جسما لما لا ما بين السماء ملأ ما بين السماء والارض وسببه ما اشتملتا عليه من التنزيه والتفويض الى الى الله تعالى. والصلاة نور اي تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء وتهدي الى وقيل يكون ثوابها نورا لصاحبها يوم القيامة وقيل لانها سبب لاستنارة القلب. والصدقة برهان اي حجة لصاحبها في اداء حق المال وقنا حجة في ايمان لان المنافق لا يفعلها غالبة والصبر ضياءنا هي الصبر المحبوب اي الصبر المحبوب وهو الصبر على طاعة الله تعالى والبلاء ومكانه الدنيا وعن المعاصي ومعناه لا يزال صاحبه مستضيا مستمرا على الصواب كل الناس يغدو فبائع نفسه معناه كل انسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيغمقها ان يهلكها وقد بسطت شرع هذا الحديث في اول شرح صحيح مسلم فمن اراد زيادة فليراجعه وبالله التوفيق الحديث الرابع والعشرون قوله تعالى حرمت الظلم على نفسي اي تقدست عنه فالظلم مستحيل في حق الله تعالى لانه مجاوزة العد او التصرف في غير ملك وهما جميعا محال في حق الله تعالى. هذا الحد الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى وغيره حدا للظلم منتقد من جهتين احدهما ان الله ليس له حد يحد له فلا يمكن ان يعبر في حقه بانه جاوز الحد والثاني ان الله عز وجل له الملك كله فلا يقع منه تصرف في غير ملك فهذا الحد منتقد واقرب ما يقال ما يقال سلما من الاعتراض في الحد في الظلم انه وضع الشيء في غير موضعه وهو اصل جامع في بيان المعنى العام واما بالتفصيل فله ما يقيده. كما بسطه ابو العباس ابن تيمية في بعض قواعده نعم. احسن الله اليكم قال قوله تعالى فلا تظالموه بفتح التاء لا تتظالموا. قوله تعالى الا كما ينقص المخيط هو بكسر الميم واسكان الخاء المعجمة وفتح الياء اي الابرة ومعناه لا ينقص شيئا الحديث الخامس والعشرون بضم الدال والثاء المثلثة الاموال واحدها دث كفلس وفلوس. قوله وفي بضع احدكم احدكم هو بضم عن الضاد المعجمة وهو كناية عن الجماع اذا نوى به العبادة وهو قضاء حق الزوجة وطلب ولد صالح وعفاف النفس وكفه عن المحارم. قوله رحمه الله هو كناية عن الجماع ويقع ايضا كناية عن الفرج وبه صرح المصنف في شرح مسلم نعم. احسن الله اليكم قال الحديث السادس والعشرون السلامى بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم. وجمعه سلاميات بفتح الميم وهي مفاصل والاعضاء وهي ثلاثمائة وستون ان مفصل ثبت ذلك في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث السابع والعشرون النواس بفتح النون وتشديد الواو والساء وسمعان وسمعان بكسر السين المهملة وفتحها قوله حاتم والفتح اشهر فسمعان اشهر من سمعان نعم. احسن الله اليكم قال قوله حاكم الحياء المهملة والكاف اي تردد. وبسطب كسر الباء الموحدة الحديث الثامن والعشرون الارباض بكسر العين وبالموحدة سارية بالسين المهملة والياء المثناة من تحت قوله ذرفت بفتح الذال المعجمة والراء اي سألت قوله بالنواجذ وبالذات المعجمة والى الايام وقيل الابراص والبدعة ما عمل على غير مثال سبق. ما ذكره رحمه الله في حد البدعة هو حجها باعتبار الوضع اللغوي فهي باعتبار الوضع اللغوي ما وقع على غير مثال سبق والمراد في الاحاديث انما هو حدها في حقيقتها الشرعية التي تقدم بيانها عند حديث عائشة وهو حديث قامس نعم. احسن الله اليكم قال الحديث التاسع والعشرون وذروة وذروة السنام بكسر الذال وضمها اي اعلى وذكر بعض المتأخرين ايضا فيها الفتح الا انه لغة رديئة فالمشهور فيه في اللغة العلوية هو الكسر والضم نعم احسن الله اليكم قال ملاك الشيء بكسر الميم اي مقصوده. وتقدم ايضا انه يفتح فيقال مذاك وملاك والمسموع بالحديث هو الكسر من ذكره نعم محمد السندي في حاشيته. نعم احسن الله اليكم قال ملاك الشيم كسر الميم اي مقصودة قوله يكبه وبفتح الياء وضم الكاف. الحديث ثلاثون الخشني بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين وبالنون منسوب الى خسينة قبيلة معروفة قوله جرثومي بضم الجيم والثاء المثلثة واسكان الراء بينهما وفي اسمه واسم ابيه اختلاف كثير قوله صلى الله عليه وسلم فلا تنتهكها انتهاك الحرمة تناولها بما لا يحل. الحديث الثاني والثلاثون ولا ضراره بكسر الضاد المعجمة. الحديث الرابع والثلاثون فان لم يستطع فبقلبه معناه فلينكر بقلبه وذلك ضعف الايمان اي اقله ثمرة اي اقله اي اقله ثمرة. الحديث الخامس والثلاثون ولا يخذله بفتح الاية والاسكان الخاء وضم الذال المعجمة ولا يكذبه وبفتح الباب هو بفتح الباء واسكان الكاف. قوله بحسب امرئ من الشر وباسكان السين المهملة ان يكفيه من الشر الحديث الثامن والثلاثون فقد اذنته بالحرب وبهمزة ممدودة اي علمته بانه محارب لي قوله تعالى استعاذني ظبطوه بالنون وبالماء وكلاهما صحيح. قوله ظبطوه بالنون وبالباء اي استعاذني واستعاذ بي وكلاهما روي في صحيح البخاري في اللفظ النبوي نعم احسن الله اليكم قال الحديث الاربعون كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. اي لا تركن اي لا تركن اليها ولا تتخذها وطنا ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها بالاعتناء بها ولا تتعلق بها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب الى اهله. الحديث الثاني والاربعون عنان السماء بفتح العين يؤتي لهو السحاب وقيل ماعد لك منها اي ظهر اذا رفعت راسك. قوله بقراب الارض بضم القاف وكسرها لغتان روي روي بهما ضموا اشهر معناه ما يقارب ملئا قال قال فصل اعلم ان الحديث المذكور اولا من حفظ على امتي اربعين حديثا معنى الحفظ هنا ان ينقلها الى المسلمين وان لم يحفظها ولم يعرف معناها هذا حقيقة معناه وبه يحصل انتفاع المسلمين لا بحفظ ما ينقله اليهم والله اعلم بالصواب الحمد لله الذي الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان ان هدانا الله وصلاته وسلامه على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين قال مؤلفه فرغت منه ليلة الخميس التاسع والعشرين من جماد من جمادى الاولى سنة ثمان سنة ثمان وستين وستمائة قوله رحمه الله معنى الحفظ هنا ان ينقلها الى المسلمين وان لم يحفظها اي لا يشترط ان يحفظها عن ظهر قلب ولكن المشترط ان ينقلها الى المسلمين نقلا صحيحا. فاذا نقلها نقلا صحيحا بقلمه كان كافيا ذلك في كونه حافظا لها وذلك في بيان معنى حديث من حفظ اربعين حديثا وتقدم بيان ضعفه. وبه يتم وشرح هذا الكتاب شرحا يبين مقاصده الكلية ومعانيه الاجمالية اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع الاربعين النووية بقراءة غيره والقارئ يكتب بقراءته صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان اتم له ذلك في مجلسين بالميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة من معين لمعين في معين باسناد مذكور في منح المكرمات لاجازة طلاب المهمات والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم السبت السابع من شهر ربيع الاول سنة اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم نشرع بعد العصر ان شاء الله تعالى في شرح الكتاب السابع وهو كتاب التوحيد. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين