السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراكب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. كما صليت على ابراهيم وعلى ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم. باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله ابن عمر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم. اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الثامن من برنامج مهمات العلم في سنته السادسة ست اتينا بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام. المعروف شهرة بالاربع اين النووية؟ العلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله. المتوفى سنة ست وسبعين وست مئة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما من يا رب العالمين باسانيدكم حفظكم الله من العلامة النووية رحمه الله تعالى انه قال في كتابه الاربعين في مبادئه الاسلام وقواعد الاحكام المشهورة بالاربع الى النووية. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والارضين مدبر الخلائق اجمعين باعث الرسل صلواته وسلامه عليهم الى المكلفين. لهداية وبيان شرائع الدين بالدلائل القطعية وواضحات البراهين. احمده على جميع نعمه واسأله المزيد من فضله وكرمه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد القهار الكريم الغفار. واشهد ان محمدا عبده ورسوله حبيبه وخليله افضل المخلوقين المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستنيرة على تعاقب السنين. وبالسنن المستنيرة المسترشدين المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر والمرسلين وال كل وسائر الصالحين. ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة والحمدلة والشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ثم صلى وسلم عليه وعلى سائر الانبياء والمرسلين وال كل وسائر الصالحين وهؤلاء الاربع المذكورات من اداب التصنيف مشيرا الى مقصوده من جمع هذا الكتاب وهو ابتغاؤه جمع الاحاديث الموصوفة بانها من جوامع الكلم ملوحا الى ذلك بعبارة لطيفة بقوله المخصوص بجوامع الكلم والجامع من الكلم ما قل مبناه وجل معناه ما قل مبناه وجل معناه فهو جامع بين كونه قليل المباني جليل المعاني فهو جامع بين كونه قليل المباني جليل المعاني وجوامع الكلم التي اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان وجوامع الكلم التي اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم والاخر ما صدق عليه الوصف المتقدم ما صدق عليه الوصف المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم مما يكون قليل الالفاظ جليل المعنى قال رحمه الله اما بعد فقد روينا عن علي بن ابي طالب وعبدالله بن مسعود ومعاذ بن جبل وابي الدرداء وابن روى ابن عباس وانس ابن مالك وابي هريرة وابي سعيد الخدري رضي الله عنهم اجمعين من طرق كثيرات بروايات ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء. وفي رواية بعثه الله فقيها عالما. وفي رواية ابي الدرداء وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا. وفي رواية ابن مسعود رضي الله عنه قيل له ادخل من من اي ابواب الجنة شئت وفي رواية ابن عمر رضي الله عنهما كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء. واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات. فاول من علمته صنف فيه عبد الله بن المبارك ثم محمد بن اسلم الطوسي العالم الرباني ثم الحسن بن سفيان النسوي وابو بكر الاجري وابو بكر محمد بن ابراهيم الاصبهاني والدارقطني والحاكم وابو نعيم وابو عبدالرحمن السلمي وابو سعد المادني وابو عثمان صابوني وعبدالله بن محمد الانصاري وابو بكر البيهقي وخلائق لا يحصون من المتقدمين والمتأخرين قد استخرت الله تعالى في جمع اربعين حديثا اقتداء بهؤلاء الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام. وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة ليبلغ الشاهد منكم الغائب. وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرءا سمع قالت فوعاها فاداها كما سمعها. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة معتمد المصنفين في الاربعين وهو الحديث المشهور ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امري دينها وساقه بروايات مختلفة. مبتدأ ذكره اياه بقوله روينا وفي هذه الكلمة ثلاث لغات اولها ضم الراء وكسر الواو مشددة ضم الراء وكسر الواو مشددة روينا وثانيتها فتح الراء والواو بلا تشريد روينا فتح الراء والواو بلا تشديد روينا والثالثة ضم الراء وكسر الواو مخففة بلا تشريد. روينا ضم الراء للواوي وكسر وكسر الواو مخففة روينا واللغة الثالثة فرع عن اللغة الاولى. واللغة الثالثة فرع عن الاولى والاوليان هما المشهورتان والاوليان هما المشهورتان وكل لغة منهما لها مقامها. وكل لغة منهما لها مقامها فاما روينا فاما روينا فيستعمل فيستعمل اذا ابتدأه شيوخه بالرواية اذا ابتدأوه ابتدأه شيوخه بالرواية فانعموا عليه بها فانعموا له عليه بها واما روينا فمستعمل اذا اجتهد الراوي في استخراج مروي شيوخه. ومستعمل اذا اجتهد الراوي في استخراج مروي شيوخه وتحسينه عنهم وتحصين عنهم. فيقول روينا باعتبار ما حصل من الرواية باعتبار ما حصل من الرواية وذكر المصنف بعد ايراده الحديث المعتمد عند المصنفين في الاربعين انه حديث ضعيف مع كثرة طرقه ناقلا اتفاقا على ضعفه ناقلا الاتفاق على ضعفه وكأنه يعني اتفاقا قديما وكانه يعني اتفاقا قديما بين الحفاظ بين الحفاظ المتقدمين فان منهم ممن هو قريب من زمنه من يميل الى ثبوته فان منهم ممن هو قريب من زمنه ممن يميل الى ثبوته كالحافظ ابي ظاهر السلفي الحافظ ابي ظاهر السلفي فان ظاهر كلامه في مقدمة كتابه الاربعين البلدانية القول بثبوته ثم ذكر المصنف جماعة ممن تقدمه في تصنيف الاربعينيات. واردفه بذكر الباعث له على جمع الاربعين وهو شيئان. ثم اردفه بذكر الباعث له على تصنيف الاربعين وهو شيئان احدهما الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام من حفاظ الاسلام الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام حفاظ الاسلام. والاخر بذل الجهد في بث العلم. بذل الجهد في بث العلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد منكم الغائب متفق عليه من حديث ابي بكرة رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها رواه ابو داوود والترمذي من حديث زيد ثابت رضي الله عنه واسناده صحيح وما ذكره في اثناء كلامه من اتفاق اهل العلم على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال فيه نظر من وجهين فيه نظر من وجهين احدهما حكاية الاتفاق عليه حكاية الاتفاق عليه المخالف فيه جماعة من الاكابر. فالمخالف فيه جماعة من الاكابر كابي الحسين مسلم للحجاج وصاحب الصحيح لابي الحسين مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح ولو قيل انه قول الجمهور لكان اقرب. ولو قيل انه قول الجمهور لكان اقرب وهو الذي حكاه المصنف نفسه في كتابه الاخر الاذكار. وهو الذي حكاه المصنف نفسه في كتابه اخر الاذكار فانه جعله قولا للجمهور لا اتفاقا فانه جعله قولا جمهوري لا اتفاقا. والاخر ان الصحيح عدم جواز العمل ان الصحيح عدم جواز بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال ما لم يقترن بما يدعو اليه ما لم يقترن بما يدعو اليه من دليل خارجي من دليل خارجي كاجماع او قول صحابي او غيرهما مما هو مبين في محله اللائق بذلك. نعم قال رحمه الله ثم من العلماء من جمع الاربعين في اصول الدين وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد وبعضهم في الاداب وبعضهم في الخطب وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصديها. وقد رأيت جمع اربعين اهم من هذا كله وهي اربعون حديثا مشتملة على جميع ذلك. وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين. قد وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحو ذلك. ثم التزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة معظمها في صحيحي البخاري ومسلم واذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها ان شاء الله وتعالى ثم اتبعها بباب في ضبط خفية الفاظها وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث لما اشتملت عليه من المهمات واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره. وعلى الله الكريم اعتمادي واليه بتفويض واستناد وله الحمد والنعمة وبه التوفيق والعصمة. ذكر المصنف رحمه الله في هذه شرط كتابه وانه يرجع الى سبعة امور. وانه يرجع الى سبعة امور. الاول انه مشتمل على اربعين حديثا انه مشتمل على اربعين حديثا. وهو كذلك بالغاء الكسر. وهو كذلك بالغاء الكسر الزائد على عدد الاربعين. الزائد على عدد الاربعين. فان عدة احاديث كتابه فان عدة احاديث كتابه باعتبار التراجم اثنان واربعون حديثا اثنان واربعون حديثا. وباعتبار التفصيل ثلاثة واربعون هنا حديث وباعتبار التفصيل ثلاثة واربعون حديثا. فان ترجمة الحديث السابع والعشرين فيها حديثان. فان ترجمة الحديث السابع والعشرين فيها حديثان والثاني ان هذه الاربعين شاملة لابواب الدين اصولا وفروعا. ان هذه الاربعين شاملة لابواب الدين اصولا وفروعا. وقد قارب رحمه الله وترك شيئا للمتعقب عليه. وقد قارب رحمه الله وترك شيئا للمتعقب عليه بعد والثالث ان كل حديث منها قاعدة من قواعد الاسلام قد وصفه العلماء بانه قد وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه. او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحو ذلك تعظيما لشأنه. تعظيما لشأنه والرابع ان كل هذه الاحاديث صحيحة ان كل هذه الاحاديث صحيحة فيما اداه اليه اجتهاده فيما اداه اليه اجتهاده. وقد خولف في في بعضها كما ستعلم خبره في مواضعه ووصفه جملة من احاديث الكتاب بالحسن لا يخالف ما ذكره من الصحة. ووصفه جملة من الاحاديث بالحسن لا يخالف ما ذكره من الصحة. لان اسم الصحة عند جماعة من الحفاظ يا نسمة الصحة عند جماعة من الحفاظ يشمل الصحيح والحسن معا. يشمل الصحيح والحسن مع. فالمراد به عندهم المقبول. فالمراد به عندهم المقبول وقد يكون صحيحا وقد يكون حسنا. وقد يكون صحيحا وقد يكون حسنا. الخامس ان معظمها في صحيحي البخاري ومسلم. ان معظمها في صحيحي البخاري ومسلم وعدة ما فيها من احاديث الصحيحين اتفاقا وافتراقا تسعة وعشرون حديثا. وعدة ما فيها من احاديث الصحيحين اتفاقا وافتراقا تسعة وعشرون حديثا. والسادس انه يذكرها محذوفة الازانير. انه يذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم نفعها. ليسهل حفظها ويعم فالمقصود بالحفظ هو اللفظ النبوي المسمى بالمتن. فالمقصود بالحفظ هو اللفظ النبوي المسمى بالمتن. اما الاسناد فزينة له لا تراد لذاتها اما الاسناد فزينة له لا تراد لذاتها والسابع انه يتبعها ببابه هي الضبط خفي الفاظها. انه يتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها هو بمنزلة الشرح الوجيز جدا هو بمنزلة الشرح الوجيز جدا وتتأكد الحاجة اليه وتتأكد الحاجة اليه اعتناء بضبط الحديث النبوي اعتناء بضبط الفاظ الحديث النبوي لان لا يقع العبد في تحريف الحديث وتصحيفه. لان لا يقع العبد في تحريف الحديث وتصحيح فين نعم قال المصنف رحمه الله الحديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. رواه المحدثين ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن بردزبة البخاري الجعفي وابو الحسين مسلم ابن حجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما اصح الكتب المصنفة. هذا الحديث لا يوجد بهذا السياق التام لا في كتاب البخاري ولا في كتاب مسلمين. هذا حديث لا يوجد بهذا السياق التام لا في كتاب البخاري ولا في كتاب مسلم وهو ملفق من روايتين منفصلتين للبخاري. وهو ملفق من روايتين منفصلين للبخاري فعزوه اليهما باعتبار وجود الالفاظ فيهما. فعزوه اليهم باعتبار وجود الالفاظ فيهما. وان لم يتفقا على سياق واحد وان لم يتفقا على سياق واحد وقوله صلى الله عليه وسلم فيه انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى جملتان تتضمنان خبرين جملتان تتظمنان خبرين فالجملة الاولى خبر عن حكم الشريعة على العمل خبر عن حكم الشريعة على العمل. فالاعمال بالنيات والجملة الثانية خبر عن حكم الشريعة على العامل. والجملة الثانية خبر عن حكم الشريعة على العامل فلكل امرئ من عمله ما نوى فلكل امرئ من عمله ما نوى والنية شرعا هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله. هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله ولما قرر النبي صلى الله عليه وسلم هاتين الجملتين اتبعهما بمثال تتبين به المقال ولما قرر النبي صلى الله عليه وسلم هاتين الجملتين اتبعهما بمثال يتبين به المقال. فذكر عملا واحدا فذكر عملا واحدا في صورته اختلفت مثوبته. اختلفت مثوبته بالنظر الى نية العامل بالنظر الى نية العامل فالعمل المذكور هو الهجرة. فالعمل المذكور هو الهجرة والعاملون له نوعان. والعاملون له نوعان احدهما المهاجر الى الله ورسوله. المهاجر الى الله ورسوله والاخر المهاجر الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها والاخر المهاجر الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فكان جزاء الاول فكان جزاء الاول ان وقع اجره على الله. ان وقع اجره على الله واشير الى تحقق اجره واشير الى تحقق اجره بالمطابقة بين العمل والجزاء في المطابقة بين العمل والجزاء. في قول صلى الله عليه وسلم ومن كانت فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله والاخر لم ينل من هجرته الا كونه تاجرا او ناكحا والاخر لم يصب من هجرته الا كونه تاجرا او ناكحا فهو تاجر اذا اصاب دنيا وهو ناجح اذا تزوج امرأة واشير الى هوان حظه من هجرته واشير الى هوان حظه من هجرته بطي ذكره بطي ذكره في قوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى ما هجر اليه. فهجرته الى ما هاجر اليه اي ليس له منها شيء سوى ما قصده. اي اي ليس له منها شيء سوى ما قصده اهو من التجارة والنكاح واختار النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المثال بالهجرة واختار النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المثال بالهجرة لانها عمل لم تكن تعرفه العرب لانها عمل لم تكن تعرفه العرب في احوالها فان العربي شديد المحبة لارضه. شديد المحبة لارضه. قوي اللصوق بها قوي اللصوق بها فلا يفارقها فلا يفارقها الا بابتغاء الا في ابتغاء شيء كالربيع الا في ابتغاء شيء كالربيع ثم يرجع اليها او لغلبة عدو عليها. او لغلبة عدو عليها فجاء الاسلام بنزع الابدان من بلاد الكفر الى بلاد الاسلام. فجاء الاسلام بنزع الابدان. من بلاد الكفر الى بلاد الاسلام لتخلص القلوب من شر الكفر. لتخلص القلوب من شر الكفر. وتكون في بحصن امن منه. نعم قال رحمه الله الحديث الثاني عن عمر رضي الله عنه ايضا قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد. حتى جلس سأل النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة اتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال افأخبرني عن الايمان؟ قال صلى الله عليه وسلم ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر لخيره وشره قال صدقت قال فاخبرني عن الاحسان قال صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن الساعة. قال صلى الله عليه وسلم ما المسؤول عنها؟ بعلم من السائل؟ قال فاخبرني عنها قال صلى الله عليه وسلم ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في بنيان قال ثم انطلقا فلبثت مليا ثم قال صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم قال صلى الله عليه وسلم فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه وليس في النسخ التي بايدينا منه قوله جلوس. وليس في النسخ التي بايدينا منه قوله جلوس ووقع في اخره ثم قال لي يا عمر بزيادة لي وقول عمر فيه فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه اي اسند ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم. ووضع كفيه الا فخذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه على فخذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقع التصريح بذلك في القصة من رواية ابي هريرة وابي ذر رضي الله عنهما مقرونين من رواية ابي هريرة وابي ذر رضي الله عنهما مقرونين عند النسائي. واسناده صحيح واسناده صحيح طيب لماذا فعل هذا لماذا لما دخل وضع يديه على فخذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الجواب نعم يعني قريب لماذا يفعله طيب وباعثه على فعله المبالغة في اظهار حاجته. وباعثه على فعله المبالغة في اظهار حاجته وافتقاره الى مقصوده. وافتقاره الى مقصود بل اضطراع عند العرب فالاطراح عند العرب قديما والى اليوم فالاطراح عند العرب قديما والى اليوم هو لاظهار الحاجة والشدة المبالغة في الطلب ولاظهار الحاجة وشدة المبالغة في الطلب. فربما انطرح جسده وربما انطرح بيديه وربما اخذ شيئا من لباسه فالقاه على من يريد منه شيئا لاظهار حاجته اليه وقوله اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد لا اله الا الله فيه بيان حقيقة الاسلام واركانه وستأتي في الحديث الثالث باذن الله. وقوله فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته الحديث وفيه بيان حقيقة الايمان واركانه فاما حقيقته فالايمان في الشرع له معنيان. فاما حقيقته فالايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. وهو الدين الذي بعث الله به محمدا صلى الله وعليه وسلم وحقيقته شرعا التصديق الجازم باظنا وظاهرا بالله. التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. على مقام المشاهدة او المراقبة. والاخر وهو الاعتقادات الباطنة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان. وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان واما اركانه فعدت في الحديث ستة. واما اركانه فعدت للحديث ستة في قوله ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. وقوله فاخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله الله كانك تراه الحديث. فيه بيان حقيقة الاحسان واركانه فاما حقيقة الاحسان فالمراد به هنا الاحسان مع الخالق فاما حقيقة الاحسان فالمراد به هنا الاحسان مع الخالق ومتعلقه اتقان الشيء واجادته. ومتعلقه اتقان الشيء واجادته وله معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا اتقان الباطن والظاهر لله اتقان الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو اتقان الباطن والظاهر. والاخر خاص وهو اتقان الباطن والظاهر. وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاحسان بالايمان والاسلام. وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الثاني بالاسلام والايمان. واما اركانه فاثنان واما اركانه فاثنان. احدهما عبادة الله احدهما عبادة والاخر ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة. ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة طيب هل يمكن تقع عبادة بلا مشاهدة ولا مراقبة والمشاهدة والمراقبة هي قوله صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كأنك تراه وان لم تكن تراه فانه يراك. هل يمكن ان تقع عبادة من بلا وجود مشاهدة ولا مراقبة احسنت نعم كالعبادة التي تكون رياء او مرادا بها الدنيا. كالعبادة التي تكون رياء او مرادا بها الدنيا ولما فرغ جبريل عليه الصلاة والسلام من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن حقائق الدين شرع يسأله عن المآل الذي يحصل فيه العبد الجزاء على تلك الحقائق. شرع يسأله عن المآل الذي يحصل فيه العبد جزاء عمله بتلك الحقائق فقال ما الساعة؟ الى اخر الحديث فالحديث المذكور منقسم الى قسمين. فالحديث المذكور منقسم الى قسمين احدهما في بيان المطلوب من الاعمال. احدهما في بيان المطلوب من الاعمال والاخر في بيان محل الجزاء في المآل. والاخر في بيان محل الجزاء في المآل وقوله فاخبرني عن امارتها الامارة بفتح الهمزة هي العلامة وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث علامتين للساعة الاولى ان تلد الامة والامة هي الجارية المملوكة. هي الجارية المملوكة. وربتها الربة مؤنث الرب اي مالكتها وسيدتها والقائمة عليها اي مالكتها وسيدتها والقائمة عليها فان الرب في لسان العرب يرجع الى معان ثلاثة. فان الرب في معاني في لسان العرب يرجع الى معان ثلاثة السيد والمالكي والقائم على الشيء المصلح له السيد والمالكي والقائم على الشيء المصلح له. ذكره ابن الانباري وغيره والثانية ذكره ابن الانباري وغيره. والثانية ان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاي يتطاولون في البنيان والحفاة هم الذين لا ينتعلون والعراة هم الذين لا يلبسون ما يستر عوراتهم والعراة هم الذين لا يلبسون ما يستر عوراتهم والعالة بفتح اللام مخففة هم الفقراء هم الفقراء والرعاء هم الذين يرعون بهائم الانعام الابل والبقر والغنم والمراد بتلك الاوصاف تحقيق شدة فقرهم تحقيق شدة فقرهم ثم تفتح لهم الدنيا ثم تفتح لهم الدنيا حتى يتطاولون في البنيان ان يتفاخرون في تشييده مرفوعا بالسماء. اي يتفاخرون في به مرفوعا في السماء فان التطعون مخصوص بالمفاخرة في الطول. فان التطاول مخصوص مفاخرتي في الطول وقوله فلبثت هكذا وقع في كتاب الاربعين اخره تاء. وهو مروي بدونها فلبث وكلاهما صحيح. ذكره المصنف في شرح صحيح مسلم وقوله مليا اي زمنا طويلا. وقوله مليا اي زمنا طويلا. وهو بفتح وهو بفتح الميم وكسر اللام. وتشديد الياء مفتوحة وصح عند اصحاب السنن تقديره بثلاثة. وصح عند اصحاب السنن تقديره بثلاث. وهو صالح ان يكون آآ ثلاثة ايام او ثلاثة ليال وهو صالح ان يكون ثلاثة ايام او ثلاث ليال لان المعدود اذا حذف لان المعدود اذا حذف جاز التذكير والتأنيث في العدد جاز التذكير والتأنيث في العدد فيجوز تعلقه بمعدود مذكر فيجوز تعلقه بمعدود مذكر ويجوز تعلقه بمعدود مؤنث فالمعدود المذكر الايام والمعدود المؤنث الليالي المعدود المذكر الايام المعدود وان الليالي وروي وروي كل واحد منهما. وروي كل واحد منهما مصرحا به لكن لا يصح لكن لا يصح واحد منهما نعم قال المصنف رحمه الله الحديث الثالث عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم وقوله بني الاسلام اي الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا استسلام الباطن والظاهر لله استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والمذكور في الحديث هو اركان الاسلام. والمذكور في الحديث هو اركان الاسلام فقد مثل الاسلام بنيانا له خمس دعائب. فقد مثل الاسلام بنيانا له خمس دعائم اقامه الله عليها. اقامه الله عليها وما عداها من شرائع الاسلام فهي من تتمة البنيان وما عداها من شرائع الاسلام فهي من تتمة البنيان فشرائع الاسلام بالنظر الى الى الركنية وعدمها نوعان. فشرائع الاسلام بالنظر الى الركنية دمها نوعان احدهما شرائع الاسلام التي هي اركانه شرائع الاسلام التي هي اركانه. وهي الخمس المذكورة في هذا الحديث وهي الخمس المذكورة في هذا الحديث. ولا سادس لها. ولا سادس لها طيب يقع في كلام بعض اهل العلم ان الجهاد او ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر انه الركن السادس من اركان الاسلام ما وجه هذا نعم ايش احسنت هم لا يريدون حقيقة الركنية. اذ لا يجهل احاد المسلمين ان اركان الاسلام خمسة. لكنهم يعبرون ذلك ارادة التعظيم. لكنهم يعبرون بذلك ارادة التعظيم. على تقدير انه لو كان لها سادس لكان هذا على تقدير انها لو كان لها سادس لكان هذا. والاخر شرائع الاسلام التي ليست اركانا له. شرائع الاسلام التي ليست اركانا له. وهي ما عدا الخمس المذكورة وهي ما عدا الخمس المذكورة وعد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث اركان الاسلام واحدا واحدا فالركن الاول في قوله صلى الله عليه وسلم شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله طوله فالشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة فالشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة وذكر الركن الثاني في قوله واقام الصلاة والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الصلوات المفروضة الخمس في اليوم والليلة هي الصلوات خمس المفروضة في اليوم والليلة وذكر الركن الثالث في قوله ايتاء الزكاة وايتاء الزكاة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المفروضة في الاموال المعينة. هي الزكاة المفروضة في الاموال المعينة زكاة الفطر منها ام ليست منها؟ ليست منها. وذكر الركن الرابع في قوله وحج البيت وحج البيت الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة. هو حج بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة. وذكر الركن الخامسة في قوله صلى الله عليه وسلم وصوم رمضان فالصوم الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم شهر رمضان في كل سنة. فالصوم الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم شهر رمضان في كل سنة والمقادير المذكورة هي المعينة لحدود تلك الاركان. والمقادير المذكورة هي المعينة لحدود تلك الاركان. فما خرج عنها فليس من جملة ركنيته فما خرج عنها فليس من ركنيته وان كان واجبا وان كان واجبا كصلاة العيد والكسوف عند من يوجبهما. او زكاة الفطر او صوم النذر وحجه فان هذه المذكورات اللوادي هن واجبات اما اتفاقا واما عند قوم من اهل العلم لا تندرج في حقيقة الركن المتعلق بها. نعم قال رحمه الله الحديث الرابع عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك. ثم يكون مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي لم فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبين الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. رواه البخاري ومسلم. هذا حديث مخرج في الصحيحين كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه الا انه ليس بهذا اللفظ عند احدهما استياقات واردة عندهما تختلف عنه. فالسياقات الواردة عندهما تختلف عنه وقوله صلى الله عليه وسلم ان احدكم يجمع خلقه المراد بالجمع الضم ومحله الرحم ومحله الرحم بالتقاء ماء الرجل والمرأة. اذا اجتمعا بالتقاء ماء الرجل والمرأة اذا اجتمعا فيكون نطفة. فيكون نطفة وقوله ثم يكون علقة اي بعد كونه نطفة اي بعد كونه نطفة كان والعلقة هي القطعة من الدم. والعلقة هي القطعة من الدم وقوله ثم يكون مضغة اي بعد كونه علقة والمضغة هي القطعة الصغيرة من اللحم. هي القطعة الصغيرة من اللحم ام الجنين تجري عليه وفق المذكور في الحديث ثلاثة اطوار فالجنين تجري عليه وفق المذكور في الحديث ثلاثة اطوار. اولها طور وثانيها طور العلقة وثالثها طور المضغة وقوله ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات وقع في رواية للبخاري التصريح بان النفخ متأخر عن كتابة كلمات المذكورة وقع في رواية للبخاري التصريح بان النفخ متأخر عن كتابة الكلمات المذكورة فتقدم كتابة الكلمات ثم تنفخ فيه الروح. فتقدم كتابة الكلمات ثم تنفخ فيه الروح وهي رواية مفسرة للعطف المسوى هنا بالواو. وهي رواية مفسرة للعطف المسوى هنا بالواو. فان العطف المذكور عند البخاري هو بثم فان العطف المذكور عند البخاري هو بثم. وهي تقتضي الترتيب والتعقيب وهي تقتضي الترتيب والتعقيب. فتقدير الكلام ثم يؤمر معي كلمات ثم ينفخ فيه الروح. فتقدير الكلام ثم يؤمر باربع كلمات ثم ما ينفخ فيه الروح وكتابة المقادير تقع في الرحم مرتين وكتابة المقادير تقع في الرحم مرتين. الاولى بعد الاربعين الاولى في اول الثانية. بعد الاربعين الى الاولى في اول الثانية. وجاء ذكرها في حديث حذيفة ابن اسيد الغفاري وجاء ذكرها في حديث حذيفة بن السجن الغفاري رضي الله عنه عند مسلم والثانية بعد الاربعين الثالثة. بعد الاربعين الثالثة. اي بعد اربعة اشهر وهي المذكورة في حديث ابن مسعود رضي الله عنه هذا. وهي المذكورة في حديث ابن مسعود رضي الله عنه هذا والقول بكتابة المقادير مرتين هو الذي تجتمع به الادلة. والقول بكتابة المقادير مرتين هو الذي تجتمع به الادلة وتدل عليه واختاره ابو عبد الله ابن القيم في كتاب التبيان وشفاء العليل وحاشية تهذيب سنن ابي داوود طيب لماذا تقع الكتابة مرتين يعني يكتب في اول الثانية ثم يكتب بعد الاربعين الثالث احسنت ووقع تكرار كتابة المقادير ووقع تكرار كتابة المقادير تأكيد لن لثبوتها ونفوذها. تأكيدا لثبوتها ونفوذها وقوله ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة الحديث هو باعتبار ما يبدو للناس وباعتبار ما يبدو للناس لا في حقيقة الامر لحديث سهل ابن سعد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يظهر للناس الحديث حتى قال وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار فيما يظهر للناس الحديث متفق عليه فالعامل بعمل اهل الجنة الكائن من اهل النار فالعامل بعمل اهل الجنة الكائن من اهل النار هو اعمل بعملهم فيما يظهر وله في باطنه خسيسة يخفيها وله في باطنه خسيسة يخفيها. فيسبق عليه الكتاب فتغلب عليه فيظهره فيسبق عليه الكتاب فتغلب عليه فيظهرها ويموت عليها. ويموت عليها فيدخله الله النار والعامل بعمل اهل النار فيما يظهر للناس الكائن من اهل الجنة هو يعمل بعملهم فيما يظهر للناس. وله مع ربه خصيصة فيها وله مع ربه خصيصة يخفيها فيسبق عليه الكتاب فتغلب عليه فيظهرها فيسبق عليه الكتاب فتغلب عليه فيظهرها فيموت عليها فيدخله الله الجنة. فيدخله الله الجنة فالمحكوم عليه في الظاهر هو باعتبار ما يدركه الناس فالمحكوم عليه في الظاهر هو باعتبار ما يدركه الناس والمحكوم عليه في الباطن هو باعتبار ما يعلمه رب الناس. والمحكوم عليه في الباطن هو باعتبار ما يعلمه رب الناس وهذا مما يزهد العبد في النظر الى الخلق وهذا مما يزهد العبد في النظر الى الخلق في عمله لان الناس يظهر لهم شيء لا يعتد به وانما المعتد به ما يعلمه الله سبحانه وتعالى منك والخلق في بواطنهم بين الخسائس والخصائص والخلق في بواطنهم بين الخسائس والخصائص فمن كان باطنه معمورا بالخسائس الردية جرته الى النار. فمن كان باطنه معمورا بالخسائس الرادئة الرديئة جرته الى النار. ومن كان باطنه معمورا بالخصائص الزهية ادخلته الجنة. ومن كان باطنه معمورا بالخصائص الزهية ادخلته الجنة. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتغمدنا جميعا برحمته. قال المصنف رحمه الله الحديث الخامس عن ام المؤمنين ام عبدالله عائشة رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وقد علقها البخاري هذا الحديث مخرج في الصحيحين ايضا. فهو من المتفق عليه واللفظ المذكور رواية ثانية هي عند مسلم موصولة اي مروية باسناده واما البخاري فعلقها وتقدم ان المعلق عند المحدثين ما سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف راو او اكثر ما سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف راو او اكثر وفي هذا الحديث بيان مسألتين عظيمتين الاولى المسألة الاولى في قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما اليس منه؟ ففيه بيان حد المحدثة في الدين التي سمتها الشريعة عبادة. ففيه بيان حد المحدثة في الدين التي سمتها الشريعة بدعة التي سمتها الشريعة بدعة. فبينت حقيقتها باربعة امور. فبينت غدوة باربعة امور. اولها ان البدعة احداث. ان البدعة احداث اداة اي ابتداء شيء. اي ابتداء شيء وثانيها ان ذلك الاحداث في الدين لا الدنيا. ان ذلك الاحداث في الدين لا الدنيا وثالثها انه احداث في الدين بما ليس منه انه احداث في الدين بما ليس منه. اي لا يرجع الى اصوله ومقاصده. اي لا الى اصوله ومقاصده ولا يمكن بناؤه على قواعده. ولا يمكن بناؤه على قواعده. ورابعها ان هذا الاحداث في الدين بما ليس منه يقصد به التعبد. ان هذا الاحداث في الدين بما ليس منه يقصد التعبد لان حقيقة جعله دينا لان حقيقة جعله دينا ارادة التقرب الى الله به لان حقيقة جعله دينا ارادة التقرب الى الله به فالحد الشرعي للبدعة مستفادا من الحديث فالحد الشرعي للبدعة مستفادا من الحديث انها ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد. ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد والمسألة الثانية بيان حكم البدعة بيان حكم البدعة في قوله صلى الله عليه وسلم رد اي مردود فهي لا تقبل من صاحبها. فهي لا تقبل من صاحبها وقوله في الرواية التي عند مسلم وعلقها البخاري من عمل عملا ليس عليه امرنا اعم من اللفظ الاول اعم من اللفظ الاول. لانها تبين رد نوعين من العمل. لانها تبين رد نوعين من العمل احدهما عمل ليس عليه امرنا عمل ليس عليه امر وقع زيادة على حكم الشريعة. وقع زيادة على حكم الشريعة الاخر عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا لحكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا مطعم مخالفا لحكم الشريعة. فهذا الحديث بروايتيه اصل جليل في ابطال البدع المحدثات وانكار المنكرات. فهذا الحديث بروايتيه اصل جليل في ابطال بدع المحدثات وانكار المنكرات. فيسلط للرد على اهل البدع والضلال فيسلط للرد على اهل البدع والضلال. وعلى مشيعي المنكرات من اهل الفساد والانحلال. وعلى مشيعي المنكرات من اهل الفساد والانحلال هو مع وجازة لفظه ميزان للاعمال الظاهرة. وهو مع وجازة لفظه ميزان للاعمال الظاهرة كما ان حديث عمر رضي الله عنه انما الاعمال بالنيات ميزان للاعمال فالشريعة لها ميزان مركب من شيئين. فالشريعة لها ميزان مركب من شيئين احدهما ما يتعلق بالبعض وهو المذكور في حديث عمر انما الاعمال بالنيات والاخر ما يتعلق بالظاهر وهو المذكور في حديث عائشة رضي الله عنها هنا. نعم قال المصنف رحمه الله الحديث السادس عن ابي عبدالله النعمان ابن بشير رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من فمن التقى الشبهات فقد استضاء بدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه الا وان لكل ملك حمى الا وان حمى الله محارمه. الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله. الا وهي القلب. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف. فهو من المتفق عليه. وفيه ايه الاخبار بان الاحكام الشرعية الطلبية من جهة ظهورها نوعان. وفيه الاخبار بان الاحكام الشرعية الطلبية من جهة ظهورها نوعان فالنوع الاول بين جلي. فالنوع الاول بين جلي. فالحلال بين والحرام بين تحل بهيمة الانعام وحرمة الزنا. كحل بهيمة الانعام وحرمة الزنا والنوع الثاني مشتبه متشابه مشتبه متشابه والمتشابه في الاحكام الشرعية الطلبية هو ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته والمتشابه في الاحكام الشرعية الطلبية هو ما لم يتضح معناه ولا دلالته والناس فيما يشتبه عليهم منها قسمان. والناس فيما يشتبه عليهم منها حسمان الاول القسم الاول من يكون متبينا لها عالما بها. من يكون متبينا لها عالما بها. واشير اليه بقوله صلى الله عليه وسلم لا يعلمهن كثير من الناس. واشير اليه بقوله صلى الله عليه وسلم لا يعلمهن كثير من الناس فان نفي علم المتشابه عن كثير من الناس فيه اثبات علمه لكثير من الناس فان نفي علم المتشابه عن كثير من الناس فيه اثبات علمه عند كثير من الناس. فانه لا يخفى على الناس كلهم. فانه لا يخفى فعلى الناس كلهم والا لقال لا يعلمه الناس. والا لقال لا يعلمه الناس فيكون فيهم من يعلمه ومن لا يعلمه. والقسم الثاني من لا يتبينها. من لا يتبينها. ولا علم له بحكم الله فيها. من لا يتبين ولا يعلم حكم الله فيها. وهؤلاء صنفان احدهما المتقي للشبهات التارك لها المتقي للشبهات التارك لها. والاخر الواقع فيها الراكع في جنباتها والاخر الواقع فيها الراكع في جنباتها والواجب على العبد اذا لم يتبين المتشابه والواجب على العبد اذا لم يتبين المتشابه من الاحكام الشرعية الطلبية ان ان يتقيه مجتنبا له ان يتقيه مجتنبا له فتناول المتشابه محرم على من لا يتبينه. فتناول المتشابه محرم على من لا يتبينه. لامرين احدهما الاستبراء لدينه وعرضه. الاستبراء لدينه وعرضه. اي طلب البراءة لهما اي طلب البراءة لهما فيبرأ دينه عند الله. فيبرأ دينه عند الله ويبرأ عرظه عند الناس ويبرأ عرظه عند الناس والثاني ان من وقع في الشبهات جرته الى المحرمات. ان من وقع في الشبهات جرته الى المحرمات فالشبهات قنطرة المحرمات. فالشبهات قنطرة المحرمات. اي الجسر اليها اي الجسر الموصل اليها. وضرب النبي صلى الله عليه وسلم له مثلا يرعى حول الحمى. وهو ما يمنعه الملوك من الارض لمصلحة خاصة او عامة وهو ما يمنعه الملوك من الارض لمصلحة خاصة او عامة. فانه اذا رعى حوله يوشك ان تدخل بهائمه الحمى. يوشك ان تدخل بهائمه الحمى فيؤخذ بذلك ويعاقب عليه. فيؤخذ بذلك ويعاقب عليه فمن حام حول الشبهات فمن حام حول الشبهات وركع فيها وركع فيها فانها تبلغه الوقوع في المحرمات. فانها بلغه الوقوع في المحرمات وقوله حمى الله محارمه اي ما حماه الله الخلق هو ما حرمه عليه. اي ما حماه الله الخلق هو ما حرمه عليهم فهي حدود الله التي نهى عن قربانها فهي حدود الله التي نهى عن قربانها قال تعالى تلك حدود الله فلا تقربوها فمن تجرأ على الشبهات اوشك ان يتجرأ على الحرام. فمن تجرأ على الشبكاء على الشبهات او ان يتجرأ على الحرام ومن مجلات الاقدام ومضلات الخلق اليوم التساهل في تعاطي الشبهات. التسامح بتعاطي الشبهات. بدعوى عدم الجزم بكونها حراما. بدعوى عدم الجزم بكونها حراما. فيتخذ ذلك ذريعة الى الدخول فيها اخذوا ذلك ذريعة الى الدخول فيها وهو مخالف امر الشريعة. وهو مخالف امر الشريعة. فامر الشريعة لمن لا يتبين حكم المشتبه ان يجتنبه ويتقيه فيحرم عليه ان يتناوله وقوله وان في الجسد مضغة. الحديث فيه بيان عظيم اثر القلب صلاحا وفسادا. فيه بيان اتى للقلب صلاحا وفسادا فان من صلح قلبه صلحت جوارحه. فان من صلح قلبه صلحت جوارحه. ومن فسد فسدت جوارحه. ومن فسد قلبه فسدت جوارحه ومن الجواهر التيمية قوله رحمه الله القلب ملك البدن القلب ملك البدن والاعضاء جنوده والاعضاء جنوده. فاذا طاب الملك طابت جنوده فاذا طاب الملك طابت جنوده واذا خبث الملك خبثت جنوده. واذا خبث الملك خبثت جنوده قلب ملك البدن والاعضاء جنوده. فاذا طاب الملك طابت جنوده. واذا خبث الملك خبثت جنوده انتهى كلامه ويروى قريبا منه من كلام ابي هريرة رضي الله عنه عند البيهقي في شعب الايمان باسناد فيه ضعف. نعم قال المصنف رحمه الله الحديث السابع عن ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده فلم يروه البخاري وهو من افراده عليه وقوله فيه الدين النصيحة اي الدين كله هو النصيحة اي الدين كله هو النصيحة وحقيقة النصيحة شرعا قيام العبد بمال غيره من الحق قيام العبد بمال غيره من الحق فالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولائمة المسلمين وعامتهم هي القيام بحقوقهم. هي القيام بحقوقهم وهذا الحد الذي ذكرناه هو الحد الجامع حقيقة النصيحة شرعا وما عداه فانه يرجع اليه والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان. والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان احدهما ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح. ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح وهي النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم والثاني ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح والمنصوح. ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح والمنصوح. وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم فالمنتفع من بذل النصيحة فالمنتفع من بذل النصيحة في الاول هو الناصح فالمنتفع من بذل النصيحة في الاول هو الناصح والمنتفع من بذل النصيحة في الثاني هو الناصح والمنصوح معا. والمنتفع من بذل النصيحة بالثاني هو الناصح والمنصوح معا. نعم قال المصنف رحمه الله الحديث الثامن عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه هذا الحديث رواه البخاري ومسلم. فهو من المتفق واللفظ للبخاري وذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين فذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين. النوع الاول ما يثبت الاسلام ما يثبت به الاسلام وهو الشهادتان. وهو الشهادتان فمن جاء بهما ثبت له عقد الاسلام فمن جاء بهما ثبت له عقد الاسلام وصار مسلما معصوم الدم والمال. وصار مسلما معصوم الدم والمال والنوع الثاني ما يبقى به الاسلام. ما يبقى به الاسلام. واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة. واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة ولهذا ذكر في الحديث. ولهذا ذكرا في الحديث وليس معنى الحديث ان الكافر يقاتل حتى يأتي بالشهادتين ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة فلا اتثبت له العصمة الا باجتماعها. لان دلائل الوحي متكاثرة في الكف عن من قال لا اله الا الله فانه اذا قالها ثبتت له العصمة في الحال فانه اذا قالها ثبتت له العصمة وفي الحال ولا تبقى له تلك العصمة مستمرة الا اذا اتى بما تقتضيه الشهادتان ولا تبقى تلك العصمة مستمرة الا اذا اتى بما تقتضيه الشهادتان. فاذا التزم مقتضى الشهادتين ان ثبتت له عصمة المآل. فاذا التزم مقتضى الشهادتين ثبتت له عصمة المآل وقوله فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم اي صارت واموالهم محفوظة اي صارت دماؤه واموالهم محفوظة حراما غير حلال حراما غير حلال لما علم من ظاهرهم دون اعتداد بباطنهم لما علم من ظاهرهم دون اعتداد بباطنهم وهذه العصمة نوعان. وهذه العصمة نوعان. الاول عصمة الحال. عصمة قال ويكتفى فيها بالشهادتين فمن شهد بهما ثبتت له العصمة في دمه وماله حالا. فمن شهد بهما ثبتت له العصمة في ماله ودمه حالا. والثاني عصمة المآل. يعني والثاني عصمة المآل يعني العاقبة. ولا يكتفى فيها بالشهادتين. ولا فيها بالشهادتين. بل لا بد من الاتيان بحقوقهما بل لا بد من الاتيان بحقوقهما وعندئذ يحكم ببقاء اسلامه. وعندئذ يحكم ببقاء اسلامه. وتستمر العصمة وتستمر له العصمة التي ثبتت ابتداء. وتستمر له العصمة التي ثبتت ابتداء ان وقوله الا بحق الاسلام اي لا تنتفي عنه تلك العصمة الا بحق الاسلام. اي لا تنتفي عنه تلك اسمه الا بحق الاسلام وهو نوعان. وهو نوعان احدهما ترك ما يبيح المسلم وماله من الفرائض ترك ما يبيح دم المسلم وماله من الفرائض والاخر انتهاك ما يبيح دم المسلم وماله من المحرمات. انتهاك ما يبيح دم المسلم وماله من المحرمات فاذا وجد احدهما فاذا وجد احدهما ابيح المحرم من ماله ودمه حق الاسلام قبيح المحرم من ماله ودمه بحق الاسلام آآ قال المصنف رحمه الله الحديث التاسع عن ابي هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فانما اهل الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم لكنه قال فافعلوا منه عوض قوله فاتوا منه لكنه قال فافعلوا منه عوض قوله فاتوا منه وفي الحديث بيان الواجب علينا في الامر والنهي وفي الحديث بيان الواجب علينا في الامر والنهي فالواجب في النهي الاجتناب. فالواجب في النهي الاجتناب والواجب في الامر فعل ما استطيع منه. والواجب في الامر في علوم ما استطيع منه تأمل واجب في النهي فمذكور في قوله صلى الله عليه وسلم ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ولاجتناب الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه. والاجتناب الترك مع مباح عادة السبب الموصل اليه وهذه قاعدة الشريعة فيما ينهى عنه الامر بالمباعدة مع النهي عن المواقعة. وهذه قاعدة الشريعة فيما ينهى عنه الامر بالمباعدة مع النهي عن المواقعة. لا مجرد النهي. لا مجرد النهي فيراد من زجر العبد عن المنهي فيراد من زجر العبد عن المنهي الا يواقعه مع تباعده عن كل ما يوصل اليه. الا يواقعه مع تباعده عن كل ما يوصل اليه فالنهي عن شيء في الشرع يشمل امرين فالنهي عن شيء في الشرع يشمل امرين احدهما النهي عن الشيء نفسه. النهي عن الشيء نفسه والاخر النهي عن الاسباب الموصلة اليه والاخر النهي عن الاسباب الموصلة اليه واما الواجب في الامر فمذكور في قوله صلى الله عليه وسلم واما الواجب في الامر فمذكور في قوله صلى الله عليه وسلم ما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم ففعل المأمور به معلق بالاستطاعة. ففعل المأمور به معلق بالاستطاعة وقوله فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم المراد بهم اليهود والنصارى. المراد بهم اليهود والنصارى. هلكوا بكثرة مسائل هلكوا بكثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم هلكوا بكثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم طيب ما صلة هذه الجملة؟ بالجملتين الاوليين لماذا ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم؟ مع ذكر ما يجب عليه في الامر والنهي ها يا عبد الرحمن طيب اه ايش الادعاءات التام لايش لماذا؟ لاي شيء يعني الشرع اصلا والمراد من ذكر حالهم والمراد من ذكر حالهم حث الخلق على الاستسلام للشرع في الامر والنهي. والمراد من ذكر حالهم حث الناس على الاستسلام للشرع في الامر والنهي نعم قال المصنف رحمه الله الحديث العاشر عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا. وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين. فقال يا والرسل قلوبنا الطيبات واعملوا صالحا وقال يا ايها الذين امنوا قلوب طيبات ما رزقناكم ثم الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب. ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك؟ رواه مسلم؟ هذا الحديث اخرجه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه. واوله عنده ايها الناس. واوله عنده ايها ناس وذكر اية المؤمنون وهي الاية الاولى الى قوله اني بما تعملون عليم. وذكر اية المؤمنون وهي الاية الاولى الى قوله اني بما تعملون عليم وقوله ان الله تعالى طيب. معناه انه قدوس منزه عما لا يليق به معناه انه قدوس منزه عما لا يليق به من النقائص والعيوب وقوله الا طيبا اي الا فعلا طيبا. اي الا فعلا طيبا والمراد بالفعل الايجاد. والمراد بالفعل الايجاد. فيندرج فيه الاعتقاد والقول والعمل. فيندرج فيه الاعتقاد والقول والعمل الطيب منها ما اجتمع فيه امران. والطيب منها ما اجتمع فيه امران احدهما الاخلاص لله عز وجل. الاخلاص لله عز وجل. والثاني المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم وقوله ان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين. فيه تعظيم للمأمور به فيه تعظيم للمأمور به. فكما امر به المؤمنون امر به ساداتهم المرسلون. فكما امر به المؤمنون امر به ساداتهم المرسلون عليهم الصلاة والسلام وفي ذكر ذلك اغراء بلزومه وامتثاله. وفي ذكر ذلك اغراء اي حث شديد بلزومه وامتثاله. والمأمور به في الاية شيئان. والمأمور به في الاية شيئان احدهما اكل الطيبات والاخر عمل الصالحات. والمأمور به في الايتين شيئان. احدهما اكل الطيب والاخر عمل الصالحات. وقوله ثم ذكر الرجل يطيل السفر الى اخره. اشتملت هذه الجملة على ذكر اربعة اربعة امور من مقتضيات الاجابة. واربعة امور من مقتضيات منعها. اشتملت هذه الجملة على ذكر اربعة امور من مقتضيات الاجابة واربعة امور من مقتضيات منعها. وهذا من احسن المقابلة. وهذا من احسن البيان في المقابلة. وهذا من احسن البيان في المقابلة بين شيئين ابنا ومعنى في المقابلة بين شيئين مبنى ومعنى. فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر واربعة امور قوبلت باربعة. فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر اربعة امور قوبلت باربعة فاما مقتضيات الاجابة فاما مقتضيات الاجابة فاطالة السفر فاطالة السفر ومد اليدين الى السماء ومد اليدين الى السماء والتوسل الى الله باسم الرب. والتوسل الى الله باسم الرب والالحاح عليه في الدعاء. والالحاح عليه في الدعاء بتكرار ذكر الربوبية بتكرار ذكر الربوبية وذكرت اطالة السفر مع ان اصله كاف وذكرت اطالة السفر مع ان اصله وكاف تأكيدا لاستحقاق الاجابة تأكيدا لاستحقاق الاجابة فهو في سفر طويل فهو في سفر طويل مغير حاله. مغير حاله حتى وصف بالشعث والاغبرار. حتى وصف بالشعث والاغبرار. اي تفرق كعره اي تفرغ شعره وعلو الغبار بدنه. اي تفرق شعره غباري بدنه. واما موانع الاجابة فالمطعم الحرام والمشرب الحرام والملبس الحرام والغذاء الحرام واما موانع الاجابة فالمطعم الحرام والمشرب الحرام والملبس الحرام والغذاء الحرام طيب ما الفرق بين الغذاء والمطعم والشراب نعم ها الغذاء ام ايش لا مشكلته اوله طيب ما هو ها يعني ها يا ناصر ايش ها يا عبد العزيز احسنت الغذاء اسم جامع لكل ما به نماء البدن وقوامه. والغذاء اسم جامع لكل لما به نماء البدن وقوامه ولا يختص ذلك بالمطعم والمشرب. ولا يختص ذلك بالمطعم والمشرب وهما من افراده وهما من افراده فذكره معهما من ذكر العام مع الخاص. فذكره معهما من ذكر العام الخاص فالنوم فالنوم والدواء غذاء للبدن. فالنوم والدواء غذاء للبدن فاذا قيل مطعمه حرام ومشربه حرام اريد بالغذاء في الحديث ما بقي وراءهما. مما يحصل به نماء البدن كالامرين المذكورين من النوم والدواء فالنوم غذاء وليس اكلا ولا شربا. والدواء غذاء وليس اكلا ولا شربا وقوله وغذي هو بكسر دانه مخففة بكسر ذلك مخففة وذكر تشديدها. وذكر تشديدها وغذي. الا ان الاول اشهر وقوله فانى يستجاب لذلك اي كيف يستجاب له؟ اي كيف يستجاب له؟ وغايته استبعاد حصول مقصوده وغايته استبعاد حصول مقصوده فمن كانت هذه حاله بعدت اجابة دعائه. فمن كانت هذه حاله بعدت اجابة دعاء ايه وربما عرض من الحكمة الالهية ما يجاب به دعاؤه. وربما عرض من الحكمة الالهية ما يجاب به دعاؤه. ولذلك لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم فلا يستجاب دعاء ولذلك لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم فلا يستجاب دعاؤه. وانما قال فانى يستجاب لذلك اي تبعد استجابة دعائه مع احتمال وقوعها. اي تبعد استجابة دعائه مع احتمال وقوعها. فالله يستجيب دعاء الكافرين وهم اشد حالا من عصاة مؤمنين فالله يستجيب دعاء الكافرين وهم اشد حالا من عصاة المؤمنين نعم. قال المصنف رحمه الله الحديث الحادي عشر عن ابي محمد الحسن بن علي بن ابي طالب نصبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما انه قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع. والنسائي في المجتبى من السنن المسندة. والنسائي في المجتبى من السنن المسندة المعروف شهرة بسنن النسائي الصغرى واللفظ المذكور هو لفظ الترمذي. وزاد فان الصدق اطمأنينة. فان الصدق اطمأنينة وان الكذب ريبة. وان الكذب ريبة والطمأنينة بزيادة همزة في اوله هكذا في اكثر نسخ الترمذي يعني الخطية هكذا في اكثر نسخ الترمذي وفي بعضها طمأنينة وفي بعضها طمأنينة وكلاهما لغة صحيحة وفي الحديث تقسيم الواردات القلبية الى قسمين. وفي الحديث تقسيم الواردات القلبية الى قسمين الاول الوارد الذي يريبك الوالد الذي يريبك وهو ما ولد الريب في النفس. وهو ما ولد الريب في النفس والثاني الوارد الذي لا يريبك. الوارد الذي لا يريبك. وهو هو ما لا يتولد منه الريب في النفس. وهو ما لا يتولد منه الريب في النفس والريب قلق النفس واضطرابها. والريب قلق النفس واضطرابها. ذكره ابن ابن تيمية الحفيد وتلميذه ابو عبدالله ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابو الفرج ابن رجب رحمهما الله رحمهم الله وتفسيره بالشك وتفسيره بالشك هو تفسيره ببعض افراده هو تفسيره ببعض افراده فان الشك فان الشك مبتدأه فان الشك مبتدأه وورود الريب يكون في الامور المشتبهة. وورود الريب يكون في الامور المشتبهة اما الامور البينة من حلال او حرام فلا يرد فيها الريب. اما الامور البينة من حلال او حرام فلا يرد فيها الريب. عند فمن صح دينه وقوي يقينه من المسلمين. عند من صح دينه وقوي يقينه من المسلمين والمأمور به شرعا في القسم الاول ان تدعه. والمأمور به شرعا في القسم الاول ان تدعه. وفي القسم الثاني ان تأتيه. وفي القسم الثاني ان تأتيه فما ولد الريب في نفسك فدعه مجتنبا لهم وما لم يولد الريب في نفسك فاته واقبل عليه. نعم قال المصنف رحمه الله الحديث الثاني عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا. هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع وابن ماجة في السنن من حديث ابي هريرة رضي الله عنه مسندا ثم رواه الترمذي من حديث علي بن الحسين رحمه الله احد التابعين مرسلا. ثم رواه الترمذي ترمني من حديث علي بن الحسين رحمه الله احد التابعين مرسلا. وهو المحفوظ في اب فلا يثبت هذا الحديث مرسلا. وهو المحفوظ في هذا الباب فلا يثبت هذا الحديث مسندا وهو وان كان مضعفا من جهة الرواية فهو صحيح من جهة الدراية. وهو وان كان مضعفا من جهة الرواية فهو صحيح من جهة الدراية فهو من جهة نسبته الى النبي صلى الله عليه وسلم رواية يكون ضعيفا. فهو من جهة نسبته رواية الى النبي صلى الله عليه وسلم يكون ضعيفا. اما من جهة معناه فانه صحيح. واما من جهة معناه فانه صحيح لان اصول الشرع وقواعده تدل عليه وتشهد له. لان اصول الشرع وقواعده تدل عليه وتشهد له. وفي الحديث الارشاد الى ما يقع به حسن الاسلام وفي الحديث الارشاد الى ما يقع به حسن الاسلام. والاسلام اسم لجميع شرائع الدين والاسلام اسم لجميع شرائع الدين كلها الباطنة والظاهرة الباطنة والظاهرة وله مرتبتان وله مرتبتان الاولى مطلق الاسلام. مطلق الاسلام. وهو القدر الذي يثبت به الاسلام وهو القدر الذي يثبت به الاسلام. فمتى التزمه العبد صار مسلما فمتى التزمه العبد صار مسلما داخلا في جملة اهل القبلة وحقيقته التزام شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وحقيقته التزام وشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. والثانية حسن الاسلام حسن الاسلام وحقيقتها امتثال شرائع الاسلام وحقيقتها امتثال شرائع الاسلام ظاهرا وباطنا باستحضار مشاهدة الله او مراقبته عبده باستحضار مشاهدة الله او مراقبته عبده. وهذه المرتبة هي التحقق بمقام الاحسان. وهذه المرتبة هي التحقق بمقام المذكور في حديث عمر رضي الله عنه في قصة جبريل عليه السلام. وفيه قوله صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فيكون العبد فيها في عبادته بين المشاهدة والمراقبة. فيكون العبد فيها في عبادته بين المشاهدة والمراقبة والمذكور في حديث الترجمة يتعلق بالمرتبة الثانية. والمذكور في حديث الترجمة علقوا بالمرتبة الثانية فمن حسن الاسلام فمن حسن اسلام العبد ان يترك ما لا يعنيه فمن حسن اسلام العبد ان يترك ما لا يعنيه ومعنى يعنيه اي تتعلق به عنايته وتتوجه اليه همته اي تتعلق به عنايته وتتوجه اليه همته. فيكون مقصوده ومطلوبه فيكون مقصوده ومطلوبه والذي لا يعني العبد هو ما لا يحتاج اليه في مصالح دينه ودنياه. والذي لا يعني العبد هو وما لا يحتاج اليه في مصالح دينه ودنياه. وافراده لا تنحصر لكنها ترجع الى اربعة اصول. وافراده لا تنحصر لكنها ترجع الى اربعة اصول. اولها المحرمات اولها المحرمات وثانيها المكروهات. وثانيها المكروهات وثالثها المشتبهات لمن لا يتبينون. المشتبهات لمن لا يتبينها ورابعها فضول المباحات فضول المباحات والمراد بها ما زاد عن حاجة العبد من المباح ما زاد عن حاجة العبد من المباح فاذا هؤلاء الاصول الاربعة ترجع افراد ما لا يعني العبد. فاذا هذه الاصول ومعه ترجع افراد ما لا يعني العبد. فاذا كان شيء ما تريد فعله يرجع الى واحد منها فاعلم ان عنايتك لا ينبغي ان تتعلق به لان من حسن الاسلام ان تتركه. نعم قال رحمه الله الحديث الثالث عشر عن ابي حمزة انس ابن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. رواه البخاري هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه فهو من المتفق عليه واللفظ للبخاري. ومعنى قوله لا يؤمن احدكم اي لا يكمل ايمانه. اي لا يكمل ايمانه. فان نفي الايمان له مرتبتان فان نفي الايمان له مرتبتان. الاولى نفي اصله. نفي به وبه يخرج العبد من الايمان. وبه يخرج العبد من الايمان والثانية نفي كماله. نفي كماله وبه لا يخرج العبد من الايمان وبه لا يخرج العبد من الايمان والمراد منهما في الحديث يرجع الى المرتبة الثانية فالمنفي هنا عن العبد هو كمال ايمانه فمحبة المؤمن لاخيه ما يحبه لنفسه هي من كمال الايمان هي من كمال الايمان وحكمها الفرض والايجاب. وحكمها الفرض والايجاب لان كل بناء جاء في الحديث النبوي متضمن نفي الايماني عن العبد فالمذكور بعده يكون واجبا لان كل بناء جاء في الحديث النبوي متضمنا نفي الايمان عن العبد فان المذكور بعده يكون واجبا. صرح به ابن الحفيد بكتاب الايمان وابو الفرج ابن رجب في فتح الباري وقوله لاخيه اي للمسلم لان عقد الاخوة الدينية كائن معه. لان عقد الاخوة الدينية الايمانية كائن معه دون غيره والذي يحبه العبد لنفسه هو الخير والذي يحبه العبد لنفسه هو الخير. ووقع التصريح به عند النسائي وابن حبان وقع التصريح به عند النسائي وابن حبان ففي الحديث عندهما ما يحب لنفسه من الخير. ففي الحديث عندهما ما يحب لنفسه من الخير وهو يستلزم ان يكره لاخيه ما يكرهه لنفسه من الشر. وهو يستلزم ان يكره لاخيه ما ما يكرهه لنفسه من الشر وترك ذكر ذلك في الحديث اكتفاء بان حب الشيء يستلزم كراهية ضده. وترك ذكر ذلك في الحديث اكتفاء بان حب الشيء يستلزم كراهية ضده والخير اسم لكل ما يرغب فيه شرعا. والخير اسم لكل ما يرغب فيه شرعا وهو نوعان احدهما الخير المطلق وهو المرغب فيه شرعا من كل وجه. وهو المرغب فيه شرعا من كل وجه. ومحله الامور الدينية ومحله الامور الدينية والخيرية فيه والخيرية فيه ترجع الى اصله. والخيرية فيه ترجع الى اصله ومنه طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والاخر الخير المقيد وهو المرغب فيه شرعا من وجه دون وجه. وهو المرغب فيه شرعا من وجه دون وجه ومحله الامور ايش الدنيوية ومحله الامور الدنيوية والخيرية فيه ترجع الى قصده لا الى اصله والخيرية فيه ترجع الى قصده لا الى اصله كالمال والولد كالمال والولد فما كان من الخير المطلق وجب على العبد ان يحبه لاخيه كما يحبه لنفسه. فما كان من الخير المطلق وجب على العبد ان يحبه لاخيه كما يحبه لنفسه. واما ما كان من الخير المقيد واما ما كان من الخير المقيد فباعتبار ما يظهر له في اخيه. فباعتبار ما يظهر له في اخيه فان علم او غلب على ظنه انه يكون خيرا له وجب عليه ان يحبه له. فما علم او غلب على ظنه انه يكون خيرا له وجب عليه ان يحبه له وما علم او غلب على ظنه انه يكون شرا عليه فلا يجب عليه ان يحبه له. وما علم انه ليكونوا او فما علم او غلب على ظنه انه يكون شرا عليه لم يجب ان يحبه له يعني الوجوب يتحقق في اي حال فالحال الاولى في الامور الدينية انه يجب عليه ان يحبه لاخيه كما يحب لنفسه. واما والامور الدنيوية فلا تحقق في كل واحد منها ان يحبه لاخيه كما يحبه لنفسه. فمثلا رجل من الصالحين عنده ثرى من الصالحين عنده ثرى بنما لعلمه ان احد اخوانه ممن هو مستور الحال وصل اليه مال كثير فحكم محبته هذا الخير الذي وصل الى اخيه لا يتحقق فيه الوجوب في كل حال. بل اذا غلب على ظنه ان اخاه ينتفع بالمال في الخير فيزداد من البر والاحسان وجب ان يحبه له كما يحب لنفسه كما يحبه لنفسه. وان علم او غلب على ظنه ان هذا المال يكون فتنة لاخيه وشرا عليه فلا يجب عليه ان يحبه لاخيه كما يحبه نفسه. نعم قال المصنف رحمه الله الحديث الرابع عشر عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث. الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم. كما ذكر المصنف اللفظ لمسلم الا انه قال دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان رسول الله الا انه قال دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله. وقوله الا باحدى ثلاث استثناء بعد نفي وهو يفيد القصر عند علماء المعاني. وهو يفيد القصر عند علماء المعاني. الذي نسميه الفقهاء والاصوليون بالحصري الذي اسميه الفقهاء والاصوليون بالحصر فهذا التركيب يفيد حصر استباحة دم المسلم في هؤلاء فهذا التركيب يفيد حصر استباحة دم المسلم في هؤلاء الثلاث ورويت احاديث عدة فيها زيادة على هذه الثلاث. ورويت احاديث عدة فيها زيادة على هذه الثلاث وعامتها ضعاف ولا يعرف من الفقهاء قائل بها والمقبول من الاحاديث المتضمنة حل دم المسلم. والمقبول من الاحاديث المتضمنة حل دم المسلم يمكن ردها الى حديث ابن مسعود. يمكن ردها الى حديث ابن مسعود رضي الله عنه بينه فاحسن ابن رجب في جامع العلوم والحكم. بينه فاحسن ابن رجب في جامع العلوم والحكم. فان اصول ما يحل دم المسلم ثلاثة. فان اصول ما يحل دم المسلم ثلاثة الاول انتهاك الفرج الحرام. انتهاك الفرج الحرام. والمذكور منه في حديث الباب الزنا بعد الاحصان والمذكور منه في حديث الباب الزنا بعد الاحصان. والثاني سفك الدم الحرام سفك الدم الحرام والمذكور منه في الحديث قتل النفس. والمذكور منه في الحديث قتل النفس والمراد بها المكافئة اي المساوية شرعا والمراد بها المكافئة اي المساوية شرعا والثالث ترك الدين ومفارقة الجماعة. ترك الدين ومفارقة الجماعة وذلك بالردة عن الاسلام وذلك بالردة عن الاسلام. وهو المذكور في حديث ابن مسعود وهو المذكور في حديث ابن مسعود ابن رجب رحمه الله لفرط علمه استفاد من حديث ابن مسعود بناء ثلاثة اصول كلية. ترجع اليها جميع الاحاديث التي تتعلق باستباحة الدم. ويكون المذكور في حديث ابن مسعود كالمثال لها فاستخرج هذه الاصول الثلاثة في معنى سياق كلامه. فاي شيء يمر بك هو يرجع الى واحد فاي شيء يمر بك ممن ابيح به الدم؟ هو يرجع الى واحد من هذه. وان لم يذكر في حديث ابن مسعود. فمثلا من يرى من الفقهاء القتلى في حد اللواط. الى اي واحد يرجع الى الاول وهو انتهاك الفرج الحرام. طيب من يرى من الفقهاء قتل المبتدع الذي عظم في الاسلام يرجع الى الثالث وهو مفارقة الجماعة. وهذا منفعة العلم فان منفعة العلم الكامل تشييد الاصول لا الاشتغال بالفضول. فهناك من العلماء من فتح الله عليه بانواع البركات في علمهم. فتجد علمه في بناء الاصول. ورتبة هؤلاء في العلم عالية ينتفع المرء بعلومه في معرفة اصول الدين وقواعده. فليس الشأن ان تعلم المسائل ولكن الشأن ان تعلم اصول الدين وقواعده ومقاصده. لان الذي يعلم المسائل المذكورة فقط لا يحسن الحكم على النوازل والحوادث المتجددة. واما من اتقن معرفة اصول الدين وقواعده ومقامه رصيده فهذا اذا تكلم في النوازل والوقائع تكلم بكلام فصل جزل. نعم قال المصنف رحمه الله الحديث الخامس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واتفقا عليه بلفظي فلا يؤذي جاره. واتفقا عليه من حديث ابي هريرة بلفظ فلا يؤذي جاره اما جملة فليكرم جاره فعند مسلم وحده. اما جملة فليكرم جاره. فعند وحده وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاثا من خصال الايمان المتعلقة بكماله الواجب. المتعلقة بكماله الواجب فالخصلة الاولى قول الخير او الصمت قول الخير او الصمت عما عداه والخصلة الثانية اكرام الجار والخصلة الثالثة اكرام الضعيف الخصلة الاولى تتعلق بحق الله والخصلتان الثانية والثالثة تتعلقان بحقوق العباد تتعلقان بحقوق العباد والمأمور به في الخصلة الاولى ان يقول العبد الخير او ان يصمت فلا يتكلم بشيء او ان يصمت فلا يتكلم بشيء والمأمور به في الخصلتين الثانية والثالثة هو اكرام الجار والضيف وليس للاكرام حد يوقف عنده تبرأ به الذمة. وليس للاكرام حد يوقف عنده تبرأ به فكل ما يدخل في الاكرام عرفا فهو مأمور به شرعا. فكل ما يدخل في الاكرام عرفا فهو مأمور به شرعا وحد الجوار من الدار لم يصح فيه حديث. وحد الجوار من الدار لم يصح فيه حديث فيرجع تقديره الى العرف. فيرجع تقديره الى العرف. واما الضيف فهو وكل من قصدك من غير بلدك. واما الضيف فهو كل من قصدك من غير بلد فيجتمع فيه وصفان. فيجتمع فيه وصفان. احدهما ان يكون من خارج البلد احدهما ان يكون من خارج البلد فان كان من داخله سمي زائرا. فان كان من داخله سمي زائرا والثاني ان يكون متوجها اليك نازلا بك. والثاني ان يكون متوجها اليك نازلا بك فقصد دارك دون غيرك من اهل البلد. فقصد دارك دون غيرك من اهل البلد فاذا اجتمع هذان الوصفان فهو ضيف يجب حقه ولا يسعك رده. فاذا اجتمع هذان الوصفان فهو ضيف يجب حقه ولا يسعك رده. يعني لو الان انت في المدينة النبوية وآآ بالبيت انت جالس بعد العصر وجاء احد الاخوان وضرب عليك الهاتف الجوال او ظرب الباب وقال انا عند الباب جاي من الرياض وش حكم ادخالك له؟ واجب فلا يجوز تقول مشغول تجيني وقت اخر لان هذا ضيف يجب حقه شرعا لكن لو جاءك احد من جيرانك او اخوانك من اهل البلد اتصل بك او استأذن عليك من الباب. وقال احب ان اجلس معك فانه يسعك رده اذا لكنت مشغولا لانه لا يثبت له حكم الضيف شرعا. نعم قال المصنف رحمه الله الحديث السادس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم او قال لا تغضب فردد مرارا. قال لا تغضب. رواه البخاري. هذا الحديث رواه البخاري وحده دون مسلم فهو من افراده عليه وفي الحديث النهي عن الغضب ونهيه صلى الله عليه وسلم عنه يشمل امرين الاول النهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه. النهي عن تعاطي الاسباب باب الموصلة اليه من كل ما يحمل على الغضب ويهيجه. من كل ما يحمل على الغضب ويهيجه والثاني النهي عن انفاذ مقتضى الغضب. النهي عن انفاذ مقتضى الغضب فلا يمتثل ما امره به غضبه. فلا يمتثل ما امره به غضبه. بل راجعوا نفسه حتى تسكن. بل يراجع نفسه حتى تسكن. والذي ينهى عنه من الغضب ما كان انتقاما للنفس والذي ينهى عنه من الغضب ما كان انتقاما للنفس. اما اذا غضب الانتهاك حرمات الله فان غضبه مأمور به. اما اذا غضب لانتهاك حرمات الله فان غضبه مأمور به. وهو من دلائل ايمانه وهو من دلائل ايمانه لكن شرطه ان يجعله وفق ما اذنت به الشريعة. لكن شرطه ان يجعله وفق ما ادينت به الشريعة فلا يجوز له ان يغضب لله بما يسخط الله. فلا يجوز له ان يغضب لله بما يسخط الله. فالغضب لحرمات الله عبادة. فالغضب لحرمات الله عبادة. والعبادة لا تكون صحيحة مأمورا بها الا اذا كانت وفق الشريعة والعبادة لا تكون صحيحة مأمورا بها الا اذا كانت وفق الشريعة. فالغضب لانتهاك الحرمات الدينية فالغضب لانتهاك الحرمات الدينية يكون وفق الطريق الشرعية يكون وفق الطريقة الشرعية. فان عدل عنها فان عدل عنها وقع العبد في المحظور. وقع العبد في المحظور. يعني لو ان انسانا مثلا مريت عليه وهو جالس عند بيته امام في السيارة امام بيته. والناس تصلي فهو مغلق الزجاج على سيارته على نفسه في السيارة. فانت طرقت الزجاج وفتحه قلت يا اخي الصلاة سل الله يهديك الناس تصلي وانت جالس هنا الصلاة شعار المؤمنين ولا تجاهر بترك الصلاة امام المسلمين. قال خير ان شاء الله سكر الزجاجة انت رحت صليت لما رجعت من الصلاة وجدت فيها دقيت عليها فتح الزجاجة قلت له وراك ما صليت؟ قال بكيفي. سكر الزجاجة. اخذت حجر وكسرت عليه الزجاجة ما الحكم يحرم يحرم على العبد فعل ذلك. الغضب لله يكون وفق ما يريده الله. واذا تفقدت هذا الامر في الناس وجدت ان اكثر من يريد الغضب لله لا يخرجه وفق ما يحبه الله ولهذا فان منفعة العلم ان العبد يقيد فيه غضبه لله بامر الله. فهو يعرف حدود المأمور به في غضبه. ولا يقع في المحظور. فلا يتجاوز حد الشريعة فيما امرت به من الغضب بحق الله سبحانه وتعالى قال المصنف رحمه الله الحديث السابع عشر عن ابيه على شداد ابن اوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة. واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح يحد احدكم شفرته فليرح ذبيحته. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه واوله عنده عن شداد انه قال اثنتان حفظتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله كتب الاحسان الحديث ولفظه في النسخ التي في ايدينا فاحسنوا الذبح ولفظه في النسخ التي بايدينا فاحسنوا الذبح وقوله كتب الاحسان على كل شيء اي كتبه قدرا او شرعا. اي كتبه قدرا او فالكتابة تحتمل امرين فالكتابة تحتمل امرين احدهما ان تكون الكتابة قدرية. ان تكون الكتابة قدرية. فيكون المعنى ان اشياء جارية على الاحسان فيكون المعنى ان الاشياء جارية على الاحسان بتقدير الله الذي صيرها عليه بتقدير الله الذي سيرها عليه. فالمكتوب هنا هو الاحسان فالمكتوب هنا هو الاحسان والمكتوب عليه هو كل شيء والمكتوب عليه هو كل شيء والاخر ان تكون الكتابة شرعية. ان تكون الكتابة شرعية. فيكون معنى ان الله كتب على عباده الاحسان الى كل شيء. فيكون المعنى ان الله كتب على عباده الاحسان الى كل شيء فالمكتوب هنا هو الاحسان ايضا لكن المكتوب عليه وهم العباد غير مذكورين. لكن المكتوب عليه وهم العباد غير مذكور. وانما المذكور المحسن اليه. وانما المذكور المحسن والحديث صالح للكتابتين القدرية والشرعية جميعا الحديث صالح للكتابة القدرية والشرعية جميعا على المعنى المتقدم في كل وذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثالا من الاحسان يتضح به المقال. وهو الاحسان في قتل ما يجوز قتله من الناس والبهائم. وهو الاحسان في قتل ما يجوز قتله من الناس والبهايم فقال فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة. فامر باحسانهما واحسانهما يكون بايقاعهما على الصفة الشرعية. واحسانهما يكون بايقاعهما على الصفة الشرعية. نعم. قال المصنف رحمه الله الحديث الثامن عشر عن ابي ذر جند ابن جنادة وابي عبدالرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ حسن صحيح. هذا الحديث رواه الترمذي من حديث ابي ذر بهذا اللفظ ثم رواه من حديث معاذ بن جبل وقال نحوه ولم يسق لفظه ثم قال قال محمود بن غيلان وهو احد شيوخه والصحيح حديث ابي ذر رضي الله والصحيح حديث ابي ذر رضي الله عنه انتهى كلامه. اي ان الحديث مروي محفوظا عن ابي ذر لا مدخل لمعاذ فيه. لا مدخل لمعاذ فيه. وغلط بعض الرواة فجعلوه معاذ ابن جبل واسناده ضعيف. وروي من غير وجه لا يثبت منها شيء. وروي من غير وجه لا يثبت منها شيء ووصية النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رويت من وجوه عدة رويت من وجوه عدة منها جمل صحيحة كحديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال انك تأتي ومن اهل كتاب الحديث اين تقدم معنا باب التوحيد اي باب اللي يجيب باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله. ومنها جمل لا تثبت بل هي ضعيفة وجمعت وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه بين حقوق الله وحقوق عباده فان على العبد حقين احدهما حق الله والمذكور منه هنا التقوى واتباع السيئة الحسنة والمذكور منها هنا التقوى واتباع السيئة الحسنة. والاخر حق العباد. والمذكور منه هنا معاملة الخلق بالخلق الحسن. والمذكور منه هنا معاملة الخلق بالخلق الحسن والمراد بالتقوى شرعا اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع واتباع السيئة الحسنة هو فعلها بعدها واتباع السيئة الحسنة هو فعلها بعدها وله تبتان الاولى الاتباع بقصد اذهاب السيئة. الاتباع بقصد اذهاب السيئة. فالحسن مفعولة بقصد الاذهاب. فالحسنة مفعولة بقصد الاذهاب. والثاني الاتباع من غير قصد الاذهاب. الاتباع من غير قصد الاذهاب. فالحسنة مفعول لله مع عدم قصد محو السيئة. فالحسنة مفعولة لله مع عدم قصد محو وحق العباد المذكور في الحديث هو معاملتهم بالخلق الحسن وهو من جملة التقوى لكنه افرد تعظيما لشأنه. وهو من جملة التقوى لكنه تعظيما لشأنه وتنبيها لمقامه والخلق في الشرع له معنيان. والخلق في الشرع له معنيان. احدهما عام وهو الدين ومنه قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم. ومنه قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم اي دين عظيم قاله مجاهد وغيره والاخر خاص وهو المعاملة مع الناس. والاخر خاص وهو المعاملة مع الناس. وهذا هو المقصود في الحديث وهذا هو المقصود في الحديث. وجاء وصفه بالحسن في احاديث كثيرة وحقيقته الاحسان الى الخلق في القول والفعل. وحقيقته الاحسان الى الخلق في القول والفعل نعم قال المصنف رحمه الله الحديث التاسع عشر عن ابي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظ. احفظ الله تجده تجاهك. اذا سألته فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء ان قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الظلام وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وفي رواية غليل الترمذي احفظ الله تجده امامك تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا. هذا الحديث رواه الترمذي في الجامع لكن ليس فيه وان اجتمعوا. على ان يضروك بل لفظه فيه ولو اجتمعوا واسناده حسن. اما الرواية الاخرى التي ذكرها المصنف فهي عند عبد ابن حميد في مسنده اما الرواية الاخرى التي ذكرها المصنف فهي عند عبد ابن حميد في مسنده. وفي سياقه زيادة على المذكور هنا واسنادها ضعيف. ورويت هذه الجملة من طرق اخرى تحسن بها. الا قوله واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم كن ليخطئك فليس في طرق هذا الحديث ما يشهد لمجيئها في وصية النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس وان كانت ثابتة في احاديث اخرى. اين مرت معنا تقدمت في كتاب التوحيد في باب ما جاء في منكر القدر في باب ما جاء في منكر القدر والمراد بحفظ الله المذكور في قوله احفظ الله حفظ امره. والمراد بحفظ الله المذكور في قوله احفظ الله حفظ امره وامر الله نوعان وامر الله نوعان. احدهما قدري وحفظه بالصبر عليه قدري وحفظه بالصبر عليه. والاخر شرعي وحفظه بتصديق الخبر. وحفظه بتصديق الخبر وامتثال الطلب واعتقاد حل لا بامتثال بتصديق الخبر وامتثال الطلب واعتقاد حل الحلال. وبين النبي صلى الله عليه وسلم فجزاء من حفظ امر الله في قوله يحفظه. وقوله تجده تجاهك وفي الرواية الاخرى امامك فجزاء من حفظ امر الله نوعان. فجزاء من حفظ امر الله نوعان. احدهما تحصيل حفظ الله له. تحصيل حفظ الله له. وهذه وقاية. وهذه وقاية اية والاخر تحصيل نصر الله وتأييده. تحصيل نصر الله وتأييده رعاية وهذه رعاية. فالوقاية في دفع المضرات فالوقاية في دفع المضرات. والرعاية في حصول المسرات. والرعاية في حصول مسرات وقوله رفعت الاقلام وجفت الصحف اي ثبتت المقادير وفرغ من كتابتها اي ثبتت المقادير وفرغ من كتابتها وقوله تعرف الى الله في الرخاء. يعرفك في الشدة مشتمل على عمل وجزاء اما العمل فمعرفة العبد ربه. اما العمل فمعرفة العبد ربه. واما الجزاء فمعرفة الرب عبده واما الجزاء فمعرفة الرب عبده. فالمبتدأ للعمل العبد. فالمبتدئ للعمل العبد والمتفضل بالجزاء هو الله سبحانه وتعالى. ومعرفة العبد ربه نوعان ومعرفة العبد ربه نوعان. احدهما معرفة الاقرار بربوبيته. معرفة الاقرار بربوبيته وهذه المعرفة يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر. وهذه المعرفة اشتركوا فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر والثاني معرفة الاقرار بالوهيته. معرفة الاقرار بالوهيته. وهذه المعرفة تختص باهل الاسلام وهذه المعرفة تختص باهل الاسلام وليس الابرار منهم فيها كالفجار. وليس الابرار منهم فيها كالفجار فمعرفة الابرار اكمل ومعرفة الله عبده نوعان ومعرفة الله عبده نوعان. احدهما معرفة اما معرفة عامة تقتضي شمول علم الله عبده واطلاعه عليه. تقتضي شمول علم الله عبده واطلاعه عليه. والاخر معرفة خاصة. والاخر معرفة خاصة تقتضي معرفة الله عبده بالنصر والتأييد. تقتضي معرفة الله بالنصل والتأييد. نعم قال رحمه الله الحديث العشرون عن ابي مسعود عقبة بن عمرو الانصاري البدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. رواه البخاري هذا الحديث رواه البخاري وحده دون مسلم فهو من افراده عنه وقوله فيه ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اي مما اثر عن الانبياء السابقين اي مما اثر عن الانبياء السابقين. وصار محفوظا عنهم يتناقله الناس جيلا بعد جيل وصار محفوظا عنهم يتناقله الناس جيلا بعد جيل وقوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت له معنيان احدهما انه امر على ظاهره. انه امر على ظاهره. فاذا كان ما تريد فعله فاذا كان ما تريد فعله مما لا يستحيا منه لا من الله ولا من الناس فاصنع ما شئت فلا تثرب عليه. فاصنع ما شئت فلا تثريب عليه فاذا كان ما تريد فعله مما لا يستحيا منه لا من الله ولا من الناس اصنع ما شئت فلا تثريب عليك. والثاني انه ليس من باب الامر الذي تقصد حقيقته انه ليس من باب الامر الذي تقصد حقيقته. والقائلون بهذا القول يحملون على احد معنيين والقائلون بهذا القول يحملونه على احد معنيين احدهما انه امر بمعنى التهديد والوعيد انه امر بمعنى التهديد والوعيد. اي اذا لم يكن لك حياء يمنعك فاصنع ما شئت اي اذا لم يكن لك حياء يمنعك فاصنع ما شئت فستجد ما تكره. فستجد ما تكره فاصنع ما شئت فستجد ما تكره. والاخر انه امر بمعنى الخبر انه امر بمعنى الخبر اي اذا لم تستحي فاصنع ما شئت اي اذا لم تستحي فاصنع ما شئت فان من كان له حياء منعه من القبائل فان من كان له حياء منعه من القبائل. ومن لم يكن له حياء لم يمنعه منها. ومن لم يكن له حياء لم يمنعه منها. فهو خبر عن الناس وما يصنعونه بحسب الحياء فهو خبر عن الناس وما يصنعونه بحسب الحياء والحياء هو تغير وانكسار يعتلي العبد من خوف ما يعاب به هو تغير وانكسار يعتري العبد من خوف ما يعاب به. ذكره ابو ابن حجر في فتح الباري وهو من احسن ما قيل في بيان حقيقة الحياء. تغير ازار يعتري العبد من خوف ما يعاب به. ذكره ابو الفضل ابن حجر في فتح الباري وهو من احسن ما قيل في بيان حقيقة الحياء. والحياء خلق محمود الا في حالين والحياء خلق محمود الا في حالين. اولاهما ان يمنع من المأمور. ان يمنع من نور والاخرى ان يوقع في المحظور. ان يوقع في المحظور ولتحصيله طريقان. ولتحصيله طريقان. احدهما وهبي. احدهما وهبي وهو ما يجدن الله وهو ما يجبل الله عليه العبد ويغرسه في نفسه وهو ما يجبر الله عليه العبد ويغرسه في ويغرسه في نفسه. والاخر كسبي كسبي بما يدركه العبد من معرفة الله وعظمته. بما يدركه العبد من معرفة في الله وعظمته واطلاعه عليه وشهودي نعمائه الواصلة اليه وشهود نعمائه الواصلة اليه يعني الحياة اما ان يكون هبة من الله. يجب الله عز وجل عليها من يشاء من عباده. واما ان يمكن العبد ان يكتسبه. وذلك قيادة معرفة الله في قلبه واستحوار اطلاع الله سبحانه وتعالى عليه. وشهوده النعمة الواصلة اليه من الله سبحانه وتعالى وان الله جعل له منها ما لم يجعله لغيره. نعم قال المصنف رحمه الله الحديث الحادي والعشرون عن ابي عمرو وقيل ابي عمرة سفيان بن عبدالله رضي الله عنه انه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك. قال صلى الله عليه وسلم قل امنت بالله ثم فاستقم. رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه ولفظه في النسخ التي بايدينا قل امنت بالله فاستقم. ولفظه بالنسخ التي في ايدينا قل امنت بالله فاستقم. فجعل الفاء موضع ثم. وفي لفظ له غدا بعدك وفي لفظ له احدا بعدك. وحقيقة الاستقامة طلب اقامة النفس على الصراط المستقيم وحقيقة الاستقامة طلب اقامة النفس على الصراط المستقيم الذي هو الاسلام الذي هو الاسلام. ثبت تفسير الصراط بالاسلام في حديث رضي الله عنه عند احمد بسند حسن فالمستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام المتمسك بها باطنا وظاهرا اقيم هو المقيم على شرائع الاسلام المتمسك بها باطنا وظاهرا. نعم. الحديث والعشرون عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة قال صلى الله عليه وسلم نعم رواه مسلم. ومعنى حرمت الحرام اجتنبته ومعنى احللت الحلال فعلته معتقدا حلة. هذا الحديث رواه مسلم ايضا دون البخاري فهو من افراده عنه وقوله فيه نعم الجواب مقدر تعلقه بالسؤال المتقدم عنه. الجواب مقدر تعلقه بالسؤال المتقدم عنه فتقدير الكلام نعم اذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان واحللت قال وحرمت الحرام ولم تزد على ذلك شيئا دخلت الجنة والى هذا يشير الفقهاء بقولهم السؤال معاذ في الجواب. السؤال معاد في الجواب قال في الفرائض البهية ثم الجواب عندهم معاد قل في الجواب قل في السؤال ثم السؤال عندهم معاد قل في الجواب حسب ما افادوا. ثم السؤال عندهم معاد كن في الجواب حسب ما افاد وقوله احللت الحلال اي اعتقدت حله اي اعتقدت حله وقيد الفعل الذي ذكره المصنف فيه نظر وقيد الفعل الذي ذكره المصنف فيه نظر لتعدل الاحاطة بافراد الحلال فعلا. لتعذر الاحاطة بافعال بافراد الحلال فعلا اي يتعذر على العبد عادة ان يحيط بافراد الحلال بفعلها كان يتناول جميع المأكولات او او جميع المشروبات او غيرها. والواجب على العبد هو اعتقاد حلها. لا تعاطيها جميعا. فالواجب على العبد هو اعتقاد حلها. لا تعاطيها جميعا. وقوله حرمت الحرام اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه. اي اعتقد فقدت حرمته مع اجتنابه. فلا بد من هاتين المرتبتين جميعا. فلابد من هاتين المرتبتين الاعتقاد للحرمة واجتناب المحرم. الاعتقاد للحرمة واجتناب المحرم. ففي صارت المصنف قصور لانه خصه بالاجتناب دون ذكر اعتقاد الحرمة ففي عبارة المصنف قصور لانه خصه بالاجتناب دون ذكر اعتقاد الحرمة. ويمكن الاعتذار ويمكن الاعتذار له بان اعتقاد الحرمة عنده مندرج في الاجتناب ويمكن الاعتذار له ان اعتقاد الحرمة عنده مندرج في الاجتناب. لكن الاولى الافصاح به ووقع في الحديث اهمال ذكر الزكاة والحج. ووقع في الحديث اهمال ذكر الزكاة والحج وهما من اجل طلائع الاسلام الظاهرة باعتبار حال السائل باعتبار حال السائل فلم يكن من اهلهما فسقطتا في حقه اذ لم يكن من اهلهما فسقطتا في حقه. فعلم النبي صلى الله عليه وسلم من حاله انه لا مال فيزكيه فعلم النبي صلى الله عليه وسلم من حاله انه لا مال له فيزكيه ولا لا قدرة له على الحج. ولا قدرة له على الحج. وقوله ولم ازد على ذلك شيئا اأدخل الجنة قال نعم. فيه بيان ان هذه الاعمال من موجبات الجنة فيه بيان ان هذه الاعمال من موجبات الجنة اما بالدخول اليها ابتداء او بالمصير اليها انتهاء اما بالدخول اليها ابتداء او بالمصير اليها انتهاء بحسب اجتماع وانتفاء الموانع بحسب اجتماع الشروط وانتفاء الموانع. وهذا اخر هذا المجلس ونستكمل بقية الكتاب باذن الله بعد صلاة العصر. واحضروا معكم في المساء الجزء الثاني وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين