السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على العلم للخير اساس والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث رحمة للناس وعلى اله وصحبه البررة الاكياس اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الرابع من برنامج اساس العلم في السنة الخامسة خمس وثلاثين واربعمائة والف وست وثلاثين واربعمائة والف في مدينته الخامسة مدينة حائل وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المعروف شهرة بالاربعين النووية للعلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وست مئة اه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ومشايخه وللمستمعين وجميع المسلمين. امين. باسانيدكم الله اليكم الى العلامة يحيى ابن شرف ابن مرين النووي بالاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المشهورة بالاربعين النووية قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والاراضين مدبر الخلائق اجمعين باعث الرسل لصلواته وسلامه عليهم الى المكلفين بهدايتهم وبيان شرائع الدين بالدلائل القطعية وواضحات البراهين احمده على جميع نعمه واسأله المزيد من فضله وكرمه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد القهار الكريم الغفار واشهد ان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله افضل المخلوقين المكرم القرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب السنين وبالسنن المستنيرة للمسترشدين المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين والكل وسائر الصالحين. ابتدأ يصنف رحمه الله كتابه بالبسملة ثم اردفها بحمد الله وذكر الشهادتين مصليا ومسلما على محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا وعلى انبياء الله ورسله عموما ولوح باشارة لطيفة الى مقصوده في هذا الكتاب بقوله المخصوص بجوامع الكلم والاشارة اللطيفة المقدمة في مقدمة كلام ما مشيرة الى قصد متكلم تسمى براعة الاستهلال والى ذلك اشرت بقول براعة الاستهلال ان يأتي في صدر الكلام ما بقصده يفي براعة الاستهلال ان يأتي في قدر الكلام ما بقصده يفي فمقصوده ذكر جملة من جوامع الكلم والجامع من الكلم ما قل مبناه وجل معناه ما قل مبناه وجل معناه فهو قلة المباني مع جلالة المعاني فهو قلة المباني مع جلالة المعاني فالالفاظ فيه قليلة والمعاني فيه ايش جليلة فالالفاظ فيه قليلة والمعاني فيه جليلة وجوامع الكلم التي اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم فلا اجمع في كتب الله من القرآن الكريم والاخر ما صدق عليه الوصف المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم ما صدق عليه الوصف المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم فتكون الفاظه يسيرة ومعانيه غزيرة فتكون الفاظه يسيرة ومعانيه غزيرة كالاحاديث المذكورة في هذا الكتاب الاحاديث المذكورة في هذا الكتاب فان كل حديث منها يستوعب افراده بشرح كبير رجاللة ما فيه من المعاني نعم قال رحمه الله اما بعد فقد روينا عن علي ابن ابي طالب وعبد الله ابن مسعود ومعاذ ابن جبل وابي الدرداء وابن عمر وابن عباس وانس ابن مالك وابي هريرة وابي سعيد الخدري رضي الله عنهم اجمعين من طرق كثيرات بروايات متنوعات ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء. وفي رواية بعثه الله فقيها عالما. وفي رواية ابي الدرداء رضي الله عنه وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا. وفي رواية ابن مسعود رضي الله عنه قيل له ادخل من اي ابواب جنتي شئت وفي رواية ابن عمر رضي الله عنهما كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه. وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات اول من علمته صنف فيه عبدالله بن المبارك ثم محمد بن اسلم الطوسي العالم الرباني. اما الحسن بن سفيان النسوي وابو بكر الاجري وابو بكر محمد ابن ابراهيم الاصبهاني والدارقطني والحاكم وابو نعيم وابو عبدالرحمن السلمي وابو سعد المالني وابو وابو عثمان الصابوني وعبد الله بن محمد الانصاري وابو بكر البيهقي وخلائق لا يحصون من المتقدمين والمتأخرين وقد الله تعالى في جمع اربعين حديثا اقتداء بهؤلاء الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام. وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث. بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة الشاهد منكم الغائب وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها. لما تفتح المصنف رحمه الله مقدمة كلامه مدي باجة مشتملة على اصول ما يستفتح به من البسملة والحمدلة والشهادتين والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه اتبعها بذكر الباعث عند كثيرين ممن صنفوا في الاربعينيات وهو تطلعهم الى الفضائل المذكورة في الاحاديث الواردة في ثواب من حفظ على هذه الامة اربعين حديثا وذكره المصنف رحمه الله من رواية جماعة من الصحابة فقال فقد روينا عن علي ابن ابي طالب وعبدالله ابن مسعود الى اخر كلامه وقوله روينا فيه ضبطان مشهوران احدهما بناؤه لغير المعلوم بضم الراء وكسر الواو مشددة روينا والاخر بناؤه للمعلوم بفتح الراء والواو روينا وذكر بعض المتأخرين لغة ثالثة وهي ضم رائه وكسر واوه بلا تشديد روينا وهي فرع عن اللغة الاولى فالمشهور فيه لغتان وهاتان اللغتان كل واحد منهما كل واحدة منهما لها محلها الموضح الفرق بينهما فاذا قال قائل روينا فالمقصود ان اشياخه تفضلوا عليه بترويته الحديثة تمكنوه منه وجعلوه راويا له عنهم وان قال روينا فهو بتوفيق الله له تطلع الى مروي شيوخه واستنبطه منهم واخذه عنهم فيقول روينا والحديث المذكور حديث ضعيف باتفاق اهل العلم وان كثرت طرقه فكثرة الطرق ليست بالضرورة موجبة قوة الحديث فقد تكثر طرقه وتشتد علله وربما كانت محتملة للتقوية دفع بكثرتها في تقوية بعضها ببعض ثم ذكر المصنف رحمه الله جماعة ممن تقدمه من المصنفين في الاربعينيات واردفه بذكر الباعث له على جمع اربعين حديثا وهو امران احدهما الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام من حفاظ الاسلام الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام من حفاظ الاسلام والاخر بذل الجهد في بث العلم بذل الجهد في بث العلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد منكم الغائب متفق عليه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وبقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرءا سمع مقالته فاداها فوعاها فاداها كما سمعها رواه الترمذي. رواه ابو داوود والترمذي من حديث زيد ابن ثابت واسناده صحيح وما ذكره في اثناء كلامه من جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال فيه نظر من وجهين وما ذكره من اتفاق اهل العلم في جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال فيه نظر من وجهين احدهما حكاية الاتفاق عليه فالمسألة المذكورة مما جرى الخلف فيها قديما وحديثا فليست مسألة اتفاقية والاخر ان القول الصحيح عدم جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال استقلالا عدم جواز العمل بالحديث الضعيف استقلالا ما لم يقترن به ما يدعو الى العمل به ما لم يقترن به ما يدعو الى العمل به كالاجماع او قول صحابي او غيرهما فيعمل به مع ضعفه لما اقترن به من الادلة الدالة على ثبوت معناه وان لم تثبت نسبته الى النبي صلى الله عليه وسلم فنسبة المبنى لفظا الى النبي صلى الله عليه وسلم لا تصح لكن نسبة المعنى الى دين النبي صلى الله عليه وسلم صحيحة وهذا كثير هذا كثير في الدين لا يثبت الحديث لكن يثبت انه من الدين مثاله صيغة الاستعاذة عند قراءة القرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فالاحاديث المروية فيها ضعيفة لا يثبت منها شيء لكن التعوذ بهذا اللفظ صحيح ام غير صحيح صحيح بل هو المقدم فهو مشهور نقله عند طبقات حملة القرآن قرنا بعد قرن فاتفق عليه القراء واختلفوا في الفاظ زائدة عليه ومثل هذا في مسائل عدة من ابواب الدين يكون المروي فيها ضعيفا لكن يكون العمل به او اعتقاد معناه صحيحا لما اقترن به من نحو اجماع او قول صحابي او تلقن ومر معنا كلام ابن تيمية الحفيد لما ذكر احاديث من احاديث احاديث الصفات قال فيها مما تلقاه اهل المعرفة ليش بالقبول وبينا ان القبول يشبه ان يكون انهم قبلوا ذكر تلك الاحاديث عند سرد صفات الله سبحانه وتعالى وهذا كثير حتى الامام احمد رحمه الله تجده يذكر في هذا اشياء ضعيفة من احاديث الصفات لان معانيه صحيحة. بل قال هو في احاديث ظعفها غيره من الائمة كالبخاري وغيره ويشبه ان يكون هو يضاعفه قال لا ينكره الا جهمي ومقصوده ما صح فيه من المعنى وثبت وتلقي في الامة وهذا مأخذ لطيف في العلم يعزب عن علم كثيرين من المشتغلين بالحديث ظاهرا دون فقه كامل لمنزلة الحديث في الشريعة الاسلامية ومن مناهج النجاة ليذوا مقتبس العلم بما كان عليه اهله دون ما تجدد من مستحسنات الخلق فعليك بالنظر دائما فيما كان عليه الاوائل من الائمة ولا تظنن انك كائن اعلم منهم حتى يلج الجمل في سمى الخياط فاذا اجتمع في ذلك في الاعتقاد مثلا طريقة البخاري في خلق افعال العباد والدارم في الرد على الجهمية واحمد في السنة وابن بطة في الابانة الكبرى والاجري في الشريعة واللا ذكاء في شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة وابن منده في الايمان والتوحيد فاياك ان تقول وقد اخطأ هؤلاء في ايراد هذا الحديث في كتب الاعتقاد لضعفه فانك انت المخطئ جزما لكن اذا فهمت مولدهم وانهم اوردوه لانه مما تلقي معناه والمتلقى معنى لا ينكر هذه طريقة اهل السنة والجماعة ما ينكر ولا يتشدد في في تظعيفه وان كان ظعيفا. لكن لا يعني هذا انك تظرب عليه بالقلم ان هذا حديث ضعيف معناه تجعله خلف ظهره فالحديث الضعيف يقول اهل العلم بالحديث لا نجزم بان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقله ولكننا نحتاط في نسبته الى النبي صلى الله عليه وسلم فلا نجزم انه قاله في الحديث الضعيف ليس معناه انه كذب ما قاله قطعا هذا الحديث الموضوع هو الذي يقطع على الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله لكن الحديث الضعيف نغلب الظن ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل فنصون قوله صلى الله عليه وسلم عنه لكن لا نقطع بان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقله واولى ما يعتني به طالب العلم في اقتباسه عن اهله ان يعتني بفهم مدارك العلم واصوله ومآخذه ووجوه استنباطه عنهم لا المسائل فان المسائل تختلف فيها مدارك الناس في قوة الفهم والاستنباط وقد يخرج من طلاب احد مشار اليه بالعلم من هو اعلم منه لكن انفع ما يكون في تحريك العلم هو نظرك الى اصل استدلاله الذي بنى عليه حتى تجعله اصلا كليا عندك فتستعمله في غير ما استعمله هو او غيره فدقة الفهم هي المأخذ الذي ينبغي ان توثق عليه علمك لا مجرد المسألة التي تسمعها فمثلا عند قراءة كتاب التوحيد على شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى اعني كتاب التوحيد ابن خزيمة قال له القارئ وكان هو الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله قال له بعد قراءة كلام لابن خزيمة في نور الله عز وجل قال له احسن الله اليكم النور من اسماء الله قال لا ليس من اسماء الله فقال الشيخ عبد العزيز الراجحي احسن الله اليكم الله عز وجل يقول الله نور السماوات والارض قال نعم نور السماوات والارض لكن ليس من اسمائه النور قال له الشيخ عبد العزيز الراجحي احسن الله اليكم ابن تيمية وابن القيم يرياني انه اسما قال وان قال دلالة الكتاب والسنة على ان اسمه هو نور السماوات والارض انت الان ما تستفيد فقط هالمسألة استفدتها الحمد لله لكن انظر اصول البناء عنده انظر اصول الفهم والاستدلال في هذه المسألة كي تبني عليها غيرها سواء في مسائل الاعتقاد او في غيرها من مسائل فهم الدين. نعم قال رحمه الله تعالى ثم من العلماء من جمع الاربعين في اصول الدين وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد وبعضهم في الاداب وبعضهم في الخطب وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصديها. وقد رأيت جمع اربعين اهم من هذا كله وهي اربعون حديث مشتملة على جميع ذلك. وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين. قد وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحو ذلك ما التزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة ومعظمها في صحيحي البخاري ومسلم واذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها ان شاء الله تعالى ثم اتبعوها بباب في ضبط خفي الفاظها وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث لما اشتملت عليه من المهمات. واحتوت عليه من انظر قد ينبغي لمن من هو اللي ينبغي له طاغط في الاخرة كن راغب في الاخرة فيما اعد الله عز وجل ينبغي له ان يعتني بهذه الاحاديث لان هذه الاحاديث مدار الاسلام ولذلك في ترجمة عبد الرحمن الثعالب من علماء الجزائر في القرن التاسع انه لما قرأ هذه الاربعين على ابن مرزوق الحفيد محمد ابن احمد ابن محمد ابن احمد ابن مرزوق الحفيد التنيسي كان اذا قرأ عليه حديثا منها بكى وعظم بكاؤه اذا قرأ حديث واحد من الاحاديث الاربعين النووية يبكي ويعظم بكاؤه ليش لشدة ما يجد فيها من حقائق الدين فيجد اللفظ قليلا لكن فيه من المعاني اشياء واشياء واشياء تحار فيها العقول بالاربعين النووية كتاب ينبغي ان يكرره الانسان كثيرا يلقنه اولاده ويلقنه زوجه يقراه هو وزوجته يقرأه اولاده يحفظه اولاده المدرس في المدرسة يحرص على انه يحفظ الطلبة ولو يسيرا من هذه الاحاديث هذي منهج الحياة منهج الحياة في سنته صلى الله عليه وسلم ولذلك العارفون بما اشار اليه بقوله لكل راغب في الاخرة يعرفون قدر هذه الاحاديث انه مهو بالمقصود انك تنهي الكتاب هذا فقط المقصود ان تعرف ما في هذه الاحاديث من المعاني واحدا واحدا وتجليها في حياتك تكون هذه الاحاديث هي من مما يسمونه اليوم قوانين التعايش في الحياة مع القريب والبعيد تجعل هذا اصل عندك يأتي مثلا عندنا حديث من هذه الاحاديث لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه انظر هذا الحديث ما فيه من المعنى وكم تحتاجه انت مرة في اليوم كم ينبغي ان تجاهد نفسك حتى تصل اليه واذا غفلت عنها عنه ينبغي ان تذكر نفسك به واذا اخطأت في شيء منه ينبغي ان ترجع الى التوبة من تقصيرك فيه ثم تحقق قوله صلى الله عليه وسلم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ولذلك فان العالمين بامر الله سبحانه وتعالى وبه جل وعلا يحصل لهم من الحال ما حصلت لابن مرزوق اذا قرأوا هذا الحديث او غيره من هذه الاحاديث التي هي خمسة الفاظ ستة الفاظ لكن فيها من المعاني ما يزلزل الجنان لانه ينقلك من معاملة الخلق بالخلق الى معاملة الخلق بامر الخالق سبحانه وتعالى فعند ذلك تشرق نفسك وتقوى روحك وتسعد حياتك ويكون نظرك مرفوعا الى رب السماء غير مقصود عن النظر الى الخلق فتخرج من عبودية الخلق الى عبودية رب الخلق سبحانه وتعالى فتكون بالله عز وجل سعيدا وغيرك ممن لا ينال هذا الشرف يبقى اسيرا لهواه ورأيه واستحسانه ونظره يغالب نفسه كثيرا في مكابدة ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه ويشق عليه ذلك ويقع منه مخالفة في ذلك ويقر بمخالفة نفسه لذلك فيسلم العنان لهواه ولا يسلم قياده لمولاه فيحصل له من النقص والحسرة بقدر ما فاته من الخير لذلك ينبغي يا اخوان هذه الاحاديث نحن ننظر فيها بقلوبنا لا ننظر فيها بابصارنا نعم قال رحمه الله وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث لما اشتملت عليه من المهمات واحتوت عليه من التنبيه على الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره. وعلى الله الكريم اعتمادي واليه تفويضي واستنادي. وله الحمد والنعمة وبه التوفيق والعصمة ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة شرط كتابه وانه يرجع الى سبعة امور الاول انه مشتمل على اربعين حديثا وهي كذلك بالغاء الكسر فان عدتها باعتبار تراجمها اثنان واربعون حديثا وعدتها باعتبار تفصيلها ثلاثة واربعون حديثا فان ترجمة الحديث السابع والعشرين فيها حديثان فقوله رأيت جمع اربعين اي بالغاء الكسر الزائد عن عدد الاربعين والعرب اذا نقص عن الخمسة جعلوه الى الاقل فنسبوه الى الاربعين ولم ينسبوه الى الخمسين الثاني ان هذه الاربعين شاملة لابواب الدين اصولا وفروعا ان هذه الاربعين شاملة لابواب الدين اصولا وفروعا. وقد قارب رحمه الله تعالى وترك شيئا للمتعقد فاتبعه ابو الفرج ابن رجب ثمانية احاديث تمم بها عدة الكتاب خمسين حديثا والثالث ان كل حديث منها قاعدة من قواعد الدين وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او غير ذلك مما يبين علو شأنه والرابع ان كل هذه الاحاديث صحيحة ان كل هذه الاحاديث صحيحة باعتبار ما ادى اليه اجتهاده وان نوزع في شيء منها كما سيأتي وحكمه على احاديث منها بالحسن لا يخالف قوله هنا ثم التزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة لان اسم الصحيح عند جماعة يراد به المقبول الذي يندرج فيه الصحيح والحسن الاصطلاحيان هو الشرط السادس الخامس ان معظمها في صحيحي البخاري ومسلم وعدة ما فيها من احاديث الصحيحين اتفاقا وانفرادا تسعة وعشرون حديثا تسعة وعشرون حديثا ولذلك ما فائدة هذه المختصرات بالنسبة الى الصحيحين لماذا العلماء تواطؤوا على حفظ المختصرات قبل ان ترتفع ابصارهم الى حفظ الصحيحين او ما وراءها نعم يعني بس كيف صار هو الاساس ها على مهمات ما في الصحيحين لاشتمال هذه المتون المختصرة على مهمات ما في الصحيحين فانت تجد بهذا الكتاب ان احاديث الصحيحين المذكورة فيه هي تسعة وعشرون حديثا فهي من اولى ما يعتنى به وهذا مما يسهل اخذ العلم الان بعض الاخوان يصعب على نفسه اخذ العلم يترك الاربعين النووي يترك عند الاحكام ويترك بلغ المرام يترك رياض الصالحين ويروح للصحيحين هذا تصعب نفسك العلم على نفسك خذ ما استخلصه العلماء ورتبوه في ابواب حتى تستفيد لذلك مثلا انا اقول لكم الذي يحفظ الصحيحين لا يحفظ الا ثلثي ادلة احكام الديانة من السنة لو حفظ الصحيحين لو قدر في الصحيح لكن لو حفظ الاربعين والعمدة والبلوغ ورياض الصالحين حفظ عمودا الادلة من السنة النبوية في ابواب الديانة واذا اردت ان تعرف صدق هذا انظر ابواب في بلوغ المرام تتعلق بها احكام ليس فيها احاديث من الصحيحين هنا تعرف لماذا العلماء الناصحون يقولون احفظ هكذا احفظ الاربعين ثم العمدة ثم البلوغ ثم رياض الصالحين والسادس ان يذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم نفعها. فالمقصود بالحفظ هو اللفظ النبوي المسمى بالمتن اما الاسناد فالزينة فزينة له لا تراد لذاتها ولا سيما بالاعصار المتأخرة فالسند كان ذا بال لما احتيج اليه في نقل السنة. ثم لما دونت الكتب وثبتت صار حفظه زينة فالحديث المراد الوقوف على اسناده ينظر في كتاب الذي خرجه فيه صاحبه باسناده والمتأخر ينبغي ان يقدم حفظ المتن على حفظ الاسناد. فاذا اوعب من حفظ المتون انتقل الى حفظ الاسانيد معها اما ان يجعل شغله واول طلبه ان يحفظ الاسناد فهذا اكتب على قفاه لا يفلح ابدا لا يفلح ابدا والناس الان يعني لماذا العلم ضعف في الناس لانهم تركوا طريق اخذه هذا يعني من اعظم اسبابه هناك اسباب كثيرة لكن انا ارى ان من اعظم لكني ارى من اعظم اسبابها ترك طريق اخذه اتصل بي مرة مرة شاب يبدو من صوته انه حديث السن فقال لي كيف استخرج اسانيد الاربعين النووية قلت له باي شيء تستخرجها قال لي احفظ المتون مع الاسانيد توه الان هذا مبتدي بطلب العلم يريد ان يحفظ المتن باسناده عن من اخذ هذا وبمن امره بهذا ومن كان على هذا ما تجد ابدا ولذلك مما افسد العلم هي الاستحسانات حتى والله صار بين الناس اشياء لم يقل بها احد ممن تقدم ابدا. ويظنون انها تحقيق العلم يعجبهم انفسهم يعني رأيت لواحد اكتوبر يقول كيف تصير فقيه محقق كيف قال نحن في البلد حنابلة قال تقرأ جرح هذا الباب من الروظ المربع ثم تقرأ شرح هذا الباب من هذا الكتاب كتاب الطهارة هذا يمثل على كتاب الطهارة تقرأه من من شرح الشيخ محمد رحمه الله شرح الممتع ثم تقرأه من الروض المربع ثم تقرأه من البخاري ثم تقرأه من مسلم الى تمام الكتب الستة يقول وما لم تفهم معانيه من الاحاديث تنظر في الشروح ثم بعد ذلك تنتقل الى كتاب الصلاة ثم بعد ذلك تنتقل الى الذي بعده ثم بعد ذلك تنتقل الى الذي بعده. اظنه يحسب الكتب الصحيح الكتب الستة مرتبة مثل زاد المستقنع شرحه الروظ المربي على هذا الترتيب هذه الطريقة التي استحسنها عن من اخذها من ذا الذي طلب العلم بهذه الطريقة لا يوجد ولذلك لا تضيعوا اعماركم في مستحسنات الناس عليكم بطريقة من سبق. خذوا بطريقة من سبق والزموها واصبروا عليها وثقوا ان الذي يصبر عليها يصل الى الرسوخ في العلم اما المحدثات هذه التي بلي بها الناس وصاروا ينتهجون طرق جديدة في العلم حفظا وفهما هذه تضر ولا تنفع وانما تستحسن لمن اوعب الطريقة التي كان عليها الناس ثم اراد ان يزيد عليها اشياء هذا لا بأس اما يأتيني طالب مندفع الى العلم يقول احسن الله اليكم اريد ان احفظ انا يقول احفظ صحيح مسلم اولا ثم احفظ البخاري لان المسلم يعتني بجمع الفاظ المتن فتجد يعني رأيت من الطلبة من ارشد الى هذا فلقوة رغبة في العلم بعد ان هداه الله الى الاستقامة لقوة رغبته للعلم حفظ يعني تقريبا قد يعدل العشر من صحيح مسلم باسانيده ومتونه فوحسرتاه لو كان هذا الشوق والحرق جعل في الاربعين النووية والعمدة والبلوغ رياض الصالحين ولذلك بعد ذلك هذا ندم انه ذهب من عمره هذا القدر قوته في حفظ هذا فقوله رحمه الله تعالى ليسهل حفظها ويعم نفعها هذا هو التنبيه على الطريقة الصحيحة والسابع انه يتبعها بباب في ظبط خفي الفاظها وهذا الباب ساقط من اكثر طبعاات الكتاب وهو بمنزلة الشرح المختصر وهو مثبت في هذه الطبعة في اخرها حمل المصنف على اثباته ارادته استغناء متلقي هذه الاربعين بما ذكره رحمه الله تعالى فيها من ضبط تلك الالفاظ وسيأتي ان شاء الله تعالى في اخر الكتاب. نعم اليكم قال رحمه الله تعالى حديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال وبالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأتي ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. رواه امام المحدثين ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن بردزبة البخاري الجعفي وابو الحسين مسلم ابن الحجاج ابن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما الذين هما تحو الكتب المصنفة هذا الحديث لا يوجد بهذا السياق التام لا عند البخاري ولا عند مسلم وهو ملفق بين روايتين منفصلتين للبخاري ووجود اصل الحديث فيهما وكوني الفاظه في احدهما يصحح نسبته اليهما فانه لا يراد في كل حديث قيل فيه متفق عليه انه بهذا اللفظ نفسه عند هذا وهذا ولا انه بهذا اللفظ مسوقا بتمامه عند احدهما بل ربما يكون كذلك وربما كان مجموعا من الفاظهما لان اختلاف الروايات لا يخرج عن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تلك الالفاظ وفيه بيان قاعدتين عظيمتين في جملتين صدر بهما الحديث القاعدة الاولى في قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وهي خبر عن حكم الشريعة على العمل والقاعدة الثانية في قوله صلى الله عليه وسلم وانما لكل امرئ ما نوى وهي خبر عن حكم الشريعة على ايش على العامل وهي خبر عن حكم الشريعة على العامل فالاعمال متعلقة بنياتها وعمالها لهم منهم وعمالها لهم منها بحسب ما لهم من النية والنية شرعا هي قصد القلب الى العمل قصد القلب الى العمل تقربا الى الله عز وجل ثم اتبع النبي صلى الله عليه وسلم هاتين هاتين الجملتين بقوله فمن كانت هجرته الى الله ورسوله الحديث تكميلا للبيان بضرب المثال فان المقال يتجلى بضرب مثال يفصح عنه فصدر الحديث تقرير قاعدتين شريعتين وعجزوا الحديث يعني اخره ضرب مثال يتحقق فيه الحديث فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عملا واحدا هو الهجرة اختلف حظ عماله منه لاختلاف نياتهم. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرين الاول من هاجر الى الله ورسوله والثاني من هاجر لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها تأمل اول فوقع له من نيته ابلغ الحظ والنصيب من الثواب والاجر فقال صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومقصوده ان من كانت هجرته الى الله ورسوله قصدا فهجرته الى الرآه ورسوله وقعت اجرا وعبر عن الجزاء والعمل بلفظ واحد لتأكيد تحققه وعبر عن العمل والجزاء بلفظ واحد تأكيد تحققه واما الثاني وهو المهاجر الى دنيا يصيبها امرأته ينكحها فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر جزاءه بما يبين فوات حظه من هجرته ودنو نيته فقال فهجرته الى ما هاجر اليه فاضمر المهاجر اليه في الجزاء تحقيرا له واضمر المهاجر اليه في الجزاء تحقيرا تحقيرا له الذي يهاجر لاجل الدنيا او امرأة يتزوجها لا يصيب من نيته الا هذا واختار النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المثال بالهجرة دون غيره من الاعمال لماذا ليش ما ضرب المثال بالصلاة في الصيام؟ بالزكاة وانما قال فمن كانت هجرته يعني هم لا يعرفون هذا العمل لان وضرب المثال بالهجرة لان العرب لم يكن من احوالها ترك منازلها وانما كانوا ينزحون عنها اما بغلبة عدو عليها او يخرجون في طلب الكلأ والعشب في الربيع ثم يعودون الى منازلهم فتقريرا لنزع نفوسهم مما الفت وولعت به ولعت به ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثال بالهجرة نعم قال رحمه الله تعالى حديث الثاني عن عمر رضي الله عنه ايضا قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن اسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فاخبرني عن الايمان. قال صلى الله عليه وسلم ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال صدقت. قال فاخبرني عن الاحسان. قال صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كانك اتراه فان لم تكن تراه فانه يراك قال فاخبرني عن الساعة قال صلى الله عليه وسلم المسؤول عنها باعلم من السائل قال فاخبرني عن امارتها قال قال صلى الله عليه وسلم ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان قال ثم قال فلبست مليا ثم قال صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال صلى الله عليه وسلم فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم بهذا اللفظ وليس في النسخ التي بايدينا قوله قوله جلوس ووقع في اخره عند مسلم ثم قال لي يا عمر بزيادة ليه وقوله في الحديث فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع فخذ ووضع كفيه على فخذيه اي اسند ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم وقع التصريح بهذا في حديث ابي هريرة وابي ذر رضي الله عنهما مقرونين عند النسائي في سننه واسناده صحيح يعني كيف الصورة اين وضع جبريل كفيه على فخذيه هو ام على فخذه مقابله اتخذيه مقابله بالرواية المصرحة بذلك طيب لماذا فعل هذا بماذا فعل جبريل هذا ما الجواب لنا الاخ خلفك يا عبد الباري تبين ادب مع المعلم كيف يكون ادب ايدينا على ايدين المعلم يديه على فخذه المعلم ادب لا الانسان يبتعد عن المعلم ويوسع له ودعاه الى ذلك طلبه ابانة شدة حاجته الى مطلوبه فان العرب اذا الحت في شيء انطرحت على المطلوب فان العرب اذا الحت في شيء طرحت على المطلوب وهذا نوع منه هذا لا زال موجود حتى في عادات هذه البلاد يعني اما يطرح نفسه عليه او يطرح عليه ماغه او غير ذلك فهو جاء وجثى عليه لبيان شدة حاجته الى ما يسأله عنه فقوله اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله فيه بيان حقيقة الاسلام واركانه وسيأتي مزيد بيان لها عند الحديث الثالث وقوله فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته فيه بيان حقيقة الايمان واركانه فالايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا التصديق الجازم باطنا وظاهرا تعبدا بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر قاص وهو الاعتقادات الباطنة وتقدمت هذه الجملة فيما سلف واما اركانه فعدت في الحديث ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره وقوله فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله. الحديث فيه بيان حقيقة الاحسان واركانه والمراد بالاحسان هنا الاحسان مع الخالق فان الاحسان تتناول احكامه الخالق والمخلوق والمراد منهما في الحديث هو الاحسان مع الخالق ومتعلقه هنا الاتقان والاجادة وفيه يكون الاحسان له معنيان وفيه يكون الاحسان له معنيان احدهما معنى عام احدهما معنى عام وهو اتقان الباطن والظاهر تعبدا لله بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر معنى خاص وهو اتقان الاعمال الظاهرة والاعتقادات الباطنة اتقان الاعمال الظاهرة والاعتقادات الباطنة واما اركانه فاركان الاحسان اثنان. احدهما ان تعبد الله والاخر ان تكون تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة والمراد بالمشاهدة ان يستحضر العبد كونه بين يدي الله سبحانه وتعالى فهو مشاهد ربه والمراد بالمراقبة ان يستحضر العبد اطلاع الله عليه فيكون الله مراقبا له والاولى اكمل من الثانية واحسن من تكلم عن هذا المقام هو ابن رجب في عدة من كتبه جامع العلوم والحكم وفتح الباري في شرح صحيح البخاري له طيب هل يوجد عمل عبادة لله بلا مشاهدة ولا مراقبة ان بعض الاخوان قال كيف في عمل بلا مشاهدة ولا مراقبة شرايكم الجواب نعم كاعمال اهل الرياء والسمعة اعاننا الله واياكم فهذا يعبد الله لكن هل هو مشاهد او مراقب؟ الجواب لا والا لم يكن في عمله سمعة ولا رياء وقوله فاخبرني عن امارتها الامارة بفتح الهمزة العلامة وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث علامتين للساعة الاولى ان تلد الامة ربتها والامة هي الجارية المملوكة وربتها هي مالكتها وسيدتها والثانية ان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان والحفاة هم الذين لا ينتعلون والعراة هم الذين لا يلبسون ما يستر عوراتهم والعالة هم الفقراء وذكروا بكونهم دعاء للشاة لان الشاء وهي الغنم من اقل اموال العرب قدرا اشارة الى ضعف حالهم فيقع من هؤلاء مع ضعف حالهم وشدة عيلتهم انهم يتطاولون في البنيان اي يتفاخرون برفع ابنيتهم في السماء طولا وذكر النبي صلى الله عليه وسلم هاتين العلامتين جوابا عن سؤال السائل متى الساعة اعتذر اليه بقوله ما المسؤول عنها باعلم من السائل فسأله عن امارتها فارشده النبي صلى الله عليه وسلم الى امارتين من علاماتها واضح طيب وش علاقة علامات الساعة بالايمان والاسلام والاحسان نعم يعني نحن نقصد علاقتنا في الحديث اللي هي من الايمان باليوم الاخر. لكن في الحديث ما علاقتها هذه العلاقة التي لا اقصد ان العلاقة التي في باب العلم اقصد في هذا الحديث ما المناسبة بين هذا وهذا نعم عبد الباري والمناسبة بين صدر الحديث واخره ان صدره في بيان الاعمال واخره في بيان الجزاء عليها في المآذن ان صدره في بيان الاعمال واخره في بيان الجزاء عليها في المآل يعني انت مطلوب منك اسلام وايمان واحسان وهناك محل للجزاء عليها وفي علوم القرآن علم يسمى مناسبة الايات والسور وكذلك في السنة مناسبة الاحاديث يعني جمل الاحاديث لابد ان يكون بينها مناسبة مثل ما تقدم معنا مناسبة الهجرة للجملتين الاوليين. وهنا مناسبة السؤال عن الساعة للجمل الاولى وهذا علم لم يذكره المصنفون في علوم الحديث ولا اعرف احدا افرده مع شدة الحاجة اليه لتوقف فهم الاحاديث فهما كاملا على تطلبه. فان وعيه يبين لك معاني هذه الاحاديث اكثر فاكثر نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الثالث عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام فلا خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا وان محمدا عبده ورسوله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث كما تقدم اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم وفيه بيان حقيقة الاسلام واركانه فان الاسلام الشرعي له اطلاقان احدهما اطلاق عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة البراءة من الشرك واهله والاخر اطلاق خاص وله معنيان ايضا احدهما الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا استسلام الباطن والظاهر لله استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعمال الظاهرة فانها تسمى اسلاما والمراد من هذه المعاني في الحديث هو المعنى الاول من الاطلاق الخاص فقوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس اي بني الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم على خمس وهذه الخمس هي اركان الاسلام فقد عد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث اركان الاسلام واحدا واحدا وما وراء هذه الخمس من شرائع الاسلام فليس ركنا وان كان فرضا فشرائع الاسلام باعتبار الركنية نوعان فشرائع الاسلام باعتبار الركنية نوعان احدهما شرائع هي اركان الاسلام طرائع هي اركان الاسلام وهي هذه الخمس والاخر شرائع ليست اركانا للاسلام وهي دائرة بين الفرض والنفل وهي دائرة بين الفظ والنفل طيب من يقول الركن السادس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. او يقول الركن السادس الجهاد بكلامه والجواب نعم يعني يصير سادس من النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس ننقل بني على ست ما يصير طيب وش معنى هالكلام هذا وما يقع في كلام بعض اهل العلم من عد شيء من الشرائع سادسا كالجهاد او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فالمراد به تعظيم شأنه لا تحقيق كونه سادسا لها فالمراد تعظيم شأنه لا تحقيق كونه سادسا له فان اركان الاسلام انتهت الى هذه الاركان الخمسة ولا زيادة عليها لكن عظم غيرها بدلائل الشرع حتى صار بمنزلة السادس لو كان لها سادس هذا الفهم هذا معنى الكلام بعض الناس يأتي ويقول واما ما ذكره بعضهم من ان هذا الامر بالمعروف او الجهاد هذا سادس قل هذا كلام باطل لانه مخالف للحديث وفيه اثارة من الغلو وانا اقول له هذا في راسك اثاره من الجهل الانسان ما يقول عن العلماء هالكلام هذا علماء ما تقول عنهم هذا الكلام تفهم لماذا ذكروه هل تظنهم جهال ما يعرفون اركان الاسلام خمسة هم يعرفون لكن يقصدون يعظمون هذا في نفوس الخلق حتى يعظم في هذا وتعظيمهم له ليس غلوا هذا تعظيمه بتعظيم الشرع مهو بتعظيمي بتعظيم الهوى لا وانما بتعظيم الشرف الذي عظمه الشرع تعظمه وفق تعظيم الشرع فتفهم ان معنى كونه سادسا اي لو قدر ان يكون سادس لكان هذا هذه لكانت هذه الشعيرة فالركن الاول في قوله صلى الله عليه وسلم شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله فالشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة والركن الثاني في قوله صلى الله عليه وسلم واقام الصلاة والصلاة التي هي ركن هي الصلوات الخمس في اليوم والليلة والركن الثالث في قوله صلى الله عليه وسلم وايتاء الزكاة والزكاة التي هي ركن هي الزكاة المفروضة بالاموال المعينة والركن الرابع في قوله صلى الله عليه وسلم حج البيت وحج البيت الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج بيت الله الحرام مرة واحدة في العمر والركن الرابع في قوله صلى الله عليه وسلم وصوم رمضان وصوم رمضان الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم رمضان في كل تنا فكما ان الصلاة التي هي ركن تتفرق في اليوم والليلة خمسا فكذلك الصيام الذي هو ركن يتفرق في العمر في كل سنة بتجدد هذا الشهر نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الرابع عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق انه قال ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك. ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح. ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد؟ فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهله في النار فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث مخرج في الصحيحين كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه لكنه ليس عند احد منهما بهذا اللفظ والسياقات الواردة عندهما تختلف عنه وهي قريبة منه فقوله صلى الله عليه وسلم ان احدكم يجمع خلقه اي يضم خلقه بالتقاء ماء الرجل والمرأة في الرحم فيكون احدنا نطفة حينئذ فيكون احدنا نطفة حينئذ فالنطفة هو مجتمع مائي الرجل والمرأة في رحم المرأة وقوله ثم يكون علاقة اي بعد كونه نطفة والعلقة هي القطعة من الدم فيرتقي خلق المولود في بطن امه من كونه نطفة الى كونه علقة وقوله ثم يكون مضغة اي قطعة صغيرة من اللحم اي قطعة صغيرة من اللحم فيلتقي الجنين من طور علاقة الى طور المضغة وقوله ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات من كتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد وقع عند البخاري التصريح بتأخر النفخ عن الكتابة وقع عند البخاري التصريح بتأخر النفخ عن الكتابة فتكتب الكلمات الاربع ثم تنفخ فيه الروح وكتابة المقادير تقع في الرحم مرتين كتابة المقادير تقع في الرحم مرتين الاولى كتابتها بعد الاربعين الاولى في اول التانية كتابتها بعد الاربعين الاولى في اول التانية وصرح به في حديث حذيفة الغفاري عند مسلم من صرح به في حديث حذيفة الغفاري عند مسلم والثانية بعد الاربعين الثالثة وهي المذكورة في حديث ابن مسعود في هذا الباب والجمع بين الحديثين بالقول بتكرار كتابة المقادير هو اصح الاقوال في هذه المسألة وهو الذي قام ابن القيم رحمه الله تعالى وقعد في نصره في عدة كتب منها شفاء العليل ومنها حاشيته على تهذيب سنن ابي داوود ومنها التبيان فهي من المسائل التي احتفل بها ابن القيم واطرب في الانتصار له طيب لماذا تقع كتابة المقادير مرتين ليش يكتب رزقه وشقي ام سعيد واجله ثم يعاد تابت ذلك فكروا ما في شي يلوح لكم دائم يستدل الانسان بالشاهد على الغائب غير صالح واعيدت الكتابة مرتين تأكيدا لنفوذ تلك المقادير تأكيدا لنفوذ تلك المقادير فلا تتخلف فلا تتخلف انت الان اذا كتبت عبارة بخطك ثم بعد ذلك رجعت عليها مرة ثانية واكدت الكتابة مقصودك ان تبين الحرف الذي اثبته ان هذه هي صورته ووقوع تكرار المقادير مرتين المراد به تأكيد نفوذ تلك المقادير وانها لا تتخلف وقوله ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة الى تمام الحديث اي فيما يبدو للناس اي فيما يبدو للناس فالعاملون فيما يبدو للناس نوعان احدهما من يعمل بعمل اهل الجنة في ظاهره والاخر من يعمل بعمل اهل النار في ظاهره ويكون لكل واحد منهما في باطنه خلاف ذلك فالعول فالاول يعمل بعمل اهل الجنة في ظاهره فيما يبدو للناس ويعمل في باطنه بعمل اهل النار والاخر يعمل بعمل اهل النار بما يظهر للناس وفي باطنه يعمل بعمل اهل الجنة فالاول لقبح ما في باطنه تظهر عليه اعمال اهل النار فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعملهم فيدخلها والثاني يظهر عليه ما في باطنه فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها فالمذكور في الحديث اي باعتبار ما يبدو ويظهر للناس والمآل عليهما باعتبار ما بينهما وبين ربهما سبحانه وتعالى فالاول له مع الله خسيسة والثاني له مع الله خصيصة فذاك ذو الخسيسة الرديئة تغلب عليه فتهتك ستره فيغلب عليه عمل اهل النار والثاني ذو الخصيصة تغلب عليه تلك الخصيصة الخصيصة التي بينه وبين ربه فتظهر عليه اعمال اهل الجنة فيعمل بها فيدخله الله سبحانه وتعالى الجنة وهذا الحديث مما يؤرق القلوب لان الخواتيم ميراث السوابق وهي من اجل قواعد السلف في اصلاح الاحوال ان العبد يخاف على نفسه من سابقة له قد ذكر ابن القيم رحمه الله ان العبد يرجع عن ربه ويمكث توبته لبقاء بذرة من الجاهلية في قلبه لم يتخلص منها فنبتت فيه فاعادته اليها ذلك شغل الانسان بتطهير قلبه ينبغي ان يكون عظيم لا تستغل بقلع النباتات الصغيرة التي حول نخلتك التي تسقيها وتنسى ان تقتلع الشرور الصغيرة التي تحيط بقلبك اعتني بقلبك اكثر من اعتنائك بالدنيا اشتغل بالاقبال على قلبك في تطهيره واخرج منه ما يفسده وتخوف على هذا خوفا عظيما من وعى هذا الحديث خاف يخاف ان يكون شيء من عمله وقع منه فيؤاخذه الله سبحانه وتعالى به ولذلك قال سعيد بن جبير رحمه الله ان العبد ليعمل الحسنة يدخل بها النار وان العبد ليعمل السيئة يدخل بها الجنة وتفسيره ان الاول عمل الحسنة لله فلم يزل يمنها على الله ويستعلي بها على خلق الله فكانت سببا في دخوله النار والثاني عمل السيئة فلا تزال تلك السيئة بين عينيه يخاف ان يؤاخذه الله عز وجل بها. فامن الله عز وجل لا خوف فكانت تلك السيئة سبب دخوله الجنة فينبغي الا ينظر العبد الى مجرد ما يظهر منه انظر الى باطنك اصلح باطنك صحح ما بينك وبين الله سبحانه وتعالى وهذا هو الذي ينفعك. اما الظاهر الذي يراه الناس هذا لا خير فيه ترى لا خير فيهم الا ما رحم الله ان المقصود نحن ان الانسان يتخوف من هذا لان الذي يظهر من عملك للناس ربما كان باب شر عليك ربما اخذت به اصابك الغرور البطر الفخر عد الاعمال محبة الشهرة محبة السمعة محبة الذكر فيأخذك هذا عن ربك سبحانه وتعالى والذي يقرأ منكم كتاب جامع العلوم والحكم لابن رجب يعجب من تلك العلوم التي فتح الله عز وجل له بها لكن لو قرأت سيرة ابن رجب علمت لماذا هذه العلوم عنده لانه ما كان ينظر في اعماله للناس كان يخاف ان يكون عمله للناس ليس لرب الناس قال تلميذه ابن اللحام شهدته يوما وقد شهد اجتماع فقهاء المذاهب في مجلس المناظرة فذكروا مسألة وتكلموا فيها وكنت سمعت منه كلاما حسنا فيها ما قاربه القوم ولا حاموا حوله يقول سمعت من شيخي كلام طيب في تحرير المسألة يقول فبقيت اطيل النظر اليه رجاء يتكلم وده يشوف شيخه يظهر ما عنده من التحقيق يقول فطال سكوته فلما خرجنا ظننت انه نسي يظن انه نسي المسألة فقلت له الم تكن رحمك الله ذكرت فيها كذا وكذا فقال بلى قال فقلت فلم لم لم تذكره في مجلس المناظرة قال لان ذلك كان لله وهذا خشيت ان يكون لغير الله ذاك الذي ذكره في مجلسه لتلاميذه لله يعلمهم وذاك الذي امام العلماء تخاف ان يكون لغير الله فامسك عنه هذه هي القلوب الحية ما هي بالقلوب التي تقف مع الناس تحسن الفاظها للناس وتحسن ملاقاتها للناس تريد الناس ما تريد رب الناس سبحانه وتعالى ولذلك تجد عندها من الغوائل الباطنة من الحسد والغل والحقد والاستعلاء في الارض ومحبة الظهور وانتشار الذكر ما يكون سببا لانتكاسها وانتكاسها حتى ربما خذلت بالخروج من الاسلام يخرج الانسان من الاسلام بسبب وجود هذه الامور في في قلبه فطالب العلم خاصة وكل عبد لله عامة من الرجال والنساء يجب له ان يعتني بطهارة قلبه مرة بعد مرة وان يراقب هذا ويجدده ويكثر من مجاهدة نفسه ويعظ نفسه بينه وبين ربه سبحانه وتعالى لان الله سبحانه وتعالى ينظر الى قلبك الان نحن لا نرى قلوب بعظ لكن الله سبحانه وتعالى يراها ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسادكم ولا الى اموالكم وانما ينظر الى قلوبكم واعمالكم. كما قال صلى الله عليه وسلم انت الان قلبك وش فيه الان نحن يأتي احدنا للمجلس البسبست يتطيب ويلبس ثوب زين حتى الناس ما يشمون منه الا الطيب فماذا يوجد في قلبك بينك وبين الله عز وجل الان احدنا يستحي ان ينظر له بعظ قرابته على ردى كما يقال اذا امرأة مرت نفسي تتشوف يناظر اليها لكن يخاف ان في احد من ربعه يشوفه فاعظم ان تخاف ان يكون في قلبك ردا والله سبحانه وتعالى ينظر اليك في غل في حقد في حسد في ضغينة في استعلاء في حب شهرة في محبة ذكر ومنزلة ومرتبة عند الناس ودنيا ومال اياك واياك من وهذا. الانسان ينبغي يا اخوان ان يجاهد نفسه مرة ومرة ومرة ويعيد هذا دائما دائما ولا تجي احد هيأ الله له اسباب العلم والعمل الا بدوام المجاهدة في اصلاح قلبه دائما ومما اختم به لان وقت الاقامة جاء شيء يدل على هذا سئل شيخنا بن باز رحمه الله تعالى من رجلين اعرفهما بما جعل الله عز وجل لك هذا القبول عند الناس قالوا تلجأ ليش انت؟ ابن باز عند الناس هالقبول هذا فقال هذا من مجالس خاصة يعني قال ولا هو ما يتكلم بهذا بين الناس رحمه الله قال اظن ان الله اعطاني هذا بشيء وهو اني لا احمل في قلبي حقدا على احد من المسلمين يقول ما احمل في قلبي حقد على احد من المسلمين ابد واذا سمعت بسوء عن احد سعيت في في نصحه ما يفرح بوجود النقص عند غيره لا اذا سمع عند احد خطأ سعى في نصحه فهذه الخصيصة هو يرى انها هي التي اوتي بها هذه الرتبة عند الناس فانت طهر قلبك حتى تنال الرتبة عند الله عز وجل الرتبة العظيمة ولا تظنون ان من يفتح الله عز وجل عليه بالعلم يكون عند الله عز وجل اقرب. قد يكون علمه وبال عليه لكن الذي يكون قلبه اطهر هو الذي يكون عند الله سبحانه وتعالى بالمقام العالي ويرفعه الله عز وجل بطهارة قلبه لان قلبه طاهر صالح والجنة انما جعلت لاصحاب القلوب الطاهرة والنار انما جعلت لاذابة قسوة اصحاب القلوب القاسية فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يطهر قلوبنا من كل درن وان يشفيها من كل مرض وان يعيننا على انفسنا ويلهمنا رشدنا ويقينا شر انفسنا والحمد لله رب العالمين