السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على العلم للخير اساس والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث رحمة للناس وعلى آله وصحبه البررة الاكياس اما بعد فهذا المجلس الثالث في شرح الكتاب الرابع من برنامج اساس العلم في سنته الخامسة خمس وثلاثين واربع مئة والف وست وثلاثين واربع مئة والف بمدينته الخامسة مدينة حائل وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام للعلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وست مئة وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله الحديث السابع عشر بسم الله الرحمن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ومشايخه وللمستمعين وجميع المسلمين باسانيدكم احسن الله اليكم الى العلامة النووية رحمه الله تعالى انه قال الحديث السابع عشر عن ابي يعلى شداد ابن اوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء. فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم ثم فاحسنوا الذبحة وليحد احدكم شفرته فليرح ذبيحته. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه واوله عنده عن شداد ابن اوس رضي الله عنه انه قال اثنتان حفظتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الاحسان الى تمام الحديث ووقع عند مسلم فاحسنوا الذبح فاحسنوا الذبح فاحسنوا الذبح وقوله في الحديث ان الله كتب الاحسان يجوز ان تكون الكتابة هنا قدرية او شرعية فلهذه الجملة معنيان احدهما ان تكون الكتابة قدرية فيكون معنى الجملة ان الله سبحانه وتعالى جعل الاشياء كلها على الاحسان ان الله تعالى جعل الاشياء كلها عن الاحسان فهي مقدرة على اتم وجه فهي مقدرة على اتم وجه فالمكتوب هو الاحسان والمكتوب عليه هو كل شيء والمكتوب عليه هو كل شيء والاخر ان تكون الكتابة شرعية اي ان الله كتب علينا الاحسان الى كل شيء كتب علينا الاحسان الى كل شيء اي امرنا فالمكتوب هنا هو الاحسان ايضا والمكتوب عليه غير مذكور في الحديث وهم العباد المخاطبون بالامر والنهي والمكتوب عليه غير مذكور في الحديث وهم العباد المخاطبون بالامر والنهي والجملة صالحة للمعنيين. والجملة صالحة للمعنيين ودلائل الكتاب والسنة على تصديقهما فالله عز وجل جعل الاشياء على اكمل صورة وهو سبحانه ايضا امرنا بان نحسن الى كل شيء حتى صار هذا الدين دين الاحسان والاحسان مرتبة هي اعظم مراتبه الثلاث التي تقدمت غير مرة ثم قال صلى الله عليه وسلم واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة وعند مسلم في النسخ التي بايدينا فاحسنوا الذبح وليحد احدكم شفرته وهذه الجملة هي لبيان مثال يتضح به الاحسان هي لبيان مثال يتضح به الاحسان فذكر النبي صلى الله عليه وسلم امران يتحقق بهما الاحسان احدهما في قوله واذا فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة. فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة والاخر في قوله واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة فازهاق الانفس بالمأذون به شرعا مأمور بان يكون على الاحسان وذبح ما يذبح من بهائم الانعام مأمور ايضا ان يكون على الاحسان نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الثامن عشر عن ابي ذر جندب ابن جنادة وابي عبد الرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي وقال حديث حسن. وفي بعض النسخ حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي من حديث ابي ذر الغفاري ثم اسنده ثانية من حديث معاذ ابن جبل ثم قال قال محمود بن غيلان وهو احد شيوخه والصحيح حديث ابي ذر اي ان الحديث محفوظ عن ابي ذر رضي الله عنه اخطأ فيه بعض رواته فجعلوه من حديث معاذ ابن جبل رضي الله عنه واسناد حديث ابي ذر ضعيف وروي من وجوه اخرى لا تخلو من ضعف ورؤيته وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل بمتون متعددة منها صحيح ومنها حسن ومنها ضعيف ومنها ما هو في الصحيحين ومنها ما هو خارج عن الصحيحين وفي الحديث المذكور وصيته صلى الله عليه وسلم لمعاذ بما يتعلق بحقوق الله وحقوق عباده. فان على العبد حقين احدهما حق الله عز وجل والمذكور منه في الحديث التقوى واتباع السيئة الحسنة والاخر حق العباد والمذكور منه في الحديث مخالقتهم بخلق حسن فاما ما يتعلق بحق الله ففي قوله صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحوها والتقوى هي اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع ومواردها متعددة فتارة تتعلق بتقوى الله قال الله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم وتارة تتعلق بعذاب الله قوله تعالى واتقوا النار التي اعدت للكافرين وتارة تتعلق باليوم الذي يحاسب فيه الخلق قال تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله فالحد الجامع لمواردها ان يقال اتخاذ العبد اتخاذ العبد وقاية بينه وبينما يخشاه فلا يختص ما يخشاه العبد بحصول العذاب بل هو يخشى ايضا فوات الثواب فان حصول العذاب نقص وفوات الاجر والثواب نقص والكفيل له بتحقق اتخاذ الوقاية هو ان يمتثل خطاب الشرع وخطاب الشرع يندرج فيه الخبر والطلب فلا يختص بما يذكره جماعة من ان التقوى تكون بفعل الاوامر واجتناب النواهي لان فعل الاوامر واجتناب النواهي هو بعظ خطاب الشرع المتعلق بالطلب فيبقى خطاب الشرع المتعلق بالخبر وامتثاله بالتصديق نفيا واثباتا فالقول المتقدم ان التقوى هي اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع وعاء جامع لموارد التقوى ومتعلقاتها على اختلافها واما اتباع السيئة الحسنة فالمقصود به فعل حسنة بعد سيئة مقترفة والحسنة المفعولة بعد سيئة لها الان والحسنة المفعولة بعد سيئة لها حالان الحال الاولى ان تفعل الحسنة بعد السيئة لارادة محو السيئة ان تفعل الحسنة بعد السيئة لارادة محو السيئة والحال الثانية ان تفعل الحسنة بعد السيئة لا لارادة محوها لا ان لارادة محوها والحال الاولى اكمل من الثانية والحال الاولى اكمل من الثانية فمن اقترف سيئة كان الاكمل في حقه ان يعمل حسنة يرجو بها ان يمحو الله عز وجل بتلك الحسنة السيئة التي تقدمت واكمل احوال تلك الحسنة ان تكون من جنس السيئة التي فعل واكمل احوال تلك الحسنة ان تكون من جنس تلك السيئة التي فعل فمن اخذ مالا بغير حق واراد اتباعه بحسنة كان الاكمل في حقه ان يخرج من ماله صدقة يريد بها محو تلك السيئة عنه ولا ريب ان رده المال ان امكنه وكان بيده هو اولى لكن المقصود هنا هو بيان ان الحسنة التي تكون من جنس السيئات التي تقدمتها اكمل واولى بالعبد واما حق العباد المذكور واما حق العباد المذكور في الحديث ففي قوله صلى الله عليه وسلم وخالق الناس بخلق حسن والخلق في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين كله قال الله تعالى وانك لعلى خلق عظيم اي دين عظيم قاله مجاهد وغيرهم والاخر خاص وهو المعاملة التي تكون بين العبد وبين غيره قاص وهو المعاملة التي تكون بين العبد وبين غيره من احوال المعاشرة بين الخلق من احوال المعاشرة بين الخلق وهي المرادة في الحديث وهي المرادة بالحديث فالعبد مأمور ان يعامل الخلق اذا عاشرهم باحسن القول والفعل فان حسن الاخلاق من كمال الايمان فالمؤمنون هم احسن الناس اخلاقا ووصيته صلى الله عليه وسلم معاذا بالامور الثلاثة المذكورة في الحديث يدل على شدة اهميتها وعلو شأنها وانها من اكمل احوال الايمان التي ينبغي ان يتحراها العبد وان يلزمها لان الوصية في خطاب الشرع ووضع العرب يراد بها ما عظم من الامور فانه لا يقال لاحد اوصيناك في امر تافه بل يقال ذلك في امر عظيم فهذه الوصية جمعت امورا عظيمة ولابن تيمية الحفيد رسالة مفردة في هذا الحديث هي المطبوعة باسم الوصية الصغرى انه تكلم على ما في هذا الحديث من المعاني نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث التاسع عشر عن ابي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف فالنبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله. واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجده امامك تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك. واعلم ان النصر مع الصبر ان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع وعنده ولو اجتمعوا على ان يضروك عوض ما وقع هنا وان اجتمعوا واسناده حسن واما الرواية الاخرى فرواها عبد بن حميد في مسنده وفي سياقه زيادة عما ذكره المصنف هنا وهذه الزيادة اسنادها ضعيف لكن رويت جملها بطرق اخرى في هذه الوصية تقتضي ثبوتها الا قوله فيها واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك فليس في طرق حديث وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس ما يشهد لثبوتها في جملة الوصية وان كانت هذه الجملة ثابتة في احاديث اخرى فانها تعرف بالسنة النبوية من حديث جماعة من الصحابة ذكر طرفا منها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في باب ما جاء في منكر القدر وقوله في الحديث احفظ الله اي احفظ امره وامر الله نوعان احدهما امر الله القدري وحفظه بالصبر عليه وحفظه بالصبر عليه والاخر امر الله الشرعي وحفظه بتصديق الخبر وامتثال الطلب واعتقاد حل الحلال بتصديق الخبر وامتثال الطلب واعتقاد حل الحلال فالاقدار الواردة هي من امر الله وحفظها يكون بالصبر فمن لم يصبر عليها لم يكن حافظا امر الله والاحكام الشرعية خبرا وطلبا يكون حفظ خبرها بالتصديق وحفظ طلبها بامتثال الطلب الوارد فيها. فان كانت امرا فعلها وان كانت نهيا تركها وان كانت غير مأمول ولا منهي بها وهي الحلال اعتقد حل ذلك الحلال وقوله صلى الله عليه وسلم يحفظك وفي الرواية الاخرى تجده تجاهك بالجملة الاخرى تجده تجاهك وفي الرواية الثانية تجده امامك فيه بيان جزاء من حفظ امر الله فمن حفظ له فمن حفظ امر الله تحقق له نوعين من الجزاء تحقق له نوعين من الجزاء احدهما الوقاية والاخر الرعاية احدهما الوقاية والاخر الرعاية فالوقاية في قوله يحفظك والرعاية في قوله تجده تجاهك. وفي الرواية الاخرى امامك والفرق بينهما ان الوقاية في دفع الافات ان الوقاية في دفع الافات والرعاية في تحصيل الكمالات والرعاية في تحصيل الكمالات وقوله رفعت الاقلام وجفت الصحف اي ثبتت المقادير وفرغ من كتابتها اي ثبتت المقادير وفرغ من كتابتها وقوله تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة مشتمل على عمل وجزاء فاما العمل فمعرفة العبد ربه فاما العمل فمعرفة العبد ربه واما الجزاء فمعرفة الرب عبده فمعرفة الرب عبده فالمبتدئ بالعمل العبد والمتفضل بالجزاء هو الله فالمبتدئ للعمل هو العبد والمتفضل بالجزاء هو الله ومعرفة العبد ربه نوعان احدهما معرفة الاقرار بربوبيته وهذه المعرفة يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر والاخر معرفة الاقرار بالوهيته وهذه المعرفة يختص بها المؤمن دون الكافر والمؤمنون فيها درجات وبها تفاضلوا وهي تزيد وتنقص فمن كملت معرفته بربه كان اكمل حالا من غيره ومن نقصت معرفته بربه حصل له النقص باعتبار ما عنده من نقص المعرفة بالله قال ابن تيمية الحفيد كفاية الله للعبد على قدر ايمانه. فان كان ايمانه عظيما كانت كفاية الله عظيمة. وان كان ايمان دون ذلك كانت كفاية الله كذلك انتهى كلامه فمن تمت معرفته بالله سبحانه وتعالى كملت حاله واستقامت اموره واطمأن قلبه وقويت روحه واشرقت نفسه وتجدد له من الكمالات كالتي يرتفع بها عن الخلق ما لا يكون لغيره وان كان فقيرا معدما او مريضا معسرا فان اثار هذه المعرفة يجدها العبد في روحه فوق ما يجده الناس في ابدانهم واذا اردت ان تعتبر هذا فاعتبره في قصة الامير ابن الامير ابراهيم ابن ادهم البلخي فانه نشأ اميرا في كنف ابيه ثم تمسك وتعبد وخرج من سلطان ابيه وتحول الى بغداد فكان رحمه الله يجلس على نهر دجلة ومعه خبز يابس يغمسه في الماء ثم يأكله وهو يقول والله انا لفي سعادة لو يعلم بها الملوك وابناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف يقوله امير ابن امير قال بعض اصحابه لما سمعه يقول ذلك قال انهم ارادوا ذلك وضلوا الطريق. يعني هؤلاء الملوك ما يريدون من ملكهم الا ان ينالوا السعادة لكنهم ضلوا الطريق فالسعادة في معرفة الله عز وجل. وهي جنة الارواح قال ابن تيمية الحفيد ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة وذكر تلميذه ابن القيم لما نقل كلامه هذا في مدارج السالكين ان تلك الجنة التي تكون في الدنيا هي جنة معرفة الله عز وجل الانس به سبحانه وتعالى واما معرفة الرب عبده فهي نوعان ايضا واما معرفة الرب عبده فهي نوعان ايضا احدهما معرفة عامة تقتضي شمول علم الله واطلاعه على العبد تقتضي شمول علم الله واطلاعه على العبد والاخر معرفة خاصة تقتضي معرفة الله عبده بالنصر والتأييد تقتضي معرفة الله عبده بالنصر والتأييد وهذه المعرفة هي التي يتفاخر بها اهل المعرفة بالله عز وجل فان علم الله محيط بكل احد لكن الذي يتفاضل فيه الناس ويفتقرون اليه اشد الافتقار هو عون الله عز وجل لهم وتسديده اياهم فمن تمت معرفة الله عز وجل له بالنصر والتأييد اظهره الله على كل احد كالذي اتفق لمحمد صلى الله عليه وسلم لما خرج مهاجرا وابتغاه المشركون وارصدوا الجوائز في طلبه فسيروا العيون وجيشوا قبائل العرب ابتغاء الظفر به فكانت سلوته صلى الله عليه وسلم لا تحزن ان الله معنا فكان من علمه صلى الله عليه وسلم بتأييد ربه ونصره وعونه ما ملأ قلبه ببرد اليقين ان الله عز وجل ناصره عليه ولهذا اذا استعز احد باحد واستقوى احد باحد واستنجى احد باحد وطلب احد احدا فانه لا مثل الاحد سبحانه وتعالى والذين يشغلون بغيره مقطوعون عن مراداتهم. شاءوا ام ابوا فان من الناس من يطلب بالناس رفعة ذكره او علو منزلته او كثرة ما له فلا يصيب الا ما كتبه الله سبحانه وتعالى له ومن الناس من لا يلتفت بقلبه الى غير الله سبحانه وتعالى فشغل قلبه بالله فيكتب الله عز وجل له من النصر والتأييد والعون والظفر ما لا يخطر في قلب احد من البشر ومن لطائف الاخبار والاحوال النجدية في ذلك ان بيتا عامرا كان في بريدة من اهل الثروة والغنى يقال لهم ال الرواف ثم تقلبت بهم الامور حتى حصل لهم نقص في الدنيا فبينما احدهم ذات يوم نائما بعد ان قلب لوعة كبده بالفقر الذي اصابهم رأى رؤيا وفيها ان رزق الرواف بالشام فلما اصبح اخبر والدته بالرؤيا وكان ابوه قد توفي اخبر والدته بالرؤيا وقال ما لي بد من ان اخرج الى الشام لعلي اصيب شيء ارجع به ما كان لنا من خير وثروة فتأبت عليه امه رحمة له فاصر الا ان يخرج الى الشام وهذا الكلام قبل مئة سنة تقريبا او اكثر فخرج الى الشام فدخل سوقها اياما يريد ان يتكسب بحمالة او عمالة او غيرها فلم يلتفت اليه احد ابدا فاشتد به الامر وضاق صدره وخرج ضحوة بعد ان دخل السوق بكرة فخرج منه ضحوة الى تلة قريبة من السوق وجلس عليها يندب حظه وينعى نفسه ما الذي اخرجه من نجد الى الشام فبينما هو كذلك اذ مر به رجل معه تفاح يريد ان يبيعه الى السوق فلما رآه منعزلا عن الناس قصده وسلم عليه وعرف انه غريب فوظع عنده شيئا من هذا التفاح اكراما له واستأذنه ونزل الى السوق وبعد ان باع ما معه من التفاح رجع صاحب المزرعة ادراجه فمر على المحل الذي لقي فيه ذلك الرجل واذا به يراه في مكانه واذا التفاح الذي اعطاه اياه كما هو على حاله لم يأكل منه شيئا فمال اليه وسلم عليه وقال له الم يعجبك التفاح فقال ليس لي خاطر في اكله فاستغرب انه لا يأكل منه شيئا مع انه غريب وجائع عادة فقال له لاي شيء لا تريد ان تأكل منه قال لضيق خاطري وتغير نفسي فسأله ما الذي ظيق خاطرك فقال نحن كنا كذا وكذا ثم افتقرنا ثم جئت الى الشام لاجل ان ابحث عن رزق وما وجدت فيه رزق فقال لها الرجل وما الذي اخرجك الى الشام فقال ذلك اني رأيت مناما وفيه ان رزقي في الشام فقال له ذلك الشامي يا ولدي لو انها على المنامات وهو لا يعرف ان هذا من الرواف قال يا ولدي لو انها على المنامات انا رأيت مناما يقول صاحبه فيه كنز الرواف تحت مربط فرسهم ينزل رواف تحت مربط فرسهم فاسرها الرجل في نفسه وعلم ان ان هناك لهم مال موجود عند مربط فرسهم فمشى تلك اليوم ورجع الى بريدة وقصد مربط الفرس كان بعض ابائه قد جعل تحته تنكا فيه ذهب فاستخرجه واعاد الله عز وجل لهم ما كانوا عليه من الحال انت انظر الله سبحانه وتعالى يجري للعبد اذا اراد ان يرزقه او ينصره او يؤيده ما لا يخطر على بال احد من الخلق نعم قال رحمه الله تعالى الحديث العشرون عن ابي مسعود عقبة بن عمرو الانصاري البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. رواه البخاري هذا الحديث مما اخرجه البخاري وحده فهو من افراده عن مسلم وقوله فيه ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اي مما اثر عن الانبياء السابقين فبقي مشهورا في الناس اي مما اثر عن الانبياء السابقين فبقي مشهورا في الناس يتعب يتناقلونه جيلا بعد جيل فقوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت له معنيان احدهما انه امر على ظاهره انه امر على ظاهره فان كان ما تريد بع له لا يستحي منه من الله ولا من الناس فافعله فان كان ما تريد فعله مما لا يستحي منه من الله ولا من الناس فافعله والاخر انه ليس من باب الامر الذي تقصد حقيقته انه ليس من باب الامر الذي تقصد حقيقته والقائلون بهذا يحملونه على احد معنيين والقائلون بهذا يحملونه على احد معنيين احدهما انه امر بمعنى التهديد انه امر بمعنى التهديد اي اذا لم يكن لك حياء يمنعك فاصنع ما شئت اي اذا لم يكن لك حياء يمنعك فاصنع ما شئت فستلقى ما تكره اذا لم يكن لك حياء يمنعك فاصنع ما شئت فستلقى ما تكره والاخر انه امر بمعنى الخبر انه امر بمعنى الخبر اي اذا لم تستح فاصنع ما شئت اي اذا لم تستحي فاصنع ما شئت فان من كان له حياء منعه حياؤه فان من كان له حياء منعه حياؤه ومن لم يكن له حياء لم يمنعه شيء ومن لم يكن له حياء لم يمنعه شيء والحياء هو تغير وانكسار يعتلي العبد من خوف ما يعاب به والحياء هو تغير وانكسار يعتلي العبد من خوف ما يعاب به وهو خلق محمود الا في حالين وهو خلق محمود الا في حالين احدهما ان يمنع من المأمور ان يمنع من المأمور والاخر ان يوقع في المحظور ان يوقع في المحظور فالحياء يمدح الا ان يمنع من مأمور به فاذا منع من المأمور به كان خورا وضعفا وكذا اذا اوقع في محظور اي الممنوع شرعا فانه خور وضعف فمتى كان الشيء مأمورا به بودر اليه ولم يلتفت الى الحياء واذا كان منهيا عنه بودر الى تركه ولم يلتفت الى الحياء لان الحياء حين اذا هو في صورته الظاهرة حياء لكن في حقيقته الباطنة قور وضعف والناس يسمونه حياء واما حقيقة الحياء فانها ممدوحة شرعا ولا تكون داخلة في جملة ما يقع من الناس عندما يترك مأمورا ويقول استحييت او يفعل محظورا ويقول استحييت فان هذا ليس منجاة لهم والمنجاة في اتباع المأمور وترك المحظور وعدم مداهنة الناس في الدين فان الذي يداهن الناس في دينه يخرق الناس دينه. ومن خرق الناس دينه ضاع والعبد يجب عليه ان يحتاط في حفظ دينه ولا يعرضه للخرق لان خرق الدين اصعب ان جماعا من خلق الثوب فالثياب التي تخرق ربما رقعت بما يستر خرقها لكن الدين اذا خلق يتخوف ان يزداد يتخوف ان يزداد الخرق او لا يمكن ارجاعه الى ما كان وهذه من حيل الشيطان على الناس في تضييع اديانهم. فانه يبدأ بها شيئا يسيرا فيسيرا فيسيرا حتى يفلت من الانسان دينه وهو لا يشعر. فالمحتاط لحفظ دينه يجعل الصغير عظيما وهذه هي طريقة السلف رحمهم الله كما قال بعض السلف يظنها انس ابن مالك قال انكم لتعملون اعمالا يعدونها في اعينكم ادق من الشعر كنا نعدها من الموبقات يعني من الامور العظيمة الانسان اذا نظر الى دينه عن اي شيء يخدش فيه يخوفه حفظ دينه واذا تساهل شيئا فشيئا فشيئا حتى يذهب منه دينه. نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الحادي والعشرون عن ابي عمرو وقيل ابي عمرة سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك. قال صلى الله عليه وسلم قل امنت بالله ثم استقم. رواه مسلم. هذا حديث اخرجه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه لكن لفظه في النسخ التي بين ايدينا من صحيح مسلم قل امنت بالله فاستقم بالفاء دون ثم وفي لفظ له احدا بعدك وحقيقة الاستقامة طلب اقامة النفس على الصراط المستقيم وحقيقة الاستقامة طلب اقامة النفس على الصراط المستقيم الذي هو دين الاسلام كما تقدم ثبوت تفسيره بذلك في حديث النواس عند احمد بسند حسن فالمستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام فالمستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام المتمسك بها فالوصية المذكورة جمعت بين امرين احدهما الايمان بالله والاخر التزام العبد دينه والاخر التزام العبد دينه فيؤمن العبد بدين الله عز وجل ثم يلزم نفسه شرائع الاسلام. فاذا اقام نفسه عليها سمي مستقيما لانه اقام نفسه على دين الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الثاني والعشرون عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك بك شيئا اأدخل الجنة؟ قال صلى الله عليه وسلم نعم رواه مسلم. ومعنى حرمت الحرام اجتنبته. ومعنى ااحللت الحلال فعلته معتقدا حله هذا الحديث اخرجه مسلم وحده دون البخاري وقول الرجل فيه واحللت الحلال اي اعتقدت حله وقيد الفعل الذي ذكره المصنف فيه نظر لامرين احدهما تعذر الاحاطة بانواع الحلال فعلا تعذر الاحاطة بانواع الحلال فعلا فانه ربما عسر على العبد ان يتناول كل حلال والاخر تجدد انواع الحلال فيكون في جيل ما لم يكن في اخر فيكون في جيل ما لم يكن في اخر فيكفي في تحقيق قوله واحللت الحلال اعتقاد الحل ولو لم يكن فعل اعتقاد الحل ولو لم يكن فعل فمثلا انواع المطعومات ما يعرف اليوم من مطعومات في الشرق والغرب لا يكاد العبد يحيط بها تناولا وكذا تجدد في هذا الجيل من انواع المطعومات ما لم يكن في الجيل السابق وغاب من انواع المطعومات التي كان يتناولها الجيل السابق ما لم يبقى بين اظهرنا الا نزرا يسيرا ممن يعرف انواع المأكولات في هذه البلاد فيكفي في تحقيق قوله واحللت الحلال ان يكون المعنى اعتقدت حله ولو لم افعله وقوله وحرمت الحرام اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه فلا بد من هاتين المرتبتين جميعا اعتقاد حرمة المحرم واجتناب فعله اعتقاد حرمة المحرم واجتناب فعله طيب لماذا هنا زاد الامر في الحرام بخلاف الحلال هلال يكفي الاعتقاد لكن الحرام لابد الاعتقاد ولابد الاجتناب لان افراد الحرام محصورة الحرام محصورة ليست كالحلال وهذا من فظل الله عز وجل. الله عز وجل وسع على الخلق في انواع الحلال. واما انواع الحرام فالشريعة حددتها وبينتها فلا بد فيها من اعتقاد الحرمة مع اجتناب المحرم ووقع في الحديث اهمال ذكر الزكاة والحج وهما من اجل شعائر الاسلام الظاهرة مراعاة لحال السائل مراعاة لحال السائل فلم يكن له مال فتكون عليه زكاة ولم يكن مستطيعا للحج فيحج فعلم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من حاله وقوله ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة قال نعم فيه بيان ان هذه الاعمال من موجبات الجنة بيان ان هذه الاعمال من موجبات الجنة اما بالدخول اليها ابتداء او المصير اليها انتهاء اما بالدخول اليها ابتداء واما بالمصير اليها انتهاء بحسب اجتماع الشروط وانتفاء الموانع بحسب اجتماع الشروط وانتفاء الموانع وكون العبد في كل ذلك تحت رحمة الله وكون العبد في كل ذلك تحت رحمة الله نعم قال رحمه الله تعالى حديث الثالث والعشرون عن ابي مالك الحارث ابن عاصم الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك او عليك. كل الناس يغدو فبائع نفسه معتقها او موبقها رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم وحده دون البخاري فهو من عنه وقوله الطهور شطر الايمان الطهور بضم الطاء والمراد به فعل التطهر والمراد به فعل التطهر والشطر هو النصف والشطر هو النصف والمراد بالطهارة في الحديث الطهارة الحسية المعروفة عند الفقهاء والمراد بالطهارة في الحديث الطهارة الحسية المعروفة عند الفقهاء لانها هي المرادة عند الاطلاق في خطاب الشرع لانها هي المرادة عند الاطلاق في خطاب الشرع. فاسم الطهارة اذا دار في خطاب الشرع المقصود ما تعبدنا به في رفع الحدث وازالة الخبث من نحو غضو وغسل تيمم وكون الطهارة الحسية شطر الايمان فيه قولان احدهما ان المراد بالايمان هنا الصلاة فانها تسمى ايمانا قال تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم في ايات استقبال القبلة من سورة البقرة والاخر ان المراد بالايمان شرائع الدين ان المراد بالايمان شرائع الدين فتكون الطهارة نصف شرائع الدين فتكون الطهارة نصف الايمان وتكون بقية شرائع الدين النصف الاخر وتكون بقية شرائع الدين النصف الاخر واصح القولين الثاني واصح القولين الثاني فان منزلة الطهارة من الصلاة لا تبلغ الشطر فان منزلة الطهارة من الصلاة لا تبلغ الشطر ما الدليل ان الطهارة من الصلاة لا تبلغ الشطر لحديث مفتاح الصلاة ظهور لحديث مفتاح الصلاة الطهور ومفتاح الشيء لا يبلغ شره ومفتاح الشيء لا يبلغ شطره كمفتاح البيت منه كمفتاح البيت منه فيكون معنى الحديث ان فعل الطهارة تطرو الايمان وبقية شرائع الدين شطره الاخر ووجه التنصيف بينهما ان الطهارة تتعلق بالظاهر وبقية شرائع الدين تتعلق ايش بالباطن فالوضوء والغسل مثلا يطهران الظاهر واما الصلاة والصيام والصدقة والحج فتطهر الباطن هذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان وقوله سبحان الله والحمد لله تملأ تملآن وقوله والحمد لله تملأ الميزان اي تكون ملء الميزان وقوله وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض اي تملأ الكلمتان معا ما بين السماوات والارض وعلى الرواية الثانية كل واحدة منهما تملأ ما بين السماء والارض لانه قال تملآن او تملأ ما بين السماء والارض فاذا قرنتا على الرواية الاولى ملأتا ما بين السماء والارض واذا فرقتا على الرواية الثانية ملأت كل واحدة منهما ما بين السماء والارض وقد وقع عند النسائي وابن ماجة والتسبيح والتكبير تملآن ما بين السماء والارض والتسبيح والتكبير تملآن ما بين السماء والارض وهذه الرواية اصح رجالا ومعنى وهذه الرواية اصح رجالا ومعنى فاما صحتها رجالا فان رواتها اقوى من رواة الحديث عند مسلم وليس معنى تقديم صحيح مسلم على السنن ان كل حديث منه يكون اقوى من كل حديث فيها لكن المقصود بجملة الكتاب واما في التفصيل فقد تكون بعض عضو طرق الاحاديث بعض طرق الاحاديث عند اصحاب السنن اقوى من طريق عند مسلم كهذا الحديث واما باعتبار المعنى فانه يبعد ان كلمة الحمد لله اذا كانت وحدها تملأ الميزان وهو اعظم مما بين السماء والارض ثم اذا قرنت بغيرها نقص قدرها فصارت لا تملأ الا ما بين السماء والارض فالقول بان الوالد هو جملة اخرى هي الواقعة عند النسائي وغيره والتسبيح والتكبير يملئان ما بين السماء والارض هذا هو الذي تنتظم به جمل الحديث فيصير الحديث والحمد لله تملأ الميزان والتسبيح والتكبير يملآن ما بين السماء الارض وقوله والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء تمثيل لهذه الاعمال بمقادير ما لها من النور والضياء فهن في ثلاث مراتب المرتبة الاولى الصلاة وهي نور مطلق لقوله الصلاة نور والثانية الصدقة وهي برهان والبرهان هو الشعاع الذي يلي قرص الشمس والبرهان والشعاع الذي يلي قرص الشمس فهالة الضياء التي تراها حول الشمس تسمى برهانا والمرتبة الثالثة الظياء والمرتبة الثالثة الصبر المرتبة الثالثة الصبر فهو ضياء والضياء نور يشرق ولا يحرق. نور يشرق ولا يحرق لكن معه نوع حرارة لكن له معه نوع حرارة فهذه الاعمال ذكرت بمقاديرها من الانوار وهذا التشبيه له متعلقان وهذا التشبيه له متعلقان احدهما منفعة تلك الاعمال للروح في الحال منفعة تلك الاعمال للروح في الحال والاخر اجورها عند الله في المآل اجورها عند الله في المآل فانتفاع النفس فانتفاع الروح بالصدقة اعظم من انتفاعها بالصيام وانتفاع الروح بالصلاة اعظم من انتفاعها بالصدقة ولذلك كانت الصلاة مفزع النبي صلى الله عليه وسلم اذا كرب لانها اكمل حال يكون عليها العبد بين يدي ربه سبحانه وتعالى ففيها يكون الانسان ساجدا في اقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل فلا يجد العبد ملاذا يلتجئ اليه اعظم من الصلاة فكانت مفزع نبيا صلى الله عليه وسلم اذا كرب وهي صلة العبد بربه سبحانه وتعالى ولا يتصل العبد بربه بشيء اعظم من اتصاله بالصلاة ولهذا كان من سبقنا يجد الما شديدا اذا فاتته الصلاة لانه قطع عن الله سبحانه وتعالى تحس انه انقطع عن الله عز وجل فيتألم الما شديدا لهذا كان بعض السلف رحمهم الله تعالى اذا فاتته الصلاة بقي يومه كله مكروبا اصابه كرب عظيم لانه فاتته الصلاة ولاجل تعظيم هذا في قلوبهم ربما عزوا في فقد الصلاة وتجد في تراجمهم ان احدهم لا يعرف انه فاتته الصلاة ما يعرف انه فاتته الصلاة فيه رجل من العلماء والشيخ علي بن احمد الكاملي الان عمره ستة وتسعين سنة وقد ضعف كثيرا قال لي اخوه وهو اكبر منه قال الشيخ علي لعله منذ اكثر من اربعين سنة ما فاتته تكبيرة الاحرام في صلوات الجماعة وانا رأيت هذا منه لما كنت اتردد عليه لا يؤذن المؤذن الا وهو في المسجد حتى مرة تأخرت في القراءة عليه وبعدين قلت له يا شيخ اذن فقال اخرتونا كرتون الان ايش يؤذن المؤذن هذا اخرتونا ان المؤذن يؤذن وهو وهو ليس في في المسجد فالانسان اذا استحضر ان الصلاة هي صلته بين الله سبحانه وتعالى تألم الان الذي عنده معروض يريد ان يعطيها من البلد او يريد يذهب به الى ولي الامر بعدين جلس ساعات بعدين منعوه يضيق صدره ضيقا شديدا لانه فاته ملاقاته فوت الصلاة ينبغي ان يكون اعظم ضيقا لانك انقطعت عن الله سبحانه وتعالى انقطع عن الله عز وجل ففاتته هذه الانوار ولذلك اهل الصلاة تجد عليهم من النور ما ليس على غيرهم لان الصلاة نور فتكون نورا في ارواحهم ويكون هذا لهذا النور نورا على احوالهم فتجدهم منورين منورين حتى هذه الاشياء بعض الناس يقولون خرافات لكن لظعف الاحوال صار الناس يعدونها خرافات رجل من الصالحين كان صديقا لابن سعدي سأله احد الاخوان ماذا تذكر من ابن سعدي؟ قال كان اذا مشى في ظلمة الليل كانما نور يحيط به يقول كان اذا طلعت صلاة الفجر كانما نور يحيط به وهذا له شواهد في قال الصحابة قصة سيد بن حظير وغيره لما كان معهما كالنور افترقا من عند النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من القصص لكنها فقدت في الناس الان فصاروا يعدون هذه الخرافات او خيالات لكن الذين تكمل احوالهم تشرق نفوسهم بمعرفة مراتب هذه الطاعات يجدون مثل هذه المعاني التي ذكرت في هذا الحديث. وكذلك تكون هذه الاعمال في المآل بمنزلة المذكور في الحديث الصلاة تكون اعظم نور ثم دونها صدقة ثم دونها الصيام قوله كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها معناه ان كل احد من الناس يسعى اذا اصبح والغدو اسم للخروج في الصباح فمنهم من يسعى في فكاك نفسه وعتقها ومنهم من يسعى في اباقها اي في اهلاكها فمن سعى في طاعة الله انقذ نفسه ومن سعى في معصية الله اهلك نفسه نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الرابع والعشرون عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه عز وجل انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كلكم جائع الا من فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم. يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي انكم لن بلوغ ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجن كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم اخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم على افجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم بهذا اللفظ دون البخارية فهو من افراده عنه واوله في النسخ التي بايدينا فيما روى عن الله تبارك وتعالى وقوله يا عبادي اني حرمت الظلم الى اخره فيه بيان تحريم الظلم من جهتين فيه بيان تحريم الظلم من جهتين احداهما كون الله حرمه على نفسه كون الله حرمه على نفسه فاذا كان الله مع تمام ملكه وكمال قدرته قد حرم على نفسه الظلم فاجدر ان يكون محرما على غيره والاخرى تصريحه سبحانه وتعالى بتحريمه علينا تصريحه سبحانه وتعالى بتحريمه علينا في قوله وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. فصرح بحكمه في قوله محرما ثم نهى عنه نهيا مفيدا حرمته في اصح القولين عند الاصوليين فقال فلا تظالموا اي لا يظلم بعضكم بعضا والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه والظلم ووضع الشيء في غير موضعه هذا احسن ما قيل في حده وبسط القول فيه ابن تيمية الحفيد برسالة مفردة في شرح هذا الحديث لان حقيقة الظلم من مضائق الانظار ومثارات الافكار وفيها نزاع بين فرق الامة والاشبه ان الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه ومع كون هذا القول اشبه من غيره الا انه ربما افتقر في مواقع يقع فيها الظلم الى مزيد ما يبين المراد منه في ذلك الموضع اشار اليه ابن تيمية نفسه في رسالة اخرى له نشرها رشاد سالم رحمه الله في مجموع الرسائل الذي نشره لكن اقرب شيء تبين به حقيقة الظلم هو وضع شيء في غير موضعه ثم اتبعت الجملة الاولى بتسع جمل من قسمة على ثلاثة اقسام ثم اتبعت الجملة الاولى بثلاث بتسع جمل من قسمة على ثلاثة اقسام فالقسم الاول جمل في بيان فقر المخلوق جمل في بيان فقر المخلوق وبيان ما يغنيه في فقره وبيان ما يغنيه في فقره وهي اربع جمل اولها قوله يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم واخرها قوله يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني لكم فالخلق مفتقرون الى الله عز وجل في هدايتهم واطعامهم وكسوتهم ومغفرة ذنوبهم والقسم الثاني جمل في بيان غنى الله جمل في بيان غنى الله وهي اربع جمل ايضا اولها يا عبادي انكم تخطئون يا عبادي انكم لن تبلغوا. يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني واخرها يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر والقسم الثالث جملة في بيان الحكم العدل جملة في بيان الحكم العدل في يوم الفصل بين المفتقرين الى الله والمستغنيين عنه بين المفتقرين الى الله والمستغنيين عنه وهي قوله يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه وهذه الجملة تحتمل معنيين وهذه الجملة تحتمل معنيين احدهما انها امر على حقيقته انها امر على حقيقته فمن وجد خيرا فليحمد الله على ما عجل له من جزاء عمله الصالح فمن وجد خيرا فليحمد الله على ما عجل له من جزاء عمله الصالح ومن وجد غير ذلك فهو مأمور بلوم نفسه ومن وجد غير ذلك فهو مأمور بلوم نفسه على الذنوب التي وجد عاقبتها في الدنيا على الذنوب التي وجد عاقبتها في الدنيا والاخر انها امر يراد به الخبر انها امر يراد به الخبر وان من وجد خيرا فسيحمد الله ومن وجد غير ذلك فانه يلوم نفسه ولا تمندم ان من وجد خيرا فسيحمد الله ومن وجد غير ذلك فسيلوم نفسه ولا تمندم وكلا المعنيين صحيح باعتبار محله وكلا المعنيين صحيح باعتبار محله فالمعنى الاول صحيح في الدنيا والمعنى الثاني صحيح في الاخرة فالمعنى الاول صحيح في الدنيا والمعنى الثاني صحيح في الاخرة فاما المعنى الذي يكون في الدنيا فذلك ان من وجد قيرن فليحمد الله فانها جزاء اعماله الصالحة لان الله عز وجل يشكر عباده على اعمالهم وبذلك سمي سبحانه وتعالى شكورا قال ابن تيمية رحمه الله اذا عملت لله طاعة فلم تجد لها اثرا في نفسك فاتهم نفسك فان الرب شكور يعني اذا فعلت طاعة لله وما وجدت اثر لها اتهم نفسك في تلك الطاعة هل كانت خالصة لله؟ هل كانت وفق ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم اتهم نفسك لان الرب شكور يعني يبادر العبد بشكره على عمله بما يجده من الحال الحسنة وكذا فان العبد اذا فعل خلاف امر الله سبحانه وتعالى. فوجده فانه مأمور بان يلوم نفسه على الذنوب التي اتاها فانما حاق بك من امر تاءك في اي شيء من شؤونك فانما يداك اوكتا وفوك نفخ فان الله عز وجل لا يظلم احدا قال الفضيل بن عياض اني لاعرف اثر معصيتي في خلقي امرأتي ودابتي يعني اذا تغيرت عليه المرة او تغيرت عليه الدابة وعصت يعرف انه اصاب ذنب لا بد ان يكون اصاب ذنب فيبادر الى التوبة وهذه الامور يدركها من تفطن لمراقبة نفسه والذي لا يتفطن لمراقبة نفسه لا يعرف هذا المعنى ولا يجول في خاطره خرج ابو عثمان النيسابوري يوما الى صلاة الجمعة غداة معنى غداة يعني اول نوع فانقطع شسع نعله انقطع شسع النعل شسع الحبل الواصل بين الاصبع الكبير وبقية الاصابع في صورة الحذاء فقال اعرف من اين اوتيت يقول هالنعل هذي اعرف ليش انقطعت نحن لو الان انقطعت قال ايه هذي صينية ولا تيوانية ولا كذا قال اعرف من اين اوتيت ذلك لاني لم اغتسل غسل الجمعة قال ابن تيمية لما ذكرها قلت ذنوبهم فعرفوا من اين يؤتون وكثرت ذنوبنا فلا نعرف من اين نؤتى هو ليش عرف ذنوبه قليلة ليش ذنوبهم قليلة؟ لانهم ما يشتغلون بغير ما يلزمهم. يعرفون ماذا فعلوا دخل رجل على بعض طالحين ممن سلف فنظر الى تقف في بيته دخل وهو عند رجال مسير عليه وناظر في السقف فقال له ان خشب بيتكم يوشك ان ينكسر يقول الخشب اكله يعني الدودة وغيره فقال لم ارفع رأسي اليه منذ عشرين سنة انما ايش يدور في الخشب خلاص الحمد لله هم باقيين في البيت فكانوا يتحفظون يعرفون ما ما يفوتون من الحسنات وما يقعون فيه من السيئات هذا هو المعنى الاول والمعنى الثاني الذي يصح في الاخرة ان من وجد خيرا حينئذ فسيحمد الله سبحانه وتعالى لانه رأى ثمرة عمله. ومن وجد غير ذلك فسيلوم نفسه ولا تمندم لانه يوم القيامة لا ينفع نفس ايمانها خلاص ما سبق لك من الاعمال تراه امامك فان كنت عملت حسنا فانك تأخذ من الله حسنا واذا كنت عملت سيئا فجزاء الذين اساءوا السوء يجازون بما كانت عليه اعمالهم وهذا الحديث اذا تأمله الانسان اندهش لشدة ما فيه من بيان افتقار الناس الى ربهم سبحانه وتعالى. وغناه سبحانه وتعالى عنهم وان العبد لا تكمل حاله الا باظهار افتقاره الى الله وامتناء قلبه بغنى الله وقد كان من دعاء بعض من مضى اللهم اغننا بالافتقار اليك ولا تفقرنا بالاستغناء عنك ان يفتقد الانسان الى ربه سبحانه وتعالى هذا معنى ما هو بسهل يا اخوان ما هو بسهل ان الانسان يعرف من نفسه الفقر الى الله سبحانه وتعالى الفقر في كل شيء انت فقير الى الله سبحانه وتعالى في دينك ما الذي يثبتك تبقى على الايمان انت فقير الى الله سبحانه وتعالى في صحتك. ما الذي يلقاك صحيحا معافا انت فقير الى الله سبحانه وتعالى في زوجك في صلاحها لك فقيل الله عز وجل في اولادك فقيل الله سبحانه وتعالى في رزقك مهما بقيت تعدد وجوه الفقر التي بك تحتاج الى وقت مديد ثم اذا اشهدت قلبك غنى الله سبحانه وتعالى ترى عجبا من غناه سبحانه وتعالى باستغناء الله عز وجل لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين غني عن الخلق عز وجل فمتى بان للانسان فقره؟ وكمل فيه شهود غنى الله سبحانه وتعالى وانطرح بين يدي الله عز وجل اعزه الله اغناه الله بغناه فقرك لا يسده الا ربك سبحانه وتعالى ما يسد الفقر الذي في نفسك الا الغني عز وجل فاذا استغنيت بالغني اغناك الله عز وجل فحصل لك من القوة بين الخلق ما يقضي به العجب كثير تشوف ناس اظهروا فقرهم الله والله اغناهم في اشياء انت تقول يا رب انا اكون مثل هؤلاء او لا بيجيك امتحان بكرة تمتحن مرة رجل ولده من معارف وان تابته العلل والامراض حتى صار جوفه كله مريضا الطحال والكبد والبنكرياس فجئت ازوره اخرجوها المستشفى قالوا خذوا والدكم حتى يقضي الله عز وجل فجئته ازوره واردت ان اسليه واذا به يسليني رجل قد انتفخ بطنه من شدة اوجاعه فيقول اريد ان اسليه يقول الحمد لله ما دام الله مبق علي عقلي لنسمع الاذان واصلي وانا في محلي هذا يكفيني وتجده الام وبعدين لزم على ولده يجيب عشا وجلسه ما ياكل شف القوة الايمانية هذي عنده هذي كيف جاءت هذه شدة الافتقار الى الله سبحانه وتعالى اغناه الله عز وجل الان الواحد منا يحصل له ظرف يسير يتألم ويتحسر ويتوجع يعثر من ادرجة اللي في بيته فيبدأ من اول واحد من المقاول اللي خطط الدرج هنا ثم العامل الذي بناها الى اخر القائمة ليش هذا ضعف ضعف ما في ايمان قوي يجعله يتوكل على الله عز وجل ومن لم يصبر على عثرة قدم لم يصبر على ما فوقها من الالم اللي ما يعود نفسه الصبر والاستغناء بالله سبحانه وتعالى ويرى هذه الاشياء اقدارا من الله وان الله لا يقدر عليك الا ما فيه الخير لك والا فانك تفتضح ولذلك كان من سلف يخافون من الفضيحة في الامتحان يخافون انهم يمتحنوا يفضحون وليس الافتظاح بالبلاء الافتظاح احيانا يكون بالسراء تجد بعظ الناس ينعم الله عز وجل عليه بالمال كان انسان يخاف الله عز وجل يراقب الله عز وجل وبه واذا به يبطر ويترك امر الله عز وجل ويعصي امر الله سبحانه وتعالى هذا ايضا خذل امتحن ففشل في الامتحان فالانسان لا بد ان يجعل هذه المعاني دائما في قلبه ويكرر هذا الحديث حديث ابي ذر مرات ومرات يشهد نفسه دائما انه يحتاج الى هداية الله محتاج الى اطعام الله محتاج الى ان يكسوه الله سبحانه وتعالى محتاج الى ان يغفر الله عز وجل له ذنوبه. الحين انظر الى المطعم والمشرب والواحد منا ما يفكر ما يفكر انه مفتقر الى الاطعام والشراب الاعرابي ذلك الذي جاء الى الحجاج وجلس بين يديه فامر الحجاج ان يأكل فقال اعتذر فقال فقال الحجاج يا اعرابي انه طعام طيب. قال الاعرابي طيبته العافية العافية هي اللي جعلته طيب فانت الان تأكل وتشرب بعافية من الله عز وجل قد تسلب هذه العافية لابد ان تعرف هذه النعمة التي جعلها الله سبحانه وتعالى عليك وتشهد قلبك هذه المنة الالهية فحديث ابي ذر من الاحاديث الحقيقة بان دائم الانسان يقرأها ينظر فيها ويقرأها وينظر فيها يشهدها قلبه لذلك هذا هذه الاحاديث اربعين هي بالمنزلة العظمى لجلالة ما فيها من المعاني وكل حديث منها يحتمل ايام وايام في بيان معانيه ثم تبقى بعده ايام وايام في بيان معانيه. ثم ما يوجد في النفوس حقيقة من اثار تلك المعاني لا يكاد يخبر عنه بيان ولا لسان فصيح اشياء ما يمكن يخبر عنها احد كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في اشياء ذكرها قال وانما نتكلم بلسان الذوق والوجد وان كنا نفقدك شيئا كثيرا من ذلك يتكلم لكن في اشياء ما يمكن يعرب عنها الانسان ما يمكن ان يفسح عنها الانسان وانما يجده المرء في قلبه وهذه تختلف باختلاف الناس الواحد منا في الصباح والمساء واليوم وغدا وامس تجد هذه الاشياء مختلفة. فالمقصود ان لا يحرم الانسان نفسه من قراءة هذه الاحاديث الاربعين ومن جملتها هذا الحديث العظيم. نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الخامس والعشرون عن ابي ذر رضي الله عنه ايضا ان ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم قال اوليس قد جعل الله لكم ما تصدق ما تصدقون ان بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي في بضع احدكم صدقة قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟ قال صلى الله عليه كلما ارأيتم لو وضعها في حرام اكان عليه فيها وزر؟ فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ دون البخاري ورواه في موضع اخر من صحيحه مختصرا باقل من هذا اللفظ وقوله في الحديث ذهب اهل الدثور يعني اهل الاموال يعني اهل الاموال وقوله اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون الى اخر الحديث فيه بيان حقيقة الصدقة شرعا فالصدقة شرعا اسم جامع لانواع المعروف والاحسان اسم جامع لانواع المعروف والاحسان وحقيقتها ايصال ما ينفع وحقيقتها ايصال ما ينفع فالمتفضل بايصال ما ينفع هو متصدق والصدقة من العبد نوعان والصدقة من العبد نوعان احدهما صدقة مالية احدهما صدقة مالية والاخر صدقة غير مالية كالتسبيح والتهليل والتكبير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوله وفي بضع احدكم البضع بضم الباء الموحدة كلمة يكنى بها عن الفرج وتطلق على الجماع ايضا وكلاهما تصح ارادته في الحديث ذكره المصنف في شرح مسلم وقوله ارأيتم لو وضعها في حرام الى اخره ظاهره انه يؤجر على اتيان اهله ولو لم تكن له نية صالحة ظاهره انه يؤجر على اتيان اهله ولو لم تكن له نية طالحة وهذا الظاهر متروك لما تقرر حتى صار اصلا في الشرع انه لا ثواب الا بنية هذا الظاهر متروك لما تقرر حتى صار اصلا في الشرع انه لا ثواب الا بنية فتعاطي المباحات لا تحصل به الحسنات الا مع حسن النيات فتعاطي المباحات لا تحصل به الحسنات الا مع حسن النيات فاذا حسنت نيته في تناول المباح قدر عليها اجر عليه فمن اتى اهله ينوي اعفاف نفسه واعفاف زوجه وطلب ولد صالح الى غير ذلك من النيات فانه يؤجر على اتيان اهله فان تجرد من النيات الصالحة بقي حلالا لا يؤجر عليه العبد ولا يعاقب ووقع في الرواية المختصرة لهذا الحديث عند مسلم ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى وسيأتي بيان وجه اجزائهما نعم قال رحمه الله تعالى الحديث السادس والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامة ما من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس. تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله وعليها او ترفع له عليها متاعه صدقة. والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه والسياق المذكور بلفظ مسلم اشبه وقوله كل سلامى السلامى المفصل وعدة مفاصل الانسان ثلاث مئة وستون مفصلا وعدة مفاصل الانسان ثلاث مئة وستون مفصلا ثبت هذا في حديث عائشة عند مسلم والمراد ان اتساق العظام وسلامتها في خلقة الانسان نعمة عظيمة تستدعي ان يتصدق الانسان عن كل مفصل من مفاصله شكرا لله عز وجل على تلك النعمة فذكر الصدقات بعد في قوله كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل في دابته الى اخره المراد حثوا الناس على تلك الصدقات ليحصل شكر الله عز وجل على نعمته في اتساق العظام فتلك المفاصل العظيمة الثلاث مئة والستون مفصلا كل واحد منها عليه صدقة وانواع الصدقات كثيرة فاذا عدلت بين اثنين كانت صدقة واذا اعنت احدا كانت صدقة واذا تكلمت بكلمة طيبة صدقة واذا خطوت الى الصلاة كانت صدقة واذا سبحت كانت صدقة واذا كبرت كانت صدقة فتعداد انواع الصدقات للاغراء بفعلها فتعداد انواع الصدقات للاغراء بفعلها اي حث النفوس على المبادرة اليها. اي حث النفوس على المبادرة اليها وتقدم انه في الرواية المختصرة من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى فتحصل بركعتين من الضحى الصدقة عن تلك المفاصل فتحصل بالركعتين من الضحى الصدقة عن تلك المفاصل كلها ووجه اجزاء الركعتين في الضحى وجهان ووجه اجزاء الركعتين في الضحى وجهان احدهما حصول اشتراك جميع المفاصل في اداء الركعتين حصول اشتراك جميع المفاصل في اداء الركعتين فاذا صلى العبد ركعتين استعمل فيهما جميع مفاصل بدنه وعدتها كما تقدم ثلاثمائة وستون مفصلا والاخر ان ايقاعهما يكون في وقت غفلة هو الضحى ان ايقاعهما يكون في وقت غفلة هو الضحى ومن قواعد الشرع ان العمل في وقت الغفلة يعظم اجره ومن قواعد الشرع ان العمل في وقت الغفلة يعظم اجره فاذا ركع ركعتين في وقت غفلة عظم اجر هاتين الركعتين حتى صارت صدقة عن البدن عن البدن كله لماذا يعظم الاجر في الشرع في وقت الغفلة لان المقبل على الله حينئذ قليل لان المقبل على الله حينئذ قليل. ومن تقرب من الله ادناه الله في وقت الغفلة الذي يتقرب الى الله يكون قليلا. فاذا تقرب العبد الى الله عز وجل ادناه الله منه ولذلك في حديث عبادة ابن الصامت عند البخاري من تعار من الليل يعني قام في اثناء نومه من الليل فقال سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله لا حول ولا قوة الا بالله والله اكبر لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فان استغفر يصير غفر له وان قام فصلى ركعتين قبل منه شف هالكلمات هذي احد رواة الحديث قال فاردت ان افعل ذلك فلم استطع صعب وقت الغفلة وقت النوم ان الانسان في اثناء نومه وقام وينقلب على الجهة الثانية سيتذكر فيقول سبحان الله ويأتي بهذا الذكر واتقل منه انه يقوم فيصلي ركعتين. لكن من فعل ذلك يعظم اجره فبمجرد قولي هذا اذا استغفر غفر الله له مع انه عمل قليل وتقدم ان من فضل الاسلام ان الله اتى اهله الاجور الجليلة على الاعمال الاعمال القليلة وفي الصحيحين من حديث عثمان من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه وفيهما من حديث ابي هريرة من قال سبحان الله وبحمده مئة مرة غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر فهذه الامة تعمل قليلا وتؤجر كثيرا لكن الشأن في العمل الشأن ان يجتهد الانسان في العمل ولا سيما في اوقات الغفلة هنا تخرج المجاهدة عند الانسان وقت الغفلة يكون الناس في غياب عن الاعمال الصالحة فلا بد ان يجاهد نفسه فاذا جاهد نفسه ودنى من ربه فان الله سبحانه وتعالى يدنيه ويقربه منه ويجعل له من الرعاية والعناية والقرب والرفعة والعلو ما لا يكون عند غيره لان الله اكرم الاكرمين. ومن اقبل على الله سبحانه وتعالى اقبل الله سبحانه وتعالى عليه. واعطاه الله عز وجل ما يعطي غيره ولذلك هبات الرحمن لا تستجدى بالقوة البشرية هبات الرحمن ما تستجدى بالقوة البشرية تستجدى بقوة الصلة به سبحانه وتعالى اذا اتصل الانسان بربه اتصالا قويا اعطاه الله عز وجل ما يؤمله سواء في علمه في عمله في دعوته في اصلاحه في زوجه في ولده في ماله على قدر قربه من الله عز وجل ولذلك تجد بعظ الناس الان الناس مفتونون بالمال مفتونون بالمال ويحسب انه اذا كد من الصباح لين المساء خلاص بقوته هذي يكثر ماله لكن لو انه عرف انه على قدر قوة صلته بالله عز وجل الله عز وجل سيوفقه اكثر واكثر اكثر واكثر لماذا لان هذا المال مال الله عز وجل والله ينقله بين الخلق كما يشاء ويقسم بين الخلق كما كما يشاء وقد تعرف اناس من اهل العبادة والصلاح والولاية وعندهم اموال عظيمة عندهم اموال عظيمة لم تقطعهم عن الله عز وجل. ولا تجد لها اثر في قلوبهم ولا تجدهم مثل من يقوم ويغدو ويجلس ويقعد في طلب الدنيا وهو مكدود ولا يصل منها الا ما كتب الله له. لان اولئك مع الله عز وجل الرزق رزق الله واذا صدقوا مع الله سبحانه وتعالى يعطيهم الله عز وجل ويجعلون في حق الله ويتصدقون على عباد الله وينظرون في حوائج الناس ويساعدونهم فيزداد خيرهم خيرا. لانهم مع الله. فالانسان اللي يكون مع الله يكون الله عز وجل معه. ولذلك كمن القصص اللطيفة ان رجلا التمس من الملك فهد رحمه الله تعالى ان يفرش المسجد الحرام في احدى السنوات عند تجديد فرشه فقال له الملك فهد الدولة غنية وانت الله يجزاك خير وحنا بنفرشه فالح على الملك فهد الا ان يسمح لي بان يفرش المسجد الحرام فبعد الحاح قال لها الملك فهد خير ان شاء الله ما يصير الا خير فهذا الرجل رجع الى مؤسسته المالية وشركاته المتعددة واخبرهم الخبر وقال ابغاكم تدرسون الموظوع وتشوفون تكلفته وغير ذلك هؤلاء شكلوا لجنة وراحوا للرئاسة وقال لهم الفرش انواع فرش اساسي وفرش احتياطي وفرش كذا وفرش كذا طلعت السالفة طويلة طلعت التكاليف كثيرة فاللجنة كانوا جايين بوجه ورجعوا بوجه اخر تقريرهم قالوا لو انك تكلم الملك انك يكون عندك قدر من الفرش لانك كله سيؤثر على مشاريعك فهذا الرجل لما تكلم وتكلم وتكلموا يقولون له يحدث الموضوع هذا له اثار سلبية فقال كلمة عجيبة قال لا يمكن اني اعمر بيت الله ويخرب الله بيتي قال لا يمكن اني اعمر بيت الله يخرب الله بيتي بس المبلغ اللي اللي قالوه لكم خلاص حولوه لهم وانا بافرشه والله عز وجل بيرزقني هذا بالفعل هذا الانسان الذي مع الله سبحانه وتعالى ليس مع معطيات البشر ومقاييس البشر. نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى حديث السابع والعشرون عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال البر حسن الخلق ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس رواه مسلم وعن وابسط ابن معبد رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر قلت نعم قال صلى الله الله عليه وسلم استفتي قلبك البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب والاثم ما حاك في النفس وتردد في في الصدر وان افتاك الناس وافتوك. حديث حسن رويناه في مسندي الامامين احمد بن حنبل والدارمي باسناد حسن هذه الترجمة الحديث السابع والعشرون تشتمل على حديثين لا حديث واحد وادراجهما في ترجمة واحدة سير احاديث الاربعين باعتبار تراجم اثنين واربعين حديثا وباعتبار تفصيل الاحاديث ثلاثة واربعين حديثا فاما حديث النواس فرواه مسلم بهذا اللفظ دون البخاري فهو من افراده عنه ووقع في رواية لمسلم الاثم ما حاك في صدرك فله عند مسلم لفظان في نفسك وفي صدرك واما حديث وابسة ابن معبد فرواه احمد بالمسند والدارمي في المسند واسناده ضعيف وله شاهد من حديث ابي ثعلبة الخشني عند احمد والطبراني في المعجم الكبير واسناده جيد فبشاهده يكون حديث وابسة حديثا حسنا وقوله البر حسن الخلق فيه بيان حقيقة البر انه حسن الخلق والبر يطلق على معنيين احدهما خاص وهو الاحسان الى الخلق في المعاملة الاحسان الى الخلق في المعاملة والاخر عام وهو اسم لجميع الطاعات الباطنة والظاهرة اسم لجميع الطاعات الباطنة والظاهرة وقد تقدم ان الخلق يكون عاما وخاصا على ما سلف بيانه ويقابل البر الاثم وله مرتبتان الاولى ما حاك في النفس وتردد في القلب ما حاك في النفس وتردد في القلب وكرهت ان يطلع عليه الناس لاستنكارهم له وكرهت ان يطلع عليه الناس لاستنكارهم له وهذه المرتبة مذكورة في حديث النواس وفي حديث وابسة معا والثانية ما حاك في النفس وتردد في القلب ما حاكم في النفس وتردد في القلب وان افتاه غيره انه ليس باثم وان افتاه غيره انه ليس باثم وهي مذكورة في حديث وابسط وحده وهي مذكورة في حديث وابسة وحده والمرتبة الثانية اشد على صاحبها من المرتبة الاولى فالاولى يتخوف فيها العبد استنكار الناس واما الثانية فانه يجد فيهم من يفتيه بان ما تخوف منه فليس باثم وقوله في حديث وابسة استفت قلبك امر باستفتاء القلب امر باستفتاء القلب ومحله تعيين موضع الاشتباه في الحكم تعيين موضع الاشتباه في الحكم لا الحكم نفسه لا الحكم نفسه فالقلب لا يستقل بالحكم على شيء انه حلال او حرام فالقلب لا يستقل بالحكم على شيء انه حلال او حرام لكنه يعين موضع الحل او الحرمة مما يتنازعان فيه لكنه يبين موضع الحل او الحرمة مما يتنازعان فيه فمثلا الصيد الذي لا يعرف الصائد حقيقته لا يمكنه ان يحكم عليه وهو لا يعرفه ان هذا الصيد حلال او حرام بمجرد استفتاء قلبه بل لا بد من دليل شرعي على ان هذا الصيد الذي لا يعرفه ولم يره من قبل انه صيد حلال او صيد حرام لكن الصيد الحلال الذي يعرفه الصائد كغزال اذا اشتبه عليه هل هو صاده على وجه مأذون به شرعا او غير مأذون به شرعا كأن يكون رماه ثم غاب عنه ووجده بعد يومين ووجد فيه رمية غير رميته فلا يعلم امات من رميته ام من غير رميته فانه حينئذ يرجع الى افتاء قلبه فمثلا لو كانت رميته في منحر الغزال والراء وهو لم يرمه الا مرة واحدة والرمية الثانية في تاق الغزال فان الغزال مات من رميته هو لان تلك الرمية لا يقتل مثلها وغاية ما تفعل ان فعلت ان تكسب وربما جاءت بين العصب والعظم ولم تفعل شيئا فاستفتاء القلب منوط بمحل الاشتباه لا الحكم نفسه ومولد الرجوع الى استفتاء القلب اذا كان مفتيه ممن يفتي بالتخير والتشهي عادة فاذا افتاه مفتيه عن شيء حاك في صدر المستفتي وكان هذا المفتي ممن يعرف انه يفتي بالتشهي والتخير ويوافق الناس فيما يريدون فانه حينئذ يرجع الى ما يجده في قلبه ويمتنع مخالفا فتوى مفتيه مخالفا فتوى مفتيه اذا كان المستفتي على حال كاملة من الاستقامة الدينية فمتى استقام دينه ووقع له تردد في مسألة وافتاه مفت غلب على ظنه انه يفتي بالتشهي فهذا عن فتوى مفتيه فاما ان كان مفتيه يعرف انه لا يفتي بالتشهي ولا يوافق الخلق على مراداتهم فلا عبرة بالرجوع الى ما يجدون في قلبه لان الرجوع الى ما في القلب انما هو قرينة وفتوى المفتي المخبر عن الحكم الله سبحانه وتعالى امر ظاهر لابد من اتباعه اذا كان ذلك المفتي ثقة يعلم انه يعلم من حاله انه لا يفتي الا بما علمه من دين الله سبحانه وتعالى مما في الكتاب او في السنة النبوية نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الثامن والعشرون عن ابي نجيح العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال وعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا فقال صلى الله عليه وسلم اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد. فان انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ اياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة. رواه ابو داوود والترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه ابو داوود والترمذي كما عزاه اليهما المصنف واخرجه ابن ماجة ايضا. فكان حقيقا بالحاقه بهم استكمالا لرواية الحديث في السنن فهو مما رواه اصحاب السنن الا النسائي وهذا الحديث حديث صحيح من اجود حديث الشاميين قاله ابو نعيم الاصفهاني والحديث المذكور مؤلف من امرين احدهما موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون والموعظة الامر والنهي المحتف بالترغيب والترهيب الامر والنهي المحتف بالترغيب والترهيب ذكره ابن تيمية الحبيب وصاحبه ابن القيم باخرين فليس الموعظة مثل ما يفهم بعض الناس الموعظة يعني الجنة والنار واليوم الاخر هذي من المواعظ لكن الموعظة في خطاب الشرع ان يؤتى الى الامر او النهي فيحف بترغيب وترهيب يستطيع الخطيب ان يتكلم عن الوضوء ويجعله موعظة يحيطه بالترغيب والترهيب من الايات والاحاديث واثار السلف يذكر مثلا ان علي ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب رحمه الله المعروف بزين العابدين كان اذا توضأ اصفر واخضر وتغير لونه فكان يسأل عن ذلك فيقول انه الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى هذي موعظة في الوضوء اذا اتيت ان ان تعلم الناس احكام الوضوء تقول لهم هذا للمبصرين حتى النحو موعظة للمبصرين حتى النحو موعظة لكن الان العلوم قطعت عن مداركها الشرعية فتجدها صارت علوما ضعيفة الاثر في نفوس الناس والا مثلا الذي يشرح باب الاعراب كلمة الامام مالك رحمه الله تعالى لما قال اعربنا في كثير من كلامنا فلم نلحن ولحنا في كثير من اعمالنا فلم نعرب هذي اعظم البيان لحقيقة الاعراب المطلوب من الانسان كما تجتهد في دراسة النحو لتعرب كلامك في لسانك اجتهد بان تعرب اعمالك بجعلها على الوجه الاتم واصلاحها فالذي تقوى صلته كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم السلف تجد ان المواعظ في كل علم من علومه حتى النحو والاصول والصرف امثلتها التي يذكرها ليست ضرب زيد عمرو ضرب عمرو زيد لا يأتي بالايات والاحاديث التي تنفع الناس يأتي بها القاعدة النحوية ويستفيدون فيها الناس التنبيه الى الاحكام الشرعية فهذا هو مقصود الشرع في في الموعظة قوله وجلت منها القلوب الوجل وجل القلب رجفانه وانصداعه رجفانه وانصداعه لذكر من يخاف سلطانه وعقوبته لذكر من يخاف سلطانه وعقوبته او رؤيته او رؤيته ذكره ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين ولم يأتي بشيء من طرق الحديث بيان الفاظ هذه الموعظة ولم يأتي بشيء من طرق هذا الحديث بيان الفاظ هذه الموعظة فاجملها الراوي ولم يذكرها وان انما ذكر ما بعدها والاخر وصية ارشد فيها النبي صلى الله عليه وسلم الى اربعة اصول الاول تقوى الله وتقدم ان اصل التقوى اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع فتقوى الله اتخاذ العبد وقاية بينه وبين الله بامتثال خطاب الشرع والثاني السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا والفرق بينهما ان السمع هو القبول ان السمع هو القبول والطاعة هي الانقياد والطاعة هي الانقياد والامتثال فينقاد ويمتثل وهذان الامران هما المرادان في البيعة فالبيعة اصلها عقد على السمع والطاعة ثم لها توابعها التي تلحقها. والثالث لزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين والتمسك بها المشار اليه بالعض بالعض على النواجذ وهي الاضراس اي يشد عليها شدا عظيما كشد الاضراس على الشيء اذا علقت به والرابع الحذر من محدثات الامور الحذر من محدثات الامور وهي البدع التي تقدم ذكرها في اي حديث حديث عائشة وهو الحديث قامس وهو الحديث الخامس من الاربعين النووية وهذا اخر هذا المجلس ونستكمل بقية الكتاب بعد صلاة المغرب باذن الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين