الحمد لله الذي جعل العلم للخير اساس الصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث رحمة للناس وعلى اله وصحبه البررة الاكياس اما بعد فهذا المجلس الرابع في شرح الكتاب الرابع من برنامج اساس العلم في سنته الخامسة خمس وثلاثين واربع مئة والف وست وثلاثين واربع مئة والف بمدينته الخامسة مدينة حائل وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام للعلامة يحيى ابن شرف النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وست مئة وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله الحديث التاسع والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ومشايخه وللمستمعين وجميع المسلمين باسانيدكم احسن الله اليكم الى العلامة رحمه الله تعالى انه قال الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال صلى الله عليه وسلم لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه تعبد الله ولا تشركوا به شيئا وتقيموا الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوموا رمضان وتحج البيت ثم قال صلى الله عليه وسلم الا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة فكما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعملون ثم قال صلى الله عليه وسلم الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه الجهاد ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله. فاخذ بلسانه وقال كف عليه هذا قلت يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به. فقال صلى الله عليه وسلم ثكلتك امك وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي في جامعه وابن ماجة في سننه واسناده ضعيف وروي من وجوه عدة عن معاذ بن جبل لا يثبت منها شيء ومن اهل العلم من يعد الحديث حسنا باجتماعها وهو حديث عظيم جامع بجملة من اصول الفرائض والنوافل فاما الفرائض فهي المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت فهذه اصول الفرائض العظام وهي قواعد الاسلام واركانه. وتقدم بيانها في حديث ابن عمر رضي الله عنهما بني الاسلام على خمس الحديث متفق عليه وهو الحديث الثالث من احاديث الاربعين واما النوافل فهي المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم الا ادلك على ابواب الخير وابواب الخير المذكورة في هذا الحديث من نوافل الاعمال تلاتة الاول الصوم المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم الصوم جنة والجنة ما يتقى به ويستتر من ورائه ما يتقى به ويستتر من ورائه والصوم تتر في الدنيا من الاثام وفي الاخرة من النار ستر في الدنيا من الاثام وفي الاخرة من النار والثاني الصدقة المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ووصفت الصدقة ممثلة باطفاء الماء النار لان ايصالها الى الخلق يطفئ حوائجهم فالمتصدق على الناس يطفئ حاجة المحتاج ويسد عوزه فالنار المتقدة في قلبه لفاقته وحاجته تسدها صدقة العبد فيكون جزاؤها ان تطفئ تلك الصدقة التي انفذها خطاياه فان الخطيئة نار تتوقد والصدقة مما تطفئ به الخطايا والسيئات والثالث صلاة الليل المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم وصلاة الرجل في جوف الليل اي في وسط الليل وذكر الرجل تغليبا والا فالمرأة مثله وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم الاية عقب ذكر صلاة الليل للدلالة على جزاء اهلها ثم لما فرغ صلى الله عليه وسلم من ذكر تفاصيل الجمل من الفرائض والنوافل في وصيته قال لمعاذ الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه ثم ذكر الجهاد هكذا هو في اصول كتاب الاربعين والنسخ التي تمم فيها الحديث هي غير نسخة المصنف فان رواية النووي للترمذي التي اتصلت به وقع فيها ذكر الجهاد جوابا على هذه الثلاثة وهو المثبت في نسخة الاربعين النووية المقروءة على ابن العطار تلميذي النووي واللفظ تاما في بعظ روايات الترمذي وهي الرواية المشهورة في ايدينا انه وقع الجواب عن ذلك بقوله رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله فالفرق بين الروايتين ان الرواية الاولى وقع فيها الجهاد جوابا عن الثلاث كلها والرواية الثانية وقع فيها تفصيل الجواب ثلاثا بثلاث ورأس الامر الاسلام اي رأس الدين الاسلام وهو اسلام الوجه لله سبحانه وتعالى وعموده الصلاة فالصلاة فيه بمنزلة العمود الذي تقوم عليه الخيمة اذا رفعت وذروة سنامه اي اعلاه هي الجهاد في سبيل الله وجعل الجهاد ذروة سنام الاسلام لانه من اعظم ما تحصل به رفعة اهله لانه من اعظم ما تحصل به رفعة اهله وقد ذكر ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابو عبد الله ابن القيم انه لم يأتي في فضائل الاعمال ما جاء في فضل الصلاة والجهاد فالصلاة بها يرتفع حال كل عبد والجهاد يرتفع به حال الامة كلها ثم ارشده النبي صلى الله عليه وسلم الى الامر الجامعي فقال الا اخبرك بملاك ذلك كله والملاك بكسر الميم وفتحها فيقال ملاك وملاك والمراد به نظام الشيء والمراد به نظام الشيء وقوامه الذي يجمعه نظام الشيء وقوامه الذي يجمعه ثم قال صلى الله عليه وسلم موسدا اليه كف عليك هذا يعني لسانك فجماع صلاح العبد في كفه لسانه فجماع صلاح العبد في كفه لسانه لان اكثر خطيئات ابن ادم مبتدأها اللسان صح عن ابن مسعود عند ابن ابي الدنيا في الصمت وغيره انه قال ليس شيء ما شيء احق بطول حبس من لسان لان اللسان يورث العبد بسهولة حركته ويسر جريانه وتدفق الكلم منه يورثه الوقوع في الذنوب والاثام والمتحفظون في كلامهم ادعى ان يتحفظوا في اعمالهم والمسترسلون في كلامهم ادعى ان يسترسلوا في افعالهم ومن هنا كان السلف رحمهم الله يحمدون قلة الكلام ويذمون كثرته لان من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه ذهب ورعه ومن ذهب ورعه قل حياؤه ومن لا حياء له فلا دين له. فمبتدأ الشر الذي ينتهي اليه الانسان هو استرساله بالكلام ولهذا جاءت الاحاديث العظام في بيان عاقبة الكلام بالباطل فان العبد ربما دخل النار بكلمة لا يلقي لها بالا ففي الصحيح ان الرجل ليتكلم بكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به في نار جهنم سبعين خريفا وهي كلمة واحدة فالعبد المريد نجاته يحفظ لسانه ولا يتكلم بكلام الا وقد عرف انه يتكلم في خير فان كان لا يتحقق انه يتكلم في خير تركه فان اشتبه عليه هل هو في خير او شر او قطع انه في شر تكت عن ذلك الكلام وليس الدين لا يقوم الا بكلام بل الدين يقوم بالكلام في موقعه وبالسكوت في موقعه فالشرع جاء بالكلام في موضع وجاء بالصمت في موضع اخر ورياضة الصمت من اشق الرياضات التي تأبى اكثر نفوس الخلق على اعتيادها ولزومها لكن من طالع احوال السلف من الصحابة والتابعين واتباع التابعين وما كانوا عليه من قلة الكلام وما اورثتهم تلك القلة من النور في كلامهم لزم هذا فان قلة الكلام تجعل القلب منورا فاذا غرف اللسان من القلب خرج النور على اللسان وكثرة الكلام تورث القلب ظلمة فاذا غرف اللسان من القلب خرجت عليه الظلمة واشد ما تكون الظلمة اذا اختلط الانسان بمن يتكلم كثيرا فصار هو ذو كلام كثير واخدانه اقرانه ذو كلام كثير قال ابن القيم رحمه الله تعالى كلام الخلق انفاس الخلق دخان القلوب فاذا كان الانسان يحترز اذا خرج في طريق ما من دخان عادم سيارة يمر به لئلا يتسخ هندامه ولباسه فاحرى ان يحرص على قلبه ان لا يفتح الطريق اليه بسماع كلام المتكلمين في ظلم قلبه بكلامهم وكان السلف رحمهم الله يمدح الرجل فيهم بقلة الكلام ثم صار المتأخرون يمدحون الرجل بكثرة كلامه وهذا من قلة المعرفة بالدين والا فان الدين مبني على جوامع الكلم فيكون الكلام قليلا والنفع كثيرا فالمتكلم قليلا احرى ان ينتفع بها به الناس والمتكلم كثيرا احرى الا ينتفع به الناس ومن بصر ما كان عليه علماء هذه البلاد انهم كانوا يتكلمون قليلا ويمسكون كثيرا فنفعوا وانتفعوا ثم صار الناس يعيبون هذا ويمدحون الاسترسال في الكلام ويرونه من فضائل احد من الخلق ثم عجب معاذ رضي الله عنه من رد النبي صلى الله عليه وسلم ذاك الامر كله الى اللسان فقال وانا لمؤاخذون بما نتكلم يا رسول الله فقال ثكلتك امك يا معاذ اي فقدتك امك يا معاذ. وهو دعاء لا تراد به حقيقته فان العرب ربما دعت بكلام لا تقصد حقيقته استجلابا لاصغاء السامع وايقاظا لانتباهه فانه اذا دعي عليه توجه الى الداعي عليه فمقصودهم التوجه لا حقيقة الدعاء عليه بفقد امه كما في قوله صلى الله عليه وسلم ثكلتك امك يا معاذ ثم اخبره النبي صلى الله عليه وسلم بان اكثر ما يورد الناس النار هو اللسان فقال صلى الله عليه وسلم وهل يكب الناس على وجوههم او على مناخرهم اي هل يطرح والكب الطرح الناس على وجوههم او على مناخرهم وهي انوفهم الا حصائد السنتهم والحصائد جمع حصيدة وهي كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع عليهم به كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع عليهم به ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة فليس المقصود في الحديث مطلق الكلام بل المراد كلام مخصوص هو الذي يورد الناس النار اكثر ما يريدهم وهو ما يتكلمون فيه بغير حق من القول في الخلق والقطع عليهم بشيء ما كأن يقطع عليه بانه فاسق او فاجر او مبتدع او خائن او سارق او مختلس او غير ذلك مما تجري به السنة الناس فان هذا هو اشد ما يكون عليه الجزاء في الاخرة فانك ان افللت افلت من محاسبة المحاسبين في الدنيا لن تفلت من محاسبة رب العالمين في الاخرة وان لم يأخذ احد حقه منك في الدنيا فان الله عز وجل يأخذ له حقه في الاخرة ولهذا ينبغي ان يكف المرء لسانه وان يتقي الله عز وجل في نفسه. فاذا تكلم تكلم ببينة واذا سكت سكت ببينة واذا اراد ان يتكلم نظر هل الكلام اليه ام الكلام الى غيره وهل لا تكون الكفاية الا به؟ ام في البلد غيره ممن يكفيه وهذا وهل هذا الامر مما ولي شرعا ونظاما؟ ام مما لم يولى شرعا ولا نظاما؟ فان التحرز من ذلك يجعل العبد في امنة من الله فينجو عند الله عز وجل وقد كان السلف رحمهم الله تعالى يحسبون كلماتهم بمحاسبتهم انفسهم حتى قال بعضهم ان فلانا لا يحسب كلامه من الجمعة الى الجمعة يعني اعرف كم تكلم من الجمعة الى الجمعة يعني في الاسبوع كم تكلم كلمة وكانوا يتنزهون رحمهم الله تعالى عن الشيء المباح مبالغة في حفظ السنتهم قالت بنت حماد بن سلمة لابيها وعنده بعض اصحابه يا ابتاه اذهب العب وسكت ثم اعادت فقالت يا ابتاه اذهب العب فسكت فلما طال سؤالها قال له بعض اصحابه رحمك الله لم لا تقول لها اذهبي فالعبي هذا شيء مباح لبنته روحي العبي قال اني اكره ان اتي يوم القيامة وفي صحيفة عملي اذهبي فالعبي وهي امر مباح لكنه يأخذ نفسه على الوقاية والذي لا يأخذ نفسه على الوقاية تسوء له الغاية يبدأ يتهتك في كلامه يسترسل في في كلامه حتى يقع فيما تعظم عليه معرته بالاخرة ان لم تكن عليه معرة في الدنيا ولذلك ينبغي دائما ان يجعل الانسان بين يديه ان هذا الكلام الذي لا تحسبه عليك من يحسبه. ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ما من كلمة تخرج منك الا وهي مكتوبة عليك ويوم القيامة يخرج الله عز وجل لك كتابك فترى فيه الى متى فينبغي ان يراقب العبد ربه في كلامه وان يخافه الله عز وجل ولو ان وعينا هذه المعاني في هذا الحديث وفي في غيره لذهب كثير من الشر الذي نجده في نفوسنا ومن حولنا لكن لما قلت المعرفة بدين الله وقل العمل بما علم من دين الله عز وجل طار الامر سهلا عند الناس وصاروا يتهاونون في هذه المسائل ولا يبالون بها ولا يقيمون لها وزنا ويتسارعون فيها ويتصارعون عليها ويقومون ويقعدون ويخرجونها في قوالب وهي غاية الباطل. كل ذلك طلبا لمراداتهم واهوائهم لكن الذي يخاف الله سبحانه وتعالى لا يجاري الناس فيهم في ما هم عليه ولا يوافقهم فيما هم عليه بل يلزم ما امره الله سبحانه وتعالى به وما امره به رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يبالي بعد بالناس فان قبلوا منه ما يهديهم اليه من الحق فنعما هي وان ابوا الا ان يشركهم فيما هم عليه من الباطل تأبى ولم يوافقهم ابدا حتى يلقى الله سبحانه وتعالى. لا يلقي اليهم ولا يرفع اليهم نظرا ولا يعتني بهم ذكرا ولا يطلب منهم خبرا. لانه يرى ان الامر مع الله سبحانه وتعالى اعظم فان هذه الحياة ايام وليالي ثم ينقلب الناس الى الكبير المتعال هناك يمتاز الخلق وهناك يرفع من يرفع ويخفض من يخفض وهناك يعلو من يعلو وهناك يسهل من يسهل وهناك يعطى من يعطى وهناك يمنع من يمنع وهناك يمدح من يمدح وهناك يذم من يذم هناك العدل الفصل الذي لا يظلم الله سبحانه وتعالى فيه احدا فاذا انتهى هذا الحديث الى قوله صلى الله عليه وسلم وهل يكب الناس على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم زلزل ذلك قلوب العارفين بالله وبامره سبحانه وتعالى وخوفهم اشد الخوف ان يقع من احدهم كلمة يزل بها فتكون سببا لهلاكه هي كلمة واحدة ترى الانسان قد يتكلم كلمة ثم يؤاخذ بها بعد مدة او يفعل فعل ويؤاخذ به بعد مدة ويرى اثره فان الهمه الله عز المعرفة والتوبة منه نجا وان غفل عنه ازداد في هلاكه ولا يتساهل الانسان بشيء مما اعرفه من اخبار الناس في في هذا وان الانسان قد يفعل شيء ما يراه شيء لكن تكون نهايته بسببه ان الناس لما انتشر بينهم ما يسمى بالبيجر ان كان تذكرون البيجر فكان اذا اراد احد طلب على هذا الجهاز ثم اتصل به من معه ذلك الجهاز لانه يظهر رقمه فكان هناك احد الاغنياء احد الاغنياء افتقر وعلته الديون فكان يقول انا اعرف من اين ذهب مالي لانني بطرت نعمة الله عز وجل فانني كنت في مجلس فاكثر احدهم الاتصال على البيجر هذا وانا لا اعرف هذا الرقم يقول فاخذت البيجر وحذفته بين الحاظرين وقلت يا الربع اللي يرد من هذا اللي يرد على هذا ويفكني منه له خمسة الاف يقول فعرفت ان بطري بتلك الفعلة هو الذي اخذني الله عز وجل به في الدنيا واسأل الله عز وجل ان يتوب علي عليه في الاخرة فالانسان قد يفعل فعل ما يراه شيء يطغيه الشيطان يقول كلمة او يفعل فعل ثم يرى مؤاخذته عليه في الدنيا وهذا سعيد الذي يعرف من اين اوتيت لكن المغبون اللي مثل ما يقول عوامنا يبقى في عماه الذي يبقى في عماه ولا ينتبه لنفسه هذا هو الذي عليه الخطر الكبير ولذلك كان السلف يحبون للعبد ان تكون له ساعة يخلو فيها مع نفسه يحاسب نفسه في ذنوبه ويتوب الى ربه سبحانه وتعالى. فلا يحرم احدكم نفسه من هذه الساعة. ان استطاع كل يوم وان استطاع في الاسبوع مرة وان استطاع في الشهر مرة يحاسب نفسه في اعماله. لان المحاسبة تنتج اصلاح الحال واما ترك المحاسبة هذا ينتج الغفلة ولذلك التجار عرفوا هذا فصار عندهم محاسبة سنوية تجد الاعمال توقف يقول عندهم جلد سنوي فاذا كان اهل الدنيا يجردون اموالهم لحفظها في السنة مرة فاحرى انت ان تجرد نفسك في اعمالها واقوالها تنظر ماذا فعلت فيها حتى تلقى الله عز وجل على خير. نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الثلاثون عن ابي ثعلبة الخشني جرثوم ابن ناشر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله عز وجل فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها. وحرم اشياء افلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها. حديث حسن رواه الدارقطني وغيره هذا الحديث اخرجه الدارقطني واسناده ضعيف وفي سياقه تقديم وتأخير عما اثبته المصنف وفي الحديث جماع احكام الدين فقد قسمت فيه احكام الدين اربعة اقسام مع ذكر الواجب في كل قسم فالقسم الاول الفرائض والواجب فيها عدم اضاعتها والواجب فيها عدم اضاعتها والقسم الثاني الحدود والمراد بها هنا ما اذن الله به والمراد بها هنا ما اذن الله به من فرض او نفل او مباح ما اذن الله به من فرض او نفل او مباح والمأمور به فيها عدم تعديها والمأمور به فيها عدم تعديها. اي عدم مجاوزة الحد المأذون به فيها اي عدم مجاوزة الحد المأذون به فيها والثالث المحرمات الاسم الثالث المحرمات والواجب فيه عدم انتهاكها عدم انتهاكها بالكف عن قربانها والانتهاء عن اقترافها بالكف عن قربانها والانتهاء عن اقترافها والقسم الرابع المسكوت عنه وهو ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا وهو ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا مما عفا الله عنه مما عفا الله عنه والواجب فيه عدم البحث عنه والواجب فيه عدم البحث عنه وقوله في الحديث وسكت عن اشياء فيه اثبات صفة السكوت لله فيه اثبات صفة السكوت لله والاجماع منعقد عليها ذكره ابن تيمية الحفيد وغيره ذكره ابن تيمية الحفيد وغيره والمراد بسكوت الله عدم تبيين الاحكام عدم تبيين الاحكام فان السكوت يجيء على معنيين فان السكوت يجيء على معنيين احدهما الامتناع عن الكلام الامتناع عن الكلام والاخر الانقطاع عن بيان الاحكام. الانقطاع عن بيان الاحكام والمراد منهما صفة لله هو الاول دون هو الثاني دون الاول والمراد منهما صفة لله هو الثاني دون الاول في ترك الله عز وجل اشياء لا يبين حكمها عفوا منه سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الحادي والثلاثون عن ابي العباس سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا انا عملته احبني الله واحب بني الناس فقال صلى الله عليه وسلم ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس. حديث رواه ابن ماجة وغيره باسانيد حسنة هذا الحديث اخرجه ابن ماجة بسند لا يعتمد عليه وروي هذا الحديث من وجوه لا يثبت منها شيء فتحسين هذا الحديث بعيد جدا واما معناه فهو معنى صحيح تنضح به ادلة الشريعة فان من اعظم موارد الدين الزهد ولاجل هذا صنف السلف رحمهم الله تعالى كتب الزهد ككتاب الزهد لابن المبارك وكتاب الزهد لاسد ابن موسى وكتاب الزهد لاحمد ابن حنبل وكتاب الزهد لابي داوود وكتاب الزهد لابن وكعب بن الجراح وكتاب الزهدي هنادي بن السري في اخرين فالزهد باب عظيم من الدين وكتب السلف فيه مما سمينا وغيرها مما لا ينبغي ان تخلو مكتبة طالب العلم منها وكان الناس هنا في نجد في الرياض والقصيم وحائل وغيرها كانوا يقرأون كتاب الزهد للامام احمد بن حنبل في المساجد في المساجد يقرأونه على عامة الناس لذلك كبار السن الاولين تجد عندهم اخبار القصص في الزهد مما كانوا يسمعون من هذا الكتاب فهذا كتاب نافع جدا من اصول الكتب التي ينبغي ان يعتني طالب العلم خاصة والناس عامة بقرائتها لشدة الحاجة اليها والزهد في الدنيا شرعا الرغبة عما لا ينفع في الاخرة والزهد بالدنيا شرعا الرغبة عما لا ينفع في الاخرة فكل شيء لا ينفع في الاخرة تسمى الرغبة عنه زهدا واصول ما لا ينفع في الاخرة اربعة واصول ما لا ينفع في الاخرة اربعة اولها المحرمات وثانيها المكروهات وثالثها المشتبهات لمن لا يتبينها ورابعها فضول المباحات ورابعها فضول المباحات وهي الاقدار الزائدة عن حاجة العبد من النفس منها. الاقدار الزائدة عن حاجة النفس منها فاي شيء يرجع الى واحد من هذه الاربعة فان الرغبة عنه تسمى زهدا لانه لا ينفع في الاخرة واي شيء لا يندرج فيها فليس من جملة الزهد فالتمتع بالمباحات مما احله الله سبحانه وتعالى للخلق دون فضولها هذا امر لا يقدح بالزهد فاذا وسع الله على عبد وتناول من المباح ما يناسب حال سعته فهذا ليس عيبا عليه لكن العيب اذا افضى به توسعه الى الولع بفضول المباحات التي لا يحتاج اليها فمثلا من وسع عليه وقدر على ان يشتري سيارة بثلاث مئة الف فهذا لا يقال ليس زاهدا اذا كانت سعته ان يشتريها فهو يشتريها ويركبها وينتفع بها لكن اذا اشترى تيارة واخرى وثالثة ورابعة وخامسة ترى سبع سيارات كل يوم بسيارة هذا هو الذي يخالف الزهد لانه اشتغال فضول المباحات وذكر في الحديث الزهد فيما عند الناس مميزا عن الزهد في الدنيا مع كونه من جملته فان ما في ايدي الناس هو من الدنيا لكنه ميز عن الزهد فيها لاختلاف التمرة الناتجة منه عن التمرة الناتجة من الزهد في مطلق الدنيا فان من زهد فيما عند الناس احبه الناس فان من زهد فيما عند الناس احبه الناس فانهم لا يعدونه مصارعا لهم عليها ولا مزاحما لهم فيها فالاختلاف الثمرة بينهما افرد بالذكر عن بقية افراد الزهد في الدنيا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان الخدري رضي الله عنه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار. حديث حسن رواه ابن ماجة والدار قطني وغيرهما مسندا ورواه مالك في الموطأ مرسلا عن عمرو ابن يحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فاسقط ابا سعيد وله طرق يقوي بعض بعض هذا الحديث لم يخرجه ابن ماجة في السنن مسندا من حديث ابي سعيد الخدري وانما اخرجه من حديثه الدارقطني في السنن واما ابن ماجه فروى هذا الحديث من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وروي هذا الحديث باسانيد عدة لا يسلم شيء منها من ضعف لكن اجتماعها يورث الحديث قوة فهو حديث حسن كما صرح بتقويته المصنف في قوله وله طرق يقوي بعضها بعضا وفي الحديث المذكور نفي امرين وفي الحديث المذكور نفي امرين الاول الضرر قبل وقوعه الضرر قبل وقوعه فيدفع بالحيلولة دونه والثاني الضرر بعد وقوعه في رفع بازالته فيرفع بازالته فيحتف بالضرر هنا جهتان الرفع والدفع فيحتف بالضرر هنا جهتان الرفع والدفع فهو اكمل من قول الفقهاء الضرر يزال فهو اكمل من قول الفقهاء الضرر يزال. لاختصاص ما ذكروه بالضرر الواقع الذي يراد رفعه. لاختصاص ما ذكروه بالضرر الواقع الذي يراد رفعه نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الثالث والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعطى الناس بدعواهم لادعا رجال اموال قوم ودماءهم لكن البينة على المدعي واليمين على من انكر. حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا واصله في الصحيحين هذا الحديث اخرجه البيهقي في السنن الكبرى وهو بهذا اللفظ غير محفوظ ويثبت بلفظ لو يعطى الناس بدعواهم لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال واموالهم لادعى ناس دماء رجال واموالهم متفق ولكن اليمين ولكن اليمين على المدعى عليه. متفق عليه واللفظ لمسلم ولكن اليمين على المدعى عليه متفق عليه واللفظ لمسلم وليس فيه تفصيل اللفظ المذكور في المذكور في حديث في رواية البيهقي وهذا الحديث اصل في فصل المنازعات وقطع الخصومات بجعل البينة على المدعي واليمين على من انكر بجعل البينة على المدعي واليمين على من انكر والمدعي هو المبتدئ بالدعوة المطالب بها المبتدي بالدعوة المطالب بها والمدعى عليه هو من رفعت عليه الدعوة والمدعى عليه هو من رفعت عليه الدعوى ويفرق بينهما الفقهاء بان المدعي من اذا سكت لم يطالب بان المدعي هو من اذا سكت لم يطالب يطالب وان المدعى عليه هو من اذا سكت طولب من اذا سكت طولب فالمدعي مبتدأ بالدعوة والمدعى عليه واقعة عليه الدعوى فالمدعي مبتدئ بالدعوة والمدعى عليه واقعة عليه الدعوى والبينة اسم لكل ما يبين به الحق والبينة اسم لكل ما يبين به الحق من شهادة وغيرها واليمين هي القسم والحلف واليمين هي القسم والحلف ومقتضى هذا الحديث ان البينة على المدعي وان اليمين على المدعى عليه مطلقا. ومقتضى هذا الحديث ان اليمين على المدعي والبينة ان ان البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه مطلقا وليس الامر كذلك باطلاق بل ينظر في كل خصومة باعتبار ما يحف بها بل ينظر في كل خصومة باعتبار ما يحف بها. فقد تجعل اليمين على المدعي فقد تجعل اليمين على المدعي على ما هو مبين في باب الدعاوى والبينات عند الفقهاء نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الرابع والثلاثون عن ابي سعيد الخضري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع بقلبه وذلك اضعف الايمان. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه دون البخاري فهو من عنه وفي الحديث الامر بتغيير المنكر والمنكر شرعا كل ما انكره الشرع كل ما انكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحريم كل ما انكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحريم فالمنكرات هي المحرمات فالمنكرات هي المحرمات والحديث كما سبق مشتمل على الامر بتغييرها والامر للايجاب فيجب على العبد ان يغير المنكر وتغيير المنكر على ثلاث مراتب وتغيير المنكر على ثلاث مراتب المرتبة الاولى تغييره باليد والمرتبة الثانية تغييره باللسان والمرتبة الثالثة تغييره بالقلب والمرتبتان الاوليان الاوليان معلقتان بالاستطاعة واما المرتبة الثالثة فلم تعلق بالاستطاعة لتمكن كل احد من الانكار بقلبه ان تعذر عليه الانكار بيده او لسانه لامكان كل احد الانكار بقلبه ان تعذر عليه الانكار بيده او لسانه فالمرتبة الاولى والثانية قد تسقطان لماذا عند عدم القدرة عليهما قد تسقطان عند عدم القدرة عليهما واما المرتبة الثالثة فهي لا تسقط ولا تتخلف ابدا وتغيير المنكر بالقلب يكون ببغضه والنفرة منه وتغيير المنكر بالقلب يكون ببغضه والنفرة منه فاذا وجد في القلب النفرة من المنكر وبغضه كان ذلك كافيا في وقوع التغيير منه ولا يلزم تمعر الوجه وتغيره واحمضاضه بل يكفي في ذلك ما يجد من القلب فاذا وجده في القلب كان كافيا في انكار ذلك المنكر لكن المنكر بالقلب لا ينتهي الى هذه المرتبة الا اذا عجز عن المرتبتين الاوليين فاذا عجز عنهما رجع الى المرتبة الثالثة فانكر المنكر بقلبه فبرئت ذمته بانكاره المنكر بقلبه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا المسلم واخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير الى ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه وليس عنده ولا يكذبه وليس عنده ولا يكذبه وفي الحديث ذكر خمس من انواع المنهيات الاولى في قوله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا وهي نهي عن الحسد والحسد هو كراهية وصول النعمة الى العبد والحسد هو كراهية وصول النعمة الى العبد ولو لم يتمنى زوالها اذا كره وصول النعمة الى احد صار هذا حسدا والثانية في قوله صلى الله عليه وسلم ولا تناجشوا وهي نهي عن المكر والحيلة وهي نهي عن المكر والحيلة لان النجش في كلام العرب هو اثارة الشيء بمكر وحيلة. لان النجش عند العرب هو اثارة الشيء بمكر وحيلة ففي الحديث النهي عن التوصل الى المرادات بالمكر والخداع ففي الحديث النهي عن التوصل الى المرادات بالمكر والخداع والثالثة في قوله صلى الله عليه وسلم ولا تباغضوا وهو نهي عن التباغض ومحله اذا فقد المسوغ الشرعي ومحله اذا فقد المسوغ الشرعي فاذا فقد المسوغ الشرعي للبغض لم يجز وان وجد قدر بقدره كبدعة او معصية او غيرهما فيكون تقدير بغضه باعتبار داعي الشرع لا باعتبار داعي الهوى والرابعة في قوله صلى الله عليه وسلم ولا تدابروا الرابعة في قوله صلى الله عليه وسلم ولا تدابروا وهو نهي عن التدابر وهو التهاجر والتصارم والتقاطع والخامسة في قوله صلى الله عليه وسلم ولا يبع بعضكم على بيع بعض وهي نهي في التعدي بين المسلمين في البيوع على اختلاف ما يجري من عقودها حفظا لكل احد حفظا لحق كل احد في ماله ثم اتبع النبي صلى الله عليه وسلم هذه المناهي الخمس بامر فقال وكونوا عباد الله اخوانا وهذه الجملة تحتمل امرين احدهما ان تكون امرا اريد به الخبر ان تكون امرا اريد به الخبر انكم اذا تحريتم اقامة الخمس المتقدمة صرتم اخوانا في الله انكم اذا تحريتم الخمسة المتقدمة وحققتموها طرتم اخوانا في الله والاخر انه امر تراد به حقيقته انه امر تراد به حقيقته فنهاهم عن خمس ثم امرهم بامر عظيم جامع وهو تقوية اواصل الاخوة بينهم وهو تقوية اواصل الاخوة بينهم فان اخوة الايمانية قوام المسلمين فدوام امرهم وقوة جمعهم تكون بتحقيق الاخوة بينهم ثم بين صلى الله عليه وسلم امورا تحققها تلك الاخوة في قوله صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم ثم اتبعها بذكر جملة من تلك الحقوق فقال لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه الى تمام ما ذكره صلى الله عليه وسلم من حقوق الاخوة التي تكون بين المسلمين ثم قال صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاثة مرات اي اصل التقوى في القلوب فمبتدأ التقوى الذي تنشأ منه يكون في القلب واذا عمر القلب بها ظهرت على الجوارح اثارها واذا عمر القلب بها ظهرت على الجوارح اثارها فليس قوله صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا انها لا تخرج من القلب بل مقصوده اصل وجودها ومبتدأ نمو عودها ثم اذا قوي اصلها وامتد عودها ظهرت ثمارها على الجوارح فصارت التقوى حاملة العبد على امتثال خطاب الله على امتثال خطاب الشرعي واذا فرغ القلب من التقوى ذهبت هذه الاثار فاذا عدمت التقوى من العبد فشى في حاله انتهاك حرمات الله سبحانه وتعالى فالذي اذا نصح عن حرام يقع فيه قال اهم شيء القلب والتقوى في القلب هذا ليس صحيحا التقوى في القلب في اصلها لكن لها اثار لها شواهد على لسانك وعلى جوارحك كيف نعلم صدقك في تقواك وانت لا ترى عليك اثار هذه التقوى التي تدعيها ولهذا فان طريقة اهل السنة ان الايمان قول وعمل ليس فقط محله القلب انما اصله مبتدأه هو القلب لكن يتبعه قول على اللسان وعمل على الجوارح والاركان. نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث السادس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة. الله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. ومن سلك طريقا التمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسون انه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ بهم عمله لم يسرع به نسبه رواه مسلم بهذا اللفظ هذا الحديث اخرجه مسلم دون البخاري فهو من افراده عنه. وقد ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم طمسة اعمال مقرونة بجزائها فالعمل الاول تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا تنفيس الكرب عن المؤمنين بالدنيا وجزاؤه ان ينفس الله عن عامله كربة من كرب يوم القيامة وجزاؤه ان ينفس الله عن عامله كربة من كرب يوم القيامة. وجعل جزاؤه مؤجلا تعظيما له وجعل جزاؤه مؤجلا تعظيما له فان كرب الدنيا كلها لا تعدل شيئا عند كربة واحدة من كرب يوم القيامة والعمل الثاني التيسير على المعسر التيسير على المعسر وجزاؤه ان ييسر الله على عمله في الدنيا والاخرة والعمل الثالث الستر على المسلم وجزاؤه ان يستر الله على عامله في الدنيا والاخرة ومحله فيمن لم يعرف بالفسق ومحله فيمن لم يعرف بالفسق ولا شهر به بخلاف الفاسق المتهتك فهذا قد يترك الستر عليه برفع امره الى السلطان او ذكر فسقه عند قاض يحكم فيه والعمل الرابع تلوك طريق يلتمس فيه العلم وجزاؤه ان يسهل الله لعامله طريقا الى الجنة ان يسهل الله لعامله طريقا الى الجنة فيسهل له طريق الجنة في الدنيا بالهداية الى اعمال اهله فيسهل له طريقا الى الجنة في الدنيا بهدايته الى اعمال اهلها وفي الاخرة بهدايته الى الصراط المستقيم وفي الاخرة بهدايته الى الصراط المستقيم ومن لطيف ما في اللفظ النبوي في قوله صلى الله عليه وسلم ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما اي يبذل ولو بذلا يسيرا في تطلبه فان الالتماس اسم لتطلب الاعمى فان الاعمى اذا ابتغى شيئا قيل يلتمس فجعل هذا الجزاء الوفير على من بذل في العلم ادنى شيء فالذي تكون له رغبة في العلم ويبذل ولو بذلا قليلا في طلبه فان الله عز وجل يجعل له به طريقا الى الجنة والعمل الخامس الاجتماع في بيت من بيوت الله وهي المساجد على تلاوة كتاب الله وتدارسه وجزاؤه نزول السكينة وغشيان الرحمة وحف الملائكة وذكر الله سبحانه وتعالى المجتمعين في من عنده وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه بيان للاصل الجامع بالعمل والجزاء. بيان للاصل الجامعي للعمل والجزاء فالاصل في العمل النافع كون المسلم عونا لاخوانه المسلمين والاصل الجامع في الجزاء النافع ان الله سبحانه وتعالى يكون له عونا واذا كان الله سبحانه وتعالى للعبد عونا كفاه ذلك عن كل احد سوى الله سبحانه وتعالى ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه اعلاما بمقام العمل اعلاما بمقام العمل وان من وقفت به نفسه عن المقامات العالية في الدنيا والاخرة من العمل فانه لا ينفعه نسبه فالناس يتفاضلون عند الله عز وجل بتقواهم واعماله. قال الله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم والذي يأتي يوم القيامة ومعه نسب وليس معه عمل لا ينفعه نسبه ذلك شيئا فالشأن هو ان يجتهد الانسان في العمل الذي يقربه الى الله سبحانه وتعالى ولا يتكئ على ما يغتر به الناس عادة من انسابهم او احسابهم او بلدانهم او اموالهم او مناصبهم او رئاساتهم او مقاماتهم فان كل هذه الاشياء تزول عن الانسان بمجرد ان يموت بمجرد ان يموت يصير جنازة ما يبقى الناس يقولون قدموا فلان ابن فلان ابن فلان ابن فلان الفلاني ما تسمعه يقول قدموا جنازة الميت او قدموا جنازة فلان لا يجاوز اسمه فسقط عنه نسبه منذ خرج من الحياة وكذلك يسقط عنه ما له وحسبه ومنصبه ورئاسته كلها تزول لا يبقى مع الانسان الا عمله فيكون معه في قبره ثم اذا انقلب الى ربه سبحانه وتعالى حاسبه على عمله فينبغي ان يجتهد الانسان في في عمله ولا يتكئ على نسبه ولا على حسبه ولا رئاسته ولا مقامه والعارفون بالله سبحانه وتعالى وبامره مهما حباهم الله بشيء من ذلك لا يرونه شيئا ما يرونه شيئا ابدا وفي اخبار شيخ شيوخنا محمد بن ابراهيم رحمه الله تعالى انه جاءه مرة ضيف ونزل في فندق قريب منه فاتصل رحمه الله تعالى عبر مكتبه اتصل بهذا الضيف وخاطب الموظف الذي في الفندق وكانت الفنادق قليلة قال يا صاحب الموظف في الفندق وكان ذلك ضيفا مهما من ضيوف الدولة فقال له من يريده قال يريده محمد قال محمد من؟ قال محمد ابن ابراهيم هذا لا يعرف محمد إبراهيم وليس من اهل هذه البلاد قال محمد بن ابراهيم قال له من محمد بن ابراهيم فقال له الشيخ محمد رحمه الله المفتي المفتي هداك عاد حيى به لما قال المفتي ثم التفت الشيخ الى من عنده وقال حدنا على كلمة ما نبيها عدنا على كلمة ما نبيها. يعني جعلنا نقول كلمة ما نريد ان نخبر عن انفسنا فالذين يعرفون امر الله سبحانه وتعالى ويعظمونه لا يهتمون بهذه الاشياء ولا يحتفلون بها نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث السابع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ما يرويه عن ربه تبارك وتعالى انه قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة وان هم بسيئاتهم فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة. رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف فانظر يا اخي وفقنا الله واياك الى عظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الالفاظ وقوله عند له اشارة الى الاعتناء بها وقوله كاملة للتأكيد وشدة الاعتناء بها. وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها كتبها الله عنده حسنة كاملة فاكدها بكاملة وان وان عملها كتبها الله سيئة واحدة فاكد تقليلها بواحدة ولم يؤكد انقذها بكاملة فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه وبالله التوفيق هذا الحديث مما اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه وقوله ان الله كتب الحسنات والسيئات المراد بالكتابة هنا الكتابة القدرية دون الشرعية الله لان المكتوب شرعا هو الحسنات فهي المطلوبة من العبد. لان المكتوب شرعا هو الحسنات فهي المطلوبة من العبد اما كتابة السيئات مع الحسنات فلا تكون الا في الكتابة القدرية وكتابة الحسنات والسيئات نوعان وكتابة الحسنات والسيئات نوعان احدهما كتابة عمل الخلق لهما كتابة عمل الخلق لهما بان يقدر الله على كل احد من الخلق ما يعمل من الحسنات والسيئات والاخر كتابة جزائهما كتابة جزائهما والثاني هو المراد في الحديث والثاني هو المراد في الحديث والحسنة اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن وهي كل ما امر الشرع به وهي كل ما امر الشرع به والسيئة اسم لكل ما توعد عليه بالثواب السيء والسيئة اسم لكل ما توعد عليه بالثواب السيء وهي كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريم وهو كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريم فيندرج في الحسنات الفرائض والنوافل فيندرج في الحسنات الفرائض والنوافل وتختص السيئات بالمحرمات وتختص السيئات بالمحرمات والعبد بين الحسنة والسيئة لا يخلو من اربعة احوال والعبد بين الحسنة والسيئة لا يخلو من اربعة احوال الحال الاولى ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها فتكتب له حسنة كاملة فتكتب له حسنة كاملة والهم المراد هنا هو هم الخطرات والهم المراد هنا هو هم الخطرات فمن سعة رحمة الله ان مجرد خطور الحسنة في قلب العبد تكتب له بها حسنة ان مجرد قطور الحسنة في قلب العبد تكتب له بها حسنة. والحال الثانية ان يهم بالحسنة ثم يعمل بها ان يهم بالحسنة ثم يعمل بها فتكتب له عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة وتضعيف الحسنة حسب ايش بحسب حسن اسلام العبد بحسب حسن اسلام العبد اي لا اي ما له من المشاهدة او المراقبة فمتى انزل قلبه في درجة الاحسان على اي مرتبتيها يحصل التظعيف فمن الناس من تكون حسنته بعشر ومنهم من تزيد الى سبع مئة ضعف الى سبع الى اضعاف كثيرة فيتفاوت الناس في تضعيف الحسنات تضاء تفاوتا كبيرا. فكم من حسنة يعملها رجلان تجعل لاحدهما عشر حسنات وتجعل لغيره الف الف حسنة يعني تكرر له تظعف لكمال احسانه دينه. والحال الثالثة ان يهم بالسيئة ويعمل بها ان يهم بالسيئة ويعمل بها فتكتب له سيئة واحدة مثلها فتكتب له سيئة واحدة مثلها من غير مضاعفة والحال الرابعة ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها وهذه الحال معترك انظار والاشبه ان يقال ان ترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين ان ترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين اولهما ان يكون الترك لسبب دعا اليه ان يكون الترك لسبب دعا اليه والثاني ان يكون الترك لغير سبب ان يكون الترك لغير سبب بل تفتر عزيمته ويترك السيئة من غير سبب منه فاما الاول وهو ترك السيئة لسبب دعا الى ذلك فهو ثلاثة اقسام فاما الاول وهو ترك السيئة لسبب دعا الى ذلك فهو ثلاثة اقسام القسم الاول ان يكون السبب خشية الله ان يكون السبب خشية الله. ان يكون السبب خشية الله فتكتب له حسنة فتكتب له حسنة والقسم الثاني ان يكون السبب مخافة المخلوقين مخافة المخلوقين ان يكون السبب مخافة المخلوقين او اتاهم فيعاقب على هذا سيئة فيعاقب على هذا سيئة والقسم الثالث ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة. مع الاشتغال بتحصيل اسبابها مع الاشتغال بتحصيل اسبابها فهذا يعاقب كمن عمل فهذا يعاقب كمن عمل يعني انسان اراد ان يسرق ونصب السلم ونزل في البيت وعالج الباب محاولا ان يفتحه فلم يستطع فخرج من البيت فهذا عليه اثم السرقة وتكتب عليه سيئة واما ترك السيئة بغير سبب فهو قسمان واما ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان القسم الاول ان يكون الهم بالسيئة هم خطرات ان يكون الهم بالسيئة هم خطرات. فلم ينعقد قلبه عليها ولا سكن اليها فلم ينعقد قلبه عليها ولا سكن اليها بل نفر منها فتركها بل نفر منها فتركها فهذا معفو عنه وتكتب له حسنة جزاء عدم ركون قلبه الى المعصية وتكتب له حسنة جزاء عدم ركون قلبه الى المعصية وهذا هو المذكور في الحديث وهذا هو المذكور في الحديث والقسم الثاني ان يكون الهم بالسيئة هم عزم ان يكون الهم بالسيئة هم عزم وهو وهو الهم المشتمل على الارادة الجازمة وهو الهم المشتمل على الارادة الجازمة المقترنة بالتمكن من الفعل المقترنة من التمكن من الفعل هذا هو الذي يسمى هم عزم وهذا على نوعين وهذا على نوعين احدهما ما كان من اعمال القلوب ما كان من اعمال القلوب كالكبر او الشك في الوحدانية او غيرهما فهذا يؤاخذ العبد به فهذا يؤاخذ العبد به. وقد يصير كافرا او منافقا قد يصير كافرا او منافقا والثاني ما كان من اعمال الجوارح ما كان من اعمال الجوارح فيصر عليه القلب فيصر عليه القلب اصرار عزم لكن لا يظهر في الخارج فيصر عليه القلب اصرار عزما. كيف اصرار عزم؟ يعني ارادة جازمة مقترنة من التمكن بالفعل فهذا يؤاخذ عليه العبد في اصح القولين فهذا يؤاخذ عليه العبد في اصح القولين وهو اختيار المصنف وابن وابن الحفيد وهو اختيار المصنف وابن تيمية الحبيب لذلك لا يتساهل العبد بالخواطر التي تأتي الى قلبه. لانها ربما تمكنت من قلبه ولبثت فيه ونمت ثم عزائم له فيكون عازما على ما حرم الله سبحانه وتعالى جازما عليه متمكنا منه لكنه لم يظهره في الخارج فهذا في اصح القولين يؤاخذ على ذلك وتكتب عليه سيئة. ومن اهم وظائف العبودية حراسة الخواطر ومن اهم وظائف العبودية حراسة الخواطر. بان يتفطن العبد الى ما يرد على قلبه من الخواطر. فلا يأذن ان تلل الى قلبه الا خاطر يحمد عاقبته واما الخاطر الذي لا يعرف عاقبته او يعرف ان عاقبته وخيمة فانه يسارع الى نفيه من قلبه ونفس الانسان ان لم يشغلها بما ينفعها شغلته بما يضرها فان القلوب لا تبقى عاطلة الا في حال الجنون او الموت واما مع بقاء العقل والحياة فلا بد ان تتجدد الواردات على القلب فاذا لم يراعي المرء حراسة خواطره وصيانة قلبه واشغال قلبه بما ينفعه والا اضره وكان السلف رحمهم الله تعالى لعقلهم هذا الاصل يعظمون عبادة التفكر وعبادة التفكر عبادة قلبية بان يرسل المرء قلبه فيما ينفعه من التفكر في الاء الله وفي خلقه او في احكامه الشرعية ذلك يكون من ثمرات فكرهم ما يزيد ايمانهم ويقوي علومهم فانهم لا يستنبطون العلوم بمجرد وهلة واحدة. بل بدوام فكر فاذا لم تشغل فكرك بما ينفعك من العلم والعمل والصلاح والا ذهبت عنك تلك الفوائد واذا حاذيت حالهم بحالنا تجد ان كثيرا من الناس لا يعرف عبادة التفكر التي قال فيها ابو الدرداء لان ابيت ليلة متفكرا احب الي من ان اقومه متفكر قل احب الي من ان اقومها لان التفكر اقبالا للقلب. يقبل القلب على ما ينفعه يتفكر في خلق الله سبحانه وتعالى. يتفكر في الالاء التي جعلها الله عز وجل له يتفكر في اية يتفكر في حديث ما يجعل خاطره هكذا يسرح ويمرح يمنة ويسرة ولا ينتفع بخاطره. فمتى كان هذا فكره انتفع في ايمانه وفي دينه وفي صلاحه وفي علمه وانت تقرأ مثلا ان ابن المنذر صنف كتابا في شرح حديث جابر في صفة الحج فذكر فيه اكثر من الف فائدة وابن القيم في الجواب الكافي لما ذكر قصة يوسف قال فيها اكثر من الف فائدة وابن العربي في احكام القرآن عند اية الوضوء قال تذاكرنا ما يستنبط منها في بغداد مع اصحابنا فاستخرجنا منها اكثر من ثمان مئة وخمسين فائدة هذي ثمان مئة وخمسين فائدة والفائدة ما تجي وانت تتابع التويتر وانت تتابع الفيسبوك وانت تتابع النت وانت تضيع وقتك فيها لا تجمع قلبك على ما ينفع فالذي يجمع قلبه على ما ينفع تأتي له العلوم وتأتي له الاعمال الصالحة ما ثبت عن ابي هريرة رضي الله عنه انه كان يسبح في اليوم اثنى عشر الف تسبيحة. كيف هذه اثنى عشر الف تسبيحة؟ الناس يقولون الان هذا خيال اثنى عشر الف تسبيحة لا ليس خيال مع الذي يشغل قلبه بما ينفعه هذا ليس خيال لكن الذي يسرح ويمرح ويذهب ويجيء ويخرج ويطلع وينزل ويفتح الصفحات ويقلب الاوراق ويتكلم مع فلان ساعة ومع فلان نصف ساعة والشبة عند فلان بعد العصر وعند الثاني بعد المغرب وعند الثالثة الاولى بعد العشاء والثانية في الوقت الاخير هذا ما يبقى عنده شي ينفعه ما يبقى لكن الانسان يتحفظ يتمتع بما اذن الله به ويحفظ باقي وقته انما قال الحسن وبه نختم ابن ادم انما انت ايام فاذا ذهب منك يوم ذهب منك بعضك هذي حقيقية ابن ادم نسأل الله عز وجل ان يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين