السلام عليكم ورحمة الحمد لله الذي جعل العلم للخير الاساس والصلاة والسلام على محمد المبعوث رحمة للناس وعلى آله وصحبه البررة الاكياس. اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح بالرابع من برنامج اساس العلم في سنته السادسة سبع وثلاثين واربعمائة والف بمدينته السابعة مدينة الكويت فهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام. المعروف شهرة من اربعين النووية للعلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله المتوفى سنة ثمان وستين وست مئة بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فاللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات قال العلامة النووي رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والاراضين مدبر قال مدبر الخلائق اجمعين باعث الرسل صلواته وسلامه صلواته وسلامه عليه من المكلفين لهدايتهم وبيان شرائع الدين بالدلائل القطعية واضحات البراهين. احمده على جميع نعمه واسأله المزيد من فضله وكرمه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد القهار. الكريم الغفار واشهد لان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله افضل المخلوقين. المكره بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة الا تعاقب السنين وبالسنن المستنيرة للمسترشدين المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين والكل وسائر الصالحين اما بعد فقد روينا عن علي ابن ابي طالب ابن عبد الله ابن مسعود ومعاذ ابن جبل وابي الدرداء وابن عمر ابن عباس انس ابن مالك وابي هريرة وابي سعيد الخدري رضي الله عنهم اجمعين. من طرق كثيرات بروايات متنوعات ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء. وفي رواية بعثه الله فقيها عالما. وفي رواية ابي الدرداء وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا وفي رواية ابن مسعود قيل له ادخل من اي ابواب الجنة شئت. وفي رواية ابن عمر كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء. واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب ما لا يحصى من ما لا يحصى من المصنفات. فاول من علمته صنف ففيه عبد الله ابن المبارك ثم محمد ابن اسلم الطوسي العالم الرباني ثم الحسن ابن سفيان النسوي وابو بكر الاجري وابو بكر محمد بن ابراهيم الاصبهاني والدارقطني والحاكم وابو نعيم وابو عبدالرحمن من السلمي وابو سعد المالني وابو عثمان الصابوني وعبدالله بن محمد الانصاري وابو بكر البيهقي وخلائق لا يحصون من المتقدمين او المتأخرين وقد استخرت الله تعالى في جمع اربعين حديثا اقتداء بهؤلاء الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام قد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال. ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث. بل الى قوله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة ليبلغ الشاهد منكم الغائب. وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة ثم اتبعها بحمد الله وذكر الشهادتين مقرونتين مصليا ومسلما على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه وسائر الانبياء والصالحين واشار بطرف خفي الى مقصوده في كتابه بقوله في نعت النبي صلى الله عليه وسلم المخصوص بجوامع الكلم ومبتغاه في هذا الكتاب افراد جملة من الاحاديث النبوية الموصوفة بهذا الوصف وجوامع الكلم هي ما خل مبناه وجل معناه. هي ما قل مبناه وجل معناه فتكون الالفاظ قليلة والمعاني جليلة وجوامع الكلم التي اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم والاخر ما صدق عليه الوصف المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم من صدق عليه الوصف المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم في كون اللفظ قليلا والمعنى جليلا في كون اللفظ قليلا والمعنى جليلا ثم صدرا بذكري معتمد من صنف الاربعينيات وهو قوله صلى الله عليه وسلم من حفظ على امتي الحديث وساقه من حديث جماعة من الصحابة بروايات مختلفة وابتدأ سوقه له بقوله قوينا وهذه الكلمة فيها لغتان احداهما انضموا الرائي وكسر الواو مشددة روينا والاخرى فتح الراء والواو بلا تشديد. روينا وكل واحدة منهما تستعمل في المقام اللائق بها فان كان الراوي عمد الى حديث شيوخه واستخرجه منهم قال روينا فان كان الراوي عمد الى حديث شيوخه واستخرجه منهم قال روينا وان كان شيوخه تفضلوا عليه بالرواية فبذلوها له قال روينا وان كان شيوخه تفضلوا عليه بالرواية فبذلوها له. قال روينا. اي روى لنا مشايخنا وذكرت فيها لغة ثالثة بضم الراء وكسر الواو بلا تشديد بظم الراء وكسر الواو بلا تشديد روينا وهي فرع عن اللغة الاولى فليست اصلا مستغلا برأسه ثم ذكر ان الحديث المذكور متفق على ضعفه وان كثرت طرقه فمع كثرة طرقه لم تقوى على انجبارها بشدة ضعفها والحديث اذا كثرت طرقه مع شدة الضعف لم يتقوى بعضها لبعض فشرط التقوية لكثرة الطرق الضعيفة الا يشتد ضعفها. فشرط التقوية لكثرة الطرق الضعيفة الا يشتد ضعفها والاتفاق الذي ذكره يريد به اتفاقا قديما فان من المحدثين بعد القرن الخامس من ذهب الى تقوية الحديث والجزم بحسنه والقول بالظعف اقوى ثم ذكر رحمه الله جماعة ممن تقدمه من المصنفين في الاربعينيات واردفه بذكر الباعث له على جمع الاربعين وهو شيئان احدهما الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام حفاظ الاسلام. الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام حفاظ الاسلام والاخر بذل الجهد في بث العلم بذل الجهد في بث العلم املا بقوله صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد منكم الغائب متفق عليه من حديث ابي بكرة رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله رأى سمع ما قال فيه فوعاها فاداها كما استمعها رواه ابو داوود والترمذي من حديث الزيد ابن ثابت واسناده صحيح ثم ذكر في اثناء كلامه جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال مع عزو ذلك الى اتفاق اهل العلم وفيه نظر من وجهين احدهما عدم التسليم بصحة دعوى الاتفاق فمن العلماء الاعلام من صرح بعدم الاعتداد بالحديث الضعيف ولو كان في فضائل الاعمال ففي صحيح الحديث غنية عن ضعيفه وممن شهر عنه هذا واطنب في تقريره مسلم ابن الحجاج في مقدمة صحيحه والاخر ان الصحيح عدم جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال عدم جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال ما لم يقترن بما يدعو اليه ما لم يقترن بما يدعو اليه كاجماع باجماع او قول صحابي لا مخالف لف او موافقته مقاصد الشريعة واصولها واضح يعني الحديث الضعيف لا يعمل به ما لم يقترن بامر خارجي كالذي ذكرنا طيب اذا كان كذلك لماذا يذكر انه عمل بالحديث الضعيف يعني مثلا الاحاديث الواردة في توجيه الميت الى القبلة ضعيفة ومع ذلك يعمل بها لماذا لما صح عن عطاء ابن ابي رباح رحمه الله قال لا تعرف احدا يعقل يترك ذلك في ميته يعني هذا امر مستقر عند المسلمين. رواه عبد الرزاق المصنف واسناده صحيح. فهذا عمل جاري عند المسلمين في زمن الصحابة والتابعين الان يعمل بالحديث الضعيف هذا. طيب لماذا قيل يعمل بالحديث الضعيف ولم يقال بعمل بعمل الصحابة والتابعين طيب لان الحديث الضعيف لا يقطع بان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقله القطع بذلك موقوف على راوي الحديث جوع ولكن يمنع منه مبالغة في صيانة الجناب النبوي. لان الراوي الذي يغلط ويخلط في روايته لا يتساهل في نسبة ما روى الى النبي صلى الله عليه وسلم لكن لا نقطع بان النبي صلى الله عليه وسلم في الامر نفسه لم يقله. واضح واضحة المسألة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ثم من العلماء من جمع الاربعين في اصول الدين. وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد وبعضهم في الاداب وبعضهم في الخطب وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصدها وقد رأيت جمع اربعين اهم من فمن هذا كله وهي اربعون حديثا مشتملة على جميع ذلك. وكل حديث هنا قاعدة عظيمة من قواعد الدين. قد وصفه العلماء وبان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحو ذلك. ثم يلتزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة ومعظمها في صحيحي البخاري ومسلم. واذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها ان شاء الله تعالى ثم اتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها. وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث لما اشتملت عليه من المهمات واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره وعلى الله الكريم اعتمادي واليه تفويضي واستنادي وله الحمد والنعمة وبه التوفيق والعصمة ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة شوق كتابه وانه يرجع الى سبعة امور اولها انه مشتمل على اربعين حديثا وهو كذلك بالغاء الكسر فان عدتها باعتبار التراجم اثنان واربعون حديث فان عدتها باعتبار التراجم اثنان واربعون حديثا وباعتبار تفصيلها هي ثلاثة واربعون حديثا او باعتبار تفصيلها هي ثلاثة واربعون حديثا فترجمة الحديث السابع والعشرين فيها حديثان فترجمة الحديث السابع والعشرين فيها حديثان كما سيأتي فذكر الاربعين عددا لها بالغاء الكسر اي ما دون الخمسة وهذا من سنن عربي في كلامها والثاني ان هذه الاربعين شاملة لابواب الدين اصولا وفروعا وقد قارب رحمه الله وترك للمتعقب فاستدرك اعليه الصوفي ثم ابو الفرج ابن رجب في تكملته المشهورة والثالث ان كل حديث منها قاعدة من قواعد الدين وصفه العلماء بان مدار الدين عليه او هو نصف العلم او ثلثه او ربعه ووصفه بذلك تعظيم له والرابع ان كل هذه الاحاديث ان كل هذه الاحاديث صحيحة باعتبار ما اداه اليه اجتهاده. باعتبار ما اداه اليه اجتهاده قسم الصحيح عنده بمعنى الثابت فيشمل الصحيح والحسن اصطلاحا. فيشمل الصحيح والحسن اصطلاحا. فوصفه جملة الاحاديث بكونها احاديث حسنة لا يقدح بما ذكره من الصحة هنا فانه يريد بالصحة الثبوت والقبول فالخامس ان معظمها في الصحيحي البخاري ومسلم وعدة ما فيها منهما تسعة وعشرون حديثا اتفاقا وانفرادا تسعة وعشرون حديثا اتفاقا وانفرادا والسادس انه يذكرها محذوفة الاسانيد لانه يذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم نفعها فالمقصود بالحفظ هو لفظ النبي صلى الله عليه وسلم الذي يسمى مثنا والاسناد انما يراد لمقصد مناسب لمقامه ولما وضعت التصانيف وقيدت الكتب وحفظت الدواوين صار العزو اليها مغنيا عن حفظ الاسناد لان من ابتغى اسناد هذا الحديث رجع الى تلك الاصول فحفظ الاسناد زينة انما يطلب فيما زاد عن حفظ اصول العلم. فاذا حفظ اصول العلم فاراد ان يزيد من الزينة وهي في باب الحديث الاسناد وكذا في كل باب من العلم توجد من المحفوظات ما هي زينة من ملح العلم زائدة عن صلبه على صلبه فهذا امر لا بأس به. واما انفاق الوقت والجهد في مبتدأ الطلب في حفظ زينة العلم فهذا يؤدي الى تضييع طلب العلم كالذي يعمد الى اربعين نوية فيستخرج اسانيد مروياتها ليحفظها باسانيدها والسابع انه يتبعها بباب هي ضبط خفي الفاظها انه يتبعها بباب في الضبط خفي فاظها وهو بمنزلة الشرح الوجيز لها وهو بمنزلة الشرح الوجيز لها يغني حفظه عن الاحتياج الى غيره في ظبط الفاظها يغني حافظه عن الاحتياج الى غيره في ضبط الفاظها. ويمنعه من الغلط على النبي صلى الله عليه وسلم فيما ينسب اليه من القول وهو عند جماعة معدود في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم احسن الله اليكم قال النووي رحمه الله تعالى الحديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه رواه امام المحدثين ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن المغيرة ابن نسبة البخاري الجوفي. وابو الحسين مسلم ابن الحجاج ابن مسلم القشيري النيسابوري. في صحيحيهما اللذين هما اصح الكتب المصنفة هذا الحديث هو في الصحيحين باعتبار اصول الفاظه واما اللفظ المذكور فهو ملفق من روايتين عند البخاري واما اللفظ المذكور فهو ملفق من روايتين عند البخاري ووجود اصله عندهما سوغ عزوه اليهما ووجود اصله ووجود اصله عندهما سوغا عزوه اليهما فهو من الاحاديث المتفق عليها. وقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى جملة تتضمنان خبرين فالجملة الاولى انما الاعمال بالنيات قبر عن حكم الشريعة على العمل. خبر عن حكم الشريعة على العمل والجملة الثانية وانما لكل امرئ ما نوى خبر عن حكم الشريعة على العامل قبر عن حكم الشريعة على العامل فالنيات فالاعمال وعمالها معلقة بالنيات والنية هي قصد القلب الى العمل تقربا الى الله قصد القلب الى العمل تقربا الى الله ولما قرر النبي صلى الله عليه وسلم هاتين القاعدتين في العمل والعامل ذكر مثالا يتبين به المقال. فقال صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله رسوله الى اخر الحديث فذكر عملا واحدا هو الهجرة اثرت فيه النية عملا وعاملا فمن هاجر الى الله ورسوله نية وقصدا فقد هاجر الى الله ورسوله اجرا وثوابا وجيء بالجملة نفسها في العمل والجزاء بتقرير تحقق الثواب عليه. وجيء بالجملة نفسها في العمل والجزاء لتحقق وقوع الثواب عليها ثم ذكر من هاجر الى دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها وانه ليس له من هجرته الا ما نوى فطوى النبي صلى الله عليه وسلم جزاءه تحقيرا له فقال فهجرته الى ما هاجر اليه. اي ليس له حظ من الهجرة سوى ما حركه اليها في قصدها واختار النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المثال بالهجرة دون سائر الاعمال لانها عمل لم تكن تعرفه العرب من قبل فاصل الهجرة ترك المرء بلده ولم تخن العرب تترك بلادها الا لطلب الربيع ثم ترجع اليها او لغلبة عدو عليها او لغلبة عدو عليها فلما جاء الاسلام بالهجرة من بلد الشرك الى بلد الاسلام كان عملا غير مألوف فضرب به المثال تعظيما له وضرب به المثال تعظيما تعظيما له. ليعلم ان من هاجر الى الله ورسوله نية وقصدا فقد وقع فاجره على الله عز وجل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى في الحديث الثاني عن عمر رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر. لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه. وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله؟ وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت فاجبنا له يسأله ويصدقه قال فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال صدقت قال اخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه فانه يراك. قال فاخبرني عن قال ما المسؤول عن هذي اعلى من السائل قال فاخبرني عن اماراتها قال ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة اماراتها ولا امارتها؟ السلام عليكم. قال فاخبرني عن امارتها. قال ان تلد ان تلد الامة ربتها ان ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان. قال ثم انطلق فلبست مليا ثم قال يا عمر اتدرين من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم. رواه مسلم الحديث اخرجه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ وليس عنده في النسخ التي انتهت الينا قوله جلوس في اوله ووقع في اخره ثم قال لي يا عمر بزيادة لي وقول عمر رضي الله عنه فيه فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه اي اسند ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم وقع التصريح بهذه الصورة في حديث ابي ذر وابي هريرة رضي الله عنهما مقرونين عند النسائي فالداخل على النبي صلى الله عليه وسلم جاء اليه حتى قعد بين يديه فاسند ركبتيه الى ركبتيه فجعل معتمد ركبتيه هو ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم. ثم وضع كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم والحامل له على هذا اظهار شدة حاجته وافتقاره الى جواب سؤاله. اظهار شدة حاجته وافتقاره الى جواب سؤاله وهذا من سنن العرب في احوالهم من الجاهلية الى يومنا هذا فان من رام اجابته في شيء عظيم انطرح على من يطلبه. فان من رام اجابته في شيء عظيم انطرح لا من يطلبه ومن صور القاء النفس عليه المذكور في هذا الحديث من اسناده ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضعه كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم وقوله يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله الى اخره موافق للحديث الثالث وسيأتي سيأتي بيانها فيه. وقوله فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته الحديث وهو متظمن بيان اركان الايمان وحقيقته المستفادة منه وهو متضمن بيان اركان الايمان وحقيقته المستفادة منه ثم قوله اخبرني عن الاحسان فقال ان تعبد الله الى اخره وهو يتضمن ايضا بيان اركان الاحسان وحقيقته المستفادة منه فهذا الحديث المذكور اعد فيه النبي صلى الله عليه وسلم اركان مراتب الدين الثلاث الايماني والاسلام والاحسان ثم استفاد اهل العلم حقائق هذه المراتب من عد الاركان فانك لا تجد في شيء من الاحاديث بيان حقيقة الاسلام والايمان والاحسان بلفظ يدل عليها. وانما قصد الى بيانها بذكر اركانها ولهذا فان العقيدة الواسطية التي تقدمت معنا وضعها مصنفها وفق ترتيب حديث جبريل بالايمان فانه قدم الاركان ام حقيقة الايمان الاركان قدم الاركان ثم بعد ذلك عقد فصلا ذكر فيه حقيقة الايمان والحامل له على ذلك هو متابعة خطاب الشرع فخطاب الشرع جاء فيه تقرير الاركان واستفيد منها الحقيقة جاء فيه تقرير الاركان واستفيد منها الحقيقة. فاركان الايمان ستة هي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وحقيقة الايمان كما تقدم انه يقع في الشرع على معنيين احدهما عام وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم والاخر خاص وهو ايش مم وهو التصديق الجازم لا يكفي ترى الجملة الأولى هذي الجملة الأولى تصير موافقة لبعض المذاهب المرذولة لابد من تمامها حتى يسمن القول والعمل. التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة ثم ذكر الاحسان والاحسان كما تقدم ايضا له معنيان احدهما الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم لم وايضا هو اتقان الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة المراقبة واركان الاحسان كما تقدم في الشرح ثلاثة الاصول كم الاخ ها نعم انت اثنان وهما اذا ما يصير هذا كذا ها الرفاعي شيء واحد عبادة صلاح على مقام احسنت وهما ركنان احدهما عبادة الله عز وجل والاخر فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة فهذان هما ركنا الاحسان ثم قال فاخبرني عن امارتها. يعني الساعة والامارة هي العلامة وقد ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم علامتين للساعة الاولى ان تلد الامة ربتها والامة هي الجارية المملوكة والامة هي الجارية المملوكة والربة هي مؤنث الرب واصله في كلام العرب المالك والسيد والمصلح للشيء. اصله في كلام العرب المالك هو السيد والمصلح للشيء والثانية ان ترى الحفاة ان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاي يتطاولون في البنيان ان يتنافسون في رفعه اولى وقد كانوا من اهل العدم والحاجة ووصفهم بانهم الحفاة العراة العالة اي الفقراء ثم لينتهي بهم الامر الى فتح ابواب الدنيا عليهم حتى يتفاخروا تطاولا اي رفعا في السماء للبنيان واضح طيب ما علاقة هاتين العلامتين لصدر الحديث يعني الان قال له ما الاسلام؟ ما الايمان؟ ما الاحسان؟ اخبرني اخبرني اخبرني ثم سأله عن الساعة ثم طلب منه علامات معلقة اخر الحديث في اول الحديث والحديث يتكلم عن الاعمال الحديث وصلة اخر الحديث بصدره ان الجمل الاولى في بيان ما يطلب من الاعمال ان الجمل الاولى في بيان ما يطلب من الاعمال والجملة الاخيرة بالاشارة الى جزاءه في المآل بالاشارة الى جزائه في المآل. فالعبد يطلب منه الاسلام والايمان والاحسان والاحسان ثم يكون جزاؤه عليه يوم القيامة اذا صار الى الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى في الحديث الثالث عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان. رواه البخاري ومسلم. هذا حديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه. واللفظ لمسلم وقوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام اي الدين الذي بعث به صلى الله عليه وسلم فانه شبه ببناء له قنص دعائم هي اركانه التي عدها النبي صلى الله عليه وسلم. وهي شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت فما وراء هذه الاركان من شرائع الاسلام لا يعد ركنا لا يعد ركنا فشرائع الاسلام باعتبار الركنية نوعان فشرائع الاسلام باعتبار الركنية نوعان. احدهما شرائع هي اركان وهي الخمس المذكورة شرائع هي اركان وهي الخمس المذكورة. والاخر شرائع ليست اركانا وهي بقية شرائع الاسلام من الفرائض والنوافل. بقية الشرائع الاسلامي من الفرائض والنوافل واضح واظح ام غير واظح طيب بعض اهل العلم تجده يذكر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول وهو الركن السادس او يدخل الجهاد ويقول هو الركن السادس ما وجه كلامهم صواب ام خطأ ما وجهه ما الجواب اه من احسن والجاري في كلام اهل العلم من وصف شيء من الشرائع غير الخمس لانه الركن السادس المراد به تعظيمه لا الحاقه بها تعظيمه لا الحاقه بها وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث اركان الاسلام واحدا واحدا. فالركن الاول هو الشهادة لله ولمحمد صلى الله عليه وسلم. والركن منها هو الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة والركن الثاني اقام الصلاة والمراد بها الصلوات الخمس المكتوبة في اليوم والليلة. والركن الثالث ايتاء الزكاة والمراد بها ايش نعم احسنت. والمراد بها الزكاة المفروضة في الاموال المعينة هو الركن الرابع حج البيت والمراد به حج بيت الله الحرام مرة واحدة في العمر والركن الخامس صوم رمضان والمراد به صوم شهر رمضان في كل سنة فما يرجع الى هذه الاركان اذا شاركها في اصلها لا يعد من جملتها. فالذي ذكرنا لكم في زكاة ايش؟ الفطر انها واجبة لكن ليست من جملة ركن الزكاة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى في الحديث الرابع عن ابي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما. ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه وعمله وشقي ام سعيد؟ فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكونوا بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وان ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل جنتي فيدخلها. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث مخرج في الصحيحين كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه وهو عندهما بسياقات قريبة منه وهو عندهما بسياقات قريبة منه. وقوله ان احدكم يجمع خلقه المراد جمع خلقه انضموا نطفة الرجل الى نطفة المرأة في الرحم. ضم نطفة الرجل الى نطفة المرأة في الرحم فالمراد بالجمع هنا كونه نطفة كونه نطفة بالتقاء ماء الرجل والمرأة وقوله ثم يكون علقة اي بعد ذلك اي بعد ذلك والعلقة هي القطعة من الدم والعلاقة هي القطعة من وقوله ثم يكون مضغة اي بعد كونه علقة والمضغة هي القطعة الصغيرة من اللحم. هي القطعة الصغيرة من اللحم وقوله ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات وقع عند البخاري التصريح بان النفخ متأخر عن كتابة الكلمات. وقع في رواية عند البخاري تصريح بان النفخ متأخر عن كتابة الكلمات. فتكتب الكلمات اولا ثم تنفخ فيه الروح وكتابة المقادير تقع في الرحم مرتين وكتابة المقادير تقع في الرحم مرتين الاولى بعد الاربعين الاولى في بداية الثانية. بعد الاربعين الاولى في بداية الثانية فوقع التصريح بها في حديث حذيفة الغفار عند مسلم. وقع التصريح بها في حديث حذيفة الغفاري عند مسلم. والثانية بعد الاربعين الثالثة بعد الاربعين الثالثة. وهي المذكورة في حديث ابن مسعود رضي الله عنهما والقول بتكرار كتابة المقادير هو احسن مذاهب اهل العلم بالتأليف بين والقول بتكرار كتابة المقادير هو احسن مذاهب اهل العلم في التأليف بينها آآ وهو خيار ابي عبد الله ابن القيم في شفاء العليل والتبيان وحاشية تهذيب السنن ابي داود يعني يكتب اولا في الاربعين الثانية ثم بعد الاربعين الثالثة يكتب مرة ثانية طيب لماذا لماذا تتفرغ كتابة المقادير نعم تأكيد ايش يعني اكيد ثبوت المقادير ونفوذها وتكرار الكتابة وتكرار الكتابة لتأكيد ثبوت المقادير ونفوذها. لتأكيد ثبوت المقادير وان قدر الله لا يتخلف وقوله ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة الحديث هو باعتبار ما يبدو للناس هو باعتبار ما يبدو للناس. وقع التصريح بهذا في حديث سهل بن سعد في الصحيحين وقع التسريح بهذا في حديث سهل بن سعد في الصحيحين فهو يعمل بعمل اهل الجنة فيما يظهر للناس وعنده عمل من اعمال اهل النار ويعمل بعمل اهل النار فيما يظهر للناس وعنده عمل من اعمال اهل الجنة فيكون منتهى الاول الى الجنة فيكون منتهى الاول الى النار ومنتهى الثاني الى الجنة والحامل على اختلاف مآلهما هو ان الاول له خسيسة ترجيه في النار والثاني له خصيصة تجعله من اهل الجنة فالخسائس القلبية الخفية وان كان صاحبها يعمل فيما يبدو للناس بعمل اهل الجنة تجذب صاحبها فتجره الى عمل اهل النار والخصائص القلبية وان كان صاحبها يعمل بعمل اهل النار فانها تجذبه الى عمل اهل الجنة فيعمل باعمالهم وهذا معنى قول سعيد بن جبير رحمه الله ان الرجل ليعمل الحسنة يدخل بها النار ان الرجل ليعمل الحسنة يدخل بها النار وان الرجل ليعمل السيئة يدخل بها الجنة وان الرجل ليعمل السيئة يدخل بها الجنة. وتفسير هذه الجملة ان الاول يعمل الحسنة فيغتر بها ويمنها على الله ويستعلي بها على خلق الله فترديه في نار جهنم والثاني يعمل السيئة فيكون في قلبه من الانكسار للجبار ومخافة الشناري والعار والرهبة من عذاب الله ما يوجب له رحمة الله سبحانه وتعالى فالواجب على العبد الا يغتر بحسناته واذا عمل شيئا من الخير لله عز وجل لم يجعله مشهودا بين عينيه. فان دوام شهود الحسنة يفضي الى فساد القلب فانه يبقى يذكر هذه الحسنة فيمنها على الله ويستكبر بها على عباد الله وحقيقة الحال الكاملة ان يعبد ان يعمل العبد العمل لله ويسأله قبوله وينساه فانه اذا بقي في قلبه اعاقه عن الازدياد من العمل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وعن ام المؤمنين ام عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. فقد علقها البخاري هذا الحديث مخرج في الصحيحين ايضا متفق عليه باللفظ الاول. واما اللفظ الثاني فهو عند مسلم موصولا. اي رواه باسناده واما البخاري فانه رواه معلقا وتقدم ان المعلق باصطلاح المحدثين ما سقط فوق مبتدأ اسناده من المصنف راو او اكثر فاذا سقط شيخ المصنف او هو ومن فوقه سمي هذا معلقا وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث مسألتين عظيمتين فالمسألة الاولى بيان حد المحدثة في الدين. بيان حد المحدثة في الدين التي سمتها الشريعة بدعة وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فحقيقة البدعة تدور على اربعة امور فحقيقة البدعة تدور على اربعة امور اولها ان البدعة احداث ان البدعة احداث وثانيها ان ذلك الاحداث في الدين لا في الدنيا ان ذلك الاحداث بالدين لا في الدنيا. وثالثها انها احداث في الدين بما ليس منه انها احداث في الدين بما ليس منه. اي لا يرجع الى اصوله ومقاصده. اي لا يرجع الى اصوله ومقاصده ورابعها ان هذا الاحداث في الدين يقصد منه التعبد. ان هذا الاحداث في الدين يقصد منه التعبد ففاعل البدعة يريد التقرب بها الى الله. ففاعل البدعة يريد بها التقرب الى الله فالحد الشرعي للبدعة مستفادا من الحديث انها ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد انها ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد والمسألة الثانية بيان حكم البدعة في قوله صلى الله عليه وسلم فهو رد اي مردود على صاحبه فالبدع مردودة على اهلها لا يقبلها الله منه. فالبدع مردودة على اهلها لا يقبلها الله منهم وقوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الثانية من عمل عملا ليس عليه امرنا اعم من الرواية الاولى اعم من الرواية الاولى فانه يبين رد نوعين من العمل انه يبين رد نوعين من العمل احدهما عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة. وقع زيادة على حكم الشريعة يعني والاخر عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا لحكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا لحكم الشريعة فالاول يتعلق باحداث البدع المحدثة الاول يتعلق بابطال البدع المحدثات والثاني يتعلق بازالة المنكرات الواقعة والثاني يتعلق بازالة المنكرات الواقعات فالرواية المذكورة كيف الشرع بارسال البدع والمنكرات. فالرواية المذكورة سيف الشرع في ابطال البدع والمنكرات وهذا الحديث هو ميزان الاعمال الظاهرة كما ان حديث عمر رضي الله عنه انما الاعمال بالنيات هو ميزان ايش الاعمال الباطنة ذكره ابن تيمية الحفيد وشيخ شيوخنا عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي. نعم نفع الله بكم قال رحمه الله تعالى في الحديث السادس عن ابي عبدالله النعمان البشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من ناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. وما وقع في الشبهات وقع في الحرام. كالراعي يرعاها وللحين ما يوشك ان يرتاع في الاوان لكل ملك حمى. الا وان حمى الله محارمه. الا وان في هذه مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه وفيه الخبر بان الاحكام الشرعية الطلبية من جهة ظهورها نوعان ان الاحكام الشرعية عية الطلبية من جهة ظهورها نوعان النوع الاول بين جلي بين جلي فالحلال بين والحرام بين كحل بهيمة الانعام وحرمة الزنا والاخر مشتبه متشابه مشتبه متشابه والمشتبه المتشابه من الاحكام الشرعية الطلبية هو ما لم تتبين دلالته ولاتضح حكمه ومعناه ما لم تتبين دلالته ولا اتضح حكمه ومعناه فاذا قطع النظر عن ذلك سمي مشتبها او متشابها والناس في الاحكام الشرعية الطلبية المشتبهة عليهم قسمان. والناس في الاحكام الشرعية الطلبية المشتبهة عليهم اثنان احدهما من يكون متبينا لها عالم عالما بها من يكون متبينا لها عالما بها فلا حرج عليهم في تناولها فلا حرج عليهم في تناولها وهم مذكورون في قوله صلى الله عليه وسلم لا يعلمهن كثير من الناس فان نفي العلم عن كثير منهم يفيد اثباته لكثير منهم فان نفي العلم عن كثير منهم يفيد اثباته لكثير منهم. والقسم ثاني من لا يتبينها ولا يعلم حكم الله فيها. من لا يتبينها ولا يعلم حكم الله فيها وهؤلاء صنفان وهؤلاء صنفان احدهما المتقي للشبهات التارك لها. المتقي للشبهات التارك لها والآخر الواقع فيها الراكع في جنباتها الواقع فيها الراكع في جنباتها والسالمون من شرورها هم الأولون والسالمون من شرورها هم الأولون فالعبد منهي فعن تعاطي المشتبهات اذا لم يتبين العبد منهي عن تعاطي الشبهات اذا لم يتبينها والداعي الى حظره ومنعه منها امران. والداعي الى حظره ومنعه منها امران احدهما الاستبراء لدينه وعرضه. الاستبراء لدينه وعرظه اي اي طلب براءة دينه عند الله وعرضه عند الناس اي طلب براءة دينه عند الله وعرضه عند الناس والاخر ان من وقع في الشبهات جرته الى المحرمة ان من وقع في الشبهات جرته الى المحرمة فاتقاء الشبهات يفضي الى اتقاء المحرمات. فاتقاء الشبهات يفضي الى اتقاء المحرمة والتسارع في الشبهات يجر الى الوقوع في المحرمات والتسارع من الشبهات يجر في الشبهات يجر الى الوقوع في المحرمات فيكون تناول المشتبه بالنسبة لمن لا يتبينه ما حكمه واجب تناول الشبهات لمن لا يتبين يكون محرما يكون محرما الناس الان يعكسونها يقولون الاصل في المشتبه الحل حتى يفتي المشايخ انه حرام هذا جابوه من روسه ليس من الشرع يجد مثل معاملة مالية لا يتبين حكمها يختلف فيها العلماء لحدوثها نازلة. فمجرد ان الناس يسمعون بهذا النوع من المعاملات يبتغون الربح فيدخلون ايه ويقولون ندخل فيه فاذا افتي بتحريمه خرجنا. وهذا محرم الذي لا يتبين مشتبه لا يجوز له الدخول فيه اصلا ابتداء فيمنع من ذلك للامرين الذين ذكرنا. وقوله في الحديث حمى الله محارمه اي هي التي منعها الله عز وجل وحماهم عنها اي هي التي حماها الله ومنعهم منها. وقوله في اخر الحديث وان في الجسد مضاه يبين عظيم اثر القلب صلاحا وفسادا. يبين عظيم اثر القلب صلاحا وفسادا فمن صلح قلبه صلح جوارحه. ومن فسد قلبه فسدت جوارحه وذكرت هذه الجملة في اخر الحديث للاعلام باثر التحفظ من الشبهات والوقوع فيها في صلاح القلب وفساده. للاعلام باثر التحفظ من الشبهات والوقوع فيها في صلاح القلب وفساده. نعم احسن الله اليكم قال المؤلف رحمه الله تعالى في الحديث السابع عن ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة مسلمين وعامتهم رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من زوائده هي عليه وقوله فيه الدين النصيحة اي الدين كله مرده الى النصيحة فهي جامعة له وحقيقة النصيحة شرعا قيام الناصح بما للمنصوح من حق. قيام الناصح بما للمنصوح من حق فالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولائمة المسلمين وعامتهم هي القيام بحقوقهم هي القيام بحقوقهم والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان احدهما نصيحة منفعتها للناصح وهي النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم والاخر نصيحة منفعتها للناصح والمنصوح معه منفعتها للناصح والمنصوح مع وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم. وهي النصيحة يا ائمة المسلمين وعامتهم فترجع بركتها على الناصح والمنصوح معا بخلاف النوع الاول فان بركته ومنفعته ترجع الى باذل النصح وهو المسلم القائم بحق الله وحق كتابه وحق رسوله صلى الله عليه وسلم افضل الاخ المؤذن الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا ان الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله الله اكبر لا اله الا الله نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما الحديث الثامن. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى في الحديث الثامن وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه. واللفظ للبخاري وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين النوع الاول ما يثبت به الاسلام ما يثبت به الاسلام وهو الشهادتان فمن جاء بهما ثبت له عقد الاسلام وصار مسلما. فمن جاء بهما ثبت له عقد الاسلام وصار مسلما معصوما الدم والمال والعرض والنوع الثاني ما يبقى به الاسلام ما يبقى به الاسلام واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة. ولهذا ذكرا في الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم اذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم اي صارت دمائهم واموالهم حراما غير حلال صارت دمائهم واموالهم حراما غير حلال لما علم من ظاهرهم دون اعتداد ببواطنهم العصمة نوعان وهذه العصمة نوعان احدهما عصمة في الحال عصمة في الحال. ويكتفى ويكتفى فيها بالشهادتين. ويكتفى فيها بالشهادتين. فمن جاء بهما ثبتت له عصمة الدم والمال والعرض حالا فمن جاء بهما ثبتت له عصمة الدم والمال والعرض حالا. والثاني عصمة المآل اي العاقبة ولا يكتفى فيها بالشهادتين بل لا بد من الاتيان بحقوقهما من شرائع الاسلام الاسلام. ولا يكتفى فيها بالشهادتين بل لا بد من الاتيان بشرائعهما من حقوق الاسلام وعندئذ تثبت له عصمة المآل ان يبقى محفوظة الدم والمال والعرض يعني انسان يقاتل المسلمين فلما اخذ وشهر السيف عليه قال لا اله الا الله هذا ثبتت له عصمة ام لم تثبت ثبتت له عصمة هي عصمة الحال. يعني يكف عنه حالا ثم لا تبقى هذه العصمة الا اذا التزم بحقوق الشهادتين من شرائع الاسلام يعني لو ان واحدا من هؤلاء لما سهر عليه السيف قال لا اله الا الله ثم اندرج في غمار المسلمين ثم بقي على ما هو عليه من دعاء غير الله والاستغاثة به والطعن في الرسالة النبوية وغير ذلك فهذا تبقى له العصمة ام لا تبقى لا تبقى فتزول عنه عصمة المآل وقوله صلى الله عليه وسلم الا بحق الاسلام اي لا تنفى عنه تلك العصمة الا بحق الاسلام اي بطريق الشرع اي بطريق الشرع فالعصمة التي تثبت للمسلم في دمه او ماله او عرظه ما الذي يرفعها حكم الشرع مو حكم الهوى الناس الان يتكلمون في كثير من المسائل بحكم الهوى ويظنون ان حكم الشرع مثل واحد تذر منه شيء فقال هذا مفروض ياخذوني يقطعون راسه او مفروض ياخذوني ويقطوني في السجن او مفروض كذا لا مو بالهوا هذا يرجع فيه الى حكم الشريعة. في عرض على القضاء والقضاء هو الذي يبين حكم الشريعة فيه. واذا رأيت حال الناس رأيتهم يتكلمون في الاحوال الحادثة بمجرد اهوائهم ويزعمون انها انتصار للدين تجد انه يزعل من هذا الانتصار للدين. الدين ما تنصره بالهوى. انما تنصره بالحق ليس بهوى ان هذا اذا كان خطأ يرجع فيه الى من يقدر خطأه بحكم الشرع وهم القضاة الشرعيون وهؤلاء القضاة يحكمون فيه بحكم الشرع الذي ذكره صلى الله عليه وسلم فقال بحق الاسلام ما هو بحق الناس او غير ذلك من وجوه ما يدعيه الناس من حقوق. فالشرع محفوظ والمسلم له عصمة في ماله وعرضه ودمه لا تنتهك هذه العصمة الا بدليل الشرع ولم يأتي دين ولا نظام ببيان حق الانسان مثل ما جاء في دين الاسلام. لكن الشأن في معرفة اهله لهذه الحقوق فتجد ان من اهل الاسلام ممن ينتسب اليه ويزعم انه من اهل العلم به يخالف حكم الشرع في سباحته الدماء او الاموال او الاعراض بالهوى واذا كنتم تستنكرون ان داعشا تستبيح الاموال والدماء بالهوى فكثير منا يستبيح الكلام في الاعراض بالهواء نفس الشيء كلها استباحة عصمة لكن الشروط مختلفة والناجي من عصمه الله الناجي من عرف انه يعبد الله في كل امره بحفظ عرظ مسلم او دم مسلم او مال مسلم فلا يتعرض له الا بحكم الشرع ما يتعرض له بهواه. ولذلك احد العلماء صنف كتابا في تفسير القرآن باللغة الروسية في القرن الماضي واشار في بدال احدى الايات اشارة خفية الى تكفير عالم مخالف له في ذلك الزمان. كالجاري بين الناس في منافرات الاقران. فسئل الاخر ما رأيك في تفسير فلان فاثنى عليه فقال له بعض اصحابه انه اشار الى تكفيرك فقال الا هذه الا هذه. هذا الان حكم بايش؟ بالهوى ولا بالهدى لكن بالهدى ما امر هوى نفسه وهذا العالم الراسخ الذي يخاف الله ما يمر الهوى جاء رجل الى شيخ شيوخنا محمد بن ابراهيم ال الشيخ وقال له يا شيخ فلان يحس فيك قالوا ابليس ما لقى نايب عنه الا انت تنقل الكلام اذ قال له ابليس ماني قال ما وجد نايب له الا انت ينقل الكلام الحين واحد منا لا قال لك فلان يتكلم فيه قال وش يقول كيف قاله وين قاله؟ متى قاله؟ مكتوب ولا تسجيل؟ في الانترنت ولا مجلس خاص الى اخر ما لا نفع وراءه. لان فلان المسكين ذلك قلبه ليس بيده فكيف بقلوب غيره العاقل لا يعامل الناس بالهوى وانما يعاملهم بالهدى لكن هذا العقل لا يكتسب الا بتجريد النفس من الهوى وتمام العبودية لله سبحانه وتعالى التي ذكرها ابن تيمية اذ قال العارف يعني بالله وبامره لا يطالب ولا يعاتب ولا يغالب لا يطالب ولا يغالب ولا يعز فهو لا يطالب الناس بشيء. فلا يعاتبهم في شيء ولا يغالبهم على شيء. فيحيى سعيدا ويموت سعيدا لانه لا يريد من الناس شيء وانما يريد من رب الناس سبحانه وتعالى. فقوله الا بحق الاسلام اي لا تنتفي عنه العصمة الا بحق الاسلام وهو نوعان. احدهما ما يبيح دمه وعرضه من الفرائض ترك ما يبيح دمه وماله من الفرائض ترك ما يبيح دمه وماله من الفرائض والآخر انتهاك ما يبيح دمه وعرضه من المحرمات. انتهاك ما يبيح دمه وعرضه من المحرمات فتارة تزول عصمة الدم والمال بترك فريضة وتارة تزول عصمة الدم او المال بفعل محرم وهذا اخر بيان على الجملة في كتاب نستكمله بعد الصلاة باذن الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسوله محمد واله وصحبه وسلم برسول محمد واله