الحمد لله الذي والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد المبعوث رحمة للناس وعلى اله وصحبه البررة الاكياس. اما بعد فهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الرابع من برنامج لاساس العلم في سنته السادسة سبع وثلاثين واربعمائة والف بمدينته الثامنة مدينة تبوك. وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المعروف شهرة للاربعين النووية للعلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله. المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله الحديث التاسع بسم الله الرحمن الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ووالديه وجميع المسلمين. قال المصنف رحمه الله تعالى الحديث التاسع عن ابي هريرة عن ابي هريرة هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه وما استطعتم فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم لكنه قال فافعلوا منه. عوض قوله فاتوا منه وفي الحديث بيان الواجب علينا في الامر والنهي فالواجب علينا في النهي الاجتناب والواجب علينا بالامر فعل ما استطيع منه فالمذكور في الحديث امران فالمذكور في الحديث امران احدهما اجتناب المنهيات اجتناب المنهيات والمراد بالاجتناب الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه والمراد بالاجتناب الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه فهو نهي عن الشيء وعما يوصل اليه فهو نهي عن الشيء وعما يوصل اليه والاخر فعل المأمورات والواجب علينا ان نفعل مما امرنا ما استطعنا منه والواجب ان نفعل مما امرنا ما استطعنا منه ففعل المأمور معلق بالاستطاعة ففعل المأمور معلق بالاستطاعة وقوله صلى الله عليه وسلم فانما اهلك الذين من قبلكم اي اليهود والنصارى هلكوا بكثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم وذكرت الجملة الاخيرة وذكرت الجملة الاخيرة تنبيها الى ما يؤدي الى الوقوع في المنهيات والتفريط في المأمورات. تنبيها الى ما يؤدي الى الوقوع في المنهيات والتفريط في المأمورات وهو كثرة المسائل والاختلاف فيها نعم احسن الله اليكم الحديث العاشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيب وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال يا ايها الرسل قلوبنا الطيبات واعملوا صالحا وقال يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغدر يمد يديه الى السماء يا ربي يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام. وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك؟ رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنهم واوله عنده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ايها الناس ان الله تعالى طيب الى تمام الحديث وقوله ان الله تعالى طيب اي متصف بالطيب اي متصف بالطيب متنزه عن النقائص وما لا يليق متنزه عن النقائص وما لا يليق. وقوله الا طيبا اي الا فعلا طيبا اي الا فعلا طيبا والمراد بالفعل الايجاد والمراد بالفعل الايجاد فيندرج فيه الاعتقاد والقول والعمل فيندرج فيه الاعتقاد والقول والعمل. فلا يقبل الله منهن الا ما كان طيبا والطيب منهن الجامع وصفين احدهما الاخلاص لله والاخر الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين تعظيم للمأمور بانه مما امر به المؤمنون وساداتهم من المرسلين في تعظيم للمأمور بانه مما امر به المؤمنون وساداتهم من المرسلين وفي ذلك حض على لزوم ذلك وامتثاله. وفي ذلك حض على لزوم ذلك وامتثاله. والمأمور به في الايتين شيئان احدهما الاكل من الطيبات والاخر عمل الصالحات احدهما الاكل من الطيبات والاخر عمل الصالحات وهما متلازمان فمن اكل طيبا فاحرى ان يعمل صالحا ومن اكل غير طيب فاحرى ان يعمل غير صالح وقوله ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر الى تمام الحديث فيه ذكر اربعة امور من مقتضيات اجابة الدعاء مقابلة باربعة امور من موانع اجابة الدعاء وهذا احسن ما تكون به المقابلة في المبنى والمعنى تأمل اول وهو مقتضيات اجابة الدعاء فهي اربعة اولها اطالة السفر ومجرد السفر ولو كان قصيرا يستدعي اجابة الدعاء ومجرد السفر ولو كان قصيرا يستدعي اجابة الدعاء ووصف هنا بالطول لبيان شدة استحقاق اجابته. ووصف هنا بالطول لبيان شدة استحقاق اجابة دعائه. والثاني مد اليدين الى السماء مد اليدين الى السماء اي رفعهما سؤالا واستجداء لله عز وجل اي رفعهما سؤالا واستجداءا لله عز وجل. والثالث الى الله باسم الرب التوسل الى الله باسم الرب والرابع الالحاح في الدعاء المدلول عليه بتكرار ندائه يا رب يا رب واما موانع الدعاء فهي اربعة اولها المطعم الحرام وثانيها المشرب الحرام وثالثها الملبس الحرام ورابعها الغذاء الحرام فهؤلاء الاربع المأكل والمشرب المطعم والمشرب والملبس والغذاء متى كنا حراما كانا من اسباب منع اجابة الدعاء والمراد بالغذاء ايش الفرق بين مطعم ومشرب وغذاء مثل والغذاء اسم لكل ما به قوام البدن ونماءه اسم لكل ما به قوام البدن ونماؤه وهو امر زائد على المطعم والمشرب المطعم والمشرب هما من الغذاء لكن من الغذاء ما ليس مطعما ومشربا مثل النوم او الدواء لمريض فهما مما يحفظ به قوام البدن وينمى. ولا يعدان مطعما ولا مشربا وقوله في الحديث فانى يستجاب لذلك اي تبعد اجابة دعائه وهو على تلك الحال اي تبعد اجابة دعائه وهو على تلك الحال فالمقصود تبعيد الاجابة لا القطع بمنعها المقصود تبعيد الاجابة لا القطع بمنعها. لان الله ربما قبل دعاء الكافر وهو اسوأ حالا من المسلم العاصي. لان الله ربما قبل دعاء الكافر وهو اسوأ حالا من المسلم العاصي فالمراد من الحديث التخويف بتبعيد اجابة الدعاء. فالمراد من الحديث التخويف بتبعيد اجابة الدعاء اذا اتصف العبد متحليا بشيء من هذه الموانع بعضها او كلها فمن كان مطعمه حراما او مشربه حراما او غذائه حراما او ملبسه حراما فانه يتخوف عليه الا يجيب الله سبحانه وتعالى دعاءه وعلم منه ان من تحرى في ذلك الحلال فاجدر ان يجاب دعاؤه. وعلم من ذلك ان من تحرى في ذلك الحلال فهو اجدر ان يجيب الله دعاءه. فمن اقام مطعمه مطعمه ومشربه وملبسه وغذاءه فكان حلالا فهو حقيق بان يجيب الله سبحانه وتعالى دعاءه نعم احسن الله اليكم. الحديث الحادي عشر عن ابي محمد الحسن ابن علي ابن ابي طالب ست رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته. رضي الله انه قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك. رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح هذا الحديث رواه الترمذي في الجامع والنسائي في المجتبى من السنن المسندة المعروفة بالسنن الصغرى واللفظ المذكور للترمذي وزاد فان الصدق اطمأنينة والكذب ريبة. وزاد فان الصدق اطمأنينة والكذب ريبة واسناده صحيح وفي الحديث تقسيم الواردات القلبية قسمين الاول الوارد الذي لا يريب والثاني الوالد الذي يريب احدهما الوارد الذي لا يريد والثاني الوارد الذي يريب ان يتولد منه الريب والريب وهو ايش ثواب القلب قلق النفس واضطرابها والريب هو قلق النفس واضطرابها. اختاره جماعة من المحققين كابن تيمية الحفيد وصاحبه ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابي الفرج ابن رجب رحمهما الله فاذا ورد القلق على النفس واضطربت سمي هذا ريبا فالواردات على القلب تارة ينشأ منها قلق النفس واضطرابها فيكون واردا مريبا. وتارة لا ينشأ منه ذلك كن واردا غير مريب. وبين النبي صلى الله عليه وسلم الواجبة علينا في ذلك وهو ان يدع العبد الوالد الذي يريبه الى الوالد الذي لا يريبه. وهو ان يدع العبد الوالد الذي يريبه الى للذي لا يريبه فالواردات على القلب التي ينشأ منها القلق والاضطراب امرنا بان نتركها وما لم يكن كذلك فنحن غير مأمورين بتركه بل هو غنية لنا عن تلك الواردات التي تقلق نفوسنا وتزعجها السلام عليكم. الحديث الثاني عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه حديث الحسن رواه الترمذي وغيره هكذا. قال هنا حديث حسن متقدم في المقدمة انه قال ان جميعها صحيحة كيف نجمع بينهم نعم اي يعني قوله هناك ان تكون ان جميعها صحيحة يعني ثابتة مقبولة فيندرج في ذلك الحسن والصحيح والحسن كلاهما ثابت مقبول والحديث اخرجه الترمذي في الجامع وابن ماجة في السنن من حديث ابي هريرة رضي الله عنه واسناده ضعيف والحديث المذكور صحيح من جهة الدراية وان كان ضعيفا من جهة الرواية فاصول الشرع وقواعده تشهد بصحة معناه فاصول الشرع وقواعده تشهد بصحة معناه لكن لا ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا معنى ما تجده في كلام اهل العلم من قولهم هذا الحديث ضعيف رواية صحيح دراية. ايضا ضعيف باعتبار روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم. اما باعتبار معناه فان معناه صحيح كالحديث المذكور وفي الحديث الارشاد الى ما يقع به حسن الاسلام والمراد بحسن الاسلام فعل العبد شرائعه على مقام الاحسان فعل العبد شرائعه على مقام الاحسان بان يعبد الله كانه يراه. فان لم يكن يراه فان الله سبحانه وتعالى يراه ومنفعة هذا ان العبد مع حسن اسلامه يضاعف اجره وثوابه. ومنفعة هذا ان العبد مع حسن اسلام يظاعف اجره وثوابه. فحسن الاسلام مرتبة اعلى من مطلق الاسلام فحسن الاسلام مرتبة اعلى من مطلق الاسلام وفي الحديث الارشاد الى شيء يقع به حسن الاسلام في قوله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه فمما يكمل به دين المرء ويتم ويحصن مرتبة الاحسان ان يترك ما لا يعنيه اي ما لا تشتد عنايته به ولا تتوجه همته اليه. اي ما لا تشتد حاجته او عنايته به ولا تتوجه همته اليه فما كان كذلك فانه لا يعنيك ومن حسن اسلامك تركك له فكما يحمد المرء في عقله اذا ترك شيئا من امر الدنيا لا يعنيه فانه يحمد في دينه اذا ترك شيئا لا يعنيه وافراد ما لا يعني العبد كثيرة واصولها اربعة اولها المحرمات وثانيها المكروهات وثالثها المشتبهات لمن لا يتبينها ورابعها فضول المباحات وهو ما زاد عن حاجة العبد منها وهو ما زاد عن حاجة العبد منها فكل فرد يرجع الى واحد من هذه الاصول الاربعة فمن حسن اسلامك تركه لانه لا يعنيك فلا تشتد حاجتك اليه ولا تتوجه همتك اليه فمثلا اكل الربا او ترك الصلاة هما امران محرمان فلا تتوجهوا همة المسلم وعنايته لهما وكذا قل مثل هذا فيما كان مكروها او كان مشتبها لا تتبين فان من حسن اسلامك ان تتركه واعظم من هذه الاصول الثلاثة لكثرة البلوى به عند الناس هو فظول المباحات فانها تفسد القلوب. فسادا عظيما ذكره ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابن القيم. فمن اكثر ما يفسد القلب تعاطي المباح بالقدر الذي يزيد عن حاجتك. فمن تناول من الطعام او الشراب او النوم او خلطة الخلق او الكلام معهم فوق ما يحتاجه رجع عليه ذلك اتضرب ومن اراد ان يكون اسلامه حسنا تحرز من فضول هذا فاخذ من كل مباح قدر الحاجة واجتهد في تخليص نفسه من الزائد عليها لان الزائد عليها له مضرة ومن لطيف المقالات ان الشيء اذا زاد عن حده اذا انقلب الى ضده واعتبر هذا في النوم مثلا فانه يطلب لاراحة البدن فاذا زاد عن قدر الحاجة رجع على البدن الانهاك والتعب والعناء فاذا عقلت هذا الامر وعقلت وعقلت هذه الاصول الاربعة فاجتهد في جعل همتك في معرفة الافراد التي ترجع اليها لتتحرز منها وتعلم ان حسن اسلامك في تركك ما لا يعنيك فان مما يذم به العبد ان يكون ولاجا فيما لا يعنيه. فان هذا يرجع عليه بالمضرة في دينه ودنياه بخلاف المتحفظ المحترز مما لا يعنيه. فهذا يحمد له دينه وعقله نعم احسن الله اليكم. الحديث الثالث عشر عن ابي حمزة انس بن مالك رضي الله عنه وخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كما ذكر يصنف فهو من المتفق عليه. واللفظ للبخاري ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم اي لا يكمل ايمانه فلا يكون ايمانه كاملا وقوله لاخيه اي للمسلم لان عقد الاخوة الدينية يكون معه والذي يحبه العبد لنفسه هو الخير ووقع التصريح بهذا في رواية النسائي وابن حبان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه من الخير والخير شرعا هو ما رغب فيه والخير اسم لما رغب فيه شرعا. اسم لما رغب فيه شرعا فكل ما رغب فيه شرعا يسمى خيرا وهو نوعان احدهما الخير المطلق وهو المرغب فيه من كل وجه ومحله الامور الدينية كالصلاة وبر الوالدين والاخر الخير المقيد وهو ما رغب فيه من وجه دون وجه وهو ما رغب فيه من وجه دون وجه. كالمال والولد فمحله الامور الدنيوية والحديث المذكور يدل على ان ايمان العبد لا يكمل حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه من الخير ومحل ذلك الامور الدينية قولا واحدا فيجب على العبد ان يحب لاخيه ما يحبه لنفسه من الامور الدينية كبره والديه واحسانه الى اهله واصلاحه ولده واما الامور الدنيوية فان غلب على ظنه انه يفسد بها لم يجب عليه ان يحبه لاخيه وان احبه لنفسه فمثلا من رشح مع اخ له في وظيفة من وظائف الدنيا واحبها لنفسه لانه يعلم اهليته لها وغلب على ظنه ان صاحبه يفسد بذلك لم يجب عليه ان يحبها له كأن يكون ضعيفا في الولاية. لا يستطيع ان يكون موديا لحق الولاية وادارة الخلق على الوجه الذي تبرأ به ذمته فلا يجب عليه حينئذ ان يحبه له فيكون الحديث المذكور من العام المخصوص فما كان من امر الدين وجب ان تحبه لاخيك كما تحبه لنفسك فيكون الحديث من العام المخصوص فما كان من امر الدين وجب عليك ان تحبه لاخيك كما تحبه لنفسك وما كان من امر الدنيا فان غلب على ظنك انه ينتفع به ويحفظه وجب عليك ان تحبه له وان غلب على ظنك انه يفسده ولا يصلح به لم يجب عليك ان تحبه له نعم احسن الله اليكم. الحديث الرابع عشر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه. واللفظ لمسلم. الا انه قال لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله الى تمام الحديث والمذكور في الحديث حرمة دم المسلم وانه لا يستباح الا بالثلاث المذكورات وورد في الاحاديث النبوية زيادة عليهن وتلك الزيادة لا تنافي المذكور في الحديث فالمذكور في الحديث هو اصول ما يبيح دم المسلم فالمذكور في الحديث اصول ما يبيح دم المسلم واليها يرجع غيرها فاصول استباحة دم المسلم ثلاثة. فاصول استباحة دم المسلم ثلاثة. الاول انتهاك الفرج الحرام انتهاك الفرج الحرام والمذكور منه في الحديث الزنا بعد الاحصان والمذكور منه في الحديث الزنا بعد الاحصان والثاني سفك الدم الحرام والمذكور منه في الحديث قتل النفس والمذكور منه في الحديث قتل النفس والمراد بها المكافئة اي المساوية شرعا والمراد بها المكافئة اي المساوية شرعا. والثالث ترك الدين ومفارقة الجماعة ترك الدين ومفارقة الجماعة بالردة عن الاسلام فالى هذه الاصول الثلاثة ترجع سائر الاحاديث التي جاء فيها قتل احد بغير المذكورات فيه فمثلا الاحاديث الواردة في قتل من وقع بلية اللواط ترجع الى اي اصل الاول وهو انتهاك الفرج الحرام. ترجع الى الاول وهو انتهاك الفرج الحرام نعم احسن الله اليكم. الحديث الخامس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث رواه البخاري ومسلم واتفقا عليه بلفظ فلا يؤذي جاره اما لفظ فليكرم جاره فعند مسلم وحده واتفقا عليه بلفظ فلا يؤذي جاره. اما لفظ فليكرم جاره فعند مسلم وحده. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاثا من خصال الايمان المتعلقة بكماله الواجب. ثلاثا من خصال الايمان المتعلقة بكماله الواجب الخصلة الاولى قول الخير او الصمت عما عداه والخصلة الثانية اكرام الجار وترك اذيته. اكرام الجار وترك اذيته والخصلة الثالثة اكرام الضيف والخصلة الاولى متعلقة بحق الله واما الخصلتان واما الخصلتان الثانية والثالثة ومتعلقة بحق العباد فالعبد في الخصلة الاولى مأمور بقول الخير او الصمت عما عداه ومأمور في الخصلتين الثانية والثالثة باكرام الجار والضيف وحد الاكرام موكول الى العرف فما سمي في العرف اكراما دخل في هذا وهو يختلف باختلاف اعراف الناس في بلدانهم وازمانهم والجار هو المجاور العبد في دار سكنه ولا حد له في خطاب الشرع فالاحاديث الواردة في تحديده بسبعة او باربعين لا يثبت منها شيء وتقدير ذلك يرجع الى العرف فما سمي في العرف جارا وجب له هذا الحق واما الضيف فهو عند العربي من نزل بك من غير اهل بلدك من نزل بك من غير اهل بلدك فالضيف الذي يتعلق به حق الاكرام له وصفان. فالظيف الذي يتعلق به حق الاكرام له وصفان احدهما ان يكون من خارج البلد فان كان من داخله سمي زائرا فان كان من داخله سمي زائرا والاخر ان يكون متوجها اليك نازلا بك ان يكون متوجها اليك نازلا بك فان لم يكن كذلك فانه لا يعد ضيفا ولا يتعلق به حق الاكرام المطلوب شرعا فمثلا لو جاءك احد من اهل بلدك فطرق عليك الباب وانت مشغول بامر فقلت فقلت من؟ فقال زميلك فلان فانه يسعك شرعا ان تعتذر اليه بشغلك فان كان من خارج البلد فانه لا يسعك شرعا ان تعتذر منه لانه يجب له حق الاكرام فهو ضيف غير زائل ولو قدر ان احدا دعاك الى مأدبة طعام وقال عندي ضيف فذهبت اليه فالجاري في عرف الناس اذا دعوه لاكرامه ان هذا شيء عرفي غير شرعي فلا يتعلق بهم وجوب اكرام الضيف. لانه نازل بغيرهم. لكن هو من العادات سنة ان يدعوه لاكرامه. لكن لو تركه فانه لا يتعلق به تضييع حق اكرام الضيف بخلاف لو قصده ونزل به ودخل عليه بيته فانه يلزمه حق اكرام الضيف وهو في اصح قول اي اهل العلم واجب نعم احسن الله اليكم. والحديث السادس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني. قال لا تغضب فردد مرارا قال قال لا تغضب رواه البخاري. هذا الحديث رواه البخاري وحده دون مسلم فهو من افراده عنهم وفي الحديث النهي عن الغضب ونهيه صلى الله عليه وسلم عن الغضب يشمل امرين احدهما النهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه النهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه. من كل ما يثيره ويهيجه من كل ما يثيره ويهيجه والاخر النهي عن انفاذ مقتضى الغضب النهي عن انفاذ مقتضى الغضب. فلا يمتثل ما يأمره به غضبه. فلا يمتثل ما يأمره به غضبه. بل يراجع نفسه حتى تسكن بل يراجع نفسه حتى تسكن والذي ينهى عنه من الغضب ما كان انتقاما للنفس والذي ينهى عنه من الغضب ما كان انتقاما للنفس اما ما كان لله فلا ينهى عنه اما ما كان لله فلا ينهى عنه. لانه من دلائل الايمان لانه من دلائل الايمان لكن يؤمر العبد ان يكون غضبه لله لكن يؤمر العبد ان يكون غضبه لله كما يحب الله لكن يؤمر العبد ان يكون غضبه لله كما يحبه الله وينهى عن ان يكون غضبه لله تبعا لما تحبه نفسه وهواه وهذه دقيقة يغفل عنها كثير من الناس الذين يستحسنون ان يغضب العبد انتقاما لله. وهم محقون في ذلك. لكنهم اذا غضبوا لله غضبوا لا كما يحبه الله بل كما تحبه انفسهم من العلو والجبروت والطغيان فمثلا لو قدر انك مررت بمقيم على معصية الله سلطان لك عليه فلما رأيته وهو يشرب خمرا فغضبت لذلك فغضبك حينئذ محبوب لله ام غير محبوب محبوب لله محبوب لله لماذا لانه غضب لانتهاك حدود الله بمواقعة الحرام فان نهيته عن هذا وذكرته بالله وزجرته ونصحته كان هذا مما يحبه الله فان عمدت الى تيارتك لما رأيت شربه الخمر فاجتررت منها عصا غليظة ثم عمدت اليه واوجعته ضربا وانت تقول ما تخاف الله تسلب الخمر وهنا غضبك لله وفق ما يحبه الله ولا غير ما يحبه الله غير ما يحبه الله لان ظهر المسلم حمى معنى ظهر المسلم حمى اي محفوظ لا يجوز التعدي عليه الا بحق الاسلام يعني الا بما رتبه الاسلام والذي رتبه الاسلام في حق هذا ان تزجره وتنهاه عن هذا المنكر ثم ترفع امره الى من يأخذ على يده من ولي الامر او نائبه كالشرط عندنا في هذه البلاد او غيرها من الجهات المخولة ذلك فحينئذ يكون غضبك لله وفق ما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه. نعم احسن الله اليكم. الحديث السابع عشر عن ابيه على شداد ابن اوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء. فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا اصبحتم فاحسنوا الذبح وليحد احدكم شفرته فليرح ذبيحته. رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه. واوله عن شداد ابن اوس رضي الله عنه انه قال اثنتان حفظتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الحديث ولفظه في النسخ التي بايدينا فاحسنوا الذبح ولفظه في النسخ التي بايدينا فاحسنوا الذبح وقوله في الحديث ان الله كتب الاحسان على كل شيء اي كتبه شرعا او قدرا اي كتبه شرعا او قدرا فالجملة تحتمل امرين. فالجملة تحتمل امرين. احدهما ان تكون الكتابة قدرية فيكون المعنى ان الله جعل الاشياء جارية على الاحسان فيكون المعنى ان الله جعل الاشياء جارية على الاحسان فهو الذي سيرها عليه فالمكتوب هنا هو الاحسان والمكتوب عليه هو كل شيء فالمكتوب هنا هو الاحسان والمكتوب عليه هو كل شيء والاخر ان تكون الكتابة شرعية فيكون المعنى ان الله كتب على عباده الاحسان الى كل شيء فيكون المعنى ان الله كتب على عباده الاحسان على كل شيء فالمكتوب هنا هو الاحسان ايضا والمكتوب عليه غير مذكور وهم العباد والمكتوب عليه غير مذكور وهم العباد. وانما المذكور المحسن اليه. وانما المذكور المحسن اليه ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثالا من الاحسان يتضح به المقال وهو الاحسان في قتل ما يجوز قتله من الناس والبهائم. وهو الاحسان في قتل ما يجوز قتل له من الناس والبهائم بان يكون ذلك وفق الصفة الشرعية. بان يكون ذلك وفق الصفة الشرعية فقال فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة فامر باحسانهما بان يوقعا على الصفة الشرعية فالشرع خلص الناس من اهوائهم حتى في ازهاق النفوس. من الناس والدواب. فليس للعبد ان يتشفى في شيء عند اذن الشرع بقتله وفق ما يريد لكنه مأمور ان يكون ذلك وفق ما قدره الشرع لا كما تميل اليه النفس والهوى واذا تأملت الشرع كله وجدت ان مقصوده كما ذكر الشاطبي هو اخراج العبد من هواه الى ما يحبه الله ويرضى فانت تأمل هذا المعنى فيما تقدم من الاحاديث في هذا الكتاب وما تقدم من المعاني فيما سلف من الكتب. تجد ان مبتغى الشرع فينا ان يخرجنا من هوانا الى ان نأتمر بما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه. وهذا امر شديد ثقيل على النفوس وبه يتفاضل الخلق فحقيقة عبوديتنا لله عز وجل ان نكون وفق امره سبحانه وتعالى لا وفق امر انفسنا واهوائها. نعم احسن الله اليكم. الحديث الثامن عشر عن ابي ذر جندب ابن جنادة وابي عبدالرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها. وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ حسن صحيح هذا الحديث رواه الترمذي من حديث ابي ذر رضي الله عنه ثم رواه من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه وقال نحوه ولم يسق لفظه فاللفظ المذكور لحديث ابي ذر رظي الله عنه ثم قال الترمذي قال محمود بن غيلان وهو احد من شيوخه والصحيح حديث ابي ذر. ثم قال الترمذي وقال محمود بن قيدان وهو احد الشيوخ والصحيح وحديث ابي ذر انتهى كلامه اي ان هذا الحديث اختلف في صحابيه الذي رواه اي ان هذا الحديث اختلف في صحابي الذي رواه هل هو ابو ذر الغفاري ام معاذ ابن جبل والمحفوظ فيه ان راويه هو ابو ذر الغفاري رضي الله عنه. واسناد ضعيف وروي من غير وجه لا يثبت منها شيء ومن اهل العلم من يعد هذا الحديث حسنا وقد جمعت وصية النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بين حق الله وحق بين حق الله وحق عباده فالمأمور به في الحديث ثلاثة اشياء اولها تقوى الله وثانيها اتباع السيئة الحسنة وهذان يتعلقان بحق الله وهذان يتعلقان بحق الله وثالثها مخالطة الناس بخلق حسن مخلقة الناس بخلق حسن. وهذا يتعلق بحق الخلق وهذا يتعلق بحق الخلق فجمع هذا الحديث بين حق الله في امرين وحق عباده في امر. فاما الاول وهو تقوى الله فالمراد بالتقوى اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع واما الامر الثاني وهو اتباع السيئة الحسنة فالمراد به فعل الحسنة بعد السيئة فالمراد به فعل الحسنة بعد السيئة وله مرتبتان المرتبة الاولى فعل الحسنة بعد السيئة بقصد محوها فعل الحسنة بعد السيئة بقصد محوها والمرتبة الثانية فعل الحسنة بعد السيئة دون قصد محوها فهو يفعل حسنة بعد سيئة اقترفها لا ينوي محو تلك السيئة اي المرتبتين اكمل والمرتبة الاولى اكمل من الثانية لان العبد في المرتبة الاولى يتذكر سيئته ويشهدها ويخاف عاقبتها فيعمل الحسنة ملتمسا من الله ان تكون سببا لمحو تلك السيئة التي اقترفها واما الامر الثالث وهو مخالقة الناس بخلق حسن فالمراد به معاملتهم بالخلق الحسن والخلق في خطاب الشرع له معنيان والخلق في خطاب الشرع له معنيان احدهما الدين ومنه قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم اي دين عظيم قاله مجاهد وغيره والاخر معاملة الناس فانها تسمى خلقا وهي المرادة في الحديث والمأمور به فيها والمأمور به فيه ان يكون الخلق حسنا والخلق الحسن هو المشتمل على الاحسان في القول والفعل والخلق الحسن والمشتمل على الاحسان في القول والفعل فمن عامل الناس محسنا قوله وفعله كان خلقه حسنا ومن عاملهم بقول وفعل سيء كان خلقه سيئا ومن منفعة العلم انه يدل العبد على ما يستحسن من الاقوال والافعال في معاملة الخلق فيوفق الى الخلق الحسن. وهو من اعظم اسباب كمال الايمان فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم ان اكمل المؤمنين ايمانا هم احسنهم خلقا. فمن حسن خلقه كمل ايمانه. وبلوغ حسن الخلق يحتاج الى رياضة لنفس كالرياضة للبدن لمن اراد تقويته قال اياس العجلي جاهدت نفسي في تعلم الصمت لم عشر سنوات عشر سنوات يجاهد نفسه حتى يتعلم الصوم يعني كيف؟ يعني وده يتكلم ويمسك نفسه هذا هو المجاهد عشر سنوات حتى صارت نفسه تليل له. لا تتطلع الى الكلام لان للكلام شهوة فلا تنزع من النفس الا بالمجاهدة فمن اراد ان يتمثل الاخلاق الكريمة فانه ينبغي ان يرتاظ عليها بان يجاهد نفسه في الوصول اليها فاذا اراد ان يتعلم الصمت الزم نفسه الصمت وذكرها دائما به واذا اراد ان يؤدبها على الحلم وترك الغضب ادام رياضتها عليه بان يستحضر دوما في مقام الغضب انه ينبغي ان يكون حليما. واذا افلت منه غضبه مرة رجع على نفسه باللوم والندم تعنيف فدوام ملاحظة هذا يبلغك الاخلاق الحسنة والغفلة عن هذا لا يوصلك اياه فكم من امرئ يتحدث عن الاخلاق الحسنة لكنه لا يتمتلها لان امره على اللسان فقط ولم يصل الى ما يذكره من المقامات الحميدة في الاخلاق الحسنة بخلاف من ينظر الى نفسه دائما بعين التأديب فهو في كل خلق حسن يتطلب حصوله وفي كل خلق سيء يصدر منه يعاتب نفسه عليه يروض نفسه على ترك هذا الخلق. فمن ادام هذا في نفسه بلغه الله عز وجل حسن الخلق والاخلاق تنمو مع الانسان كما تنمو معه قواه انت عندما كنت صغيرا قوي سمعك وبصرك وفهمك مع كبر سنك. فاذا اردت ان تنمو معك اخلاقك الحسنة في ملاحظتها دائما. وتنبه الى ذوي الاخلاق الحسنة كيف يعاملون الناس؟ فاحرص على بهم ولهذا حمدت مصاحبة الصالحين من اهل العلم والفضل والطاعة لما في ذلك من الاعانة على بلوغ الكمالات في تهذيب النفس. فان النفس تتأدب بجليسها اكثر من تأدبها بغيره. فاذا رأى الانسان امرئا متأدبا تأدب بآدابه. وكان من طريقة العرب انهم صغارهم الى ايش؟ المؤدبين كي يؤدبوهم بصغار الاداب ثم يترعرعون بعد ذلك فيرتفعون الى كبار الاداب فيكون مما يلقنه الوليد ذكرا او انثى عند مبتدأ نشأته تهذيب نفسه على الاخلاق وكم رأيت في قصص الماضيين من احوال تدل على حرصهم على هذا كما قال ابراهيم النخعي كانوا يضربوننا ونحن صغار على ايش على العهد واليمين يعني كانوا يضربونهم اذا اعطوا عهدا او على الشهادة واليمين. اذا اذا اعطوا عهدا او شهادة وحلفوا بالله سبحانه وتعالى لماذا كي ينشأ في قلوبهم تعظيم الله عز وجل بالا يتسارعوا الى شهادة او حلف الا وهم على يقين من ذلك ونحن بعكس ذلك نحن الان اذ النادي الصغير سويت هذا يقول لا قل والله فيقول والله ونحن نضحك هذا لا هذا يفسده اكثر مما يصلح ولذلك مما ينبغي الاباء والامهات يقرأوا كتاب اسمه كتاب العيال لابن ابي الدنيا يرون كيف السلف كانوا يربون اولادهم ومنها هذه المعاني التي ذكرناها في تهذيب النفس واصلاحها شيئا فشيئا نعم احسن الله اليكم الحديث التاسع عشر عن ابي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك. هذا شاهد شف هذا النبي صلى الله عليه وسلم وجه لمن لابن عباس حال صغره قال يا غلام لما مات النبي صلى الله عليه وسلم كان ابن عباس عمره عشر سنوات فكان يلقنه هذه المعاني ومن الخطأ ان يقول الانسان الصغار لا يفهمون. هذا خطأ. انت تصنعهم يفهمون او تصنعهم لا يفهمون. بتقدير الله عز وجل بحسب اصلاحك لهم. نعم احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجده امامك تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. واعلم ان ما اخطأك يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك. واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا. هذا الحديث حديث رواه الترمذي في الجامع ولفظه ولو اجتمعوا على ان يضروك عوضا وان اجتمعوا على ان يضروك. اما الرواية الاخرى التي ذكرها المصنف فهي عند عبد ابن حميد في مسنده. وفي سياقه زيادة عن المذكور هنا ورواية الترمذي اسنادها حسن واما الرواية الاخرى فاسنادها ضعيف وجمل الرواية الثانية لها شواهد تتقوى بها سوى قوله فيها واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك فهذا لا يصح ذكره في الوصية وان صح ذكره في احاديث اخرى سيأتي بعضها في كتاب التوحيد في باب ما جاء في منكر القدر وقوله صلى الله عليه وسلم احفظ الله يحفظك حث له على حفظ الله. والمراد به حفظ امره والمراد به حفظ امره. وامر الله نوعان احدهما امر الله القدري وحفظه بالصبر عليه امر الله القدري وحفظه بالصبر عليه والاخر امر الله الشرعي وحفظه بامتثال الامر والنهي واعتقادي حل الحلال بامتثال الامر والنهي واعتقاد حل الحلال. وتصديق خبره وتصديق خبره وبين النبي صلى الله عليه وسلم جزاء من حفظ امر الله انه ينال نوعين من الجزاء انه ينال نوعين من الجزاء. احدهما تحصيل الله له تحصيل حفظ الله له والاخر تحصيل نصر الله وتأييده له تحصيل نصر الله وتأييده له والاول يتعلق به مقام الوقاية والثاني يتعلق به مقام الرعاية فالاول يتعلق به مقام الوقاية. والثاني يتعلق به مقام الرعاية والوقاية تكون بالحفظ من النقائص والافات والرعاية تكون بتحصيل الكمالات والرعاية تكون بتحصيل الكمالات وقوله رفعت الاقلام وجفت الصحف اي ثبتت المقادير وفرغ من كتابتها. اي ثبتت المقادير ورفعت وفرغ من كتابتها. وقوله تعرف الى الله في الرخاء. يعرفك في الشدة مشتمل على عمل وجزاء فاما العمل فمعرفة العبد ربه فاما العمل فمعرفة العبد ربه. واما الجزاء فمعرفة الرب عبده واما الجزاء فمعرفة الرب عبده فالمبتدئ للعمل العبد والمتفضل بالجزاء هو الله. فالمبتدئ بالعمل هو العبد والمتفضل بالجزاء هو الله ومعرفة العبد ربه نوعان احدهما معرفة الاقرار بربوبيته معرفة الاقرار بربوبيته وهذه يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر وهذه يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر والاخر معرفة الاقرار بربوبيته نبي الوهيته معرفة الاقرار بالوهيته وهذه تختص بالمؤمنين وهذه تختص بالمؤمنين ومعرفة الله لعبده نوعان ومعرفة الله لعبده نوعان. احدهما معرفة عامة تقتضي شمول علم الله له تقتضي شمول علم الله له واطلاعه عليه فالله يعرف عبده علما واطلاعا فالله يعرف عبده علما واطلاعا والاخر معرفة خاصة تقتضي معرفة الله عبده بالنصر والتأييد تقتضي معرفة الله عبده بالنصر والتأييد فالله يعرف عبده بنصره وتأييده وحظ العبد من معرفة الله الخاصة على قدر حظه من معرفة ربه سبحانه وتعالى فمن كملت معرفته لله كملت معرفة الله له قال ابن القيم رحمه الله اذا اردت ان تعرف اذا اردت ان تعرف ما لك عند الله فانظر ما لله عندك. اذا اردت ان تعرف ما لك عند الله فانظر الى ما لله عندك انتهى كلامه وقال ايضا من عظم الله في قلبه ان يعصيه عظمه الله في قلوب الخلائق ان يذلوه من عظم الله في قلبه ان يعصيه عظمه الله في قلوب الخلائق ان يذلوه. انتهى كلامه فمن عرف الله معظما له متحرزا من الوقوع في معصيته عرفه الله عز وجل بان جعل له في قلوب الخلائق هيبة فلا يتسلطون عليه بالاذلال نعم احسن الله اليكم الحديث العشرون عن ابي مسعود عقبة بن عمرو الانصاري البدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستح فاصنع ما شئت. رواه البخاري. هذا الحديث رواه البخاري وحده دون مسلم فهو من افراد عنه وقوله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اي مما اثر عن الانبياء السابقين اي مما اثر عن الانبياء السابقين فصار مشهورا في الناس يتناقلونه بينهم فصار مشهورا في الناس يتناقلونه بينهم. وقوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت له معنيان وقوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت له معنيان. احدهما انه امر على ظاهره انه امر على ظاهره فان كان ما تريد فعله فان كان ما تريد فعله لا يستحيا فيه من الله ولا من خلقه فاصنع ما شئت. لا يستحي فيه من الله ولا من خلقه فاصنع ما شئت فلا تثريب عليك ولا لوما فلا تثريب عليك ولا نوما والاخر انه ليس من باب الامر الذي تقصد به حقيقته والاخر انه ليس من باب الامر الذي تقصد به حقيقته والقائلون بهذا القول يحملونه على احد معنيين والقائلون بهذا القول يحملونه على احد معنيين الاول انه امر بمعنى التهديد والوعيد. انه امر بمعنى التهديد والوعيد اي اذا لم يكن لك حياء فاصنع ما شئت فستلقى ما تكره اي اذا لم يكن لك حياء فاصنع ما شئت فستلقى ما تكره والثاني انه امر بمعنى الخبر انه امر بمعنى الخبر اي اذا لم تستحي فاصنع ما شئت اي اذا لم تستحي فاصنع ما شئت فان من له حياء منعه من فعل القبائح فان من له حياء منعه من فعل القبائح ومن لم يكن له حياء لم يمنعه شيء ومن لم يكن له حياء لم يمنعه شيء وكل المعنيين صحيح. نعم احسن الله اليكم وفق الله الحديث الحادي والعشرون عن ابي عمرو وقيل سفيان ابن سفيان ابن عبد الله رضي الله عنه انه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قول لا اسأل عنه احدا غيرك. قال قل امنت بالله ثم استقم. رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده البخاري فهو من افراده عنه ولفظه في النسخ التي بايدينا قل امنت بالله فاستقم قل امنت بالله فاستقم. ووقع عنده في رواية له احدا بعدك والمأمور به في الحديث الايمان بالله والاستقامة على دينه. والمأمور به في الحديث الايمان لله والاستقامة على دينه وحقيقة الاستقامة طلب اقامة النفس على الصراط المستقيم وهو دين الاسلام. وحقيقة الاستقامة طلب اقامة النفس على الصراط المستقيم وهو الاسلام فالمستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام. فالمستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام باطنا وظاهرا. فمتى اقام العبد نفسه على شرائع الاسلام سمي مستقيما. سمي مستقيما ومن قواعد الشرع ان ما اختاره الله للخلق في الدلالة على احوالهم اكمل لهم من اختيارهم لانفسهم لان الله بهم اعلم وما اختاره لهم احكم واسلم. فالله عز وجل سمى من امتثل امره مستقيما و مطيعا ومؤمنا ومسلما ومحسنا. فمن اراد ان يخبر عن ذلك اخبر بما جاء به الشرع وليترك ما لم يخبر به الشرع. لانه لا يدل غالبا على مقصوده فمن الجاري في عرف الناس اليوم قولهم عن صاحب الطاعة فلان ملتزم وهذا مما لم يسمه به الشرع ولا هو دال على مقصوده فان الالتزام فان اسم الملتزم يدل على مطلق الالتزام وقد يكون ملتزما خيرا وقد يكون ملتزما الظن والالتزام له عند الفقهاء حقيقة وهو من قام بذمته شيء كملتزم بنذر او ملتزم بشهادة او ملتزم بعهد او غير ذلك. فما سمانا به الشرع خير مما سمي يسمي به الناس انفسهم كما انه يوجد في الناس على معنى متفاوت فلا تتبين حقيقته بخلاف المستقيم والمطيع والمسلم فهذا حقيقته بينة ظاهرة. نعم احسن الله اليكم. الحديث الثاني والعشرون عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة؟ قال نعم رواه مسلم. ومعنا حرمت الحرام اجتنبته. ومعنى احللت الحلال فعلته معتقدا حلا هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه وفي الحديث ذكر اربعة اعمال الاول اداء الصلوات الخمس في قوله ارأيت اذا صليت الصلوات المكتوبة والصلوات المكتوبات هن الخمس في اليوم والليلة والثاني صيام شهر رمضان في قوله وصمت رمضان والثالث تحليل الحلال في قوله واحللت الحلال اي اعتقدت حله اي اعتقدت حله دون قيد الفعل فيكفي فيه الاعتقاد لان العبد قد لا يتهيأ له فعل جميع انواع الحلال لان العبد قد لا يتهيأ له فعل جميع انواع الحلال والرابع تحريم الحرام في قوله وحرمت الحرام اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه اعتقدت حرمته مع اجتنابه. فلا بد من هذين المرتبتين الاعتقاد للحرمة واجتناب المحرم ثم اجابه النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذكر هؤلاء الاربع لما قال ولم ازد على ذلك شيئا ادخل الجنة؟ فقال صلى الله عليه وسلم نعم ففيه ان المذكورات من اسباب دخول الجنة ففيه ان المذكورات من اسباب دخول الجنة. ابتداء او انتهاء. وفق اجتماع الشروط وانتفاء الموانع فهي من اعمال اهل الجنة. جعلنا الله واياكم من اهلها. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب بقيته غدا باذن الله تعالى بعد صلاة الفجر والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين