السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا ويسر بها اليه وصولا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله ما بينت اصول العلوم وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم اما بعد فهذا شرح الكتاب السادس من برنامج اصول العلم رسالته الرابعة ست وثلاثين واربع مئة والف وسبع وثلاثين واربع مئة والف وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام للعلامة يحيى بن شرفه النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وست مئة. نعم الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المشهورة بالاربعين النووية نفعنا الله بعلمه وعلمكما في الدارين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والارض فضيلة مدبر الخلائق اجمعين باعث الرسل صلوات وسلام عليه من المكلفين لهدايتهم وبيان شرائع الدين. بالدلائل القطعية البراهين احمده على جميع نعمه. واسأله المزيد من فضله وكرمه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وحده لا شريك له الواحد القهار الكريم الغفار. واشهد ان محمدا عبده ورسوله وخليل وافضل المخلوقين المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب السنين. وبالسنن المسترشدين المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين. صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين ولكل وسائل الصالحين. اما بعد ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة ثم ثنى بحمد الله عز وجل على جميع نعمه سائلا اياه المزيد من فضله وكرمه. ثم تشهد شاهدا لله بالوحدانية ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالة ووقع في كلامه ما يشير الى مقصوده في كتابه في قوله المخصوص بجوامع الكلمة فان من الخصائص النبوية والشمائل المحمدية ان الله ان الله عز وجل اتاه جوامع الكلم والجامع من الكلم ما قل لفظه ومبناه وجل قصده ومعناه ما قل لفظه ومبناه وجل قصده ومعناه فالكلام يوصف بكونه جامعا اذا اتصف بامرين فالكلام يوصف بكونه جامعا اذا اتصف بامرين احدهما قلة الالفاظ والمباني قلة الالفاظ والمباني والاخر جلالة المقاصد والمعاني جلالة المقاصد والمعاني فاذا كان اللفظ قليلا والمعنى جليل سمي الكلام جامعا فاذا كان اللفظ قليلا والمعنى جليلا سمي الكلام جامعا وجوامع الكلم التي اوتيها محمد صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم فانه غاية الجمع في الكلم فلا شيء انفع للخلق منه فهو قليل المباني جليل المعاني والاخر ما صدق عليه النعت المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم ما صدق عليه النعت المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم فاذا كان لفظه قليلا ومعناه جليلا عد من جوامع الكلم كقوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة والاحاديث المذكورة في هذا الكتاب هي من هذا الضرب فانها من جوامع كذبه صلى الله عليه وسلم. نعم السلام عليكم فقد روينا علي بن ابي طالب وعبدالله بن مسعود ومعاذ بن جبل وابي الدرداء وابن عمر وابن عباس ابن مالك وابي هريرة رضي الله عنهم اجمعين بروايات متنوعات ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء وفي رواية بعثه الله بقيا عالما. وفي رواية ابي الدرداء وكنت له يوم القيامة يوم القيامة شافعا وشهيدا وفي رواية ابن مسعود قيل له دخول من اي ابواب الجنة شئت وفي رواية ابن عمر كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب ما لا يحصى المصنفات فاول من علمته صنف فيه عبد الله بن المبارك ثم محمد بن اسلم الطوسي العالم الرباني ثم الحسن النسوي وابو بكر لا جري وابو بكر محمد بن ابراهيم الاصبهاني والزار قطري والحاكم وابو ناعم وابو عبدالرحمن السلمي وابو سعد المالني وابو عثمان الصابوني وعبدالله بن محمد الانصاري وابو بكر البيهقي وخالق لا يحصون من المتقدم والمتأخرين فقد استخرت الله تعالى في جمع اربع احاديث اقتداء بهؤلاء الائمة الاعلام واحفاظ الاسلام. وقد اتفق العلماء على جواز العمل الضعيف في فضائل الاعمال ومع هذا فليس اعتماد على هذا الحديث بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة الشاهد منكم الغائب وقوله صلى الله عليه وسلم ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة معتمد جماعة ممن صنفوا الاربعينيات الحديثية ذاكرا الاصل الذي بنوا عليه كتبه. وهو حديث من حفظ على امتي اربعين حديثا وعزاه الى رواية جماعة من الصحابة بالفاظ مختلفة ثم قال واتفق الكفار على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه وافادت هذه الجملة امرين احدهما ان الحديث المذكور حديث ضعيف ان الاحاديث المذكورة حديث ضعيف لم يرتفع ضعفه مع كثرة طرقه لم يرتفع ضعفه مع كثرة طرقه فان الجاري في العادة عند المحدث ان كثرة طوق الحديث تمنحه قوة ان كثرة طرق الحديث تمنحه قوة وتقاصرت طرق هذا الحديث رفعه عن رتبة الضعيف وتقاصرت طرق هذا الحديث عن رفعه عن رتبة الضعيف لاشتداد ضعف احادها ضعف احادها فان شرط تقوية الطرق الضعيفة بعضها ببعض فان الشرط تقوية الطرق الضعيفة بعضها ببعض افة الضعف خفة الضعف. فاذا كان الضعف قويا في احادها لم يكسبها قوة فاذا كان الضعف قويا في احادها لم يكسبها قوة. والاخر ان الحكم على هذا الحديث بالضعف مما وقع عليه الاتفاق ان الحكم على هذا الحديث بالضعف مما وقع عليه الاتفاق. فاتفق حفاظ وهم رؤوس المحدثين الموصوفون بالمعرفة والتقدم في هذه الصنعة ان هذا الحديث ضعيف ولا يقدح في هذا الاتفاق الذي ذكره المصنف ان احد الحفاظ قبله وهو ابو طاهر السلفي ذهب في مقدمة كتابه الاربعين البلدانية الى تقوية الحديث فان ابا طاهر من حفاظ القرن السادس وكأن المصنف اراد اتفاقا قديما كأن المصنف اراد اتفاقا قديما والاجماع اذا انعقد لم يقدح فيه مخالفة من خالف بعده. والاجماع اذا انعقد لم يقدح فيه مخالفة من خالف بعده ومخالفة الاجماع تقع في طورين تقع في طورين احدهما قبل انعقاده احدهما قبل انعقاده فيكون جرى خلاف فيه ثم اجمع الناس عليه فحينئذ يعتذر عن تلك المخالفة بانها وقعت قبل انعقاد الاجماعي. فلا تقدحوا فيه كقول ابن المنذر واتفقوا على جواز الوضوء بالماء الاجل الا ابن سيرين فيكون الاتفاق انعقد بعد ابن سيرين على جواز الوضوء بالماء المتغير بطول المكث. والاخر ان تقع تلك المخالفة بعد انعقاد الاجماع ان تقع تلك المخالفة بعد انعقاد الاجماع فلا تقدح فيه فلا تقدحوا فيه لانه صار حجة لانه صار حجة. ومن هذا الجنس الواقع هنا فان مخالفة مخالفة ابي طالب السلفي وغيره ممن جاء بعده لا توهن الاتفاق الذي ذكره المصنف لانه اتفاق قديم عند الحفاظ. وساق المصنف هذا الحديث الذي عد اصلا بنى عليه المصنفون في الاربعينيات مصدرا له بقوله روينا وفيها لغتان مشهورتان الاولى ضم الراء وكسر الواو مشددة. ضم الراء وكسر الواو مشددة. روينا والثانية فتح الراء والواو بلا تشديد. فتح الراء والواو بلا تشديد. روينا ولكل واحدة منهم هما مقامها فان اللغة الاولى روينا يأتي بها المتكلم اذا تفضل عليه شيوخه بالرواية فان اللغة الاولى اوينا يأتي بها المتكلم اذا تفضل عليه شيوخه بالرواية فيقول روينا اي روى لنا مشايخنا واللغة الثانية يأتي بها المتكلم اذا استنبط هو مغوي مشائخه اذا استخرج هو مروي مشايخه فاذا اقبل عليهم واستخرج ما عندهم من الرواية صاغ ان يقول روينا فالفرق بينهما ان الشيخ في اللغة الاولى هو المبتدئ ببذل الرواية ان الشيخ في اللغة الاولى هو المبتدئ ببذل الرواية. فيتفظل بها على اصحابه الاخرين عن واما في اللغة الثانية فان الم تعلم هو المبتدئ بطلبها من شيخ ان المتعلم هو المبتدأ بطلبها من شيخه. وذكر فيها لغة ثالثة وهي ضم الراء وكسر الواو مخففة. روينا وهي ضم الواو الراء وكسر الواو مخففة روينا وهذه اللغة عند التحقيق ترجع الى اللغة الاولى. وهذه اللغة عند التحقيق ترجع الى لغة الاولى فالفعل فيها مبني لغير المعلوم في كل لكنه تارة شددت الواو وتارة لم تشدد. ثم ذكر المصنف جماعة من الحفاظ الذين صنفوا في الاربعينيات ممن تقدمه وبذكر الباعث له على جمع هذه الاربعين وهو امران واردفه بذكر الباعث له على جمع هذه الاربعين وهو امران. احدهما الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام حفاظ الاسلام الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام الاسلام والاخر بذل الجهد في بث العلم بذل الجهد في بث العلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد منكم الغائب متفق عليه من حديث ابي بكرة رضي الله عنه. وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله ان سمع اني مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها رواه ابو داوود والترمذي من حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه واسناده صحيح رواه ابو داوود والترمذي من حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه واسناده صحيح. وذكر في اثناء كلامه اتفاق اهل العلم على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال. وفيه نظر من وجهين احدهما ان حكاية الاتفاق متعذرة ان حكاية الاتفاق متعذرة لوجود المخالف لوجود المخالف ممن يرى ان في صحيح الحديث بنية عن ضعيف ممن يرى ان في صحيح الحديث اغنية عن ضعيفه وهو كلام جماعة من اشهرهم الامام مسلم ابن الحجاج فانه صرح بهذا في مقدمة صحيحه فيشمل عند هؤلاء جميع ابواب الديانة ومنها فضائل الاعمال والاخر ان المعروف والاخر ان الصحيح ان الحديث الضعيف لا يعمل به استقلالا ان الحديث الضعيف لا يعمل به استقلالا ما لم يقترن بما يدعو الى العمل به. بما ما لم يقترن بما يدعو الى العمل به بالاجماع او قول الصحابي او علة مستنبطة او غير ذلك من القرائن التي تقوي العمل بالحديث الضعيف واظحة المسألة هذي لان الحديث الضعيف لا يعمل بالاستقلال لكن اذا اقترن بما يدعو الى العمل عمل به طيب ما الفرق بين وجود الحديث الضعيف هنا وعدمه الان مثلا متى تذبح العقيقة تابع فان لم يمكن في الرابع عشر فان لم يمكن فالحادي والعشرون طيب هل صح في هذا شيء بعد السابع الرابع عشر والحادي والعشرون الجواب لا ما صح في ذلك لكن عليه الاجماع فالعمل على هذا عند اهل العلم ذكره الترمذي رحمه الله طيب الان الذي لم يعق في السابع متى يستحب له ان يعوض ها الرابع عشر فان لم ففي الحادية والعشرون يعني ايهما افضل؟ العقيقة في اليوم العاشر افي الرابع عشر الرابع عشرة طيب الان المروي في في ذلك لا يصح العمل هنا وقع بماذا بالاجماع والاجماع الذي معه حديث ضعيف اقوى من الاجماع الذي لا حديث مع الذي لا حديث معه. وكذلك قول الصحابي الذي يقترن بحديث ضعيف خير من قول صحابي مفرد لماذا رواه الحديث الضعيف يكذب او نغلب عدم الثبوت نغلب عدم الثبوت صيانة لمقام النبي صلى الله عليه وسلم لذلك من الخطأ الواقع عدم الاعتداد بالاحاديث الضعاف مطلقا فان هذه طريقة حادثة فان الحديث الضعيف له رتبة في الرواية والدراية. ومن اعتبر كلام ائمة الاسلام يا احمد وغيره وجد مواضع هذا الاحتجاج عنده واذا اردت ان تدرك العلم فينبغي ان تصبر طرائق اهله فمثلا ابو داوود قال في رسالته الى اهل مكة وما سكت عنه فهو صالح فقد يولد في الباب حديثا واحدا لا يريد غيره ومع ذلك يصرح ايضا بضعفه وتارة يورد الحديث بباب لا يوجد فيه غيره ويكون فيه الراوي الذي ضعفه في مقام اخر ومع ذلك يسكت عن لماذا فعل هذا لان المصنفين على الابواب ما شرطهم اللي يصنفون على الابواب الان من سنن ابي داوود وسنة الترمذي او غيرها من السنن لا ما يلزم عليه لان المصنفين في السنن يريدون اقوى ما روي في في الباب يريدون اقوى ما روي في الباب وان كان ضعيفة ذكره ابن حجر في احدى تراجم في كتاب تعجيل المنفعة. فاذا اردت ان تنتفع في العلم فلا تجعل افعل نفسك حاكما على اهله واستفد من طرائقهم في فهمه والتدبر فيه فان المرء اذا امعن نظره في تصرف اهل العلم فهمه وادركه ادراكا حسنا. واذا تجرأ عليهم بالحكم بما يراه هو لم ينتفع الا قليلا قال رحمه الله ثم من العلماء من جمع الاربعين في اصول الدين وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد وبعضهم في الاداب وبعض في الخطب وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصدها وقد رأيت جمع اربعين اهم من هذا كله وهي اربع احاديث مشتملة على جميع ذلك وكل حديث من القاعدة عظيمة من قواعد الدين قد وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحو ذلك. ثم التزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة ومعظمها في صحيحي البخاري ومسلم ان شاء الله تعالى ثم اتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث لما اشتملت فعليه من المهمات واحتوت عليه من التنفيذ على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره. وعلى الله الكلمات مان واليه تفويض واستناد او الحبل والنعمة وبالتوفيق والعصمة. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة شرط كتابه وانه يرجع الى سبعة امور. الاول انه مشتمل على اربعين حديثا وهو كذلك بالغاء الكسر فان عدتها باعتبار التراجم اثنان واربعون فان عدتها باعتبارك التراجم اثنان واربعون وباعتبار المعدود من الاحاديث فان عدتها ثلاثة واربعون حديثا والمراد بالتراجم ما يعقده المصنف قبل طوق الحديث من العدل كقوله الحديث الاول الحديث الثاني الحديث الثالث فانه ذكر اثنتين وعين ترجمة واما بالنظر الى المعدود من الاحاديث فان احاديث الكتاب ثلاثة واربعون حديثا فانه في الحديث السابع والعشرين ذكر حديثين احدهما عن النواس بن سمعان رضي الله عنه والاخر عن وابسط ابن معبد رضي الله عنه فهما مجموعان في ترجمة واذا فصل احدهما عن الاخر صارت عدة الاحاديث ثلاثة واربعون حديثا نبويا ومن قواعد العرب في كلامها ان العدد اذا كان دون الخمسة طرحوه واذا كان فوقها رفعوك فيقولون في الجامع الاثنين واربعين هو اربعون فيقولون في الجامع لاثنين واربعين هو اربعون. فيقولون في الجامع بسبعة واربعين هو وخمسون والثاني ان هذه الاربعين شاملة ابواب الدين اصولا وفروعا ان هذه الاربعين شاملة ابواب وديني اصولا وفروعا وقارب رحمه الله وترك اشياء للمتعقب ومن اشهر من اتم كتابه الحافظ ابو الفرج ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم فانه زاد عليه حتى بلغ تلك الاحاديث خمسين حديثا من جوامع الكلم. والثالث ان كل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين. وصفه العلماء بانه مدار الاسلام او نصفه او ثلثه او ربعه وهذه الاوصاف يراد بها التعظيم وهذه الاوصاف يراد بها التعظيم. مما يبين علو قدر الحديث الموصوف بذلك رابع ان كل هذه الاحاديث صحيحة فيما اداه اليه اجتهاده فقد خالف في بعضها كما تعلمه في مواضعه باذن الله ولا يقدح فيما ذكره من ان هذه الاحاديث صحيحة كونه حكم على جملة منها بالحسن لان الصحيح عند جماعة من الحفاظ يراد به الثابت الذي يجمع الصحيح والحسن. وممن جرى على هذا ابو بكر ابن خزيمة في الصحيح وصاحبه ابو حاتم ابن حبان في صحيحه ثم ابو عبد الله الحاكم في مستدركه في اخرين يخرجون احاديث حسان في كتب وصفوها في الصحيح. لان اسم الصحيح عندهم يشمل الحسن فانهم يريدون به الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. والخامس ان معظمها في صحيحي البخاري ومسلم وعدة ما فيها من احاديث الصحيحين اتفاقا وانفرادا تسعة وعشرون حديثا وعدة ما فيها من احاديث الصحيحين اتفاقا وانفرادا تسعة وعشرون حديثا فهذه الاحاديث منها ما اتفق عليه البخاري ومسلم ومنها من فرد به البخاري عن مسلم ومنها من فرض به مسلم عن البخاري مما يبين جلالة الصحيحين فاكثر ما يحتاج اليه في احكام الاسلام هو مروي في البخاري ومسلم. والسادس انه يذكرها محذوفة الاسانيد. انه يذكرها محذوفة الاسانيد يسهل حفظها. ويعم نفعها. فالمقصود بالحفظ هو اللفظ النبوي فالمقصود بالحفظ هو اللفظ النبوي والاسناد وسيلة تؤدي اليه والاسناد وسيلة تؤدي اليه. كانت في الزمن الاول ضرورة ضرورة لازمة. كانت في الزمن الاول ضرورة لازمة فانها طريق نقل الحديث ثم لما دونت الكتب صار حفظ الاحاديث زينة. ثم لما دونت الكتب صار حفظ الاحاديث زينة فالرجلان صار حفظ الاسانيد زينته فالرجلان اللذان يقول احدهما عن عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الاعمال بالنية وانما لكل امرئ ما نوى الحديث متفق عليه هو كالرجل الذي يقول قال البخاري وحدثنا عبد الله بن مسلمة قال اخبرنا مالك عن محمد ابن ابراهيم التيمي عن يحيى ابن سعيد عن علقمة ابن وقاص عن عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الاعمال بالنية الحديث اخرجه مسلم بهذا الاسناد. فانهما يستويان في مقصود حفظ الحديث. وانما احدهما على الاخر زينة في العلم لا اصل فيه مما يعرفك بان الذي ينبغي ان تجمع عليه قمتك وتعتني به اعتناء تاما هو حفظ الفاظ النبي صلى الله عليه وسلم. ثم اذا تبحرت في العلم واتاك الله حفظا قويا يا مولا حينئذ ان تذكر تلك الاسانيد وتحفظها. واما قبل ذلك فلا شغل لك فيها. وهي لا تزيد رتبة حافظها عن غيره في تحقيق العلم فتحقيق العلم هو فهمه وهذه الاسانيد زينة ليس الا وابهار الخلق بها لا يدل على جلالة قدرها فان المبهرات تأخذ بالعقول وقد تكون باطلة كالسحر فان السحر يأخذ بالعقل وهو باطل والدجال يأتي الناس بما يأخذ بعقولهم ويسحر الباب مع دجله. فطالب العلم ينبغي ان يشتغل بالعلم الاصيل النافع ومن اكمله حفظ الفاظ الحديث النبوي. واذا رأيت الناشئة في العلم يشتغل بحفظ الاسانيد فاكتب على قفاه لا يفلح لانها تورث الاغتراب قال حماد بن سلمة من طلب الحديث لغير الله مكر به. فان كثيرا ممن يتهافتون عليها في في اول ابتدائهم الطلب غاية مناه ان يشار اليهم بالحفظ فتجد احدهم قبل ان يحفظ الاربعين يتطلب جمع اسانيدها. ليقال انه يحفظ الاسانيد وهذا لا نفعله به ثم غاية امره ان ينقطع عن العلم وهذا امر من جرب الناس وعناهم وفيه وجد اثر هذا في فساد علومهم وعقولهم اذا شغلوا بمثل هذه الامور في مبتدأ طلبهم فاذا اردت ان تنتفع في العلم فسر بسير اهله المعروفين باخذه. والسابع انه يتبعها بباب في ظبط خفي بعضها والسابع انه يتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها. وهو بمنزلة الشرح الوجيز لها وتتأكد الحاجة اليه في الفاظ النبي صلى الله عليه وسلم. فمن اراد ان ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم لزمه ان يذكره كما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم. فان جماعة من الحفاظ ذكروا ان من الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ان يأتي به ناقله ملحونا او على وجه من الكلام لا تعرفه العرب. فاذا حفظت الحديث فاجتهد في ان يكون له مع اتقان الفاظه لان لا تقع في الغلط على مقام النبي صلى الله عليه وسلم بان له من الكلام ما لم يقله صلى الله عليه وسلم. نعم عليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. رواه الامام ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن بردزبة البخاري الجعفي. وابو الحسين مسلم ابن الحجاج ابن مسلم قشيري القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما اصح الكتب المصنفة هذا الحديث من الاحاديث المتفق عليها اي مما رواه البخاري ومسلم والحديث المذكور لا يوجد عندهما بهذا السياق لا في كتاب البخاري ولا في كتاب مسلمين وهو ملفق من روايتين منفصلتين عند البخاري. وهو ملفق بالروايتين منفصلتين عند البخاري ووجود الحديث فيهما سهل نسبته اليهما بهذا اللفظ. ووجود الحديث فيهما سهل نسبته اليهما بهذا اللفظ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في صدره جملتين شريفتين فقال انما الاعمال بالنيات انما لكل امرئ ما نوى فانهما تتضمنان خبرين فانهما تتضمنان خبرين فالجملة الاولى خبر عن حكم الشريعة على العمل الجملة الاولى خبر عن حكم الشريعة على العمل. والجملة الثانية خبر عن حكم الشريعة على العامل والجملة الثانية خبر عن حكم الشريعة عن العامل وفيهما رد الامر كله الى النية وفيهما رد الامر كله الى النية وهي شرعا قصد القلب وهي شرعا ارادة القلب العمل ارادة القلب العمل تقربا الى الله ارادة القلب العمل تقربا الى الله فاذا وجدت ارادة القلب في عمل متوجهة الى الله عز الا سميت نية. والمراد بها هنا النية الشرعية. النية الشرعية المطلوبة منك ان يكون توجهك في عملك الى الله سبحانه وتعالى. وتقدم اني ذكرت لكم في بعض المجالس اننا اذا ذكرنا النية كان تعبيرنا بالارادة اكمل من تعبيرنا بالقصد لماذا لان الارادة هي الواردة في الخطاب الشرعي في القرآن والسنة. ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثالا يتبين به المقال فنعك عملا واحدا هو الهجرة اشترك فيه عاملان في صورتهما الظاهرة وافترقا في نيتهما الباطلة فالعمل المذكور في الحديث الهجرة العمل المذكور في الحديث الهجرة والصورتان المذكورتان فيه الصورتان المذكورتان فيه احداهما الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. احداهما الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الاخرى الهجرة الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها الهجرة الى دنيا يصيبها او ينكحها فالعمل الظاهر وهو الهجرة افترق باطنا في نية صاحبيه فكان احدهما مهاجرا الى الله ورسوله وكان الاخر مهاجرا الى دنيا يصيب او امرأة يتزوجها. ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم جزاءهما. ثم النبي صلى الله عليه وسلم جزاءهما فجزاء الاول وقوع اجره على الله فجزاء الاول وقوع اجره الى الله واشير اليه بقوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى الله ورسوله تحقيقا لوقوع ثوابه. تحقيقا لوقوع ثوابه فوقعت المطابقة بين العمل والجزاء. فوقعت المطابقة بين العمل والجزاء. واشير الى جزاء بقوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى ما هاجر اليه فهجرته الى ما هاجر اليه بترك ذكر ما يحصله بترك ذكر ما يحصله من مطلوبه فاورد مجملا بقوله فهجرته الى ما هاجر اليه تحقيرا لجزائه تعبيرا لجزائه. فلا حظ له من اجر الهجرة الا ما اراد من نية عاجلة في زينة الحياة الدنيا من المال او الزوجة واختار النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المثال بالهجرة لانه عمل لم تكن تعرفه العرب قبل الاسلام. واختار النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المثال بالهجرة لانه عمل لم تعرفه العرب قبل الاسلام فان العرب كانت شديدة اللصوق بارضها تأبى الخروج منها الا لغلبة عدو او طلب كلام. الا لغلبة عدو او طلب كلأ. فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم بدين الحق كان من جملة احكامه مفارقة الدار والارض الى دار وارض اخرى لاجل حفظ الدين. وكان هذا شديدا على الخلق. فلاجل تعظيمه في قلوبهم ذكره النبي صلى الله عليه وسلم مثالا منوها بعظمة اجر من هاجر الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. نعم اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الثاني عن عمر رضي الله عنه ايضا انه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثار السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيتين استطاعت اليه سبيلا قال صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر واتومن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها قال في البنيان. قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل اتاكم معلمكم دينكم. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه دون البخاري فهو من افراده عنه وليس في النسخ التي بايدينا منه قوله جلوس وليس في النسخ التي بايدينا منه قوله جلوس ووقع في اخره ثم قال لي يا عمر وقع في اخره ثم قال لي يا عمر بزيادة وقوله في الحديث فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه اي اسند ركبتيه اذا النبي صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه على فخذيه. النبي صلى الله عليه وسلم اي اسند ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم وقع التصريح في هذا في حديث ابي ذر وابي هريرة رضي الله عنهما مقرنين عند النسائي اي والحامل له على فعل ذلك والحامل له على فعل ذلك اظهار شدة فاقته وافتقاره الى جواب سؤاله. اظهار شدة فاقته وافتقاره الى جواب سؤاله فان من عادة العرب قديما وحديثا الانطراح على المطلوب عند تعظيم السؤال فان من العربي قديما وحديثا الانطراح على المطلوب عند تعظيم السؤال فاراد ان يبين للنبي صلى الله عليه وسلم شدة حاجته الى ما جاء يسأل عنه ففعل هذا فاشرأبت اليه اعناق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انتفعوا بسؤاله الذي سأل وقوله في الحديث يا محمد اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. الحديث فيه بيان حقيقة الاسلام فيه بيان حقيقة الاسلام وذكر اركانه وسيأتي هذا في الحديث الثالث فقوله فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته الحديث فيه بيان حقيقة الايمان وذكر اركانه. فيه بيان حقيقة الايمان وذكر اركان فالايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي انزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم عام وهو الدين الذي انزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم. وحقيقته شرعا التصديق الجازم باطنا وظاهرا تصديق الجازم باطنا وظاهرا تعبدا بالدين المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. تعبدا بالدين المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطلة. والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطلة اله ما يسمى ايمانا والاول يقع اسما للدين كله فيطلق اسم الايمان ويراد به جميع الدين واما الثاني فانه يطلق مقرونا بالاسلام والاحسان او احدهما فاذا قرن بهما او باحدهما علم ان المراد به حينئذ الاعتقادات الباطنة. واما اركان فعدت في هذا الحديث ستة في قوله صلى الله عليه وسلم ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره فقوله فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك. في بيان حقيقة الاحسان وذكر اركانه. فيه بيان حقيقة الاحسان وذكر اركانه والاحسان المراد في الحديث هو الاحسان مع الخالق. والاحسان المراد في الحديث هو الاحسان مع طالب بان يعبد العبد ربه كانه يراه. فان لم يكن يراه فانه فان الله يراه فالاحسان له في الشرع معنيان. فالاحسان له في الشرع معنيان. احدهما عام احدهما عام وهو اتقان الباطن والظاهر. اتقان الباطن والظاهر. تعبدا لله بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم تعبدا لله بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم والاخر خاص وهو اتقان الباطن والظاهر. والاخر خاص وهو اتقان الباطن والظاهر فالاول يقع اسما للدين كله فيسمى الدين احسانا واما الثاني فانه يطلق اذا قرن الاحسان بالاسلام والايمان او احدهما فاذا ذكر الاحسان وحده اريد به الدين. واذا ذكر مع الايمان والاسلام قيل ان المراد حينئذ اتقان الباطن والظاهر. وقوله فاخبرني عن امارتها يعني علامتها فالامارة بفتح الهمزة هي العلامة وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث علامتين للساعة الاولى ان تلد الامة ربتها والامة هي الجارية المملوكة والربة مؤنث الرب والربة مؤنث الرب ومعناه عند العرب يرجع الى السيد والمالك والمصلح للشيء ومعناه عند العرب يرجع للمالك والسيد والمصلح الشيء والثانية ان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان فيقع في اخر الزمان من اولئك الموصوفين بتلك الاوصاف تطاولهم في البنيان والمراد بقوله الحفاة الذين لا ينتعلون الذين لا ينتعلون والعراة الذين لا يلبسون ما يسدو عوراتهم الذين لا يلبسون ما يستر عوراتهم والعالة الفقراء المحتاجون قرع الذين يرعون بهائم الانعام من الابل والبقر والغنم والتطاول هو التفاخر بالطول ارتفاعا هو التفاخر بالطول ارتفاعا فان اسم التطاول يختص بما ارتفع عن الارض لا بمن بسط عليه فانه يكون اتساعا لارتفاعا وصلة العلامتين المذكورتين بما بينه النبي صلى الله عليه وسلم من حقائق الاسلام والايمان والاحسان ان النبي صلى الله عليه وسلم ارشد في صدر الحديث الى قوام الاعمال ارشد بصدر الحديث الى قوام الاعمال ثم بين في اخره موقع الجزاء في المآل. ثم بين في اخره موقع الجزاء في المآل فانت يطلب منك في الدنيا اسلام وايمان واحسان وسيكون جزاؤك عليهن اذا قامت الساعة ومن دقائق العلم التي لا اعلم احدا صنف فيها التصنيف في مناسبات الحديث النبوي اي مناسبات جمل الحديث بعضه لبعض وهذا مما صنف فيه وتوسع في الكلام عليه في القرآن واما في الحديث النبوي فلا اعلم له ذكرا. فكما ان السورة وراء الايات يكون بينها مناسبات فكذلك الالفاظ النبوية بينهن مناسبات فمثلا يظهر في الحديث الاول مناسبة قوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا على امرأة ينكحها فهجرته الى ما هجر اليه. لصدر الحديث. بان النبي صلى الله عليه وسلم قرر في صدره قاعدتين اللقان بالنية ثم ذكر مثالا يتضح به المقال في تلك القاعدتين ومثله حديث جبريل الطويل فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في صدره ما يطلب من العبد من الاعمال ثم ذكر في اخره الساعة بانها محل الجزاء في المآل واذا راعى العبد هذا في الاحاديث النبوية اعانه على فهمها فانه لا يكون بعض الحديث بمنأى عن بعضه فالكلام واحد والمتكلم واحد والنبي صلى الله عليه وسلم الذي اوتي جوامع الكلم فلا بد ان يكون لما اختاره صلى الله عليه وسلم من الجمل في كلامه مناسبات تدل على فقه عظيم. فمن تدبر هذا اطلع على علم جم في الاحاديث النبوية كالذي ذكرناه فيما سلف من معاني هذين الحديثين. نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى عن الحديث الثالث عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله واقام الصلاة وايتي الزكاة وحج البيت وصوم رمضان رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم معا. فهو من المتفق عليه. واللفظ لمسلم وقوله في الحديث بني الاسلام اي الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فان الاسلام يقع اسما للدين كله ويقع ايضا على معنى خاص وهو الاعمال الظاهر ويقع على معنى خاص وهو الاعمال الظاهرة فيكون تارة عاما وتارة خاصا وسبق بيان هذا في شرح ثلاثة الاصول. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث اركان الاسلام فانه مثله ببنيان له خمس دعائم يقوم عليها هي اركانهم وما عداها من شرائع الاسلام فهي تتمة البنيان فشرائع الاسلام باعتبار الركنية وعدمها نوعان. فشرائع الاسلام باعتبار الركنية وعدمها نوعان. احدهما شرائع الاسلام التي هي اركانه شرائع الاسلام التي هي اركانه وهي الخمس المذكورة في الحديث وهي الخمس المذكورة في الحديث ولا سادس لها ولا سادس لها يوجد في سادس لها يقول اخونا ان بعض اهل العلم يقولون ان الجهاد في سبيل الله هو الركن السادس ها وش رايكم فيكون في الحقيقة لا سادس لها وما يقع في كلام بعض اهل العلم من عد سادسه كالجهاد في سبيل الله او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فالمقصود به تعظيم ذلك فالمقصود به تعظيم ذلك. لا حقيقة كونه ركنا. لا حقيقة كونه ركنا والاخر شرائع الاسلام التي ليست اركانا. شرائع الاسلام التي ليست اركانا مما هو واجب او نفل مما هو واجب او نفل. وعد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث اركان الاسلام واحدا واحدا اذا فذكر الركن الاول في قوله صلى الله عليه وسلم شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله فالشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالة هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالة. وذكر الركن الثاني في قوله صلى الله عليه وسلم واقام الصلاة والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الصلوات الخمس المفروضة في اليوم والليلة. هي الصلوات الخمس المفروضة فوضته في اليوم والليلة. وذكر الركن الثالث في قوله صلى الله عليه وسلم وايتاء الزكاة. والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المفروضة في الاموال المعينة. هي الزكاة المفروضة في الاموال المعينة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم الركن الرابع في قوله حج البيت وحج البيت الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة. هو حج بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة. وذكر الركن الخامس في قوله صلى الله عليه وسلم وصوم رمضان صوم رمضان الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم شهر رمضان في كل سنة. هو صوم شهر رمضان فيه كل سنة فالمقادير المذكورة هي الحدود المحققة لاركان الاسلام فالمقادير المذكورة هي الحدود المحققة اركان الاسلام فما زاد عليها فانه لا يكون من الركن وان كان واجبا فانه لا يكون من الركن وان كان واجبا. فمثلا من الزكاة الواجبة زكاة الفيضة. ولا تدخل وفي حقيقة الركن ومن الحج الواجب حج النذر. ولا يدخل في حقيقة الركن فانه لا يكون واجبا لنفسه وانما وجب على العبد لما اوجبه على نفسه فمنفعة هذه المقادير الاطلاع على ان ما زاد عليها ليس من جملة الركن وان كان واجبا. وان ما كان منها فانه لا يسقط بحاله. وان ما كان منها فانه لا يسقط بحال. يعني مثلا هل هناك سنة ما فيها صيام رمظان الجواب لا ما يسقط ما يسقط مبيحارب هل هناك يوم ما في خمس صلوات مكتوبة الجواب لا ليس هناك يوم ليس فيه خمس صلوات مكتوبات طيب اذا اجتمع العيد والجمعة وصلى العبد مع الامام صلاة العيد فانه حينئذ يسقط عنه الجمعة في اصح القولين. ولا يسقط عنه الظهر فانه يصليها اتفاقا الا قولا شاذا فتبقى في يوم العيد كم صلاة مفروضة خمس صلوات مكتوبة في اليوم والليلة لكن الذي كان يجمع له جعل رخصة لمن جمع في العيد ان لا يشهد الجمعة لذلك العلم المحقق يؤدي بالعبد الى الامر الموفق علم المحقق يؤدي بالعبد الى الامر الموفق. وان كان عاميا. وان كان عاميا. فان رجلا كان محبا للصالحين وللعلم واهله شهد مجلسا يتداول فيه بعض طلاب العلم رسالة يطالعونها ببيان سقوط الجمعة اذا اجتمع العيد والجمعة فصلى العيد ثم زاد كاتبها في الطنبور نغمة كما يقال فاسقط الظهر ايضا فاسقط الظهر ايضا فقال هذا العامي ان كلامه هذا غير صحيح لانه لا يوجد يوم ما فيه خمس صلوات انه لا يوجد يوم ما فيه خمس صلوات فكانت الفطرة من العلم المحقق اوثق في معرفة الامر الذي يكون فيه ممن يذهب به ردوده الى مثل هذه الاقوال. نعم الله اليكم قال رحمه الله والحديث الرابع عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوقة ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يورث الملك فينفخ في روح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي اوسع وشقي ام سعيد فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب تأملوا بعمل اهل الجنة فيدخلها. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث مخرج عند البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه وليس هو عن عند احدهما بهذا اللفظ وهو ملفق من السياقات المروية عندهما وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ان احدكم يجمع خلقه اي يضم خلقه اي ضم خلقه ومحل الضم الرحم ومحل الضم الرحم ويكون ابتداؤه ويكون ابتداؤه باجتماع ماء الرجل والمرأة. فيكون ابتداؤه ماء الرجل والمرأة ويسمى اجتماعهما نطفة ويسمى اجتماعهما نطفة وهذا مبتدأ الخلق وقوله ثم يكون علقة اي بعد كونه نطفة والعلقة هي القطعة من الدم والعلاقة هي القطعة من الدم وقوله ثم يكون مضغة اي بعد كونه على قتل اي بعد كونه علقة والمضغة هي القطعة الصغيرة من اللحم هي القطعة الصغيرة من اللحم وقوله ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات وقع في رواية البخاري التصريح بان النفخ متأخر عن كتابة الكلمات. وقع في رواية البخاري تصريح بان النفخ متأخر عن كتابة الكلمات فتكتب الكلمات اولا ثم تنفخ فيه الروح وكتابة الرحم وكتابة المقادير تقع في الرحم مرتين وكتابة المقادير تقع في الرحم مرتين الاولى بعد الاربعين الاولى في اول الثاني بعد الاربعين الاولى في اول الثانية وجاء ذكرها في حديث حذيفة الغفاري رضي الله عنه عند مسلم. وجاء ذكرها في حديث حذيفة الغفاري رضي الله عنه عند مسلم والثانية كتابتها بعد الاربعين الثالثة. كتابتها بعد الاربعين الثالثة اي بعد اربعة اشهر وهي المذكورة في حديث ابن مسعود هذا وهي المذكورة في حديث ابن مسعود هذا والقول بتكرار الكتابة هو الذي تجتمع به الادلة. والقول بتكرار الكتابة هو الذي تجتمع به الاجلة الادلة وانتصر له من الاجلة ابو عبد الله ابن القيم. وانتصر له من الاجلة ابو عبد الله ابن القيم في كتاب وشفاء العليل وتهذيب سنن ابي داود وتأديب سنن ابي داود واتفق وقوع تكرار كتابة المقادير واتفق وقوع تكرار كتابة المقادير لماذا لماذا تكتب المقادير مرة بعد مرتين طيب لتأكيد نفوذ القدر لتأكيد نقود القدر وانه لا يتخلف وانه لا يتخلف فان المكتوب اذا اعيد مرة ثانية قوية تأكيده فانت اذا كتبت على ورقة جملة من الكلام كقولك الاربعين في مباني الاسلام ثم رجعت عليها مرة اخرى بالقلم. كانت بعد رجوعك الثاني ابين واقوى من كتابتك الاولى فكذلك الامر هنا فانه يعاد كتابة المقادير لتأكيد نفوذها. وان قدر الله سبحانه وتعالى لا يتخلف وقوله ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة الحديث هو باعتبار ما يبدو للناس. وباعتبار ما يبدو للناس ففي الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يظهر للناس. ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يظهر للناس. وذكر ايضا الرجلين يعمل بعمل اهل النار فيما يظهر للناس فتكون خاتمة الاول ان يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وخاتمة الثاني ان يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها فيدخلها وفرق بينهما باعتبار ما في قلبيهما وفرق بينهما باعتبار ما في قلبيهما فللاول قسيسة ترديه وللثاني خصيصة ترقيه بل الاول خسيسة ترجيه. وللثاني خصيصة ترقيه. فان الذي يعمل بعمل اهل الجنة فيما يظهر الناس يستكن في قلبه شيء من الخسائس المردية التي تجره الى عمل اهل النار مما كان يبطنه في قلبه فيبدو عليه هذا العمل يموت عليه فيكتب له بكونه من اهلها واما الثاني ممن يعمل بعمل اهل النار بما يظهر للناس فيكون في قلبه خصيصة ترقيه اي شيء من الخصائص كخشية الله مخافته وتعظيمه واجلاله فتغلب عليه عند خاتمته فيعمل بعمل اهل الجنة يدخلها فالامر باعتبار ما في قلب كل احد. فمن له خسيسة ارزته فاظهرت عليه السوء ومن له قصيصة سرته فاظهرت عليه الخير. وهذا معنى قول جماعة من السلف كسعيد بن جبير وغيره ان الرجل ليعمل الحسنة يدخل بها النار. وان الرجل ليعمل السيئة يدخل بها الجنة رجلا ليعمل الحسن يدخل بها النار وان الرجل ليعمل السيئة يدخل بها الجنة. فان الاول يعمل حسنة ثم يشهدها فيكون دائم الذكر لها ممتنا بها على الله مستعظما بها على خلق الله فترديه في نار جهنم واما الثاني وهو فاعل السيئة فانه يفعل السيئة فلا يزال الخوف يغلقه خائفا من الله سبحانه وتعالى ان يأخذه بتلك السيئة فيجتمع في قلبه من الخوف والاجلال والاعظام لله عز وجل ما يستدعي رحمة الله له فيرحمه الله سبحانه وتعالى فيدخله الجنة. ولهذا ان صلاح الباطن اعظم من صلاح الظاهر. فان صلاح الباطن اعظم من صلاح الظاهر ولهذا فان النبي صلى الله عليه وسلم قال وان في الجسد ايش لمضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله قال رحمه الله الحديث الخامس عن ام المؤمنين ام عبدالله عائشة رضي الله عنها انها قالت خصيصة ولا خصيصة قصيصة نعم من اللحن الشائع عند الناس يقولون خصيصة. هذا لحن انما هي خصيصة يقولون كقبيلة وقبائل خصيصة وخصائص. كقبيلة وقبائل خصيصة وخصائص نعم عليكم الحديث الخامس عن ام المؤمنين الخصائص هي المزايا المعلية والخسائس هي الرزايا المردية هي الرزايا المردية نعم عليكم قال رحمه الله والحديث الخامس عن ام المؤمنين ام عبدالله عائشة رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وقد علقها البخاري هذا الحديث مخرج في الصحيحين فهو من المتفق عليه. والرواية التي عند مسلم علقها البخاري اي ذكرها بلا اسناد فان المعلق عند المحدثين ما سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف واحد او اكثر. من سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف واحد او اكثر فالبخاري رحمه الله لم يسق اسناد هذه الرواية من عمل عملا واما مسلم فانه ساق اسنادها وفي الحديث بيان مسألتين عظيمتين المسألة الاولى في قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه ففيه بيان حد في الدين ففيه بيان حد المحدثة في الدين التي سمتها الشريعة بدعة فبينت حقيقة البدعة بامور اربعة فبينت حقيقة البدعة بامور اربعة. اولها ان البدعة احداث اولها ان البدعة احداث اي ايجاد ما لم يكن من قبل. اي ايجاد ما لم يكن من قبل وثانيها ان ذلك الاحداث في ديننا الدنيا ان ذلك الاحداث في الدين لا الدنيا وثالثها انه احداث في الدين بما ليس منه انه احداث في الدين بمال ليس منه فلا يرجع الى اصوله ولا تشهد له قواعده. فلا يرجع الى اصوله ولا تشهد له قواعده ورابعها ان هذا الاحداث في الدين ان هذا الاحداث في الدين بما ليس منه يقصد به التعبد ان هذا الاحداث في الدين بما ليس منه يقصد به التعبد فحقيقة اتخاذها دينا ارادة التقرب بها الى الله. فحقيقة اتخاذها دينا ارادة التقرب بها الى الله فالحد الشرعي للبدعة مستفادا من الحديث ما احدث بالدين مما ليس منه بقصد التعبد. ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد وحقائق الاسماء الدينية المستفادة من الشرع مقدمة على غيرها وحقائق الاسماء الدينية المستفادة من الشرع مقدمة على غيرها. وهي اول ما ينبغي ان يلتمس انه العبد حقائق الدين وهي اول ما ينبغي ان يلتمس منه العبد حقائق الدين هذه قاعدة نافعة ولا سيما في علم الاعتقاد ولا سيما في علم الاعتقاد مثلا لو اتينا الى الكفر شرعا ما هو الكفر شرعا تغطية تغطية ايش تغطية الاسلام كثر الايمان من اين هذا من قوله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله اصل الكفر في اللغة هو السهل يعني ومن يستر ايمانه فقد حبط عمله فالكفر شرعا هو ستر الايمان وهو نوعان احدهما ستر اصله وفيه الاية والاخر ستر كماله وفيه قوله صلى الله عليه وسلم اثنتان في الناس هما بهم كفر. الحديث في احاديث اخرى فاولى ما ينبغي ان تعمل فيه ذهنك في التماس حقائق الدين هو القرآن والسنة. فان من التمس بيان الحقائق الدينية منهما صارت حقائق الدين بينة امامه لا يتلجج فيها. فلا يدخل فيها ما ليس منها ولا يخرج منها ما هو منها. واما الذين يفزعون الى الاصطلاحات التي تقع في كلام المتكلمين فانهم يقعون غالبا في الغلط على الحقائق الدينية فيخرجون منها ما هو من حقيقتها ويدخلون فيها ما ليس من حقيقتها كالذي ذكرناه في حقيقة البدعة فان هذا الحديث كاف في بيان حقيقته لان النبي صلى الله عليه وسلم بينها في قوله من احدث في امرنا هذا ما ليس منه وهذه المحدثات تسمى في الشرع بدعة. لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثات بدعة. فالمحدثة التي حكم عليها بانها بدعة. فسرها حديث عائشة. من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد. قال الامام احمد الحديث يفسر بعضه بعضا. فالمسألة الثانية بيان حكم البدعة في قوله صلى الله عليه وسلم فهو رد. اي مردود البدعة لا تقبل من صاحبها فالبدعة لا تقبل من صاحبها والرواية الثانية عند مسلم التي علقها البخاري اعم من الاولى. الرواية التي عند مسلم التي علقها البخاري اعم من الاولى فانها تبين رد نوعين من العمل فانها تبين رد نوعين من العمل. احدهما عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على ما حكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة والاخر عمل ليس عليه امرنا وقع خلاف حكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع خلاف حكم الشريعة فالاول في ابطال البدع المحدثة فالاول في ابطال البدع المحدثة والثاني في ابطال المنكرات الواقعة والثاني في ابطال المنكرات الواقعة فالحديث اصل جليل في الامرين فالحديث اصل جليل في الامرين. فهو يسلط للرد على اهل البدع والضلال. فهو يسلط للرد على اهل البدع والضلال ويسلط للرد على اهل الفساد والانحلال. ويسلط للرد على اهل الفساد والانحلال فانظر الى عظيم ما جمعه هذا الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم من المعاني التي تستوفي الرد على المخالفين المنتسبين الى لا بين المنتسبين الذين هم من اهل الاسلام ولم يخرجوا منه يقعون تارة بالبدع والضلالات ويقعون تارة اخرى في الموبقات والمنكرات. فهذا الحديث سيف الحق بالعدل من الشرع في الرد على هؤلاء وهؤلاء. فمن تغرغر قلبه بحلاوة معنى الحديث النبوي علم انه يسلط على هؤلاء وعلى هؤلاء. وان الطائفتين شر على الاسلام واهلها وان الطائفتين شر على الاسلام واهله. وان الشرع حذر من هؤلاء وحذر من هؤلاء فاهل الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم يباينون اهل البدع والضلال ويفارقون اهل الفساد والانحلال. فلا يركنون الى اولئك ولا يركنون الى اولئك. فهم عندهم بنظر واحد في حكم الشرع من المباينة والثر فكل طائفة قد تركت من الشرع شيئا وان كانت الطائفة الاولى شرا من الثانية لكن ما في الثانية من الشر لا يستدعي ترقيق الحال فيها فان العبد كما يفر من صحبة اهل البدع يفر من صحبة اهل الفساد والانحلال فهذا نظر الشرع الحكيم الى الدين القويم الذي يكون ينبغي ان يكون عليه العبد فالمستقيم على دين الاسلام لا يركن الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ويعلم ان كل طائفة فيها من الشر ما اوجب جهادها وان هؤلاء يجاهدون وهؤلاء يجاهدون وتنزل كل طائفة رتبتها من الجهاد في القائم به والداعي اليه والمتعرضين لابطاله على وفق ما ارادت الشريعة. ومن اوغل في العلم عرف الجهل ومن اوغل في العلم عرف الجهل. فالخلل الواقع في مباينة هاتين الطائفتين نشأ من الجهل بالحقائق الدينية ولا يعرف الجهل على حقيقته الا اهل العلم. قال سهل ابن عبد الله تشتري لا يعرف الجهل الا العلماء لا يعرف الجهل الا العلماء. لان الجاهل ماذا يقول عن نفسه؟ يقول جاهل ولا يقول عندي علم قل عندي علم لكن صاحب العلم كلما زاد علمه زاد معرفته بالجهل وان ما يقع فيه الناس من الجهالات امر عظيم وان ما يفوته هو من العلوم العظيمة يدل على سعة العلم. نعم عليكم قال رحمه الله الحديث السادس عن ابي عبدالله النعمان ابن بشير رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما نور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى شبهاته فقد استبرى لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتاف. الا وان لكل ملك حمى الا وان حمى الله محارمه. الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه وفيه بيان قسمة الاحكام الشرعية الطلبية. وفيه بيان قسمة الاحكام الشرعية الطلبية. من جهة ظهورها من جهة ظهورها انها نوعان انها نوعان احدهما بين جلي بين جلي. فالحلال بين والحرام بين. كحل بهيمة الانعام وحرمة الزنا. كحل بهيمة العام وحرمة الزنا والاخر مشتبه متشابه. والاخر مشتبه متشابه وهو هنا ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته. وهو هنا اي في الاحكام الشرعية الطلبية ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته والناس فيما يشتبه عليهم منها نوعان والناس فيما يشتبه عليهم منها اي من الاحكام الشرعية الطلبية نوعان احدهما من يكون متبينا لها عالما بها. من يكون متبينا لها عالما بها واشير اليهم في قوله صلى الله عليه وسلم لا يعلمهن كثير من الناس فانه لم ينفي العلم بها عن الناس كلهم فنفاه عن كثير مما يدل على ان كثيرا يعلمونه فنفاه عن كثير مما يدل على ان كثيرا يعلمونه فلا يخفى على الناس كلهم ويكون فيهم من يعلمه وفيهم من لا يعلمه والاخر من لا يتبينها ولا يعلم حكم الله فيها. من لا يتبينها ولا يعلم حكم الله فيها وهؤلاء صنفان الصنف الاول المتقي للشبهات التارك لها المتقي للشبهات التارك لها والصنف الثاني الواقع فيها الراكع في جنباته الواقع فيها الرافع في جنباتها والواجب على العبد اذا لم يتبين حكم المشتبه ان يترك والواجب على العبد اذا لم يتبين حكم المشتبه ان يتركه. فترك المشتبهات من فرائض الواجبات فترك المشتبهات من الفرائض الواجبات. لامرين احدهما الاستبراء للدين والعرض الاستبراء للدين والعرظ فمن ترك الشبهات طلب البراءة لدينه من الله وعرضه من الناس فمن ترك الشبهات طلب البراءة لدينه من الله ولعرضه من الناس والاخر ان الوقوع في الشبهات يجر الى الوقوع في المحرمات ان الوقوع في المشتبهات يجر الى الوقوع في المحرمات وضرب له النبي صلى الله عليه وسلم مثلا بالراعي يرعى حول الحمى فالحمى هو الموضع الذي يمنعه ملك او غيره من العظماء لاجل مصلحة خاصة او عامة فان الراعي اذا جاء بهائمه من الابل او البقر او الغنم ليرعاها حوله فانه يوشك ان يرتع فيه اي يقرب ان تدخل البهائم الحمى يقرب ان تدخل البهائم الحمى فيؤخذ بذلك ويعاقب عليه. فيؤخذ بذلك ويعاقب عليه وحمى الله محارمه اي الذي منعه الله الخلق ونهاهم عن قربانه هو المعاصي. فمن وقع في الشبهات فانه يتجرأ على الوقوع في المحرمات الواجب على العبد ان ينأى بنفسه على ما اشتبه عليه فان هذا تتحقق به براءة ذمته من الله ويسلم عظه من الناس ويجعل بينه وبين الحرام حصنا منيعا واما المتهتك بالشبهات المستهتر بها الوالغ فيها فانه يلحقه المؤاخذة من الله ومن خلقه ويهتك تتر الحرام فتدخله تلك المشتبهات الى المحرمات وهذا ظاهر فيما افترعه الناس باخره من التساهل في مشتبهات الاموال والانكحة فانها اوقعتهم في الحرام فباب المال ما يسمى بالمساهمات وباب الانكحة هذه الانواع المخترعة من الزواج. فانها جرت الناس الى ان وقعوا في محرمات موبقة. واولى الناس بالبعد عن هذا وذاك هم المنتسبون الى العلم واذا رأيت من ينسب الى العلم متساهلا في باب المال او باب الانكحة فاعلم ان علمه الذي معه صورة لا حقيقة له فان العلم يحمل صاحبه على طلب براءة ذمته في ماله وفيما يلج فيه من عقود الانكحة وظهور التساهل بذلك من ادلة رفقة الدين عند الناس الواجب على العبد ان يحذر من هذه المتشابهات ولا يدخل فيها فيجب عليه ذلك وجوبا مقطوعا به للحديث المذكور. نعم اللهم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم في اخر الحديث وان في الجسد مضغة ليبين قوة اثر صلاح الباطن وان من صلح باطنه صلح ظاهره واذا صلح القلب صلح للجوارح واذا فسد القلب فسدت الجوارح ما مناسبة هذه الجملة الاخيرة لاول الحديث انه اذا صلح القلب قوي على حفظ صاحبه عن المشتبهات قوية على حفظ صاحبه عن المشتبهات وانه لا يطلب الا البين من الاحكام في حلال او حرام طيب الحديث السابق حديث ابن مسعود ما مناسبة اوله لاخره وارجعوا له الحديث الرابع الجواب يعني يعني القدر السابق والقدر القدر السابق القدر القدر السابق الكتابة في المقادير القدر اللاحق المآل ما يكون من المآل ولذلك بعض اهل العلم كشيخ شيوخنا بن سعدي رحمه الله جعل الاحكام ثلاثة حكم شرعي وحكم قدري والحكم في الاخرة بالجنة او النار والتحقيق ان الحكم الذي في الاخرة يرجع الى الثاني حكم القدر الحكم القدري منه ما هو في الدنيا ومنه ما هو في الاخرة. نعم قال رحمه الله عن حديث السامي وعن ابي هريرة الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين نصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من زوائده عليه وقوله صلى الله عليه وسلم فيه الدين النصيحة اي الدين كله هو النصيحة. اي الدين كله هو النصيحة وحقيقة النصيحة شرعا قيام العبد بمال غيره من الحقوق قيام العبد بمال غيره من الحقوق فالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولائمة المسلمين وعامتهم هي القيام بحقوقهم وهذا الحد هو الجامع لحقيقة النصيحة شرعا وما عداه فانه يرجع اليه والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان النصيحة باعتبار منفعتها نوعان احدهما ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح وهي النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم نصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم والاخر ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح والمنصور ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح والمنصوح. وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم فالمنتفع من بذل النصيحة في الاول هو الناصح فالمنتفع من بذل النصيحة في الاول هو الناصح والمنتفع من بذل النصيحة في الثاني هو الناصح والمنصوح معا فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ولائمة المسلمين اي اصحاب الولاية فيهم اي اصحاب الولاية فيهم واصلها الولاية السلطانية واصلها الولاية السلطانية ائمة المسلمين هم امراؤهم. ائمة المسلمين هم امراؤهم. ومن ينوب عنهم في ولاياتهم. ومن ينوب عنهم في في ولايتهم فيندرج في هذا سلطان والقاضي والمعلم والمفتي وكل من ولي ولاية شرعية ينوب فيها عن الامام وكل من ولي ولاية شرعية ينوب فيها عن الامام لذلك من فقه الولايات الشرعية علم شدة خطرها كاخواننا من المعلمين فانهم ينوبون عن ولي امر المسلمين في تعليم المسلمين فان من واجبات ولي الامر بالسياسة الشرعية بالاسلام تعليم الناس دينهم واذا لم يمكنه ان يقوم عليهم جميعا كالواقع في زمان الاتساع الخلق وكثرتهم فانه ينيب نوابا يقومون بهذا الحق وهم الان المعلمون في المدارس خاصة وما كان من جنسها في المعاهد والجامعات وهم يقومون بهذا الحق للمسلمين. ومن قصر فيه قصر في حق عام يعظم السؤال عنه في الاخرة نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الثامن الحمد لله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ للبخاري وقد ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين قد ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين النوع الاول ما يثبت به الاسلام ما يثبت به الاسلام وهو الشهادتان فمن جاء بهما ثبت له عقد الاسلام وصار مسلما. فمن جاء بهما ثبت له عقد الاسلام وصار تسليما معصوم الدم والمال معصوم الدم والمال والنوع الثاني ما يبقى به الاسلام ما يبقى به الاسلام واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة العبد اذا جاء بالشهادتين كف عنه فلم يقتل فالعبد اذا جاء بالشهادتين كف عنه فلم يقتل ثم اذا التزم مقتضى الشهادتين ثبتت له عصمة الدم والماء ثم اذا التزم مقتضى الشهادتين ثبتت له عصمة الدم والمال فقوله صلى الله عليه وسلم اذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم اي صارت اموالهم حراما غير حلال. اللي صارت دماؤهم واموالهم حراما غير حلال بما علم من ظواهرهم لما علم من ظواهرهم وهذه العصمة نوعان وهذه العصمة نوعان احدهما عصمة الحال ويكتفى فيها بالشهادتين عصمة الحال ويكتفى فيها بالشهادتين فمن جاء بالشهادتين ثبتت له عصمة دمه وماله حالا فمن جاء بالشهادتين ثبتت له عصمة دمه وماله حالا والاخر عصمة المآل ويراد بها العاقبة عصمة المآل ويراد به العاقبة. ولا يكتفى فيها بالشهادتين ولا يكتب فيها في الشهادتين بل لا بد من الاتيان بحقوقهما. بل لا بد من الاتيان بحقوقهما في الاسلام وعندئذ يحكم ببقاء العصمة التي ثبتت له ابتداء. وعندئذ يحكم ببقاء العصمة التي ثبتت له ابتداء فمثلا اذا اريد احد على الاسلام في قتاله فقال لا اله الا الله وكان السيف عليه مشهورا فانه يكف السيف عنه ويصير حرام الدم والمال فلما اخذ الى عسكر المسلمين طال فيهم وعرف بدين الاسلام وان هذا الدين فيه خمس صلوات في اليوم والليلة وان فيه تكاد وفيه صيام رمضان وفيه حج البيت. وغير ذلك من حقوق الاسلام فقال انا لا اسلم على هذا ولا اريد هذه الاعمال فلا اصلي ولا ازكي ولا اصوم ولا احج فهذا قد ثبتت لو بقيت له العصمة ام زالت عنه سألت عنه لانه جحد هذه الاركان ولم يعتد بها. وان قال لا اله الا الله محمد رسول الله فان هذه الكلمة لا تبقى لصاحبها الا اذا بقي ملتزما لمقتضى الشهادتين والذي ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره من ان بعض الناس ينكر عليه قتال اناس يقعون في الكفر ويقولون لا اله الا الله صار مشاهدا في حياتنا اليوم فتجد من الناس من يقول هذا كيف يكون كافر وهو يقول لا اله الا الله وتجده يقع في الشرك الاكبر تجده يدعو غير الله يستغيث بغير الله ويذبح لغير الله وغير ذلك من افعال الشرك الاكبر وهو يقول لا اله الا الله فتجد من الناس من يقول هذا مسلم لانه يقول لا اله الا الله بل صرنا الى حال صار فيها بعض الناس يقول لا ينبغي ان يسمى اليهود والنصارى كفارا فان هذا احتكار للدين الحق وهؤلاء كان لهم انبياء. فانى لكم ايها المسلمون ان تحتكروا الدين عن هؤلاء. وينسى هذا الجاهل ان الله عز عز وجل هو الذي قال لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين وقال في السورة نفسها ان الذين كفروا من اهل الكتاب فالله عز وجل سماه كفارا وفي الاية الثانية اخبر عن مآلهم انه الى النار. لكن اذا عظم الجهل بالاسلام رأيت في الناس ما لا يظن عاقل انه كان يراه في الاحلام الجهل يفعل باهله الافاعيل. ولهذا من اعظم الجهاد جهاد الحجة والبيان في هداية الناس الى الدين الحق. ويتأكد هذا في الجاهلية وظهور البدع والضلالات وغلبة الكفر والنفاق في الناس وهذا من ذلك الزمن فيجاهد عبد ببيان دين الله ويعرف به ويعيد ويبدي فيه فان الناس محتاجون اليه اشد من حاجتهم الى الطعام والشراب قال الامام احمد الناس الى العلم احوج منهم الى الطعام والشراب وبين ابن القيم وجه ذلك بان الطعام والشراب قوام الابدان والعلم قوام الارواح بمعرفة الحق فهم يكونون احياء بمعرفة الحق واما اذا فقدوا الطعام والشراب فانما تموت ابدانهم. ولكن اذا فاتهم العلم ماتت ارواحهم. نعم الله عليكم قال رحمه الله تعالى الحديث التاسع ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما تنتفي به العصمة فقال الا بحق الاسلام الا بحق الاسلام فان العصمة في الدم والمآل ترتفع بحق الاسلام. وهو نوعان وهو نوعان احدهما ترك ما يبيح عندما المسلم وماله من الفوائد ترك ما يبيح دم المسلم وماله من الفرائض والاخر انتهاك ما يبيح دم المسلم وماله من المحرمات انتهاك ما يبيح دم المسلم وماله من المحرمات. يعني اذا ترك الانسان واجبا من الفرائض قد يبيح دمه او يبيح ماله مثل ايش مثل ترك الصلاة فانه يبيح تمام ومثل ايضا عدم اخراج الزكاة فانه يبيح حق الزكاة اتفاقا واختلف في تغريمه من المال تعزيرا على قولين لاهل العلم وانتهاك الحرام قد يبيح دما مثل قتل النفس المكافئة قتل النفس المكافئة وقد يبيح ماله مثل محرم وقع في محرم مثل اتلاف مال غيره. اتلاف مال غيره. فانه يؤخذ من ماله بقدر ما يصلح به حال هذا. نعم قال رحمه الله تعالى الحديث التاسع عن ابي هريرة عن ابي هريرة عبد الرحمن ابن صخر الدوسي رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فانما اهلك من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم عن انبيائهم. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث اخرجه البخاري فهو من المتفق عليه. واللفظ لمسلم لكنه قال فافعلوا منه عوض فاتوا منها. لكنه قال فافعلوا منه عوضا. قوله فاتوا منه. وفي الحديث بيان الواجب علينا في الامر والنهي فالواجب في النهي الاجتناب وهو الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه وهو الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه فالاجتناب ترك وزيادة. فالاجتناب ترك وزيادة. ففيه ترك المنهي وترك كل ما يوصل اليه ففيه ترك المنهي وترك كل ما يوصل اليه وهذه قاعدة الشريعة في المنهيات الامر بالمباعدة مع النهي عن المواقعة الامر بالمباعدة مع النهي عن المواقعة كقوله تعالى ولا تقربوا الزنا كم فيه نهي نهيان احدهما النهي عن فعله الزنا والاخر النهي عن الطرائق الموصلة للوقوع في تلك الفاحشة والواجب في الامر فعل ما استطيع منه والواجب في الامر فعل ما استطيع منه. فقوله صلى الله عليه وسلم وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم دليل على ان فعل المأمور معلق بالاستطاعة على ان فعل المأمور معلق بالاستطاعة. فمن عجز عنه سقط عنه ذلك المأمور على ما هو مبين في مواضعه من الفقه وقواعده. ثم قال صلى الله عليه وسلم فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم وهم اليهود والنصارى. هلكوا بكثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم طيب ما صلة هذه الجملة بالحديث قال ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فتموا ثم قال فاهين ما لك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على ما الجواب وصلة الجملة الاخيرة من الحديث باوله حث الناس على الاستسلام لله حث الناس على الاستسلام لله بالامن والنهي حث الناس على الاستسلام لله في الامر والنعيم. فمن استسلم لله اعانه الله فمن استسلم لله اعانه الله فصارت له قوة يفعل بها المأمور ويترك بها المحظور. فصارت له قوة يفعل بها المأمور بها المحظور. وهذا اصل عظيم في فهم الحديث. فاذا اردت ان تفهم حديثا دائما فاحرص على ان تتفهم جمله وما صلة بعضها ببعض واذا كانت لك قوة من الحفظ فقرنه بغيره من الاحاديث النبوية فمثلا اضرب لكم مثلا في قوله صلى الله عليه وسلم ان الماء طهور لا ينجسه شيء الا يريدون في كتاب الطهارة في باب المياه من حديث ابي سعيد الخدعي رضي الله عنه رواه ثلاثة ولا اربعة ها ببلوغ المرام ايش ثلاثة اللي هم من ما عدا ابن ماجد. طيب والحديث الثاني حديث سلمان ابن عامر اذا افطر احدكم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا افطر احدكم فليفطر على تمر ها؟ فان لم يجد فعلى فانه له طهور رواه اصحاب السنن هذا يريدونه في كتاب طيب هنا حكم على الماء طهور وفي حديث ابي سعيد حكم على الماء بانه فخور هل الطهارة التي هنا هي الطهارة التي هنا لماذا لا السياق. الحديث الاول يتعلق بالطهارة الظاهرة والحديث الثاني يتعلق بالطهارة الباطل الحديث الاول يتعلق بالطهارة الظاهرة طهارة البدن بالوضوء والغسل. والحديث الثاني يتعلق بالطهارة الباطنة فان الصائم مأمور بان يفطر على احد شيئين احدهما التمر والاخر الماء ان لم يجده فمنفعة التمر تقوية البدن وزيادة ما ينفعه ومنفعة الماء في دفع الافات والاظرار عنه. ومنفعة الماء في دفع الاضرار والافات عنه. ولذلك سماه طهورا لمنفعته للبدن بانه ينفي عن العلل التي قد ترد على الصائم من الصيام فهذا الحديث هو ذاك الحديث اجتمع على تقرير هذا المعنى فاحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فيها من المعاني الشافي والحقائق الكافية ما يفنى دونه العمر. ولهذا تجد ان اهل العلم يقولون ينبغي ان يجعل صاحب العلم اكثر همته في فهم الكتاب والسنة لانها العلم عن الحقيقة لكن لا يصل الى هذا الا من سلك طريق اهله من سلك طريق اهله هذا يصل لما يأتيك واحد وياخذ القرآن ويقول اتدبر ويبدأ يعطيك من راسه هذا ما يتدبر هذا يلعن قال ابن تيمية ولا يمكن تدبر القرآن الا بمعرفة تفسيره لا بد تعرف معاني التفسير ثم بعد ذلك التدبر لان حقيقة التدبر تفاعل من الدبر وهو الوصول الى الغايات في حقائق الايات اما فيك انسان يحفظ جزء عمه ثم يقول اتدبر القرآن ويفتح يعطيك من التدبرات التي يمليها من رأسك مثل ذكرت لكم احدهم ممن يشار اليه بالعلم يقول وان الله لمع المحسنين ان المقصود من اللمعان وان كل محسن عليه لمعة هذا من كيسه والان ما اكثر الكيس هذا كل يصرف الحين يسمونه تدبر القرآن وهذا غلط مثله ايظا من يأتي ويقول نحن نقرأ كتب الحديث ونستخرج منها الاحكام فاذا قلت طيب قرأت في الاصول والقواعد يقول لا هذي علوم حادثة هل تكلم ابو بكر وعمر وعثمان في الاصول؟ هل تكلم التابعين في الاصول؟ عطني احد صنف في الاصول وفي القواعد من الصحابة والتابعين والتابعين هذا فهم اعوج لان اولئك كان فيهم غريزة مركوزة وانتصرت علة مغروسة نعم يقول في المراقي يقول اوله من اول من صنفه في الكتب محمد بن شافع المطلبي. وغيره كان له صديقة مثل الذي للعرب من خليقة كان في سلائقهم وخلائقهم فصاحت اللسان معرفة معاني الكلام العموم والخصوص الاطلاق والتقييد فكانوا يعرفونه باعتبار فصاحتهم وقربهم من زمن النبوة مع صلاح صلاح قلوبهم وصفاء مقاصدهم فالعدول عن هذا الى طرائق احدثها بعض الناس في معاني الكتاب والسنة ويسمي هذا انه ينبغي ان نتفهم الكتاب والسنة. نتفهم الكتاب السنة بالطريقة التي تؤدي الى ذلك مما عليه اهل العلم واما الذي عليها ما عليه اهل العلم اتركه لا خير لك فيه مهما غرك فيه الناس وزمروا حوله واطنبوا فان كثيرا من الناس يعجبه الشيء ولا حقيقة له. ومن سلك طريق الامنين امنا ومن سلك غير طريقهم فانه يلحقه الهلك في الدنيا والاخرة. نسأل الله عز وجل ان يهدينا جميعا الى الطريق الاقوى. وهذا اخر المجلس وانوه في اخره على امور. اولها في الدرس القادم يكون باذن الله اختبار ايش ببعض العقيدة الواسطية وثانيها انعقدت منذ الليلة اه حلق اه حفظ المتون فاهيب بالاخوان جميعا ممن كان فيها ان يديم الاتصال بها والاستمرار في حفظه. ومن لم يسجل فيها ان يسجل من الان ويستقبل في ايامه حفظ ما ينفعه ولو لم لم تخرج من هذا البرنامج الا بحفظ كتاب او كتاب او ثلاثة فهو خير لك من ان تخرج ولم تحفظ شيئا فمهما فاتك من الخير لا يفتك الخير كله وثالثها انه سيتم اضافة بعض الايام التي نشرح فيها بعض الكتب ونعلن عنها في في حينه فبعض الكتب سناخذها في في ايام السبت ان شاء الله تعالى ونبلغكم ان شاء الله تعالى بها والامر الرابع اه هذا البرنامج وهو برنامج العلم هذه السنة هي السنة الرابعة وقد كتبت خطة لتطويره فمن كان عنده اي فكرة تتعلق بتطوير هذا البرنامج فليتفضل بكتابتها وايصالها اليه ما ترى ان فيه خيرا ونفعا المسلمين فجزاك الله خير اقترح ما تراه فبعض هذه البرامج كانت من اقتراحات بعض الاخوان ولحقها شيء من التطوير والتفسير فصار لهم جزاء من المشاركة في هذا الاجر كلما انعقدت هذه البرامج فكل واحد منكم لا يقعد عن ابداء اي فكرة فانها ربما تكون خيرا لكثير من الناس بعده ممن ينتفعون بارائه وافكاره وفق الله الجميع الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين