السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل العلم للخير الاساس والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد المبعوث رحمة للناس وعلى اله وصحبه البررة الاكياس اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الرابع من برنامج اساس العلم بسنة الثالثة سبع وثلاثين واربعمائة والف بمدينته الثامنة مدينة تبوك وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المعروف شهرة بالاربعين النووية للعلامة يحيى ابن شرف النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والدي ومشايخه وجميع المسلمين اما بعد قال الامام قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المشهورة بالاربعين النووي بالاربعين النووية. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والارض مدبر الخلائق اجمعين باعث الرسل صلوات وسلامه عليهم الى المكلفين. لهدايتهم وبيان شرائع الدين بالدلائل القطعية ناطحات البراهين احمده على جميع نعمه واسأله المزيد من فضله وكرمه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد القهار الكريم غفار واشهد ان محمدا عبده ورسوله. وحبيبه وخليله افضل المخلوقين. المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب السنين وبالسنن المستديرة المسترشدين المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين. صلوات صلوات مكتوب الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر نبينا المرسلين. وعالي كل وسائر الصالحين اما بعد. استفتح المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة ثم ثنى بالحمدلة ثم ثلث بالشهادة لله في الوحدانية ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة وختم بالصلاة والسلام عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين وال كل وسائل الصالحين والمح باشارة لطيفة الى مقصوده في هذا الكتاب وهو جمع احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وصفت بكونها من جوامع الكي لقوله المخصوص بجوامع الكلم والجامع من الكلم ما قل مبناه وجل معناه ما قل مبناه وجل معناه فيكون اللفظ قليلا والمعنى جليلا وجوامع الكلم التي اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم والاخر من صدق عليه الوصف المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم من صدق عليه الوصف المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم الذي يكون فيه اللفظ قليلا ويكون المعنى جليلا كالاحاديث المذكورة في هذا الكتاب احسن الله اليكم قال رحمه الله اما بعد فقد روينا عن علي ابن ابي طالب وعبدالله ابن مسعود ومعاذ ابن جبل وابي الدرداء وابن عمر وابن عباس وانس ابن مالك لكن ابيه هوية وابي سعيد الخدري رضي الله عنه اجمعين. من طرق كثيرات بروايات متنوعات. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من وحافظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقراء. بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والفقهاء والعلماء وفي في رواية بعثه الله فقيها عالما. وفي رواية ابي الدرداء رضي الله عنه قلت له يوم القيامة شافعا وشهيدا. وفي رواية ابن مسعود رضي الله عنه قيل له ادخل منه قيل له ادخل من اي ابواب الجنة شئت وفي رواية ابن عمر رضي الله عنهما كتب في سورة العلماء وحشر في زمرة الشهداء واتفق العفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه. وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب ماذا يحصى من المصنفات؟ فاول من علمته صنف فيه عبدالله بن ثم محمد بن عيسى المطرسي العالم الرباني ثم الحسن بن سفيان النسوي وابو بكر الزدي وابو بكر محمد بن ابراهيم الاصفهاني خطوة والحاكم مع ابو نعيم وابو عبدالرحمن السلمي وابو سعد المادني وابو عثمان الصابوني وعبدالله بن محمد الانصاري وابو بكر البيهقي لا يحصون من المتقدمين والمتأخرين. وقد استخرت الله تعالى في جمع اربعين حديثا اقتداء بهؤلاء الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام. وقد واتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال. ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة يبلغ الشاهد منكم الغائب وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله من سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة معتمد المصنفين في الاربعينات وهو الحديث الذي روي عن علي ابن ابي طالب وعبد الله ابن مسعود ومعاذ ابن جبل وغيرهم ممن عدهم من الصحابة رضي الله عنهم من طرق كثيرات بالفاظ متنوعات ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة العلماء في زمرة الفقهاء والعلماء. وفي رواية بعثه الله عالما فقيرا وفي رواية ابي الدرداء وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا. الى اخر الالفاظ المذكورة بالروايات الواردة في احاديث جماعة من الصحابة فالحديث المذكور هو مستند جماعة ممن صنفوا الاربعينيات الحديثية فالحادي لهم على جمع اربعين حديثا الحديث المروي في فضل ذلك واشار المصنف الى ذكر هذا الحديث بقوله روينا وهذه الكلمة فيها لغتان احداهما ضم الراء وكسر الواو مشددة روينا اي روى لنا شيوخنا والاخرى روينا بفتح الراء والواو بلا تشديد اي روينا عن شيوخنا اي روينا عن شيوخنا وكلاهما لغة صحيحة تختص كل لغة بموضعها فمن استخرج فمن ابتدأه شيوخه بالرواية قال روينا فمن ابتدأه شيوخه بالرواية قال روينا ومن اجتهد في استخراج مروي شيوخه قال روينا. ومن اجتهد باستخراج مروي شيوخه قال روينا وذكرت فيها لغة ثالثة وهي روينا بضم الراء وكسر الواو بغير تشديد بضم الراء وكسيواوي بغير تشديد وهي فرع عن اللغة الاولى وهي فرع عن اللغة الاولى روينا والحديث المذكور الذي اعتمد عليه من اعتمد في تصنيف الاربعينيات هو ضعيف كما ذكر المصنف رحمه الله باتفاق الحفاظ وان كثرت طرقه ومراده بالاتفاق اتفاقا قديما بين الحفاظ المعروفين بالتصحيح والضعيف من جهابذة هذا العلم وان كان وجد بعدهم من اشار الى صحته ثم ذكر المصنف رحمه الله جماعة ممن تقدمه من المصنفين في الاربعينيات واردفه بذكر الباعث له على جمع الاربعين وهو شيئان واردفه بذكر الباعث له على جمع الاربعين وهو شيئان احدهما الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام من حفاظ الاسلام الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام من حفاظ الاسلام والاخر بذل الجهد في بث العلم بذل الجهد في بث العلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم يبلغ الشاهد منكم الغائب متفق عليه من حديث ابي بكرة رضي الله عنه وبقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها رواه ابو داوود والترمذي من حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه واسناده صحيح وما ذكره رحمه الله في اثناء كلامه من اتفاق العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال متعقب بامرين احدهما ان المعروف كونه قول جمهور اهل العلم وليس اتفاقا مجمعا عليه احدهما ان المعروف كونه قول جمهور اهل العلم وليس اتفاقا مجمعا عليه وهو الذي حكاه المصنف نفسه في كتاب الاذكار فنسبه الى جمهور اهل العلم والمنازع في هذا جماعة من الحفاظ كمسلم ابن الحجاج في مقدمة صحيحه فانه اطلب في بيان ان الحديث الصحيح فيه غنية عن الضعيف في ابواب الدين كافة ومنها فضائل الاعمال والاخر ان الصحيح عدم جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال وغيرها ما لم يقترن بما يدعو الى العمل به. بما لم ما لم يقترن بما يدعو الى العمل به كاجماع عليه او موافقة قول صحابي او غير ذلك من القرائن التي تكتنفه فيصحح العمل به حينئذ وينسب العمل اليه مع كونه معتمدا على غيره لان اللفظ النبوي مقدم على غيره فراوي الحديث الضعيف لا نقطع بانه كذب فيه ولكننا نحترز من نسبة شيء الى النبي صلى الله عليه وسلم لا نتحقق تبوته فحينئذ اذا قيل انه عمل بالحديث الضعيف لاجل موافقة الاجماع او قول صحابي او غير ذلك فبالنظر الى تعظيم الحديث النبوي وان راوي الحديث الضعيف لا يقطع بكذبه وانما لم يقبل حديثه صيانة المقام النبوي ان ينسب اليه ما لا نجزم بصحته عنه احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم من العلماء من جمع الاربعين في اصول الدين وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد وبعضهم في وبعضهم في الخطب وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصدها فقد رأيت جمع اربعين اهم من هذا كله وهي اربعون حديثا مشتملة مشتملة على جميع ذلك. وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين قد وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحو ذلك ثم التزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة ومعظمها في صحيحي البخاري ومسلم واذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها ان شاء الله تعالى ثم اتبعها في ضبط خفي الفاظها وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث لما اشتملت عليه من المهمات واحتوت عليه من على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره على الله الكريم اعتمادي واليه تفويض واستناد وله الحمد والنعمة وبه التوفيق والعصمة ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ضبط كتابه وانه يرجع الى سبعة امور الاول انه مشتمل على اربعين حديثا وهو كذلك بالغاء الكسر فان عدة احاديثه باعتبار التراجم اثنان واربعون حديث فان عدة احاديثه باعتبار التراجم اثنان واربعون حديثا واما باعتبار التفصيل فعدتها ثلاثة واربعون حديث. واما باعتبار التفصيل فعدتها ثلاثة واربعون حديثا لان ترجمة الحديث السابع والعشرين مشتملة على حديثين لان ترجمة الحديث السابع والعشرين مشتملة على حديثين كما سيأتي بيانه في محله وكون العدد قاصرا عن الخمسة يقع عند العربي الغاء تلك الزيادة الواحد والاربعون والاثنان والاربعون والثلاثة والاربعون يقولون فيها اربعون وهو الواقع في كلام المصنف فانه جعلها اثنين واربعين حديثا جعلها اربعين حديثا بالغاء الاثنين لان العدد لم يبلغ النصف كما انهم اذا بلغ النصف وهو خمسة واربعون فما فوقه يجوزون ان يقال ماشي خمسون حديثا ويسمى هذا جبر الكسر الاول الغاء الكسب والثاني جبر الكسر والثاني ان هذه الاربعين شاملة لابواب الدين اصولا وفروعا وقد قارب رحمه الله وترك شيئا للمتعقب فتعقبه الطوفي في طرحه ثم زاد عليه ابن رجب فبلغها خمسين حديثا والرابع ان كل هذه الاحاديث صحيحة فيما اداه اليه اجتهاده وقد خالف في بعضها كما تعلمه كما ستعلمه في موضعه من الشرح ووصفه جملة منها بانها حديث حسن لا يخالف ما ذكره هنا من كونها احاديث صحيحة لان اسم الصحيح عند جماعة من اهل العلم يندرج فيه الحسن لان اسم الصحيح عند جماعة من اهل العلم يندرج فيه الحسن ويريدون بالصحيح هنا الحديث المقبول. ويريدون الصحيح هنا ويريدون بالصحيح هنا الحديث المقبول فقول المصنف ثم التزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة مع انه قال في احاديث منها حديث حسن يرجع الى ما يوافق هذا المعنى وان مقصوده بالصحيح المقبول الثابت الذي يندرج فيه الصحيح وقسيمه الحسن. والخامس ان معظمها في صحيحي البخاري ومسلم وعدة ما فيها من احاديث الصحيحين اتفاقا وافتراق او انفرادا تسعة وعشرون حديثا وعدة ما فيها من احاديث الصحيحين اتفاقا وانفرادا تسعة وعشرون حديثا. فتارة يكون الحديث متفقا عليه بينهما وتارة. رواه البخاري فقط وتارة رواه مسلم فقط. والسادس انه يذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم نفعها فالمقصود بالحفظ هو كلام النبي صلى الله عليه وسلم والاسناد اداة موصلة اليه فلما دونت الكتب وصنفت التصانيف حفظت اسانيد تلك الاحاديث بتدوينها وصار المقدم في الحفظ لمن تأخر هو حفظ المتون. لا حفظ الاسانيد معه فان حفظ الاسانيد صار من زينة العلم الذي لا ينبغي ان يشتغل به الم تعلم الا بعد تمام الته فيما ينبغي ان يحفظ من العلم فاذا حفظ الاصول وادرك منها المأمولة فاراد ان يزين حفظه بحفظ الاسانيد كان ذلك سايغا اما التتايع عليها والتسارع اليها مع بدء طلب العلم فهو رسول خيبة الم تعلم لان من رشح نفسه لما لم يترشح له بعد رجع بالخيبة فان المراد من امر العلم او غيره يؤخذ في رتبته شيئا فشيئا والعلم والعمل والدعوة والارشاد والاصلاح لها مدارج ومراقي لا يحسن بمن اراد السلوك فيها ان يتعدى نقل نفسه في تلك النقل والمراتب والمدارج فانه اذا عدى نفسه مراتب كان ينبغي سلوكه اياها رجع ذلك عليه بالسقوط والانقطاع. والسابع انه يتبعها بباب في في الفاظها انه يتبعها بباب في ظبط خفي الفاظها ليستغني به حافظه عن ضبط غيره ويتحفظ من الوقوع في الغلط على النبي صلى الله عليه وسلم بان يروي عنه حديثا يذكره بغير ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فالواجب علينا ان نتحرى الاتيان بالفاظ الحديث النبوي ما استطعنا الى ذلك سبيلا فانه لفظ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ومن تعظيم جنابه وصيانة سنته صلى الله عليه وسلم الا يتساهل المرء في حكاية الاحاديث المروية بما يعن لنفسه من المعاني. فرواية الحديث بالمعنى انما ساغ لحاجة تقيد بها فلا تكون اصلا مطردا. ولا سيما لملتمس العلم ومبتغيه. نعم احسن اليكم قال رحمه الله الحديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وان فما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبه او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه رواه امام المحدثين ابو عبدالله محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن بردزبة البخاري الجعفي وابو الحسين مسلم ابن حجاج ابن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما اصح الكتب المصنفة هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف ويقال في مثله متفق عليه والسياق المذكور ملفق من روايات عندهما وسوغ عزوه اليهما وجود تلك الالفاظ عندهما. والا فهما اتفقا عليه بلفظ انما الاعمال بالنية. وانما لامرئ ما نوى. اذا تمام الحديث والحديث المذكور اصل جامع قدره النبي صلى الله عليه وسلم بجملتين تتظمنان خبرين فقال صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فالجملة الاولى خبر عن حكم الشريعة على العمل الجملة الاولى خبر عن حكم الشريعة على العمل والجملة الثانية خبر عن حكم الشريعة على العامل والجملة الثانية خبر عن حكم الشريعة على العامل الاعمال معلقة بنياتها والعامل له من عمله ما نوى والنية في الشرع ارادة القلب العمل تقربا الى الله. والنية في الشرع ارادة القلب العمل تقربا الى الله وتقريرا لمعنى هاتين الجملتين وابلاغا في بيانهما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عملا واحدا اثرت فيه النية فاختلفت حقيقته مع اتحاد صورته عملا واحدا اختلفت حقيقته وان اتخذت صورته. وهو الهجرة فذكر النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرين احدهما مهاجر الى الله ورسوله والاخر مهاجر لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهما يشتركان بالهجرة وهي الخروج من بلد الكفر الى بلد الاسلام ويفترقان بايش في نيتهما الحاملة لهما على الهجرة فالاول مهاجر الى الله ورسوله. والثاني مهاجر لدنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فلما اختلفت نيتهما اختلف ثوابهما فاما الاول وهو المهاجر الى الله ورسوله فقد وقع اجره وكتب عمله وذكر النبي صلى الله عليه وسلم جزاءه موافقا لعمله تأكيدا لاستحقاقه الجزاء الحسن فقال فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. اي من كانت هجرته الى الله ورسوله قصد وعملا كانت هجرته الى الله ورسوله جزاء واجرا واما الثاني وهو المهاجر لدنيا يصيبها او امرأة يتزوجها تحقر النبي صلى الله عليه وسلم بغيته من هجرته اذ قال عند ذكر جزائه ايش فهجرته الى ما هاجر اليه فاضمر الجزاء تحقيرا له واضمر الجزاء تحقيرا له. فلا يصيب من اجر الهجرة بالخروج من بلد الكفر الى بلد الاسلام الا ما نواه من كونه مريدا امرأة يتزوجها او تجارة ودنيا يصيبها واختار النبي صلى الله عليه وسلم بيان المقال بهذا المثال وهو الهجرة دون غيرها من الاعمال لماذا فلماذا ما ذكر الصلاة الصيام الحج؟ ذكر الهجرة لان الهجرة عمل لا تعرفه العرب قبل الاسلام فان العربي تجد اللصوق بارضه عظيم المحبة لها لا يتحول عنها الا لطلب الربيع ثم يرجع بعد انقضائه او لغلبة عدو عليه فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدين كان من شرائعه الهجرة بالخروج من بلد الكفر الى بلد الاسلام. فتعظيما لهذا العمل واجلالا بجزائه وتنبيها على تحصيل النية الصالحة فيه اختار النبي صلى الله عليه وسلم ضربا المثال المبين للمقال بعمل الهجرة احسن الله اليكم الحديث الثاني عن عمر رضي الله عنه ايضا قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اذر السفر ولا يعرف منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبته الى ركبتيه وضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قد يقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت فاجبنا له يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال صدقت قال فاخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك او فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال فاخبرني عن امارتها. قال ان تلد الامة ربك متى وان ترى الحفاة العراة العالة رعا اشياء يتطاولون في البنيان؟ قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله رسوله اعلم قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم. رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وليس عند مسلم في النسخ التي بايدينا جلوس ولفظه بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقع في اخره ثم قال لي يا عمر بزيادة لي وهذا الحديث ذكر فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه انهم بينما كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع عليهم رجل ذكر من صفته ما ذكر ثم قال فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه اي اسند ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه على فخذيه. النبي صلى الله عليه وسلم وقع التصريح بهذا في حديث ابي هريرة وابي ذر رضي الله عنهما مقرونين عند النسائي في السنن الصغرى فالمحفوظ في سورة دخول الرجل والسناده ووضعه هي هذه السورة. انه دخل حتى اتى النبي صلى الله عليه وسلم فجلس بين يديه فاسلت ركبتيه الى ركبتيه اي جعل ركبتيه ملصقتين بركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ثم مد يديه فجعل كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم واضح طيب لماذا فعل هذا لماذا فعلت من من عادات العرب ايش يسوون كذا ليش يفعلونه طيب اجل ايش سبق حضرت عندي شحن اربعين نذكرك حنا فعل ذلك لاظهار شدة حاجته الى جواب سؤال فعل ذلك لاظهار شدة حاجته الى جواب سؤاله فان من عادة العرب انهم كانوا ينطرحون على من يطلبون منه شيئا وهذا الامر موجود الى يومنا هذا. فالاظهار شدة حاجته الى جواب سؤاله فعلى ما فعل كي ينظر اليه النبي صلى الله عليه وسلم بعين الرأفة والرحمة والعناية فيجيبه على ما يسأله فيه. وقوله في الحديث فاخبرني اخبرني عن الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الى اخر الجملة المذكورة فاجابه النبي صلى الله عليه وسلم عن الاسلام لما سأله بذكر اركانه الخمسة التي ستأتي في حديث ابن عمر رضي الله عنهما الاتي وقوله فاخبرني عن الايمان فقال ان تؤمن بالله وملائكته كتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقبر تؤمن بالقدر خيره وشره. فاجابه النبي صلى الله عليه قلم عن سؤاله عن الايمان بان ذكر له اركان الايمان الستة ثم قوله فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم عن الاحسان لما سأله بذكر اركان الاحسان وهما كم ما هي ها اللي بجنبه ما هما طيب بما ان الله يراك الان ارفع كتابك عن الارض هذا من تعظيم العلم والله يحب تعظيم العلم هما المشاة وله ركنان احدهما عبادة الله لانه قال ان تعبد الله والاخر فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة والمراد بالمشاهدة ان يستحضر العبد في قلبه مشاهدته لله عز وجل وكانه مشاهد له والمراد بالمراقبة ان يستحضر العبد اطلاع الله عليه وعلمه به ثم قال فاخبرني عن امارتها بعد ان سأله عن الساعة فاعتذر عن معرفتها والامارة هي العلامة. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث علامتين للساعة. الاولى ان تلد الامة ربتها والامة هي الجارية المملوكة ان تلد الامة ربتها والامة هي الجارية المملوكة والربة مؤنث الرب والربة مؤنث الرب. والرب في كلام العرب السيد والمالك والمصلح بالشيء القائم عليه السيد والمالك والمصلح للشيء القائم عليه والثانية ان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاي يتطاولون في البنيان والمراد بهم ذوي الحاجة والعوز والفقر ان الدنيا تتسع له حتى يتطاولون في البنيان افتخارا والتطاول في البنيان هو المباهاة برفعه طولا في السماء. المباهاة بطوله رفعا في السماء ووقع في الحديث السؤال عن الساعة وذكر علامتين من علاماتها للتنبيه الى جزاء الاعمال في المآل فصدر الحديث فيه بيان ما يطلب منا وهو الاسلام والايمان والاحسان واخر الحديث فيه التنبيه الى الجزاء على تلك الاعمال في دار المآل اذا قامت الساعة ثم قال عمر فلبثت مريا اي مدة ووقع عند اصحاب السنن تقديرها بثلاث ويصح ان تكون ثلاث ليال او ثلاثة ايام. ثم اخبره النبي صلى الله عليه وسلم ان السائل له هو جبريل عليه الصلاة والسلام وانه فعل ما فعل ليعلمكم دينكم فانه بسؤاله عما سأل اجابه النبي صلى الله عليه وسلم بما انتفع به اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ ثم انتفعت به الامة كافة الى يومنا هذا فان هذا الحديث لشرفه يسمى ايش ما اسم الحديث هذا جبريل تم ام السنة تم ام السنة لجمعه اصول الشريعة الواردة في السنة كما ان الفاتحة تسمى ام القرآن وام الكتاب لجمعها اصول الشريعة الواردة في القرآن فهو حديث عظيم جدا نعم احسن الله اليكم. الحديث الثالث عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم وقوله صلى الله عليه وسلم بني على بني الاسلام اي بني الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم على خمس فشبه الاسلام ببنيان قائم على خمس دعائم سميت اركان الاسلام ففي الحديث بيان اركان الاسلام وانها طمس فما عداها من شرائع الاسلام لا يعد ركنا فشرائع الاسلام باعتبار الركنية نوعان فشرائع الاسلام باعتبار الركنية نوعان. احدهما شرائع الاسلام التي هي اركانه طرائع الاسلام الذي هي اركانه وهي الخمس المذكورة في الحديث والاخر شرائع الاسلام التي ليست اركانا له ترايع الاسلام التي ليست اركانا له وهي بقية شرائعه من الفرائض والنوافل وهي بقية شرائعه من الفرائض والنوافل ايواء هذه الخمس ويقع في كلام بعض اهل العلم ذكرهم شيئا من الشرائع انه الركن السادس لقول بعضهم الجهاد هو الركن السادس في الاسلام او قول بعضهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الركن السادس في الاسلام ما صحة هذا الكلام خطأ لماذا لا يوجد دين عليه طيب انا وانت الا يمكن ان نقول عالم لا يمكن ان يقولها الشيء هذا الا وعنده دليل وما اخذ هل تتصور مثلا عالم يعني مرة الشيخ ابن باز قالها كذا في احد يعني هل يمكن عالم يقول مثل هذا وهو لا دليل عنده او لا وجه لكلامه لا يمكن صح لابد نبحث لماذا يقع هذا وما يقع في كلام اهل العلم من ذكر شيء من شرائع الاسلام بكونه ركنا سادسا فالمقصود به تعظيمه لا حقيقة ركنية فالمقصود به تعظيمه لا حقيقة ركنية فهو بمنزلة عظيمة في الدين حتى يشبه ان يكون ركنا ثالثا وان لم يكن كذلك في حقيقة الامر واضح وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث اركان الاسلام الخمسة فالركن الاول الشهادتان والركن منهما الشهادة لله بالوحدانية ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة والركن الثاني اقامة الصلاة والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي ايش الصلوات الخمس في اليوم والليلة والركن الثالث ايتاء الزكاة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المفروضة في الاموال المعينة هي الزكاة المفروضة في الاموال المعينة والركن الرابع صيام رمضان والركن منه صيامه في كل سنة والركن الخامس حجوا بيت الله الحرام والركن منه حج بيت الله الحرام مرة واحدة في العمر. فهذه المقادير المذكورة هي جملة حقائق اركان الاسلام الخمسة. فما زاد عنها لا يعد ركنا وان كان واجبا فمثلا زكاة الفطر ما حكمها واجبة لكنها ليست من جملة الزكاة التي هي ركن. فالزكاة التي هي ركن هي الزكاة المعينة المفروضة في الاموال المعروفة عند الفقهاء احسن الله اليكم الحديث الرابع عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع وخلقه في بطن امه اربعين يوما. ثم يكون علاقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح. ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد. فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بين وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمله الجنة فيدخلها. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه وهو مؤلف من السياقات الواردة عندهما. وقوله ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه المراد بالجمع الضم ومحله من البطن الرحم ومحله من البطن الرحم ويكون بالتقاء ماء الرجل والمرأة. ويكون بالتقاء ماء الرجل والمرأة ويكون في تلك الحال نطفة ويكون في تلك الحال نطفة وقوله ثم يكون علاقة اي بعد كونه نطفة والعلقة هي القطعة من الدم والعلاقة هي القطعة من الدم. وقوله ثم يكون مضغة اي بعد كونه علقة والمضغة هي القطعة من اللحم والمضغة هي القطعة من اللحم فالمذكور في الحديث اطوار ثلاثة اولها النطفة وهي انتقاء ماء الرجل والمرأة وثانيها العلقة وهي دم غليظ وثالثها المضغة وهي لحم. ثم قال ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات ووقع في رواية البخاري التصريح بان النفخ متأخر عن كتابة الكلمات فتكتب الكلمات اولا ثم تنفخ فيه الروح فتكتب الكلمات اولا ثم تنفخ فيه الروح وكتابة المقادير في الرحم تقع مرتين وكتابة المقادير في الرحم تقع مرتين الاولى بعد الاربعين الاولى في الاول الثانية بعد الاربعين الاولى في اول الثانية وذكرت في حديث حذيفة الغيثاني عند مسلم وذكرت في حديث حذيفة الغفاري رضي الله عنه عند مسلم. والثانية بعد الاربعين الثالثة اي بعد اربعة اشهر وهي المذكورة في حديث ابن مسعود رضي الله عنه هذا وهو في الصحيحين والقول بتكرار الكتابة هو احسن الاقوال في الجمع بين الاحاديث الواردة. والقول بتكرار الكتابة هو احسن القول في الجمع بين الاحاديث الوالدة وهو اختيار ابي عبد الله ابن القيم بكتاب التبيان وفي شفاء العليل وفي حاشية سنن ابي داوود والحامل على تكرار كتابة المقادير في الرحم تأكيد نفوذ قدر الله عز وجل تأكيد نفوذ قدر الله عز وجل. وانه لا يتخلف فانك اذا كتبت شيئا ثم اعدت عليه القلم مرة ثانية كان اقوى في ثبوته واوضح في صورته فكتابة المقادير مرة بعد مرة يراد بها تأكيد نفوذ قدر الله عز وجل المكتوب على العبد وانه لا يتخلف وقوله ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة الحديث المراد بوقوع ذلك باعتبار ما يبدو للناس في الظاهر. المراد وقوع ذلك باعتبار ما يظهر ما يبدو للناس في ظاهر ففي حديث سهل بن سعد رضي الله عنهما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يظهر للناس ثم ذكر الرجل يعمل بعمل اهل النار فيما يظهر للناس فالمذكور في حديث ابن مسعود رضي الله عنه من العمل والعاقبة المراد به باعتبار الظاهر. فمن الناس من يعمل بعمل اهل الجنة فيما يظهر للناس ويعمل في باطن امره بعمل اهل النار فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيموت على ذلك فيكون من اهلها والاخر يعمل بعمل اهل النار فيما يظهر للناس ويكون له في باطنه عمل من عمل اهل الجنة. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعملهم ويموت على ذلك فيدخله الله الجنة فالمذكور في الحديث عملا باعتبار الظاهر للناس وكل واحد له من الحقيقة الباطنة ما يوافق عمل ما صار اليه مصيره. فهذا في باطنه يعمل بعمل اهل النار فيكون منه وهذا في باطنه يعمل بعمل اهل الجنة فيكون منهم. والحاجة عملوا على تفصيل هذا الى هذه الحال وتصير ذلك الى ذلك الحال ان الاول الذي يعمل بعمل اهل الجنة ثم يعمل بعمل اهل النار ويموت على ذلك له خسيسة ترديه والاخر الذي يعمل بعمل اهل النار ثم يعمل في باطنه بعمل اهل الجنة له خصيصة تعليه. فالخسائس تقود الى الرضا الى الردى والخصائص تقود الى الفوز. وهذا يحمل العبد على مراعاة ربه سبحانه وتعالى في امره كله وان يجتهد ان يكون باطنه وظاهره كما يحبه الله ويرضاه وان تعثر في شيء فعثرت به القدم به فوقع فيما لا يحبه الله ويرضاه عجل الاوبة والتوبة الى الله. قال ابن تيمية الحفيد بالتدميرية من اذنب فندم فتاب فقد اشبه اباه يعني ادم عليه الصلاة والسلام ومن شابه اباه فما ظلم. نعم احسن الله اليكم الحديث الخامس عن ام المؤمنين ام عبدالله عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس فهو رد رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. فقد علقها البخاري هذا الحديث مخرج في الصحيحين فهو متفق عليه ورواية مسلم قد علقها البخاري اي طواها بغير اسناد كما تقدم بيان معلق لانه ما سقط من مبتدأ اسناده واحد او اكثر والواقع هنا ان البخاري ساقه بلا اسناده كله ولا بعضه. فقال وقال النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عليه من عمل عملا ليس عليه امرنا الحديث فوقع معلقا عنده. وفي الحديث بيان مسألتين عظيمتين الاولى بيان حقيقة البدعة بيان حقيقة البدعة في قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فالبدعة تجمع اربعة امور اولها ان البدعة احداث ان البدعة احداث وثانيها ان ذلك الاحداث في الدين لا الدنيا ان ذلك الاحداث بالدين لا الدنيا وثالثها انه احداث في الدين بما ليس منه انه احداث في الدين بما ليس منه. اي لا يرجع الى اصوله وقواعده ومقاصده. اي لا الى اصوله وقواعده ومقاصده ورابعها انه يقصد منه التعبد والتقرب الى الله انه يقصد منه التعبد والتقرب الى الله. فحقيقة اتخاذ البدعة دين ارادة التقرب الى الله عز وجل بها البدعة شرعا ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد والمسألة الثانية بيان حكم البدعة في قوله صلى الله عليه وسلم فهو رد اي مردود فالبدع والمحدثات مردودة على اهلها. لا تقبل منهم واللفظ الاخر للحديث من عمل عملا ليس عليه امرنا اعم من الاول واللفظ الاخر للحديث من عمل عملا ليس عليه امرنا اعم من الاول فانه يشمل نوعين من العمل احدهما عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة والاخر عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا لحكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا لحكم الشريعة فالاول يتعلق بابطال البدع والمحدثات فالاول يتعلق بابطال البدع والمحدثات والثاني يتعلق بابطال الفسوق والمنكرات والثاني يتعلق بابطال الفسوق والمنكرات فالحديث باللفظ الاول يختص بالبدع والمحدثات واما باللفظ الاول فيعم البدع والمحدثات والفسوق والمنكرات انها جميعا ليست من امرنا وانها مردودة على اصحابها احسن الله اليكم الحديث السادس عن ابي عبدالله النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن الشبهات فقد استبرى لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه. الا وان لكل ملك ما الاوان لكل ملك مكتوبة الاوان لكل ملك حماء. الاوان حمى الله محارمه الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد يقول له الا وهي القلب رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف وهو من المتفق عليه. وفيه اخباره صلى الله عليه وسلم بان الاحكام الشرعية الطلبية نوعان ان الاحكام الشرعية الطلبية نوعان. احدهما بين جلي فالحلال بين والحرام بين كحل بهيمة الانعام وحرمة الزنا والاخر مشتبه متشابه والمشتبه المتشابه في الاحكام الشرعية الطلبية هو ما لم تتضح دلالته ولا عرف معناه ما لم تتضح دلالته او ما لم يتضح معناه ما لم يتضح معناه ولا ثبتت دلالته وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس فيما يشتبه عليهم من الاحكام الشرعية الطلبية قسمان قد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس فيما يشتبه عليه من احكام الشرعية الطلبية قسمان الاول من يكون متبينا لها عالما بها. من يكون متبينا لها عالما بها. وهم مذكورون في قوله صلى الله عليه وسلم لا يعلمها كثير من الناس فنفى العلم عن كثير لا عن كل الناس فيكون فيهم من يعلمها ويتبينها. والقسم الثاني من لا يتبينها ولا يعلم حكم الله فيها. من لا يتبين ولا يعلم حكم الله فيها. وهؤلاء صنفان احدهما المتقي للشبهات التارك لها احدهما المتقي للشبهات التارك لها والاخر الواقع فيها الراكع في جنباتها الواقع فيها الراكع في جنباتها نكمل بعد الاذان والواجب على العبد اذا اشتبه عليه شيء فلم يتبينه ان يجتنبه فتناول المشتبهات لمن لا يتبينها محرم وموجب ذلك امران احدهما طلب العبد البراءة لدينه وعرضه طلب العبد البراءة لدينه وعرضه فتسلم ذمته عند الله ويسلم عرضه من كلام الخلق والاخر ان الوقوع في الشبهات يؤدي الى الوقوع في المحرمات ان الوقوع في الشبهات يؤدي الى الوقوع في المحرمات وهو الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه والحمى هو ما تمنعه الملوك من الارض لمصلحة خاصة او عامة هو ما تمنعه الملوك من الارض لمصلحة خاصة او عامة كالمسمى في عرف الناس اليوم بالمحميات فان من رعى دوابه قريبا من حمى الملوك اوشك ان تدخل تلك الدواب الحمى فترتع فيه فيؤخذ بجريرتها ويعاقب على ذلك. فكذلك من واقع الشبهات اوشك ان يقع في المحرمات فيعاقبه الله سبحانه وتعالى على ذلك فالشبهات تؤدي الى المحرمات وتوقيها حصن يحفظ من الوقوع في المحرمات. فمن راض نفسه وعودها اجتناب الشبهات احترز من الوقوع في المحرمات ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم الاوان حمى الله محارمه اي الحمى الذي منع الله الخلق منه وحماهم عنه هو المحرمات فيجب عليهم ان يحترزوا من الوقوع فيها ثم قال صلى الله عليه وسلم وان في الجسد مضغة اذا صلح الصلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله وهي القلب بيانا لعظيم اثر القلب بصلاح العبد وفساده. فمن صلح قلبه طلح امره ومن فسد قلبه فسد امره فالقلب للعبد في اعضائه بمنزلة الملك فان طاب طاب سائر جسده وان خبث خبث سائر من جسده قال ابن تيمية الحفيد القلب ملك البدن والاعضاء جنوده فاذا طاب الملك طابت جنوده واذا خبث الملك خبثت جنوده. انتهى كلامه القلب ملك البدن والاعضاء جنوده. فاذا طاب الملك طابت جنوده واذا خبث الملك خبثت جنوده. نعم احسن الله اليكم الحديث السابع عن ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه وقوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة اي الدين كله هو النصيحة فقوام الدين وعماده واصله الجامع هو النصيحة وحقيقة النصيحة شرعا قيام الناصح بما للمنصوح من حق قيام الناصح بمال منصوح من حق فامتثال الحقوق واداؤها هو حقيقة النصح والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان احدهما نصيحة منفعتها للناصح نصيحة منفعتها للناصح وهي النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم والاخر نصيحة منفعتها للناصح والمنصوح معه نصيحة منفعتها للناصح والمنصوح مع وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم. وهي النصيحة بائمة المسلمين وعامتهم فبذل النصيحة لهم ينتفع به الناصح براءة لذمته واداء للامانة وينتفع به المنصوح في دلالته على الخير وتحليله من الشر احسن الله اليكم. الحديث الثامن عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله فان الله وان محمدا رسول الله. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق حسابهم على الله تعالى. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ للبخاري وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين. النوع الاول ما يثبت به اسلام ما يثبت به الاسلام وهو الشهادتان فمن جاء بهما ثبت له الاسلام وصار معصوما الدم والمال والنوع الثاني ما يبقى به الاسلام ما يبقى به الاسلام واعظمه الصلاة والزكاة واعظمه الصلاة والزكاة ولهذا ذكرا في الحديث ولهذا ذكر في الحديث وقوله اذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم اي صارت دماؤهم واموالهم حراما غير حلال اي صارت دماؤهم واموالهم حراما غير حلال وثبتت لهم العصمة وثبتت لهم العصمة وهذه العصمة نوعان احدهما عصمة الحال ويكتفى فيها بالشهادتين عصمة الحال ويكتفى فيها بالشهادتين فمن جاء بهما ثبتت له العصمة فمن جاء بهما ثبتت له العصمة والاخر عصمة المآل يعني العاقبة عصمة المآل يعني العاقبة ولا يكتفى فيها بالشهادتين بل لا بد من الاتيان بحقوقهما ولا يكتفى فيها بالشهادتين بل لا بد من الاتيان بحقوقهما وعندئذ يحكم ببقاء اسلامه واستمرار عصمته فالعبد اذا دخل في الاسلام فقال اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله ثبتت له عصمة الحال فكف عن دمه وماله ويصير بذلك مسلما. ثم يطالب بشرائع الاسلام فان لم يقر بهذه الشرائع فجحد الصلاة وجحد الصيام وجحد الزكاة فان العصمة التي ثبتت اولا تبقى ام تزول تزول فان العصمة التي ثبتت اولا تزول. لانه لم يأتي بحقوق الشهادتين. من شرائع الدين كالصلاة والصيام والحج والزكاة وقوله الا بحق الاسلام اي لا تنتفي عنهم تلك العصمة الا بحق الاسلام اي لا تنتهي عنهم تلك العصمة في دمائهم واموالهم الا بحق الاسلام وهو نوعان ترك ما يوحدهما ترك ما يبيح دم المسلم وماله من الفرائض. ترك ما يبيح دم المسلم وماله من الفرائض والاخر انتهاك ما يبيح دم المسلم وما له من المحرمات انتهاك ما يبيح دم المسلم وما له من المحرمات فاذا وجد احدهما انتفت تلك العصمة وزالت فمثلا لو قدر ان احدا عدا على احد فقتله ظلما فالقاتل تبقى له عصمة الدم ان تزول تزول لان من قتل نفسا بغير حق قتل بها فيقتص منه بقتله فهو انتهك امرا محرما يتعلق بالدم. فزالت عنه العصمة وكذا لو امتنع من دفع الزكاة فانها تؤخذ من ماله قهرا. فلو ان احدا عنده مال يزكى فامتنع من دفع الزكاة فان الزكاة تؤخذ من ماله قهرا فالمال الذي اخذ زالت عنه العصمة ام بقيت ما الجواب زالت عنه العصمة وهذا وذاك كله يرجع الى قوله صلى الله عليه وسلم الا بحق الاسلام اي الا بما جاء في الشرع بيانه وثبوته من كونه رافعا عصمة الدم والمال فرفع عصمة الدم والمال وهتك استارهما لا يرجع فيه الى الرأي والهوى وانما يرجع فيه الى البرهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه العصمة الثابتة للعبد عصمة اتاها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فنحن اهل الاسلام تحرم دماء بعضنا على بعض واموال بعضنا على بعض والمحرم لها من هو الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تهتك تلك الحرمة لا يكون الا ببرهان جلي من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن عدا عليها فهتكها برأيه او هواه او ظنه فذلك من اعظم الحرام الذي يتجرأ فيه العبد على ربه سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن رأى حال المسلمين اليوم رأى جراءة كثير منهم على دماء اي اخوانهم واموالهم فهم يستحلونها بادنى شبهة ولا يتحرزون منها ومن عرف قدر ما عظمه الله فيها خاف الله اكثر من خوفه الخلق فان كثيرا من الناس يردعهم عن هذا سلطان الولاية ويضعف في قلوبهم سلطان الشريعة فتجده يتساهل في تفك دم حرام او في اخذ مال مسلم بغير حق وهو بهذه الجراءة يجعل خصومته مع الله ومع رسوله صلى الله عليه وسلم. فحقيق بالمؤمن العاقل ان يعرف قدر هذه الحرمة ومن وقر في قلبه هذا المعنى لم يتساهل في شيء منها. وفي اخبار ابي عبدالله احمد ابن حنبل رحمه الله لما اشتد الكرب باهل العلم والفقه في ولاية المعتصم جاءه بعض الفقهاء تزينوا له دعوة الناس الى الخروج على الحاكم الظالم فقال رحمه الله الا الدماء اي هي ورطة عظيمة من الورطات التي ينبغي ان يتقي العبد فيها ربه سبحانه وتعالى فلم ينتصر لنفسه ويطلب هتك حرمة ذلك السلطان الظالم تعظيما لدماء المسلمين فدم المسلم عظيم عند الله سبحانه وتعالى واحرى الناس بتعظيم دماء المسلمين واموالهم من ينتسب الى اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في هديه وشرعه ودينه كالملتمسين للعلم المبتغين له نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظ على المسلمين جميعا دماءهم واموالهم وان يحفظ بلادهم خير حفظ وان يصلح امرهم ويجمع شتاتهم وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته بعد الصلاة باذن الله تعالى والحمد لله ولو اخرة