عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل العلم للخير الاساس والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد المبعوث رحمة للناس وعلى اله وصحبه البررة الاكياس اما بعد فهذا المجلس الثالث في شرح الكتاب الرابع من برنامج اساس العلم في السنة السادسة سبع وثلاثين واربع مئة والف بمدينته الثامنة مدينتي تبوك وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المعروف شهرة بالاربعين النووية للعلامة يحيى ابن شرف النوي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله الحديث الثالث والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين قال اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى الحديث الثالث والعشرون عن ابي مالك الحارث ابن عاصم الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن او قال تملأ ما بين السماوات والارض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك وعليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها. رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه وقوله الطهور شطر الايمان هو بضم الطاء والمراد به التطهر الذي يسميه الفقهاء بالطهارة الحسية من الوضوء والغسل ومعنى كونه شطر الايمان اي نصف الايمان ووجه ذلك ان فعل التطهر يحصل به طهارة الظاهر وبقية شرائع الايمان يحصل بها طهارة الباطن فاذا توضأ المرء او اغتسل طهر ظاهره واذا صلى او صام او زكى طهر باطنه فصارت الطهارة الحسية قطر الايمان لتعلقها بطهارة الظاهر وتعلق بقية شرائع الايمان بطهارة الباطن وقوله وسبحان الله والحمدلله تملآن او قالا تملأ بين السماء والارض اي شك الراوي هل هذا الوصف المذكور من الامتلاء يقع بكل واحدة من الكلمتين فسبحان الله تملأ ما بين السماء والارض والحمد لله تملأ ما بين السماء والارض او هو لمجموعهما اذا اقترن فتكون سبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والارض ووقع في رواية النسائي وابن ماجه والتسبيح والتكبير تملآن ما بين السماء والارض تسبيح والتكبير تملآن ما بين السماء والارض وهذه الرواية اثبت لوجهين احدهما من جهة الرواية فانها اوثق رجالا واقوى اتصالا من رواية مسلم فانها اوثق رجالا واقوى اتصالا من رواية مسلم والاخر صحة معنى ذلك اذ كيف تكون الحمد لله مفردة كما في الجملة الثانية من الحديث تملأ الميزان الذي يسع كل شيء فاذا اقترنت بالتسبيح نقصت فاذا اقترنت بالتسبيح نقصت فصارت تملأ ما بين السماء والارض فقط فالمحفوظ بالحديث رواية ودراية هو اللفظ المذكور عند النسائي وابن ماجة والتسبيح والتكبير يملئان ما بين السماء والارض وقوله والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء تمثيل للاعمال المذكورة بمقاديرها من الانوار فهي مرتبة في ثلاث مراتب فالمرتبة الاولى مرتبة الصلاة وهي نور مطلق والمرتبة الثانية مرتبة الصدقة فهي برهان والبرهان هو الشعاع الذي يلي قرص الشمس محيطا به والبرهان والشعاع الذي يلي قرص الشمس محيطا به والثالثة الصيام وهو ضياء والضياء نور يكون معه حرارة واشراق دون احراق. نور يكون معه حرارة واشراق دون احرام فالاعمال الثلاثة مرتبة في مقاديرها من الانوار وفق المذكور فاعلاها الصلاة ثم الصدقة ثم الصبر وهذه المقادير المذكورة لها من الانوار تتعلق بمقامين احدهما انتفاع الروح بها في الحال انتفاع الروح بها بالحال والاخر مقادير ثوابها في المآل مقادير ثوابها في المآل اي في الاخرة وقوله كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها معناه ان كل واحد يسعى فمن الناس من يسعى باعتاق نفسه ومن الناس من يسعى في ايباقها اي باهلاكها والغدو هو المضي اول النهار وذكر لانه وقت انتشار الخلق في طلب مصالحهم وذكر لانه وقت انتشار الخلق في طلب مصالحهم. فالعادة انهم يخرجون اليها في اول نهارهم احسن الله اليكم الحديث الرابع والعشرون عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه عز وجل انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم. يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتف قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا اه يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي لو ان ولكم اخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر. يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه واوله عنده في النسخ التي بايدينا فيما روى عن الله تبارك وتعالى وهو حديث الهي اي يروى عن الرب سبحانه وتعالى فمثله يقال فيه حديث الهي او رباني او قدسي وقوله يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا فيه بيان تحريم الظلم من جهتين الاولى ان الله حرمه على نفسه مع كمال ملكه وتمام فتحليمه على غيره اولى والثانية تصريحه سبحانه بحرمته علينا بقوله وجعلته بينكم محرما وقوله فلا تظالموا والملهي عنه من الظلم نوعان والمنهي عنه من الظلم نوعان احدهما الظلم المبتدأ به الظلم المبتدأ به لقوله وجعلته بينكم محرما والاخر الظلم الواقع في مقابلة ظلم غيره الظلم الواقع في مقابلة ظلم غيره لقوله فلا تظالموا اي لا يقابل احدكم غيره اذا ظلمه بظلمه اي لا يقابل احدكم غيره بظلمه اذا ظلمه والظلم في احسن الاقوال هو وضع الشيء في غير موضعه وضع الشيء في غير موضعه ثم اتبعت الجملة الاولى بتسع جمل هي منقسمة ثلاثة اقسام. ثم اتبعت الجملة الاولى بتسع جمل هي منقسمة ثلاثة اقسام فالقسم الاول في بيان فقر المخلوق في بيان المخلوق وبيان ما يغنيه وهو في اربع جمل في قوله يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا. فاستغفروني اغفر لكم فالضلال يدفع باستهداء الله والضلال يدفع باستهداء الله والجوع يدفع باستطعامه والجوع يدفع باستطعامه والعري يدفع باستفسائه والخطأ يدفع باستغفاره والقسم الثاني في بيان غنى الله وعدم احتياجه وهو في اربع جمل ايضا في قوله يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم يا عبادي انكم لن تبلغوا ضرني فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو ان اولكم واخركم ويزكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم حتى قال في اخرها يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك بما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر والقسم الثالث في بيان الحكم العدل في بيان الحكم العدل في الفصل بين المفتقرين الى الله والمستغنيين عنه ببيان الحكم الفصل بين المفتقدين الى الله والمستغنيين عنه بقوله تعالى يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه والجملة الاخيرة تحتمل معنيين صحيحين احدهما انها امر على حقيقته انها امر على حقيقته فمن وجد خيرا فهو مأمور بحبل الله عليه. فمن وجد خيرا فهو مأمور بحبل الله عليه ومن وجد غير ذلك فهو مأمور بلوم نفسه ومن وجد غير ذلك فهو مأمور بلوم نفسه على ذنوبه التي وجد عاقبتها والاخر انها امر يراد به الخبر وان من وجد خيرا فسيحمد الله انها امر يراد به الخبر وان من وجد خيرا فسيحمد الله وان من وجد غير ذلك فسينوء فسيندم ولا تمندم اي حين لا محل للندم اي حين لا محل للندم وكلا المعنيين كما تقدم صحيح فالمعنى الاول محله الدنيا والمعنى الثاني محله الاخر وكلا المعنيين صحيح في المعنى الاول ومحله الدنيا والمعنى الاخر محله الاخرة احسن الله اليكم الحديث الخامس والعشرون عن ابي ذر رضي الله عنه ايضا ان ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب اهل الجذور بالاجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم. ويتصدقون بفضول اموالهم. قال اوليس قد جعل الله لكم ما صدقون ان بكل تسبيحة شيخنا مكتوب صدقة الاولى فقط ما هو مكتوب ها ان بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع احدكم صدقة قالوا يا رسول الله يأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر قال ارأيت من وضع في حرام لكان عليه فيها وزر فكذلك اذا وضع في الحلال كان له اجر رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه وهو عند مسلم بهذا اللفظ ورواه في موضع اخر من كتابه بلفظ مختصر رواه في موضع اخر من كتابه بلفظ مختصر مع زيادة في اوله واخره وقول الصحابي في وصف من ذكرهم اهل الدثور اي اهل الاموال وقوله صلى الله عليه وسلم اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون فيه بيان حقيقة الصدقة انها اسم جامع بانواع المعروف والاحسان انها اسم جامع لانواع المعروف والاحسان وحقيقتها ايصال ما ينفع حقيقتها ايصال ما ينفع فالصدقة من العبد نوعان احدهما صدقة مالية والاخر صدقة غير مالية صدقة غير مالية كالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوله وفي بضع احدكم صدقة البضع بضم الباء كلمة يكنى بها عن الفرج وتطلق على اتيان الرجل اهله كلمة يكنى بها عن الفرج وتطلق على اتيان الرجل اهله ايضا وكلاهما تصح ارادته في الحديث وكلاهما تصح ارادته في الحديث ذكره المصنف بشرح مسلم وقوله ارأيتم لو وضعها في حرام الى اخره فيه ان من فعلى الحرام كان عليه وزر اي اثم وان من فعل الحلال كان له اجر وان من فعل الحلال كان له اجر والاجر الواقع بفعل الحلال يكون اذا اقترن بنية صالحة يكون اذا اقترن بنية صالحة فلا ثواب على مباح الا بنية فلا ثواب على مباح الا بنية فان خلا من النية الصالحة لم يتعلق به وزر ولا اجر فان خلا من النية الصالحة لم يتعلق به وزر ولا اجر فمن نوى في اتيان اهله اعفاف نفسه واهله وطلب الولد الصالح وتكثير توالي المسلمين وغير ذلك من النيات الصالحة في اتيانه اهله اجر على ذلك واذا قال من هذه النيات الصالحة صار الامر حلالا صرفا لا ثواب عليه فقول النبي صلى الله عليه وسلم فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر اي معنية صالحة اي مع نية صالحة تقارن فعل الحلال احسن الله اليكم. الحديث السادس والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة. والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه وسياق المثبت بلفظ مسلم اشبه واليه اقرب وقوله كل سلامى اي كل مفصل فالسلامى هي المفصل وعدة مفاصل الانسان ثلاث مئة وستون مفصلا فعدة مفاصل الانسان ثلاثمئة وستون مفصلا ثبت هذا في حديث عائشة رضي الله عنها عند مسلم وقوله عليه صدقة اي يؤمر بالصدقة عنه ان يؤمروا بالصدقة عنه في كل يوم تطلع فيه الشمس في كل يوم تطلع فيه الشمس ووجه الامر بالصدقة عنه ووجهه الامر بالصدقة عنه هو ان اتساق العظام وانتظامها نعمة من الله هو ان اتساق العظام وانتظامها نعمة من الله يحصل بها العبد مصالحه العاجلة والآجلة حصن به العبد مصالحه العاجلة والاجلة ومن حق النعمة علينا شكرها ومن حق النعمة علينا شكرها ومن شكر الله على هذه المفاصل الصدقة عنها ومن شكر الله على هذه المفاصل الصدقة عنها وقوله تعدل بين اثنين صدقة حتى قال في اخر الحديث وتميط الاذى عن الطريق صدقة فيه بيان كثرة انواع الصدقة المندرجة في حقيقتها المتقدمة انها اسم جامع بانواع البر والاحسان والمعروف وان الصدقة لا تقتصر على الصدقة المالية بل تكون من غير المال كالعدل بين الاثنين واعانة الرجل في دابته بان تحمله عليها او ترفع متاعه عليها والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة واماطة الاذى عن الطريق صدقة ووقع في رواية عند مسلم انه يجزئ عن ذلك ركعتان من الضحى ان يؤدي عن العبد تقرأ الله على نعمة المفاصل بانتظامها ان يركع ركعتين من الضحى ان يركع ركعتين من الضحى وعين العمل المذكور لامرين وعين العمل المذكور لامرين احدهما انه يحصل بصلاة ركعتين استعمال الانسان جميع مفاصله انه يحصل بصلاة ركعتين استعمال الانسان جميع مفاصله الثلاث مئة والستين مفصلا والاخر ان ادائها بالضحى يعظم ثوابها ان اداءها في الضحى يعظم ثوابها لانه وقت غفلة فالناس فيه بين مشتغل بدنياه او مقبل على لهوه فالناس فيها فيه بين مشتغل بدنياه او مقبل على لهوه ومن قواعد الشرع تعظيم ثواب العمل وقت الغفلة ومن قواعد الشرع تعظيم ثواب العمل وقت الغفلة احسن الله اليكم الحديث السابع والعشرون عن النواسي بن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم. وعن ابن معبد رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم. قال استفت قلبك البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب. والاثم ما حاكى في النفس وتردد في الصبر وان افتى بكى الناس افتوا. حديث حسن روينا رويناه في مسند الامامين احمد بن حنبل والدارمي باسناد حسن هذا الحديث السابع والعشرون السابع والعشرون يشتمل على حديثين فادراجهما في ترجمة واحدة جعل احاديث الكتاب اثنين واربعين حديثا وتفصيلهما جعل احاديث الكتاب ثلاثة واربعين حديثا فاما حديث النواس ابن سمعان فرواه مسلم بهذا اللفظ ووقع في رواية عنده الاثم ما حاكى في صدرك. ووقع في رواية اخرى عنده الاثم ما حاكى في صدرك واما حديث وابسة بن معبد رضي الله عنه ورواه احمد في مسنده والدارمي في مسنده واللفظ المذكور اقرب الى رواية الدارمي واسناده ضعيف وله شاهد من حديث ابي ثعلبة الخشني رضي الله عنه رواه احمد والطبراني في المعجم الكبير واسناده حسن فيتقوى به حديث وابسة ويكون حديثا حسنا يتقوى به حديث وابسة ويكون حديثا حسنا وقوله البر حسن الخلق فيه بيان حقيقة البر انه حسن الخلق وتقدم ان الخلق في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين كله فالبر اسم لجميع انواع الطاعات الباطنة والظاهرة والاخر خاص وهو ما يجري بين العبد وغيره من الخلق من المعاملة والمعاشرة فالخلق يطلق على هذا المعنى وعلى الذاك ووقع في الحديث وصفه بالحسن وهو بان يكون جاريا على الاحسان وهو بان يكون جاريا على الاحسان الذي حقيقته ايصال النفع الى الخلق الذي حقيقته ايصال النفع الى الخلق وقوله والاثم ما حاكى في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس فيه بيان حقيقة الاثم بذكر اثره وانه يحيك في النفس اي تتأذى به ويتردد فيها اي تتأذى به ويتردد فيها ويكره العبد ويكره العبد ان يطلع عليه الناس والحديثان يفيدان ان الاثم له مرتبتان والحديثان يفيدان ان الاثم له مرتبتان المرتبة الاولى ما حاك في النفس وتردد في القلب ما حاكى في النفس وتردد في القلب وكرهت اطلاع الناس عليه وكرهت اطلاع الناس عليه وهذه المرتبة مذكورة بالحديثين والمرتبة الثانية ما حاك في النفس وتردد في القلب وكان في الناس من يفتيه بانه اثم وكان في الناس من يفتيه لانه ليس باثم وهذه المرتبة مذكورة في حديث رضي الله عنه فقط والمرتبة الثانية اشد على العبد من الاولى فانه في الاولى يجد نفور نفسه منه ويجد كراهية الناس له فانه في الاولى يجد نفرة الناس منه فيجد كراهية يجد نفور النفس منه ويجد كراهية الناس له واما في الثانية فانه وان نفرت منه نفسه فانه يجد في الخلق من يقويه عليه انه وان نفرت منه نفسه يجد في الخلق من يقويه عليه فيزعم انه ليست من فيزعم انه ليست من وقوله بالسفت قلبك امر بطلب الفتيان من القلب ومحله تعيين مناط الحكم عند الاشتباه فيه تعيين مناط الحكم عند الاشتباه فيه فالقلب لا يرجع اليه بالحكم بحل شيء او حرمته فالقلب لا يرجع اليه في الحكم بحل شيء او حرمته لكن يرجع اليه في وجود الوصف الذي علقت به الحرمة او الحل لكن يرجع اليه بوجود الوصف الذي علقت به الحرمة او الحل فمن صاد شيئا من حيوان رماه وتردد في كونه سمى حين رميه ام لم يسمى ام لم يسمي رجع الى قلبه بتعيين هذا فاذا غلب على قال به انه سمى حلله واذا غلب على ظنه انه لم يسمي لم يحل له وصار حراما لكن لا يستفيد من القلب معرفة حكم اي وان اراد صيده لا يعرف حقيقته هل هو من الحيوان الذي يجوز اكله ام لا يجوز اكله فطلبوا فتي القلب مخصوص بتعيين وجود الوصف الذي علق به الحكم الشرعي فطلبوا فتيا القلب مخصوص بتعيين الوصف الذي علق به الحكم الشرعي والمأذون له بالرجوع الى قلبه وهو من استقام على الشرع وكان عدلا والمأذون له بالرجوع الى القلبي هو من استقام على الشرعي وكان عدلا فانه يرجع الى ما يجده في قلبه فانه يرجع الى ما يجده في قلبه فالاخذ بفتوى القلب مشروط بامرين فالاخذ بفتوى القلب مشروط بامرين احدهما كون تلك الفتيا مسلطة على محل الاشتباه كون تلك الفتية مسلطة على محل الاشتباه المتعلق بتحقيق مناط الحكم المتعلق بتحقيق مناط الحكم والاخر ان يكون المستفتي قلبه متصفا بالعدالة الدينية ان يكون المستفتي قلبه متصفا بالعدالة الدينية والاستقامة الشرعية وقوله البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب هذا تفسير للبر باعتبار اثره الناشئ عنه. هذا تفسير للبر باعتبار اثره الناشئ عنه مما يحدثه في النفس من سكينة واطمئنان القلب وقوله وان افتاك الناس وافتوك معناه ان ما تردد في قلبك وحاك في نفسك فهو اثم معناه ان ما تردد في قلبك وحاك في نفسك فهو اثم وان افتاك الناس انه ليس اثما وان افتك الناس انه ليس اثما وهذا مشروط بامرين احدهما ان يكون من وقع في قلبه الحيك والتردد ان يكون من وقع في قلبه الحيك والتردد ممن انشرح صدره واستنار قلبه ممن انشرح صدره واستنار قلبه بصلاح الدين بصلاح الدين وملازمة التقوى والاخر ان يكون مفتيه ممن عرف بالافتاء وفق اهواء الناس ان يكون مفتيه ممن عرف بالافتاء وفق اهواء الناس فمتى وجد هذان الوصفان لم يأبه العبد بفتوى مفتيه. فمتى وجد هذان الوصفان لم يعبأ العبد بفتوى مفتيه ولا اخذ بها لانه يجد في مفتيه انه يفتي بما يوافق اهواء الخلق مع ما يجده في نفسه هو من وتردد مع ما يجده في نفسه هو من حيك وتردد اما ان كان مفتيه ممن عرف بالصلاح والورع والتقوى مع اتصافه بالعلم فانه يعول على فتواه وان بقيت نفسه تنازعه في ذلك لان له من العلم بالله وبامره ما يجعل العبد واثقا بفتواه التي افتاه بها انها جارية وفق ما يحبه الله لا وفق ما يريده الخلق احسن الله اليكم. الحديث الثامن والعشرون انا بنجيح ذي العلبة ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا. فقال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين. عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات كاين الأمور فان كل بدعة ضلالة رواه ابو داوود والترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه ابو داوود والترمذي كما عزاه اليهما المصنف ورواه ايضا ابن ماجة فالحديث المذكور رواه الاربعة الا النسائي وهو حديث صحيح من اجود حديث الشاميين قاله ابو نعيم الاصفهاني رحمه الله والحديث المذكور مؤلف من امرين والحديث المذكور مؤلف من امرين احدهما موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون موعظة وجدت منها القلوب وذرفت منها العيون ولم يقع في شيء من روايات الحديث ذكر هذه الموعظة ولم يقع في شيء من رواية الحديث ذكر هذه الموظعة الموعظة فوقع ذكرها مجملة دون سياق الفاظها والموعظة هي ايش ما معنى ما والموعظة هي الامر والنهي المقترن بالترغيب والترهيب هي الامر والنهي المقترن بالترغيب والترهيب فاذا ذكر امر مقرونا بالترغيب فيه والترهيب من تركه او ذكر نهي مقرون بالترهيب منه والترغيب في تركه سمي هذا موعظة وقوله وجلت منها القلوب اي اصابها الوجل ووجل القلب رجفانه وانصداعه ووجل القلب رجفانه وانصداعه بذكر من يخاف سلطانه وعقوبته بذكر من يخاف سلطانه وعقوبته او رؤيته او رؤيته انصداع القلب ورجفانه لذكر من يخاف سلطانه وقوته او رؤيته قاله ابن القيم في مدارج السالكين وقوله ذرفت منها العيون اي جرى منها الدم اي جرى منها الدمع والاخر وصية ارشد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم الى اربعة اصول الاول تقوى الله وتقدم انها جعل العبد بينه وبين الله وقاية فيما يخشاه جعل العبد بينه وبين الله وقاية فيما يخشاه بامتثال خطاب الشرع والثاني السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا وان كان اصله عبدا مملوكا وان كان اصله عبدا مملوكا يأنف الاحرار حال الاختيار من ولايته عليه يأنف الاحرار حال الاختيار من ولايته عليهم والسمع هو القبول والطاعة هي الانقياد والسمع هو القبول والطاعة هي الانقياد والاصل الثالث لزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين والامر بالعض عليها اشارة الى شدة التمسك بها والامر بالعض عليها بالنواجذ وهي الاضراس اشارة الى شدة التمسك بها والثبات عليها والرابع الحذر من محدثات الامور الحذر من محدثات الامور وهي البدع التي تقدم ذكر حقيقتها في حديث عائشة رضي الله عنها وهو الحديث الخامس احسن الله اليكم الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبير رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال الا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. وصلاة الرجل في جوف الليل ثم فتتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعملون. ثم قال لا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه الجهاد ثم قال لاخبرك بملاك ذلك كله. قلت بلى يا رسول الله فاخذ بلسانه وقال كف عليك هذا. قلت يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به. فقال ثكلتك امك وهل يكب الناس في النار على وجوههم؟ او قال على الا حصائد السنتهم. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث رواه الترمذي وابن ماجة ايضا واسناده ضعيف وروي من وجوه متعددة عن معاذ بن جبل لا يخلو شيء منها من ضعف ومن اهل العلم من يجعله حديثا حسنا باجتماع طرقه ومن اهل العلم من يجعله حديثا حسنا باجتماع طرقه والحديث المذكور من الاحاديث العظيمة الجامعة بين الفرائض والنوافل فاما الفرائض فهي المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت وهذه الفرائض هي اركان الاسلام المتقدم عدها في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما بني الاسلام على خمس الحديث متفق عليه وهو الحديث الثالث من الاربعين النووية واما النوافل ففي قوله الا ادلك على ابواب الخير ثم عدهن صلى الله عليه وسلم وابواب الخير الممدوحة نوافلها المذكورة في الحديث تلاتة الاول الصوم المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم الصوم جنة والجنة ما يتقى ويحتمى به والجنة ما يتقى ويحتمى به فالصوم وقاية من الذنوب في الدنيا ومن النار في الاخرة والصوم وقاية من الذنوب في الدنيا ومن النار في الاخرة والثاني الصدقة المذكورة في قوله والصدقة تطفئ الخطيئة كما يضفئ الماء النار والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار والثالث صلاة الليل المذكورة في قوله وصلاة الرجل في جوف الليل وذكر الرجل للتغليب والا فالمرأة مثله وذكر الرجل للتغليب والا فالمرأة مثله وجوف الليل هو وسطه وقراءة الاية عقب ذكر صلاة الليل للدلالة على جزاء اهلها وقراءة الاية عقب ذكر صلاة الليل للدلالة على جزاء اهلها ثم جمع له النبي صلى الله عليه وسلم كليات الامر فقال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه ووقع في الاربعين النووية؟ الجواب عن ذلك قل له بقوله الجهاد في سبيل الله وهو الموافق لرواية النووي في كتاب الترمذي وهو الموافق برواية النووي في كتاب الترمذي ففي بعض نسخ الترمذي الجواب عن ذلك بهذا ففي نسخ بعظ نسخ الترمذي الجواب عن ذلك بهذا ووقع في بعض نسخ الترمذي تفصيل الجواب وهو المحفوظ ووقع في بعض نسخ الترمذي تفصيل الجواب وهو المحفوظ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رأس الامر الاسلامي وعموده الصلاة وبغوة سنامه الجهاد في سبيل الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله فقوله رأس الامر الاسلام اي رأس الدين الاستسلام لله اي رأس الدين الاستسلام لله فاصل الدين الجامع له هو استسلام العبد لربه وقوله وعموده الصلاة اي هي في الاسلام بمنزلة العمود الذي يرتفع عليه البناء اي هي في الاسلام بمنزلة العمود الذي يرتفع عليه البناء وقوله وذروة منامه الجهاد في سبيل الله اي اعلاه وارفعه الذروة بكسر الذال وضمها هي ارفع الشيء واعلاه هي ارفع الشيء واعلاه ثم بين له النبي صلى الله عليه وسلم ملاك الامر كله فقال الا اخبرك بملاك ذلك كله والملاك بكسر الميم وفتحها فيقال ملاك وملاك وهو قوام الشيء وعماده ونظامه وهو قوام الشيء وعماده ونظامه وما يعتمد عليه منه ثم اخبره صلى الله عليه وسلم بذلك فقال كف عليك هذا اي لسانك اي لسانك وكفه امساكه وكفه امساكه وقوله ثكلتك امك اي فقدتك اي فقدتك وهي كلمة تجري على اللسان عند العرب لا يريدون بها حقيقته هي كلمة تجري عن اللسان عند العرب لا يريدون بها حقيقتها بل مرادهم تعظيم الامر المذكور معه بل مرادهم تعظيم الامر المذكور معها ثم قال وهل يكب الناس في النار على وجوههم ان يطرح الناس فالكم الطرح فيطرح الناس على وجوههم او قال على مناخرهم وهي انوفهم الا حصائد السنتهم والحصائد جمع حصيدة وهي كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع عليهم به وهي كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع عليه وقطع عليهم به ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة فالوعيد المذكور في الحديث متعلق بنوع خاص من الكلام فالوعيد المذكور في الحديث متعلق بنوع خاص من الكلام وهو الواقع حكما على الناس مجزوما به بغير علم ولا بصيرة فهذا هو اكثر ما يؤدي بالخلق الى ان يكبوا في النار على وجوههم احسن الله اليكم. الحديث الثلاثون عن ابي ثعلبة الخشني جرثوم ابن ناشي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز فرض فرض فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدود فلا تعتدوها وحرم اشياء فلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها. حديث حسن رواه الدار قطري وغيره هذا الحديث رواه الدار قطني في السنن وفي سياقه تقديم وتأخير عن اللفظ المذكور هنا واسناده ضعيف وفي الحديث جماع احكام الدين بجعلها اربعة اقسام مع بيان الواجب فيها تقسيم احكام الدين بجعلها اربعة اقسام وبيان الواجب فيها فالقسم الاول الفرائض والواجب فيها عدم اضاعتها والواجب فيها عدم اضاعتها والقسم الثاني الحدود والمراد منها في الحديث ما اذن الله به والمراد منها في الحديث ما اذن الله به فتشمل الفضل والنفل والمباح فتشمل الفرض والنفل والمباح فكلها مأذون به والمأمور به فيها عدم تعديها والمأمور به فيها عدم تعديها والتعدي هو تجاوز الحد المأذون فيه والتعدي هو تجاوز الحد المأذون فيه والقسم الثالث المحرمات والواجب فيها عدم انتهاكها بالكف عن قربانها والانتهاء عن اقترافها بالكف عن قربانها والانتهاء عن اقترافها والقسم الرابع المسكوت عنه وهو ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا وهو ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا بل هو مما عفا الله عنه والواجب فيه عدم البحث عنه والواجب فيه عدم البحث عنه وقوله وسكت عن اشياء فيه اثبات صفة السكوت لله والاجماع منعقد عليها ذكره ابن تيمية الحفيد والمراد بسكوت الله عدم بيان عدم اظهار الاحكام للانقطاع عن الكلام عدم اظهار الاحكام للانقطاع عن الكلام فاذا قيل سكت الله عن كذا وكذا اي لم يبين حكمه وعفا عنه سبحانه وتعالى احسن الله اليكم الحديث الحادي والثلاثون عن ابي العباس زار ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا انا عملت واحبني الله واحبني الناس فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس. حديث حسن رواه ابن ماجة باساليب حسنة هذا الحديث رواه ابن ماجه واوله عنده اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال الحديث واسناده ضعيف وروي من وجوه لا يثبت منها شيء وتحسين الحديث بعيد جدا فتحسين الحديث بعيد جدا والزهد في الدنيا شرعا الرغبة عما لا ينفع في الاخرة والزهد في الدنيا شرعا الرغبة عما لا ينفع في الاخرة فالمأمور به فيما لا نفع فيه في الاخرة ان يرغب عنه العبد زاهدا فيه ويندرج في هذا الوصف اربعة اشياء ويندرج في هذا الوصف اربعة اشياء اولها المحرمات وثنيها المكروهات وثالثها المشتبهات لمن لا يتبينها ورابعها قبول المباحات وهو ما زاد على قدر الحاجة وهو ما زاد على قدر الحاجة ومتعلق الزهد هو هذه الامور الاربعة ومتعلق الزهد وهذه الامور الاربعة وما كان زائدا عنها فلا مدخل للزهد فيه وما كان زائدا عنها فلا مدخل للزهد فيه والمذكور في الحديث نوعان من الزهد احدهما الزهد في الدنيا والمذكور في الحديث نوعان من الزهد احدهما الزهد في الدنيا والاخر الزهد فيما في ايدي الناس والاخر الزهد فيما في ايدي الناس والثاني مندرج في الاول وافرد عنه لاختلاف الثمرة الناشئة منه وافرد عنه لاختلاف الثمرة الناشئة عنه فان من زهد فيما في ايدي الناس احبه الناس فان من زهد فيما في ايدي الناس احبه الناس لانه لا ينازعهم في شيء يريدونه لانه لا ينازعهم بشيء يريدونه واما الزهد في الدنيا فيثمر لصاحبه محبة الله واما الزهد في الدنيا فيثمر لصاحبه محبة الله والمراد به اعراضها وزينتها اعراضها وزينتها مما يتمتع به الناس مما يتمتع به الناس احسن الله اليكم. الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار. حديث حسن رواه ابن ماجة والدار قطني وغيرهما مسندا. ورواه مالك في الموطأ مرسلا عن عمرو ابن يحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فاسقط طاب سعيد وله طرق يقوي بعضها بعضا هذا الحديث لم يروه ابن ماجة من حديث ابي سعيد الخدري وانما رواه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما واما حديث ابي سعيد الخدري فرواه الدار قطني بالسنن وكلاهما اسناده ضعيف ويروى هذا الحديث عن جماعة من الصحابة باسانيد ضعيفة لكن يقوي بعضها بعضا كما ذكر المصنف لكن يقوي بعضها بعضا كما ذكر المصنف فيكون الحديث حسنا وفي الحديث المذكور نفي امرين احدهما الضرر قبل وقوعه فيدفع بالحيلولة دونه الضرر قبل وقوعه فيدفع بالحيلولة دونه والاخر الضرر بعد وقوعه فيرفع بازالته الضرر بعد وقوعه فيرفع بازالته فيكون قوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار اصح من قول الفقهاء الضرر يزال لان القول النبوي يشمل الضرر قبل وقوعه وبعد وقوعه لان القول النبوي يشمل الضرر قبل وقوعه وبعد وقوعه واما عبارة الفقهاء فتختص بالضرر بعد وقوعه واما عبارة الفقهاء فتختص بالضرر بعد وقوعه والمنهي عنه من الضرر في الحديث نوعان والمنهي عنه من الضرر في الحديث نوعان احدهما الضرر المبتدأ به الضرر المبتدأ به والاخر الضرر الواقع في مقابلة ضرر غيره الضرر الواقع في مقابلة من ضرر غيره بان يبتدأه احد بضرر فيرد عليه بمثله بان يبتدعه احد بضرر فيرد عليه بمثله احسن الله اليكم. الحديث الثالث والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعطى الناس بدعوة هنا ادعى رجال اموال قوم ودماءهم لكن البينة على المدعي واليمين على من انكر. حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا واصله في الصحيحين هذا الحديث رواه البيهقي بالسنن الكبرى وهو بهذا اللفظ غير محفوظ فلا يصح وهو بهذا اللفظ وغير محفوظ فلا يصح ويثبت بلفظ لو يعطى الناس بدعواهم لدعى ناس دماء رجال واموالهم. لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال دماء ادعى ناس دماء رجال واموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه ولكن اليمين على المدعى عليه متفق عليه واللفظ لمسلم وليس عندهما ان البينة على المدعي وليس عندهما ان البينة على المدعي ورواياه بلفظ مختصر ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين على المدعى عليه وروياه بلفظ مختصر ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين على المدعى عليه وفي الحديث بيان ما تحسم به النزاعات بيان ما تحسم به المنازعات في الحديث بيان ما تحسب به المنازعات ويفصل به بين الخصومات وهو جعل البينة على المدعي وهو جعل البينة على المدعي وجعل اليمين على المدعى عليه وجعل اليمين على المدعى عليه وهو المنكر للدعوة والمدعي هو المبتدئ بالدعوة المطالب بها والمدعي هو المبتدئ بالدعوة المطالب بها والمدعى عليه هو الذي وقعت عليه الدعوى والمدعى عليه هو الذي وقعت عليه الدعوى فهو المطالب بها والبينة اسم لكل ما يبين به الحق ويظهر والبينة اسم لكل ما يبين به الحق ويظهر من شهادة او غيرها واليمين هي القسم والحلف واليمين هي القسم والحلف ومقتضى هذا الحديث ان البينة على المدعي ومقتضى هذا الحديث ان البينة على المدعي وان اليمين على المدعى عليه وان اليمين على المدعى عليه فمن ادعى شيئا طولب ببينته فمن ادعى شيئا طولب ببينته ومن ادعي عليه شيء دفعه باليمين ومن ادعي عليه شيء دفعه باليمين متبرئا منه والمذكور فيه ليس اصلا مطردا والمذكور فيه ليس اصلا مطردا بل ينظر فيه الى قرائن الاحوال بل ينظر فيه الى قرائن الاحوال فقد تجعل اليمين في حق المدعي فقد تجعل اليمين في حق المدعي على ما هو مقرر عند الفقهاء لباب الدعاوى والبينات فالحديث لو صح وبالنظر الى الاصل العامي الحديث لو صحه بالنظر الى الاصل العامي الذي قد يتخلف في بعض القضايا الذي قد يتخلف في بعض القضايا فتحول اليمين الى المدعي لا المدعى عليه فتحول اليمين الى المدعي لا المدعى عليه احسن الله اليكم. الحديث الرابع والثلاثون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك ضعف الايمان. رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه وفيه الامر بتغيير المنكر والامر للايجاب فتغيير المنكر واجب والمنكر شرعا كل ما انكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحريم كل ما انكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحريم المنكرات هي المحرمات فالمنكرات هي المحرمات وتغيير المنكر له ثلاث مراتب الاولى تغيير المنكر باليد والثانية تغيير المنكر باللسان والثالثة تغيير المنكر بالقلب فاما المرتبة الاولى وهي تغيير المنكر باليد فهي حق لمن كان له سلطان كولي امر بالناس او نائبه او والد في ولده او والد في ولده في غير المنكر بيده مزيلا له واما المرتبة الثانية والثالثة فهي متعلقة بالناس اجمعين وقدم الانكار باليد لانه ابلغ في ازالة المنكر ثم دونه اللسان ثم دونه القلب وعلقت المرتبتان الاولى والثانية بالاستطاعة وعلقت المرتبتان الاولى والثانية بالاستطاعة فمن وجد قدرة على ذلك انكر بها ولم تعلق المرتبة الثالثة بالاستطاعة لانه مقدور عليها في حق كل احد انه مقدور عليها في حق كل احد فانه اذا تعذر الانكار باليد او باللسان فلا يتعذر ابدا الانكار بالقلب لانه لا يطلع عليه الا سلطان لاحد من الخلق عليه والمراد بتغيير المنكر بالقلب كراهته وبغضه والمراد بتغيير المنكر بالقلب كراهته وبغضه والنفور منه فاذا وجد هذا في القلب كان القلب منكرا المنكر نافرا منه مباعدا له ولا يشترط ظهور اثار ذلك ولا يشترط ظهور اثار ذلك تمعير الوجه وتحميظه وتقليبه او نخض اليد او اخراج اللسان او غير ذلك فيكفي وجود المعنى المتقدم في القلب احسن الله اليكم الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا. المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره وها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه وليس عنده قوله ولا يكذبه فهي غير واردة بروايته وفي الحديث ذكر خمس من المنهيات الاولى في قوله لا تحاسدوا وهي وهو نهي عن الحسد وهو كراهية وصول النعمة الى العبد وهو كراهية وصول النعمة الى العبد سواء تمنى زوالها ام لم يتمنى سواء تمنى زوالها او لم يتمنى فليس من شرط الحسد تمني زوال النعمة فليس من شرط الحسد تمني زوال النعمة بل يكفي وجود كراهية وصولها الى احد من الخلق بل يكفي وجود كراهية اصولها الى احد من الخلق ذكره ابن تيمية الحفيد والثاني والثانية في قوله ولا تناجشوا والنجس في والنجس في كلام العرب اثارة الشيء والوصول اليه بمكر وحيدة اثارة الشيء والوصول اليه بمكر وحيلة فالحديث نهي عن تحصيل المطالب بالمكر والاحتيال الحديث نهي عن الوصول الى المطالب بالمكر والاحتيال والثالثة في قوله ولا تباغضوا وهو نهي عن التباغب اذا فقد مسوغه الشرعي اذا فقد مسوغه الشرعي اما مع وجود مسوغه الشرعي فهو غير منهي عنه تبوظي الفاسق او المبتدع والرابعة في قوله ولا تدابروا وهو نهي عن التدابر وهو التقاطع والتهاجر والتصارم ومحله اذا كان لامر دنيوي ومحله اذا كان لامر دنيوي اما اذا كان لامر ديني فهو جائز بقدر تحصيل مصلحة المقاطعة واما اذا كان لامر ديني فهو جائز بقدر تحصيل مصلحة المقاطعة بان يهجره بزجره عن غيه بان يهجره لزجره عن غيه والخامسة في قوله ولا يبع بعضكم على بيع بعض وهو نهي عنه في المعاملات المالية كلها على اختلاف انواعها ثم اتبع النبي صلى الله عليه وسلم تلك المنهيات الخمس بقوله صلى الله عليه وسلم وكونوا عباد الله اخوانا وهذه الجملة تحتمل معنيين احدهما انها امر لا يراد به حقيقته بل يراد به الخبر انكم متى امتثلتم المناهي المتقدمة صرتم اخوانا انكم متى امتثلتم المناهي المتقدمة اخوان والاخر انه امر يراد به حقيقته فهو امر بتحصيل كل سبب يقوي الاخوة الدينية فهو امر بتحصيل كل سبب يقوي الاخوة الدينية وكلا المعنيين صحيح ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم من تعقد معه الاخوة الدينية فقال المسلم اخو المسلم واتبعها بذكر حقوق من اعظم حقوق الاخوة فقال لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره ثم قال التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات اي اصل التقوى في القلوب فالمراد بالاشارة الى الصدر ارادة القلب فالمراد بالاشارة الى الصدر ارادة القلب لانه محل الفكر والارادة لانه محل الفكري والارادة ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم محذرا من احتقار المسلم بحسب امرء من الشر ان يكفيه من الشر ان يحقر اخاه المسلم ثم ختم بما يردع المجرم عن حق المسلم بقوله كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه والله عز وجل حرم على المسلمين بعضهم على بعض دماءهم واموالهم واعراضهم احسن الله اليكم. الحديث السادس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. ومن ستر ومن ستر مسلما ستر الله في الدنيا والاخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت لا يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم بهذا اللفظ هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه وقد ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم خمسة اعمال مقرونة بذكر جزائها فالعمل الاول تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا والكرب هي الشدائد وتنفيسها ازالتها وجزاؤه ان ينفس الله عن عامله كربة من كرب يوم القيامة وجزاؤه ان ينفس الله عن عامله قربة من كرب يوم القيامة وجعل جزاء هذا العمل مؤجلا تعظيما له وجعل جزاء هذا العمل مؤجلا تعظيما له فهو اكمل بالثواب والاجر فكرب الدنيا مهما عظمت لا تكونوا شيئا عند كربة من كرب يوم القيامة والعمل الثاني التيسير على المعسر وجزاؤه ان ييسر الله عليه في الدنيا والاخرة وجزاؤه ان ييسر الله عليه في الدنيا والاخرة والعمل الثالث الستر على المسلم وجزاؤه ان يستر الله على عامله في الدنيا والاخرة والناس في باب الستر قسمان احدهما من لا يعرف بالفسق ولا شهر به بل لا يعرف بالفسق ولا شهر به والاخر من عرف بالفسق وشهر به من عرف بالفسق وشهر به فالاول اذا وقع منه ذنب وزلت به قدمه ستر عليه الاول اذا وقع منه ذنب وزلت فيه قدمه ستر عليه واما الثاني فانه لا يستر عليه واما الثاني فانه لا يستر عليه فيرفع امره الى السلطان او نائبه ليردعه عن شره في رفع امره الى السلطان او نائبه ليردعه عن شره فالمراد بعدم الستر فالمراد بعدم الستر رفع امره الى من يتولاه لا التعدي عليه بظلم وجور التعدي عليه بظلم وجور فانه محرم فمثلا لو ان انسانا رأى احدا شهر بشرب الخمر بين الناس فرآه وهو مخمور ساقطا عند سيارته فان المأمور به في حقه ان يرفع امره الى ولي الامر او نائبه بان يبلغ عنه ما دام مشهورا بالفسق متهتكا به لكن لا يجوز له غير ذلك مما لم يؤذن به شرعا فلو قدر انه التقط له صورة في مقطع فيديو او غيره ثم نشره في الافاق فان فعله جائزة محرم فان فعله محرم فالشرع لم يأذن له في هذا وانما اذن له وفقا امر مرتب ترعى والعمل الرابع تلوخ طريق يلتمس فيه العلم وجزاؤه ان ييسر الله لعامله طريقا الى الجنة ان ييسر الله لعامله طريقا الى الجنة والمراد به التوفيق لاعمال اهلها في الدنيا والمراد به التوفيق لاعمال اهلها في الدنيا والهداية الى الصراط الموصل اليها في الاخرة والهداية الى الصراط الموصل اليها في الاخرة والعمل الخامس الاجتماع في بيت من بيوت الله وهي المساجد على تلاوة كتاب الله وتدارسه وجزاؤه نزول السكينة وغشيان الرحمة وحق الملائكة وذكر الله المجتمعين عنده ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ومن بطأ به نسبه ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه اعلاما بمقام العمل وان العمل وان العبد يرفع به لا بنسبه وان العبد يرفع به لا بنسبه فمن تأخرت رتبته في عمله فمن تأخرت رتبته في عمله لم يرتفع بالمقامات العالية والدرجات الرفيعة لاجل نسبه احسن الله اليكم. الحديث السابع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. وان هم وان هم بها فعمل كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة. وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتب الله سيئة واحدة. رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف فانظر يا اخي وفقنا الله واياك الى عظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الالفاظ. وقوله عنده اشارة الى الاعتناء بها وقوله كاملة للتأكيد وشدة الاعتناء بها. وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها كتبها الله عنده حسنة كاملة. فاكدها بكامل وان عملها كتبها الله سيئة واحدة فاكد تقليلها بواحدة ولم يؤكدها بكاملة فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه وبالله التوفيق هذا الحديث رواه البخاري ومسلم بهذا اللفظ فهو من المتفق عليه وهو حديث الهي نظيرا وهو حديث الهي نظير حديث ابي ذر الغفاري المتقدم وقوله ان الله كتب الحسنات والسيئات اي كتبها قدرا فقدر على الخلق عمل الحسنات والسيئات والكتابة القدرية للحسنات والسيئات تشمل امرين كتابة القدرية للحسنات والسيئات تشمل امرين احدهما كتابة عمل الخلق لهما كتابة عمل الخلق لهما فكتب الله على من شاء من خلقه ان يعمل حسنات او يعملا سيئات والاخر كتابة ثوابهما والجزاء المرتب عليهما كتابة ثوابهما والجزاء المرتب عليهما وكلاهما حق الا ان سياق الحديث يدل على الثاني لقوله ثم بين ذلك وذكر الثواب عليها والحسنة اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن والحسنة اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن وهي كل ما امر الشرع به وهي كل ما امر الشرع به والسيئة اسم لكل ما توعد عليه بالثواب السيء اسم بكل ما توعد عليه بالثواب السيء وهي كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريمه وهو كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريم فدائرة الحسنات تشمل ايش تشمل الفرائض والنوافل فدائرة الحسنات تشمل الفرائض والنوافل واما دائرة السيئات فتختص بايش السيئة بالمحرمات فتختص بالمحرمات والعبد بين الحسنة والسيئة له اربع احوال والعبد بين الحسنة والسيئة له اربع احوال فالحال الاولى ان يهم بالحسنة ايهما بالحسنة ولا يعمل بها فيكتبها الله عنده حسنة كاملة فيكتبها الله عنده حسنة كاملة والمراد بالهم هنا هم الخطرات والمراد بالهم هنا هم الخطرات اي مجرد جريان الامر في النفس اي مجرد جريان الامر في النفس ولو لم يعزم عليه فاذا جرى في الخاطر فعل الحسنة كتبها الله عنده حسنة كاملة والحال الثانية ان يهم بالحسنة ويعمل بها فيكتبها الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة واختلاف تظعيف الحسنة بحسب ايش بحسب حسن اسلام العبد بحسب حسن اسلامي لعبده فاقل ما يقع التضعيف به ان تكتب الحسنة عشرا وهذا في حق كل من عمل حسنته اما الزيادة على ذلك ومتفاوتة اما الزيادة على ذلك فمتفاوتة بين الخلق فمنهم من يضاعف له حتى يبلغ سبعمائة ضعف ومنهم من يضاعف له اضعافا كثيرة بحسب ما يكون معه من حسن الاسلام طيب ما الفرق بين قال الاولى والحالة الثانية طيب والنتيجة الفرق والفرق بينهما ان الهم بالحسنة تكتب به حسنة واحدة فقط الفرق بينهما ان الهم بالحزنة تكتب به حسنة واحدة فقط فلا يحصل تضعيف الحسن الا بالعمل بها فلا يحصل تضعيف الحسنة الا بالعمل بها. والحال الثالثة ان يهم بالسيئة ويعمل بها فتكتب سيئة واحدة ولا تضاعف على العبد ان يهم بالسيئة في عمل بها فتكتب سيئة واحدة ولا تضاعف على العبد والحال الرابعة ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها وترك العمل بالسيئة بعد الهم بها يكون لاحد امرين وترك العمل بالسيئة بعد الهم بها يكون لاحد امرين اولهما ان يكون الترك لسبب وثانيهما ان يكون الترك لغير سبب ان يكون الترك لغير سبب فالاول وهو ترك السيئة لسبب له ثلاثة اقسام فالاول وهو ترك السيئة بسبب له ثلاثة اقسام القسم الاول ان يكون السبب خشية الله ان يكون السبب خشية الله فيترك السيئة بعد الهم بها خشية من الله فتكتب له فتكتب له حسنة والقسم الثاني ان يكون السبب مخافة المخلوقين ومراءاتهم ان يكون السبب مخافة المخلوقين مخافة المخلوقين ومراءتهم فتكتب عليه سيئة ذلك تكتب عليه سيئة ذلك والقسم الثالث ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة مع الاشتغال بتحصيل اسبابها مع الاشتغال بتحصيل اسبابها فهذا تكتب عليه سيئة فهذا تكتب عليه سيئة كما لو قدر ان احدا اراد ان يسرق بيتا فنصب السلم ودخل البيت ثم حاول كسر ابوابه فلم يقدر فخرج منه فهذا وان لم يسرق لكن تكتب عليه سيئة السرقة لانه اشتغل بتحصيل اسبابها اما ترك السيئة لغير سبب فله قسمان اما ترك السيئة لغير سبب فله قسمان القسم الاول ان يكون الهم بالسيئة هم خطرات ان يكون الهم بالسيئة هم خطرات فلم يسكن قلبه اليها فلم يسكن قلبه اليها ولاطمأن بها بل نفر عنها فهذا تكتب له حسنة فهذا تكتب له حسنة وهو المذكور في الحديث وهو المذكور في الحديث والقسم الثاني ان يكون الهم بالسيئة هم عزم ان يكون الهم بالسيئات هم عزم وهم العزم هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة وهم العزم هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة المقترنة بالتمكن من الفعل المقترنة بالتمكن من الفعل وهذا القسم له نوعان هذا القسم له نوعان احدهما ما كان من اعمال القلوب الشك في الوحدانية او العجب او الكبر او الحسد فهذا يترتب عليه اثره ويؤاخذ عليه العبد هذا يترتب عليه اثره ويؤاخذ عليه العبد وتكتب به سيئة وتكتب به سيئة والثاني ما كان من اعمال الجوارح فيكون القلب مصرا عليه عاقدا العزم على اتيانه لكن لا يظهر له اثر في الخارج فهذا تكتب عليه سيئة في اصح قولي اهل العلم باصح قولي اهل العلم وهو اختيار المصنف وابن تيمية الحفيد وهو اختيار المصنف وابن تيمية الحفيد وهذه الاقسام للاحوال العارضة للهم بالحسنة والسيئة وما يتعلق بهما من العمل والجزاء عليها يبين الجلالة موقع حفظ القلب من الخواطر وانه لا ينبغي ان يرسل قواطره بان لا تنعقد في قلبه فيقع بالسيئات وهي مسألة كبيرة طويلة الذيل وحاصل كلام اهل العلم فيها هو ما سبق بيانه مفصلا احسن الله اليكم. الحديث الثامن والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من عادى وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولئن لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. رواه البخاري هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه بهذا اللفظ دون مسلم فهو من افراده عنه ووقع في بعض روايات البخاري وان سألني لاعطينه وان سألني لاعطينه وكذا ولئن استعاذ بي ولئن استعاذ بي وزاد في اخره وما ترددت عن شيء انا فاعله وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وانا اكره مساءته يكره الموت وانا اكره مساءته وفي الحديث بيان جزاء معاداة اولياء الله في قوله من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب اي اعلمته بالحرب ان الله محارب له والولي شرعا كل مؤمن تقي والولي شرعا كل مؤمن تقي فيندرج فيه النبي فمن دونه وهو المراد بالحديث وهو المراد في الحديث ومعاداة الولي تؤذن صاحبها بحرب من الله ومحل ذلك تيئان احدهما ان يعاديه لاجل دينه ان يعاديه لاجل دينه والاخر ان يعاديه لاجل الدنيا مع ظلمه والتعدي عليه ان يعاديه لاجل الدنيا مع ظلمه والتعدي عليه وعلم انه اذا عاداه لاجل الدنيا بغير ظلم لم يدخل في الحديث وعلم انه اذا عاداه لاجل الدنيا بغير ظلم فلا يدخل في الحديث كمن ينازع مؤمنا تقيا في ارض لكل واحد منهما حجة عليها كمن ينازع مؤمنا تقيا في ارض لكل واحد منهما حجة عليها مع السلامة من البغي والظلم والتعدي فهذا لا يدخل في الحديث وقوله فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها اي لا يقع شيء منه يتعلق بهذه المذكورات الا ما يحبه الله ويرضاه. اي لا يقع شيء منه يتعلق بهذه المذكورات الا بما يحبه الله ويرضاه فيوفقه الله فيما يسمع ويبصر ويبطش ويمشي يوفقه الله بما يسمع ويبصر ويبطش ويمشي احسن الله اليكم. الحديث التاسع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز لي عن امتي قطع والنسيان وما استكرهوا عليه. حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما هذا الحديث رواه ابن ماجة بلفظ ان الله وضع عن امتي بلفظ ان الله وضع عن امتي ورواه البيهقي بلفظ قريب منه واسناده ضعيف والرواية في هذا الباب فيها لين فيروى الحديث من وجوه اخرى ضعيفة ومن اهل العلم من يراه حديثا حسنا والمشهور عن كبار حفاظ كالامام احمد ابن حنبل انه لا يصح وفي الحديث بيان فضل الله على هذه الامة بوضع المؤاخذة عنها والمراد بالوضع نفي وقوع الاثم مع وجودها نفيو وقوع الاثم مع وجودها فلا اثم مع الخطأ ولا النسيان ولا الاكراه فالامور الثلاثة اولها الخطأ وهو وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعلوه وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله والثاني النسيان وهو ذهول القلب عن معلوم له متقرر فيه وهو ذهول القلب عن معلوم له متقرر فيه والثالث الاكراه وهو ارغام العبد على ما لا يريد وهو ارغام العبد على ما يريد احسن الله اليكم. الحديث الاربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي. فقال كن في الدنيا كانك غريب او عابر سبيل. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء فخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري هذا الحديث رواه البخاري وحده دون مسلم فهو من افراده عنه وفيه ارشاد النبي صلى الله عليه وسلم الى الحال التي ينبغي ان يكون عليها العبد في الدنيا العبد مأمور بان يكون في الدنيا احد في احدى الين الحال الاولى منزلة الغريب وهو المقيم بغير بلده وهو المقيم بغير بلده فقلبه متعلق بالرجوع الى بلده لان اقامته مؤقتة والثانية منزلة عابر السبيل وهو المسافر الذي يمر ببلد فيخرج منها فليس له نية الاقامة فيها مؤقتة ولا دائمة فليس له نية اقامة فيها مؤقتة ولا دائمة فمن اراد سلامة قلبه كان حظه من الدنيا ان ينزل نفسه احدى المنزلتين المتقدمتين فاما ان يكون في الدنيا بمنزلة الغريب للاقامة المؤقتة او بمنزلة عابر السبيل الذي لا تستقر قدمه في بلد دخل فيه لانه عابر له والمنزلة الثانية اكمل من الاولى والمنزلة التانية اكمل من الاولى لقلة التعلق بالدنيا فيها لقلة التعلق بالدنيا فيها وصلاح الامر في الدنيا ان يأخذ العبد منها قدر الحاجة وصلاح القلب في امر الدنيا ان يأخذ القلب ان يأخذ العبد منها قدر الحاجة مع اعراضه عما زاد على ذلك من زخرفها فانها اذا استولت على القلب افسدته فمن انواع مفسدات القلب حب الدنيا فمن انواع مفسدات القلب حب الدنيا احسن الله اليكم الحديث الحادي والاربعون عن ابي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح هذا الحديث عزاه المصنف الى كتاب الحجة واسمه الحجة على تارك المحجة لابي الفتح نصر ابن ابراهيم المقدسي والحديث عند من هو اشهر منه واولى بالعزو فرواه ابن ابي عاصم في كتاب السنة والاصبهاني وابو نعيم الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء واسناده ضعيف وتحسين هذا الحديث بعيد جدا على ما بينه ابن رجب في جامع العلوم والحكم والهوى المذكور في الحديث هو الميل المجرد فمعنى قوله حتى يكون هواه اي حتى يكون ميله تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فلا يؤمن العبد حتى يكون ميله تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فلا يؤمن العبد حتى يكون ميله تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه عليه وسلم والايمان المنفي في الحديث يحتمل معنيين احدهما ان يكون المنفي اصل الايمان ان يكون المنفي اصل الايمان وذلك اذا كان المراد بقوله لما جئت به وذلك اذا كان المراد بقوله لما جئت به ما لا يصح اسلام العبد الا به ما لا يصح اسلام العبد الا به والاخر ان يكون المراد نفي كمال الايمان ان يكون المراد نفي كمال الايمان وذلك اذا كان المقصود بقوله لما جئت به ما يصح اسلام العبد دونه ما يصح اسلام العبد دونه فاذا لم يكن ميل العبد الى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم متعلقا بما لا يصح الاسلام الا به صار النفي نفيا لاصل الايمان كان لا يكون ميل العبد الى افراد الله بالعبادة فيكون ميله الى ان يعبد الله وتجعل لغيره عبادة فهذا يكون المنفي اصل الايمان اما اذا كره شيئا ولم يمل اليه مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مما يصح اسلام العبد بدونه فهذا يتعلق به نفي كمال الايمان لا نفي اصل الايمان ككراهية الرجل ان ينفق على زوجته مع وجود مال لها فهذا الذي يوجد في الرجال ويكرهونه ولا يميلون الى امتثال حكم الشرع فيه يكون المنفي فيه كمال الايماني نعم احسن الله اليكم. الحديث الثاني والاربعون عن انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. هذا الحديث رواه الترمذي في الجامع وهو حديث حسن ولفظه في النسخ التي بايدينا على ما كان فيك عوض على ما كان منك والحديث مشتمل على ذكر ثلاثة اسباب عظيمة من اسباب المغفرة اولها الدعاء المقترن بالرجاء وقرن الدعاء بالرجاء لافادة ان الداعي حاضر القلب وقرن الدعاء بالرجاء لافادة ان الداعي حاضر القلب فهو يدعو مع اقبال قلبه على الله وتعلقه به فهو يدعو مع اقبال قلبه على الله وتعلقه به وثانيها الاستغفار وثالثها توحيد الله واشير اليه بعدم الشرك في قوله ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لان غاية التوحيد ابطال الشرك لان غاية التوحيد ابطال الشرك واخر ذكر التوحيد مع جلالة موقعه في الدين لعظم اجره وثوابه واخر ذكر التوحيد مع عظم جلالته في الدين لعظم اجره وثوابه وقوله بتراب الارض القراب بضم القاف وكسرها و ملء الشيء هو ملء الشيء فلو لقي العبد ربه بملئ الارض خطايا ثم لقيه لا يشرك به شيئا غفر الله له واتاه بقرابها مغفرة احسن الله اليكم. خاتمة الكتاب فهذا اخر ما قصدته من بيان الاحاديث التي جمعت قواعد الاسلام وتضمنت ما لا يحصى من انواع العلوم في الاصول والفروع والاداب وسائر وجوه الاحكام وها انا ذا اذكر بابا مختصرا جدا في ضبط خفية الفاظية مرتبة لان لا يغلط في شيء منها وليستغني بها حافظها عن مراجعة غيره في ثم يشرع في شرحها ان شاء الله تعالى في كتاب مستقل وارجو من فضل الله تعالى ان يوفقني فيه لبيان ان يوفقني في لبنى لمهمات من اللطائف والجمل من الفوائد والمعارف لا يستغني مسلم عن معرفة مثلها ويظهر لمطالعها جزالة هذه الاحاديث وعظم فضلها وما اشتملت عليه من النفائس التي ذكرتها والمهمات التي وصفتها ويعلم بها الحكمة في اختيار هذه الاحاديث الاربعين انها حقيقة بذلك عند الناظرين وانما افردتها عن هذا الجزء ليسهل حفظ الجزء بانفراده ثم من اراد ثم من اراد ضم الشرح اليه افعل ولله عليه المنة بذلك اذ يقف على نفائس اللطائف المستنبطة من كلام من كلام من قال الله في حقه وما ينطق وعن الهوى ان هو الا وحي يوحى ولله الحمد اولا واخرا وباطنا وظاهرا. لما فرغ المصنف رحمه الله من سرد تلك الاحاديث المعدودة عنده من جوامع الكلم اتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها والحامل له على ذكر هذا الباب امران والحامل له على ذكر هذا الباب امران احدهما منع الغلط في قراءتها منع الغلط في قراءتها كما قال بان لا يغلط في شيء منها والاخر اغناء حافظ تلك الضغوط عن غيره اغناء حافظ تلك الضغوط عن غيره في تحقيق الفاظها كما قال وليستغني بها حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها ثم وعد المصنف ان يشرح هذه الاحاديث التي انتخبها في كتاب مستقل واحترمته المنية قبل ذلك فمات رحمه الله ولم يشرح هذا الكتاب الذي جمعه ذكره تلميذه ابن العطار ثم بين انه صنف هذا الشرح عن ابن العطار لما مات شيخه ولم يشرح كتابه فشرحه تلميذه ابن العطار وشرحه مطبوع وهو من بواكير الشروح الشروح على الاربعين النووية والكتاب الذي بين الذي بايدي الناس ينسب الى النووي باسم شرح الاربعين لا تصح نسبته اليه احسن الله اليكم باب الاشارة الى ضبط الالفاظ المشكلات هذا الباب وان ترجمته بالمشكلات فقد ينبه فيه على الفاظ من الواضحات في الخطبة نضر الله امرء روي بتشديد الضاد وتخفيفها والتشديد اكثر ومعنى وحسنه وجمله. الحديث الاول امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو اول من سمي امير المؤمنين. قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات المراد لا تحسب الاعمال الشرعية الا بالنية. قوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى الله ورسوله معناه مقبولة. الحديث الثاني لا يرى عليه اثر السفر وبضم الياء من يرى قوله قوله صلى الله عليه وسلم تؤمنوا تؤمن بالقدر خيره وشره معناه تعتقد ان الله قدر الخير والشر قبل خلق الخلق وان جميع الكائنات بقضاء الله تعالى وقدره. وهو مريد لها. هذا الذي ذكره المصنف وبعض حقيقة الايمان بالقدر وتقدم ان المختار في الايمان بالقدر هو حقيقته الشرعية وهي علم الله بالوقائع وكتابته لها علم الله بالوقائع وكتابته لها ومشيئته وخلقه اياه مشيئته وخلقه اياه فالايمان بالقدر يشتمل على هذا المعنى تاما والذي ذكره المصنف هو بعض ذلك. نعم قوله صلى الله عليه وسلم فاخبرني عن امارتها هو بفتح الهمزة اي علامتها ويقال امار بلا هاء لغتان قوله قوله صلى الله عليه وسلم قوله صلى الله عليه وسلم فاخبرني عن امارتها هو بفتح الهمزة اي علامتها ويقال امار بلا هاء لغتان بلا هاء لغتان لكن الرواية بالهاء قوله صلى الله عليه وسلم تلد الامة ربتها اي سيدتا ومعناه ان تكثر السراري حتى تلد الامة السرية بنتا لسيدها وبنت قلت سيدي في معنى سيدي وقيل يكثر بيع السراري حتى تشتري المرأة امها وتستعبدها جاهلة بانها امها وقيل غير ذلك وقد اوضحته في شرح صحيح مسلم بدلائله وجميع طرقه قوله العالة اي الفقراء ومعناه ان اسافل الناس يصيرون اهل ثروة ظاهرة قوله لبثت من يهو بتشديد الياء اي زمانا كثيرا وكان ذلك ثلاثا. هكذا جاء مبينا. في رواية ابي داوود والترمذي وغيرهما الحديث الخامس قوله من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اي مردود كالخلق بمعنى مخلوق. الحديث السادس قوله فقد استبرأ دينه وعرضه اي صان اين هو حمى عرضه من وقوع الناس فيه؟ قوله يوشك هو بضم الياء وكسر شين اي يسرع ويقرب قول حمى الله محارمه معناه الذي حماه الله تعالى منع دخوله هو الاشياء التي حرمها الحديث السابع قوله عن ابي رقية هو بضم الراء وفتح القاف وتشديد الياء قوله الداري منسوب الى جد له اسمه الدار وقيل الى موضع يقاله ويقال فيه ايضا الديري نسبة الى دير. كان يتعبد فيه وقد بسطت القول في ايضاحه في اوائل شرح صحيح مسلم. قوله رحمه الله ويقال وقيل الى موضع يقال له دارين لا تصح نسبته الى البلدة التي تسمى دارين ذكره ابو المظفر لابي ورد النسابة وابن طاهر في الانساب المتفقة وقوله ويقال له الديني ويقال فيه ايضا الديني والديري نسبة الى دين كان يتعبد فيه اي حال تنصره قبل الاسلام اي حال تنصره قبل الاسلام فان التعبد في الصوامع والكهوف واعتزال الناس فيها ليس من دين الاسلام. فالحال المذكورة كانت له قبل اسلامه في ابان نصرانيته فكان جديرا بالمصنف ان يقيدها بذلك كما فعل في شرح صحيح مسلم وفي تهذيب الاسماء واللغات فذكر ان ذلك كان حال نصرانيته احسن الله اليكم الحديث التاسع قوله واختلافهم هو بضم الفائدة بكسرها الحديث العاشر قوله غذي بالحرام وبضم الغين وكسر الدال المعجمة هو بضم الغين وكسر الذال المعجمة المخففة وذكر الجرداني في شرح الاربعين انه جاء ايضا بالتشديد فيقال غذي وغذي لكن الرواية العالية هي التخفيف وغذي بالحرام. نعم احسن اليكم الحديث الحادي عشر قوله دع ما يريبك الى ما لا يريبك بفتح الياء وضمها لغتان والفتح افصح اشهر ومعناه اترك ما شككت فيه بوعد الى ما لا تشك فيه ما ذكره رحمه الله من تفسير الشك من تفسير الريب بالشك فيه نظر والصحيح ما تقدم ان الريب وايش قلق النفس واضطرابها ذكره ابن تيمية وابن القيم وابن رجب في اخرين. نعم الحديث الثاني عشر قوله يعني بفتح اوله. الحديث الرابع عشر قوله الثيب الزاني معناه المحصن اذا زنا وللاحصان شروط معروفة في كتب الفقه الحديث الخامس عشر قوله او ليصمت بضم الميم. وسمع كسرها ايضا وهو القياس فيصح او ليصمت او ليصمت الحديث السابع عشر القتلة والذبحة بكسر اولهما قوله وليحد وبضم الياء وكسر الحاء وتجديد الدال يقال احد السكين وحدها واستحدها بمعنى الحديث الثامن عشر جندب بضم الجيم وبضم الدال وفتحها وجنادة بضم الجيم. الحديث التاسع عشر تجاهك بضم التاء وفتح الهاء امامك كما في الرواية الاخرى ذكر صاحب القاموس وغيره ان تجاه مثلثة التاء معنى مثلثة التاء انها تجيء بالضم والفتح والكسر فيقال تجاه وتجاه وتجاه والمشهور الضم ها احسن الله اليكم تعرف الى الله في الرخاء تحبب اليه بلزوم طاعته واجتناب مخالفته. الحديث العشرون قوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت معناه اذا اردت فعل شيء فان كان مما الا تستحي من الله ومن الناس في فعله فافعله والا فلا وعلى هذا من دار الاسلام الحديث الحادي عشر الحادي والعشرون قل امنت بالله ثم استقم اي استقم كما امرت ممتثلا امر الله تعالى مجتنب النهيه الحديث الثالث والعشرون قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان المراد بالطهور الوضوء قيل معناه ينتهي تضعيف ثوابه الى نصف اجر الايمان وقيل الايمان وقيل الايمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء ولكن الوضوء تتوقف صحته عن الايمان فصار نصفا وقيل المراد بالايمان الصلاة والطهور شرط لصحتها فصار كالشطر وقيل غير ذلك قوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان اي ثوابها وسبحان الله والحمد لله تملآن اي لو قدر ثوابهما جسما لملأ ما بين السماء والارض وسببه اشتملتا عليه من التنزيه والتفويض الى الله تعالى والصلاة نور اي تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء وتهدي الى الصواب وقيل يكون ثوابها نورا لصاحبها يوم القيامة وقيل لانها سبب لاستنارة القلب والصدقة برهان اي حجة لصاحبها في اداء حق المال وقيل حجة في ايمان صاحبها لان المنافق لا يفعلها غالبا والصبر ضياء هي الصبر المحبوب وهو الصبر على طاعة الله تعالى والبلاء ومكاره الدنيا وعن المعاصي. ومعناه لا يزال صاحبه مستضيئا مستمرا على كل الناس يغدو فبائع نفسه معناه كل انسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقها ان يهلكها وقد بسطت شرح هذا الحديث في اول شرح صحيح مسلم فمن اراد زيادة فليراجعه وبالله التوفيق الحديث الرابع والعشرون قوله تعالى حرمت الظلم على نفسي اي تقدست عنه فالظلم مستحيل في حق الله تعالى لانه مجاوزة الحد او التصرف في لملك وهما جميعا محال في حق الله تعالى. تقدم ان المختار في حقيقة الظلم انه وضع الشيء في غير موضعه اما الذي ذكره بقوله بانه مجاوزة الحد او التصرف بغير ملك فهذا فيه نظر طويل فان حقيقة الظلم مما تباينت فيها الانظار وتنازع فيها النظار وبسط القول فيها ابن تيمية الحفيد برسالة مفردة في شرح حديث ابي ذر الغفاري اني حرمت الظلم على عبادي. الحديث الذي دم نعم احسن الله اليكم قوله تعالى فلا تظالموا هو بفتح التاء اي لا تتظالموا. قوله تعالى الا كما ينقص المخيط هو بكسر الميم واسكان الخاء المعجم وفتح الياء اي الابرة ومعنى لا ينقص شيئا الحديث الخامس والعشرون الدثور بضم الدال والثاء مثلثات الاموال واحدها دثر كفلس وفلوس قوله وفي بضع احدكم هو بضم الباء واسكان الضاد المعجمة وهو كناية عن الجماع اذا نوى به العبادة وهو قضاء حق الزوجة والطلب بولد صالح وعفاف النفس وكفها عن المحارم. قوله هو كناية عن الجماع ويقع ايضا كناية عن الفرج ويقع ايضا كناية عن الفرج. ذكره المصنف نفسه في شرح صحيح مسلمين. نعم الحديث السادس والعشرون السلامة بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم وجمعه سلاميات بفتح الميم وهي المفاصل والاعضاء وهي ثلاثمئة وستون دون مفصلا ثبت ذلك في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث السابع والعشرون النواس بفتح النون وتشديد الواو وسمعان بكسر السين المهملة وفتحها اشهر فسمعان اشهر من سمعان نعم قوله حاك بالحاء المهملة والكاف اي تردد وبسط بكسر الباء الموحدة الحديث الثامن والعشرون موحدة واحدة مثناه يعني اثنتين مثلثة يعني ثلاثة الثاء المثلث يعني ثلاث نقاط الياء المثناة والتاء المثناة يعني لها نقطتان نعم احسن الله اليكم الحديث الثامن والعشرون العربات العربات بكسر العين وبالموحدة سارية بالسين المهملة والاولياء المثناة من تحت قوله ذرفت بفتح الذال المعجمة والراء اي سالت قوله يعني المنقوتة فيفرقون بين المنقوت وغيره يقولون دال مهملة وذال معجمة وسين مهملة وشين معجمة وصاد ماشي مهملة وضاد معجمة. نعم احسن الله اليكم قوله بالنواجذ وبالذال المعجمة وهي الانياب وقيل الاضغاس والبدعة ما عمل على غير مثال سابق قوله رحمه الله البدعة ما عمل على غير مثال سابق هذا حد لها باعتبار اللسان العربي فهذا معناها في اللغة والمراد في الحديث معناها الشرع الذي تقدم بيانه في الحديث الخامس نعم الحديث التاسع والعشرون وذروة السنام بكسر الذال وضمها اي اعلاه ملاك الشيء بكسر الميم اي مقصوده؟ ملاك الشيء بكسر الميم وتفتح ايضا فيقال ملاك وملاك وقوله مقصوده يعني عماده ونظامه وما يطلب منه ولهذا ما حكم تسمية البنت ملاك جائز لان هذا معناه معناه نظام الاسرة نظام البيت عماد البيت يرى ان هذه البنت هي عمود هذا البيت فهو بهذا المعنى جائز ولا يراد بها مؤنث الملك فهذا غير مراد لكن اذا اريد هذا المعنى الذي تعرفه العرب كان تسمى البنت بهذا الاسم انها عماد البيت ونظام البيت وقوام البيت فهذا جائز احسن الله اليكم قوله يكبه بفتح الياء وضم الكاف الحديث الثلاثون الخشني بضم الخاء وفتح الشين ومعجمتين وبالنون منسوب الى خشينة قبيلة معروفة قوله جرثوم بضم الجيم والثاء المثلثة واسكان الراء بينهما وفي اسمه واسم ابيه اختلاف كثير قوله صلى الله عليه وسلم فلا تنتهكها انتهاك الحرمة تناولها بما لا يحل الحديث الثاني والثلاثون ولا ضرار هو بكسر الضاد المعجمة. الحديث الرابع والثلاثون فان لم فان لم يستطع فبقلبه معناه فلينكر بقلبه. وذلك يضعف الايمان اي اقله ثمرة. الحديث الخامس والثلاثون. ولا يخذله بفتح الياء واسكان الخاء وضم الدال المعجمة. ولا يكتب هو بفتح الياء الكاف قوله بحسب امرئ من الشر وباسكان السين مهملة ان يكفيه من الشر. الحديث الثامن والثلاثون فقد اذنت بالحرب هو بهمزة ممدوحة اي اعلمته بانه محارب لي قوله تعالى استعاذني ضبطوا بالنون وبالباء وكلاهما صحيح؟ ضبطوه بالنون استعاذني وبالباء تعالى بي احسن الله اليكم الحديث الاربعون كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل اي لا تركن اليها ولا تتخذها وطنا ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها ولا تتعلق منها بما لا يتعلق بها الغريب في غير وطنه. ولا تشتغل فيما ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب الى اهلك. الحديث الثاني والاربعون عنان السماء بفتح العين. قيل هو السحاب وقيل ما عن لك منها اي ظهر اذا رفعت رأسك قوله بقراب الارض بضم القاف وكسرها لغتان روي بهما. والضم والشر معناه ما يقارب ملئها فصل اعلم ان الحديث المذكور اولا من حفظ على امتي اربعين حديثا معنى الحفظ هنا ان ينقدها الى المسلمين وان لم يحفظها ولم يعرف معناها هذا حقيقة معناه وبه يحصل انتفاع المسلمين لا بحفظ ما ينقله اليهم والله اعلم بالصواب. الحمد لله الذي هدانا ولهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله وصلاته وسلامه على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم. وسلام على المرسلين الحمد لله رب العالمين قال مؤلفه فرغت منه ليلة الخميس التاسع والعشرين من جمادى الاولى سنة ثمان وستين وستمائة وهذا اخر البيان على جمل هذا الحديث بما يناسب المقام طبقة السماع سمع علي جميعا لمن سمع الجميع كتاب الاربعين النووية بقراءة غيره صاحبنا ويكتب اسمه تاما فلان بن فلان بن فلان ابو فلان فتم له ذلك في ثلاثة مجالس بالميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين باسناد مذكور في رفع النبراس لاجازة طلاب الاساس والحمد لله رب العالمين. صحيح ذلك وكتبه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم الاثنين التاسع عشر من شهر ذي القعدة سنة سبع وثلاثين واربعمئة اربع مئة والف في مسجد الوالدين بمدينة تبوك لقاؤنا بعد العصر ان شاء الله تعالى في الكتاب الخامس وهو ايش معاني الفاتحة وقصار المفصل والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين